|
وجه مشرق من بلادي
|
أعلم أنك قد توقعت أني سأتحدث عن علم من أعلام بلادي في شتى ضروب المعرفة والعلم ولكني آسف إن كنت سأخيب ظنك قليلاً فمن سأتحدث عنه هو واحد من غمار هذا الشعب , يكتوي بنفس النار التي يكتوي بها الناس في بلادي , يعيش نفس معاناتهم وضنكهم وأرقهم من الغد ومايحمله
كنت قد فقدت جواز سفري في السودان , ومضطر لإخراج جواز بدل فاقد في فترة وجيزة وبما أني من زمرة الملايين التي لاتملك واسطة ولا ظهر ولا هم يفرحون فقد توكلت على الحي البارئ وتوجهت إلي أقرب قسم شرطة منذ الصباح الباكر لإستخرج شهادة فقدان كخطوة أولى
كان في منتصف الثلاثينات يحمل رتبة عريف ,,, أسمرا ... نحيفاً وبشوشاً .. إستقبلني بترحاب وبإبتسامة طبيعية وغير متصنعة وليكن في علمك أن هذا يعد من رابع المستحيلات في أي قسم من أقسام الشرطة في بلادي العريضة فخطر في بالي سؤال بديهي (( الزول ده شبهني ولا شنو)) فشرعت في إيضاح سبب قدومي حتى لايختلط عليه الأمر فقاطعني بنفس الإبتسامة وهو يشير إلي مقعد بجوار مكتبه لأجلس عليه و بدأ في إجراء معاملتي في سلاسة حتي دخلت علينا إمرأة قد تكون في منتصف الستينات تريد شهادة فقدان أيضاً فاستأذنني بلباقة في أن يكمل معاملتها أولا إذا أمكن لأنها امرأة ومتقدمة في السن أيضا فأكمل لها اجراءها وعاد وأكمل لي إجرائي بنفس الأسلوب فشكرته وودعني بنفس بشاشة الترحاب التي قابلني بها , فخرجت من عنده بين مصدق ومكذب
بالله عليكم أوليس هذا وجه مشرق من بلادي ؟؟
|
|
|
|
|
|