|
رغم انها متأخره
|
مقال للاستاذة الصحفية اخلاص نمر فى جريدة الصحافة الصادرة اليوم الاحد 14/4/2013 نمريات .. رغم انها متأخره • اقر مجلس وزراء حكومة والاية الخرطوم فى اجتماعه الاخير برئاسة المهندس صديق الشيخ عدد من الموجهات الداعمة لبرنامج الصحة المدرسية كما اجاز توصيات اللجنة الوزارية المكلفة بوضع الية للتخطيط ووضع برامج لمكافحة المخدرات وانتشارها وسط الشباب وتزايد المدمنين والمتاجرين حيث تقرر اقامة مجلس اعلى لمكافحة المخدرات يتبع لوزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية • رغم انها( صحوة ) متاخرها لكنها مهمة جداً فى هذا التوقيت بالذات ولقد صارت المهددات مثل ( صحن الفول) يتعاطاها بعض الشباب والتى تبداء بحلقة صغيرة ما تلبث ان تتسع وتتمطى يزودها البعض بانواع اخرى من (الكيف ) وحبوب تم تصنيفها (هلوسة ) دخلت الخرطوم وما زالت تدخل عبر بوابات مختلفة الى ان تم اغراق السوق بها وصارت لحظة الامتاع بها وتدوير الخيال فى مقابل فراغ موحش سببه سياسات الوساطة والمحسوبية التى دفعت بالشباب الى ( الترويح المحرم) والخروج الى دائرة ارحب ليس لها حدود للكيف ولا خرائط لطريق القصور العالية التى تبنى على ارقى المستويات فى جلسة واحدة ! • ورغم انها متأخره الا اننا سندعمها لاننا نأمل فى بداية جيدة تقود الى نهاية حاسمة لكن يأتى السوال لماذا تتدفق المخدرات بكل مسمياتها ولحظات (كيفها )الى الخرطوم كمركز توزيع وتعاطى وولايات السودان الاخرى كمتلقى (ومحشش)؟ وكيف تفلت شحنات كثيرة وتمر مرور الكرام عبر بوابات الحراسة الموجودة على الطرق العامة والحدود ؟ وكيف لم يتم حتى الان وبعد ان صارت واقعا نسمع به ونشاهده ويعرفه العامة والخاصة اكتشاف بؤرها واماكن تجمعها ووسائطها ووسائلها وترحيلها من مناطق الانتاج الى مناطق التوزيع فالاستهلاك ؟ • ورغم انها متأخره الا انه واجب التهديف والطرق عليها يوميا فى وجود لجنة او غيره لان ولاية الخرطوم وحدها حسب احصائات عام 2011 تستهلك 65% من انتاج السودان من البنقو وان السودان كدولة افريقية تنتج 60% من البنقو المتداول فى افريقيا ! • ورغم انها جاءت متاخرة الا ان السعى الجاد والصادق لخروج الشباب من عنق الزجاجه المظلم وكارثة انتشار البنقو القاتله فى الجامعات والمعاهد والشوارع والازقة يجعلنا نستعجل عمل المجلس وضروة دعمه بطاقم متخصص فى التوعية المجتمعية قادرعلى اختراق تجمعات النشوة والكيف المزيف وانتشال البعض وتقديمه كدليل للتجربة السالبه وتاثيرها على حياته وسلوكه وحياة اسرته بكل زخم المعاناة وحزن التعاطى مع (اصدقاء سوء ) رموا بصنارة مليئه بطعم جازب فابتلعها ابنهم فبحث عن المزيد الذى ادخل الاسرة فى حسابات اخرى جعل الكشف عنها (وصمة ) فى جبين الاسرة التى تحتمل فوق طاقتها (ثورته اليومية) • ورغم انها متاخرة الا انه يستحق التواصل مع المجلس الذى يقع على كتفيه تمكين (اسلحة المواجهة) وجعلها مشرعة من اجل القضاء على المخدرات والبنقو كاحد الكيف المتبادل الان ويغرق فيه السودان فامكانيات ادارة المخدرات كاحد اذرع المكافحة ضعيفة والدليل الانتشار الواسع جدا لمخدرات مختلفة الاشكال والالوان والانواع والمسميات وفق لغتها العالمية او لغة شباب اليوم (الراندوك) • المجلس الاعلى سيجد طريقا صعبعا ومليئا بالاشواك ويحتاج لحاذقين مهرة يجيدون فنون الوصول الى الشباك بتهديف جيد بدربة خبير يعرف اتجاهات الاختراق الصحيحه للوصول الى ( الاوكار) • همسة :- اهدتها شمس يناير .. دفئا فسارت على طريق جديد .. وانبرت تجرى خلف شعاعها .... لكنها لم تبلغ المدى ... فعادت وعلى يديها ... حفنة من سراب
|
|
|
|
|
|