فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 01:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2012, 10:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012

    ترجمة النص الكامل لشهادة الدكتور حسن عبد الله الترابي أمام الكونجرس الأمريكي بتاريخ 5 ـ مايو ـ 1992

    د. الترابي:

    السيد: الرئيس السادة: أعضاء الكونغرس المحترمين

    بدأت العمل الإسلامي منذ الحياة الطلابية وانتقلت لبريطانيا ثم فرنسا. وقد ساعدتني الدراسة في أوربا في فهم وإدراك الهوية الإسلامية بصورة واسعة. وعندما التزمت بالعمل الإسلامي شاركت مع إخوتي وعدد من الأحزاب السياسية والهيئات بالدعوة لتطبيق الشريعة والدستور الإسلامي. ومن أجل هذا اعتقلت لمدة سبع سنوات في عهد النميري. وعندما ظهرت حركة المد الشعبي الإسلامي حاول النميري مسايرة الصحوة الإسلامية وتبنيها سياسياً وبذا أصبحت وزيراً للعدل.


    لم يسمح النميري لي بتطبيق البرنامج الإسلامي التدريجي وأسلمة القوانين والمؤسسات العامة، ثم اختلفنا وغدر النميري بنا وتم اعتقالي مرة أخرى .وعدت مرة أخرى وأصبحت أكثر نشاطاً في الحياة العامة وخلال العهد الحزبي وعند الحكومة الإئتلافية أعددنا القانون الجنائي الإسلامي. وعندما فشلت الديمقراطية في استقرار الحياة قام الجيش باستلام السلطة ووضعت تحت الاعتقال التحفظي لفترة قصيرة .لم آت لأمريكا بصفة رسمية ولكن حضرت للإدلاء بشهادة والحديث عن الأصولية الإسلامية التي أصبحت ظاهرة عامة. كما حضرت بهدف شرح ظاهرة الصحوة الإسلامية التي عمت أفريقيا والعالم الإسلامي. تقوم الصحوة الإسلامية على نقيض المجتمع الإسلامي التقليدي الهاجع الذي يحصر الدين في العبادة الشخصية.



    تتمثل الصحوة الإسلامية، والبعث الإيماني وإعادة صياغة السلوك الجماعي والفردي والتحرر الفكري وتكثيف النشاط الإجتماعي والسياسي لسد الفجوة الماثلة الآن بين المجتمع الإسلامي التقليدي والقيم الإسلامية العليا. بالرغم من ظهور الحركة الإسلامية في أفريقيا لكن من الأفضل فهم وإدراك الحركة الإسلامية بصورة شاملة خاصة بأبعادها العالمية، كما يجب النظر إليها كحركة متكاملة لتغيير كل المجتمع وليس مجرد حركة فردية أو حركة تغيير سياسي. ومن الأحسن الحكم عليها في إطار الصحوة الإسلامية التي نشأت منذ 40 عاماً ولكن العالم نظر إليها أخيراً .لقد شهدت معظم الدول الأفريقية وكل العالم الإسلامي حركات وطنية قادت الشعوب لنيل الاستقلال الوطني ولكنها اتجهت وجهة اشتراكية وعندما سقطت الشيوعية وفشلت في الوفاء بشعاراتها حدث اتجاه عام من المثقفين وعامة الشعب نحو الإسلام كمنهج حياة وطريق وحيد للتقدم والرخاء. ولعل الكثير من القطاعات السياسية والمدنية والعسكرية قد شملتها الصحوة الإسلامية الحديثة خاصة أن هذه الصحوة بدأت في وادي النيل مبكراً وبذا بدأ الإسلام في الظهور مرة أخرى .وحدث اتجاه في الحياة العامة لإحداث التأثير على الحياة السياسية وقد قوبل هذا الإتجاه برد فعل مضاد ولذلك اتجهت الحركة الاسلامية للقطاع الحديث المثقف الذي يعتبر أكثر إستجابة لروح التجديد وأكثر مناعة من وسائل الضغط .لقد بدأ التطور الطبيعي للصحوة الاسلامية فكرياً ونظرياً وفي نفس الوقت حدث تجديد للفقه التقليدي وظهر في هذا الجو فقه مثمر وكتاب وظهرت مجموعة صغيرة منظمة تعمل للإسلام . وعندما نضجت الحركة الاسلامية اتسعت شعبيتها وخلال فترة السبعينات أصبحت ظاهرة شعبية عمت كل أفريقيا ومن ثم امتدت للعالم الإسلامي .كما ساعدت وسائل الاتصال الحديثة في قوتها ولكن أضحت أكثر وضوحاً في الانتخابات الحرة .



    وخلال الفترة الأخيرة أدى اهتمام وسائل الاعلام العالمية بالاسلام لتطور حركة البعث الاسلامي .الآن مازالت الحركة الاسلامية في غرب أفريقيا في مرحلتها الأولى. وتطورت في وادي النيل ونضجت لأنها نشأت منذ وقت طويل. في المغرب العربي والجزائر خاصة ظهرت الحركة الاسلامية كحركة شعبية والآن تمر بنفس التطور والنمو الذي ذكرته من قبل .بالرغم من أن الحركة الاسلامية معروفة ومنتشرة وذات ملامح عامة ومعروفة للعالم لكن هنالك ملامح ومميزات خاصة بكل حركة إسلامية على حدة ويعتمد ذلك على وضعها الخاص، وكلما كانت الحركة الاسلامية منظمة تظهر عليها الحداثة والعصرية والتطور التدريجي البطيء. الحركة الاسلامية مرفوضة دائماً من العلمانية التي تنادي برفض الوجود الاسلامي وقد أدى هذا لتماسك الحركة الاسلامية وتقويتها. ويمكن أن نقارن بين حالة المغرب العربي عندما أتاح فرصة للاسلام للتعبير عن نفسه أصبح الدين الرسمي في سياسة الدولة.



    وعندما حاولت الحركة الاشتراكية القومية جعل تونس بلداً علمانياً زاد ذلك من نشاط الحركة الاسلامية التونسية وعندما تقوى التقليدية فهي بصورة أو أخرى تعوق تقدم وتطور الحركة التجديدية ولكن الشيوعية والاشتراكية فرضت نفسها بالقوة وقد مهدت التقليدية الطريق لتطور الحركة الاسلامية. ونجد الآن الاسلام في عيون الجماهير وبدون منافس وعندما أعطيت الحركة الاسلامية الحرية تقدمت بطرح متقدم ومتفاعل مع الرأي العام ووجدت استجابة كبيرة للطرح الاسلامي وتبنت تطبيق الشريعة الاسلامية بصورة تدريجية حتى لا يحدث عدم استقرار في المجتمع ونستطيع بذلك تقديم نموذج مثالي للإسلام .


    وقد التزمنا التقيد الشديد باللعبة الديمقراطية. ولكن عندما كبتت وكبحت الحركة الإسلامية ولم تعط الزمن الكافي للتفاعل مع الرأي العام أدى هذا لظهور الفكر التجديدي ولأن تصبح حركة عاطفية تدافع عن قواعد الدين بدون برامج أو خطط. وعند الكبت والإضطهاد تنقسم الحركة الاسلامية لمجموعات صغيرة تسيطر عليها الروح الثورية توجد ملامح مشتركة بكل الحركات الاسلامية فهي في مجموعها حركات حديثة لأن قيادتها من الصفوة المثقفة المتعلمة ذات التفكير المتحرر وفي بعض المناطق نجد عامل التفكير التقليدي للاسلام وهذا في المجتمعات الملكية بينما نجد الحركات الاسلامية ذات تنظيم ديمقراطي ولاتتبع لقيادة روحية أو عدد من الاتباع بل ذات حرية ديمقراطية في تنظيمها الداخلي الذي يحاط بدرجة عالية من السرية حتى تحمي نفسها ضد القمع والاضطهاد .والحركات الاسلامية ذات تفكير عالمي في روحها وهذا بوعي قيادتها ونظرتها الشاملة للحياة .نجد في غرب أفريقية الحركة الاسلامية أكثر عالمية ونجدها أكثر وطنية ومنغلقة على نفسها في الجزء الغربي من شمال أفريقيا . لايوجد مركزية أو تنظيم عام مشترك لإدارة الحركات الاسلامية ولكنها تتصل مع بعضها عبر المؤتمرات وتبادل الفقه .

    وتعتبر الحركات الاسلامية التي سمح لها بتطبيق برامجها أكثر تطور وقد أدى هذا لتطور الطرح الإقتصادي الذي يستند على العدالة الإجتماعية والمساواة والحرية العامة. ولانجد اتجاه نحو الاشتراكية والتأميم والسيطرة على الأسعار والطرح الاشتراكي على العموم. وفي الحقيقة النشاط الفكري قام كرد فعل ضد الشيوعية وأدى لتطوير النشاط السياسي وفرصة للتعبير عن رأي الحركة الاسلامية ويوجد اعتقاد راسخ في القانون الالهي والقانون الاسلامي والشريعة الاسلامية وليس هذا لاختبار قوة وهيبة الدولة إنما بمثابة الحد الأدنى الذي يجب التقيد به من جانب الدولة والحرية الفردية ليست رخصة بل هي التزام لكل الأفراد من عند اللل للتعبير عن استقلالية الفرد والمشاركة الفعالة بالرأي وعلى الدولة إعطاؤهم مزيد من الحرية والاستقلالية وللمجتمع في القيم الاسلامية ـ منفصلا ومستقلا عن الدولة ـ القيام بمهام عامة متعددة ماعدا التي تتمتع بها الدولة .


    وقد أكدت الممارسة السياسية بشدة على الالتزام الاخلاقي لمنع الفساد في إدارة الدولة خاصة في الانتخابات، والإسلام يقبل رأي الاغلبية في اتخاذ القرار عبر الإقتراع والمنافسة ولكن بفضل روح الإجماع ولو اختلف واحد فقط على الجماعة فهو يؤثر في الإستقرار السياسي للدولة بعيد عن الخلاف لأنه يمثل نظام جديد للتغيير الإجتماعي وفي أغلب الأحيان يخلق هذا مجتمع متسامح يرعى مصالح الاسلام ولايهدد استقرار الإفراد واحتمال النشأة الروحية للحركات الاسلامية ساعدت كثير في دورها المقدر في الحياة العامة وقد يأتي الوقت المناسب لكثير من الحركات الاسلامية في غرب أفريقيا للتأثير على الحياة العامة أو الحياة السياسية التي تحدثت عنها . أما بخصوص احترام الأقليات الأخرى التي لا تدين بالإسلام فلا توجد مشكلة إطلاق بين الحركات الإسلامية وبين الأقليات الأخرى. في الحقيقة عدم تطبيق الإسلام وغياب المجتمعات المسلمة خلق بعض المشاكل أو المخاوف لأن الإسلام أصبح طرح نظري بل ويقارن مع الديانات الأخرى بعيد عن التعاليم والقيم الاسلامية وهذا هو الذي يفرق بين المسلمين وغير المسلمين خاصة المسيحية والحركات الاسلامية، قامت بإعطاء مزيد من الحرية للأقليات وإذا رجعنا لسيرة وتأريخ الاسلام نجد أن هنالك حرية العبادة وممارسة الشعائر التعبدية كانت مكفولة بل أيض الحرية الثقافية وبصورة مقننة وشرعية. وفي هذا السياق وبلا مركزية قوانين الشريعة الاسلامية توجد استجابة لاختلاف الاقليات في مناطق مختلفة داخل القطر الواحد .

    الاسلام علمنا ليس تسامح الاقليات فحسب بل هنالك علاقة إيجابية ترتكز على العدالة والنزعة نحو الخير. تؤيد الحركات الاسلامية الانفتاح نحو العالم والاسلام دائم منفتح وقد تفاعل مع الثقافة الاغريقية والتقاليد الرومانية، والمسلمين المعاصرين تعلموا في الغرب وعلى إستعداد للتعامل والتعايش مع كل الثقافات العالمية وتوحيد كل الحضارات المختلفة والمنفذ أن المسلمين هم الوحيدون الذين يملكون هذه الروح الوسطية والحركات الاسلامية منفتحة سياسي نحو العالم وهي ليست قومية ضارة أو متعصبة لوطنها وربما يكون مرد ذلك لأن الاسلام لم يؤكد على الحدود الوطنية المغلقة بين الدول بل اعتبر كل المناطق التي يعيش فيها المسلمون هي عبارة عن رقعة واحدة مفتوحة للجميع ولهم حرية التنقل والحركة وتبادل المعلومات والتجارة .


    والاسلام لا يؤمن بهذه الحدود التي لم يرسمها المسلمون في يوم من الايام حتى تكون هنالك علاقات حميدة بين الأديان الأخرى ولا يكون هنالك تفريق بين المجتمعات بسبب الدين . الاسلاميون ينظرون للغرب كقوة مهددة لهم ونموذج منافس لهم ولكن هنالك قيم إيجابية عديدة في الاسلام وقد تطورت هذه القيم في الغرب كالحرية والمشاركة والحكومة الاستشارية وحقوق الانسان وحرية الملكية وعلى هذا السياق توجد أشياء مشتركة .حقاً كان في البداية النظر للغرب على اعتبار أنه قوة امبريالية تعمل على تطبيع الشريعة الاسلامية وأصبح هذا جوهر البعث والصحوة الاسلامية وبقدومها تطور الفكر والصحوة الاسلامية والقيم العليا الآن تعكف للنظر في إيجاد وتوجيه المجتمعات نحو المثل الاسلامية العليا وفي هذا الجانب السياسة الغربية مماثلة وتؤيد الأنظمة التي تكبت وتضطهد المسلمين وكما ينظر الغرب للديمقراطية بمكيالين خاصة عند تقدم الإسلام للأمام داخل الدول الاسلامية وينقلب الموقف من الحرية للكبت ولايسمح للحركات الاسلامية بحرية العمل في العملية الديمقراطية. الحركات الاسلامية تناصر كل الأصوات الاسلامية بالعالم وهي تأثرت نوعاً بالثورة الاسلامية الايرانية النموذج والثورة الشعبية السلمية بايران ولكن لم تتأثر بالنتائج الايجابية التي حققتها إيران وقد يصعب على إيران نقل نموذجها للدول الأخرى. علاوة على ذلك ايران لا تتمتع بنفوذ في أفريقيا مثل العرب ولكن مازالوا حاصرين أنفسهم في المؤسسات التقليدية كالمساجد والمدارس ولكنهم يقومون بتمويل الحركات الاسلامية بصورة أو أخرى، الحركات الاسلامية اهتمت بالقضية الأفغانية والتطور الذي حدث في دول آسيا الوسطى واعتبروا الاتحاد السوفيتي دولة امبريالية واهتموا كثير بانبعاث دول آسيا الوسطى من جديد .

    تهتم الحركات الاسلامية بقضية فلسطين وتعتبر بيت المقدس مركزاً من مراكز العبادة وهو بهذا يشكل هماً من هموم الاسلام. الآن يشهد المجتمع الفلسطيني صحوة إسلامية كبيرة وذلك نتيجة لفشل الحركة القومية الفلسطينية والعالم العربي في ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية .

    الاسلاميون أكثر ادراكاً ووعياً بالشئون الدولية والحياة العامة. وإذا نظرنا في العصر الحالي نجد القليل من الصحوة الاسلامية قد أخذت شكل الدولة الاسلامية مثلا ايران لم تكتمل التجربة بعد والسودان مثال آخر في افريقيا والسودان يحاول الآن تطبيق الشريعة الاسلامية على كل أوجه الحياة المؤسسات الديمقراطية ولكن ليس بنقل النموذج الغربي الذي انهار أكثر من مرة اثر فشله في تمثيل مصالح الشعب وتحقيق قيم المجتمع الاقتصادية . والدين هو مبعث رخاء وتقدم بالدولة لتكون أكثر مقدرة لتحقيق القيم الاجتماعية لتكون أقرب للقيم الدينية والسودان الآن يحاول أن يقدم نموذج للتعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين . مشكلة الجنوب تشكل هاجساً مزعجاً للسودان وهي غير مرتبطة بالاسلام وقد تفجرت منذ عهد طويل نتيجة للتنمية غير المتوازنة بين الشمال والجنوب ونتيجة لأغلاق الجنوب لفترة طويلة جداً والآن عملية السلام مستمرة والأجندة المطروحة هي الفيدرالية واللامركزية السياسية والثقافية والقانونية والسودان عندما يستقر سوف يفجر طاقاته الضخمة .السودان بحكم الصحوة الاسلامية فهو مرتبط كثيراً بدول الجوار سواء في القرن الافريقي أو غرب أفريقيا أو وسط أفريقيا وقد قدم نموذجاً متطوراً للإسلام. وجذب انتباه كل العالم الاسلامي والمسلمين
    سيدي الرئيس :


    هذا هو الاطار العام للصحوة الاسلامية المعاصرة أو الأصولية الاسلامية لمن يريد أن يسميها ذلك .

    ديمالي: أشكرك د. الترابي ماهي الأصولية الاسلامية؟


    د. الترابي: في الحقيقة أن هذه الكلمة ليس لها مرادف في اللغة العربية والاسلامية، بل استخدمت لوصف ظاهرة المسيحية هنا بعد الحرب والرغبة في الالتحاق بالمقدسات أما هذه الحركة فيمكن مقابلتها بالنهضة الأوربية إذ أنه يجب ترجمة التجديد الفكري في صياغة المجتمع بصورته النشطة مما كان فيه من ركون واسترجاع معتقدات المجتمع المندثرة. لذلك لم تأخذ الكلمة مفهومها الصحيح الشاخص إلى الامام ولاهي متزمتة ولا رجعية .

    ديمالي: هل للحركة الاسلامية مبدأ سياسي للاستيلاء على الحكومات أو المشاركة في كل الحركات الديمقراطية في أفريقيا أو في أي مكان آخر في العالم؟

    د. الترابي: نعم طالما يتيح النظام قدرا من الحريات للتعبير والتنظيم فالاسلام يؤمن بأن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الاسلام، ولما كان المبدأ دينيا فهو لابد أن يأتي عن طريق الاستمالة والاقتناع ولما كان نموذج النظام الاسلامي لم يكن له سابق فاحتاج لبعض الوقت ليتطور النظام لذلك ترغب الحركات في العمل في جو سالم وديمقراطي للاسلام وتطبيق متدرج يقيم الاسلام .

    وعندما يكون الأمر غير ذلك تأتي المشاركة الفكرية الاسلامية غير ايجابية وذلك يؤدي لصور من الثورات. وفي كثير من الأحيان فضلت الحركات الاسلامية الصبر على المكاره ولم تجنح لإرهاب .

    ديمالي: هناك العديد من الادعاءات من دول شمال وغرب إفريقيا المجاورة لكم تشير لتعاون ايران معكم في مجالات التدريب العسكري والتمويل هل هذه التقارير صحيحة؟ وإذا كانت كذلك فما هى علاقة شمال افريقيا مع الحركة في ايران؟

    د. الترابي: جميل، لم تكن ايران في تاريخها قريبة من دول شمال افريقيا بصورة عامة ولما انفتحت ايران في علاقاتها الخارجية تعثرت علاقتها مع المملكة العربية السعودية، كما أنها انحازت للمغرب في قضية (البوليساريو) وفي هذا الاطار تقاربت ايران والسودان ـ ولعل الزيارة الأخيرة للرئيس الايراني أعطت العلاقة بعدا أكبر . وبعض الدول التي تغير وتنافس ايران على أمن الخليج شعرت بأن هذه العلاقة تهدد وجودها لذلك هي تشيع هذه الإفتراءات. وفي الحقيقة لم تبد البروتوكول السوداني الايراني في التعامل التجاري والصناعي والبترول واستيراد المواد الغذائية .وليس هناك وجود لأي اتفاق عسكري لافي شكل خبراء ولاعناصر أدنى ولا دعم مادي للسودان كما يدعون. ولادعم للبنك المركزي ـ لكن يمكن أن يكون هناك اعتمادات في مجال التعاون السابق الذكر . وحتى في المجالات الثقافية فهى ضعيفة إذ أنه يوجد طلاب سودانيون بالباكستان والهند بأعداد تفوق أعداد الطلبة السودانيين بايران. لذلك العلاقات بين السودان وايران تجارية محضة .

    رونالد باين: السيد في نفس المحور هناك ادعاء بأن ايران تدرب عسكريين سودانيين، وأنا أعلم أنك لا تمثل الحكومة إلا أن الأدعاء يقول كذلك فكيف بدأت هذه الاشاعة ولاسيما أنك تنفي ذلك؟

    د. الترابي: لعل هذه الادعاءات جاءت من شمال السودان ذلك أن ايران تدرب قوات الدفاع الشعبي. وهذا الدفاع الشعبي ماهو إلا كالحرس الوطني عندكم هاهنا وبرنامج الدفاع الشعبي لإعادة صياغة الخدمة المدنية من الانضباط ولتطوير وترقية الاداء. وهي مسألة بدائية وأولية لا أكثر ولا أقل وأنا على ثقة أن السودان لايسعى وراء هذه الخبرة ولا ايران تمد السودان بسلاح وحقيقة أن السودان ليس في حاجة للتدريب على كيفية استخدام هذا السلاح .

    وأعتقد أن هذه الادعاءات هي جزء من الخلاف بين دول الخليج مع ايران فيما يختص بالأمن في الخليج ، إذ أن دول الخليج ترهب أن تقوم ايران بتنظيم أمن المنطقة مع جيرانها من الدول الأخرى. وطبع هناك من الدول العريقة التي نحن نرى أنها الآمن والأقدر على حماية الخليج ودويلاتها. وعلى هذه الشاكلة اتسعت دائرة تلك الاشاعات .

    رونالد باين: أشكرك. كذلك أفهم أن هنالك توتر في الخرطوم شمال وسط المسيحين الاقباط والكاثوليك ومجموعات أخرى على ماأفهم أنهم يقعون تحت طائلة التشريعات الاسلامية في المسائل الجنائية .

    د. الترابي: جميل، فيما يختص بالقوانين لم يتخذ القانون العام الدين كعامل تفرقة وطبع هناك مسيحيون بالعاصمة وفي المجلس الأعلى ومجلس الوزراء ودواوين الخدمة العامة والسلك الدبلوماسي، أما القانون الخاص هو الذي يؤسس على الدين ولكل مجتمع معتقداته وأعرافه التي يحكم بها . والقانون الجنائي اقليمي بمعنى أينما وجدت أكثرية مسلمة فالقانون اسلامي. وغير ذلك للمناطق التي فيها غير المسلمين أغلبية وإن كان بينهم مسلمون ولم يعرف السودان توتر بين الأديان قط بالرغم من أن المسيحين يأتون للشمال هرب من الحرب بالملايين وليس في اتجاه الخرطوم فقط بل إلى كافة أنحاء السودان. وكذلك هناك من يذهب إلى المناطق الأخرى هرب من الجفاف، وكل مايمكن أن ينشأ من توتر فهو في الغالب بسبب التداخل في المراعي بين القبائل الرعوية عدا ذلك فلايوجد أي توتر في المدن .

    رونالد باين: أخير ، هنالك عدد من المسيحين الذين يرغبون ويهاجرون لاستراليا وانجلترا ولاماكن أخرى ـ وكذلك أسأل عن السمعة السئية لسجون السودان، وأن هناك مسجونين بغير محاكمة وهناك مايسمى بسجون الأشباح التي تعتبر غير رسمية؟

    د. الترابي: نعم هناك عديد من السودانين يتركون مناطقهم نسبة للحروب ويلجأون لدول الجوار وغيرها وبعضهم إلى داخل السودان ولايجدون عداوة في ذلك اطلاقا . وأن السجن التحفظي في السودان نسبة للحفاظ على الأمن ومجابهة المشاكل الاقتصادية، وهو مسلك تسلكه كل الدول الأوربية آسيوية وأفريقية، وقد كان هذا النظام معمولا به على مر مختلف أنواع الحكم في السودان العسكري وحتى الديمقراطي. وذلك لمجابهة الأوضاع الطارئة، وبالمقارنة مع دول الجوار فوضع السودان أخف وطأة منها في هذا الشأن ولعل تلك الدول تتفوق على السودان بصغر حجمها وتناغمها القبلي أغلب على السودان كذلك . كماأنها لم تترك سدى بل تحملها التنظيم القانوني أذ أنه في قانون السودان لايجوز الحجز التحفظي فوق ثلاث شهور بعدها يؤخذ المتهم للمحاكمة كحد أقصى. وإذا حكم عليه تحسب له الفترة التي قضاها من قبل ثم يقتاد لسجن كوبر، ولايوجد الآن سوى عدد زهيد وقد سجنت أنا نفسي في هذا السجن عدة مرات والمعاملة فيه إنسانية للغاية .والبعثات الدبلوماسية متاح لها تفقد المحتجزين، ولما مر السودان بالتواترات السياسية وأدخل عدد منهم السجن المركزي بكوبر أشيع عن سوء معاملتهم .وكما ذكرت الآن من حق أي مسجون أن يسأل عن سبب احتجازه أمام القضاء وهم كفيلون بانصافه، ومن حقه الإستئناف أمام القضاء أيض ويمكن أن يفعل ذلك خلال الثلاث شهور .

    مستر هاوارد ولبي: السيد ... أشرت لمسألة الحجز التحفظي وقلت أنها نتيجة وليست سبب المشاكل التي حدثت في السودان . د. الترابي من المعروف أنك القوة المحركة من خلف البشير في السودان، وملف السودان من أسوأ ملفات حقوق الانسان في أفريقيا وبالتالي العالم وحسب علمي أنك اعتمدت في مصادرك على عمل قمت به أنت، لذلك أود أن أسمع منك استيضاحاً لماذا منظمات حقوق الانسان ( ) مازالت تقاريرها تشير لوجود سجون سرية والتي أشار إليها البعض الآن بانها (سجون الاشباح) وأن كثير من مرتادي هذه السجون قد ماتوا. إذن كيف يتسنى لك الدفاع عن سجل حقوق الإنسان في ظل حكومتك الحالية.؟

    د. الترابي: مع احترامي فيما يتعلق بموقعي الشخصيي عضو الكونجرس المحترم أولا لا أصف نفسي كقوة محركة من خلف عمر البشير إلا أنني شخصية إسلامية وهناك حكومة قائمة ..

    ولبي: (مقاطعاً) أسمح لي لا أريد المقاطعة بل أريدك أن تعلق على الموضوع وشخصيتك ليست الموضوع إنما الموضوع هو سجل حقوق الإنسان .

    د. الترابي: نعم هذا صحيح سأعود لصلب الموضوع فمهما يكن من أمر فسجل حقوق الإنسان في السودان لايمكن مقارنته 20 ـ 30 سجين سياسي في السودان مع 000 . 50 وأكثر في أي دولة من دول شمال أفريقيا من ذلك أقصد أنه لا يمكن أن يكون أسوأ سجل في حقوق الإنسان إطلاقاً هذه واحدة .

    ولبي: (مقاطعاً) هذا يعني أنكم تخرقون حقوق الإنسان لأن غيركم يفعل ذلك؟ هل هذا ماتقصده؟

    د. الترابي: السيد العضو المحترم أنت تقول عندنا أسوأ سجل لحقوق الإنسان وأنا أعقد لكم مقارنة .

    ولبي: إنني كثير الرغبة لتفسيرك حول التعذيب والقتل والفصل من الخدمة المدنية والعسكرية بالآلاف وذنبهم أنهم لا ينتمون لكم (الجبهة القومية الاسلامية) وفي تصوري أن هذه التصرفات في حقوق الانسان والديمقراطية لا تغتفر للسودان كيف تفسر ذلك؟

    د. الترابي: فلننتقل لنقطة أخرى طالما اقتنعتم أن سجلنا في حقوق الانسان ليس هو الأسوأ .

    ولبي: إنني لم أقتنع بذلك .

    د. الترابي: آسف لأنك أشرت الى أنه الأسوأ وكنت أنا أحاول عقد مقارنة لكن لابأس دعني أسلط الضوء دون مقارنة .

    الآن السودان يستضيف حوالى مليون لاجيء وأكثرهم غير مسلمين ولو كان هناك أي عداء ديني لظهر ذلك جلياً ومن النادر أن تجد بين الدول اليوم من يستضيف مثل هذه الاعداد من اللاجئين، وهذه كلها يجب أن تحفظ في سجلنا لحقوق الإنسان .

    حقيقة يوجد هناك تطهير من الخدمة المدنية الذين يربو عددهم على الخمسمائة الى سبعمائة وخمسين ألف شخص، ثم تطهير حوالي ألف من كل هذه الأعداد، ولعلها ظاهرة مألوفة بمجيء أي نظام جديد لوضع رجالاته في الوظائف الحساسة ومع ذلك هذا البرنامج التطهيري، والجميع الآن يتمتع بحق التوظيف في القضاء والخدمة المدنية..الخ .

    ولبي: هل تحاول أن تفهمنا الآن وبصدق أنكم لا تبذلون جهدا لفرض توجه اسلامي على السودانيين عامة وهل هذا ماتريد أن تقوله لهذه اللجنة؟

    د. الترابي إذا كنت تقصد الاسلام كقيمة دينية فإن الإسلام لايعترف ولايولد العنف والإرهاب، لذلك الإسلام لايقبل أن يفرض على الناس بالقوة .

    ولبي: ألم يكن هناك جهد لتأهيل المجتمع السوداني لتطبيق القوانين الاسلامية في السودان ؟

    د. الترابي: بل كان بالطبع.. وهناك منظمتان خاصتان تعملان في السودان بين 15 ـ 20 كنيسة في السودان هذا يعني أن السودان قطر مفتوح لكل الديانات بما في ذلك الكنائس التابعة لأمريكا .

    ولبي: لذلك كل هذه المنظمات وحكومتنا الأمريكية لم تصب الحقيقة فيما يخص حقوق الإنسان في السودان ولم يتم تعذيب الناس، ولم تقس حكومتهم عليهم لسبب ديني أو سياسي، والمواطنون في السودان أحرار في حركتهم دون وجل من أفراد حزبك السياسي؟ هل هذا ماتحاول أن تخبرنا به؟ وكل هذه التقارير من فراغ؟

    د. الترابي: كل الدول التي اختارت أن ترسل مبعوثيها من أفراد البرلمان البريطاني والأوربي وأتوا بأنفسهم ليروا ويتحققوا من هذه الاشاعات وهى أصلا للتحفيز السياسي قد خرجوا من السودان بفكرة مختلفة تماماً عن ما أشيع وانطباعاتهم المسجلة تشير لذلك .

    كما أتيحت فرصة لأفراد من البرلمان الأوربي لمقابلة السياسيين المعارضين الذين هم أحرار في السودان يقابلون الصحفيين والاذاعات العالمية ـ وكذلك بعثة البرلمان البريطاني التي زارت السودان خرجت بفكرة مغايرة لكل الاشاعات التي تطلق وهذا ماأخبروني به بأنفسهم

    ولبي: قلت في مركز الدراسات العالمية الاستراتيجي بواشنطن أنه لم تقم أي مظاهرة شعبية منذ تولي البشير السلطة الاسلامية في السودان .

    فهل يمكن توضح لنا ظاهرة حظر التجول ـ إغلاق الجامعات عدة مرات والمحاولات الانقلابية لأكثر من مرتين منذ تولي البشير الحكم، والتقارير السيئة لحقوق الانسان المستمر في السودان؟

    د. الترابي: حسناً هناك سياسات اقتصادية جديدة فرضت لذلك كان لزاماً على الحكومة تنفيذ هذه الاصلاحات بالقانون، ولم يكن هناك سوى التشريعات لتغيير القطاع العام للخاص. وكان أيضاً لابد من السيطرة على الأسعار وهذا يحتاج لبعض القوانين وتحرير الاقتصاد، وأشرت إلى أنه لم تكن هناك أي حركة شعبية نسبة لتقبل الناس لهذه الإجراءات .

    ولبي: إذن لماذا أغلقت الجامعات عدة مرات ولماذا حظر التجول؟

    د. الترابي: حسناً الجامعات في العالم الثالث .

    ولبي: (مقاطعاً) أنا لا أتحدث عن جامعات العالم الثالث بل عن السودان؟

    د. الترابي: أنا كنت طالباً بفرنسا والطلبة هناك كانوا يقودون أعمالاً مماثلة وتغلق الجامعة لمثل هذه المظاهرات وصدام مع البوليس عدة مرات .

    ولبي: إذا كل شيء يدعم نظامك إذن كان الطلبة يتظاهرون تأييداً لسياساتك؟ هل هذا ما تريد أن تخبرنا به؟

    د. الترابي: أنت محق في ذلك ظل طلاب الجامعات إسلاميين منذ بداية السبعينات، وكل الاتحادات كانت إسلامية والتصويت في صالح الإسلاميين دوماً .

    ولبي: إذن لماذا أغلقت الجامعة إن هي كذلك؟
    د. الترابي: سأجيب إذا سمح لي عضو الكونغرس المحترم بدقيقة. رأت الحكومة أن نظام الجامعات في السودان محدود إذ أنه لا يمكن أن تبعث الحكومة بالطلبة إلى الخارج وهى قد أنشأت العديد من الجامعات، وكذلك كانت جامعة الخرطوم بالذات تأوي كل الطلبة حتى الذين يسكنون الخرطوم. لذلك غيرت الحكومة هذه السياسة والآن تمنح الطلبة المحتاجين لذلك فقط دون سائر الطلبة، ولم يرض بعض الطلبة أن يحرموا من تلك الإمتيازات التي اعتادوا عليها طيلة هذه السنين، وكان من الأجدى إنشاء جامعات أخرى لعدد آخر من الطلبة عوضاً عن الصرف على جامعة واحدة، تلك هي أسباب إغلاق الجامعة .

    فيما يختص باللاجئين السياسيين، فهذه ظاهرة لازمت حتى الفترة الديمقراطية والعديد من الجنوبيين رفضوا المشاركة في الحكم الديمقراطي وظلوا خارج السودان، ويعلنون عن اتجاهات مختلفة لحل مشاكل السودان، وهذه ظاهرة عند كل دول العالم .

    واليوم في السودان رئيس الوزراء السابق وزعيم الأغلبية في البرلمان السابق يتمتعون بكامل حريتهم في السودان ويقابلون الصحفيين والإذاعيين العالميين وتذاع مقابلاتهم وتنشر مقالاتهم. وكذلك رئيس الحزب الشيوعي .

    ولبي: بالرغم من أنني استنفدت وقتي إلا أنني أود أن أشكر السيد المدير وأن يسمح لي بثلاث أسئلة مباشرة .

    منذ يناير تعمدت حكومتكم ترحيل نصف مليون من الخرطوم لأقصى المناطق الصحراوية بالقوة حيث لا بنيات أساسية للإعاشة بينما سمحتم للإسلاميين فقط للعمل في وظائف المبعدين فما هي ملاحظاتك عن هذه السياسة؟

    د. الترابي: تحدثت عن من هجروا إلى أواسط الصحراء هذه طبعاً دعوى غير واقعية إنما رحلوهم للمنطقة الصناعية بالخرطوم بحري .

    ولبي: لا يوجد فيها البنيات الأساسية للإعاشة .

    د. الترابي: جيد، الآن نتناول هذا الأمر بعد أن استجلينا أمر أواسط الصحراء! أولا .

    ثانياً ليست هناك بنيات أساسية كما في مكانهم الأسبق لا إمداد ماء ولا كهرباء. أما المنطقة الجديدة فهى شاسعة ويمكن أن يبنوا فيها منازلهم ثم يصلهم إمداد المياه والمدارس وهو لا شك أفضل من مكانهم ذي قبل .

    ولبي: لقد سمعنا هذا الحديث قريب في ..

    د. الترابي: نعم سأجيب على سؤالك. فيما يختص بتخصيص المنظمات الإسلامية بالعمل فهذه ليست حقيقة أيها العضو المحترم، ولعل مجلس الكنائس السوداني هو أحد هذه الأربعة والأخرى الهلال الأحمر المقابلة للصليب الأحمر في بعض الدول الأخرى وهي وكالة غوث حكومية وهذه المنظمات ليست لها علاقة بالعمل الإسلامي ولا المسيحي، وهناك وكالات غوث أفريقية وللحقيقة هذه المنظمات تدار بواسطة مسلمين إلا أنها وكالات غوث وليست بعثة تبشيرية، وهناك بعثات مشابهة لبعثات وجمعيات الكنيسة وهي ليست تجمع جمعيات تبشيرية سودانية مثل مجلس الكنائس السوداني . هذه هي الوكالات الأربعة المعتمدة لدى الناس بالاغاثة .

    ولبي: حديثك الآن يختلف تماماً عما وردنا في بعض التقارير الدولية التي لا تطابق أقوالك .

    عندي سؤالان آخران السيد المدير لو أمكن وبعدها ساغادر وستخلص منى ...

    ديملي: أنا لا أريد أن أتخلص منك بل أريدك أن تجلس وتستمع

    ولبي: أشكرك، قلت في مركز الدراسات الإستراتيجية والدوليه هنا في واشنطن أنه في تصوراتك أن المرأة السودانية مكرمة في ظل نظام عمر البشير. إنني أبدي أستغرابي كيف توفق بين حقيقة أن (إتحاد المرأة السودانية) كأكبر تنظيم نسائي قد حل والعديد من النساء حرمن من مغادرة البلاد بدون محرم وكذلك منعت المرأة من الخدمة المدنية ؟

    د. الترابي: حسن، فيما يختص بشأن المرأة في السودان، أولا غير صحيح أن المرأة منعت من الخدمة المدنية، فهن مازلن مديرات، وزيرات، عضوات برلمان .

    ولبي: السيد رئيس الجلسة معذرة أدري أنني أخذت الكثير من الوقت الإضافي وجاءت أسئلتي منفعلة لأنني أعلم أن هناك الكثير والمحزن في السودان والحكومة السودانية التي يقف وراءها هذا الرجل .

    كما أنني وجل أن يأخذ الناس بشهادة هذا الرجل خصوصاً للذين ليست لديهم خلفية عن السودان وحكومته المتورطة في الإرهاب داخل وخارج السودان والتي لاتراعي للإنسان حقوقاً والتي تمنع غوث المدنيين في جنوب السودان الذين تشن عليهم الحكومة الحرب .

    وهذه الحكومة ليس لدى الولايات المتحدة ما تفعله حيالها، أشكرك أيها الرئيس .

    (تصفيق من بعض الحضور).

    ديملي: يجب أن يعلم أن النظم هنا تمنع أي إزعاج للشاهد، ولو استمر هذا الإزعاج يجب علي الضيوف مغادرة القاعة نرجو الالتزام .

    د. الترابي: أود أن أقدم دعوة لكل من يهتم بالسودان لزيارة السودان بصورة رسمية أو بصفة شخصية ليقف على هذه المعلومات من مصادرها الأولى بدلا من مصادر أخرى مغلوطة في معظم الأحيان. (أشكرك أيها الرئيس).

    ديملي: أبدي أسفي وأمتعاضي لمغادرة العضو السابق بعد ما استطال في أسئلته وكان من المفروض أن يسمع لبقية أسئلته وربما هناك من يختلف معه في الرأي .

    أتاح الرئيس الفرصة للسيد قلمان

    قلمان: أشكرك السيد ديملي لتنظيمك هذه الجلسة حتي نستطيع فهم مشاكل شمال أفريقيا كما أنني أود أن أرحب بدكتور الترابي مرة أخرى وكان لنا شرف اللقاء في الأيام القلائل السابقة. ونرحب بك مرة أخرى في هذا الإجتماع، د. الترابي وضعك (أصولي) هل ذلك حقيقة، وأنك حقيقة صانع السياسة السودانية اليوم بوصفك رئيس المجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: لم أدخل في مضمار صناعة القرار السياسي اليوم في السودان، إنما أنا مفكر إسلامي وكتاباتي وأفكاري الإسلامية تلبي طموحاتهم لتجسيد الإسلام في حياتهم الخاصة والعامة بصورة عامة، وتأثيرنا بالطبع يمتد في أفريقيا والشرق الأوسط وهى منطقة انتمائنا .

    قيلمان: ماهو دورك في المجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: لا أعلم شيئاً عن هذا المجلس الأربعيني، بل هناك برلمان تشريعي، ومجلس وزراء السلطة التنفيذية ومجلس قيادة الثورة الذي يرعى ترتيباتها الدستورية. هناك ادعاء بوجود مجلس أربعيني سري وهي دعوة غير حقيقية حسب علمي .

    قيلمان: بالطبع ستدعي أنه لايوجد مايسمى بالمجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: ربما يوجد مجلس أربعيني إلا أنني لا أدرى عنه شيئاً ، إلا أنني لا أعلم عن ذلك شيئاً وبكل ثقة .

    قيلمان: هل لك يد في صنع القرار في السودان .

    د. الترابي: لا ولا في الحياة العامة، إلا أننا نتابع الأوضاع بحكم أن كل القادة السياسيين عليهم المشاركة في هذا النظام حتي يتم الاستقرار في السودان وتذويب كل الخلافات السياسية .

    قيلمان: أنت مصنف في بعض الأحيان أنك المعبر عن الصحوة الإسلامية التي تعم شمال أفريقيا هل هذه حقيقة ووصف منطبق عليك ؟

    د. الترابي: بحكم انتمائي لتلك المنطقة العربية و الأفريقية الإسلامية وبحكم أنني عامل ومفكر لدين الإسلام فأنا رقم فيها .

    قليمان: هل يتلقى رئيس السودان أي توجيه أو نصح منك ؟

    د. الترابي: لا أفعل ذلك لإنني لا أملك أن أتقدم له بذلك .

    قيلمان: هل لك علم بالعلاقات العسكرية بين الحكومة السودانية وإيران ؟

    د. الترابي: من السهولة أن يعلم الإنسان عن شىء من هذا القبيل لأن المجتمع السوداني متفتح، بل ومن الصعوبة أن تحافظ الحكومة على سر كهذا، ولا أحد في السودان يعلم عن هذا الاتفاق العسكري بالتأكيد، ولم ير أي شخص أي وجود لخبراء عسكريين أو أسلحة إيرانية في السودان لأنها تمر عبر الأراضي السودانية من الميناء خلال ترحيلها .

    قيلمان: ماذا عن إمداد السودان بالاسلحة الإيرانية، هل تعلم عن ذلك شيئاً ؟

    د. الترابي: أنا لا أعلم عن ذلك شيئاً وحسب ما عرفت أن السودان لايشتري أسلحة من إيران إنما من الصين وبعض الدول العربية .

    قيلمان: أمامي الآن دورية أسبوعية ( ) للتحليل العسكري حول الإمدادات في العالم الصادرة بتاريخ 9/5/1992م والتي تقول (ولقد تم تسليح الجيش الحكومي الجديد من الممول الجديد بالسلاح للسودان وهو إيران. تقول مصادر في القاهرة أن سفن محملة بآلاف الأطنان من السلاح بدأت تصل السودان منذ أغسطس واستمرت حتى سبتمبر وقد جلبت خمس طائرات مقاتلة طراز F -6 الصيني لسلاح الطيران السوداني وقد دعم الجيش السوداني بأسلحة خفيفة تكفي لتسليح ثلاث وحدات مشاه خصصت لحرب جنوب السودان. وفي أواخر العام السابق وصلت شحنة أخرى وكلها من إيران بالإضافة لشحنة منتصف ديسمبر كمية غير محددة من الأسلحة الخفيفة الصينية وذخيرة بسفن إيرانية لبورتسودان وكذلك 159 طن شحنة ذخيرة في نوفمبر السنة السابقة وأخيراً رفضت الصين مد السودان بالمزيد لأن السودان لم يستطع أن يدفع ما عليه من نقود .

    دعمت ايران هذه الصفقات ورفعت قيمة الدعم إلى400 مليون في ديسمبر الماضي كما ستمد ايران السودان ب 000ر100 طن من البترول شهري لاعتماد قدره 300 مليون دولار. وصف هذا الدعم أنه دعم طويل المدى. كما أن حوالى 1000 -2000 من الحرس الثوري الإيراني لتدريب الجيش السوداني في حين أن طهران تقلل من أعداد الحرس الثوري الإيراني في لبنان .

    هل لك علم بكل هذا؟

    د. الترابي: طالما هذا التقرير من القاهرة فهو غير مدهش ولعل هذه التواريخ كلها قبل زيارة رفسنجاني ولم يكن بين السودان وإيران أى تعاون للمساعدات ولا بروتوكولات .

    فيما يختص بالسفن الإيرانية فهذه ليست غريبة لأن السفن الإيرانية نشيطة في منطقة المحيط الهندي. وليس هناك بترول إيراني يصل السودان وكل هذا البترول فهو من ليبيا على أساس تجاري محض، ولم يصلنا من إيران حتى ولو طن واحد من إيران حتى الآن. لم يسمع أحد في السودان عن كل هذا الدعم المادي من إيران ـ ولاسيما لم يكن قد عقد أي بروتوكول تجاري من قبل زيارة رفسنجاني .

    فيما يختص بتواجد 1000 - 2000 من قوات الحرس الوطني الإيراني وإذا كان الأمر كذلك لسمع ورأي الناس ذلك ومازالت معسكرات التدريب مفتوحة لاستقبال أي زائر ومعظمها حول الخرطوم خصوصاً قوات الدفاع الشعبي وكل شخص يمكنه زيارتهم. وكما تعلم السيد عضو الكونغرس المحترم أن إيران أنهكت لدرجة ويمكن ملاحظة ذلك ببساطة ...

    قيلمان: (مقاطعاً الترابي) أقاطعك .. لأن وقتي يمر بسرعة تقول أنه ليست هناك سفن إيرانية جلبت سلاح للسودان ؟

    د. الترابي: نعم .

    قيلمان: وليس هناك تدريب إيراني عسكري للقوات السودانية، هل هذا ما تقوله لنا؟

    د. الترابي: هذا صحيح .

    قليمان: أريد أن أسأل سؤالا أو اثنين و أنا آسف أنني سأترك القاعة لأنني..

    ديملي: ملاحظة، أنا عضو كونغرس من 21 سنة ولم أعرف من يعطي فرصة للتعبير عن الآراء أكثر مني للأعضاء .

    قيلمان: أشكرك السيد الرئيس إلا أنني .....

    ديملي: وأرجو أن يعرف كل عضو انتقد د. الترابي قد أتيحت له الفرصة الكافية لذلك وكان الحديث حراً كذلك .

    قيلمان: أشكرك أرجو أن أشير إلى أنني لم أنتقد د. الترابي بل نريد أن نعرف بعض المعلومات والمشاكل السودانية .

    أفهم يا دكتور الترابي وأشكرك السيد الرئيس على هذه الفرصة ـ أن حكومة البشير قدمت دعوة لمنظمة أبونضال ومنظمة الجهاد الفلسطيني للسودان هل هذا صحيح؟

    د. الترابي: هذا بالطبع يخالف كل ما يعرفه السودانيون وأن هذه هى المنظمة الوحيدة التي لم تدع للسودان ولا وجود لها مطلقاً .

    هناك بضع مئات من الفلسطينيين وكل السودانيين يعرفون انتماءاتهم ـ معظمهم ينتمون لمنظمة التحرير وحماس، أما أبونضال فهو ليس إسلامياً وهذا معروف لدى العالم أجمع، وسياسة حكومتهم أن لا يدخلوا السودان . ولعل الفلسطينيين الذين تنتهي فترة إقامتهم في الخليج ولا تسمح لهم الإجراءات الرسمية أن تدخلهم أي بلد آخر فالسودان يسمح لهم بالدخول لأرض السودان، وهناك بضع مئات منهم ..

    قيلمان: هناك بعض الأقوال أنهم يتدربون داخل الأراضي السودانية. هل لديك أي معلومات عن ذلك، الفلسطينيين ومجموعة أبونضال .

    د. الترابي: كل غير سوداني تدرب في السودان يمكن أن يعرف، وهذا ادعاء ليس له أي أساس ..

    قيلمان: هل استخدمت حكومة السودان أو مجموعتك العنف والإرهاب لإسقاط أي حكومة وبالتالي السيطرة على الدولة؟

    د. الترابي: الإرهابي مجرم في قيم الإسلام وقد استلهمت هذه الحركات مبادئها من المعتقدات الإسلامية. ومعظم الحركات الإسلامية اتخذت أهداف كبرى كإعادة صياغة المجتمع كما أنهم يعلمون أن الإرهاب لا يخدم هذه الأهداف وأن استهداف الأشخاص ليس من صميم هذه الهموم، ومعظم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا معروفة لدى العالم بأسره سواء كانت إسلامية أو يسارية وإن كانت لهذه المجموعات أي علاقات دولية فلها علاقات مع مثيلاتها في دول الغرب الأوربي أيضاً ولا أعلم عن أي حركة إسلامية لها مثل هذه الأنشطة .

    قيلمان: د. الترابي هل جماعتك أو الحكومة أيدت أي تأييد لاعتداء صدام حسين على الكويت في أغسطس 1990؟
    د. الترابي: لم تعبر الحركات الإسلامية في العالم عن نفسها بصورة تلقائية عفوية إلا أنه كانت هناك حركة للقادة الإسلاميين بين جدة ـ بغداد وطهران ثم جدة في محاولة لإيجاد الحل السلمي لهذا الحدث وقد رفضت ضم الكويت للعراق بوضوح وكان يجب إعطاء فرصة للمحاولات العربية والإسلامية لحل المشكلة دون اللجوء للحل بالقوة والحرب. هذا هو موقف كل الحركات الإسلامية وأعلن ذلك في بيروت وكنت أنا المتحدث باسم هذه المجموعات في الأردن .

    قيلمان: د. الترابي في ديسمبر السابق خاطبت المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي وقلت الآتي (كل من لا يقتنع بالقرآن سيقتنع بالقوة) (وأن المواجهة لا مناص منها ويجب أن نستعد للنضال) هل يمكنك أن تشرح لنا ماذا كنت تقصد؟

    د. الترابي: هذا تغيير كلي في النص الذي قلته .

    قيلمان: إذن أعطنا النص الصحيح .

    د. الترابي: حقيقة هذا الحديث لم يرد بتاتاً وهذه معلومة خاطئة، ففي هذا المؤتمر انتخبت فيه أميناً عاماً ، وقد وفد إليه الكثير من الممثلين الدبلوماسيين والإعلاميين من كل الدول العربية، واعتبر مؤتمراً جامعاً للتشاور لذلك لم تكن هناك أي عبارات عدائية تجاه أي كائن كان عربي افريقي أو مسلم ولا تجاه أي قوى عالمية شرقية أو غربية، بل كانت هناك توصيات، على أن يحدث تنسيق بين الإتجاهات المختلفة في العالم العربي ـ القوميين الإسلاميين وبين الحكومات والمعارضة وبين العراق ودول الخليج، هذه هى توصيات المؤتمر وأهدافه، وكانت هذه هى روح المؤتمر من أجل ذلك.

    قيلمان: في ذلك المؤتمر التوفيقي

    ديملي: السيد المحترم وقتك انتهى .

    قيلمان: متابعة لما سبق السيد الرئيس تعلم أن هناك فرص لدول غير اسلامية ودول إسلامية في هذا الجزء من العالم هل هذا صحيح؟

    د. الترابي: هذا من صميم المباديء الإسلامية، وعلى مدى التاريخ الإسلامي رسخت هذه المباديء والوجود الإسلامي وغير الإسلامي في المجتمع المسلم، وهذه هى حقيقة الإسلام أن يتعايش إيجابياً مع غير المسلمين في المجتمع المسلم، وهذا هو سبب تطوير المسلمين للقانون الدولي لتنظيم العلاقة بين غير المسلمين _والمسلمين قبل أن يعرف العالم القانون الدولي بمئات السنين .

    قيلمان: وهل هذا ينطبق على المسيحيين والدولة اليهودية على السواء؟

    د. الترابي: المسيحيين واليهود وحتى من ليست لهم أديان كلهم يعاملوا على السواء .

    قيلمان: أشكرك .

    د. الترابي: أشكرك جداً

    ديملي: د. الترابي أشكرك على هذه الشهادة انتهت الأسئلة وإذا كانت لديك أي تعليقات اضافية يمكنك تسجيلها على الشريط ولك جزيل الشكر .

    انتهت الشهادة
                  

07-20-2012, 10:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الوطني : مساع عربية للجمع بين البشير والترابي

    الخميس, 19 يوليو 2012 12:03 الاخبار -

    مساع عربية للم شمل الوطني والشعبي
    الخرطوم: السوداني


    أعلن حزب المؤتمر الوطني عن مساع إقليمية وعربية للم شمله مع حزب المؤتمر الشعبي وأكد أن المبادرة أتت عقب مبادرات وحراك داخلي بين الحزبين وقال إن دول المبادرة ذات التوجه الإسلامي الواسع وبخاصة مصر التي رأت أهمية إيجاد حل جذري للخلاف بين الوطني والشعبي.


    وقال الأمين السياسي للمؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم د. نزار خالد في تصريح لـ(اس ام سي) إن كل من مصر وتونس وليبيا تقود مبادرة إقليمية وعربية للم الشمل بين حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ووصف الخطوة التي تقودها الدول الثلاث أنها تأتي لحل الخلافات الإسلامية والسياسية والفكرية وأضاف قائلاً: "هذه الدول وجدت أن حل الأزمة الداخلية لا يتم إلا بحل خلافات الحزبين الكبيرين بجانب تجديد الفكر السياسي الإسلامى"، واعتبر د. نزار المبادرة العربية الإسلامية الإقليمية امتدادا لحراك داخلي بين الحزبين أبرزها المبادرات التى قدمها شباب الحزبين في وقت سابق.
                  

07-20-2012, 10:41 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    هــل يحتاج الأمــر إلى معجــزة؟!

    الطيب مصطفى


    نشر بتاريخ الخميس, 19 تموز/يوليو 201213:00


    معلوم أن المشكلات الكبرى والمزمنة تحتاج إلى معالجات استثنائية، فعندما تستعصي المشكلة على الحل يلجأ من يكتوون بنارها إلى الحلول الاستثنائية وبهذا المنطق يبتر الأطباء العضو المصاب بالسرطان عوضاً عن المعالجات الأخرى بعد أن تُستنفد جميعها ويستيقن الناسُ أنها تؤدي إلى الموت الزؤام، كذلك عندما يبلغ الطغيان أقصى درجاته ويبلغ القهر والتنكيل بالمؤمنين أو الاستكبار والتطاول على الله سبحانه وتعالى حدوده العليا تتدخل يدُ الله العزيز وتحسم الأمر وتُذل المستكبرين... حدث ذلك قديماً في إهلاك عاد وثمود وقوم نوح وقوم لوط كما حدث حديثاً في الجبابرة الذين سقطوا مؤخراً كمبارك والقذافي وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح.


    لماذا أطرح هذا الكلام الآن؟!


    أقولها ضربة لازب وباختصار شديد إن الخلاف المحتدم بين الوطني والشعبي الذي له دور كبير في تأجيج مشكلة دارفور هو في الحقيقة صراع بين الرئيس البشير والشيخ الترابي فكلاهما أعلى مشاعره الشخصية المبغضة للآخر على مصلحة السودان ولا ينتطح عنزان أن الترابي يملك مفتاحاً مهماً من مفاتيح أزمة دارفور يتمثل في حركة العدل والمساواة التي لها علاقة وطيدة بالمؤتمر الشعبي ولستُ في معرض إثبات هذه العلاقة إذ يكفي مشاعر الترابي الحزينة عند مصرع خليل إبراهيم كما يكفي رفضُه إدانة غزو أم درمان.


    من جانب آخر فإن ما تعرضت له قيادات الشعبي خاصة الترابي من سجون واعتقالات متطاولة لم تفعل غير تأجيج مشاعر الكراهية بين الرجلين البشير والترابي.
    دعونا نتصارح... هل أبو عيسى أقرب إلى الترابي من نافع أو غازي أو قطبي المهدي أو حتى البشير؟!... متى كان الترابي رغم كتاباته وسيرته يجرد العلاقة الشخصية من الانتماء العقدي والفكري؟! إنها النفس الأمارة حين تنتصر لشيطانها على أحكام الدين بسبب الحقد الأعمى والمرارة الملتهبة التي لا يخرج على سلطانها إلا الصادقون المخبتون المحسنون!!
    بذات القدر هل قرنق ثم سلفا كير ثم مناوي أقرب إلى البشير من إبراهيم السنوسي أو (الحبيب) يس عمر، عجل الله بشفائه، أو حتى الترابي؟!


    ونحن على أعتاب رمضان لنكن صرحاء إذا كنا بالفعل نُعلي من الإسلام ونتقيد بشريعته التي لطالما تغنينا بها، فالبشير أقرب إلى الترابي من الميرغني وما كان ينبغي أن نعتبر التقارب بين الرجلين من الصعوبة بحيث يحتاج إلى معالجات استثنائية بالرغم من الآية (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).. أقول إن السودان أهم من الرجال فهلاّ انصاع الرجال لمصلحة السودان؟.
    وا إســـلامـــاه!!

    { هل يُعقل أن يُقتل مسلمو ميانمار (بورما سابقاً) بالآلاف ويُشرَّد ما يقرب من مائة ألف آخرين في إحدى أبشع مجازر التطهير العرقي ونحن ساكتون وكأنَّ في آذاننا وقر وألسنتنا بكم وأعيننا عمي؟!
    هل يُعقل أن يُسفك الدم السوري يومياً بل في كل دقيقة ويُقتل أطفال الشام ونساؤها وتُنتهك أعراضُهنَّ من قِبل جلاوذة النظام البعثي الطاغوتي ونحن في غمرة ساهون؟!
    هل يجوز أن يباد شعب الصومال المسلم لعشرات السنين وتصبح أرضه مسرحاً للقوات الأجنبية التي ما دخلت أرض الصومال إلا لتحقيق الأجندة الأمريكية الشريرة التي لا تريد لأمتنا خيراً.. هل يجوز أن يحدث ذلك ونحن صامتون لا ننبس ببنت شفة؟!


    هل يجوز أن يُستباح الدم المسلم في كل مكان ونعهد بمآسينا ومشكلاتنا إلى غير أهل الإسلام ممَّن يتربصون بنا الدوائر؟! هل يجوز أن نعهد بهذا الدور إلى مجلس الأمن ومبعوثيه من أمثال عنان وأمبيكي وغيرهما، وتغطّ منظماتنا الإقليمية في نوم عميق وكأنَّ الأمر لا يعنيها رغم أن ديننا يُلزمنا بأن تتداعى أجسادُنا بالسهر والحمى تفاعلاً مع مآسي إخوة العقيدة في كل مكان؟!
    إنني أرى أن الفجر الجديد الذي يشهده العالم العربي والإسلامي يحتِّم على الحكومات الثورية الجديدة وقد جاءت بحمد الله ذات توجُّهات إسلامية أن تتعامل مع الواقع الحالي بإستراتيجية مختلفة عن تلك التي كانت سائدة إبّان الأنظمة الطاغوتية العميلة السابقة لها والتي كانت جزءاً لايتجزأ من أنظمة القهر المسلطة على المسلمين في شتى أرجاء العالم.


    إنني لأرجو أن تضطلع مصر تحت الرئيس مرسي، وقد بدأت تستعيد دورها بعد حالة التيه والتقزيم التي فرضها عليها النظام البائد الذي عزلها عن حضور القمم الإفريقية لمدة سبع عشرة سنة، أن تضطلع بدورها الطبيعي الذي تمتعت به أبد الدهر ولا نزال نذكر لمصر التاريخ ومصر الجغرافيا كيف أنقذت العالم الإسلامي من الغزو التتاري حين احتل بغداد وأسقط الخلافة العباسية وكيف حررت فلسطين والأقصى بعد أكثر من ألف عام من الاحتلال الصليبي أيام بطلها وقائدها الفذ صلاح الدين الأيوبي.
    إن على مصر أن تقود تحركاً تضغط به على روسيا التي تستخدم الڤيتو لحماية النظام البعثي في سوريا فمن خلال تحرك جماعي يضم تركيا ودول الربيع العربي يمكن أن ترضخ روسيا والصين وتكف عن دعم بشار الأسد الذي بات يحاكي فرعون ليبيا ويعيد سيرته الدامية.


    أعجبني تعبير د. جمال رمضان في كتابه (شخصية مصر) والذي قال فيه إن مصر في عهود من قزّموها خاصة بعد كامب ديڤيد لعبت دور (القُوادة) بدلاً من دور (القيادة) فقد سُخِّرت من قِبل دول الصليب الجديدة المتحالفة مع بني صهيون لتلعب ذلك الدور القذر في خدمة أعداء الأمة الإسلامية وها هو التاريخ يعيد نفسه وتعود مصر لذاتها ولأمجادها السابقة رغم محاولات المرجفين من أبنائها ممن ربوا أيام الدولة العميقة بغرض إجهاض الثورة وتعطيل عودة مصر إلى دورها الأصيل.


    إنني لأطمع أن يضطلع الرئيس البشير بدور المحرض وأن يبتعث رجلاً في وزن د. غازي صلاح الدين إن كان البعض لا يريدون لغازي أن يكلَّف بدور يليق بإمكاناته وذلك بغرض التفاكر مع قيادات الربيع الإسلامي والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والكويت بغرض التوافق على إستراتيجية تُنهي حالة الاستضعاف التي يواجه بها المسلمون في كل مكان خاصة في سوريا وميانمار والصومال فلدى هذه الدول من كروت الضغط ما يمكِّن من الإذعان لإرادتها.
                  

07-20-2012, 10:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)
                  

07-20-2012, 04:31 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الأخ الكيك.

    مرحب بك ومرحب ببوستاتك القوية.

    متابعين

    تصوم وتفطر على خير.
                  

07-20-2012, 08:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: Deng)

    اخى العزيز
    دينق
    اشكرك على الاطراء ومتابع نشاطك الجم وربنا يقويك
    تحياتى الخاصة لك ولاسرتك
                  

07-20-2012, 10:17 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    ردود فعــل واسـعـة لمبــادرة مصــالحــة الوطـنـي والشــعبــي


    نشر بتاريخ الجمعة, 20 تموز/يوليو 2012 15:44


    الشعبي: سندرس المبادرة العربية ونشترط النوايا الجادة الحسنة

    الخرطوم: «الإنتباهة»


    اشترط حزب المؤتمر الشعبي لنجاح المبادرة العربية لعودة العلاقة بين المؤتمر الوطني والشعبي تحسن الوضع الاقتصادي باعتباره طاغياً على البعد السياسي، ويمكن أن تتم دراسة المبادرة إذا تضافرت حولها النوايا الجادة، خاصة أن هناك أوجه تقارب بين الحزبين حول قضايا الراهن السياسي ولكنها لا تمس جوهر الخلافات السياسية. ومن جانبه رهن القيادي بالشعبي د. أبو بكر عبد الرازق نجاح المبادرة بمخاطبة القضايا الخلافية الحقيقية بين الوطني والشعبي، مبيناً أن الأخير سيقوم بدراسة المبادرة عندما تأتيه بصورة رسمية والرد عليها في الوقت المناسب.


    وأكد أن الشعبي لديه قرار من الهيئة القيادية لا تؤثر فيه العلاقات، وزاد قائلاً: «قيادات تلك البلاد تؤمن هي والشعبي بأن المشروع الإسلامي هو مشروع للحرية كما هو مشروع للعدالة والمساواة».ومن جانبه أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم والمحلل السياسي د. صفوت صبحي فانوس إلى أن إطلاق مبادرات إسلامية أو سياسية بين حزب المؤتمر الوطنى والشعبي يعتبر بداية الوفاق الوطني والتلاقي مرة أخرى، لافتاً إلى أن جهات عديدة سعت من قبل لإيجاد مبادرات كالتي قامت بها قطر واليمن، إلا أنها لم تلقَ النجاح بسبب المواقف المتباعدة بين الحزبين.


    وأضاف قائلاً: «الخلاف الذي حدث بين الطرفين إبَّان المفاصلة الشهيرة ليس في المسائل الفكرية والإسلامية بل هو خلاف على السلطة والحكم، مضيفاً أن كل طرف يرى أنه الأجدر بقيادة السودان، بجانب تمسك كل طرف بمبادئه وأساليبه السياسية والاستراتيجية.


    وأكد فانوس أن قيام حوار فكري في ظل هذا الصراع يتطلب بذل المزيد من التقارب والأفكار السياسية والإسلامية، فضلاً عن إدخال إصلاحات مشتركة على الوضع الاقتصادي حتى تتمكن الأطراف من التعاطي مع كل المبادرات الداخلية والخارجية التي يمكن أن تقوم بها جهات خارجية مثل مصر وتونس وغيرها من الدول ذات التوجه الإسلامي. وفي ذات السياق قال المحلل السياسي د. محمد عثمان أبو ساق أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهرى، إن ظهور مبادرات خارجية في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به البلاد يمثل تحدياً كبيراً للأحزاب والقوى السياسية المختلفة، لافتاً إلى أن الحكومة أصحبت تمتلك نظاماً شرعياً ومعترفاً به إقليمياً ودولياً بعد الانتخابات، مما يشير إلى أن هنالك مؤشرات أقوى لحركة توحيد الجبهة الداخلية عبر استجابتها لأية مبادرات خارجية، وزاد قائلاً: إن الخلافات التي يشهدها عدد من الأحزاب السياسية ليست عميقة، مبيناً أن نجاح المبادرات الخارجية حول رأب الصدع بين الشعبي والوطني سيجعل السودان في مكانة مرموقة بين دول المنطقة العربية.


    ومن جانبه أكد حزب العدالة القومي دعمه وترحيبه بجهود الإصلاح بين الإسلاميين في السودان عبر مبادرة دول الربيع العربي التي أبدت وقوفها مع الشعب السوداني بداعي الإصلاح بين المسلمين ودعم جهود الإصلاح. وأكد أمين بناني رئيس الحزب في تصريح لـ «إس. إم. سي» وقوف حزبه مع جهود الإصلاح في البلاد، قائلاً: «لا أتمنى سقوط حكومة الإنقاذ في يد المعارضة الحالية أو في يد ثوار كاودا» منوهاً بأنهم لن يكونوا أحسن حالاً من النظام الحالي. إلى ذلك رحب حزب الأمة القومي بالمبادرة التي تقودها كل من مصر وليبيا وتونس لحل الخلافات الفكرية والسياسية التي نشبت بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي منذ عام 1999م، موضحاً أن هذه الدول أدركت أهمية توحيد الجهود السياسية والإسلامية بين الأحزاب السودانية ذات الوزن الثقيل على المستوى الشعبي والسياسي.


    وقال نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء «م» فضل الله برمة ناصر في تصريح لـ «إس. إم. سي» إن حزبه أبدى ارتياحه الشديد للمبادرة الإقليمية العربية لتوحيد الجهود وعودة وحدة الإسلاميين، داعياً حزبي الوطني والشعبي إلى استيعاب هذه المبادرة والاستفادة منها حتى ينصلح الوضع الاقتصادي والسياسي على حد سواء، وزاد قائلاً: «هناك مؤشرات كثيرة من الداخل ستوحد جهود الحزبين خاصة على الصعيد الإسلامي والفكري».
                  

07-21-2012, 09:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    بشير آدم رحمة : يدعو عمر البشير للتنحي قائلا : لا نعرف عسكريا جعل من الوطن كله رهينة لفدائه
    July 20, 2012
    ( الشرق الأوسط – حريات )


    القيادي بالمؤتمر الشعبي المعارض بشير آدم رحمة، الرئيس السوداني عمر البشير للاقتداء برئيس جنوب أفريقيا الأسبق فريدريك ويليام دي كليرك، باتخاذ خطوات جادة «باتجاه تحرير البلاد» التي قال إنها «أصبحت رهينة له».

    واستغرب رحمة في ندوة عقدت بالعاصمة السودانية، مساء أول من أمس، من إصرار الرئيس البشير على البقاء في السلطة قائلا «العالم كله مقاطعنا من أجل شخص واحد، نحن نعرف أن العسكريين يفدون وطنهم بأرواحهم، لكننا لا نعرف عسكريا جعل من الوطن كله رهينة لفدائه».


    وفي الندوة ذاته، نفى رحمة وجود أي تقارب بين حزبه وحزب المؤتمر الوطني، ووصف الحديث عن خطة لجمع الرئيس البشير برئيس المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي وإعادة توحيد الحركة الإسلامية بأنه مجرد «إشاعة»، وقال «لسنا منافقين، ولو كنا نريد السلطة لما كنا ذهبنا عنها، ولما كنا ذهبنا للمعتقلات، ولما تعرضنا للموت والتشرد، لكنا قد أثرينا». وواصل «اطمئنوا هذه واحدة من ألاعيب المؤتمر الوطني والأجهزة التابعة له».


    ودعا رحمة قادة القوى السياسية «لتقدم صفوف المتظاهرين مقتدين بالتجربة (الموريتانية)، وتوظيف ثقلهم لإضافة زخم للاحتجاجات الداعية إلى إسقاط النظام
                  

07-22-2012, 05:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    بيان من المؤتمر الشعبي:

    إفساد السلطة لعلاقات السودان الخارجية
    الأربعاء, 18 تموز/يوليو 2012 07:53


    في هذا النظام العسكري الاستبدادي الذي حكم السودان لأكثر من عشرين عاماً يتولي رئيس الجمهورية تصريف السياسة الخارجية كما يتحمل وزير الخارجية تنفيذ ما يقره الرئيس . إذا كان الرئيس لا يحسن التصرف أو كان لا يزن ما يتلفظ به من قول كما هو حال عمر البشير فان علاقات البلد مع الخارج تتأثر سلباً وتتخبط سوءاً

    .
    التضارب بين موقف الرئيس ووزير خارجيته والذي تجلي بصورة علنية حيال الموقف من قرار مجلس الأمن 2046 الخاص بالعلاقة بين الشمال والجنوب المشروطة تسويتها لأجل محدود أدي لإرباك وفد السودان إلي أثيوبيا والأتحاد الأفريقي .
    إن العداء تجاه الجنوب قد أدي لتأزم الحدود كلها حيث حركة النزوح للبهائم من كل القبائل الشمالية جنوباً في موسم الجفاف والتجارة التي يعتمد عليها الجنوب في تأمين حاجياته واشتعلت الحرب مجدداً في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتوقف نقل النفط من الجنوب وحقول نفط الشمال في منطقة هجليج حيث فقدت الميزانية عائدات البترول فلجأ النظام لفرض الضرائب وزيادة الأسعار مما زاد تكاليف المعيشة علي المواطنين .


    لقد ترتب علي الحرب المعلنة ضد دولة جنوب السودان ومناطق جنوب السودان الشمالي أن يزداد الصرف علي الآلة والحركة العسكرية من سلاح وإمداد وبدلات طوارئ فأدي ذلك إلي عجز في الميزانية الجارية فوضعت حكومة المؤتمر الوطني مزيداً من الضرائب وزيادة أسعار المحروقات لسد العجز .
    عمر البشير مطلوب لدي المحكمة الجنائية الدولية في جرائم ارتكبها ضد رعيته في دارفور لذا أصبح السودان كله رهينة للعقوبات الدولية مما حجب عن السودان المساعدات من الغرب والاستثمار حتي من العرب كما حرم أيضاً من برنامج الأعفاء من الديون أو المساعدات من المؤسسات المالية الدولية علي اعتبار أن السودان خارج عن الاجماع الدولي وغير مستقر أمنياً وسياسياً

    .
    لكل هذه الأسباب وغيرها فإن إصلاح أمر السودان لينعم أهله بعزة وطنهم ورشد سياستهم الخارجية وتتحقق لهم رفاهية العيش لابد من تغيير هذا النظام وإسقاط رموزه من سدة الحكم وتشكيل نظام إنتقالي يصلح علاقات السودان الخارجية ومكانته في العالم .


    أمانة العلاقات الخارجية
    المؤتمر الشعبي
    14/7/2012م
                  

07-25-2012, 05:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    حزر فزر الطيب مصطفى يخاطب مين وينتقد مين فى جماعته الحاكمة الان ؟

    أيهما أولى بالتفاوض الترابي أم عقار وعرمان؟!

    االطيب مصطغى

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 24 تموز/يوليو 2012 13:00


    رغم الهياج والتصريحات النارية التي خرج بها المؤتمر الوطني وحكومتُه علينا عقب تحرير هجليج ظللتُ أرقب وأنتظر، منذ أن وطئت قدما عرمان وعقار العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ومنذ اجتماعهما بالمبعوث الجنوب إفريقي ثابو أمبيكي، ظللتُ أنتظر انبطاح الحكومة وموافقتها على التفاوض مع ما يُسمَّى بقطاع الشمال بالحركة الشعبية (لتحرير السودان) ثم جاء تصريح باقان قبل أيام عن موافقة حكومة السودان على التفاوض مع قطاع الشمال متزامنًا مع تصريحات وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين المتفائلة بأن الجولة التالية من التفاوض ستُفرغ اجتماع مجلس الأمن من مهمته وتجعله تحصيل حاصل وها هو مندور يُكمل الناقصة من الخرطوم ويُعطي دفعة قوية لتصريحات باقان الذي تفاوض بالنيابة عن عملائه في دولة السودان الشمالي عرمان وعقار والحلو وأعلن عن موافقة الحكومة على التفاوض معهم!!


    مندور قال لزوم تسريب الخبر بالتدرج حتى يهيئ الناس لاستقباله بل والترحيب به (إن قطاع الشمال بالحركة الشعبية، ولم يضف مندور عبارة (تحرير السودان) لزوم تقليل الحرج، (إن قطاع الشمال بالحركة الشعبية طلب من الوساطة الإفريقية الحوار مع وفد الحكومة لكن القضية لا تزال قيد النظر داخل أروقة المؤتمر الوطني بشأن التفاوض مع قطاع الشمال لعدم شرعيته وأنه حزب قائم على مستوى الجنوب ولا شرعية له على الأرض)!!


    يُحمَد لمندور الذي يتمتع بشجاعة باتت عملة نادرة في المؤتمر الوطني الذي تجيد مؤسساتُه جميعاً، حتى مجلس الشورى، البصْم على القرارات وتمرير الاتفاقيات شأنه شأن البرلمان الذي اشتُهر بالاشتغال بالنوافل تاركاً كل الفرائض وعظائم الأمور إلى أصحاب القرار في السلطة التنفيذية ولا أقول مجلس الوزراء الذي يُنوَّر كما نُنوَّر نحن أبناء الشعب السوداني البطل!! أقول يُحمد لمندور أنه يتمتع بشجاعة نادرة لأنه تحدَّث عن عدم شرعية الحركة الشعبية قطاع الشمال المحظورة قانوناً بل ودستوراً بعد أن طعن منبر السلام العادل في دستوريتها لدى مجلس شؤون الأحزاب السياسية ووافق المجلس على الطعن وأصبحت حركة خارجة على القانون بموجب قرار مجلس شؤون الأحزاب السياسية ولا مجال البتة للمؤتمر الوطني أن يتفاوض معها إلا إذا اعتبر مجلس شؤون الأحزاب السياسية هذا إحدى إداراته ووجَّهه بقبولها والذي ينبغي أن يسبق أي لقاء يُعقد معها في أديس أبابا أو غيرها.


    لم نسأل حتى الآن عن السبب الذي جعل مفاوضينا والمؤتمر الوطني يسترجع ويستدعي روح نيفاشا الانبطاحية أمام باقان الذي أشهد بأنه يعرف ما يريد وأنه لم يتزحزح قيد أنملة عن مواقفه بينما ظللنا نتراجع ونتراجع ونتراجع إلى أن وصلنا الحائط.. لست أدري لماذا نُصِرُّ على أن نستعيد نيفاشا رغم علمنا بما جرّته علينا من بلاوى حين أحالت انتصارنا العسكري وقد قاتلنا في أطراف نمولي إلى هزيمة سياسية في مائدة التفاوض لماذا يا تُرى أحلنا تلك الفرحة العارمة بعد انتصار هجليج إلى تراجع جعلنا نتحدث عن التفاوض مع هؤلاء الخارجين على القانون؟!


    عندما قرأ إمام التراويح بالأمس بمسجد النور (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ...) جال بخاطري حالة مفاوضينا وهم ينكصون على أعقابهم المرة تلو المرة ويتحدثون عن عرمان وعقار والحلو بعد أن أراحنا الله منهم كما فعلوا يوم منحوا باقان الحريات الأربع رغم احتلال جيشه لأرضنا وكما فعلوا يوم استقبلوه بالأحضان وقبلوا دعوته للبشير لزيارة جوبا التي كان مُفترضاً لولا لطف الله اللطيف الخبير أن يُعتقل فيها كما حدث لتلفون كوكو بالرغم من كل ما فعله باقان بالسودان وبالرغم مما يُضمره من شرٍّ وبالرغم مما قال وهو يغادر الخرطوم قبل زيارته الأخيرة (وداعاً للعبودية) و(ارتحنا من ###### الخرطوم)!!


    لماذا يا تُرى لا نفاوض بالنيابة عن ثوار الجنوب ونفرض على باقان وسلفا كير التفاوض معهم؟ لماذا نرضى الدنية في ديننا ودنيانا ووطننا أمام بلد هشّ مصنوع من بيت العنكبوت؟! لماذا نعجز عن تحرير كاودا ونتفاوض من موقف ضعف وفي مقدورنا أن نُحرِّر جوبا بنفس المقاتلين الذين حرَّروا هجليج؟! لماذا ننسى قول الله (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ) لماذا نضعف ونستكين وننبطح وقد قال الله تعالى للمؤمنين بعد معركة أُحُد (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)؟!


    إن دخول عرمان وعقار والحلو مرة أخرى يعني عودة مشروع السودان الجديد وربِّ الكعبة إلى الساحة والمشهد السياسي من جديد وهو لا يختلف عن الحريات الأربع التي تمهِّد لذلك المشروع الشيطاني الذي لن يهدأ باقان وأمريكا من خلفه قبل أن يرياه رأي العين حاكماً في الخرطوم.

    بالله عليكم أيهما أولى بالتفاوض عرمان وعقار أم الترابي الذي دفعته مراراتُه ونفسُه الأمّارة لإشعال الحرب في دارفور من خلال حركة العدل والمساواة؟!

    بالأمس مرت ذكرى الرابع من رمضان الذي كنا نعلم أن تداعياته ستكون خطيرة على مستقبل البلاد فإذا كان الترابي هو الذي فجَّر انقلاب الإنقاذ فإنه للأسف هو الذي فجّر دارفور من خلال حركة العدل والمساواة انتقاماً مما حدث له.
    رغم ذلك فإن الترابي أولى بالتفاوض من عقار وعرمان فهو على الأقل لا يحمل مشروعاً عنصرياً استئصالياً بالوكالة عن دولة معادية.
    إن

    هناك كثرًا مستعدون ليلعبوا دور الوسيط حتى يجردوا الحركة الشعبية والجبهة الثورية من أهم الحركات المتحالفة معها والتي إن أغمدت سلاحها فسنكون قد حققنا مكسباً عظيماً لكن مشكلتنا أننا نسترضي الأعداء ونقدم لهم التنازلات بينما نستعدي من هم أقرب إلينا مهما كانت درجة خصومتهم مقدِّمين مشاعرنا على مصلحة الوطن
                  

07-25-2012, 04:53 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    ةيواصل الطيب مصطفى هجومه على مجموعة على عثمان محمد ويعود ويصفهم بالمنبطحين وهو يتحسر للردة التى حصلت من مواقف ايام هجليج كما يقول

    اقرا حسرات الطيب مصطفى وخيبة امله التى تضيع



    مــاذا دهــانا؟!

    االطيب مصطفى


    نشر بتاريخ الأربعاء, 25 تموز/يوليو 2012 13:00


    وجاء في الأنباء أن وفدَي التفاوض بين دولتي السودان وجنوب السودان اتفقا على أن يتقدَّما بطلب مشترك إلى مجلس الأمن الدولي عبر الوساطة الإفريقية بهدف تمديد الفترة الزمنية المتبقية للقرار الأممي «2046» والتي ستنتهي في الثاني من أغسطس القادم!!


    لا ينتطح عنزان في أن الكاسب الوحيد من هذا التمديد هو الحركة الشعبية التي تحقق في كل جولة تفاوض جزءاً من مطلوباتها وأجندتها وهي بهذا التمديد تشعر بأنها حصلت على فترة إضافية للابتزاز والضغط من خلال السيف المسلَّط على الحكومة التي تعلم الحركة كم هي مذعورة من التهديد بالعقوبات وكم هي تشعر بأن مجلس الأمن سيُلقي بها في قعر جهنم إن هي لم تستجب لقراراته!!
    أخطر من ذلك أن الحكومة بدأت التفاوض مع قطاع الشمال بحضور الأمم المتحدة والآلية الإفريقية... بدأت التفاوض بالفعل فواحرّ قلباه!!


    سألني حادب على الحكومة في حيرة ودهشة وهو يرى مفاوضينا يتهافتون في ذعر ويتكبكبون كالملدوغ ما هو السر الباتع الذي يجعل وفدنا يتخبط بهذه الصورة ويعلن عن تقدم حيث لا تقدم وعن تنازلات مجانية متعارضة تماماً مع الثوابت المعلَن عنها في أوقات سابقة... صديقي الإنقاذي الحادب جزم أن هناك شيئاً لا نعلمه يجعل مفاوضينا في تلك الحال المزرية من الاضطراب والتخبُّط.


    قلتُ له إنها يا صديقي نفس الحالة التي تلبستنا منذ نيفاشا... حالة الهزيمة النفسية التي أحالت انتصارنا في ميدان القتال إلى هزيمة قاسية في مائدة التفاوض والتي استمرت بعد ذلك طوال الفترة الانتقالية التي جعلتنا ننفذ الاتفاقية من طرف واحد بنسبة مائة في المائة بل بأكثر من ذلك بينما ظلت الحركة تراوغ وتخادع... ورّطنا أنفسنا في أبيي بالرغم من أنها تقع في الشمال رغم أنف إعلان المبادئ ثم أدخلنا الحركة التي كان جيشُها الشعبي يقاتل في أطراف نمولي.. أدخلناها إلى الشمال تقديراً لمشاعر المكّار قرنق وهو يحدِّثنا (نحن الناس الحنان) عن حرجه مع من قاتلوا معه في جنوب كردفان والنيل الأزرق ثم سحبنا جيشنا وقواتنا المسلحة من الجنوب بالكامل تاركين جيش الحركة الشعبية (لتحرير السودان!) في تلكم الولايتين شوكة حوت ومسمار جحا ليُشعل الحرب داخل ديارنا ويتمترس ونعجز عن إخراجه حتى اليوم!


    سلسلة متصلة من الهزائم السياسية تجعلنا نثق في باقان أموم أعدى أعداء الشمال... رجل تاريخه يحكي عن عداء وحقد دفين وتصريحاته تكفي لإقناع طفل صغير بأنه عدو لئيم ومشروعه لتحرير السودان والذي ظل يتحدث عنه أنه باقٍ وليس مرهوناً بالوحدة وأنه لن يُوقفه أو يحد منه انفصال الجنوب الذي يجعل الحركة تنتقل الى الخطة (ب) لتحقيقه من خلال الانفصال بديلاً عن الخطة (أ) التي كان مفترضاً أن تحققه خلال الفترة الانتقالية من خلال الوحدة.. إنه مشروع السودان الجديد الذي نذر قرنق له حياته وأعده الأمريكان لهذا الدور منذ أن اقتلعوه من العاصمة التنزانية (دار السلام) ليستكمل دراسته حتى الدكتوراه في جامعة أيوا الأمريكية.


    سلسلة متصلة من الهزائم السياسية حسبنا أن تحرير هجليج سيكون نهاية لها ولكن ما إن انتهت هجليج وظننا أن المجاهدين الذين حرروها سينتقلون إلى كاودا لتحرير بقية الأراضي حتى عاد المنبطحون من جديد ينشرون ثقافة الاستسلام كما عاد المجاهدون إلى الخرطوم تاركين الجيش الشعبي في كاودا وعملاءه في الجبهة الثورية ينشرون الرعب كل يوم وتعود نيفاشا سيرتها الأولى ولا عزاء لمندور الذي تحدَّث عن أن المؤتمر الوطني يدرس طلب الحركة الشعبية (شمال) للتفاوض مع الحكومة بينما الحقيقة أن الحكومة جلست بالفعل مع عرمان وعقار!! ستسمعون من جديد عن الحريات الأربع التي كنا نظن أنها اندثرت مع هجليج كما سمعتم عن عودة عرمان وعقار والحلو إلى التفاوض!!


    في كل الدنيا يُوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويُستدعى أهل الخبرة والدهاء أما عندنا في بلاد بلا وجيع فإن التفاوض يُعهد به إلى كل من هبَّ ودبَّ إذ يمكن أن يقود وفد التفاوض من لم يفاوض أحداً في حياته!!


    في كل الدنيا يتم اختيار المفاوضين بناء على معايير محددَّة يُدقَّق في توافرها وذلك بعد أن تُحدّد الثوابت والإستراتيجيات والحدود الدنيا أما عندنا فحدِّث ولا حرج!!


    في كل الدنيا هناك مراكز دراسات إستراتيجية تعمل وتخطِّط وتحدِّد وخبراء ومستشارون يرفدون الوفد المفاوض بالرؤى والأفكار... ذلك ما يقوم به الخواجات الذين وقفوا أيام مفاوضات نيفاشا مع الحركة ولا يزالون حتى اليوم.. أما هنا فإن إطفاء الحرائق ورزق اليوم باليوم هو الذي يسيطر على مسيرتنا السياسية والاقتصادية وعلى مفاوضينا ورمضان كريم!!


    قلنا إن تجربة اتفاقية الدوحة كانت كفيلة رغم كل شيء بتكرارها بحيث يُعهد إلى رجل صاحب قدرات وذكاء وخبرة هو د. غازي صلاح الدين بأن يتولى ملف الجنوب خاصة وأنه ذو ارتباط بملف دارفور وقد خبر الرجل الأزمتين لكن يبدو أن الأسباب التي اقتلعته من نيفاشا وقذفت بالسودان بعده في حفرتها وهاويتها السحيقة لا تزال تحول دون اقترابه من هذا الملف صاحب السر الباتع!!


    أرجع لسؤال صديقي الحادب على الإنقاذ وأتساءل معه عن ذلك السر الذي لا نعلمه؟! لن أصدق وربِّ الكعبة أن الخوف من العقوبات الأممية هو الذي يسوقنا كالشياه إلى مذابحنا فقد خبرنا العقوبات وكما قلت مراراً إنه عندما قيل للقرد (سنسخطك) قال: (يعني حا تقلبوني غزال؟).


    اسمحوا لي أن أتوقف عن الكتابة فأنا لا أحتمل أن تنفقع مرارتي في هذا الشهر الفضيل سيما وأن أخبار الغد ستحمل لكم ما يحمله عرمان من أخبار وشروط بعد أن عاد إلى حياتنا من جديد رغم أنه رسمياً يُعتبر خارجاً على القانون وتُعتبر حركتُه غير شرعية!!
                  

07-26-2012, 09:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    مع جهول جديد من طغمة الجهل الجامح بحزب المؤتمر الشعبي(1 من 2)

    محمد وقيع الله


    لا يزال الأستاذ إبراهيم سليمان يتاجر من حيث يعيش في لندن، ومن دون ما ورع ولا تقوى، بقضايا الهامش السوداني ويتكسب بها في دوائر العالم الغربي المريب.

    وتجارة الأستاذ إبراهيم سليمان بالهامش ممارسة استغلالية رخيصة مهووسة، وآية ذلك أن الهامش المزعوم الذي يتاجر باسمه لم تكن له علاقة من أي نوع ظاهر أو خفي بموضوع مقاله السمج الذي كتبه في نقد كتاباتي.

    ولا أدري لم زج بموضوع الهامش السوداني في مقاله، وجعله منه عنوانا فرعيا له، اللهم إلا أن كان إدمان المتاجرة بهذه القضايا المربحة في الغرب، وهو الإدمان المستولي على بعض الحرافيش من أمثاله من مثقفي المركز الأدعياء، هو الذي جره من حيث لا يدري إلى جلب هذه اللازمة البغيضة إلى عنوان مقاله من دون أن يبدو له أثر أصيل في لبه أو صلبه أو ثناياه.

    ولم يتمكن هذا الكويتب الدعي المدعو الأستاذ إبراهيم سليمان من الدفاع عمن هاجمته في مقالاتي التي يرد عليها، المحامي بالباطل والمدعي بالبهتان المدعو الأستاذ بارود صندل رجب.

    واكتفى عوضا عن ذلك باستلال عبارات قصار من مقالاتي الأربعة في الهجوم على ذلك الشخص المفتري، أسس عليها جل ترهاته التي سنستوفيها بالرد تباعا .

    استهل الكويتب المزعوم مقاله بالزعم بأن القوم جميعا (من هم هؤلاء القوم؟!) يمقتونني وأنه لا يوجد منهم يتصدى للدفاع عني.

    وردا على ذلك أقول له إن قضية الحب لا يحتاج أمرهما إلى قول جدي، لأنه لا تأسى على الحب إلا النساء، كما قال ذلك الرجل الصادق وهو يخاطب سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه.

    وأما قول الكويتب إنه لا يرى أحدا يتطوع ليناصرني ويدفع عني، فذلك حق، وتفسيره يسير على منه له عقل يسير.

    ذلك أني لم أكن في حاجة إلى أحد من البشر يدفع أحد أو ينصرني.

    وما راني أحد ممن عسى أن يتفقوا معي في رأي، في موقف ضعف أو عجز، أو حاجة إلى نصرتهم في يوم من الأيام.

    فقد استغنيت عن نصرتهم بعد أن ملكني الله تعالى لسانا صارما لا عيب فيه وبحرا لا تكدره الدِّلاء .. كما قال مفتخرا سيدنا حسان، عليه الرضوان، وهو يهجو أولياء الشيطان!

    والحمد لله تعالى حمدا كثيرا أنه لم يجعلني من الضعف بحيث أستنصر بأحد إلاَّه عز وجل في علاه.

    والحمد لله سبحانه تعالى الذي لم يجعلني من شيعة الكتاب الماركسيين اليساريين الحداثيين التنويريين التبريريين، ولا من زمرة اليمينيين الرجعيين، الذين يستنصر بعضهم بعضا، ويستذري بعضهم ببعض، فيما يسمونه بالحملات التضامنية، فلا تكاد تمس أحدهم بنقد عابر، إلا تطاولت عليك من قِبلهم أنفار من الكتائب الخائرة البائرة الخاسرة، التي يختبئ كل فرد منها خلف الآخر، ويلوذ به، ويجره إلى الخلف، حتى يعطب منه الظلف، ويعرضه لمزيد من الخسف.

    ولأني كنت أعرف من قديم شيم الكتاب الضالين، وأعلم نمط سلوكهم الذي يستهدف إرهاب من يختلف معهم في الرأي، فقد آذنتهم منذ نشر مقالي الأول، في هذه المساجلات، ذلك المقال الذي استهدف صعق رائدهم المفتري المجترئ، الدكتور عبد الوهاب الأفندي، الذي وكلته دوائر حزب المؤتمر الشعبي بلندن، ووكلته جماعات المعارضة المغتربة عبء التصدي لي وإرهابي أدبيا، بأني لن أستكين لإرهابهم وأني سأبقى في انتظار ما يتقولونه عني وما يختلقونه من إفك، وأني لن أتوانى في الرد عليهم وإخراسهم، وأني سألقاهم أقوى لقاء، وظهري مستند إلى الحائط، ويداي نظيفتان لم تتلوثا بعطايا ولاهدايا حزب أو شركة أو سفارة أو نظام. وأني سألقاهم وأُنفِذ إلى أسماعهم وقلوبهم كل ما في كنانتي من حديد سهام الكلام.

    وهذا وعد قطعته قديما على نفسي، ولن أخلفه أبدا ، بإذن الله تعالى، ولذا فإن سياط الجلد ستبقى جاهزة بين يدي لأبري بها ظهور المفترين المتقولين علي قول الزور من أتباع سَنن الأفندي والخطائين الخاطئين على نهجه المشين.

    وأحد هؤلاء وأحدثهم وأشدهم جهلا وسفها هذا الذي يريد أن يستدرك علينا في جهدنا الدراسي الذي بذلناه في التتلمذ على كتب العقاد، الذي أحصيت قبل سنوات قلائل في لحظة فراغٍ ضجِر، ما قرأته منها فأحصيت على أصابع يديَّ سبعين كتابا، بعضها قرأته مثنى وثلاث ورباع وأكثر. وذلك دون ما قد أكون ذهلت عن استحضاره في تلك اللحظة الضجِرة. وبهذا أكون قرأت أكثر من نصف الكتب التي سطرها إمام الفكر العقاد، ثم يجيئ المدعو ابراهيم سليمان، الذي يبدو أنه لم يطلع مما يتعلق بشأن العقاد إلا على كتاب أنيس منصور ذي الطابع الصحفي (في صالون العقاد كانت لنا أيام) ليتهمنا بعدم فهم فكر العقاد وشعره، وهو ما تاحَ له أن يفهمه رغم أنه لم يقرأ فيما يبدو كتابا من كتب العقاد الأصلية.

    ومثل هذه الدعاوى الرعناء لا تستغرب إذا نظرنا إلى مصدرها الوبيل. فالكويتب قد دل على أنه واحد من غوغاء حزب المؤتمر الشعبي ومن بعض رجرجته، الذين نبتلى كل حين بجهلهم الفاضح، وتبجحهم الجامح، وخصامهم الفجور.

    وأما طريقة النقد التي يعتمدها هذا الكويتب الخابط المتخبط من أفراد جوقة الجهل والخبط الأعمى والضلالة العشواء بحزب المؤتمر الشعبي فهي أن يلتقط مشاهد وصفية جزئية مبتسرة من كتاب كتبه بعد وفاة العقاد بأكثر من عَقد من الزمان كاتب من الدرجة التاسعة، هو أنيس منصور، كما وصفه بهذه الصفة نزار قباني في سياق خصام قديم معه، ويستخدم تلك المشاهد في إدانة علم الفكر الشامخ ورجل المواقف المبدئية الراسخة، عباس محمود العقاد، وكأن عظماء الرجال يمكن أن يحاكموا بمواقفهم الاستثنائية العارضة، ويدانوا ويؤاخذوا بنمط الأخطاء العرضية البسيطة التي لا يخلو ولا يسلم منها الآدميون.

    قال كويتب المؤتمر الشعبي الأثيم، وهو يسم العقاد العظيم بالحوْب العظيم:" اورد انيس منصور:" ... لقد تغيرت اشياء كثيرة في صالون الأستاذ .. بل وجدت شيئا عجيا .. أن سيدة قدمت للأستاذ سيجارة. اشعلتها ثم اعطتها له .. أي وضعت السيجارة في فمها وأشعلتها وعليها بقايا أحمر الشفاه، ولم يتردد الأستاذ لحظة في أن يضعها بين شفتيه شاكرا.
    ويضيف: دخلت لأول مرة آنسة اعتنقت الفلسفة الهندية الصالون وهاجمت العقاد بعنف ولما فرغت قال ليها: " أنت تزوجت ولم تكوني سعيدة في هذا الزواج، وكانت مفاجأة واضطربت الزميلة ولم يشأ الأستاذ أن يتركها تمتص هذه المفاجأة ولكنه بسرعة قال: لاحظت ذلك في يدك اليسرى. فما يزال أثر الخاتم غائراً في اصبعك .. كما أن بعض الترهل عند خصرك كما اري من قميصك .. ربما حملت واجهضت... منذ متى أئمة الهدى يكيّفون خصور الآنسات، وكيف يكون مثل هذا التعليق سلوك الدعاة لو لا توهان د. وقيع الله".
    فهذا الذي لم ير في سلوك زعماء حزب المؤتمر الشعبي، الضالعين في خيانة الإسلام والوطن والحركة الإسلامية انحرافا، والذي لم ير في الأخشاب المتلبدة التي تقذي عيون قادة حزب المؤتمر الشعبي، رأى بدقة فائقة قشة يسيرة على عين العقاد العظيم، وذلك فقط لأنه دخن سيجارة تلقاها من يد امرأة!

    وبمنطق هذا الكويتب فإن دم السودانيين الوفير الذي سفكته (شبيحة) حزب المؤتمر الشعبي من عصابات العدل والمساواة في دار فور وأم درمان دم لا حرمة له ولا حرمة في سفكه، وإنما تتجلى الحرمة كل الحرمة في دخان سيجارة ينفثه صدر العقاد!

    وأما المثال الثاني الذي استشهد به الكويتب فلا أدري أي شيئ فهم منه، وهو مثل ضربه أنيس منصور للدلالة على قوة ملاحظة الأستاذ العقاد وقدرته على تحليل نفسيات المنحرفين من أتباع المذاهب الضالة.

    فهذه المتحذلقة التي جاءت تبشر في داره بمبادئ الفلسفة الهندية الضالة استطاع العقاد أن يسبر غور شخصيتها ويهتدي لسر انحرافها السلوكي، وسبب ارتدادها عن الإسلام، ونبهها بلطف إلى أنها اعتنقت ضلالات الديانة البوذية لا لسبب عقلي وجيه، وإنما لسبب عاطفي رخيص، يرجع إلى إجهاضها لطفلها وطلاقها من زوجها!

    وهذ ما أبان عنه أنيس منصور جليا حين استعرض هذه القصة في كتابه، ونبه إليه القراء.

    إلا أن هذا القارئ الغبي، من أتباع حزب المؤتمر الشعبي، لم يفهم من القصة إلا أن الأستاذ العقاد كان يحدق مليا في خصور الآنسات.
    والغريب أن أنيس منصور ذكر أن العقاد لم يحدق في خصر السيدة (ليست آنسة كما زعمت يا قارئ حزب المؤتمر الشعبي المتبلد الذهن!)، وقال إنه لم ينظر إليها عندما كانت تتحدث، وإنما رمقها بنظرة واحدة خاطفة، استنبط بها سرها الدفين!



                  

07-26-2012, 04:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الصادق الرزيقى رئيس تحرير صحيفة الانتباهة وهو من الاخوان المسلمين وخريج مدرسة الوان والراية الصحفية ومدافع بالحق والباطل عن نظام الانقاذ الحالى والذى تطرف واصبح من دعاة الانفصال والمروجين له يبدو انه اكتشف فجاة حقائق كانت غائبة عنه رغم ان الحقيقة غير ذلك
    هذا المقال بالاسفل يؤكد لنا ان كل تلك الحقائق لم تكن خافية عليه ولكن لماذا الان لان السبب واضح هو رضوخ الحكومة وموافقتها على الجلوس مع قطاع الشمال من الحركة الشعبية ..وهو ما اضاع له وللطيب مصطفى وصحيفتهم الانتباهة كل الجهد.. والشتائم والسخائم التى اقاموها طوال السنوات الماضية وكانا يعتقدان بانهما انتصرا فى معركتهما ولكن تاتى رياح المؤتمر الوطنى الضعيف بما لا يشتهى ارباب انفصال السودان
    ..

    اقرا المقال المتحسر

    على حافة الفناء!!
    الصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ الخميس, 26 تموز/يوليو 2012 13:00


    تسابق الحكومة زمنها في مسألة المفاوضات مع دولة جنوب السودان، وهي تعلم أن كل رهاناتها على رضاء الغرب عنها خاسرة، ورغم تذرعها بما لا يفيد في هذه القضية، ففي الوقت الذي تبدو فيه حكومة جوبا هادئة ليس لديها ما تخسره ولا ما تواجهه من مخاطر بوقوف أطراف كبرى في ما يسمى المجتمع الدولي معها، تبدو الخرطوم مرتبكة في نهاية المهلة المحددة في الثاني من أغسطس المقبل وكأنها نهاية الدنيا وستقوم بها القيامة.


    لكن الحقيقة هي أن المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي في قراره رقم «2046»، لن يحدث فيها شيء ولا يوجد بعدها ما يخيف إلى درجة أن تقوم الحكومة ببلع قسمها المغلظ بعدم التفاوض مع قطاع الشمال في الحركة الشعبية، وهو تنظيم عميل لدولة الجنوب ووكيل لقوى خارجية لا تريد إلا خراب السودان وضعفه وهوانه.

    والغريب أن الحكومة تؤكد دون أن تدري كل ما تقوله عنها وسائل الإعلام الغربية وما يفهمه عنها المسؤولون الغربيون، وذكر لي دبلوماسي سوداني أن جينداي فرايزر مسؤولة الشؤون الإفريقية السابقة في الخارجية الأمريكية، قابلت وزير الخارجية السوداني في عهدها في مبنى الخارجية الأمريكية قبيل موعد محدد له مع كوندليزا رايس، فقالت متهكمة «نحن نفهمكم، فأنتم ترضخون للضغوط.. ولا نأبه لما تقولونه وترفضونه.. ففي النهاية تقبلون»!!


    وتجيد الحكومة هنا في الخرطوم أشياء كثيرة، لكنها تجيد أخيراً النكوص والتراجع عن مواقفها، وتبرع قيادات كثيرة في المؤتمر الوطني في تبرير الخطوات التراجعية، دون حياء ولا خجل ولا ذاكرة.
    وكذلك تجيد الحكومة لعبة الانصياع والإذعان للمجتمع الدولي أكثر من إجادتها الثبات على مواقفها المبدئية المعلنة، والتمسك بما تقرره ويعبر عن كبرياء شعبها وكرامته!!


    ويا لهول ما تود الحكومة فعله بعد أن بدأت تتحدث علانيةً بعض رموز حزبها، ويجتمع أعضاء وفدها مع قطاع الشمال للحركة الشعبية للتوصل معه لاتفاق شبيه باتفاق أديس أبابا السابق، بل أسوأ منه، وهي غير مبالية بصورتها ولا انعكاسات هذه الخطوة على الداخل السوداني ولا احترام شعبها لها.


    هذه الخطوة اذا تمت تعني فناء هذه الحكومة لا أكثر ولا أقل، فمجرد رضوخها لمشيئة الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة التي كانت وراء قرار مجلس الأمن الدولي الذي صاغته سوزان رايس، وفشلت الدبلوماسية الرسمية في إجهاضه أو كسب حليف دولي قوي ضده وإفراغه من محتواه، مجرد قبول الحكومة للتفاوض مع قطاع الشمال وانهيار تحصيناتها السياسية، فإنها ستجد نفسها بلا نصير من شعبها ولا مؤيد، فما الذي يمكن أن يرتجيه أحد من حكومة لا تستطيع ضبط الأداء الحكومي ولا كبح جماح الأسواق ولا إبطال مفعول مراكز القوى التي تعبث بالسلطة والقانون وتهين المواطن والبرلمان، ثم تأتي لتوافق على إدخال الأفاعي السامة إلى تحت ثيابه، وتستصغر شأن وطن حتى يصبح ضئيلاً مثل أقزام النِمال!!

    من المؤسف حقاً أن نكون قد تقهقرنا لهذه الدرجة المخزية، فكل المشهد العام لا يسر ولا يطمئن، وقد غاب أي رأي رشيد، وليس لدى الحكومة إلا خوفها وارتعادها من الثاني من أغسطس، وقد صور لها المفاوضون باسمها وهم تحت نيران الضغوط الخارجية أن السبيل الوحيد الذي يمكن به تجنب أية عقوبات دولية جديدة، هو قبول تجرع كأس السم الزعاف!!


    وما دري هؤلاء أن لعبة السياسة في العالم هي التلويح بالعقوبات والتهديد بفرضها والتخويف بعصاها، فإذا خاف المرتعب المرتجف وملأ قلبه الوجل جعلوه يتنازل أكثر وأضعفوه إلى درجة الانسحاق، وهذا بالضبط ما يجري خاصة إذا قرأنا بيان مجلس وزراء خارجية الاتحاد الإفريقي الأخير، وقارناه بالعبث واللؤم الذي يمارسه وفد حكومة الجنوب وعملية الابتزاز الرخيص التي تمارس.. الله وحده هو الذي يحفظ هذه البلاد وليس الحكومة
                  

07-26-2012, 04:42 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    اما سعد احمد سعد الكاتب بنفس الصحيفة رغم انه يشاطر الرزيقى فى الاتجاه الا انه دعا الى طريق ثالث مبهم وغير معروف لفك ما يدعى انه قيد سحر لنظام الانقاذ يجب فك طلاسمه باسلوب اخر ما هو ..لانها ممسوكة فى حاجة ...!
    اقرا المقال







    الحلو نائباً أول.. للرئيس البشير!!
    سعد احمد سعد
    نشر بتاريخ الخميس, 26 تموز/يوليو 2012
    13:00
    لماذا لا يصارحنا المؤتمر الوطني والإنقاذ بحقيقة ما يجري خلف الكواليس؟!
    لماذا لا يبينوا لنا حقيقة الأوضاع التي تجعله وتجعل الإنقاذ عجينة طيعة في يد امبيكي والأمم المتحدة والوساطة الإفريقية؟ بل وفي يد الحلو وباقان وعرمان؟!
    لماذا لا يثبت المؤتمر الوطني والإنقاذ على موقف واحد؟ لماذا يحرجوننا.. ولماذا يفضحوننا.. ويمرّغون كرامتنا بالوحل؟

    إن قائمة التنازلات التي يبديها بل ويسارع فيها المؤتمر الوطني والإنقاذ آخذة في التضخم.. رغم ما نسمعه من تعهدات.. وتهديدات.. وإيمان مغلظة بالطلاق والعتاق.. حتى توفرت لدينا القناعة الراسخة أن كل بطولات المؤتمر الوطني والإنقاذ مجرد «نفخة» ومجرد «هرشة» وأنه كلما علت وتيرة النفخة وتصاعدت نبرة الهرشة كان الانكفاء أسرع.. وكان الانكسار أخزى لذلك.. فدعوني أقول.. إنه لا ينبغي .. ولا يجوز لأحد أن يظن أن الذي يفعله المؤتمر الوطني وتفعله الإنقاذ هو مجرد تخبط.. وقلة دراية بمطلوبات الحكم أو رغبات المحكومين.. ولا أحسبه من قلة المعرفة.. وأنا أظن إن لم تخني الذاكرة أن كاندا رئيس دولة زامبيا هو الذي قال عندما رأى قائد الانقلاب السوداني العميد عمر البشير في أول لقاء إفريقي ضمهما.. قال «This man Knows too much» أي إن هذا الرجل يعرف أكثر مما ينبغي أو أكثر مما يُتاح لأمثاله.. وكانت معرفة العميد عمر حسن أحمد البشير هي معرفة الحركة الإسلامية..

    والمعرفة تراكمية .. وكذلك التجارب والخبرات.. ونحن ننظر إلى الإنقاذ بعد ربع قرن من الزمان فنجد أنها تتخبط وتتعثر.. وتحجم وتنكفئ .. وتتراجع.. وتستسلم.. وتنكسر بل وتستخذي..
    ونحن ننظر في دهشة.. وفي استغراب.. ولا نكاد نصدق ما نرى.. وما نسمع..


    ولكن كفانا دهشة.. وكفانا استغراباً.. بل وكفانا غباءً إن الأمر أصبح أوضح من الشمس في رائعة النهار.. إن الإنقاذ مأخوذ عليها.. ولا تسألوني عن معنى مأخوذ عليها.. فهو لا يحتاج إلى تفسير.. فمجمل تصرفات الإنقاذ منذ قبل نيفاشا بحوالى خمس سنوات تفسر هذه العبارة أوضح تفسير ولا أظن الإنقاذ ستستفيق أو تستيقظ إلا بعد أن يقضي الأخذ عليها إربه وحاجته منا..


    أقول هذا وأنتم تعلمون أنني لست مولعًا بالتفاصيل.. بالرغم من أنني لا أبني رؤيتي إلا على قدر هائل من التفاصيل.. بل أنا معني أكثر بأصل المسألة.. والأصل هو أبو التفاصيل والفروع..


    الإنقاذ لا تستطيع أن تحارب الفساد.. الإنقاذ لا تستطيع أن تضبط الإعلام.. الإنقاذ لا تستطيع أن تضبط الشارع.. الإنقاذ لا تستطيع أن تردع غلو الحركات الأنثوية العلمانية.. الإنقاذ لا تستطيع أن تكبح جماح المنظمات الطوعية وهي تعيث في السودان فساداً.. وتشتري وتبيع في القامات كما تحب وتشتهي..
    والإنقاذ لا تستطيع أن تحقق تطبيق الشريعة.. وتعلن أن الشريعة في السودان مدغمسة.. ثم تبقى الإنقاذ على الدغمسة رغم إعلانها بالفم المليان.. أما في قضية التمرد.. وقضية الجنوب.. والحركة الشعبية وعقار وعرمان. وباقان.. والحلو.. فإن الإنقاذ لا ترد يد لامس.. لا تملك أن تقول لا.. أبداً.. أبداً فمنذ نيفاشا ودستورها المؤقت «دستور 2005» والمواطنة وانتخابات النيل الأزرق.. وأبيي وجنوب كردفان ومفاوضات أديس.. والحريات الأربع.. بل وعصابات النقرز.. وبنات نيفاشا.. وعنتريات الإنقاذ واقسامها بالطلاق والعتاق ظلت الإنقاذ أيها السادة تفعل بالضبط عكس ونقيض ما جاءت.. وما أعلنت أنها جاءت لتفعله حسب البيان الأول..

    إن الإنقاذ أيها الأحباب.. ويا أيها الشباب.. ويا أيها الإسلاميون على اختلاف أسمائكم ومسمياتكم.. ويا أيها المواطنون الشرفاء الذين يريدون مثلما أرادت الإنقاذ عشية 30/6/1989م اعلموا جميعاً أن الإنقاذ مأخوذ عليها..

    فهي ليست مجرد شهوة الكرسي.. وهي ليست قلة المعرفة بفنون الحكم.. وهي ليست قلة المعرفة بأشواق أهل الإسلام وأهل السودان.. فطالما تطابقت أشواق أهل السودان وأهل الإسلام.. إن الإنقاذ مأخوذ عليها.. فهي كالمسحور.. وكالمقيد.. ولا بد من إبطال السحر وفك القيد.. وهناك طرائق لإبطال السحر وفك القيد.. ليس من بينها الدجل والشعوذة.. خاصة إذا كان السحر تعبيراً مجازياً وكذلك القيد
                  

07-28-2012, 02:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    يحاول منبر الطيب مصطفى الضغط على المؤتمر الوطنى باستنفار اعضائه من الائمة فى حشد ضد الحركة الشعبية قطاع الشمال الذى رضخت الحكومة على اجراء محادثات معه مرغمة لانه جزء اساسى فى اتفاقيات السلام فى السودان ..
    تجد بالاسفل ما قاله ائمة مساجد لا يعرفون مجتمعهم ومستقبله ناهيك عن حاضره ..
    اقرا للتوثيق الاراء المتطرفة التى تريد ان تحكمنا بما تقول انه شرع الله ..





    مساجد بالخرطوم والولايات ترفض الحوار مع قطاع الشمال وتطالب وفد الحكومة بالعودة
    الانتباهة

    نشر بتاريخ السبت, 28 تموز/يوليو 2012 13:00


    عبد الحي يوسف: التفاوض مع «قطاع الشمال» لا يجوز..أمام مسجد خاتم المرسلين: وفد الحكومة غير مفوض بتقديم أية تنازلات بمفاوضات أديس..خطيب مسجد الخرطوم الكبير يطالب الحكومة بالإعتذار للشعب ووقف التفاوض مع الحركة الشعبية

    الخرطوم : المقداد عبد الواحد
    استنكر عدد كبير من أئمة المساجد بالخرطوم، وعدد من الولايات، خطوة الحكومة بفتح باب التفاوض مع ما يسمى قطاع الشمال، ووصفوا الخطوة بأنها ذلّ وهوان، في شهر يعدّ من أشهر الانتصارات والفتوحات عند المسلمين.
    وشنّ إمام وخطيب مسجد خاتم المرسلين بضاحية جبرة جنوب الخرطوم، الشيخ عبد الحي يوسف، هجوما لاذعاً على موقف الحكومة من التفاوض مع ما يسمى الحركة الشعبية قطاع الشمال، وقال عبد الحي في خطبة الجمعة أمس، إن التفاوض مع ما يسمى قطاع الشمال لايجوز، ووصف قادته بالخونة والمأجورين والعملاء والمنافقين، وأشار إلى أنهم لا يريدون الحكم بالشريعة الإسلامية بل إشاعة العلمانية.

    وأضاف عبد الحي: إن الشعب السوداني صبر طيلة السنوات الماضية على حكم الإنقاذ، رغم غلاء الأسعار ، لكنه قال إن ذلك الشعب لن يصبر عليها، طالما ارادت أن تتفاوض مع أعداء الله، وزاد: إن الشعب لن يصبر لمزيد من التنازلات، وأوضح أن وفد الحكومة التفاوضي غير مفوض بتقديم أية تنازلات تنال من قيمه ودينه. ووصف عبد الحي شهر رمضان بشهر الفتوحات والانتصارات في الإسلام، لكنه قال إن الحكومة ارادت غير ذلك، لافتاً إلى أنها بعد تحرير مدينة هجليج التف حولها كافة الشعب ونصرها، فاصبحت في موقف كان عليها أن تتقدم ولا تتراجع بقبول التفاوض مع قطاع الشمال.


    وفي السياق طالب خطيب مسجد الخرطوم الكبير بإيقاف التفاوض مع مايسمى بقطاع الشمال وتغيير الوفد الحكومي المفاوض. وقال الشيخ كمال رزق في خطبة الجمعة أمس إن على وفد الحكومة المشارك في المفاوضات أن يعتذر للشعب السوداني قاطبة لأنه أذاقه الهوان والذل. مضيفا أنه لاتفاوض ولاتنازل مع مايسمى بقطاع الشمال والحركة الشعبية لأنهم مصاصو دماء وقتلة وخونة علاوة على أنهم عملاء لأمريكا ، وجزم رزق بأنّ كل محاولات الحكومة لإرضاء أمريكا ستكون هباءً منثوراً وصفراً كبيراً لنا، ولن تفلح مفاوضات وتنازلات الحكومة في إرضائها وكسب ودّها.

    وأضاف لن يهدأ لأمريكا بالٌ حتى نتبع ملّتها. وأشار إلى أن أمريكا مخلصة لمبادئها ودينها، فهل نحن مخلصون لديننا ومبادئنا، وزاد:إن أمريكا لن ترضى إلا باقتلاع الإسلام واستئصال جذوره، وقال رزق لقد آن أوان الجهاد، وعلى الدولة أن تجهّز الجيوش، وعلى وزير الدفاع ترك المفاوضات والعودة وتحرير كاودا، وقال على أصحاب العصابات الحمراء«في إشارة منه إلى الدبابين» تفقد أسلحتهم إستعداداً لجهاد الحركة الشعبية التي تريد هدم البلاد وتسليمها لأمريكا،


    وأوضح رزق أن الأمور التي تمس سيادة البلد يجب أن يستفتى فيها الشعب أو على الأقل أن تمر على المجلس الوطني، وليس أن تكون حكراً على حزب أو جماعة، وأضاف الحكومة الآن وبهذه المفاوضات تكون قد استسلمت تماماً لأمريكا، ورضيت بالشروط الجديدة التي ادخلت«11» منطقة تابعة لدولة السودان وغير متنازع عليها أصلاً في أجندة التفاوض ، ووصف رزق تفاوض الحكومة مع مايسمى بقطاع الشمال بأنه إعتراف واضح وصريح بحزب أجنبي وتابع لدولة الجنوب، ينفذ أجندتها ويأخذ تعليماته من رئيسها سلفاكير وأمريكا وإسرائيل، وتساءل رزق قائلاً لماذا طالبت الحكومة الإنتربول بالقبض على عرمان إذا لم يكن مجرماً .

    وقال رزق لو جمعنا هوان الدنيا كلها وذلها لما بلغ معشار الذل والهوان الذي نعيشه الآن ، ونوّه رزق إلى أن شهر رمضان لايعرف الإنهزام والإنكسار والذل، بل كان للعزة و الإنتصارات والفتوحات الإسلامية . ومن بين أئمة المساجد التي رفضت الحوار وطالبت بعدم التفاوض مع قطاع الشمال في خطبة الجمعة أمس، الشيخ أبوزيد محمد حمزة، والشيخ عصام البشير إمام وخطيب مسجد النور بكافوري، والشيخ إبراهيم الطيب بمسجد حي الهدى بالجريف شرق، والشيخ محمد عبد الكريم، والشيخ أبومجاهد حامد محمد سعيد بمسجد الوالدين بالكدرو محطة المدارس، والشيخ محمد شمس الدين بمسجد سنار التقاطع بولاية سنار، والشيخ موسى إبراهيم علي بمسجد أنصار السّنة بسنكات في ولاية البحر الأحمر، والشيخ خالد عمر حمزة بمسجد المستغفرين بالعمارات، والشيخ عبد القادر أبوقرون بمسجد الشعائر بأم ضوًا بان.
                  

07-29-2012, 08:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    فتوى للداعية الاسلامى عبد الحى يوسف حول التفاوض مع قطاع الشمال
    الخرطوم ـ خاص ـ أخبار اليوم
    أكد الداعية الاسلامي عبد الحي يوسف في خطبة الجمعة أمس بمسجده بجبرة الخرطوم إن قيام الحكومة بإجراء حوار ومفاوضات مع الحركة الشعبية لا يجوز شرعاً.
    وقال عبد الحي إن المنافقين أكثر خطورة على المجتمع من الكفار، مبيناً لا اتفاق ولا تعاون ولا تفاوض مع المنافقين. مضيفا أن عرمان وعقار تحالفا مع الاعداء وبجانب خيانة الوطن والمسلمين ولذلك لا يجب اجراء أي حوار معهم.

    وقال عبد الحي إن الشعب السوداني صبر على البلاء والغلاء والمحن الاخيرة من أجل عزة وكرامة الوطن، مبيناً أن الشعب قادر على النهوض والثورة والطوفان لإعلاء شأن السودان والاسلام، مبينا أن أرواح الشهداء الطاهرة التي فقدت في استرداد هجليج يجب أن تقابلها تضحيات أكبر حتى لا تضيع دماء الشهداء هدراً.
    وطالب عبد الحي بوقف التفاوض مع الحركة الشعبية فوراً لإعادة هيبة الوطن والاسلام.


    ----------------

    خطيب الجمعة يدعو الشباب والمجاهدين لإتخاذ مواقف قوية واصلاح الحركة الاسلامية دون خوف
    الخرطوم ـ أحمد سر الختم
    إحتشد المئات من مجاهدي الحركة الاسلامية (سائحون) أمس بمسجد جامعة الخرطوم وأدوا صلاة الجمعة بالمسجد وأم المصلين فتح العليم عبد الحي داعياً في خطبة الجمعة إلى ضرورة تحقيق الاصلاح داخل الحركة الاسلامية. مناشداً الشباب والمجاهدين لإتخاذ مواقف قوية دون خوف من العواقب. والصدح بكلمة الحق من أجل الحفاظ على البلاد.

    وخاطب المجاهدين عقب الصلاة الصادق محمد علي الشيخ وزير الدولة السابق داعياً المجاهدين لاتخاذ موقف صادق، وأن الوقت حان للمجاهدين لقول كلمتهم لأنهم صادقين واصحاب مبادئ ومواقف، ووجه الصادق انتقادات لطريقة اتخاذ القرار.
    يذكر أن خطبة الجمعة بمسجد الجامعة حضرها جمع غفير وأكثر الخطيب فتح العليم عبد الحي من أدلة الكتاب والسنة من آيات وأحاديث وكذلك الوزير السابق.


    -----------------

    عصام البشير يناشد رئيس الجمهورية بالغاء أو تجميد زيادة الكهرباء
    الخرطوم ـ عبد الله محمد علي
    طالب د. عصام أحمد البشير في خطبة الجمعة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بإلغاء أو تجميد قرار زيادة تعريفة الكهرباء.
    ووصف عصام في خطبة الجمعة القرار بأنه غير حكيم وتم دون شورى ولم يقدم عبر الأجهزة، مبيناً أن الشعب السوداني صبر كثيراً وتحمل السياسات الاقتصادية ووقف مع القوات المسلحة في هجليج ولذلك على رئيس الجمهورية إلغاء القرار.
    ودعا إلى إجراء مفاوضات مع القوى السياسية لتوحيد الصف بدلاً عن الحوار مع عقار.

    اخبار اليوم
                  

07-29-2012, 04:44 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    يواصل الطيب مصطفى هجومه على وفد الحكومة المفاوض ويحشد من اجل ذلك ائمة المساجد من اعضاء تياره المتطرف ومدعومين باعلام صحيفة الانتباهة مستخدمسن كافة الالفاظ ومستغلين الايات القرانية والتاريخ الاسلامى بفهمهم القاصر ولا يمانعون ايضا من اثارة الجيش من اجل ايقاف المحادثات وافشالها واشاعة اجواء الحروب
    اقرا ما كتبه اليوم



    الـــقــاعــــــدون!!
    الطيب مصطفى


    نشر بتاريخ الأحد, 29 تموز/يوليو 2012 13:00


    لست أدري والله متى وافق المكتب القيادي للمؤتمر الوطني أو مجلس الوزراء أو البرلمان على اتفاق نافع عقار بعد أن تم ركلُه من قِبل المكتب القيادي ومن قِبل الرئيس في مسجد النور وفي حضور وزير الدفاع الذي حرّض على رفضه وقالت صحيفة القوات المسلحة فيه من خلال مقال ملتهب لرئيس تحريرها العميد محمد عجيب.. قالت فيه وفي المؤتمر الوطني أضعاف ما قال مالك في الخمر؟!


    إنها دولة المؤسسات التي تضطهد البرلمان وتحتقر مجلس وزرائها وتستخفّ قبل ذلك بشعبها فما هو بربِّكم حكم شعب يُطيع من يستخفّ به أرجو البحث عن الإجابة في الآية القرآنية الكريمة (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ).. ذلك ما قاله الله في حق فرعون وشعبه لكن كيف هي الدولة التي ترفع الدعم عن الوقود بدون إذن من الشعب أو ممّن يُفترض أنهم ممثلو الشعب ثم ترفع أسعار الكهرباء بنسبة «250%» بدون استشارة البرلمان أو مجلس الوزراء ولا يصدر بيان يوضح لهذا الشعب المغلوب على أمره لماذا وكيف حدث ذلك؟!
    ذات الشيء أو الأشياء حدثت عندما وُقِّعت نيفاشا التي هي أخطر اتفاقية في تاريخ السودان بدون أن تُعرض على مجلس الوزراء أو على البرلمان الذي بصم بعد توقيعها بعد أن قال رئيسُه إنه لا يحقُّ له أن يعدل شولة في تلك الاتفاقية!!
    اقرأوا بالله عليكم جزءاً من المقترح الذي قدمه مفاوضونا برئاسة وزير دفاعنا المشغول بالمفاوضات بدلاً من أن ينشغل بتحرير أرضه المحتلة من قِبل جيش باقان وعقار والحلو وعرمان الذين يجلس معهم ويتبادل الضحكات والقفشات.. (ظلت حكومة السودان تسعى لإنفاذ مطلوبات خارطة الطريق الواردة في بيان مجلس السلم والأمن الإفريقي وقرار مجلس الأمن الدولي «2046» ويأتي ذلك السعي مقروناً بما جاء في قرار مجلس الأمن من دعم ومرجعية متمثلاً في اتفاقية السلام الشامل واتفاق «29» يونيو «2011» واتفاق «30» يوليو «2011» ومذكرة التفاهم حول عدم الاعتداء بتاريخ «10» فبراير «2012» واتفاق «13» مارس «2012» وحكومة السودان ملتزمة تماماً بهذه الاتفاقيات الموقَّعة بين الطرفين وتعتبرها المرجعية الأساسية لكافة القضايا الأمنية الواردة في خارطة طريق مجلس السلم والأمن الإفريقي وقرار مجلس الأمن «2046».


    إذن فإن وفد الحكومة المفاوض ملتزم تماماً بجميع الاتفاقيات الموقَّعة بما فيها اتفاق «29/6/2011م» الذي هو اتفاق نافع عقار فبالله عليكم أليس باطن الأرض خيرًا من ظهرها؟!
    ذلك الاتفاق المهين الذي استنسخ نيفاشا واعترف بالحركة الشعبية شمال وجعل عقار نداً لنافع وأخضع السودان للآلية الإفريقية وفعل بنا الأفاعيل مما سنوضحه لاحقاً.. ذلك الاتفاق أُعيدت إليه الشرعية بالرغم من ذلك القسم المغلَّظ الذي أدّاه الرئيس في مسجد النور!!
    كيف حدث ذلك ومن الذي قرره؟! لا أحد يدري!! كيف وافق عبد الرحيم محمد حسين على هذا وهو الذي قاد المعارضة له عقب توقيعه؟! لا أحد يدري!!
    أليس من حق الرويبضة عرمان الذي بُعث من مرقده بعد أن ظننّا أننا أهلنا عليه التراب وطلبناه بالإنتربول باعتباره مجرم حرب.. أليس من حقه أن يرفع سقف مطالبه على غرار نيفاشا ويطالب بقوات مشتركة تجعل القوات المسلحة السودانية منقسمة بين نصف تابع لعقار والحلو وعرمان وأخرى هي قواتنا المسلحة الحالية وذلك حتى نُخترق من الداخل بل من جيشنا الحارس مالنا ودمنا؟! أليس من حقه أن يرفع عقار كما طالب بالفعل إلى منصب النائب الأول مثل سلفا كير بعد نيفاشا بدلاًَ من أن يكون والياً على النيل الأزرق التي طُرد منها مذموماً مدحوراً وظننّا أنه لن يُبعث من جديد ويطمع في أن يكون الرجل الثاني في الدولة محققاً نداءه الشهير سننقل المعركة إلى الخرطوم بل إلى القصر الجمهوري ومحققاً مقولته (الكتوف اتلاحقت).. تلك التي ملأت أوداجه المنتفخة غروراً وخيلاء حتى قال أيام كان والياً فليبعث البشير علي عثمان ونافع إلى الدمازين ليجلسا إلى رجلين في مستواهما حددهما وترفع اللجنة المشتركة توصياتها إلينا (أنا والبشير)؟!


    إنه مشروع السودان الجديد يمضي بقوة وأقولها كما قال السادات قديماً لعلي عبد الله صالح (يقطع دراعي إن بعض مفاوضينا.. لا يدري شيئاً عن مشروع السودان الجديد وعلاقة ما يجري اليوم في مجلس الأمن وفي أديس أبابا وغيرهما بذلك المشروع)!!
    أقسم بالذي فطر السموات والأرض إن الحريات الأربع التي أجازها إدريس وسيد الخطيب جزء من مشروع السودان الجديد وأقسم بالله إن كل ما يجري اليوم هو في صلب ذلك المشروع لكن من يقنع من؟!
    إنني لأطلب من الرئيس الآن أن يسحب هذا المقترح قبل أن يُعتمد وثيقة في مجلس الأمن أو مجلس السلم والأمن الإفريقي.
    أقول هذا الآن عن هذا المقترح أما بقية القضايا فالحديث عنها يطول فانتظرونا فوالذي فطر السماوات والأرض لن نسكت على ما يفعله هؤلاء المنبطحون حتى يرودا بلادنا ويُحيلوها إلى أحاديث مثل مملكة سبأ ومثل الأندلس وزنجبار ومثل قوم موسى حين نكصوا عن الجهاد كما نكصنا عن تحرير كاودا..
    أقولها مجدداً إننا نسعى إلى حتفنا بظلفنا لنعيد سيرة قوم موسى قبل أن يُقذف بهم في أرض التيه حينما انكسروا وقعدوا (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ)
    يحدث هذا في رمضان شهر الانتصارات الكبرى فواحرّ قلباه.. يحدث هذا وما درى القوم أننا لسنا أعز على الله من كليمه موسى وأخيه هارون حين نكص قومهما عن الجهاد ورفضوا أن يدخلوا الأرض المقدسة التي أُمروا بدخولها تمامًا كما قعدنا عن دخول كاودا رغم قول الله تعالى «وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ»...

    المزيد من المقالات...

    (عدل بواسطة الكيك on 07-29-2012, 04:49 PM)
    (عدل بواسطة الكيك on 07-29-2012, 04:52 PM)

                  

07-29-2012, 04:44 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    washeez2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة الكيك on 07-29-2012, 04:55 PM)
    (عدل بواسطة الكيك on 07-31-2012, 07:44 AM)

                  

07-31-2012, 07:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    الزميل عادل الباز صاحب صحيفة الاحداث التى توقفت نتيجة لانهيار صناعة الصحافة فى السودان بسبب انهيار الاقتصاد بعد انفصال جنوب السودان نتيجة للسياسة الخرقاء لتنظيم الاخوان المسلمين الذى احتكر السلطة والاقتصاد والاعلام والخدمة فى الدولة وجعل الاحتكار اساسه فى كل شىء بما فيها الكتلة النقدية بجمع اكبر قدر من الجبايات والضرائب شعارهم حتى الافقار فافقر الجميع ..
    لم ينتقد الباز سياسة الاحتكار فى صحيفته وخاصة فى الاقتصاد بل استفاد منها وكان من اثر ذلك توقف الحركة الاقتصادية بعد ان اصبحت الزراعة والصناعة والتجارة فى يد القوى الامين ..وطبيعى ان يتوقف كل شىء كنتيجة حتمية بما فيها صحيفته ..
    عادل الباز هنا ينتقد اخوانه فى التنظيم شعبى ووطنى ويكشف بعضا من الحال المائل والاجل الزائل والمستقبل المظلم للجميع ..



    وحدة الحركة الإسلامية... متاهة الأوهام!!
    07-31-2012 08:43 AM

    في ما أرى....عادل الباز

    وحدة الحركة الإسلامية... متاهة الأوهام!!

    عادل الباز:

    لا يتفوق على بياخة الدراما السودانية الرمضانية الا قصة وحدة الحركة الإسلامية!! . قبل ان نفرد حيزاً خاصاً للدرما السودانية، اود ان أسأل أساطين المسرح والدراما التلفزيونية ... من علم الشباب ان التمثيل «عوارة» والكوميديا «هبالة» فى اى معهد درس هؤلاء ؟ ما الذى حول الدراما السودانية من مادة للامتاع الى مادة للسخرية والتندر بين الناس. حسبنا الله ونعم الوكيل.


    نعود لقضية باخت ولم تعد تجذب احداً ولاتثير اهتمام الرأي العام ، على الرغم من ذلك تصر دوائر ومصادر مجهولة اعادة وتكرار الاسطوانة المشروخة « وحدة الإسلاميين».أوهام هذه الوحدة غالباً ماتروج وتتصاعد كلما مرت ذكرى ماسمى بالمفاصلة فى الرابع من رمضان او اقتربت.اصبحت هذه الذكرى موسماً لاستغلال الاشواق وترويج الامانى الكاذبة واستخدام حيل لم تعد تخدع احداً. ولكن ياترى لماذا تروج تلك المصادر المجهولة التى غالباً ما تنسب لها الاخبار مثل هذه الحكايات ما السبب ؟ مالفائدة المرجوة؟ ماهى الغايات القريبة والبعيدة التى تتحقق من اذاعة تلك الأوهام؟.


    يبدو، والله اعلم، ان هناك «اخوان مسلمين» صادقين من زمن غابر «ياحليلو»عاشوا عهود الصدق والاخاء يحلمون بعودة ايام الصفاء والوحدة، وظلوا يعملون صادقين لارجاع عقارب الزمن للوراء ، وهيهات. هؤلاء الصادقون كلما شرعوا فى نزع الغبائن من النفوس وجدوا الاوضاع أشد تعقيداً واصطدموا بواقع مر.اقسى ماصدمهم من حقائق ان اكثر الإسلاميين كرهاً للوحدة هم القياديون فى الحزبين ،واكثرهم حرصاً على اجهاض أية مبادرة يمكن ان تقود اليها.هؤلاء كانوا فى زمن مضى وسرعان ما انزووا الى ركن قصى ، ورضوا بالمكتوب فى جبين الحركة الإسلامية حتى يقضى الله امراً كان مفعولاً.


    ما ان انسحب هؤلاء حتى اطل اخرون «مستهبلين» يعزفون على اوتار الوحدة وهم يعلمون استحالتها بل هم ليسوا جادين فى تحقيقها.الهدف من هذا العزف هو الدخول فى عملية سمسرة سياسية لا نتائج ترجى منها ، ولكنها تتيح لعب دور ما، وهذه الظاهرة تكثر فى اوساط الذين تقاعدوا تنظيماً ولم يعد لهم مايفعلونه، حين يشتغلون على أوهام الوحدة يشعرون بانهم لازالوا فى قلب الاحداث ويلعبون دور المصلحين، لعل ذلك يعود بهم من جديد لساحة الفعل السياسى والوجاهة الاجتماعية.
    هنالك فئة ثالثة قضية وحدة الإسلاميين بالنسبة لها مجرد موضوع للاستغلال السياسى. هذا الاستغلال يتناوب فيه الطرفان.فاذا ما أحس الحزب الحاكم مثلا «بزنقة ما» روجت دوائر بداخله وهم الوحدة واطلقت دخاناً كثيفاً كغطاء للخروج من مأزق ما ، واذا ما تم تجاوز «الزنقة» لاتسمع حساً ولاخبراً للوحدة تلك. بنفس القدر اذا اراد المؤتمر الشعبى زعزعة الوطنى واضعافه واظهاره بمظهر الرافض لوحدة الإسلاميين أوعز لمجموعة من كوادره بتحريك الملف بغرض فضح موقفه، ولكن سرعان مايطوى الملف بعد استنفاد غرضه. اذكر اننى ذهبت والصديق عثمان فضل الله لاجراء حوار مع «شيخ حسن»، واثناء الحوار اطلق الشيخ قنبلة ،مشيرا لضرورة وحدة الإسلاميين قبل الانتخابات، وامكانية خوضهم الانتخابات سوياً.فاستغربت وقلت له « الكلام دا كيف ياشيخنا؟».فابتسم!! فعلمت ان الشيخ يدبر امراً ،فعادته ان يلف شمال اذا ما أشر يمين!!. بالفعل بعد ايام قليلة دخل خليل امدرمان!!.


    ماحيرنى مؤخراً ذلك الخبر الذى اذيع ونشر فى الصحف بكثافة.مفاد الخبر ان ثلاث من دول الربيع العربى دخلت على خط مصالحة الإسلاميين السودانيين، واكد الخبر ان وفداً من تلك الدول سيزور السودان بهدف اتمام المصالحة.الخبر منسوب لنزار حامد القيادى بالمؤتمر الوطنى.حينما قرأت الخبر انتظرت له تكذيباً عاجلاً لأن اخبار وحدة الإسلاميين دائماً بلامصدر معلوم.مرت ايام ولم ينف نزار الخبر انما جاء النفى من دوائر المؤتمر الشعبى.الخبر ماهو الا مجرد دخان كثيف ليغطى على دخان المظاهرات التى جرت بالعاصمة مؤخرا ، ولكن ما يحير ان يزج بالإسلاميين بدول الربيع العربى فى أتون صراعات الإسلاميين السودانيين كأنهم ناقصين بلاوى!!.فى ظل بقاء الجيل الذى انشقت الحركة الإسلامية فى عصره فى سدة القيادة، فان حلم الوحدة مستحيل. فضوها سيرة.

    الصحافة

    (عدل بواسطة الكيك on 07-31-2012, 07:59 AM)

                  

08-02-2012, 09:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    يحدث في صحيفة القوات المسلحة!!

    االطيب مصطفى
    نشر بتاريخ الأربعاء, 01 آب/أغسطس 2012 13:00


    ما كنتُ لأعقِّب على مقال السيد/ علي عيسى لولا أنه نُشر في صحيفة القوات المسلحة التي بلغ من غرابتها في زمن الغفلة أن تكون مطيَّة للمنبطحين والخوّارين بعد أن كان يزأر في عرصاتها قبل أشهرٍ معدودات ذلك الصقر الكاسر والقلم البتّار العميد محمد عجيب الذي ترجَّل من رئاسة التحرير لتعجَّ بالأقلام المرتجفة والمذعورة وتصبح أقرب إلى (أجراس الحرية) منها إلى صحيفة الجهاد والمجاهدين من أفراد القوات المسلحة!!


    كتب كاتبُنا الهمام في ذات الصفحة التي كانت تتزيَّن بمقال محمد عجيب فاقعاً مرارتي ومرارة القوات المسلحة حامية الدين والأرض والعِرض، كتب يتساءل عن مرجعية المفاوضين وختم مدافعاً عن اتفاق نافع عقار واتفاق الحريات الأربع ومهاجماً المؤسسات التي لا هي (حكومية ولا حزبية ولا تشريعية لكنها تؤثر في مخرجات التفاوض وتضغط بعنف على المفاوضين ويتمثل هؤلاء في جماعة السلام العادل وأئمة المساجد والدعاة ومنهم من لا يميز بين الكوع والبوع)!! ثم قال إن (هؤلاء هم الأخطر وهم الموجِّهون الحقيقيون للمفاوضين والمطرقة الأقوى)!!


    يا سبحان الله... باللّه عليكم هل كان من الممكن أن يُكتب هذا المقال المنبطح في صحيفة القوات المسلحة لو كان محمد عجيب رئيساً لتحريرها وهو الذي صبَّ حمَمَاً من الكلمات النارية على اتفاق نافع عقار واتفاق الحريات الأربع التي ينافح عنها اليوم هذا الكاتب؟! أما كان محمد عجيب بل كانت صحيفتُه وكل القوات المسلحة يضغطون على المفاوضين المنبطحين الذين انصاعوا لباقان وقدَّموا له من التنازلات ما جعل وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين يصحب المشير البشير وينصحه بنسف ذلك الاتفاق المشؤوم من منبر الجمعة في مسجد النور؟!.. في تلك الأيام كانت صحيفة القوات المسلحة وما يُكتب فيها كائناً آخر يختلف عن صحيفة اليوم التي تعبِّر عن روح جديدة هي التي جعلت نفس وزير الدفاع يجلس مع باقان ويعيد الحياة إلى اتفاق نافع عقار الذي ثار عليه وأجهضه قبل عدة أشهر!!
    أرجو من علي عيسى بدلاً من أن يهاجمنا أن يتحول في مقاله القادم إلى محمد عجيب وإلى وزيره الذي كان يرى غير ما يراه اليوم ولستُ أدري هل كان علي عيسى هذا سيكتب ما كتب الآن في تلك الأيام أم أنه عبد المأمور يكتب وفقاً لاتجاه الرياح والتعليمات؟!


    أمّا سخريته من الدعاة الذين لا يفرِّقون بين الكوع والبوع فهذه مجرد قلة أدب اعتدناها من قبيلة اليسار وبني علمان الذي أثروا كثيراً في كُتابنا حتى جعلوهم يحتقرون علماء الأمة ويرفضون تناولهم للشأن السياسي في المسجد ومن عجب أنك تجد صحافيين (فناطيط) يسوِّدون الصحف بمقالات ملتهبة يكتبون فيها عن كل شيء ويقرأهم الآلاف من القراء لكنهم يُنكرون على أئمة المنابر أن يتناولوا الشأن السياسي أو غيره طالبين منهم أن لا يخرجوا من الحيض والنفاس وفقه دورة المياه!! إنها ثقافة اليسار التي ملأ بها عقول كثير من أبنائنا الصحفيين فلخبطت عليهم عقولهم وأثرت حتى على اتجاهات البوصلة التي تقود مسيرة الفرد نحو القبلة الربانية.


    أنصح كاتبنا الهمام بأن يتواضع قليلاً ويعلم أن هؤلاء الدعاة أكثر منه علماً ودراية وأقرب إلى أن يكونوا أكثر قرباً من الله كونهم مشغولين بأمر الدعوة وما أدراك ما الدعوة وليته يعلم أن الداعية قبل أن يصعد المنبر يتم اختياره وفقاً لمؤهِّلات تميِّزه على من يؤمُّهم علاوة على أن من يعتلي المنابر يكون في الغالب خطيباً مفوهاً فكم نسبة من يملكون هذه الموهبة النادرة؟!


    هناك بعض العبارات والجمل كشفت لي مستوى ثقافة كاتبنا الناقد لجهل العلماء ولمنبر السلام العادل مثل قوله (المجلس الوطني هو مرجعية هذا التفاوض بحكم قوامته على أمر البلاد)!! عن أية قوامة تُراه يتحدَّث وهل البرلمانات قيِّمة على أمور البلدان؟! ثم قوله (بالطبع يعود خلَل المفاوض السوداني بسبب مصادر التفويض)! بالله عليكم هل من حق هذا الكاتب أن يتطاول على فئة العلماء الذين كانوا أكثر علماً منه منذ بواكير شبابهم؟! هل أحتاج إلى أن أذكِّره بالأمين العام لهيئة علماء السودان بروف محمد عثمان صالح مدير الجامعة الإسلامية السابق أم بدكتور عبد الحي يوسف نائب الأمين العام لهيئة علماء السودان والمحاضر بجامعة الخرطوم أم بدكتور عصام البشير مساعد القرضاوي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغيرهم من العلماء الذين رفضوا التفاوض مع قطاع الشمال؟!


    العلماء كما قلنا ــ ولا نملّ من ترديد القول ــ هم ورثة الأنبياء وهم أولو الأمر الذين أمر الله بطاعتهم وهم الذين حفظوا لنا هذا الدين فهلاّ كففتَ من هرطقتك وتأدّبتَ قليلاً!!
    إن أكثر ما يؤلمني والله أن تحرِّض صحيفة القوات المسلحة على ثقافة الاستسلام بدلاً من أن تحرِّض على الجهاد في سبيل الله!!
                  

08-03-2012, 09:23 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    ولا خير في حلم إذا لم يكن له..
    بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا
    سعد احمد سعد


    نشر بتاريخ الجمعة, 03 آب/أغسطس 2012 12:46


    ربما ظن بعض رويبضات الصحافة وجهاليلها من أمثال عبد الباقي الظافر والطاهر ساتي ويوسف عبد المنان أن هيئة علماء السودان لا تضم في صفوفها إلا مجموعة من المعمَّمين والملتحين والشيوخ الذين لا يحسنون إلا فقه الأنكحة والمواريث وأنهم لا يحسنون إلا «سامحك الله» و«جزاك الله خيراً».. «ويا شيخنا»..
    وأنا أقول لهؤلاء المخلقين من أهل الصحافة بلى والله إن في هيئة علماء السودان مجموعات من المعمَّمين والملتحين والشيوخ.. وأما العمائم فهي تيجان العرب..


    وأما اللحى ففيها حديث في البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خالفوا المشركين وفّروا اللحى واحفوا الشوارب» بالمناسبة هل تعلمون من هو البخاري ومن هو مسلم وما قيمة أن يروي الحديث البخاري ومسلم؟
    هذا أول الوهن أيها المتطاولون على الشموس الزاهرة إن في ثلاثتكم شبهاً من المشركين..
    ولو قسنا المسافة بين الذكورة والأنوثة لوجدنا أنها أقصر بين الأدروج والكاعب الحسناء وعليكم بفقه الأمرد وبالمناسبة ما هو الفرق بين الأمرد والادروج؟


    نعم .. شيوخكم وسادتكم في هيئة علماء السودان يحسنون فقه الأنكحة والمواريث.. ومن أراد أن يحتاط لآخرته فهو محتاج لفقه الأنكحة والمواريث.. والناس يهرعون كل يوم بالعشرات إلى مقر هيئة علماء السودان يستفتون العلماء في قضايا تهم آخرتهم.. ولا أحد منهم يهرع إليكم في شيء من ذلك.
    ولو أراد أحد المواطنين معرفة الفرق بين كيلو الباسطة وكيلو واط لما هرع إلى عبدالباقي الظافر.. ولا أحسب أن عبد الباقي الظافر قد ظفر بمعرفة معنى كيلو وات إلا أنها وحدة لقياس الكهرباء..

    أما ما عدا ذلك فإن معرفته بها لا تتعدى معرفته بالفرق بين المايكروكروم والانقستروم مع أن داخل صفوف هيئة علماء السودان العشرات ممن يتعاملون كل يوم في المايكروكروم والانقستروم ويمكنهم المحاضرة والتأليف حول ثقب الأوزون والـ IR والـUV والـNMR مع ذلك فهم شيوخ الدنيا في معرفة فقه البيوع المحرمة الذي هو صلب السياسة وعمودها الفقري ولا يحل لحاكم أن يحكم بين الناس ولا يرأسهم إلا إذا كان عالماً في البيوع المحرمة، وإلا فعليه أن «يخطف كراعه» إلى هيئة علماء السودان تنتدب له من علمائها وشيوخها من يحمل الناس على اجتناب البيوع المحرمة لتحقيق الأمن الاجتماعي والغذائي معاً..

    هل تعلمون أيها المتحذلقون أن المعرفة بالبيوع المحرمة وحدها كافية لنفي الغفلة عن أصحاب العمائم واللحى.. وأن جهل أحدكم بنوع واحد من البيوع المحرمة جارٌّ له إلى حارة المغفلين الذين انتدب الحق جل وعلا كتائب العلماء من سادتكم المعمّمين والملتحين ليمنعوا الآخرين من استغلال غفلتهم وسذاجتهم.
    هل سمعتم ببيع البخش وبيع العينة وبيع المزاينة والمحالقة والتنيا والمصراف والكالئ بالكالئ وعسب الفحل وبيع السنين؟

    هل يعرف أحدكم لماذا نهى الإسلام عن بيعتين في بيعة؟


    وبيع الدين بالدين والحيوان بالحيوان وتلقي الركاب والأيسع حاضر لباد وعن السوم على السوم؟
    بل هل تعرفون معنى هذه البيوع؟ وهل تعرفون الحكمة في النص على هذه البيوع؟
    فإذا كنتم لا تعرفون الحكمة ويعرفها مئات وآلاف من العلماء فأنتم «عيال» عليهم في أمر لا تستغنون عنه في حياتكم ولكنني أظنكم تستغنون.. ولولا أنكم تستغنون ما تطاولتم على من يُعد ربَّ نعمتكم.
    إن أمن المجتمع يعتمد اعتماداً كبيراً على فقه البيوع المحرمة فكيف بالله يكِل الحق عز وجل الحفاظ على أمن عباده إلى مجموعة من المعمّمين والملتحين وحسب رؤية عبدالباقي الظافر والطاهر ساتي ويوسف عبد المنان مجموعة من الدراويش والمغفلين الذين لا يلبسون المحزق والضيق ولا يدخنون ولا «يسفون» و«ولا يكتحون» ولعلكم تحسبون «لشيء» قد أصم أفئدتكم وعقولكم وأرواحكم أن هؤلاء الدراويش لا يحسنون إلا جزاك الله خيراً «وسامحك الله» و«يا شيخنا» و«يا مولانا».


    أما والله إنهم يحسنون ذلك ومثله وعشرة أمثاله مما دعت إليه السيرة النبوية والشمائل المحمدية.
    ذلك أن تحت هذه العمائم علمًا وحلمًا وورعًا وزهداً وفضلاً ونائلاً وجوداً وكرماً التزامًا بنهج النبوة وميراثها الذي ورثوه عنها أليس «العلماء ورثة الأنبياء»
    إلا أنني خبأت لكم خبيئة!! أتدرون ما هي؟
    إنها تحت ذات العمائم التي تسخرون منها وتستهزئون بسادتكم الذين يشرفونكم ويتشرفون باعتمارها..
    أما أن تحت هذه العمائم.. حنكة وخبرة ودهاءً وذكاءً وبصرًا وحدَّة في القول وذرابة في اللسان وسرعة في البديهة وإفحاماً في الرد وإسكاتاً للمجترئ
    ولولا الحلم والورع والأدب وعفّة اللسان والبُعد عن الخنا «لأحصوكم» من تفاهات أقوالكم ورثاثات أفكاركم ما أنتم أهل له وما لا يشبه سواكم ولا تشبهون سواه..
    وفي هذا القدر ما يكفيكم ويزيد
    وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق!!
    أما عبدالباقي الظافر
    فإني أسأل الله لوالده أن يكون ظافراً عند الله بالرضا والرضوان والسلامة والأمان.. أما عبد الباقي فأجارك الله في مصيبتك فيه فإنك لم تظفر منه بشيء.
    فأي خير بالله في «رجل» يسخر من علماء الأمة الذين أورثهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أن الأنبياء لا يورثون درهمًا ولا ديناراً.. اللهم إلا اذا أقام عبد الباقي علينا الحجة في أن المقصود ليسوا هم علماء الهيئة والمجمع الفقهي والرابطة الشرعية وكليات الشريعة والعلوم الإسلامية في المعاهد العليا والجامعات!
    فإن لم يكن هذا ولا كان ذاك فمن ورث النبي صلى الله عليه وسلم.
    لقد ورثوا عن النبي صلى الله عليه وسلم علوم السياسة الشرعية ومنها سياسة البيوع.. ومنها بيع الكهرباء بالكيلو او بالمتر أو بالأقة أو بالأوقية.
    وعبدالباقي يتكلم كلامًا غير مسؤول ولا يصدر إلا عن خبيئة فاسدة فهو يقول «ليس من المنطق أن يحشر العلماء أنفسهم في أمور لا يحيطون بها علمًا» ويقول إنهم لا يعرفون الفرق بين كيلو الباسطة والكيلو واط
    وأنا لا يسعني إلا أن استشهد بقول الشاعر
    ومن البلية عذل من لا يرعوي
    عن غيِّه وخطاب من لا يفهم
    متى يفهم هؤلاء الرويبضات دينهم.. وإذا كانوا لا يفهمون دينهم ولا يعتزون به ولا يعتزون بانتمائهم له ولا للعروبة ولا للسودان فلماذا يُصرُّون على لعب دور الأمريكي القذر ودور ذي الوجهين ودور المنافق المرائي.. وكلها تؤدي في النهاية إلى غاية واحدة، دور الجاهل.
    هل تعلم أيها الأمريكي الذي لم تكفه جنسيته السودانية فأراد دعمها بجنسية أخرى فلم يجد إلا الجنسية الأمريكية فلا ندري والله عندما يأتي هناك ويعمل في الصحافة ويكتب ويهاجم ويدافع لمصلحة أي الجنسيتين يفعل ذلك؟ مع العلم بأن المصالح الأمريكية والمصالح السودانية لا تتلاقيان ولا تتقاطعان إلا في محطات الانبطاح والابتزاز.. وأظن أن القانون الذي يسمح بهذا قانون معيب ويجب أن يراجَع ويعدل ويخيَّر ذوو الوجوه المتعددة بين أي الوجهين أعجب لهم.. والذي لا يعلمه عبد الباقي الظافر أن العلم الذي يمقته ويبغضه والمزايا والخصائص التي يسخر منها هي ذاتها التي لا يستحق رئيس ولا وزير ولا وال مكانته تلك إلا على أساسها ولو أننا أعملنا هذا المعيار لكان كثير من العلماء في سدة الحكم ولكان كثير من الحكام في معية الظافر وأمثاله.
    ألا تعلم أن شروط الولاية الكبرى في الإسلام ــ هل يهمك أمر الإسلام؟ ــ هي سبعة أهمها هذه الثلاثة أو على الأقل هي ما يهمك من الشروط.
    1/ العدالة الجامعة لأحكامها
    2/ وأنت تحتاج إلى فترة دراسية كاملة في البكالوريوس لتعلم معنى العدالة الجامعة لأحكامها.
    2/ العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل.
    وهو العلم الشرعي أي أن الذي لا يتوفر عنده هذا الشرط فليس أهلاً للولاية..
    3/ حسن الرأي المؤدي إلى اختيار الأحسن
    أما الشرط السابع فهو يخص عبدالباقي الظافر وحَمَلَة الجنسية المزدوجة.
    فلا يجوز الولاية مع الولاء المتنازَع لا في العرف ولا في الملة.. على مثل هذه الشروط تولى الخلفاء الراشدون وخلفاء بني أمية وبني العباس وهو الأصل الشرعي الذي تقوم عليه الولاية خالفه من خالفه وتابعه من تابعه.
                  

08-05-2012, 09:54 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    ورد الطاهر ساتى على سعد احمد سعد فى السودانى ووصفه بالدمك
    اقرا مقال الطاهر



    سعد .. ( المحرشك منو؟)
    08-04-2012 09:35 PM

    إليكم

    الطاهر ساتي
    [email protected]


    سعد .. ( المحرشك منو؟)

    ** الأخ سعد أحمد سعد، يكتب بالإنتباهة ويشجع (فريق الطيب مصطفى)، أوهكذا يجب تعريفه..حامد مرسي، كان يبيع التسالي في إستاد أرقو السير، ولم يكن له باعاً في الرياضة ولا إنتماء لأي فريق، بل لم يكن يعرف الفرق ما بين (التسلل والكورنر)، ومع ذلك كان يثير صخباً وضجيجاً في الدقائق الأخيرة لأي مبارة لصالح الفريق الذي يشجعه فضل السيد - عامل التذاكر بالإستاد - والذي كان يسمح بدخول حامد مرسي مجاناً، ولذلك كان حامد مرسي يعرف نفسه للناس : ( أنا حامد مرسي، ببيع التسالي وبشجع فريق فضل السيد)، وهكذا تقريباً لسان حال سعد أحمد سعد..إقرأ لسعد بين الحين والآخر ليس طلباً لمعرفة ولابحثاً عن معلومة مفيدة أو تحليل رصين، بل لمعرفة رأي الأخ الطيب مصطفى في قضية الساعة، إذ هو من الذين يفكر لهم الطيب مصطفى وبمثابة (خادم فكي مطيع) ، بحيث يجلس إذا جلس وينهض إذا نهض ويفتي إذ أفتى..ولحسن حظ سعد أن الطيب يقطن بالمدينة، وإلا لسار خلفه متأبطاً الإبريق إذا سار لقضاة حاجته في فلاة ريف ما، أوكما كان يفعل جبر الله العامل في قصر الناظر الزبير حمد الملك في تلك الديار النوبية.. بإختصار، سعد أحمد سعد بمثابة (ساوند سيستم) مناط به تكبير أفكار وآراء وطرائق تفكير الطيب مصطفى، ولهذا فقط وليس لأي شئ آخر، اقرأ له بين الحين والآخر..علمأ بأن أكل حوض ضريسة - مضغاً وهضماً- أسهل من قراءة كتابات سعد، فكيف يكون الحال في حال التخليص بغرض التعقيب ..؟؟

    ** إنتقدت، الأسبوع الفائت، خطب المساجد التي تحرض الحكومة على عدم التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، لإحلال السلام بجنوب كردفان والنيل الأزرق..وكذلك إنتقدت بيان المسماة - مجازاً - بهيئة علماء السودان والذي يزعم بأن التفاوض مع قطاع الشمال رجس من عمل الشيطان، وعلى الحكومة أن تجتنبه..وقلت، فيما قلت - تحت عنوان : فليقل أحدكم سلاماً أو ليصمت- ليس من العقل أن يرفض المرء الحوار والتفاوض - مع أي خصم - من حيث المبدأ، ولكن من سلامة العقل البشري بأن يحث الخصوم على الحوار والتفاوض ثم يناقش نتائج الحوار والتفاوض بالرفض أو بالقبول، حسب معيار فكره.. إذ ربما يثمر التفاوض مع حركة قطاع الشمال أو غيرها من النتائج ما تؤمن به، فكراً وضعياً كان أو شرعاً سماوياً، وهنا ليس لك من الخيارات غير قبول (تلك النتائج)..وقد يثمر التفاوض من النتائج ما لاتتسق وتتناسق مع ما تؤمن به، فكراً وضعياً كان أو شرعاً سماوياً، وهنا لك حق إبداء الرأي الرافض ل ( تلك النتائج). .ثم أشرت تلميحاً، وها أضعها تصريحاً بكامل الوضوح، بأن الجاهل فقط هو الذي يسبق النتائج أو يتوهمها، بحيث يقابل مساعي أي حوار وأي تفاوض حول أي قضية - ومع أي حركة أو حزب أو جماعة - بالمصطلح السوداني الشهير (هُق)، أي (لا)..هذا النوع من الرفض هو المسمى بالرفض الأبكم، أي الرفض من أجل الرفض..!!

    ** ذاك ملخص الزاوية التي إستنكرت فيها رفض المسماة بهيئة علماء السودان للحوار مع قطاع الشمال، أي قلت باختصار : ليس هناك من داع بأن تسبقوا نتائج التفاوض، بحيث يكون رفضكم رفضاً أبكماً..ولأن لكل رفض أبكم في الحياة عقل أصم، خرج علينا عقل سعد أحمد سعد - يوم الخميس الفائت - بزاوية كال لنا فيها من الشتائم ما إستطاع إليها سبيلاً.. قرأت الزاوية طولاً وعرضاً، قمة وقاعاً، ولم أجد فيها جملة مفيدة بحيث يمكن تقديمها للقارئ اليوم بلسان حال قائل : (هكذا الرأي الآخر لسعد حول ذاك الرأي)..إذ كل الزاوية محض شتائم وإساءات و(عدم فهم)..ومن نماذج (عدم الفهم)، إتهامه لي بأني سخرت من المساجد وخطبها.. ولو تأنى قليلاً، بحيث يقرأ بعقله- وليس بركبتيه - لإكتشف بأن تلك الزاوية لم تسخر من المساجد ولا من خطبها، بل نصحت (بعض الأئمة) بالتآني قليلاً وعدم رفض الحوار مع قطاع الشمال من حيث المبدأ، وأن عليهم إبداء الرأي - بالرفض أو بالقبول - لنتائج الحوار مثل أي مواطن صاحب رأي، وهذا ما لم - ولن - يفهمه عقل سعد (الدُمق)..على كل حال، من يأمر سعد بالتعقيب على كتابات زاويا الآخرين فليجتهد قليلاً بحيث يشرح له محتوى تلك الزوايا، أي عليه ألا يدعه يعقب (حسب فهمه)..فالفهم أيضاً - كما العمل مع الناظر الزبير حمد الملك في وظيفة حامل إبريق - قسمة ونصيب ..!!
                  

08-06-2012, 04:31 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الا ان الطيب مصطفى عاد ليهاجم الطاهر ساتى ويدافع عن سعد احمد سعد وجماعته من علماء الحكومة قائلا ..

    بـــين العلمــاء وكُـتاب الغفلـــة

    الطيب مصطفى


    نشر بتاريخ الإثنين, 06 آب/أغسطس 2012 13:

    ليت الأستاذ الطاهر ساتي ابتعد عن العوم في بحر السياسة الذي لا يُجيده واكتفى بتخصُّصه الذي برع فيه والمتمثل في مكافحة الفساد وفضح المفسدين فقد والله استغربتُ أسئلة ساذجة ومنطقاً ضحلاً طرحه وهو يتهكَّم من علماء الأمة وينصِّب نفسه وصياً عليهم ويطلب منهم أن يتحدثوا بما يُرضيه أو يصمتوا!!



    عجبي!! يتجرأ الشاب الطاهر ساتي الذي عندما كان بروف محمد عثمان صالح الأمين العام لهيئة علماء السودان والوزير السابق والمدير السابق لجامعة أم درمان الإسلامية في عمره وقد عاد من بريطانيا بعد أن حصل على الدكتوراه في إحدى أعرق جامعاتها كان أكثر منه علماً ونضجاً وفهماً للإسلام الذي ظل ناشطاً في خدمته منذ شبابه الباكر يتجرّأ الطاهر على العالم النحرير بعد أن قارب عمرُهُ السبعين بل يتجرّأ على عشرات غيره من العلماء الأفذاذ في شهر رمضان المبارك لا لسبب إلا لأنهم أبدَوا رأيهم في التفاوض مع العميل عرمان العدو اللدود للسودان وشعبه الكريم!!
    بالله عليكم هل من تطاول وتجاوز ووصاية أكبر من ذلك؟!


    الطاهر ساتي وثلة من كُتاب الغفلة الذين سمّاهم الأخ الكرنكي بكُتاب الإشارة وسمّاهم الأخ الهندي عز الدين بمحرري قطاع الشمال.. أقول إن هؤلاء جميعًا من الناقدين لموقف علماء السودان يصولون ويجولون ويكتبون في شتى مجالات الحياة سياسة واقتصاداً وثقافة وغير ذلك ويطرحون آراءهم ويفرضونها من خلال صحف توزِّع الآلاف من النسخ يومياً ولم يعترض أحد على برطعتهم اليومية التي منحتهم إياها أقدار الله بينما يستنكرون أن يُدلي عُلماء الأمة ولو مرة واحدة في أمرٍ خطير يهدِّد أمن البلاد والعباد بل يهدِّد الدين الذي تصدَّوا للدفاع عنه والذي نذروا أنفسهم لخدمته.
    إنها العلمانية وربِّ الكعبة أو قل منهج التفكير العلماني الذي برع اليسار السوداني في الترويج له حتى نجح في زرعه في عقول بعض من كنا نظن أنهم إسلاميون ممَّن كانوا يتغنَّون بأناشيد الجهاد والمجاهدين أما اليوم فقد أصبحوا يسخرون من تلك الشعارات فسبحان مغيِّر الأحوال!! ويا بخت اليسار والعلمانيين فقد تصدّى غيرُهم لخدمة أجندتهم.


    العلمانية التي تفصل الدين عن السياسة هي التي رسّخت في عقول بعض شبابنا أن العالَم ينبغي أن يبتعد عن السياسة وللأسف فإن هذا المفهوم لا تجده حتى في القاهرة التي ابتُليت بنخب فاجرة في عدائها للإسلام تربَّت في أحضان الأنظمة القهرية الاستبدادية التي استخدمت كل أساليب القمع ضد الحركات الإسلامية أو ما يُعرف بالإسلام السياسي كما استخدمت اليد الأمريكية التي أحدثت في التعليم ومناهجه خراباً عجيباً حيث وظف ما جاءتهم به أمريكا من طرق ومناهج تعليم كانت تهدف بها إلى مكافحة ما يسمّى بالإرهاب فابتدعوا نظرية (تجفيف المنابع) أي تجفيف المناهج التعليمية من الإسلام السياسي بدءاً من المراحل الدراسية المبكرة.. في مصر لم ينبس أحد من تلك النخب التي تربَّت في حِضن نظام مبارك والتي لا تُخفي عداءها للإسلام.. لم ينبس أحد ببنت شفة عندما طالب الأزهر بإدراج المادة الثانية في الدستور والتي تنص على مرجعية الشريعة الإسلامية وكذلك الحال في بلاد الربيع العربي التي قاد العلماء ثوراتها من منابر الجمعة سواء في مصر أو اليمن أو ليبيا أو سوريا.


    الطاهر ساتي تساءل في استنكار وكأنه أخرس مناوئيه: (ما سر خُطب المساجد التي تستنكر الحوار مع قطاع الشمال؟! من يقف وراء هذه الخطب وشيوخها ولمصلحة من؟!).
    قبل أن أتبرع بالإجابة عن هذه الأسئلة الساذجة أودُّ أن أوجِّهها إلى الطاهر: ما سرّ غضبك من حديث العلماء ولمصلحة مَن ومَن يقف وراء هذه الغضبة المضريَّة على العلماء؟!
    اقول إن السر يكمن فيما لا تراه أنت يا الطاهر فقد انشغلتَ بمتابعة قضايا الفساد عن الشأن السياسي العام وأكاد أجزم أنك لا تدري شيئاً عما ينطوي عليه مشروع السودان الجديد أو ما يهدف إليه عرمان وهو يتحدث عن الجنوب الجديد أو عقار وهو يهدد (يا النجمة يا الهجمة) أو يهدِّد بدخول الخرطوم والقصر الجمهوري أو ما رمت إليه الحركة الشعبية وهي تطالب بالحريات الأربع وهي التي انفصلت بمحض إرادتها أو أو أو عشرات الأسئلة.. لو كنت تدري لفهمتَ لماذا غضب العلماء ولماذا نبغض ويبغضون عرمان وعقار؟! وهذا ليس وقت شرح كل هذه القضايا التي ظللت بعيدًا عنها ورغم ذلك تصحو فجأة لتسأل وتستنكر وكأنك تخاطب أغناماً ترعى وليس علماء أفذاذًا يعلمون من هو عرمان منذ أن كان طالباً ويعلمون عرمان وهو يعترض فور عودته بعد توقيع نيفاشا على إيراد البسملة في صدر الدستور الانتقالي ويعلمون عرمان وهو يعكِّر صفو الفترة الانتقالية ويعكِّر حياتنا حتى اليوم.


    أما سؤالك (المهم جداً) عن أين كانت تلك الخطب قبل وبعد نيفاشا فإني أجيب عليه ببساطة شديدة: لأن الظرف مختلف... مفاوضات أدت إلى نتائج كارثية تمثلت في نيفاشا بكل تداعياتها المشؤومة لكن من كان يعترض على مجرد التفاوض في ذلك الزمان لوقف الحرب؟! أما اليوم وقد انفصل الجنوب فإن من يفاوضون وأعني بهم عرمان وعقار فإنهما مجرد عميلين لدولة أجنبية لا يزالان يحملان اسم حزبها الحاكم (الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) للتدليل على عمالة قطاعهما فكيف يتم التحاور مع عملاء مطلوبين من قبل البوليس الدولي (الإنتربول) وكيف يتم التحاور مع حركة عميلة مرفوضة من قِبل مجلس شؤون الأحزاب لأسباب كثيرة من بينها أنها تحمل اسم (تحرير السودان) الذي تحمله الحركة الحاكمة في جنوب السودان؟! الأولى أن نحرر أرضنا مهما كلفنا ذلك قبل أن نفاوض عملاء نعلم أنهم جزء من مشروع دولة جنوب السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.


    ليت الطاهر يقرأ شيئاً من فقه الولاء والبراء ليعلم الإجابة على سؤاله عن لماذا نرفض الحوار قبل أن يبدأ لكن قبل ذلك فليحدثنا عن دولة محترمة واحدة في الدنيا تحاور عملاء لم يُخفوا عمالتهم لدولة أجنبية معادية لا تزال تحتل أرضنا.. عملاء يعملون بالوكالة عن دولة جنوب السودان التي لطالما شنُّوا الحرب على بلادهم بالتعاون معها كونهم كانوا ولا يزالون جزءاً من الجيش الشعبي لتحرير السودان.
    أما الحديث المستفز.. (تستلذون بأرواح البشر وتبتهج نفوسكم بمشاهد الدماء) ثم قولك يا الطاهر مخاطباً العلماء الأجلاء (لو اغبرّت أقدامُكم ساعة في سوح المعارك وذاقت أنفسُكم ويلها واكتوت أسرُكم بنارها نزوحاً وجراحاً) فليتك تعلم أن الأمين العام لهيئة علماء السودان احتسب ابنه مصعب شهيداً في جنوب السودان فماذا قدَّمتَ أنت يا من تكره أن يجاهد الناس أو يدعوا الناس إلى الجهاد؟! ليتك لو تأملت معنى الآية القرآنية: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ).. ليتك لو علمت أن الدين والأرض والعِرض ترخص الدماء في سبيلها.. ليتك لو علمت أن الحركة والجيش الشعبي يبذلون أرواحهم من أجل الاعتداء علينا بينما يرفض بعضُ أبنائنا أن ندافع عن أرضنا ونحرِّرها ونبذل في سبيل ذلك.. ليتك لو اطمأننْتَ أن شهداءنا في الجنة وقتلاهم في النار.. ليتك لو علمت أن تشريد الأسر أو موت عشرات الملايين من البشر لم يمنع الدول الأوربية من الدفاع عن بلادها.. مشكلتنا أحياناً ليست مع عرمان وعقار بقدر ما هي مع الذين يفتّون في عضدنا وينهشون في لحمنا بدلاً من أن يصمتوا إذا كانوا عاجزين عن أن يقولوا خيراً أو أن يفعلوا شيئاً في سبيل تحرير أرضهم.


    لم أدهش لحديث الأخ الطاهر ساتي عن كمال عبيد فو الله لم يخرج عن نمط تفكيره الذي تهكَّم فيه بالعلماء وبقدر ما اهتزَّت صورة الطاهر في نفسي كما لم تهتزّ من قبل فإن ما قاله عن كمال عبيد رفع كمالاً في نفسي ويكفي أنه انتقد في كمال صلابته وقوته وهل افتقدنا طوال السنوات الماضية منذ ما قبل نيفاشا غير الصلابة وهل أدّى انبطاح مفاوضينا إلا إلى الكوارث التي نعاني منها اليوم؟!
    إنها كلمات صادقة للأخ الطاهر الذي لا أزال أطمع في أن يُنهي حالة فقدان البوصلة ويعود إلى سيرته الأولى منافحاً عن الجهاد والمجاهدين وأدعو الله أن يُرزقه وإيانا حسن الخاتمة والثبات على الحق إنه سميع مجيب.
                  

08-07-2012, 06:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    عند ما يتعملق الأقزام

    سعد احمد سعد
    نشر بتاريخ الإثنين, 06 آب/أغسطس 2012 13:00


    عند ذلك فإن قصارى ما يستطيعه يوسف عبد المنان أن يكون في وزن الذبابة أو وزن الديك فلا تكون له نكاية في هيئة العلماء أكثر من «طنين» أو «عوعاي» والأخ يوسف عبد المنان لا يقبل النصيحة فقد نصحته بالوسطية والاعتدال في النقد والمصداقية. وهو هذه المرة يوجه طنينه و«عوعايه» نحو الأخ الشيخ المجاهد كمال رزق ونحو منبر السلام العادل الفكرة ونحو العلماء وكل من عارض مبدأ التفاوض مع قطاع الشمال.

    لقد وجه أولى خطرفاته وهذيانه نحو الأخ الشيخ كمال رزق وهو بذلك كما يقولون قد «وقع في شر أعماله». وقد «زلت به إلى الحضيض قدمه» وقد أبان في مقاله هذا ضعف الحنكة الصحفية والعجز عن فهم سر المهنة.. وهو كغيره من المتحذلقين يفضحون مكنونات أضابيرهم ومخزون خبراتهم.. فإذا بهم لا يكشفون إلا عن جهل بسر المهنة وعجز عن إدراك فن الكتابة الصحفية..
    إن من أهم فنون الكتابة الصحفية.. ألا تكتب عن شيء أو شخص أنت لا تعرف عنه ما يكفي.. وأكبر سقطة أن تكتب عن شخص أنت لا تعرف عنه شيئاً ومما يبدو جلياً من الهجوم الكاسح والأرعن الذي شنَّه يوسف عبدالمنان على الشيخ كمال رزق أنه لا يعرف عن الشيخ كمال رزق شيئاً وحتى لا أكون مثل يوسف عبد المنان ممن يطلقون القول على عواهنه فلسوف أنشر غداً أو بعد غد إن شاء الله مقالاً كُتب قبل سنوات عن شخصية الأخ الشيخ كمال رزق كتبه الأستاذ إسحق أحمد فضل الله عام 1998م بعنوان «لوجه الله» أرجو أن يطّلع عليه الأخ يوسف عبد المنان غداً في «الإنتباهة» ليعلم حجم تجنيه!!

    أما سؤال يوسف عبدالمنان حول أين كان كمال رزق يوم تعرض مسجد كادقلي لحريق بفعل فاعل من عناصر الحركة الشعبية.. فهذا السؤال يدل أيضاً على سذاجة شديدة.. ولكنها ليست مثل سذاجة الطفل الذي كشف عري الفرعون.. بل هي مثل سذاجة الفرعون ذاته الذي رضي أن يمشي عاريًا تصديقاً لأكاذيب النسّاج المحتال.. وكل فرعون في هذه الدنيا يمشي عاريًا ولا يمر وقت طويل قبل أن يقيض للفرعون طفل ساذج يفضح عُريه.. ولكل فرعون نسّاج محتال يخادعه ويخدعه ويحسِّن ويزين له العري.
    وإبليس هو نساج معظم الفراعنة.. والمتفرعنين والسؤال أيضاً يدل على ضعف الأداء المهني عند يوسف عبد المنان.
    فالإجابة على السؤال لا تفيد أحداً.. ولا تفيد القضية .. وأين كان كمال رزق فهناك عشرات بل مئات الاحتمالات ومكان الوجود والرد على حادثة كادقلي ليس متعيناً على كمال زرق وحده دون خلق الله..
    ولو كان يوسف عبد المنان على أدنى درجة من المهنية الصحفية.. فإن السؤال هذا ينبغي أن يتبعه إجابة لا يعرفها أحد إلا يوسف عبد المنان!!
    ويجب أن تكون دامغة وفاضحة.. ولكن إذا أجيب على السؤال أين كان كمال رزق وأجيب على السؤال المقابل: أين كان يوسف عبد المنان في ذلك الظرف فأنا على يقين أن الإجابة لن تكون في صالح يوسف عبد المنان.
    والطنين والعوعاي يصل إلى منبر السلام العادل الفكرة ومشكلة يوسف عبد المنان أنه كلما رمى رمى بأفوق ناصل .. وكلما أراد أن يُظهر علمًا أظهر جهلاً ويبدو والله أعلم أن ثقافة يوسف عبد المنان مستمدة من أفلام الرعب الأمريكية وأفلام الاسبيوناج والكاونتر سبيوناج «التجسس والتجسس المضاد» .. وليتها لو كانت مستمدة من أفلام الوسترن وأفلام الكاوبوي جون واين واودي ميرفي لأن فقه هؤلاء لثقافة السلم والحرب على كفرهم متقدم على فهم يوسف عبد المنان لثقافة السلم والحرب.. فهناك تجد وقوفًا واضحاً مع الحق وتضحية في سبيله رغم ما يشوب تلك الأفلام من الفجور والفسوق والانحلال..
    أما إذا أردنا أن نشرح للأخ يوسف عبد المنان فقه الحرب والسلم في الإسلام فهو مثل أن نحاول شرح السياسة الشرعية في الإسلام لعبد الباقي الظافر أو فقه الولاء والبراء للطاهر ساتي..

    وأهون وأيسر من ذلك أن نشرح لجدتي أو جدة يوسف عبد المنان قوانين الـThermodynamics أوحقائق Atomic structure أو الجدول الدوري ولعل الأخ يوسف عبد المنان لم ينتبه إلى أنه دائماً يتكلم «خارج النص» ويبدو أن ذلك سببه اختياره السيء لاسم العمود فقد أسماه «خارج النص».
    وليت مجلس الصحافة والمطبوعات يتدخل في اختيار أسماء الأعمدة ويتشاور مع أصحابها لتحسين الاختيار ولتقليل الفضيحة التي تصيب الصحافة السودانية من اختيار بعض الصحفيين لأسماء أعمدتهم.
    أما في ما يتعلق بفقه الحرب وأهدافها فقد قال تعالى «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله» «حتى» هذه يا يوسف تفيد الغاية.. فالحرب لها غاية هذا كلام الله وليس كلامي أنا.. فإن استطعت فرد عليه.
    والغاية أن «يكون الدين لله» وفي آية أخرى «يكون الدين كله لله» أي الدينونة والعبودية في الشأن كله والأمر كله والحياة كلها..

    فسادتك العلماء ليسوا دعاة حرب.
    إن الحرب هي التي تدعو لها أنت وجوقة العلمانيين الذين يصبّون جام غضبهم على العلماء وعلى الأئمة والدعاة وعلى منبر السلام العادل وينسون دعاة الحرب الأصليين الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون.. تتطاول على كمال رزق وعلى العلماء وتترك الحركة الشعبية وعرمان وعقار وهناك فرقتان مدججتان بالسلاح تابعتان للحركة الشعبية موجودتان في ولايتك؟
    كان ينبغي أن توجه هجومك هذا رغم عدم جدواه وعدم فاعليته وعدم نكايته إلى الحكومة التي سمحت بهذا فهي التي شرّدت أهلك وحولتهم إلى نازحين..

    إن السودان كله اليوم يقف صفاً واحداً ضد التفاوض مع قطاع الشمال وليس العلماء فقط.. ولكنهم ضمير الأمة ونبضها وصوتها.. إلا هؤلاء الحفنة من المخذولين والمرذولين الذين حُرموا التوفيق والتسديد وجعلوا ينفسون على علماء الأمة التدخل في السياسة .. ويسخرون منهم وينسبونهم إلى ما شاءوا مما تنسجه لهم أخيلتهم المريضة .. وهم لا يدرون أن أقوالهم هذه وكتاباتهم وحواراتهم واختياراتهم أوهى من خيط العنكبوت.
    وسؤالان إلى يوسف عبد المنان ومن حوله من جوقة الإسفاف..


    الأول: إذا كنتم ترون هذا في هيئة علماء السودان.. وينضوي تحتها جل العلماء.. ومن لم ينضو تحتها فهو على مثل ما هي عليه وله ذات الموقف من قطاع الشمال فأين هم العلماء الذين تريدون؟ وما صفتهم؟ وما هو دورهم الذي ترسمونه لهم؟
    الثاني: إذا كان العلماء حسب رأيكم يحشرون أنفسهم فيما لا يعنيهم.. فيا ترى لو قام فينا أبوبكر رضي الله عنه أو الفاروق عمر.. فهل سيكون من حقهم أن يحشروا أنفسهم في موضوع قطاع الشمال وسعر الكهرباء والجبايات والقروض الربوية؟ وأنا أقسم بالله أن رأيهما سيكون مثل رأي هيئة العلماء أو أشد!! ومبلغ القول : «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»
    الأخ يوسف: غيِّر اسم العمود.. فهو بلا معنى ولا دلالة وبلا طعم ولا لون ولا رائحة..
                  

08-08-2012, 06:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الوطني):الحركة الإسلامية انصرفت لجمع الغنائم عن دورها التربوي


    الخرطوم:حمد الطاهر:

    اتهم المؤتمر الوطني الحركة الإسلامية ،بالتقصير في القيام بدورها في البعد الديني لانشغالها بالعمل العام والتنفيذي علي حساب دورها التربوي والاجتماعي وشبهها بـ» الرماة في غزوة احد ،الذين تركوا مواقعهم لجمع الغنائم «.
    وقال المسؤول السياسي بالمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم، الدكتور نزار خالد محجوب، في تصريحات صحفيه محدودة، ان قادة الحركة الاسلامية «كالرماة في موقعة احد تركوا مواقعهم ونزلوا للغنائم «،مبيناً ان المجاهدين ومن تبقي من مخلصين في التيار الاسلامي تحركوا لحماية الدولة والحزب .


    وقال محجوب ان الحركة الاسلامية قصرت في القيام بدورها في ملء فراغ البعد الديني ،واضاف ان الحركة الاسلامية انشغلت بالعمل التنفيذي والعام علي حساب دورها التربوي والاجتماعي «وهذه الفجوة غطتها القوى السلفية، لذلك تجد الشباب منجذبا للنموذج السلفي لانهم يفتكرونه صادقا وملتزما».

    ووصف محجوب مساعي مجموعة « السائحون» بأنها اصلاحية ، وقال انهم جاءوا ليعيدوا للحركة الاسلامية رونقها

    الصحافة
    7/8/20123

    تعليق
    ------------
    شوف وركز معاى فى كلمة يفتكرونه التى قالها هذا الاخوانجى
                  

08-08-2012, 04:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    0500948b24634e.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

08-08-2012, 09:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    أنا الفتى القرشي العباسي الجعلي السلفي) ..

    بقلم: الطاهر ساتي
    الأربعاء, 08 آب/أغسطس 2012 10:23



    ذهب الوفد الحكومي - برئاسة كمال عبيد - الى إثيوبيا، ليفاوض الحركة الشعبية قطاع الشمال على السلام، ثم عاد بخفي حنين، وهذا ما كان متوقعاً.. إذ قلت - ولازلت، وسأظل - بأن الذي ينتظر سلاماً يأتي به كمال عبيد، من أديس أو غيرها، ومع قطاع الشمال أو غيره، كمن ينتظر شروق الشمس من جهة الشمال أو الجنوب.. ياعالم : كمال يصلح للحرب وليس للس


    لام، وكل ميسر لما خُلق له..وإختياره لرئاسة وفد التفاوض كانت محض رسالة فحواها : (نحن ماعايزين سلام )، وهكذا لسان حال الحكومة تقريباً.. وبيان هيئة علماء السودان لم يكن إلا ناطقاً رسمياً باسم الحكومة في هذه القضية، وكذلك أقلام منبر السلام العادل التي لم يجف مدادها الرافض للتفاوض، وعقول الناس ليست ب (صفائح ملوحة) بحيث لاتميز هذه الأشياء..وللتأكيد على هذا التحالف المتطرف الرافض للتفاوض، قال كمال عبيد أول البارحة، في مؤتمره الصحفي، بالنص : ( إستطحبنا رفض الرأي العام السوداني التفاوض مع قطاع الشمال)..هكذا تم إختزال الرأي العام السوداني في بيان الهيئة و(أقلام الإنتباهة)..!!

    **المهم، الحكومة التي فاوضت قطاع الشمال بأديس قبل أشهر، ثم وقعت معه إتفاقية (نافع / عقار)، لم تعد لديها الرغبة في التفاوض مرة أخرى، أوهكذا الرغبة المعلنة.. ولكن هناك رغبة أخرى غير معلنة، وبحاجة الى تحديق في وقائع الأيام الفائتة بحيث ترى ملامحها، وهي الرغبة المسماة ب (بين، بين)، يعني بالبلدي كده : (هي عايزة السلام بس خايفة من حاجة)، ولا أحد - غيرهم - يدري ما هي (الحاجة اللى هم خايفين منها)، وتبقى مصيبة لو خايفين من سعد أحمد سعد، وأمثال سعد..

    هؤلاء قلة، فالكل - أي الرأي العام السوداني الحقيقي - يريد سلاماً وتنمية وإستقراراً سياسياً، ماعدا فئة الإنتباهة القليلة التي لاتتقن غير إثارة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، تارة باسم الدين وأحيانا باسم العروبة، وقد قالها سعد أحمد سعد بلاحياء في زاويته - متحدياً - بالنص (أنا الفتى القرشي العباسي الجعلي السلفي)، فتأملوا بالله عليكم أراء صاحب هذا القول - وأمثاله - هي التي يسميها كمال عبيد بالرأي العام السوداني..علمأ بأن الأفاضل الذين يدعون الناس الى الإقتداء بنهج السلف الصالح بصدق هم أبعد خلق الله عن التباهي ب(قرشيتهم وعباسيتهم وجعليتهم)، لأنهم يؤمنون بأن دين الله الحنيف هو (النسب الأمثل والحسب الأفضل)، ولا أدري كيف نجح سعد أحمد سعد في إختراق صفوف هؤلاء الأفاضل بتلك المباهاة الجاهلة..؟؟

    ** على كل حال، قلت هناك شواهد بأن الحكومة (عايزة الحوار وخايفة من حاجة) ؟.. أهمها : إرسال وفد للتفاوض حول منطقتى النيل الأزرق وجنوب كردفان مع من أسموهم ب (أبناء المنطقتين)، وكأن بإثيوبيا رابطة أو جمعية تحمل اسم (رابطة أبناء جنوب كردفان بأديس، أو جمعية أبناء النيل الأزرق ببحر دار)..ليس هناك أي طرف يصلح بأن يكون طرفاً في التفاوض مع الحكومة حول المنطقتين غير (قادة قطاع الشمال)، ولكن لسان حال الحكومة يأبى نطق اسم ذاك القطاع وأسماء قادتهم ، ويستبدلهم ب ( أبناء المنطقتين)..وليس مهماً، أبناء منطقتين كانوا أم قادة قطاع الشمال، فالمهم يجب التفاوض معهم حول كيفية إعادة السلام بالمنطقتين، وليت سعد كان مقيماً بإحدى المنطقتين، لذاق لظى الحرب ولتخلى عن قرشيته وعباسيته ولحث الحكومة على التفاوض..فلتدع الحكومة الخوف من فئة سعد أحمد سعد المسماة عندها بالرأي العام،

    ولتمض نحو تحقيق السلام بالنيل الأزرق وجنوب كردفان بالتفاوض مع قطاع الشمال بلاشروط.. نعم بلاشروط، إذ ليس هناك مايمنع تحويل الشروط الى (أجندة تفاوض).. فاوضوهم على السلام والديمقراطية عاجلاً، أي قبل أن يتحول الحدث الى حال قد يرغمكم على التفاوض حول (تقرير المصير)، إذ أنانيتكم هي تمزق بلادنا..أقول قولي هذا - للرافضين الرسميين- مرفقاً معه مثلنا الشعبي (إسمع كلام الببكيك)..هذا أو واصلوا الإستماع الى (أقلام البتضحكم)، إذ ليس بعد النصح أمر.

    السوداني
                  

08-09-2012, 08:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    نائب الأمين العام للحركة الإسلامية د. "حسن عثمان رزق" لـ(المجهر):
    29/07/2012 17:00:00

    حوار - جمال إدريس

    قبل حوالي ثلاثة أشهر من انعقاد المؤتمر العام للحركة الإسلامية، الذي يتوقع أن يجيء ساخناً ومثيراً وله مابعده؛ باعتبار أنه سيشهد إجازة دستور جديد، ومجلس شورى جديد، وكذلك انتخاب رئيس جديد ونائب له ومقرر. وتزامناً مع ذكرى وقوع مفاصلة الإسلاميين الشهيرة التي وقعت في مثل هذه الأيام قبل 13 عاماً؛ طرحت (المجهر) تساؤلاتها حول هموم وقضايا الحركة الإسلامية على مائدة نائب الأمين العام للحركة الدكتور "حسن عثمان رِزق"، والذي أجاب عليها بصراحة شديدة، وعلى غيرها من القضايا المتعلقة بتجربة الإسلاميين في الحكم، وصعود حركات الإسلام السياسي إلى سدة الحكم في البلدن العربية.. وهنا رصد لكامل إجاباته.

    { رغم مرور أكثر من عشرة أعوام على وقوع المفاصلة بين الإسلاميين، لازال كل طرف يلقي باللائمة على الطرف الآخر.. هل كشفت لنا عن الأسباب الحقيقية التي قادت إلى وقوعها؟
    - الأسباب التي أدت للخلاف كثيرة؛ بعضها مباشر وبعضها غير مباشر، وقد بدأت الأسباب غير المباشرة منذ حل مجلس شورى الحركة الإسلامية في الربع الأول من العام 1990م، الذي ذهبت بذهابه المرجعية التي كانت تعصم الناس من القواصم، وترد الأمر للشورى، وتقوِّم العوج في حينه؛ ولذلك حين وقع الفأس في الرأس، وغلبت على النفوس الأهواء، واستبد كل ذي رأي برأيه، لم نجد المجلس ولا الحركة الإسلامية حتى نوقف النزاع ونمنع الصراع، وكان من الطبيعي أن تتصدّع القيادة وتتشتت القاعدة وتتفرق بالجميع السبل.
    { هل هذا كل شيء؟
    - من الأسباب غير المباشرة أيضاً تسارع خطوات الانتقال من النظام الشمولي العسكري إلى النظام الديمقراطي التعددي، وكذلك سرعة الانتقال من الحريات المحدودة المقيّدة، إلى الحريات الواسعة المطلقة. هذا الأمر أحدث ربكة داخلية وجدلاً غير محمود بين المؤيدين والمعارضين، كما كان هناك خلاف يتعلق بالصلاحيات التنظيمية وحدودها، وما ينبغي أن تكون عليه، وما هو الحد الفاصل بين صلاحيات الرئيس والأمين العام، وصلاحيات الحزب والدولة، وأين تكون المرجعية ولمن تكون الحاكمية.
    { وما هي إذن الأسباب المباشرة؟
    - الأسباب المباشرة تمثلت في التعديلات الدستورية، ومذكرة العشرة، وحل المجلس الوطني، وإعلان حالة الطوارئ، والتدخلات الخارجية، والسعى الحثيث لبعض مسعري الفتنة للإيقاع بين الأطراف المتصارعة.
    { احكِ لنا تفاصيل ما دار في الاجتماع الشهير الذي حضره الرئيس "البشير" بزيه الرسمي، بجانب "الترابي". وأدّى لوقوع المفاصلة؟
    - الاجتماع الذي جاء فيه الرئيس بزيه الرسمي، وبحرسه الرسمي أيضاً، كان هو اجتماع مجلس الشورى الذي قدمت فيه مذكرة العشرة، وقد كان الرئيس حينها رئيساً لمجلس شورى المؤتمر الوطني. وحضور الرئيس بهذا الزي لم يكن مثيراً للانتباه في أول الاجتماع، باعتبار أنه قد يكون قادماً من منشط أو اجتماع مع القوات المسلحة، ولكن بعد تقديم مذكرة العشرة فُسّر ذلك بأنه رفض منه لخلع بزته العسكرية، وكذلك اعتبر تحدياً واستعداداً للصراع متكئاً على قوة المؤسسة العسكرية.
    { في رأيك.. ماذا كسب الوطني من هذا الصراع، وماذا خسر الشعبي؟
    - الصراع لا يأتي بخير، ولذلك لا توجد مكاسب تذكر، ولكن الخسائر كانت كبيرة وخطيرة، فالمطالب تمثلت في صفاء الجو لكل فريق في إطاره التنظيمي، وفي تحسن بعض العلاقات العربية خاصة مع ليبيا ومصر، حيث أصبحت هذه الدول ترينا من طرف اللسان حلاوة، وتبرينا في السر بري القلم، وكل الشرور التي أصابت الدولة كان لهاتين الدولتين وزر كبير فيها.
    { وماذا عن الغرب؟
    - كذلك ساءت العلاقة مع الغرب وطالت مطالبات "اوكامبو" رئيس الجمهورية ووزير الدفاع. وأدى الانشقاق إلى الفجور في الخصومة، واستهداف الشخصيات القيادية في الجانبين، وأدى إلى إفشاء الأسرار، وإلى خروج طائفة مسلحة تقاتل الدولة وتستقوي عليها بأعدائها، وأدى الانشقاق إلى تأخير وتعطيل إنفاذ المشروع الإسلامي. وأضر الانشقاق بصورة الحركة الإسلامية محلياً وعالمياً وهذا غيض من فيض. والنزاع أصلا يقود للفشل وذهاب الريح.
    { هل للحركة الإسلامية مقاتلون بالفعل؟ وما حقيقة ما راج مؤخراً عن اجتماعهم وتقديمهم مبادرة لتوحيد الإسلاميين؟
    - ليس للحركة الإسلامية جيش أو فصيل مسلح، ولكن هناك إخوان مجاهدين، يجيدون استخدام السلاح، منهم من تدرب سابقاً مع الجبهة الوطنية وفي الكفرة، ومنهم من تدرب ضمن المجاهدين في الدفاع الشعبي، وخاض غمار المعارك جنباً الى جنب مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دفاعاً عن الدين والوطن.
    أما اجتماع المجاهدين الأخير، فقد كان عملاً اجتماعياً هدف إلى تفقد أسر الشهداء والاهتمام بهم، وكذلك هدف إلى توحيد الحركة الإسلامية وإصلاح المستشار في الدولة والحركة، والعمل على إنفاذ المشروع الإسلامي.
    { على ذكر توحيد الحركة الإسلامية.. ما تقييمك للمبادرات والجهود التي بُذلت لتحقيقها، وهل سيركز المؤتمر العام القادم على مناقشة هذا الأمر بتوسع؟
    - المؤتمر العام القادم ليس من بين أجندته مناقشة رأب الصدع بين الإسلاميين، ولكن المؤتمرين أحرار في اختيار المواضيع التي يودون مناقشتها. أما المجهودات التي بذلت لرأب الصدع، فهي كثيرة ومتعددة، ومن جهات داخلية وخارجية، ولكنها كانت دائماً تتحطم على صخرة القيادات التي اختارت طريق المواجهة والمفاصلة، غير آبهة برأي السواد الأعظم لقاعدة الحركة الإسلامية وتطلعاتها.
    { في الأنباء الآن حديث عن مبادرات خارجية لتوحيد الإسلاميين، برأيك هل يمكن أن تنجح في ما فشل فيه أصحاب الشأن؟
    - قرأت في الإعلام عن مبادرة يقودها إخوان مصر وليبيا وتونس، ولكن ليس لدي علم بمدى صحتها. وأتمنى أن يكون ذلك صحيحاً؛ لأن مصر في عهد "حسني مبارك" لعبت دوراً سيئاً ضد السودان، فقد قامت بتخريب علاقاتنا مع العديد من الدول العربية ودول الجوار، وقامت باحتلال حلايب، وآوت ونصرت الحركات المتمردة في جنوب السودان، وفي الشرق، وفي دارفور. وكان لها دور كبير في انشقاق الحركة الإسلامية في السودان. وكذلك كان دور ليبيا القذافي وتونس بن علي؛ ولذلك نتمنى أن نرى وجهاً جديداً لهذه البلاد تجاه السودان، يقوم بإصلاح ما أفسدته الأنظمة السابقة، ويعمل لمصلحة السودان وشعبه وعلاقته مع هذه الدول وفق المصالح المشتركة والروابط الأذلية.
    { ما مصير المذكرات الاصلاحية الأخيرة التي تقدم بها البعض، وألا ترى بأنها يمكن أن تؤسس لمزيد من الانشقاقات داخل الحركة؟
    - المذكرات التي قدمت كلها تهدف للإصلاح لا الانشقاق، ولذلك أتوقع أن يكون لتلك المذكرات أثر ايجابي في مستقبل الحركة الإسلامية، وأن يكون لمقدميها دور فاعل في إصلاح عوج الحركة الإسلامية في المؤتمر القادم، وأن يسهموا في وضع الحركة الإسلامية على طريق الجادة التي لا يصل بها إلى عمياء.
    { كيف تنظر لمستقبل الحركة الإسلامية على ضوء الانقسامات التي تشهدها، وما هي أبرز البدائل المطروحة؟
    - أنا متفائل بمستقبل الحركة الإسلامية وأرجو أن يكون مستقبل الحركة الإسلامية خيراً من أمسها وحاضرها، والمشاكل والمتاعب التي تمر بها الحركة الإسلامية الآن هي آلام مخاض لميلاد جديد لحركة فاعلة ومؤثرة.
    { بعد ثورات الربيع العربي، صارت الحركات الإسلامية، تقف امام (محك) إن لم نقل مأذق الحكم.. هل تعتقد أنها قادرة على إدارة الدولة، وتقديم نموذج اسلامي مثالي؟
    - الحركات الإسلامية قادرة على إدارة الدولة، وستنجح برغم كيد الأعداء ودول الاستعلاء، لأنها تعتمد على المنهج القرآني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. والحركات الآن تتعلم من بعضها البعض، وستتقوى ببعضها البعض، ولن يتم الانفراد بها كما تم مع السودان.
    { ولكن كثيراً من الحركات الإسلامية - إخوان مصر مثلاً - ترى أن الحركة الإسلامية في السودان فشلت في تقديم نموذج يُحتذى به في الحكم؟
    - الإعلام المعادي للسودان، والأخطاء التي اُرتكبت داخلياً، ودول الاستكبار العالمي، هي التي وضعت هذه الصورة الشائهة عن السودان. ولكن كل ذلك لم يمنع الحركات الإسلامية من الوصول إلى سدة الحكم؛ لأن المسلمين جميعاً يعلمون بأن خطأ التجربة لا يعني خطأ المنهج، وأخطاء المسلمين لا يحكم بها على الإسلام.
    { هناك لبس لدى الكثيرين في علاقة الحركة الإسلامية بالحزب الحاكم.. هل هي جزء منه، أم أنها وصية عليه؟
    - هنالك إخوان مشاركون في الحكومة وفي الحزب، على المستوى القيادي وعلى المستويات كافة، ولكن الحركة كمؤسسة لم تحكم أصلاً ولا تحكم الآن، والذين يحكمون الآن يحكمون بغير مرجعية الحركة الإسلامية. والحركة كمؤسسة لم يكن لها دور في إدارة الحكومة ولا الحزب، ولا يوجد لها دورٌ الآن. الدور الذي تقوم به الحركة الآن هو التأييد والمساندة والمعاضدة للحكومة والحزب، والقتال إذا اقتضى الحال دفاعاً عن الدين والوطن.
    { ولكن، ألا تعتقد أن السلطة قد أفسدت بعض عضوية الحركة؟ وما موقف الحركة مما يُثار عن قضايا الفساد التي تتحدث عنها المجالس والصحافة؟
    - السلطة أداة من أدوات الإفساد إن لم تؤخذ بحقها، والفساد خصلة لا يخلو منها حزب أو جماعة أو دولة، وكذلك عضوية الحركة الإسلامية ليست استثناءً، ولكنني أحسب أن عضوية الحركة الإسلامية في غالبيتها العظمى ما زالت على نقائها وصفائها وما زالت طاهرة اليد عفيفة اللسان.
    { ما هي أهم البنود المدرجة في برنامج انعقاد المؤتمر العام للحركة الإسلامية؟ وهل سيُعقد في موعده؟
    - أهم البنود المدرجة في برنامج المؤتمر العام القادم هي، أولاً مناقشة وإجازة الدستور الجديد المقدم للمؤتمر من مجلس الشورى، وثانياً انتخاب رئيس المؤتمر ونائبه والمقرر، وكذلك انتخاب مجلس الشورى الجديد. هذا بالإضافة للأوراق المقدمة للنقاش، وكلمات الضيوف، وكلمة الأمين العام، ومناقشة تقرير الأداء للدورة الماضية. وبالطبع فإن للمؤتمر الحق في نقاش أي موضوع يراه مناسباً.
    { لماذا تلجأ الحركة الإسلامية للسرية أحياناً في عقد بعض مؤتمراتها، بالرغم من أنها تمسك بمقاليد الحكم؟ مم تخشون؟
    - الحركة ومنذ أمد بعيد اتخذت قرار بعلانية الدعوة وسرية التنظيم، والسرية؛ لأن هنالك مواضيع خاصة لا يمكن أن تناقش في العلن، وكل التنظيمات لديها ما تسره. ولذلك نحن نعمل بقاعدة السر في مكان السر والجهر في مكان الجهر.
    { تحدث بعض قياديي الحركة الإسلامية عن رفضهم التجديد للأمين العام علي عثمان، هل سيتم التجديد له في المؤتمر العام القادم؟
    - كل ما يقال بأن هنالك رفضاً للتجديد للأمين العام "علي عثمان محمد طه" لا أساس له من الصحة، وكل الموضوع هو أن الدستور الحالي والنظام الأساسي السابق ومنذ العام 2004م أقر مادة تحدد أجل ولاية الأمين العام بدورتين فقط، وقد استكمل الأخ "علي عثمان" الولايتين؛ فقد كان أميناً لدورة 2004- 2008م، ودورة 2008-2012م؛ ولذلك لا يمكن ترشيحه مرة أخرى إلا إذا تم تعديل الدستور.
    { هناك من لا يرى وجود لحركة إسلامية في الساحة الآن، ما رأيكم في هذا الزعم؟
    - الحركة الإسلامية موجودة في الساحة ولها أمين وقيادة ومجلس شورى ومؤتمر عام، ولها خططها وإستراتيجياتها، ولا مجال لأنكار وجودها. إما أن يعتقد البعض أنها غير فاعلة أو تحتاج إلى تفعيل وإحكام ومزيد من الإحياء والتطور؛ فهذا رأي موجود لدى عدد مقدر من الإخوان ولا غبار عليه.
    { هناك إسلاميون لا ينتمون للوطني أو الشعبي ويقفون على الرصيف. هل هؤلاء مضمنون في عضويتكم؟ وهل سيُدعون للمشاركة في المؤتمر العام؟
    - الدعوة لحضور المؤتمرات مقدمة لكل الإخوان العاملين في الحركة والجالسين على الرصيف، ويمكن لأي واحد من هؤلاء أن يلحق بمؤتمر الحركة ولو حضر قبل ساعة واحدة. لا عزل لأحد، ولا حجر على أي رأي مهما كان مخالفاً أو جانحاً.
    { ماذا عن الإخوان المسلمين.. ماهو موقفهم من الحركة الإسلامية الآن؟ وما هو موقفكم منهم؟
    - لدينا تعاون مع المنتمين للحركة الإسلامية كافة بمعناها العريض، وكذلك مع أهل القبلة كافة، وبالطبع فإن "الإخوان المسلمين" بفصائلهم كافة هم من أولى القربى وأحق الناس بحسن الصحبة.
    { هل تعتقد أن كتابات بعض الكُتّاب الإسلاميين كـ"التجاني عبد القادر"، و"المحبوب عبد السلام"، عن المفاصلة، عبّرت عما حدث للحركة بالفعل، أم كانت مجرد تعبر عن مرارات ذاتية؟
    { الأخ "التيجاني عبد القادر" والأخ "المحبوب عبد السلام"، من الإخوان القياديين، وقد كان كل واحد منهما رئيساً لاتحاد أكبر جامعتين في السودان، وهما من المفكرين القلائل ومن الإخوان المميزين وأصحاب التجارب الثرة. ولذلك ينبغي أن تُعطى لآرائهم اعتبارات خاصة، وأن تُدرس بعناية ليستفيد الناس من ايجابيات طرحهم، وليتجنبوا السلبيات والأخطاء. والحركة عليها أن تقرأ كل نقد، وأن تسمع كل قول، وأن تتبع أحسن ما يقال وما يكتب. ورحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا.
    { لو استقبل الإسلاميون ما استدبر من أمرهم، هل كانوا سيختارون المفاصلة، ومفارقة إخوان الأمس؟
    - قواعد الحركة الإسلامية أصلاً لم تختر المفاصلة، وما زال التواصل بين القواعد مستمراً في المناسبات كافة، وما زالت أشواق القواعد هي إلى وحدة الصف، وطي صفحة الماضي وإعادة الحركة لسيرتها الأولى. الخلاف ظل وما زال خلاف قيادات، ونسأل الله أن يهدي الجميع لما فيه خير البلاد والعباد.


    -----------------------

    |
    السيدة "وصال المهدي" في جلسة حوارية ساخنة مع (المجهر):
    15/07/2012 15:51:00
    :
    حوار: هبة محمود

    وصال المهدي.. حفيدة المهدي وزوجة المفكر الإسلامي حسن الترابي، امرأة أقل ما توصف به أنها مصادمة، لا تخشي في الحق لومة لائم، تهوى السياسة حتى النخاع.. تتمتع بحنكة عالية.. تخرجت في كلية القانون، والتقت بالترابي فكان لقاء الفكر والدعوة... شديدة الإيمان بأفكار زوجها، حيث عُرف عنها دفاعها المستميت عنه وعن مبادئه، كما عُرف عنها أيضاً كرهها الشديد لـ (لإنقاذ) بعد المفاصلة الشهيرة.
    (المجهر السياسي) التقتها في جلسة حوارية ساخنة، انتقدت فيها الأحداث التي تمر بها البلاد.. تعالوا نعرف ماذا قالت ؟
    { سيدة وصال نبدأ معك من ما يحدث في الساحة السياسية من توتر وأزمات اقتصادية، كيف تنظرين إليها؟
    - ما يحدث الآن يدل على فشل الحكومة، وأعتقد أن البلاد في مأزق كبير، الجنوب انفصل، والبترول ذهب مع الجنوب، والأموال السودانية خارج السودان، وإذا كانت موجودة لرفعت المعاناة عن المواطنين، الآن هنالك ارتفاع في أسعار البنزين والسكر واللحوم والتعليم، إضافة إلى انعدام الأدوية وواحدة فقط من هذه الأشياء يمكن أن تُسقط الحكومة، دعك عنها جميعها، وللأسف الاحتجاجات القائمة الآن تُقمع بغلظة.
    { هذه الاحتجاجات التي تحكين عنها، الحكومة ترى أن قلة قليلة قامت بها وليس الشعب السوداني كله، بماذا تفسرين عدم خروج الشعب؟
    - الشعب السوداني غير متعود على الغلظة والذين تحركوا الآن شريحة صغيرة في السودان، ولكن القمع الذي تواجهه هذه الشريحة كبير؛ ليبرر الحزب الحاكم لنفسه أنه لم يفعل ما يستحق هذه المظاهرات، وأن الذين خرجوا قلة تستحق القمع.
    { يخشي العواقب مع أن له باعاً طويلاً وقديماً في الانتفاضات؟
    - انتفاضات كثيرة شهدها عهد كلٍّ من عبود والنميري، والآن الانتفاضة بدأت ولن تقف.
    { توافقينني الرأي أن ضعف دور المعارضة أدى إلى إفشال هذه الاحتجاجات؟
    - المعارضة دورها ضعيف، لأن الحكومة تمتلك وسائل القمع ولكن الشعب لن يصمت.
    { هنالك من هم راضون بهذا الوضع من الشعب؟
    - هؤلاء أناس خائفون أو غير مهتمين وهم (المرتاحين) ولكن التعابى لابد لهم أن يكافحوا حتى يأخذوا حقوقهم من هذا النظام.
    { الشعب ربما يرى أن الإنقاذ أفضل حالاً من غيرها؟
    - كل من يقول هذا الحديث هو شخص مستفيد وظالم وأناني.
    { إذا لم تحدث المفاصلة، وشيخ حسن مستمر في رئاسة البرلمان.. هل كان السودان سيكون أفضل حالاً؟
    - حسن لم يدعُ لسرقة الأموال وإيداعها في الحسابات الخاصة في الخارج، فهو لا يثري أهله، وليس رجلاً أنانياً لأن الحاكم مسؤول عن رعيته، الآن البلاد تعاني من الغلاء ومن دخول الأجانب ومن انعدام الأمن بها.
    { هل شيخ حسن ندمان لأنه أتى بالإنقاذ؟
    - ضحكت ثم قالت: أسأليه أنت.
    { أسالك أنت باعتبارك زوجته والمقربة إليه؟
    - شيخ حسن لم يقل يوماً واحداً إنه أخطأ عندما أتى بالإنقاذ؛ لأن الإنقاذ جاءت من أجل الإسلام، ولم تأتِ للدنيا والمال والظهور والمحسوبية، ولكن حدث العكس حين توقفت الزراعة واعتمدنا على البترول، في الوقت الذي كان فيه مشروع الجزيرة يكفي أفريقيا كلها، والتعليم الحكومي تدنى والمعلمون (مغبونين).
    { في عهد النميري تقلد د. الترابي مناصب النائب العام ووزير العدل، ولكن سرعان ما انقلب عليه النميري، ليتكرر السيناريو ذاته في عهد الإنقاذ، فأين يكمن الخلل في الأنظمة الحاكمة، أم في البزة العسكرية أم في الترابي نفسه؟
    - النميري لم يكن لديه حب للإسلام، ولكنه (ركب الموجة) وعندما أرهبته أمريكا قام بإدخال الإخوان المسلمين السجن من أجل إعدامهم، ولكن غرضه لم يتم لقيام الانتفاضة والله يحمي من يحمل راية الإسلام، بالنسبة للإنقاذ تكرر السيناريو نفسه؛ لأنهم أيضا خافوا من أمريكا لأن داخل الإنقاذ (مدسوسين) ليسوا أمريكان ولكنهم ماسونيون !!
    { يعني الخلل ليس في الترابي؟
    - طبعاً الخلل ليس في الترابي، لأن كلام الله سبحانه وتعالى ليس به خلل، ولكن هؤلاء أناس لا يعرفون عن الإسلام شيئاً واتخذوه غطاءً لأعمالهم.
    { وصال المهدي من زوجة عرَّاب الإنقاذ والأب الروحي لها، إلى زوجة ألد أعداء الإنقاذ، كيف هي المعادلة، وكيف كانت النقلة؟
    - ضحكت ثم استطردت قائلة: (النقلة كانت (مدودوة).
    { هل علاقتك بنساء قادة الإنقاذ مستمرة؟
    - علاقتي بهن بالتأكيد انتهت.
    { عُرف عنك دفاعك المستميت عن شيخ حسن حتى في مواجهة شقيقك السيد الصادق؟
    - قالت باستغراب: (متين أنا واجهت الصادق) هذا الحديث غير صحيح، أنا أدافع عن مبادئ شيخ حسن.
    { الخلافات بينهما تضعك في مأزق؟
    - طبعاً تدخلني في مأزق، وأحاول أن ألطف الأجواء بينهما، والحمد لله كلاهما في المعارضة.
    { كلاهما في المعارضة ولكن الخلاف قائم بينهما، لأن الصادق تارة معارضة وتارة أقرب إلى المؤتمر الوطني؟
    - هذا الشيء معروف لكل السودانيين أن الصادق مرة مع المعارضة ومرة مع الحكومة، على عكس الترابي، فهو معارضة فقط، فهل يُعقل أن يكون عبد الرحمن الصادق مساعداً للبشير؟ كيف يحدث هذا، وبأي منطق أن تكون معارضاً وابنك مساعداً للرئيس؟
    { وصال المهدي حفيدة الإمام المهدي وزوجة المفكر الإسلامي حسن الترابي، أين تجد نفسها من هذا الزخم الفكري والدعوي؟
    - المهدي هو جد أمي، ووالدتي غرست فينا مقاماً وتربى عليه الإمام المهدي، وجدتنا زوجة المهدي كانت امرأة فقيهة وعالمة وتحفظ القرآن وتعرف كل تفاصيل المهدية، ووالدتي هي التي بذرت فينا بذرة الإسلام فكانت تحاصرنا بأعمال الإمام وزهده واستبساله، فنشأنا مشربين بالدين وقوته، فالقوة ليست قوة سلاح فقط.
    { هل أنتِ ميالة للسياسة أم تتابعينها باعتبارك زوجة الترابي؟
    - لم أكن صغيرة في السن عندما التقيت بالترابي ليعلمني السياسة، نحن عائلة سياسية، ودائماً ما كنت أعطي صوتي للإخوان المسلمين.
    { ما رأيك في التشكيل الوزاري الجديد بعد التقليص؟
    - هذا تشكيل لا يوجد أي جديد فيه، والسياسة التقشفية مورست على الشعب، والإنقاذ لن ينصلح حالها، والسياسة التقشفية لن تأتي بنتيجة؛ لأنهم لا يمكن أن يقولوا لأحد من أين لك هذا؟
    { في عام 1966 تم طرد الحزب الشيوعي من البرلمان، ووقتها تم اتهام جبهة الميثاق الإسلامي، وحينما قضت المحكمة العليا بإعادة الحزب الشيوعي مرة أخرى قال الترابي إن قرار المحكمة غير عادل، ليأتي الترابي نفسه وبعد سنوات ليقول إن الحزب الشيوعي هو أقرب الأحزاب إلينا؟

    - الترابي قال: (تحالفنا مع الحزب الشيوعي من أجل إسقاط الإنقاذ التي ظلمت الناس، وبددت الأموال، وفصلت الجنوب).
    { دعينا نخرج عن السياسة قليلاً لنتعرف على زواجك من الترابي، كيف كان؟
    - ضحكت ثم قالت: لا أحب الحديث في أمور مضى عليها وقت طويل وأصبح أبنائي رجالاً.
    { كم هي عدد المرات التي اعتُقل فيها الترابي؟

    - مرات عديدة، ست سنوات اعتقلته الإنقاذ، وثماني سنوات اعتقله النميري.
    { كيف كنت تواجهين اعتقال الترابي خلال السنوات الماضية؟
    - عانيت كثيراً؛ لأن أبنائي كانوا صغاراً، ولكن كنت أواجه الاعتقال بالمواجهة نفسها، ولا أخاف، وأحاول أن أدخل إليه الطعام والملابس والكتب، فقد كنت أكافح بكل قوتي من أجل أن أدخل إليهم كل ما يلزمهم.
    { كيف هو الزواج من سياسي؟
    - نحن مزاجنا كله سياسة، ونغضب حين لا توجد، فهي تسري في دمائنا.
    { شيخ حسن بعيداً عن السياسة؟
    - حسن بعيداً عن السياسة، ليس لديه ما يفعله غير القراءة والكتابة ودائماً ما يقول ليس لديَّ وقت لكي أضيعه.
    { حتى مع أبنائه؟
    - حتى مع أبنائه، فأنا دائماً التي كنت أجلس معهم.
    { هل يدخل إلى المطبخ؟
    - ضحكت وقالت: (ما شافو بي عينه)، ولا يعرف العاملين به، وقبل الإنقاذ كان يحب الاعتناء بالشجر.
    { ما هي أكثر الأكلات المحببة إليه؟
    - أكلته المفضلة هي الكسرة والملاح حتى في شهر رمضان.
    { أنتم عائلة واجهتها الكثير من الشائعات كيف تتعاملين معها؟
    - كنت أغتاظ جداً عندما أسمع شائعات تُروَّج حولنا، خصوصاً الشائعات التي كانت تُطلق على "عصام" أيام الإنقاذ عن عدد القمصان والسيارات التي يمتلكها، وهي كلها كانت شائعات غير صحيحة، ولا أسعى للرد عليها في الصحف.

                  

08-09-2012, 04:50 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    يواصل الطيب مصطفى ومجموعته ذات الصوت العالى من الذين وصفهم الصحفى الطاهر ساتى بالدمك كتاباتهم ضد بعض زملائهم من الكتاب من امثال الظافر والطاهر وعبد المنان والباز هنا تجد مقال للطيب يهاجم الظافر واخر لوقيع الله يهاجم فيه الجميع منطلقين من مهاجمة عرمان وباقان وعقار طبعا كالعادة ..


    متى يستحي كُتَّاب المارينز؟!

    الطيب مصطفى


    نشر بتاريخ الخميس, 09 آب/أغسطس 2012 13:00


    أحد كُتَّاب المارينز ممَّن يحملون الجنسية الأمريكية ورغم ذلك يحرص على البقاء في السودان بعيداً عن (أرض الأحلام) لأسباب معلومة.. كتب في أخيرة إحدى الصحف مهاجماً دعوتنا إلى اقتلاع الحركة من حكم دولة جنوب السودان حتى ننعم بجوار آمن مع الدولة الجديدة بعد أن يخلف الحركة الشعبية في حكم دولة الجنوب من يؤمن بإقامة جوار سلس وسلام مستدام.
    حتى يصيب فكرة اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب في مقتل سمّاها بالفكرة المجنونة وقارن بينها وبين غزو العراق للكويت بالرغم من أننا لم ندعُ إلى غزو الجنوب وكيف ندعو إلى غزو الجنوب ونحن الذين طالبنا بأن ننفصل عنه ونُخرجه من حياتنا ونعتق رقابنا من وحدة الدماء والدموع التي أهلكت الحرث والنسل وعطَّلت مسيرة السودان على مدى أكثر من ستين عاماً؟!
    ما دعونا إليه ببساطة أن نعمل على إسقاط حكم الحركة الشعبية فقط كما تدعو بعض قوى المعارضة التي تعمل على إسقاط الحكومة السودانية وتعلن عن ذلك على رؤوس الأشهاد وكما يدعو الظافر الذي لا يُخفي دعوته لإسقاط النظام الحاكم لكنه يستكثر علينا أن ندعو إلى إسقاط نظام الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان والمدعوم من دولته أمريكا!! هل فهمتم حاجة؟!
    الفرق بيننا وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان أن تلك الحركة لا تدعو إلى إسقاط الحكومة السودانية فحسب وإنما إلى (تحرير السودان) وهو ما ظللنا ندندن حوله ونكتب عنه منذ سنوات وهو ما فطنت إليه بعضُ قيادات المؤتمر الوطني والحكومة حين بدأوا يتحدثون عن مشروع السودان الجديد الذي يختفي تحت عبارة (تحرير السودان) بالرغم من أنه مُعلن عنه في أدبيات الحركة كما ذكرنا ذلك مراراً وتكراراً مقدِّمين الدليل من تصريحات ومحاضرات قرنق وباقان وعرمان وغيرهم من قيادات الحركة الشعبية بل إن الطعن الذي قدمه منبر السلام العادل إلى مجلس شؤون الأحزاب تضمَّن الطعن في توجُّهات قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان من حيث اسم الحركة (تحرير السودان) وما تنطوي عليه من توجُّهات وإستراتيجيات مضمَّنة في (مشروع السودان الجديد) وهو ما قُبل من مجلس شؤون الأحزاب حين رفض تسجيل الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال) بناءً على الطعن المقدَّم من المنبر.
    إذن لا غرابة في أن نعمل على (اقتلاع) الحركة الشعبية من حكم الجنوب وهي العبارة التي تعني (إسقاط) حكم الحركة تماماً وهو ذات الهدف الذي ظلت أحزاب المعارضة في السودان المنضوية تحت (قوى الإجماع الوطني) تعمل على إنفاذه.

    بالله عليكم ما الذي يجعل هذا الكاتب يغضب لأننا طالبنا بإسقاط الحركة التي تحتل أرضنا وتتآمر علينا وتدعم المتمردين على سلطان الدولة وتتبنّى مشروعاً لتحرير أرضنا منا واحتلالها عديل؟! ثم لماذا يحوِّر كلامنا ويزوِّر ويقول إننا نطالب باحتلال الجنوب كما فعل صدام حسين وهو يغزو ويحتل الكويت؟!
    أعلم يقيناً ما ينطوي عليه هذا الرجل وأعلم سبب بقائه بعيداً عن (أرض الأحلام) التي سعى إلى جنسيتها بأكثر مما يسعى الباحثون عن الفردوس الأعلى فمعركتنا مع هؤلاء طويلة فهؤلاء هم أحصنة طروادة التي يتسلل من خلالها الأعداء ولذلك لم يكتب ولو لمرة واحدة مهاجماً الحركة الشعبية أو عن مشروع السودان الجديد أو ما تعنيه عبارة (تحرير السودان) في اسم الحركة وهل يكتب إلا مدافعاً ومسانداً؟! لذلك لا غرو أن يغضب إن انتفض علماء السودان وتحدثوا عن الخطر الذي تمثله الحركة الشعبية على دين هذه الأمة وعلى حريتها واستقلالها وطالبوا بعدم التفاوض مع عدو الله ورسوله وعميل دولة الجنوب عرمان وعابد الجبل عقار.

    ليس من الصعب أن يسقط نظام الحركة الشعبية في جوبا أيها الظافر ذلك أن الجنوب يعاني من الجوع والفساد واللا دولة كما يعاني من الصراعات القبلية وإذا كنت وأبو عيسى وقوى إجماعكم تسعون إلى إسقاط حكومة الخرطوم واقتلاعها بدون غزو فليس من الصعب أن تُقتلع حكومة تقيم في بيت من الزجاج في جوبا أما من تصفه بأنه أعظم وزير خارجية سوداني (منصور خالد) فقد وصفته الاستخبارات الأمريكية بأنه عميل لها ويكفي من عمالته أنه قضى جزءاً كبيراً من عمره في خدمة الحركة الشعبية التي كانت ولا تزال تشنُّ الحرب على السودان وتقتل شعبَه وتدمر منشآته وتسعى إلى استعماره لكن أنتَ ومنصور وعرمان وأمريكا تخدمون هدفًا واحدًا ولن تستطيعوا تحقيقه بإذن الله.. منصور خالد عند الظافر أعظم وزير خارجية سوداني بالرغم من أنه هاجم الإسلام في كتبه وقال عنه إنه الدين الخطأ وبالرغم من أنه أهدى بعض كتبه للمرتدين عن الإسلام.. منصور أعظم وزير خارجية سوداني وليس المحجوب وليس أحمد خير وليس غازي صلاح الدين لأن الطيور على أشكالها تقع!!

    أما وصف المنبر بالعنصري فهذه تهمة برعت في الترويج لها صحيفتكم الموءودة (أجراس الحرية) التي خرجت من السودان بخروج الجنوب وباقان وعرمان من حياتنا ولن تعود ونحن أحياء نُرزق بإذن الله.. لكن قل لي يا رجل لماذا طالبت الحركة الشعبية وصحبك من قياداتها لماذا طالبت بتقرير المصير على أساس اثني منح (عنصر) الجنوبيين حق تقرير المصير؟! إذن فإن نيفاشا صُمِّمت على أساس عنصري كما أن من طالبوا بتصميمها على ذلك النحو بمن فيهم من وقَّعوها عنصريون!!
    إنها حيلة العاجز أن يهرب من المنطق إلى وصفنا بالعنصريين بدون أن يقدِّم الدليل على ذلك.. إن ديننا يمنعنا يا هذا من أن نكون عنصريين لأن العنصرية جاهلية تُخرج الناس من دائرة أهل الإيمان وهل نسعى ونكدّ إلا لكي نندرج تحت لواء هذه الطائفة المغفور لها بإذن الله تعالى؟!
    إن من يهاجم العلماء المعتكفين في شهر رمضان ويتهكم منهم ويقول عن منصور خالد إنه أعظم وزير خارجية سوداني لا غرو أن يغضب من مجرد الكلام عن إسقاط حكم الحركة الشعبية التي أسأل الله أن يحشره معها ومع منصور خالد أينما حُشرا سواء في الجنة أو في النار فالمرء مع من يحب!!

    ٭ الأمريكي المقيم بالحركة الشعبية والغاضب من استهداف حكمها في جنوب السودان (الظافر) جعل عنوان مقاله (خالكم مين).. ثم قال في بداية إحدى فقراته (الخال الطيب مصطفى).. لا أظن أن المعنى يخفى على أحد لكنها قلة أدب وربِّ الكعبة ولستُ أدري هل يحقُّ لأجنبي أن يكتب في الصحافة السودانية بل ويقِل أدبه ويخدم أهداف الأعداء؟! السؤال موجّه إلى مجلس الصحافة الذي كثيراً ما يتحرَّش بنا بلا سبب!! لكن بربِّكم ما هي المشكلة في أن أكون خال السيد رئيس الجمهورية وهل ينتقص ذلك مني شيئاً؟!
                  

08-09-2012, 04:55 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    حين ينال الجهلاءُ من العلماء.. فيا عجباً يا دهري!!

    ..وقيع الله حمودة شطة



    نشر بتاريخ الخميس, 09 آب/أغسطس 2012 13:00


    صحافيون وإعلاميون وكتّاب أعمدة من بني علمان وبني شيطان، هدفهم من الكتابة الصحفية رعاية مصالحهم الخاصة المتمثلة في نيل رضا السفارة الأمريكية التي تعمل ليل نهار أن يرضى هؤلاء الجهلة عن رجال أمريكا الحلو وعرمان وعقار، الذين ظلت أمريكا ترعى مشروعهم الخبيث الرامي إلى تدمير السودان والنيل منه، بعد أن فشلت محاولات دبلوماسية وسياسية وإقتصادية تولّت كبُرها أمريكا أن تنالَ من عزة السودان - إلا قليلاً.
    وفي حربها الدائم على السودان اتجهت أمريكا إلى هؤلاء السفلة، الذين لا دين لهم ولا هوية ولا وطنية ولا نخوة ولا مروءة، استخفتهم فأطاعوها، فمنهم من حج إليها، ومنهم من ينتظر.. ومنهم من يسعى لنيل رضاها حتى يحج إليها ويعتمر، وهم بذلك لا بد أن يهاجموا كلَّ من يقف أمام تحصيل مصالحهم الخاصة هذه، ومكاسبهم المشبوهة التي تأتيهم نتيجة العمالة والإرتزاق من قوى أخرى معادية للإسلام والوطن واستقراره وسلامه.


    إن أهل السودان جميعاً يعلمون أن عرمان وعقار والحلو عملاء لأمريكا، وصنيعة الهالك قرنق الذي جندهم لقتال أهليهم في الشمال، وهم عملٌ غير صالح لأهل الشمال الذين هم مسلمون، بينما هؤلاء شيوعيون ملاحدة لا دين لهم ولا أخلاق. أعلنوها صراحة أنهم ضد الإسلام وضد الشريعة وضد هوية أهل الشمال المسلم العربي.. ودعوا دعوة يعلمها القاصي والداني أنهم دعاة مشروع السودان الجديد الداعي إلى فصل الدين عن الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية، هذا المشروع المصادم لتوجه أهل السودان الشمالي عقيدة وثقافة وقيماً ولم يستجب لهذه الدعوة الجاهلية إلا ثلة قليلة من سقط القوم وسفهاء الأمة وصعاليكها. وفي كل أمة صعاليك وسفهاء أرذلون.
    صحافيون وإعلاميون علمانيون وجهلة فاشلون في مجال تخصصاتهم راسبون في الإملاء والإنشاء والنحو والصرف، وفنون الكتابة الصحفية، دعْ عنك أن تسأل عن أخلاقهم وقيمهم المهنية المتعلقة بهذه المهنة الشريفة التي هي السلطة الرابعة، بما تقوم بها من حركة تثقيف وإرشاد وتقويم لاتجاهات الرأي العام، ومراقبة ومتابعة لتصرفات السلطة السياسية، وتحليل ونقد للمواقف، وبيان مواضع الخلل والفساد والتقصير، وتحفيز وتشجيع قيم العدالة والإصلاح السياسي والتربوي لبناء أمة الفضائل والقيم الشاهدة المهيمنة.. فضلاً عن قيادة حركة الوعي والحوار لتأسيس حياة رشيدة مستقرة على مستوى الدولة والمجتمع والفرد، ومواجهة التيارات الفاسدة والهدامة، وموجات الغزو الفكري والثقافي والتصدي لها بالحجة والبرهان الساطع، وكشف مؤامرة الآخر - «العدو» - على الأمة والدولة والشعب.


    هذا قليلٌ من كثير يفترض أن تقوم به الصحافة والصحافيون وعموم قبيلة الإعلام ليردوا عادية الأعداء ويحصنوا ثغور الأمة من الإختراق والتسلل الذي يمارسه العدو لهتك أستار الأمة والنيل من قيم الشعب.. لكن هل فاقد الشئ يعطيه؟ إن الاعلاميين العلمانيين وذيولهم من إسلاميينا يعانون من حالة هزيمة نفسية قاتلة أنّى لهم إصلاح مسار حياة الناس، وقد فشلوا في إصلاح أنفسهم الخربة الأمّارة بالسوء، حيث صاروا مجرد مطايا وسائمة هائمة يستغلهم العدو كيف شاء، ومتى شاء، وأين شاء، ليمثلوا (وَكَانَ فِي الْمَدِينَة تِسْعَة رَهْط يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَلَا يُصْلِحُونَ ).
    هؤلاء الرهط شذاذ الآفاق يقومون هذه الأيام بحملة سخيفة شنيعة مجردة من الأخلاق وشرف المهنة والمسؤولية أمام الله، ثم أمام هذا الوطن، وهذا الشعب الكريم. ثارت ثائرتهم ما أن علموا أن هيئة علماء السودان قد طالبت الحكومة.. بل أفتت بمنع المفاوضات مع قطاع الشمال، وأن مئات المساجد بولاية الخرطوم والولايات هدرت منابرها منددة ومحذرة الحكومة من ارتكاب خطأ كبير آخر يتمثل في الإعتراف بعملاء قطاع الشمال ومفاوضاتهم، وأعتقد أنها جرعة نكراء أشد من نيفاشا الخطيئة الأولى وذلك للأسباب التالية:
    أولاً: قطاع الشمال ليس حزباً سياسياً سودانياً معترف به في الدولة وليس مسجلاً لدى مجلس شؤون الأحزاب السودانية.
    ثانياً: جميع رجال قطاع الشمال عملاء لأمريكا ولدولة جنوب السودان المعادية المحاربة.
    ثالثاً: أعضاء قطاع الشمال يحملون فكر بل اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان.. تحريره مِن مَن؟.
    رابعاً: أعضاء قطاع الشمال، وشيوعيون، ومرتدون فجرة هدفهم إثارة الفوضى والإباحة وحالة عدم الإستقرار السياسي في البلاد لفائدة جنوب السودان وأمريكا.


    خامساً: قيادات قطاع الشمال هم الذين أوقدوا نار الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان بالوكالة عن أمريكا وجنوب السودان، ولا يزال قطاع الشمال مرتبطاً فكرياً وسياسياً وعسكرياً بدولة جنوب السودان المنفصلة بإرادتها عن السودان.
    سادساً: نذكر الحكومة أنها ظلت «تتفه» من قراراتها السيادية وتتراجع القهقرى من قرارات سليمة تتخذها بشأن قطاع الشمال الذي أصدرت قبل فترة قريبة بعد أحداث النيل الأزرق وجنوب كردفان الأخيرة نشرة حمراء طالبت الشرطة الدولية «الانتربول» بالمساعدة في إلقاء القبض على عرمان والحلو وعقار، واليوم تأتي لتفاوضهم وتكافئهم بمنحهم الأمان ومناصب دستورية، وهذا يمثل خطاً أحمر أمام الشعب السوداني الذي قتل هؤلاء المجرمون أبناءه في النيل الأزرق وجنوب كردفان، ولذا هو يطالب بالقصاص منهم وليس بمفاوضتهم ثم تمكينهم. وعلى الدولة إن كانت تخشى على نفسها من الجنائية الدولية، وتهديد أمريكا عبر مجلس الأمن، وتطاول دويلة جنوب السودان ولذا تخضع للإبتزاز وإدارة هذه الملفات، فعليها ألا تغلب المصلحة الخاصة على العامة وفي ذلك ضياع الوطن وسيادة الوطن، وهوية الأمة والشعب، لذلك أقصر طريق أمامها أن تسلم السلطة للشعب والمجاهدين، وربّ الكعبة يومها لا تتطاول علينا أمريكا دعْ عنك دويلة جنوب السودان الوليدة الفاشلة الفاسدة في نظام الحكم والادارة.. أما مجرمو قطاع الشمال والفلول من الطابور الخامس والعملاء لم يبقوا بعدها إلا ساعة من نهار بلاغ ألا فليعلم.
    إن هجوم إعلاميين علمانيين، وإعلاميين آخرين من دونهم على علماء الدين الربانيين من أئمة المساجد والعلماء والدعاة للنيل منهم، ولمنعهم من الخوض في مسائل سياسية وإقتصادية وسواها يمثل قمة السفاهة وضحالة الفكر وإعوجاج بوصلة النظر والفهم؟ لأن هؤلاء... لا يدركون أن العلماء الربانيين هم شامة الأمة.. هم صفوة الناس.. هم ورثة الأنبياء هم أهل النظر والحكمة.. هم درع الأمة الحصين.. هم أمنة الأمة أن تزيغ أو تهلك أو تخترق.. هم صمام أمانها بعد الله.. وهم فوارسها ومجاهدوها الذين لا يخافون في بيان الحق، وإبطال الباطل، وحرب المنكر وتثبيت دعائم المعروف لومة لائم أو سفاهة شائن أو تطاول بغل عجوز.


    يقول الله تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وهم العلماء الربانيون أهل الشريعة والفقه، ويقول عليه الصلاة والسلام: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» وفي رواية «كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر».
    إذن العلماء هم الأقمار المضيئة في ليالي العتمة، وهم النجوم وهم كواكب هذه الأمة.. والله عز وجل يقول:(يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) إذا لم تكن الحكمة وسلامة النظر لدى العلماء فلمن تكون؟ لدى كتاب المارنيز الأمريكي، وكتاب الغفلة من أنصار وأحباب وأصدقاء عرمان والحلو وعقار؟!.
    ما بال هؤلاء الصحافيون وكتاب الأعمدة العلمانيون الذين مسخوا وارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الحق لا يكادون يفقهون حديثاً، وكيف يفقهون حديثاً، وهم قد ناصبوا أهل الخير والصلاح والجهاد والعزة العداء، فجروا، وسودوا صفحات الصحف بسقط القول، يتطاولون على الذؤبات وهم بغل قصار تحت جذوع نخل طوال.. وهم الإمعات العجماوات أمام أهل النظر والفكر والتأمل والاجتهاد والصبر والمصابرة والمرابطة.. أهل البيان والفصاحة والبلاغة والدعوة والبلاغ بلا ثمن وأجر.. لا عمالة وارتزاق وسفاف وسفالة وانحطاط وفجور وجهل.
    تخطئ الحكومة مائة مرة لو أخذت برأي هؤلاء الجهلاء، وجعلت فتاوى وآراء وتوجيهات العلماء وأئمة المساجد وراء ظهرها، وركبت مركب الهوى، وإن فعلت هذا المحظور استوجبت على نفسها الغضب الرباني قبل الغضب الشعبي المؤيد بقوة لرأي العلماء.. وهل تستطيع الحكومة محاربة منابر المساجد التي هي أضخم منبر إعلامي إسلامي جامع يأتي إليه الناس ضحى وعشية عن طواعية واختيار دون دعوة فخمة أو نشاد؟ ولو فعلت لخرجت عليها الجموع المليونية من هذه المساجد ورمت به في غياهب النسيان وجوف البحر.
    إن المساس بمكانة العلماء وهيبتهم خط أحمر ساخن مؤيد من السماء قبل الأرض.. لا نزكى أحداً على الله ولكن وربّ السماء هناك رجال من العلماء لو أقسموا على الله لأبرهم.. ولو رفعوا أكفهم بدعوة لاستحى أن يردهم خائبين.. ولو مكروا بأحد مكر الله لمكرهم بعدوهم فحذاري حذاري من اللعب بالنار.


    حين يحاول جهلاء من أهل الصحافة النيل من العلماء الربانيين الذين يربون الناس بصغائر الأمور قبل كبائرها وهم أهل الصلاح والورع يتطاول عليهم سفهاء القوم، هذا يمثل مدعاة للعجب ونافذة من عجائب الدهر.. فيا عجباً يا دهري.. فيا موتُ زُرْ إن الحياة ذميمة.
    حين يحكي القرآن الكريم قائلاً: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) هذا يعني أن أهل القرآن والفقه وهم علماء الدين لهم باع كبير في فهم السياسة والتربية والعبادة والأخلاق والإقتصاد والإجتماع والحكم والإدارة والقضاء وإلا كيف كانوا ورثة للأنبياء؟.. وكيف كانوا أهل حكمة ونظر وفضل ورشاد؟!.
    إن الراسبين في الإملاء والإنشاء والنحو والصرف والبلاغة والبيان، يكتبون كل يوم في الصحافة والسياسة والاقتصاد ونظام الإدارة والحكم بعبارات ركيكة وجمل مبتذلة وثقافة ضحلة ولغة فاسدة، ورغم هذا كله يعترضون على العلماء أن يقولوا قولاً.. إنه زمن الرزايا والبلايا وكفى.
                  

08-13-2012, 04:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    ما بين اسحق فضل الله ووزير المالية على محمود



    محمد وداعة


    فى بداية وآخر كل ليل ، يستمر السرد ، فلا يقوى الاستاذ اسحق احمد فضل الله على ان يكمل عموده الراتب آخر الليل و المنشور بصحيفة الانتباهة ، الا ويواصل هجومه المتواتر و المنظم على السيد وزير المالية على محمود ، لم تتوفر تهمة فى جعبة الاستاذ اسحق الا ووجهها الى السيد الوزير، تهم تذهب باى متهم آخر الى حبل المشنقة ، تتنوع التهم من تخريب الاقتصاد الى التواطؤ مع جهات معادية يعلمها الاستاذ فضل الله ، لتجهيز المسرح للانقضاض على النظام و الاجهاز عليه ، و يحمله مسئولية ضرب الاقتصاد وفصل الحكومة عن شعبها ،


    السيد الوزير كما يحدثنا الاستاذ فضل الله يعمل بصبر دؤوب من اجل تحقيق هدف استراتيجى ينتهى بسقوط النظام ، اول المحيرات هل هذا وزير مالية حكومة السودان ام وزير الحرب الاسرائيلى او لعله وزير حرب الجنوب او الحركات المسلحة ؟،أليس السيد على محمود وزيراً فى حكومة الرئيس البشير ؟، واليس هو مرشح لهذا المنصب من حزب الاستاذ فضل الله حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ؟، ثانى المحيرات هو لماذا يسكت السيد الوزير فى مواجهة اتهامات الاستاذ فضل الله اليومية بتدمير و تخريب الاقتصاد الوطنى ؟، و كيف لا يرد حزب السيد الوزير هذه الاتهامات الخطيرة عن وزيره ؟، و ربما تذهب تساؤلاتنا عن لماذا لا يدافع السيد رئيس الجمهورية عن وزيره وعن ادائه وعلى الاقل ان يدفع عنه هذه الاتهامات الخطيرة ؟، اتهامات لو كتبها غير الاستاذ فضل الله و نشرت فى غير صحيفة الانتباهة لذهبت بكاتبها إلى المحاكم والسجون، و لكانت سبباً فى اغلاق الصحيفة الى الابد ،

    كنا سنفهم ان السيد الوزير ترفع عن الرد على اتهامات الاستاذ فضل الله لو كانت لمرة او مرتين و لغضضنا الطرف عنها ولاعتبرنا ذلك زلة لسان ، كنا سنفهم ان الوزير يترفع و لا يترافع ، لو كان ما يحدثنا به اسحق انتقادات لاداء السيد الوزير في تناوله للاتهامات ، يصف اسحق افعال السيد الوزير بانها اخطر على النظام من كل المؤامرات الداخلية والخارجية ، وان اعماله تتفوق فى اضرارها بالنظام على كل مجهودات المعارضة المسلحة و غيرها من المعارضات ، ثالث المحيرات إن اسحق في هجومه غير المسبوق على السيد الوزير لم يهاجم و ينتقد الاداء المهنى للوزير و كفاءته و قدرته على اتخاذ القرا ر فيما يلى وزارته من مهمات موكلة اليه وانما انصب هجومه الكاسح على الوزير باعتباره متآمرا على النظام ساعيا الى هلاكه عبر ما ينفذه من سياسات، قد يكون مفهوماً اذا ثبت فساد الوزير او تعديه على المال العام و عدم قدرته على فرض هيبته و سلطته على من يجنبون المال العام ( المجنبين ) ،


    ورابعاً تمتد حيرتنا و يزداد قلقنا ، لان الاستاذ فضل الله يعلم ان ما يقوم به السيد الوزير هو تنفيذ لسياسات الحكومة التى اجازها المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى و تبناها مجلس الوزراء ووافق عليها البرلمان بالتهليل و التكبير و التصفيق ، حتى قبل ان يكمل السيد رئيس الجمهورية كلمته يومذاك ، وان هذه السياسات لا يتحملها على محمود وحده ، فهى سياسات الحكومة ، بالرغم من انه التنفيذى الاول المسؤول عن تنفيذها ، فهو حتى الآن (والكلام ليس للاستاذ فضل الله ) قد فشل تماماً فى انفاذ الوجه الآخر للسياسات و اهمها تقليص الصرف على الجهاز التنفيذى و تخفيضه الى المستوى الذى حددته الحكومة و اجازته فى حزمة واحدة مع قرارا ت رفع ( الدعم ) عن المحروقات و زيادة الضرائب و الجمارك و تعديل سعر الصرف و تعويم الجنيه ، وهو مسؤول ايضاً عن منع تجنيب المال العام ، لكنه حتى الآن لم يسجل نجاحاً على هذا الصعيد ، وهو فوق ذلك مسئول عن استرداد المال العام المعتدى عليه الى خزينة الدولة ، فحتى الآن لا نلمس نجاحاً حققه السيد الوزير فى هذه الجوانب ، وهو مسئول عن تصفية الشركات الحكومية و توريد العائد منها لخزينة الحكومة ولم يتمكن من ذلك ،

    ولكن كل هذه الاخفاقات لا تبرر هذه الاتهامات التى لا ينفك السيد فضل الله يكيلها للسيد الوزير فى كل آخر ليل ، و نكمل حيرتنا بموقف اجهزة الدولة من نيابة وقضاء وغيرها ، لماذا لا تحقق فى هذه الاتهامات المتكررة و العلنية فى الصحف ؟، ولماذا لا يحرك البرلمان ساكناً ، و لا يستدعى السيد الوزير و يستوضحه عن فحوى هذه الاتهامات الخطيرة ، قد يكون للسيد فضل الله اسباب اخرى لا يستطيع الافصاح عنها على صفحات الصحف ، وهو انما يرسل الامر تلميحاً ، و ربما لا يوجد تفسير لتكراره الاتهامات الا انه ينتظر من يلتقط الرسالة ، و بعد ، لماذا لا (تحقق ) الاجهزة العدلية و الحكومة و حزبها الحاكم مع الاستاذ فضل الله ، فعلى الارجح لديه ما يقوله فى هذا الصدد ، ليت الاستاذ فضل الله يحدثنا عن المسكوت عنه، فشهادته غير مجروحة فهو من غلاة المدافعين عن النظام ، لم يتبدل او يتغير منذ بضعة و عشرين عاماً .

    الصحافة
    13/8/2012
                  

08-13-2012, 05:52 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    الطيب مصطفى
    الانتباهة

    بين كُتاب الغفلة وعرمان!!

    نشر بتاريخ الإثنين, 13 آب/أغسطس 2012 13:00


    لم أتجنَّ عليهم كما لم يتجنَّ عليهم الأخ الكرنكي حين وصفناهم بكتاب الغفلة الذين يستميتون في الدفاع عن حق عرمان في التفاوض بالنيابة عن جنوب كردفان والنيل الأزرق بل إنهم يتودّدون للرويبضة الخائن لوطنه والعميل لأعداء الأمة ممّن يحتلون بلادنا بينما يهاجمون كمال عبيد بل يهاجمون علماء الإسلام الذين ينافحون عن ديننا وأرضنا وعرضنا.
    أعجب والله أن يقول الطاهر ساتي إن عرمان يعبِّر عن جنوب كردفان ويمثلها وإنه لا يحق لنا المطالبة باستبعاد عرمان بحجة أنه ليس من النوبة إلا إذا طالبنا باستبعاد كمال عبيد لذات السبب!!



    أقسم بالله العظيم إن الباز والطاهر ساتي ويوسف عبد المنان وغيرهم من كُتاب الغفلة يعلمون ما ينطوي عليه عرمان بل يعلمون أنه يوظِّف قضية جبال النوبة لمشروعه المسمّى مشروع السودان الجديد تماماً كما فعل زعيمُه الهالك قرنق حين وظَّف مقاتلي النوبة ######ّرهم واستغل دماءهم وأراقها لخدمة قضية الجنوب وكما وظف التجمع الوطني الديمقراطي وامتطاه حماراً إلى أن أوصله إلى باب نيفاشا ثم ترجّل منه وربطه في العراء بلا زاد ولا شراب!!
    الدليل على ذلك أن عرمان في ورقته التي قدَّمها مؤخراً والمكوَّنة من خمس صفحات لم يذكر جنوب كردفان والنيل الأزرق إلا في سطر ونصف بينما خصَّص بقية الورقة للحديث عن دارفور وشرق السودان ومشروع الجزيرة ومناطق السدود!! إنها أجندته يا الطاهر التي تتغافلون عنها بالرغم من أنها أُس المشكلة؟!
    إذا قُدِّر لتلفون كوكو أو بلايل أو دانيال كودي أو تابيتا بطرس أو غيرهم من أبناء النوبة يا الطاهر ساتي أن يناقشوا قضية أهلهم هل كانوا سيفعلون ما فعله عرمان وهو يتاجر بدماء أبناء النوبة من أجل مشروعه الذي
                  

08-13-2012, 05:52 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    الطيب مصطفى
    الانتباهة

    بين كُتاب الغفلة وعرمان!!

    نشر بتاريخ الإثنين, 13 آب/أغسطس 2012 13:00


    لم أتجنَّ عليهم كما لم يتجنَّ عليهم الأخ الكرنكي حين وصفناهم بكتاب الغفلة الذين يستميتون في الدفاع عن حق عرمان في التفاوض بالنيابة عن جنوب كردفان والنيل الأزرق بل إنهم يتودّدون للرويبضة الخائن لوطنه والعميل لأعداء الأمة ممّن يحتلون بلادنا بينما يهاجمون كمال عبيد بل يهاجمون علماء الإسلام الذين ينافحون عن ديننا وأرضنا وعرضنا.
    أعجب والله أن يقول الطاهر ساتي إن عرمان يعبِّر عن جنوب كردفان ويمثلها وإنه لا يحق لنا المطالبة باستبعاد عرمان بحجة أنه ليس من النوبة إلا إذا طالبنا باستبعاد كمال عبيد لذات السبب!!



    أقسم بالله العظيم إن الباز والطاهر ساتي ويوسف عبد المنان وغيرهم من كُتاب الغفلة يعلمون ما ينطوي عليه عرمان بل يعلمون أنه يوظِّف قضية جبال النوبة لمشروعه المسمّى مشروع السودان الجديد تماماً كما فعل زعيمُه الهالك قرنق حين وظَّف مقاتلي النوبة ######ّرهم واستغل دماءهم وأراقها لخدمة قضية الجنوب وكما وظف التجمع الوطني الديمقراطي وامتطاه حماراً إلى أن أوصله إلى باب نيفاشا ثم ترجّل منه وربطه في العراء بلا زاد ولا شراب!!
    الدليل على ذلك أن عرمان في ورقته التي قدَّمها مؤخراً والمكوَّنة من خمس صفحات لم يذكر جنوب كردفان والنيل الأزرق إلا في سطر ونصف بينما خصَّص بقية الورقة للحديث عن دارفور وشرق السودان ومشروع الجزيرة ومناطق السدود!! إنها أجندته يا الطاهر التي تتغافلون عنها بالرغم من أنها أُس المشكلة؟!
    إذا قُدِّر لتلفون كوكو أو بلايل أو دانيال كودي أو تابيتا بطرس أو غيرهم من أبناء النوبة يا الطاهر ساتي أن يناقشوا قضية أهلهم هل كانوا سيفعلون ما فعله عرمان وهو يتاجر بدماء أبناء النوبة من أجل مشروعه الذي جعله يسمي حركته (قطاع الشمال) للتأكيد على أنها جزء من دولة الجنوب ومن الحركة التي تحكم الجنوب؟؟



    أعترف بأن عرمان يتميز بقدرة مدهشة على التحرك لكني أشهد بأنه محدود الأفق والتفكير والثقافة الأمر الذي جعله يرتكب أخطاء فادحة حرمت عليه أن يكون له أي دور في مستقبل السودان ويكفي شيوعيته كما يكفي أن يرتبط بالحركة الشعبية التي قضى معظم عمره في خدمتها بالرغم من أنها مشروع لخدمة شعب جنوب السودان بل هو مشروع ما قام ابتداء إلا لتعظيم حصة الجنوب على حساب الشمال كما رأينا في اتفاقية نيفاشا ولو كانت الحركة الشعبية حزباً قومياً لكان التمثيل في هيكلها القيادي قائماً على أساس قومي يعطي الأغلبية لأبناء السودان الشمالي الذين كانوا يشكلون معظم شعب السودان قبل الانفصال لكنها حركة جنوبية تسنم أبناء الجنوب بل أبناء الدينكا هياكلها القيادية والتنظيمية ولم يتركوا لعرمان وغيره من العملاء حتى الفتات!!


    لستُ أدري والله لماذا يتغافل من يدعون إلى التفاوض مع العميل عرمان عن حقيقة أنه يعمل من أجل خدمة أهداف دولة أجنبية استعمارية عنصرية تحتل أرضنا وتناصبنا العداء وتعادي الإسلام الذي وضع فقه الولاء والبراء ليحدِّد علاقته بالآخر؟! هل فعلاً لأننا لا نزال سنة أولى سياسة كما قال الكرنكي أم لأسباب أخرى تتعلق بتربيتنا الوطنية وبضعف في فقهنا الإسلامي أم لأمر يتعلق ببعض النخب السودانية يجعلها تخلط الحابل بالنابل؟! لماذا يريد هؤلاء أن يكون السودان استثناء دون بلاد العالم في التعامل مع العملاء والخَوَنَة؟! لماذا سحبت وزارة الخارجية، وهي مجرد وزارة، قانون رد العدوان من البرلمان بعد أن أُجيز في مرحلة القراءة الأولى؟! لماذا يختلف برلماننا عن برلمانات الدنيا لا يهش ولا ينش وتتمكن وزارة منبطحة من إخضاعه لسياساتها؟!
    أعجب أن ما طالب به كمال عبيد بل ما طالب به الوفد المفاوض الذي يحظى بقبول كتاب الغفلة المتيمين بالحمائم.. أعجب أن ما طالب به هؤلاء المفاوضون في ورقتهم المقدَّمة لفريق الوساطة بعنوان (دحض الورقة المقدمة من حركة التمرد) Refutation of the paper submitted by the rebel movement
    فيه رفض للاعتراف بقطاع الشمال لكن كُتاب الغفلة المتيمين بعرمان يطالبون بالجلوس معه بل وبإحياء اتفاق نافع عقار حتى بعد أن أُهيل عليه التراب!!



    تقول الورقة التي ردّ بها وفد التفاوض الحكومي في المادة 4/1 إن قطاع الشمال يطالب الحكومة برفع الحظر عنه والاعتراف به كحزب سياسي وكان رد الحكومة يقول (إن الأمر لا يقع تحت سلطة الحكومة وإنما يخضع لقوانين ولوائح الأحزاب السياسية التي شارك المتمردون في إجازتها وإقرارها من خلال مشاركتهم في الحركة الشعبية لتحرير السودان) ومضى الرد يقول إن على المتمردين بدلاً من مطالبة الحكومة أن يبرهنوا على جديتهم ويستجيبوا لمتطلبات التأهيل حتى يُصبحوا حزباً سياسياً وأهم المطلوبات أن يضعوا السلاح وعلى المتمردين أن يختاروا بين خيارين:-
    إما العمل السياسي وفقاً للقوانين والتشريعات واللوائح الوطنية أو الاستمرار في حمل السلاح وإشعال الحرب ولا مجال للخلط بين الاثنين).
    أزيدكم كيل بعير يا الطاهر وعادل الباز ومن لفَّ لِفّهما أن طعن منبر السلام العادل الذي قُبل من قِبل مجلس شؤون الأحزاب السياسية اعترض على اسم الحركة (تحرير السودان) واعترض على عبارة (شمال) التي تشي بأنه حزب عميل مثل أن يُسمَّى أحد البنوك (بنك كذا.. فرع السجانة)!!
    ثم إن المنبر طعن في مشروع السودان الجديد الذي تبنّاه قطاع الشمال.
    لستُ أدري هل يرفض أصدقاء عرمان من كُتاب الغفلة هذا المنطق؟!.


    ثانيًا: إن علماء السودان يا عبد الماجد عبد الحميد انطلقوا من فقه الولاء والبراء سيما وأن مشروع الحركة الشعبية لا يُخفي عدوانيته (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ويكفي اسم الحركة (تحرير السودان) كما يكفي احتلالها أرضنا.
    إن مندوب فرنسا ورئيس مجلس الأمن يا الطاهر ويا عادل الباز رفض أن يطالب قطاع الشمال باعتماده حزباً سياسياً وهو يحمل السلاح فما قولكم دام فضلُكم؟ فهل يُعترف بهذا الجزء العميل قبل أن يفكّ ارتباطه بقيادته في جوبا ولماذا لا نفاوض الرأس في جوبا بدلاً من الذيل؟؟
    يا الطاهر إن كمال عبيد سيصحب معه قيادات من جبال النوبة والنيل الأزرق فمن يصحب عرمان للتفاوض حول المنطقتين غير ياسر جعفر وحفنة من الشيوعيين؟!
                  

08-15-2012, 06:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    [B]لا يزال الطيب مصطفى يناكف كتاب المؤتمر الوطنى ويزايد عليهم بالحرص على النظام من خلال شتمه لياسر عرمان وقطاع الشمال واعضائه كما تعود منه الناس ..
    اقرا هنا ما كتبه معترضا على اراء عادل الباز





    التهريـــج الانبطاحــي وبلايل والباز وكمـال عبيد!!
    اطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 14 آب/أغسطس 2012 13:00


    من منتجعه في أرض الكنانة يكتب عادل الباز يومياً مهاجماً من لا يرَون رأيَه ومتهماً ومجهِّلاً ومحقِّراً وواصفاً إياهم بالمهرِّجين ومطالباً بإعادة الحياة إلى اتفاق نافع عقار وبالجلوس مع عرمان والاتفاق معه بأي ثمن!!
    أقول لصديقي الباز الذي رغم اندعارته فإني لا أحمل كلامه على محمل الجد ولا أغضب مما يكتب فهو رجل حنين وبكّاي لم يُخلق للخوض في غمار السياسة ومنعرجاتها ودمائها ودموعها رغم أنه كثيراً ما يحشر أنفه فيها متطفلاً ومازلت أذكر كيف صدرت طيبة الذكر (الأحداث) في اليوم التالي للانفصال بمانشيت يقول (الخرطوم تغرق في بحر من الدموع)!! فقلت له يومها والله يا عادل أقول لك ما قاله إخوة يوسف لأبيه يعقوب محدداً شيئاً ما (تفتأ تبكي على الجنوب حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين) فقد تصوَّر عادل الباز أن ما أبكاه حتى الصباح أبكى الخرطوم كلها!! فهو رجل يبكي لمرض العصفور ويجعر كمان!!


    أقول لعادل يبدو أن بقاءك في قاهرة المعز وربما في شاطئ الإسكندرية أو شرم الشيخ جعلك (تفط سطر) وتجهل القضية التي نحن بصددها الآن.. يا عادل القضية ليست اتفاق نافع عقار إنما الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وكيفية إيقافها وحل المشكلة.. أردت تبسيط الأمر لك حتى تنطلق معنا من محطة مشتركة بدلاً من أن تندعر في الفاضي.
    أحيلك إلى ما قاله ابن المنطقة السياسي العريق الغارق في مشكلة أهله النوبة حتى أذنيه مكي بلايل ولا أظنك تجادل في أنه أعرف منك ومني بقضية جبال النوبة فهو سياسي محنّك وشغل مواقع دستورية رفيعة من بينها الوزارة فضلاً عن كونه إسلاميًا ناقدًا للحكومة وللمؤتمر الوطني.. اسمعه يحدثك عن عرمان:


    قال مكي بلايل: (عرمان مجرم حرب حقيقي ويُفترض أن نتعامل معه بهذه العقلية فهو الذي أشعل جنوب كردفان في المرة الأخيرة والذي لا يعلمه الناس أن هناك قيادات كبيرة من النوبة لم تكن تعلم بالحرب أمثال دانيال كودي وتابيتا بطرس وخميس جلاب والذين كانوا يعلمون هم مجموعة طفيفة من مجموعة اليساريين) ثم قال «إن عرمان هو الذي اجتمع قبل ساعات من بدء العمليات حيث اجتمع بالحلو وهو المسؤول الأول عن إشعال الحرب الأخيرة وليس هذا فقط بل هو مسؤول عن استمرار هذه الحرب) إلى أن قال (المفترض أن لا يصدر أي اتفاق يسمح لعرمان أن يأتي مرة أخرى ليتحكّم في رقاب الناس) ثم طالب بلايل باستكمال المشورة الشعبية وفقاً لاتفاقية نيفاشا.
    ثانياً يعلم الناس أن عرمان معني بشيء واحد هو مشروع السودان الجديد الذي اختارت الحركة اسمها للتعبير عنه (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وأن عرمان وقطاعه (قطاع الشمال) جزء من الحركة التي تحكم الجنوب ولا تزال تسعى بعد أن انفصلت ببلدها إلى (تحرير السودان) لكن عادل الباز وكثيرين غيره لم يحدث في يوم من الأيام أن انشغلوا بهذه القضية.. يا عادل فكِّر مرة واحدة في أن ما يجري جزء من مشروع تحرير السودان وإقامة مشروع الحركة في السودان.


    من الذي قال إن إجهاض اتفاق نافع عقار هو الذي أشعل الحرب؟! أنسيت كيف رفض الحلو نتيجة انتخابات جنوب كردفان بالرغم من عرض أحمد هارون بأن ينصِّبه نائباً للوالي حال فوز أحمد هارون؟! أنسيت كيف أشعل الحرب في اليوم التالي؟! أنسيت كيف وافق المؤتمر الوطني على نتيجة فوز عقار بانتخابات النيل الأزرق رغم أنها كانت مزوَّرة؟! هل تظن أن اتفاق نافع عقار بمجرد توقيعه سيحل مشكلة طموح الحركة في أن تحكم السودان؟! الاتفاق الإطاري كان استنساخاً لنيفاشا وكان لا بد من نسفه حتى لا نكرِّر نيفاشا التي لا نزال نتجرّع زقومها المُر وليتك يا عادل تقرأ الاتفاق الإطاري مرة أخرى مستصحباً حقيقة أن الحركة ما أبرمته إلا لأنه يفتح الطريق لمفاوضات أخرى تؤدي إلى نيفاشا جديدة فهو اتفاق إطاري شبيه باتفاق مشاكوس الذي أنتج نيفاشا مع وجود آليات دولية وإقليمية تسعى لتحقيق تلك الغاية.


    هل تعلم يا عادل أن الورقة التي قدَّمها عرمان والمكوَّنة من خمس صفحات لم تتطرق إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق إلا في سطر ونصف؟! هل تعلم أن بقية الأوراق تتحدث عن دارفور وشرق السودان ومشروع الجزيرة ومناطق السدود؟! متى يا عادل ترى أبعد من أرنبة أنفك؟! متى تعلم أن عرمان لا يفكر في المنطقتين إنما في السودان جميعه في إطار مشروع السودان الجديد؟
    هل تعلم أن عرمان سخر من المؤتمر الوطني وتهكّم وهذه لا تعنينا إنما يعنينا أنه طالب واشترط الاعتذار والاعتراف بقطاع الشمال الذي يحمل السلاح حتى اليوم والمرتبط بل والعميل لدولة أجنبية لا تزال تحتل جزءاً من أرض السودان؟!


    بلايل قال إن عرمان والحلو يكرران ما فعلته الحركة قديماً من أيام قرنق حين وظَّفت النوبة من أجل قضية الجنوب والآن من أجل تحقيق طموحات اليسار في إقامة مشروع السودان الجديد.. بل إنه كشف أن الحلو لا يعنيه أن تُراق دماء أبناء النوبة لأنه من المساليت وليس من النوبة أما عرمان فهو لا ينتمي إلى النوبة بأية صلة وإنما يسخِّرهم ودماءهم لخدمة أجندته.
    قال بلايل بالحرف: الحركة (جاءت لإعادة هيكلة الدولة السودانية وإعادة هيكلة الجيش السوداني) وهو عين مشروع السودان الجديد.
    تحدث بلايل بألم عن أسلوب عرمان ورفاقه في تصفية كل من يعارض الحركة في جنوب كردفان مستشهداً ببعض النماذج مثل مقتل بلندية وغيره مؤخراً ومثل محاولة قتل بلايل.
    «طيب» يا عادل ويا النور ويا الطاهر ساتي.. مارأيكم في هذا الحديث؟


    ----------------------

    مع الشيخ عباس الخضر حول مبادرة توحيد الإسلاميين «1 ــ 2»

    التفاصيل
    نشر بتاريخ الأحد, 12 آب/أغسطس 2012 13:00


    > أجرته: نفيسة محمد الحسن> تصوير: متوكل البجاوي

    نفى القيادي بالمؤتمر الوطني ورئيس مبادرة جمع الصف الإسلامي الشيخ عباس الخضر إخطارهم رسمياً بمبادرة توحيد الحركة الإسلامية السودانية كتابة من دول الربيع العربي، تلك المبادرة التي أعلنها المؤتمر الوطني قبل أيام، وقال في حوار شامل مع «الإنتباهة»: نحن نرحِّب بذلك «إن وُجد» لكن لم يأتِنا مكتوب يفيد بهذا الأمر، وأشار الخضر إلى أن الاختلاف بين المبادرة التي أطلقها المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم ولقاء المجاهدين هو أن اللقاء ثنائي بين الوطني والشعبي بينما المبادرة مفتوحة وتستهدف كل من كان إسلاميًا سواء كان «شعبيًا» أو «اتحاديًا» أو «أمة». وأجاب الخضر عن سؤال عمّا إذا كان من الممكن أن يتنحى البشير عن الترشيح للرئاسة وما هو رأي المؤتمر الوطني في استمراره حاكماً لفترة تجاوزت الـ 23 عاماً؟ وكيف يتعامل مع الزوايا والتعديلات التي أجراها مجلس شورى الوطني في اجتماعه الأخير خاصة فيما يتعلق بتحديد دورتين للشخص، وأثار الحوار جدلاً فكرياً واسعاً حول إيدلوجية الإسلاميين بين التنظير والتطبيق ومفاهيم العلم والسلوك، وإذا كانت هذه الحكومة إسلامية والحديث المتكرر عن الشريعة الإسلامية أين تطبيق الحدود استناداً إلى قول الرسول الكريم «لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها» هل بالفعل يتم التطبيق؟!! هذا ما تضمنه الجزء الثاني من الحوار: إلى التفاصيل:

    > بدءًا كيف تنظر إلى المبادرة التي أطلقتها دول الربيع العربي لوحدة الحركة الإسلامية السودانية؟
    < لم يأتِنا مكتوب يفيد بمبادرة من تلك الدول إنما اطّلعنا على ذلك من خلال الإعلام وتحديداً صحيفة «الإنتباهة» وهي أولى أن تُسأل هذا السؤال لأنها أبرزته في خطوطها العريضة؟
    > لكن هذا لم يقتصر على «الإنتباهة» بل برز في معظم الصحف الصادرة في ذلك اليوم وكان ضمن تصريح للأمين السياسي للمؤتمر الوطني بالخرطوم؟
    < الأمين السياسي الولائي سُئل فقط وقال: نحن نرحب بها، كأنما قيل له عن مبادرة لبعض الدول، أنا شخصياً لا أستبعد هذا لأن تلك الدول التي ذكرت تتميز بوجود حقيقي وواضح للحركة الإسلامية، لكن لم يأتِنا مكتوب.
    > في الشأن الداخلي كيف تقيمون لقاء المجاهدين الذي تم قريباً والذي كان الهدف منه جمع الصف الإسلامي، وهل يوجد وجه شبه بينه وبين المبادرة التي تقودها؟
    < ضم لقاء المجاهدين أبناء الحركة الإسلامية الذين التقوا في أحلك الظروف، التقوا في الأحراش وهم يقاتلون من أجل الدفاع عن الدين والعِرض والأرض في مناطق متعددة حينها سواء كان في الجنوب أوالشرق وبعض مناطق كردفان، ولم يكن بينهم اتصال بل أشواق تداعت فكان منهم من هو بالمؤتمر الوطني وآخرون بالمؤتمر الشعبي، وأحسب أنهم جاءوا بغير أحزاب بل هم مجاهدون فقط، جلسوا وتدارسوا الأمر بالرغم من عدم حضوري له ولم أعلم به إلا من خلال الإعلام، لكن من هذا المنبر نود أن نؤكد أن مبادرتنا ليس لها صلة بهذه المجموعة ولم يكن لنا معها تنسيق إنما هي مجموعة التقت من منطلق الحرص على دولة الإسلام، ومن المؤكد أن الجميع يعلم بالحملة الشرسة التي تستهدف الإسلام، والسودان جزء من هذه الدول التي ترفع هذه الراية، وحفاظاً على العهد الذي قطعوه مع الشهداء الذين مضوا إلى الله، هنالك شهداء كثر من أبنائنا مضوا إلى الله في ذات الطريق لذلك هم يرون أن هنالك مسؤوليات تقع على عاتقهم ومن باب الأمانة أن يسيروا في طريق إخوانهم والحفاظ عليه وحرصوا على جمع الصف من جديد وهي خطوة في الطريق الصحيح ونرحب بها خاصة عندما تأتي من الذين قدموا النفس والنفيس في سبيل الله من أجل الدفاع والحفاظ على السودان وأرضه وشعبه ودينهم ونؤكد أننا لسنا معهم ولم ننسق معهم ونبارك مسعاهم ونشكرهم على ذلك ونؤيده.
    > إذاً إلى أين وصلت المبادرة التي أطلقها المؤتمر الوطني لجمع الصف الإسلامي الداخلي؟
    < أود أن أنبه الصحف والإعلام عموماً ألاّ يطلقوا على هذه المبادرة مبادرة عباس الخضر لأن الشخصنة تفسدها، لأن الهدف من هذه الشخصنة التقويض، فهي مبادرة المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم، وبدأت مع بداية العام 2011م وكان يقودها الأخ محمد عبدالله شيخ إدريس الذي كُلِّف بها، وعندما غادر موقعه أدار الإخوة من بعده هذا العمل، ومن قبله كان الأخ مندور نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية يعلم بهذا العمل ويدفعه، وتطور الأمر إلى أن وصل إلى الرئاسة وتحمس له نائب رئيس الجمهورية، وقلنا من قبل: لا نريد أن تحدث ازدواجية وتصريحات متضاربة بين الولائي والمركز قبل أن نشرع في أمرنا.. يجب أن نجد الموافقة التامة من ولاية الخرطوم والمركز، وبالفعل أخطرنا أن المركز بارك ذلك والمجلس القيادي لولاية الخرطوم بارك ذلك، إذاً الاتفاقية الآن ليست شخصية إنما تقوم وتقودها لجنة وكُلِّفت بقيادة هذه المبادرة لعدة اعتبارات منها أنني أقدمهم ومشارك في هذه المسيرة منذ أن كنت شاباً يافعاً، أي منذ أول تنظيم للحركة الإسلامية أتى إلى السودان والذي سمِّي بجبهة الميثاق الإسلامي إلى أن جاءت ثورة مايو، وبعد الانتفاضة عاودنا العمل في هذا الجسم وخلقنا ذراعًا آخر حيث كنت من المؤسسين وهو الجبهة الإسلامية القومية، ثم جاءت ثورة الإنقاذ التي أرادت الحفاظ على الشريعة الإسلامية التي كانت مهددة آنذاك بالسقوط داخل الجمعية التأسيسية، وبعد ذلك أنشأنا حزباً آخر وهو المؤتمر الوطني، بعد كل هذه المسيرات التي خضناها تم تكليفي بقيادة هذه المبادرة، وبدأنا بإعلانها رسمياً من داخل المؤتمر الوطني بالخرطوم، على إثرها تحركنا وحررنا خطابات وأسميناها مبادرة جمع الصف الإسلامي والوطني وهي ليست ثنائية بل مفتوحة لكل القوى السياسية والطرق الصوفية وأنصار السنة المحمدية، لم نخص بها جسمًا معينًا لكن ركزنا في مخاطبة حزب المؤتمر الشعبي وإخواننا في منبر السلام وإخواننا المسلمون وحزب الأمة الذي يستند إلى حركة إسلامية ولا نستثنِ اخواننا في الاتحادي الديمقراطي بأقسامه المختلفة ونريد أن نوحِّد كل الصف.
    > تحديداً كم عدد أعضاء هذه اللجنة؟
    < حوالى «15» شخصًا، بها «3» من العائدين من المؤتمر الشعبي وهم محمد عبد الحليم الذي تم اختياره وزيراً بالولاية الشمالية والطيب العبيد والأخ بكري مصطفى، وبها رموز من الحركة الإسلامية مع وجود للمرأة والشباب والطلاب ونلتقي على رأس كل أسبوع ولنا علاقة وطيدة بخمس ولايات مثل نهر النيل التي سبقتنا في هذا المشوار لكنها تختلف عن مبادرتنا لأنها كانت ثنائية بين الوطني والشعبي فقط وكذلك البحر الأحمر وولاية الجزيرة وسنار والنيل الأبيض، كل هذه الولايات ننسق معها وبدأنا اتصالات وكتبنا خطابات لرصفائها بالولاية ونتوقع الآن ردودًا منهم، ونحسب الآن التصريحات المتوازنة من بعض إخواننا في المؤتمر الشعبي تحديداً الأخ آدم الطاهر حمدون بالرغم من التصريحات غير المعتدلة من كمال عمر والأمين عبد الرازق، في تقديري أن هذه التصريحات الحارة السبب فيها المرارات التي مرت عليهم. نحن نسعى للوحدة.
    > هل استجابت تلك الجهات لهذه الدعوة؟
    < نحسب ذلك
    > تعتمد المبادرات لتنجح على قوة الطرح.. ما هو الطرح أو الرؤية التي حملتها الخطابات؟
    < الذي نريده الآن أن يتم الحوار في جو ودي معافى من التصريحات الشائنة، نريد أن نقول لأنفسنا ولغيرنا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.. كما قال النبي الكريم. نريد الوصول إلى حوار منطقي ليس به أسلوب غير حميد أو استفزاز، وحوار متكافئ، ليس لدينا أجندة سابقة أو مُلزمة إنما الباب مفتوح لكل من يريد أن يقدِّم طرحاً، حرصنا أن نلتقي على الأهداف الكبرى للبلاد بالحفاظ على السودان وشعبه وثروته وسيادته، نريد حوارًا شاملاً حتى نتحدث في كل القضايا، مثلاً الآن من يتحدث عن وجود فساد بالحوار يمكن أن نصل إلى مكان هذا الفساد، ونتشاور في طريقة معالجته، والتداول في السلطة وإفراز الشورى والتمسك بها، نريد أن نفتح المجال لشورى حقيقية، ونريد الصفاء والنقاء، نحن لا نقول أن يكون الناس ملائكة، لكن الإنسان خطّاء وبتوحدهم يمكن تكملة نواقصهم، ونريد أن نغلق الطريق على الاستهداف العالمي الذي يستهدف الإسلام في كل العالم بما فيه السودان، لأنه إذا هُدم هذا النظام فلن يسلم وطني أو إسلامي أو طرق صوفية أو دعوات سلفية.
    > هل تستطيع هذه المبادرة معالجة جذور الأزمة الموجودة بين الأحزاب السودانية والطرح الإيدلوجي بين الإسلاميين؟
    < هذا ما تهدف إليه هذه المبادرة في جزئيتها، حين وضعنا نقاطًا وأرسلناها إلى اخواننا وذكرنا لهم أن هذه ليست كل الفكرة بل بداية ومدخل الحوار، قد يكون لديهم آراء يريدون التحدث حولها أو تضمينها لا مانع لدينا من ذلك، نحن لم نقدم هذه المبادرة في ظرف وضعف أو وهن أو خوف إنما من منطلق المسؤولية التي يأمرنا بها نظامنا الأساسي، نحن نهدف إلى الجلوس أولاً ثم تأتي مرحلة الحوار، أنا أثق تمام الثقة أنه ستحل هذه الخلافات، فهي أغلبها حواجز نفسية.
    > حاجز نفسي أم نسب مشاركة وصراع سياسي؟
    < لا، هو نفسي، المشاركة ليست قسمة سلطة وثروة وصراعات إنما نحن أصحاب منهج.
    > بالديمقراطية الثالثة هناك الجمهورية الإسلامية طرح حزبي وطرح الصادق المهدي وطرح الجبهة الإسلامية القومية، كلها كان الهدف منها إقامة الشريعة الإسلامية، ما هو الاختلاف وأنت مشارك في كل هذه الحقب؟
    < هذا هو السودان وشعبه، لا يريد سوى الإسلام ليس للأحزاب منفذ للوصول إلى الشعب إلا عن طريق الإسلام، فترة الديمقراطية الثالثة والانتخابات التي قامت كل القوى السياسية قدمت طرحها.. حزب الأمة طرح شعار الصحوة، الاتحادي الديمقراطي طرح شعار الجمهورية الإسلامية، والجبهة الإسلامية طرحت شعار شرع الله، وهم الذين جاءوا للبرلمان، لكن وجود بعض العلمانيين في بعض الأحزاب الوطنية التي ترتكز على عمق إسلامي تسللوا إلى هذه الأحزاب فهم لا يريدون لأمر الدين أن ينتشر ويمضي، وجود العلمانية التي تسللت إلى هذه الأحزاب ذات التاريخ الإسلامي العريق أعاق وعقّد المسيرات وهذا ما دفع الإنقاذ لإنقاذ الموقف لأن هذا منكر، نحن لا ننكر أن السيد محمد عثمان الميرغني «الجد» تاريخه الإسلامي عريق وأسلم الكثير على يديه، والطريقة الختمية انتشرت إلى مناطق كثيرة وبعيدة ولا تزال، وكذلك الحركة المهدوية هي إسلامية ليست طائفية، لعل الإمام عبد الرحمن المهدي رحمه الله أدرك هذه المعاني العظيمة وكان يقول كل أنصاري هو حزب أمة وليس كل حزب أمة أنصاري، وبنفس القدر كل ختمي اتحاد ديمقراطي وليس كل اتحاد ديمقراطي هو ختمي وكذلك كل حركة إسلامية مؤتمر وليس كل مؤتمر حركة إسلامية.


    ----------

    :

    > أضاف النائب الأول لرئيس الجمهورية طائفتي الختمية وحزب الأمة إلى مجمع الفقه الإسلامي، فهل لهذه الخطوة بُعد سياسي في رأيك؟



    < مجمع الفقه لا يُبنى على حزبية بل علم وفقه، والذين لهم باع في الفقه الإسلامي، وليس هناك نوع من الجمود والتعصب، ولعل الآن العلماء كثر من أهل القبلة وعلماء السودان وبكل توجه سياسي يوجد علماء مثل الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة وكذلك المؤتمر الوطني، فحديث النائب واختياره ليس من باب السياسة بل العلم فقط، وباستطاعتهم قيادة الأمة الإسلامية إلى بر الأمان، والذي تم لم يُبنَ على معادلات سياسية ولا ترضيات بل الكفاءة العلمية والقناعات.


    > ما هي علاقة هذا المجمع بالسياسات العامة للدولة؟

    < دور مجمع الفقه الإسلامي كالقضاء في عملية الاستقلالية ولا يرتبط بالسلطات والموجودون الآن به أكفاء لا يحتاجون إلى وصية.
    > لكن تحديداً ما هو دوره في السودان؟
    < دوره قيادة النهضة العلمية والفكرية وتبصير الناس بدينهم ويحافظ على أمر الدين، وليس له الجانب السلطاني، والحاكم لا يستغني عن العالم.
    > هل بالمرجعية الإسلامية له الدور السلطاني؟
    < ليس له دور سلطاني، والدور السلطاني لإمام المسلمين أو الحاكم، فإمام المسلمين هو الذي يقود وله المرجعية وله حق الاستعانة بأهل العلم، وعندما كان في العهد الزاهر وكان خليفة المسلمين فقيهاً وهو أبو جعفر المنصور اتصل بالإمام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي وقال قولته المشهورة (لم يبقَ فقيه غيري وغيرك وإني شغلت بالحكم)، فألف للناس كتاباً في الفقه ووطئه توطئة اجتنب فيه شدائد ابن عمر ورخص ابن عباس وغرائب ابن مسعود، فألف الإمام مالك بن أنس الكتاب وسماه (الموطأ) وقبل أن يسلمه إليه جاء (بطست ماء) فوضع عليه الورق وقال (إن كان رياء سيطمس) لكنه لم يطمس فاطمأن أنه خالص فجمعه وذهب إليه وقرأه فأعجبه وقال يا مالك هذا تأليف محكم نلزم به الناس، قال يا أمير المسلمين لا تفعل لقد تفرق أصحاب رسول الله في الأمصار ولعلهم وقفوا على أمر لم أقف عليه فلا تحجر واسعاً، وفي رواية فلا تضيق واسعاً، أما في عهد النبي الكريم والصحابة فلم تكن هناك ازدواجية لكن الأمور والدول الآن تختلف عن الماضي، الدول القائمة الآن بحدود في الماضي لم تكن هناك حدود بين دولة وأخرى لأنه لم يكن هناك إجرام وحقد وانتقام واغتيالات وتدمير وتفجير لذلك تغير الأمر وكما قال سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه (تحدث للناس قضية كما أحدثوا من الفجور).
    مثلاً قسيمة الزواج الشرعية لم تكن موجودة في عهد الصحابة وجاءت في العهد الثامن عشر لفساد الذمم، حيث يمكن للمرأة أن تتزوج أكثر من زوج وضبط ذلك لهذا جاءت القسيمة، في الماضي لم يكن هنالك (جواز) للتنقل بين الدول، بهذا أردت أن أبين أن الحاكم هو مسلم وله القدرة والفكر الإسلامي لكن لا بد من وجود جهة مرجعية، فمجمع الفقه الإسلامي يمثل الآن الجهة المرجعية الفقهية الإسلامية في السودان.
    > هل هناك ارتباط بين المجلس التشريعي ومجمع الفقه؟
    < التشريع يرتبط بالمرجعية الفقهية، لكن توجد بعض التشريعات (مدنية).
    > وما هي مرجعية التشريعات المدنية؟
    < المرجعية لنا مجمع الفقه الإسلامي، مثلاً قضية ربوية إذا جاء قرض من القروض وبه شيء من الربا المجلس يرفعه إلى مجمع الفقه هل الحالة ضرورية؟ لأن الضرورات تبيح المحظورات... هذا لا يقرره المجلس الوطني بل المجمع، هذا لا يعني أن المجلس الوطني ليس به علماء وفقهاء بل به الكثير لكن يُرد الأمر إلى جهة الاختصاص وهي مجمع الفقه، فالمجلس الوطني جهاز تشريعي ورقابي للجهاز التنفيذي بمحاسبة الوزير، والمهام المعروفة للمجلس الوطني من سن قوانين وتشريعات.
    > لكن ذكرت أن المرجعية الأساسية لهذا العمل هو الإسلام؟
    < نعم، هو الإسلام لكن لا بد من التخصص، ولكل له ذكر وفي قوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). هناك علوم فرض عين وأخرى كفائية يوجد طبيب ومهندس وعالم جيلوجيا، مثلاً علم المواريث هو علم كفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
    > تحدث وزير العدل عن وجود «جوكية» ألا يفترض أن تكون للمجلس الوطني أحكام واضحة أم أن الجهة المنوط بها هي مجمع الفقه باعتباره جهة الاختصاص؟
    < إذا أثبت ذلك بالأدلة والبراهين فإن للمجلس الحق في اتخاذ التوجيه للجهاز التنفيذي بوضع الأمور في نصابها، نحن نتخذ مجمع الفقه مرجعية لنا في قضايا معينة، وذكرت ذلك سابقاً، لكن للتأكيد مثلاً أبرمت اتفاقية اقتصادية قد يكون فيها شبهة من الربا، في هذه الحالة يتحفظ عليها المجلس ويرسلها إلى جهة الاختصاص وهي تحسمها بما تراه، أما القضايا الأخرى مثل المخالفات و«الجوكية» تحوّل للمراجع العام، وهذا هو عمله وهو من يقدم تقريره، توجد كذلك جهة الثراء الحرام وتوجد كذلك الحسبة والمظالم لكن نحن في نهاية هذا المطاف إذا اختلفنا في أمر نرجع إلى ما جاء في الكتاب والسنة، لماذا؟؟ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).. لذلك إن اختلفنا في شيء نرده إلى مجمع الفقه الإسلامي باعتباره المرجعية الإسلامية في إطار العلم وليس الحكم. وليس بين المجلس والمجمع ازدواجية أو صراع في القرارات، هذا مجال تخصصي مرجعيته الفقه الإسلامي بكل أبوابه وعلى كل اختلافاته فالفقه الإسلامي يوجد به «76» مذهباً ومن حق مجمع الفقه أن يأتيك من خارج الأئمة الخمسة إذا رأى أن هناك مصلحة، فالسودان الآن والحمد لله به المذهب المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي والجعفري وأغلب أهل السودان يتبعون المذهب المالكي.
    > تتحدث الإنقاذ عن التجربة الإسلامية وهناك قوانين تتبع للمجلس الوطني وتشريعات تتبع لمجمع الفقه الإسلامي، فالمظهر العام للدولة لا يلبي تطلعات الإسلاميين؟
    < هذا غير صحيح، فأجهزة الدولة مترابطة يكمل بعضها بعضاً وليس بها تنافر أو ازدواجية وهي تسمى دولة بمعنى بها تخصص، في السابق كان بالدولة دواوين الآن نفس الشيء وتلتقي كل هذه التخصصات عند الدين والشريعة، فوجود أجهزة متعددة ركيزة لا يدل على التنافر إنما التخصص والإحكام.

    > قال رئيس الجمهورية إن الدستور القادم سيكون قائماً على الشريعة ولا توجد استثناءات ألا يدل هذا على أن الموجود الآن ليس بالصورة المثلى؟

    < حديث الأخ الرئيس به تأكيد، لأن الدولة إن لم تكن إسلامية وتتبع الشريعة في مناهجها لما حدث ما يحدث للسودان من حرب شعواء جاءت من العالم الغربي، بدليل حديث سلفا كير بعد احتلال هجليج قال نقول لأصدقائنا نحن لا نقاتل من أجل الجنوب بل من أجل ألا يتمدد الإسلام في إفريقيا، هذا يعني أنه يوجد إسلام ودين ويخافون منه، كل المقاطعات والحصار من العالم ضدنا من أجل الدين، نحن لا نقول إن الشريعة الموجودة الآن كاملة لكنها موجودة، نحن الآن محاصرون اقتصادياً ومن كل الجوانب، مثلاً السكة حديد بالسودان لم تتدهور إلا بسببهم لأن كل القطارات معطلة لمحاصرة الإسبيرات لمعالجة العطل، توجد وابورات أمريكية وألمانية ويابانية وإنجليزية كلها تعطلت لأن الحرب الاقتصادية موجودة ويخشون من هذه الدولة الإسلامية، لكن نقول لهم لن يوقفنا شيء، في السابق كانت نيفاشا أوجدت بشريك غير مسلم إلى حد ما كان موجود نوع من المجاملة ومظاهر لا تعجبنا وإلى الآن توجد مظاهر لا تعجبنا خاصة ما يبث بالقنوات الفضائية لكننا سنثبت ما يوجد الآن من دين ونذهب إلى الإمام لنقدم الأكثر التزاماً ببرنامجنا الذي اخترناه وطرحناه بمضي أمر الشريعة، وما يوجد الآن بعد نيفاشا ليس تعددية دينية إنما أقلية والإسلام يحترم الأقليات حتى في دولة المدينة كانت الأقليات محترمة.


    من هذا المنبر نقول لإخواننا الأقباط لهم دينهم كاملاً ولن يصيبهم منا أذى وليتمتعوا بكامل حقوقهم، ولا يوجد بالسودان صراع ديني قد يوجد صراع مذهبي أو طائفي، لكن الدولة الآن مستقرة تماماً وتنشد الوصول إلى مرحلة جيدة لحفظ الناس دينهم وسلوكهم وأخلاقهم ومجتمعهم وهذا لن يتم في يوم وليلة بل بتدرج، فالتشريع الإسلامي نفسه اكتمل خلال «23» عاماً، فالتدرج مطلوب لأنه إذا حاولنا التطبيق بشكل متعجل سيباد الناس، والإسلام لم يقل ذلك، والفقه ما ذكر أنه «إذا هناك منكر تريد أن تزيله فالدين من رب حكيم عالم بكل شيء، الإعلام السوداني الآن نقي، انظري إلى إعلامنا الرسمي والإعلام الخارجي تجدي الفارق كبيرًا، فالمذيعة بقنواتنا الرسمية مظهرها إسلامي، والشارع العام أيضاً تجد أن الحجاب ممتد ويكسو معظم بناتنا إلا ما ندر وهذا قليل وشاذ، مساجدنا الآن مكتظة بالمصلين هذا لم يكن موجودًا في السابق، في السابق كان يقول الناس الأزهر بلد الألف «مئذنة» الآن الخرطوم بها خمسة آلاف مئذنة مسجد، وفي السابق كانت «850» فقط، نلاحظ الفرق الكبير في هذا، كما أن الزكاة الموجودة الآن في السودان لا يوجد مثلها في كل العالم الإسلامي، مما دعا بعض الدول لتستفيد من تجاربنا في الزكاة، كل هذه أمثلة تبين أن الدولة الإسلامية، فالإسلام أمر بالمحبة والوئام والرحمة وهو قائم بذاته لأنه نظام رباني ليس به خلل، إذاً نحن الآن في السودان نحسب أننا دولة إسلامية متميزة لذلك نحارَب، (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ). نحارب حربًا شعواء من كل الدول العلمانية وعلى رأسها دول الغرب وأمريكا.

    > هل يمكن للرئيس أن يتنحى عن الحكم خاصة بعد التظاهرات التي اجتاحت بعض الولايات وكان الرئيس قد أشار إلى ذلك؟

    ـ التظاهرات كانت جزئية، ولعل الرئيس منتخب من الشعب السوداني فهو الرئيس الوحيد الذي يخاطب شعبه مباشرة، لا يخاطبهم من وراء جدار أو صالات عازلة، فهو شخصية محبوبة من شعبه بدليل عندما أصدرت المحكمة الجنائية حكمها الجائر تجاه رئيس الجمهورية خرج الشعب بأسره مستنكراً ذلك، وكذلك تداعى الشعب السوداني قاطبة في الانتخابات ووقف بجانبه وأحرز أكثر القوى المنتخبة فهو رئيس منتخب برضاء الشعب السوداني وبتفويض كامل منهم، إذاً فليس هناك مجال للتنحي لأنه مفوَّض من الشعب السوداني وهذه المظاهرات لا تعبِّر إلا عن وجهة نظر محددة لعدد محدود وقد يكون هذا في كل الدول في شأن الاحتجاج.

    > تردد أنه يريد التنحي عن رئاسة الحزب؟

    < الرئيس لم ينصِّب نفسه بل نصَّبته القواعد ولا يزال هو رئيس الحزب لأنه يمثل صمام الأمن والأمان لأهل السودان قاطبة.. فهذا أمر سابق لأوانه، لكن أشير إلى أن الحزب اتخذت خطوات جديدة وهي أن الإنسان في أي موقع سياسي لا يشغل أكثر من دورتين، وفيما يختص بالشورى فهي قائمة وسيبقى النظام، وهذا ما أكدته الانتخابات الأخيرة.


    > لماذا يقول المسؤولون إن السودان مستهدَف من أجل الشريعة الإسلامية فقط؟


    < هذا النظام ما جاء إلا من أجل تثبيت الشريعة الإسلامية في السودان، لأنه جاء عقب نظام كان يستهدف أركان الشريعة الإسلامية التي بادر بها الرئيس نميري في عهد نظام مايو، الشريعة في الواقع بعض الناس يحسبونها تقتصر على جرائم الحدود، صحيح أن الحدود من الشريعة لكن الشريعة هي كاملة لكل حياة الناس.

    > ولكن في الأصل هل هناك شريعة إسلامية مطبقة؟

    < نعم، نطبقها بدءًا من الطهارة مروراً بالفرائض وأركانها الصلاة والصوم والزكاة والحج، ونطبقها في المعاملات الأخرى من بيع وشراء، ونقول في هذا الشأن إن نظام الأسرة الذي يعمل فيه بنظام الشريعة الإسلامية مثل الزواج والطلاق وغيره، فهي أساساً موجودة في السودان لكن في السابق لم تكن موجودة بالشكل الحالي لذلك كان يراها البعض أن التطبيق غير واضح لارتباطها بالحدود في إطار الجلد وغيره وهذا قائم الآن وهي تطبيق إذا ما ثبت ذلك سواء كان في سرقة من نصاب معلوم، ونحسب كذلك أن أمر التطبيق يحتاج إلى فهم عميق، لكن البعض يتحدث عن وجود مظاهر غير إسلامية، هذه حقيقة نسلم بها لكنها سالبة، الآن لا نجد من يروج إلى شرب الخمر في السودان ولا نجد لها مصانع أو أماكن تباع فيها كما كان سابقاً وكذلك نقول إن الشريعة موجودة في قنواتنا الفضائية الرسمية كما ذكرت سابقاً والحمد لله إن الزي الإسلامي الشرعي أصبح سمة من سمات أهل السودان فهذا هو الإسلام والشرع الذي أمر به الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)، فالحوار الدائر في إطار الحجاب أم النقاب، أحسب الآن أن الشريعة مطبقة في السودان بدليل التكالب العلماني الذي يكمن في الدول العلمانية والأوربية والغربية.

    الانتباهة
                  

08-15-2012, 05:40 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    يحتدم الخلاف الان بين المجموعتين المتنافستين فى الحكم اذ اصدر البشير قرارا ضد قرار اصدره المتعافى وغضب المتعافى وجلس فى منزله ولم يستقل ويقول مناصروه بان قرار الرئيس سوف يعاد النظر فيه وقال احدهم متحديا ان قرار الرئيس كلام ساكت كما نشرت ذلك صحيفة الوطن وتجده بالاسفل .. هل يستقيل المتعافى ام يصبح كلام الرئيس كلام ساكت كما يقول هؤلاء سوف نرى ..ويبقى السؤال لمن متى تنتهى حكاية ازدواجية السلطة فى نظام الانقاذ الذى يجعل من وزير يكسر قرارات رئيس الدولة ويغضب ويجلس فى منزله احتجاجا من اين يستمد هذه القوة التى تعطيه كل هذا ...؟


    -------------------

    ضُلّ النِّيمة:

    شكراً كثيراً سيدي الرئيس
    المعاشي خضر جبريل موسى: كل سنة وإنت طيب
    يوسف سيد أحمد خليفة
    .
    Mob: 0912304554

    القرار الذي أصدره السيد رئيس الجمهورية عمر البشير القاضي بإلغاء قرار عبدالحليم المتعافي وزير الزراعة بتكليف المعاشي خضر جبريل موسى مديراً لوقاية النباتات مرة أخرى بعد صدور قرار من رئيس الجمهورية بإعفاء عدد من الخبراء والمتعاقدين،ومن ضمن هؤلاء عدد من منسوبي وزارة الزراعة على رأسهم السيد خضر جبريل موسى، وعبدالحليم الحسن،

    وآخرون. هذا القرار لا يعتبر نصراً «للوطن» الصحيفة فقط، ولكنه يعتبر نصراً للإعلام الحر، نصراً للقانون، وفيه درس بليغ للذين ظنوا أنهم ملكوا الدنيا، واعتقدوا أن القانون لا يطالهم، لأنهم يعيشون في أبراج عاجية.. ولكن هيهات، ها هم يتساقطون كأوراق الشجر فقط عن طريق الصحافة الحرة النزيهة الحادبة على مصلحة الوطن والمواطن.


    قرار الرئيس نزل برداً وسلاماً على كل موظفي وزارة الزراعة، الذين أوهمهم السيد خضر جبريل بأنه لن يذهب، وليس هناك قوة في الأرض تستطيع إزاحته من منصبه هذا. وإلى تاريخ كتابة هذا المقال لا يزال السيد خضر جبريل «يتلفظ» بأن هذا القرار «كلام ساكت».. وهنا نقول له: عمرها لن تكون قرارات الرئيس «كلام ساكت»، وسوف ترحل، وسوف يأتي بعدك مدير، ويقضي مدته ويرحل، وهذه هي سنة الحياة التي ترفضها أنت وأمثالك.
    نحن - حاشا لله - لا نتشفى ولا نغتر بمثل هذه القرارات، ولكن تكمن سعادتنا في انتصارنا للمواطن البسيط الذي نصره الرئيس .

    أنا أدعو الذين تضرروا من خضر جبريل أن يسامحوه لوجه الله، خصوصاً ونحن «قبايل عيد»، وفي شهر عظيم، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الذي يدعونا إلى الصفح والتسامح، فلقد أصبح الرجل «ضعيف أمر»، ليس في يديه من سلطات ليلاحق بها الموظفين ويطردهم من منازلهم الحكومية، إلى آخر «العمايل» التي كان يعشقها السيد خضر جبريل الذي نتمنى له حياة معاشية هادئة وصحة وعافية. ونختم بمباركة العيد، ونقول له:(تعود الأيام، وكل سنة وإنت طيب).


    ----------------
    لماذا يتدخل الرئيس كل مرة؟؟

    الصادق الرزيقى


    التفاصيل نشر بتاريخ الأربعاء, 15 آب/أغسطس 2012 13:00


    خلال الأربعة أشهر الأخيرة وحتى أول أمس، تدخل السيد رئيس الجمهورية بشكل مباشر وحاسم، وألغى قرارات وزارية لعدد من الوزراء الاتحاديين وأبطل مفعولها، وتدخَّل النائب الأول للرئيس وألغى قراراً لوزارة الموارد المائية والكهرباء، وهي في مجملها وبكل ملابساتها وحيثياتها، تستحق التوقف عندها، لتوالي حدوثها وتواتر وقوعها الأمر الذي يضر بصورة الدولة ويطعن «مأسَسَة» قراراتها، ومخالفة ما يتّخذه بعض الوزراء من قرارات لنظم العمل والقانون..
    ففي وزارة الإعلام قبل أربعة أشهر وعلى خلفية إيقاف مدير عام وكالة سونا للأنباء وتفاعلات هذه القضية، تدخل الرئيس مباشرة وأبطل قرار الوزير عبد الله علي مسار وأرجع عوض جادين لعمله، فتقدَّم مسار باستقالته ولحقت به وزيرة الدولة سناء حمد بالإقالة...


    وفي وزارة التجارة مع حلول الشهر الفضيل اتّخذ وزير التجارة الخارجية عثمان عمر الشريف قراراً أتبعه بإجراءات فورية منه، بالسماح لمستوردي السيارات المستعمَلة بمزاولة عملهم الذي كان قد توقف بموجب قرار من مجلس الوزراء بإيقاف استيراد العربات المستعمَلة وهو القرار الصادر في 16/9/2010م، وقبل أن يجفّ حبر قرار الوزير، وفي ذات الليلة صدر عن مكتب الرئيس قرار من سطرين تم فيه التأكيد على سريان القرار الذي بموجبه تم حظر استيراد السيارات المستعمَلة، وصمت وزير التجارة عثمان عمر الشريف ولم ينبس ببنت شفة..


    وظنَّ الدكتور عبد الحليم المتعافي أنه من أبناء «المصارين البيض» في سلطة الإنقاذ، فلم يلوِ التفاتاً لأعرق لوائح وقوانين الخدمة المدنية، ولا للسياسات التقشفية التي أعلنتها الحكومة مؤخراً وأنهت فيها خدمة الخبراء الوطنيين وطالت حتى مستشاري الرئيس، وصدر عن مجلس الوزراء قرار بنهاية الخدمة المعاشية للمدير العام لمصلحة وقاية النباتات التابعة لوزارة الزراعة، وهو إجراء طبيعي وقانوني لا معقِّب عليه ولا استثناء فيه، فعمد المتعافي وزير الزراعة إلى إدارة قراره كوزير وأبقى على مدير وقاية النباتات خضر جبريل موسى، الذي بلغ السن المعاشية وينبغي إفساح المجال لغيره كما هو متَّبع ومعروف.. وتدخّل الرئيس أيضاً وألغى قرار المتعافي الذي يقال إنه اعتزل الناس ولاذ بمنزله بعد إلغاء قراره وفي النفس شيء من حتى أو غضب!


    وتزامن وترافق مع إلغاء قرار المتعافي، قرار آخر، صنو ومشابه له، فقد حاول وزير التجارة إعادة تكليف السيد عبد الرحيم أحمد خليل للاستمرار في عمله بالأمانة العامة بعد انتهاء فترة عمله استناداً لقرار من مجلس الوزراء بنهاية خدمته، وألغى قرار الوزير مباشرة، وهو القرار الثاني له يُلغى بهذه الكيفية في فترة لم تتجاوز الشهر تقريباً..
    وأُلغي كذلك بواسطة لجنة وزارية رَأَسَها السيد النائب الأول في الأسبوع الأول من شهر رمضان الفضيل، قرار زيادة سعر الكهرباء الذي فاجأت به المواطنين، وثار البرلمان والرأي العام لعدم وجود مبرِّر ومسوِّغ لهذه الزيادات ولم تتبع الوزارة الجوانب الإجرائية المتوافقة مع الدستور والقانون والتقدير السياسي السليم..


    وقبل الدخول في حديث عن ضرورة ما ينبغي أن يفعله هؤلاء الوزراء بعد إلغاء قراراتهم، هل بالاستقالة من مناصبهم كما فعل مسار؟ أم تقبُّل الأمر والاستمرار في العمل؟ لا بد هنا من القول إن ما حدث خلال هذه الأربعة شهور دليل واضح على التخبُّط وعدم وجود احترام لمؤسسة الدولة واحترام القانون واللوائح التي تنظم عمل الوزارات وتحدِّد صلاحيات واختصاصات الوزراء وعدم تجاوزهم لحدودهم، وهذا خلل مريع في الأداء التنفيذي ينبغي محاسبة الوزراء على تجاوزاتهم هذه وليس مجرد إلغاء قراراتهم..
    ثم إن هؤلاء الوزراء ما كان يضيرهم لو جاءوا وتشاوروا مع الرئيس ووضعوه في صورة ما يريدون فعله اتّقاء لمثل هذا الحرج البالغ أو طلبوا فتوى من مجلس الوزراء لمعالجة التكييف القانوني لقراراتهم...
    الإحساس يتعاظم بأن البون شاسع بين سيادة حكم القانون وهذه الفوضى التي تمارَس وقرارات الوزراء العشوائية التي لا تستند إلى شيء سوى المزاج والاستمزاج الشخصي ...
                  

08-15-2012, 09:33 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)





    مجاهدو الحركة الاسلامية يجتمعون بنهر النيل
    بتاريخ 24-9-1433 هـ
    الموضوع: أخبار الأوليوم

    وشباب الوطنى والشعبى يدعون للوحدة والاصلاح
    الخرطوم : عطبرة : احمد سرالختم


    واصل مجاهدو الحركة الاسلامية (الشعبي والوطني) سائحون اجتماعاتهم وفعالياتهم التي انطلقت في الخرطوم وانتقلت الى الولايات حيث شملت امس الاول مدينة عطبرة بولاية نهرالنيل حيث انتظم السائحون في حوار شفاف اتسم بالوضوح والشجاعة في ابداء الرأي وتشخيص الازمة ووضع وصفة العلاج اللازم ولقد اوصى لقاء عطبرة بـ(12) بندا رأى المشاركون اهميتها وتعاهدوا على المضي في هذا النهج واكد احد قيادات الاسلاميين من الشباب لاخبار اليوم استمرار اللقاءات والاجتماعات واصفا لقاء عطبرة بالناجح وفيما يلي تنشر اخبار اليوم توصيات لقاء نهر النيل : -

    1. يؤكد المجاهدون الحاضرون لقاء السائحين بولاية نهر النيل دعمهم وتأييدهم ومباركتهم لمبادرة السائحين الداعية الى الاصلاح والوحدة .


    2. لما بذل فيها من جهد وما تعرضت له من النقاش المستفيض على مدى زماني ومكاني تكون مبادرة ولاية نهر النيل من صميم مبادرة السائحين .


    3. الدعوة لتوحيد صفوف الحركة الاسلامية على برنامج يحقق متطلبات ومقتضيات الدعوة الاسلامية ويصون عقائد الناس واماناتهم ويعطي لكل ذي حق حقه .


    4. التأكيد على كفالة الحريات وتحقيق طموحات الشعب السوداني ومطالبه للرفاهية والتنمية وصيانة عزته وكرامته .


    5. دعوة جميع المجاهدين وقواعد الحركة الاسلامية للانتماء لمبادرة السائحين ودعمهم لها كل بما يستطيع .


    6. اتاحة حرية النشاط السياسي لكافة الافراد والتنظيمات بطريقة منظمة ولكن دون ما يعوق النشاط من اجراءات شرطية وامنية .


    7. التأكيد على أن المجاهدين هم حماة الحركة الاسلامية وأنهم من هذا الموقع يقفون ضد كل ممارسة تؤدي الى الاساءة للحركة الاسلامية أو تهدد استمراريتها .


    8. تغيير اسم المبادرة الى مبادرة الوحدة والاصلاح .


    9. اعادة ترتيب وتنظيم الحركة الاسلامية من القاعدة الى القمة على أساس الوحدة والاصلاح .


    10. اعتبار المبادرة اساساً للانطلاق بمشروع قومي للنهضة نتجرد فيه من النظرة الاقصائية للاخرين ونستمد معالمه من الكتاب والسنة ويواجه كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي تقعد الوطن عن النهوض
    تعنى المبادرة باصلاح الحكم ومواجهة المشاكل في الاقتصاد والامن وشئون البلاد الخارجية ومواقفها التفاوضية والفساد بكافة اشكاله .


    12. تعمل المبادرة على الاهتمام بالبرامج التربوية الفردية والجماعية لاعضاء الحركة الاسلامية واعلاء قيم الاخاء والتوادد بينهم
                  

08-16-2012, 04:27 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الطيب مصطفى...ما قالوا عليك حنيّن(1)


    في ما أري

    عادل الباز:



    لان الدنيا قبايل عيد..... قررت ان اكون خفيفا على صديقى الطيب مصطفى، بل هو استاذى ولذا وجب على ان ابعث له التهانئ والدعوات الصالحات بالعيد السعيد متمنيا له ولكل اركان المنبر من لدن الاستاذ سعد احمد سعد الى صديقى الرزيقى والوافد الجديد صديقنا الكرنكى . اتمنى ان يعيده الله على بلادنا وهى خالية من كل الحروب فتنتهي رسالة المنبر( ونشوفكم بتعلموا شنو تانى).


    (التهريـــج الانبطاحــي وبلايل والباز وكمـال عبيد )هذا العنوان لمقال نشر الثلاثاء الماضى لحبيبنا الطيب مصطفى وقبل ان انظر لمحتوياته ارجو ان اسأل عن موضوع الانبطاح هذا، فلقد احترت والله اذ لاتخلو مقالة من مقالاته من هذه المفردة وهنالك مفردات كثيرة فى اللغة العربية تؤدى المعنى ولا اعتقد ان لغة الاستاذ الطيب مواعينها ضيقة بهذا القدر فلماذا الاصرارعلى هذه المفردة بالذات وماقصتها؟.منذ صدور الانتباهة الى الان البلد ماشاء الله اصبحت كلها من المنبطحين من النائب الاول الى د. نافع على نافع وكل المفاوضين النيفاشيين وغيرهم من بنى علمان. بالطبع كل المعارضة منبطحة بمن فيها السيد محمد عثمان والامام ذات نفسه وبالضرورة السيد فاروق ابوعيسى!!. اما الصحفيون المنبطحون فقائمتهم تطول يوميا تصدرها سابقا صديقنا عثمان ميرغنى وتشرفت بالمرتبة الثانية الا ان ما اغضبنى اخيرا هو اصرار الاستاذ الطيب ان يضيف لقائمة المنبطحين كل من هب ودب من امثال ضياء الدين بلال وعبد الباقى الظافر ومحمد عبد القادر والنور احمد النور حتى يوسف عبد المنان والطاهر ساتى بطحهم اخيرا معنا... معقول!!على العموم لم يتبق من المشتغلين بالاعلام قائم الا استاذ الطيب نفسه وكتاب الانتباهة حزمة واحدة.ومن المشتغلين بالسياسة من لم ينبطح بعد هو د.كمال عبيد (ياكمال لاتفرح بعد لقائك قريبا بعرمان ستلحق بالقائمة هذا اذا لم تصبح منبطحا ورويبضة عديييل).


    قال حبيبنا الطيب فى مفتتح مقاله (من منتجعه في أرض الكنانة يكتب عادل الباز يومياً مهاجماً من لا يرَون رأيَه ومتهماً ومجهِّلاً ومحقِّراً وواصفاً إياهم بالمهرِّجين ومطالباً بإعادة الحياة إلى اتفاق نافع عقار وبالجلوس مع عرمان والاتفاق معه بأي ثمن!!أقول لصديقي الباز الذي رغم اندعارته فإني لا أحمل كلامه على محمل الجد ولا أغضب مما يكتب فهو رجل حنين وبكّاي لم يُخلق للخوض في غمار السياسة ومنعرجاتها ودمائها ودموعها رغم أنه كثيراً ما يحشر أنفه فيها متطفلاً .)


    سأعزف على ثلاثة مقاطع فى هذه الفقرة. الاول ياترى من قال للطيب مصطفى اننى فى ارض الكنانة؟...بالطبع لايمكننى ان اتهم الطيب بالكذب انما المعلومة خاطئة فالدنيا رمضان ولكن هب اننى اكتب من شرم الشيخ ومن على البلاجات(هو ناسكم ناس مرسى ديل خلو فيها بلاجات... اللهم انى صائم) او اكتب من جزر الملايو...ماذا يعنى ذلك؟ اولم يكن قبل شهرين الاستاذ الطيب مصطفى يقدل فى شارع جامعة الدول العربية مستمتعا بأجواء القاهرة؟ اولم يكتب صديقى الرزيقى اجمل مقالاته التى طرزها بخيال ولغة رفيعة من مقاهى باريس و موسكو؟.ياسيد حين نغادر اوطاننا لايغادرنا الوطن.



    المقطع الثانى فى العزف...اما اننى (احقر) المختلفين معى فمعاذ الله ان افعل انا احترم الجميع ولا اسعى لتحقير احد وان فهم احد مما كتبت ذلك فإننى اعتذر واسحب اى كلمة تدل على تحقير شخص ما، ناهيك عن من اكن لهم كامل الاحترام.اما اننى اتهم واجهل واصفهم بالمهرجين فإنى وايم الله افعل!!. احاول بقدر المستطاع كتابة معلومات لايستسيغها اهل المنبر الذين غالبا ما يتمسكون بأناشيدهم الوطنية حول السودان الجديد وغيره من تلك الالحان التى ظلوا يعزفونها لسنوات.اما التهريج فإننى لم اجد فى قاموسى الضيق كلمة اخف وطأة اصف بها دعاة الحرب غيرها فالمهرج هو من لايتدبر عواقب افعاله واقواله.كم من الكوارث حاقت ببلادنا جراء التهريج السياسى( عدم التدبر).



    المقطع الثالث...قال صديقنا الطيب اننى طالبت ( بإعادة الحياة إلى اتفاق نافع عقار وبالجلوس مع عرمان والاتفاق معه بأي ثمن).هسع ده اقول عليهو شنو؟ اولا انا لم اطالب بإعادة الحياة بل اعاد اليه الحياة مجلس الامن بالقرار 2046 وحكومتكم قبلت به.. اها انا ذنبى شنو؟. طالبت بالتفاوض حوله وهذا ما ترفضه انت ولكن قل لى هسع صاحبك كمال عبيد ماشى علشان يعمل شنو ( يعرض فى البانا بيت) مش ماشى يفاوض عرمان وعقار؟.غايتو جنس غايتو!!. ثم قال انى طالبت ( بالاتفاق مع عرمان باى ثمن). انتو ياجماعة المنبر ... القيامة دى كان شايفنها بعيدة خلوها... ربنا ورمضان نسيتو؟.لم اطالب اصلا بالاتفاق مع عرمان باى ثمن؟.وهل انا مجنون....اتحدى استاذ الطيب ان يثبت اننى قلت مثل هذا الهراء فليس من عاقل من يدعو للاتفاق مع عرمان او مع غيره باى ثمن.لست مجنونا...هسع اقول شنو؟....... غفر الله له!!
    نواصل
                  

08-16-2012, 09:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    حتى أنت يا الكرنكي …؟؟

    August 16, 2012

    اليكم ……..

    الطاهر ساتي ……

    حتى أنت يا الكرنكي …؟؟ ……..

    ** الأخ عبد المحمود نور الدائم الكرنكي، بالإنتباهة، من الذين يمزجون الثقافة بالأدب والسياسة، عبر زاويته العميقة ( عصف ذهني)، بحيث يقدم للقارئ (سياسة مثقفة ومؤدبة)..استمتع بما يكتبه هذا العزيز، ما لم يتقمص – بين الحين والآخر- روح الإنتباهة ومنبرها المسمى – مجازاً – بالسلام العادل، ربما لمجاراة السياسة التحريرية للصحيفة، بحيث لايكون صوتاً نشازاً.. فالكرنكي الذي أعرفه ليس بعنصري ولامتطرف، ولكن للكتابة تحت رأية منبر السلام العادل – بالتأكيد – أحكام و(إلتزامات)..علما بأن التعريف المختصر للسلام العادل – حسب منطق وطرح سادة هذا المنبر الغريب، هو نفي كل من يختلف معهم – ديناً وعرقاً وثقافة ورأئياً – عن أرض بلده، لو إستطاعوا الى ذلك سبيلاً..أي هم الكمال والآخر إما ملحد أوعميل وخائن.. وبهم من الذكاء ما يستدر عطف البسطاء ومشاعرهم، وذلك بتلبيس عنصريتهم ثوب الوطنية أحياناً و ثوب الدين دائماً.. ويتناسون قصة تلك اليهودية التي ظلت تقضي حاجتها – يومياً – أمام باب خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، وغابت ذات يوم وتفقدها الحبيب عليه الصلاة والسلام، فأسلمت..هكذا الدين، ومختصر تعريفه (المعاملة).. نعم الدين المعاملة وليس السب واللعن والشتم وتوزيع بطاقات التكفير والعمالة والخيانة بلا رشد أو تدبر.. ما الذي يُعجب الأخ الكرنكي في منبر بمثابة فتنة تمشي بساقين على أرض بلادنا، بحيث يجاري تلك الفتنة ويكتب بالنص : ياسر عرمان لايمثل مواطني جنوب كردفان والنيل الأزرق ..؟؟

    ** روح ذاك النص تتناسب مع قلم الأخ سعد أحمد سعد، على سبيل المثال، ولكن لاتتناسب مع قلم مثقف في قامة الأخ الكرنكي .. فلنبتعد عن السياسة وتضاريسها الفكرية والحزبية، ونسأل الأخ الكرنكي : مالذي يمنع ياسر عرمان أو سيد أحمد توفيق – لو إسما على مسمى – بأن يكون ممثلاً لمواطني أية رقعة جغرافية بالبلاد، طالما التمثيل وعدم التمثيل صار بالمناطق، حسب فهم ومنطق السلطتين (الحاكمة والرابعة)..؟.. بمعنى، ما هي المعايير التي تجعل خميس كوكو – مثلاً – ممثلاً لجنوب كردفان في أي عمل عام ، ولاتجعل وليد حامد ممثلاً لذات المنطقة ؟..لاتوجد أية معايير منطقية غير معايير منبر السلام العادل (الجهوية والعنصرية)، وهذا ما لم ينتبه إليه الأخ الكرنكي حين طرح ذاك الطرح الغارق في بحور الأعراق والعناصر، لا الأفكار والبرامج..لم يعترض أحدهم على أن يكون مالك عقار ممثلاً للنيل الأزرق، بل مثل هذا النوع من التمثيل الجهوي والعنصري يصادف أهواء أنفسهم ويخدم أجندة منبرهم، ولذلك يريدون بأن يكون ممثل جنوب كردفان (نوباوياً)، وليس ياسر عرمان أو وليد حامد.. يالبؤس التفكير، أو فلنقل : يا لخبث الأجندة التي يساق الى تنفيذها – مكرها – ماتبقى من هذا الوطن..أمثال ياسر هم جسور الوحدة الوطنية في السودانية، وليس الذين يتباهون بغباء ( أنا الفتى القريشي العباسي )..!!



    ** فليسأل الأخ كرنكي ذاته – بهدوء و في لحظة صفاء – لماذا لم تعترض قوات الجيش الشعبي بجنوب كردفان والنيل الأزرق على أن يمثلها ياسر عرمان رئيساً لوفد التفاوض ؟.. والإجابة بكل بساطة هي أن تلك القوات لم تضع بينها وبين ياسر عرمان موبقات التمييز العرقي و الجهوي، بل وضعت السودان (هماً قومياُ).. وعدم التمييز هذا محمدة غاب عن الكرنكي وعن سادة منبر السلام العادل حين ينظرون الى قضايا البلاد – في تلكما المنطقتين وغيرها – ك (جزر عرقية وجهوية معزولة)، بحيث يجب أن يكون ممثل كل جزيرة ( عمدتها أو ناظرها)، أوكمايشتهون .. والمهندس عبد الله مسار، وزير الإعلام الأسبق، لم يكن مخطئياً حين قال إبان أزمة هجليج على الملأ عبر فضائية الجزيرة : ( بعد إسترداد هجليج الحكومة لازم تقعد مع المسيرية، لأنهم مظلومين ونصيبهم فى السلطة ضعيف)، هكذا خاطب العالم، ولم يكن مخطئاً، فالرجل تحدث بلسان حال الواقع السوداني الذي يستلهم أفكاره وبرامجه ومشاريعه من أجندة منبر السلام العادل وكتابه الذين يفضحون تلك الأجندة بنصوص كريهة من شاكلة ( ياسر ما بيمثل النوبة)..نعم، ياسر لايمثل النوبة ولم يدعي ذلك، ولكنه يطرح برنامجاً يمثل كل أهل السودان، بمن فيهم النوبة.. برنامج (الديمقراطية والحرية والعدالة)، ولهذا تكرهون ياسر، وليس لأي شئ آخر ..ثم سؤال محرج : إن لم يكن ياسر يمثل النوبة، وإن كان يمثلهم دانيال كودي وتابيتا بطرس، فلماذا نصف مساحة جنوب كردفان خارج سيطرة حكومة أحمد هارون ؟.. لقد مضت جاهلية الرهان على الحسب والنسب في التمثيل، وحل زمان الرهان على الفكر والبرنامج، ولكنهم البلهاء لايعلمون ..!!

    ** لو تحلت أقلامهم بالوعي لقالت – فقط في سبيل ماتبقى من الوطن – عرمان يمثل النوبة ومسار يمثل الدناقلة ودوسة يمثل الشوايقة ونافع يمثل الزغاوة، وهكذا..أي كل عامل في سوح العمل العام يمثل قضيته والموالين لتلك القضية، بغض النظر عن عدالة القضية أو جغرافيتها.. فليشتمنا أحدكم كما يشاء ولانبالي، وكذلك فليسبنا ويتهمنا بما ليس فينا، ولن نبالي، فقط – رحمة بهذا الوطن – إنسبوا المسؤول – حاكماً كان أو معارضاً أو متمرداً – لوطنه، وليس لقبيلته أو ثقافته أو جهته.. نعم، سارعوا الى الإنتماء لهذا الوطن الشاسع وحضنه الرحب، قبل أن ينداح الإنحدار ويتفشى، بحيث ننتقد الأخ الكرنكي حين يكتب عن قضية المناصير بلسان حال قائل ( إنت مالك ومال المناصير؟، خليك في جزيرتك)، أوهكذا منطقه حين يستنكر رئاسة ياسر عرمان لوفد الحركة الشعبية..وهكذا- بالضبط – منطق أقلام الإنتباهة حين تناقش ( قضية السودان بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور)..!!

    الطاهر ساتي
                  

08-16-2012, 10:05 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    يوسف عبد المنان من كتاب المؤتمر الوطنى ومهتم بغرب السودان اتجه فى نقده للانتباهة والخال الرئاسى اتجاها عنصريا كما يقول عن هذه الصحيفة وكتابها وخص منهم اسحق احمد فضل الله المعصوم من السؤال عن ما يقول ويكتب ..
    اقرا مقال عبد المنان وهو يدافع عن على محمود وزير المالية والاتهام المبطن بالعنصرية للانتباهة واصحابها ...لتعرف الاتجاه الذى يسير نحوه هذا الحزب .





    متى يستريح إسحق؟!

    8يوسف عبد المنان




    { الاتهامات الغليظة التي يرمي بها المهندس إسحق أحمد فضل الله في وجه وزير المالية علي محمود منذ قدومه للوزارة المهمة يومياً وعلى صفحات منبر السلام العادل تثير الرثاء على المؤتمر الوطني ومنهجه وكيله بمكاييل متعددة أكثر من التعجب والدهشة فقد انقضى عهد الدهشة بلا رجعة وباتت الغرائب والعجائب واللا معقول (سيداً) للواقع.


    { لا ينتهج المهندس إسحق فضل الله منهجاً نقدياً لسياسات وزارة المال ولا يقدم رؤيا بديلة للسياسات الاقتصادية للدولة ولكنه (ينتقي) من مجلس الوزراء فقط (علي محمود) وينهال عليه اتهامات غليظة تبلغ أحياناً الخيانة والتآمر على السودان والنظام والتشكيك في انتماء الوزير للحزب الحاكم والإيحاء بأن جهات عالمية تتسق مؤامراتها مع سياسات الوزير وأن كل أجهزة الدولة من مخابرات وأمن شعبي واستخبارات ومباحث (غافلة) عن ما يجري في مبنى وزارة المالية إلا السيد إسحق فضل الله يعلم ما خفي عن هؤلاء ويعلم النوايا وما يخفي صدر رجل واحد في الدولة اسمه (علي محمود عبد الرسول) ..


    { اختار إعلام المؤتمر الوطني الصمت حتى أضحى الصمت تواطؤاً مع المجني عليه وشنقاً لجثة المقتول وتبرئة لخنجر القاتل وصحف الوطني وكتابه يقرأون الاتهامات الغليظة التي تصوب لوزير المالية وهم يقهقهون وتعجبهم شجاعة إسحق فضل الله في مواجهة علي محمود فقط وهي شجاعة تموت عند أبواب وزارة عوض الجاز وتتلاشى بالقرب من حاكورة المتعافي وتذوب رقة وعذوبة في أطراف ممالك وزراء آخرين من الذين إذا وجهت إليهم اتهامات كالتي تثار في وجه (محمود) لنهضت نيابة أمن الدولة بدورها وأغلقت الصحيفة ورمت بالكاتب في غياهب الجب سجيناً حتى يرضى الوزير ولكن ما لكم كيف تحكمون؟! لبعض الوزراء نفوذ ولآخرين الصفع على الخدين والسكوت والرضاء بالمقسوم ومنبر السلام غير (العادل) في أحكامه يغمض (عينيه) عن كوارث المتعافي وأخطاء الصناعة ولكنه يجرد حملة شعواء في مواجهة الوزير من خال الرئيس وإسحق فضل الله لأسباب لا علاقة لها بحسن الأداء أو الحرص على اقتصاد البلاد الذي لا يقرر على محمود لوحده رفع الدعم أو خفض قيمة الجنيه السوداني.. لكن منبر السلام له مواقف مسبقة وأحكام على كل من لا يروق له منظره وانتماؤه الجغرافي.


    { لو سرق علي محمود جنيهاً واحداً من خزانة المالية لحق لإسحاق المطالبة بمحاكمته ولو دفع الوزير لعشيرته من المال العام لنصبت له المشانق في ميدان أبو جنزير ولما شيئاً من ذلك لم يحدث انهالت الاتهامات الغليظة بالتآمر على البلاد والنظام وهدم الكوخ من الداخل، لكن الرئيس يعلم أكثر من غيره أسباب الحملة الشعواء على وزير ماليته ويعلم قطع الأرزاق الذي مارسه الوزير لجهات وشركات وبيوتات تجارية وأصحاب المصالح الخاصة.. وتآزرت جماعات المصالح مع العنصريين والمنبريين لإزاحة محمود ولو بخسائر فادحة في المصداقية والمهنية.
                  

08-17-2012, 06:59 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    بيان صحفي من المؤتمر الشعبي حول اللقاء مع حزب الحرية والعدالة المصري
    الجمعة, 17 آب/أغسطس 2012 09:54

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بيان صحفى

    إلتقى وفد من المؤتمر الشعبى يضم د.على الحاج محمد و الأستاذ المحبوب عبد السلام بالسيد وليد حداد نائب أمين العلاقات الخارجية بحزب الحرية و العدالة ظهر اليوم الخميس 16 أغسطس 2012 بمقر الحزب بالقاهرة .

    قد نقل د. على الحاج الى قيادة الحزب تحايا و تهنئة قيادة المؤتمر الشعبى لقيادة حزب الحرية و العدالة بفوز د. محمد مرسى برئاسة الجمهورية فى إنتخابات حرة وفق لشورى الشعب و خياره, بوصفه اللقاء الأول بين قيادة الحزبيين منذ العام الماضى. كما تداول اللقاء حول ضرورة الإعتبار والعظة بتجربة السودان إذ أخذت السلطة بالقوة وإنتهت الى الإنقسام والفشل,

    مع تأكيد من جانب المؤتمر الشعبى على الواجب الذى يقوم أمام من فاز بالسلطة ببسطها و إستيعاب وجهات النظر كافة لاسيما وأن التجربة المصرية تمثل أملا تتطلع إليه الشعوب العربية والاسلامية وفى سائر العالم , لتكون قدوة فى الحرية و الديمقراطية. كما تطرق اللقاء للعلاقات بين الحزبين و ما وراءها نحو العلاقة بين مصر و السودان,


    ثم العلاقة مع إفريقيا إذ يرجى لها نهضة جديدة بعد سنوات طويلة من الجمود, و العلاقة مع دولة جنوب السودان الجديدة . كما إستفسر مسؤو ل حزب العدالة عن مسار الأمور فى السودان و الدور المصرى فى المستقبل.
                  

08-17-2012, 08:33 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    لكى لا ننسى


    انقر على المثلث
    نقرة منك ونقرة من





                  

08-22-2012, 03:44 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الكارورى لاخبار اليوم

    مبادرة دول الربيع العربى للمصالحة بين المؤتمر الوطنى والشعبى لن تنجح إذا كانت وساطات بين الطرفين
    يمكن أن يلتقي الرئيس عمر البشير والدكتور الترابي وفق مشروع وبرامج تنسي مرارات المواقف
    الدولة بصدد تكوين لجنة قومية لكتابة الدستور الإسلامي وهنالك إجماع على الشريعة
    حوار/عبدالرازق الحارث


    أعلن مولانا عبدالجليل النذير الكاروري إمام وخطيب مسجد الشهيد وعضو المكتب القيادي للحزب الحاكم أن الدولة بصدد تكوين لجنة قومية لكتابة الدستور الإسلامي خاصة أن كل القوى السياسية في السودان متفقة على أن الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع. وقال إن هنالك خطوات وإصلاحات قانونية أدت إلى تحريم الربا والخمور وتحريم القمار مشيراً إلى أنه عندما يأتي الدستور الإسلامي فإنه يكون تتويجاً للعمل القانوني الممتد 25 عاماً.
    وكشف تفاصيل هامة حول مؤتمر الحركة الإسلامية الذي سينعقد بالخرطوم في الشهور القادمة مشيراً إلى أن المؤتمر يبحث أوراقاً وأجندة مختلفة في الهواء الطلق.

    وذكر أن المؤتمر ستشارك فيه وفود من دول الربيع العربي مصر وليبيا وتونس بعد سقوط الأنظمة التي ظلت تقهر الحركات الإسلامية كنظامي القذافي وحسني مبارك. وأكد أن الحركة الإسلامية من خلال مشاركات أعضاء وفود الحركات الإسلامية في مؤتمرها القادم بالخرطوم لا تسعى إلى تكرار سيناريو المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي.
    وتوقع أن يشهد المؤتمر مداولات ساخنة ويصدر بياناً ختامياً ومقررات تدعم توجيهات الشريعة الإسلامية. وحول الأنباء المتداولة بوجود مبادرة من قادة الحركات الإسلامية بمصر وليبيا وتونس لتوحيد شطري الحركة الإسلامية المؤتمر الوطني والشعبي قال مولانا الكاروري إذا ما صحت مبادرة الإخوان في مصر وليبيا فأنها يمكن أن يحدث لها توفيق بيد أنها تأتي بثقل التنظيمات والحكومات وأضاف قائلاً: وأظن أن هذا وزناً ليس هيناً إذا كان معها برنامج نهضوي يشمل المنطقة كلها.
    واستدرك قائلاً: إذا كان البرنامج مجرد وساطات لا أظنه ينجح لأنه من قبل جاء الزنداني والقرضاوي مشيراً إلى أن هذه المبادرة إذا كان معها برنامج نهضوي متكامل ينتظم حكومات الربيع العربي حتى يوظف كل الناس ولا يكون هنالك وطني أو شعبي يجلس بعيداً عن التعمير والنهضة فإلى تفاصيل الجزء الأول من الحوار:
    ?{?الوضع الاقتصادي الراهن ما بين معالجات الحكومة وانتقادات المعارضة؟
    - نحمده سبحانه وتعالى أن شرفنا بشهر رمضان وهو شهر بركة وخير الحكومة حاولت بإجراءاتها أن تردم الفجوة التي خلفها البترول ولم يملأها الناتج من الذهب لأجل ذلك تخرج هذه الإجراءات برفع الدعم وتخفيض تكلفة إدارة الدولة وحاولت أيضا خاصة في ولاية الخرطوم بكفكفة الغلاء بسياسة تموينية والآن بعض السلع دخلت رسميا في التمويل وكل هذا معالجة اجتماعية للوضع الاقتصادي وهي محاولات وطبعاً المعارضة تستفيد من تأزم الأوضاع وهي لا تريد للأوضاع أن تعالج وإنما تريد توظفيها لأنها في رأيها علاج الأوضاع بتغيير الحكومة هذا هو وضع المعارضة لكن السؤال هل إذا تغيرت الحكومة وأصبحت المعارضة هي الحاكمة هل المعارضة الآن لديها مشروع جاهز هل لديها بديل لرفع الدعم عن السلع هل لديها وعود خارجية بقروض وتمويل هل هي لديها المقدرة الداخلية والخارجية لحل مشاكل الاقتصاد هذا هو السؤال؟
    ?{?طرح مبدأ الحكومة الرشيقة وتقليل عدد الوزراء هل يؤدي إلى معالجة اقتصادية؟
    - هذا الإجراء من الناحية المعنوية مفيد جداً لأن المواطن يريد أن يتأثر بالقيادة أما من الناحية الاقتصادية فهو مساهمة اقتصادية قليلة فكما قلت إن هذا هو رأس الهرم وبالتالي التخفيض في وظائف محدودة وإن كانت مخصصاتها كبيرة لكن المساهمة الاقتصادية ليست كبيرة لكنها معنوية و هو مفيد جداً للحكومة حتى تكسب مزيداً من الثقة في وقت فيه تجاوزات عن الصرف وفساد.
    ?{?المظاهرات الأخيرة تكتيك معارضة أم أخطاء حكومة ؟!
    - طبعا المعارضة تقوم بتوظيف تصرفات الحكومة فهي وظفت ذلك وتريد الاستثمار في ذلك هي من هذا الباب.
    ?{?ما هو تقييمك للمشروع الذي طرحته الحركة الإسلامية في 30 يونيو 1989 وحتى الآن؟
    - من ناحية الشريعة الإنقاذ أقامت الصلاة بحيث أصبحت المساجد الآن مهيئة غير ما كان في الماضي التراويح كانت عمل مجموعات خاصة أصبحت الآن الصلاة جماهيرية لكل الأسر . 500 مسجد تختم بالقرآن في رمضان وهذا كان غير متاح في الماضي.
    الخرطوم شمال كان بها 10 كنائس و2 من المساجد الآن المساجد أكثر من الكنائس في قلب الخرطوم شمال وهذه المنطقة في قلب الخرطوم. واستطرد محدثي قائلا: نظام الزكاة الإنقاذ وجدته ولكن زادته قوة وأصبحت الآن مليارية وتسع ملايين الأسر ولها دور في تخفيف الفقر ومعالجة المرضى ومساهمة العلاج في الخارج أيضا التمليك المباشر للحيوان والحبوب والنظام المحاسبي دقيق ومراجعة داخلية عامة على كل نظام الزكاة غير موجودة في أي بلد في العالم مثل ما هو في السودان. أما بالنسبة للأمر الثاني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا أيضاً قائم في السودان لأنه ما تزال مدينتنا خالية من الخمور والفجور على الأقل رسمياً ليس هنالك أي اسم لمثل هذه الأعمال. وإذا كان هنالك تفلتات فهي في إطار خطأ الإنسان. والقانون يطال كل المخالفات بالقانون
    هذا لا ينفي أنه ظهرت أخيراً جرائم أخلاقية من افرازات الحياة الحضرية لأن الناس تركوا الريف وجاءوا إلى المدينة وبالتالي جاءت أخلاق كثيرة وغريبة على المجتمع. أيضاً حدثت درجة من التطور في الحياة الاقتصادية والاجتماعية الناس تغيرت دخولهم وهذا يؤدي إلى تغيير في سلوك الناس..
    اقتصاد المشروع الإسلامي أقام بنية انتاجية كبيرة لأنه أقام البترول خط الأنابيب والصادر ومصفاة الجيلي ومصافي أخرى وميناء الصادر إلى أن أصبح البترول جزءاً أساسياً من الميزانية بالسودان أيضا إنتاج الذهب هو فتح رباني وإقامة الطرق يسرت للناس الوصول حتى مناطق الذهب مكنتهم من إدخال الأجهزة التي يكتشف بها الذهب من الآلات التي يتم بها تعدين الذهب أهلياً.
    والآن الذهب أصبح جزءاً أساسياً من الميزانية. هنالك بنية من طرق ومعابر وخزانات كل هذه تعتبر انجازات في المشروع الإسلامي المقصود هو العمران والعبادة والاثنان قاما بنسبة ما أظنها قامت في الأنظمة السابقة الشمولية أو الديمقراطية وهذا لا ينفي أن هنالك ملاحظات كثيرة وكان الوضع يمكن أن يكون أفضل من ذلك وهذا تقدير البشر.
    ?{?مبادرة الإخوان المسلمين من مصر وتونس وليبيا للمصالحة ما بين المؤتمر الوطني والشعبي؟
    - اذا صحت هذه المبادرة يمكن أن توفق لأنها تأتي بثقل التنظيمات والحكومات وأظن أن هذا وزناً ليس هيناً خاصة إذا كان معها برنامج نهضوي يشمل المنطقة كلها. الآن المغرب العربي يتحدث أن تونس وحدها لا تساوي شيئاً لكن المغرب العربي هذا شئ عظيم إذا البرنامج مجرد وساطات لا أظن أنه سينجح لأنه من قبل جاء القرضاوي والزنداني لكن إذا كان معه برنامج ومشروع نهضوي متكامل يمكن أن ينتظم الناس ويشغلهم بعمل حتى أن الإمام حسن البنا كان يشغل الناس بالأعمال عن النزاعات فنرجو أن يكون مشروعاً نهضوياً ينتظم حكومات الربيع العربي حتى يوظف كل الناس وبالتالي لا يكون هنالك وطني أو شعبي يجلس بعيداً من التعمير والنهضة.
    ?{?هل يمكن أن يلتقي الرئيس عمر البشير والدكتور الترابي في إطار هذه المبادرة؟
    - إذا كان الحجم بحجم مشروع وبرنامج يمكن أن يحدث اللقاء لأن البرنامج ينسي الناس مرارات المواقف يمكن.
    ?{?لماذا فاز الإسلاميون في مصر عبر صناديق الاقتراع وسقط الإسلاميون في انتخابات ليبيا؟
    -في ليبيا لم يكن هنالك أي بنية لحركة إسلامية وكانوا مقهورين تماماً والقذافي لم يعط إنساناً فرصة حتى يقوم بتكوين تنظيم أما في مصر فأقول لك إن مصر كانت دولة رغم ما فيها من قهر وعندما فقد الإخوان السلطة وكسبوا المجتمع وقدموا خدمات وتنظيمهم كان موجودًا وعندما جاءت الثورة إذا بهم يظهرون فإخوان ليبيا محتاجون لعمل اجتماعي وإلى عمل تربوي حتى يتأهلوا للحكم في مراحل قادمة.
    واستطرد قائلا: يكفي ليبيا أنها زال عنها معمر القذافي لا يعني ذلك أن الإخوان سيكونون بعيدين بل سيكونون جزءاً من البرلمان المنتخب سيكونون قوة ضاغطة وسيسعون إلى إقامة الشريعة لكن ليس كالإخوان في مصر- الإنسان كسبه مربوط بسعيه ومجهوده وظروفه.
    ?{?الإخوان المسلمون هاجموا الحكومة واتهموها بالتعامل بالقروض الربوية وأن سبب الغلاء هو الربا ؟
    - الربا محرم في الإنقاذ بالسودان ومحرم يعني هو جريمة وبالتالي هي وضعت الربا في ما يليها في تعاملات المواطنين وتعامل البنوك وما حدث من قروض للتنمية هذا غير القانون الراسخ في السودان بتحريم الربا وبالتالي استخدام القروض لا يعني إباحة الربا وإنما هي صورة من الفقه يعرفها الإخوان المسلمون بفقه الضرورة. ووجدت من العلماء في الداخل وفي الخارج افتاءً بذلك وهي أخذت بذلك أنا قلت هنالك بحثان- بحث عن رخصة وبحث عن مخرج . ودعوت أن نبحث عن مخرج وليس فقط عن رخصة ومن يتق الله يجعل له مخرجا والمخرج الذي اقترحته هو أن نروج للصيغ الإسلامية الصيغ التي اُعتمدت في التعامل المادي الداخلي كالمرابحة والوكالة الاصطناع وعقد السلم كل هذه الصيغ كافية في أن تعدل ما بيننا والممول الدولي والعملية محاسبية فقط بدل أن نحسب الفائدة على التمويل نحسبه على السلع والخدمة وأنا خرجت بقاعدة جليلة عندما كنت رئيساً لبنك التنمية قبل سنوات وهي أن الزيادة على النقد ربا والزيادة على السلعة ربح. أحياناً يكون المنتج هو نفسه الممول مثل بنك الصين يقوم بعمليات تمويل صناعة الصين. يمكن جداً أن نزود ونعمل دورات تدريبية للمفاوضين الاقتصاديين والماليين حتى ينقلوا صيغ التعاملات الإسلامية إلى لغات أجنبية ولغات حوار حتى يعدلوا ما بيننا وبين الآخرين أما في تقديري أن البحث عن مخرج أولى من البحث عن رخصة.
    ?{?ما هو تقييمك للإنقاذ ما بين الأسلمة الداخلية والأسلمة الخارجية؟
    - صحيح هو الموضوع الذي تحدثنا فيه الآن يعتبر أسلمة داخلية ثانياً أسلمة المصارف الآن كل المصارف صياغة إسلامية. إذا ذهبت لعمل عقد فيه ربا يفتح ضدك بلاغ لهذا السبب. لكن نحن خارجياً لم نبذل أي مجهود هنالك مؤسسات دولية وعالمية يمكن أن يكون لدينا بها صلة وبنك التنمية جدة المحافظون هم المحافظون في العالم الإسلامي فبعضويتنا في بنك التنمية كما في دار المال الإسلامي يمكن بنظام المحاسبة الذي له هيئة في البحرين يمكن جداً الترويج للصيغ الإسلامية وبالتالي نسعى إلى ترويج دولي وأنا أصدرت كتاباً تحت النشر بعنوان( تمويل التنمية) فصلت فيه القول في كل هذه الشؤون.
    ?{?الدستور الإسلامي أين وصلت مراحل صياغته؟
    - هي الدولة الآن بصدد تكوين لجنة قومية لكتابة الدستور وأظن القوى السياسية في السودان متفقة على أن الشريعة الإسلامية مصدر التشريع يعني الاحزاب كلها ما أظن تتجاوز ذلك هذا ما نطلب من الدستور للشريعة الإسلامية مصدر للتشريع. والحاكمية لله سبحانه وتعال والسلطة بيد الشعب بعد ذلك يكون الدستور دستوراً إسلامياً.
    وأسهب شارحاً حول هذه النقطة (الدستور الإسلامي ليس مكتوباً ليعمل من جديد أو في فراغ لأن الإصلاح الذي تم بالسودان كان إصلاحاً قانونياً أكثر من كونه دستورياً ومن البداية نجحت المحاولات القانونية أكثر من الدستورية لأن الدستورية سياسية وتجد معارضة قد يتجاوزها انقلاب مثل ما حدث في دستور 1967 الذي تجاوزته مايو بانقلابها. أما الإصلاح القانوني فهذه عملية مستمرة وبفضل الإصلاح القانوني وصلنا إلى تحريم الربا وتحريم الخمور وتحريم البغاء وكل هذا كسب.
    وعندما يأتي الدستور يكون هذا تتويج للعمل القانوني المستمر منذ 25 عاماً.
    ?{?المؤتمر الثالث للحركة الإسلامية وماذا عن الأحاديث بان علي عثمان لن يأتي أمينا عامًا للحركة الإسلامية في الدورة الجديدة؟
    -الوقت مبكر للحديث حول من يأتي في المرحلة القادمة حتى الآن لا توجد ترشيحات وبالتالي ليس لدي ما أقوله في شأن من يكون أمين عاماً في المرحلة القادمة والمؤتمر سيبحث في كل هذه الشؤون كلها
    سيبحث في أوراق وأجندة مرتبة. وأتوقع أن يكون محضوراً من دول الربيع العربي لأنه توجد حريات. في الماضي كانت لدينا إشكاليات في حضور وفود من مصر ومن ليبيا والآن لا توجد أي مشكلة وبالتالي اتوقع أن هذا المؤتمر لن يكون سرياً. في الماضي كانت مؤتمراتنا ليس لديها حتى بيان ختامي أو حتى مؤتمر صحفي لكن أتوقع المؤتمر في هذه المرة فيه يكون فيه بيان ختامي وفيه أجندة معلنة وكل المداولات يمكن أن يطلع عليها نسبة لأنه ليس كل ما يدور في مؤتمرات الحركة الاسلامية سر.
    ?{?بحضور وفود مصر وليبيا وتونس هل تريدون الدعوة لأممية الحركة الإسلامية أو إعادة إنتاج المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي؟
    - أنا قلت أتوقع أن تكون الدعوة والدعوة هنا لحضور المؤتمر ولا توجد دعوة لتكوين جسم كالمؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي كان في زمن الترابي وإنما حضور مؤتمر الحركة الإسلامية في دول الربيع العربي.
    ?{?ما هي نظرتك للفتاوى التي تمنح الحكومة فرصة للاقتراض بنظام الربا باعتبارها مضطرة؟
    - أحسن منها المخرج. العلماء أحسن يعينوا الدولة على الترويج للصيغ الشرعية المعتمدة في المصارف الداخلية لتتعامل بها في التعامل الخارجي ويمكن للحكومة إذا استعانت بعلماء من الداخل والخارج أن تغير هذه الصيغ وتكون كافية لتمويل التنمية ونرجو من الدولة بدل التطرق الضرورة أن تبحث عن مخرج والمخرج واسع جداً..
    ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب


    لا يوجد مستقبل للعلاقات بين السودان وامريكا لان الامن مرتبط بأمن اسرائيل
    حكومة الجنوب وصلتها نصائح غربية بضرورة اعادة ضخ البترول عبر الشمال
    حوار/عبدالرازق الحارث
    في الجزء الثاني من حواره مع (أخبار اليوم) قال مولانا الكاروري عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني وامام وخطيب مسجد الشهيد ان مستقبل العلاقات ما بين الخرطوم وواشنطن سيكون مسدود مشيرا الى ان هنالك عدة عوامل واسباب تجعل مستقبل العلاقات بين البلدين مظلما، اولها ان امريكا مرتبطة باسرائيل وامنها الاستراتيجي والسودان من اقوى الدول العربية التي تدعم القضية الفلسطينية.
    واضاف قائلا : لا يوجد مستقبل لهذه العلاقات الا (مداراة) لان واشنطن مرتبطة تماما

    باسرائيل وامن اسرائيل لاسباب عقدية وليست مصلحية ومستعدة تضحي باي مصلحة في سبيل امن اسرائيل مشيرا الى ان امريكا ضحت بالبترول السوداني بعدما صرفت عليه شركة شيفرون الامريكية 4 مليار دولار عندما قاموا بتحريك قرنق بشعار حاد هو تحرير شعب السوداني لازالة الوجود العربي والاسلامي في السودان حتى يكون ظهر اسرائيل خاليا من أي قوة عربية في السودان تناصر القضية الفلسطينية.
    وتساءل مولانا الكاروري حول المغزى والرسائل التي تريد واشنطن ايصالها من بناء اضخم واكبر سفارة في المنطقة بالسودان والسفارة خالية من سفير حتى الآن.
    ووصف وصول الرئيس المصري مرسي الى سدة الحكم في مصر بالنصر الكبير لحركة الاخوان المسلمين ما يعني نهاية ثورة يوليو التي تامر فيها العسكريون على حسن البنا وتلاميذه.
    ودعا الى تعاون سوداني مصري سياسيا واقتصاديا خاصة في قطاعات الزراعة. فالى تفاصيل الجزء الثاني من الحوار.
    ?{? مولانا هل (فقه الضرورة) مقصود به الفرد ام الدولة واذا كانت الدولة من هو الذي يقرر العلماء ام وزير المالية؟
    هذه المسألة تم التداول فيها في المؤتمر الاخير.. وزير المالية لديه سلطة ولكنه لا يستطيع وحده ان يمارس هذه السلطة لانه لابد من نظر شرعي وفقهي يقدر الضرورة. وبالتالي لابد ان يستعين بمستشارين وخبراء حتى يصل الى ذلك.
    ?{? الانقاذ تباهي بالبنية التحتية والمعارضة تقول انكم قدتم البلاد للتدهور الاقتصادي؟
    البنية التحتية هي كسب لاي حكومة تأتي، والمطلوب فقط الوصول لتمويل من اجل التسيير.. وهذا يمكن يتم بمجهود استثماري وبمجهود صناعي حتى نعطي صناعتنا قيمة مضافة بتميز واستقطاب مقدرات المغتربين التي هي بالمليارات اذا جاءت للسودان وهنالك بنود في الميزانية يمكن جدا ان يتم توظيفها لتسيير البنية ونواصل في هذه البنية التحتية.
    انا في تقديري انه حتى المعارضة اذا جاءت لن تقوم بتكسير البنية وانما تقوم بتوظيفها. والبنية التحيتة كسب.
    ?{? ماهو تقييمك لمفاوضات اديس ابابا؟
    دولة الجنوب متهمة من حكومتنا انها تريد التأخير حتى يأتي الاجل الذي حدده مجلس الامن وهذه تريد ان تعاقبنا دوليا. وحكومة الجنوب تقول انها تريد ان تصل الى نقاط اتفاق. في تقديري من المفترض وفدنا المفاوض لابد ان ينظر في كل المسائل في وقت واحد.
    حكومتنا اختارت الملف الامني وحده. لكن انا لا ارى لا بأس ان تنظر في الملف الامني والاقتصادي في وقت واحد. ويستثمر وجودهم على الطاولة وتقدم لهم العصا والجذرة في وقت واحد لان البترول هو الذي يمكن به ان نغذي حكومة الجنوب لانها فقدت اكثر من 90% من ميزانيتها. ايضا وصلتها نصائح غربية ويقال انها من امريكا بضرورة اعادة ضخ البترول وطالما انها اصبحت نادمة على ما حدث ينبغي ان لا نواخذها على ما حدث في الماضي ونمضي في المفاوضات ليست آحادية وانما مستعرضة للمسائل في وقت واحد.
    ?{? لديك اطروحات حول التعاون الاقتصادي مع مصر؟
    نعم مصر لا سبيل لها لانتاج قوتها لان الارض محدودة.. وحتى الاراضي التي تم استصلاحها اخيرا ايضا مساحات محدودة حوالي 600 ألف فدان.
    هذه القناة التي استحدثت مؤخرا لا سبيل لمصر ان تطعم من النيل الا ان تزرع بالتعاون مع السودان. ايضا هنالك بنية للري جاهزة. الآن السودان يمتلك ثلاثة سدود تعلية الرصيروص.. خزان جبل اولياء. خزان مروي. هذه الخزانات يمكن جدا ان تروي القمح خاصة خزان جبل اولياء الذي يمكن ان يسيل بوادي المقدم الى كورتي.. وسد مروي حيث الماء الآن 60 متر يمكن ان يرفع الماء للاعلى من الاودية ويمكن ان تزرع 2 مليون فدان، واذا الفدان انتج 3 طن فهذا يكفي للسودان ومصر بنسبة كبيرة.
    ?{? ماذا يعني وصول مرسى لرئاسة مصر؟
    يعني نهاية ثورة يوليو التي تآمر فيها العسكريون على حسن البنا وتلاميذه واقصوهم عن السلطة كليا وذهبوا بهم الى السجون والآن ربنا سبحانه وتعالى ينصر تلاميذ حسن البنا ممثلين في مرسي ويبعد كل الطاقم الذي سيطر على الحكم خلال الـ60 عاما الماضية. ايضا له مدلولات خارجية لان اسرائيل بعد نجاح الثورة في مصر ذكرت ان حماس ستكون في قوة حزب الله.. في زمن حسني ومن سبقه كان بين فلسطين ومصر علاقة بالخنادق وعلاقة بالانفاق ومنعت المعابر.. والآن المعابر ستفتح والنصرة ستأتي لغزة.. ولا اظن غزة ستتعرض الى ضربة مثل ما حدث في الماضي لانه الآن اصبح نصيرها الى جوارها. والى وقت قريب كانت غزة جزء من اعمال مصر.. كانت مهتمة بمصر. ايضا ستعود مصر الى الطاولة الدولية بعد ان عزلت عن كل التأثيرات الدولية والاقليمية بسبب معاهدة كامب ديفيد التي جعلتها تغيب عن نصرة القضية وعن تحرير الاقصى.
    ?{? ملف حلايب من الملفات الشائكة والمعقدة ماهي المعالجات في المرحلة القادمة؟
    اذا كان قبل وصول مرسي استطعنا ان نتعامل مع حلايب بحكمة، يمكن بعد سقوط نظام حسني مبارك ان تكون الحكمة اكثر. والاراضي حتى في جنوب السودان وفي العالم الاسلامي نحن مشكلتنا ليست في المساحة، وانما في الاستثمار.. نحن نريد الاستثمار فاذا عملنا خطة استثمارية بين السودان ومصر لن تكون حلايب شيئا مذكورا بالنسبة للمساحات الواسعة بين مصر والسودان.
    ?{? العلاقات السودانية الامريكية ماهي رؤيتك لآفاق العلاقات بين البلدين؟
    لا يوجد مستقبل لهذه العلاقة الا مداراة لان امريكا مرتبطة تماما باسرائيل وامن اسرائيل لاسباب عقدية وليست مصلحية.. ومستعدة تضحي باي مصلحة في سبيل امن اسرائيل. ونحن جربنا عندما ضحت امريكا بالبترول بعدما صرفت عليه شركة شيفرون الامريكية 4 مليار دولار فاذا بهم حركوا قرنق بشعار حاد هو تحرير شعب السودان لازالة الوجود العربي والاسلامي في السودان.. وهذا ايضا حتى يكون ظهر اسرائيل (مؤمن) ولا توجد قوة عربية في السودان تناصر القضية الفلسطينية. ما من سبيل للتصالح مع امريكا، وانما يمكن التعامل معها والتعاطي. يكفي ان امريكا قامت ببناء سفارة واتخذت لها طريق حتى تصل إليها في الخرطوم، والسفارة خالية من السفير حتى الآن.
    تريد ان توضح ان الخرطوم ليست آمنة. وبالتالي يكون هنالك القائم بالاعمال فقط في سفارة كبيرة. من الافضل طالما انهم قاموا ببناء سفارة جديدة ان يحضروا سفير جديد في مستوى المنطقة.
    ?{? العلاقات السودانية الاسرائيلية كيف ترى مستقبل العلاقة بين البلدين؟
    لا توجد علاقة الا كما ورد على لسان الحق عز وجل (بعثنا لكم عبادا لنا اولو باس شديد فجاثوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا).
    واضاف قائلا : نحن علينا ان نساعد اخواتنا الفلسطينيين وهم الآن 5 ملايين معزولين ان يكونوا في المفاوضات دع عنك ان يرجعوا الى بلادهم. وايضا الآن الاقصى ممنوع نحن الآن نشاهد التراويح من مكة والمدينة وممنوعين حتى في الفضائية لا تشاهد الصلاة في الاقصى، لا نستطيع ان نحج بعد ان نعتمر في مكة والمدينة، لا نستطيع ان نزور الاقصى فكيف تكون العلاقة الا علاقة محاربة وهذا ما هو الواجب في اعناق المسلمين، كل دولهم ينبغي ان يتناصروا لازالة هذا الوضع الشاذ في الشام.
    ?{? هل يمكن اذا تيسرت الامور ان تذهب للحج في الاقصى?
    في ظل اسرائيل لا يحدث ذلك ابد الا بعد التحرير.
    ?{? رمضان ماذا يعني لك. ?
    رمضان يعني لي الاحتفالات السنوية بنزول القرآن الكريم والانضباط السنوي الذي يشبه ترخيص المركبات بحيث تراجع ادوات الضبط.. وهذا معنى التقوى الذي يأخذه الصائم. القيام في ليل رمضان يكمل الصيام بل انا قلت ان ليل رمضان اهم من نهار رمضان.. لان الصيام عبارة مثل (الصنفرة ) اما القيام فهو مثل الطلاء، حتى يكتسي الانسان بانوار ربنا سبحانه وتعالى.
    فليتنا في رمضان نعلم ان رمضان من جل القرآن. وفي رمضان ايضا تنزل علينا الملائكة وليلة القدر ليست تاريخ كما يقول البعض، وانما هي ماضي وحاضر ومستقبل.. ففيها كل الازمنة.
    ?{? ماهي السن التي بدأ فيها مولانا الكاروري الصوم؟
    بدأنا صغارا نتدرب وننسى ونشرب والاهل يشجعوننا ولا يلزموننا بالصيام. بدأنا الصيام قبل ان نبلغ الحلم كصيام تدريبي.
    ?{? مولانا صوم رمضان ما بين الامس واليوم؟
    الآن توجد معينات كثيرة على الصيام، انا اؤكد الاهل كان ينظرون الى سعف النخيل اذا تحركت السعفة هم يفرحون لان ذلك يعني ان هنالك نسمة. ولم يكن لديهم قضية (بهبابات) او مراوح.. ولا بمكيفات.
    والآن ايضا في المشاوير كانوا يعتمدون على الدواب معرضين لاشعة الشمس، والآن الناس اصبح لديهم هذه المعينات في العاصمة وفي الريف ومهما تغير الجو فهنالك معينات على الصيام. ايضا في الماضي كانت الموائد فقيرة جدا والآن حتى الفقراء لديهم شربات. في الماضي كان (شربات رمضان) شئ نادر يحدث كل رمضان. واصبح الآن الولد يأخذ عصيره وهو ذاهب الى الروضة. الاحوال كثيرة في تحسن ليتنا نشكر حتى نبقى على هذا الخير كما يقول تعالى (لئن شكرتم لازيدنكم)، في الماضي لم يكن هنالك قيام الا (بمدهمتان) بل بعضهم طلب (مداهامة) واحدة.. الآن تفتح بابك تجد امامك مسجد وتصلي انت وزوجك واطفالك وهذا شئ عظيم لم يكن في السودان، الآن القرآن يقرأ في ليل رمضان الا قليلا.
    ?{? ماهو برنامج مولانا الكاروري في رمضان؟
    برنامجي انا ادعو بدعاء سيدنا علي (اللهم روضنا فيه بالقليل من المنام والسلامة من الاسقام والفراغ من الاشغال)، انا ليس لدي محاضرات بالنهار، انا بالنهار اصوم عن المحاضرات وعن الطعام، واحضر الى مكتبي كالعادة في الوقت الذي اتي فيه، وايضا في الصباح لدي اعمال خاصة اباشرها ومعاملة عادية واجتهد في ليل رمضان حتى اكسب رضوان ربي سبحانه وتعالى.
    ?{? العشر الاواخر ماهو برنامجك؟
    في العشرة الاواخر ارجو ان اكون في المسجد الحرام ومسجد المدينة حيث اعتمر في رمضان والعمرة التي قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام (عمرة في رمضان حجة) وبفضله سبحانه وتعالى مهما كانت الظروف ربنا وفقني للمداومة على الاعتمار
    ?{? احاديث كثيرة حول ليلة القدر ما بين احاديث العوام بانها (نور) ماهي الرؤية الشرعية في ليلة القدر?
    ليلة القدر بالعمر – ليلة القدر نسبية في الزمان تعطيك عمرك في لحظة لتشتري به عمرا جديدا اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا. وليلة القدر تشمل الازمنة الثلاثة (انا انزلناه) هذا (الماضي) تنزل الملائكة هذا الحاضر.. سلام هي حتى مطلع الفجر هذا المستقبل، فهي متجددة في كل رمضان، المطلوب ان لا نبخس هذه الليلة بحيث نطلب فيها العاجلة حتى نطلع (بحبال بدون بقر) لا باس ان نقول (ربنا وقنا عذاب النار) ومن كان يريد استجابة الدعاء فليتحين هذه الليلة. ويسأل بدعائه.
    ?{? حدثنا حول ليلة وقفة العيد؟
    منذ صغري سمعت شيخي يسأل شيخي احمد الصادق الكاروري عن من احياء ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. وكان اهلنا يحييون ليلة العيد بالليلية بالمدائح والتلاوات لاجل ذلك رغم ان هذا الحديث من اجل السند ضعيف لكن انا اجتهد وابنائي ان نحيي ليلة العيد كما نحيي ليالي رمضان.. ايضا فيها استقبال العيد لان العيد شعيرة ويبدأ في يومه بالصلاة. ويا حبذا في اقامة ليلة العيد بدلا عن الذهاب للاسواق.
    ?{? احداث رمضانية في الذاكرة؟
    انا ذهبت لقضاء رمضان مع الوالدة وكان ذلك في يونيو 1969 بعد ثورة مايو ولكن جاءت التعليمات من الخرطوم بان اعتقل وبقى لرمضان (ثلث) الساعة حتى ينتهي. وغدا العيد، الوالدة فاوضت العسكر الذين جاءوا لاعتقالي قائلة (اتركوا هذا الولد حتى يحضر معنا العيد لكنهم رفضوا وقالوا ان التعليمات من الخرطوم بان يذهب للسجن. وبالتالي ذهبوا بي الى سجن مروي ووجدت هنالك مساجين وقلت للمساجين لابد ان نصل صلاة العيد.. وقالوا نحن مساجين كيف نصلي العيد.. فضربنا على باب السجن وجاء السجان وقلت له نحن نريد صلاة العيد فاعطونا فرصة لنغتسل فاعطونا وهم انفسهم قاموا بالتجهيز وانا خطبت خطبة هاجمت فيها نظام مايو،
    ?{? ماهو رأيك في برنامج (أغاني وأغاني) هل هو يصد الناس عن صلاة التراويح?
    هذا البرامج يخالف الشهر الكريم وقلنا ان رمضان ينزل فيه الملائكة.. الملائكة لا ينزلون للمغنيين.
    التغني ينبغي ان يكون بالقرآن.. وايضا بعض الناس يقولون كنا صائمين وزهاجنين لذلك نريد (الترويح) نحن كنا راضين بالصيام وما كنا محتاجين لترويح من هذا الباب.
    وبالتالي ترويحنا نحن هو الترويح بالتراويح، وهذا شئ اصبح ملازما للاجهزة نرجو ان تفطم عنه ونعيد لرمضان الذكر، واذا كان هنالك شئ اخر يكون الادب الرفيع، ما اكثر الادب الرفيع في هذه الامة لو اتخذناه في ليالي رمضان. وليس فقط في كلمات مبتذلة نظن انها تروح عن الصائم.
                  

08-23-2012, 10:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    لا يزال الخلاف بين كتاب المؤتمر الوطنى محتدما بينهم وكتاب الانتباهة التى تشتم الناس وتنشر الكراهية والعنصرية وتدعو للحروب فى السودان بدعوى حماية الدين ..
    وهنا سعد احمد سعد احد كتاب الانتباهة والذى وصفه الطاهر ساتى بالدمك يشتم عبد الباقلى الظافر ويهمز ويلمز وينكر فى نفس الوقت بانه يشتم او يهمز او يلمز مع انه تعود مثله مثل غيره من كتاب هذه الصحبفة على شتم ياسر عرمان وباقان ليل نهار دون ان يردوا عليه حتى الان ..

    اقرا راى سعد احمد سعد او كما يصفه الطاهر ساتى بالدمك




    إن ذا الوجهين خليق بألّا يكون عند الله وجيهاً

    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الخميس, 23 آب/أغسطس 2012 12:25


    هل يستطيع أحد منكم أن يتحدث عن عبد الباقي الظافر دون أن يذمه أو يشتمه؟ وليس الشتم والذم الذي أعنيه هو مثل أن تقول للإنسان: يا ###### أو يا لص أو يا كذاب!! لا أقصد هذا!! بل أقصد أن تتحدث عنه وتحكي عنه أو تصفه أو تقول إنه فعل كذا أو قال كذا دون أن يكون قولك سباباً له أو ذماً أو شتماً؟


    القراء الكرام يعلمون أني لا أشتم ولا أسب ولا أغمز ولا ألمز ولكنني أقول للمخطئ أخطأت.. وكثيراً ما أتلطف في القول عملاً بالسنة.. على منهاج ما بال أقوام؟ وما بال الرجل؟ أو قولوا له.. يفعل كذا وكذا.. أو لا يفعل كذا وكذا..
    وأنا الآن مُقدم على هذا الأمر وأنا أقول في نفسي ليت الأخ عبد الباقي الظافر لم يفكر في الاشتغال بالصحافة.. إذن لكفانا مؤونة ذكره والكتابة عنه.. فعبد الباقي الظافر لم يخلق ليكون صحفياً.. بل لعله خلق ليكون ممثلاً.. فالممثل هو الشخص الوحيد الذي يعرف الناس عنه أنه عندما يعتلي المسرح فإنه يؤدي دواراً خلاف حقيقته التي خلقه الله عليها.. والممثل عندما يفعل ذلك لا يستحي من أحد ولا يخفى ذلك من أحد.. بل هو يظن أنه ينتزع الإعجاب من الناس.. فهل الذي يفعله عبدالباقي الظافر شيء غير هذا؟ إن الذي يحمل جواز سفر أمريكيًا يعد من رعايا أمريكا ولو أصابه مكروه في أي مكان في العالم حتى ولو كانت دولته الأم الأصل التي وُلد فيها والتي يحمل جنسيتها... والدبلوماسية الأمريكية تتدخل لأن أمريكا تحترم رعاياها وهي مسؤولة عنهم لأنها تعرف تماماً ما هو الدور الذي يؤدونه لها في الخارج!!
    أنا مازلت أحاول أن أصف عبد الباقي الظافر وصفًا مطابقاً لما هو عليه!!



    عبد الباقي الظافر لا يدري الدلالة الأخلاقية بل الدلالة الشرعية لحمل جواز سفر من دولتين كأمريكا والسودان!!وهذا أمر واحد من أمور كثيرة لا يدري عبد الباقي الظافر دلالاتها الأخلاقية ولا دلالتها الشرعية.. ولا أدري إن كان عبد الباقي الظافر يدري دلالة شرعية أو أخلاقية لأمر واحد من أمور الحياة خاصة أو عامة، وليس عبد الباقي الظافر وحده بل كثيرون غيره لا يدرون.. بل لعل المشرع السوداني نفسه يحتاج إلى من يوقظه وينبهه إلى هاتين الدلالتين الفارقتين.. أرجو أن يحاول الأخ عبدالباقي الظافر ويجتهد في فهم ما أرمي إليه ولفهم المعنى الأخلاقي والشرعي في هذا الموقف قبل أن يغضب أو يرضى، وأذكِّره بأن الأمر لا يعنيه وحده.. إن أمر الانتماء لا يتعلق بالعرق ولا بالأرض.. إن الانتماء الحقيقي يتعلق بالمكوِّن الأخلاقي والعقدي وذلك واضح وجلي في الهجرتين.. الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة..


    الأولى كان المحرك فيها ههو الدافع الأخلاقي.. والثانية كان المحرك فيها هو الدافع العقدي.. وفي الأولى هاجر المستضعفون لأن النجاشي لا يُظلم عنده أحد ومع ذلك لم يحملوا جوازات سفر حبشية.. لأن الدافع كان أخلاقياً كانوا لاجئين سياسيين..
    ولكنهم لما هاجروا إلى المدينة أصبحوا رعايا الدولة الجديدة لأن المحرك هنا كان هو المحرك العقدي ولم يعودوا مجرد لاجئين سياسيين.. ومن هنا نشأت عقيدة الولاء البراء..
    وجاءت الآية واضحة وصريحة في سورة الأنفال: «وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ»
    وعبدالباقي الظافر أن كان يحمل جواز سفر أمريكيًا وهو من رعايا أمريكا وتنطبق عليه الآية السابقة الذكر في سورة الأنفال.. والإسهاب في الشرح لن يزيد الأمر جلاءً خاصة بالنسبة للأخ عبد الباقي الظافر.
    خلاصة الأمر أن حمل الجواز الأمريكي للسوداني المسلم هو أشبه ما يكون بالردة لأنه تنازع في عقيدة الولاء والبراء..
    وسؤالنا للأخ عبد الباقي الظافر ولكل من يحمل جواز سفر أمريكيًا من أهل السودان لمن ولاؤكم؟
    الدولة الشريفة .. أم الدولة ال########ة؟! لأمريكا .. أم للسودان؟!
    وإذا سمح عبدالباقي الظافر لنفسه أن يكون صحفياً سودانياً رغم جوازه الأمريكي.. فهل يسمح لنفسه أن يكون وزيراً أو سفيراً أو ربما في يوم من الأيام رئيساً للدولة؟! والسؤال موجه أيضاً للمشرِّع السوداني
    ما الفرق بين أن يكون الرجل صحفياً سودانياً أو رئيسًا لجمهورية السودان؟
    أليست سلطة الصحافة أحياناً أقوى من سلطة الرئاسة؟ أليس تأثير الصحافة على الرئاسة أقوى من تأثير الرئاسة على الصحافة؟!
    لا أعتقد أن من الميسور على عبد الباقي الظافر فهم هذه الأمور ولا استيعابها.. لأنه مجرد ناقل غير بصير.. شأنه شأن حَمَلَة الجوازات.. وعبد الباقي الظافر شهد بعجزه عن فهم حقائق الأشياء على جلائها وليس أدل على ذلك من تورطه في وثيقة المنبر التي نشرها وتصرف في بعض أجزائها ظنًا منه أن ذلك يُنجيه من المساءلة وهو لا يدري أنه قد أوقع نفسه تحت طائلة جريمة تكاد تكون حدية لو طالبت الجهة المعنية بحقها..
    لقد قلت إنني أخشى أن أصف عبد ال

    باقي الظافر فيظن أنني أشتمه.. وهأنذا أفعل متوكلاً على الله.. أصفه ولا أشتمته.
    اللجنة التي نشر تقريرها عبد الباقي الظافر كانت تحقق في أمر لو ثبت لكان جريمة حدية..
    ولما كانت الجرائم الحدية ليست من شأن لجان التحقيق الإدارية بل من شأن القضاء.. فقد انتهت اللجنة إلى ما نشره وأذاعه عبد الباقي الظافر وأبت اللجنة أن تذيعه..
    والذي لا يفهمه عبد الباقي الظافر هو أنه لو نقل خبراً إلى زيد مثلاً بأن عبيداً قال عنه إنه زانٍ.. أو صاحب فاحشة.. أو فاسقاً مثلاً فإن التهمة توجه إلى الناقل.. إلى عبد الباقي نفسه أولاً وفي هذه الحالة إلى الصحيفة التي تكرمت بنشر «القوالة».
    أما استدرار عواطف النساء بنسبة قرارات اللجنة إلى سعد أحمد سعد فهو أحد أدنى مستويات «الفهم» التي يتمتع بها الظافر.. وليعلم الأخ عبد الباقي أن رئيس اللجنة واللجنة كلها لا يخجلون مما أورده عبد الباقي غمزاً ولمزاً ولو أن مثل أعضاء اللجنة تيسر لهم إدارة الشأن العام في السودان لعام أو عامين فإن الظافر سيضطر إلى البحث عن زوجة في مكان آخر.. لأن نساء السودان كلهن سيكنَّ ما بين محجّبة ومنقّبة.. ولسوف يبحث له عن صحيفة في مكان آخر.. ولسوف يضطر إلى اختيار وجهه الأمريكي «القبيح» على الوجه السوداني «الجميل» هذا هو عبد الباقي الظافر.. بلا ذم ولا قدح.. ولا سباب ولا شتائم.. مجرد من كل شيء.. وصف له على الحقيقة.. عبد الباقي الظافر أما المرآة.. ليس في غرفة النوم ولا في الصالة.. بل .. في مكان آخر.. والأمر متروك له..

                  

08-26-2012, 05:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    المتعافي.. يتحدى من؟

    التفاصيل
    نشر بتاريخ السبت, 25 آب/أغسطس 2012 13:00



    لا يزال وزير الزراعة ـ المستقيل، المعتكف ـ عبد الحليم المتعافي مادة طازجة للصحف وقد نشرت الصحف وصول الرجل لوزارة الزراعة بعد طول اعتكاف ومباشرته لمهمة محددة وهي إلغاء قرار تم اتخاذه إنفاذًا لتوجيهات رئاسية وهو الخاص بمدير وقاية النباتات خضر جبريل موسى حيث ألغى المتعافي قرار وزير الدولة بتعيين بديل لخضر وهو إبراهيم التنقاري الذي تم تعيينه اعتبارًا من الخامس والعشرين من رمضان الماضي وأعاده خضر لموقعه وغادر الوزارة وقد قالت الصحف: «المتعافي يعاند ويقيل بديل خضر».. ولعل كلمة «يعاند» وإن كانت تنم عن تحامل إلا إنها أقرب إلى الصحة سيما وأن إحالة خضر للتقاعد تمت وفقًا لقرار رئاسي والذي لا بشك لا رجعة فيه.
    لكن السؤال المتعافي يعاند من؟.. واضح أن المتعافي «قنع من خيرًا فيها»، أو ربما استسلم للواقع وارتضى الانسحاب من الساحة ولكن بإحداث شيء من الجلبة إذ ما هو التفسير لما حدث من خلال قطعه لاعتكافه وتكسيره لقرار رئاسي!!! .. استقالة المتعافي إلى حد كبير يبدو أنها تم قبولها لسبب بسيط فقد طال أمد صمت القيادة بشأنها، وربما عزا البعض الأمر إلى الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس البشير لكن ذلك الأمر يتكسر أمام الرفض السريع من جهة الرئيس البشير لاستقالة المدير العام للطيران المدني المهندس محمد عبد العزيز والتي لم يستغرق أمرها إلا أربعًا وعشرين ساعة، بل وجه الرئيس البشير مدير سلطة الطيران بمباشرة مهامه فورًا وإكمال مسيرة الخطة الإصلاحية الثلاثية التي يقوم بها، ما يعني توافر ثقة الرئيس في عبد العزيز بينما لا يزال الصمت مسيطرًا حال استقالة المتعافي.
    وربما يمكن تفسير خطوة المتعافي بإلغاء قرار وزير الدولة بالزراعة الذي تم تصميمه علي توجي رئاسي بأنها تحمل كثيرًا من التهور أو أراد من خلالها المتعافي إرسال رسالة للجميع بأنه موجود كيفما كانت طريقة ونوع ذلك الوجود!!
    المتتبع لمسيرة الإنقاذ أنها لم تتوقف يومًا بسبب شخص بعينه ولم تتوشح نساؤها السواد على خروج شخصية أو فقد قيادي ليس لتبلد الـ «مشاعر» وإنما كان هذا ديدنها ونهجها منذ وصلت سدة الحكم في العام 1989 واختبرت نفسها في أصعب امتحان عقب خروج شيخها د. حسن الترابي من الحكومة نهائيًا واصطفافه وآخرين في جانب المعارضة، كما أن شخصيات بارزة لم يُتوقع يومًا خروجها وقد قامت الإنقاذ على أك########ا مثل مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق صلاح عبد الله «قوش» وبالتالي كل هذه تجارب ودروس حق على كثيرين تدبرها والتفكر حيالها والمتعافي أولهم.. اللهم الا إذا كانت للرجل كروت خفية يستطيع أن يدير بها معركته


    الانتباهة


    --------------

    الهندى عز الدين اشتبك مع صحيفة الانتباهة وقال انها سقطت مهنيا واخلاقيا... كيف تم ذلك اقرا مقال الهندى



    سقطة (مهنية) وأخلاقية!!
    23/08/2012 17:36:00


    الهندى عزالدين

    { إذا كانت مهمتنا الأساسية - كصحفيين - أن نتصدى لأخطاء وتجاوزات واعتداءات (الحاكمين) و(المعارضين)، وأن نترصد المظاهر السالبة في المجتمع، وندعو لتمثل الأخلاق الفاضلة، والقيم النبيلة، ونسعى للإصلاح في كل شأن، فإنه من أوجب الواجبات علينا أن نمارس النقد الذاتي في ما بيننا، ونواجه بعضنا البعض بالأخطاء المهنية والأخلاقية، لا أن نغطيها، ونتستر عليها، فتتكرر حالات الاعتداء من (بني مهنتنا) على الحق (العام) و(الخاص)، بينما تهبط سياط أقلامنا وأقلامهم على ظهور الكثيرين، لا ترحم وزيراً ولا خفيراً.
    { كيف يتحدث (بعض) الصحفيين والكتاب عن الأخلاق والقيم والمبادئ، بينما هم في أمس الحاجة إلى نصح أنفسهم، قبل الآخرين.. وفاقد الشيء لا يعطيه؟!!
    { نشرت صحيفة (الانتباهة) في عددها الصادر أمس (الأربعاء) مقالاً للشهيد "مكي علي بلايل"، نوهت له - دون حياء - في صفحتها الأولى بذات العدد..!!
    { وقالت (الانتباهة) في تنويهها المضطرب الآتي: (تنشر الانتباهة مقال الشهيد مكي علي بلايل الذي أعده للنشر قبل عطلة عيد الفطر المبارك وشاءت الأقدار أن لا يرى النور إلا بعد رحيله، ونشكر الأخ "بشارة" مدير مكتب الشهيد "مكي" الذي أمدنا بالمقال)!! انتهى.
    { (الانتباهة) تمارس الخديعة والسقوط والأخلاقي بإشراف وعلم رئيس تحريرها الزميل "الصادق الرزيقي" عندما تقول (المقال الذي أعده الشهيد للنشر)!! أعده للنشر لأي جهة يا "رزيقي"؟! هل أعده ليتم نشره في (الانتباهة)؟! وهل من حق مدير مكتبه "بشارة" أن يعتدي على (حقوق) المرحوم، ويتجاوز رغباته، ويبدل خطه السياسي الذي اختار أن يعبِّر عنه في مكان واحد.. ومحدد هو صحيفة (المجهر السياسي)؟!
    { إن الشهيد "مكي بلايل" مرتبط باتفاق مبدئي وأخلاقي بكتابة مقال (أسبوعي) لصحيفة (المجهر)، وقد دعوته للكتابة قبل صدور الصحيفة بأيام، واستجاب مشكوراً - تقبله الله في جنات الخلد - وللحقيقة والأمانة والتاريخ، فإنه لم يطلب أجراً مقابل الكتابة، إلاّ أنني أصررتُ عليه أن تكون بمقابل زهيد في حسابات الدنيا والآخرة، لكنه مهم لتأكيد حقه الأدبي والمعنوي، وترسيخ ارتباطه (الاحترافي) بصحيفة (المجهر) وقد كان.
    { وظل الزميل "صديق دلاي" من القسم السياسي، مكلفاً بالإشراف على متابعة استلام مقالات الراحل الكبير، بالإضافة إلى مقالات صاحب القلم الاستثنائي مولانا "عبد الباسط سبدرات" متعه الله بالصحة والعافية.
    { وقبيل عطلة العيد أرسل الشهيد "مكي" مقاله الأسبوعي الأخير لصحيفتنا (حرب دينية تحت راية التهميش - بعض وقائع ودلائل استهداف الحركة الشعبية للإسلام بجبال النوبة)، وكان من المفروض أن يُنشر في عدد (السبت) الماضي، لكن المطبعة فاجأتنا بعطلة مبكرة لم نتوقعها اعتباراً من (الجمعة)، بينما كنا نرتب لإصدار عدد (السبت).
    { ويبدو أن مدير مكتب الشهيد الأخ "بشارة" قد تحدث في (صيوان العزاء) - كعادة السودانيين - عن مقال لم يُنشر للشهيد "مكي بلايل"، وكان هو المسؤول من إرسال المقالات عبر الانترنت، ولديه بالتأكيد نسخة من المقال، فسعت (الانتباهة) إليه، وأبلغته - حسبما أبلغني بعد ارتكابها الخطأ الفادح - أنهم كانوا يريدون نشره بعد أن تنشره الصحيفة (صاحبة الحق والالتزام).. المجهر السياسي!!
    { إنني اسأل الأخوين "الرزيقي" و"بشارة".. هل كان بمقدوركما نشر المقال على صفحات (الانتباهة) لو كان "مكي بلايل" حياً؟! وهل كان مؤمناً بخط (الانتباهة) ومنبر السلام العادل، إذن.. لماذا لم يكتب فيها؟!
    { لماذا يعتدي البعض على (حقوق) الراحلين، ويطعن رغباتهم، ويخرق وصاياهم بعد أن يغادروا الفانية؟!
    { نحن لم نتاجر بكتابات المرحوم "مكي بلايل".. ولم نجدها في (الانترنت)، ولا في أرشيف الصحف الأخرى، أو في دار الوثائق، ولكننا نوهنا لنشر مقاله الأخير، احتفاءً ووداعاً لكاتب راتب ضمن كتاب هذه الصحيفة، وهذا حقه علينا، ولكننا ندين مسلك الذين تعدوا على حقوقه ورغباته، وهو لعمري سلوك مشين ينبغي أن تتدارسه لجنة أخلاقيات المهنة بمجلس الصحافة والمطبوعات، ليتعلم ناشئة الصحافة في بلادنا أدبيات وأخلاق وأعراف هذه المهنة الرسالية العظيمة.
    { إنني أدعو رئيس مجلس إدارة صحيفة (الانتباهة) الأخ المهندس "الطيب مصطفى" إلى محاسبة رئيس تحرير الصحيفة على هذا التجاوز المهني الكبير الذي صدر مع سبق الإصرار والترصد.
    { ليست الحكومة - وحدها - من يحتاج إلى التقويم، بعض الصحفيين أيضاً!!
    { تقبل الله الشهيد "مكي بلايل" وأسكنه جنات الخلود.

                  

08-26-2012, 06:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الطيب مصطفى رد على يوسف عبد المنان الذى اتهمه بالعنصرية فى موقفه من وزير المالية على محمود وهنا الطيب يجادل عبد المنان ويقول ان على محمود لن تنظلى عليه مثل هذه المقالات المضروبة .. يا ترى كيف تكتب هذه المقالات والاراء المضروبة عند اهل الانقاذ من الاخوان المسلمين مجرد سؤال ؟



    الانغماس في الوحل والطين!!

    االطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الخميس, 23 آب/أغسطس 2012 12:57
    رحم الله شهداءنا الأبرار جميعاً فشتان شتان بين القمم السامقة من أصحاب النفوس الكبيرة المصطفين الأخيار وبين من يُصرُّون على الانغماس في الوحل والطين!!
    قد لا أكون مبالغاً إن قلت إنني أُصبتُ بالغثيان وكدتُ أتقيأ عندما قرأتُ ليوسف عبد المنان الذي ما كنتُ لأردّ عليه لولا قوله في إطار نقده لكتابات الأخ إسحق فضل الله ضد وزير المالية الأخ علي محمود: «لكن منبر السلام العادل له مواقف مسبقة وأحكام على كل من لا يروق له منظره وانتماؤه الجغرافي»!! بالله عليكم أليس هذا منطق ومستوى مكبّات القمامة؟!


    أولاً ليت يوسف هذا يعلم أن إسحق فضل الله لا ينتمي إلى منبر السلام العادل، لكن هبْ أن إسحق ينتمي إلى المنبر هل بربِّكم يُعتبر رأيه الشخصي معبِّراً عن المنبر وهل أعبِّر أنا رئيس المنبر في كل ما أكتب عن رأي المنبر أم أن لي آرائي الشخصية المستقلة؟!
    يمضي يوسف في هذيانه العنصري كاشفاً أن «في بطنه حرقص» هو الذي يجعله يتردَّى مثل هذا التردي وينحدر مثل هذا الانحدار فيقول إننا نتعامل مع الوزراء وفقاً لخلفيتهم الجهوية ويضرب أمثلة لبعض من يقول إننا لا «نهبشهم» أو نتناولهم بالنقد لأنهم لا ينتمون إلى المناطق أو الوجوه التي نبغض!! إنه نفس منطق المتمردين حَمَلَة السلاح بل إنها نفس نظرية «صراع المركز والهامش» أو منطق عرمان وباقان وعقار والحلو فما أتعس هذه البلاد التي ينقسم فيها المتمردون بين من يحملون السلاح وبين من يجوسون خلالنا وبين ظهرانينا يسمِّمون الأجواء وينشرون ترهات المتمردين وأحاديث الإفك لإقناع المزيد منهم بهذا المنطق الذي يوشك أن يدمِّر بلادنا ويُحيلها إلى خراب ينعق فيه البوم!!


    كذلك فإن من أسباب حديثه هذا أنني انتقدتُ الأخ علي محمود في مرة أو اثنتين كما أنتقدُ غيره بالرغم من أنني أكنُّ للرجل احتراماً وتقديراً كبيراً ولا أشك البتة في كفاءته وموقفي حين أنتقده لا يختلف عن موقفي من أولاد نيفاشا الذين ظللت أسلقهم بألسنة حداد وأسمِّيهم بالمنبطحين أو موقفي من وزير الخارجية الأخ علي كرتي الذي لطالما انتقدتُ بعض مواقفه بالرغم من علاقة شخصية ممتدَّة بل إن نقدي طال النائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه الذي كتبتُ عن بعض مواقفه وآخرها دفاعه عن تجنيب الإيرادات بالرغم من أنه رئيس اللجنة المنوط بها محاربة التجنيب!!


    الغريب بحق أن يوسف يكتب مدافعاً عن علي محمود ــ لأنه ينتمي إلى منطقة جغرافية معينة ــ ويهاجم المنبر و«الإنتباهة» بالرغم من أن رئيس تحريرها الأستاذ الصادق الرزيقي أقرب إلى الوزير علي محمود من يوسف هذا بل إن هناك علاقة دم «عديل» تربط بين الرزيقي وعلي محمود!! فأنت يا يوسف فوق كم؟! ماهو يا ترى الشيء الذي يجعلنا نصنِّف علي محمود على أساس انتمائه الجغرافي والعِرقي ولا يجعلنا نفعل ذلك مع الرزيقي وقد ولَّيناه رئاسة تحرير «الإنتباهة»!!
    على كلٍّ أنا أعلم أسباب مثل تلك المقالات المضروبة التي لا أظنها ستنطلي على الأخ علي محمود الذي لا أشك أنه من خبرته في التعامل مع أمثال هؤلاء يعلم منطلقاتهم الحقيقية التي تجعلهم في سبيل أهداف صغيرة يفتكون بالقِيم العليا ويدمِّرون التماسك الاجتماعي لهذه البلاد المنكوبة.. وينغمسون في حمْأة العنصرية ومستنقعِها الآسن.


    أقول ليوسف عبد المنان ليتك تخرج من ثقب نفسك الأمارة إلى سعة التفكير السوي بعيداً عن الأهواء والعصبيات الضيقة وليتك تُزيل ما عَلَق بها من «حرقص» وران العنصرية البغيضة وتقرأ ما قاله الشهيد مكي علي بلايل في مقاله المنشور في «الإنتباهة» يوم أمس وحواره المنشور اليوم وهو يتحدَّث عن المعاني الكبيرة وعن حرب الحركة الشعبية على الإسلام في جبال النوبة والمتاجرة بقضية الجبال وبدماء أبنائها من قِبل عرمان وغيرِه من الخونة والمارقين فنحن أمام تمرُّد لئيم يحارب ديننا ويستهدف قياداتنا ويحتل أرضنا و«يطمع في تحريرنا» فهل هناك من داعٍ لترديد أوهام تفرِّق بين أبناء الوطن الواحد بعد أن تحرَّر من أثقاله المتمثلة في جنوب الدماء والدموع؟!


    أما إسحق فضل الله فهو مُخيَّر فيما يكتب فهذا رأيُهُ الذي يعبِّر عنه بقلمه وليس بالبندقية التي ينبغي أن نواجهها جميعاً في سبيل تحقيق السلام في ربوع بلادنا الحبيبة فنحن لن نكسر قلم إسحق لأنه انتقد علي محمود أو غيره وبالله عليك ماذا تسمي حملته على محمد عبد العزيز مدير الطيران المدني مؤخراً؟! هل هو كذلك ينتمي إلى المنطقة الجغرافية أو الاثنية التي ينتمي إليها علي محمود؟!
    يا رجل اتّقِ الله العليم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور واكتب حول المعاني والقضايا الكبيرة بدلاً من شغلنا بصغائر الأمور وسفاسفها فنحن «ما ناقصين» وكان الأولى أن يُكتب هذا المقال في شيء آخر أهمّ وأعظم لولا أن الاتهام الذي ساقه يوسف خطير وكبير وينبغي أن نتصدَّى له ونحذر من أمثاله.
                  

08-27-2012, 03:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    ويستمر الجدل بين الطاهر ساتى وكاتب الانتباهة سعد احمد سعد رؤيتين للمؤتمر الوطنى كل يمثل رؤية تتعاركان من اجل البقاء ..



    النصب على العقول ... !!





    08-27-2012 02:48 AM
    الطاهر ساتي


    ** لقد تم إختيار الشيخ العلامة سعد بن أحمد بن سعد أل العباسي - عضو المسماة بهيئة علماء السودان والكاتب بالإنتباهة - في وفد تلودي، ليؤم الأهل هناك في صلاة العيد.. نعم، كان يجب أن يكون أميراً لوفد طائرة تلودي، رحمهم الله جميعاً وإيانا وإياكم برحمته الواسعة..ولكن الفارس القرشي سعد (زاغ معتذراً) قبل إقلاع الطائرة بسويعات، فالعيد في الخرطوم أشهى والأكل في مائدة الطيب مصطفى أطعم.. تفاصيل هذه المعلومة بانتباهة البارحة، وهي ليست مهمة، فالمهم (حمد لله على السلامة يا أخا العرب)..ربما أبقاك القدر ليمتحن صبرنا على كتاباتك أو لتؤم جيش منبركم عقب تحريره للقدس من اليهود أو تحريره للخرطوم من العناصر غير العربية..فأبق حيث أنت، محرضاً للقتال من الخرطوم، و( زائغاً من مناطق القتال)، وليس كما الصحابة - رضوان الله عليهم - محرضاً للقتال ومتحفزاً له من الصفوف الأمامية..إذ قدرك - لحين تطابق أفعالك لأقوالك - بأن تكون (من القاعدين)، وكذلك (من المنبطحين والمنبرشين)،أو كما يصف سادة منبركم كل داع للسلام والديمقراطية والعدالة..!!

    ** وبجانب معلومة (التولي يوم الزحف الى تلودي)، قرأت إحدى زوايا سعد القرشي أيضاً..إذ يقول فيها مخاطباً الأخ عبد الباقي الظافر بنص معناه : ( عندما هاجر الصحابة رضوان الله عليهم الى النجاشي ملك الحبشة وإحتموا به، فعلوا ذلك لعلمهم بأن النجاشي ملك لايظلم عنده أحد..ومع ذلك لم يحملوا - الصحابة رضوان الله عليهم - الجنسية الحبشية )، هكذا خاطب الأخ الظافر مستنكراً حمله للجنسية الأمريكية..رحمة بقرائي، أعدت صياغة نص سعد العباسي مع الإحتفاظ بالمعنى، إذ نصوصه - كما هي - إن لم تتسبب في تساقط أسنان القراء، فانها قد تخدش الذوق العام للقراءة .. فالفتى القرشي سعد - رغم دماء العروبة التي تجري في أفكاره - لا يعرف مهام حروف الجزم والجر ولامواقع إستخدامها.. أي كما ينصب على عقول الناس باسم الدين والعروبة، ينصب أيضاً كل أفعال وأسماء زاويته.. ولذلك، أعدت صياغة النص بحيث لايؤرق سيبويه في قبره، وبحيث يفهم القارئ معناه..!!

    ** نرجع لمحتوى النص..ونقف عند معلومة (الصحابة رضوان الله عليهم لم يحملوا الجنسية الحبشية)، ونسأل سعد ببراءة الأطفال : الزمن داك كانت في حاجة اسمها جنسية ولاجواز سفر ولا بطاقة شخصية؟..بمعنى، عندما عبر الصحابة رضوان الله عليهم حدود الحبشة، هل كانوا يحملون جوزات سفر عليها أختام تأشيرة خروج من إدارة الجوازات والهجرة بدار قريش؟..وإن كان كذلك، كم رقم جواز أوجنسية أو البطاقة الشخصية لسيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، حسب الكتب التي تقرأها و(تجي تقدنا بيها)، بمظان انها أفكار وآراء وفتاوى؟..نعم، بما أنك من العارفين بأنهم - رضوان الله عليهم - رفضوا حمل الجنسية الحبشية واحتفظوا بجنسياتهم ، فبالتأكيد تكون من العارفين بتفاصيل أوراقهم الثبوتية، حجازية كانت أو نجدية، أو قرشية كما حال أفكارك، أو بالأصح (أوهامك)..افدنا بالتفاصيل، أفادك الله ثم أبقاك بالخرطوم محرضاً للقتال و( مكبراً اللفة من مناطق القتال)، أو كما حدث يوم العيد..وبالمرة، افدنا من فيض علمك إن كان سيدنا سلمان الفارسي رضي الله مقيماً في ديار العرب بالتجنس أم (إقامة حرة)، أم ( كرت زيارة)..!!

    ** على كل حال ، المهم جداً - وهو ما لم ولن يتعمق فيها سعد القرشي - هو الدروس المستوحاة من هجرة الصحابة رضوان الله عليهم الى أرض الحبشة..فالتعمق في دروس الأحداث بحاجة الى عقل راشد وذهن متقد، ولكن عقل سعد - و أذهان أمثال سعد - كما الببغاء يكتفي بترديد نصوص الأحداث..لم يكن ملك الحبشة مسلماً ولاعربياً يا سعد، ومع ذلك لم يكن ظالماً ولم يُظلم عنده أحد ( فكر في الحتة دي شوية)..وقالها المصطفى صلى الله عليه وسلم (إن فيها ملكاً لايظلم عنده أحد)، ولذلك إطمانت قلوب الصحابة رضوان الله عليهم، وهاجروا اليه بحثاً عن الملاذ الآمن الذي يحيل بينهم وبين بطش كفار قريش.. وفي حاضرنا يتجلى بعض أجزاء الماضي، وأهل السودان عندما يهاجرون الى الخليج و أمريكا وبريطانيا وغيرها بالملايين، لايفعلون ذلك هياماً بتلك الدول، بل هو هروب من واقع حال الحكم في بلادهم، بطشاً سياسياً كان أو طحناً إقتصادياً ، وهناك يجدون ما افتقدوه عند سلاطينك يا سعد.. وبالمناسبة عروبة كفار قريش - الذين بطشوا بالصحابة رضوان الله عليهم لحد إرغامهم على الهجرة الى ديار ملك ليس بعربي ولامسلم - كانت نقية، وليست وهمية بغرض الإستثمار السياسي أو التكسب من أوجاع الناس وتمزيق البلاد..قف عند تلك الهجرة يا سعد وإستخلص دروسها، عسى ولعل يهديك الله بحيث تكون داعياً للسلام والديمقراطية والعدالة، بدلا عن المباهاة بقرشيتك وعباسيتك وغيرها من نتانة الجاهلية، وبدلا عن الدعوة الى الإحتراب من (حصون البنادر)..!!
                  

08-30-2012, 04:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    حزب البشير يبعد الترابي وحزبه عن مؤتمر الحركة الإسلامية.. اتجاه لتنحية طه عن قيادتهم.


    «وجبة الغداء في البيوت السودانية قبل انقلاب الحركة الاسلامية على الديمقراطية»




    08-30-2012 02:16 AM
    الخرطوم: أحمد يونس

    قطع الإسلاميون السودانيون بأن علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني والأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، والبروفسور إبراهيم أحمد عمر رئيس مجلس شوراها، لن يبقيا في موقعيهما بعد المؤتمر العام الثامن في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

    وقال البروفسور عمر رئيس مجلس الشورى ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، في مؤتمر صحافي عقد بالخرطوم أمس للكشف عن التحضيرات الخاصة بالمؤتمر، إن دستور الحركة يحدد بقاء الأمين بدورتين، مما يعني أن على الحركة الإسلامية انتخاب أمين عام ورئيس مجلس شورى جديدين، بيد أن عمر عاد ليقول: «لكن يمكن للمؤتمر بصفته أعلى سلطة تعديل الدستور بما يتيح لهم البقاء لفترات إضافية». وأضاف أن الحركة تأمل أن يكون المؤتمر مناسبة لـ«شحذ همم أعضاء الحركة الذين تكاسلوا، أو توقفوا عن العمل بسبب مآخذ أو مثالب عليها»، وأن لجنة مختصة بـ«الدعوات»، شرعت في الاتصال بكل «الإسلاميين»، وكل المتعاطفين مع حركته بهدف إعادتهم إلى صفوف الحركة. بيد أن عمر رفض اعتبار أعضاء حزب المؤتمر الشعبي بمن فيهم الدكتور حسن عبد الله الترابي زعيم الحزب، أعضاء في الحركة الإسلامية، لكنه عاد ليقول: «يمكن لضيوف المؤتمر الأجانب محاولة الإصلاح بين الطرفين». واستهجن رئيس مجلس الشورى أن يكون المؤتمر المزمع «استعراضا للقوة» لتخويف المواطنين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة ضد حزب الحركة الإسلامية (المؤتمر الوطني) وحكومتها، ووصفه بأنه مناسبة لـ«تضميد جراح» الحركة الإسلامية ومد الأيدي لـ«الإخوة في الوطن».

    وحول مذكرات الاحتجاج التي قدمها شباب الإسلاميين، ويتردد صداها هنا وهناك، وأشهرها «مذكرة الألف أخ»، قال عمر إنها صادرة عن مجموعة خيرة من أعضاء الحركة الإسلامية، وإن المؤتمر لن يتجاهل تلك المذكرات. وأضاف أن حركته هي أكثر الحركات التي اهتمت بالشباب وناقشت قضاياهم، وأن «شيوخ» الإسلاميين لا يرغبون في البقاء بمناصبهم، لكنه استدرك: «إلاّ إذا حُملوا على ذلك حملا».

    وأنكر البروفسور عمر أن تكون الدولة هي التي تمول المؤتمر الضخم، وقال: «الحركة الإسلامية هي من تموله، لأنها ترى أن الاهتمام بالقضايا الفكرية، والاستجابة للتحديات التي تواجه الإسلاميين، وحفظ تماسك المجتمع المسلم، قضايا تستحق الصرف عليها».

    وعن تسجيل الحركة الإسلامية بوصفها منظمة لها نشاطها السياسي وحزبها، قال عمر بعدم وجود قوانين ومؤسسات يمكن تسجيل حركته فيها. وأضاف ساخرا في رده على صحافيين اعتبروا قيام الحركة مخالفا لقوانين تسجيل الجمعيات والأحزاب والمنظمات الطوعية، وأنها تعمل بقوة الدولة: «ساعدونا على ذلك، وعندما تقوم مثل هذه المؤسسة سنسجل فيها».

    ووصف عبد الباسط عبد الماجد، القيادي بالحركة الإسلامية، علاقة الحركة الإسلامية بالغرب بقوله: «الغرب غير صديق للحركة الإسلامية، فهو يقف ضدها سياسيا ويحاصرها اقتصاديا، ويطرح أفكارا مناوئة لها، لكن الحركة الإسلامية لا تمانع في التصالح مع الغرب».

    وحسب إفادات مقرري لجان الإعداد للمؤتمر للصحافيين، فإن المؤتمر المزمع عقده يومي 16 و17 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يعد «الأضخم» في تاريخ الإسلاميين السودانيين، وتبلغ عضويته 4000 عضو، ويستضيف 150 ضيفا خارجيا من الحركات والمؤسسات والشخصيات الإسلامية، ووفرت له إمكانات مالية وتنظيمية كبيرة.

    ويناقش المؤتمر دستور الحركة الجديد، ويستمع لتقارير من الأمين العام ورئيس مجلس الشورى، فضلا عن مناقشة أوراق أخرى عديدة، ثم ينتخب أعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم 400 عضو، لينتخب مجلس الشورى الأمين العام.

    الشرق الاوسط

    --------------

    المتثاقلـــون إلــى الأرض!!

    الطيب مصطفى

    ----------

    نشر بتاريخ الإثنين, 27 آب/أغسطس 2012 13:00


    عندما هجا الشاعر الأعمى بشار بن بُرد بعض الأعراب شكَوه لأبيه فقال لهم معتذراً عن ابنه (ليس على الأعمى حرج) فخرجوا منه وهم يقولون (فقه برد أغيظ لنا من هجاء بشار)!!
    ذلك كان فقه عادل الباز وهو يبرِّر انبطاحه ونشره لثقافة الاستسلام بتسميتنا بدعاة الحرب بالرغم من أن الله تعالى حضَّ نبيَّه بأن يحرِّض المؤمنين على الحرب (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ) فبربِّكم متى يقاتل الناس إذا لم يقاتلوا دون دينهم وأرضهم المحتلة وهل قتال الناس لتحرير هجليج المحتلة أوجب من قتالهم لتحرير كاودا المحتلة ودحر الحركة الشعبية وعملائها عرمان وعقار والحلو؟!
    أعجب ما في فقه عادل الباز أنه يهاجم منبر السلام العادل ومنابر الجمعة وعلماءها ويقول إن أجندة تلك المنابر ومصالحها في الحرب وإن (الحاكمين يفعلون خيراً إذا أصموا آذانهم عن تهديداتها ونداءاتها وابتزازها للقيادات)!!


    ٭ إن عادلاً يكرر ما قاله المشركون قديماً حين طالبوا قومهم بأن يصموا آذانهم عن سماع القرآن (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) نفس المنطق أن يصم المسؤولون آذانهم عن سماع القرآن الذي يستشهد به علماء الأمة وخطباء المنابر وهم يتلون آيات الجهاد ويحضُّون على القتال ويحذِّرون من الانبطاح الذي ورد بلفظ التثاقل إلى الأرض (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) بالله عليكم ألا تعني عبارة التثاقل إلى الأرض (الانبطاح) الذي لطالما حذرنا منه؟! األم يقل عادل أو كاد (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)؟! ماذا تعني كلمة (قاعدون) غير ما يدعو إليه عادل وهو يهاجمنا بل ويطلب من العلماء أن يكفُّوا عن الحضّ على الجهاد ومن الحكام أن يغلقوا آذانهم ولا يستمعوا للعلماء؟!
    ثم ما هي أجندتنا ومصالحنا التي تدعونا إلى الحرب ورفض السلام؟!
    والله يا عادل لسنا أقل حرصاً منك على السلام لكننا نريده سلاماً عزيزاً لا كسلام نيفاشا التي أذلّت السودان وأحالت انتصارَه في ميدان القتال أيام كنا نقاتل في أحراش نمولي إلى هزيمة سياسية في مائدة التفاوض التي جعلتنا نتراجع ونعجز حتى عن تحرير أرضنا في الشمال!!


    لا نريده سلاماً بأي ثمن نتجرَّع فيه الذل والهوان ويتطاول فيه علينا باقان بعد أن قال فينا ما لم يقل مالك في الخمر من أحاديث إفك من شاكلة (ارتحنا من ###### الخرطوم) أو (وداعاً للعبودية) بالرغم من أن الله تعالى يريدنا أعزاء وهو معنا إن ابتغينا العزة (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
    إن سلاماً يجعلنا نسحب جيشنا من أرضهم بينما جيشُهم في أرضنا أو سلاماً يجعلنا نمنحُهم حريات أربع تشمل حرية الإقامة والعمل في أرضنا قبل أن تغادر جيوشُهم المحتلة جنوب كردفان والنيل الأزرق لهو سلام ذليل بل هو استسلام يريدون من خلاله زرع خلايا نائمة وقنابل موقوتة يستخدمونها في إقامة مشروعهم الاستعماري الذي سمّوا به حركتهم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وانتدبوا عملاءهم عرمان والحلو وعقار وأنشأوا فرعاً لحزبهم في السودان لم يستحوا من أن يسموه (قطاع الشمال) اعترافاً بأنه فرع من حزبهم الحاكم في دولتهم الجديدة لكنكم يا عادل تتوارَون عن هذه الحقائق وتتغافلون عن التطرق إليها!!


    أبعد ذلك يا عادل تتحدث وتقول متهماً المنابر بقولك إنها (تسدر الآن في غيِّها لإنهاء أي أمل في العيش بسلام في وطن مستقرّ وآمِن وها هي تُصعِّد من أجندة الحرب وتُثير الكراهية وترفض أي حوار ولا تعرف معنى المساومة)!!
    بالله عليك من الذي يرفض السلام نحن الذين تُحتل أرضُنا أم هم الذين يحتلون ويتحرشون بنا ويشنُّون الحرب علينا؟! أليس ما تريده منا هو الاستسلام؟! ثم عن أية مساومة تتحدث والقرآن يخاطب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (لَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا) والله يا عادل إن أية ذرة يحتلونها من أرضنا تُستأصل فيها شأفة الإسلام.. ألم تقرأ ما كتبه الشهيد بلايل عمّا فعلته الحركة في الأراضي المحتلة في جبال النوبة؟! ألم تسمع عما فعله عقار بالإسلام في جنوب النيل الأزرق عندما كان يحكم تلك الولاية؟! ألا تعلم عن مشروع السودان الجديد الذي لطالما تحدثوا عنه ووقَّعوا الحريات الأربع من أجله وأبرموا اتفاق نافع عقار حتى يستنسخوا نيفاشا في السودان الشمالي من أجل إقامته؟!


    إن المساومة تكون بعد تحرير الأرض حول القضايا العالقة المتنازَع عليها أما الآن فإن على وزير الدفاع أن يتفرَّغ لتحرير أرضه بدلاً من قيادة المفاوضات السياسية مع باقان فباقان ليس وزيراً للدفاع والتفاوض السياسي ينبغي أن يُترك للسياسيين أما القوات المسلحة ووزيرها فإن مهمتهم تحرير الأرض ولا شيء غير ذلك


    --------------



    السوداني ) مع المتعافي (صراحة بلا سقف): (...)
    هؤلاء يريدون التخلص مني!!

    الثلاثاء, 28 أغسطس 2012 12:32 الاخبار -

    (السوداني ) مع المتعافي (صراحة بلا سقف):
    (...)هؤلاء يريدون التخلص مني!!!
    حوار: ضياء الدين بلال
    تصوير: سعيد عباس
    دكتور عبد الحليم المتعافي اسم لا يغيب عن اوراق الاخبار ولا مقالات الكتاب فهو موصوف دوماً بأنه مثير للجدل، هناك من يرى فيه سياسي من طراز جديد يحمل رؤية يدافع عنها بقوة ورباطة جأش ولا يمارس السياسة ك (طق حنك) بل كارقام وحسابات واستراتيجيات وفي سبيل تحقيق ذلك يواجه الصعاب ويحاصر بجيوش الاعداء وأخرون لا يروا فيه سوى بهلون سياسي بارع في بيع الاوهام ومجيد في تحقيق المصالح الذاتي على حساب المصلحة العامة..ربما الجميع في حاجة لوقت أكثر للحكم على المتعافي ومنهجه..في هذا الحوار نحصر أنفسنا في أزمة جبريل وحديث الاستقالة وما بعده..!
    تمسكك الغريب بخضر جبريل مسؤول المبيدات مثير للشكوك إذا كان موضوع المبيدات بالحساسية والأهمية التي تذكرها هذه يفترض ألا يكون معتمداً على شخص واحد يذهب أو يبقى؟!!
    لا في السودان أو وزارة الزراعة فقط ولكن في كل العالم عندما يكون هناك "قائد" ليس من الضرورة عندما يذهب هذا القائد أن تجد قائداً آخر بديلاً بسهولة ، وهذه حتى في تاريخ الأمم والشعوب والدول يأتي قائد واحد مثل (مهاتير) يحدث قفزة كبيرة جداً وبعد ذلك يأتي أشخاص، الفارق بينه وبينهم كبير و...
    (مقاطعة) هذا ضد معنى المؤسسية هؤلاء الأشخاص غير خالدين مثلاً خضر هذا يمكن أن يحدث له أي شيء غير الإحالة أو التقاعد، أنت تقوي الأفراد على حساب المؤسسة؟!
    أمثال خضر هذا يحرسون المؤسسة ومصالحها بنزاهتهم وجرأتهم وقوتهم وفي ذلك تقوية للمؤسسة فهو قائد في مكان عمله.
    البعض يرددون أن لك مصالح مع خضر جبريل، لذلك تحرص على إبقائه لأنه كاتم سرك؟!!
    (هو طبعاً لو في حد عاوز يتخلص من شخص لازم يجد لي مبررات لأن الخطة أصلاً التخلص منه ولازم يجد له مبررات وواحدة من المبررات التي يمكن أن توهن من عزيمة الشخص المدافع عن شخص آخر أن يتهم الشخص المدافع ذاته ويقولون له والله أنت عندك مصلحة شخصية وكده ،خلاص فليكن).
    د. المتعافي ألا يوجد لك أي استثمار خاص أو شخصي فيما يتعلق بالمبيدات والأسمدة؟!
    -بحزم-
    أبداً.
    ولا كان في الماضي؟!
    ولا في حياتي لم أعمل عمل خاص أو عام له علاقة بمدخلات الزراعة.. أنا بزرع صحيح كمزارع ولكن شغل في التجارة والمدخلات والآليات الزراعية أبداً.
    الموقف هذا إذا كان مرتبطاً بأي شخص في الإدارات الأخرى- غير خضر- هل كان سيكون موقف د. المتعافي بذات المستوى من الحدة؟!!
    شوف.. أي موقف لازم تنظر إليه بنظرة موضوعية في قضيتين: قضية عامة أن مبدأ التدخل في عمل إدارة الوزارة من جهة خارجية غير مطلوب وغير مقبول، وعندما يكون الشخص مميزاً يكون عندك حقيقتين، حقيقية أن لديك شخصاً يؤدي أداءً جيداً والمكان الذي يوجد فيه مكان مهم مع احتفاظك بحقك في عدم التدخل في عملك.
    (مقاطعة) يعني الموقف لو كان مع أي شخص آخر هل كان د. المتعافي...؟!!
    -(مقاطع)-
    حصل وأنا قبل ذلك قامت علي الدنيا ولم تقعد في تقاوي زهرة الشمس وأنا دافعت عن إدارة التقاوى وإدارة الحجر الزراعي.
    لماذا تعتبر سياسات مجلس الوزراء وقراراته تدخل في عملك، مجلس الوزراء لديه علاقة بتنفيذ النظم والقوانين والقرارات وهذا تدخل من جهة ذات اختصاص!!
    لا هذا كما يبدو لك، أنا ماعندي مشكلة مع النظم ومجلس الوزراء و قرارات الرئيس على الرأس وسأنفذ قرار الرئيس.
    (مقاطعة) حاتبعد جبريل؟!!
    حأنفذ قرار الرئيس..مافي ذلك شك.. لكن أي قرار وحتى قرارات مجلس الوزراء وغيرها يؤثر فيها أشخاص باعتبار أنك لا تستطيع أن تقول لي إن قرار مجلس الوزراء( ده مابسوه أشخاص، بسوي زول واحد يعني).
    لكنك ظهرت كأنك في مواجهة مع قرارات الرئيس؟!!
    هناك جهات أرادت أن تظهر هذه القضية بهذه الطريقة لأنها نشرت القرار في عشر صحف قبل أن تسلمه للجهة المعنية وهي وزارة الزراعة.
    د. المتعافي يبدو لديك شعور بأن هناك جهة متآمرة تحرك الخيوط حول مقعدك، هل التأمر على شخصك أم على مهامك؟!!
    ممكن ماتسميها مؤامرة ولكن سمها أن الزراعة شاغلة بال الكثيرين، وبالضرورة أن كثرة المشغولين بالزراعة يمكن أن تصبح معيقاً يؤثر على الأداء العام فيها.
    إذاً ليس لديك شعور بالتأمر؟
    ( أطلق ضحكة مجلجلة) ثم قال: ماعندي.
    الناس بيفتكروا أن الكثير من القضايا المتعلقة بالمبيدات والتقاوى والقضايا هذه لم تكن ذات أهمية واهتمام كبير من قبل الإعلام إلا في وجود د. المتعافي داخل وزارة الزراعة لأن في الوزارات السابقة لم يكن هناك جدل ولم تكن الزراعة حاضرة بهذه الكثافة.. ماهو تفسيرك لهذه المسألة؟!!
    كدي خلينا نمسك القضية الأولى التي أثيرت وهي قضية التقاوى وكلكم تعلمون بمافيكم الإعلاميون أنها حدثت قبل أن أتي أنا لوزارة الزراعة وفي زمن وزير آخر، ولكن هناك جهات أرادت أن تربطها بالوزير الموجود حالياً وأعتقد أنها فشلت، القضية أخذت مسارها وانتهت.
    من الواضح أن أداءك الوظيفي يستفز أطرافاً عديدة أو يستعدي أطرافاً عديدة، هناك خطأ ما؟!!
    ممكن تكون هذه وجهة نظر ولكن وجهة نظري أن وزارة الزراعة وزارة مهمة جداً وضرورية جداً جداً لتطوير الزراعة في البلاد والزراعة ضرورية جداً لنهضة السودان وقد تكون في جهات يعني كثيرة تريد أن تلعب دوراً وأحياناً عندما تلعب أكثر من جهة دوراً يمكن لهذه الأدوار أن تتقاطع.
    أنت تريد أن تلعب في مسرح الرجل الواحد ؟!!
    -ضحك-
    يعني لحسن الحظ كل القضايا التي أثيرت لاعلاقة لها بشخصي إما بشخص يدير إدارة مهمة في التقاوى أو إدارة كالحجر الزراعي او إدارة كالوقاية بمعنى أن اللاعب الأساسي ليس شخصي وأنا مهمتي أساعدهم على أداء أدوارهم، في إطار صلاحياتي.
    مسألة الاستقالة عنوانها جبريل هل هذا هو العنوان الصحيح للاستقالة؟!!
    هذا انحراف بالاستقالة من أهدافها الأساسية، أهم سبب لهذه الاستقالة هو أن تمويل النشاط الزراعي وتمويل النشاط الإنتاجي عموماً أقل بكثير مما يمكن البلاد من الخروج من الأزمة.
    والآن ما الذي جعلك تعدل عن الاستقالة؟!!
    هذا الموضوع تم نقاشه نقاشاً مستفيضاً في أكثر من جلسة، ثلاث جلسات مع القيادة العليا للبلاد واتفقنا على تدابير بوضع خطة للخروج من أزمة..
    كأن الإستقالة وسيلة ضغط فقط ؟!!
    لا أنا استجبت لطلب الأخ الرئيس والأخ نائب الرئيس بأن نواصل المشوار.
    وزير المالية قال إنه يدعم الزراعة بمبالغ كبيرة جداً لكن العائد الواضح بالنسبة له لا شيء يذكر؟!
    الذي أعرفه أن وزير المالية اجتهد لدعم الزراعة وربما دعم الزراعة بشكل أكبر من سابقيه، ولكن ما هو مخصص حتى في الموازنة للزراعة ضئيل جداً مقارنة بما يبرزه وزير المالية في أرقامه الرسمية بأن الزراعة والقطاع الزراعي يساهم بـ33 بالمائة من الدخل القومي، فإذا كانت الزراعة تساوي 33 أو 35 % من الدخل القومي للبلاد ويعيش عليها أكثر من 50-60% من المواطنين في البلاد ومايقدم في الموازنة لوزارة الزراعة لايصل إلى 5% من موازنة الدولة فما رأيك!.
    قيل إنك محبط للنتائج الأولية للقطن الوراثي؟!!
    هذه فرية روج لها أحد الصحفيين وأنا سعيد جداً بنتائج القطن المحور وراثياً حتى الآن، ولكن النتائج لم تظهر حتى يخيب رجائي فيها، وعندما تحدث عن نتائج القطن لم يكن زرع بعد وهذا الصحفي لم يجد سبباً للاستقالة وتخيل سبباً ودفع به للإعلام.
    برغم ذلك هناك حديث أن نسبة الإنبات الواضح من مؤشراتها أنها لم تكن كما كان متوقعاً؟!!
    الواقع وقد أجاب على ذلك مديرا مشروع الجزيرة وحلفا من أن القطن محصول حساس للمياه وأي زراعة قطن تأتي عليها أمطار كثيرة لن تنبت.
    بمعنى أن الأمطار أفسدت القطن؟!!
    (مش أفسدت القطن لكن المساحة التي حدثت فيها هذه المشكلة هي مساحة محدودة والقطن عموماً والقطن المحور وراثياً حساس للغرق والمياه والمساحة التي حدثت فيها هذه القضية محدودة جداً في الجزيرة وفي حلفا.
    كم تمثل؟!!
    ولا (3%) من المساحة المزروعة إذا لم تكن (1%) والقطن الآن مزروع في القطاع المطري والقطاع المروي في أكثر من (6) مواقع.
    الزراعة دائماً تكون مصحوبة بالأعذار إذا شح المطر يكون هذا عذراً وإذا كان كثيراً يكون هذا عذراً أيضاً؟!!
    هذه طبيعة الزراعة.. واصلاً الزراعة مدخلات والزراعة المروية لديها مقومات منها ما هو تحت اليد ومنها الطبيعية وهذا ليس في السودان فقط، أنت تعرف أن ارتفاع أزمة الغذاء العالمية الأخيرة سببها الجفاف في أمريكا...وهذه قضية الطبيعة وتأثيرها على الزراعة.
    هل فعلاً مساحة القطن المزروعة الآن تمثل مابين 12-15% من المساحة المحددة في الخطة؟!!
    الخطة كانت تفترض أن تقفز المساحة من (400) إلى (800) ألف فدان، في الواقع نزلنا من 400 إلى أقل من 200 ألف فدان والسبب اقتصادي لأن الخطة عندما بنيت كانت أسعار القطن العالمية في تصاعد وحدث بعد التنفيذ هبوط في أسعار القطن والمزارع يزرع المحصول الذي يأتي بالمال ولايزرع الذي نريده نحن أو غيرنا وهذا متغير.
    هذا يعني أن الخطة لم تكن مستصحبة للمتغيرات السعرية؟!!
    المتغيرات يومية وليست متغيرات طويلة أو متوسطة المدى.
    ولكن الخطة كانت يجب أن تراعي هذه المسألة أيضاً؟!!
    أنت لاتستطيع التنبؤ في أسعار السلع عموماً لثلاث سنوات ولا في عامين ، القطن في سنة واحدة في عشر سنوات كان سعره بين 55 و65 وقفز من 65 إلى 220، ومافي زول تنبأ بالحكاية دي ونزل من 220 إلى 70 وهو المعدل الطبيعي.
    البعض يردد أن المشاريع الزراعية هي ناجحة في " الايباد" الخاص بالمتعافي فقط؟!!
    ضحك
    حتى أجاوب على هذا السؤال لدينا ترتيب لزيارة وقرار القطاع الاقتصادي أن نذهب ونزور المواقع التي تمت فيها الزراعة هذا العام والتجارب الجديدة التي خططنا لها وهذا أصدق شيء نرد به على مثل هذا الحديث وإذا كان العيب في أن المتعافي عنده أي باد نحول لأي ماك (ضاحك) وهذه النكتة كان قد أثارها أحد الوزراء.
    أنت حاد الطبع في إدارتك؟!!
    لا لا أبداً.
    أنت تجيد صناعة الأعداء ؟!!
    الأعداء بتصنعهم حاجات كثيرة أنت حقو تكون عارفها..
    (ضاحك).
    منها شنو؟!!
    أنت أدرى ياعزيزي.
    ماذا عن القول أن السبب الأساسي في الاستقالة هو قرض كان مخصصاً للزراعة وتم تحويله للكهرباء ماصحة ذلك؟!!
    أنا لا أستطيع أن أقول لك إن الاستقالة لها سبب واحد هناك عدة أسباب لكن أهم قضية ليست هي القضايا الصغيرة، وقضية القرض وخضر جبريل هذه قضايا صغيرة، القضية الأساسية أننا أمة لديها تحدٍ، أمة تشتري غذاءها الأساسي من خارج السودان بما يتجاوز المليار وخمسمائة ألف دولار وهذا هو التحدي الحقيقي وأنا أول ماجئت وزارة الزراعة عارف التحدي الحقيقي، إن لم نحدث اختراقاً في هذه القضية ينبغي أن نذهب.
    متى نتوقع إحداث هذا الاختراق؟!!
    لا أتخيل أن يحدث الاختراق بين عشية وضحاها في سنة أو سنتين، ولكن ينبغي أن نلاحظ التقدم سنوياً بنسبة لاتقل عن 10%، على الأقل بمعنى إن لم ينمُ القطاع الزراعي بنسبة تتجاوز 10% في العام نحن إذن فاشلون.
    بأي نسبة يتم التجاوز الآن؟!!
    حتى الآن لم ندرك هذه النسبة ولذلك أنا لست راضٍ عن أدائنا... يعني الأخ الرئيس تفهم لهذه القضية الأساسية المحورية ووعد بأن يقدم أقصى دعم لنحقق الأهداف التي وضعناها بألا ينمو القطاع الزراعي بأقل من 10%.
    أنت محبط يادكتور؟!!
    لا أنا لست محبطاً ولكن أنا جاد جداً في أن نصل بهذه الحكاية للنهايات.


    ---------------
                  

09-02-2012, 07:41 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    فوضى التصريحات في المؤتمر الوطني .. بقلم: فتح الرحمن شبارقة
    الأربعاء, 29 آب/أغسطس 2012 21:31
    Share

    غم كثرة تغنيه بالمؤسسية والانضباط التنظيمي والحديث بلسانٍ واحدٍ. إلاّ أنّ حزب المؤتمر الوطني الحاكم يعاني من فوضى ضاربة في التصريحات أكثر من أي حزب آخر في الساحة السياسية، حيث يتحدث الجميع باسمه، إلاّ الناطق الرسمي باسم الحزب فيما يبدو.
    والذي يطالع صحف الخرطوم صبيحة كل يوم سيعثر - مهما كانت درجة استعجاله - على تصريح ساخن منسوبٍ لقطبي المهدي الذي ابتعد في الفترة الفائتة عن كابينة قيادة القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني لمصلحة الحاج آدم، فيما لا يزال مُمسكاً بمايك التصريحات باسم الحزب رغم ابتعاده، وكأن ذلك الابتعاد عن القطاع كان ليتفرغ للكلام بصورة تؤكد صحة ما يقال عن إن الإنقاذ أذكى من إعلامها.
    د. قطبي المهدي، الذي كان مقلاً في الحديث في السابق، بات يشعر بمسغبة في الحديث والتصريح الذي ينسب غالباً إلى المؤتمر الوطني بعد أن انفتحت شهيته لهذا الأمر أخيراً بصورة جعلت من العسير التفريق بين موقف الحزب وموقف الرجل الشخصي، حيث يجلس قطبي في أقصى يمين الحزب مجاوراً لمنبر السلام العادل.بالأمس فقط، حملت صحف الخرطوم تصريحاً له يهاجم فيه أمريكا التي تسعى الدولة التي يديرها حزبه بالوسائل كافة لتطبيع العلاقات معها، وقد بنى هجومه على حديث السفير جوزيف إستافورد القائم بالأعمال الأمريكي ولم يتريّث قليلاً ليتأكّد من صحة ذلك الحديث الذي أُسيئ فهمه كما قال إستافورد، قبل أن يُساء الرد عليه بالطبع.
    ليس هذا مجال حصر تصريحات د. قطبي خارج سرب المؤتمر الوطني نفسه دون أن ينبهه أحد لفضيلة الصمت ربما. فهو لديه مواقف متباعدة من الموقف الرسمي للحزب فيما يتصل بقضايا دولة الجنوب وما يُبرم معها من اتفاقات، ومع قطاع الشمال وما يمكن أن يتوصل إليه من تفاهمات، حيث يعبر عن مواقفه تلك بصوت عالٍ كثيراً ما أربك حسابات المراقبين لمواقف الحزب التي تبدو متناقضة بين ما يقوله قطبي للصحف، وبين ما يفعله إدريس عبد القادر في الواقع.
    د. قطبي الذي يَتَمَتّع بعلاقات طيبة مع الصحفيين ويفتح لهم هاتفه وزجاج سيارته المظلل متى رغبوا في الحديث معه، يفقد صوت المؤتمر الوطني التناغم، ويجعله يتحدث بأكثر من لسان دون أن ندري مَن سرق لسان الحزب الذي فشل في الحديث بلسان واحد في الواقع.



    ---------------------

    ومـا أدراك مـا سماحــة!!
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الخميس, 30 آب/أغسطس 2012 13:00


    الهجوم الذي شنَّه بعضُ البرلمانيين والقياديين في المؤتمر الوطني وحلفائه في ندوة منبر شباب شرق دارفور بعنوان: (لا تفاوض حول حدودنا (سماحة) وصبُّوا فيه جام غضبهم على المفاوضين وعلى منهجية التفاوض مع دولة جنوب السودان يعبِّر عمّا يعتمل في نفوس قاعدة عريضة أو بالأحرى عن غالب أفراد الشعب السوداني ولا أقول عضوية المؤتمر الوطني ولولا تلك الندوة لما سمعنا بما قاله هؤلاء القياديون ولو أُقيمت ندوات أخرى لقيل خلالها أكثر مما قيل في ندوة شرق دارفور ولكن من تراه يسمع ومن تراه يتّعظ وهل كنا نقول حتى بُحَّ صوتُنا غير ما قيل في تلك الندوة؟!


    من تحدَّثوا وحذَّروا من تكرار جولات التفاوض السابقة قيادات من العيار الثقيل فيهم وزير الإعلام السابق عبد الله مسار ووالي جنوب دارفور (الكبرى) السابق عبد الحميد موسى كاشا والزعيم حريكة عز الدين والبرلماني والقيادي بالمؤتمر الوطني والوزير حسبو محمد عبد الرحمن الذي تعهد، والعهدة على الراوي، (باسترداد أي شبر من الأراضي السودانية ومنطقة سماحة قبل جولة المفاوضات المقبلة) بل إنه قال إنه سيستقيل من البرلمان حال الفشل في استعادة منطقة سماحة وسنتابع يا حسبو ونسأل الله لك طول البقاء في البرلمان ونسأله قبل ذلك أن تصدق تعهداتك وتُستعاد سماحة بل تُستعاد كاودا التي هي جزء من السودان لا يختلف عن هجليج ولا عن سماحة أو بقية الأراضي السودانية المحتلة حتى اليوم من قِبل دولة الجنوب الوليدة!!


    حسبو مضى في تعهداته أكثر حين قال إن السلام مع الجنوب مشروط بالتخلي عن إيواء المتمردين والانسحاب من كل الأراضي السودانية بل قال إن المفاوضات متوقفة في بند الترتيبات الأمنية بسبب النزاع حول الحدود) أرغب والله في أن أصدقك ولكن!!
    مما قاله مسار إن الخوف يأتي من أن المفاوضات أصبحت (مقايضات.. نديك أبيي تدينا البترول.. نديك كذا.. تدينا كذا)!! وتحدث عن أهمية منطقة سماحة من حيث الموارد مما جعل الحركة توليها اهتماماً بالغاً وتشيد جسراً وطريقاً يمتد منها إلى (أويل) في الجنوب بينما لم تفعل الحكومة السودانية ذلك لتربطها بالضعين وذكَّر مسار بخطأ الحكومة الفادح حين اعترفت بدولة الجنوب قبل ترسيم الحدود وحين وافقت على إقحام باقان مناطق أخرى للمناطق المتنازَع عليها!!
    جميع المتحدِّثين شنُّوا هجوماً كاسحاً على المفاوضين وطالبوا برفدهم بخبراء من مناطق التماس ممَّن يفهمون المنطقة بدلاً من وفد من سمَّوهم بالموظفين!! بالمناسبة هل سمعتم بسفر وكيل وزارة الخارجية إلى جوبا مؤخراً لكي يناقش مع نظيره الجنوبي منح التأشيرات بين الدولتين.. موظفنا هو الذي سافر!!


    ثمة أسئلة بريئة.. بربِّكم هل كان من تحدَّثوا في تلك الندوة سيقولون ما قالوا أيام كانوا مكبَّلين بقيد المنصب الحكومي؟! بالطبع لا وحق لهم أن يصمتوا في تلك الأيام!! سؤال آخر: هل كانوا يؤمنون بما قالوه اليوم عندما كانوا تحت قيد المنصب الحكومي؟! الإجابة بالطبع نعم.. خطؤهم يومها ليس في عدم حديثهم للرأي العام في الندوات وإنما في عدم جهرهم بآرائهم داخل المؤسسات حتى ولو أدى ذلك إلى الاستقالة من مناصبهم بدلاً من تحمُّل المسؤولية عن الأخطاء التاريخية التي سيُساءل عنها كل من شارك فيها طال الزمن أم قصر.
    سؤال أخير حول ما قيل: كم من المكبَّلين اليوم بقيد المنصب أو الوظيفة يُحجمون عن الإدلاء بآرائهم في انتظار مغادرة المنصب؟!


    هذا يُحيلنا إلى قضية الشورى المعطلة في بلادنا داخل مجلس الوزراء والبرلمان وحتى داخل مؤسسات المؤتمر الوطني.. صدِّقوني أن أخطر القرارات تُتّخذ من قديم بدون أن تمرّ حتى على القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني وهذا أمرٌ معترف به شهدنا أمثلة عليه في نيفاشا واتفاق نافع عقار واتفاق الحريات الأربع وغير ذلك الكثير!! مشكلتنا أننا نتحدَّث عن الشريعة ولا نعلم أن شريعةً لا تقام أهم مبادئها المتمثلة في الشورى التي أُمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم الموحَى إليه من ربِّه ليست شريعة.. إنما هي شيء آخر (مدغمس) لا علاقة له بالإسلام!!
    الشيخ البروف أحمد علي إمام


    ---------------------

    وبلسانهم وأقلامهم يقولون: لا أحد يسألنا!!

    اسحق فضل الله

    نشر بتاريخ الإثنين, 27 آب/أغسطس 2012 13:00


    ٭ .. والبحث المتخبط عن تفسير لما يجري.. في المالية.. والطيران.. والمصارف وغيرها.. والذي يصل بنا إلى ـ السحر ـ يصل بنا الآن إلى شيء وراء السحر
    ٭ .. ووزير المالية يقطع قلب البلاد والعباد بدعوى الحاجة إلى مليارين ونصف ـ والرجل يضاعف سعر الوقود ـ وأسعار كل شيء..
    ٭ ويعلن (ضغط) المنصرفات و..
    ٭. . لكن
    ٭ .. الجدول رقم (2) الذي تصدره المالية الأسبوع الماضي يعترف بأن كل شيء يذهب إلى دمار مستقيم..
    ٭ وإن الإيرادات التي يتوقعون لها (ستة مليارات) تأتي بستة مليارات ونصف..
    ٭ لكن الحال يزداد سوءاً
    ٭ .. وإن أموال (التنمية) تتلقى مليارين ونصف المليار (أكثر مما تجلبه الزيادات كلها).
    ٭ مما يعني أن التنمية (بعد إيقافها) تستهلك أكثر مما تتلقاه الميزانية من زيادة المحروقات.
    ٭ مما يعني أن الأموال هذه تذهب إلى جهة غير منظورة.
    ٭ وورقة الميزانية التي تصدر (سراً) قبل أسبوعين تقول حرفياً إن (العجز هذا يحدث نتيجة لعدم ضبط الصرف على بند التنمية الذي زاد بنسبة (672%).. ثلاثة أضعاف ما هو معتمد.. والبند الآخر الذي زاد بنسبة (008) ضعف.
    ٭ ثمانمائة ضعف!! وهذا في الربع الأول فقط من العام مما يعني زيادة فلكية في الأرباع القادمة
    ٭ .. والتقرير المالي يقول
    : ليس هناك جهة راصدة أو مراجعة أو محاسبة للأداء..
    ٭ وفوضى في الصرف (والكلمات ننقلها حرفياً من أوراق وزارة المالية)
    ٭ والخطاب السري يقول إن زيادة المحروقات يمتد أثرها ليصبح معناه
    : زيادة تكلفة الإنتاج الزراعي وتقليص الرقعة المزروعة.
    (والنبوءة هذه تصدق إلى درجة أن الموسم الزراعي يهلك الآن بالفعل.. كله تماماً).
    ٭ ويمضي تقرير المالية في حديثه عن أثر زيادة المحروقات ليقول إن الزيادة هذه
    ٭ تؤثر على الثروة الحيوانية في الترحيل وتكلفة الأعلاف مما يعيق الصادر.. ويمنع العملات الصعبة
    ٭ زيادة النقل والنولون
    ٭ إخراج السودان من المنافسة العالمية في الصادر
    ٭ زيادة تعرفة الكهرباء.
    ٭ ليمضي التقرير قائلاً
    : والنقاط المذكورة هذه تؤدي لنمو سالب (تدمير) في الاقتصاد مما يقود لمزيد من الضغط الاقتصادي والاجتماعي على المواطن والدولة ويؤدي لتشوهات في الاقتصاد.
    ٭.. والتقرير الذي لا يكتفي بالصراخ يقدم الحلول.. ومنها قوله إن
    : تحصيل الضرائب يحقق 951% من الربط في الربع الأول.. و421% يحققها الربط الضريبي خلال أبريل الماضي.. ويمكن تحقيق أكثر من ذلك إذا تم توسيع المظلة الضريبية على أرباح الأعمال... و...
    ٭ التقرير يقول مباشرة إن الضرائب (تستطيع أن تغطي كل عجز الميزانية.. إن قام الديوان بواجبه) لا أكثر
    ٭ والتقرير السري يحدِّث عن أن الذهب.. وإيقاف التجنيب وإيقاف التهريب و.. و.. أشياء تستطيع أن تتجه بالأسعار إلى أسفل وبالدخل إلى أعلى بسرعة مذهلة
    ٭.. لكن
    ٭ لكن تقرير المالية هو ذاته من يقول إن
    : ليس هناك من يحاسب أو يراجع أو... يتابع أو...
    ٭ لماذا إذن لا يفعل وزير المالية ما يفعل؟
    (2)
    ٭ ولأنه ليس هناك من يحاسب فإن إدارة الطيران بدورها والتي تفعل بالبلاد ما تفعل تبعد خبراء من بينهم السيد محمد صلاح الدين الزين
    ٭.. الزين هذا هو ما كان يدير الطيران الخليجي لسنوات.. ويحقق به منافساً عالمياً مذهلاً
    ٭ والسيد هذا الذي يحمل شهادات من الـ (Royal Aeronautical Society(
    ٭ ومن مجلس المهندسين (مؤسسة عالمية فوق الجامعية)
    ٭ وأخرى في الهندسة الاليكترونية
    ٭ وأخرى في الاليكترونية والراديو.. وأخرى من جامعة مانشستر
    ٭ وأخرى من سلطنة عمان (بعد العمل هناك لتسع سنوات)
    ٭ وأخرى من مطار الشارقة بعد العمل هناك لسنوات
    ٭ وأخرى من حكومة دبي
    ٭ وأخرى من اسكوتلاندا
    ٭ و...و..
    ٭ السيد هذا تتجاهله مؤسسة الطيران السوداني وتجلب إثيوبياً ولبنانياً بمؤهلات نرى نتائجها
    ٭ ونتائجها تُخرج السودان من أجواء العالم
    ٭.. والرجل بسودانية معروفة فيه وبوجع المسلم الموجوع يكتب للدولة يحذر مما يجري
    ٭.. لكن.. لا أحد يحاسب .. أو يراجع أو يتابع أو..
    (3)
    ٭ كل هذا نجعله مقدمة لما هو وراء ذلك
    ٭ مقدمة لمشروع تدمير السودان بواسطة شبكة عالمية ضخمة جداً
    ٭ نكتب عنها
    (4)
    ٭ يبقى أن السيد محمد عبد القادر كاتب الرأي العام يغضب لأننا نتهم السيد محمد عبد العزيز.. والرجل يكيل لنا الشتائم
    ٭ والسيد محمد عبد القادر يريد من الناس/ وبالتعليمات/ أن يعتقدوا أن نبوءتنا بسقوط الطائرة = وقبل أسبوعين من سقوطها/ هو شيء لم يقرأوه
    ٭ والسيد محمد عبد القادر يريد من الناس/ وبالتعليمات/ أن يعتقدوا أن الطائرة لم تسقط.
    ٭ والسيد محمد يسخر من قولنا إن السيد الرئيس لم يرفض استقالة محمد عبد العزيز.. بدعوى أننا لا نملك دليلاً.. بينما السيد محمد يريد من الناس أن يأخذوا بقوله هو = وبالتعليمات = رغم أنه هو لا يملك دليلاً على رفض الرئيس للاستقالة.
    ٭ .. ومحمد عبد القادر يعلن دهشته من أكاذيب إسحق فضل الله.. وإسحق يزعم أن وفداً وصل إلى الخرطوم وقدم شهادة انتفاء شواغل السلامة الجوية لبلدنا السودان
    ٭ .. ولعل السيد محمد عبد القادر على حق.. وإن أوروبا التي تمنع الطيران السوداني من دخول أجوائها هي أوروبا المريخ وليست أوروبا الكرة الأرضية
    ٭.. وأسلوب السيد محمد عبد القادر يجعلنا نكتفي بأصبع نفرده في وجهه..
    ٭ ويجعلنا نستعيذ بالله من براعة بعض المدافعين.
    ٭ .. وأخيراً
    نتقدم بطلبنا هذا للسيد محمد عبد القادر مدير صحيفة الرأي العام نطلب دفع مستحقاتنا لشهرين من الكتابة في الرأي العام.. لم يصل إلينا منها شيء
    ٭ فقد سمعنا أنكم أصبحتم أغنياء هذه الأيام
                  

09-03-2012, 09:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    | الاعمدة | شهادتي لله |
    أزمة (الكادر) في الحركة الإسلامية
    20 ساعات 11 دقائق منذ
    الهندى عز الدين

    { صدر في "لندن" مؤخراً كتاب الكادر (الشاب) بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني "عبد الغني أحمد إدريس" تحت عنوان (الإسلاميون.. أزمة الرؤية والقيادة)، وهو يحوي جملة من الوقائع والمعلومات (بعضها حقيقي وآخر سمعي)، ويسرد الكاتب قصصاً (قصيرة) وروايات مبتسرة يقفز بها على المراحل لتأكيد حقيقة الأزمة والصراع.


    { فالكاتب يقفز - مثلاً - من واقعة (حل) مجلس شورى الحركة الإسلامية بعد نجاح انقلاب (الإنقاذ)، إلى قرارات الرابع من رمضان (12/12/1999) دون أن يفصل في تطور الأحداث التي أدت إلى سلسلة الخلافات (المكتومة) بين القيادتين (السياسية) و(العسكرية) في الحكم، على مدى النصف الأول من عقد تسعينيات القرن المنصرم.


    { ثم أنه ينتقل - بسرعة خاطفة - إلى خلاف الدكتور "غازي صلاح الدين" مع القيادة، واستقالته من منصب مستشار السلام عام 2003، واستلام الأستاذ "علي عثمان" - الذي يشير إليه في الكتاب كثيراً بنائب الرئيس - لملف المفاوضات في "نيفاشا"..
    { ويركز الكاتب بصورة كثيفة على (ملف الفريق مهندس صلاح قوش)، ويحكي قصصاً قصيرة عن تفاصيل المقابلات الأخيرة بين الرئيس "البشير" و"قوش" قبيل إعفائه من رئاسة جهاز الأمن، ثم لاحقاً من مستشارية الأمن، رغم أنه - الكاتب - يؤكد أن القرار الجمهوري الذي عُين بموجبه "قوش" مستشاراً للرئيس، لم يرد فيه صفة مستشار لشؤون الأمن القومي.. وأن "صلاح" أضاف الصفة الأخيرة لنفسه بنفسه!!
    { لم يكن الكاتب الأخ "عبد الغني أحمد إدريس"، الذي تربطني به معرفة لا بأس بها، لم يكن (أميناً) و(محايداً) في تحليل وسرد الوقائع المتعلقة بشخصين مهمين في الكتاب، مما يجعله تحت طائلة (الاتهام بالمحاباة والتحامل) بعيداً عن معايير الاحترافية والمهنية والعلمية المتجردة.


    { والشخصان هما الدكتور "غازي صلاح الدين عتباني"، فالأخ "عبد الغني" متزوج من بنت الدكتور، أما الثاني فهو الفريق مهندس "صلاح عبد الله قوش" الذي كانت تربطه علاقة خاصة بصاحب الكتاب، وكان من الشباب المقربين إليه، بدليل أن أول وظيفة شغلها "عبد الغني" كانت مدير المركز السوداني للخدمات الصحفية (S.M.C). ثم تم تمويل "عبد الغني" من قبل (السلطات) لتأسيس مركز اتصال إعلامي لمتابعة ملف دارفور وزوار الإقليم من دول العالم، خاصة (الغربيين)، ومرافقتهم.


    { عمل "عبد الغني" صحفياً وكاتباً لفترة محدودة بصحيفتي (أخبار اليوم) و(الرأي العام)، ثم هاجر إلى "لندن" للدراسة، وقيل إنه مراسل وكالة الأنباء السودانية (سونا) في عاصمة الضباب!! ولم نلحظ له نشاطاً صحفياً أو إعلامياً من هناك حتى صدر هذا الكتاب (الضجة).
    { ما يهمني هنا، ليس الإفادات الواردة في الكتاب، ولا تصنيف المعلومات بين دفتيه، خطيرة، مهمة، أم ضحلة ومتداولة في مجالس الخرطوم، ولكن الأهم هو ظاهرة (التنكر) للفكرة والتنظيم واستسهال (المغادرة) عن طريق بوابة كشف (الأسرار)، أو ما يعتبره العامة في الداخل والخارج (خفايا وأسرار)!!


    { ظاهرة القفز من مركب (الحركة الإسلامية) وإعلان الانسلاخ والتمرد، بإصدار الكتب، وتدبيج المقالات (الناقدة) التي لم تكن معهودة في كتّابها عندما كانوا أعضاء ملتزمين، بدأت بالدكتور "عبد الوهاب الأفندي"، المستشار الإعلامي الأسبق بسفارة السودان بلندن، ثم الدكتور "التيجاني عبد القادر" والدكتور "الطيب زين العابدين" والدكتور "عبد الرحيم عمر محي الدين" الذي عمل أيضاً مستشاراً إعلامياً بسفارتي السودان في اثنتين من أجمل بلاد الدنيا "لبنان" و"تركيا"، ولفترة ليست بالقليلة، استمتع خلالها بامتيازات الدولة واصطفائها، لكنه دبّج - بعد عودته مباشرة - كتاباً بل كتباً عن الحركة (الإسلامية).. أسرارها وخلافاتها.



    { لقد تعود عدد مقدر من كوادر (الحركة الإسلامية) خلال العقدين الأخيرين، على توجيه الانتقادات - علناً وسراً - للسلطة وسلوكها السياسي، فور مغادرتهم للمقاعد، ومفارقتهم للامتيازات، سواء أكانوا مستشارين، أو وزراء، أو مديرين، أو سفراء، أو مستشارين بسفاراتنا بالخارج، أو كوادر (تنظيمية) تغدق عليها الدولة والحزب بالمال والتسهيلات.
    { أنا أعرف (ولاة) و(وزراء) ظلوا صامتين عن (النقد) - حتى السري - طوال فترة عملهم، لكنهم صاروا يكيلون (الشتائم) للقيادة والدولة في مجالسهم (الخاصة)، بعد (ساعة) واحدة من إعفائهم!!
    { لقد تحولت (الفكرة) عند (بعض) هؤلاء إلى (مقاعد) و(مرتبات) وامتيازات!!


    { لماذا لا يتفرغ (الأطباء) من الكوادر إلى ممارسة المهنة في المستشفيات بدلاً من (التعلق) بالإدارات العامة، والوزارات، والمؤسسات؟! لماذا لا يعمل المهندسون كمهندسين في الطرق والكباري، والبياطرة في مزارع ومصانع الألبان، والزراعيون في المشاريع والمزارع الخاصة و... و...؟! تماماً كما نعمل نحن وغيرنا، صحفيين متفرغين لهذه المهنة، ندفع للدولة ضرائبها وزكاتها ورسوم العوائد والنفايات.. ونوفر فرصاً لنحو (مئة) موظف وعامل، بينما ينتظر (بعض) الدكاترة، والمهندسين، والدبلوماسيين، وطلاب الدراسات العليا من أبناء الحركة الإسلامية، من أمثال "عبد الغني"، أن تتكفل الدولة برعايتهم إلى أن ترحل (الإنقاذ)، وسترحل إذا ظلت تنوء بحملهم الثقيل؟!
    { هذه (الظاهرة) التي تتداخل فيها - بلا شك - عوامل (داخلية) و(خارجية)، مع رغبة في التطلع إلى آفاق (الغرب) وتقديم (الذات) له بصورة مختلفة ومغايرة، ظاهرة تحتاج إلى المزيد من الفحص والتدبر.
                  

09-05-2012, 04:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    الشعبي يتبرأ من الحركة الإسلامية ويتحالف مع مسلحي دارفور


    نشر بتاريخ الثلاثاء, 04 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    الشعبي: يطرح وثيقة البديل الديمقراطي على الحركات المسلحة

    الخرطوم: أم سلمة العشا


    طرح حزب المؤتمر الشعبي مشروع وثيقة ما أسماه البديل الديمقراطي بهدف تغيير النظام وتكوين حكومة انتقالية ودستور جديد ومن ثم إجراء انتخابات، واصفًا الوثيقة بأنها عملية حراك ومواقف سياسية مشتركة وضعت بالتجانس والتعايش بغية معالجة الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، وكشف الشعبي عن طرح مشروع الوثيقة على القوى السياسية والحركات المسلحة.
    مشيرًا إلى أنها أرضت طموح القوى السياسية. وحمَّل الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر في مؤتمر صحفي أمس مسؤولية ما يجري في البلاد للنظام الحالي، مشيرًا إلى أنه فشل في إدارة البلاد، فضلاً عن عدم وجود إرادة سياسية لحلحة القضايا الموجودة في الساحة.
    الى ذلك تبرأ حزب المؤتمر الشعبي بصورة نهائية من الحركة الإسلامية من قبل المؤتمر الوطني، مؤكدًا أن الحركة الإسلامية لا تمثل حزب المؤتمر الشعبي لا من بعيد ولا من قريب، فيما أرجع الأمين السياسي أسباب التبرؤ لاختلافهم حول الشورى، مبينًا أن الشورى بالنسبة للمؤتمر الوطني تمثل شوكة السلطة.

    ----------------

    جرّد نصلك يا منبري لنسف هذا الاتحاد.

    .وقيع الله حمودة شطة

    اوقيع الله حمودة شطة

    نشر بتاريخ الأحد, 02 أيلول/سبتمبر 2012 13:00

    ليس هناك فرق في الأهداف والمبادئ بين منبر السلام العادل وهو «تيار»، وبين منبر السلام العادل وهو «حزب سياسي» اليوم.. الأمر الذي يؤكد أن المنبر إنما هو تطور أكثر ليجاري الأحداث من حوله وقد فعل، فهو الذي رسم رؤية سياسية جديدة لمستقبل العلاقة الفاشلة بين الشمال والجنوب، وهو الذي ناهض خطيئة نيفاشا وبصّر ونبّه ما هي نيفاشا حتى وعاها الناس وعلموا فظائعها.. هو الذي ناهض القوات الدولية، وأول من تصدّى لقضية أبيي والجنائية الدولية وحمل على فساد الدولة سيفاً بتاراً.. وأهم من ذلك كله هو الوحيد الذي قاتل مشروع السودان الجديد وتخصص فيه وبرع في إلحاق الهزائم به وبذلك شهد دعاة المشروع الاستئصالي أنفسهم حين أكدوا أن الذي بقي أمامهم حجر عثرة هو منبر السّلام العادل لا أحد سواه.. ولولاه بعد عون الله ــ لزلزل مكرهم السّودان الحديث.ربما كثيرون لم يسألوا أنفسهم ما هو السر وراء نجاح «الإنتباهة» وتقدمها وتطورها حتى صارت عين وأذن وفؤاد أهل السودان وسافرت متجولة في الحضر والبدو.. توجد حيث وجد الناس تصبحهم وتمسّيهم بالخبر اليقين والتحليل العديل، والنقل الأمين، والحق والعدل والفضل ما شهد به الأعداء واعترفوا.


    أخي القارئ الفضيل إن سر هذا النجاح كامن في قوة طرح الإنتباهة من فكر وإيدلوجيا سياسية واجتماعية عالجت واقعًا معيشًا ظن كثيرٌ أن لا أمل في علاجه.. وتهيّب آخرون الخوض في هذا المجهول، وفرّ آخرون كأنهم رأوا قسورة جائعة.
    هذا الفكر وهذا النجاح حمل المنبر والإنتباهة إلى منازل سامقة شاهقة.. ثم ثبات أهل المنبر على طرحهم هذا ما غيّروا وما بدلوا وما جبُنوا.. هو الذي صنع الثقة في أوساط الرأي العام السوداني بل الإقليمي.. ثم تحققت نبوءات وتحذيرات المنبر وعاش الناس مشاهد ما ظللنا نحذر منه منذ سنوات.


    ولما كان الحاسدون والحاقدون والعاجزون والفاشلون والمنهزمون لا يمكرون إلاّ بناجح ومتفوق عمدوا إلى استهداف المنبر وهذا شرف لنا لأننا نعلم طينتهم وأخلاقهم ومحاضنهم، ولمن ولاؤهم.
    قام هؤلاء وطائفة أخرى من العملاء أكثر من مرة ــ ولا يزالون ــ بحملات إعلامية مدفوعة الثمن وأقلام مأجورة متكسبة من وراء هذا الهراء الأجوف.. قاموا يناهضون المنبر.. لكن ظللنا نؤكد أن هؤلاء عاجزون عن مواجهتنا بالفكر والبرهان والحجة.. ولذا لجأوا إلى محاولات يائسة لعلها تحقق لهم حلماً.. وهو الاغتيال المعنوي للمنبر وقيادته.. هيهات.. هيهات.. لا جن ولا سحرة بقادرين على أن يلحقوا أثره.. نحن تجاوزنا هذا والقوم في غيهم وضلالهم القديم سادرون.. إمعات بلا رؤوس..
    كناطح صخرة يوماً ليوهنها
    فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

    يوسف عبد المنان ظل ينفخ حيث نفخ الشيوعيون والعلمانيون أن منبر السلام العادل تجمُّع عنصري.. ويوسف فعل هذا بلا بصيرة هادية يميز بها بين ضروب الأشياء.. لذا يريد أن يؤاخذ المنبر بما كتبه إسحق فضل الله عن وزير المالية الأخ علي محمود.. ويوسف هذا يعلم إنما إسحق كاتب بـ«الإنتباهة» وليس عضواً ملتزماً بمنبر السلام العادل بل هو مؤتمر وطني.. وكما سبق فقد أشرت أن الجريدة هذه منبر حُر للرأي والرأي الآخر، وهذا شيء يخص إسحق وليس صحيحاً أننا متفقون مع إسحق في كل ما يكتبه بدليل أني رددت على إسحق أكثر من مرة فيما كتب.. بل ليس كل عضو في منبر السلام العادل حين يكتب في «الإنتباهة» هذا يعني رأي الحزب في قضية ما، وإنما هو يعبِّر عن وجهة نظره.. وهذا بالضرورة ليس كل الذي يكتبه الطيب مصطفى رئيس الحزب هو رأي الحزب أو هو شيء مُجمع عليه.


    الأخ يوسف عبد المنان عليه أن يعلم أننا لا نكتب لنسمّن جيوبنا ولسنا من أصحاب الأقلام المستأجرة. لسنا كتبة دواوين أو مؤسسات سلطان ولانتهافت على زيارات المسؤولين.. لكن نكتب لتنوير الرأى العام.

    جاء في عمود الطريق الثالث للأخ بكري المدني بصحيفة ألوان بتاريخ الأحد 26 أغسطس 2012م العدد «4955» قال بكري المدني إن رسالة أرسلها إليه يوسف عبد المنان من خلال عموده خارج النّص بتاريخ الخميس الماضي يقول فيها «إلى الصحافي بكري المدني أسمعها مني نحن لا نتاجر ولا نخاف منبر الخال وتابعيه من المنبريين لكن يا بكري لن نتعرّى أمام الشعب ومثلنا وأخلاقنا وتربيتنا تعصمنا عن الانزلاق في الخطيئة واستخدام عبارات المجتمعات السفلى إن كانت معركة رؤى وأفكار فمرحباً بهم أما البذاءة واللّغة السوقية فليذهبوا بها عنا بعيداً فتلك بضاعة لن نشتريها بدرهم أو دولار»..
    يوسف يا عجباً يقول نحن لا نتاجر.. ويحق ليوسف أن ينقد المنبر لا يخاف ولكن ينبغي أن يكون نقداً موضوعياً ومقنعاً.. نسأل يوسف متى لبس ثوب العقل والجدية والوقار حتى يقول لن نتعرّى أمام الشعب.. عجباً هذا المنطق ينطلي على من لا يعرف يوسف.. أقسم بالله ثلاثاً التقيت يوسف عبد المنان أكثر من مرة وتالله ما وقر في روعي يوماً واحداً أن يوسف هذا يصدر عن جدية إذا اختلف إلى مجلس ما.. لست ممَّن يتحدث عن عدم استخدام عبارات المجتمعات السفلى والبذاءة واللغة السوقية.. يوسف أنا أدعوك إلى مناظرتي على الملأ وأن يحشر لها الناس والإعلام ضحى حول الذي تقول، وحول الذي تعتقده في منبر السلام العادل وأرجو أن تترجل وتوافق على هذه المناظرة، وكلٌ يعرض بضاعته وفكره.. لتثبت للرأي العام أن معركتك مع منبر السلام العادل معركة رؤى وأفكار» كما تزعم.. وأرجوك ألاّ تستخدم كلمة رؤى بمعنى رؤية واعتقاد فهذه من الأخطاء القاتلة التي أنت لا تعرف عنها شيئاً.. هناك فرق بين رؤية ورؤيا الأولى تكون في اليقظة والثانية لا تكون إلاّ في المنام.. الأخ يوسف معذور لأنه نائم وفي سبات عميق عن الفكر واللغة.


    ونتحدى يوسف أن يأتي إلينا بمقالات منسوبة إلينا يشير فيها إلى البذاءة واللغة السوقية التي يزعم أننا نكتب بها.. وإلاّ فويل للمكذبين.. كنا في اجتماع فدار نقاش حول الرد على بعض كتاب الغفلة فقام أحد الإخوان واقترح ألاّ يُرد على.
    أحسن القول والإنصاف الأخ بكري المدني حين رد على يوسف عبد المنان ــ بعد حديثه أن كتاب المنبر يستخدون البذاءة واللغة السوقية بقوله «أسأله من أين أتي بها؟ وأين وجدها؟ ليس لأني لم أطالبه بكتابتها في وجه أهل المنبر بل لأنني لم أقرأ مثلها في كتاباته التي ردوا بها على يوسف فعن أي شخص يتحدث يوسف»؟ إ.هـ.


    يحق لك أخي بكري المدني أن تستفهم وتتعجب من صنع زميلك صاحب خارج النص.. اللسان يقترف من العقل!! فعلاً هو خارج النص.
    أما دعوتك أخي بكري ليوسف ليكون معك في فريق واحد وتكوين اتحاد للتصدي لمنبر السلام العادل وقد جندت نفسك بنفسك كما قلت للتصدي للمنبر أقول لك يحق لك أن تختار من تشاء ممن اخترت.. ونحن نرحب باتحادك الجديد ونقبل التحدي وجاهزون تماماً لنزالك.. وإنني أنصحك ألاّ تدخل في اتحادك هذا النطيحة والمتردية وإن فعلت سوف نهزمك ونصرعك ونوردك ورفاقك مورد قوم زعموا مثلك فتقاصروا يوم النزال.. يوم ينادي منادٍ يا منبري جرّد نصلك لنسف اتحاد بكري المدني ويوسف عبد المنان وآخرين.. فقط نريده حواراً ونقاشاً ومناظرة وسجالاً فكرياً موضوعياً هادفاً.. وأشباه الرجال لا طاقة لهم بنزالنا.. أما قولك وأنت تخاطب يوسف «الباشمهندس الطيب مصطفى يحتاج إلى اتحاد وليس هو سهل ولا ما يدعو له لأنه ببساطة «نصف المؤتمر الوطني وكل منبر السلام العادل».
    قولك هذا لازمه القصور والخطل.. هل أنت في معركة مع الطيب مصطفى شخصياً أم مع منبر السلام العادل كلياً.. إن كانت معركتك مع الأول فذاك شيء يعنيك.. وإن كانت مع الآخر فهذا شيء جيّد رُبَّ سجال يدور ينفع الوطن.. والطيب مصطفى نعم هو رئيس المنبر ولكن يصدر عن مؤسسية فأنت معركتك مع المنبر وليس الطيب وحده.. ونحن قبلنا دعوة النزال وشد على «حيلك» إن طريقنا مليء بالصرعى ممن حاولوا الانتحار في ميدان المواجهة ببضاعة مزجاة.
    وقولك «نصف المؤتمر الوطني وكل منبر السلام العادل» مقولة سمجة بارت في سوق الواقع المعيش.


    ----------------

    وكتب اسحق فضل الله فى عموده بالانتباهة ما يلى

    وشهادتنا مجروحة لا نقدمها ــ فما نحن خبراء في الطيران لكن خطاباً يقدمه أحد أعظم خبراء الطيران في إفريقيا ــ وفي خطاب يرفعه للسيد الرئيس ــ يصبح شيئاً يدير الرؤوس.
    > السيد محمد صلاح الزين (مهندس مستشار ــ خريج مانشستر (طيران وعلوم فضاء) وخبير مسجل في المنظمة العالمية للطيرن ــ ورائد هندسة سودانير في الصيانة ــ ومدير هندسة سودانير سابقاً ــ ومدير لطيران الخليج لأكثر من عشر سنوات) والسيد هذا وفي خطابه للسيد الرئيس في فبراير الماضي يقول حرفياً



    بسم الله الرحمن الرحيم
    المرجع رئيس ج ــ 1
    التاريخ: 18/2/2012م
    السيد رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه
    الأخ الفاضل عمر حسن أحمد البشير
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    الموضوع: تبعية هيئة الطيران المدني إلى وزارة الدفاع
    استميحكم الإذن لأتقدم إلى مقامكم السامي راجياً منكم العزوف عن أي قرار يفضي إلى أيلولة الطيران المدني لهذه الوزارة للأسباب الآتية، وباختصار شديد لا على سبيل الحصر:
    1 ــ المبدأ في حد ذاته غير مناسب لتعارض المهام ــ والذي يعني أن الفيصل في شؤون الطيران المدني وزير الدفاع ــ والوضع الحالي تجاوز هذا الارتباط في تقدم الدولة السودانية عبر تاريخها وتطور إلى الوزارة المدنية ــ ولماذا يجيء العكس.
    2 ــ السودان دولة اتسع وعاؤها تعداداً ونماءً وتداخلاً محلياً وعالمياً في حراك النقل الجوي، والقرار يعرض الحركة الجوية إلى انتقاص استقلاليتها.
    3 ــ وجود الطيران المدني تحت إشراف مؤسسة الدفاع يفقد الثقة تماماً لدى العالم في المجال الدولي والمحلي، لأن طبيعة المؤسسة العسكرية تطغى في هذه الحالة على قانون المنظمة الدولية للطيران المدني في ملحقاتها ولوائحها المصاحبة واللاحقة باستمرار، وهي كثيرة ومعقدة أحياناً كثيرة لغير المتخصصين ومن هم دخلاء على مسؤولية هذه المهنة من غير الأساس الأولي عليها ــ والتدرج المنتظم فيها.
    4ــ السودان أعداؤه كثر والقرار مدعاة لمزيدٍ من الحملة علينا، وسيصدق العالم أن دائرة وعاء وزارة الدفاع اتسعت خصيصاً بغطاء جديد ليكون الطيران المدني ووسائله المتنوعة أسلحة إضافية لقمع الحركات المتمردة بالسودان.. إلخ من ادعاءات.
    5 ــ بالطبع أنا كغيري مع كل أبناء بلدي أكثر ما نستنكر هو التجني الفاحش من الجنائية علينا بغرض محاربة قيمنا الإسلامية لكي لا تستقوى وتمتد ــ والملاحقة لن تقف من العدو البغيض فالحكمة عندي أن نفوت الفرص على مكر هؤلاء الأعداء لا أن نهديهم لقماً سائغة للتسويق التي أصلاً هم يبحثون عنها.
    6 ــ حتى مؤسسات الطيران المدني في الدول الصديقة وفي حالة أى قرار من هذا القبيل ستتأثر سلباً في التعامل مع السودان، ولها حق في ذلك، والحقيقة يعرفها أهل الاختصاص المتقدم وليس العامة في الخدمة.
    7 ــ بهذا الوضع يتحاشى المهني المتخصص والمؤسسات المهنية المدنية الاستشارية التي تلتزم بالمعايير العالمية أن تتعامل مع السودان، لأن حاكم (المستفيد) أى الـ end user ــ هو وزير الدفاع.
    8 ــ وثمة نصيحة من خبير تمرس في عمل قطاع الطيران وفي أعلى مسؤولياته ويتشرف بأعلى تقويم في المهنة وعلى المستوى البريطاني ــ كأول سوداني ينال زمالة الجمعية الملكية البريطانية، أؤكد لكم أن قيادة قطاع الطيران بالسودان ليست بالمهنية التي يتشرف بها السودان من ناحية الكفاءة ــ وإني لفخور بقولكم الصريح في نافياتكم الثلاثة بخصوص الخدمة المدنية (لا للحزبية ولا للمحسوبية ولا للسياسة). وأعلم سيدي أني لم أنتم الى أية قبيلة سياسية في حياتي، ولكني أعشق المهنة وتستفزني الأخطاء فيها لأنها مرتبطة بسلامة الأرواح، والله أسأله أن يسدد خطاكم إنه ولي التوفيق، مع تقديري واحترامي.
    محمد صلاح الزين
    > والجملة التي تدير كل شيء في خطاب الدكتور الزين هي إذن جملة (عدم الكفاءة).
    > ومدهش أنه في اليوم الغريب ذاته ــ السبت الماضي كان الحديث يدور عن مصانع جياد وكيف أقيمت بمغامرة مثيرة جداً ــ يقوم بها رجال أكفاء مخلصون ــ رائعون حتى إذا أقيم المصنع جرى تسليمه إلى أصابع عدم (الكفاءة) ــ ليبدأ الدمار.
    > والحديث يقص أحاديث رائعة مثلها عن مشروع البترول ــ ونتمني أن يشرح الأستاذ حمد النيل عبد القادر حكاية البترول ابتداءً من مغامرة تهريب الحفارات تحت الليل.
    > ثم المشروع يسلم إلى أصابع تذهب به.
    > ثم إدارة المال (وزارة المالية وبنك السودان و.. و ..) وكيف تقام وتقوم حكايات مذهلة لتوفير كل شيء تحت حصار مجنون هائل.. وتنجح.
    > ثم تسلم إلى أصابع تفعل الآن ما تفعل
    > ونكرر ــ لأننا لا ننسى ــ حكاية بروفيسور قنيف وبروفيسور عب الله، وكلاهما يحدثنا ونحن جلوس في سندس عن كيف أن زراعة القمح تنجح إلى حد مذهل.
    ــ ثم تسلم إلى أصابع تقوم بتدميرها.
    > والأسبوع الماضي الصحف تحمل خبراً صغيراً عن حبوب تحول الذرة إلى نوع من القمح.. والمشروع هذا نكتب عنه العام الماضي بعد تجربة ناجحة .. (كانت تستطيع أن تحول كل شيء بضربة واحدة).
    > والمشروع يقتل ــ (بالكفاءة) ذاتها و...
    > والحكايا المبتذلة تتحدث عن تدمير الاتحاد السوفيتي بالأسلوب ذاته ــ
    > والحديث الأعظم يقول (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
    > القيامة ذاتها..!!!!
    > وليس مهماً أن تقوم القيامة.. المهم أن يبقى فلان في مقعده.
    (4)
                  

09-06-2012, 07:54 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    رئيس جهاز المخابرات السوداني السابق:
    حكومة الإنقاذ دواء فقد صلاحيته
    الأربعاء, 05 أيلول/سبتمبر 2012 05:44


    قطبي المهدي:
    إذا استقال الرئيس البشير فيجب ألا يبقى نوابه بمن فيهم نائبه الأول طه

    «الشرق الأوسط»: أحمد يونس


    قال رئيس جهاز المخابرات السوداني السابق القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، الدكتور قطبي المهدي، إن حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الرئيس عمر البشير وصلت إلى طريق مسدود، ووقفت عند النقطة التي بدأت منها، ولم تطور نفسها، وإن استمرارها في السلطة رهين بإحداث تغيير كبير في البنية السياسية للنظام.

    وشبه المهدي في حوار مع «الشرق الأوسط» حكومة الإنقــــــاذ بأنها مثل «دواء جيد» فقد صلاحيتــــــــه، بعد أكثر من 23 سنة، ودعاها لإحداث إصلاحات حقيقيـــــة تتمثل في ذهاب المسؤولين الذين قضوا زهاء ربع قرن على كراسي السلطة. وأوضح أنه سمع أن الرئيس عمر البشير سيتقدم باستقالته في عام 2115، لكنه أكد أن نوابه أيضا يجب أن يستقيلوا معه، ولم يستثن من طلب تقديم الاستقالة النائب الأول علي عثمان محمد طه.

    وشن المهدي هجوما عنيفا على مؤتمر الحركة الإســــــلامية، وقال إنه تضييــــع للجهد في هياكل ومؤسســـــات ورئـــيس وأمين عــــــام، وعلى وفــــــد التفاوض الســــــــوداني، ودعا لاستبدال وفد غيره وتقليص صلاحياته. وفيما يلي نص الحوار:

    * صرحت بآراء مثيرة للجدل، هل هو لسان الحزب، أم أنها آراؤك الشخصية؟

    - لي تجربة أطول من تجربة السودان الحالية، واستوعبت حقائق تاريخية ومعاصرة كثيرة، لذا لن «أسجن نفسي» في منطق الحزب.

    * مواقفك شجعت الجنوبيين على الانفصال؟

    - نحن نتحدث عن الوحدة الشاملة، ويؤيدنا جنوبيون كثر، لكنا خذلناهم باتفاقية «نيفاشا»، إذا كانوا يسعون لتحويلنا إلى شعب غير مسلم وغير عربي فهذا مرفوض بالتأكيد، من دون أن يعني أننا انفصاليون.

    * موقفك من التفاوض واتفاقية نيفاشا جعل الناس يظنون أن ثمة عداء شخصيا بينك وبين الجنوبيين؟

    - لم أعترض على التفاوض، بل على المنهج التفاوضي الذي سارت عليه الحكومة.

    * ألم يناقش منهج التفاوض داخل الحزب، أم أنه فرض فرضا؟

    - الأفكار التي بنيت عليها اتفاقية نيفاشا أعدت في مراكز الدراسات الأميركية، ووكالة المخابرات الأميركية (CIA)، ووزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، وقامت مبادئ نيفاشا على الوثائق التي قدمتها، وتسمح تركيبة المنبر التفاوضي بالكثير من التدخلات ممن سموا أنفسهم شركاء الإيقاد، خاصة الأميركان والبريطانيين، واتبعت سياسة «الجزرة والعصا»، وتمت قيادة المفاوض السوداني إلى مسار غير صحيح، ثم نجحت العصا ولم نجد الجزرة، الممثلة في السلام وأولوية الوحدة والمساعدات وتطبيع العلاقات مع أميركا. لقد استغفل الأميركان السودانيين.

    * هل ترى أن حل مشكلة جنوب كردفان والنيل الأزرق يمكن أن يكون باللجوء للحرب؟

    - هناك اتفاقية موقعة بيننا (نيفاشا) علينا الالتزام بها.

    * لكن الواقع الآن تجاوز «نيفاشا»، بصدور القرار 2046 عن مجلس الأمن؟

    - من أين جاء هذا القرار؟! لم يجئ بإرادة سودانية.

    * هناك واقع ماثل؟

    - هناك جهات تتآمر على السودان، هل نستجيب لها أم نتبنى مواقف نابعة عن إرادة وطنية حرة تدافع عن البلاد؟!

    * إذن تحاربونهم حتى يعودوا إلى «المشورة الشعبية»؟

    - إذا كنا على حق فلن نتركه، إذا أرادوا حربنا فهم المعتدون، وإذا اضطررنا للدفاع عن بلدنا وسيادتنا سندافع عنهما. هناك استعمار ووطن وموقف وطني ومقاومة ودفاع عن الشرف، لن نتنازل عن هذه الأشياء.

    * سيادة البلاد منتهكة فعليا، فهناك أكثر من 30 ألف جندي أجنبي فيها..

    - هذا واقع يتعارض مع مبادئي وكرامتي وسأقاومه.

    * الحكومة استنادا على مثل هذه المواقف «المتشجنة» الابتدائية ترفض أشياء لتعود لتقبل ما هو أسوأ منها، تمانع في البداية وبقليل من الضغط تقبل أقل مما رفضته في البداية! - هذه واحدة من مشاكل الحكومة التي أضرت بها ضررا بالغا، تتخذ في بداية الأمر موقفا موضوعيا ثم تتراجع عنه تحت الضغط، فالكثير من الدول التي تتبنى القضية السودانية وتدافع عنها أصبحت تتردد لأن الحكومة قد تغير رأيها وتتبنى نقيض الموقف. وأن تتخذ موقفا وتغيره لاحقا فهذا يفقدك ثقة شعبك، ويفقدك ثقة حلفائك، ويعطي انطباعا سيئا لأعدائك.

    * الآن أنت تدعو لرفض التفاوض، وبالتالي رفض القرار الدولي 2046، ما هي البدائل؟

    - لم تقبل الحكومة القرار بإطلاقه ولم ترفضه بإطلاقه بادئ الأمر، لكنها في وقت لاحق تراجعت وقبلت القرار كله. التفاوض مع قطاع الشمال خطأ كبير فرضه مجلس الأمن على الحكومة، ويعد تدخلا في قضية داخلية، وتسبب في الاعتراف بمجموعة متمردة على النظام. ما الذي يدعوهم للتفاوض مع متمردين ليست لهم علاقة بالأمر؟! على الحكومة أن تكون واضحة إذا كانت ترفض التفاوض مع ياسر عرمان وقطاع الشمال، وأن تلتزم بموقفها، وتشرع في التفاوض مع أهل المنطقتين.

    * لم ترفض حكومتكم التدخل الدولي في الجنوب ودارفور، فلماذا ترفضه في قضية جنوب كردفان؟

    - هذا هو التذبذب في مواقف الحكومة الذي أرفضه، فأنت تذكر في بداية التفاوض مع الحركة الشعبية أنه كان هناك موقف ثابت بأنها قضية داخلية، وتم التراجع عن هذا الموقف بانتظام حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، ودُولت المشكلة السودانية.

    * من هم الذين تراجعوا، ألا تصدر القرارات بشكل مؤسسي؟

    - عادة يتم تفويض مسؤولين من دون رقابة من المؤسسات حزبية كانت أو حكومية، وكان المفاوضون يقولون «نحن مفوضون تفويضا كامل»، ليبدوا جادين في التفاوض وذوي مصداقية ومخولين، وتسير الأمور حسب طريقة التفكير هذه. حسب رأيي هم أناس جيدون، لكن هذا منهجهم في التفكير، ولعلك لاحظت ما يثار دائما في وجه الوفد المفاوض داخل المؤتمر الوطني وقواعده وإعلامه.

    * المجموعة ذاتها تقود التفاوض منذ نيفاشا، مما يدل على أن قيادة الحزب والدولة راضية عنها.. هل لديك «مواقف شخصية» ضد رئيس وفد التفاوض إدريس عبد القادر ومجموعته؟

    - ليست لديّ مواقف شخصية ضدهم، وأرى أنهم صادقون جدا، يتفاوضون بحسن نية مع عملاء ومخربين لا يراعون مصالح شعبهم أو بلدهم، وليست لهم قضية حقيقية، إنما يراعون الوسط الدولي والإقليمي المرتبطين به في أجندتهم السياسية، أنا لا أحب التعامل مع هؤلاء الناس. في نيفاشا توصل الوفد السوداني معهم إلى اتفاق سلام بأولوية الوحدة، لكنهم لم يطلبوا ضمانات، فيما حصل جون قرنق على ضمانات لكل المكاسب التي حصل عليها في الاتفاقية، لذا حين نكصت الحركة عن اتفاقها واتجهت نحو الانفصال لم يكن عندنا ضامن ليقول لهم «خرقتم الاتفاقية»، وهذا ما حدث في أبيي وهجليج، وأنا أعتبر هذه الروح التي ظل الوفد يتفاوض بها نهجا خاطئا ظلوا يكررونه كل مرة.

    عندما ذهبوا لـ«أديس أبابا» ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، وبحسن نية مفرط في باقان وعرمان، قالوا دعونا «نعمل حاجة»، فظهرت حكاية الحريات الأربع..! دولة تحشد جيشها على حدودك احتلت هجليج، وهناك احتمال حرب شاملة معها، كيف تعطيها الحريات الأربع..؟ ظل الوفد نفسه منذ نيفاشا، وكون خبرة في الملفات التفاوضية، مع قدر من المودة والمحبة مع المفاوضين الجنوبيين (عرمان وباقان ولوكا بيونق، وغيرهم)، رغم موقفهم من كل ما هو عربي وإسلامي. يجب تبديل وفد التفاوض، وألا تعطى له صلاحيات مطلقة، وأن يفاوض وفق موجهات محددة ويرجع في ما استشكل عليه إلى مؤسساته.

    * كأنك تصف وفود الحكومة المفاوضة بأنها «ساذجة»! - لا أستطيع أن أصفهم بأنهم ساذجون.. هذا منهجهم في التفكير، يظنون أنهم كلما قدموا تنازلات تحل المشكلة، وأن أي تمسك بالحق يقود إلى المواجهة.

    * الآن ماذا ستفعلون في التفاوض المقبل؟

    - أنا أعتقد أن الرأي العام الجنوبي توصل إلى أن باقان ولوكا وأبناء أبيي لا يمثلون المصلحة الجنوبية، ولا مبرر لهذه المواجهات التي يفتعلونها، لأن البلدين لا غنى لأحدهما عن الآخر، ويجب أن تكون العلاقة بينهما علاقة تكامل. لكن المشكلة أن الجنوب تتسلط عليه مجموعة متمردة تكن الكراهية والعداء للسودان، تحالفت مع كل أعدائه (إسرائيل، واليمين الأميركي). كل ما نريده حقوقنا «حدود السودان 1965/1/1» واتفاقية نيفاشا بكل مساوئها، هذا هو ما عندنا، والأمر عند الجنوبيين، يغيرون وفدهم التفاوضي، يغيرون خطهم السياسي، يقدرون مصلحتهم، هذه مسؤوليتهم هم.

    * أنت من فتح بوابات للتدخل الدولي، وقدمت عرضا لأميركا بالتعاون الأمني وأنت رئيس لجهاز الأمن والمخابرات، فرفضوا عرضك.. هل موقفك من الغرب رد فعل على رفضهم عرضك؟

    - لدي استعداد للتفاوض مع أي جهة، كانت أميركا تزعم أننا ندعم الإرهاب ونقيم له المعسكرات، فقلت هذا ليس صحيحا، وليست لدينا مشكلة مع أميركا نريد تدميرها من أجلها، هناك مصالح مشتركة يمكن التفاهم حولها، دعوتهم لنكشف لهم محاولات المنظمات الصهيونية للتشويش على السودان، أنا كنت على استعداد للجلوس معهم، لكن جهات معينة رفضت الوصول إلى تفاهم مع السودان، وخرج قرار الأجهزة الأميركية بعدم التعامل معي على الإطلاق، وصدرت تعليمات بتحريض من سوزان رايس وجون برندر قاست، بعدم فتح أي باب معنا.

    * البعض يقول إن موقفك «المتشنج» من الغرب يرجع إلى هذا الرفض، رغم أنك نفسك غربي؟

    - بدأنا حوارا مع أميركا في الفترة التي بدأت فيها الاتهامات أثناء وجودي في الخارجية، وحين جئت لجهاز الأمن واصلت على النهج ذاته، ولم يتغير موقفي حتى الآن، وأنا ضد الحرب باعتبارها «أبلد» طريقة للتعامل بين الشعوب.. أنا أدرك تماما الإمكانيات الهائلة في الغرب، ومعجب بكثير من إنجازاته، وتعلمت منه الكثير، وأملك القدرة على التواصل مع الغربيين أكثر بكثير ممن يتكلمون الآن.

    * هناك أزمة لا ينكرها إلا مكابر.. أيام الأزمة الاقتصادية العالمية قلتم الاقتصاد معزول ولن يتأثر بالأزمة، وقبل الانفصال قلتم لن نتأثر به، بعد إغلاق أنابيب النفط قلتم لن نتأثر.. وكانت النتيجة عكسية تماما.. كيف تواجهون هذا الصعوبات الجدية؟

    - هناك أزمة سياسية واقتصادية متعددة الجوانب، ناتجة عن أن الحركة السياسية السودانية متخلفة، ويلاحظ هذا في أداء القيادات السياسية والأحزاب الموجودة. هناك أزمة حقيقية وتتطلب مواجهتها «روحا جديدة» في كل المؤسسات السياسية الحاكمة والمعارضة، في بداية الأمر كان يمكن قبول مثل هذا الواقع، لكن الآن بعد 23 سنة من الحكم، فإن الإنقاذ وقفت في النقطة التي بدأت منها، ولم تستطع بناء دولة، ومثلها المعارضة ظلت واقفة في مرحلة ما قبل الإنقاذ، ولم تقدم بديلا للإنقاذ. ولم تستطع الإنقاذ تطوير نفسها لمواجهة المرحلة القادمة، ففي مؤتمر القطاع السياسي الماضي بالحزب طرحنا شعار «هذه مرحلة السودان الجديد» والجمهورية الثانية، ومرحلة إحداث نقلة اقتصادية كبيرة تحولنا لدولة متقدمة، ونملك إمكانات لذلك سنخرج بها من دائرة الأزمات لدائرة البناء، وعلينا تجاوز الأزمات إما بحلها أو بتحجيمها والانطلاق في مرحلة البناء، ويقتضي هذا تغييرا كبيرا في البنية السياسية للنظام ليواجه مهام هذه المرحلة. وعندما جاء التنفيذ لم يتغير شيء في الحكومة ولا في المؤتمر الوطني، لذا أعتقد أن نظام الإنقاذ هو أشبه بدواء ممتاز جدا لكن صلاحيته انتهت، والدواء منتهي الصلاحية مهما كان جيدا لن تكون له فعالية، هذه هي الأزمة التي تعيشها البلاد. المعارضة لم تقدم بديلا أفضل من الإنقاذ، ولسوء الحظ فإن البديل الأفضل هو نظام الإنقاذ، وهذه قمة المأساة.

    * ثلاث وعشرون سنة ظل الأشخاص أنفسهم يحكمون البلاد والنتيجة ما تحدثت عنه، ألا توجد في المؤتمر الوطني بدائل أكثر شبابا وأقل إرهاقا للقيادات التي فشلت زهاء ربع قرن؟

    - لم يستطع النظام تقديم طروحات تجدد حيويته، ومهما كانت قدرات الإنسان فخلال ثلاث وعشرين سنة يكون قد استهلك نفسه. سمعت أن الرئيس البشير قال إنه لن يترشح مرة أخرى، وهذا جيد في تقديري، وآمل أن تملك كل القيادات هذه النظرة، لكن الموضوع ليس أن تذهب فقط، بل ماذا تركت وراءك.

    * النائب الأول علي عثمان محمد طه في نفس وضع الرئيس، هل هو مرشحكم؟

    - هما من جيل واحد وتجربتهما مشتركة ويتحملان المسؤولية بمستوى واحد، فإذا ذهب الرئيس فلا يفترض أن يظل أحد.

    * يدور همس أن الرئيس لا يثق في المدنيين ولا يعطي ثقته لغير العسكريين، وبالتالي سيحرص على أن يكون بديله عسكريا؟

    - هذا كلام غير صحيح، وصحيح أيضا أن ثقته في الجيش كبيرة جدا، لكن بطبيعة الحكم فقد عول على المدنيين أكثر، وطيلة الفترة الماضية نمت الثقة وتطورت العلاقة الشخصية التي قامت على أسس فكرية وسياسية.

    * لكن الصراع بين العسكريين والمدنيين برز بصورة مكشوفة؟

    - هناك عسكريون حاولوا القيام بانقلابات عسكرية وتخلوا عن الرئيس، وبينما كانت أزمة الرئيس مع قيادة الشعبي محتدمة جدا وقف معه هؤلاء المدنيون، وقف معه النائب الأول رغم أنه كان الذراع اليمنى للترابي، مثله مثل كثيرين كانوا من مساعدي الترابي المقربين.

    * السودان أصبح رهينا بالرئيس بسبب مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية..

    - مشكلة الرئيس مع المحكمة الجنائية الدولية لا تختلف عن قضية السودان مع الجهات التي تقف مع المحكمة الجنائية الدولية، هناك مؤامرة، عندهم 51 شخصية غير الرئيس سيتم تقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية تباعا. هي مشكلة السودان مع مجلس الأمن والمحكمة وأميركا والقوى الاستعمارية كلها. وليست للرئيس مشكلة شخصية مع المحكمة، بعد أن فقدت مصداقيتها وفضحت نفسها بشكل كبير جدا على مستوى العالم، واتضح أنها ليست جهة قضائية أو قانونية إنما هي جهة سياسية في أيدي القوى المهيمنة.

    * تتسرب تقارير غربية تقول إن المجتمع الدولي وبالاستعانة ببعض دول الجوار العربي يرتب لـ«مساومة» بمقتضاها يتنازل الرئيس عن السلطة مقابل معالجة مشكلة مذكرة التوقيف، لأن السودان أصبح رهينا بالرئيس، ولن يقدم المجتمع الدولي أي عون له إلا إذا تنحى الرئيس..

    - هذا حديث غير صحيح بالطبع، لكن بافتراض أن هذا حدث، فالسودان لا يعول على المساعدات الدولية، ولم تثمر تجربة التجاوب مع ما يسمى بالمجتمع الدولي في نيفاشا وأبوجا إلا وعودا. نحن لا نعاني عزلة، بل توترا في العلاقة مع أميركا وبعض الدول الغربية، ومعظم دول العالم الثالث عندها هذا القدر من المشاكل مع بعض الدول.

    * ما معنى أن تعد الحركة الإسلامية لمؤتمرها الثامن من دون الإشارة لوجود الرئيس فيه؟

    - أصلا الرئيس ليس له دور قيادي أو تنظيمي في الحركة الإسلامية، باستثناء الفترة التي تلت الانشقاق. الحركة الإسلامية السياسية موجودة داخل المؤتمر الوطني، وهي مؤيدة للنظام والمؤتمر الوطني، وعلاقتها بالرئيس من خلال مشاركته في المؤتمر الوطني.

    * بهذا الفهم للحركة الإسلامية، ما هي الضرورة لوجودها الذي لا يتعدى الأشواق القديمة؟

    - هذه ملاحظة صحيحة، كانت الحركة الإسلامية قبل الإنقاذ حركة دعوية وحزبا سياسيا، وكانت لها تطلعاتها للوصول للسلطة، أما بعد الإنقاذ فأصبحت مهامها عند مؤسسات أخرى، وتوقف دورها لأن الدولة والحزب يقومان بجزء كبير من نشاطها. أنا من الذين يزعجهم الحديث عن الحركة الإسلامية كتنظيم وهياكل، فالحركة الإسلامية هي الجهد الدعوي بكل أشكاله، أما إذا تحولت إلى مؤتمرات ولوائح ورئيس وأمين عام ستستغرقنا عن القيام بعمل إسلامي حقيقي في المجتمع، ونكون قد سجناها في سياق يمنع دورها كحركة إسلامية.

    * قلت ذات مرة في «صالون سيد أحمد خليفة» إن الحركة الإسلامية الحالية ليست قابلة للتفعيل، ولا يمكن الاعتماد عليها، وإن خيارات الهجرة والابتعاد واردة بالنسبة لك.. هل ستعود لبلدك الثاني «كندا» أم أن جديدا جد..؟

    - تشهد هذه المرحلة حراكا شديدا داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، يعبر عن القلق الذي أشرت إليه، وكل الأطراف في انتظار المؤتمر القادم، وهل سيأتي بجديد يبشر بخيارات جديدة، وكل الناس يحتفظون بخياراتهم.. بعد كلامي جاءت مذكرة «الألف أخ»، ثم موضوع مجموعة «سائحون»، وقدمت قواعد الحركة طروحات كثيرة جدا في انتظار المؤتمر العام
                  

09-09-2012, 03:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    حزب البشير: اعترافات قطبي المهدي غير مقبولة وستؤثر على الجو العام ،،
    أمن الحزب يحذر الصحف من نشر كلمة واحدة من الحوار
    السبت, 08 أيلول/سبتمبر 2012 11:53

    الشرق الاوسط: الخرطوم: أحمد يونس

    وصف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الحديث الذي أدلى به الدكتور قطبي المهدي، عضو مكتبه القيادي ورئيس جهاز المخابرات السابق، لـ«الشرق الأوسط» في الخامس من سبتمبر (أيلول) الحالي بأنه «يحوي آراء شخصية»، وأنه «غير مقبول». وكان المهدي قد وصف حكومة الإنقاذ بأنها «دواء انتهت صلاحيته»، ودعا لتغيير القيادات في الحزب والدولة بمن فيهم النائب الأول لرئيس الجمهورية، علي عثمان محمد طه، وإلى تغيير وفود التفاوض ومنهجيته.

    ولم يعتبر الدكتور بدر الدين أحمد إبراهيم، المتحدث باسم الحزب، تلك الآراء بأنها «خروج عن الخط أو المعنى العام للحزب»، واكتفى بالقول: «عند أخذه في السياق العام وكشخص داخل الحزب سيؤثر على الجو العام». وكعادته لم يتوجه الحزب إلى «عين القضية»، بل أخذ اتجاه التقليل من الآراء الجريئة التي أدلى بها الرجل المهم داخله. وأحدثت آراء الرجل كثيرا من الاضطراب بدا واضحا في عمل دوائر نافذة كثيرة في الحزب والدولة، و«ارتباكة» لافتة داخل سلطات الرقابة على الصحف بجهاز الأمن والمخابرات، إذ حذرت صحف الخرطوم - «وهي محيرة في أمرها» - من نشر أو نقل كلمة واحدة من الحوار بعد أن أعدت صفحاتها واختارت «مانشيتاتها».

    بل وإن موقع فضائية «الشروق»، نشر خبرا مستخرجا من الحوار، لكنه «اختفى» من الموقع فجأة ودون مقدمات، وذكرت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة التحرير استشارت مدير القناة العام، محمد خير، فأذن بالنشر، بيد أن قوة نافذة تملك سلطات لا يملكها المدير العام ورئيس التحرير سحبت الخبر من الموقع كأن شيئا لم يحدث.

    الإنكار وشخصنة الآراء، نهج معروف في تعامل حزب المؤتمر الوطني، ويرجع إليه «الناقمون» داخل الحزب، والمعارضون للأزمة الحالية التي تعيشها البلاد، وقراء «الشرق الأوسط» - بالطبع - لم تفتهم «نغمة» المسؤول الإنقاذي الرفيع التي عزف عليها لحنه، ولا «نقمته» على ما يحدث داخل حزبه، والصراعات العاصفة بين التيارات داخله، التي كشفها الرجل بشجاعة غير معهودة في القادة الإنقاذيين.

    ولن تفوتهم أيضا أن «النغمة» ذاتها تتكرر وصار يعزفها كثيرون داخل الحزب، ويؤيد هذا الكتاب الذي صدر في لندن قريبا: «الإسلاميون أزمة الرؤية والقيادة»، لمؤلفه «عبد الغني أحمد إدريس» وهو أحد الكوادر الشابة في حزب المؤتمر الوطني، حمل ذات الأفكار، وحرك عميقا سكون البركة الراكدة منذ سنين، وفتح كوة للبركان الذي ظل ساكنا في عمقها وهو يخبئ حمما من الغضب.

    عبد الغني إدريس قال في كتابه دون مواربة، إن هناك تيارين متضادين داخل الحزب، يرى أحدهما أن الحزب تخلى عن معتقداته ومرجعيته الإسلامية، وهو تيار ذو نفوذ أكبر لكنه لا يملك «سلطة» فعلية، وتنسب إليه المذكرة التي شغلت الساحة السياسية، وأنكرها الحزب هونا، ثم عاد ليقول إنها حقيقة، واشتهرت باسم «مذكرة الألف أخ»، والجديد أن تيار «الشيوخ» أعلن مؤخرا عن مشروعيتها.

                  

09-09-2012, 05:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    400 من (المجاهدين) يجتمعون تحت أحد كباري بورتسودان بعد وضع العراقيل أمامهم
    September 8, 2012
    (حريات)

    إجتمع حوالي 400 (مجاهد) من مبادرة (سائحون) تحت أحد كباري مدينة بورتسودان أمس الجمعة 7 سبتمبر ، بعد أن وضعت سلطات الولاية عراقيل للحيلولة دون الحصول على قاعة لإجتماعهم التشاوري .

    وشارك في اللقاء وفد من لجنة المبادرة المركزية برئاسة الدكتور اسامة عيدروس ومحمد صديق الشفيع و الشيخ فتح العليم عبد الحي .

    وطالب المتحدوثون في توصياتهم بضرورة الاصلاح ومحاربة الفساد بكافة اشكاله ، وركز الشيخ فتح العليم في خطبته على مفاهيم التغيير كما تحدث اسامة عيدروس عن اهداف مبادرة المجاهدين داعيا الى عدم الانهزام ومواصلة السير في طريق الاصلاح مهما كانت الصعاب .

    ومن جانبه اكد عادل عبد اللطيف ان المبادرة تسعى لجمع تيار واسع وقوي من المجاهدين والضغط على كافة الجهات للانصياع لصوت الحق ورغبات القواعد في الاصلاح .

    وقبل نهاية الإجتماع أبلغ مسؤول أمني المجتمعين بضرورة فض اللقاء بناء على توجيهات عليا من الولاية ، ومع إستياء الحاضرين إلا انهم فضوا الإجتماع بعد تفويض لجنة (منصة) بورتسودان يصياغة توصياتهم حول الإصلاح .

    واصدرت لجنة مبادرة (سائحون) بياناً أمس كشفت فيه تفاصيل ما جرى .

    (نص البيان أدناه) :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بيان من لجنة مبادرة السائحون

    يقول الله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) صدق الله العظيم

    وصلا للحراك الذى بدا عقب لقاء قاعة النيل الكبرى ووفاءا لعهدها معكم ظلت لجنة المبادرة تعمل ليلها بنهارها حراكا غير منقطع ولقد تابعتم بحمد الله المناشط الناجحة فى ولاية الخرطوم ونهر النيل والجزيرة ولقد تمت كل هذه المناشط بلا تضييق او عراقيل من الاجهزة حكومية او امنية كانت …وبالامس سافر وفد يمثل لجنة المبادرة مكون من الاخويين اسامة العيدروس ومحمد صديق والشيخ فتح العليم عبد الحى الى بورسودان لحضور لقاءها الجامع والذى حدد له صبيحة اليوم ..تلقى وفد مبادرتكم تنويرا من سكرتارية البحر الاحمر بخصوص ترتيبات اللقاء حيث انهم اوضحوا ان كثيرا من العقبات وضعت فى طريقهم للحيلولة دون وجود قاعة لاقامة اللقاء مما حدا بالمنظمين لاقامة الللقاء تحت كبرى بشارع الخرطوم …مضى اخوتكم نحو لقاءهم الجامع غير ابهين بهذه العراقيل حيث كان الجمع حاشدا ومهيبا ونوعيا يفوق ال 400 مجاهدا منهم اكثر من 25 مجاهدا من الاهوال الاولى رفقاء الشهيد احمد الامين ومحمد شيبة وكان كذلك جامعا لاجيال المجاهدين المتلاحقة …بدأ اللقاء وكانت المنصة غاية فى الانسجام والترتيب حيث حددت سته محاور للنقاش من اجل الوصول لورقة جامعة حول الاصلاح تقدم باسم مجاهدى البحر الاحمر تحدث عن لجنة المبادرة المركزية محمد صديق وتحدث كذلك الشيخ يسلم نائب امين الحركة الاسلامية بالبحر الاحمر …تحدث كذلك عدد مقدر من المجاهدين حيث اتسم جل كلماتهم بالشفافية والعقلانية ولامست كلماتهم كل جوانب الاصلاح ومن بعد ذلك انفض اللقاء لصلاة الجمعة حيث ام المصلين الشيخ فتح العليم عبدالحى وتحدث عن ضرورات الاصلاح ومقومات المصلحين حيث ابكى المصلين حينما تحدث عن الشهيد احمد الامين الشيخ الزاهد الذى رفض كل المناصب …واصل المجاهدين لقاءهم بعد صلاة الجمعة حيث اعطيت الفرصة لمجاهدى نهر النيل والذى حضروا لرد زيارة مجاهدى البحر الاحمر لهم وتحدث انابة عنهم الاستاذ عادل عبد اللطيف ..

    كانت الاجهزة الامنية حضورا للقاء بكافة مسمياتها وكانت تراقب وقد ابدى بعضهم اعجابهم بمستوى الطرح …قبل انتهاء اللقاء وصياغة التوصيات النهائية تم اخطار المنصة من قبل احد منسوبى تلك الاجهزة بان هنالك تعليمات عليا من لجنة امن الولاية بفض اللقاء …تعاملت منصة بورسودان بعد التشاور مع لجنة مبادرتكم وقررت الاستجابة لتلك التعليمات بعد ان تم تفويضها من قبل الحضور لصياغة التوصيات النهائية …هذا كل ماحصل لذا توكد لجنتكم وترجو الاتى :

    1. نوكد ان القاء كان ناجحا وفاق كل التوقعات وخرجت منصة بورسودان بتفويض واضح من الحضور لصياغة التوصيات النهائية

    2.اتصلنا بالاجهزة الامنية لاستجلاء الامر حيث تم التاكيد على ان هذا القرار يخص امن ولاية البحر الاحمر وليس للمركز علاقة بذلك .

    3. نوكد باننا ماضون فى مسيرتنا غير ابهين بهذه العراقيل وستمضى المسيرة باذن الله نحو غاياتها تحرسونها بصدقكم ودماء شهدائكم .

    4.نرجو من الجميع عدم الانسياق وراء الشائعات وسنوافيكم بما يستجد من معلومات وتفاصيل .

    وبالله التوفيق


    ----------------



    إلى النائب الأول لرئيس الجمهورية..

    وهذا بيان للناس.
    .وقيع الله حمودة شطة


    وقيع الله حمودة شطة


    نشر بتاريخ الخميس, 06 أيلول/سبتمبر 2012
    13:00
    أخي النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخي أنت أحد الأعمدة القانونية المعتقة في بلادنا السودان.. والقانوني الضليع يصلح أن يكون قاضياً عادلاً يمشي بالإنصاف بين الناس، والقضاة كما قال عليه الصلاة والسّلام في الحديث «القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة» يعني بذلك يوم القيامة، وجاء في شرح الحديث أن الاثنين اللذين في النار ــ نعوذ بالله ــ أن الأول كان يجهل وحكم بجهل فأصاب الناس بظلم.. والآخر كان يعلم ولكنه يحكم بين الناس تبعاً لهواه مجاملة ومحاباة أو أخذاً بالرشوة وهذا أيضاً يصيب الناس بالظلم والجور وتغيير وجه الأشياء ولذا كلاهما استحق هذا الوعيد يوم القيامة.. النار.. أما الذي في الجنة فهو من عرف الحق وفقهه وحكم بين الناس بالعدل يتحرّى ويخشى الله ولذا استحق الثواب والجنة. كان الأوائل من أهل الإسلام لا يسندون وظيفة القضاء إلاّ إلى من توفرت فيه صفات الفقه والعلم والحكمة وبُعد النظر والتقوى والورع والزهد والأمانة والصدق والشجاعة في قول الحق.. لأن أمر الناس في الدين والدّنيا لا يستقيم إلاّ مع قضاء عادل ونزيه.


    أخي النائب الأوّل نكتب إليك ما نكتب فبجانب أنك القانوني الشهير فأنت أيضاً النائب الأول لرئيس الجمهورية.. وأنت الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية.. وأنت نائب رئيس المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في بلادنا.


    نكتب إليك وأنت الذي قد أعلنت أنك استللت سيفاً بتاراً لقطع دابر الفساد والمفسدين.. وإن كان سيفك هذا مسلطاً على مخابئ الفساد الإداري والمالي في الدولة، فنأمل أن يسلط أيضاً على غياهب الفساد الأخلاقي الذي يمارسه بعض المسؤولين في الدولة.. فساد الشقق المفروشة.. جاء في عمود الأخ الصحافي الأستاذ.. علي البصير في صحيفة «الإنتباهة» بتاريخ الأربعاء 11 شوال 1433هـ ــ الموافق 29 أغسطس 2012م العدد «2326» تحت عنوان «مسؤول في بيت دعارة» وهذا نص الخبر كما جاء في العمود أعلاه «أصدرت محكمة جنايات أركويت شرق برئاسة مولانا إبراهيم محمد خالد حكماً بالجلد «80» جلدة والغرامة «2000» جنيه لمسؤول ولائي كبير وأربع فتيات تم ضبطهم في أوضاع فاضحة داخل شقة بالخرطوم شرق وجاء في تفاصيل الخبر ما يلي «وتعود تفاصيل القصة إلى أن معلومات توفرت للأجهزة الأمنية بوجود شقة بالمعمورة تُمارس فيها الدعارة وتمت مداهمة الشقة بأمر تفتيش، أسفرت المداهمة عن ضبط المسؤول ومعه الفتيات الأربع وبالتحقيق معهم اتضح عدم وجود رابط شرعي بينهم، وبناء على ذلك تم فتح بلاغ في مواجهتهم تحت المادتين 144،155 ممارسة الدعارة والأفعال الفاضحة، بعد أن استمعت المحكمة لأقوال شهود الاتهام الذين أكدوا للمحكمة ضبطهم للمتهمين الـ«5» داخل شقة، قامت باستجواب المتهمين وبناء على حيثيات القضية توصلت لمخالفتهم المادتين 155،144 من القانون الجنائي وأصدرت في مواجهتهم حكماً بالجلد والغرامة» اهـ

    بمتابعتنا لتفاصيل القضية من مصادر أخرى تبين لنا أن المسؤول الرفيع من ولاية البحر الأحمر وقد أُدين في هذه القضية أمام القاضي كما جاء في تفاصيل الخبر، وكما جاء في تفاصيل الخبر أيضاً في عمود الأخ علي البصير أن الدستوري والسيادي المدان هو «م.ط.م.ح» حدثت هذه الواقعة ودُوِّنت في القسم الشرقي البلاغ رقم «467» أربعمائة سبعة وستين، والضامن في هذه القضية هو «أ.ط.أ» الحروف الثلاثة مسبوقة بأداة التعريف «ال»، دون البلاغ بتاريخ 1/7/2012م وصدر الحكم في رمضان بتاريخ 13/8/2012م. بعد هذه الفضيحة المجلجلة التي ضربت أركان ولاية البحر الأحمر صدرت أعداد من المنشورات وُزِّعت على الجماهير وتناولت بعض المساجد الحادثة مما يعني أن القضية صارت قضية رأي عام.. ولكن هذا ليس الخبر الأهم.. لكن الخبر الأهم هو أن المسؤول السيادي والدستوري الرفيع لم ينفَّذ عليه حكم القاضي الذي صدر ضده بالجلد لأنه «شريف» وتم تنفيذ حكم القاضي بالجلد على الفتيات الأربع لأنهن ضعاف..!!


    أخي النائب الأول لرئيس الجمهورية إن الذي نقوله هذا ليس كفراً إعلامياً ولا تطرفاً إعلانياً وإنما هو واقع معيش.. الأمر الذي يجعلنا ــ وكلنا ثقة ــ في حسن استجابتكم لإحقاق الحق وجعل الناس سواسية أمام القانون والعدل.. وأنتم السادة العارفون بهذا فلا تذكير.
    أخي النائب الأول إننا الآن أمام طامّة لاطمة سوف تهلك هذه الأمة تبعاً للسنن، وباستقراء حوادث التاريخ في الأمم السابقة نجد أن الذي أهلكهم هو الجور والظلم الذي مارسه قضاتُهم وحكامُهم.. جاء في حديث النبي ــ عليه الصلاة والسلام ــ «إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» وحين همّت قريش في شأن المرأة المخزومية التي سرقت وخافوا أن يكلموا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أسامة حبه كلّمه فيها، غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً ثم قال: أتشفع في حدٍ من حدود الله يا أسامة أو كما قال.. ثم قال: «والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمدٌ يدها» ثم أمر بالمرأة فأُخذت بالعدل.
    أخي النائب الأول إن دولة الكفر تدوم وتتمكن بالعدل وإن دولة الإسّلام تزول وتتزلزل بالجور والظلم.. أما وقد اتضح الأمر بجلاء في هذه القضية فإنا نطرح الأسئلة التالية.
    1/ متى يُطبَّق حكم القاضي على هذا المدان «المسؤول»؟
    2/ من الذي عطل تنفيذ هذا الحكم نريد أن نعرف ويعرف الرأى العام؟


    3/ هل يستمر هذا المسؤول في موقعه التنفيذي والتنظيمي وتمضي عليه عبارة «خلوها مستورة»؟ أم تطبق عليه مادة الإخلال بالشرف والأمانة.
    4/ فيما أدري لم يصدر أي بيان رسمي من حكومة البحر الأحمر حول هذا الموضوع فإلى متى يستمر هذا التعتيم .. إلى متى؟!
    نكتب هذا.. وهذه الحادثة ليست هي الوحيدة.. فالمدينة مليئة بأحاديث الشقق المفروشة.. وما أدراك ما الشقق المفروشة الفساد المصدّق والحرام المحلّل على سمع الدولة وبصرها.. يقوده القضبان.. نكتب هذا حتى لا تتحول الخرطوم وأحياؤها الراقية إلى باريس العاهرة.. ويحدونا حسن الظن والأمل، أخي النائب الأول أوقفوا الإباحيين.. وسلوا عليهم سيف السلطان.
    إن التحدي الذي سيواجه رئاسة الجمهورية هو هذا النوع من القضايا التي تحتاج إلى إرادة في الحسم والمعالجة وقضية الدستوري الولائي هذه تعتبر أول تحدٍ بعد نيل رئيس الجمهورية لرسالة ماجستير أخرى في العلوم الشرعية عن أطروحة بعنوان «تحديات تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان».
    اللهم إني قد بلغت فاشهد

    الانتباهة
                  

09-09-2012, 05:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    مع الشيخ أحمد عبد الرحمن القيادي بالحركة الإسلامية:
    التفاصيل
    نشر بتاريخ السبت, 01 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    > حوار: نفيسة محمد الحسن> تصوير البجاوي

    * ماذا قدم الإسلاميون خلال 23 عاماً من الحكم للسودان حتى يكون مؤتمرهم حديث الساعة؟؟
    * وماذا استفاد المواطن؟
    * وهل الحركة الإسلامية يمثلها هؤلاء فحسب؟؟
    * أليس أعضاء حزب المؤتمر الشعبي وطائفة الأنصار والختمية والطرق الصوفية يمثلون في واقع الأمر حركة الإسلام في السودان؟؟
    * ما هي الحركة الإسلامية؟ هل هي تيار أم تنظيم عقائدي إيدلوجي أم نظام سياسي وما هو دورها بالتحديد؟؟ كل هذه الأسئلة طرحتها «الإنتباهة» على الشيخ أحمد عبد الرحمن أحد رموز الحركة الإسلامية وشيوخها الذي قال إن د. حسن الترابي ومؤتمره الشعبي ليسوا معنيين بهذا المؤتمر لأنهم ليسوا الأصل بل مجموعة (انفصلت)، وفي هذا الحوار محاولة لتقييم بعض جوانب حكم الحركة الإسلامية وهي تعقد مؤتمرها..
    > ماذا قدمتم للسودان خلال «23» عاماً؟ «يكرر الشيخ عبد الرحمن السؤال» ويقول: وضع البلاد وما قدمته الإنقاذ لم تقدمه حكومة منذ الاستقلال، والشعب يعلم ذلك!!
    > هل يعطي الدستور القادم البرلمان الحق في محاسبة الرئيس؟؟
    يجيب الشيخ.. هذا مجرد حديث ولم يكن هذا من أسباب المفاصلة.. إلى نص الحوار الذي أجرته «الإنتباهة» مع الشيخ أحمد عبد الرحمن أبرز شيوخ الإسلاميين.

    > ما هو تعليقك حول انعقاد المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية في السودان؟؟
    < انعقاد المؤتمر أمر طبيعي، وسيحتوي كل التحركات والململة التي حدثت في مسيرة الحركة الإسلامية في السودان مؤخراً، والتشاور والتفاكر في أمورها لمعالجة القصور والاستفادة من الإيجابيات.
    > بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر ما هي الحركة الإسلامية؟ هل هي فكر سياسي أم تنظيم فكري إيدلوجي أم تيار عام؟
    < هي مجموعة من الناس ملتزمة بتوجه محدد في الفكر الإسلامي منذ فترة طويلة، لا تدّعي أنها تحتكر الفكر الإسلامي إنما هي مدرسة من مدارس الفكر الإسلامي.

    > وما هي إختصاصاتها وواجباتها؟

    < اختصاصاتها محددة منذ فترة طويلة بنظم ودساتير.
    > تحديداً ماهي اختصاصاتها في السودان؟
    < ذكرت أنها معلومة لدى الناس.


    > لكن قد يكون بعض من الشعب السوداني لا يعلم عنها شيئاً؟


    < في هذه الحالة عليهم الرجوع إلى الكتب والإصدارات التي تحدثت عن اختصاصات الحركة الإسلامية.
    > كيف تنظر إلى الازدواجية بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والحكومة؟
    < هو تعاون وليس بازدواج بين الحركة والمؤتمر والحكومة.. فهي خاصة بالتنظيم واستيعاب السياسات الجديدة، لأن الحركة الإسلامية استطاعت أن تكون الأولى في دفة الحكم.. والاجتهادات الآن لإيجاد معادلة لتعاون هذه الأجهزة لضرورتها في الحياة السياسية بالسودان، ولكل مجال اختصاص لا يستطيع الآخر القيام به، فالحكومة لا تلغي دور الحركة الإسلامية، والحركة كذلك لا تلغي دور الحكومة، وكذلك المؤتمر الوطني والعمل العام الذي يقوم به.


    > وهل متوقع أن تدمج الحركة الإسلامية في المؤتمر الوطني؟


    < هذه من الأشياء التي ستُطرح داخل المؤتمر الثامن وستُرفع وقد يصل المؤتمرون إلى قناعة بتطويرها في أي صيغة، وهي من الخيارات لأن العلاقة بين الوطني والحركة ضرورية وحتمية لكن بأي صورة تكون؟ هذا ما سيحدِّده المؤتمر.
    > عطفاً على ما تم إعلانه في المؤتمر الصحفي بعدم مشاركة المؤتمر الشعبي ماهي المبررات ولماذا تكون مجموعة من الإسلاميين خارج المظلة؟
    < هذا مؤتمر للحركة الإسلامية (الأصل) ولا يمكن أن يشارك المؤتمر الشعبي فيه لأنه يخص الحركة الإسلامية (الأصل) والآخرون مجموعة انفصلت عن الأصل، إذاً أصبحوا غير معنيين بهذا المؤتمر، وهكذا هم ليسوا جزءًا من الحركة الإسلامية الأصل.
    > ألا تعتقد أن هناك بعض الأحزاب مثل الاتحادي والأمة يُعتبرون إسلاميين ويهمهم أمر الإسلام؟
    < القوالب الموجودة الآن لمفهوم الحركة الإسلامية تدعو إلى الدعوة الإسلامية وكيف يمكن تمكينها بقيم الإسلام والدين المعروفة وتقود الدولة لكنها متعددة، فالحركة التي يتحدث عنها الإسلاميون هي الحركة التي تُعنى بالتصور الحديث للفكر الإسلامي الذي تبنَّته مجموعة من الناس غير النموذج التقليدي الآخر الذي تبناه الأنصار ونموذج الختمية، وغير التبني الحديث الذي تبنته المجموعة التي خرجت على الحركة الإسلامية (الأم).


    > كيف تنظر إلى تجربة الإسلاميين في الحكم خاصة بعد فوزهم في مصر؟


    < هي موفقة باعتبارهم كانوا أمام تحدٍ كبير، وفي السودان وبغض النظر عن رأي مجموعة وانتقادها إلا أن الحركة الإسلامية نجحت إلى حد كبير بهذه الاستمرارية لفترة طويلة وبالتصور للفكر الإسلامي الحديث.


    > هل تقصد أن تاريخ الحركة الإسلامية في حكم السودان ليس به قصور؟


    < لن تدعي الحركة الإسلامية أن ما وصلت إليه نهاية المطاف وأنه لا يوجد قصور، بل هنالك الكثير من القصور الذي يجب أن يكمل، وطالما أنها تحكم كل السودان تحتاج إلى مساهمات حقيقية من كل القوى التي ترفع راية الإسلام لتطويرها ودفعها وتصحيحها.
    > ما مدى إمكانية نجاح الحكم الإسلامي في العالم قياساً على تجارب سابقة؟
    إن الربيع العربي الذي جاء وبعض الناس حسبوه سيأتي إلى السودان أعتقد أنه جاء مخيباً لظنهم بل دعم جهود الحركة الإسلامية في السودان كما اعترف بذلك الكثيرون، ومن الصعب تقييم الحكم الإسلامي في العالم، لكن أقول إجمالاً إن الحركات الإسلامية جاءت بعد الحرب العالمية الثانية في بعض الدول، الحديث الكثير عنها بدأ الآن يؤتي ثماره بتأثير أكبر على القرار في كثير من البلاد التي كان يستبعد فيها قيام حركات إسلامية ذات تأثير، حتى في السودان وبجهود بعض المجاهدين والدعاة استطاعت انتزاع السلطة من القوى العلمانية التي كانت تحكم لنصف قرن من الزمان هذه البلاد، انتزعت منها السلطة سواء كان بالجماهير أو القوة العسكرية وردت الأمانة إلى أهلها المواطنين الذين أرادوا أن تكون إسلامية.
    > تناقلت وسائل الإعلام المبادرة لجمع الحركة الإسلامية من بعض دول الربيع العربي؟
    < لم أستمع لهذا الحديث من دولة بعينها، هذا حديث تناقلته الصحف وهذه أشواق وتمنيات فقط.


    > ألا توجد فرصة للمّ شمل الإسلاميين في السودان؟

    < المناخ الآن غير مناسب لمثل هذا الحديث والطرح، وهذه مجرد أشواق وأمنيات لبعض أفراد الحركة الإسلامية.
    > في حديث لرئيس الجمهورية أن الدستور القادم سيعطي البرلمان الحق في محاسبة الرئيس وعلاقة الجهاز التنفيذي بالتشريعي وهذه أبرز أسباب المفاصلة بين الشعبي والوطني ما هو تعليقك؟
    < هذه قضايا واردة في كل الدساتير ووارد مناقشتها بالاستفادة من تجارب الأمم النبيهة، ولم تكن من أسباب المفاصلة التي يتحدثون عنها، وكنت وقتها بالبرلمان إلا أن هذه لم يكن الاختلاف حولها.
    > كيف يمكن التوازن بين القوى الشعبية للدول العربية وبين القوى العظمى التي تسعى إلى التشتيت والتفتيت.
    هذا امتحان لإرادة الشعوب، بلا شك حدث الربيع العربي شكَّل مرحلة جديدة أصبح للشعوب بها دور عكس الماضي، هذه مسألة صحية والربيع العربي أوصل الشعوب إلى مرحلة متطورة في نمو وتطور إرادة الشعب حتى يكون (سيد) نفسه..
    > الحكمة ضالة المؤمن، كيف يمكن تنزيل المفاهيم والدلالات القرآنية في السلطة؟
    هذا يجب أن يُستنفر له بعض الناس من ذوي الاختصاص لوضع المسؤولية أمامهم ويجب أن يلتفتوا لها باستنباط وإيجاد الخيارات لكيفية إنزال هذه القيم والمبادئ الإسلامية في الحكم، وهذا يحتم على الحركات الإسلامية الموجودة في الحكم أن تتعاون في هذا المجال.
    > للشيخ أحمد عبد الرحمن رأي واضح في عدم إكمال العقد الوطني والمواطنة.. ما هور دور قيادات الحركة الإسلامية في هذا؟
    < هذا صحيح، وفي اعتقادي أنها قضية كبيرة لأن المواطنة لم تتعمق وتترسخ مفاهيمها حتى الآن ولا تزال الولاءات الضيقة سواء كانت عرقية أو اثنية أو جهوية تشكل أسبقية بكل أسف أمام الولاء الأعلى للوطن، وفي تقديري أن المشوار طويل ويقتضي من كل العاملين في العمل السياسي أن يتوافقوا على برنامج يُعنى بشأن العلاقة (الفوقية) أو الأعلى للوطن.

    > توقع الشعب السوداني منذ أكثر من «23» عاماً تجربة جديدة في الحكم لكن حدثت إخفاقات؟
    ماذا تقصدين بالإخفاقات؟ وأين هي؟

    >الضائقة المعيشية التي يعيشها المواطن الآن والتوتر الأمني في جنوب كردفان والنيل الأزرق ألا تمثل إخفاقات في تاريخ حكم الإنقاذ؟
    < الوضع في السودان الآن بكل المقاييس والمفاهيم أفضل من السابق، سواء كان في الأمن أو المعيشة أو الحداثة، هذه كلها ينبغي أن تخضع إلى دراسة موضوعية وتقييم حقيقي لمعرفة هل حدثت إيجابيات إم إخفاقات، وفي تقديري أن الإيجابيات واضحة، وما تم خلال الـ «20» عاماً أثناء حكم الإنقاذ لم يحدث منذ الاستقلال ومنذ تأريخ السودان، مثلاً البترول والزراعة والطرق وكل البنيات الأساسية من كهرباء وغيرها تمت وتضاعفت بعد مجيء الإنقاذ والشعب يعلم بذلك
    .
    > في ظل الضغوط المعيشية التي يعيشها المواطن الآن واستيائه من سياسات الحكم.. هل يمكن أن يتنحّى الرئيس؟

    < يتحدث الكثير من الناس عن تنحي الرئيس، هل تنحي الرئيس سيحل الأزمات؟ على الناس في تقديري أن يكونوا موضوعيين، ويعلموا أن الضائقة المعيشية التي يستشعر بها أهل الحضر أكثر من البادية هي نتيجة طبيعية للأسبقيات التي أعطتها الإنقاذ للبنيات الأساسية التي كانت معدومة والمتمثلة في الطرق والجامعات والمصانع، لذلك يتعب المواطن لنهضة قادمة بإذن الله، لكن البعض يصورها بأنها سياسات في الحكم، مثلاً إيقاف البترول عمل سياسي وليس اقتصاديًا ويعني (علي وعلى أعدائي) لوجود قوى كبيرة في الخارج تستهدف النظام وهي على استعداد لدفع أي ثمن مقابل إيقاف البترول من أجل الضغط على النظام القائم، ولن يتنحى الرئيس.

    > إذاً أنت راضٍ عن أداء الحكومة؟


    < لا أقول إنني راضٍ عن النظام مع الضيق في المعيشة لكن بهذا الضيق لا يمكن أن نقول إننا نرفض هذا النظام لأنه إذا أُجريت انتخابات الآن سيفضل المواطن العادي هذا النظام خاصة في مناطق الوعي وسيأتي بهذا النظام لأن (المجرَّب لا يجرَّب).


    > تحدثت عن الإرادة والهُوية السودانية.. كيف يمكن صنع إرادة وطنية مع حكم حزبي استمر لأكثر من «23» عاماً؟


    < لهذا الحزب إسهامات في ترقية الروح الوطنية والتماسك الاجتماعي باستقطاب القوى الأخرى معه لأن هذه مهمة ستظل تصاحب العمل الاجتماعي لإيصال القوى السياسية إلى مرحلة نضوج لتكون كل القوى السياسية في كلمة سواء بقواسم مشتركة للمرحلة الحالية من أجل وحدة السودان والكل يطمح إلى هذه المرحلة.

    الانتباهة
                  

09-09-2012, 09:12 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    السائحون.. الخطر القادم
    09-08-2012 03:57 PM

    قدامى محاربين يسعون للإنقضاض على حلم الديمقراطية
    السائحون.. الخطر القادم

    رشان أوشي
    [email protected]

    قبل اسابيع طفت إلى السطح اخبار تناقلتها مجالس المدينة ووسائل الاعلام حول مجموعة من الإسلاميين تسمي نفسها المجاهدون السائحون، تبين لي انهم مجموعة من منسوبي الحركة الإسلامية على الرصيف وبعضهم من المؤتمر الوطني و الشعبي يطمحون لترميم تجربة الحكم الفاشلة التي وصفوها بالمسيئة للمشروع الحضاري الذي بذلوا فيه جهد جهيد واستولت عليه طائفة من الإنتهازيين أحالته إلى ركام فساد ومسخ مشوه على حد قولهم ، عقد هؤلاء السائحون عدة لقاءات رمضانية شابتها حراسة أمنية مشددة اهمها لقاءهم في جامعة الخرطوم إحدى نهارات رمضان بمسجد الجامعة الذي أحاطته به عربات شرطة مكافحة الشغب والقوات الأمنية، على حسب رواية احد منسوبي هذه المجموعة التي تؤرق مضاجع النظام أنهم يقرون تماما بفساد النظام الحالي ويسعون لتخليص الحركة الإسلامية من تغول طامعي السلطة والجاه عليها، ولكن المقلق في الأمر ان هؤلاء السائحون يخططون للإلتفاف حول النظام الحالي وإنتاج نظام جديد ليس عبر آلية إسقاط النظام بل عبرعبر ما يسمونه بـ(الاصلاح) اي التغلغل في وسط النظام وتغييره داخليا وتسلم السلطة، بمعنى ان نستيقظ ذات يوم صباحا شبيه بصباح 30 يونيو 1989م ونجد انفسنا بين فكي مجموعة من المتشددين يرون في انفسهم الحق بوراثة عرش نظام 30 يونيو بإعتبارهم من حملوا البندقية في الحرب العنصرية بجنوب السودان، فمجريات الأحداث تؤكد ذلك.. ومن اهم الإشارات على أن المخطط يمضي على قدم وساق هو الإعلان عن مؤتمر للحركة الإسلامية التي لم يرفع عنها صيوان العزاء حتى الآن ومازال يبكيها الباكون، وهو المؤتمر الذي لم يرق لبعض ممن كانوا يعتبرون الحركة الإسلامية مطية للوصول إلى السلطة من العسكريين وبعض الساسة، لذلك سارعوا بوضع العثرات أمامه ونثروا الأشواك، وتم تأجيل موعد إنعقاده، بل وبرزت بوادر فتنة كبيرة يحاول هؤلاء السائحون تلافيها حتى لا تدخلهم في انشقاق جديد يفتت عضد ما ظلوا يخططون له منذ المفاصلة الشهيرة 1999م-2000م.



    كل المعطيات في المسرح السياسي تؤكد بأن هنالك خطان يطوقان النظام.. خط المعارضة الشبابية والسياسية التي تدعو لإسقاط النظام وإنتاج بديل ديمقراطي جديد عبر فترة إنتقالية تعقبها إنتخابات تغير نظام الحكم المتداول منذ الإستقلال وهذه تمضي ببطئ تواجه صدامات عنيفة من الترسانة الأمنية، بينما يعمل هؤلاء الإسلاميين السائحين في الخفاء للإنقضاض على النظام بعد أن تضعفه وتعريه تلك المجموعات الشبابية، وهو اسلوب ممارسة سياسية براغماتية اشتهر بها الإسلام السياسي في كل تجاربه في الممارسة السياسية في العالم ، وبالتالي فإن ما يجب التنبه له هو أن تجربة الإسلاميين في حكم السودان مرت عبر مراحل بدأت بمشاركتهم الفعلية في فترة الراحل نميري من خلف الكواليس وانتجوا نموذج سيبتمبر المشوه، وفترة الديمقراطية الثالثة تغلغوا في اوساط الجيش والشارع حتى انقضوا على الشرعية الديمقراطية بليل 30 يونيو، والآن يحاولون استغلال نشاط المعارضة الشبابية التي تنهك النظام والإنقضاض علىه وهو هش منهك، إذا فهؤلاء هم الخطر القادم وإذا لم نتبه له فسنجد أنفسنا وسط فكي الإسلام السياسي مرة أخرى للخروج بنموذج سيكون أفظع مما هو حالي ويدعمهم في ذلك تنامي تيارات الإسلام السياسي بعد الربيع العربي
                  

09-10-2012, 05:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    تانى ؟





    بسم الله الرحمن الرحيم

    البيان الأول لعضوية الحركة الإسلامية السودانية

    الإخوة والأخوات

    ظلت الحركة الإسلامية ومنذ أكثر من ستين عاما تؤدي وظيفتها فى مجال الدعوة الإسلامية فى هذه البلاد الطيبة ، وكان قوامها رجالا كثيرا ونساءا صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . بذلوا لها العرق والدم والمرتخص والغال. وتحت شعار ( الله غايتنا ) سقط شهداء كثر وارتفعت أرواحهم الزكية لله تعالى .وقدمت نموذجا للإسلام فى إعتدال واستنارة جعلها تتقدم على رصيفاتها من الحركات الإسلامية ، وطرقت كل شعاب الحياة تردها بالرفق والحسنى الى هدي الدين .

    ثم لما اشتد عودها بدأ أعداؤها فى الداخل والخارج فى الكيد لها ومحاصرتها . عندئذ قدرت قيادتها – وكان تقديرا خاطئا كما تبين لاحقا – أن يستولوا على السلطة فى يونيو 1989م عبر نظام الإنقاذ .

    كانت الحركة الإسلامية أول ضحايا نظام الإنقاذ حين أقدم على حلها وبالتالي فقدت مرجعيتها في أن تكون هى الحاكمة والضابطة لزمام الأمور . ثم ما لبث قادتها أن إصطرعوا صراعا مؤسفا على كراسي السلطة ضاربين بتاريخ الحركة الناصع وقيمها السامية عرض الحائط

    وكان الحصاد المر هو هذا النظام المتسلط الذي يؤمه الوطني وتلك المعارضة الكسيحة التي يؤمها الشعبي وبينهما شعب أصيل طحنته السياسات الخرقاء بعد أن مزقته ، وأتت على ثرواته فنهبتها جهارا نهارا ، فقد غدا الوطن فى ظن أولئك القادة مجرد غنائم والمواطنون مجرد أتباع .

    الإخوة والأخوات

    فاق هذا النظام كل الأنظمة التى سبقته فى التسلط والفساد وإهدار موارد البلاد.

    أما التسلط فقد تبدى فى التشبث بالمناصب وأصبحت هى الهم ومبلغ العلم . وضرب رئيس النظام ونائبه الأول وبقية شلة القيادة أسوأ الأمثلة فقد أسكرهم حب الجاه والسلطان ففرضوا أنفسهم ترغيبا وترهيبا وتزويرا على مناصب الدولة والحزب والحركة معا . وتلاشت معايير القوي الأمين ، والحفيظ العليم ، وتراجعت قيم التداول السلمي وحرية الإختيار . وغابت أدبيات الجرح والتعديل ، والتقييم والتقويم ، والمحاسبة والعزل . وإذا نحن أمام وجوه مملة وكوادر فقيرة ذات إمكانات بائسة , وقيادة عاجزة أرهقها المكر والبطش وأعياها التمدد والتطاول فى التسلط ، فمن فشل منهم يكافأ بمنصب آخر .

    23 عاما ولم يتبدلوا وكأن حواء الحركة الإسلامية والشعب السوداني لم تنجب غيرهم ممن يصلح للقيادة ويدير شأن البلاد بوعي وكفاءة .

    وأما الفساد فقد ملأ البر والبحر وحتى الجو . وتحت بصر قادة النظام وسمعهم نهبت الأموال وتضخمت ثروات الأقارب والمحاسيب وأغتنى منسوبو النظام وحاشيتهم .. وشيدت القصور داخل وخارج السودان.. وأصبح المال دولة بين الأغنياء منهم . ومافاض صرف على أمن ودفاع النظام . وأما مجانية التعليم والصحة والخدمات فقد أصبحت جزءا من الأحاجي السودانية .

    وأما إهدار موارد البلاد فيكفي مثلا ما آل اليه مشروع الجزيرة وسودانير والسكة حديد . وما آلت اليه الخدمة المدنية من تدهور وإهمال . كل المرافق العامة بيعت بثمن بخس وما تبقى معروض للبيع . وخرجت القطاعات التقليدية الزراعية والحيوانية من دورة الإقتصاد السوداني مما أدى الى قحط الريف وازدحام المدن . وزادت الململة ونشطت حركات التمرد تطالب بالعدل فى قسمة السلطة والثروة . فكانت سياسات النظام الخرقاء فى المزيد من إهدار الموارد البشرية والعسكرية فى قمع تلك الحركات أو الصرف السياسي البذخي لإرضائها وترويضها . ولكن الإهدار الأكبر كان للبترول فقد ضاعت عوائده وثبت تماما أن هذه القيادة لا تحسن التعامل مع موارد البلاد فقد بددته كما بددت غيره وكان الإنهيار المروع للعملة الوطنية والموت السريري للإقتصاد السوداني .

    الإخوة والأخوات

    وتوالت إخفاقات قادة هذا النظام بدءا بإتفاقية نيفاشا المعيبة والتى تم التوقيع عليها تحت تأثير التنازلات والإبتزاز والضغوط والغفلة التى أبتليت بها تلك القيادة . حيث أفضت تلك الإتفاقية الى تقسيم البلاد ووسعت رقعة الحرب وفاقمت من معاناة الشعبين فى الشمال والجنوب . ولم تجلب وحدة ولا سلاما ولا رخاءا كما كان يتوهم قادة هذا النظام .

    ثم جاءت حرب دارفور والذى كان أكثر الأقاليم شقاءا بقادة هذا النظام وسياساتهم الخرقاء مما تسبب فى قتل عشرات الألاف ونزوح مئات الألاف فى أسوأ كارثة انسانية يشهدها السودان طوال تاريخه وبات الإقليم على شفا الإنفصال هو الآخر ، وضاعت سيادة السودان وأصبح رئيس النظام مطلوبا للعدالة الدولية وأسفرت القبلية عن وجهها الكريه وتهتك نسيج المجتمع وضعفت أواصر الفكر والوطن .

    الإخوة والأخوات

    لم يعصم قادة هذا النظام من غضبة هذا الشعب سوى تدثرهم بشعار الشريعة الإسلامية . أما وقد تنكروا لها وأضحت عندهم مجرد كلمات ينعقون بها ، تلوكها ألسنتهم وتخالفها فعالهم . فقد أُرتكبت كل الموبقات القتل والظلم والإختلاس وأكتناز المال والقبول بالربا والتنكيل بالمعارضين وتشريدهم ؛ واعتقال النساء والطلاب . حتى الطلاب الذين ظلوا يمثلون رصيدا متناميا للحركة الإسلامية طوال تاريخها أضعناهم ولم نأبه لأشواقهم وتطلعاتهم وأسلمناهم للغير الذين وجدونا غافلين فأخذوا يعبثون بمستقبلنا المتمثل فى شبابنا وطلابنا .

    وأما الحركة الإسلامية فقد جعلها قادة هذا النظام مجرد لافتة فقد فارقوها مذ تنكروا لقيمها وخانوا شهداءها وداسوا على كسبها وقاموا بحلها ثم جعلوها مطية للتشبث بكراسي السلطة .

    الإخوة والأخوات

    الآن بات واضحا أن هذا النظام يحتضر وأن قيادته لم تعد أمينة على هذه البلاد ولا حفيظة عليها , فقد فقدوا كل سند لهم وانفض من حولهم كل من به نزعة من تدين أو نخوة من وطنية ولم يبق بجانبهم سوى العاطلين من المواهب وثلة من المتسلطين أو المفسدين أو فضلات الأحزاب المتردية والنطيحة أو علماء السوء والسلطان أو الذين ارتبطت مصالحهم ببقاء قادة هذا النظام (( ما كان الله ليذر المؤمنين على مآأنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)).

    الإخوة والأخوات

    ظلت الغالبية من عضوية الحركة الإسلامية ممن قبضوا على جمر قضيتها , وذاقوا مرها ، من الخفاف عند الفزع والثقال عند الطمع . ظلوا واقفين على الرصيف ينأون بأنفسهم من ذلك النظام المتسلط وتلك المعارضة الكسيحة . الآن نقول لهم لم يعد مجديا الوقوف على الرصيف والتفرج . فقادة هذا النظام يخرقون سفينة هذا البلد إن لم نضرب على يدهم هلكوا وهلكنا . وإذا منعناهم نجونا ونجا هذا الشعب الأصيل . وعلينا أن نعمل جميعا على إسترداد الحركة الإسلامية وتخليصها من براثن قادة هذا النظام (( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )).

    الإخوة والأخوات

    نعلن برآءتنا من هذا النظام وفعله المشين وفساده المبين . ونطالب هذه الطغمة الحاكمة وفى مقدمتها رئيس النظام ونائبه الأول بالتنحي والرحيل فورا . وننصحهم بعدم الإلتفاف على رغبات عضوية الحركة الإسلامية المتطلعة الى قيادة جديدة قوية و أمينة وصادقة , والى حكم راشد يأتي بالرضا والشورى ويحكم بالعدل والإحسان ويتعاون مع جميع القوى السياسية ومكونات المجتمع على البر والتقوى . ونحذرهم بأن قمع الإحتجاجات المشروعة ما عاد ذا جدوى فأعتبروا بمصير القذافي وبن علي . أليس منكم رجل رشيد . ونذكرهم فى الختام أنه بمثل ما أتوا على أكتاف الحركة الإسلامية فسيكون زوالهم على يدها بمشيئة الله مالك الملك .

    حفظ الله البلاد والعباد ووقاهم الفتن ما ظهر منها وما بطن .

    والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين

    الله غايتنا

    الرسول قدوتنا

    القرءان دستورنا

    الجهاد سبيلنا

    الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا .

    وترقبوا البيان الثاني .

    الإتجاه الإسلامي – السودان

    الجمعة 22 رمضان 1432هـ
                  

09-11-2012, 04:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الشيخ حسن الترابي في الثمانين: تحية وتأملات
    د. عبدالوهاب الأفندي
    2012-09-10


    كنت وبعض كرام الإخوة على موعد في رمضان المنصرم في العاصمة السودانية الخرطوم لعقد ندوة فكرية ذات أبعاد دولية للاحتفال ببلوغ الشيخ حسن الترابي الثمانين من عمره قبيل حلول الشهر المبارك هذا العام. وبخلاف ما درج عليه السودانيون من ترك الأمور حتى آخر لحظة، بدأ التخطيط لهذه المناسبة قبل أكثر من عام، وبقدر كبير من الجدية. ولكن الحالة السودانية أدركت المنظمين في نهاية المطاف، حيث تقرر قبل أسابيع من انعقاد الندوة تأجيلها لأجل غير مسمى لأن التحضيرات لم تتقدم كما ينبغي. ما نأمله هو أن يتم التغلب على المصاعب قريباً وعقد هذه الندوة، لأن سيرة الشيخ الترابي تحتاج إلى كثير من التأمل، لما كان له من تأثير في تاريخ السودان، سلباً وإيجاباً، ربما لم يسبقه إليه شخص في العصر الحديث، وهو تأثير لم يقف ـ في سابقة أخرى- عند حدود السودان.
    ما زلت أذكر جيداً أول مرة رأيت فيها الشيخ الترابي: كان ذلك في عام 1975، وكنت في السنة الأولى في الجامعة حين حضر لعقد لقاء مع أعضاء التنظيم بعيد خروجه من السجن. وكان الشيخ قد اعتقل في اليوم للانقلاب الذي قاده العقيد جعفر النميري بدعم يساري في مايو 1969، وكان مثار الاحتجاج عند أنصاره أن زعيم حركة معارضة تم اعتقاله قبل اعتقال وزير الدفاع، بينما بقي رئيس الوزراء وقتها في منزله ونجا زعيم حزب الأمة المشارك في الحكم من الاعتقال.


    وقد كان في عقد ذلك اللقاء بعضاً من التفسير لماذا كان أهل الحكم على حق في الاعتقاد بأن الترابي كان يمثل خطراً على نظامهم أكبر من وزير الدفاع ورئيس الحكومة وزعماء أحزاب الحكم. فقد تمكن التنظيم من عقد لقاء سري لعدد قارب الألف شخص، في قلب الجامعة، دون أن يكون لأجهزة الأمن أو أي جهة أخرى علم به. تم حجز قاعة كبيرة في كلية العلوم باسم جمعية طلابية لا علاقة لها بالسياسة، وكان على الأبواب والطرقات المؤدية إلى القاعة أشخاص يدققون في هوية كل قادم، إضافة إلى التأكد من أنه يحمل 'تذكرة' دخول. وتم عقد اللقاء وانفض بدون أي محاذير أمنية. ولكن 'الأمن' في السودان له جوانب أخرى، كما سأوضح بعد قليل.


    في ذلك اللقاء سجلت أول اعتراض لي على سياسات التنظيم. فقد جاء إلينا الترابي وقتها برسالة مفادها أن على الحركة الإسلامية الطلابية أن تمارس نوعاً من التهدئة مع النظام. ولم أعرف وقتها أن اقتراح الترابي كان يرمي لخدمة أجندة سرية، تمثلت في الترتيب لعمل مسلح كان سينطلق من ليبيا العام التالي، ولكن اعتراضي على المقترح كان سيكون قائماً حتى لو علمت. فقد علقت حينها بأن تبني التهدئة من قبل الحركة الإسلامية ستكون له كلفة سياسية باهظة، لأننا عبأنا الطلاب ضد النظام، واستندت مشروعيتنا على المعارضة والنضال من أجل الحريات والديمقراطية. وعليه لن يكون في مقدورنا اتباع سياسة تهدئة ما لم نحصل على 'غطاء سياسي' يتمثل في نشاط معارض خارج الجامعة (عمل نقابي أو سياسي أو غيره). أصر الترابي وقتها على طلب التهدئة وقال إنهم سيدرسون دعم القرار. وعلى كل لم نلتزم نحن بطلب التهدئة، وما كان ذلك ممكناً.


    بعد عدة أشهر، عدت إلى منزل الأسرة في مدينة بربر في العطلة الصيفية، وخلال أيام التقيت أحد الأصدقاء الذي ابتدرني بعد التحية ضاحكاً: هل حصلتم على 'الغطاء السياسي'؟ وكان هذا هو الدرس الثاني لي عن السياسة السودانية: لا توجد في السودان أسرار!
    لم ألتق الترابي بعد ذلك لعدة سنوات، فقد سافرت في العام التالي إلى بريطانيا للتدرب على الطيران، وبعد عدة أشهر وقعت محاولة 2 يوليو الانقلابية عام 1976 وأعيد الترابي إلى السجن. وعندما عدت إلى البلاد في صيف عام 1977، كانت البلاد تشهد 'انقلاباً' من نوع آخر، تمثل في صفقة 'المصالحة الوطنية'، التي أخرجت الترابي من السجن وأدخلته لأول مرة إلى أروقة السلطة. ولم أكن وقتها من المتحمسين لهذه الصفقة، ولم يأت لقائي بالترابي إلا في سبتمبر عام 1982 لإجراء مقابلة صحافية لمجلة 'أرابيا' التي كنت انتقلت للعمل بها في صيف ذلك العام.


    كان اللقاء بالشيخ في مكتبه، حيث كان يشغل منصب وزير العدل والنائب العام، مصدر دروس إضافية حول مفارقات الحالة السودانية. فقد قام بإعطائي رقم هاتفه الخاص، مع تعليمات بعدم الاحتفاظ به والتخلص منه بعد انتهاء المقابلة. وقد التزمت بذلك. ولكن المفارقة كانت أن الشيخ دعاني بعد ذلك لعقد اللقاء في منزله. وكما هو الحال في كثير من المساكن السودانية وقتها (ولا يزال في كثير منها، بمافي ذلك مساكن كبار المسؤولين)، فإن منزل الشيخ لم تكن عليه حراسة. وأذكر أنني في إحدى المرات حضرت في الموعد المضروب، فلم يرد على الطرق أحد، وكان الباب الخارجي مفتوحاً على مصراعيه، فدخلت، ووجدت صالون الاستقبال أيضاً مشرع الأبواب، ولم يكن فيه أحد. وكان للشيخ غرفة للنوم والراحة بجانب الصالون، فدلفت إليها، فوجدت الباب مفتوحاً ولا أحد هناك. وكدت أعود أدراجي قبل أن يظهر من يجيب على ندائي.


    تعجبت وقتها من هذه المفارقة: مسؤول يصر على أن رقم هاتفه سري يجب ألا يعطى لأي شخص، ولا يستخدم إلا بشروط، وها هو منزله مفتوح لمن شاء كأنه طريق عام! وعندما نشرت المقابلة بعد عدة أشهر، بدأت بالإشارة إلى هذه المفارقة. وكان النص الذي نشر عبارة عن ترجمة مختصرة (بروفايل) للشيخ، تناول سيرته السياسية، منذ سنوات دراسته ومشاركته في ثورة أكتوبر، ورؤيته لمنهاج التغيير الإسلامي والحكم الإسلامي. وكانت التناول صريحاً ونقدياً، لم يتجنب أيا من الأسئلة الصعبة، ولم يقبل الإجابات على عواهنها. ويبدو أن الطريقة التي نشرت بها المقالة لم تعجب الشيخ، لأن أحد الإخوة أبلغني فيما بعد أن الشيخ تساءل وأشار إلى رأسه بعد أن قرأها إشارة معروفة مغزاها: هل هذا الشخص سليم العقل؟


    نشرت المقابلة في مايو عام 1983، وهو الشهر الذي قرر فيه الرئيس النميري وقتها إقالة الترابي من منصبه كنائب عام وتعيينه مستشاراً للرئيس للشؤون الخارجية، وأيضاً إقالة الزعيم الإخواني أحمد عبدالرحمن من وزارة الخارجية. ولم يربط أحد وقتها بين الحدثين، خاصة وأن المقابلة نشرت بالانكليزية، ولم تتناول بأي تفصيل أو بصورة مباشرة الأوضاع السياسية في البلاد. ولكن من غير المستبعد أن يكون خصوم الترابي الكثر داخل النظام وجدوا في بعض ما نسب إليه ذخيرة استخدمت ضده. وعلى كل فإن الترابي لم يكن يتحفظ في تصريحاته الصحافية، ولا في أحاديثه الخاصة (وكثير منها كان يصل إلى الرئيس، فالسودان لا أسرار فيه كما أسلفنا) عن توجيه الانتقادات إلى الحكم. فقد سأله مراسل صحيفة لوموند بعد إعلان النميري قوانين الشريعة في عام 1983 عن دوره كمستشار للرئيس، فأجاب ساخراً: إن مستشاري الرئيس يأخذون من النصائح والمشورة أكثر مما يعطون. ومهما يكن فإن إبعاد الترابي ومؤيديه من مركز السلطة كان جزءاً من خطة متكاملة للرئيس النميري لإعلان قوانين الشريعة، وهي مهمة اختار لها مستشارين قانونيين من أنصار الطرق الصوفية التي يثق بها، مع التشديد عليهم على عدم إطلاع الشيخ الترابي على أي تفاصيل حول مهمتهم. وعليه فإنه حتى لو كان للمقابلة دور في القرار الذي اتخذه النميري بإقصاء الترابي فإنه كان بلا شك ثانوياً.


    مرت خمس سنوات بين تلك المقابلة وعودتي إلى السودان مرة أخرى في ديسمبر عام 1987، وذلك بسبب انشغالي بالدراسات العليا إضافة إلى العمل في مجلة 'أرابيا'. ولكن خلال تلك الفترة، حضر الشيخ الترابي إلى لندن في عام 1985، وذلك بعد خروجه من السجن مجدداً وإنشاء الجبهة القومية الإسلامية كمظلة جديدة للعمل السياسي الإسلامي في السودان. وقد استضفناه في 'أرابيا' أثناء تلك الزيارة في لقاء حضره لفيف من المفكرين ورجال الإعلام. وكانت هذه مناسبة لإجراء تقييم لتجربة الحركة الإسلامية السودانية عموماً، ومشاركتها في السلطة أيام النميري خصوصاً، ثم خطة الحركة للمستقبل والمشاركة في العملية الديمقراطية.


    في تلك اللقاءات، كان خطاب الشيخ موضع قبول، إن لم يكن إعجاب، معظم الحاضرين الذين كانوا يمثلون في الغالب توجهات ليبرالية أو إسلامية معتدلة، لأنه ركز على الديمقراطية، وعبر عن أفكار 'تقدمية' فيما يتعلق بحقوق المرأة والأقليات والعلاقة مع الغرب. وكان الترابي في ذلك الوقت في قمة تألقه الفكري باعتباره صاحب مدرسة تجديدية راديكالية في الفكر الإسلامي، تتخذ موقف نقدياً من التوجهات المألوفة عند الإسلاميين المحدثين وعند المدارس الدينية التقليدية معاً. وقد اعتبر فكره ملهماً لحركات إسلامية عدة، من المغرب العربي (خاصة تونس) إلى اندونيسيا وماليزيا، إضافة إلى التجمعات الإسلامية في أمريكا وأوروبا. ولهذا كان الكثيرون تواقين للاستماع إليه. هذا لم يمنع وقوع بعض المناكفات أثناء اللقاء، ثم قبل ذلك وبعده في تغطية 'أرابيا' لنشاط ومواقف الشيخ وحركته. وقد تركزت الانتقادات على مواقف الحركة من تشريعات 'النميري' الإسلامية والتحالف مع نظامه، والموقف من حرب الجنوب. وقد كتبت تعليقاً على مقابلة أجريناها مع الشيخ في تلك الفترة بعنوان: 'الفرق بين التكتيك والاستراتيجية'، أنتقدت فيه المواقف التي تم التعبير عنها، خاصة رفض التعاون مع الأحزاب الأخرى والتشدد تجاه الحرب في الجنوب والعلاقة مع الغرب. وقد جاء في التعليق: إن السودان ليس إيران، وليس بوسع الحركة الإسلامية أن تنفرد بحكمه وفق برنامج إقصائي، ولا يمكنها أن تطيق العزلة والمواجهة الحادة مع محيطها والمجتمع الدولي.

    ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن



    --------------------

    هــل أنعـى لكم السـودان؟!
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الإثنين, 10 أيلول/سبتمبر 2012 13:00



    وينفض أولاد نيفاشا الغبار عن الحريات الأربع من جديد ويُعيدوها إلى الحياة بعد أن ظننّا أنَّها قُبرت إلى الأبد عند احتلال هجليج!! هل تذكرون قرائي الكرام احتلال هجليج الذي حدث قبل أن تصل طائرة باقان إلى موطنه جوبا قادمة من الخرطوم التي غُمر فيها بكرم الضيافة وتعشّى وتجشّأ ورقص على أنغام الكابلي في حضرة وزير الدفاع الذي عند ما كان يضاحك باقان خلال العشاء كانت دبابات الجيش الشعبي تتسلَّل عبر الحدود في طريقها إلى هجليج وفي حضرة وزير الخارجية الذي كان، قبل أن تدور عليه الدوائر، يقود جحافل الدفاع الشعبي وبمشاركة أولاد نيفاشا الذين كانوا قد استقبلوا باقان استقبال الفاتحين في مطار الخرطوم التي كان آخر عهده بها قبل ذلك وهو يغادرها عقب الانفصال قوله: (ارتحنا من ###### الخرطوم) و(وداعاً للعبودية)؟!


    عندما احتُلّت هجليج ظننّا أن هؤلاء المفاوضين الدراويش الأغرار لن تقوم لهم قائمة وأنهم سيختفون طوعاً أو كرها وأن حياءهم مهما كان ضعيفاً وقليلاً سيسوقهم إلى الانتحار السياسي، حال من يرتكب جرماً في حق نفسه أو وطنه أو عزيز لديه، بمعنى ان يختفوا وينزووا في غياهب النسيان ولكن متى كان السودان ومتى كان بعضُ بنيه ممّن لا يستحون مثل بقية خلق الله؟! متى كانوا يخضعون لما يخضع له بنو الإنسان من مشاعر وقِيم؟! لكن بربِّكم أما آن الأوان لأن نترك الطعن في الظل؟! أما آن الأوان لمواجهة الحقيقة المُرة بدلاً من التواري عنها؟! بربِّكم إلى متى نخادع أنفسنا؟!
    أنا حزين والله.. حزين حزين حزين وأحتاج إلى من يواسيني ويُعزِّيني فقد تعبتُ وماعادت الكلمات تُجدي وتعب هذا الوطن المثخن بالجراح وكدنا ندعو بدعاء الصدِّيقة مريم.. يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً!!


    بربِّكم ماذا دهانا؟! ما الذي جرى فأحال إخوة علي عبدالفتاح.. أسود الميل 40 وصيف العبور ممن كانوا يقاتلون في أطراف نمولي.. ما الذي أحالهم إلى نعام يتراجع أمام جيش دولة الجنوب الوليدة الجائعة؟ ما الذي جعلهم يُلقون السلاح بعد أن حرروا هجليج ويتخَّون عن تحرير كاودا؟! أهو مجلس الأمن؟! هل صار مجلس الأمن رباً يشرك به أهل التوحيد أم هي حالة استسلام واستبدال وتيه يؤذِن بالرحيل المُر والانهيار الكبير ليس للنظام الحاكم وإنما لحضارة سادت ثم بادت؟!


    لماذا تُطرح الحريات الأربع أصلاً في هذا الوقت؟! لماذا العَجَلَة.. أهي أولوية بالنسبة لنا أم للحركة الشعبية التي نعلم يقينًا أنها تريدها من أجل زرع خلايا نائمة وقنابل موقوتة تهرِّب السلاح كما ثبت من أجل تمكينها من إقامة مشروعها الاستعماري في السودان؟! أفي هذا الوقت والجيش الشعبي وعملاؤه يحتلون كاودا وسماحة ويضربون كالوقي والموريب وحجير الدوم! أفي هذا الوقت تُناقَش الحريات الأربع بل وتُمنح لمن يشنُّ الحرب علينا ويحتلُّ أرضنا ويتوعَّدُنا؟!
    إنه عهد الشفافية.. فلتقل لنا الحكومة إنها عاجزة عن مواجهة الجيش الشعبي وإنها منهزمة ففي هذه الحالة سيقرِّر الشعب فإما أن يعذرها ويرضخ للهزيمة ويرضى الذل والهوان ويُستعمَر في أرضه وإما أن يتَّخذ قراراً بشأنها وينتصر لعزَّته وكرامته!!
    ثم المنطقة العازلة وتواطؤ أمبيكي والآلية الإفريقية وأمريكا وهجومها على الحكومة بغرض حملها على الموافقة على الخريطة المقترحة الظالمة للشمال خاصة الـ 14 ميل جنوب بحر العرب!!


    صدِّقوني إن الموافقة على الحريات الأربع أخطر مائة مرة من القبول بخريطة أمبيكي والآلية الإفريقية حول الـ 14 ميل بالرغم من أننا نرفض أي تنازلات في كلا الأمرين وخير لنا أن نرفض ويأتينا الظلم والعقوبات والقرارات من مجلس الأمن ومن المؤسسات الإقليمية والدولية من أن نظلم أنفسنا باتخاذ قرارات نفرط بها في أمننا القومي وسيادتنا الوطنية ومن عجب أننا نوافق على الحريات الأربع بالرغم من أنها ليست مفروضة علينا من أحد!! ثم نفاجأ بخازوق آخر هو تصريحات أحمد هارون الذي كثيرًا ما يقدِّم تنازلات مجانية فمن قديم هو الذي أغرى الحلو بأنه سيمنحه منصب نائب الوالي إن فاز هارون بمنصب الوالي بينما كان الحلو وعقار يتوعدان بشعارات (يا النجمة يا الهجمة) وبدخول الخرطوم بل القصر الجمهوري!!!
    اليوم يُصرُّ أحمد هارون على لعب دور المخذِّل وهو يفتُّ في عضد كمال عبيد بقوله (سنتحاور مع قطاع الشمال بمن فيه الحلو وعقار إن كان ذلك سيجلب السلام)!! يقول ذلك بالرغم من أنه ليس جزءًا من وفد التفاوض وبالرغم من أنه والي جنوب كردفان التي دُمِّرت وخُرِّبت من قِبل الحلو وعقار الذين قتلوا خيرة أبناء ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وبالرغم من أن تصريحاته هذه تُعطي رسالة خاطئة للتمرد بأن جنوب كردفان تعاني من ضعف هو الذي جعل الوالي يُقدِم على هذه التصريحات المنكسرة!! .. لكن مَن يحاسب مَن في زمن العجائب؟!


    أعجب مافي الأمر أن المفاوضين يوافقون على اتفاقية الحريات الأربع من جديد في وقت يتحدَّثون فيه عن أولوية الملف الأمني بالرغم من أن هذه الاتفاقية تُعتبر الأخطر على الأمن القومي بل هي جزء لا يتجزأ من مشروع السودان الجديد أو مشروع (تحرير السودان) المعبَّر عنه في اسم الحركة الشعبية وقطاعها العميل في السودان.. هؤلاء يظنون أن الملف الأمني يقتصر على قضايا الحدود وفك الارتباط بين الحركة وعملائها عرمان وعقار والحلو وينسَون أن هذه الاتفاقية أكثر خطورة لأنها تمكِّن الجيش الشعبي من البقاء في الشمال بل إن المادة 4/2 من الاتفاقية تمنحُه البقاء الأبدي مهما ارتكب أفرادُه من جرائم وتآمر ولا تترك أمرَ تطبيق الاتفاقية لوزارتي الداخلية في البلدين إنما تُشرك آلية الاتحاد الإفريقي المتواطئة مع الحركة فأية غفلة نتردَّى فيها وأية هاوية ننكبّ على وجوهنا في دركاتها؟!


    لم يسأل أيٌّ من مفاوضينا أو من قيادات المؤتمر الوطني أو البرلمان المغلوب على أمره بعد أن احتُكر القرار في يد مجموعة محدودة سُلِّمت شهادة بحث تثبت ملكيتها للسودان بعيداً عن شعبه المسكين.. لم يسأل لمصلحة من يحدث ذلك؟!
    لا يمر يوم أو أيام إلا وتنكشف أرتال السلاح المهرَّب إلى الخرطوم أو يُعثر على أسلحة لدى متفلتين أو في بيت من البيوت المزروعة (مشار مثلاً) وما يُكشف لا يبلغ مِعشار ما يتسرَّب خِلسة في بلاد تمتلئ بالمتمردين وترقد على فوهة بركان وفي براميل من البارود!!



    باقان كل يوم يفجأنا باعتراف وكان آخر تلك الاعترافات قبل نحو أسبوع حين قال على رؤوس الأشهاد (لن نتخلّى عن قضية جنوب كردفان والنيل الأزرق).. هل كنا نحتاج إلى اعتراف من الرجل الذي بلغ من الجرأة درجة عجيبة حيث يتعامل معه مفاوضونا كما لو كان ولياً حميماً لا عدواً لئيماً؟!.. باقان هو من قال قبل توقيع نيفاشا في تصريح نشرته (الصحافة) بالبنط العريض: (نيفاشا ستقضي على دولة الجلابة)... دولة الجلابة هي العبارة التي يفضلها باقان للتعبير عن (السودان القديم) الذي ما قامت الحركة الشعبية إلا للقضاء عليه وتحرير السودان منه وإقامة السودان الجديد الغريب الوجه واليد واللسان على أنقاضه!!
    هل آن الأوان أعزائي لأنعى لكم السودان أم أنكم ستنضمون إلينا من أجل إنقاذ السودان وقبل ذلك للقضاء على هذه الاتفاقية قبل فوات الأوان؟!



    -------------------

    تراجُع الحكومة ووعي الشعب..
    الصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ الإثنين, 10 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    قُبيل توجُّه الوفد الحكومي المفاوض إلى أديس أبابا، صدر عن السيد رئيس الجمهورية، حديث واضح لدى لقائه بثامبو أمبيكي رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى التي تتولى ملف الوساطة بين السودان ودولة جنوب السودان، تم في هذا الحديث رفض تقديم أي ملف تفاوضي على ملفي الأمن والحدود، وقال الرئيس بالتحديد: «أولويتنا هي الأمن والحدود»، وأعلن في ذات اليوم نائب الرئيس الدكتور الحاج آدم يوسف لدى لقائه بوفد من ولاية جنوب كردفان، أن الحكومة لن تبرم أي اتفاق أو تسمح بمرور بترول الجنوب، إذا لم يتم تسوية موضوعات الترتيبات الأمنية، وكان موقف الحكومة قبل انطلاق جولة التفاوض أنها لن تناقش أي موضوعات خلافية مع جنوب السودان، ما لم يحسم الخلاف حول دعم جوبا لعملائها في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحركات دارفور المسلحة.


    لكن الأمر الغريب الذي لا يصدقه عقل ولا يفهمه عاقل، أن الوفد الحكومي الذي ذهب لمواصلة التفاوض، ترك الفرض الموجب، وارتكب من المبطلات السياسية التي تجعل من التفاوض كله أمراً عسير القبول ومستفزاً للشعب السوداني الذي كان يرتجي ما يوقف الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وانسحاب الجيش الشعبي من هاتين الولايتين، وامتناع حكومة الحركة الشعبية في الجنوب من مد حركات دارفور بالسلاح وتغلق معسكراتها وتطردها خارج أراضيها وتنسحب من المناطق التي تحتلها على الحدود معها، فإذا بالوفد يترك كل هذا ويعلن عن أنه أمّن مع وفد دولة الجنوب على اتفاق مارس الماضي حول الحريات الأربع وأن طرفي التفاوض أكملا فريق العمل المعني بتوفيق أوضاع مواطني البلدين وتكوين لجنة من وزيري الداخلية في البلدين لمتابعة قضايا المواطنين من الدولتين، وكل هذا الذي تم وأعلن عنه في أديس أبابا يعني إقرار الحريات الأربع والقبول بها .!!


    لقد رفضت هذه الاتفاقية من قبل وثارت عليها عاصفة عاتية ولم تزل من كل قطاعات الشعب، وحتى الدولة نفسها تراجعت عنها خطوات، وظننا أنها ماتت في مهدها، أو وُلدت ميتة، لكن للأسف هناك من يحاول أن ينفخ فيها الروح من جديد .!!


    إلى متى تتعامل الحكومة مع شعبها بهذا النوع من الخذلان المستمر وعدم الوضوح والتراجع المحبط، فكلنا نعرف لماذا يريدون بالحريات الأربع، يريدونها هم وأسيادهم في الغرب ليواصلوا في مشروعهم لتغيير هوية هذا الشعب ومسخها وإذلاله، لقد فشلوا في إحداث التغيير بالحرب وخلال الفترة الانتقالية التي أعقبت نيفاشا، ثم بالانفصال وشن الحرب ودعم العملاء والمرتزقة والتآمر الشامل، فلما عجزوا طرحوا موضوع الحريات الأربع ليعودوا إلينا بعد أن خرجوا بالباب عبر نافذة ما يسمى بالحريات الأربع، التي تعطي المواطن الجنوبي حقوقاً وبالقانون تجعله في مصاف المواطن السوداني ولن تنتزع منه، وراجعوا نص الاتفاقية التي وقعت في مارس الماضي وأقامت الدنيا ولم تقعدها.


    هذا التراجع المذِلُّ للحكومة، والتناقض مع قطعيات الرئيس وتوجيهات قيادة الدولة وأحاديث كبار مسؤوليها، لا يعفي أحداً على الإطلاق من القيادة حتى وفد المفاوضات، كيف يقال حديث يخاطب به الرأي العام السوداني، ثم لا يؤبه له ويترك على قارعة الطريق، ولا يمكن التلاعب بالألفاظ، ففي الوقت الذي يُعلن فيه في أديس مكان التفاوض عن إكمال فريق العمل المعني بتوفيق أوضاع البلدين والتفاهم حول الحريات الأربع، يعلن المؤتمر الوطني هنا خلاف ذلك في محاولة لإيهام الناس أن تفاهماً واتفاقاً لم يبرم حتى الآن ...!!ليست العبرة بتوقيع حزمة الاتفاق الواحدة المكونة من كل ما يتم التوصل إليه حول النقاط الخلافية، لكن الكارثة في القبول بمبدأ التفاهم وإكمال الجانب العملي والفني فيه وإعداد المسودة للتوقيع في شأن الحريات الأربع والتأمين على اتفاق مارس الماضي .
    ما يحدث عبث لا طائل منه، وتراجُع لن يُقبل، وسيسقط أي اتفاق من هذا النوع كما سبق أن مزقته إرادة الشعب القوية ووعيه المبكر بما يحدث
    .


    -------------------

    استقيل يا "هارون"
    08/09/2012 16:35:00
    الهندى عز الدين


    { يعود "أحمد هارون" مرتداً، مرة أخرى، إلى (حالته القديمة)!! حالة (الحنين) إلى "عبد العزيز الحلو" وآخرين في (قطاع الشمال) المتمرد، ولا يستحي أن يطلقها مهزوزة: (سنفاوض قطاع الشمال ولو أوكلوا عنهم محامياً)!!


    { بدلاً من أن يتفرغ لمهامه كوال، ورئيس للجنة الأمن بولاية جنوب كردفان الجريحة، وبدلاً من أن يسأل نفسه، على تقصيره، (فلن يساءله أحد في الخرطوم) على سقوط عشرات القتلى والجرحى من (المدنيين) الأبرياء المساكين في بلدة (حجير الدوم) بالقرب من "كالوقي" فجر (الأربعاء) الماضي، على أيدي قتلة (قطاع الشمال)، فإن "هارون" أخي، الذي دفع به الرئيس "البشير" والياً وجدد فيه الثقة، ليشدد به أزره، خرج علينا ليحدثنا للمرة (الألف) عن ضرورة الحوار مع (الحركة الشعبية)، ولم يكفه كل (قوائم الفشل) من مفاوضات "مشاكوس" إلى "نيفاشا"، وإلى مفاوضاته (السرية) في بورتسودان مع رفيقه وصديقه (الخائن) "عبد العزيز آدم الحلو" وانتهاء بمفاوضات "أديس أبابا" الخاصة بمحور جنوب كردفان والنيل الأزرق!!
    { لقد خان "الحلو" رفيقه ونائبه "أحمد هارون" قبل أن يخون أهله، ووطنه ودينه، وكان "هارون" آخر من يتوقع تمرد "الحلو" في 6/6 الساعة (6)، أو ما يسميه الوالي الهمام بـ (الكتمة)!!


    { ولم تأت (الكتمة) إلاَّ من (ثغرة هارون) الذي كان بأدائه السياسي (المضطرب) تجاه متمردي (الحركة الشعبية) يضعف العزيمة، ويوهن المبادرة في جسم القوات المسلحة السودانية وقيادتها الميدانية في "كادوقلي"!


    { إنها مبررات غير مقبولة، ولا (مهضومة) تلك التي يرددها البعض، سياسيين أو عسكريين، عن (وعورة) جبال النوبة، واختلاف البيئة والجغرافيا، عن النيل الأزرق التي حسم فيها اللواء ركن "يحيى محمد خير" وشبابه في القوات المسلحة، المعركة (باكراً)، وطاردوا الحاكم "عقار"، وطردوه من "الكرمك" و"قيسان" وألقوه به وقواته، ودباباته، ومدافعه الثقيلة التي كانت منصوبة حتى داخل (المنطقة الصناعية) بالدمازين، ألقوا بهم جميعاً خارج حدود الدولة السودانية.. الطاهرة العزيزة.


    { حالة اضطراب القرار بين الوالي (السياسي)، والقائد (العسكري) في منطقة (جبال النوبة)، هي السبب الأول والأساس في تراجع الأمن والاستقرار بولاية جنوب كردفان، وتقدم (التمرد) وتمدده في المدن والبلدات، حتى بلغ الأمر بعصابات (الحركة الشعبية) أن تتجرأ على اغتيال رئيس (المجلس التشريعي) بالولاية، الشهيد "إبراهيم بلندية" ورفاقه الأبرار، وهو المسؤول الدستوري الأرفع بعد الوالي!!
    { الأدهى والأمر أن يكون موقف الفريق "دانيال كودي" (الأعلى رتبة عسكرية بين قيادات الجيش الشعبي من أبناء جبال النوبة)، أن يكون موقفه أقوى، وصوته أعلى في مواجهة عصابة (قطاع الشمال) ومن داخل فندق (شيراتون أديس أبابا) - مقر المفاوضات - من موقف وصوت مولانا "أحمد محمد هارون"!!
    { "دانيال كودي" يقول لوساطة "أمبيكي" و"منكريوس": (لا علاقة لمشاكلنا في جبال النوبة ومشكلة متضرري سد مروي.. هؤلاء الإخوة في قطاع الشمال لا يمثلون قضية جبال النوبة)..

    { و"أحمد هارون" يقول (سنفاوضهم ولو أوكلوا محامياً)!!
    { علاقتي الخاصة والشخصية بالسيد "أحمد هارون" على أفضل ما يكون، وبيني وبينه ملاطفات ومجاملات دون كثيرين من قيادات الدولة، لكن هذا لا يمنعني أن أناصحه وأصارحه على الملأ: (عزيزي أحمد هارون.. إن كنت قد تعبت، كما صرحت بذلك للصحف، رغم تأكيدك أنك لن تستقيل، فالأفضل لك ولنا، وللدولة وأمنها واستقراراها، أن تستقيل وتغادر دسك الولاية، عاجلاً غير آجل، ومواقع العمل العام والخاص كثيرة ومتاحة لك ولغيرك).
    { استقيل يا "هارون
                  

09-12-2012, 10:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    العقـــــوق!!

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 11 أيلول/سبتمبر 2012


    13:00
    ما رأيُكم في من يعتقلُ أمَّه في غرفة صغيرة أو قُل زنزانة تعيش فيها تحت رقابة صارمة ولا يُسمح لها بالكلام إلا في حضور مراقبين شديدي البأس والصرامة كما لا يُتاح لها إلا أن تتفوَّه ببضع كلمات يُشترط أن يكون مَرْضيّاً عنها من سجانها الرهيب!!
    ذلك هو شأن الحركة الإسلامية التي ولدت الإنقاذ وأنجبت المؤتمر الوطني طفلاً معاقاً لم يتربَّ أو يتخلَّق بمرجعيتها فأمسك من أول يوم بخناق أمه وأدخلها في سجن كئيب باتت فيه في حالة يُرثى لها لا هي حية فتُرجى ولا ميتة فتُنعى إنما مجرد كائن مشلول يعاني من موت سريري ويُعرض من حين لآخر على المشفقين من أبنائه المعزولين عنه لتطمينهم أنه حيٌّ يُرزق!!


    أُقدِّر للأخ د. غازي صلاح الدين الحرج الذي يحس به وهو ينفي عنه (تهمة) إبداء ملاحظات حول الدستور الجديد للحركة الإسلامية فنحن نعيش حالة من الكبت لا يُسمح فيها حتى لزبدة الحركة الإسلامية وأعظم مفكريها أن ينبسوا ببنت شفة خارج الغرفة المغلقة التي اعتُقلت فيها الحركة وإلا فالويل والثبور سيما وأن الرجل جرَّب (قرصة الدابي) وحق له أن يفر من الحبل!!
    بالرغم من ذلك فإن ما خرج وتسرَّب إلى السطح من حديث نُسب إلى غازي هو عين الحقيقة أو جزء من الحقيقة التي كان ينبغي أن يُصدع بها في وجه الملك العريان!! يقول غازي أو ما نُسب إلى غازي، وهو ما يُشبه منهج وطريقة تفكير الرجل ويحظى بقبول الأغلبية الصامتة المغيَّبة.. يقول (إن الدستور واللائحة المجازة من قِبل مجلس الشورى الأخير غير ملبية لطموحات وأشواق القواعد) وتوقع الرجل انتخاب أمين عام جديد للحركة (منزوع الصلاحيات حال تضمن الدستور الجديد ما عُرف بالقيادة العُليا التي تجمع رموزًا من الحزب والحركة والدولة وستكون قراراتها مُلزمة)... ذلك ما نُشر في الأهرام اليوم!!
    كان ذلك آخر ما تفتقت عنه عبقرية محتكري السلطة من أصحاب فكرة (الملك العضوض).. أن يعالجوا (النقة) التي خرجت من صدور الشباب في شكل مذكرات بعضها حقيقي وآخر مصنوع.. أن يعالجوا ذلك بمزيد من الكبت والتضييق وبخنق وإزهاق آخر نفس للحركة الإسلامية التي كانت بعد قيام الإنقاذ مباشرة قد أُبعدت من القرار السياسي بعد أن وزّع زعيمُها المصاحف على منتسبيها ليعتكفوا في المسجد ويتركوا له الشارع والسوق!! تلك كانت بداية علمنة الدولة بل علمنة الحركة الإسلامية حين أُبعدت عن الشأن السياسي!!
    واصل الجيل الثاني بعد الانشقاق على شيخهم بحجة انعدام الشوري.. واصلوا ذات النهج والتفّوا بصورة بهلوانية لكي يسحبوا البساط من شيخهم ويجرِّدوه من سطوة الحركة وقوتها فأنشأوا كيانهم لا لكي يمسك بزمام الأمور ويستعدل البوصلة ويستعيد السلطة التي سُلبت إنما لكي يضمنوا بقاء الحركة في حوزتهم ليستخدموها عند اللزوم مع الإبقاء عليها في سجنها العلماني الكئيب سيَّما وقد تمدَّد المؤتمر الوطني وامتلأ بالباحثين عن السلطة والثروة ممَّن لم يؤمنوا في يوم من الأيام بمرجعية الحركة الإسلامية!!


    وجاء اجتماع الشورى الأخير الذي أشار إليه غازي في أعقاب الململة التي تبدَّت في مذكرات الشباب ويا لبئس التدبير!!
    تفتّقت عبقرية البعض عن التعديل الأخير الذي أرادوا به أن يقولوا إننا بهذه الطريقة نشرك الحركة في القرار السياسي من خلال إشراكها في القيادة العليا المكوَّنة من (الدولة والحزب والحركة)!! يا سبحان الله!! كم بربِّكم ستكون نسبة تمثيل الحركة ومتى كان للمكتب القيادي للمؤتمر الوطني وهو كيان واحد من حزب واحد.. متى كان له رأي فيما يجري في البلاد وأخطر القرارات (تُنجر) من قِبل أفراد يُعدّون في أصابع اليد الواحدة؟! متى كان للبرلمان المُفترض أنه منتخب من الشعب رأي وهو مغيَّب تماماً؟!
    صحيح أن الأمين العام سيكون منزوع الصلاحيات لكن أليس الأمين العام الحالي ــ يا غازي ــ هو النائب الأول لرئيس الجمهورية؟! ماذا فعل للتعبير عن الحركة ومرجعيتها داخل السلطة التنفيذية وماذا كانت الحركة تفعل في القرار السياسي وهي المجرَّدة من التدخل في الشأن السياسي المحتكَر للكائن المريض الذي لا يعبِّر بأي حال عن الحركة الإسلامية ومرجعيتها الفكرية فضلاً عن أنه مغيَّب (لا يهش ولا ينش)!!


    قبل أن أُحيلكم إلى شهادة نائب الأمين العام للحركة حسن عثمان رزق الذي لا يستطيع أحد كائناً من كان أن يشكِّك في جرأته التي أبعدته من هياكل الحزب والدولة منذ وقت مبكر بينما ظل المتسلقون يعبثون بمصائر البلاد.. قبل ذلك أودُّ أن أتساءل: بربِّكم من هم الذين قرروا في شورى الحركة الإسلامية الدستور الجديد وكيف اتُّخذ القرار؟! هل اتُّخذ بنفس الكيفية التي انتُخب بها الأمين العام في أول اجتماع بعد المفاصلة؟! بربِّكم هل هذه حركة إسلامية وهل حدث أن كذب التاريخ مقولة (إن فاقد الشيء لا يعطيه)؟! لقد قلت يا قطبي الحقيقة في تصريحك خارج البلاد وأتفهَّم أسباب تراجعك عنها في الداخل!!
    قال حسن عثمان رزق للمجهر (إن الحركة الإسلامية كمؤسسة لم تحكم أصلاً ولا تحكم الآن والذين يحكمون الآن يحكمون بغير مرجعية الحركة الإسلامية والحركة كمؤسسة لم يكن لها دور في إدارة الحكومة ولا الحزب ولا يوجد لها دور الآن)!! لا فُضّ فوك أخي حسن ولكن!!
    أما المسؤول السياسي للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم نزار محجوب فقد قال بمنتهى الصراحة: (إن قادة الحركة الإسلامية كالرماة في موقعة أحد تركوا مواقعهم ونزلوا للغنائم)!!


    قد يكون ذلك صحيحاً إلى حدٍ ما ولكن هل هم وحدهم من نزل للغنائم أم أن (البلطجية) الذين امتلأت بهم ساحات المؤتمر الوطني هم الذين نزلوا بثقلهم فساداً وإفساداً وانبطاحاً وخربوا التجربة وأوشكوا أن يدمروا البلاد ويسلموها إلى الأعداء؟




    -------------------------

    لحرية الخامسة..
    اسحق احمد فضل الله

    نشر بتاريخ الأربعاء, 12 أيلول/سبتمبر 2012

    13:00
    جاءنا هذا الاستنكار من الأخ د. عبد الحميد الكنزي حفظه الله ونحن ننشره برمته تعميمًا للفائدة.. وليعلم أهل الحكم أننا لا نطلق القول على عواهنه.. ولا نتجنى على أحد، والاستنكار متعلق بواحدة من مخازي قناة النيل الأزرق والتي خرجت علينا ببدعة جديدة اسمها عرض الأزياء.. ونحن نورده هنا ثم نعلق عليه

    .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    عروض الثياب النسائية السودانية وخطوات الشيطان
    طالعتنا قناة النيل الأزرق مساء الأربعاء بعرض أزياء للثياب النسائية السودانية تقوم به مجموعة من الفتيات الحسان ويُنقل على الهواء مباشرة.
    ويقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ» البقرة 168، وقد أورد العلامة بن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية أن تجنب إغراء الشيطان في قيادة أعمالنا وأفكارنا في طريق الفسق والفجور ومخالفة أوامر الله عز وجل خطوة بخطوة ذلك أن الشيطان لا يوقع الإنسان في الفاحشة مباشرة ولكن يهيئ له أسباب الوقوع فيها، وكما ورد في الحديث أن الشيطان يمر بابن آدم على سبعين باباً من أبواب الخير حتى يوقعه في باب الشر والذنوب، ومعلوم في الفقه الشرعي بالضرورة أن سد الذرائع مقدَّم على طلب المنافع، وإذا كان أمثال هذه العروض لها منافعها المادية فهي باب من أبواب الفسوق والفجور يُدخلنا الشيطان فيه خطوة وراء خطوة، وعلى هذه الأبواب منادون من أبناء جلدتنا يدعوننا إلى الدخول ومن أطاعهم أخذوا بتلابيبه وقذفوا به إلى النار ورُبَّ قائل إن هذه العروض القائمون عليها نساء والمدعون إليها نساء والسوق المستهدَف هم النساء ولكن منظمي هذا الحفل من الرجال والعاملين عليه من الرجال ومصوري القناة التلفزيونية من الرجال وقناة النيل الأزرق تنقل الوقائع حية على الهواء إلى كل بيت وكل رجل وكل شاب وكل فتاة فما فائدة أن يكون الدعون من النساء تنقله على الهواء إلى كل رجل.. وتقوم المذيعة بتغطية الحفل وهي ترتدي الثوب بطريقة غير شرعية وتقوم العارضات بعرض هذه الثياب وهنّ في أكمل زينة ومكياج وغير ملتزمات بالحجاب الإسلامي فترى الرأس مكشوفًا بأجمل التسريحات والنحور عارية تحمل كل الحلي والمجوهرات، وعندما جاء دور ثياب الجرتق قامت العارضة بأداء رقصة ترويجية لعرض جمال الثوب وهزَّت فيها الصدر والأرداف.

    والالتزام بهذا الحدّ الهزيل من الاحتشام إن صحّ القول هو لا يصح إنما هو لزوم الخطوة الأولى من خطوات الشيطان ومع كل خطوة يتم خفض ثوب الاحتشام إلى أن يتم دعوة الرجال من النساء تحت ذرائع مختلفة، وعرض العارضات وهن عاريات، وأود أن أذكر هنا أنه عندما ظهر الميني جيب في أواسط الستينيات في إنجلترا رفضت العارضات أن يعرضنه في عروض الأزياء ثم انظر بعد ذلك أصبح لباساً جماهيرياً وأُعطيت مصمِّمة هذا الزي لقب سير من ملكة بريطانيا، وعندما صُمِّم لباس الجر الذي يسمى البكيني رفضت العارضات أن يلبسنه في عروض الأزياء ثم أصبح بعد ذلك يُلبس في الشوارع وأصبح لباس الرياضة النسائية.


    ويذكر التاريخ أن من أهم أسباب سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس هو وصول رجل يسمى زرياب من بغداد إلى الأندس، والجميع يعرف أن زرياب هو مغنٍ، وما لا يعرفه الكثير أنه مصمِّم أزياء ومصمِّم ديكور ومصمِّم أكلات ومصمِّم حفلات فقام بنشر ثقافة الخناعة والفجور بين الناس ومع تدفق الأموال في أيدي الناس أصابهم الترف ويقول المولى عز وجل «وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً» الإسراء 16، أي أن الله أمرهم أن لا يفسقوا ولكنهم فسقوا فدمرهم الله عز وجل، وما أشبه ما يدور الآن في السودان بما كان يدور في الأندلس!!.
    وسوف تقوم أقلام كثير وأفواه كثيرة تنافح عن هذه الخطوات وتصفها بالانفتاح وتعدِّد الفوائد التي تعود منها، ونحن لا نقول إن التصميم حرام وإن مهنة تصميم الثياب النسائية وبيعها حرام ولكن الفاصل بين الحلال والحرام خيط رفيع.
    يمكن أن يتم عرض هذه الثياب دون عارضات أزياء وذلك باستخدام الكمبيوتر والتقنية الرقمية وتقنية الليزر ويمكن لمصمِّمي الجرافيكس من النساء أن يقمن بذلك العمل.
    والله إن مثل هذه العروض كمثل الخمر والميسر وقال الله تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ»البقرة 219، ولذلك يجب أن نحارب هذه الخطوات ويجب على أولي الأمر أن يأخذوا على أيدي هذه الفئة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير « مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولا نؤذي من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً». ويقول صاحب الظلال الجزء الثاني صفحة «139» في تفسير قوله تعالى «ولا تتبعوا خطوات الشيطان».
    «هذا المجتمع النظيف العفيف الذي لا تشيع فيه الفاحشة ولا ينتشر فيه التبرج ولا تتلفت فيه الأعين على العورات ولا ترف فيه الشهوات على المحرمات ولا ينطلق فيه سعار الجنس وعرامة اللحم والدم كما تنطلق في المجتمعات الجاهلية قديماً وحديثاً، هذا المجتمع الذي تحكمه التوجهات الربانية الكثيرة والذي يسمع الله سبحانه وتعالى :«إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.» النور 19.
    فيجب أن نقف عند حدود الله في منطقة النور الإلهي الأبلج ولا ندلف إلى الظلمات والباطل اللجلج يقول الله تعالى: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» البقرة 257
    والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل وأنصح لكم
    د. عبد الحميد الكنزي



    { تعليقنا:

    عندما يقوم الناس ليوم الحساب ويعطى كل إنسان كتابه وتعطى الإنقاذ كتابها.. وتحاسب على أعمالها.. هذا إذا تخيلنا الإنقاذ شخصاً طبيعياً.. وهذا إذا افترضنا أن الإنقاذ نجت من خطيئة المكوس والجبايات لأن صاحب المكس الذي يأخذ مال المسلم من غير حله لا يحاسب يوم القيامة ولا تُعرض عليه أعماله ولا يدنيه ربُّه إليه ولا يخالّه بتشديد اللام ولا يسارّه ــ بتشديد الراءــ ولكنه يؤخذ فيُرفع عاليًا ثم يُلقى في جهنم فتسمع له الكائنات كلها ــ مع أنها كلها مشغولة بأنفسها ــ صوتًا حين يسقط (جمبلق) فإذا أفلتت الإنقاذ من هذا الحساب وأُعطيت صحيفة أعمالها وفتحتها لتقرأ ما فيها.. فستجد أن أكبر خطاياها وــ بل أستغفر الله العظيم فلا ينبغي أن أتألى على على الله بل أقول إني أخشى أن أكبر خطاياها هي قناة النيل الأزرق..
    إن قناة النيل الأزرق تقدم برنامجًا اسمه «أفراح أفراح» وهو اسم على غير مسمى وكان حرياً أن تسميه أتراح أتراح أو أحزان أحزان وهو ضرب من عرض الأزياء.. وعرض المساحيق. وقناة النيل الأزرق تقدم الكودة ومحمد هاشم الحكيم والجميعابي وهم دعاة بين يدي الأمم المتحدة يدعون الخلق إلى نعيم الأمم المتحدة تماماً كما يفعل الدجال ويحذرونهم من جحيمها فمن لقيهم أو سمع دعوتهم فليلق بنفسه في جحيم الأمم المتحدة فإنه نعيم وماء بارد وظل وفاكهة.. ويحذر نعيم الأمم المتحدة فإنه سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم. وقناة النيل الأزرق هذه المرة تخرج علينا ببدعة عرض أزياء وقد تحدِّث عنه د. عبدالحميد بما يوفي ويكفي. ولعل الناس لا يعرفون أن أتعس نساء الأرض هن عارضات الأزياء.. وأن أقبح نساء الأرض هن عارضات الازياء.. وأتحدى أهل الأرض جميعاً أن يتزوج أحدهم عارضة أزياء محترفة ثم يتجرأ يوم الدخلة فيكشف عن بطنها.. فإذا لم يتقيأ ويمرض ويسقط فله عليَّ ما يشاء من مال.. لا أظن أن الكثيرين سمعوا قصة اللعيب والنيتو وهي مقارنة بين الجمال والقبح في الأدب الشعبي والجينو تصلح لأن تكون عارضة أزياء لأن وصفها كما جاء في الرواية لا ينطبق إلا على عارضة أزياء.. النحافة الشديدة.. والطول المستكره.. والكعابير.. والاستواء التام وراء وقدام.. والرشاقة المصطنعة.. والسكك.. هذه هي بعض إنجازات قناة النيل الأزرق التي استحقت بموجبها أن تُنعت بأنها الحرية الخامسة.. لأن الحريات الأربع التي أُعطيت للجنوبيين لا تمثل إلا ثلمة في جدار الشريعة وإلا خرقًا لقانون وعقيدة الولاء والبراء
    وقناة اللنيل الأزرق تعيث في الأرض فساداً.. وحريات الجنوبيين الأربع إنما هي رخصة لهم للإفساد في الشمال الذي رفضوه وصوتوا للانفصال عنه.. ثم عادوا يطالبون بحرية العيش فيه.. وحريات الإنقاذ لا تنتهي ولا تقف عند حد..
    ولديَّ دعوة أدّخرها للإنقاذ وأسأل الله سبحانه وتعالى إن يجيبني فيها وأن يعجل بها وهي دعوة إبي حازم الأعرج على سليمان بن عبد الملك.. وقد عجل الله بها في سليمان فاقرأوها وافهموها.. والله المستعان

                  

09-16-2012, 05:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    نعم يا «هارون».. السودان في حاجة إلى «مكارثيين جدد»!!
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ السبت, 15 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    صدِّقوني إن قلتُ لكم إني شعرتُ بالغثيان عندما قرأتُ مقال الوالي أحمد هارون... عنتريات فارغة وادّعاء عريض وسطحية وتناقض وتخليط فجّ لم يزد من قَدَر الرجل في نفسي بقدر ما نزل بها (بالعمود) ولا أظنّي أحتاج إلى أن أردَّ عليه الآن فلستُ بمستعجلٍ ذلك لكنه سيقرأ الكثير في مستقبل أيامه بل سيشهد من تقلُّبات السياسة ما يجعلُه يندم على تعجُّله منازلة واستعداء من لم يكونوا خصماً عليه في سابق الأيام بل كانوا ممَّن أسهموا في فوزه بمنصبه الحالي، ويكفي الآن أن أُعيد ردّ الأستاذ الهندي عز الدين على غرار ما فعلت الصحف التي تبارت في نشر مقال الوالي أحمد هارون:
    نعم يا «هارون».. السودان في حاجة إلى «مكارثيين جدد»!!



    { وحكم علينا «القاضي» و«الوالي» مولانا »أحمد محمد هارون« بأننا ــ زمرة الكتاب الرافضين لخنوع الدولة السودانية ــ «مكارثيون جدد».. نسبة إلى عضو الكونغرس الأمريكي »جوزيف مكارثي« الذي قاد هجمة شرسة ضد مسؤولين وموظفين «أمريكيين»، باعتبارهم شيوعيين، وجواسيس وعملاء، أو متعاطفين، مع الاتحاد السوفيتي، أيام «الحرب الباردة»، في خمسينيات القرن المنصرم.
    { وحسناً فعل والي جنوب كردفان »أحمد هارون« بأن حمل «القلم» كاتباً في الصحف، بعد أن وضع «البندقية»، ولم يعد «بندقجياً»، ولا قائداً، ولا دبَّاباً، ولا منسقاً للشرطة الشعبية!!


    { »أحمد هارون« ــ الآن ــ مفاوض «خاسر» في كل مفاوضات، منذ أن ابتعثه السيد الرئيس إلى »جوبا« قبيل أشهر من انفصال الجنوب، مروراً بمفاوضاته المستمرة مع نائبه المتمرد »عبد العزيز آدم الحلو« من »كادوقلي« إلى »بورتسودان«، في زمن فصلها البارد الناعم الجميل!!
    { ظل »أحمد هارون« يحدثنا عن السلام دون أن يقدم ــ بوصفه حاكماً ــ مطلوباته، وأولها بل وأهمها «الثبات»، وليس «الخفة» والاندفاع، والاندلاق!!
    { وأخذ يحدثنا عن «الحرب» وأنه صاحب «التوقيع» على فاتورتها ــ في إشارة إلى اتهامه بواسطة محكمة الجنايات الدولية في »لاهاي« ــ بينما الآخرون يتناولون «أطباقهم» على حسابه.. »هارون«!! يا سبحان الله.


    { وهل قاتلتم يوماً، بحكم مواقعكم في قيادة عمل الدولة «الأمني» أو «العسكري»، أو شاركتم ذات نفرة في كتيبة من كتائب الجهاد، عندما كان يقاتل الشهداء في الميل «أربعين» في أعماق «الاستوائية» البعيدة، وليس «14 ميل» الشمالية.. هل فعلتم ما فعلتم، لتمارسوا به «الوصاية» و«المن» و«الابتزاز» على شعب السودان العزيز الكريم؟!
    { مَن جاهد يوماً، فإنما أجره ــ وفق نواياه ــ عند الله، ومَن سقط مِن طائرة فمات محترقاً، فهو عند الله بين الصديقين والشهداء، ومَن بقي فإن أجره ــ إن لم يبدِّل ــ أيضاً.. عند الله.. وليس عندنا.. نحن عامة الشعب السوداني الصابر الممكون.
    { ولهذا نقول للسيد »أحمد هارون«، لا تمتنوا علينا، فإنَّا والله لن نترك أحداً ــ مهما علا شأنه ــ يتنازل عن «شبرٍ» من «مترٍ» من أرض السودان، ولا «ذرة» من كرامة أهلنا الكرماء الشرفاء، ليتطاول عليهم «بغاث الطير»، ويحكم في أمرهم عملاء «المخابرات الأمريكية».. «أفارقة» كانوا.. «جنوبيين» أو «شماليين».


    { لن نترك أحداً ــ مرة أخرى ــ يتلاعب بمصائر شعبنا، كما فعلوا في «نيفاشا»، و«مشاكوس»، و«أبوجا»، و«أديس أبابا الإطاري»، سواء قاتل في «دار الهاتف» أو تدرب في صحارى »ليبيا« أيام «الجبهة الوطنية» ــ كما ذكرت في مقالك «المكارثيون الجدد» ــ أو شارك في كتيبة «الأهوال» أو غيرها من الكتائب التي احتسبت «الشهداء» على أرض «الجنوب» التي تم تقديمها «بالمجان» و«بلا ثمن»، حتى بخس، لعصابة «الجيش الشعبي لتحرير السودان».. ودون أدنى حوافز من الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت مستعدة لتقديم «الغالي» و«النفيس» مقابل تمرير «صفقة الاستفتاء»، حسبما ذكر الراحل »مليس زيناوي«، رئيس وزراء إثيوبيا، لمسؤول كبير ــ تمت إقالته ــ ناصحاً إياه باستغلال حكومتنا الفرصة «الذهبية»، لكن حكومتنا «تكرمت» بما لا تملك لمن لا يستحق، بدعوى تأكيد «الموقف الأخلاقي» والالتزام بالعهود والمواثيق!!


    { عزيزي »أحمد هارون«.. لقد تعبتَ، كما اعترفت بنفسك لإحدى الصحف، وأصابك الوهن، والأخيرة منا، أفلا تظن أن «التعب» وحده كافٍ لتقديم الاستقالة ومغادرة الموقع؟! كيف تقوى ــ سيدي ــ على «تأمين» سكان ولاية منهكة بحروب «الخونة» المتمردين، وأنت مرهق منهك؟!
    { ثم تحدثنا عن مقولات الفيلسوف الصيني »صن تزو«، بينما تنسى أو تتناسى أنه القائل في ذات الكتاب «فن الحرب» قاعدته الأشهر: «في هجومك كن كالنار.. وفي ثباتك كن كالجبل»!!
    { و«صن تزو« ــ نفسه ــ يقول: «إذا ما نال العدو هدنة، فسوف تتعرض للمتاعب، وإذا ما كان يُدعم بالغذاء ــ الاتفاقية الثلاثية لتمرير المساعدات الإنسانية ــ فسوف تتعرض للجوع»!!
    { و «أحمد هارون« يناقض نفسه عندما يعترف بأن قادة «قطاع الشمال» خونة، ويدعو في ذات الوقت إلى مفاوضة «الخونة» ولو أوكلوا محامياً!!
    { كتب مولانا »هارون« في مقاله المنشور بصحف أمس «الخميس» الآتي: «وعندما أشار متمردو الجنوب بعلامة الوداع »باي باي« لرفاق الأمس بالمنطقتين ــ جنوب كردفان والنيل الأزرق ــ وأعلنوا أن الأمر كان نفيراً، فإن ذلك لم يكن إلاّ تأكيداً لمؤكد.. إن كانوا وطنيين حقاً ومالكين لزمام أمرهم لما تمردوا أصلا!!!»


    { »هارون« يعترف: هم ليسوا «وطنيين» ولا مالكين لزمام أمرهم، فما هي صفتهم إذن ــ يا «مولانا» ــ إن لم يكونوا «خونة»؟!
    { و«الخائن» لوطنه مكانه أقفاص الاتهام في «المحاكم» لمعاقبته وفق القانون الوطني، وليس الغرف والقاعات الباردة في »شيراتون أديس أبابا«.
    { ولن نعمل «مراسلين حربيين» لكتائبكم يا سيادة «الوالي».. رئيس لجنة أمن ولاية جنوب كردفان، حتى «تتحرر» محليات »تروجي«، و«هيبان« و«كاودا«، و«البرام«، وحتى يغادر التمرد مناطق محليات »دلامي«، و«تلودي«، و«كالوقي« و«هيبان« و«رشاد«.
    { إن لم تكن قادراً على فعل ذلك قبل «المفاوضات» مع هذا القطاع «المقطوع»، وهذا هو واجبك، ومهمتك الأساسية وليس «المفاوضات»، فافسح المجال لآخرين، حتى من بيننا ــ نحن المكارثيين الجدد ــ إن كانت القيادة ومَنْ حولها يستلطفوننا، في زمن «التعيين بالاستلطاف» و«المجموعات»!!
    { مَن تسميهم «المكارثيين الجدد» هم قادة حقيقيون في هذا المجتمع، يميل إذا مالوا، ويغضب لهم إذا غضبوا، وتسقط الاتفاقيات «الملغومة» إذا كشفوا، ولهذا فإنهم لن ينضموا إلى كتائبكم ولن يعملوا «مراسلين حربيين»، لأن الرسائل ستكون «خاوية.. بلا خبر»!!
    { ختاماً.. فلتعلم سيدي «الوالي» أن »جوزيف مكارثي« لم يكن مخطئاً تماماً في اتهاماته ــ وبالمناسبة كان الرجل قاضياً مثل سيادتك ــ فبعد «أربعين عاماً» من زمانه، ألقت السلطات الأمريكية في عام 1994، القبض على مسؤول مكافحة التجسس «الروسي» في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الضابط الرفيع »آلد ريتش آيمز«، بعد أن ثبت بالأدلة والبراهين تجسسه لصالح المخابرات «السوفيتية» ثم «الروسية»!!
    { مسؤول مكافحة التجسس «الروسي» في «أمريكا».. كان هو الجاسوس «الأمريكي» الأشهر لصالح «الروس»، وهو الحدث الذي هز أركان الـ (C.I.A) لسنوات!!


    { السودان في حاجة ماسة باستمرار إلى «مكارثيين جدد»، إلى أن يتم القبض على »آيمز« جديد!! من «قطاع الشمال» أو من غيره.
    { عزيزي الوالي »أحمد هارون«.. اثبت في قتالك المتمردين.. ولا شأن لك بالمفاوضات، فإن »كمال عبيد« جدير بها، وناجح فيها حتى الآن، وتذكر دائماً أن »صن تزو« يقول: «في هجومك كن كالنار.. وفي ثباتك كن كالجبل».



    -------------------

    استَعَنّا على الشقاء بالله..
    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الجمعة, 14 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    وهل بالله هناك شقاء أكبر وأعظم من مطاردة المتفلتين و«مساككة» العلمانيين.. واللهث في محاولات مستمرة لإطفاء الحرائق التي يُشعلها أهل المجانة والرقاعة واللكاعة الذين لا يعجبهم أن تدين البلاد لشرع الله ولا أن تتخلص من إصرها بل آصارها التي آدها حملها وكلّ منها متنها وتقوَّس لها ظهرها!!
    أليس بالله عليكم من الشقاء الذي نطلب فيه العون من الله أن نشير ولو إشارة عابرة.. ونختلس بعض سطور في هذه الزاوية لنلفت انتباه الأخ المحترم الذي تقلد المنصب المرموق «بعد مساككة ومكاوشة» إلى ما يوشك أن يقع فيه من صرف هذا المبلغ المهول الذي ربما وصل إلى خمسة وعشرين مليوناً في صيانة مرحاض لا يحتاج في الأصل إلى شيء من هذا ونحن نمسك عن ذكر الأسماء والجهات ولكن إذا دعت الضرورة فلن نكتفي بالتلميح ولا بالإشارة. إهـ


    ثم لنستعن بالله على محمد عبد القادر وهل هناك شقاء أكثر من مهمة فرز الأكوام التي ظن الأخ محمد عبد القادر في عموده «على كل» يوم الأحد 22 شوال أنه قد قام بخلطها وأنه أحسن القيام بذلك وأنه سوف يمرِّر ذلك علينا ويُلهينا عن مراده الحقيقي بأكوام الثلج التي قام بتكسيرها في حضرة الأخ الرئيس.. وهذه بالطبع محاولة للدغمسة ودسّ السم في الدسم فهو من ناحية يكيل الثناء والمدح للرئيس ومحاولاته لاستمرار مشروعية الإنقاذ من تبنيها للشريعة الإسلامية ولكنه يأتي من ناحية أخرى ليكيل بل ليهيل النقد والتهوين لما قاله الأخ كمال رزق عن عدم تطبيق الشريعة طيلة عمر الإنقاذ.. وهو مسعى منه واضح للوقيعة بين كمال رزق وبين الأخ عمر البشير.. وأحب أن أنبه محمد عبد القادر حتى لا يظن أنه قد أوفى وأشفى أن الذي يكنّه الأخوان الرئيس عمر البشير وإمام مسجد الخرطوم كمال رزق يختلف اختلافاً كبيراً عما يصرِّح به محمد عبد القادر حول الشريعة وموقفه منها.. وإن أصلح ما يرد به الأخ الرئيس عمر البشير على ثلج محمد عبد القادر هو أن يقول له كما قال سيدنا علي بن أبي طالب لأحد مكسِّري الثلج في ذلك الزمان القديم «إني دون ما قلت وفوق ما في نفسك».
    فمحمد عبد القادر يريد أن يقفز من تكسيره الثلج بين يدي الرئيس إلى إشعال الفتنة بذكره لنقد كمال رزق فيما يقوله عن تطبيق الشريعة، مع أن محمد عبد القادر يعلم حق العلم أن الذي يقوله كمال رزق يقوله غيرُه داخل الإنقاذ وخارجها، ومحمد عبد القادر يقفز بعد ذلك إلى توهين الشريعة ذاتها.


    إن الأخ محمد عبد القادر أراد أن يُظهر ذكاءً فأظهر شيئاً آخر. قال الإمام ابن البيع أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في كتابه معرفة علوم الحديث عن إمام الأئمة محمد بن إسحق بن خزيمة: «كان يستخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمناقيش».. أي يستخرج دقائقها.. وذلك لفطنته وتعمُّقه في المعاني، أما الأخ محمد عبد القادر فقد حرمنا من هذه المتعة فنحن لا نحتاج إلى استخراج هجومه ونقده وموقفه من الشريعة بالمناقيش بل يكفي أن نورد نص ما قاله: يقول محمد عبد القادر ربما لرزق أسبابه الخاصة التي تجعله لا يرى أية حسنة للإنقاذ ولكن عليه الانتباه إلى أن الشعب السوداني يرى أن ما يعانيه الآن من تعثر في معاشه وضيق في أحواله هو نتاج توجُّه الحكومة وهي تراهن على الشريعة الإسلامية التي جعلت الإنقاذ ثورة مغضوباً عليها.. والشريعة هي من وضع الحكومة في منصة سهلت انتياشها بواسطة الأجندة والمؤامرات، وباسم الشريعة وُضع السودان في قائمة الإرهاب.. ويستمر الأخ محمد عبد القادر وهو يُنحي باللائمة على الشريعة في كل شيء أصاب السودان فيقول بعد ذلك:
    وباسم الشريعة وُضع اسم السودان في قائمة الإرهاب وجاءت العقوبات الاقتصادية.. وبسببها كذلك استعصى التطبيع مع الدول الكبرى «يقصد بسبب الشريعة» وتم فصل الجنوب ونشط الغرب في التحالف مع خصوم الإنقاذ في الداخل والخارج.. إلى أن يقول فاستحقت أي الإنقاذ أن توضع ضمن الدول المكوِّنة لمحور الشر في العالم».
    يقول محمد عبد القادر كل هذا بتلذُّذ عجيب وباستمتاع ما بعده استمتاع وهي محاولة سافرة للإيقاع بين أهل السودان وشريعة الرحمن والدليل أوضح من الشمس في رائعة النهار.
    فمحمد عبد القادر لم يفتح الله عليه بكلمة واحدة تدعو إلى الثبات في الذبّ والتمسك بالشريعة ولا هو أنحى باللائمة على هؤلاء المتآمرين على شرع الله ولا أظهر من الإصرار ما أظهره وعلمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لعمه: والله يا عمّ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهره الله أو أهلك دونه».
    ولا تمثل محمد أحمد عبد القادر بقول الصحابي الجليل عثمان بن مظعون لما رد جوار الوليد فسلّطوا عليه أحد سفهاء مكة فلطمه حتى كاد يفقأ عينه فقال له الوليد: يا ابن أخي لقد كنت في غنى عن هذا، يقصد ما كان له أن يرد جواره.. فرد عليه ابن مظعون معلمًا لأمثال محمد عبد القادر لو كانوا يتعلمون: «إن عيني السليمة والله لأشد شوقاً إلى ما أصاب أختها في الله»
    إن محمد عبد القادر يحاول أمراً يقصر عنه باعُه ولا تطيقه مهنيته، «وعلى كلٍ» فمحمد يتذاكى ونحن نفهم منه هذه المحاولة فقد والله أتعب نفسه وأرهق ذهنه.
    أما تضحيات الشعب من أجل الشريعة فحقيقية والله يعلمها من فوق سبع سموات.. ويعلم جل شأنُه وتقدست أسماؤه من الذي رمى بها في مزبلة التاريخ..
    ومحمد عبد القادر لا يزيد على أنه يحاول أن يلحن بالقول في أمر الشريعة، ونحن نعلم علم اليقين من قراءاتنا لمحمد عبد القادر أن الشريعة لن تنال من محمد عبد القادر إلا هذا الاستخفاف وهذه السخريات الصغيرة.. وهو ليس من المدافعين عنها ولكنه من المدافعين عن شريعة الإنقاذ.. شريعة الدغمسة والانبطاح.. والحريات الأربع.. فهنيئاً له بها..
    { الطاهر ساتي يفتح كتاب الدين!!
    بالأمس اضطر الطاهر ساتي لفتح «كتاب الدين» ليرد على دفع الله حسب الرسول.. واستدلّ بحديث تأبير النخل.. على ما يجري من صراع حول الكوندوم وبرنامج مكافحة الإيدز، وبالرغم من أن الاستدلال ليس في محله ولا يوفر أي حجة للطاهر ساتي إلا أننا نقول للأخ الطاهر ساتي «والله كتيرة منك».
    ولو استمررتَ على هذا المنوال من فتح كتاب الدين كلما أردت أن ترد على دفع الله أو سعد أورزق فلسوف ينصلح حالك أو بحسب وضعك الفكري الآن سوف يفسد حالك وسيأتي عليك يوم تُرمى بالتشدد والتنطع رغم أنك في قرارة نفسك لا تريد إلا الخير والفلاح لمن تخاطب ولمن تنصح!!
    وإن من أجمل ما في مقالك أنك صليت على حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثاً فلعلّ الله أن يفتح لك بها أبواب الجنان ويسكنك ويبوءك مراتبها وما ذاك على الله بعزيز

    -------------------------

    نحن والإتحاد الضرار!!..وقيع الله حمودة شطة
    وقيع الله حمودة شطة

    نشر بتاريخ الخميس, 13 أيلول/سبتمبر 2012 13:00



    كتبت مقالاً بتاريخ الأحد 15 شوال 1433هـ ــ الموافق له الثاني من سبتمبر 2012 تحت عنوان «جرّد نصلك يا منبري لنسف هذا الاتحاد» وهو مقال جاء تعقيباً على ما ظل يكتبه الأخ يوسف عبد المنان متهماً المنبر بأنه تجمُّع عنصري وأطلق عليه «منبر الخال» من جهة، وتعليقاً على ما دار بين الأخ يوسف والأخ بكري المدني الكاتب بصحيفة ألوان ــ العزيزة ــ من خلال الرسالة التي بعث بها الأول إلى الآخر، ونقلتُ تلك الرسالة وعلقتُ عليها، وملخصها أن الأخ يوسف عبدالمنان بجانب ما ذكرتُه عنه يرى ــ أيضاً ــ أن كُتّاب المنبر يستخدمون«عبارات المجتمعات السفلى والبذاءة واللغة السوقية» وفي معرض ردي على الأخ يوسف طالبته بل تحديتُه أن يورد مثالاً لهذه العبارات، وطلبت منه أن يقبل مناظرتي حول فكر المنبر وأهدافه ومبادئه، وأن يعرض هو نقده ــ الذي اشترطتُ عليه فيه أن يكون نقداً علمياً وموضوعياً ــ وليس هراء و صراخًا أجوف كما يفعل يوسف،


    وأن يقدّم أدلة وبراهين جلية. لكن الأهم من ردي هذا.. أن الأخ بكري المدني شريك الأخ يوسف في الاتحاد الذي أُعلن، وهدفه التصدي لمنبر السلام العادل، كما أَعلن ذلك الأخ بكري المدني نفسه، وكتب في أخيرة «ألوان» بتاريخ الأحد 8 شوال 1433هـ ــ الموافق 26 أغسطس 2012م العدد «4955» يقول «إن رسالتي الثانية للزميل يوسف وهو أخ عزيز خبرته في حل المهنة وترحالها ــ أقول فيها ــ اسمعها مني يا يوسف نحن في فريق واحد ولا يهمني في أي خانة أكون فلقد «جندت نفسي بنفسي للتصدي لمنبر السّلام العادل وعلينا معاً أن نصوِّب التنشين فليس أكثر أذى من النيران الصديقة ــ يا صديق ـ». هذه هي رسالة بكري ــ الودودة ــ لصديقه يوسف يطمئنه فيها حتى لا يفهم يوسف غير ذلك، فهم جميعاً فريق واحد، وصف واحد يتصدى لمنبر السلام العادل.. لكن المهم في جزء من الرسالة هذي اعتراف بكري المدني بأن أهل المنبر لا يستخدمون عبارات المجتمعات السفلى والبذاءة واللغة السوقية ــ شهد شاهد من أهلها ــ وذلك حين اعترض على يوسف بقوله «حتى إنني وفي محاولات الصد التي أقوم بها مجتهداً مع يوسف لمنبر السلام العادل لا أستخدم ــ ولم أستخدم ــ عبارة «منبر الخال» التي أوردها الزميل يوسف وإنما أسميه باسمه الذي اختاره وأنقده النقد الذي أحسب وأرجو أن يكون صحيحاً، كما أن عبارات أوردها الأخ عبد المنان كالمتاجرة والمجتمعات السفلية والبذاءة واللغة السوقية ــ أسأله من أين أتى بها؟ وأين وجدها؟! ليس لأني لم أطالبه بكتابتها في وجه أهل المنبر بل لأنني لم أقرأ مثلها في كتاباتهم التي ردوا بها على يوسف فعن أي شيء وشخص يتحدث عبد المنان؟!



    يبدو أننا لسنا بحاجة إلى التعلق بعد قول الأخ بكري المدني هذا وهو من داخل اتحاد يوسف يفند ويدحض مزاعم يوسف وتخرصاته الباطلة التي أذن فيها لوجدانه بالجموح دون عقله وصدقه وأمانة المهنة.. وبدأ لي أن الأخ بكري رغم خلافه معنا ــ حتى الآن ــ منصف وموضوعي ينشد الحوار النافع، ويسمي الأشياء باسمها كاختلافه مع الأخ يوسف حول استخدامه «منبر الخال» فهو يقول منبر السلام العادل.. واختلافه مع «يوسف حول زعم يوسف أن كُتّاب المنبر يستخدمون عبارات سفلى وبذئية ولغة سوقية.. واختلافه مع يوسف حول أسلوب الرد على المنبر.. ويقول «وفي محاولات الصد التي أقوم مجتهداً مع يوسف وآخرين لمنبر السلام العادل..» إ. هـ أعتقد هذه روح علمية وموضوعية.. لأننا كلنا يعتقد أن رأيه صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيره خطأ يحتمل الصواب، وقوله «أجتهد» يُظهر منهجاً علمياً تعارف عليه الناس، فالأمور الظنية والاجتهادية التي غاب عنها النص الدال على وجهها بقطع هي مسرح لنظر المجتهدين والاجتهاد ولكن للاجتهاد شروطه ولوازمه. لكن الأخ بكري المدني هو نفسه خالف هذه القاعدة ــ وكنا نأمل أن يسير عليها ــ وذلك حين كتب «بتاريخ الخميس 12 شوال 1433هـ، الموافق 30 أغسطس 2012م العدد «4959» بألوان.. يقول: «إن مواقف الباشمهندس الطيب مصطفى لا يسندها عقل ولا منطق ولا دين ولا أخلاق وهو متناقض في كل شيء ومختلف مع كل شخص يحمل رأياً آخر..».. ثم ذكر عددًا من الإخوان انتقد مواقفهم الطيب مصطفى وهم عادل الباز والطاهر ساتي وعبدالباقي الظافر ويوسف عبدالمنان..


    ولو سكت الأخ بكري المدني عن هذا السطر لحسبنا أنه يقصد بنقده هذا الطيب وحده.. ولكن قال بعد ذلك: «أي رجل هو الباشمهندس الطيب مصطفى ومن هم الذين معه وهم معاً من الخطورة بمكان على بلدنا ومستقبله ما يستوجب التصدي لهم وتعريتهم واجباً مهنياً ووطنياً وأخلاقياً ودينياً وإلاّ ــ فصدقوني أنا ــ لا هو ــ لن نجد في غد وطنًا ندافع عنه فلسوف تمضي «أجزاؤه» بالفتن كما مضى الجنوب بخيره وجاء بشره».
    هنا أبدأ بما انتهى عليه بكري المدني.. وأقول: إن الجنوب مضى بشره ولكن ضعف الإرادة والهزيمة النفسية وطمس البصيرة التي يعاني منها الأخ بكري وزملاؤه في الاتحاد وآخرون جعلتهم لم يتمكنوا أن يروا في الجنوب إلاّ بضعة ملايين من البترول وعشيرة نباتية من أشجار الباباي وهذه نزعة مادية موغلة في الإفلاس الفكري الذي لا يستصحب البُعد الحضاري والقِيمي والروحي، وإلاّ فليحدثني اتحاد بكري لماذا يغضّون الطرف عن خطورة مشروع السودان الجديد على هُوية أهل الشمال؟

    ولماذا لا يشغلون أنفسهم بإستراتيجية الحركة الشعبية حين تقرر من خلال دستورها أن الهدف من مشروع السودان الجديد هو إنهاء النموذج الإسلامي والعربي وإقامة الدولة العلمانية التي تفصل الديّن عن الدولة، وحين تقرر أنها تريد إنهاء حكم الأقلية والجلابة واستبدال الثقافة الإفريقية بالثقافة العربية.. ولماذا لا ينتفضون لدينهم حين تطرح الحركة الشعبية مشروعاً يقوم على إقصاء دين الله تعالى من حياة الناس، ورفض تطبيق أحكام الشريعة وكتابة البسملة في صدر الدستور وهي آية في كتاب الله.. القرآن.. الآية «30» من سورة النمل «إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم»؟ ولماذا يسكتون عن جرائم التطهير العرقي التي تمارسها الحركة الشعبية في تلودي والموريب وحجير الدوم وهي تحتل «كاونارو» وكاودا وسماحة وتعتدي على هجليج والعباسية تقلي وبحيرة الأبيض، وتحتفظ داخل حدودنا بفرقتين من الجيش الشعبي المليشيا الإرهابية.. أين غيرتكم على الوطن والدين والأخلاق يا بكري والظافر وساتي ومن لفَّ في محوركم الآثم.


    وبعدها يُصدر بكري المدني أحكاماً قاسية تخالف المنطق والواقع ويؤكدها المبالغة في المغالاة والتطرف تبعاً لهواه.. انظر إليه يقول وهو يتهم الطيب مصطفى ومن معه واصفاً مواقفهم بأنه «لا يسندها عقل ولا منطق ولا دين ولا أخلاق» نحن كتبنا رافضين فكرة مشروع السودان الجديد، ورافضين الدعوة إلى الإباحية وفصل الدين عن الدولة ورافضين الاستهزاء بأحكام الشريعة والدين، ورفضنا تسجيل قطاع الشمال كحزب سياسي لأنه محتفظ بعبارة «تحرير السودان» بعد انفصال الجنوب ولأنه أساء إلى القرآن ورفض كتابة البسملة في صدر الدستور وهو الذي يموِّل ويدير الحرب الدائرة الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق بالوكالة عن أمريكا ودويلة جنوب السودان ولذلك نرفض ولا نزال نرفض الاعتراف به، دع عنك محاورته، لأنه عميل لدول أجنبية معادية، ونحن ندعو إلى بسط سلطان الدولة على كل أرض السودان ونرفض تقديم أي تنازلات تضر بالأمن القومي السوداني وتنال من كرامة الشعب والأمة، وهذارأي المنبر قبل أن يكون رأيي الشخصي، وندعو ونشحذ همة الأمة نحو الجهاد لحفظ هُوية البلاد.. نحن ندعو إلى ذلك واتحاد بكري المدني يرفض ذلك!! فأيُّنا إذن صاحب الأخلاق والدين والوطنية والمنطق.. الإجابة متروكة للأخ القارئ الكريم وعموم الشعب في بلادي المنتصرة بإذن الله رغم أنف اتحاد بكري المدني وأولاد أمريكا وعملاء السفارات الغربية.


    بالرغم من أن الأخ بكري المدني لم يذكر لنا بعد أعضاء اتحاده الذي كوّنه للتصدي لمنبر السلام العادل، إلا أننا نعرف جيّداً من هم أعضاء هذا الاتحاد.. كما أنه لا يتعب القارئ الحصيف كثيراً لأجل معرفة أعضاء هذا الاتحاد «الضرار» وهو اتحاد ...
    في مقالي الماضي «جرّد نصلك يا منبري لنسف هذا الاتحاد» دعوت الأخ يوسف عبد المنان إلى مناظرتي حول نقده للمنبر بقولي «.. يوسف أدعوك إلى مناظرتي على الملأ وأن يحشر لها الناس والإعلام ضحى حول الذي تقول، وحول الذي تعتقده في منبر السّلام العادل..» والآن أجدِّد له هذه الدعوة.. لكن الأخ بكري المدني كتب نيابة عنه في عموده بعنوان «شطة.. وبقية التوابل» بتاريخ 4 سبتمبر 2012م يقول «أخيراً طلبني الأخ وقيع الله حمودة شطة للمناظرة حول الاختلاف وهو منهج راق أشكره عليه وأنا أقبل مناظرته من خلال محاورته صحفياً كقيادي في منبر السلام العادل، وأنا كصحفي ومراقب عام ورافض أيضاً ومعارض لأطروحات حزبه وليعد «شطة» نفسه جيّداً لهذا الحوار.. حول رؤى المنبر وأهدافه وتنظيمه».. أقول للأخ بكري أنا جاهز لك وللاخ يوسف ولأي أحد من أفراد اتحادكم «الضرار» الوطني ابن البلد الأصيل الذي يقول بعين حمراء لا لأمريكا.. أو جميعكم مجتمعين، أما الأخ يوسف عبد المنان فقد كتب في عموده «خارج النص» في أخيرة المجهر بتاريخ الأحد 9 سبتمبر 2012 العدد «143» تحت عنوان «لا تغضب عليهم» تعليقاً على أحداث «حجير الدوم كنانة» يقول: «والخرطوم لا تغضب، و«الطيب مصطفى» بكل حماسته لم يبكِ أحداث التطهير العرقي، وحمودة شطة لا يزال هنا قاعد وأبناء عمومته يتعرضون للتطهير العرقي.. ولو كان ما حدث في حجير الدوم من فعل الحكومة لذهبوا بها لمجلس الأمن، وصدرت القرارات، ولكن القبائل العربية «لا بواك» عليها!!»


    أولاً أنا أشكر الأخ يوسف عبد المنان على مقاله الرائع هذا والذي واسى به أهلينا في حجير الدوم وكان موقفاً شجاعاً نحمده للأخ يوسف.. ثانياً أقول للأخ يوسف إن الطيب مصطفى من حسن حظه أنه في مقاليه السابقين ندد بالأحداث في «سماحة» و«الموريب» و«حجير الدوم» جراء الجرائم النكراء التي ارتكبتها الحركة الشعبية والجبهة الثورية في تلك المناطق.
    وأعتقد من حسن حظي «أنا» أيضاً أني كتبت مقالاً تحت عنوان «حجير الدوم.. وبطولة الشهيدة عائشة الكنانية» في اليوم ذاته.. الذي كتب فيه الأخ يوسف عبدالمنان مقاله المذكور، الأمر الذي يجعلنا ننجو من رشاشات الأخ يوسف الناقدة لموقفينا من الحدث.
    نواصل ــ إن شاء الله ــ

    ------------------

    خلافات داخل الوطني بجامعة الإمام المهدي

    كوستي: طارق علي

    كشفت مصادر مطلعة لـ(الميدان) عن خلافات عاصفة وسط صفوف حزب المؤتمر الوطني بجامعة الإمام المهدي بولاية النيل الأبيض؛ وطالبت أمانات العاملين بالجامعة في بيان تلقت (الميدان) نسخة منه طالبت عضوية الحزب بالجامعة قفل باب التعاون مع مدير الجامعة البروفسور بشيرمحمد آدم في كافة القرارات الإدارية مثل العمل في لجان الامتحانات ورؤوساء الأقسام والعمادات، كما وجه البيان عضوية الحزب من شاغلي المواقع الإدارية بالجامعة بتقديم استقالاتهم فوراً لمدير الجامعة ومقاطعة التعيين لرئاسات الأقسام بالكليات والمراكز المختلفة بالجامعة، وعدم المشاركة في ترشيحات رؤساء الأقسام، وطالب البيان بإعفاء مدير الجامعة من منصبه، ووصفه بعدم الخبرة الادارية وضعف الفهم التنظيمي. وفي ذات السياق حذر عدد من الأساتذة من مطية اتخاذ قرار بإقالة مدير الجامعة، خاصة وأنه لم يتم فترته القانونية، المحددة بأربع سنوات، ووصفت أصحاب البيان بالعمل لأحداث شرخ داخل الأسرة الجامعية.

    ———————–

    المؤتمر الشعبي يرفض التسوية مع النظام ويجدد المطالبة بإسقاطه
    Monday, September 3rd, 2012
    الخرطوم: أمل مبارك

    جدد المؤتمر الشعبي موقفه تجاه نظام المؤتمر الوطني بدعوة الشعب إلي قيام الثورة الشعبية وإحداث التغيير وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر في منبر أمانة الشباب بالمركز العام ٍللمؤتمر الشعبي أمس إن النظام يتلكأ في حل القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان لعدم وجود إرادة سياسية في إحداث تغيير ولا يوجد رشد في السياسات لأنها عملت علي خيانة كل الاتفاقات التي كانت تنذر بوجود أمل في سلام بين البلدين، وقال إن الواقع السياسي تتجدد فيه الأزمات بصورة منتظمة من سياسة تكميم الأفواه التي طالت اعداد كبيرة من القيادات السياسية والرقابة القبلية علي الصحف وكبت حرية التعبير والأزمة الاقتصادية التي تسببت في انتفاضة يونيو ويوليو والتي أكدت علي أن الشعب السوداني هو صاحب الإرادة الأولي في التغيير والتي أسفرت عن تصرفات هوجاء اعتقل فيها أكثر من 2000 معتقل ،


    وقال إن القوي السياسية لا تزال تري المعالجة في إسقاط النظام لأسباب متعلقة بتدهور الاقتصاد السوداني بإنهاء المشاريع الزراعية وتدمير الصناعة التي تتعرض إلي نكبة مستمرة إضافة لوجود فساد بين أعضاء النظام من مسئولين ،كما بلغت منصرفات ألأجهزة الأمنية 70% من الميزانية وارتفعت أسعار السلع بصورة أساسية مما أدي إلي الفشل في إدارة البلاد وأدي أيضا إلي انفصال الجنوب وإحداث حروب في دارفور والنيل الأزرق وفي كردفان ،كما رفض الشعبي إقامة تسوية مع النظام وذلك لرفض كل القوي السياسية للتسوية ورغبتها في ذهابه بكامله .وقال أن المؤتمر الوطني يحاول خلق هالة دين تحت مسمي الشريعة الإسلامية متمثلة في الحركة الإسلامية ، وقال أن المؤتمر الشعبي هو أصل الحركة الإسلامية الأساسية وليست تلك التي يعنيها المؤتمر الوطني والتي يختلف معها الشعبي في الأصول فالتي يعنيها الوطني تصارع من أجل السلطة، والتي يعنيها الشعبي تعتبر من اجل الدين نفسه ،


    وذكر أن إبراهيم احمد عمر طلب حل الحركة الإسلامية وإدماجها في المؤتمر الوطني وهو لا علاقة له بالحركة الإسلامية المتمثلة في الدين لأن الفساد والانفصال وغيرها من جرائم ارتكبت كلها باسم الدين علي يد مجموعة متسلطة من النظام ، ودعا إلي مقاطعة طلب الإندماج لأنها خصم علي الحركة الإسلامية ،كما قال أن الاتفاق الإطاري الذي وقعه الدكتور نافع علي نافع في أديس أبابا كان يمكن أن يعمل علي حل أزمة الحرب وإيقاف النزيف في أنحاء السودان المختلفة لولا بعض التيارات إلي تسببت في إجهاض الاتفاق الإطاري الذي عاد بعد قرار 2046 الذي هو نتاج لرحلة تقصي واسعة لأوضاع السودان والذي وافقت عليه الحكومة لتفادي القرارات الدولية المتعلقة بالقرار وذلك ما يسمي بسياسة التضليل، كما طالب بعمل مظلة سياسية وطنية تعني بها كل القوي السياسية لحماية مناطق السودان من الانفصال والقطع كما حدث في جنوب السودان ودعا كمال عمر الولايات المتحدة علي ألا تراهن علي نظام لا يمثل شعب السودان كما راهنت علي نظام مصر وتونس و فشل رهانها بانتصار إرادة

    الشعبين وقال إن ماحدث من ثورات شعبية يعتبر (بروفة) للتغيير والدليل: (الذي حدث كبداية لملمة وترتيب أوضاع بعض الرموز للخروج خارج البلاد) ، وقال علي النظام أن يتحمل مسئولية ما يحدث إذا ما عمل علي إجبار القوي السياسية أن تحمل السلاح في مواجهته وذلك يحدث عبر مسألة القبليات والعنصريات التي تسبب في خلقها نظام المؤتمر الوطني ، وذكر أن السودان يفتقد المشروعية السياسية والدستورية والتي ستكون سبباً في إحداث مزيد من المشاكل في أماكن متفرقة من أجزاء السودان.



                  

09-16-2012, 09:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الإسلاميون .. محاكمة الإنقاذ !!


    نشر بتاريخ الإثنين, 10 أيلول/سبتمبر 2012 13:00
    أسامة عبد الماجد

    هل آن أوان محاكمة الإنقاذ ؟ وهل جاء ميقات تحول أحاديث الهمس لجهر ؟ وهل يعتزم بعض قيادات المؤتمر الوطني وأبناء الحركة الإسلامية رفع راية التغيير داخل الحزب تتويجًا لختام تلك المحاكمة أو تجاوزًا لنتائجها؟ وأين الحركة الإسلامية وهل هي حاكمة أم محكومة أم ستحكم؟؟.. عشرات من الأسئلة تتقافز إلى الأذهان حال مطالعة الحوار الذي حوى إفادات ساخنة للقيادي البارز بالمؤتمر الوطني د. قطبي المهدي والذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط ونشرته مؤخراً وضح من خلاله أن الرجل أجاب عن التساؤلات أعلاه وبات لاعبًا رئيساً في فريق إبداء الملاحظات على الحكم والإنقاذ وقد تشابهت مواقفه إن لم تكن تطابقت مع مذكرة الألف أخ ورؤية مجموعة «سائحون » ــ تضم شباب الإسلاميين المجاهدين ــ الذين شرعوا في الإشارة لأماكن الجرح في جسد الإنقاذ رغم أن أمين الإعلام بالوطني بروفيسور بدر الدين إبراهيم رد رداً قاسيًا على قطبي وعاب عليه تقييمه للأوضاع وكاد يعلن فصله من منظومة الحزب!!


    الرابط بين الثلاثة «أصحاب المذكرة وسائحون وقطبي» هو مجاهرتهم وبشكل صريح عن الراهن وبُعده عن المشروع الحضاري ــ أو هكذا يعتقدون ــ الذي وضعته الحركة الإسلامية وتجسدت آليات تنفيذه في الإنقاذ.. تلك الثورة التي تجاوزت العقدين وخضعت الآن لمحاكمة من أبنائها أقرب ما تكون لإجراء عملية في الظلام !! فمجموعة سائحون اجتمعوا منتصف يوليو الماضي بالخرطوم في لقاء ضم أكثر من «500» مجاهد وكان اللافت في اللقاء اجتماع إسلاميي الشعبي مع الوطني رغم أن رئيس شورى الحركة الإسلامية إبراهيم أحمد عمر قال في مؤتمر صحفي عُقد مؤخراً أن الشعبيين ليسوا حركة إسلامية وهو الأمر الذي لا تعيره المجموعات التي تحاكم في الإنقاذ الآن اهتمامًا بدليل أن لقاء «السائحون» حضره مجاهدو الشعبي على رأسهم الناجي عبد الله الذي قال: «إن لقاء المجاهدين لا ينبغي أن يكون للبكاء على الماضي من دون النظر لمستقبل الحركة الإسلامية، ونحن نريد من مجموعة «سائحون» أن تتقدم بمبادرة لحل المشكلات» ومما قاله قطبي في الحوار المذكور ردًا على سؤال عدم وجود بدائل في الحزب أكثر شبابًا وأقل إرهاقًا للقيادات الحالية أجاب بالقول: «لم يستطع النظام تقديم أطروحات تجدد حيويته، ومهما كانت قدرات الإنسان فخلال ثلاث وعشرين سنة ــ عمر الإنقاذ ــ يكون قد استهلك نفسه، سمعت أن الرئيس البشير قال إنه لن يترشح مرة أخرى، وهذا جيد في تقديري، وآمل أن تملك كل القيادات هذه النظرة، لكن الموضوع ليس أن تذهب فقط، بل ماذا تركت وراءك».


    والتساؤل حول ماذا خلَّفت الإنقاذ وراءها تأتي الإجابة عنه من خلال حالة قد تكون عدم رضا ما أوجدت مذكرة الألف أخ وعدم التمييز بين وطني وشعبي من خلال اجتماع «سائحون» وتطابق أفكارها مع رأي مجموعات أخرى من بينها قطبي المهدي الذي من الممكن أن يفسِّر البعض جرأته لجهة تجاوزه في المناصب القيادية سواء في الحكومة أو الوطني مع أنه تقلد عددًا من المناصب الرفيعة في وقت سابق طوال مسيرته الإنقاذية.


    حديث الجميع يصب في التغيير والذي يرى بعض الإسلاميين أنه قادم من داخل الحزب نفسه وليس المعارضة المغلوبة على أمرها بكل حال، لكن طالما تصاعدت دعاوى تغيير المنهج الذي تتبعه الإنقاذ فمن المؤكد أن المسألة قد تشمل الشخوص وهو أمر على صعيد الحركة الإسلامية قد تم حسمه إلى حد كبير من خلال الإعلان عن الالتزام بلائحة الحركة الإسلامية بعدم السماح لمنسوبيها بتبوء منصب لأكثر من دورتين بما فيه منصب الأمين العام الذي يتبوأه علي عثمان محمد طه وإن كانت اللائحة تسمح بانتقال الشخص لأمانة أخرى وهي ذات لعبة الشطرنج المتبعة في الحكومة حيث ظلت وجوه محدودة «تتقلب» بين المناصب وكان ذلك مدعاة كي يوجه بعض الإسلاميين السهام لصدور إخوانهم وكان ذلك واحدًا من إفرازاته مسألة المذكرات الداعية للتغيير قبل أن تدعو للإصلاح.
    ومهما يكن من أمر ففيما يبدو أن محاكمة الإنقاذ قد بدأت وبالقطع سيكون الجميع في تلهف لسماع النطق بالحكم!!


    الانتباهة
                  

09-17-2012, 04:06 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الكاروري: الترابي أصبح كالطفل وتغير سلوكه بعد الاعتداء عليه بكندا
    الأحد, 16 سبتمبر 2012 09:31 hiba الخرطوم: منال عبد الله

    دافع الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري بشدة عن النظرية التي تؤكد أن الدماغ مركز الذاكرة والإشارات لبقية أجزاء الجسم وذلك خلال مخاطبته مؤتمر علوم الوعي الأول حول فرضية (الوعي بين القلب والدماغ) الذي انعقد أمس بقاعة التنوير المعرفي بالخرطوم برعاية منظمة علوم الوعي والجهاز العصبي،


    وفند الفرضية التي تؤكد أن القلب مصدر القرار وإرسال الإشارات إلى المخ ومن ثم بقية أجزاء الجسم والتي قدمتها البروفيسور آمنة محمد صالح الفكي في عدد من المؤتمرات العالمية ومنحت مؤخراً من قبل مركز دراسات علوم الوعي بجامعة اريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية براءة الملكية الفكرية على فرضيتها بأن القلب هو مصدر اتخاذ القرار ومنشأ النية والوعي لحدوث أي حركة إرادية، وأكد الكاروري استناداً على علم التشريح أن القلب محل ضخ الدم فقط والدماغ مركز الذاكرة،


    واستشهد في ذلك وقال إنه عندما ذهب لعيادة دكتور حسن الترابي أمين حزب المؤتمر الشعبي بعد حادثة الاعتداء التي تعرض لها بـ(كندا) إنه أصبح كالطفل وتغير سلوكه قبل استشفائه، وتمسكت البروفيسور آمنة الفكي بما جاء في فرضيتها وساندها في ذلك عدد من المتحدثين من بينهم البروفيسور مالك بدري وعدد من العلماء بتخصصاتهم المختلفة

    اخر لحظة


    ---------------------

    منبر السلام العادل يستنكر الاستخدام المفرط للقوة في مسيرة نصرة الرسول الكريم
    التفاصيل
    نشر بتاريخ الأحد, 16 أيلول/سبتمبر 2012 13:00
    استنكر حزب منبر السلام العادل الاستخدام المفرط للقوة من قِبل الشرطة في مسيرة نصرة خاتم المرسلين أمس الأول، مما أدى إلى استشهاد بعض المواطنين أمام السفارة الأمريكية وإصابة العشرات، وقال بيان للحزب إن قوات الشرطة المنوط بها تنظيم حركة المرور ومنع الحوادث ارتكبت أبشع أنواع الحوادث بل وتقتل ليس المجرمين إنما تقتل محبي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم دفاعاً عن سفارة أمريكا. إلى ذلك رَفَضَ منبر السلام العادل أي وجود عسكري أمريكي في العاصمة أو أية بقعة في السودان، وأشاد برفض الحكومة طلب أمريكا أرسال كتيبة من المارينز لحماية سفارتها بالخرطوم، وطالب بالتحقيق الصارم والعاجل مع من ارتكب تلك الجريمة البشعة.

    الانتباهة


    ------------------

    مؤتمر الحركة الإسلامية واحتفال مؤسسة تأهيل الدعاة..صديق البادي

    صديق البادى

    نشر بتاريخ الأربعاء, 05 أيلول/سبتمبر 2012 13:00



    شهدت الأيام القليلة الفائتة حدثين مهمين أحدهما هو انعقاد مؤتمر صحفي يعتبر بمثابة تدشين للمؤتمر العام للحركة الإسلامية المزمع قيامه في النصف الثاني من شهر نوفمبر القادم، أي بعد حوالى شهرين ونصف، والحدث الثاني هو احتفال مؤسسة تأهيل وتدريب الدعاة بتخريج أكثر من خمسمائة من الدعاة بعد إكمالهم لدورة تدريبية مكثفة. وثمة علاقة بين الحدثين، إذ أن الجهة الأولى يطولها عتاب بأنها أهملت الجوانب التربوية والدعوية والاجتماعية، وصبت كل أو جل جهدها واهتماماتها بالمسائل السياسية والتعبوية والأمنية المتصلة بتأمين وتثبيت أركان السلطة الحاكمة،


    أما الأمن القومي على مستوى الداخل والخارج فإن له أجهزة رسمية مختصة، وبالطبع فإن الفراغ في مجال التربية والدعوة لا بد أن تهب جهة لملئه، وكما هو معروف فإن الساحة فيها الصوفية بقواعدهم، وفيها السلفية الذين نشطوا نشاطاً ملحوظاً بحماس دافق في المساجد والمنابر العامة، مع انتشار الأشرطة التي تحوي محاضراتهم وندواتهم وهم يسعون لملء الفراغ، أما الحركة الإسلامية فإنها أخذت تربت على كتف هؤلاء وتسعى لترضيتهم وكسب ودهم، مع الربت أيضاً على كتف أولئك والسعي لترضيتهم وكسب ودهم. وبالطبع فإن هذا يمكن أن يكون مبرراً للحزب الذي يسعى للكسب السياسي بشتى السبل ويريد أن يكون «كشكولاً» أو وعاءً يستوعب الصوفية والسلفيين والرياضيين والفنانين.. إلخ، أما الحركة الإسلامية فالمفترض أن تكون لها مرتكزاتها الفكرية وتفاعلها الحركي مع ما يجري في الساحة على المستويين المحلي والدولي، لئلا تكون في حالة سيولة فكرية وعدم حراك دعوي وتربوي واجتماعي بصورة فاعلة ومؤثرة.


    وهذه ليست مسؤولية القيادة وحدها وهي منشغلة بأعباء الدولة وتحدياتها المتداخلة المتشبعة، حيث أن المسؤولية تقع على الجميع، إذ أن على كل فرد واجب رسالي ينبغي أن يؤديه تطوعاً وبدافع ذاتي، والحركة تضم عدداً مقدراً من أصحاب المقدرات الفكرية، ولهم بصماتهم التي لا تخطئها العين، وتضم المسيرة رساليين ومبدئيين، وتضم كذلك الوصوليين والانتهازيين والشوفونيين الذين يدورون حول ذواتهم، ولا بد من النقد الذاتي لتقويم إعوجاج المسيرة لتستقيم الأمور. والمؤسف أن مكونات الحركة الإسلامية وحزبها الحاكم وسلطاتها الحاكمة يبدو أن منافسات تدور بين بعض قياداتها حول ترتيب الأوضاع في المرحلة القادمة، ولا ندري هل يحدث تغيير شامل وسط كل القيادات التي قضت زمناً طويلاً في مواقعها أم هل تستمر الأوضاع كما هي عليه. ويحتفظ كل رمز قيادي كبير بكل سلطاته وصلاحياته أم تحدث عمليات احلال وابدال جزئية لا كلية يتبعها شد وجذب.


    ولعل كل المراقبين شهدوا قبل عدة أشهر وقرأوا المذكرات التي قيل أن البعض رفعها للجهات العليا توطئة لتقديمها لبقية الأجهزة لمناقشتها من أجل الإصلاح، ووصفت إحدى تلك المذكرات بأنها ألفية، وقيل أن ألف عضو قد وقعوا عليها ثم خمد وهمد كل ذلك الحماس، ولا ندري هل كانت تلك مجرد زوبعة إعلامية وراءها قلة من القيادات، أم أنها تمثيلية اختلقها النظام. وفي نهاية المطاف كانت حصيلة تلك الزوبعة أن دورة الأمين العام للحركة الإسلامية ينبغي ألا تزيد على دورتين، أي أن عليه أن يترجل من موقعه في نهاية هذه الدورة، وقبل أيام عقد مؤتمر صحفي كان ينبغي أن يركز على توضيح كيفية انعقاد المؤتمر والأوراق التي ستقدم فيه والاستعدادات التي تسبق انعقاده، مع إرجاء مناقشة المقترحات التي قد تقدم لتعديل دستور الحركة ولوائحها الداخلية لتطرح في المؤتمر العام القادم، ولكن طغت إعلامياً قضية انتهاء دورة الأمين العام على ما عاداها من قضايا، وكأنها هي المحور الرئيس والقضية الرئيسة التي تغدو بقية الأجندة غيرها قضايا ثانوية هامشية،


    ويخشى الكثيرون أن تضيع الفترة القادمة قبل انعقاد المؤتمر هدراً في صراعات وعمليات استقطاب صامتة، وإذا كان لا بد من التغيير فليكن في تغيير مناهج العمل وإيلاء العمل الدعوي والتربوي اهتماماً كبيراً في المرحلة القادمة، أما إذا رأى البعض أن تغيير الأشخاص هو المهم، فنأمل أن يتم بالتراضي اختيار شخصية وفاقية من أحد الزاهدين مثل المشير عبد الرحمن سوار الدهب أو الدكتور عبد الرحيم علي أو الشيخ أبو علي مجذوب أبو علي، وكل منهم زاهد وليست له أية تطلعات زعامية ولا يمكن أن يثير صراعاً وصداعاً وفلقة دماغ، وشخصية كل منهم تميل للعمل الدعوي التربوي الهادئ الهادف، ويمكن أن يتكامل هذا مع بقية الأدوار الأخرى التي يقوم بها آخرون، وكل ميسر لما خلق له. وقد ربطت آنفاً بين تبشير البعض بقيام المؤتمر العام للحركة الإسلامية وبين الاحتفال بتخريج أكثر من خمسمائة من الدعاة، وقد تزامن الحدثان في وقت واحد، وأثلج صدورنا أن مؤسسة الدعوة يرأسها الشيخ كمال حسن رزق وهو معلم وداعية إسلامي مجتهد وجرئ في قول كلمة الحق، وقد استطاع هو ومن معه وبهمة عالية وإمكانات مادية متواضعة تخريج أكثر من خمسمائة داعية. ويذكرنى الحديث عن الدعوة والدعاة بالرحلة التي قام بها الشهيد المشير الزبير محمد صالح وتنقل فيها بالطائرة بين مضارب العرب الرحل البقارة والأبالة في شمال وجنوب كردفان، والتقي المواطنين هناك في رجل الفولة وأمبادر، ونقلت أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية خطبه العفوية وكلماته البسيطة التي تنفذ بسهولة للعقل والقلب، وناشد الدعاة الحضور والعمل في تلك الأصقاع والتجول وسط الرحل ومخاطبتهم، مع التبسط في شرح العبادات ولكل مقام مقال،


    وعلى النقيض من كلمات الشهيد الزبير البسيطة سمعت مرة أحد الولاة في تلك الأصقاع يخاطب الحشود التي أتت لاستقباله، وهوم بهم في حديث عن المشروع الحضاري بلغة عاصمية مترفعة، ولعل كلماته بالنسبة لبعضهم كانت كحديث الطير في الباقير، وكانوا ينتظرون منه كلمات مبسطة ككلمات الزبير يلمس فيها همومهم المتصلة بالخدمات والماء الذي يعانون شحه. وكان القاضي الشرعي والمبشر الإسلامي العظيم الراحل المقيم الشيخ محمد الأمين القرشي قد عمل في مجال الدعوة الإسلامية، وكان يتجول في جبال النوبة راجلاً أو على دابة إذا لم يجد عربة، وقدم عملاً فردياً ضخماً يفوق مجموع ما تقوم به كثير من المنظمات والمؤسسات، وعلى النقيض من هذا العمل الدعوي شهدت في أواخر تسعينيات القرن الماضي احتفالاً أُقيم في منطقة تقع جنوب مدينة الدمازين بالنيل الأزرق، وتحدث المحافظ وكان يفخر بأنه ذبح عدداً كبيراً من الخنازير وكسر الأصنام، وحسب أنه أحدث فتحاً إسلامياً كبيراً بمجرد قيامه بهذا العمل، وكان يريد نقل ما قام به على جناح السرعة للأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، ولعله أراد أن يلم كبار المسؤولين بالدولة بما قام به، ورغم أن الصدفة هي التي قادتني لحضور ذلك الاحتفال وليست بيننا معرفة شخصية سابقة، إلا أنني رددت عليه شفاهةً وكتابةً بأن مثل هذه الطريقة في الدعوة ستضر بالدين والوطن،

    إذ أن الوثنيين يمكن أن يستبدلوا أصنامهم وهي من الحجارة والأخشاب بأخرى، وأن بقية الخنازير الموجودة يمكن أن تتكاثر وتتناسل، وأن الدعوة تحتاج لعمل هادئ كما كان يفعل بعض الشيوخ في تلك المناطق، مثل بعض آل الصابونابي الذين عملوا وسط الوثنيين وأدخلوا الكثيرين منهم في الإسلام، ومثل الأستاذ الطيب الشبارقة وهو من خريجي الأزهر، وقد أمضى عدة سنوات في مجال التبشير بالدين الإسلامي والدعوة في تلك المناطق، وأن المنظمات الكنسية دورها ضعيف وليس لها وجود يذكر، ولكن مثل هذا العمل الدعائي الشوفوني سوف يجذب انتباهها لتأتي للعمل الكنسي بإمكاناتها المالية الضخمة وسط الوثنيين في تلك المناطق، وأن المنظمات المشبوهة المدعية أنها تعمل في مجال حفظ حقوق الإنسان ستثير حملة عالمية مغرضة، وتستغل تلك الصور وتكون النتائج عكسية.. وإني أشكره لأنه لم يكابر ولم يضق صدره، وقد أخذ مشكوراً برأيي، وكما قال شيخ العرب الرأي «هميلة» قد تجده عند راعي الضأن في الفلوات البعيدة.. مع فائق احترامي لكل رعاة الضأن وغيرهم من الرعاة.


    ونتمنى للشيخ كمال وصحبه الأبرار ومؤسسته الدعوية التربوية النجاح والفلاح، آملين أن يقدم عملاً تربوياً هادفاً وهادئاً، مع الدعوة باللطف والإحسان وطيب الكلم، وتقديم القدوة الحسنة. ونأمل أن تجد هذه المؤسسة الفتية الدعم المادي الرسمي والشعبي، وكما قال الشيخ العبيد ود بدر «الدين يحتاج للعجين»، والكلمة الطيبة إذا تبعتها لقمة كسرة وجرعة ماء لمن يحتاج اليها، فإن مفعولها يكون أفضل وأسرع تأثيراً.


                  

09-18-2012, 05:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الكاروري يخترع العجلة..!!
    09-18-2012 02:53 AM

    الكاروري يخترع العجلة..!!

    عبد الباقى الظافر

    استمعت يوم الجمعة الماضي لخطبة عبر اذاعة البيت السوداني..توقعت ان استمع تحليلا رصينا عن تداعيات الفليم المسيء للاسلام..وجدت امام مسجد الشهيد يتهم الرئيس جورج بوش شخصيا بتدبير احداث سبتمبر التي حطمت برجى التجارة العالمية في نيويوريك صباح 11سبتمبر 2011..الامام أكد في خطبته ان الرئيس بوش اختار ان يقيم في مكان بعيد حتى يبعد الشبهة..ثم قدم الشيخ افادة مناقضة واكد ان نحو اربعة الف يهودي تم اخطارهم مسبقا بموعد الجريمة فتخلفوا عن الحضور لمكان عملهم في اليوم الموعود..لم يحدثنا الشيخ ان الاخطار قد تم وضعه في لوحة الاعلانات ام تم الهمس بالسر الذي كانت نتائجه مقتل ثلاثة الف من الانفس التي حرم الله قتلها الا بالحق.

    الشيخ عبدالجليل الكاروري الذي كثيرا ما استمع الى خطبه في مسجد الشهيد وغيره من المساجد كان ضيفا على حلقة علمية عنوانها (الوعي بين القلب والعقل)..المتحدثة الرئيسية في المنشط البروفسور امنة محمد صالح الفكي ..الدكتورة امنة الفكي المتخصصة في دراسات الوعي لديها نظرية حازت عبرها على الملكية الفكرية لهذا الاجتهاد من جامعة اريزونا الامريكية..نظرية السيدة امنة الفكي تتلخص في ان القلب يقوم بدور كبير في الحركة الارادية عبر ارسال تعليمات للمخ..نظرة الطبيب الفكي كان من المتوقع ان تثيرا جدلا بين الماديين الذين يحسبون ان المخ وحده مصدر القرار.

    ساند دكتور امنة في رؤتها الدكتور مالك بدري استشاري علم النفس..فيما خالفها الشيخ الكاروري..شيخنا يرى ان الدماغ وحده هو مركز التحكم واجمل رأيه (القيادة في الرأس)..ثم قدم الكاروي المتخصص في الوثائق والمكتبات قياسا فاسدا عندما اوضح انه رأي الترابي يتصرف كالطفل عقب الاعتداء عليه في كندا.

    بالطبع كان بامكان الشيخ الكاروري ان يقدم مثاله دون ان يسقطه على رمز في قامة الترابي..الترابي اختلفنا او اتفقنا معه يظل رمزا للاجتهاد المؤسس وقائدا للفكر التجديدي..وربما لولا جهد الشيخ في بناء الحركة الاسلامية وتمكينها لما سمع أحد خارج منطقة نوري بالولاية الشمالية بالشيخ عبدالجليل الكاروري..لقد بلغ الترابي شأوا حتى وضع بصمته على كل كوادر الحركة الاسلامية وبات داخل كل اخ مسلم ترابي صغير.

    للاسف الشديد في ايامنا هذه اصبحت الاساءة للشيخ الجليل حسن الترابي تمنح صاحبها مكانا رفيعا في الحياة الدنيا..الحقيقة ان كثير من الخصوم حاولوا استثمار حادثة الاعتداء على الترابي في كندا..أحدهم عافاه الله اكد ان الشيخ الترابي قد نسي القرأن عقب ذاك الاعتداء..تاتي مثل هذه الدعاوي لتبرير نكران الجميل و المعاملة السيئة التي تلقاها الشيخ من تلاميذه المقربين في الحركة الاسلامىة.

    بداية استغربت ان يشارك شيخ الكاروري في ندوة متخصصة يجب ان يالفها اهل التخصص..ولكن عندما تذكرت ان الشيخ الكاروري تحدث ذات يوم عن اختراع قام به وكان من محاسن الصدف عن دراجة هوائية وليس صاروخا عابرا وللقارات..عندما تذكرت عجلة الكاروري استغفرت الله ودعوت للشيخ الترابي بطول العمل المصحوب بجلائل الاعمال.

    آخر لحظة
                  

09-23-2012, 07:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    بد الرحيم علي: الحركة الإسلامية تسيطر على «80%» من قيادات الحكومة

    نشر بتاريخ الأحد, 23 أيلول/سبتمبر 2012 08:46
    الخرطوم: صلاح مختار

    حذَّر القيادي بالحركة الإسلامية البروفسير عبد الرحيم علي من خطورة استغلال المجتمع الدولي لتباين وجهات النظر والخلافات داخل الحركة الإسلامية لتحقيق هدف إسقاط النظام بالسودان، وقال إن المجتمع الدولي الذي أوشك أن يكون السبب في إسقاط الدولة عبر التحالفات الحزبية والتظاهرات، يلتف الآن بشدة حول حوار الحركة الإسلامية ويريد أن ينفذ من خلاله، إلا أنه أكد أن الحوار الداخلي للحركة لا يجعلنا نتآمر عليها. ووصف تحرك المجتمع الدولي بالخطر العظيم مثله مثل تآمر الجبهة الثورية، الأمر الذي يحتاج من قيادات وقواعد الحركة إلى اليقظة والحكمة في إدارة الأمور. ودعا عبد الرحيم علي إلى الحفاظ على الكيان والمبادئ عند الخلاف في بعض الجزئيات، وأقرَّ بوجود تحديات تواجه الحركة الإسلامية منها إدارة الاختلافات الداخلية، ولكنه أكد أن ذلك لا يفتنها ولا يدع مجالاً للعدو الولوج إلى صفها، ودعا إلى تجديد القيادات، وقال إن الموجود منها على مستوى الدولة لن يستمر طويلاً ولا بد من الإحلال.
    وشدد عبد الرحيم علي خلال مخاطبته مؤتمر قطاع الشباب بالحركة الإسلامية بالخرطوم أمس، على أهمية التمسك بالوضع الحالي والمحافظة عليه، وأهمية وجود قاعدة واسعة للحركة الإسلامية، وقال إن العلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية يجب أن تستمر، وأكد أن العلاقة بينهما معادلة دقيقة جداً. ورأى أن مشكلة الحركة الإسلامية في الدول الأخرى تتمثل في إيجاد الصيغة المناسبة للعلاقة السياسية بين الحزب والحركة.
    وأكد أن السودان سبق تلك الدول في إيجاد صيغة للتفاعل بينهما، وقال: «لا يجب أن تظهر الحركة بوصفها كياناً يستحوذ على السلطة، وإنما يعمل داخل الوطني لتوجيه الدولة». وكشف عن سيطرة الحركة الإسلامية على الحكومة بنسبة «80%». وقال إن القيادات المدنية والسياسية من الحركة الآن يوجهون برنامج الحياة، وأقرَّ بضعف الجانب غير السياسي بالحركة الإسلامية.



    ----------------

    انتقـادات عنيـفة مـن أنصـار السنـة لفتـاوى التـرابي
    ا
    نشر بتاريخ السبت, 22 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    أنصار السنة: الترابي يستند في آرائه إلى الفلاسفة والمعتزلة.. هاجم كلية علمية رفضت دخول طالبة منقبة

    الخرطوم: الإنتباهة
    انتقد الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان الشيخ الدكتور إسماعيل عثمان محمد الماحي تصريحات الترابي الأخيرة التي أساء فيها للمنهج السلفي، موضحًا أن السلف الصالح هم من فضَّلهم الله تعالى واختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وحمل أمانة هذا الدين، وقال إن هذه التصريحات تأتي في وقت اصطف فيه المسلمون بكل اتجاهاتهم لنصرة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بعد إساءات اليهود والنصارى الحاقدين على الإسلام.
    وأشار الشيخ إسماعيل في خطبة الجمعة بالمركز العام بالسجانة أمس أن الترابي في آخر انتخابات 1986م وجد السلفيين عندما تكتل الآخرون من علمانيين وغيرهم.


    وقال إن هذا الموقف كان يمليه الشرع والوقوف مع شعار الشريعة ولا يعني الموافقة على أرائه موضحًا أن آراء الترابي ليست بجديدة وهو ليس بمجدد وإنما يستند في آرائه إلى سلف سابقين من الفلاسفة والمعتزلة، وعزا تلك التصريحات إلى العزلة التي يعيشها الترابي في الفترة الأخيرة.


    من ناحية ثانية شنَّ الشيخ إسماعيل هجومًا عنيفًا على الكلية التي رفضت دخول الطالبة المنتقبة، وقال: كان الأولى بهذه الكلية أن تدعم الاحتشام وتشجع عليه، مثنياً على نهج الكليات التي تدعو إلى الاحتشام في اللبس والانضباط للبنين والبنات.
    وقال: «لقد سمعنا بمنع الحجاب والنقاب في الدول التي تعادي الإسلام والمسلمين» مستغربا أن يحدث في بلادنا هذه، داعياً الحكومة والسلطات المعنية إلى التدخل وتأكيد قيم ومعاني الإسلام محذراً من الآثار السيئة التي نتجت عن التبرج والاختلاط.
                  

09-24-2012, 04:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    أشواق الإسلاميين فى مفترق الطرق

    الحركة الإسلامية فى مؤتمرها المفصلى.. نوفمبر 2012
    محجوب عروة:

    مقدمة:



    أتابع بدقة واهتمام ما يحدث داخل الحركة الإسلامية السودانية بحكم انتمائى السابق لها ومتابعتى اللصيقة لمسيرتها خاصة عقب ثورة أكتوبر 1964 وبحكم أننى ككاتب ومحلل سياسى وصحفى يتعين عليه متابعتها باعتبارها من أهم القوى السياسية السودانية التى تركت بصمات واضحة فى السودان بل حوله، وقد نحتت الصخر وتجاوزت كثيرا من المطبات السياسية السودانية قد يختلف الناس حولها ايجابا أو سلبا و لكن لا يختلفون أنها كرست وضعية سياسية واجتماعية هامة لا يمكن تجاوزها سيما بعد انقلابها عام 1989، اضافة الى أن كثيرا من شباب الحركة الإسلامية اليوم خاصة الذين دخلوها (بعد التمكين) لم يواكبوا تطوراتها ومنعطفاتها الحادة.. كل ذلك يعطينى الحق بل الواجب فى المشاركة والمساهمة الموضوعية التى تقتضيها هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الحركة خاصة والبلاد عامة ذلك أننى بت على قناعة تامة أن الوضع السياسى القائم يحتاج للتغيير والإصلاح الحقيقى أكثر من الإزالة والسقوط الكامل الذى يريده منافسوه وليس بالطبع الاستمرار بشكله الحالى الذى يريده صقور نظام الإنقاذ، فالأوفق فى تقديرى يكمن فى حل وسط، وحجتى فى ذلك أن السقوط المفاجئ للنظام أو استمراره بشكله الحالى أمران مضران بالبلاد ومسيرة الحركة وأن الحل الأنسب هو فى التغيير والإصلاح الحقيقى والصادق لا الاستمرار الحالى أو الإقتلاع بالقوة المسلحة حيث جربنا نتائج ثورتين لم يحققا الاستقرار المطلوب ولا الكفاءة فى الحكم، كما سيؤدى استخدام السلاح الى عواقب وخيمة و المزيد من تشظى البلاد .. وعليه يجب ويتعين على الحركة الإسلامية التى جاءت بالإنقاذ ان تبادر فى عملية التغيير والإصلاح للحفاظ على الاستقرار وتوحد البلاد واقامة الحكم الرشيد بتحقيق العدل واقامة نظام مدنى ديمقراطى حقيقى وراشد لا الفوضى والفشل السابق منذ الاستقلال، فهى المسئول الأول عن حاضر ومستقبل البلاد بحكم مجيئها للسلطة عبر صندوق الذخيرة لا صندوق الاقتراع بعكس رصيفاتها فى دول الربيع العربى ولن يعفيها التملص مما يحدث.


    مسيرة الحركة الإسلامية عبر مؤتمراتها المفصلية


    ستعقد الحركة الإسلامية السودانية مؤتمرها العام فى شهر نوفمبر القادم بعد أن تأجل منذ أغسطس الماضى وغنى عن القول إن الحركة الإسلامية منذ قيامها فى السودان فى نهاية أربعينيات القرن العشرين قد شهدت عدة مؤتمرات مفصلية فى تاريخها غير المؤتمرات العادية أولها مؤتمر 1953 الذى أتخذت فيه الحركة منهجا جديدا فى التعاطى مع الواقع السوداني المخالف للمنهج الأخوانى المصرى أصل جذورها (أى سودنة الحركة) وان اخذت نفس الاسم - الإخوان المسلمون- وكان نتيجة ذلك خروج وانشقاق قيادات مؤثرة بل مؤسسة للحركة فى جامعة الخرطوم وغيرها كوّن بعضهم الحزب الإشتراكى الإسلامى (بابكر كرار وميرغنى النصرى وآخرون) واستقالة على طالب الله ولكن استمرت الحركة بوجهها الجديد حيث شاركت بفاعلية فى كل الأحداث السياسية السودانية عقب الاستقلال رافعة شعار الدستور الإسلامى الكامل كما شاركت بفاعلية فى ثورة أكتوبر 1964 وذلك عقب اجتماع مفصلى لممثلى شعب الإخوان فى العاصمة المثلثة فقط دون الأقاليم فى بداية الستينيات ( مؤتمر العيلفون) والذى دفع مستقبلا بقيادة جديدة ومنهج وشكل جديد قوامه الشورى والمؤسسية التى طرحها للمؤتمر شاب قادم فى اجازته من فرنسا هو الدكتور حسن الترابى والذى آلت اليه قيادة الحركة بدون منازع بعد ثورة أكتوبر أهله اليها أنه شارك بفاعلية فى اسقاط نظام نوفمبر، ثم تأسست بقرار من مكتب الإخوان التنفيذى جبهة الميثاق الإسلامى حيث صارت هى الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان وصار الترابى أمينها العام.( كان مرشد الإخوان الرشيد الطاهر مسجونا بسبب اشتراكه فى محاولة انقلابية فاشلة ضد نظام عبود مما أدى مستقبلا عقب ثورة أكتوبر الى استقالته من الحركة بعد خلاف مشهود مع الترابى فقد كانت القيادة لا تتسع للإثنين).


    ويبدو لى أن منهج الترابى الذى يقوم على العمل السياسى الواسع والانتشار بكل تعقيداته ومطباته فى الفترة بين ثورة أكتوبر وخريف 1969 قد أعاد للحركة فى مؤتمرها المفصلى الثالث فى صيف 1969 الحار خلافا جديدا وحادا وحارا أكثر مما مضى بين مدرسة الترابى السياسية ومدرسة تقول بالتربية على رأسها جعفر شيخ إدريس ومحمد صالح عمر وصادق عبد الله ومالك بدرى ومحمد سبال حيث أصبح تنظيم (الإخوان السودانى) مجرد تابع لجبهة الميثاق الإسلامى وليس موجها له كما يفترض حيث جمع الترابى اثناء المؤتمر بين قيادة تنظيم الإخوان والأمين لجبهة الميثاق مهددا بالاستقالة ،الأمر الذى كان السبب الرئيسى فى الخلاف فى مؤتمر 1969 الذى كاد يعصف بالحركة وواجهتها فكان فى انقلاب مايو رحمة بالحركة استعادت بسببه وحدتها وعنفوانها حين أصبح قادة الحركة الإسلامية المتنافسون صبيحة الإنقلاب بين معتقل ومتخفى ومشرد داخل وخارج السودان فعدوهم (الشيوعيون والناصريون) أصبح مشتركا يريد ازالتهم جميعا من الحياة السودانية وكان استشهاد د. محمد صالح عمر فى احداث الجزيرة أبا 1970 مؤشرا لذلك.


    شاركت الحركة الإسلامية فى جميع المجاهدات ضد نظام مايو خاصة قيادتها لثورة شعبان 1973 التى كادت أن تعصف بنظام النميرى لقوتها لكن الحركة غيرت منهج المواجهة و آثرت المصالحة فالمشاركة مع نظام مايو عقب فشل العملية العسكرية القادمة من ليبيا عام 1976 ثم قررت المضى قدما لوحدها باستقلالية من الجبهة الوطنية من خلال مصالحة مع النميرى مكنتها من الانتشار والتكامل ووضع استراتيجية جديدة و خطة عشرية تكون نهايتها التمكن من السلطة وهو مافعلته بكفاءة عالية من خلال الانقلاب العسكرى 1989، ولو أنها صبرت على الديمقراطية كما يقول منتقدوها أو المراقبون أو بعض قياداتها مثل الطيب زين العابدين وآخرين لحصلت على أغلبية برلمانية فى انتخابات 1990 ومشروعية سياسية ولكن!!!


    انشقاق جديد


    كانت انتفاضة 1985 ايذانا بانشقاق جديد بين مدرستى السياسة والتربية فكّون الأستاذ الصادق عبد الله عبد الماجد ومناصروه الذين كانوا ضد المصالحة مع النميرى تنظيم الإخوان المسلمين تاركين لمدرسة الترابى أن تأخذ اسم الجبهة القومية الإسلامية والجمع بين المنصبين، والجدير بالذكر هنا أن من الأسباب الأخرى فى الخلاف بين الترابى والصادق هو العلاقة مع التنظيم الدولى للإخوان الذى أنشأه إخوان مصر حيث يرى الترابى الابتعاد عنه ويرى الصادق الارتباط به.. ولعله من الطرائف أن أعضاء الحركة الاسلامية بجناحيهم يعتبرون أنفسهم ( اخوان مسلمين) حتى اليوم!!!


    هل يعيد التاريخ نفسه؟


    والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هل يعيد التاريخ نفسه فى مؤتمر الحركة الإسلامية القادم ولأسباب جديدة واختلاف فى المنهج مع تغيير الظروف بعد أن صارت الحركة دولة لمدة ربع قرن تقريبا ودخول جيل جديد أكثر عددا وعتادا له بصماته الواضحة ومجاهداته وتضحياته فى مسيرة الحركة عقب نظامها الجديد بنظام الإنقاذ أم ماذا؟ فالشاهد اليوم أن حركة الإسلاميين فى مفترق طرق رغم أشواقهم للتوحد والتفوق حيث ظهر الى السطح وبشكل علنى وصل لدرجة المواجهات المباشرة و على صفحات الفيس بوك والبيانات والمنشورات اتجاهان احدهما يقول إن النظام الحاكم لم يعد يمثل الحركة الإسلامية فى جوهرها ونقائها ومنهجها وسياساتها و يتجه الى استعادة وضعها كحاكم وموجه ويرى خطأ حلها وأنها كانت من ضحايا الإنقاذ ويرى ضرورة تسجيلها وضرورة التغيير الشامل للمنهج و القيادات الحالية ويقولون إنها تكلست واصطرعت قياداتها حول السلطة ( ضاربين بعرض الحائط تاريخها الناصع) و أنه لا بد من التجديد ، ويرى هذا الاتجاه أن النظام الذى جاءت به الحركة الإسلامية قد تسلل الى قياداته كثير من الشخصيات التى لم تكن يوما فى الحركة ولم تتربى فيها مما أدى الى انتشار النفاق والمصالح الشخصية بل انحرافات كثيرة وفساد واسع حتى لبعض عناصر الحركة نفسها بسبب ان السلطة مفسدة وتؤدى لفشل يضر بتوجه الحركة الأساسى حاضرا( ومستقبلا).



    أما القيادات الحالية للحركة الإسلامية والتى تمسك بمفاصل السلطة فلها رأى آخر ظهر فى مشروع دستور الحركة الإسلامية واللائحة الخاصة بالحركة والتى استطاعت أن تجيزه فى اجتماع مجلس شورى الحركة الأخير و تريد تمريره فى مؤتمر نوفمبر والذى تكون بموجبه الحركة موجودة فعليا وواقعيا لا تسجيلا قانونيا حيث يكون حزب المؤتمر الوطنى هو ذراعها السياسى الحاكم وقياداته (الملتزمة) من رئيس الدولة والتنفيذيين (الملتزمين والمنتخبين) من القطاعات السياسية والتشريعية وبعض أهل السبق والأمين العام (المنتخب من مجلس الشورى وليس المؤتمر العام) هم القيادة العليا للحركة، أما بقية نشاطات الحركة الدعوية والثقافية والاجتماعية وغيرها فتعمل كهيئات ومؤسسات مستقلة فى داخل كيان الحركة العام.
    لا شك أنَّ هذين المنهجين والاتجاهين مختلفان ومتباينان جدا فمن ياترى ستكون له الغلبة فى مؤتمر نوفمبر القادم لأهل السلطة أم (السائحون) كما يطلقون على أنفسهم؟


    القضايا الأساسية


    حقيقة الأمر يهمنى جدا ماهو المنهج والمسار الجديد للحركة أثناء النقاش فى مؤتمر نوفمبر وما سيتمخض عنه سيما وأن الحركة فى مفترق طرق بعد ستين عاما من التكوين و حكم ربع قرن وتداعيات ثورات الربيع العربى ووصول حركات اسلامية مماثلة للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة شهد بها العالم وتؤكد زعاماتها أنها مع نظام مدنى ديمقراطى دستورى ولا تؤمن بالسلطوية واحتكار السلطة، فقضية النظام الديمقراطى والثورة على الأنظمة السلطوية قد فرض نفسه على كل الحركات الإسلامية والسودان ليس بمعزل... وهنا ينشأ سؤال هل ستراعى الحركة بشقيها هذا الأمر وتعطيه أولوية أم ستستمر فى وضعيتها القديمة تتصارع حول القضايا الهامشية والسلطة و تتمنى على الله الأمانى وتغلق عيونها و تصم آذانها عن الحراك العربى الواسع الذى من المؤكد سيكون له أثره على الشرق الأوسط برمته و السودان ليس بعيدا عنه أو فى مأمن منه.


    ثم هناك سؤال محورى ماذا سيحدث اذا انتصر أحد الاتجاهين فى المؤتمر اذ أننى أسمع أنه فى حالة رفض جناح الحكومة التغيير وانتصر على الجناح الآخر سواء عبر عملية تصويت غير شفافة أواستخدامه لأدوات السلطة لفرض منهجه كما حدث سابقا فإن مؤتمر نوفمبر لن ينجو من مصير المؤتمرات السابقة منذ القرن الماضى وسيُحدثُ انشقاقا جديدا كما تدل كل المؤشرات والنقاشات داخل حوش الحركة والبيانات المنشورة ،فالشاهد أن الحركة شهدت انشقاقا وابعادا لأبيها (الترابى) بواسطة تلاميذه دعك من هؤلاء الأقل حظوظا وكاريزما ... دعونا ننتظر ونرى فالليالى من الزمان حبالى يلدن كل أمر عجيب سيما وأن قضايا البلاد السياسية والإقتصادية والاجتماعية من التعقيد ما لا يسمح بإضاعة الوقت فى الصراعات والمناورات !!!

    الصحافة
    23/9/2012
                  

09-25-2012, 09:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    يكضب الشينة!!

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الإثنين, 24 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    يُحمد لمفاوضينا في أديس أبابا أنهم لم يخيبوا ظننا فيهم فقد كانوا على الدوام منذ نيفاشا وبعدها وإلى يوم يُبعثون ثابتين على العهد أوفياء لسلوكهم المنبطح لم يغيِّروا ولم يبدِّلوا تلك الانبطاحة الشهيرة التي مردوا عليها، فهاهم بعد كل الصياح والعويل والرفض لخريطة أمبيكي عدونا اللدود الذي سلَّطه علينا أولياءُ نعمته الأمريكان.. ها هم يذعنون وينصاعون ذلك الانصياع الذي يجيدون وهاهم يقبلون بما ظلوا يرفضونه وها هو وزير الدفاع الذي ترك مهمته المتمثلة في البقاء والمرابطة في أرضه والدفاع عنها وتحرير ما احتله الأوباش منها ترك كل ذلك وطاب له المقام في أديس أبابا يفاوض بدلاً من أن يقاتل ويتنازل بدلاً من أن يصمد وينبطح بدلاً من أن يزأر... ها هو وزير الدفاع يعلن موافقتهم على خريطة أمبيكي التي ضمت الميل 41 إلى جنوب السودان!!
    حتى يحفظ بعض ماء وجهه يقول وزير الدفاع: وافقنا على خريطة أمبيكي (لكن بترتيبات خاصة للمنطقة لأنها منطقة ذات خصوصية)!! لكن وفد جنوب السودان الذي ظل لا يتزحزح عن مواقفه قيد أنملة بل يكسب ويتمدَّد في أراضينا وفي انبطاحنا عاجل وزير دفاعنا بتصريح مضاد حيث أكد الناطق الرسمي باسم وفد الجنوب عاطف كير أن (وفد السودان وافق على الخريطة بدون شروط وكشف أن الاتفاق تم بين وزيري الدفاع في البلدين)!!


    وفد الجنوب لم ينبس ببنت شفة حول تقسيم أبيي بينما وفدنا أو قُل الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني يصرِّح أن حزبهم يبحث في أمر تقسيم أبيي، وكأنَّ أبيي منطقة مسجَّلة لدى مسجل الأراضي باسم المؤتمر الوطني وليست أرضاً سودانية يقرر بشأنها الشعب السوداني وقبل ذلك أهلها المسيرية!! طبعاً البرلمان المفترض أنه يعبِّر عن الشعب الذي يُفترض أنه انتخبه مغيَّب تماماً وستسمعون وتقرأون وتشاهدون كيف توقَّع الاتفاقيات بمعزل عنه كما وُقِّعت أخطر اتفاقية في تاريخ السودان (تلك المسمّاة نيفاشا)!! أما الحريات الأربع التي وقعها أولاد نيفاشا في مارس الماضي فإن الأمر لا يعني البرلمان في شيء كما لا يعني الشعب أو مجلس الوزراء فقد سلمنا جميعاً أمرنا إلى حفنة المفاوضين من أولاد نيفاشا.. فواحرّ قلباه!!


    أمبيكي الذي طبخ قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي قبل أن يدفع به إلى مجلس الأمن الذي تحكمه أمريكا عن طريق عدو السودان سوزان رايس مندوبة أمريكا لدى مجلس الأمن... أمبيكي لم ينسَ أن يدغدغ عواطف السُّذَّج حيث قدَّم مقترحه بشأن أبيي متضمِّناً (مقترحات لحفظ حقوق ومكتسبات أي طرف في حالة تبعية المنطقة لأيٍّ من البلدين) بعد إجراء الاستفتاء!!
    إذن فإن أبيي حسب مقترح أمبيكي ستقسّم وإن وفد الحكومة لم يُبد اعتراضاً إنما قال ممثله في الخرطوم بدر الدين أحمد إبراهيم إنهم يدرسون المقترح بينما لم يُبد وفد الجنوب أية مرونة، ثم يأتي الحديث عن حفظ الحقوق بعد الاستفتاء!! أقسم بالله إن هذا الأمر واضح بالنسبة لي وضوح الشمس في رابعة النهار!! إنها نفس مؤامرة خبراء أبيي الذين وافقت الحكومة قديماً عليهم وسلمتهم ملف أبيي بالرغم من أنهم منحازون جميعهم ومتعاطفون مع الحركة الشعبية ويكفي أن رئيسهم كان هو السفير الأمريكي الأسبق بيترسون المعروف بعدائه للسودان!!.


    أمبيكي دسّ عبارة (حقوق ومكتسبات أي طرف) حتى يخدع بها الحكومة وقبل ذلك يخدع بها قبيلة المسيرية بأنهم سيحتفظون بحق الرعي في الأراضي الجنوبية في حال آلت أبيي جراء الاستفتاء لدولة جنوب السودان!!
    اسألوا أهل الذكر المغيبين عن قضية أهلهم.. اسألوا أهل المصلحة من زعماء المسيرية من أمثال أولاد بابو نمر (مهدي ومختار) أو غيرهم مثل عبد الرسول النور والدرديري... اسألوهم كم نسبة الرعاة الذين يرحلون بمواشيهم إلى أرض الجنوب؟! إنهم لا يتجاوزون الـ 5% فقط وحتى هؤلاء يتعرضون لخطر القتل والنهب من قبل قوات الجيش الشعبي ويشترط عليهم ألاّ يدخلوا بأسلحتهم!
    هؤلاء المخادعون يظنون أن المسيرية وأن شعب السودان مجموعة من الدراويش يمكن أن يُخدعوا بهذا الكلام الساذج... لقد قالها عبد الرسول النور إنهم يريدون أن يجعلوا من بهائم المسيرية كفيلاً لهم!!
    أيها الناس إن الحركة وجيشها الشعبي تطرد الرعاة الذين استوطنوا الجنوب لعشرات السنين كما حدث لرعاة سنار والنيل الأبيض الذين استقبلهم وأسرهم الوالي وأدلى المطرودون بتصريحات مؤلمة تحدثوا فيها عما تعرضوا له من قتل وتعذيب ونهب لممتلكاتهم ومواشيهم فهل تصدقون أنهم سيهشُّون في وجوه رعاة المسيرية؟!


    ما من دولة عزيزة وحُرة ترضى بأن يُذَلَّ مواطنوها ويُتركوا تحت رحمة دولة أخرى معادية تشنُّ الحرب علينا ويعاني شعبُها من الجوع.. إن بضعة ملايين من الدولارات نصرفها على كماليات فارغة ومؤتمرات لا تسمن ولا تغني ولا تفيد.. إن بضعة ملايين من الدولارات كفيلة بإقامة مزارع للرحل تمنع عنا الابتزاز والتطاول وتُبقي مواطنينا من أبناء القبائل الحدودية معزَّزين مكرَّمين في أرضهم، فهلاّ كففنا عن الحديث عن السماح لرعاتنا بالتنقل والارتحال إلى أناس يبغضونهم ويُضمرون لهم الشر وهلاّ حدثنا هذا الأمبيكي بأننا لسنا في حاجة إلى مراعي الجنوب حتى لا يظن أو يظن باقان أنهم يتكرمون على مواطنينا بالرعي داخل أراضيهم ويحسبونها مكرمة يطلبون عنها تنازلاً آخر منا؟!
    إن إقامة المزارع (ranches) لتوطين الرحل أمرٌ معمول به في كل الدول المتحضرة وما من دولة لا تولي أمر التنمية البشرية لمواطنيها اهتماماً تقصر في هذا الجانب فكيف إذا كان الأمر مرتبطاً بقضية سياسية كالتي نعاني منها اليوم مع جار السوء الحاكم في جنوب السودان؟!


    إن توطين الرحل أمرٌ في غاية الأهمية فإزالة البداوة واجب أخلاقي ووطني ذلك أن حياة الرحل لا تُتيح توفُّر حياة الاستقرار والتحضُّر من تعليم وصحة وغير ذلك من الخدمات ويعاني أبناء الرحل من الأمية ومن مشكلات الفاقد التربوي حيث يقطعون تعليمهم خلال ترحالهم الدائم هذا علاوة على المشكلات الأخرى المرتبطة بحياة البداوة.
    أرجو من قيادات أهلنا المسيرية أن يُولوا أمر توطين أهلهم اهتماماً أكبر فقد وجد باقان ودينق ألور ولوكا بيونق وغيرهم من الأعداء في ترحال المسيرية ثغرة ليطعنوا في انتمائهم لأبيي فهلاّ أقام المسيرية مشروعاً للتوطين بالتعاون مع الدولة ومنظمات المجتمع المدني ونكون نحن جزءاً منه إن شاء الله!!



    --------------------

    أحمد هرون.. الإقصاء ..

    مدخل إلى الإقالة.


    .وقيع الله حمودة شطة

    وقيع الله مودة شطة

    نشر بتاريخ الأحد, 23 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    في حواره بتاريخ الثلاثاء 17 شوال 1433هـ - الموافق 4/9/2012م مع الأخ عبد الماجد عبد الحميد رئيس تحرير «الأهرام اليوم» قال الأخ أحمد هرون والي جنوب كردفان: «تعبت وأصابني الإرهاق لكن لن أستقيل»!!. يبدو الأخ الوالي مع شعوره بالتعب والإرهاق ــ الذي لا شك يلازمه القصور والتقصير، وعدم القدرة على مواصلة المشوار في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقة ــ إلاّ أنه يؤكد بلن التي تفيد الاستمرار أنه «لن يستقل».. وهذا شيء يُفسر في دائرة ضيقة لا تتعدى أمرين أولهما أن الأخ الوالي يود الاحتفاظ بكرسي الحكم في الولاية رغم نفاد فرص نجاحه وقدرته على الخروج بالولاية من أزمتها الأمنية والسياسية والتي الوالي هو نفسه جز ء منها، وسنشير إلى هذا بعد قليل، ثانيهما ربما الأخ الوالي يريد إرسال رسالة إلى الرأي العام المتلقي أنه ذو عزيمة ماضية وصبر جميل، وأنه سيواصل جهوده رغم التعب والإرهاق.. الأمر الذي يُظهر توجهاً جديداً خطيراً يريد الوالي السير في سبيله!!


    جيّد جداً أن يكون مسؤولٌ ما في موقع ما تتوفر لديه العزيمة والصبر الطويل، لكن يبقى السؤال ملحاً.. هل بالصبر والعزيمة فقط تُقضى الحاجات؟ أم هناك أيضاً الأخذ بالأسباب وتوفير المناخ الملائم للحركة والعمل والإيمان بذلك؟ لا يختلف عاقلان أن المصالحة مع الآخر وتقبل الرأي المخالف والنقد الموضوعي.. وتهيئة النفس لقبول وجهة نظر الآخر والوفاء بالالتزامات والصدق فيما يقوله الإنسان أهم المحاور الأساسية في نجاح حل المشكلات وفتح آفاق الاستقرار. لكن الرؤية المفاهيمية عند الأخ الوالي كونه والياً منتخباً وهو نفسه رئيس الحزب الحاكم بالولاية بحكم منصبه والمسؤول الأول عن الملف الأمني، واستثنائية المعاملة التي تتوفر له في المركز من قبل رئيس الجمهورية أولاً، وآخرين ثانياً وهي ميزة لم تتوفر لمختوم ولا للواء باب الله بريمة رحمه الله، ومجذوب يوسف بابكر ــ رحمه الله ـ أيضاً ومولانا سومي زيدان، و لا لعمر سليمان ولا لمركزو أيضًا ــ وهؤلاء جميعاً تعاقبوا على حكم جنوب كردفان، وقابلتهم جميعاً وتحدثت إليهم ــ عدا ــ مولانا سومي.. هذه واحدة.. والثانية.. التعاطف الكبير الذي وجده الأخ أحمد هرون من قبل الشعب ولفيف كبير من الكتاب والإعلاميين ــ خاصة ــ الإسلاميين منهم في محنة الجنائية الدولية، ثم نصرة منقطعة النظير في المعركة الانتخابية في الولاية في مواجهة مرشح الحركة الشعبية، ثم الإسناد الإعلامي المتواصل لمواجهة الفوضى الأمنية التي شهدتها الولاية إبان حكومة الوحدة الوطنية التي جمعت طرفي نيفاشاً وما تلاها من أحداث جسام.. منها محاولة الانقلاب المحارب التي أقدمت عليها الحركة الشعبية بقيادة الحلو نائب الوالي وقتها، وما تبعها أيضاً من حالة تعبئة وغضب جماهيري ورسمي.. كل هذه العوامل وفرت سندًا ماديًا معنويًا كبيرًا كنا نعتقد أنه سيمثل خريطة طريق آمنة واضحة المعالم تنير السبل للأخ الوالي.. لكن للأسف يبدو أن هذه الوضعية نمّت في أحمد هرون الوالي شعوراً آخر انجرف به نحو الغرور وانتهى به إلى فرضية مؤداها أنه هو فقط الرجل الوحيد الحكيم الصُلب المجالد الصالح لهذه الثغرة المهمة، وأن أبناء الأمة والولاية خاصة خواء من هذه الصفات؟! هذا الشعور المتوهَّم هوى بمولانا أحمد هرون أن يمارس الإقصاء المتعمد لقيادات مقتدرة يخشى وجودها إلى جواره،


    ولذا عمد إلى تقريب الضعفاء أو بالأحرى من يطبلون ولا ينتقدون.. ومن يتكسبون ولا يفيدون.. ومن يسكتون على أخطاء الوالي ولا يتكلمون.. بهذا بنى الوالي امبراطورية مُتوهَّمة، وصنع أبواقاً بكماء وببغاوات تُسبح بحمده داخل الجهاز التنفيذي والتشريعي، وطار مولانا بجناحين من شمع.. والآن الجناحان يذوبان من حر الكتمة الصايفة، التي تكشفُ كل عورة، وتُسقط أوراق التوت الذابلة، وتسطع شمس الحق على الأنفاق المظلمة التي غُطت فوهاتها بلحن القول. قد يعجب قارئ.. أو يسأل سائل.. أو يتهكم جاهل فيقول كيف يوجه الكاتب «شخصي» سهام نقده هذه وهو الذي كتب عشرات المقالات التي ناصرت أحمد هرون في فترة ما؟ أقول نعم كتبت ما يتجاوز عشرين مقالة في أحداث مختلفة في مواقف واضحة ساندت الأخ الوالي ــ لا يهمني هنا إن كان الوالي أو حاشيته المتزلفة قد قرأت ما كتبناه أولم تقرأ، الذي نقوله ونؤكده أننا كتبنا ما كتبناه وقتها لمواقف مبدئية ذات طابع أخلاقي وعقدي وفكري سياسي.. نعم كتبت مدافعاً عن الأخ الوالي وآخرين أمام غطرسة المحكمة الجنائية مقالات أبرزها كان تحت عنوان «المحكمة الجنائية الدولية البالون الذي تسرب هواؤه» أوضحت فيه أنها شرك سياسي أوروبي غير نزيه، وأنها تستهدف المسلمين وبعض الخارجين عن بيت الولاء.. وأوضحت أيضاً أنه لا يجوز شرعاً أن نسلم سودانياً ليحاكم هناك..


    دع عنك أن يكون مسلماً يحرم علينا دمه وماله وعرضه.. أو أن نُسلِمه.. وهذا مبدأ لن نتحول عنه ما بقي في النفس رمق ــ إن شاء الله ــ وكتبتُ أيضاً ما يقارب عشرة مقالات تحت عنوان «جنوب كردفان هل يحكمها القتلة» وفتتُّ فيها عضد الحلو وأعوانه وتبعه من الأشرار في محاولة سباقهم في الانتخابات الأخيرة، لأننا كنا نعتقد ــ وهذا موقف سياسي ــ أن فوز الحركة الشعبية بقيادة الحلو بولاية جنوب كردفان يعني احتلال السودان وإقامة مشروع السودان الجديد ــ خاصة ــ بعد أن خشي المؤتمر الوطني من شعار «النجمة أو الهجمة» وسمح للحركة الشعبية بتزوير الانتخابات في النيل الأزرق وتنازل عن حقوقه التي منحه إياها الشعب هناك ــ وهو موقف سياسي متخاذل مارسه المؤتمر الوطني في النيل الأزرق، وهو الأمر ذاته الذي شجع الحركة على رفع الشعار ذاته «النجمة أو الهجمة» في انتخابات جنوب كردفان ..لا بل شارك وفد رفيع المستوى من دويلة جنوب السودان في حملة انتخابات جنوب كردفان. إذاً هذه الأسباب وغيرها جعلتنا نقف بقوة لدعم أحمد هرون.. بل ذهبنا أكثر من ذلك حين أجرينا اتصالات ولقاءات واجتماعات مكثفة مع الحركة الشعبية جناح تلفون كوكو ونسقنا مع قيادات بارزة منهم، بعد أن ذكرناهم بأن الحلو وعرمان وعقار كانوا وراء سجن تلفون كوكو والتحفظ عليه خوفاً من مواقفه التي أعلنها. وكتبت أيضاً منتقداً أصوات قيادات من جنوب كردفان برزت هنا في الخرطوم تطالب بإعفاء الوالي وكان تقديري أن الولاية تمر بمرحلة حرجة تتطلب الإجماع والاجتماع لا التفرق والتناجش، وكنا نأمل أن يستصحب الأخ الوالي كل هذه التقديرات، وأن يرسخ لنهج المشاورة والشورى وقبول النقد الهادف والنصح واحترام رأي المخالفين والإفادة من الشعور الموحد في الولاية الذي سئم الحرب ورفض عوامل الوصايا عليه، ومال إلى التنمية والاستقرار وأدرك بعمق مؤامرات الحركة الشعبية وسوء نياتها وشرها الفطري.


    الأخ الوالي أدار حواراً سيئاً مع الحلو وقدم إليه دون اكتراث تنازلات كبيرة دون مقابل.. وذكرتُه مرة بهذه المواقف في اجتماع جمع بيننا وبعض الإخوة الإعلاميين فكان رده أن الحلو وعقار وباقان جاءوا من الغابة وأنهم لا يفهمون السياسية ولذا نحن ندرجهم!!
    نقول هل كتمة 6/6/ الساعة ستة سنة 2011 كانت بمثابة الحوار الذي غلب شيخه؟! وأحمد هرون فشل أيضاً في تسوية الموقف عندما بعثه رئيس الجمهورية والمتمرد مالك عقار إلى جنوب كردفان في عهد الوالي عمر سليمان ونائبه دانيال كودي حيث لم يحقق شيئاً.
    أحمد هرون مسؤول مسؤولية مباشرة عن الأحداث التي ضربت المنطقة الشرقية التي لم تعرف التمرد الشامل إلاّ في عهده لأسباب منها تجاهله لمعلومات أساسية كانت ترد إلى الولاية عن تحركات نحو المنطقة تعد لها الحركة الشعبية، فلم تعد خطة لمواجهتها حتى انفجر اللغم.. بعد انفجار اللغم جاء بمعتمدين ضعاف في رشاد والعباسية مما أدى إلى تفاقم الوضع إلى الأسوأ..



    الأخ الوالي يتجاهل دور إعلاميي الولاية ولا يعير همومهم اهتمامً سواء أكانوا بالمركز أم الولاية ــ لذا الولاية من أفشل الولايات في التنسيق بين الحكومة ودور الإعلام، والأخ الوالي بالرغم من أنه يكثر من الحديث حول تعاون ومشاركة القوى السياسية والأحزاب بالولاية، إلاّ أنه يقع في تناقض عجيب حيث إنه لا يتعامل مع الإعلام في شؤون الولاية ــ رغم حاجتها ــ المهمة إلى الإعلام! إلاّ مع شخص واحد أو اثنين من الإعلاميين وهما من منسوبي المؤتمر الوطني، لكن الأهم والمقصود في هذه النقطة هو التعتيم على مسائل الولاية.. حيث الأخ الوالي لا يرغب .. بل لا يتحمل أضواء الإعلام إلاّ أن تكون له لا عليه.. وإذا كان رئيس وفد التفاوض مع قطاع الشمال الدكتور كمال عبيد يتحدث عن أهمية فك الارتباط بين قطاع الشمال وحكومة جنوب السودان سياسياً وأمنياً كشرط من شروط التفاوض مع قطاع الشمال، نرى الأخ الوالي يجمع لنا بين المتناقضات حيث يقول في مقال كتبه بجريدة الصحافة بتاريخ الخميس 26 شوال 1433هـ ـــ الموافق 13/9/2012م العدد «6868» يقول فيه «سنفاوض قطاع الشمال و سنحاربه في ذات الوقت إلى أن يرى أن قدرته على دفع تكاليف الحرب أكثرمن طاقة احتماله». وهذا نهج ظل الأخ الوالي غارق فيه على سبيل الأحلام لا حصافة سياسية.. ولذلك نحن أيضاً أبناء الولاية يهمنا أن يفك الوالي ارتباطه وتشبثه بجدوى حوار عرمان والحلو وعقار.. وعلى أحمد هرون أن يدرك أن الحلو من دارفور وليس من جنوب كردفان، وان عقار من الأنقسنا في النيل الأزرق وليس من جنوب كردفان، وأن باقان وربيكا وجيمس إيقا من دولة أجنبية معادية للسودان وجنوب كردفان.


    إن دائرة منطقة الدلنج التي سقط فيها البشير في الانتخابات السابقة وسقط فيها أيضاً ابن المنطقة إبراهيم نايل إيدام في سباق المجلس الوطني تستدعي البحث، وبقاء فرقتين من الجيش الشعبي داخل جنوب كردفان ومناطق أخرى.. وبقاء مناطق كاودا و«جلود» و«كاونارو» وهيبان ومناطق أخرى في قبضة الحركة الشعبية، والآن التمرد يدمر مناطق كانت آمنة مثل الموريب وحجير الدوم والعباسية وقبل يومين قام منسوبو الحركة الشعبية باغتيال الشيخ عبد الرحمن ابراهيم محمد بمحلية رشاد منطقة ام بركة حي البان جديد بعد الهجوم عليه الساعة الواحدة ليلاً في بيته، ومناطق كثيرة غير آمنة اللهم إلاّ المدن وأطراف المدن نار مشتعلة، والتطمينات التي ترد من الولاية إلى المركز غير دقيقة!. في حوارها مع «الإنتباهة» بتاريخ 15/9/2012م قالت رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان القيادية بالمؤتمر الوطني الأستاذة عفاف تاور نطالب بإعفاء هارون لفشله في إنهاء المتمرد» اهـ.. أقول إن أسباب فشله تعود إلى شخصية الوالي الذي يريد أن يمن على الآخرين أنه حركة إسلامية وأنه واجه المخاطر وأنه.. وأنه.. في الوقت الذي ينسى فيه أن منتقديه أيضاً فيهم سلاح وجاهدوا وبذلوا! وهنا يذكرني موقفه هذا قول الشاعر:
    جاء شقيق عارضاً رمحه.. ان بني عمك فيهم رماح


    وعليه تبقى مواقف الوالي أحمد هرون الإقصائية التي تخشى كل من ينقد الأحوال في الولاية مدخلاً إلى إقالته شعبياً، وإن ظن الوالي أنه ابن القصر المدلل. وحتى لا يظنن الأخ الوالي أحمد هرون أن الحصار في دار الهاتف أو القتال في صحراء ليبيا أو السقوط من الطائرات صكوك غفران تشفع لأصحابها أن يمارسوا وصاية على الناس، وهي ليست موقعة بدر التي قيل لمن قاتل فيها افعلوا أهل بدر ما شئتم فقد غفرتُ لك.. لكن تظل جهود بشر معتبرة لأبطالها، وثوابها عند الله لمن خلصت نياتهم وليست محلاً للمباهاة والامتنان، وكأن من أدركها مبرأ من كل عيب لا ينقد، لأنه لا يخطئ ولا يغفل ولا ينبطح ويتثاقل إلى الأرض وينغمس في الشهوات بعد جهاد.. ومن جاهد لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله..
                  

09-27-2012, 04:29 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    عراب الأمس الشيخ الترابي...وبريق الريا ل، الفاضل عباس

    عراب الأمس الشيخ الترابي...وبريق الريا ل!

    الفاضل عباس محمد علي 28 سبتمير 2012

    تفيّأ الشيخ الدكتور حسن عبد الله الترابي "الدوحة" القطرية بالأسبوعين المنصرمين، وخيّب ظن المعارضة السودانية بمواقفه المخاتلة والمهادنة والمتراجعة...وبعدم إغتنام الفرصة الإعلامية المبذولة أمامه لطرح الرؤي التى ظل يبشّر بها منذ خروجه من المعتقل قبل سنتين: رفضه القاطع لفتنة المال والسلطان التى ولغ فيها النظام، ودعوته الواضحة لرد الأمر للشعب...وذلك عبر إنتفاضة شعبية على غرار ثورة أكتوبر 1964 وانتفاضة أبريل 1985....حتى يذهب حكم الطاغوت إلي مزبلة التاريخ...وينشأ نظام ديمقراطي مدني تعددي فدرالي...يتساوى فيه السودانيون بغض النظر عن تبايناتهم الدينية والإثنية والمناطقية والجندرية....ويضمنون حقوقهم الطبيعية والأزلية....إلخ.


    وكان الشيخ الترابي فى أسوأ حالاته عندما طالعنا بقناة الجزيرة (برنامج فى العمق 17 سبتمبر 2012) ... ولم يتقدم بأي نقد ذاتي أو موضوعي للتجربة الإسلامية فى السودان التى تولي دور عّرابها طوال العشر سنوات الأولي من عمرها...بل طعن فى قناة منتقديها مثل الأستاذ الحاج وراق...الذى حاول الالتفاف عليه برده لأصوله الشيوعية وباستخدام الورقة التى درج على استخدامها كافة تلامذته من أهل الوجوه الإعلامية المدافعة عن النظام، وهي مهاجمة الخصم هجوماً شخصياً ومحاولة تكفيره أو وصمه بالشيوعية أو البعثية...وهلم جراً...وتحاشي الموضوع الأساس مثار النقاش.....كما دافع عن ذلك النظام الذى كان يبطش بمخالفيه آنئذ ويعذبهم فى حجرات التوقيف ببيوت الأشباح... وكان يخوض حرباً جهادية ضد شعوب الجنوب (مما أدى لانفصاله فى نهاية المطاف)...وكان يسئ للعلاقات السودانية الخليجية بموقفه الداعم لصدام حسين عندما غزا الكويت...وقال بالتحديد فى معرض دفاعة عن تجربة الحكم الإخواني السوداني: "التجربة لم تفشل، ولكنها جاءت بعد 14 قرناً من تغييب النموذج الإسلامي."
    لقد ظل كثير من المعارضين منذ ما يسمى بالمفاصلة عام 1999 يتشككون فى الدكتور الترابي ويزعمون أن المسالة كلها توزيع للأدوار وتمثيل فى تمثيل...وأنه ما انفك زعيماً لتنظيم الأخوان المسلمين السوداني...مدعوماً من جانب الحركة الإخوانية العالمية التى لم تصدر بياناً بإدانته فى أي يوم من الأيام، بل تنظر له بكثير من الإعجاب والتعاطف. ومسألة اعتقاله بين الفينة والأخرى، فى حقيقة الأمر، ما هي إلا استمرار لمسرحية ذهابه لسجن كوبر ....بينما ذهب البشير للقصر الجمهوري يوم انقلابهم على السلطة الشرعية فى 30 يونيو 1989 .... كما يصر المتشككون فى أمر الترابي....وبلا أدنى شك، تجئ مواقف وتصريحات الترابي الأخيرة بالدوحة داعمة ومغذية لهذه الشكوك،.... رغم أني شخصياً استبعد استمرار المسرحية إلى يومنا هذا... واعتقد أن المفاصلة قد حدثت بالفعل..بلا أدنى شك.


    علي كل حال، إن الشيخ حسن شخصية مثيرة للجدل منذ قدومه من البعثة الدراسية بجامعة السوربون عام 1964، فقد كان إسلامياً ثورياً وتقدمياً فى بادئ أمره، وكان له دور ريادي فى ثورة 21 أكتوبر من نفس ذلك العام، مما جعل تنظيم الإخوان المسلمين يدفع به نحو كرسي الإمامة على الفور رغم حداثة سنه وتجربته...على حساب عمالقة الرعيل الأول مثل الرشيد الطاهر وصادق عبد الله عبد الماجد...ولقد أبدى الدكتور حسن فى تلك الأيام قدراً هائلاً من الإنفتاح على الآخرين والعمل الجبهوي والمرونة والتفهم للظروف الخاصة التى يتميز بها السودان عن غيره من الدول العربية والإسلامية، خاصة مصر مصدر الفكر الإخواني، من حيث تعدده الإثني والطائفي، ومن حيث الإرث الصوفي عميق الجذور فى تربته......فسعى ونجح فى إحالة التنظيم الحلقي الضيق للجماعة إلى جبهة عريضة ضمت العديد من الأحزاب الإسلامية الصغيرة والطرق الصوفية ذات الوزن الضئيل...وتحول إسم التنظيم إلى (الجبهة القومية الإسلامية). ومن باب الإنفتاح على القوى السياسية والدينية الأخرى بالبلاد...(و لا نقول من باب الطموح الشخصي والتمسح بالأسر العريقة من قبل شاب وافد من قرية بأعماق الريف إسمها ود الترابي)....فقد تزوج الدكتور حسن فى نفس تلك السنة (1964) من إبنة السيد الصديق المهدي زعيم طائفة الأنصار وراعى حزب الأمة..كما لقي الترابي قبولاً ليس فقط فى أوساط الإخوان، إنما على نطاق المثقفين السودانيين الذين قاموا بثورة أكتوبر...إذ فاز الترابي فى دوائر الخريجين بانتخابات 1965، واحداً من إثنين فقط من الإخوان، بينما ذهبت الأحد عشر كرسياً الباقية بهذه الدوائر الصفوية للحزب الشيوعي.
    ولكن، ما أن دخل الترابي الجمعية التأسيسية، حتى ظهر علي حقيقته وتنكّر للروح الإنفتاحية والعمل الجبهوي:
    أولاً، عمل من أول يوم على حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان، وكان له ما أراد فى ذلك العام (1965)، بعد أن استقطب إلى جانبه الحزبين الطائفيين الآخرين – الأمة والإتحادي - ....وخرج النواب الشيوعيون من الجمعية، كأغرب سابقة من نوعها فى العالم، وكان ذلك أول إسفين فى التجربة الديمقراطية...وكان تمهيداً للإنقلاب العسكري اليساري القومي العربي الذى أطاح بها فى نهاية الأمر، فى 25 مايو 1969.



    ثانياً، سعى منذ الوهلة الأولي نحو كتابة ما أسماه ب"الدستور الإسلامي"، أيضاً بتواطؤ الأحزاب التقليدية ذات الأغلبية فى الجمعية التأسيسية، ولما أجازت "لجنة الدستور"، التى كان حزب الترابي أحد محركيها الأساسيين، مسودة الدستور الإسلامي، خرج منها الأعضاء الجنوبيون...وعندما جاء الترابي للسلطة عام 1989 وفرض كثيرًا من جزئيات ذلك الدستور الذى يعبر عن تفسيره الآحادي للإسلام، أصبح السودان جحيماً لا يطاق بالنسبة للجنوبيين...فآثروا الإنفصال.
    وبالطبع، لم يكتب لتلك الجمعية التأسيسية البقاء حتى تجيز الدستور الإسلامي الذى كان لجبهة الترابي فيه القدح المعلي، فقد أجهز عليها جعفر نميري وأصدقاؤه الشيوعيون والقوميون عام 1969. وخيم ليل طويل على تنظيم الإخوان المسلمين انتهى بمصالحة 1977 بين نظام النميري وفصيلين من أحزاب المعارضة: الأمة بقيادة الصادق المهدي والجبهة الإسلامية بقيادة صهره حسن الترابي. ومنذ تلك اللحظة حتى انتفاضة 1985 كان الإخوان المسلمون جزءاً لا يتجزأ من النظام المايوي الشمولي المستكبر الذى بلغ أقصى مراحل الفساد وسوء الإدارة خلال الثمانية سنوات الأخيرة من عمره، وكانت تلك فرصة تدريب بالنسبة لكوادر الإخوان المسلمين استفادوا منها كثيراً بعد أن تنسموا السلطة بمفردهم بعد إنقلابهم فى 30/6/1989 ، وفرصة للتعرف على والتعاون مع الكثيرين من الكوادر المايوية والأمنية التى استقطبوها عندما جاؤوا للحكم وما زالت تقدم خدماتها لهم حتى اليوم.



    وفى أثناء الديمقراطية الثالثة 1985-1989 ، توجه الإخوان المسلمون مرة أخرى نحو العمل الجبهوي المنفتح (ظاهرياً)، وأسموا حزبهم هذه المرة (جبهة الإنقاذ الوطني)، وادعوا أنهم يقبلون اللعبة الديمقراطية ويحترمون قوانينها، بينما كانوا فى حقيقة الأمر يخططون للإنقضاض عليها، رغم الوضع المريح الذى كانوا يتمتعون به على نطاق الجهاز التشريعي (اكثر من 50 نائباً بالبرلمان)...ونطاق الإعلام (أكثر من صحيفتين واسعتي الإنتشار)....ونطاق الحياة الإقتصادية (هيمنة شبه كاملة على القطاع المصرفي عن طريق ما يسمي بالبنوك الإسلامية). ولأن المنطق البسيط ما كان ليقبل من الإخوان المسلمين أن ينقلبوا على النظام الديمقراطي وهم أكبر المستفيدين منه، فإنهم عندما اغترفوا هذه الجريمة حاولوا نكرانها ومارسوا كثيراً من التدليس والتلبيس والتمويه: (إذهب إلى القصر..وسأذهب لسجن كوبر!). وتألفت حكومتهم الأولى فى صبيحة الثلاثين من يونيو 1989 من الكوادر الوسطية غير المعروفة ومن أصدقائهم المايويين. ولكنهم كانوا منذ البداية ممسكين بقوة بملفات الأمن والجيش والمالية والدعاية والإعلام، ومنذ الوهلة الأولي شرعوا فى التخلص من العناصر الوطنية العاملة بجهاز الدولة وبالجامعات والمصارف...إلخ، فيما سمي ب"التطهير للصالح العام"... فى أكبر عملية تدمير للخدمة المدنية السودانية...كما شرعوا فى إرهاب من أسموهم أعداء الله، وهم كافة الخصوم السياسيين، عن طريق المحاكم الصورية والمشانق وبيوت الأشباح ومعسكرات التعذيب والمعتقلات على طول البلاد وعرضها. ولقد تم ذلك بكل أسف بعلم وتوجيهات الشيخ حسن ...وهي ممارسات لم يعتذر عنها حتى هذه اللحظة بدرجة كافية...حتى بعد أن تعرض هو نفسه لكافة أنواع التوقيف والإهانة والتعذيب علي أيدي تلاميذه الذين علمهم السحر. والأدهى وأمر أنه لا زال يدافع عن تلك التجربة كما دلت أحاديثه الأخيرة بالدوحة.



    أنشأ الترابي حزبه الجديد (المؤتمر الشعبي) على إثر المفاصلة بينه وبين ما تبقى من تنظيم الإخوان المسلمين الذى كان قد غير إسمه ل(المؤتمر الوطني)؛ وانخرط المؤتمر الشعبي فى المعارضة للنظام، وأخذ يتعاون مع أحزاب المعارضة الأخرى، بما فيها خصمه اللدود الحزب الشيوعي...وتمت كافة أنواع الأنشطة التى شارك فيها الترابي شخصياً كالندوات والمؤتمرات...حتى قيام (قوى الإجماع الوطني) التى تتألف من الشيوعي والأمة والناصري والبعث والمؤتمر الشعبي...ولقد أنجزت قوى الإجماع التفافاً جيداً حول برامج ومخططات محددة، مثل ميثاق الفترة الإنتقالية ودستور المرحلة وترتيباتها، من حكومة مركزية وحكومات إقليمية ...الخ. وفيما بدا للجميع، فإن المؤتمر الشعبي والدكتور الترابي على توافق تام مع الطروحات التى تضمنتها تلك البرامج والمواثيق للفترة الإنتقالية، والتى تأتي على النقيض من الطرح الإسلاموي الراهن – الذى كان فيلسوفه من الأساس هو الشيخ حسن - ....ويبدو أن الشيخ حسن، كما كانت تدل تصريحاته داخل السودان، قد قلب ظهر المجن لفكرة الدولة الثيوقراطية التى ينفذها حزب الصفوة الإسلاموية المتأسي بأفكار سيد قطب، ليزيل جاهلية القرن العشرين من جذورها....ويعيد صياغة الإنسان وفق تلك الأفكار القطبية....الخ.



    مهما يكن من أمر، فقد سارت عجلة المعارضة على هذا النسق التوافقي، وفى جوفها الدكتور الترابي ومؤتمره الشعبي...وأخذ الشعب السوداني يتطلع لهذه المعارضة المثقفة والمجربة علها تخلصه من حكم الإخوان المسلمين الذى تحول إلى ملك عضود وأنهك البلاد مادياً وجسدياً وكلفها خسارة فادحة بذهاب الجنوب....ولم تجد أحزاب المعارضة العلمانية المنضوية تحت قوى الإجماع ضرورة للتقصىّ حول مؤهلات المؤتمر الشعبي وما يحمل من كتابات لا ترى بالعين المجردة small print ...وما قد يكون لديه من هياكل عظمية معلقة بدواليبه skeletons in the closet ... فالسودانيون معروفون "بالطيبة" وبأنهم يلدغون من الجحر الواحد عدة مرات...ولهذا فإن مستقبل الثورة السودانية ربما سيكون مثل ماضيها ...ما هو إلا صخرة سيزيف...نحملها إلى أعلا الجبل...ثم تتدحرج إلى أسفله...ونحملها مرة أخرى إلى قمة الجبل...فنحن شعب يجيد إعادة إختراع العجلة دون أن نضيف لها او ننزع منها ترساً واحداً...بمعنى أننا مرة أخرى سنقع فى فخ المزايدة على الشعارات الإسلامية... وسنرهن أنفسنا مرة أخرى للترابى بنسخته الجديدة...المدعومة بزخم ما يسمي ب "الربيع العربي"....ومنظمة الإخوان المسلمين العالمية...وقناة الجزيرة.



    إن تصريحات الدكتور الترابي فى الدوحة مزعجة للغاية..وأعتقد أن قوي الإجماع لديها ضيف غير مضمون العواقب a strange bed-fellow ومن الضروري التوصل لآلية تضمن لنا أن الموقعين علي الميثاق لن يتنصلوا عنه ويتخلصوا منا عند أقرب ملف...ومن الضروري عدم مضغ الكلمات الخاصة بالفصل بين الدين والدولة...وبالتعريف المحدد جداً للدولة المدنية التى يتكلم عنها الإخوان (مجاراةً) ويتكلم عنها باقى العلمانيين...لقد اعتدى فاروق أبوعيسي علي الترابي بالضرب عندما كانوا فى حنتوب قبل ستين عاماً...وأمسك بعنقه وكاد أن يفتك به...فأرجو ألا يضطر لموقف كهذا مرة أخرى...ليس لأن العظم قد وهن واشتعل الرأس شيباً...ولكن لأن الأفضل هو الإتفاق الواضح..إذ أن ما أوله اتفاق...آخره نور.......أعتقد أن الترابي مطالب بإدانة واضحة لكل ممارسات الإنقاذ السلبية فيما قبل المفاصلة...بالتفصيل الممل...ومطالب بصياغة خطاب واضح لا لبس فيه لنوعية الدولة المدنية التى سنستبدل بها النظام الإخوانجي الراهن الذى كان أصلاً من صنع الشيخ حسن.
    والسلام
                  

09-27-2012, 09:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    ماذا يجب على الحركة الإسلامية أن تفعل?!
    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الأربعاء, 26 أيلول/سبتمبر 2012 01:46
    إن على الحركة الإسلامية أن تعيد هيكلة الدولة والدعوة!!


    إن على الحركة الإسلامية أن تقول للمؤتمر الوطني: وقّفْ فأنت رافد من روافد الحركة الإسلامية.. وليست الحركة الإسلامية رافدًا من روافد المؤتمر!!
    إن على الحركة الإسلامية أن تقف بشجاعة وأن تواجه عيبة نفسها قبل أن يواجهها بها التاريخ وقبل أن يواجهها بها الألداء والشامتون والمتربصون.
    إن على الحركة الإسلامية أن تعترف.. إن كانت تعلم وأن تدرك إن لم تكن تدرك حتى الآن أن الترابي عندما جاء بفرية التوالي والمواطنة والمؤتمر الوطني قبل أن يكون حزباً.. إنما كان يتلاعب ويلعب بالحركة الإسلامية ذلك لأن فكرة التوالي والمواطنة والمؤتمر الوطني هي على اليقين ضد كل ما تمثله الحركة الإسلامية من عقائد وأفكار واجتهادات في مجالات السياسة والدعوة والشأن الاجتماعي ــ ويقيني أنه لا يزال يتضاحك ويعجب كيف انطلت الكذبة البلغاء على خيرة رجالات الدعوة والفكر السياسي في العالم في ذلك الوقت!!


    إن على الحركة الإسلامية أن تصحو وتستيقظ من خدرها هذا وبلهِها وغفلتها..إن على الحركة الإسلامية أن تدرك أن الديمقراطية لا علاقة لها بالفكر السياسي الإسلامي.. وعليها أن تدرك أن المواطنة ليست مرادفًا لمصطلح الذمة.. وعليها أن تعترف.. أو تدرك.. أن الحزب تكوين لا يقره الشرع ولم يشرِّع له الشارع شيئاً.. حتى لو كان وعاءً جامعاً يجمع أهل الأرض.. إذا كانت الحركة الإسلامية لم تدرك حتى الآن.. وحتى هذه الساعة أن هذه المصطلحات وهذه الأسماء والمسميات لم تأتِ ولم تُنحت ولم تُزيَّن إلا لتوهين الدين ونقض عراه عروة عروة.. وأنها ضرب من الدس والكيد أو هي ضرب من رقة الدين وضعف التدين.. إذا كانت الحركة الإسلامية لم تدرك هذا كله أو بعضه فإن الحركة الإسلامية لم تشبَّ عن الطوق حتى لحظتنا هذه .. وإنها لا تفرق حتى هذه اللحظة بين البدعة والسنة ولا تدرك مفهوم الولاء والبراء وأنه لا يكون ولاء ولا براء إلا في أمور الدين.


    إن على الحركة الإسلامية أن تشب عن الطوق وأن تدرك وأن تنظر في عيبة نفسها.. وعليها أن تعلم أنها تضم بين صفوفها علمانيين يجعلون من الديموقراطية عقيدة وشريعة وديناً جديداً يقدَّم على دين القسط والبر والشورى.. إن على الحركة الإسلامية أن تدرك أنها بفعل غفلتها وإغضائها وسكتها الطويل على الإثم إنما جعلت السودان وتركته يؤكل من أعلاه إلى أسفله.. أما من أعلاه فتركته يؤكل ويهدم بواسطة الأممية الفاجرة الكذوب التي جاءت في دثار اسمه الشرعية الدولية أو الأمم المتحدة.. والمنظمات الطوعية والإغاثات والبرامج الداعرة. أما من أسفله فتركته نهبة للقبلية والعنصرية والجهوية.. التي لم تلد إلا تمرداً وحركات مسلحة وجماعات قطع طرق وكل ذلك نقض لعقيدة الولاء والبراء والقفز من فوقها لاتفاقيات الأمم المتحدة ومراسيمها. قوانينها.. بل وتهديداتها وإملاءاتها..


    إن على الحركة الإسلامية أن تتذكر أو أن تتعلم إن لم تكن تعلم أن الاختيار للوظيفة العامة أي الولاية صغرى كانت أم كبرى.. فإنه لا يقوم إلا على المزايا والخصائص التي قدمها وقسمها الوحيان الكتاب والسنة.
    وعلى الحركة الإسلامية أن تتذكر أن الولاية الكبرى لا تقوم إلا على البيعة.. ولا تقوم أبداً على شيء سواها.. فلا الانتخاب يُجدي ولا التعيين ينفع.. وعلى الحركة الإسلامية أن تعي أن ما دون الولاية الكبرى لا يكون إلا بالتعيين.. إذ أنه لا يصح أن تكون بالانتخاب ولا بالبيعة حتى لا يكون هناك شخصان منتخبان ومبايعان بيعة صحيحة.. حتى لا يدري أحدنا لمن بيعته ولمن ولاؤه!! وعلى الحركة الإسلامية أن تعيد قراءة فقه البيعة وفقه التولية وفقه العزل.. وأن ما لا تصح البيعة والولاية إلا به لا يكون فقده أو فقد بعضه نقضًا لازمًا وقدحًا يوجب العزل.. إن على الحركة الإسلامية أن تدرك وأن تصدق أن مؤتمر الشورى القادم هو آخر سهم في كنانتها.. وعليها أن تحسن التصويب والتسديد حتى لا تطيش رميتها وينفر صيدها ويفلت زمام أمرها من يدها..
    إن على الحركة الإسلامية أن تملك زمام أمرها وأن تسعى إلى إعادة هيكلة الدولة والدعوة وإلى إعادة هيكلة النظام والتنظيم.. إن على الحركة الإسلامية أن تسعى جاهدة وجادة إلى نزع السلطة من يد الأفراد.. إن بعض إخواننا في السلطة أصبحوا دولة داخل الدولة.. وأصبح كل واحد يتصرف في دولته وفق ما يريد ووفق ما يشتهي حتى أصبحت الدولة مثل مخلوق مسخ له عدد من الأرجل والأقدام وكل رجل وكل قدم لها اتجاه غير الأخريات فهو يصارع نفسه ويجاذب بعضه بعضًا ولا يتحرك أنملة واحدة بإرادته الكاملة..
    إن على الحركة الإسلامية اليوم أن تكون أو لا تكون..


    إن على الحركة الإسلامية أن تدعو أهل السودان إلى أصل جامع من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إن على الحركة الإسلامية حماية الأمة والملة من برامج الأمم المتحدة واتفاقياتها وأموالها وناشطيها وناشطاتها والحركة الإسلامية لا بد أن تعلم أن هؤلاء الناشطين والناشطات إنما هم قوم يسترزقون من ولائهم الأممي ويتلقطون دولار الأمم المتحدة المتسخ والنتن والذي لم يُبذل ولم ينفق إلا لمحاربة دين الله وعقائد الأمة.. لقد ظللنا منذ قرابة نصف قرن من الزمان نتعامل مع المعونات الأممية والمعونات الأمريكية بغفلة وغباء شديدين حتى تبين أخيراً من إحدى وثائق البيت الأبيض أن اتفاقاً قد أُبرم منذ عهد الرئيس جراك فورد بين البيت الأبيض والمعونة الأمريكية والأمم المتحدة أن تنفق أموال المعونة في محاربة التوسع السكاني في مجموعة من دول العالم ونشر ثقافة تحديد النسل والكوندوم والإيدز وسيداو وهلم جراً.. ومن بين 13 دولة السودان ومصر!!


    إن على الحركة الإسلامية أن تعلم أنها قد شبّت عن الطوق أياً كان ذلك الطوق.. وأنها قد بلغت الحلم وأن لا وصاية لأحد ولا لتنظيم عليها.. وعليها أن تضبط البيت وأهل البيت وأن تلمّ شعث أبنائها وأبناء علاتهم من الإسلاميين. إن الحركة الإسلامية بين أمرين لا ثالث لهما أن تبقى فتبقى الملة ويبقى السودان.. أو تضيع فتضيع الملة ويضيع السودان.. إن واجب الحركة الإسلامية هو أن تعيد السودان إلى أهله!!
                  

10-01-2012, 04:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    اتفاق أديس أبابا بين الرفض والقبول!!
    الطيب مصطفى
    نشر بتاريخ الأحد, 30 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    ما كان لمنبر السلام العادل وقد رَصّعَ اسمه بعبارة (السلام) الربانية أن يتنكر لذلك الهدف السامي الذي ظلَّ يدندن حوله طوال السنوات الماضية أو من يوم مولده وكم ظَلَمَهُ الشانئون خاصة في الحركة الشعبية لتحرير السودان وحلفائها من قوى الإجماع الوطني أو قوى جوبا ثم من غيرهم من اليساريين والعلمانيين حين رمَوه عن قوسٍ واحدة كما رمَوا قياداته متهمِين إياهم بأقذع الصفات حتى يردُّوهم عن هدفهم النبيل الذي اتّخذوا في سبيل التبشير به أسلوب الكتابة بالسكين عوضاً عن الكتابات الملساء التي ينام قارئها قبل أن يطوي صفحتها، فقد كنا على قناعة تامة أن الخطب جلل والمعركة مع الحركة الشعبية تتطلب أسلحة فتاكة وصبرًا وجلدًا وأن السودان يمر بمرحلة هي الأخطر في تاريخه الطويل مما يستدعي شحذ الهمة في سبيل التصدي لمطلوبات المواجهة.
    أقول هذا بين يدي ما تكتبه هذه الأيام بعضُ الأقلام وهي تظنُّ أننا سنحيد عن خطِّنا اتقاءً لسيف المعز أو ابتغاءً لذهبه ولعل كثيرين افتقدوا رأينا خلال اليومين الماضيين ولا أظنُّ الأسباب تفوت على فطنة القارئ!!
    أقول لمن دمغونا من أول لحظة عقب توقيع الاتفاق الأخير بين السودان وجنوب السودان وقالوا إننا سنعارض الاتفاق حتى ولو جاء مبرأً من كل عيب كما سمعتُ وقرأتُ من بعضهم أقول: إننا لسنا كذلك فلسنا والله منافقين نرفض السلام وهو جزء من اسم الحزب الذي ننتمي إليه وإنما سنؤيِّد ما يستحق أن يُؤيَّد ونتحفَّظ بل ونرفض ما يستحق أن يُرفض فلسنا قطيعاً من الشياه نُساق كالعميان بلا هدى ولا كتاب منير.


    نقول ضربة لازب: إننا نؤيد معظم الاتفاقيات الموقَّعة خاصة تلك المتعلقة بالنفط والتجارة والديون والبنوك وما كنا نعترض على أي اتفاق حول النفط حتى ولو بسعر أدنى مما اتُّفق عليه بل لقد دهشنا من تأخر الحكومة وتباطئها في الاتفاق الذي اتَّخذت منه موقفاً متعنتاً ثم ما لبثت أن وافقت بعد أشهر من الجدل العقيم على السعر الذي اشترطته حكومة الجنوب بالرغم من أن الفرق بينه وبين سعر الوفد الحكومي كان هائلاً.
    كذلك فإن من الإيجابيات التي تحققت جراء قيادة الرئيس البشير للتفاوض أن إبرام الاتفاق أظهر للعالم صورة مختلفة لما رسمته له محكمة الجنايات الدولية ومن ظلوا يؤازرونها ويدعمونها خاصة أمريكا وحلفاءها الأوربيين فقد أبدت أمريكا في شخص رئيسها أوباما والأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون اهتماماً بالاتفاق وعلّقا بنفسيهما عليه وذلك مما يُحرج تلك الدول التي لطالما اتخذت من البشير موقفاً عدائياً لدرجة أنها كانت تعمد إلى عزله داخل بلاده عن مقابلة موظفيها ومبعوثيها وأظن أن هذا مما يمكن أن تستخدمه الدبلوماسية السودانية في إعادة النظر في قرارات مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير كما أظن أن الدبلوماسية السودانية وآليات التفاوض السودانية يمكن أن تفيد كثيراً من الاتفاق خاصة وأن سجل السودان في تنفيذ الاتفاقيات سيكون بالقطع أفضل من سجل حكومة الجنوب التي أجزم بأنها ستخرق الاتفاق ربما قبل أن يجفّ الحبر الذي كُتب به.



    سأعود لهذا الأمر مجدداً بإذن الله لكني الآن بصدد أمرين يستحقان أن نقف عندهما طويلاً وهما الملف الأمني واتفاقية الحريات الأربع وأبدأ بالأخيرة التي أشعر بالأسف أنها مُرِّرت ولم تُفلح كل أسلحة الدمار الشامل التي استخدمناها في سبيل إجهاضها وعلى كل حال أقولها بدون أدنى تردُّد إنه ما من سبب يدعونا لمراجعة موقفنا من تلك الاتفاقية المشؤومة التي لا أظن أن الشعب السوداني أجمع على شيء إجماعَه على رفضها.
    إن مما أحزنني تلك الطريقة الملتوية التي تعامل بها الوفد الحكومي في تمرير هذه الاتفاقية فقد غيَّر اسم البند إلى قضايا (المواطنة) في محاولة بائسة لتخفيف الضغط عليها بعد أن جُرِّمت في الشارع السوداني كما عمد الوفد المفاوض إلى تمريرها وسط الاتفاقيات الأخرى حتى يوهم الجميع أنها جزء من كل لا يتجزأ فإما أن نقبل بالاتفاقيات دفعة واحدة أو نرفضها جملة واحدة وهو أسلوب مضلِّل ما كان ينبغي أن يُتّبع البتّة.. كذلك فقد عمد المفاوضون إلى حشر هذه الاتفاقية الخطيرة مع اتفاقية النفط وهذا أسلوب يستخدمه الصيادلة في صناعة الدواء وهم يخلطون السكر مع الدواء المُر حتى يستسيغه الأطفال ذلك أن الشعب السوداني وقد أرهقته الأزمة الاقتصادية بات يمنِّي نفسه بانفراج سريع ومنّ وسلوى تتنزّل عليه فور التوصل إلى اتفاق و(حلم الجيعان عيش) كما يقولون.


    أقول للبرلمان إن هذه فرصتُك لكي تُثبت مرة واحدة منذ أن تم انتخابك أنك تعبِّر عن الشعب وتمثله وليت الأخ أحمد إبراهيم الطاهر ينظر إلى هذه القضية باعتبارها أمانة ومسؤولية أمام الله وتجاه هذا الشعب وليس تجاه حزبه المهيض الجناح الذي لا يُجمَع مؤتمروه إلا من أجل أن (يُنوَّروا) ولا يُستشار مكتبه القيادي أو مجلس شوراه بالرغم من أن الشورى مُلزمة حتى للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو الموحَى إليه من ربِّه.
    إن اتفاقية الحريات الأربع خط أحمر ولا ينبغي للشعب السوداني أن يسمح بتمريرها الا إذا رضي بأن يمد عنقه للذبح وهذه الاتفاقية جزء من الملف الأمني وسيكون لنا معها شأن أي شأن وسأواصل الخوض فيها إن شاء الله


    ----------

    حنانيكم أيها السادة!
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ السبت, 29 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    أقولها الآن وبعد تأمُّل وتفكير عميق بالرغم من أني ومنبر السلام العادل لم نُجرِ دراسة وافية للاتفاق الذي أبرمته حكومتا السودان وجنوب السودان.. أشعر بأن إيجابيات ذلك الاتفاق أكبر من سلبياته التي هي في معظمها مرتبطة باتفاقات سابقة وليست وليدة الجولة الأخيرة.
    لذلك أشعر الآن بالدهشة أن تعود الرقابة القبْلية على الصحف ولعل دهشتي من ذلك أكبر من حنقي على الاتفاق الأخير، وعندما علمتُ بفرض الرقابة أوحى لي ذلك بأن هناك كارثة ستُحيق بنا وأننا مُقبلون على اتفاق أسوأ بكثير مما شهدناه بالفعل.
    نرجو من جهاز الأمن أن يرفع يده عن الصحف فوالله إنه لأمرٌ مؤسف أن يحدث ذلك الآن وقد ظننّا أننا بعد ثورات الربيع العربي قد تجاوزنا تلك المرحلة القاتمة من مسيرة الحكم الشمولي للإنقاذ.


    ليت الإخوة في جهاز الأمن يعلمون أن تناولنا للاتفاق سيكون موضوعياً للغاية وسنلفت النظر إلى بعض نقاط الضعف التي ستُعين الحكومة فلسنا جزءًا من قوى الإجماع المعارضة التي تسعى بشتى الوسائل لإسقاط الحكومة ولذلك ترفَّقوا بنا فقد تعبنا من زياراتكم الليلية وأرجو أن تعلموا بأن حديثنا سينصب على الحريات الأربع وعلى الملف الأمني وما أدراك ما الملف الأمني فهلاّ أتحتم لنا الفرصة ورفعتم يدكم عن الصحافة وقلّلتم الحركة على مجلسها المغلوب على أمره وقبل ذلك على السودان الذي يحتل موقعاً لا يُحسد عليه في قائمة التضييق على التعبير والحريات الصحفية ثم ألا يكفي الحكومة أنها تمتلك الفضائيات والإذاعات والصحف والصحافيين الذين يسبِّحون بحمدها آناء الليل وأطراف النهار ولا يقصرون في الدفاع عنها حقاً وباطلاً؟ فلماذا تخشى من صحيفة وحيدة .



    -----------

    الترابي موديل 2012م والفيلم الأمريكي المسيء!!

    االطيب مصطفى

    ل
    نشر بتاريخ الخميس, 27 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    عبَّر الشيخ الترابي عن عدم رضاه عن الأسلوب الذي استخدمه المسلمون في رفضهم للفيلم المسيء للإسلام واصفاً المحتجين بالسُّذَّج وقال إنه (خجل) من الاحتجاجات التي قام بها المسلمون في الخرطوم!! أجزم أن هذا ليس الترابي الذي غضب وقاد حل الحزب الشيوعي في سيتينات القرن الماضي لأن شيوعياً أعاد ترديد حديث الإفك حول أم المؤمنين عائشة.. إنه ليس الترابي الذي كان يرفض الجلوس مع الشيوعيين عملاً بفقه الولاء والبراء.. إنه الترابي موديل 2009م الذي يتحالف مع الحزب الشيوعي في قوى إجماع جوبا ويتوسط باقان ونقد في صورة جمعتهم في صحيفة (أجراس الحرية) التابعة للحركة الشعبية.. إنه الترابي موديل 2012م الذي يغضب ممّن غضب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم!!


    على كل حال كنتُ أعلم أن كثيراً من قيادات المؤتمر الشعبي يضيقون ذرعاً من بعض تصريحات الترابي فها هو الأخ محمد الأمين خليفة يقف نفس موقف المنتصرين لرسولهم الكريم وليت الترابي سمع أحد شبابهم ممن كانوا وربما لا يزالون معه وأعني المجاهد الناجي عبد الله ذلك الرمح الملتهب الذي طالب بتعديل اقتراح الاحتجاج أمام السفارة الألمانية بعد صلاة الجمعة إلى الاحتجاج الفوري عقب تلك الندوة التي أُقيمت ونُظِّمت ليلاً من قِبل الهيئة الشعبية لنصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد اقترح الناجي التحرك بعد إعلان الندوة مباشرة وهدَّد وتوعَّد لكن من يُقنع الشيخ الثمانيني أن غضبه اليوم ينبغي أن يكون أكبر من غضبه وثورته يوم حل الحزب الشيوعي في ستينات القرن الماضي ومن يُقنعه أن الترابي الحالي يعتبر ترابي تلك الأيام العطِرات ساذجاً يرتكب ما يخجل ويستحي منه ترابي القرن الحادي والعشرين؟!
    هل فكر الترابي في الخير العميم الذي نشأ عن غضبة المسلمين الذين حصدوا ثمار ما حسبوه في البداية شراً؟!
    لستُ أدري ماذا يرى الترابي في الحراك الذي اجتاح أوروبا وأمريكا باتجاه ضبط السلوك المعادي للإسلام والذي جعل عدداً من المنظمات الحقوقية تتظاهر مؤازرة للمسلمين ورافضة الإساءة التي يقترفها السفهاء في حق رسول الإسلام؟! ماذا يرى في التفاعل الذي حدث في المجتمع الأمريكي الذي دهش من ثورة المسلمين جراء الإساءة إلى رسولهم؟!
    الأمريكان والأوروبيون ماتت عندهم الغيرة على دينهم ولذلك أدهشهم تعلق المسلمين بنبيهم، وأثار اهتمامهم وتساؤلاتهم هذه الغضبة الكبرى التي جعلت الكثيرين منهم بدافع الفضول ينكبّون على الإسلام تنقيباً وبحثاً في سيرة رسول الإسلام لمعرفة السر الكامن وراء تلك الغضبة.


    أمريكا كما تعلم أيها الشيخ لا تحترم إلا الأقوياء ومخطئ من يبرئها وأوروبا من جرم أولئك السفهاء من رعاياها الذين لا يحق لهم بالقانون أن ينبسوا ببنت شفة قدحاً أو تشكيكاً في المحرقة النازية أو هجوماً على اليهود فلماذا يحتقروننا دون غيرنا؟! ألا يكفي ما فعلوه بنا في السودان من تضييق وحصار وتآمر وانحياز للجنوب؟! ألا يكفي ما فعلوه بالمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغير ذلك من ديار الإسلام؟!
    الغضبة التي حدثت الآن ليست الأولى لكنها الأقوى بسبب التحول الحضاري الذي يشهده العالم الإسلامي بعد ثورات الربيع العربي.. ما كانت مصر تشتعل وما كانت ليبيا تغضب وما كانت تونس تزأر أيام الحكام العملاء أما اليوم فقد أخذت رياح الإسلام تهبُّ بعنف لتقتلع روح الانهزام في نفوس الشعوب المسلمة.


    بغضّ النظر عن صحة أو خطأ ما حدث للسفير الأمريكي الذي يمثل أمريكا وسياساتها الظالمة فإن قوة فعل الثوار وهم يقتصُّون من أمريكا في شخص سفيرها أحدث أثره في نفوس الظالمين وإن كان ذلك السفير بريئاً فإن من استشهدوا أمام السفارة الأمريكية في الخرطوم والقاهرة وتونس أكثر براءة بل هم شهداء وربِّ الكعبة.


    ذلك السفيه (منتج الفيلم) ما كان سيُخفي وجهه خوفًا وفَرَقًا لولا ردة الفعل القوية ولولا الدماء التي سالت داخل السفارة الأمريكية في بنغازي ولولا الزلزال الذي أصاب أمريكا جراء ما حدث لسفيرها.. لقد رأيناه يغطي وجهه كما رأينا الممثلة سيندي جارسيا التي شاركت في الفيلم المسيء للرسول الكريم ترفع دعوى قضائية على منتج الفيلم متهمة إياه بأنه احتال عليها وخدعها وعرَّض حياتها للخطر بل إن كاتب سيناريو الفيلم تعرَّض للمساءلة من قِبل السلطات الأمريكية مما يشي بأن الأمر بعد اليوم لن يكون كسابقه وأن أمريكا وأوروبا والسفهاء المنتجين لن يعودوا إلى تكرار فعلتهم الشنعاء. ستتوالى ردود الفعل الإيجابية وسيتواصل مدّ الدورة الحضارية وسيعلو الإسلام وستنهار أمريكا ولن تنطفئ الروح التي دبّت في جسد الأمة وعقلها لكن هل يا ترى ستعود الروح القديمة إلى الشيخ الترابي أم أنه سيواصل تراجعه؟ هل سيعيد النظر في أفعاله وأقواله ويعود إلى ما كان عليه مسهمًا في انبعاث الروح الجديدة أم سيكون عبئاً عليها صادّاً لها معطلاً حركتها؟!


    ------------------

    سعد احمد سعد احد كتاب الانتباهة لا يعجبه الا رايه وهنا يهمز ويلمز فى اعضاء المؤتمر الوطنى الذين يختلف معهم فى رؤيته السياسية

    اقرا ما قاله سعد
    من خور المكابراب.. إلى الوزارة!!

    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الخميس, 27 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


    هل يستحق الشعب السوداني كل الذي يجري له الآن على يد حكومة الإنقاذ؟ هل يستحق الشعب السوداني أن يعامل على أنه كمٌّ مهمل لا يؤبه لرأيه ولا لمشاعره، دعك من الاستهانة بحقوقه وبشرفه وبعزته وكرامته وسمعته التي طبّقت الآفاق قبل مجيء الإنقاذ؟ هل يستحق الشعب السوداني أن يكون لعبة بيد الحركة الشعبية.. وبيد باقان وعرمان وسيلفا كير؟ هل يستحق الشعب السوداني من الإنقاذ أن يهرع رئيسه ورمز عزته وشرفه إلى أديس أبابا للقاء سيلفا كير حيث يقول الخبر الذي نقل تفاصيل وأسباب ودواعي الاجتماع وتوقيته.. يقول: (وهو لقاء طالما تأجل واعترته موانع كثيرة وعجل به انتهاء الأمد الذي حدده مجلس الأمن الدولي للدولتين للفراغ من التفاوض بالتوصل لاتفاق شامل ونهائي بينهما وهو موعد وأجل قد انتهى أمس» انتهى الاقتباس. مجلس الأمن يحدد أجل التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي..


    واللهِ إن هذا القرار بشكله هذا يستحق أن أخسر قيمة تذكرة طائرة من الخرطوم إلى نيويورك وأذهب إلى مجلس الأمن وأبحث عن شخص بعينه وعندما أعثر عليه أفعل به ما فعل حمزة بأبي جهل ثم أصيح به «فرد على ذلك أن استطعت» وأنا أعلم أنه ربما رد عليّ وربما ردت عليّ الأمم المتحدة والدنيا بأسرها.. ولكنني سأكون بهذا أسعد من عثمان بن مظعون رضي الله عنه عندما فقئت عينه في سبيل الله.. وسأكون أشهر من البوعزيزي مفجِّر الربيع العربي.. وأنا أعلم أن كل سوداني على ظهر الأرض سوف يمشي المطيطاء.. ويتحول السودانيون كلهم إلى ناطحات سحاب!!
    هل يستحق الشعب السوداني الأبيُّ أن تكون ثروته وأمواله نهبة بين يدي المفسدين والمتعطلين.. وتكون دولة بين السفهاء باسم التجنيب وباسم الجبايات والرسوم والضرائب والعشور والقبانات التي لم ينزل بها كتاب ولا سنة؟
    هل يستحق الشعب الأبي الذي شرّف الأمة المسلمة كلها عرباً وعجماً بملاحم الاستقلال وملاحم أكتوبر وملاحم الانتفاضة.. وملاحم اللاءات.. وملاحم الشريعة وحل الحزب الشيوعي.. وإقامة الحد في الزنادقة.. هل يستحق الشعب السوداني الذي شرّف الإنقاذ بوقفته في وجه المحكمة الجنائية.. ووقفته التلقائية والعفوية يوم استرداد هجليج.


    هل يستحق الشعب السوداني من الإنقاذ شيئاً من هذا؟ هل يستحق الشعب السوداني الأبيُّ بعد كل هذا أن يطعم الحرام من القرض الربوي الذي لم يستوفِ حتى الشروط التي وضعها المترخصون أنفسهم؟!
    هل يستحق الشعب السوداني أن يطعم الربا وكل هذه الاختلاسات والتجنيب والمكوس والجبايات في المواقف والأسواق والطرقات وطرقات المرور السريع وبعد كل هذا الصرف البزخي على الدستوريين وأشباه الدستوريين؟.


    هل يستحق الشعب السوداني بعد كل هذا العطاء وبعد كل هذا الصبر أن يقول وزير عائد لتوّه لنائب برلماني منتخب اختاره الشعب ليمثله وليدافع عنه وعن حقوقه وعن قيمه وأخلاقه وحرماته، هل يستحق الشعب أن يقول هذا الوزير للنائب أنت مهرج وقليل أدب؟ ثم يطلب منه مغادرة القاعة والقاعة تحت قبة البرلمان؟! ثم لا يحاسب الوزير ولا يقال له تلت الثلاثة كم؟ إنني أحذِّر الحكومة مما تحدثني به نفسي من الخروج في رحلة ترفيهية إلى خور المكابراب ومعي نفر صالح من آل شاع الدين آساد الحمى.. الجود بلغها السها وأقلها.. وبعد النحر والطبخ والعرضة نقوم بقراءة البيان الأول والأخير ثم نأتي ضمن وفد إلى القصر الجمهوري لنطالب بوزارة.. ولن تكون إلا وزارة الصحة خاصة وللعلم فقد كنت أول Medical ReP لأول شركة أدوية يابانية في السودان عام 1972م. وما دام الطبيب يمكن أن يكون وزير زراعة، وطبيب الأسنان يمكن أن يكون وزير خارجية.. والفاقد التربوي يمكن أن يكون على قمة أكبر هرم تقني في السودان.. فلماذا عاد للإنقاذ صوابها بمجرد ما انتقل الأمر إلى خور المكابراب؟! هل يستحق الشعب السوداني من الإنقاذ أن تفرض عليه الحريات الأربع؟ أو تفرض عليه ربع حرية؟ بعد أن ردد الجميع في الوفد المفاوض وفي القصر أن المفاوض لن يوقع على أي اتفاقيات لا يتوفر لها الإجماع الشعبي!! وأنتم تعلمون علم اليقين أن الإجماع الشعبي متوفر على رفض الحريات الأربع وأن الشعب السوداني كله اليوم من كان مع الانفصال أو كان ضده لا يحتمل أن يرى الجنوبيين يجوسون خلال الأسواق والحارات والأحياء ولا يستطيع أن يتحمل إدارة النظر إليهم إلا من باب ..«الصبر على لئيم»، ولا أظن أن المفاوض السوداني يفوت عليه أن الحريات الأربع في الجنوب لا يريدها أحد ولا يتحمّلها أحد ولا يستطيع أحد أن يجازف بكرامته وسلامته ليرهن كل ذلك لقوم لا أخلاق لهم لا يرقبون في أحد إلا ولا ذمة..


    إن الذي لا يتطرّق إليه الشك أن المهنة الأولى الآن في الجنوب ومصدر الرزق الأساسي هو التمرُّد والتكسب والاسترزاق من معاداة السودان وأني والله لا أرى قولاً في الحريات الأربع أحسن من قول الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل:«أتَسْتَبْدِلُونَ الذَّي هُوَ أدْنى بالذي هوَ خَيْر» فمن أراد أن تُضرب عليه الذلة والمسكنة والبوار فليفرح بالحريات الأربع وليذهب ليمارس ذلك في الجنوب إن أهل السودان وشعب السودان لا يستحقون من الإنقاذ أن تعطى رخصة لبنات نيفاشا ليمارسن العُري والتبرُّج والسفور. كل ما أحلته دار الكفر يمارسنه علناً وجهارًا نهارًا في دار الإسلام حيث لا يستطيع محتسب أن يحتسب على واحدة منهن لأن ذلك يخالف اتفاقية الحريات الأربع التي هي في الحقيقة ليست اتفاقيات حريات أربع بل اتفاقية حريات بلا حدود.. حرية السرقة وقطع الطريق والنهب والسلب وحرية العري والتهتك وحرية شرب الخمر وصناعتها وترويجها.. وحرية تكوين العصابات والخطف والاغتصاب وحرية احتقار المندوكورو.. واحتقار القيم.. وحرية الحقد والغل والتآمر والتخابر وتخزين السلاح وحرية اختيار ساعة الصفر.
    وليكن في علم الإنقاذ.. أن مقابل كل حرية تمنحها للجنوبيين بغير استحقاق وبغير مقابل فإن الشعب سوف يمارس في مواجهتها ألف حرية وحرية إن هذا الشعب ينطبق عليه قول الشاعر:
    إنه.. يغضي حياءً
    بل ويغضي حلماً.. وأدباً
    ويقضي كرما وسماحة
    لكنه أيضاً كما تعلم الإنقاذ.. يغضي من مهابته.. فإذا جاء الجنوبيون إلى السودان بمقتضى الحريات الأربع فليأتوا معهم تحوُّطاً بكل ما يحتاجون إليه من حاجيات الإنسان الضرورية.. ولكنني أطمئنهم أنهم لن يحتاجوا إلى شمس ولا إلى أكسجين.. ولا إلى ماء.. ولا إلى ليل. وليعلم الإخوة هنا وعرّابو التطبيع القهري أن يقابل كل حرية جنوبية هناك ألف حرية مضادة قانونية، والسوداني مسالم لا يبتدئ ولا يعتدي.. ولكنه يرد.. ويرد بالقانون.. وهناك رد بالقانون.. وهناك إضراب بالقانون.. وأهل حضارة الغرب يطلقون عليه Work -to-Rule وعندنا نحن قانون آخر اسمه :«يفتح الله ويستر الله!!».

    ----------------------

    وعبر وقيع الله حمودة شطة وهو من كتاب الانتباهة غاضبا على اتفاق اديس اببا مثله مثل كتاب الصحيفة الاخرين بثورة غضب واتهامات للمؤتمر الوطنى واخوانه فى الحكومة قائلا


    مفاوضات الخذلان.. المحاكمة على صفحات التاريخ..وقيع الله حمودة شطة

    وقيع الله حمودة شطة

    نشر بتاريخ الخميس, 27 أيلول/سبتمبر 2012 13:00



    لا ندري حتى الآن إلى أي طريق.. وإلى أي مستقبل يريد المؤتمر الوطني أن يقود البلاد والعباد إليه.. المؤتمر الوطني غابت لديه إستراتيجية الثوابت الوطنية التي لن يفرط فيها أي نظام حاكم أو أي حزب معارض في ركن من أركان الدنيا.إن حماية الأمن القومي وحفظ السيادة الوطنية من الاختراق والمحافظة على الوحدة الوطنية في إطار مقوماتها المتمثلة في العقيدة واللغة «هوية الشعب» وحماية ثغور الأمة والشعب «الأرض والحدود»، وبسط العدل وبناء نظام هرم العدالة الاجتماعية، وبسط حرية التعبير والتنظيم وإنجاز الدستور الدائم، وسن القوانين المفسرة له، التي تحفظ الحقوق وتحدد الواجبات، هذه وغيرها من أهم سمات النظام الصالح الراشد، الذي ينبغي أن يجد الدعم والسند الجماهيري. لقد ظل الحزب الحاكم يرمي بكل هذه الأولويات الوطنية في سلة مهملاته غير مكترث لمآلات الأمور ومستقبل البلاد الذي صار في كف عفريت.. هذا العفريت هو أمريكا وآلياتها وعملائها.. تارة الإيقاد.. ومرة الإتحاد الإفريقي وآليته رفيعة المستوى التي يقودها الماسوني الصهيوني الوغد ثامبو أمبيكي هذا الرجل العميل الذي يمثل مشروع «C.I.A» الجديد في المنطقة. حكومة المؤتمر الوطني فرطت في أبيي حتى تدولت قضيتها وذهبت إلى لاهاي. والآن المرحلة الثانية مرحلة التخلي عن جزء منها مشروع «تقسيم أبيي» حيث أكد المتحدث باسم المؤتمر الوطني «بدر الدين» أنهم يبحثون في معطيات هذا القرار..


    حكومة المؤتمر الوطني لم تنجز مشروع الدستور الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية الذي ظلت تتشدق به منذ مجيء الثورة في 1989م، ولم يرَ الناس أحكام الإسلام تحكم حياتهم إلاّ في جزئيات متناهية في أثرها!! حكومة المؤتمر الوطني أقصت كل القوى السياسية وذهبت إلى نيفاشا وحدها فجاءت باتفاقية تعتبر من أسوأ الاتفاقيات الدولية والإقليمية، سلبت السودان أمنه والسيادة على أرضه، لأن الحركة الشعبية سندتها القوى الشريرة التي تتزعمها أمريكا، أما الطرف الحكومي فقد تجاهل المشورة ومشاركة جميع أبناء السودان في صناعة الحدث التاريخي الأهم. الآن بعد ربع قرن من حكم الإنقاذ «المؤتمر الوطني» ضرب الفقر والمرض والجهل النسيج الاجتماعي في السودان بينما فئة محدودة من سدنة النظام وأولياء نعمته يعيشون في رخاء العيش وهنائه، في صورة تستدعي نظام الطبقات في مجتمع يزعم أنه إسلامي وشعاره التكافل الاجتماعي!! إنها صورة تشوي الضمير الإنساني الحي. الحكومة اعتادت أن ترسل مفاوضين إلى جبهات الحوار والتفاوض دون أن تنتبه إلى قضية إستراتيجية وهي أن الذهاب إلى موائد التفاوض يقتضي بعث رجال من ذوي العزائم والبصائر والإرادات والعقول الذكية والنفوس الأبية والسيرة السليمة من «الخدش»، ذلك لأن الحوار والتفاوض علم ومهارة له فنونه ومناهجه ومرتكزاته وأوقاته. الحركة الشعبية تبعث إلى ميدان حربها الأول «المفاوضات» النسور والكواسر والجوارح، بينما دولتنا تبعث «...»


    الحركة الشعبية يذهب مفاوضوها مذاكرين ومدونين الوقائع بينما يذهب من يمثلنا خالي الذهن وبعيداً عن كراسة المعلومات!!، والدليل هم ينجحون ونحن نرسب في المسابقات التفاوضية. سماحة والميل «14» ومناطق أخرى تذهب جنوباً لأن حكومتنا آمنت بنبوة أمبيكي الكذاب، وقرأت «سِفر التكوين» وهجرت القرآن. قال تعالى «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»الحكومة ترسل الرجل غير المناسب إلى قناة لا يستطيع أن يثقف عودها.. وزير الدفاع خير له أن يقود فيلقًا لتحرير كاودا.. وكاوناروا.. وهيبان.. وليس محله أن يقود وفداً سياسياً وأمنياً إلى أديس!! والمفاوضون الآخرون الذين يمثلوننا يحتاجون إلى حصة في رفع همة النفس وعلاج الانكسار النفسي.. إنهم بحاجة إلى قراءة ودراسة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ المؤمن القوي أحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف» وهم بحاجة أيضاً إلى قراءة ملحمة الكاتب العبقري مصطفى لطفي المنف######## «النفس العالية».



    إن الفساد الإداري والمالي و... وغياب قيم الشورى وتناقض المواقف وتضارب التصريحات، وعدم التفريق بين حدود الحزب وصلاحيته في علاقته بالدولة، والخلود إلى الأرض والظلم الذي يمارسه كثير من منسوبيه في الخدمة العامة وقانون الأراضي.. كل هذه الزلازل تضرب المؤتمر الوطني من الداخل، وإذا كان هذا هو شأن الحزب الكبير الحاكم وهو عاجز عن علاج علله الداخلية، فكيف يطمح أهل السودان بعد هذا أن يحرس لهم البوابة الخارجية «رعاية مصالح الدولة السودانية»؟! الدولة اليوم فقدت سندًا كثيرًا من العلماء والدعاة لأنها أهملت مشروع الشريعة الإسلامية.. وفقدت سندًا كثيرًا من المجاهدين لأنها طعنت ظهر الشهداء بخنجر مسموم.. وفقدت سندًا كثيرًا من الشباب والطلاب لأنها لا تعترف بشاب أو طالب إلا أن يكون مؤتمراً وطنياً، وما يقوله بله يوسف وغيره عبارة عن ذر رماد في عيون السذج.. وفقدت سند الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل لأن أموال ديوان الزكاة تجاوزت بنود صرفها الأصناف الثمانية التي حددتها سورة التوبة.. وفقدت سند الزُّراع في الجزيرة والرهد والقضارف والمناقل والحامداب لأن السجون صارت مأواهم.. والمياه فارقت جداولهم.. وفقدت سند التجار لأن المحليات تجلد ظهورهم صباح مساء بسياط الجبايات.. وفقدت سند مرتادي المركبات العامة لأن مواقف المواصلات صارت معسكرات إجبارية لهم.. وفقدت سند الموظفين في الدولة والعمال لأن الاستقطاعات تتناسل على عظام أجورهم النخرة وهم مغلوبون على أمرهم «تشرب أو نكسر قرنك»!!


    وإن يستمر الحال على هذه المخازي وسقوف الخذلان المثقبة سلط الله الطاغوت على الحكومة لينزعها من أيدي الغافلين ــ وما الظاغوت إلاّ ثامبو أمبيكي وأمريكا والمقاتلين من مفاوضي الحركة الشعبية ودويلة جنوب السودان بالرغم من أنهم على باطل، ومن كان على حق وقصّر في واجبه أتاح لكل طالب باطل أن يستأسد.. فويل للخوّارين من صفحات التاريخ

                  

10-01-2012, 08:35 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    الجدوى العلمية للأسلمة والتأصيل الأحد, 17 يونيو 2012 11:58

    التحديث الأخير ( الاثنين, 18 يونيو 2012 15:32 ) .
    أ.د التيجاني عبد القادر يتحدث لمقدم البرنامج د. الجيلي علي البشير


    أجرت قناة الشروق الفضائية وضمن برنامجها الأسبوعي مقاربات، سلسلة لقاءات فكرية مع أ.د التيجاني عبد القادر حامد، أستاذ الفكر السياسي الإسلامي بجامعة زايد بالإمارات، حول الأسلمة والتأصيل، والخطاب السياسي للحركات الإسلامية، وتجربة الحركة الإسلامية السودانية.

    واستهل منتج ومقدم البرنامج د. الجيلي علي البشير، الحلقة الأولى من سلسلة حواراته مع المفكر التيجاني بتساؤلات حول المبادئ العامة والمنطلقات الفلسفية للأسلمة والمشتركات بينها والتأصيل, ثم الجدوى العلمية للأسلمة وكسبها ومحصولها الواقعي على الأرض.


    سيرة ذاتية
    البروفيسور: التيجاني عبد القادر حامد
    ولد في منطقة أم دم ولاية شمال كردفان بالسودان العام 1951م
    تخرج في جامعة الخرطوم كلية الآداب شعبة الفلسفة بدرجة الشرف
    نال الماجستير في الفلسفة من جامعة الخرطوم العام 1984م
    نال درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الخرطوم العام 1989م
    متخصص في الفكر السياسي الإسلامي
    عمل أستاذاً للفكر السياسي والدراسات الإسلامية في كل من جامعة الخرطوم والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا وجامعة العلوم الإسلامية الاجتماعية بالولايات المتحدة.
    عمل مديراً لإدارة التأصيل بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالسودان.
    كان من أبرز القيادات الطلابية في فترة السبعينيات وكان رئيساً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم ممثلاً للاتجاه الإسلامي، كما كان عضواً منتخباً في مجلس شورى الحركة الإسلامية لعدد من الدورات.
    نشرت له العديد من المؤلفات والأبحاث والمقالات باللغة العربية والانجليزية من أشهرها:
    أصول الفكر السياسي في القرآن المكي.
    المفهوم القرآني والتنظيم المدني: دراسة في أصول النظام الاجتماعي.
    الإسلام ومشكلة الفقر.
    الإسلام والزنوجة.
    نزاع الإسلاميين في السودان.
    التفسير التأويلي وعلم السياسة: (دراسة في المفهوم القرآني والمتغير السياسي).
    مقدمة في تأصيل المعرفة
    يعمل الآن أستاذاً للفكر السياسي الإسلامي بجامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة

    مرحب دكتور التيجاني .. قضايا الأسلمة والتأصيل هي من القضايا التي وجدت حظها من الدراسة لكن دعنا نتساءل ما هو المغزى من دراسات الأسلمة والتأصيل؟!
    قضية الأسلمة والتأصيل لابد لها من خلفية ولو مختصرة قبل أن نعود إلى ما ذكرته من النتائج والثمرات, لا شك أن قضية التأصيل والمعرفة هي قضية مربوطة بسؤال النهضة والتخلف, منذ قرنين من الزمان بدأ المراقبون والقادة والسياسيون يحسون بأن أحوال العالم العربي ومجتمعاتنا الإسلامية والعربية ليست على ما يرام وأننا تأخرنا كثيراً عن ما هو مثلنا من الأمم الأخرى خاصة الأمم الغربية, ولذلك ظل السؤال يتردد في جنبات العالم الإسلامي عن ما هي أسباب هذا التخلف وما هي الطرق التي يمكن أن تؤدي بنا إلى النهضة.

    أ.د التيجاني: لابد من منظومة معرفية شاملة



    لذلك جاءت مسألة إسلامية المعرفة أو سمها مسألة التأصيل في إطار محاولة الإجابة على طرق النهضة الشاملة للأمة الإسلامية والأمة العربية والنقطة الأساسية في هذا الاتجاه هي أن النهضة لا يمكن أن تكون إلا بالمعرفة ثم ترتب على ذلك أن هذه المعرفة لا يمكن أن تكون خليطاً من الأفكار أو قضايا مشتتة لكن لابد أن تكون هناك منظومة معرفية منهجية إذا أردنا أن نبدأ خطوات النهضة فأصبح السؤال كيف يمكن التوصل إلى استخراج أو إلى تكوين منظومة معرفية منهجية.


    واحد من أسئلتنا المطروحة كيف يمكن تكوين هذه المنهجية.. لكن حتى يتم تكوين هذه المنهجية بصورة مرتبة ينبغي أن نتعامل مع مصطلح وهنالك إشكالية فيما يتعلق بالمصطح في قضية الأسلمة والتأصيل. من حيث المصطلح ما هو المصطلح الدقيق الذي ينبغي أن يستخدم في هذه المسألة؟.


    في تقديري إن بداية الحركة هي محاولة تفكيك المصطلح نفسه, المأزق المعرفي الذي نوجد فيه الآن أننا نوجد "مصبوبين" في مصطلحات علمية ومعرفية لم نصنعها نحن, مصطلحات إما تكون من التراث أو من الحضارة الغربية فأول خطوة في حركة التأصيل والأسلمة هي تفكيك المصطلحات الجاهزة لمحاولة الشروع في عملية التفكير ولذلك إذا سميتها عملية تأصيل يقصد بها هذا، أي أنها تبتدع المفاهيم الأساسية التي تكون بمثابة اللبنات التي تؤسس عليها المنظومة العلمية الجديدة.


    مقاطعة: قد يفهم التأصيل العودة للأصل وهذا قد يفهم عند بعض الناس العودة للطرق التقليدية في التعامل مع العلوم كذلك؟
    ينبغي هنا أن نفرق ماذا يقصد بالأصل إذا قصدنا بالأصل القرآن الكريم أي الوحي قرآنا وسنة فهذا أمر لابد منه وهو مرتبط ارتباطاً عضوياً بقضية الأسلمة وقضية التأصيل. أما إذا كنت تقصد بالأصول تراث المسلمين في فهمهم لهذه النصوص فهذا ليس هو المقصود فهي ليست عودة فقط للتراث ليست هي تحصن بالتراث إنما هي عودة إلى أصول الوحي ثم من بعد ذلك النظر في التراث نفسه ثم النظر في التراث الغربي ثم النظر في التجربة الإنسانية عموماً.


    التناصر بين الوحي والكون هل يمكن أن نسميه المنطلقات الفلسفية والفكرية لمشروع الأسلمة والتأصيل؟!
    نحن نؤمن تماماً أن المعرفة لا يمكن أن تقوم على جناح واحد أو على قدم واحدة كأن تقوم على العقل مثلاً من دون الوحي وإنما هذه هي الإضافة الأساسية أن الوحي هو المصدر الأساسي من مصادر المعرفة وكذلك الكون مصدر منه مصادر المعرفة والجمع بين المصدرين ضرورة منهجية وضرورة معرفية.

    "
    القلب فيه جهاز أو هو نفسه جهاز يصلنا بعالم الغيب فيه قدرة اتصال بعالم الغيب وقدرة اتصال بعالم الشهادة
    "
    دكتور في كتاباتك عن قضايا التأصيل أشرت إلى أن هناك عناصر للمعرفة من بينها الوحي والتراث الإسلامي والكون لكن هناك إشارة للقلب المسلم فما هو موقع القلب المسلم من بين عناصر المعرفة؟
    كثير من الدارسين يتكلمون عن العقل والعقلانية لكن عندما تنظر للقرآن تجد فيه حديث متكرر عن القلب, القلب هو مكان التفكر وهو مكان التذكر وهو مكان الإيمان والوعي الحقيقي والعقل هو وظيفة من وظائف القلب وليس العكس.

    الإنسان يعقل بقلبه ويدرك بقلبه, القلب هو مستقر الكليات المعرفية وأيضاً القلب موصول بالروح وموصول بالعالم الغيبي.


    أنا أذهب إلى القول كأنما القلب فيه جهاز أو هو نفسه جهاز يصلنا بعالم الغيب فيه قدرة اتصال بعالم الغيب وقدرة اتصال بعالم الشهادة.

    يتصل بعالم الشهادة وبالكون وبالوجود من خلال الحواس ومن خلال التكوين المادي العادي ويتصل أيضاً بالعالم الغيبي بخاصية خص بها القلب لذلك نعتقد أن الجمع بينهم ضرورة لا شك في ذلك.


    كيفية تمثيل هذه العناصر القرآن والكون والتراث الإنساني والقلب المسلم كيف يمكن أن تمثل لتؤشر إلى مشروع متكامل في قضايا التأصيل؟
    نعود للنقطة الأولى وهي المنظومة المعرفية أو المنظومة العلمية المنهجية هي كلمة المنهج هي نقطة أساسية في هذا الأمر والعلم أيضاً, دعنا نعرف التعريف السائد بين علماء المسلمين للعلم هم يبدأون بفكرة الإدراك. إن العلم هو إدراك عن يقين وإدراك مطابق للواقع عن دليل. فالإنسان لا يكفي أنه يكون متصور لأن هناك فرق بين الإدراك والتصور ولا يكفي أن يكون متخيلاً، ينبغي أن يكون مدركاً وأن يكون الإدراك مطابق للواقع عن دليل, هذه فكرة المنهج الذي نتحدث عنه لا يكفي أن نتحدث عن ظنون أو افتراضات وما يترتب على هذا هو إدراك الحقيقة, حقيقة الواقع وحقيقة الوجود إذا أنت لم تتوفر لك هذه المنهجية الدقيقة والأدلة لا تستطيع أن تدرك الواقع كما هو وهذا هو الذي يربط مسألة إسلامية المعرفة بمسألة النهضة لأن أكبر مشكلة تواجهنا وأكبر عقبة في سبل النهضة أننا لا نستطيع قراءة الواقع بصورة صحيحة.

    مرات كثيرة قد يكون الإنسان مخدوعاً يتوهم أن هذا هو الواقع أو يفترض افتراضات ليست حقيقة فميزة المنهجية المعرفية التي نتحدث عنها أنها تساعدنا مساعدة دقيقة في معرفة الواقع وقراءته ومعرفة الحقيقة وإذا عرفنا الحقيقة نستطيع أن نركب مشروع للنهضة وأن نفهم الفرق بين الكليات والجزئيات وبالتالي نستطيع صنع برامج ومشاريع ونستطيع أن ننشئ علوماً جديدة وفقاً لهذه المنظومة المعرفية وهذه واحدة من ثمرات المنظومة المعرفية التي نتحدث عنها.


    كيف يمكن أن تحدث نهضة علمية عبر مشروع التأصيل في ظل صور ثابتة مثل الصورة اللفظية الشكلية التي تهتم بترصيع الكتب ببعض آيات القرآن الكريم وصورة أخرى صورة اعتذارية خجولة في مقابل النظريات العلمية الحديثة الموجودة كيف يمكن أن نؤسس لمشروع للتأصيل لديه جدوى علمية في ظل مثل هذه الصور الراسخة في الأذهان؟
    المدخل في تقديرنا هو مفردات القرآن الكريم ومفاهيم القرآن الكريم, وليس مصطلحات المفكرين أو المتكلمين سواء كانوا في التراث الإسلامي أو الغربي, وليس الافتراضات الجاهزة أو الظنون، فالمفهوم هو البداية ونضرب مثالاً من الواقع العملي فإن الذين يعملون في مجال البناء يعرفون أن اللبنات أو الطوب لها قالب معين، فهذا القالب هو الذي يتحكم في شكل اللبنة ثم تشكل اللبنة في البناء أو الهندسة فالذي يتحكم في صناعة القالب في مجال المعمار يتحكم في الهندسة بصورة كبيرة.

    نفس الشيء في المجال الفكري الفكر أيضاً له قوالب فالذي يصنع القالب الفكري هو الذي يتحكم في حركة الفكر نحن نريد أن نبدأ من هذه النقطة نريد أننا نعيد تفكيك القوالب الجاهزة ولن نستطيع أن نعيد تفكيك القوالب الجاهزة هذه إلا بالرجوع إلى المفاهيم القرآنية لأن القرآن يزودنا بمفاهيم ما قبل مرحلة المصطلح إذا نستطيع أن نساءل وننتقد المصطلح ونخرج عليه أو نعدله بمفهوم جديد هذا المفهوم الجديد الذي يفتح لنا مكان لنظرية جديدة أو افتراض جديد وهو ما يقربنا للكون لأن المفهوم القرآني مؤشر إلى الكون ومؤشر إلى النفس وإلى المستقبل وإلى الماضي.

    نحن نبدأ بالمفهوم القرآني ونتبع هذه المؤشرات وهي التي تقودنا إلى الكون أو تقودنا إلى الخلفيات العلمية أو تقودنا إلى المآلات العلمية وقد نتبعها بنظريات أو تطبيق إلى غيره ولا نكتفي بالنظرية العلمية أو المقولات العلمية كما هي إنما نسائلها ونعيد ربطها بإحالاتها الأخلاقية وإحالاتها الفلسفية وكذا ولا نكتفي بالمقولات التراثية وإنما نحاكمها بالمفهوم القرآني ونعيد تركيبها بصورة جديدة.


    الآن نحن نبحث عن مشروع للنهضة والتأصيل متى تم حالة الانفصال بالمعرفة في التاريخ الإسلامي وكيف تم ولماذا؟
    الفصل في المعرفة يرجع إلى التاريخ الأوروبي بعد حدوث المشكلة بين المؤسسة الدينية والعلماء لأسباب معروفة لكن في بدايات الإسلام فكرة التوحيد كانت هي الغالبة فكرة أن الوحي والعقل والتجربة يتضافروا ويتحدوا في الوصول للحقيقة كانت هذه الصفة غالبة من صفات الحضارة الإسلامية لأنها حضارة توحيدية توحد بين أصول المعرفة.

    د. الجيلي: كيف يمكن أن تحدث نهضة علمية تأصيلية؟



    وبالعودة لسؤالك أصابنا الانفصال من جراء الاحتكاك بالثقافة الغربية سواء كان في أصولها الإغريقية أو في روافدها في مرحلة النهضة وما بعد النهضة لأنه حصل الفصل العلماني بين العلم والوحي أو بين الدين بصورة كاملة ثم بنيت العلوم الطبيعية ثم على إثرها العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية كلها بنيت على منظومة الفصل بين الدين والعلوم فصارت علوم علمانية شاملة.


    ونحن في فترة الاستعمار وما بعد الاستعمار انتقل إلينا النموذج الغربي في مجال التعليم وأصبح نموذجاً له جاذبيته وأصبح وله قوته في مقابل النموذج الإسلامي التقليدي الذي توقف العمل به منذ قرون طويلة ولذلك انجذب كثير من المتعلمين لهذا النموذج الآحادي وأهمل النموذج الإسلامي.


    تعبير الأسلمة نفسه قد يوحي بفرض نوع معين من النشاط المعرفي دون الآخر؟
    كلمة فرض كلمة قوية.. أنت في مجال العلم والمعرفة لا تفرض وإنما تستكشف وتبلور وتقترح وتقدم تفاسير, فإذا قدمت تفسير أو افتراض يفسر الظاهرة الاجتماعية أو الاقتصادية بصورة مجدية أو بصورة معقولة والمجتمع العلمي قبل ذلك, فهذا حسن وإذا قدمت افتراضاً أو تفسيراً لم يقبل إما أن التجربة كذبته أو رفضه المجتمع العلمي فسوف يكون مصيره الإهمال أو النسيان فليس هناك مجال لفرض نظرية فقط بالرداء الإسلامي أعني أنها ليست مثل الآراء السياسية تفرض فرضاً إنما هذا عمل علمي يكذب بالتجربة والنقد ويعضد أيضاً بالتجربة والنقد فإذا قبل يكون إضافة وإذا رفض يرفض مثله مثل كل الافتراضات البائدة.


    هل هناك حساسية في التعامل مع مصطلح أسلمة؟ يشير البعض أننا عندما نسمي بعض العلوم علوم إسلامية قد يعني ذلك أن العلوم الأخرى كافرة مثلاً؟
    هنالك حساسيات في هذا المسألة الغربيون مثلاً كل عنوان به مسألة إسلام مشكلة بالنسبة إليهم وكثير من العقلاء في البلاد الإسلامية يرون أنه إن كانت هناك مندوحة أن نتفادى مثل هذه المعارك اللفظية فينبغي أن لا نتطلبها. لكن إذا أنت أصلاً تنتمي إلى الإسلام وتبحث في أصول الإسلام والقرآن الكريم فإذا لم استخدم كلمة إسلامية سأستخدم كلمة قرآنية وإذا كانت كلمة إسلامية تثير حساسية بعض الناس فإن كلمة قرآنية ستثير فيها الرعب أيضاً.


    في تقديري يجب أن لا نستجيب بصورة مطلقة لمثل هذه الحساسيات لكن العبرة بالجدوى لا بالإسم, أي هل هناك جدوى علمية ومنهجية ؟ هل هناك شيء مفيد في تغيير واقعنا المتخلف الذي نعيش فيه؟ فإذا كانت هناك جدوى فلا مشاحة في الأسماء ولا المصطلحات وإن لم تكن هناك جدوى فليس من الحكمة أن نتدثر بالألفاظ والمصلطلحات أن يكون إدعاء كاذب أن ندعي أن لدينا نظرية إسلامية وفي الحقيقة أنه ليست هناك أي نظرية نأتي بغطاء الدين ونستر به وليس هذا هو المقصود، المقصود أن نقدم مجهود علمي حقيقي ليس أمراً سرياً إنما أمر إنساني ليس عمل حزبي ولا مذهبي إنما هو عمل معرفي مفتوح للمسلمين وغير المسلمين ليس هناك كهنوت ولا غموض ولا مصلحة خاصة في هذه الجوانب.


    إذا لم يكن هناك كهنوت ديني يتسلط على رقاب الباحثين, فما هو الذي دفع المسلمين إلي تقطيع المعرفة إلي جذر وعلوم متقطعة؟
    العلم طبعاً لا يأتي من فراغ.. العلم يأتي من علماء وفئات متعلمة والفئات المتعلمة تتكون تكوين علمي في محضن اجتماعي أو محضن سياسي فالعلم لا يكون منفصلاً من حركة الحياة الاجتماعية فعندما تنظر لتاريخ المسلمين السياسي والاجتماعي والاقتصادي تجد أنهم مروا بفترات جذر وتمدد وصراعات مذهبية في الداخل والخارج، هذه الصراعات السياسية والاجتماعية تؤثر علي المؤسسة التعليمية وعلي مناهج التعليم وتؤثر علي تكوين النخب المتعلمة.

    ففي مرحلة من المراحل تجد اهتماماً شديداً بالعقل والعقلانية كما ظهر في الفترة العباسية تحت قيادة المعتزلة. فترة أخرى تجد هيمنة شديدة للنص ورفض متطرف للمذهبية العقلانية بهذه الصورة فيأتي التقطيع مثل التقطيع السياسي الذي أصابنا بتقطيع ومذهبية في المعرفة، فبعض الناس أصبحوا ينظرون بارتياب إلى مسألة العقل والعقلانيين وبعضهم من الجانب الآخر ينظر بارتياب إلى النصوص والنصوصيين فتقطعت فئات المتعلمين والعلماء وتناحرت وبالتالي فقدوا الوحدة وأصبح كل أصحاب فن يتعصبون لفنهم وفقدنا الوحدة العلمية والمنهجية كما فقدنا الوحدة السياسية.


    البعض يشير إلى أن الموقف من الأسلمة يتأرجح إما بين الموقف التقليدي أو الموقف التغريبي الذي يشير للوقوع في أحضان الغرب تماماً أو الموقف النقدي التجديدي فما بين التقليد والتغريب والنقد أين يقع مشروع الأسلمة؟
    مشروع الأسلمة في تقديرنا هو مشروع التوحيد ليس التقليد وليس التغريب وليس ما بين بين.

    "
    مشروع الأسلمة في تقديرنا هو مشروع التوحيد ليس التقليد وليس التغريب وليس ما بين بين
    "
    هو مشروع توحيدي يوحد مصادر المعرفة ويجمع شعاب المعرفة في نسق علمي منطقي منهجي حتى تصل إلى أهدافها.

    وطبعاً عملية التوحيد هذه يرجى لها من الناحية العملية أن توحد بين النخبتين اللتين أشرت إليهما من العلماء والمفكرين.

    نحن نعتقد أن هناك نخبة خيرة لكنها انقطعت في دراسة التراث لغة وتاريخاً وأدبرت عن كل ما هو غربي أو علماني وكذلك من الناحية الأخرى هنالك نخبة أخرى تكونت علمياً في التراث الغربي العلماني وأصبحت تتخندق فيه وتدافع عنه وتضع أطروحاتها وافتراضاتها العلمية كلها في إطار النموذج الغربي العلماني.


    فالذي نريده في عملية الأسلمة والتأصيل أن نجمع بين هاتين النخبتين، نأخذ النخبة التي تعمل في الإطار العلماني ونقربها ونجذبها إلى المفاهيم القرآنية ونكشف لها أن هذا مصدر من مصادر المعرفة يغذي ما لديكم من معارف ويطورها ويقويها.


    ثم من الناحية الأخرى أن نأخذ النخبة التراثية هذه ونقربها ما أمكن من العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تكونت في الإطار العلماني لعلنا نقنعهم أن هذه العلوم رغم ما فيها من خلفيات علمانية إلا أنها مصدر من مصادر معرفة الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ومعرفة تحليل النصوص ما لا يمكن الاستغناء عنه أو إسقاطه تماماً.

    فإذا استطعنا أن نفعل هذا نستطيع أن نوحد بين فصيلين علميين مهمين في المجتمع ونكون قوينا فكرة توحيد المعرفة التي نتحدث عنها وليس هذا ببعيد.


    هل هو أمر سهل خصوصاً أن هناك صراع بين المعسكر التقليدي ومعسكر الحداثة والتطور؟
    بالنسبة لأصحاب النموذج الغربي والحداثي كنا نظن ونتوهم أن الالتقاء معهم صعب جداً نسبة للصورة السالبة عنهم لدينا, وهم أيضاً لديهم صورة سالبة عن كل ما هو ديني.

    لكن من تجربة علمي لدي بعض الاتصالات والنقاشات مع بعض هؤلاء فإذا شعروا أنك لست مجرد آيديلوجي تريد فرض أيديلوجية أو لست غوغائياً فقط تهتف بالشعارات لكنك علمي واستدلالي يمكن أن يستمعوا إليك لذلك كنت أشير إليهم أن كثير من المفاهيم التي يتحدثون عنها توجد لها أصول في القرآن الكريم مثلاً نظرية العقد الاجتماعي لجون لوك، فأنا أرجع إلى القرآن وأقول نظرية التعاقد هذه اكتشفت في التراث الإسلامي وبنيت عليها مقولات لقرون قبل جون لوك لماذا نصر أن هذا المفهوم

    حديث وماذا يضير الباحث في العلوم الاجتماعية أن يوسع مجال النظر وأن يوسع مصادر المعرفة وأن يضيف بعداً معرفياً جديداً هل هذا خصم على المعرفة أم إضافة لها؟
    إذن إذا قدمت قضية إسلامية المعرفة بهذا المجال فسوف تقرب المسافات بين النموذج الغربي والنموذج العلمي، نحن لا نريد أن نفتعل معركة في غير معترك ولكن نريد أن نبتدئ حواراً وحركة علمية حقيقية ونحاول أن نستكشف هذه المواقع في الجانب الآخر أيضاً النخبة التراثية لابد أن تعدل في موقفها لأننا لا نلبس التراث كما هو لأن التراث أنتج في فترات تاريخية معينة لظروف اجتماعية وسياسية معينة فهو يطرأ عليه ما يطرأ على كل فعل بشري، وبالتالي فلابد أن يوضع في محك النقد والتحليل بأصول النقد العلمي نفسه المنطلق من المفاهيم القرآنية وبالتالي نوسع رحاب المعرفة ليست فقط للمسلمين ولكن مجالها إنساني عام.


    هذه القضية قد تكون ميسورة وسهلة للذين لهم باع طويل فيما يتعلق بمجال البحث والمقاربات ولكن بالنسبة لباحث مسلم في بداية حياته العلمية يدرس التراث الغربي في كل العلوم وبالمقابل يعتقد في الدين الإسلامي وتربى التربية الإسلامية فيحدث فيه هذا الانفصام. كيف يعالج الباحث المسلم هذا التعارض الذي يمكن أن يواجهه؟
    في تقديري لو تعمق الباحث المسلم في التراث الغربي سوف ينجو، لكن المشكلة أن الناس لا يتعمقون في دراسة التراث الغربي فنحن أحياناً نأخذ شكليات الفكر الغربي.

    "
    الفكر الغربي لديه قابلية وقدرة على انتقاد نفسه لأن حركة النقد العلمي في الغرب حركة متقدة
    "
    لأن الفكر الغربي لديه قابلية وقدرة على انتقاد نفسه لأن حركة النقد العلمي في الغرب حركة متقدة فلم يظهر مذهب في الغرب إلا ظهر نقيضه.

    والغرب لم يصل المرحلة العلمية الحالية إلا عن طريق النقد لتراثه والتجاوز حتى في المجال العلمي المحض مثل نظريات الفيزياء نيوتن ومن سبقه ومن لحقه.

    لولا هذه النزعة النقدية الحقيقية لم تحصل قفزات في العلم وكذلك في مجال الاجتماعيات والإنسانيات فهنالك مدارس نقدية قوية هي التي ساعدت في هذا التطور.

    فإن الباحث المسلم إذا تعرض فعلاً لتراث الغرب بهذه الصورة وفهم مراميه وفهم مدارسه النقدية فإنه يعود مطمئناً إلى أن لدينا ما نساهم به مثلنا مثل الآخرين فليس كل ما في تراثنا سيئ وليس كل ما في تراث الغرب جيد وإنما في تراثهم السيئ والجيد وفي تراثنا أيضاً السيء والجيد فتتوحد المعارف الإنسانية بهذه الصورة.


    الدكتور إسماعيل راجي الفاروقي يرى أن مطلوبات الأسلمة والتأصيل تقتضي أن يكون الباحث فيها على دراية وعلم تام بالتراث وأن يكون على دراية بمنتوج الغرب الحديث ثم يكون على درجة من القدرة في المزاوجة بين الإثنين ثم الخروج بمآلات لها علاقة بالتجربة الإسلامية.. هل هذا متاح؟ هل في مقدور الباحث العادي أن يعتكف على معرفة جيدة في التراث ثم إلمام بالنظريات الحديثة في الغرب ثم في قدرة في المزاوجة بين الإثنين؟
    الباحث العادي الفرد لا يستطيع أن يفعل ذلك ولكن القضية ليست قضية باحث فرد مستند إلى حائط لكنها قضية أمة بأكملها. أمة لديها رغبة في النهضة وفي التقدم إذا وجدت هذه الرغبة وهذه الإرادة، وفي هذه الأمة يمكن أن يوجد هذا الباحث لأن الباحث يحتاج إلى سند وحاضنة اجتماعية وحاضنة ثقافية فكرية حتى يستطيع أن يقوم بعملية البحث.


    ولكن هذا فيما يتعلق بالباحث العادي لكن هناك باحثون غير عاديين يستطيعون أن يفعلوا الأفعايل في هذه العملية وهم كثر ولم تتوقف الأمة الإسلامية عن أمثال هؤلاء وكمثال خذ الفاروقي نفسه لم يكن مسنوداً بمؤسسة وخرج من مجتمع وكان فرداً واستطاع أن يخرج بمثل هذه الدعوة الكبيرة وأمثاله موجودون في باكستان وأندونيسيا وفي بقاع كثيرة من العالم لكن ينقصهم التناصر والتوحد وينقصهم التلاقي فنحتاج إلى تكوين شبكات أو منظومات أو مجموعات من الباحثين المسلمين وأظن أن واحدة من ثمرات مجهودات الفاروقي هو المعهد العالمي وكان مقصود به تجميع هذه الخلايا البحثية والذهاب بها إلي غاياتها.


    البعض يعتقد أن الاهتمام بتعريب العلوم جزء من قضايا التأصيل حتى إن بعض الجامعات اتجهت إلى التعريب كلية فهل قضايا التعريب بهذا الشكل تخدم فكرة التأصيل والأسلمة؟
    اللغة العربية لا شك رافد ومصدر أساسي لفهم الوحي لأن الوحي أنزل بلسان عربي فالذي ينقطع عن اللغة العربية ينقطع عن الوحي نسبياً. لا أقول إنه لا يستطيع أن يفهم الوحي إلا باللغة العربية لكن من تمكن في اللغة العربية يمهد الطريق لفهم المصدر الأساسي من مصادر المعرفة، فعملية التعريب ليست فقط عملية مهنية ولا ميكانيكية وإنما هي عملية معرفية وحضارية وتسهم في مثل هذا المشروع.


    ونحن في حديثنا عن إسلامية المعرفة والتأصيل نذهب لخطوة أبعد قليلاً نريد أن نقول إن القرآن الكريم نفسه له لغته الخاصة حتى الذين يحذقون اللغة العربية ليس بالضرورة أنهم يفهمون المفردة القرآنية. القرآن له قاموس خاص ومفردات خاصة لكن اللغة العربية تشير وتوصلنا إلى هذا.


    صحيح أن اللغة العربية مهمة لأنها توصلنا إلى هذا المنبع الهام وإذا عرفنا أسرار اللغة العربية نستطيع أن نكتشف مفاتيح القرآن الكريم وذلك يعيننا في إيجاد المنظومة المعرفية التي نتحدث عنها.


    لكن هناك حديث عن أن بعض العلوم التطبيقية والعلوم الحديثة بعض مصطلحاتها لا توجد لها مقابلات في اللغة العربية وإذا لجأنا إلى التعريب بهذا المعنى قد نقطع الطلاب أو الباحثين عن الثورة العالمية والتواصل والتقاء العلوم في نقاط مشتركة؟
    التعريب لا يقصد به قطع الدارس في اللغة العربية. التعريب هو حذق اللغة العربية بالإضافة لحذق لغات أجنبية أخرى.

    نحن لا نستطيع أن نستغني عن اللغات الأوروبية وغيرها من لغات العلم ولا ننكر أن لغة العلم الآن أصبحت هي ليست اللغة العربية ولكن نريد أن نقوي اللغة العربية إلى جانب اكتساب اللغات الأجنبية بقوة تكون مساوية لمعرفتنا باللغة العربية. لكن للأسف انقطعت الوسائل في مسألة التعريب فضعفت اللغة العربية وضعفت اللغات الأجنبية فلا أحسنت اللغة العربية ولم تحسن اللغات الأجنبية.

    هناك دول كثيرة الآن تدرس أكثر من ثلاث لغات إذا ذهبت مثلاً إلى اليابان يطالبونك بدراسة لغتين أجنبيتين بالإضافة إلى لغتك الأم فأصبحت فكرة الانقطاع إلى لغة واحدة غير مقبولة. فأنا لا أعتقد أن فكرة التعريب يقصد بها الانقطاع عن اللغات الأخرى ولا ينبغي أن يكون هذا طبعاً إذا تحدثنا فقط عن الجانب المهني أما إذا تحدثنا عن الأعماق الحضارية والمعرفية الأخرى فألزم ما يلزمنا أن نلم بلغات العالم الأخرى إذا أمكن ذلك وليس ذلك بالمستحيل.


    لك جهود في مشروع النهضة. وآخرون لهم إسهاماتهم في هذا المشروع هنالك حديث عن أن هذه المساهمات مساهمات فردية في أغلبية وهي لا تعدو أن تكون غيرة على الدين لأنه يعوزها المنهج الواضح الملامح, المتكامل الذي يمكن أن يقدم كنظرية متكاملة في مقابل النظريات الغربية التي تحكمها معايير علمية ومنهجية صارمة؟
    نحن نفرق بين المنهج وبين النظرية. فالمنهج هو الخطوات العلمية الدقيقة التي تتبع للإيصال إلي جزء أو جانب من الحقيقة ولا ندعي أن المنهج الآن جاهز ولكنا نضع المعالم ونشير إلى الثمرات التي يمكن أن ترتب عليه ونحاول أن نجذب الباحثين ونقنعهم أن يشتركوا معنا في إنتاج واستكشاف هذا المنهج.

    أ.د التيجاني: لابد أن نفرق بين المنهج وبين النظرية


    استخدام المنهج هو الذي يقود إلى نقد التراث العلمي القديم ويقود إلى إثبات بعض الجوانب الضعيفة فيه وربما إلى بناء منظومة معرفية جديدة أو نظرية علمية جديدة وطبعاً هذه نواتج تحتاج إلى عمل ومجهود.

    نعم هي مجهودات فردية في كثير من الأحيان لكنها ليست شعارات ولكنه عمل علمي قد يكون متواضعاً بعض الشيء لكنه عمل علمي يعرف ماذا يفعل.


    في ظل المجهودات الفردية ظهرت تجربة المعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن كيف تنظر إلى هذه التجربة في ظل تجربة للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة الأميركية وسط الفكر الغربي ما هي مساهمات هذه التجربة وكيف تنظر لها؟
    التجربة جيدة في عمومها مثلها مثل كل التجارب البشرية ومما يحمد لها أنها استطاعت أن تستمر إلى فترة طويلة رغم كل الظروف المناوئة والظروف المضادة لها, نحن كثير من المشاريع عندنا في العالم الإسلامي لا يتجاوز عمرها سبع أو تسع سنوات فهي استطاعت بمناورات أن تصمد إلى فترة طويلة، ثانية هي حافظت على المشروع الذي بدأته في جوانبه المختلفة وحاولت بقدر الإمكان تقديم مساهمات علمية عملية.

    وانحصر تقريباً عملها في الفترة الأخيرة في مسألة نشر الكتب العلمية والبحوث وإقامة المؤتمرات أي تحولت من مرحلة التبشير والدعاية للفكرة إلى مرحلة الإنجاز العملي وحاولت أنها تكون وتشكل مجموعات وفرق بحثية في أماكن مختلفة من العالم وترعى مثل هذا النشاط الذي هو الحاضنة التي نتحدث عنها.

    حاولت أن تقوم بدور الحاضنة لتفريخ هذه المجهودات وتجميعها بقدر الإمكان فأصبحت هناك شبكة من العناصر الفعالة في المجالات العلمية المختلفة في كثير من الجامعات إذا ذهبت إلى آسيا أو أوروبا أو الولايات المتحدة تجد أنه فعلاً هناك عناصر مجتهدة ونشيطة تقوم ببعض المجهودات في العمل بتنسيق مع شبكة المعهد العالمي الإسلامي فأنا أعتقد أنها حققت نجاحاً مقدراً في هذا الأمر.


    اغتيال الدكتور إسماعيل الفاروقي هل كان وراءه خطورة هذه التجربة في نقل الفكر الإسلامي في معقل الفكر الغربي؟
    أنا لست متأكداً من حيثيات مقتل الشهيد الفاروقي لكن الذي ينظر في كتاباته وينظرفي الديناميكية والحيوية التي أعطاها لهذا المشروع وينظر في رؤيته الاستراتيجية التي صاحبت هذا المشروع لا يستبعد أن يكون قتل بسببه وهو شخص كرس حياته تماماً لهذا المشروع. والفاروقي كان فعالاً فهو لم يكن فقط مفكراً وإنما مفكر يصل الفكر بالعمل وكان منظماً وكان منظراً وقد أصيب مشروع الأسلمة في مقتل بمقتل الفاروقي رحمه الله ونسأل الله أن يجعل أعماله في ميزان حسناته.


    للمقاربة فقط نحن الآن نتحدث عن أسلمة وتأصيل تستند على الوعي والكون ولكن هل منجزات الغرب التي تمت الآن وفقاً لهذه النهضة العلمية والمعرفية استندت على مشروع له علاقة بالدين؟
    ليس شرطاً للإنسان حتى يكتشف الكون أن يستند على الدين, ومن رحمة ربنا سبحانه وتعالى أن أتاح للناس الفرصة أن يعيشوا ويشعروا بشيء من السعادة على ما فيهم من كفر.

    "
    الاستناد على الدين ليس شرطاً للإنسان حتى يكتشف الكون, ومن رحمة ربنا سبحانه وتعالى أن أتاح للناس الفرصة أن يعيشوا ويشعروا بشيء من السعادة على ما فيهم من كفر
    "
    ولكن لنتحدث بصورة موضوعية، الغربيون نفسهم رغم الكشوفات التي توصلوا إليها بمنهجهم هذا بدأوا يلاحظوا أن المنهج معاب وأن هنالك خلل في المنهج وهناك نقص في مصادر المعرفة.

    وفي بعض المناهج الغربية نفسها وصلت لمرحلة العقم أي توقفت فحاولوا تطعيم المنهج بالنظر إلى حقول معرفية أخرى مثلاً الباحث في علم الاجتماع يكتشف أن علم الاجتماع نضب ليس هناك قضايا أخرى فيحاول أن يطعمه بالنظر في علم الآثار أو الفيزياء أي يقوم بعملية استلاف بالبحث عن مفاهيم جديدة حتى يطور منظومة علمية جديدة.

    فنحن نقول له إذاً لماذا لا تجرب في مصدر آخر، لم تجربه في مصدر منظومة أخرى من المفاهيم الذي هو الوحي فقد يكون هذا هو العنصر المفقود في المنظومة، فإذا اعتراضنا على الغرب ليس أنه لا يمكن أن يصل لاكتشافات لكن اعتراضنا أن الإحالات الفلسفية والأخلاقية والغيبية مفقودة في هذا المنهج، فلو أضيفت لاكتملت المنظومة بصورة أحسن ونتوصل لاكتشافات أعمق مما توصل إليه فهذا رفد وليس رفض.


    تجربة الأسلمة والتأصيل في السودان وأنت كنت مديراً لإدارة التأصيل المعرفي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهناك كانت مستشارية التأصيل في رئاسة الجمهورية، فكيف تنظر لتجربة الأسلمة والتأصيل في السودان فهل المشروع توقف بعد أن توقفت إدارة التأصيل في وزارة التعليم العالي والمستشارية؟
    لا أدري فأنا كنت في إدارة التأصيل وكانت الإدارة صغيرة وفترتي كانت قصيرة والعمليات التي بدأنا بها كانت عمليات افتتاحية وتبشيرية بالمشروع، ثم من بعد ذلك خرجت عن إدارة التأصيل وخرجت عن السودان وانقطعت عن كل المجهودات التي كانت فلا أدري ماذا فعلت من بعدي إدارة التأصيل بكل أسف ولا يوجد اتصال بينا وبينهم طيلة الفترة الماضية فلا علم لي بهذه المجالات.


    من خلال متابعتك لما يكتب عن الأسلمة والتأصيل في عدد من الدوريات والبحوث هل تشعر أن هنالك تقارب إلى حد ما لبروز هذا المشروع بشكل واقعي على الأرض كتجربة ماثلة يمكن الاستفادة منها قريباً في ظل عقم بعض العلوم الغربية من أن تخلق حالة من الانتفاح الجديد فيما يتعلق باكتشافات أخرى أو مناهج جديدة لطرح المعرفة بأوجه أخرى؟
    لو أجبت بنعم لما كنت صادقاً معك أنا لا أستطيع أن أقول إنه فعلاً توفرت أدبيات علمية كافية نتيجة لهذا العمل فأنا لست راضياً ولكن هذا لا يمنع من القول إن هناك بعض المجهودات رائدة في بعض مجالات هذا العمل يمكن أن يبنى عليها ويمكن أن تطور


    الحركة الإسلامية السودانية وتجربة الإنقاذ الاثنين, 25 يونيو 2012 12:34 التحديث الأخير ( الخميس, 28 يونيو 2012 13:51 ) .
    أ.د التيجاني عبد القادر: المشروع الإسلامي السوداني يحتاج إلى إعادة صياغة
    أجرت قناة "الشروق" الفضائية وضمن برنامجها الأسبوعي "مقاربات"، سلسلة لقاءات فكرية مع أ.د التيجاني عبدالقادر حامد، أستاذ الفكر السياسي الإسلامي بجامعة زايد بالإمارات، حول الأسلمة والتأصيل، والخطاب السياسي للحركات الإسلامية، وتجربة الحركة الإسلامية السودانية.

    ويبتدر د. الجيلي علي البشير منتج ومقدّم البرنامج تقدمته للحلقة الرابعة قائلاً:
    "أُتيح للحركة الإسلامية السودانية فرصة لم تُتح لغيرها من الحركات الإسلامية، فقد وصلت إلى سدة الحكم عبر حكومة الإنقاذ الوطني في يونيو 1989م... فهل نجحت الحركة الإسلامية بعدما وصلت إلى السلطان في تمثيل أيديولوجية الإسلام في السياسة والإدارة والاجتماع والاقتصاد؟


    وهل استطاعت الحركة الإسلامية أن تُنزل شعاراتها الفكرية إلى برنامج عمل يومي، وهل قدمت فرصاً متساوية لمنطق العدل والمواطنة في الخدمات بعيداً عن أمراض خصومها؟


    في هذا الجزء من مراجعة مشروع الحركة الإسلامية السودانية، نقف مع البروفيسور التيجاني عبدالقادر حامد على التطبيق والممارسة من خلال مشروع حكومة الإنقاذ الوطني".


    هل كانت الحركة الإسلامية السودانية مهيأة لتجربة الحكم؟
    كانت مهيأة نسبياً ولم تكن مهيأة بصورة كاملة، وأعتقد أن جزءاً من برنامجها على المستوى النظري لم يكتمل ولم ينضج، وجزءاً من الأطر البشرية والفنية لم تكن مكتملة بصورة كاملة.

    ولكن هكذا تكون الأوضاع السياسية عموماً لا تتاح دائماً الفرصة لأي فريق أن يكتمل في أدواته ويكتمل في كل أطره ثم يستولي على السلطة.


    المبررات التي ساقتها الحركة الإسلامية للقفز على السلطة عبر انقلاب هل يمكن أن تصمد بعد أن جرت مياه كثيرة تحت الجسر؟
    لنكون دقيقين، هذه المبررات ساقتها قيادة الحركة الإسلامية التي كانت تشرف على هذه العمليات.

    لأن قواعد الحركة الإسلامية لم يكن لها رأي في هذه المسألة وطبعاً بعض المبررات سقط الآن بدليل أن الذين كانوا يشرفون على العملية نفسها اعترفوا أن القرار نفسه كان خاطئاً وتابوا واستغفروا عن ذلك، فما أظن أن هناك دلالةً أبلغ من هذا.


    ولكن بالنسبة للدارسين يستطيعون أن يتأملوا الظروف والخلفيات التي قامت فيها حركة الإنقاذ من ظروف داخلية وسياسية وعسكرية من الممكن أن يقال إن القيادة كانت في ظرف قدرت فيه تقدير سياسي معين.

    ورجحت أن هذا هو الخيار الأنسب للسودان أو الخيار الأنسب للحركة الإسلامية واُتخذ القرار وفقاً لهذه المعطيات؛ طبعاً التجربة قد تكذب أو تصدق هذه الافتراضات.


    في كتباتك أشرت إلى أن هناك تصورين مختلفين لمشروع الإنقاذ، لم يتم التعبير عنهما بصورة واضحة ولم تتح الفرصة للنقاش حولهما بصورة مستفيضة... نقف على هذين التصورين؟
    أنا أظن -والله أعلم بالصواب- أن الأمين العام ومجموعة قليلة معه في القيادة كان عندهم تصور للانقلاب ولديهم تصور لما بعده.

    العيب في الرؤية وليس الخطاب فحسب


    لكن الجانب الآخر في المعادلة خاصة العناصر العسكرية التي شاركت في التنفيذ لم تكن لها تصورات مكتملة للعملية وما بعد العملية، لكن اكتملت تصوراتها وبدأت تتحسس وتكتشف مآلات هذا الحدث فيما بعد، وذلك هو الذي أدى إلى التوتر بين الفريقين.


    الإنقاذ بدأت بخطاب مصادم مع القوى الأجنبية ومع القوى الداخلية والمعارضة داخل السودان، هذه المصادمة تنمُّ عن قلة خبرة بالعمل السياسي ومتغيِّرات السياسة العالمية أم أنه كان ضرورياً لإشعار الآخرين أن هذه الدولة لديها خطاب محدد تطرحه بهذه الصورة؟
    الخطاب متصل بالرؤية وبالفكرة الأساسية، فإذا كان هناك عيب في الخطاب يمكن أن يرجع لعيب في الرؤية الابتدائية أصلاً، وأنا أظن أن الأمر كذلك.

    "
    الحدة في خطاب الإنقاذ أول الأمر، سببه حدوث خلط شديد جداً بين العدو الاستراتيجي في تصنيف الإنقاذ للقوى السياسية والأعداء الثانويين
    "
    الرؤية نفسها بها خلل، بمعنى أن الرؤية مهمتها أن تساعدنا في تحديد التناقضات الأساسية في المجتمع وتحديد الخصم الأساسي أو الخصم الثانوي حتى يستطيع السياسي أو التنفيذي أن يوجه خطاباً لكل فئة بالصورة التي تناسبها.

    وأنا أعتقد أن واحدة من أسباب هذه الحدة في خطاب الإنقاذ أول الأمر، أنه حصل خلط شديد جداً بين العدو الاستراتيجي في تصنيف الإنقاذ للقوى السياسية والأعداء الثانويين.

    العدو الاستراتيجي والنقيض الأساسي كان هو الحركة الشعبية المتمردة التي كانت تستولي على أجزاء من البلاد، فوضعها في هذه الحالة وضع منطقي وطبيعي.

    لكن الفئات السياسية الأخرى ما كان ينبغي أن توضع في خانة العدو الاستراتيجي مثلها مثل الحركة الشعبية، وما كان ينبغي أن يوجه لها خطاب، هي خصم ولكن خصم ثانوي والخصومات الثانوية يمكن أن تسوى بخطاب أقل حدة.


    وأنا افتكر، أن حدة الخطاب وقطعيته نتجت عن هذا الخلط، بمعنى أنه اعتبر الخصم الثانوي والعدو الاستراتيجي كلهم في سلة واحدة ووجه عليهم مدفعية واحدة، طبعاً هذه ترتبت عليها خسائر كبيرة.


    هذا ما يتعلَّق بالخطاب الداخلي... ماذا عن الخطاب الخارجي؟
    الحدة في الخطاب الخارجي أيضاً نتيجة لنفس الرؤية لأنها اعتبرت الخارج في خانة واحدة وكله يصب في صالح العدو الاستراتيجي بالتالي ألحق بالعدو الاستراتيجي فلم يميِّز بين قوى كان يمكن أن تكون أقل عدائية لو حيِّدت.

    فالنظر للعالم بهذه الصورة لا ينمُّ عن رؤية فكرية ناضجة وإنما يدل على تعجُّل سياسي، وهذا التعجُّل هو الذي يقود إلى التعثرات في تقييم الآخرين والحكم عليهم وإطلاق الشعارات بصورة حادة.

    وطبعاً هذا سرعان ما ينقلب إلى ضد لأنه بعد قليل تجبرك السياسة أن تتعامل وتعيد التصنيف للثانوي وتدخل في تناقضات سياسية لا أول لها ولا آخر.


    الإجراءات التي أُتخذت في بداية الإنقاذ وسميت بإجراءات التمكين مثل الإحالة للصالح العام والتضييق على الخصوم وإقصاء الآخرين يبدو أنها لم تثر جدلاً أخلاقياً داخل أجهزة الحركة الإسلامية لأنه لم تظهر في ذلك الوقت اعتراضات بارزة عليها من قبل المكاتب المختلفة ومن قبل الأعضاء النافذين؟
    كثير من هذه الممارسات لم تكن معروفة لعضوية الحركة الإسلامية وكثير من هذه الممارسات كانت تقوم بها أجهزة أمنية خاصة لا يستطيع المرء أن يطلع على أنشطتها لكن لا يخفى على أحد أن أول ما تكشفت هذه أثارت كثيراً من التساؤلات وكثيراً من الاعتراضات على مستويات متعددة.

    لكن الظرف أيضاً كان ظرف تعبئة عامة فكثير من الناس ما كان يأبه لمثل هذه الأمور إذا نسبها للهدف العام، وهذا كان خطأ لا شك فيه.

    كان ينبغي أن تكون هناك وقفة أشد قوةً في مثل هذه المخالفات، وفي وقتها لأنه لو وقفت عضوية الحركة وعناصرها المتنفذة والعالمة بهذه الأمور وقفة قوية لسدت الباب منذ البداية.


    انفتاح السودان في ذلك الوقت عبر مشروع الإنقاذ على الحركات الإسلامية الأخرى وايواؤه لعدد كبير من الإسلاميين وتأسيس المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي داخل السودان، كل هذه خطوات البعض كان تقرأها في اتجاه الحركة نحو بسط مشروع إسلامي عالمي، ثم بعد ذلك تم التراجع عن جملة هذه الإجراءات... فهل التراجع كان ثمرة قراءة متأنية لأخطاء سياسية تمت في ذلك الوقت؟
    الانفتاح متفق عليه أن الحركة الإسلامية السودانية قبل الدولة وبعد الدولة كانت تحاول أن تنفتح ما أمكن على الحركة الإسلامية والحركات التحررية حتى في العالم العربي والمحيط الأفريقي باعتبار أن هذا حزام طبيعي تستطيع أن تتناصر وتتقوى به.

    الحركة الإسلامية، لماذا كان الانفتاح ثم التراتجع؟


    لكن التنفيذ لهذه الأمور والتوقيت أيضاً ربما لم يكن موفقاً بالصورة المناسبة.

    ولا تنس أيضاً أن الأجواء الدولية المعادية للسودان عموماً وللحركة الإسلامية ما كانت تسمح بمثل هذا النوع من التلاقي.

    إضافة إلى ذلك في داخل الحركة الإسلامية كان هناك تنافر أيضاً بين الداعين للانفتاح على الحركات التحررية والتناصر بها وبين فريق آخر كان لا يرى أن هناك داعياً وأن المسألة ضررها أكثر من نفعها وتجلب من الغضب الإقليمي والدولي أكثر مما تقوي الحركة، فكان هناك تنافر واختلاف في هذه المسألة أدى إلى إحباط الفكرة.


    جوبهت الإنقاذ في بداياتها بكم كثير من الأزمات؛ حصار اقتصادي، حرب أهلية، تضييق عالمي إلى حدٍّ ما، استطاعات الإنقاذ تجاوز هذه الأزمات... هل هذا دلالة على أنها كانت تنطوي على مشروع سياسي محدد تجاوزت به الأزمات أم أنها هي البركة كما يقول البعض؟
    الفكرة الأساسية من الاستيلاء على الدولة كانت هي أن تتاح لك فرصة لتتصل بالشعب وتحرك في الشعب قوة حقيقية تفسح لها المجال وتتناصر بها.

    فكانت الفكرة أن لا نتكئ -مثلاً- في الدفاع فقط بالدفاع النظامي أو القوة العسكرية النظامية، إنما يوسع مفهوم الدفاع ليتاح للشعب الفرصة للدفاع عن أرضه وكذلك في الاقتصاد والثقافة.

    الفكرة هي أن الدولة تكون أداة لتقوية المجتمع الهدف كان هو خلق وإيجاد أطر اجتماعية قوية وفاعلة تستند عليها الدولة، لأن الدولة أصلاً في السودان بطبيعتها ضعيفة لأسباب موضوعية.

    لذلك كان الهدف أن نعوِّض ضعف الدولة بتقوية المجتمع ليكون سنداً إذا أتت هجمة خارجية أو ضائقة اقتصادية.

    فإذا كان لديك قاعدة اجتماعية قوية يمكنك أن تمتص ذلك، وأظن أن الإنقاذ في سنواتها الأولى نجحت في تحريك قطاعات كبيرة من الشعب وتجد تأييداً في قطاعات كبيرة وكان الأمل كبيراً في الإنقاذ أنها تستطيع تعبر بالسودان من حالة التخلف والفقر إلى حالة أخرى.

    طبعاً هناك عوامل كثيرة لم تدع هذا المشروع أن يستمر.


    في البدايات التعبئة الجهادية والدفع بالشباب والطلاب وقيادات الحركة إلى مناطق العمليات، في ذلك الوقت أدخلت ثقافة جديدة وسط كوادر الحركة الإسلامية... كيف تنظر إلى ثقافة التجييش هذه داخل مؤسسات الحركة وهل كانت لصالح الحركة أم ولَّدت إشكاليات أخرى؟
    في تقديري أن مسألة الدفاع الشعبي وما يتصل به المفهوم الأساسي لم يكن فقط الناحية العسكرية.

    "
    الظروف الضاغطة على السودان حولت فكرة الدفاع الشعبي إلى دفاع عسكري، وهذه مشكلة ولدت مشكلات كثيرة داخل التنظيم
    "
    كان المقصود هو أن يشارك الشباب في مجهودات الدفاع بإمكانات ثقافية وإمكانات معرفية يعطي الدفاع الشعبي الوطني أبعاداً حضارية وثقافية كاملة.

    لكن -وبكل أسف- وللظروف الضاغطة على السودان تحولت فكرة الدفاع الشعبي إلى دفاع عسكري، وهذه مشكلة ولدت مشكلات كثيرة داخل التنظيم.

    فأصبح عناصر كثيرة في التنظيم فيها النزعة لحسم الأمور عن طريق القوة وعن طريق الفعل النظامي المباشر إلى آخره وقلت مساحات الحوار والتسامح مع الآخرين فتمت عسكرة التنظيم في تقديري بطريقة غير مقصودة لأنه كان المقصود توسعة الإطار العسكري ورفده بعناصر متعلمة وثقافية.

    ولكن ما حدث عكس ذلك، طبعاً هذا لا يعني أنه لم تتحقق نجاحات لكن عسكرة التنظيم هذه ظاهرة التنظيم تحول إلى عبارات التنوير وعبارات الضبط والربط ومثلها هذا ما كان ينبغي ولا أعتقد أن هناك فائدة منه.


    تعامل الإنقاذ الخارجي في ذلك الوقت، في بدايات الإنقاذ، ولَّد مشكلات مع عدد كبير من دول الجوار، فأصبحت هناك خصومة واضحة مع دول كانت في الأصل علاقات السودان معها جيدة... فهل هذا نتاج سياسة خارجية غير راشدة أم أنها نوع من الاستعداء على الإنقاذ لأنها تطرح مشروعاً إسلامياً واضح المعالم؟
    هناك حقائق في السياسة الدولية منها أن هناك قوىً عالميةً كبرى علمياً وتكنولوجيا واقتصادياً، ولها هيمنة خاصة بعد سقوط المعسكر الشرقي، وأن هذه الدول الكبرى المهيمنة لها تحالفات إقليمية من خلالها تمرر هذه الهيمنة.

    فأي مشروع معاكس لمشروع الهيمنة الغربية بهذه الصورة سيجد نفسه في مأزق.

    فالسودان في البداية حتى ولو لم يطرح نفسه كمشروع معاكس إلا أنه قرئ بهذه الصورة وعلم من اتجاهاته الأولى أنه اتجاه معاكس، لذلك وجهت عليه كثير من المضايقات الدولية والإقليمية وكان هناك تخوف خاصة من الشعارات التي بدأ بها شعار الأسلمة والعسكرة وشعار التوسع الإقليمي وتصدير الثورة.

    فهذه كلها شعارات كانت ضارة بالمشروع وألَّبت قوى أكثر من قدرة السودان وأكثر من قدرة الحركة الإسلامية.


    هل كان بالإمكان لحكومة الإنقاذ في بداية طرحها أن تخفي وجهها، هل كان يمكن أن تكون هذه الشعارات في السر؟
    أنا أعتقد أن المشكلة الأساسية ليست فقط في الشعارات أو في العداء الخارجي. مشكلة الإنقاذ الحقيقية أنها لم تستطع أن تستوعب الداخل نفسه وتتصالح مع الداخل السوداني بصورة سريعة وفعالة.

    فخصوم الداخل الذين حولتهم الحركة إلى خصوم استراتيجيين هم الذين صاروا المعول الذي تستخدمه القوى الخارجية لضرب الإنقاذ.

    فقوى الخارج لم تفعل شيئاً أكثر من أنها قدمت بعض التسهيلات وبعض الدعومات للقوى السياسية الداخلية التي خرجت من داخل السودان وجيّشت في الشرق وفي الغرب.

    أنا افتكر أن هذه هي النقطة التي ينبغي أن يُسلط عليها الضوء.

    المشكلة هي مشكلة داخلية، مشكلة السلم الداخلي ومشكلة المشاركة السياسية الداخلية والانفتاح على القوى السياسية الداخلية والتعامل معها بصدق ومحاولة جذبها للمشروع.

    فإذا أنت فشلت في التعاون مع القوى الداخلية الوطنية التي يمكن أن تصنف أيضاً قوى إسلامية أيضاً إلى حدٍّ ما، فإذا فشلت في التعامل معها وحوَّلتها لأعداء أساسيين فلماذا تلوم الآخرين.

    "
    الإنقاذ بمثل ما طوت صفحة الأحزاب السياسية طوت صفحة الحركة الإسلامية نفسها التي صعدت بها للحكم
    "

    لم تبادر الإنقاذ أم أن خصوم الداخل أحجموا على المشاركة ورفضوا مبادرات الإنقاذ للتصالح؟
    ينبغي أن نفرِّق بين قيادات الأحزاب وبين جماهير هذه الأحزاب، طبعاً طبيعي أن قيادات الأحزاب إذا أنت أزحتها من الحكم لن يعودوا إليك صاغرين.

    ولكن هناك برامج اجتماعية كثيرة وبرامج ثقافية يمكن أن تستوعب فيها قواعد هذه الأحزاب وتفتح لها المنابر وتكون هي القاعدة العريضة التي تستند عليها الإنقاذ وكسب هذه القواعد أسهل كثيراً من كسب القيادات المحترفة التي كانت على رأسها، وهذا لم يتم بالصورة المطلوبة.

    بالتالي السبب ليس أنها أحجمت لكن في تقديري أن الإنقاذ بمثل ما طوت صفحة الأحزاب السياسية طوت صفحة الحركة الإسلامية نفسها التي صعدت بها للحكم.

    فصار التفاهم مع القواعد الحزبية عن طريق الأجهزة الأمنية والنظامية وليس عن طريق الوسائل السياسية لأنها جمدت الحركة الإسلامية بصورة كاملة وأبطلت فعالياتها وأصبحت الدولة وأجهزتها هي التي تقوم بالعملية السياسية.

    وهذا فشل كبير جداً لا شك في ذلك ولم تترتب عليه النتائج الإيجابية المطلوبة.


    هل كانت القبضة الأمنية مبررة وهل كان مطلوباً هيمنة القيادات الأمنية على مفاصل الدولة في بدايات الإنقاذ هل كان مطلوباً من أجل التمكين والدولة؟
    إذا تكلمنا بوضوح وصراحة أكثر، الإنقاذ كانت إنقلاباً مزدوجاً، إنقلاباً خارجياً على الأحزاب والنظم السياسية والإطاحة بها بصورة كاملة، وإنقلابا داخليا على الحركة الإسلامية نفسها.

    الإنقاذ لم تتصالح مع الداخل السوداني


    فلما أزيحت الحركة الإسلامية أصبح هناك فراغ فمن يسد هذا الفراغ فجيء بالأجهزة الأمنية، ووضع تحت يدها الملف السياسي والملف العسكري والملف الاقتصادي وأصبحت كل الملفات العامة هي ملفات أمنية وانعدمت السياسة لأن السياسة نفسها تحولت لملف أمني.

    السياسيون نفسهم تحولوا إلى أمنيين والاقتصاديين تحولوا إلى أمنيين وفي تقديري هذه أكبر عملية انحراف تحدث في الممارسة في داخل نظام الإنقاذ أن الحركة الإسلامية جمدت وأزيحت وأن المشروع كله تحول إلى مشروع عسكري أمني بمبررات كثيرة بمبررات الضغوط الدولية والتآمر الحزبي ومبررات لا نهاية لها.

    ولكن في تقديري كلها مبررات قائمة على افتراضات وقراءات ممعنة في الخطأ وترتب عليها تطورات أخرى كانت نتيجتها فادحة على الحركة الإسلامية.

    الزكام السياسي، كما أسميته في تجربة الحركة الإسلامية في الحكم، هل بدأ عندما بدد د. الترابي رصيده من التنظيم الحركي في مقابل البشير الذي يمتلك الشوكة العسكرية والذي احتفظ برصيده كاملاً؟
    نعم، أنا أفتكر أن واحدة من النقاط التي لم يتحسب لها د. الترابي، وهو رجل دقيق الحسابات، هي مسألة حل التنظيم والاستغناء عن الحركة الإسلامية والاكتفاء بثقته في المجموعة العسكرية التي قادت معه الإنقلاب، وهو كان يظن أنه يستطيع أن يدحرجها خارج السلطة بصورة سهلة ويستكمل المشروع.

    ولكن كان هذا تقديراً خاطئاً لأن الطرف الآخر كانت له أجندة وتصورات واستطاع أن يسحب بعض عناصر القوة من د. الترابي ويضعف قدراته وإمكاناته، ويوجد له قاعدة بديلة على المستوى القيادي وعلى مستويات وسطى ويستغني عن الترابي وعن الحركة الإسلامية.

    "
    الدولة أصبحت مرجعية نفسها، ليس هناك خطة استراتيجية ولا رؤية ولا أيديولوجية واضحة تسير عليها الدولة، فأصبحت الدولة تتحرك بردود الفعل وهذا قاد إلى ما قاد إليه من مشاكل
    "

    هل كان حل المجلس العسكري للإنقاذ وإحلال القيادة التنظيمية تدريجياً مكانه، صحيحاً؟
    حسب الوثائق التي اطلعت عليها، صحيح هناك من الوثائق التي نشرت فيما بعد تشير إلى أنه كان هناك عهد واتفاق أن ينحل بعد فترة زمنية محددة المجلس العسكري وتتولى قيادة الحركة الإسلامية الإدارة بصورة كاملة.

    لكن ما حدث أظن أنه اختلاف أيضاً في داخل القيادة في مجموعات كانت موالية لـ د. الترابي تحولت للجانب الآخر بالتالي د. الترابي فقد الأغلبية داخل القيادة.

    وتم تثبيت القيادة العسكرية واستؤنف البرنامج بصورة على غير ما كان عليه الاتفاق ودخلنا في مرحلة جديدة ليست هي المرحلة الأولى التي على أساسها أنبرم الأمر وقام الانقلاب بالتالي بدأ الصراع من هذه النقطة.

    وطبعاً ترتب على الصراع ما هو أسوأ منه لأن الإنقاذ تشكلت تدريجياً في أعقاب هذا الصراع، فتحولت من طبيعتها الأولى إلى شكل آخر.

    القبضة الأمنية والقبضة السياسية ترتبت على هذا الصراع، طبعاً المرجعية التي كان يمثلها الأمين العام انزاحت وقلت فأصبحت حركة الدولة منفكة تماماً من المرجعية وأصبحت كأنما الدولة هي مرجعية نفسها ليس هناك خطة استراتيجية ولا رؤية ولا أيديولوجية واضحة تسير عليها الدولة.

    فأصبحت الدولة تتحرك بردود الفعل وهذا قاد إلى ما قاد إليه من مشاكل.


    هناك عوامل قد تكون ساعدت في زيادة حدِّة الصراع أو في الدفع بمعسكر معين إلى مراكز القوى، واحدة من هذه العوامل حادثة محاولة اغتيال د. الترابي في كندا، في العام ألف وتسعمائة اثنان وتسعين... إلى أي حدٍّ أثرت هذه الحادثة على المشهد وإلى بروز تيار أمني معيَّن يحرِّك الأمور ويسعى إلى إزاحة الأمين العام؟
    طبعاً، محاولة إزاحة د. الترابي بدأت قبل زيارته إلى كندا وتصريحاته بأنه لا يخفي دوره في حركة الإنقاذ وأنه هو المحرك الفعلي للعمل السياسي والدبلوماسي وأن هذه القيادات هي واجهات تحرك من الداخل، وهذه كان الترابي لا يخفيها وأي مراقب للوضع كان يراها.


    هل كان الوضع كذلك؟
    نعم، كان الوضع هكذا، كان الترابي فعلاً يحرِّك الملفات بصورة كاملة لكن بالتشاور في بعض الأحيان وبالاتفاق.

    فهي ترتيب لأدوار العسكريين الذين كانوا يقومون بدور الوزراء الذين جيء بهم في تلك الفترة، كانت لهم أدوار، لكن الرؤية الكاملة والبرنامج الأساسي كان في قبضة د. الترابي.

    طبعاً هذا أحدث مضايقات، فعدد منهم حاول أن يخرج من هذا المأزق بشتى الطرق وعبروا عن ذلك باستقالة واحد منهم من مجلس قيادة الثورة.

    ولما ذهب الترابي إلى كندا هو نفسه ذهب مغاضباً وكان يريد أن يثبت أن الإنقاذ لا تستطيع أن تستغني عنه بعلاقاته الدولية وبعلاقاته مع الحركات الإسلامية.

    لكن طبعاً السياسة لا تأتي بالتوقعات فاستطاعت المجموعة المناوئة له أن تضيِّق عليه خاصة في ظروف المرض وما أصيب به فاستتب لها الأمر وقويت داخلياً فأصبح موقف الترابي يضعف تدريجياً إلى أن تمت إزاحته بصورة كاملة.


    جاءت مذكرة العشرة، أيضاً، في ظل الصراع لتصحيح بعض الأوضاع... هل كان يمكن قراءة هذه المذكرة بأنها مذكرة طبيعية تأتي في سياق الإصلاح لو لم تكن هناك صراعات أصلاً محتدة داخل جسم الإنقاذ؟
    نعم، كان يمكن أن تكون مذكرة إصلاحية لأنها اقترحت بعض التعديلات الهيكلية وبعض التعديلات الإدارية والاختصصات، لكنها لم تكن تخلو من الغرض السياسي وهو تحجيم الأمين العام والدعم الذي وجدته بصورة مباشرة من رئيس الدولة يدل على ذلك لولا ذلك كان يمكن أن يكون النقاش حولها هادئاً وموضوعياً.

    د. الجيلي: تساؤل حول مآلات مذكرة العشرة


    لكن، ما كان الفصل بين الإصلاحات الإدارية والأغراض السياسية ممكناً في ذلك الوقت، فبالتالي الترابي فسرها في هذا الإطار وهو محق في ذلك.


    مآلات مذكرة العشرة... هل انتهى الحال بالذين كتبوا هذه المذكرة في نفس المشكلات التي كتبت من أجلها؟
    نعم، إذا كانت المذكرة تعترض على الصلاحيات والمهام التي كان يتمتع بها الأمين العام، فالصلاحيات التي صار يتمتع بها من خلفه مضاعفة عشرة أضعاف.

    وأنا كنت أتوقع من أصحاب المذكرة أن يكتبوا مذكرة أخرى ضد الصلاحيات والمركزية الشديدة التي وضعت في موقع رئيس الجمهورية على وجه الخصوص.

    فالأمين العام ما كان لديه غير أمانة الحركة الإسلامية وشيء من بعض الأمانات في الأقاليم.

    ولكن بعد مذكرة العشرة أصبحت الحركة الإسلامية ورئاسة المؤتمر الوطني ورئاسة القوات المسلحة ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة الدولة كلها أصبحت في يد قيادة واحدة.

    فكيف يستقيم هذا وكيف أن أصحاب المذكرة العشرة ينامون وضميرهم مطمئن كأنه لم يحدث شيء.. هذا تناقض لم أستطع فهمه.


    لحل المَشكل الاقتصادي طرحت الإنقاذ النظام الرأسمالي... هل أوقعها هذا في جدل أخلاقي كونها تتبنى المشروع الإسلامي، وفي نفس الوقت تطبق النظام الرأسمالي في الجوانب الاقتصادية المختلفة، وهل كان هذا مشروعاً جيداً لحل مشكلات الفقر الموجودة السودان؟
    أنت قلت إنها تبنّت النظام الرأسمالي، أنا لست متأكداً من أي نظام اقتصادي تتبناه الإنقاذ.


    نظام الخصخصة؟
    نعم، الخصخصة يمكن أن تسير في هذا الاتجاه... لكن النظام الرأسمالي على علاته لديه فوائد وليس كله شراً، لكن النظام المطبق هذا أنا لا أستطيع وضعه في سياق معين.

    لكنه فعلاً كما تفضلت أقرب إلى النظام الرأسمالي بمعنى أن قوى الإنتاج وفوائد الإنتاج كلها تذهب إلى شريحة صغيرة جداً والقطاع العام كله يكون مساحة للجبايات والضرائب.

    وهذا بالتأكيد لو نَسبته للمنظومة الإسلامية والمذهب الإسلامي في الاقتصاد لا يستقيم بهذه الصورة، إطلاقاً وأنا أعتقد أن هذا واحد من نقاط الضعف الأساسية، لأنه ليس لدينا مفكرون اقتصاديون أصلاً.

    نحن لدينا موظفون اقتصاديون كانوا يعملون في المؤسسات الدولية، ومديرو مصارف، لكن ليس لديهم، أصلاً، رؤية لاقتصاد إسلامي أصيل وتجربة محدودة في المصارف الإسلامية.

    وكذا فيدار الاقتصاد بعقلية شركة ليس أكثر من ذلك ومقاطعات كل مقاطعة تدار بصورة منفصلة ليس هناك نظرة كلية تجمع قطاعات الاقتصاد وتوجه التنمية بصورة واضحة لا توجد نظرية في التنمية نفسها ولا حديث عن التنمية.

    كل ما سألتهم عن التنمية تحدثوا عن الجسور التي أقيمت أشياء متفرقات، لكن رؤية واحدة تنضوي في إطارها كل الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية والاستثمارية لا أراها.


    تجربة الحروب الطويلة مع حركات التمرد والتحرر إلى أي شيء تشير هذه التجربة، إذ هنالك اتهام للإنقاذ بأنها من خلال حروبها مع هذه الحركات عمَّقت الجهوية والعرقية؟
    طبعاً هذه الحروب لم تقم بصورة كاملة، حرب الجنوب الطويلة هذه استراتيجياتنا وتكتيكاتنا صندوق مقفول وحروبنا أيضاً مع الحركات الأخرى كلها صناديق مغلقة لم تقيَّم تقييماً حقيقياً، ولم تستخلص منها التجربة في تقديري بصورة كافية.

    "
    الحركة الإسلامية ضاعت، وضاع الشعب السوداني كله وضاعت مصالحه الحقيقية بسبب هذه الصراعات الرعناء التي لا معنى لها في تقديري
    "
    وطبعاً من ناحية أنها عمقت الجهوية فهي عمقت الجهوية وعمقت ما هو أسوأ من الجهوية طبعاً أنت عندما تقول الحروب فهي لا تتم في الخارج فقط وفي الجبهات العسكرية.

    إنما الحروب تبدأ في العقول والتصورات، فيعني لو في شيء يحتاج للتساؤل هو من أين أتت هذه العقلية الحربية إلى داخل الحركة الإسلامية وكيف أزاحت عقلية السلام وعقلية الانفتاح ولماذا أصبحت قيادات الإنقاذ تنشط في اتجاه هذه الحروب.

    وأنا أستطيع أن أؤكد أن هذه العقلية الحربية وهذه الحروب والإسراع فيها أيضاً شكلت وبدلت شكل النظام السياسي كله.

    وتحول النظام إلى نظام أوتوقراطي لا يقبل الشورى والمصالحة ليس مع الحركات المتمردة بل مع العضوية الطائعة يعني عضويتك في الداخل أصبحت تطبق عليها نفس المنطق الحربي الذي تطبقه على الحركات المتمردة.

    فالحروب انعكست سلباً على أبنية التنظيم الداخلية وعلى طريقة التعامل وعلى مستقبل الحركة الإسلامية بصورة كبيرة جداً وستنتهي بالإنقاذ إلى نقيض ما بدأت به، أي العدو الاستراتيجي يصبح صديقا استراتيجيا والصديق الاستراتيجي يصبح عدوا كذلك.


    المفاصلة التي تمت في الرابع من رمضان وبرز منها مؤتمران، شعبي ووطني، ووصفتها أنت بأنها أخطر الانشقاقات في جسم الحركة الإسلامية ما زال عند البعض آمال بأنها مجرد مسرحية ويوماً ما ستعود المياه إلى مجاريها؟
    أنا أعتقد أن هناك قوة في المؤتمر الوطني وعناصر في المؤتمر الشعبي مصممة على أن لا تتحد الحركة الإسلامية ومصممة على تصفية الحركة الإسلامية بصورتها القديمة كاملة لأني لا أستطيع أن أبرر هذه العداوات بصورة غير هذا.

    وأنت تعلم أن هناك محاولات جرت سراً وجهراً من الداخل ومن الخارج وحاولنا نستقصي كيف أصبح هذا العداء متناقضاً بهذه الصورة.

    فما وجدنا لها أسباب فكرية ظاهرة ولا خلاف أيديولوجي فهو خلاف بدأ في السلطة وانتهى في السلطة بعض القابضين في السلطة يتخندقون فيها يوماً بعد آخر.

    وأيٌّ من ينازعهم في هذا الأمر مستعدون أن يضربوا عليه بيد من حديد والذين فقدوا السلطة أيضاً مجتهدون ليلاً ونهاراً على أنه لا بد أن يستعيدوا السلطة ويبذلوا في سيبل ذلك الغالي والرخيص.

    وضاعت بالتالي الحركة الإسلامية وضاع الشعب السوداني كله وضاعت مصالحه الحقيقية بسبب هذه الصراعات الرعناء التي لا معنى لها في تقديري.


    في نقدك لتجربة الحركة الإسلامية وما كتبته، يتساءل البعض عن تخلي البروفيسور التيجاني عن قناعاته الفكرية بالمشروع الإسلامي؟
    أنا أعتقد أن المشروع الإسلامي يحتاج إلى إعادة صياغة وهناك جوانب أصلاً لم تكن متكتملة تحتاج أن تستكمل، وهناك جوانب أفسدتها الدولة ينبغي أن يعاد النظر فيها، واحد منها هي المسألة الاقتصادية.

    "
    الانحياز للنظام الرأسمالي في السودان ينبغي أن يوقف ويعدل لا يمكن أن تكون الحركة الإسلامية جزئية تضاف للنظام الرأسمالي
    "
    وأنا أفتكر حينما نعيد صياغة البرنامج الإسلامي مرة أخرى يجب أن تكون لدينا رؤية أكثر تحديداً وأكثر دقة للمعضل الاقتصادي.

    ولقضية التنمية نقطة أخرى المشكلة الاجتماعية لا بد أن يكون المشروع مستنداً على قاعدة أو رؤية للتغيير الاجتماعي بصورة مختلفة من الصورة التي بدأنا بها -يعني المكون الاجتماعي- نحن لسنا فقط مجرد حركة سياسية محترفة إنما نحن حركة تغيير اجتماعي فلا بد من إضافة هذا المكون الاجتماعي المهم ورؤيتنا له.

    طبعاً، إضافة إلى ذلك مسألة الدولة نفسها المشروع لا بد أن يحدد نظرية للدولة ماذا نريد أن نفعل بالدولة وما هي العلاقة بين الدولة والمجتمع.

    الحزب نفسه، ما هو الحزب.. وما هو دوره إذا كان حركة إسلامية أو غيره.

    القيادة نفسها كيف تكون هذه المكوِّنات الأساسية للبرنامج الإسلامي ينبغي أن يعاد فيها النظر ويحزف منها ما هو غير صالح وتضاف إليها نقاط أصبحت لازمة وأساسية.

    والانحياز للنظام الرأسمالي هذا ينبغي أن يوقف ويعدل لا يمكن أن تكون الحركة الإسلامية جزئية تضاف للنظام الرأسمالي فلا بد أن يعدل هذا الأمر بصورة كاملة.

    كان انبعاث الحركة الإسلامية في السودان في منتصف القرن الميلادي العشرين قدراً من الله لتجديد أمر الدين وظاهرة استفزتها غازية العقائد الأجنبية فكانت استجابة لتحدياتها وأمدتها روافد الصحوة الإسلامية العالمية فكانت تجاوباً مع دواعيها.

    وإن مسيرة الحركة الإسلامية من بعد ومجاهداتها إنما تطورت انفعالاً بالواقع السوداني وفعلاً فيه، فمهما كانت تعبر عن معاني الدين الأزلية جاءت خصاصئها تحمل شيئاً من مادة التراب السواني وتطوراتها توازي أطوار التاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي لبيئة الحياة العامة في السودان منذ انتصاف القرن الميلادي".


    هذا التوصيف للدكتور حسن عبدالله الترابي أحد رموز الحركة الإسلامية السودانية البارزين لمسارب تكوين الحركة الإسلامية السودانية نضعه اليوم في مقاربات أمام الباحث والمفكر الأكاديمي وأحد رموز الحركة الإسلامية أيضاً البروفيسور التيجاني عبدالقادر حامد لنراجع معه في مقاربات فكر وتنظيم الحركة الإسلامية السودانية.

    الصحوة الإسلامية العالمية هي التي دفعت بهذه التكوينات في مسار الحركة الإسلامية السودانية فكيف تنظر إلى تكوين الحركة الإسلامية في مساربها المختلفة؟
    جدلية الخارج والداخلي في تكوين الحركة الإسلامية السودانية ودعنا نبدأ بالمحلي وأنا أتحدث من زاوية تجربتي الشخصية وانخراطي في الحركة الإسلامية وبدايات تسليكي في هذه الحر كة.

    أنا أعتقد أنه قبل الدخول في الحركة الإسلامية نفسها كانت هناك مؤسسات سودانية محلية ساهمت في تسهيل انخراطنا في الحركة الإسلامية السودانية ومنها مؤسسة الأسرة ثم مؤسسة المدرسة ثم مؤسسة المسجد.

    أنا وكثير من أبناء جيلي الذي انخرط في الحركة الإسلامية السودانية تخرجوا من أسر فيها تدين والتزام ديني فإذن التربية الأولى كان فيها عنصر الالتزام الديني والخلقي بصورة ظاهرة ثم من بعد ذلك المدرسة التي وسعت إطار النظر والمعرفة.

    والمسجد أيضاً كان مؤسسة مهمة في تكويننا وهذه مؤسسات محلية سودانية ساهمت في تهيئة البيئة والمناخ الذي مهد للحركة الإسلامية أن تستقطبنا في ما بعد، ولولا هذا المكون المحلي ما أظن كنا سننتهي للحركة الإسلامية كما بها من تيار الصحوة من الخارج إلى غيره.


    انتقلت بعد ذلك الحركة الإسلامية في تطورها من حركة صفوية محدودة وسط قطاع محدد من الطلاب والمثقفين إلى حركة جماهيرية بعد أكتوبر هل هذا كذلك؟ هل هي فعلاً انتقلت إلى حركة جماهيرية شعبية بعد أكتوبر أم أن هناك في التاريخ ما قبل وبعد أكتوبر؟
    يمكن أن نقول إن أكتوبر حد فاصل في تطور الحركة الإسلامية السودانية وفي حركة السياسة السودانية القومية عموماً لأن أكتوبر كانت ثورة شعبية لافتة للنظر والتفكير وفيها تعبئة شعبية حتى الذين كانوا غافلين عن السياسة وعن الفكر انشغلوا بجو الثورة وانتبهوا.

    أ.د التيجاني: ثورة أكتوبر كانت حداً فاصلاً في تطور الحركة الإسلامية السودانية



    لذلك أكتوبر فتحت الآفاق وفتحت فرصاً من الحريات للعمل العام وفتحت فرصاً للتلاقي بين المتعلمين وبين الجمهور العريض وبين الإسلاميين واليساريين أيضاً في عمل جبهوي إلى آخره.


    وهذا صحيح أتاح فرصة للحركة الإسلامية لأول مرة أن تتذوق طعم العمل الشعبي وتحدياته وتحاول أن تطور في هياكلها وبرامجها حتى تتواءم مع الزخم الشعبي الذي وفرته ثورة أكتوبر ولعلك تعلم أن الأخ الدكتور حسن الترابي هو نفسه نتاج لهذا المناخ وأول ظهوره السياسي كان بفعل ثورة أكتوبر.


    انتشار الحركة وتمركزها وسط المثقفين والطلاب وأساتذة الجامعات هل حرمها من أن تنتشر وسط العامة وأن تقوم بأدوار اجتماعية وسط المجتمع؟
    نعم طبيعي لأن الجانب الذي كان يستهوينا في الحركة الإسلامية هو الجانب الفكري كطلاب وكنا نعتقد أن التحدي الأساسي هو تحد فكري في مناهضة التيارات اليسارية آنذاك والتيار الشيوعي كان له غلبة شديدة وسط المثقفين لذلك كان الاشتغال بالقضية الفكرية والفلسفية كبير جداً وطاغياً على ما عداه من انشغالات.

    لكننا كنا ندرك بصورة غير واضحة أن البرنامج الفكري له ذيول اجتماعية وذيول سياسية إلى آخره لكن لم نبلغ حد أن نستكمل البرنامج في بعده الجماهيري بصورة كاملة.


    وفترة الطلب والشباب هي أقرب إلى المثالية وكنا نتعلق بالمثال الفكري والإسلامي وهذا كان شغلنا الشاغل وندخل في مجادلات مع التيارات السياسية الأخرى ونصوغ هذه الأشواق والمثل في شكل أشعار ومسرح وكتابات صحفية إلى آخره فنجرب هذه الأفكار في الإطار المدرسي المحدود وهذه المرحلة الأولى ولكن مرحلة التمدد الشعبي جاءت في لحظات لاحقة.


    في بدايات تكوين الحركة الإسلامية نشأت في كنف جماعة الإخوان المسلمين ثم انفصلت عنهم هذا الانفصال هل كانت مؤشرات في مرونة وفقه ومنهج الحركة الإسلامية في وقت مبكر على الرغم من أنه ما زالت بعض الحركات منضمة إلى التنظيم العالمي للإخوان؟
    المفارقة التي حدثت هي مفارقة تنظيمية وليست فكرية في المقام الأول ويجب أن نقر بأننا استفدنا من الأدبيات التي وفرها الأخوان المسلمون في مصر وسعت مدى الرؤية بالنسبة لنا في الحركة الإسلامية السودانية.


    فلم يكن هناك إشكال فكري ولكنها إشكالات تنظيمية هل يكون التنظيم السوداني فرعاً من المصري أم تكون هناك خصوصية وهامش للحركة وبالتالي تكون العلاقة علاقة تنسيق وهذا هو المقترح السوداني أن تكون العلاقة علاقة تنسيق لاختلاف البيئات والطروف وليست علاقة مركزية مباشرة وبالتالي حصل الانفصال المعروف لهذه الأسباب.


    أما هل كان هذا مفيداً للجانب السوداني أم مضراً فأعتقد أن فيه بعض الفوائد وفيه بعض الضرر.

    الفائدة أن الاستقلال والحرية تتيح لك الفرصة للتجريب وللعكوف على البيئة المباشرة السودانية ودراستها أكثر من التعلق بالأفق العالمي وبالمثال وهذا ما جعل سودنة الفكر والبرنامج الإخواني بصورة مناسبة تتلائم مع البيئة وهذا كان لابد منه وضرورياً تحت تنظيم مركزي عالمي لا يتسنى في تقديرنا أن تتم هذه العمليات.

    لكن الجانب السالب منه موجود أن من الصعب أن حركة إسلامية أياً كانت تستطيع أن تنهض بأعباء البناء الإسلامي والمقاومة الإسلامية بصورة منفردة وبصورة منعزلة، التنظيمات الأخرى تمثل عمقاً ورافداً ودعماً أساسياً لابد منه فكان ممكن يحصل نوع من التناصر وكان يمكن أن تستفيد الحركة الإسلامية أكثر فأنا لا أعتقد أن انفصال الحركة الإسلامية كان كله إيجابياً.


    في مسيرة الحركة الإسلامية من جماعة الإخوان إلى جبهة الميثاق إلى الجبهة الإسلامية القومية إلى المؤتمر الوطني كيف تنظر إلى هذا التطور هل هو مظهر من مظاهر انشقاقات داخل الحركة أم أنه تطور طبيعي لابد منه لتستوعب الحركة الإسلامية في مسيرتها الجوانب الشعبية الكبيرة؟
    الفكرة الأساسية للحركة الإسلامية أنك تقوم بتكوين عناصر إسلامية وتتوخى أنها تكون استوعبت الفكرة التي تدعو إليها بصورة جيدة ثم تنفتح بهذه العناصر الإسلامية على قطاعات أوسع حتى يكون لديها تأثير أوسع على المجتمع ثم دائرة بعد دائرة حتى تصل لكل المجتمع.


    وطبعاً النتيجة المنطقية لهذا العمل إذا كنت تعمل في العمل العام أنك تبحث عن حلفاء يؤيدون الخط الفكري العام أو يتفقون معك في الرؤية السياسية العامة وليس بالضرورة يتفقون معك في الأطر التنظيمية التوسع عن طريق البحث عن حلفاء ومناصرين وغيره هو الذي اقتضى أن تغير الحركة الإسلامية في مواعينها التنظيمية وأدواتها حتى تتواءم مع القوى الاجتماعية الأخرى.


    ففي فترة الأخوان المسلمين الأولى ما كان من الممكن أن تجد حلفاء يدخلون معك في التنظيم فوسعت الأطر وجاءت فكرة جبهة الميثاق الإسلامي حتى تضم كيانات أوسع وتكون إطاراً لتحالفات ثم وسعت مرة أخرى في فكرة الجبهة القومية الإسلامية.


    فالفكرة من حيث المبدأ والنظر الاستراتجي سليمة لا إشكال فيها ولكن طبيعي أن كل تحول في كل مرحلة يؤدي إلى انقسامات داخلية إذا تحولنا من تنظيم الأخوان المسلمين إلى الميثاق الإسلامي فهذا يؤدي إلى انقسام، أي ما من تحالف خارجي إلا ويصاحبه انقسام داخلي وفي مراحل لاحقة حصلت هذه الانقسامات وهي نتيجة للتحالفات لأن بعض الناس يعتقدون أنه كلما وسعت الإطار ضعف المحتوى.

    "
    الحركة الإسلامية وضعت استراتيجية طويلة المدى واحد من أركانها أنه يمكن الدخول في تفاهم جزئي مؤقت مع نظام نميري لأن الظروف لا تسمح بغير ذلك
    "

    تجربة الحركة الإسلامية مع نظام نميري دخلتها الحركة الإسلامية في ذلك الوقت اتفاقاً مع الجبهة الوطنية ثم خرجت الأحزاب الأخرى واستمرت الحركة الإسلامية مع نظام نميري، البعض يعتقد أن استمرارها نوع من التكتيك البراغماتي في عالم السياسة.. كيف ترى هذه التجربة؟
    قبل تعامل الحركة الإسلامية مع نميري ينبغي أن ننظر لتعامل الحركة الإسلامية في داخل الجبهة الوطنية نفسها، الحركة الإسلامية بعد فشل الانقلابات المتكررة ضد نظام نميري وآخرها الانقلاب العسكري في عام ستة وسبعين وما حدث فيه من مواجهات وخذلان وفشل.

    الحركة الإسلامية قيمت الوضع وانتهت إلى نتيجة أنها الأصوب لها أن تعمل في العمل السياسي بصورة مستقلة عن الأحزاب السياسية لأن هذا التحالف لم يكن ناجحاً بكل المقاييس بل كان ضاراً هذا قبل الدخول مع نميري في تحالف.


    والتحالف مع نميري كان وفقاً لاستراتيجية وخطة وجزءاً من الاستراتيجية أن التعامل في داخل الجبهة الوطنية استنفد أغراضه فلذلك كان لابد أن نحدد خياراتنا بصورة مستقلة لذلك عندما دخلنا في تحالف كان ظاهره أن الجبهة الوطنية كلها دخلت في تحالف مع نميري لكن الجبهة الوطنية دخلت في تحالفات منفردة مع نظام نميري وكل كان له هدف، كانت هي تحالفات مستقلة وتقديرات حزبية مستقلة.


    فالحركة الإسلامية وضعت استراتيجية طويلة المدى واحد من أركانها أنه يمكن الدخول في تفاهم جزئي مؤقت مع نظام نميري لأن الظروف لا تسمح بغير ذلك والحركة لم تكن في وضع يمكنها من اقتلاع النظام بصورة كاملة ولم يكن وارداً في ذلك الوقت أن نظام النميري سوف يطبق تشريعات إسلامية ولم يكن متوقعاً منه ولم يكن هدف الحركة الإسلامية حقيقة أن تطبق تشريعات إسلامية أو نظاماً إسلامياً من خلال نظام نميري.


    ولذلك يرى بروفسير عبد الله علي إبراهيم ما كان للحركة الإسلامية أن تسير في خط الموافقة على تطبيق التشريعات الإسلامية في قوانين سبتمبر وكان الأفضل لها اتخاذ نفس الموقف الذي اتخذته القوى الأخرى ولأن ذلك لم يكن أصلاً مطروحاً في برنامج الحركة الاسلامية؟
    هذا صحيح لم يكن مطروحاً ولكن الحركة الإسلامية حشرت في زاوية ضيقة في هذه المسألة وهي حاولت أن تعترض على بعض الأشياء ولكن لم يكن ميسوراً الاعتراض الكامل على مبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية.

    وإلا فسيبدو الأمر مضحكاً إذا أنت أصلاً تقوم على الشعار الإسلامي والمبادئ الإسلامية فكيف ترفض تطبيق الشريعة الإسلامية والبرنامج الإسلامي إذا أتى من غيرك فيتصور أنك إما تطبق الشريعة أنت وإذا طبقها غيرك أنت تقول لا فكان الوضع فيه مآزق من هذه الناحية.


    فالحركة الإسلامية قبلت مسايرة النظام على مضض وعلى أمل أنه يمكن إصلاح البرنامج الذي دخل فيه الرئيس النميري على مهل ويمكن تلافي بعض القصور فيه لكن أفتكر ذلك كان تقديراً سياسياً غير صائب لم يكن في صالح الحركة ولم يكن في صالح المشروع الإسلامي نفسه.


    لأن هذا التطبيق وما صاحبته من بعض المثالب انعكس سلباً على صورة النظام الإسلامي وأصبح منسوباً له وكلما تحدث الناس عن إمكانية برنامج إسلامي يقفز إلى الأذهان أن الإسلام هو قطع الأيادي وكذا وأصبحت نقطة غير جيدة في مسيرة الحركة الإسلامية.


    إذا كان في ذلك الوقت ما يلي هذه التطبيقات من وزارات وغيرها محسوباً على الحركة الإسلامية بصورة عامة فمن الذي رتب لنميري هذه التشريعات بهذه الصورة التي أصبحت خصماً على البرنامج الإسلامي ككل؟
    كان لنميري مستشاروه وأعوانه وهم أسماء معروفة في الحياة السياسية السودانية من غير الحركة الإسلامية ومن غير مسؤولي الحركة وقرارات التشريعات نميري كان يصدرها ولا تمر على الحركة الإسلامية من قريب أو بعيد.


    بل في بعض الأحيان أمين الحركة الإسلامية مع أنه كان مستشاراً له إلا أنه كان يوصي مستشاريه الأخص أن لا تمرر التشريعات على الترابي وكان هناك احتكاكات داخلية.

    لم تكن هناك شورى كاملة أو ثقة متكاملة وإنما جاءت على صيغة المباغتة للحركة وللشعب السوداني وعلى الطريقة العسكرية والمباغتة جزء من العمل العسكري.


    بعد الديمقراطية الثالثة أصبحت الحركة الإسلامية في المعارضة صفوة من النواب داخل البرلمان أتوا عبر دوائر الخريجين، هذه التجربة إلى أي درجة ساهمت في تكوين قيادات للحركة الإسلامية؟
    على المستوى الشعبي ساعدت لأنها أتاحت فرصة إعلامية وفرصة للتلاقي والتمثيل النيابي لا بأس بها ويمكن فرصة للتجربة السياسية بصورة معقولة.


    لكن على المستوى التشريعي أو على مستوى إنضاج البرنامج الإسلامي نفسه ورفده بتجربة سياسية برلمانية ما كانت لها حصيلة.


    لأنه في تقديري البرلمان نفسه كان الانشغال بالقضية السياسية والمماحكات السياسية والخلافات والأزمات السياسية فيه أكثر من العمل التشريعي الجاد لإخراج برامج حزبية أو قومية.


    فهي كانت إهداراً للوقت بصورة كاملة ولم يكن لديها مردود كبير على الحركة الإسلامية.


    دخلت الحركة الإسلامية القومية الانتخابات بمشروع أبرز ما فيه الحكم اللامركزي وقضية الجنوب هل ما تم طرحه في ذلك الوقت من برنامج الحركة الإسلامية هل كان هو فعلاً رؤية الحركة الإسلامية لمعالجة مشكلة الحكم أم أن ذلك كان برنامجاً للانتخابات فقط؟
    مسألة اللامركزية قضية ثابتة عند الحركة الإسلامية منذ فترة سابقة وكانت الحركة تدرك أن السودان ليس من الحكمة أن يحكم بالصورة المركزية القابضة وكلما توزعت السلطات على الولايات والأقاليم كان ذلك أوسع بالنسبة للإدارة.


    وبالنسبة للسودان وكذلك قضية الجنوب كانت ثابتة في برنامج الحركة الإسلامية منذ زمن بعيد مثل اللامركزية والاثنان مرتبطان ببعض والفكرة كانت أن يعطى الجنوبيون إدارة إقليمية أو حكماً ذاتياً أو فيدرالية واسعة فتقضي على هذه المشكلة بصورة معقولة في إطار السودان الموحد.


    واحدة من الأشياء التي تحسب على الحركة الإسلامية وجود الدكتور حسن عبدالله الترابي على قيادة الحركة لفترة طويلة من الزمان وتشبه في ذلك بالأحزاب التقليدية الأخرى ويعتقد البعض أن وجود الترابي لهذه الفترة الطويلة سد الباب أمام تفريخ قيادات لديها القدرات إذا ما غاب الدكتور الترابي لأي سبب من الأسباب عن المشهد السياسي.. هل ترى أن ذلك صحيحاً؟
    شأن الترابي في هذا شأن كل الآباء التأسيسيين للحركات الاجتماعية والسياسية فوجوده يكون ملازماً لوجود الحركة لفترة طويلة شيء طبيعي وهو أمر ملاحظ في كثير من الحركات.


    لكن كثيراً من الدارسين للحركات الاجتماعية والسياسية يقولون إن الحركة لن تبلغ مرحلة النضج والرشد إلا بتنحي الآباء التأسيسيين لتتاح فرصة لأجيال أخرى تتعاقب في القيادة جيلاً بعد جيل وتجربة بعد تجربة فإذا طال أمد الجيل التأسيسي يضر بتطور الحركة الطبيعي أياً كانت الحركة.


    وأنا لا أقول إن قلة ظهور قيادات بديلة السبب الأساسي فيه شخصية الترابي ولكن هناك عوامل أخرى ووجوده أيضاً من ضمن العوامل.


    إذاً ما هو العامل الذي حجب ظهور قيادات أخرى؟
    الظروف السياسية التي تعمل فيها الحركة الإسلامية أنت لا تستطيع أن تبرز قائداً مثل حسن الترابي بين عشية وضحاها، فالقيادة تحتاج لمواصفات معينة فإذا وجد قائد تنطبق فيه هذه المواصفات ويلبي متطلبات المرحلة فلن يكون تغييره من الحكمة في شيء خاصة إذا كانت الحركة تمر بظروف سياسية فيها قهر واضطهاد ومطاردة فأنت لا تغير الحصان الرابح في منتصف المعركة.

    د. الجيلي: لماذا انحصرت القيادة في الترابي؟



    فالترابي كان هو حصان الحركة الإسلامية الرابح لفترة طويلة عطاء فكرياً وقدرة تنظيمية فلم تكن هناك دواع سياسية أو منطقية ملحة لتغييره يضاف إلى ذلك أن الحركة الإسلامية كانت إلى حد ما حركة أنداد، أي إدارتها ووصفها القيادي متقاربان من بعض.


    وكان هناك قدر من الشورى في تغيير القيادة وكانت هناك آجال محددة لتجديد الثقة في الأمين العام فترة بعد فترة. فكانت كل هذه الضوابط كافية لظهور بعض القيادات ولكن دون التفريط في القدرات القيادية التي توفرت للدكتور الترابي وهذا كان تقديراً معقولاً لكنه إذا تجاوز مداه يمكن أن ينقلب لشيء آخر.


    الاتهام للحركة الإسلامية بأنها ضعيفة في ما يتعلق بمسائل البناء الفكري وأن مساهمة عضويتها بصورة عامة في ما يتعلق بالمساهمات الفكرية هي أيضاً مساهمات ضعيفة؟
    الأمور نسبية.. ضعيفة نسبة إلى ماذا؟ فإذا نسبنا الحركة الإسلامية إلى أحزاب سودانية كانت أكبر منها وأسبق تأريخياً هناك أحزاب تأسست منذ القرن الماضي فلما تقارن كسبها الفكري وعطاءها بكسب الحركة الإسلامية وعطاءها تجد الحركة الإسلامية نسبيا متقدمة إن لم تكن مساوية لهذه الأحزاب.


    أما إذا كان القصد ننسب الكسب الفكري للحركة الإسلامية بالحركة اليسارية على وجه الخصوص فالحركة اليسارية هي جزء من مدرسة فكرية امتدت قروناً في التاريخ الأوروبي وتجربة سياسية عميقة ومؤسسات كانت ترفدها وبالتالي كانت هناك كوادر فكرية وثقافية مدربة وكانت هناك عواصم تساعد في هذا المد وفي هذا التثقيف, الحركة الإسلامية كانت تتحرك وظهرها لا يستند إلى شيء.


    ولا حتى التاريخ الإسلامي الطويل؟
    التاريخ الإسلامي الطويل كان نفسه مشكلة.


    فالحركة الإسلامية تريد أن تصلح التراث الإسلامي وتعدل فيه فكانت مجهودات بدون أن يكون فيها معينات حقيقية من مؤسسات لها قوة دفع كبيرة في هذا المجال، هذا ليس اعتذاراً ولكنه تفسير لهذه الظاهرة.


    ولكن أنا لا أنكر أن ما كان يتوقع من عطاء فكري للحركة الإسلامية أكبر مما هو موجود وهذا عيب وقصور كبير ينبغي للحركة الإسلامية أن تتفاداه إذا كان للحركة الإسلامية وجود وأنا أعتقد أن مما يضعف عطاء الحركة الإسلامية هو ضعفها في المجال الفكري وليس في المجالات الأخرى.


    كذلك يشير البعض إلى أن تركيز الحركة الإسلامية على قضايا التربية يرجع إلى سيطرة القيادات التقليدية بالحركة وأن هذا التركيز كان خصماً على جوانب أخرى كان يمكن أن تجد فيها الحركة حظاً وظهوراً أفضل؟
    أصدقك القول أني كنت أذهب هذا المذهب وكنت أظن أن التركيز على الجانب التربوي أضاع جوانب أخرى لكن حينما تعيد النظر تقول يا ليت أن التركيز على الجانب التربوي كان أكثر من ذلك.


    لأنني ألاحظ في الآونة الأخيرة أننا أوتينا من قبل النقص في هذا الجانب، فواحدة من المشكلات التي تنقص البرنامج الإسلامي ليس فقط المكون الفكري وإنما المكون الأخلاقي أيضاً.


    فالتربية هي تربية على مثل وقيم أخلاقية وترسيخها في نفس الفرد والجماعات طبعاً قديماً كان الانتقاد أن المكون التربوي أخذ أكثر مما يستحق لكن حينما اتسعت الحركة الإسلامية اكتشفنا أن المشكلة هي مشكلة تربية وأخلاق لم تكتمل بصورة كافية.


    طبعاً على خلاف كيف تتحق التربية فبعض الناس يرى أن التربية يمكن أن تتم وسط المعمعة أثناء العمل والعملية، لكن لو كان هناك تكوين تربوي وأخلاقي قوي يصاحب أيضاً في مرحلة العمل والانطلاق بمقومات تربوية أخرى.


    هل كان للحركة الإسلامية السودانية رؤية واضحة في ما يتعلق بتعاطيها مع قضايا تكاد تكون ذات خصوصية في المجتمع السوداني مثل القضية الجهوية والعنصرية والقبلية؟
    كان هناك أفكار مستبطنة في أذهان كثير من العاملين في الحركة الإسلامية تتعلق بمسألة العدالة الاجتماعية بمعنى أن كثيراً من القياديين والعاملين في الحركة يؤمنون أن القضية الأم التي جعلتنا ننضوي تحت الحركة الإسلامية هي مسألة العدالة الاجتماعية وما يتصل بها.

    "
    بعض قيادات الحركة الإسلامية غاب عنها البعد الاجتماعي في ما بعد فأصبحوا يتعاملون بالجوانب القانونية للدولة والتشريعات والجوانب السياسية
    "
    وأقصد بالعدالة الاجتماعية أن الشرائح الضعيفة في المجتمع والشرائح المهمشة ينبغي أن يفسح لها مجال في التعبير وفي قسمة الثروة والسلطة.


    وكان هذه أفكار مضمرة لكن في تقديري لم يعبر عنها في أدبيات الحركة الإسلامية بصورة كافية وهذه مشكلة لأن الناس يحكمون عليك بالمكتوب والمنشور.

    فالحركة لم تعبر عن البعد والعمق الاجتماعي لبرنامجها السياسي فظهر وجهها السياسي والقانوني لكن ضمر واختفى عمقها الاجتماعي أي القضية الاجتماعية بما فيها من التكوينات القبلية وغيرها لم تبرز في بياننا بصورة كافية.

    وأنا أخشى أيضاً أن أقول إن هذا الضمور ترتب عليه أن بعض قيادات الحركة الإسلامية غاب عنها هذا البعد في ما بعد فأصبحوا يتعاملون بالجوانب القانونية للدولة والتشريعات والجوانب السياسية لكن غفلوا تماماً عن العمق والبعد الاجتماعي لمسألة السياسة السودانية وهذا مضر ومعيب جداً.


    في ما يتعلق بقدرتها على التعبير هل كان للحركة القدرة على التعبير عن قضايا مثل الحريات وحقوق الإنسان وغيرها بمثل ما كانت تعبر عنه التيارات اليسارية مثلاً؟
    كنا نعبر عن قضية الحرية والعدل والديمقراطية حينما كنا في المعارضة, سنوات طويلة كنا نتحدث عن الحريات والعدالة وطيلة فترة نميري كان هذا هو الشعار.

    لكن بكل أسف في المراحل اللاحقة حينما تحولنا من المعارضة إلى مرحلة الحكم توارت هذه الشعارات وضعفت بعض الشيء وطغت قضايا أخرى وهذه واحدة من سلبيات الحركة الإسلامية ليس هناك اتساق بين مرحلة المعارضة ومرحلة الدولة.


    قضية المرأة أيضاً هي من القضايا التي تشغل تجارب الحركات الإسلامية في الفكر والتنظير هل خطاب الحركة الإسلامية في ما يتعلق بقضية المرأة كان خطاباً يستند على معطيات ثابتة ومحددة أم أنه كان يأتي في ظل الصراع مع اليساريين؟
    لا.. كان هناك نظر عميق في مسألة المرأة وكانت هناك قناعة عميقة أن يكون للمرأة دور داخل الحركة الإسلامية وداخل المجتمع ولفترة طويلة نحن طيلة عملنا في داخل الجامعات والطلاب كنا نولي اهتماماً شديداً لمسألة المرأة.


    ليس فقط مضاهاة للحركة اليسارية صحيح أن الحركة اليسارية كان لها وجود أسبق وكانت منافساً في هذا المجال ولكنا أيضاً كان لنا قناعة أن المرأة المسلمة يجب أن تخرج من القوقعة وتكون لها مشاركة داخل الحركة.


    وهناك نظرة في التراث والفكر الإسلامي ومحاولة تأصيل لهذا الجانب وصدرت بعض الإصدارات في هذا الجانب وكنا متقدمين نسبياً في هذه المسألة مقارنة برصفائنا في المحيط العربي والإسلامي.


    تجربة البنوك الإسلامية يرى البعض أنها أدخلت الحركة في بعد استثماري ربحي تجاري في وقت كان يجب أن تهتم فيه الحركة بقضايا مثل الفقر في المجتمع؟
    هما قضيتان.. ليس قضية معالجة الفقر فقط ولكن معالجة قضية الفقر في التنظيم الإسلامي نفسه.


    فأنت حتى تحل مشكلة الفقر في المجتمع محتاج إلى تنظيم وإدارات ولابد أن يكون لديك تمويل لهذه العمليات فالاثنتان مرتبطتان ببعض.


    فكانت معضلة الحركة الإسلامية هي كيفية تمويل النشاط الإسلامي نفسه وكما هو معلوم عضوية الحركة معظمها من الطبقات الفقيرة وأبناء الفقراء فكان الذي يضغط على التفكير كيفية إيجاد مؤسسات مالية أو مصارف تستطيع أن تغطي هذا الجانب من العمل وهو جانب مهم جداً.


    فكرة المصارف الإسلامية لم تنشئها الحركة الإسلامية ولكن الحركة تبنتها وعدد كبير من عناصر الحركة استوعبوا في هذه المؤسسات.


    وأنا لا أعتقد أن الحركة الإسلامية خططت لإدارة هذه المصارف بصورة كاملة لكن كانت تظن أنها يمكن أن تستفيد بصورة غير مباشرة من حركة البنوك الإسلامية وتستفيد بصورة مباشرة بإيضاح النموذج الإسلامي الاقتصادي نفسه أكثر من فوائد مادية أو فوائد وظيفية.


    والدور الذي كان منوطاً بعناصر الحركة الإسلامية في المصارف الإسلامية هو تمتين واستكشاف النموذج الاقتصادي وتجربته لمرحلة الدولة لكن بكل أسف اتجهت الأنظار إلى مسألة التمويل والأموال والتخديم ونسي النموذج المصرفي.


    لذلك في تقديري أن التجربة لم تنجح من الناحية النظرية في تمتين أركان النموذج الإسلامي نفسه ولم تنجح من الناحية العملية في أنها تقوي المجتمع السوداني.

    فأصبحت كأنها مصارف أو مؤسسات ملحقة بالنظام الرأسمالي الإقليمي أو العالمي بصورة عادية فلم يتغير النظام ولم يكن له مردود كبير على تغيير واقع الشعب السوداني.


    قضية الهامش والمركز كانت واضحة في أدبيات اليسار ولديهم رؤى في كيفية التعامل معها هل كانت هذه القضية كذلك واضحة لدى الحركة الإسلامية؟
    طبعاً نحن عناصر الحركة الإسلامية نفسها أبناء الهامش وأبناء المهمشين, وإذا نظرت لعضوية الحركة الإسلامية الغالبة هي أتت من الهامش ولم تأت من المركز.

    "
    مسألة الهامش هي انعكاس لغياب العدالة الاجتماعية وغياب التنمية المتوازنة بين المركز والهامش ويجب أن يكون لها مكان مركزي في برنامج الحركة الإسلامية
    "
    وكانت قضيتنا أن نصل للمركز حتى نعيد تشكيل الأحزاب السياسية ونعيد تشكيل الدولة السودانية حتى نحل قضية الهامش والمركز عن طريق إجراءات قانونية وكذا.

    لكن الذي حدث أننا شيئاً فشيئاً تحولنا نحن للمركز ولم يتغير الهامش بالصورة المطلوبة.


    وأنت ذكرت الحركة اليسارية, الحركة اليسارية اهتمامها بالهامش جاء متأخراً في فترة معينة من تاريخ السودان.

    وإذا نظرت لأدبيات الحزب الشيوعي في الستينات لم يكن يطرح قضية الهامش ولكن في الفترة الأخيرة فترة نميري وما بعدها طرح مسألة الهامش بصورة قوية.


    وطبعاً هذه قضية ما تزال مطروحة وأنا أعتقد أن الحركة الإسلامية ينبغي أن يتأكد لعضويتها وقيادتها أن هذه القضية هي قضية محورية وينبغي أن تكون محورية في برنامجنا ومشروعنا الإسلامي إذا كان تبقى شيء من هذا المشروع.


    لأن مربط العمل الإسلامي يقوم حول مسألة العدالة الاجتماعية ومسألة الهامش هي انعكاس لغياب العدالة الاجتماعية وغياب التنمية المتوازنة بين المركز والهامش ويجب أن يكون لها مكان مركزي في برنامج الحركة الإسلامية. طبعاً هناك فرق بين ما ينبغي وما هو كائن.


    بروف التجاني لك مسيرة طويلة بالحركة الإسلامية وعاصرت تطورات مختلفة داخل الحركة هل كانت شعارات مثل الشورى والديمقراطية وتداول الأدوار يتم تطبيقها داخل الحركة بشكل يشير للنموذج الإسلامي الحقيقي؟
    كانت هناك اجتهادات قبل مرحلة الدولة كنا نحاول قدر الإمكان أن نمارس قدراً كبيراً من الشورى لأن أصلاً التنظيم الإسلامي تنظيم طوعي وحر ونحن دخلنا في هذه الحركة الإسلامية بحر إرادتنا وبطوعنا.

    وكلنا كنا زملاء وأنداداً فلا يوجد إنسان له فضل على الآخر ولا هناك بيت مؤسس والبيوت الأخرى تابعة له لا توجد علاقة تبعية وإنما كانت العلاقة علاقة ندية وزمالة.


    وبالتالي طبيعي أن تكون العلاقات كلها قائمة على الشورى والمساواة وعلى المشاركة في تحديد ملامح البرنامج وأهدافه فهذا هو سر قوة الحركة الإسلامية في فتراتها الأولى.

    ولكن طبعاً بدأ يضعف هذا في داخل الحركة الإسلامية وهو الذي ترتبت عليه المشاكل والانشقاقات.

    أنا أعتقد أن معظم الانشقاقات التي حدثت تعود إلى أنه أصبحت تبرز تكتلات داخل الحركة الإسلامية ومراكز قوى وقيادات وشيء من هذا القبيل وتضعف الشورى فطبيعي أن تتحول الشورى إلى شعار وتتحول إلى شكل هذا ما يصيب كثيراً من التنظيمات.


    في المسيرة الطويلة للحركة الإسلامية قبل الحكم تعرضت للكثير من التحديات السياسية والاجتماعية هل كانت مدركة لحجم التحيات والعقبات وهل كان لديها رؤية واضحة للتعامل معها؟
    من الصعب في العمل السياسي أن يكون لديك مسودة لكل ما يأتي بالمستقبل هذا غير ممكن لا للحركة الإسلامية ولا غيرها لأن السياسة فيها تطورات ومفاجآت تقع عليك، فطبيعي أنك تستجيب لهذه الظروف.


    ولكن هذا لا يمنع أن تكون هناك موجهات استراتيجية وخطوط مبدئية توجه العمل السياسي فإذا تحدثنا عن هذا نعم الحركة الإسلامية في معظم الأحيان كان لها موجهات سياسية وخطوط استراتيجية تخفت وتعلو في بعض الأحيان وتتغير.


    لكن كان هناك خريطة خاصة بعد عام خمسة وسبعين الحركة الإسلامية أصبحت أكثر نضجاً ولها رؤى كثيرة.

    لكن المشكلة أي رؤية وهل هذه الرؤية هي فعلاً الرؤية السديدة وهي المطلوبة وبنيت على قراءة واقعية وحقيقية للواقع واستشراف للمستقبل هذا موضع سؤال.

    وقولنا أن هناك رؤية لا يعني أنها بالضرورة رؤية مكتملة وكافية وشافية.


    علاقة الحركة الإسلامية بالحركات الإسلامية الأخرى كيف تنظر إليها وما الذي يميز الحركة الإسلامية السودانية عن بقية الحركات؟
    الحركات الإسلامية الأخرى نشأت في ظروف مختلفة بعض الشيء وتعرضت لضغوط واضطهادات لم تتعرض لها الحركة الإسلامية في السودان.


    نحن صحيح تعرضنا لمضايقات ولكن عندما نقارن مضايقاتنا تحت نظام نميري بالمضايقات التي تعرض لها الأخوان المسلمين في ظل النظم الأخرى نحمد الله على هذا.


    هل هذا يرجع إلى خصوصية المجتمع السوداني؟
    أعتقد ذلك يرجع إلى خصوصية المجتمع السوداني والثقافة السودانية المتسامحة لذلك نحن نشأنا أحراراً إلى فترة طويلة ولم نصب بعقد نفسية ولا أحقاد عميقة بداخل المجتمع، وهذا الانفتاح كان المرجو أن يبلغ مداه.


    فالحركة السودانية حركة منفتحة تستطيع أن تنفتح على المجتمع السوداني بفئاته المختلفة ولا تحدث هذه التوترات الحادة التي حدثت أخيراً بعد التجربة.


    كثير من الناس يستغربون أن الحركة السودانية المنفتحة التي أنجبها مجتمع سوداني متسامح منفتح كيف تحولت إلى هذه الصورة القاهرة بعض الشيء في بعض الظروف.


    "يرى الدكتور جاسم سلطان الباحث والمفكر القطري أن مشكلة الحركات الإسلامية أنها اتخذت خطاباً أيدولوجيا استعلائياً وليس خطاباً يلتصق بالواقع.


    "هذا الخطاب تلخصه عناوين مثل الخلافة الإسلامية, عزة الاسلام, الدين والدولة وهذا الخطاب أدى لعزل الحركات عن واقعها ومحيطها الذي تعيش فيه، فالإنسان البسيط لا ينشغل بالخلافة الإسلامية بقدر ما يهمه توفير الخبز أو الدواء.


    فهل هذا عين ما يراه الدكتور التيجاني عبد القادر حامد المفكر والأكاديمي السوداني وهو يراجع معنا في مقاربات تجارب الحركات الإسلامية من حيث المنهج والفكر والتطور".


    كيف تنظر لمناهج التغيير في الحركات الإسلامية؟
    الحركات الإسلامية التي نتحدث عنها متعددة ومتنوعة من حيث الموقع الجغرافي والأوضاع الاجتماعية والخلفيات السياسية، لكن هناك قواسم مشتركة تجمع بين هذه الحركات.

    "
    الحركات الإسلامية تحاول في غالبها خلق قواعد اقتصادية أو اجتماعية تحسباً لفترة تنفسح فيها الحريات وتكون فيها منافسة انتخابية
    "
    وأحد هذه القواسم المشتركة أنها كلها تؤمن بما يسمونه شمولية الإسلام بمعنى أن الإسلام نظام شامل للحياة ويؤمنوا بأهمية الدولة الإسلامية.

    وكذلك أيضاً من القواسم المشتركة بين هذه الحركات أن معظم قياداتها من الطبقة الوسطى وتلقوا تعليمهم في المدارس والمؤسسات التعليمية الحديثة وإن كان أتباع هذه الحركات ليسوا بالضرورة كلهم من الطبقة الوسطى.

    وما يمكن أن يسمى قاسم مشترك بين هذه الحركات أنها كلها تعرضت في فترة من تاريخها لشيء من الاضطهاد والمعاداة الشديدة من النظم السياسية المحلية ومن القوى المحلية.


    هذه القواسم المشتركة بين الحركات أثرت على برامجها ورؤيتها.

    وأنا أعتقد أن هناك قواسم مشتركة بين برامج الحركات أيضاً ومن هذه القواسم أن معظم هذه الحركات تبدأ بالشعار والتعبئة الشعبية على أساس هذا الشعار كما تفضلت وذكرت.


    يرفعوا شعار الدستور الإسلامي أو الشريعة الإسلامية أو الخلافة وهذا شعار حبيب إلى نفوس الجماهير المسلمة وتبدأ تعبئة شعبية على هذا الأساس.


    ثانياً شيء آخر مشترك إذا وجدت بعض هذه الحركات متسع من الحرية تقوم بإنشاء بعض المؤسسات الإسلامية سواء في مجال المصارف الإسلامية أو المدارس أو المستشفيات أو الجمعيات الخيرية والطوعية.

    هذا هو المجال الذي يسمح به عادة في بعض الدول فهذه السمة ظاهرة.


    شيء ثالث أن الحركات تحاول خلق قواعد اقتصادية أو اجتماعية تحسباً لفترة تنفسح فيها الحريات وتكون فيها منافسة انتخابية.

    والشيء الرابع أن معظم أو كل هذه الحركات تعتبر الدولة آلة أساسية في إحداث التغيير الاجتماعي وكل هذه العمليات توجه نحو الاستيلاء على الدولة باعتبار أن ذلك سيمكنها من تنفيذ البرنامج الإسلامي.


    الدولة في تجارب الحركات الإسلامية بين تجربة الخلافة الراشدة وبين الدولة الحديثة الفارق وأثره على تجربة الحركات الإسلامية وعلى تفكير الإسلاميين؟
    بين الخلافة الراشدة والتاريخ الحديث حدثت تطورات سياسية وتاريخية هامة لكن فترة الخلافة الراشدة هي النموذج الذي جسد معظم القيم الإسلامية وبالتالي معظم الحركات الإسلامية تحاول أن تستهدي بفكرة الخلافة الراشدة، لكن إسقاط تجربة الخلافة الراشدة على الواقع المعاصر من الصعوبة بمكان.

    أ.د التيجاني: الحديث عن الدولة في فكر الحركات الإسلامية ومناهجها أصبح حديث مضخم جداً



    دائماً في الفكر السياسي الإسلامي تخلى الناس قليلا عن فكرة الخلافة نفسها لعوامل وظروف مختلفة, فالحديث ليس عن استعادة الخلافة في الوقت الراهن وإنما الحديث عن دولة من واقع التجزئة والانقسامات التي وقعت في العالم الإسلامي.


    فالحديث عن الدولة في فكر الحركات الإسلامية ومناهجها أصبح حديث مضخم جداً وهم يعتبرون أن الدولة هي مربط الفرس وبداية التغيير وهذا فيه شيء من الغرابة لأن في الفكر الشيعي مفهوم أنهم يضخمون فكرة الإمامة لأنهم يعتبرون الإمامة والإمام ركن من أركان الدين نفسه.


    لكن في الفكر السني الإمامة ما هي إلا مجرد باب من أبواب الفقه والدولة بالتالي هي وسيلة وأداة ليست بالضرورة هي الوسيلة الوحيدة.


    لديك حديث أن الدولة الآن دولة إدارة وليست دولة إمامة ويعتقد البعض أن حديثك به شيء من العلمانية؟
    أنا استهديت بالتراث السني ولو قلت إن الدولة غير ذلك لذهبت لموقف أن الدولة ركن من أركان الدين وأنا استبعدت أن تكون الدولة ركن من أركان الدين، الدولة إنما هي وسيلة من الوسائل واستهديت هذا من الفكر السني.


    الدولة هي وسيلة وإدارة وهي منظومة مؤسسات سياسية وعسكرية واقتصادية إلى آخره والذي يقوم على الدولة هو أجير على الأمة وهذا ترتيب مهم لأن الدولة في الإسلام تحت الأمة.


    فالترتيب هو الكتاب ثم الأمة ثم الدولة لا يجوز لنا أن نضع الدولة فوق الأمة وهذا يعني أن الذي يقوم على الدولة هو مستأجر أو هو نائب أو وكيل من قبل الأمة وهذا مهم لأنه يتيح لنا مجالاً لمفهوم تبادل السلطة ومفهوم المحاسبة ومفهوم الإقالة أما إذا قلنا بغير ذلك فستكون إشكالية.


    البعض يفهم أن الحديث عن دولة إدارة يفهم منه كأنه تخلى عن فكرة دولة الخلافة الراشدة أو الدولة بمضامين إسلامية وكأنما هو تخلى عن الشعار الأساسي في فقه الحركات الإسلامية؟
    نحن لا ينبغي أن نستخدم لفظ العلمانية كوسيلة للترهيب الفكري والتخويف. يجب أن نأخذ الأمور بصورة طبيعية فهناك حيز ومساحة في ترتيب شؤون الدنيا يشترك فيها العلماني والمسلم وأصحاب الديانات الأخرى.


    لأن الدولة قائمة بترتيب شؤون الدنيا طبعاً نحن عندما نقول دولة إسلامية فالذي يقوم على ترتيبها يستهدي بالمبادئ والقيم الإسلامية لكن هذا لا يعني أن هناك شيء خاص في إدارة هذه الدولة أو هو يمتاز بخصائص معينة.


    الإدارة هي الإدارة يديرها بنفس الطريقة التي يديرها بها العلمانيون والناس الآخرون هي ترتيب شؤون الدنيا ومعاش العباد والعدل بينهم وهذه أمور إدارية لا إشكال فيها.


    الحركات الإسلامية بصورة عامة كيف تعاطت مع قضايا المجتمع مثل قضية القبلية والجهوية والعنصرية؟
    الحركات الإسلامية تبدأ بمسألة التنظيم وطبعاً أول ما تبدأ تريد أن تبني تنظيم خاص لعضوية خاصة فهذا يشغلك عن الجمهور العريض لأن الحركات مبنية على رؤية هي أن الجمهور العريض كله لا يصلح.


    إنما تختار عناصر من الجمهور العريض ثم تسلكها في تنظيم معين ثم تعرضها لعمليات تنشئة أو تربية لتكون هي العناصر المنتقاة الصالحة التي تقوم بعملية التغيير الاجتماعي فيما بعد.


    هل هي فكرة سليمة؟
    هذه الفكرة ليست سليمة بصورة مطلقة إنما هي وسيلة من الوسائل لكن الانقطاع فيها سوف يؤدي للانقطاع عن العمق الجماهيري لأنه قد ينشغل الناس بالتنظيم فترة طويلة وبمشاكله فينقطعوا به عن العودة إلى الجماهير.


    فتصبح الحركات الإسلامية منشغلة بنفسها وهياكلها الداخلية وعضويتها وقد يتطور الأمر إلى أن تصبح هي نفسها قبيلة جديدة.


    وهذه واحدة من المشاكل التي تواجه الكثير من الحركات أنها تتحول إلى حركة نخبوية وصفوية ومشغولة بهياكلها الداخلية وبكياناتها أكثر من انشغالها بالقضايا الأساسية التي تشغل الجماهير.


    تعاني المجتمعات العربية والإسلامية من ثالوث الجهل والفقر والمرض وعندما تطرح الحركات الإسلامية نفسها كحركات للتغير ينبغي أن تهتم بهذا الثالوث هل هناك في فقه الحركات الإسلامية وأدبياتها ما يعالج مثل هذه القضايا بشكل واضح ومنهجي وعملي؟.
    أنا أشرت إلى أن بعض الحركات الإسلامية لها اهتمامات اجتماعية تحاول أن تنزل أفكارها إلى برامج اجتماعية وتنشئ بعض المؤسسات ذات الطبيعة الاجتماعية التي توجه إلى خدمة الجماهير فيما يتعلق بمسائل التعليم والفقر.

    "
    بعض الحركات الإسلامية لها برامج اجتماعية ولكن هذا التوجه وهذه الخدمات ليست خدمات اجتماعية بريئة من الكسب السياسي
    "
    ولكن هذا التوجه وهذه الخدمات ليست خدمات اجتماعية بريئة من الكسب السياسي وهذا ما يقدح في هذا العمل.


    أول ما تضع برنامج اجتماعي له غايات سياسية قريبة تبدأ عملية العزل والفرز وتنصرف من مواجهة المشاكل الحقيقية إلى التفكير في الكسب السياسي.

    فالبرنامج لا يكون الغرض منه مكافحة المرض أو إحداث التنمية المحلية بصورة مباشرة إنما الغرض منه هو كسب قاعدة جماهيرية لمرحلة من المراحل كالانتخابات ومثلها.


    لم تنجو من هذه التجربة في تقديري إلا حركات مثل حركة حزب الله في لبنان وإذا عملت مقارنة تجد هناك تميز بين برامج الحركة الإسلامية الاجتماعية والبرامج الاجتماعية التي يؤديها حزب الله.

    الذي يقول إن برامجه الاجتماعية بيضاء أي بمعنى أنها ليست بغرض التوظيف أو الكسب السياسي وإنما هي برامج بغرض إحداث تنمية محلية حقيقية للذي معهم في الجماعة ولمن هو ليس معهم في الجماعة.

    وطبعاً لأسباب خاصة حزب الله اختار أن ينفتح بهذه الصورة وافتكر أن هذا نجاح يذكر له لأنه طبعاً المواجهة الحقيقية للتنمية ولقضايا الفقر والجهل بصورة حقيقية وصادقة هو الذي يكسبك الجماهير على المدى البعيد وليس توظيف هذه المؤسسات لهدف سياسي قريب.

    وهذا فرق بينهم وبين الحركات الإسلامية سواء عندنا في السودان أو حركة حماس في فلسطين أو حركات أخرى في باكستان تلاحظ أن عندها مؤسسات وخدمات لكن الهدف منها هدف قريب هو الكسب السياسي أكثر من مواجهة القضايا الأساسية.

    لذلك ظلت القضايا الأساسية موجودة ومؤجلة رغم أن الحركات الإسلامية لها عقود من الزمان وإذا سألت أصحاب الحركات الإسلامية يقولوا إن هذه قضايا دولة ليست قضايا حركة ونحن مضطهدين ومطاردين وهذا ما نستطيعه.


    وهذا صحيح جزئياً لكن الصحيح أيضاً أن الحركات الإسلامية تؤجل النظر في هذه القضايا إلى مرحلة الدولة أو مرحلة ما بعد الدولة التي قد لا يصلوا إليه أو إذا وصلوا إليها ليس بالضرورة أن تكون دولة متجهة لهذه القضايا لأن الدولة أحياناً تستولد قضايا أخرى.


    في بعض الأحيان قد يكون السبب لعدم الاهتمام بهذا الثالوث قد يرجع إلى تكوين الحركات الإسلامية نفسها لأنها حركات صفوية ولذلك لم تكن في الغالب من غالبية الشعوب ولذلك القائمين على أمرها كانوا صفويين اتجهوا لمعالجة قضايا لا تهم المجتمعات الشعبية؟
    إذا نظرت للحركات الاجتماعية في التاريخ الإنساني عموماً وحركات الإصلاح الذين قاموا بها كانوا صفويين معظمهم كانوا من الطبقة الوسطى أو الطبقة فوق الوسطى.


    ليس بالضرورة أن يكون الإنسان من الطبقة المسحوقة حتى يشعر بآلامها ليس هناك من بأس أن تكون قيادات الحركات الإسلامية من هذه الطبقات لكن تحس بهذه المسائل وتحاول حلها، المشكلة ليست فقط التكوين الاجتماعي لكن يمكن التكوين العلمي والتكوين السياسي.

    التكوين العلمي صحيح فيه هذه الناحية الصفوية وفيه تعلق بالمثال الذي ذكرناه خاصة الذين اتخرجوا في الدراسات الشرعية تعلقهم بالمثال وأشواقهم له أكثر من تعلقهم بالواقع ومعرفتهم بالمثل والأفكار أكثر من معرفتهم بالواقع.


    ثانياً التكوين السياسي نفسه التكوين التنظيمي يؤطر الإنسان كثيراً ويشغله كثيراً بحيث لا يكون لديه متسع للتجاوب مع بعض القضايا الأخرى المحلية وحتى القضايا الإنسانية.


    نزعة التسيس الزائدة في تجربة الحركات الإسلامية هل سببها المباشر هو احتكاكها مع تيارات أخرى دخلت معها في صراع أم أن هناك أسباب أخرى؟
    جزء منها متصل بالرؤية العامة للحركات الإسلامية بمعنى أنهم يعتبرون أن الفريضة الناقصة أو الفريضة الغائبة في المنظومة كلها هي الجانب السياسي منذ سقوط الخلافة وسقوط الدولة الإسلامية والثغرة التي تحتاج إلى معالجة هي الثغرة السياسية لذلك وجهوا طاقات واهتمامات شديدة للجانب السياسي.

    السبب الآخر هو أيضاً الضغوط السياسية والأمنية الهائلة التي تعيش فيها معظم الحركات الإسلامية فما تركت لهم خياراً غير الاشتغال بالسياسة فإذا أنت كنت محاصر أو معتقل من نظام سياسي قابض وقاهر فماذا تستطيع أن تفعل غير أنك تحول كل طاقتك الذهنية والنفسية لمقاومة هذا النظام.


    بالتالي طغى الجانب السياسي وهذا ليس بالأمر الحميد هناك حركات سياسية أخرى كثيرة في العالم غير الإسلامي وتعرضت لضغوط سياسية وتعرضت لكذا لكن ذلك لم يمنعها من تكوين برنامج ذي قاعدة اجتماعية وذو أبعاد ثقافية فكرية هامة فهذه نقطة تحتاج فعلاً إلى تفسير.


    نقطة أخيرة فيما يتعلق بقضايا الاجتماعية هناك ضعف بائن في تجارب الحركات الإسلامية في الاهتمام بالفقراء؟
    ليس كلها، هناك بعض الحركات الإسلامية في فترة سابقة لديها إحساس بهذه المسألة وحاولت تقوم ببعض المعالجات.

    وإذا نظرنا الآن إلى بعض الحركات التي استطاعت أن تحقق بعض النجاحات مثل الحركات الإسلامية في تركيا ظاهر أن هذه الحركات لديها إحساس بالمسألة الاجتماعية ومسألة الفقر والتنمية بصورة كبيرة.


    وإذا نظرنا حتى للحركة الإسلامية في مصر لديها هذا وصحيح أنه ليس بنفس النسبة التي توليها للجوانب السياسية والجوانب الأخرى مسألة الفقر عموماً صحيح أنها لم تجد الاهتمام الذي تستحقه في برامج الحركات الإسلامية في تقديري.


    الحركات الإسلامية أنتجت مشروعات للتجديد في مقابل تحديات الواقع فهل كانت هذه المشروعات علي قدر التحديات وهل أجابت على أسئلة الواقع مع التباين في مشروعات الحركة الإسلامية على مستوى العالم العربي والإسلامي؟
    هذا سؤال جيد ولكنه صعب بعض الشيء لأنه لا نستطيع الحكم على تجارب كل الحركات الإسلامية بصيغة واحدة ونقول على العموم نعم استطاعت الكثير من الحركات الإسلامية أن تنتج برامج تستجيب فيها لبعض تحديات الواقع.


    "
    واحدة من أهم التحديات التي تواجه هذه الحركات أن هناك فجوة كبيرة بين المجتمع والقوى الاجتماعية المسلمة وبين الدولة الحديثة
    " وطبعاً لمعرفة هذه البرامج وجدواها نحتاج لنظرة للتحديات نفسها التي تجابه هذه الحركات الإسلامية.


    وفي تقديري أن واحدة من أهم التحديات التي تواجه هذه الحركات أن هناك فجوة كبيرة بين المجتمع والقوى الاجتماعية المسلمة وبين الدولة الحديثة.


    وكان واحد من التحديات كيف يمكن إخراج هذه الجماهير المسلمة المهمشة لفترات طويلة، من هوامش الحياة وإدراجها في الحياة العامة حتى تشارك بصورة حقيقية في صناعة واقعية.


    لأن قولنا أن هناك حركة إسلامية أو قيادة لا ينبغي بأي حال أن يلغي دور الجماهير.


    وواحد من التحديات كيف نستطيع أن نخرج هذه الجماهير ونبني لها قدرات حتى تشارك مشاركة حقيقية في صناعة مستقبلها وفي تحقيق أهدافها.


    والتحدي الآخر هو كيفية الوصول للسلطة أو الوصول للدولة وكيفية بلورة رؤية ونظرية للدولة نفسها ككيان.


    طبعاً أنت لا يكفي أن تقول إنك تريد أن تستولي على الدولة ولكن يجب أن تجيب على أسئلة أخرى ما هي طبيعة الدولة ورؤيتك للدولة على افتراض أنك تمكنت من الاستيلاء على هذه الدولة.


    ثانياً ماذا عسى أن تفعل هذه الدولة كمشروعات ما هو الدور المناط بهذه الدولة حتى تستطيع أن تكتمل المشروعات التي تتحدث عنها وفي تقديري هذا واحد من نقاط ضعف الحركات الإسلامية.


    لم تكن مهيأة لتصورات كاملة عن مشروع الدولة في برامجها؟
    صحيح لم تكن لديها نظرية متكاملة عن طبيعة الدولة وعن الوظيفة التي يمكن أن تؤديها والمشكلات التي يمكن أن تفرزها.

    مقاربات: هل الحركات الإسلامية كانت مهيأة لمشروع الدولة؟



    طبعاً هناك نظريات في تاريخ الفكر السياسي الحديث كثيرة عن الدولة وهناك نظريات غالبة في الفكر الغربي.


    أنا أخشى أن أقول أن كثير من الحركات الإسلامية استندت على هذه الأفكار والنظريات الجاهزة في الدولة ثم اعتمدتها في برامجها الإسلامية.


    لم تكن هناك اجتهادات خاصة للحركات الإسلامية في مقولة الدولة رغم بعض الاجتهادات هل هذا يعني أنه لم يكن لديها اجتهادات في نظرية الدولة؟
    الاجتهادات في نظرية الدولة في تاريخنا الإسلامي توقفت منذ زمن طويل، لدينا نظريتين، نظرية الإمامة في التراث الشيعي، ونظرية الوكالة في التراث السني ونظرية الخلافة.


    نظرية الإمامة الحركات التي تعمل في الإطار السني لا تهتدي بها نظرية الخلافة وأصبحت نظرية تاريخية وأثبتت قصوراً وفشلاً في كثير من الجوانب فلا يمكن أن يستهدى بها كثيراً، نظرية الوكالة هي نفس النظرية الليبرالية الغربية السائدة في العالم الغربي.


    هناك نظرية أخرى مهمة جداً تسربت إلى فكر الحركات الإسلامية بطريقة لا شعورية في تقديري وهي النظرية الماركسية في الدولة وهذه نظرية على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة.


    ومفادها أن ماركس لاحظ إلى مركزية الدولة في النظام الرأسمالي الغربي وأعتقد أنه لا يمكن إحداث تغيير اجتماعي حقيقي إلا بانتزاع هذه الدولة من القوى البرجوازية وتسليمها إلى القوى العاملة التي تقوم من بعد بتشكيل مستقبلها بصورة جديدة ثم تتلاشى الدولة.


    وهذه النظرية عليها ملاحظات كثيرة حتى في التجربة الماركسية نفسها ولكنها بصورة ما تسربت إلى داخل فكر الحركات الإسلامية.


    في كل فكر الحركات الإسلامية أم حركات بعينها؟
    أعتقد أن الحركة الإسلامية في مصر والحركة الإسلامية في السودان وحركات أخرى فكرة مركزية الدولة هذه لها مكان في تفكيرهم وبالتالي ضرورة الاستحواذ على الدولة وهذا أمر في درجة عالية من الأهمية والخطورة.


    لأنك أول ما تفكر أن شروط التغيير مربوطة بالاستيلاء على جهاز الدولة بالتالي كل العمليات الأخرى والمشاريع سوف تكون لاحقة إلى هذه الفكرة المحورية.


    طبعاً أنا لا اعترض على الدولة من حيث هي والاستيلاء على الدولة لكن السؤال ماذا يحدث بعد الاستيلاء على الدولة.


    حتى ولو لم يكن الاستيلاء بالطرق المشروعة؟ هل هناك في تجارب الحركات الإسلامية طريق مشروع للوصول إلى الدولة؟
    طبعاً الطريق الذي يتحدث عنه دائماً يمر من خلال الجماهير لابد أن يكون هناك تفويض ورضا شعبي ويكون هناك مشروعية شعبية من خلالها يتم الاستيلاء على الدولة.


    ثانياً بعد الاستيلاء على الدولة النظرية تفترض أن تعود السلطة إلى الجماهير نفسها ويكون الهدف من الدولة هو تقوية القدرات الجماهيرية وهذا يستقيم مع الفكر الإسلامي.


    لأن النظرية الإسلامية ترى أن المجتمع أهم من الدولة وتقوية المجتمع أهم من تقوية مؤسسات الدولة وينبغي إذا وصلنا إلى الدولة تستخدم الدولة لتقوية قدرات المجتمع المختلفة حتى يستطيع أن يقوم بكل أعبائه في النهضة الحضارية.


    تضخم مقولة الدولة في فكر الإسلاميين هل هو طبيعي أم هي حالة مرضية كما يقول البعض؟
    لا نقول هي حالة مرضية لكن في بعض الأحيان حالة اضطرارية لأن العمل السياسي والعمل الاجتماعي يقود بعضه إلى بعض.


    فأنت إذا دخلت في طريق محاولة الاستيلاء على الدولة وتعظيم المؤسسات فإن الدولة لها منطقها الداخلي ومقتضياتها السياسية.


    فالدولة نفسها تجبرك على أن تفكر بطريقة الدولة وبطريقة المؤسسات.


    فأنا أعتقد أن الدولة كما أن الإنسان أو السياسي يحاول أن يشكل الدولة، أيضاً تجد في كثير من الذين دخلوا في هذه التجربة شكلتهم الدولة بدلاً أن يقوموا بتشكيلها وعدلت رؤاهم بدل أن يقوموا في إعادة هيكلة الدولة.


    وهذا هو مأزق كثير من الحركات الإسلامية التي وصلت إلى مرحلة الدولة وهو المأزق الذي ينتظر التي لم تصل لمرحلة الدولة.


    قيم مثل قيم الحريات وحقوق الإنسان وتداول السلطة في تجارب الحركات التي لم تصل وفي تجارب الحركات التي أتيح لها أن تطبق مشروعها على أرض الواقع هل ترى هذه القيم بارزة في تجارب الإسلاميين؟
    طبعاً قيمة تبادل السلطة وقيمة الحرية جربت في مرحلة ما قبل الدولة والنتائج لم تكن باهرة بأي حال من الأحوال لأن التنظيمات الإسلامية في داخلها تعثرت فيها فكرة تبادل السلطة.


    وطبعاً أمير الجماعة أصبح مثل الخليفة العباسي لا يتخلى ولا يتحول من قيادة الحركة إلا بالموت الطبيعي أو الانقلابات والمؤامرات الداخلية وهذه تجربة غير مشجعة.


    فإذا أنت لم تستطع أن تبسط الحرية والشورى وتبادل السلطة في داخل التنظيم الإسلامي فكيف يتسنى لك أن تفعل ذلك حين تتولى الدولة الكبرى وهذه واحدة من التحديات الحقيقية.


    فالحركات الإسلامية مطالبة أن تثبت أن القيم الإسلامية قيمة العدل وقيمة الحرية والشفافية وتبادل السلطة هذه القيم الراقية مطالبة هذه الحركات أن تخرج لنا نماذج عملية واقعية في داخل التنظيمات الإسلامية نفسها ثم من بعد ذلك تتوطد ثقة الجماهير بها.


    من أين تسرب هذا.. الاستمرار في فترة طويلة في قيادة تنظيمات إسلامية، محددة من أين تسرب إلي فكر الحركات الإسلامية هل من التيارات التقليدية التي تحتك بها هذه الحركات في دول معينة أم من أين؟
    هناك خيط من التراث الإسلامي السابق في فكرة لا نقيل ولا نستقيل في أن الإنسان الذي ينال الثقة يستمر إلى أن يجد سبب يسحب منه الثقة.


    وهناك خيط آخر من التراث الإسلامي أيضاً هو المحافظة والخوف من الفتن والنزاع فلا تنازع أهل الأمر في هذه الأمور.


    وهناك خيط آخر من المجتمعات الإسلامية أنها في عمومها مجتمعات محافظة. وهناك جزء آخر عملي أن القيادة في ظروف ما قبل الدولة لها تكلفة ولها ثمن ولها تضحيات.


    فالناس لا يتحمسون لها كثيراً فمن تصدى لها يترك لأن ليس لديها نواتج سعيدة بالتالي ليس هناك حماس شديد للتصدي والمنافسة للقيادة فترة ما قبل الدولة.


    يمكن فترة ما بعد الدولة أمر مختلف لذلك يترك من يصير أميراً أو مسؤولاً للجماعة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.


    وهذه الأسباب في تقديرنا التي أدت لعدم وجود تبادل للسلطة لأنه ليس هناك سلطة بصورة حقيقية يتنافس فيها الناس ولا شيء مغري بل بالعكس هناك تضحيات ومشاكل شديدة مما جعل الجماعة تركن إلى من يتحمل هذه الأعباء وهذه المسؤولية ولا ينافسوه.


    بعض الحركات الإسلامية حاولت أن تصل إلى الحكم عن طريق الممارسات الواقعية التي يحكمها ظرف اليوم مثل تجربة الإسلاميين في الجزائر وفي فلسطين حاولت أن تصل للحكم عن طريق صناديق الاقتراع لكن تم وأد التجربتين، الحديث الآن عن مرونة في فكر الحركات الإسلامية في التعامل مع مفاهيم الديمقراطية وغيرها هل السبب ما تم لوأد في تجربتي حماس والجبهة الإسلامية في الجزائر أم أن هناك أسباب دفعت الحركات الإسلامية إلي أن يكون خطابها مرناً بعد الشيء؟
    طبعاً الجزائر لها خصوصية لأن الجزائر هي الحديقة الخلفية لقوى أوروبية لا تريد للجزائر أي انعتاق بعيد عنها وكذلك فلسطين هي منطقة لصراع دولي معقد جداً.

    "
    الوصول للسلطة عن طريق القهر والإكراه سيبرز سلسلة أخرى من سلسلات القهر والهيمنة والإكراه
    "
    فبالتالي أي محاولة وجود حركة إسلامية أو حركة ديمقراطية حرة تكون مرتبطة بمصالح دولية وتعقيدات خارجية كثيرة بالتالي تحبط هذا عامل خارجي.


    وهناك عامل آخر داخلي أنك عندما تتحدث عن الدولة لابد أن تتحدث عن القوى الاجتماعية المستفيدة من هذه الدولة.


    في تقديري كثير من الحركات الإسلامية تنظر للدولة كأنها جهاز سلطوي قانوني فقط، وتنسى القوى الاجتماعية ذات المصالح القوية في قيام هذه الدولة وسقوطها.

    فإذا أنت تريد أن تستولي على هذه الدولة لابد أن تحدث تفاهمات ما مع القوى الاجتماعية الحقيقية التي تسيطر على الاقتصاد وعلى التجارة وعلى عوامل الإنتاج، فالدولة فقط بنية فوقية.


    لهذا فإذا كان هناك مرونة فهي ليست فقط على المستوى السياسي أو القانوني أو الشعار وإنما المرونة في التصالح والتحالفات والتراضي الذي يتم بين الحركات الإسلامية وبين القوى الاجتماعية الحقيقية المتنفذة.


    فإذا استطاعت حركة حماس أن تحدث مثل هذا أو استطاعت حركة في الجزائر أن تحدث مثل هذا التصالح تستطيع أن تصل إلى الدولة.


    والتخوف ليس فقط من القوى الخارجية لكن التخوف أيضاً من رأس المال القوى الرأسمالية البرجوازية الداخلية.


    فإذا وجدت حركة إسلامية متزنة تستطيع أن تتحالف وتطمئن أصحاب المصالح بأنها حينما تصل إلى الدولة لن تضر بمصالحهم فسوف يمهد لها الطرق إلى الحكم.


    لكن السؤال هل سوف تظل حركة إسلامية أم تتحول هي نفسها إلى عنصر من عناصر القوى الرأسمالية هذا تحدٍ كبير.


    هل يفرق كثيراً أن تصل الحركة إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع أو عن طريق انقلاب عسكري؟
    نعم أعتقد يفرق لأن الوصول للسلطة عن طريق القهر والإكراه سيبرز سلسلة أخرى من سلسلات القهر والهيمنة والإكراه.


    حتى لو طرحت الحركة لاحقاً مشروعها الإسلامي؟
    لن تستطيع أن تبرز مشروعها الإسلامي لأنها ستدخل نفسها في شبكة من المسائل الأمنية ومسائل التأمين وتحاول تسد فجوة عدم الثقة بينها وبين الذين لم يفوضوها وهذه تستهلك طاقات كثيرة.


    زيادة على هذا أنا أعتقد أن الذي يستولي على السلطة بالقوة والقهر هو نفسه سايكلوجيا يتغير يصعب عليه أن يعود إلى مرحلة التراضي.


    لكن إذا حدث ذلك وهي حالات قليلة فيكون هذا هو الأوفق لأننا لو استطعنا أن نجد مسوق لأي عمل إنقلابي في داخل الفكر الإسلامي فالمسوق هو النتائج التي تترتب عليه.


    فإذا الإنسان استولى وأخذ الدولة بالغلبة وفعل بها إحساناً وعاد بها إلى أصحاب الشورى الحقيقيين فهذا قد يكفر عن ذلك.


    لكن الذي نراه واقعاً أن الذي يستولى على الدولة عنوة وقهراً لن يعود بها بسهولة إلا أن تؤخذ منه عنوة ويدخلنا في سلسلة استخدام القوة والقهر داخل النظام السياسي بالتالي تحدث تمزقات كثيرة داخل المجتمع بسبب هذا.


    هناك الآن تجربة للحكم الإسلامي في إيران مسنودة بالفكر الشيعي وهناك تجربة إسلامية في تركيا البعض يعتقد أنها مسنودة إلى حد على علمانية لها علاقة بالغرب هناك تجربة في السودان للحركة الإسلامية في الحكم أقرب إلى الإسلام السني هل تنظر إلى هذه الحركات إلى أنها تستفيد من تجارب بعض، هل بينهما خيط مشترك؟
    أنا لست متأكداً ما إذا كان هناك فعلاً شيء من تنسيق أو تناغم بين هذه الحركات لكن الذي أراه أن كل هذه الحركات تسير على طريق التجربة والخطأ إلى حد كبير بما فيها الحركة في إيران.


    رغم أن الإيرانيين في مجال التنظير وفي مجال الفلسفة أبعد باعاً لكن السياسة لا تستطيع أن تضبطها على ضوابط نظرية ففيها مجال كبير للتجربة والخطأ.


    فأنا لا أرى أن هناك تنسيق كامل ولست متأكد ما إذا كانت هناك استفادة مشتركة بين هذه الحركات ويا ليت ذلك يتم.


    هل ذلك ممكن ومتاح على رغم الاختلاف الفكري في هذه الحركات؟
    يمكن أن يحدث ذلك لأن السياسة في عالمنا الحاضر لا تقوم على الانفراد ولا تقوم على الإقليمية الضيقة أو القطرية ولكن العالم كله يتسع ويسعى لإيجاد تحالفات وإيجاد نقاط مشتركة وتبادل منافع إلى آخره.

    أ.د التيجاني: السياسة الإقليمية والدولية لا تسمح بالتنسيق بين الحركات الإسلامية الحاكمة



    فالدول التي أشرت إليها يمكن أن تمتد بينها اتصالات وتقوم بينها أنواع من الاشتراك والتعاون إذا توفرت.


    لكن لا تنسى أن السياسة الإقليمية والسياسة الدولية لا تسمح في كل الأحيان أن يتم تنسيق حقيقي ووثيق بين الحركات الإسلامية سواء كان في إيران والسودان أو في السودان وتركيا.


    ما يسمى الآن بالربيع العربي هناك حديث أن الحركات الإسلامية كان لديها دور في حركة الجماهير في الوصول إلى هذه النتائج الآن هل هذا تم بوعي من هذه الحركات أم أنها اختطفت ظرفاً تاريخياً معيناً وقفزت على المشهد السياسي؟
    لا أعتقد أن الحركات قفزت، لكن السبب الذي أوجد لها دور أنها كانت حركات مقهورة في داخل هذه النظم مثل ليبيا ومصر، تجد أن الحركات الإسلامية كانت في المعارضة وكانت في السجون وكانت على هامش الحياة.


    والنظام الذي أطيح به كانت جل قوته مركزة على ضرب وتصفية هذه الحركات، ويركز ليلاً ونهاراً على أن هذه الحركات هي البعبع الذي ينبغي أن يزاح إلى آخره.


    فالحركات استفادت جماهيرياً من هذا الزخم لا نستطيع أن نقول إنها صنعت الثورات بصورة كاملة لكن نستطيع أن نقول إنها شاركت في كثير من الأحيان مشاركة فعالة في إنجاح هذه الثورات.


    هل سيترتب على ذلك دور لهذه الحركات في مستقبل الأيام؟ كيف تنظر إلى أدوارها الآن بعد اكتمال المشهد بوصول الحركات الإسلامية في بعضها إلى البرلمان في بعضها يرشح الآن نفسه للرئاسة؟
    بالتأكيد هذه تدخل في إطار مأزق ما بعد الدولة وهو يمكن تلخيصه في ثلاث أو أربع نقاط أساسية.

    "
    الحركة الإسلامية إذا وصلت للدولة فإنهم مطالبين بالبرنامج التنموي الذي يستوعب البطالة ويحرك المصانع والمزارع ومن أين تحصل على التمويل اللازم
    "
    النقطة الأولى أن هذه الحركات إذا توصلت إلى مرحلة الدولة أو شاركت مشاركة فعالة فماذا يفعل أو ماذا يحدث في مجال النظام السابق كيف تتعامل مع ما يسمى بالفلول، ففي بعض الدول النظام السابق ليس مجرد شخصيات أو أفراد إنما هو نظام قائم كان مستمر لفترة طويلة.


    وكيف تتعامل مع النظام الدبلوماسي والعسكري، كيفية تفكيك النظام البائد وإقامة نظام جديد، هذا تحدٍ لبناء دولة بصورة جديدة وقيم جديدة هذه مسألة في غاية الصعوبة الجماهير ستحكم عليك بنجاح وفشلك في هذا.


    النقطة الثانية التنمية الاقتصادية ومسألة الفقر ما هو البرنامج العملي هذه الجماهير التي خرجت وثارت هي جماهير مطحونة بالفقر والتهميش والجهل هم يريدوا أن يكون هناك برنامج واضح يغير هذه الحالة، برنامج تنموي.


    وإذا وصلت الحركة الإسلامية فإنهم مطالبين بالبرنامج التنموي الذي يستوعب البطالة ويحرك المصانع والمزارع ومن أين تحصل على التمويل اللازم.


    النقطة الثالثة والخطيرة في تقديري هي العلاقات الدولية وخاصة فيما يتعلق بالقوى الغربية المهيمنة والتحالف الغربي الإسرائيلي.


    طبعاً طالما هي حركات إسلامية فستطرح مباشرة مسألة فلسطين ومسألة إسرائيل فكيف تتعامل مع هذه القضية.


    وهذا تحالف عسكري أمني تقني قوي جداً فهل تستجيب عن طريق التعبئة والجهاد أم تستجيب عن طريق الهدنة والتطبيع أم أن هناك طريقاً ثالثاً تستطيع أن تسلكه الحركات الإسلامية لمواجهة هذه القوى، فهذه تحديات في غاية الصعوبة.


    بالإضافة إلى تحديات بناء الدولة الحديثة نفسها وكيف تكون علاقاتها مع المجتمع وماذا تفعل مع القوى الرأسمالية الموجودة هل تتحول لنظام رأسمالي وتعتمد تخصيص المؤسسات وتخصيص الدولة نفسها أم تصبح دولة قطاع عام تقوي ذراع الدولة.


    طبعاً إذا ذهبنا في اتجاه النظام الرأسمالي فما هو الداعي للثورة أصلاً وأين يوجد الشعار الإسلامي وإذا قلنا بالرجوع إلى مسألة الحكومة المركزية القوية وتدعيم القطاع العام وبناء التعليم فمن أين تحصل على التمويل اللازم لهذه العمليات هذه معضلات كثيرة.


    الغرب يتهم الحركات الإسلامية أنها في بعض الأحيان كانت محضن لتفريخ الإرهاب والعنف كيف تتعامل هذه الحركات مع هذه النظرة الغربية؟
    أنا لا أعتقد أن التعامل مع هذه الاتهامات يكون بالإنكار والرفض فالآخر سيظل يتهمنا بالإرهاب وسيظل يتهم الحركات الإسلامية بالأصولية إلى آخره.


    لكن الرد الحقيقي أن نطور نقداً داخلياً ذاتياً بصورة صحية ونعترف أنه فعلاً في داخل المجتمعات الإسلامية وفي داخل الفكر الإسلامي هناك خمائر تولد هذا النوع من التفكير المتطرف وهذا النوع من النزعة الاقصائية موجود في داخل تراثنا.


    فلابد أن نطور قدرات نقدية تستطيع أن تقضي فعلاً على سمات التطرف والغلو في داخل المجتمعات نفسها لأن التطرف ليس خطراً على الغرب فحسب إنما هو خطر على المسلمين والمجتمعات الإسلامية.


    وأنا ألاحظ أن الحركات الإسلامية حين يأتي الكلام عن التطرف والإرهاب تغض الطرف وهذا لا يفيد.


    فينبغي أن يكون للحركات الإسلامية خط واضح فهناك أشياء ينبغي أن لا نقر بها تماماً سواء كانت ارتكبت جرائم ضد الغرب أم لم ترتكب.


    فنحن لا نقبل التطرف والتفسير الشكلي والحرفي للدين والتحدث باسم الاسلام بهذه الصورة.






    شبكة الشروق
                  

10-02-2012, 07:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    المبادرة التصحيحية لمسار الحركة الإسلامية

    الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام علي من جاء بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره الكافرون .. وبعد،،

    قال تعالي :- ( والذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) صدق الله العظيم

    قال الشهيد سيد قطب:

    ( عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ! … أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية ، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ! … )

    أعي يامن تدعي الإقتداء بأقطاب وأعلام الحركة الإسلامية وأديت قسم الولاء والطاعة لها ولقيمها ومبادئها.. فهل أصبحت تلك القيم والمبادئ أشواق وأضغاث أحلام؟؟!! .. أم بقول شاعرٍ قليلاً ما تفقهون؟ أم بقول كاهن قليلاً ماتذكرون؟؟ … مالكم كيف تحكمون ؟؟؟!!..

    (إن المبادئ والأفكار في ذاتها – بلا عقيدة دافعة – مجرد كلمات خاوية ، أوعلى الأكثر معانٍ ميتة ! والذي يمنحها الحياة هو حرارة الإيمان ، المشعة من قلب إنسان !

    لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد ، لا في قلب مشع .

    آمن أنت أولاً بفكرتك ، آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار ! عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون !! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية ، خالية من الروح والحياة !) …القائل الإمام الشهيد سيد قطب

    فاليوم نضع مبادرة متجددة لصالح ( المشروع الإسلامي الكبير ) غِيرةً علي شعلة الإسلام .. لتظل متقدة في سموات السودان ونموذجاً للعالم أجمع ، نضع هذا المشروع مستلهمين قيمه من جيلٍ قضي نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلاً ، وأهدافه من أولئك الذين مازالوا ممسكين بالسيوف ، فلم تعد لأغمادها وما يمموا هرباً ولم ينهاروا … فباعوا حياتهم رخيصة في سبيل دعوة لا يروعهم فيها فناء.. ومستنبطين مبادئها من كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

    نضع اليوم إجتهاداً آخر لمسيرة الحركة الإسلامية نتوق ونطمح في أن تعيد لهذه الأمة مجداً ورسالة وفكرة لا تنتهي .. نخرج اليوم وكلنا قوة وثباتاً فلا نريد إلاّ الإصلاح ماإستطعنا .. لنكمل ما بدأناه من مشروع إنقطعت وصاله بسلطة وجاه ونعيم .. وتلاهفته الأهواء والنزوات والقبيلة والعشيرة والمؤامرة، وخلت بعض من برامجنا لوسائل ربانية نقيس عليها مدي تدافعنا لتطبيق قيمنا الرسالية الراسخة..

    أما تاريخنا القريب وفي ظل تطبيق المشروع الحضاري والذي بنينا مؤسساته علي تقوي من الله عز وجل ومن أجل أسلمة المجتمع فأصبح الشعب وقتها هو الذي يحمي تلك القيم والمبادئ وهو الذي يبني ويشمر عن سواعد الجد .. ولكن سرعان ما تلاشت تلك المؤسسات وما تبقي منها أضحي بعضها مكاناً للتوظيف وكسب العيش .. وفي الذاكرة التهليل والتكبير النابع من قلوب وحناجر آمنت بالقضية .. وفي الذاكرة إيثار ونماء وثورة علي المحسوبية والربا والرشوة وتطهير للمجتمع من الرذيلة والإنحلال والإنكفاء علي الذات وتتبع خطوات الغرب شبراً بشبر وجحراً بجحر.. وفي الذاكرة خوف الأخ من التكليف لا التلهف وجعل السلطة شرف يتمسك بها ولا يتركها إلا وهو ناقم وساخط .. وفي الذاكرة كثير من القيم التي مارسناها بياناً بعملٍ في مجتمعنا وصرنا أنموذجا يحتذي .. أما اليوم فحدث ولا حرج..

    هوان وتراجع مخيف يضرب أوصال حركتنا الإسلامية الرسالية .. ولا منقذ لها .. غابت الأدبيات العامة وحل مكانها فراغ كبير وحزن وعويل .. لقد تبايعنا علي أركان عشرة …الفهم ، والإخلاص، والتضحية ، والطاعة ، والثبات ، والتجرد ، والأخوة ، والثقة .. فبدلنا فيها الكثير وذابت في أضابير الشغف واللهف للسلطة حيث غاب مبدأ الفهم وحل الجهل- وغاب الإخلاص وحل الإهمال – وغابت التضحية وحل حُبُ النفسِ والشهوة – وغابت الطاعة وحل التفلت والشغب والتكتل ونصرة القبيلة والجهة – وغاب الثبات وحل محله الخوف من المصير ومن إحلال بعض من الربا وتعطيل بعض حكم الله في كثير من أمور حياتنا العامة والخاصة – وغاب التجرد ونكران الذات – وغابت الأخوة وحلت محلها المؤامرات والدسائس – وغابت الثقة وحل محلها الشك وعدم الصدق .. نعم لقدغابت أركان بيعتنا العشرة بنسبة تكاد تطغي علي معالم دعوتنا .. أما وصايا الشهيد حسن البنا العشرة فقد راحت هباءً منثورا ، أولها ضياع صلواتنا الجماعية .. والتجهم في وجه بعضنا البعض … وعدم التعارف ، ولا ورد يومي ولا صيام تطوعي ولا جلسات إيمانية ولا جلسات فكرية ولا إنتاج فكري ثقافي متجدد لدعوتنا..فهل من ذكري نتذكر ونعي ونتوب ونرجع ( إن الله يحب التوابين ويحب المتتطهرين) …. ( فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم)

    وحتي تعود الحركة الإسلامية إلي سابق عهدها نري الآتي وفق الملامح والرؤي الإجتهادية القويمة حيث نضع بعضاً منها في هذه المسودة والتي ماهي إلاّ فتح للمدارك والأبواب للإجتهاد الكبير الذي نطمح له حيث نجمل إجتهاداتنا الداعية للإصلاح في الآتي:-

    1. تمثيل القدوة الحسنة للمجتمع بداية بالأسرة الصغيرة التي ننتمي لها ثم العائلة ثم الحي أو القرية ومن ثم القدوة الحسنة في الشأن العام بطهارة اليد واللسان والعفة والصدق التراحم والتكافل والتواصل الإجتماعي الحميم بين الناس..وكل مايلزم إظهار الأخ المسلم بحقيقة ربانية تمشي بينهم لا تتعالي أو تترفع عنهم وعن حاجياتهم الخاصة والعامة..

    2. دعوة الناس بالحسني وإعمال مبدأ توحيد الأمة علي كلمة سواء أو إجراء إنتخابات يجمع عليها أهل السودان والجماعات والتنظيمات السياسية ذلك لإعادة بعضاً من بريق الحركة الإسلامية الذي غاب كثيراً ولتقدم أنموذجاً في الزهد في السلطة إذا كان من الممكن وضع الدستور الإسلامي المتفق عليه بجميع أهل السودان.

    3. الدعوة لمؤتمر عام طارئ للحركة الإسلامية ومناقشة مسيرة الحركة الإسلامية خلال العقدين من الزمان ووضع المنهجية المتجددة لمسيرة الحركة الإسلامية في السودان ..مع وضع في الإعتبار التجارب السياسية لمصر وتركيا وماليزيا ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة)..

    4. تبني قيام (المشروع الإسلامي الكبير) ووضع الأطروحات والبرامج المنفذة له وإشراك أهل القبلة في ذلك مع وضع وسائل ممكنة لإنفاذه

    5. إحياء مؤسسات المجتمع السابقة التي رسخت قيم ومعاني إلتف من حولها الجمهور ونفذ من خلالها المشروع الحضاري.

    6. الإهتمام بالقيم والمعاني التي فجرتها الحركة الإسلامية وتبني مبدأ التخطيط الإستراتيجي لكل المشاريع والبرامج لهذه الأمة.

    7. الحركة الإسلامية كيان له صفته الإعتبارية الجامعة لأي واجهة حزبية كانت أو منظومة إجتماعية خرجت من رحمها ، تأتمر بإمرتها وتأخذ الموجهات العامة من مؤسساتها ، مع إعتراف مسبق بإستقلالية تلك المؤسسات في إدارتها العامة ومشاريعها الحياتية العامة مالم تتعارض ومبادئ (المشروع الإسلامي الكبير).

    8. العضوية لها تزكيتها وتربيتها وتوثيقها وعنصر الكفاءة و الإلتزام الحركي هو المقياس لتولي الشأن العام ..

    9. مراجعة الهياكل الحالية وتنقيتها وتفعيلها لحين البت النهائي في تبني المشروع المتجدد للحركة الإسلامية في ظل الجمهورية الثانية.

    10. مازلنا نحن دولة تحكم في السودان لا بد لها من مراجعة الآتي وبأسرع فرصة ممكنة :-

    1- القوانيين العامة والخاصة كل حسب تخصصه وإرجاع نظام المؤتمرات المتخصصة لوضع النماذج للجمهورية الثانية ، يحارب فيها الفاسدين ولو كانوا أُلي قُربَي ، ونضع فيها حداً للمحسوبية والرشوة وضبط الشارع العام وتطبيق الحدود الإسلامية الشرعية وإعمال مبدأ العدالة ومحاربة كل الظواهر السالبة في السياسة والإقتصاد والثقافة وإحياء مبدأ قوانين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

    2- الدولة تبقي داعية للتوجه إلي الصراط المستقيم وهي أول من ( تصلي وتزكي وتصوم وتُفتي وتتفقه في الدين وتدعوا إلي الحق والفضيلة والخير والعدل )

    3- بسط العدل والحرية والتوزيع العادل للسلطة والثروة بين كيانات السودان المتعددة ورتق النسيج الإجتماعي بين الأفراد والجماعات والنظر في نظام إدارة الدولة وتغيير كل المعالم السابقة والتي توارثناها عن المستعمر ومازالت تتحكم في مجتمعاتنا (كالقبيلة ) ، ونظام الحكم الفدرالي وتحرير الإقتصاد والتعيين بدواعي القبيلة والنفوذ لا علي مبدأ الكفاءة والقدرة .

    4- محاربة الفساد إبتداءً من مراجعة أنفسنا فرداً فرداً ومؤسسةً مؤسسةً ورفع كشف حساب واضح المعالم لما كنا عليه قبل الثورة ولما صرنا عليه بعد الثورة والإستغفار والتوبة لما إقترفناه من جرم إن كان موجوداً وتدعيم ماكان صالحاً ليتواصل. (للتوبة شروط معلومة)

    5- الفقر والحاجة ضربت في مجتمعاتنا وتفشت ظاهرة الطبقية المستترة وتفارقت المستويات المعيشية ، أما مؤسسات الدعم الإجتماعي لم تكن كما خطط لها فتغلغل فيها الحزب ووجهها في توجهات متعددة ليست نابعة من المصارف المعروفة قانوناً وتلاعب الكثيرون علي الفقه فيها فأصبحت المأموريات والسفريات وشراء العربات الدستورية ودعم المسئولين تأتي منها. بيد أن هنالك دعم عام يمنح لبعض الشرائح ولكنه لا يغطي أو يفي الحوجة الحرجة التي ضربت المجتمع من جراء بعض السياسات العامة.. ومبدأ التعويض عن المشروعات الكبري والحرب تتفاوت من مكان لمكان دون هادي أو قانون مما يشجع علي الغبن والإختقان.

    6- لا سياسات عامة يتحكم فيها حفنة من الأشخاص ولكن شوري ومرجعية للقواعد وهي التي تحكم ، ونظام أساسي تضعه قواعد الحركة الإسلامية وتستفتي فيه.

    7- الثقافة العامة والتراث ليس لعب ولهو وإنما قيم ومعانٍ تتنزل علي الناس دعوة للخير والحسني وتجسيد للنخوة العربية والحماسة الإفريقية التي ننتمي إليها.. ونفصل فيها بين ماهو حلال وجائز فنتبعه وفق الشرع الإسلامي وبين ماهو حرام ومنكر فنمنعه.

    8- الدفاع عن العقيدة والوطن وإحياء سنة الجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الوطن والأمة الإسلامية جمعاء والإستعداد للمعركة الكبري بين الحق والباطل بتفعيل الدفاع الشعبي وإنشاء جيش التحرير الإسلامي والكتائب الإستراتيجية لتكون رادعاً جديداً لكل المتربصين بالإسلام وقيمه.

    9- إنشاء إعلام متخصص يروج لمبادئ الحركة الإسلامية مع تشجيع الحريات العامة في كل مجالات الإعلام وفتح المنابر الإعلامية للنقد البناء لا الهدم.

    10- تخصيص برامج توجيهية متخصصة لتخاطب الأسرة الطفل والشباب والمرأة

    وما نحن إلاّ ثلة تواثقت وآبت إلي ربها وقيمها ودعوتها ومرجعيتها الأساس في الحركة الإسلامية العالمية مع إفراد الخصوصية لحركة الإسلام في السودان ، وراقبنا ورصدنا مواطن الخلل عند حركتنا وكانت هذه المبادرة لتصحيح مسارنا من خلال (المشروع الإسلامي الكبير) وسننفذها نحن بمحض إرادتنا وننتصر للفكرة ونجتهد ما بلغنا في ذلك سبيلاً ، ونضعها بين إيدي مؤسساتنا التنظيمية دعوة للرجوع للحق والحراك والتدافع من أجل إحقاق الحق وزهق الباطل ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته علي الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به ، واعفو عنا ، واغفر لنا وإرحمنا، أنت مولانا فأنصرنا علي القوم الكافرين) صدق الله العظيم

    والله الموفق وهو الهادي الي سبيل الرشاد

    التوقيع : هو الحق يحشد أجناده ويعتد للموقف الفاصل

    معنونة إلي :-

    1- أمين الحركة الإسلامية

    2- أعضاء شوري الحركة الإسلامية
                  

10-02-2012, 09:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الخضر يصف (الإنتباهة) بـ (التخريبية) ويدعو مجلس الوزراء لردعها
    االانتباهة

    نشر بتاريخ الإثنين, 01 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    في تعدٍ سافر لحرية الصحافة، هاجم والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر صحيفة «الإنتباهة» ولم يسمها وأشار إليها بوضوح، أثناء مداولات مجلس الوزراء الذي ترأسه الرئيس عمر البشير حول اتفاق أديس أمس، وعلمت «الإنتباهة» أن الخضر وصف الصحيفة بأنها تخريبية، ودعا لردعها وإيقافها. وقال إن الصحيفة الأوسع انتشاراً وتوزيعاً هي الوحيدة من بين الصحف التي تتخذ خطاً سالباً في ما يتعلق بقضايا الجنوب
                  

10-03-2012, 05:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الإنتباهة» والطواغيت!!


    نشر بتاريخ الثلاثاء, 02 تشرين1/أكتوير 2012 13:00



    الطيب مصطفى


    ونحن بين يدي حالة (تكسير الثلج) والبلطجة التي يمارسها بعض كتاب الغفلة أرجو أن تقرأوا هذا الخبر الذي أنقله بتصرف واختصار لنستقي منه العبرة والعظة:


    فقد رفض حاكم ولاية شمال بحر الغزال الفريق بول ملونق اتفاق الميل 41 الذي تقرر أن يكون منطقة منزوعة السلاح وخالية من وجود جيش السودان وجيش دولة جنوب السودان وقاد الرجل جبهة لمناهضة الاتفاق من خلال مؤتمر صحفي (عديل) عُقد في عاصمة الجنوب جوبا وليس في واو عاصمة ولاية ذلك الحاكم وانعقد المؤتمر الصحفي بالتزامن مع وصول سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان إلى جوبا وحثّ بول ملونق شباب المنطقة على ما سمّاه (الدفاع عن مناطقهم بما يستطيعون)!!


    هذه أيها السادة دولة حديثة لم يمضِ على ميلادها أكثر من عام تقريباً تبلغ من عافية الحريات والصدع بالرأي درجة أن يُعلن والي ولاية رفضه للاتفاق بل ويعقد مؤتمراً صحفياً في جوبا لمناهضته بينما دولتنا التي تجاوز عمرها أكثر من نصف قرن يُجرّم كلُّ من يقول (بِغِمْ) ضد الاتفاق وتُحشد (بصات الوالي) لتسوق الناس كالقطيع وبالمجان طبعاً إلى المطار ويتبارى كُتاب الغفلة في الهجوم على من يُبدون رأياً حتى ولو كان على استحياء ويكتب بعضُهم مهاجماً من لم يذهب إلى المطار مهلِّلاً ومكبِّراً وصادحاً بنشيد (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع)!! بل ينبري أحد الولاة في اجتماع مجلس الوزراء الاتحادي ويشنُّ هجوماً على «الإنتباهة» ويطالب بردعها وإيقافها ناسياً أنه بذلك السلوك أغلق الباب إلى الأبد أمام نفسه في التطلع إلى المنصب الأكبر أو حتى إلى منصبه الحالي فلسنا ممن يؤيِّد الطواغيت والفراعنة في عهد الربيع العربي!!


    كل القنوات الفضائية والإذاعات والصحف وغير ذلك من الوسائط الإعلامية تُسخَّر للتسبيح بحمد الاتفاق كلِّه وكأنه قرآن يُتلى ويُضيَّق على صحيفة واحدة أبدت ملاحظات على بعض بنوده أو بروتوكولاته وتُراقَب وتُهاجَم من داخل مجلس الوزراء وكل هذا (كوم) لكن (الكوم) الأعجب والأغرب أن ينبري من يُفترض أنهم حماة حرية التعبير للهجوم على من يعارض أو ينبس ببنت شفة ضد الاتفاق ناسين أنهم يُضيِّقون على أنفسهم ويمثلون سبة في جبين مهنة لا تقوم ولا تنهض إلا بإتاحة حرية التعبير وليت هؤلاء وليت طواغيت السلطة يعلمون أن الله تعالى لم يُكرِه أحداً على دينه، أما هم فإنهم يُكرهوننا على أن نتبنّى اتفاقيات بعضها ـــ في رأينا ـــ يشكِّل خطراً على أمن البلاد القومي وعلى هُويتنا الحضارية بالرغم من أنهم ليسوا أصحاب حق في هذه الأرض أكثر منا!!


    قارنوا بربِّكم بين الجماهير التي خرجت من تلقاء نفسها يوم تحرير هجليج مندفعة بروح وطنية عالية وشعور بالانتماء وبين الذين حُشدوا حشداً بدون أن يعلموا شيئاً عما سِيقوا من أجله... كم بربِّكم من هؤلاء علم بمضامين الاتفاقيات الموقَّعة وهم يمطّون شفاههم بالتقريظ أمام شاشات الفضائيات الحكومية والإذاعات ويدقّون طبول الأهازيج كما لو كانوا قد بلغوا الفردوس الأعلى؟!
    قارنوا بين ما حدث في الخرطوم التي حُشدت بأعلامها وقضِّها وقضيضها وبين جوبا التي كانت مُسترخية بل إن بعض قياداتها كانت معترضة على الاتفاق. أليس من حقهم في جوبا أن يتساءلوا كما حدث بالفعل لماذا تلك (الهلولة) في الخرطوم؟! ألا يعطيهم ذلك إشارة خاطئة تجعلهم يتعنَّتون في الجولات القادمة؟ ثم أيهما أجدر بالاحترام: موقف جوبا وهي تطرح الأمر على الجمهور وتتيح أبواب الحريات وتفتحها على مصاريعها أم موقف الخرطوم وهي تكتم أنفاس المتحفِّظين حتى ولو جزئياً؟! أيهما أجدر بالاحترام موقف جوبا وهي ترجئ الضجَّة إلى حين تمرير الاتفاقيات من خلال البرلمان أم موقف الخرطوم وهي تحتفل بالاتفاقيات باعتبارها قد أُجيزت متجاهلة ومحتقرة البرلمان على أساس أنه لا حول له ولا قوة ولا يملك أن يعترض على شولة كما حدث منه عند تمريره كارثة نيفاشا وغيرها؟!
    إنها تربية سيئة للجماهير خاصةً عند أدعياء المشروع الحضاري أن تُساق كالقطعان الضالّة وهل أنجت القطعان الرئيس مبارك حين اقتلعه ثوار الربيع العربي في مصر؟!


    أقول للوالي «الخضر» تواضع قليلاً أيها الرجل فقد تواضع من هو خيرٌ منك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل على رأي أصحابه وهو المُوحَى إليه من ربه إذ تخلى عن رأيه وأخذ برأي السعدين «سعد بن معاذ وسعد بن عبادة» في غزوة الخندق «قصة ثمار المدينة» وفعلها كذلك في غزوة أُحد ونزل القرآن مرشداً له ومعلمًا «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» لم نطلب منك أن تفعل ما فعله النبي الكريم وتتبنى رأينا ولكننا نطلب منك ألا تحجر علينا وتسفِّه رأينا وتستخفّ به وتأمر بخنقنا فما أنت بأكثر حرصاً منا على هذه البلاد ولتعلم أن سعيكم لحمل الناس جميعاً على رأيكم على غرار ما فعل فرعون موسى حين قال «مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ» فيه طغيان وإفساد بل تفسيق للمجتمع إذ يقول رب العزة سبحانه «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ» ولست أدري هل تريدون أن تُلجئوا الناس إلى حمل السلاح للتعبير عن رأيهم بدلاً من الكتابة العاجزة؟ أم ماذا؟


    كنت أريد أن أواصل الحديث عن الاتفاقيات لكن سلوك الوالي الذي كشف عن اتجاهه لتكميم الأفواه مما كنا نجهل نحن الذين آزرناه في الانتخابات خوفاً من البديل المتمثل في مرشح الحركة الشعبية (إدوارد لينو) وكذلك سلوك بعض كتاب الغفلة جعلني أتوقف قليلاً وأقول لهؤلاء إننا لم نحِد عن خطِّنا وما كنا نعارض بالباطل وقد أثبتت الأيام صحَّة مواقفنا منذ نيفاشا مروراً بتطبيقها على أرض الواقع وبسلوك الحركة خلال الفترة الانتقالية وحتى اليوم وبالحريات الأربع واتفاق نافع عقار ولنا رؤيتنا المعارضة حول الترتيبات الأمنية أما بقية الاتفاقيات مثل النفط والديون والتجارة وغير ذلك من الأمور التي لا تؤثر على الأمن القومي فلم يحدث أن اعترضنا عليها أو اعتبرناها خطاً أحمر لا ينبغي الاقتراب منه أو تجاوزه ولولا المنبر وانتباهته لساقنا المفاوضون إلى حتوفنا فمن غيرُنا كشف وبيَّن الحقائق؟.

    ----------------------


    الترجمة (2)

    اسحق فضل الله

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 02 تشرين1/أكتوير 2012 13:00
    قبل الكتابة:
    أستاذ...
    { .. الحملة التي تريد تحطيم الأستاذ الطيب مصطفى تتهمه بأنه هو من استطاع صناعة الانفصال.. وأنه هو من جعل الناس والبرلمان يرفضون اتفاقية نافع.. وأنه هو من استطاع أن يرد اتفاقية إدريس عبد القادر
    {.. والآن هو محطم اتفاقية أديس أبابا.
    { .. والحملة تقول إذن أن الطيب مصطفى هو من يقود السودان كله
    {.. لهذا فهو ــ كما تقول الحملة ــ رجل ضعيف!!
    { والحملة هذه عقلها هو هذا!؟
    (2)
    { وقبل الكتابة
    : وأن تحكم /على شيء مثل اتفاقية أديس أبابا/ يعني أنك تعرف كيف هو الاقتصاد الآن والجيش.. والأمن.. والمجتمع.. والعلاقات الخارجية و... و...
    {.. ويعني أنك تعرف كيف تجذب خيط الجيش دون أن تهتز شبكة الاقتصاد.. وأن تجذب خيط الأمن دون أن تهتز خيوط السياسة الخارجية والداخلية وأن.. وأن..
    {.. ومن يقدم مواد المعرفة هذه ــ للدولة ــ هو أهل كل جهة.. أهل الجيش من هنا واهل الاقتصاد من هناك.. وأهل السياسة من هناك..
    {.. بينما ــ من هؤلاء من يهمه جداً ألا تعرف الدولة حقيقة ما وراء ظهره.. والأمر مجرب كما يقول الناس والأحداث
    {.. ولعل جهات لا تخطر بالبال هي ما يدير كل شيء الآن ــ بعيداً عن العيون.. ولا نستطيع أن نقول أكثر.
    (3)
    { وللاتفاقيات مع الجنوب تاريخ..
    {.. وأيام تنفيذ اتفاقية نيفاشا كانت مكاتب العمل تتلقى قوائم طويلة تحمل اسماء الجنوبيين الذين ــ حسب الاتفاقية ــ يرشَّحون لشغل 20% من الخدمة المدنية..
    {.. والمكاتب تنظر ــ ورأسها يدور ــ فالأسماء ــ أسماء أعضاء الحركة الشعبية - كانت هي.. مصطفى وأحمد.. وسامية.. وعبد اللطيف..
    { وبعد عدة مئات من الأسماء تقع على اسم دينق.. أو مايكل
    { والعيون المذهولة حين تذهب إلى التفسير تكتشف أن المكتب ذاك - في شارع الجمهورية ــ الذي يسهر ليلاً طويلاً إنما كان يحشو وظائف الحركة الشعبية بأسماء الشيوعيين والبعثيين.
    {.. لكن التربص ليس هو كل ما يربض في عروق الاتفاقية... كل اتفاقية...
    (4)
    {.. والحديث عن الحريات الأربعة كان يقول
    : التملك ــ والتجارة نعم و.. الجنوبيون لما كانوا مواطنين هنا.. لماذا لم يتملكوا؟؟ ولا هم تاجروا؟؟
    قال: حق التنقل والإقامة؟ قال: الإثيوبيون في شرق السودان وفي الخرطوم - ملايين ــ ماذا فعلوا؟؟
    { قال: أمبيكي قال هذا لكمال عبيد وكمال عبيد يقول
    : نعم ــ لكن الإثيوبيين ليس بين مشروعاتهم استعمار السودان..
    { .. والحوار ــ كل حوار ــ تحته طبقات وطبقات.
    قال: القاعدة إذن هي... العامة من الجنوبيين هم مجموعة تريد أن تعيش - وقيادة تسعى لاستخدام القاعدة هذه في مشروعها مشروع إبادة العنصر العربي المسلم ــ إن لم يكن الآن ففي قادم الزمان.
    قال: الأمر يبدو مسالمًا الآن.. لكن جملة يقولها قرنق تجعل جرسًا أحمر يرن رنيناً خفيفاً
    قرنق قال مرة:
    : نحن ثلاثة ملايين.. والجنوبي ينجب عشرة أو خمسة عشر طفلاً في عشرين سنة، والعرب ثلاثون مليونًا وكل منهم ينجب طفلاً واحداً أو طفلين
    - كم هي الأرقام بعد عشرين سنة؟؟؟
    قرنق: الذي يحب النكتة يغمز ليقول لمحدثه
    : نحن نحارب (بعضو) معين فينا!!
    { والضحك ينفجر ــ لكن ما يهبط بعد الضحك ــ مثل غبار الانفجار ــ هو .. حقيقة مخيفة!!
    (5)
    {.. والقاعدة هي
    أشهر كتاب لأبيل آلير اسمه (التمادي في نقض العهود المواثيق) .. ومحتوى الكتاب هو
    : أن الشمال لا ينجز عهداً
    { وباقان وغيره يقولون كل يوم إن الشمال لا ينجز عهده
    {.. والفقرات التسع للاتفاقية ما تقوم عليه هو ــ العهود هذه
    {.. وأخبار صغيرة لا يجمعها تحت العين شيء. هي ــ في حقيقة الأمر ــ جملة مفيدة واحدة.
    { أخبار مثل: اعتقال اللواء قاي أمس الأول وأسلحته - وهو من قادة معارضة الحركة ويقيم في الخرطوم ــ هي أخبار تنظر من فوق كتفها إلى جوبا - وتقول
    : نحن نقوم بالتنفيذ ــ نفذوا أنتم
    { ولا أحد يعلم إن كانوا سوف يفعلون
    { وأخبار مثل
    : البشير يأمر برفع الحظر عن نقل الغذاءات للجنوب
    { هي اخبار تقول - نحن ننفذ .. نفذوا
    { و...
    { وأول الرقصة تتداخل سيقانها لسبب بسيط
    { بعضه هو
    : أن بنود الاتفاقية النهائية من يغيب عنها من أهل الشمال هم المختصون
    : البترول ــ واتفاقية لا يشهدها وزير البترول ــ ولا فني واحد.
    { والتجارة مثلها..
    { ولجنة الحدود مثلها
    { ... و... و...
    { وكأن المقطع الأخير من المسرحية يحمل الإثارة كلها وهو يقول إن
    : الضجيج الممتد الذي يسوقه المفاوض الجنوبي عن الحريات الأربع ــ رغم أنها لا تشكل شيئاً في حقيقة الأمر ــ إنما كان عملاً من أعمال صرف النظر عن هدف آخر حقيقي هو المقصود.
    { ... عوامل وعوامل بعضها فوق بعض
    (6)
    { ما يصنع اتفاقية أديس أبابا إذن هو
    : بعض لا نعرفه
    { .. وبعض لا نستطيع الإشارة إليه
    { وبعض فيه من (المكاسب) ما تفسده الإشارة إليه
    { وبعض فيه من الخسائر ما يضطر إليه المفاوض حتى لا يخسر ما هو أكثر
    { وبعض لا يتحدث عنه إلا أهل الاقتصاد من هنا.. وأهل الجيش من هنا..
    { وبعض لا نحدث عنه لأنه يحتاج من أهل الاختصاص إلى مائة يوم لمعرفة حقيقته.
    { بينما صحافة الخرطوم تطلق الأحكام عنه في نصف ساعة.


    (7)
    { يبقى أن
    { أحد الملائكة يوقظ السيد محمد بشير في صحيفة الصحافة.. ويطلب منه أن يشتم الأستاذ الطيب مصطفى أمس.
    {.. في الساعة ذاتها كان ملاك آخر يوقظ الأستاذ عادل الباز ويطلب منه أن يشتم الطيب مصطفى.
    { في الساعة ذاتها كان ملاك يوقظ السيد محمد محمد عثمان في (المجهر) ويطلب منه أن يشتم الطيب مصطفى.
    { وفي الساعة ذاتها كان ملاك يوقظ السيد حسن إسماعيل في السوداني ويطلب منه أن يشتم الطيب مصطفى.
    - في الساعة ذاتها كان ملاك يوقظ السيد والي الخرطوم ويطلب منه أن يشتم الطيب مصطفى.
    - في الساعة ذاتها ــ في الساعة ذاتها.


    { مصادفة طبعاً!!
    - ويسرنا ــ ونحن من المؤتمر الوطني ــ أن الأقلام التي يقرأ لها الناس لم تشترك في الأمر هذا



    -----------------


    باسم الحركة الإسلامية يأتمرون
    ااحمد المصطفى ابراهيم
    لنشر بتاريخ الثلاثاء, 02 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    ما يسمى بمؤتمر الحركة الاسلامية الذي سينعقد في نوفمبر القادم من دعا له؟ ولماذا؟ وكيف تجري الأمور الآن؟ المتباكون على ما آلت إليه الحركة الإسلامية والذين يحسبون أن المؤتمر الوطني سرقها جهارًا نهارًا وانحرف بها ووصل بها للحكم ورماها خلف ظهره وما عاد يطيق سماع هذا الاسم.. اسم المؤتمر الوطني، أو جبهة الميثاق الإسلامي أو الجبهة الإسلامية القومية كلها هروب من صرامة الحركة الإسلامية شديدة التركيز على التربية وهذه المسميات هي مسميات تخفيف الاسم المركز «الحركة الإسلامية» ليستطيع أن يمرر ما لا تقبله الحركة الإسلامية وبحجة هذه مرحلة ولكن الحركة باقية.


    ولكن المؤتمر الوطني ذهب بعيداً في تخفيف المركز إلى أن اختفت كل معالم المحلول الأصلي وخصائصه وجمع المؤتمر الوطني النطيحة والمتردية بل أقعدهم في المقاعد الأمامية وشاح بوجهه عن الأصل ولسان حال عراب هذه المسميات أن أعضاء الحركة الإسلامية شيوخ لا يفقهون في تقلبات الدنيا الكثير ومكانهم المسجد فقط والسياسة تحتاج فهلوة ولا تعرف مصطلح الحلال والحرام بل البلوغ إلى الغايات.. وهديتهم مصحف ومسبحة.


    وجد المتسلقون والنفعيون وطلاب الدنيا ضالتهم في المؤتمر الوطني وبلغ بهم في مرحلة من المراحل مرحلة اسمها الاستقطاب أي ضم كل من يريد دخول المؤتمر الوطني تفتح له الأبواب التي تضيق على القدامى «الفُكية» وبدون شروط وبدون تربية وكأنما المطلوب من المستقطب أن يقيم أخًا ليجلس مكانه حتى ينزوي هؤلاء المشايخ في مساجدهم وبيوتهم وقعدوا فراجة وقد فعلوا.
    هذه الأيام تنعقد يوميًا مؤتمرات باسم الحركة الإسلامية وما إن تدقق في الوجوه إلا وترى المؤتمر الوطني أمامك دون أن تفرك عيناً مشككًا في اللوحات والعناوين.. هذه الوجوه المسيطرة باسم المؤتمر الوطني هي نفسها تريد أن تسيطر على مؤتمر الحركة الإسلامية.. والذي يحير ما المخرجات المنتظرة من هذا المؤتمر وهذه هي البدايات التي تدل على النهايات.
    على الحركة الإسلامية أن تبحث لها عن اسم جديد وما أسهل الأسماء وأن تترك اعضاءها الذين انضموا للمؤتمر الوطني في مفاصلة تامة ويجمع الاسم الجديد كل من يرى في الإسلام حلاً وبفهم جديد.. وأسس جديدة.



    قديمًا كان يقال: «كل أنصاري حزب أمة وليس كل حزب أمة أنصاري» دعونا نجرب بهذا المنطق «كل مؤتمر وطني ليس حركة إسلامية، وكل عضو في الحركة الإسلامية ليس عضوًا في المؤتمر الوطني».
    ليس سهلاً الترميم والمغالط يسأل المهندسين ولكن البناء الجديد هو الحل.. لا يقبل من تربى في الحركة الإسلامية ما وصل إليه حال المؤتمر الوطني الذي جمع أعدادًا مهولة إلى عضويته بلا تربية هذا إن لم نشطط ونقول إن التربية ليست من أولوياته هذا إن لم نقل ليست من أهدافه.
    لا معنى لمؤتمر الحركة الإسلامية القادم وما هو إلا مضيعة وقت وجهد وإجهاز على ما بقي من الحركة الإسلامية وتركيز للمؤتمر الوطني ليدخل الحركة الإسلامية في عباءته للأبد.
                  

10-04-2012, 05:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    حوار لا جدال.. مع والي الخرطوم

    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الأربعاء, 03 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    بالرغم من أن الخبر الذي أوردته «الإنتباهة» في صدر صفحتها الأولى حول مطالبة الوالي بردع الصحيفة.. رغم أن الخبر ذكر أن الوالي لم يسمِّ الصحيفة.. إلا أنه أورد وصف السيد الوالي للصحيفة بأنها «الأوسع انتشاراً وتوزيعاً» فإن هذا وحده يعد شاهداً على أن السيد الوالي الأخ د. عبد الرحمن الخضر يريد بقوله ذاك «الإنتباهة».. وقال الخبر إن السيد الوالي «وصف الصحيفة بأنها تخريبية ودعا إلى ردعها وإيقافها» وقال إنها «الوحيدة من بين الصحف التي تنفذ خطاً سالباً فيما يتعلق بقضايا الجنوب» ونطلب من الأخ الوالي وقفة قصيرة عند قوله «الأوسع انتشاراً وتوزيعاً». وهي حقيقة.. لا ينتطح فيها عنزان..



    ولن نفاخر بها ولكننا نذكِّر الأخ الوالي أن هذه الصحيفة الأوسع انتشاراً وتوزيعاً فإن كل كتابها ومحرريها وإدارتها من الإسلاميين.. بل فيهم أعداد ممن ينتمون إلى المؤتمر الوطني.. وإلى الحركة الإسلامية التي ينتمي إليها الأخ الوالي.. وأن ليس بين هؤلاء جميعاً يساري واحد ولا علماني واحد.. ولا شخص متهم في وطنيته ولا نزكي على الله أحداً.. ولا نجاوز علمنا البشري المحدود.. ونضيف للأخ الوالي حفظه الله أن جلّ قرائها الذين يتلقفونها وينتظرونها بفارغ الصبر ويحرصون على مطالعتها هم من عضوية المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية والإسلاميين عامة وعموم أهل السودان الذين يتطلعون إلى سودان تسود فيه شريعة الرحمن وتعنو فيه الجباه والوجوه للواحد الديان..


    ونؤكد أن الفكر الذي تنشره وتبشر به «الإنتباهة» هو الفكر والمنهج الذي قامت عليه ونشأت الحركة الإسلامية الحاكمة اليوم.. وأن «الإنتباهة» ومن قبلها المنبر هم الوريث الحقيقي ويكاد يكون الوحيد لذلك الفكر.. بعد أن تخلت عنه الحركة الإسلامية الحاكمة.. وصمدت عليه وتمسكت به الحركة الإسلامية القاعدة مما باعد بينها وبين الصفوة الحاكمة، وجعل صحف الصفوة الحاكمة كلها مجتمعة لا توزع ثلث ما توزعه «الإنتباهة».. إن «الإنتباهة» ليست صحيفة إثارة.. ولا صحيفة فضائح ولا تمارس أي نوع من الخداع ولا أي نوع من السحر يساعد على انتشارها وتوزيعها.. ولكنها إنتباهة في زمن الغفلة.. إنها تنشر الحقيقة.. وتنشرها بشجاعة.. وبدون دغمسة ولا انبطاح.. وهي لا تستجلب القراء باستدرار عواطف أهل الهوى وأهل الأجندة.. كان حريًا بالأخ الوالي أن يقف عند هذه العبارة التي أوردها قبل أن يسترسل في اتهامه وتهجمه على «الإنتباهة» وأن يراجع صحيفة اتهامه التي تفتقر إلى الشواهد والأدلة.. هل حقًا قال الأخ الوالي إن «الإنتباهة» تخريبية؟ هل هي تخريبية لأنها تطالب بإقامة شريعة الرحمن كاملة غير منقوصة.. وبلا أدنى دغمسة.. وبلا أدنى انبطاح؟! هل هي تخريبية لأنها تتحدث عن الفساد الذين يزكم الأنوف وتتحدث عن الجبايات والمكوس والتجنيب وإقرار الربا كمصدر من مصادر التمويل للمشروعات الحكومية؟ هل هي تخريبية لأنها فضحت الاستعلاء الجنوبي في زمن الغفلة الإنقاذية والانبطاح الإنقاذي؟ هل هي تخريبية لأنها عرَّت نيفاشا ورفضت وفنَّدت مواقف المفاوضين التي لا تراعي مصلحة الوطن ولا حقائق التاريخ ولا الأحكام الشرعية المتعلقة بجوهر التفاوض؟ وهل جوهر التفاوض هو شيء غير الحفاظ على هُوية الأمة ودينها وإنسانها وأمجادها؟
    هل «الإنتباهة» تخريبية لأنها تفضح حقيقة تدفق السلاح بواسطة الخلايا النائمة في العاصمة والأقاليم أو الخلايات النشطة في جنوب كردفان والنيل الأزرق؟
    هل «الإنتباهة» تخريبية لأنها تحذِّر وتنبه الحكومة وكل أهل السودان إلى النوايا العدوانية التي تظهر من قيادات الحركة الشعبية في الجنوب وفي الحكومة هناك تجاه أهل السودان بحيث لا يحاولون مجرد محاولة إخفاءها أو إنكارها. هل «الإنتباهة» تخريبية لأنها تأمر بمعروف قد ظهر تركُه أو تنهى عن منكر قد ظهر فعلُه؟
    هل «الإنتباهة» تخريبية لأنها تعبِّر بالكلمة الصادقة عن رؤية مختلفة عن رؤية المؤتمر الوطني؟


    يقول الأخ الوالي إن «الإنتباهة» هي الوحيدة من بين الصحف التي تنفذ خطاً سالباً فيما يتعلق بقضايا الجنوب. إن الذي قدمناه آنفاً يدل دلالة واضحة على أن عبارة الأخ الوالي هذه ليس فيها مما يمكن أن يقبله الإنسان المنصف إلا كلمة «الوحيدة». فـ«الإنتباهة» من بين الصحف هي الوحيدة التي تنفذ خطاً إيجابياً تجاه قضايا الجنوب.
    والتعبير الأفضل أن يقال تجاه علاقة السودان بالجنوب.. إن الوجود الجنوبي في السودان على أساس الحريات الأربع أو على أساس قطاع الشمال أو على أساس الفرقتين التاسعة والعاشرة في النيل الأزرق أو جنوب كردفان.. هذا الوجود مرفوض رفضاً باتاً من أهل السودان كافة مع إقرار الاستثناء الذي يُثبت القاعدة ولا ينفيها..
    وليس أدل على ذلك من أن حاملة لواء هذا الرفض هي الصحيفة الوحيدة الأوسع انتشاراً في السودان وهي الصحيفة الوحيدة التي تنفذ خطاً إيجابياً تجاه القضايا العالقة بين السودان وحكومة جوبا.


    أما المطالبة بالردع والإيقاف فأنا لا أستطيع إلا أن اعتبرها زلة لسان.. فالردع والإيقاف لا يكون إلا بالقانون أما الإجراءات الإيجازية.. وإشهار سيف المعز أمام المخالفين في الرأي فليس من شِيم أهل الفكر ولا أهل الدعوة.. ولا أهل الدولة.. وأعيذ الأخ الوالي من مثل هذه الزلاّت فإنها تُوقع صاحبها في أشد الحرج.. فها هو اتحاد عمال ولاية الخرطوم ولاية د. عبد الرحمن الخضر يعلن تحفظه على الحريات الأربع لأن الجنوبيين اختاروا الانفصال بأنفسهم.. فلماذا يريدون العودة إلى الشمال؟
    عزيزي الأخ الوالي.. نحن في «الإنتباهة» نتكلم بمنطق لا يعرف الدغمسة ولا «اللولوة». نحن لا نعرف إلا الحق الأبلج.. إن الجنوبيين يأخذون منا ما يريدون.. ويعطوننا عوضاً عنه ما لا نريد.. الحريات الأربع للجنوبي في الشمال ليست بذات القيمة للحريات الأربع للشمالي في الجنوب!!
    هذا على المستوى الفردي.. فقط.

    أما على المستوى الأمني.. والاقتصادي.. والسياسي.. والاجتماعي.. والديني.. فالبون أوسع.. والشقة أبعد.. نحن في «الإنتباهة» نقول هذا.. ولكننا لا نخرب ولا نسيء لأحد.. ولا ندعو إلى شغب.. وعلى الأخ الوالي أن يقسم بالسوية.. ويعدل في القضية.. ونرجو أن يعمر الذي بيننا وبينه برحابة الصدر وتخيُّر المعاني وأن يتم التمازج في سيرته وسريرته بين الدولة والدعوة.
    وليتأكد الأخ الوالي حفظه الله ورعاه أن الدعوة دولة.. وهي الدولة الباقية وما عداها فعرض زائل وعارية مسترجعة.


    ------------------

    منبر السلام العادل.. الحرب الإعلامية واغتيال الشخصية

    ..ياسر حسن خضر


    نشر بتاريخ الثلاثاء, 25 أيلول/سبتمبر 2012

    13:00
    مرتكز أساسي من مرتكزات العمل الاعلامي الصادق هو الإخلاق، فإن سلبت هذه الصفة من الإعلام يصبح إعلاماً مشوهاً.. وبالتالي يمكن أن تثار حوله العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات المشروعة من حيث المصالح التي يخدمها ذلك الإعلام والجهة التي تديره، والتي بدورها لا ترتكز على مرجعية يمكن الوثوق بها.. والإعلامي المسلم مطلوب منه خدمة دينه وقضيته الكبرى في إطار عمله، فلا يستقيم أن إعلامياً مسلماً يهاجم الإسلام أو رموز الإسلام ويقول إنه مسلم!! إذن لمصلحة من تهاجم الإسلام؟؟ فأنا لا اعترف بنظرية الحياد الإعلامي لأني بوصفي مسلماً مطلوب مني دوماً الانتماء إلى هويتي وخدمة ديني.. والإعلامي «المسلم» لديه قضية يخدمها، وهذه القضية مرتبطة به وجدانياً.. فوجدان الإعلامي هو المعين الرئيس للإعلامي الصادق، في إخراج عمله إلى الوجود بصورة تجعله راضياً عن ذلك العمل أخلاقياً.. وإلا لكان ذلك العمل من أجل غرض آخر، وتسقط عنه في هذه الحالة صفة الأخلاق..

    والإعلامي المسلم مطلوب منه أن يبين للناس الباطل أينما وجد وينهاهم عنه ويدلهم على الحق أينما كان، ويأمرهم به.. ومطلوب منه وهو يؤدي رسالته الإعلامية تلك أن ينضبط بالضابط الشرعي، فلا يعتمد الأساليب الإعلامية التي تقوم على الكذب والتضليل والخداع والتمويه والتشهير، وعليه التحري والتدقيق في الأمور كلها، وألا يأخذ بالشبهات في كل «الأمور»، وعليه أن يكون كيِّساً فطناً يتعامل مع الأحداث وفق ما تتطلبه الحالة. وأن يعتمد على الحقائق والوقائع الملموسة قدر الإمكان للوصول للحق. وأن يبتعد عن الأساليب الفاسدة التي تعتمد في مجملها على الكذب والخداع العقلي للمتلقي، ومن بعض تلك الأساليب الفاسدة.. أسلوب التهويل الإعلامي والترهيب والتخويف من شخص يحمل طرحاً وأفكاراًً صادقة مبنية على معطيات واضحة وضوح الشمس يعرفها الفرد العادي دون جهد.. وهذا الأسلوب قديم جداً،

    وقد اتبع مع سيد الخلق جميعاً سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وهنا نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شنت عليه أول حرب إعلامية من قبل الإعلام «الشيطاني» الفاسد، إذ كان أبو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتربص له كل ما جلس عند وفد أو جماعة يحدثهم بأنه نبي مرسل، فإذا قام من عندهم أتاهم أبو لهب وقال لهم لا تصدقوه فإنه كذاب، وكذلك الوليد بن المغيرة قام هو ومشركو مكة بتشويه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم «ايام الموسم».. ستة عشر رجلاً بعثهم الوليد على طرق مكة يقولون لمن أتى مكة حاجاً..لا تغتروا بالخارج منا المدعي النبوة، وقد اختلفوا في الحديث عن القرآن فيما بينهم، فمنهم من قال إنه سحر، وقائل إنه أساطير الأولين، فقام الوليد بجمع قريش وقال لهم: اجمعوا فيه رأياً واحداً ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً ويرد قولكم بعضه بعضاً.. فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل واقم لنا رأياً نقول به، قال: بل أنتم قولوا اسمع فقالوا: كاهن فقال: ما هو بكاهن، ولقد رأيت الكهان فما هو بزمزرة كاهن وسمعه، فقالوا: مجنون فقال.. ما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو تخمه ولا تخالجه ولا وسوسته، فقالوا: شاعر، فقال: ما هو شاعر قد عرفنا الشعر برجزه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر قالوا: فنقول ساحراً قال لـهـم: إن اقرب القول فيه أن تقولوا هو ساحر، جاء بقول هو سحر يفرق به بين المرء وأبيه، وبين المر وأخيه،، وبين المرء وزوجـه، وبين المرء وعشيرته، فتفرقواعنه بذلك، فجعلوا يجلسون بسبل الناس حـيـن قـدموا الموسم، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره.. وهكذا أدارت قريش حربها الخاسرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم «بأقذر» وسائلها وهي تعتمد على الكذب.. وتوحيد الخطاب الإعلامي لخدمة قضية معينة، ونلاحظ ذلك عندما قال لهم الوليد: «اجمعوا فيه رأياً واحداً ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً ويرد قولكم بعضه بعضاً» ولأن قضيتهم تقوم على الكذب جعل الوليد الخطاب ينفي التهمة عنهم والصاق صفة الساحر بالصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.. ومازال هذا الأسلوب متبعاً حتى اليوم عند بعض الكتاب،


    فإن من أساليب أهل الباطل في كل زمان تشويه سمعة أهل الحق والتشكيك في مقدراتهم وتضليل الناس وتخويفهم وترهيبهم من اتباعهم، والتقليل من شأنهم والحط من قدرهم، ووسيلتهم في ذلك «الغاية تبرر الوسيلة» و«الضرب تحت الحزام»، وللأسف أن بعض الكتاب أصبحوا يعتمدون على بعض مبادئ الإعلام الغربي وسياساته حين يتم استهداف شخص أو مجموعة، فإنهم «يهونون» من أمره، يلصقون به تهمة معينة ويغذونها كل يوم حتى ترسخ في ذهن المجتمع، ويقومون خلال ذلك بتمييع المصطلحات والأسماء حتى يصعب فهمها «كالإرهاب»، ومثال على ذلك ما يتعرض له منبر السلام العادل من حملة تشويه، فحين عجز أعداؤه عن محاربة طرحه القوي ومقارعته بالحجة، قاموا بوصفه بـ «العنصرية» وأصبحوا كل يوما يغذون تلك الصفة حتى أصبح بعض العوام من الناس «والحمد لله أنهم قلة» يقولون بقولهم دون أن يمتلكوا أدلة على قولهم ذلك.. وهذه نظرية إعلامية معروفة، وهي تعتمد على التكرار للجمل أو تحوير المعاني وتغيير التسميات في عملية اختراق وعي وشعور الشعوب واستهداف عقلها وجعلها سهلة الانقياد.. ومثال على ذلك ما حدث من خلال الحرب الإعلامية التي قام بها جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» ضد الفلسطينيين ابتداءً من تحويل كلمة شهداء إلى قتلى، وعمليات استشهادية إلى عمليات انتحارية، وكثير من الجمل والعبارات التي تم تغيير مدلولاتها ومعانيها إلى معنى آخر، وليس هنالك دليل أعمق من تركيبة جملة «إرهاب» وإلصاقها بالمسلمين. وكلما ذكر المسلم عند معظم أجهزة الإعلام الغربية الا وجاءت كلمة «إرهاب» مرادفة له


    بعض الاعلاميين الذين يهاجمون المنبر ويشنون الحرب الاعلامية عليه يفعلون ذلك دون ادلة ودون ان يمتلكوا اسلحة النصر التي تساعدهم في القضاء على المنبر «وافكاره وأطروحاته» لأن الحرب الاعلامية ان كانت نزيهة او قذرة، تعتمد على عدة نقاط ضرورية تكتمل بها دائرة السيطرة على الخصم ومن ثم هزيمته.. وفي غياب تلك الوسائل وانعدامها في حالة «المنبر» اعتمد بعض الكتاب على وسائل رخيصة.. مثل الكذب في النتائج واستباق حدوثها ونجد ذلك عندما قال المنبر ان الانفصال واقع حتمي وسينفصل الجنوب الا ان اقلام الغفلة كانت تروج الى ان هنالك املاً قويًا في «وحدة في تنوع » «لا عاش من يفصلنا» وانفصل الجنوب وذهبت احلام الوحدة ادراج الريح وبقية تلك الاقلام في «غيها»..


    الغريب أن تلك الأقلام تجعل اذنابها بين رجليها و«تهسهس» عندما تنكشف ظلالاتها لكنها سريعاً ما تعاود غفلتها. كانت الحملة في طورها الاول وحتى قبل انفصال الجنوب تدغدغ مشاعر الجمهور في محاولة للالتفاف على وعيه وذاكرته من خلال عبارات فارغة المحتوى مثل العنصريين والارهابيين والمتشددين، لكن الشعب السوداني الذكي اللماح انتبه لذلك وعلم من الغافل ومن المنتبه.. وكانت «الإنتباهة » هي ضمير الشعب السوداني وقرون استشعاره من الاخطار التي تحدق به وكثيراً جداً ما صدقت في تحليلاتها وتنبيهاتها، وهي تقدم ذلك دون ان تنتظر جزاءً ولاشكورا.. وجراء ذلك تمت مهاجمة «الإنتباهة» مهاجمة شرسة استُعملت فيها جميع اسلحة الظلال والكذب والنفاق، وحينما يئس ذلك الجمع من النيل من «الإنتباهة» اتجه للتشكيك في اصحاب «الإنتباهة»، «منبر السلام العادل»، والتربص بهم والكيد لهم لكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..

    الصحيفة التي كانت تهاجم المنبريين وتخوض في اعراضهم دون حياء او دين وتحرض السلطة على إغلاق صحيفتهم اذا بها تجد نفسها هي من يتم اغلاقها «هذا الأمر لم يسعدنا ولم يحزنّا» واخرى تمت تصفيتها واخرى واخرى لأنهم خاضوا في اعراض الناس بصورة مقيتة وحقيرة، وهكذا ما تنطفئ نار تشعل لإحراق المنبر الا وتجد ان اعداء المنبر اوقدوا ناراً اخرى.. من هم اعداء المنبر؟؟ المثل يقول اذا عرفت اعداءك عرفتك.. هل هم الحركة الشعبية، الشيوعيون، العلمانيون، الجمهوريون، اليساريون «الشعبيون» انا لا اريد ان اقول ان الذين يخالفون المنبر كلهم ينتمون الى هذه الفئات، ونعلم ان هنالك مجموعة محترمة تختلف مع طرح المنبر، لكن هنالك فرقًا بين الاختلاف والنقاش والجدال وبين الحرب والشتم والسب..


    وهكذا تحولت الحرب الى استهداف الأشخاص.. وسياسة استهداف رموز الجماعات والأحزاب الإسلامية في شخصها سياسة اتبعها العلمانيون والملحدون منذ قديم الزمان فعملية «الاغتيال الاعلامي» معروفة لدى اجهزة الاعلام التي تمتلكها المخابرات.. وهي تتم باستهداف شخص، ودراسته دراسة متكاملة ومحاولة استخدام اي نقطة ضعف «خصوصاً الأخلاقية» وحين تعجز تلك الاجهزة عن ايجاد نقطة ضعف تعمل على صناعة واحدة، تتفق مع تلك الشخصية وتركيبتها، بعد ان تقوم بإضفاء نوع من القداسة على الرموز المُستهدفة.. ليتم بعد ذلك توجيه اجهزة الاعلام، على العمل بنعومة لإظهار تلك النقطة والتحدث بصوت خفيت ثم التدرج في اثارة تلك القضية واخيراً ما يعرف «بالقنبلة الإعلامية »او «الهالة الاعلامية» ويتم ذلك الامر بشراء بعض الاقلام والعقول المعروضة في سوق «النخاسة الإعلامي» ليتم اظهار ذلك الامر على انه حدث طبيعي.. تم وفق ظروف طبيعية غير مصنوعة.. وحينما يسعى المُستهدف لإبداء وجهة نظره وابراء ذمته ممّا نسب اليه تقفل اذرع الإعلام تلك الباب في وجهه..


    وتم ذلك الأمر مع المنبر في استهداف رموزه وقياداته.. وجه آخر للحرب وهو محاولة اختزال فكر المنبر، واهل المنبر، في شخص الطيب مصطفى، ويدل ذلك على عدم وعي ونقص في حجم المعلومات.. وكثيراً مايروج لذلك الأمر بعض الأشخاص الذين كتب عنهم الطيب مصطفى والذي هو رئيس منبر السلام العادل فيلتفون حول القضية التي كتب عنها بمهاجمة المنبر واهله، في عملية «فرار» واضحة مثل شمس الظهيرة فرارًا من ما كتبه الطيب مصطفى ومقارعته الحجة بالحجة.. والمنطق بالمنطق.. هؤلاء الكتاب يحتمون من قلم الباشمهندس، بجلباب الكذب على المنبر وهم من حيث لا يعلمون يكسبون كل يوم عدواً جديدًا.. كل منبري يُتهم بالعنصرية وكل منبري يُتهم بانه مثل القطيع يقوده شيخ الطيب هو عدوى لمن يكتب ذلك. ما ضر أولئك الكتاب لو انهم في ردهم طرحوا قضيتهم مثل ما يفعل الطيب مصطفى وتركوا القارئ يحكم..

    اذا تمت مهاجمة الطيب مصطفى في شخصه ذلك امر آخر بينكم وبينه، ولكم رب يعلم من الكاذب ومن الصادق.. والطيب مصطفى عند اهل المنبر ليس صنمًا يُعبد او ينحنون لتقبيل يديه او يحملون له ما ينتعل.. الطيب مصطفى رجل له منهم السمع والطاعة ما اطاع الله فيهم.. واهل المنبر الذين اختاروا الطيب اميراً لهم اعلم به منكم. وهنالك شواهد كثيرة على ان الهجوم على الطيب مصطفى اخذ الطابع الشخصي.. اذكر لكم واقعة سمعتها وشاهدتها على احدى القنوات، خلال الأيام القليلة الماضية لقد استضافت احدى القنوات عبر برنامج يقرأ ويحلل الصحف اليومية، شخصًا يدعى «مين» لطفي أو لطيف، باعتباره محللاً سياسيًا وصحفيًا وعند استعراض «الإنتباهة» قرأت المذيعة خبرًا عن فيضان القاش وان المواطنين يقطنون على مجرى السيل.. الخ، أجاب الرجل محلل الخبر.. ان الطيب مصطفي يحب التهويل في الأمور وانه وانه !! هذا صحفي واعتقد انه كان صاحب صحيفة افلست ورئيس تحرير اخرى غابت عن السوق، من المفترض به ان يعلم ان الأخبار لها قسم والصحيفة لها اقسام تحريرية تعمل بطريقة هرمية حتى رئيس التحرير، وان الطيب مصطفى يقرأ الصحيفة مثله مثل غيره والشيء الوحيد الذي يعرفه «عاموده» وبعض المواضيع.. اذاً العداء واضح لشخص الطيب مصطفى. وأنا لا ادافع عن الطيب مصطفى بقدر ما انا ادافع عن الفكرة التي تجمعني بالطيب مصطفى.
                  

10-07-2012, 04:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    دستور الحركة الاسلامية السودانية لعام 2012

    دستور الحركة الإسلامية 1
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالي:
    {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللِّه وَلاَ يِنقضونَ الميثاق وَالَّذِينَ يصلُونَ مَا
    أَمَرَ اللُّه بِهِ أَن يُوصلَ وَيَخشوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سوءَ الحِسابِ .
    الرعد الآيات ) 20 - 21 (صدق الله العظيم


    دستور الحركة الإ سلامية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    دستور الحركة الإسلامية السودانية
    الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله النبي الأمي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى آل بيته وذريته وسلم تسليماً كثيراً.
    ______________________________________________________________________________________________________
    الديباجة
    نحن أعضاء المؤتمر العام للحركة الإسلامية السودانية نؤكد مواصلة الحركة الإسلامية السودانية لسعيها في نشر الدعوة الإسلامية ورد الحاكمية لله تعالى في الدولة والمجتمع لتحقيق النهضة الشاملة للأمة على مبادئ الإسلام.
    وقد كان من أهم أدوار الحركة الإسلامية تقديم الإسلام في كل مجالات الحياة، حقاً وهدى ومنفعةً. فنافحت الحركة الإ سلامية الأطروحات والفلسفات التي أرادت أن تُخرج الدين من ساحة السياسة والاقتصاد والعلوم الكونية والاجتماعية والإنسانية.
    فكافحت بالإسلام العلمانية والماركسية واشتراكية هاربة من مضارب الدين وديمقراطية مستنكفة عن التسليم لرب العالمين . فكانت الحركة في دُور العلم بالحجة والمنطق وفي ساحة المجتمع بالعمل الطوعي الإنساني الإسلامي وفي ساحة الجهاد دفاعاً عن الدين
    والوطن كما كان من أهم ما أنشأت الحركة هو بناؤها التنظيمي .. فبفضل الله وتوفيقه ثم بالنيات الصالحة لأعضاء الحركة وتخطيطهم المتجدد والمرن، تواصل بناء التنظيم مرحلة بعد مرحلة استفادةً من الأفكار الجديدة والخبرة المكتسبة من ساحة العمل، وبلغت الحركة الإسلامية مدىً بعيداً في تعدد وتنوع وانتشار مؤسساتها التنظيمية.
    فالحركة التي بدأت بعدد قليل في وسط طلاب الجامعات والثانويات في أربعينيات القرن العشرين الميلادي، وبعض الشعب الجغرافية في أحياء العاصمة والمدن الأخرى تطورت لتكون حضوراً في جميع مؤسسات التعليم العالي والعام، وتعمل مع فئات المجتمع
    وقطاعاته والفئات المهنية مشاركة في النقابات والاتحادات والمنظمات الأخرى. وتوسعت جغرافياً لتغطي كل أقاليم البلاد. فأنشأت في الولايات منظمات الطلاب والشباب و أولت
    المرأة اهتماماً خاصاً ومكنتها من أداء دورها في كافة شعب الحياة.
    و سياسياً نما تنظيمها من جماعة ضغط وتنظيم صفوي ليصبح كياناً جماهيرياً واسع الصف متنوع العضوية قومي التركيب وفي ذلك اتساق مع مكونات الوطن. ونضج العمل السياسي للحركة الإسلامية ليشكل حضوراً فاعلاً في مؤسسات الدولة لتمكين
    الإسلام فيها.هذا التنوع النافع والانتشار الواسع لمؤسسات الحركة أسفر عن تحديات جديدة أمام الحركة، من أهمها تحدي وحدة هذه المؤسسات وتناسق أدوارها .. وقدرة التنظيم على التوفيق بين هذا الانتشار الواسع وضبط المؤسسات والقيادات في إطار الأهداف
    والرسالة. لكل ذلك اتجهت الحركة لتطوير نظامها الأ ساس إلى دستورٍ يهتم بالإطار الكلي ويصوب إلى الغايات والمهام الكبرى ليترك لهذه المؤسسات المتنوعة مجالاً مرناً لوضع لوائحها ونظمها في هذا الإطار. وقد اتجهت وثيقة الدستور إلى جانب العناية بالكليات التي تضبط وجهة الحركة، إلى حسم موضوع وحدة القيادة.. فهذا الدستور جعل المؤسسات السياسية والتنفيذية والتنظيمية والاجتماعية للحركة مؤسسات مستقلة، مرجعياتها فيما تنشئ من نظم وقوانين ولوائح وآليات، ليعطيها مصداقية في العمل في محيطها العام من خارج عضوية الحركة.بهذا نعلن التزامنا التام بهذا الدستور ونتعهد باحترامه وحمايته والعمل وفق أحكامه.
    ___________________________________________________________________________________________________________________________
    دستور الحركة الإسلامية السودانية لسنة 2012 م
    مجلس الشورى :
    عملاً ب أحكام المادة 20 ) 9( أجاز مجلس الشورى في دورة انعقاده رقم ) 8 (بتاريخ 20 جمادى الآخرة 1433 ه الموافق 11 مايو 2012 م دستور الحركةالإسلامية الآتي نصه:

    الفصل الأول

    ا سم الد ستور وبدء العمل به
    -1 يسمى هذا الدستور « دستور الحركة الإسلامية السودانية لسنة 2012 م « ويُعمل به فور إجازته ب أغلبية الثلثين.
    يعرض هذا الدستور على المؤتمر العام لاعتماده.
    إلغاء وا ستثناء
    -2 يُلغى من تاريخ العمل بهذا الدستور النظام الأساسي للحركة الإسلامية لسنة 2005، على أن تظل جميع اللوائح والقرارت التي صدرت و الإجراءات التي اُتخذت بموجبه سارية إلى أن تُلغى أو تُعدل وفقاً لأحكامه.
    تفاسير
    -3 في هذا الدستور مالم يقتض السياق معني آخر يكون للكلمات والعبارات الواردة أدناه المعاني التالية:
    الحركة:
    يقصد بها الحركة الإسلامية السودانية المعرّفة في المادة ) 4( من هذا الدستور .
    الدستور:
    يقصد به دستور الحركة.
    المؤتمر العام:
    يقصد به المؤتمر الذي يعقده أعضاء الحركة وفق الدستور واللائحة العامة المنظمة لعمل أجهزة الحركة على المستوى القومي، وهو أعلى سلطة تنظيمية في الحركة.
    مجلس الشورى:
    يقصد به مجلس الشورى القومي للحركة، كما يحدده الدستور واللائحة العامة المنظمة لعمل أجهزة الحركة.
    6 القيادة العليا :
    يقصد بها القيادة العليا التي يتم تشكيلها حسب المادة ) 22 ( من الدستور
    رئيس المؤتمر:
    يقصد به رئيس المؤتمر العام للحركة.
    الأمين العام:
    يقصد به الأمين العام للحركة المنتخب بواسطة مجلس الشورى.
    الأمانة العامة:
    يقصد بها الجهاز التنظيمي للحركة في المستوى القومي والذي
    يباشر تنفيذ خطة الحركة.
    اللائحة العامة:
    يقصد بها اللائحة التنفيذية التي يجيزها مجلس الشوري لتكوين
    وتنظيم عمل أجهزة الحركة القومية، والمفسرة لأحكام الدستور.
    الكلية:
    يقصد بها الحصة العددية من الجهة أو الفئةأو القطاع المهني أو الطوعي بقصد التمثيل النسبي في المؤتمرات حسب ما تحدده اللائحة العامة.
    الفئات:
    يقصد بها القطاعات التي تؤدي عمل الحركة التنظيمي في جهات المرأة،الطلاب، الشباب والعاملين بدول المهجر.
    القطاعات المهنية والطوعية:
    يقصد بها من يؤدون عمل الحركة في المجالات المهنية أو الطوعية في القطاع العام والخاص والأهلي.
    القطاعات التنظيمية:
    يقصد بها جميع القطاعات الفئوية والمهنية والطوعية.
    لائحة الولايات:
    يقصد بها اللائحة التي يقترحها الأمين العام وتجيزها الأمانة العامة
    لتحديدأجهزة الحركة التنظيمية في المستوى الولائي والمستويات الأدنى وتحديد طريقة تكوينها واختصاصاتها.
    7
    الفصل الثاني
    تعريف الحركة وخصائصها ورسالتها و أ سسها الفكرية وغاياتها
    تعريف الحركة الإسلامية
    -4 ) 1( الحركة الإسلامية السودانية جماعة إسلامية منتظمة في تنظيم عضوييقوم على ضوابط محددة، ويعمل في إطار تيار إسلامي عام في المجتمع يقترب منه ويتناصر معه في تحقيق مبادئ و أهداف قاصدةإلي نشر الإسلام وتمكينه وحمايته.
    ) 2( تعمل الحركة في المجال الدعوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وكل مجالٍ للنشاط الإنساني، وتعمل مع كل شرائح المجتمع وقطاعاته، وتهتم بمؤسسات الدولة والمجتمع وفلاح الفرد في الدنيا والآخرة، وفي كل ذلك تعني بتربية وإعداد القيادات وتجديد الرؤى والأفكار والسياسات والمواقف المؤسسة على أصول الإسلام.
    ) 3( تعمل الحركة في جميع المجالات بمؤسسات تناسب كل مجال وتكون منفتحة على آخرين ما وافقوا على برامجها وسياساتها والعمل على تحقيق أهدافها الواردة في هذا الدستور .
    ) 4( تعتمد الحركة الدعوة بالحسنى، وإنشاء وبناء نماذج حية تعرف في سلوك أفرادها وخصائص المؤسسات والمنظمات التي تنشؤها هي أو بالاشتراك مع آخرين في أوجه الحياة كافة.
    ) 5( تحفظ الحركة لكل المؤسسات والمنظمات والأجهزة التي تنشؤها أو تشارك فيها استقلاليتها وكينونتها وفاعليتها في إطار المهام الموصوفة بالنظم واللوائح الخاصة بتلك المؤسسات والمنظمات والأجهزة .
    ) 6( قيادات الحركة العليا في الصعيد التنفيذي والسياسي والخاص - المنتخبون وفقاً لمرجعيات ونظم مؤسساتهم – هم القيادة العليا للحركة الإسلامية .
    خصائص الحركة
    -5 للحركة خصائص تميزها على النحو الآتي:-
    ) 1( ربانية: تدعو للإيمان بالله والاعتراف بفضله وبشكر نعمه والانتفاع بماسخره للإنسان في الأرض والسماوات وتدعو إلى تزكية النفوس بذكر الله و إعمار الوجدان بحب الله وتعظيمه وطاعته – وللمؤمنين أسوة حسنة في رسول الله.
    ) 2(شاملة: أهدافها شاملة شمول الدين الحنيف تسعى لإسلام الحياة كلها لله تعالى تحقيقاً لمعنى لاإله إلا الله. فالمجتمع بدولته وحكومته ومؤسساته الأخرى معينات للفرد ليسلم قلبه وجوارحه لله رب العالمين.
    ) 3(اجتهادية: تعتمد القرآن الكريم والسنة المطهرة ومنهج النبوة أصولاً لاجتهادها و لالتزامها الفكري ولجهادها العملي. وتحض على التفكر والتفقه والاستزادة من العلم والمعرفة بسنن الله الكونية والاجتماعية والنفسية وذلك لتحقيق الغاية من الخلق وهي العبودية لله رب العالمين وإعمارالأرض.
    ) 4( دعوية: تعلم الناس أصول العقيدة الإسلامية الصحيحة وتهديهم إلى منهاج الدين الحق وترشدهم إلى مشكاة النبوة ومكارم الأخلاق. وتأخذهم برفق ويسر لى فهم أمور الدين والدنيا والتعامل معها عبر مدارج الالتزام والاختيار والعمل.
    )5( إصلاحية: تهدف إلى دعوة الناس فرادى وجماعات إلى الاستقامة على أمر الله تعالى في شؤونهم الخاصة والعامة، محاسبةلأنفسهم ومراجعة لأعمالهم وأوبة لغفار الذنوب, وتأخذ بالإحسان منهجا وغايةً وتسعى لإقامة نموذج الإسلام في السودان عماراً وعدلاً ، وتنسق مع الجماعات الإسلامية والدعاة كافة لإحياء دور الأمة الإسلامية ورسالتها في العالمين.9
    ) 6( وسطية: تدعو لالتزام الحق في مواقع الهوى، تجنباً للغلو والتشدد والظلم والجور والإفراط ومجافاةً للتطفيف والتفريط وإعطاء الدنية في الدين
    ) 7( جهادية: تدعوإلى الحق وترشدإليه وتجادل الباطل وتدافعه وتجاهد لرفع الظلم ونصرة المستضعفين وحماية الدعوة من أي قهر
    يحول بينها وبين الناس، أو اعتداء على بيضة الدين والشريعة
    الإسلامية.
    ) 8( 􀀷شورية: تعتمد الشورى منهجاً ملزماً وتسعى لتطوير نظمها و إجراءاتها في الأمور كلها.
    غايات الحركة
    -6 تسعى الحركة لتحقيق الغايات الآتية:
    ) 1( تبليغ رسالة الله الخاتمة للناس كافة.
    ) 2( حث المسلمين على التمسك بالإسلام والعمل به والتفقه فيه وتزكية المجتمع بمبادئ وقيم الإسلام وأخلاقه وسلوكياته ليؤدي رسالته في الحياة.
    ) 3( العمل لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية واسترداد دورها الرسالي في العالم والتفاعل مع قضاياها ومدافعة الظلم والطغيان والاستكبار
    ومناصرة المستضعفين.
    ) 4( تقديم النموذج الإسلامي لقيادة الإنسانية إلى عالم تسوده قيم الحق والعدل والخير.
    ) 5( التعاون مع القوى الإنسانية الساعية لتحقيق السلم وكرامة الإنسان.
    وسائل الحركة
    -7 ) 1( تسعى الحركة لتحقيق أهدافها وبلوغ غاياتها باتخاذ الوسائل المشروعة كافة.
    ) 2(دون المساس بعمومية نص البند ) 1( تتخذ الحركة الوسائل الآتية :-
    ( أ( التفقه والعلم والمعرفة والسعي لتحقيق المقاصد الكلية للدين.
    )ب( تأسيس وبناء الصف المسلم والجماعة ذات الإمرة والطاعة التي تؤدي واجب العبودية لله تعالى.
    )ج( تقديم القدوة الحسنة في سلوك أفراد الحركة.
    )د( البلاغ والدعوة بالتي هي أحسن بكل الوسائل المتاحة.
    )ﻫ( النشر والإعلان والعرض لفكر الحركة وفنونها وأدبها.
    )و(إقامة دُور العبادة ومؤسسات التوجيه والتربية والتكافل.
    )ز(إنشاء المنظمات والهيئات والجمعيات والمؤسسات في شتى ضروب النشاط الإنساني المشروع.
    )ح( تولي السلطة العامة بالوسائل المشروعة والسلمية.
    )ط( التعاون وبناء العلاقات الثنائية والجماعية مع الأفراد والهيئات
    والتنظيمات والجمعيات محلياً و إقليمياً ودولياً.
    )ي( التواصل بالمجادلة والمناظرة والحوار.
    11
    الفصل الثالث
    الحركة ونظام الحكم والنظام السياسي وإصلاح المجتمع
    الحركة ونظام الحكم
    يقوم نظام الحكم في فكر الحركة الإسلامية على إقامة دولة راشدة تلتزم الشورى،
    وتأسيس مجتمع يتعاقد على بيعةٍ لولي الأمر ترعى الاعتبارات الآتية:
    1 .1 إقامة الدين وبسط العدل والشورى ونشر الدعوة.
    2 .2 إقامة دولة الإسلام التي تحمل الرسالة وتحكِّم الشريعة وتحفظ
    الحقوق وتحمي المجتمع وتزكيه، والدفاع عنها.
    3 .3 البيعة والسمع والطاعة لولي الأمر في حدود طاعته لله ورسوله.
    �4 .4 إعداد القوة لدفع الصائل ورد البغي والعدوان.
    5 .5 المحافظة على الأمن وفرض النظام وتنفيذ حكم القانون.
    6 .6 المحافظة على سيادة الدولة واستقلالها.
    7 .7 تأكيد حرمة الأنفس والأعراض والأموال والدماء.
    8 .8 ضمان الإرادة الحرة للمواطنين وحفظ كرامتهم وتحفيز طاقاتهم.
    9 .9 السعي في تحقيق مصالح الناس وتوفير الخدمات الضرورية لهم.
    1010 السعي الجاد في تحقيق التنمية الشاملة المتوازنة ومكافحة الفقروالبطالة.
    1111 السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل ورعاية الفقراء و أصحاب الحاجات.
    1212 اعتماد الكسب الحلال وطهارة اليد من المال العام ومحاربة الفسادوتحريم موارد الكسب الحرام.
    1313 العمل على بناء علاقات خارجية متوازنة مع الدول والمؤسسات والهيئاتقائمة على قواعد الحق والعدل والسلم العالمي.
    1414 احترام تعهداتها الدولية في حالات السلم والحرب ورعاية عهودها والتزاماتها.
    الحركة والنظام السياسي
    -9 يقوم النظام السياسي في فكر الحركة على مبدأ التعدد ويبنى على الدعائم الآتية:
    ) 1( الولاء لله والتضحية في سبيله، وتعزيز مقومات الانتماء للوطن والاستعداد للدفاع عنه.
    ) 2( السمع والطاعة لولي الأمر الذي تنتخبه الأمة طوعاً.
    ) 3( الحرية والشورى والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات العامة.
    ) 4( السعي لقومية التنظيمات السياسية بحيث تشمل كل من يرتضي أهدافها وغاياتها وبرامجها من كل المناطق والأعراق، وتنفتح علىقطاعات المجتمع وتنظيماته وفئاته .. وتكون للرجال والنساء سواء.
    ) 5( المؤسسية والتزام الحوار الشوري في الممارسة واتخاذ القرار.
    ) 6( التخطيط العلمي للنشاط السياسي، وإصلاح الدولة والمجتمع.
    ) 7( التفاعل مع القواعد الشعبية والقيام بواجبات التعبئة والتوعية
    والتوجيه، الذي يؤهل المجتمع ليكون مجتمعاً قائداً.
    ) 8( تعمل الحركة في المجال السياسي من خلال حزب تنشؤه يكون منفتحاًعلى الآخرين ، يرعى برامجها وسياساتها ويعمل على تحقيقأهدافهاالواردة في هذا الدستور .
    ) 9( جواز الشراكة السياسية والتحالف والتنسيق مع الآخرين على
    أساس المصالح العليا للوطن.
    الحركة والإصلاح الاجتماعي
    -10 تتوخي الحركة و ضع منهج للإصلاح الاجتماعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم على الأصول الآتية :-
    ) 1( ترسيخ القيم ومكارم الأخلاق.
    ) 2( رعاية الأسرة والطفل وتعزيز مؤسسات النظام الاجتماعي.
    ) 3( تقويم مناهج التعليم بما يحقق نهضة الأمة وصلاح المجتمع وسلامته.
    ) 4( العناية بالصحة وترقية الذوق العام.
    � )5( إعلاء قيم العمل والكسب والإتقان.
    ) 6( تقويةأواصر الإخاء والتراحم والتكافل من خلال المؤسسات
    والجمعيات الطوعية.
    ) 7( تقوية النسيج الاجتماعي وتنزيهه من العصبيات القبلية والجهوية.
    ) 8( حفز المجتمع ليكون مبادراً وقائداً لحركة التغيير والإصلاح.
    ) 9( النهوض بالإعلام ليكون معبراً عن قيم المجتمع العليا وهادياً
    للسلوك القويم.
    الفصل الرابع
    العضوية
    شروط العضوية
    -11 تكتسب عضوية الحركة باستيفاء الشروط الآتية :-
    ) 1( الاستقامة على فرائض الإسلام وحدوده.
    ) 2( الرغبة في الانضمام للحركة.
    ) 3( اعتماده بواسطة المستوى التنظيمي المعني حسب ما تحدده اللائحة العامة.
    )4( أداء قسم الولاء للحركة المنصوص عليه في اللائحة العامة.
    واجبات الأعضاء
    -12 ) 1( واجبات أعضاء الحركة هي واجبات المسلم الملتزم بكل ما أوجبته الشريعة الإسلامية.
    ) 2( دون المساس بعمومية نص البند )
    1( يكون من واجب العضو:-
    ( أ( تزكية نفسه بأداء الشعائر وأداء الفرائض والالتزام بالورد اليومي منالقرآن الكريم والأذكار المأثورة ، وأن يأمر أهله وذويه بذلك.
    )ب( الاهتمام بالجماعة وصلة الرحم والتواصل مع الآخرين والحض على فضائل الأعمال.
    )ج( تهيئة النفس وإعدادها للجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    )د( الطاعة في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية.
    )ﻫ( الانتظام السياسي الفعال في الكيان الذي تحدده الحركةإطاراً لعملهاالسياسي.
    )و( الالتزام بالتكليفات والواجبات التنظيمية والسعي للإحسان والأخذ
    بالعزائم والقيام بالواجب واجتناب الشبهات في الشأن العام والخاص.
    )ز(أداء الاشتراك المالي الراتب.
    المحاسبة و فقدان العضوية
    -13 يُحاسب أعضاء الحركة الذين لا يلتزمون بتحقيق غاياتها ومبادئهاأو يُخِلّون بواجبات العضوية أو بما كُلِّفوا من مهام .. وذلك بموجب الإجراءات التى تحددها لائحة المحاسبة.
    -14 يكون فقدان عضوية الحركة حسب الإجراءات التي تحددها اللائحة العامة في الحالات الآتية:
    ) 1( الاستقالة .
    ) 2( الإقالة وفق الإجراءات التى تحددها لائحة المحاسبة فى حالة الإخلال
    بشروط و واجبات العضوية المشار إليها في المادة ) 12,11 (.
    ) 3( فقدان أهلية التكليف الشرعي.
    ) 4( الوفاة.
    الفصل الخامس
    أجهزة الحركة الإسلامية التنظيمية في المستوى القومي
    تكوين هيكل الحركة
    -15 يتكون هيكل الحركة في المستوى القومي والولائي على النحو الآتي:
    ) 1( المؤتمر العام.
    ) 2( مجلس الشورى القومي.
    ) 3( القيادة العليا.
    ) 4( الأمانة العامة.
    تكوين المؤتمر العام
    -16 تتكون عضوية المؤتمر العام من عدد كلي تحدده اللائحة العامة كما يلي:-
    )))1كليات من المؤتمرات الولائية بالتناسب مع عدد أعضاء الحركة بالولاية وذلك بنسب عادلة تحددها لائحة الولاية في إطار اللائحة العامة.
    )))2كليات من القطاعات التنظيمية تحددها اللائحة العامة.
    ) 3( كليات من القطاعات التنظيمية الولائية تحددها لائحة الولاية في إطار اللائحة العامة.
    ) 4( نسبة تختص باختيارها لجنة استكمال تتكون من رئيس مجلس
    الشورى والأمين العام ونوابهما.
    ) 5( تحدد اللائحة العامة نسب وطريقة الاستكمال.
    مهام المؤتمر العام
    -17 يكون للمؤتمر العام المهام التالية :-
    ) 1( انتخاب رئيسه ونائبه ومقرره.
    ) 2( انتخاب مجلس الشورى القومي لكل أجل حسب ما تحدده اللائحة العامة.17
    )3( إجازة موجهات الخطة والسياسات العامة للحركة.
    ) 4( تقويم الأداء العام للحركة و أجهزتها التنظيمية في المركز والولايات .
    )5( إجازة الدستور وتعديلاته.
    ) 6( مراقبة استقامة أجهزة الحركة على مبادئ الشريعة الإسلامية
    وتنبيهها على ذلك.
    أجل وانعقاد المؤتمر العام
    -18 يكو أجل وانعقاد المؤتمر العام كما يلي :-
    )1( أجل العضوية في المؤتمرأربعة أعوام.
    ) 2( ينعقد المؤتمر بصفة دورية كل عامين واستثناءً بدعوة طارئة من ثلث أعضائه أوبقرارمن مجلس الشورى القومي.
    ) 3( تحدد اللائحة العامة العدد الكلي للمؤتمر والنسب العادلة والنصاب القانوني لاجتماعاته.
    تكوين مجلس الشورى
    -19 ينتخب المؤتمر العام مجلس الشورى القومي لكل أجل جديد بعدد ونسب تمثيل عادلة تحددها اللائحة العامة.
    مهام مجلس الشورى القومي
    -20 تكون لمجلس الشورى القومي المهام التالية:
    ) 1( انتخاب رئيسه ونائبه ومقرره.
    ) 2( انتخاب الأمين العام.
    ) 3( اعتماد رؤساء اللجان المتخصصة الذين يرشحهم رئيس المجلس ويكوّنون مع رئيس المجلس ونائبه ومقرره هيئة المجلس وتحدد اللائحة العامة عدد وأسماء اللجان.
    ) 4( مباشرة صلاحيات المؤتمر العام للحركة أثناء غيابه.
    18
    ) 5( مراقبة المشروعية الإسلامية لعمل أجهزة ومؤسسات الحركة في جميع مستوياتها.
    )6( إجازة الخطة العامة للحركة وموازنتها وفق الموجهات العامة للمؤتمر العام.
    ) 7( التوجيه والرقابة والمتابعة الدائمة لأداء الشورى بأجهزة الحركة
    التنظيمية في المركز والولايات.
    ) 8( رفع تقرير حول الأداء العام لأجهزة الحركة لكل دورة انعقاد
    للمؤتمر العام.
    ) 9( إجازة تعديلات دستور الحركة ب أغلبية ثلثي أعضائه .. ويعمل بهاإلى حين عرضها على المؤتمر العام لاعتمادها.
    )10( إجازة اللائحة العامة لأجهزة الحركة واللائحة الداخلية المنظمة لعمله وعمل هيئته، ولائحة القيادة العليا و اللائحة المنظمة لأعمال المؤتمر العام.
    ) 11 ( تكون قرارات المجلس ملزمة لكافة أعضاء الحركة و أجهزتها فيما دون المؤتمر العام.
    أجل ودورات انعقاد مجلس الشورى
    -21 يكون أجل مجلس الشورى ودورات انعقاده كما يلي :-
    )1( أجل مجلس الشورى القومي أربعة أعوام.
    ) 2( ينعقد مجلس الشورى مرة كل أربعة أشهر وتجوز دعوته استثناءً بطلب من رئيسه أو ثلث أعضائه أو بطلب من الأمانة العامة.
    ) 3( يقوم رئيس المؤتمر العام بدعوة مجلس الشورى للانعقاد في جلسته الأولى.. ويتولى رئاستها لحين اختيار رئيس المجلس.
    القيادة العليا
    -22 تنشأ القيادة العليا للحركة الإسلامية من قيادات الحركة العليا في الصعيد لتنفيذي والسياسي والخاص المنتخبون وفقاً لمرجعيات ونظم مؤسساتهم.
    مهام القيادة العليا
    -23 يكون للقيادة العليا المهام التالية:-
    ) 1( مراقبة استقامة أجهزة الحركة ومؤسساتها المستقلة على مبادئ الشريعةالإسلامية ، ووفقاً للإستراتيجيات والخطط المُجازة.
    ) 2( الربط وتكامل الأدوار بين جهزة الحركة ومؤسساتها المستقلة، ضماناً حسن تنفيذ السياسات وتحقيقاً لمبادئ وأهداف الحركة.
    الأمانة العامة
    -24 يمارس الأمين العام مهامه من خلا أمانة عامة تنظيمية يرأسها ويقتر أماناتها المتخصصة ومهامها وعضويتها حسب اللائحة العامة، ويقدمها لمجلس لشورى لاعتمادها، ودون الإخلال بما جاء في المادة ) )25 أدناه، تقوم الأمانة لعامة بالمهام التالية:
    ) 1( متابعة تنفيذ السياسات والخطط والبرامج المجازة من مجلس الشورى.
    ) 2( اقتراح اللائحة العامة للحركة المنظمة لأعمالها في المستوى القومي عرضها على مجلس الشورى لإجازتها.
    اختصاصات الأمين العام
    -25 يختص الأمين العام بما يلي :
    ) 1( اقتراح السياسات والخطط والبرامج ومتابعة تنفيذ ما يليه منها بعدإجازتها في مجلس الشورى.
    ) 2( رفع تقرير دوري حو أداء مؤسسات الحركة التنظيمية لمجلس الشورى.
    ) 3( تحديد نظم وعلاقات التنسيق بي أجهزة الحركة التنظيمية المختلفة ي المركز والمستويات كافة.
    ) 4( التوجيه النافذ، والرقابة الداخلية على أداء أجهزة ومؤسسات
    الحركة في مستوى الأمانة العامة والمستويات الولائية كافة.
    ) 5( محاسبةأجهزة ومؤسسات الحركة التنفيذية في المستويات كافة.
    ) 6( اقتراح لائحة الأجهزة الولائية والمستويات الأدنى وعرضها على الأمانة لعامة لإجازتها.
    الأجهزة التنظيمية الولائية والأجهزة الأدنى
    -26 ) 1( تكون للحركة أجهزة تنظيمية ولائية وأجهزة على المستويات دون الولايةحسب اللائحة العامة.
    الفصل السادس
    تمويل الحركة ومصارفها ومراجعة أموالها
    مصادر تمويل نشاط الحركة
    -27 تمول الحركة نشاطها من الموارد التالية:
    ) 1( اشتراكات الأعضاء .
    ) 2( التبرعات والهبات والمعونات .
    ) 3( الأوقاف والوصايا .
    ) 4( عائد الاستثمارات التي تنشئها .
    )5( أي موارد أخرى تقبلها الأمانة العامة.
    مصارف أموال الحركة
    -28 ) 1( تصرف أموال الحركة في تمويل نشاطها العام.
    ) 2( تحدد اللوائح المالية التي تصدرها الأمانة العامة كيفية حفظ أموال لحركة وكيفية صرفها .
    مراجعة أموال الحركة
    29 - ) 1( يعين الأمين العام مراجعاً قانونياً لمراجعة الأداء المالي لمؤسسات الحركة.
    ) 2( يرفع المراجع القانوني تقريره إلى الأمين العام بالكيفية وفي الزمان الذي حدده.
    الفصل السابع
    أحكام عامة وختامية
    أحكام عامة
    -30 ) 1( تعتمد الحركة نهج الشورى في مستوياتها كافة في إطار الدستور، واللوائح لمفصلة له.
    ) 2( تكون القرارات الصادرة من المستوى الأعلى في الحركة ملزمة للمستويات التنظيمية لأدنى.
    ) 3( يلتزم أعضاء الحركة بالعمل على تحقيق غاياتها ومبادئها والالتزام بدستورهاولوائحها.
    ) 4( يؤدي أعضاء الحركة قسماً للولاء تحدده اللائحة العامة.
    ) 5( يكون أجل دورة القيادات التنظيمية في مستويات الحركة كافة أربعةأعوام ويمكن أن تجدد لدورة ثانية فقط.
    ) 6( تجيز أجهزة الحركة القومية اللوائح التنظيمية التي نص عليها الدستوروأي لوائح أخرى تراها مناسبة لتنفيذه.
    ) 7( تجيز الأمانة العامة اللوائح الخاصة بمحاسبةأعضاء الحركة الإسلامية الذين يخالفون دستورها ولوائحها.
    إجازة وتعديل الدستور واعتماده
    -31 ) 1( يجيز المؤتمر العام دستور الحركة بالأغلبية العادية في اجتماع قانوني.
    ) 2( يعدل هذا الدستور باقتراح يوافق عليه ثلثا أعضاء مجلس الشورى ويجيزه المؤتمر العام .
    ) 3( يعتمد رئيس المؤتمر العام الدستور وأي تعديل يجرى عليه بشهادة موقعة منه بعدموافقة المؤتمر العام عليه.
    حل الحركة الإ سلامية
    -32 لا يجوز حل الحركة الإسلاميةإلا بموجب قرار يجيزه ما لا يقل عن 75 % من عضويةالمؤتمر العام في اجتماع قانوني لا يقل حضوره عن 80 % من عضوية المؤتمر العام.
    **********************


    أشهد أن مجلس الشوري قد أجاز في دورة انعقاده الثامنة ) 2008 - 2012م( بتاريخ 20من شهر جمادى الآخرة 1433 ﻫ الموافق 11 من شهر مايو 2012 م دستورالحركة الإسلامية السودانية .
    ،،، والله الموفق ،،،
    د/إبراهيمأحمد عمر
    رئيس مجلس الشورى القومي
    أشهد أن المؤتمر العام للحركة قد أجاز في دورة انعقاده ............. بتاريخ............
    من شهر ............. ﻫ الموافق ..........من شهر.......... 2012 م دستور الحركة
    الإسلامية السودانية.
    ،،، والله الموفق ،،،
    رئيس المؤتمر العام للحركة الإسلامية السودانية
    __

    ------------------

    أحـــاديث الإفــك!!

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ السبت, 06 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    لا يكتفي إدريس عبد القادر كبير المفاوضين من أولاد نيفاشا والذي قال إنه يؤيد منح الجنوبيين 40 حرية وليس أربع حريات فقط.. لا يكتفي الرجل بقراءة رسالة أُرسلت من الموبايل إلى أئمة المساجد تدعوهم إلى التصدي للحريات الأربع.. لا يكتفي بقراءتها أمام المجلس التشريعي لولاية الخرطوم وأمام عدد آخر من المجالس والاجتماعات وإنما يقرأها لمشاهدي قناة النيل الأزرق في برنامج (حتى تكتمل الصورة) معتبراً ذلك سلوكاً خاطئاً ومرفوضاً!!
    يا سبحان الله.. إدريس تسخّر له جميع الفضائيات تقريباً والإذاعات والصحف والصحفيين ليُقنع الشعب السوداني والعالم وتُتاح لغيره من أولاد نيفاشا وبقية المفاوضين الموزعين بعناية على أجهزة الإعلام حيث يُحشد لهم الناس حشداً وبالأوامر لكنه يستنكر أن نستخدم الموبايل في إقناع الناس بوجهة نظرنا!!


    إنه الكيل بمكيالين الذي يجعل البعض يظنون أنهم فوق البشر وأنه يجوز لهم ما لا يجوز مِعشار مِعشاره للآخرين بعد أن تفرعنوا وطغَوا وبغَوا واقتنعوا بأنهم العباقرة بل والملائكة بين حثالة من الناس.. إنه المرض الذي أصاب فرعون قديماً حينما قال لقومه «مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ».. إنه المرض المسمّى بجنون العظمة الذي أصاب القذافي قبل أن يلوذ في نهاية حياته بحفرة في قاع أحد المجاري بين الجرذان والهوام.
    يجوز له ولصحبه أن يملأوا الدنيا بحجتهم الواهية ولا يجوز للآخرين أن يستخدموا الموبايل ولذلك بكل قلة حياء يقرأ الرسالة من على الموبايل ويتهكم بقوله إن هناك محاولات لإجهاض الاتفاق من خلال منابر الجمعة!!
    القصة لم تنتهِ عند هذا الحد.. أرجو أن تقرأوا معي الخبر الذي أوردته جريدة (الصحافة) فقد جاء في الأنباء أن سيد الخطيب ــ أحد أولاد نيفاشا المخضرمين- قد خاطب (مجلس الدعوة للأئمة والدعاة وخطباء المساجد) حول اتفاق أديس أبابا وقال بعد أن هاجم الرافضين للحريات الأربع (ليست هناك شريعة دينية تمنع الجنوبيين من العيش في الشمال)!!
    قبل أن أعلق على حديث سيد الخطيب أقول لإدريس أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس؟! أحرام علينا أن نستخدم الموبايل في مخاطبة الأئمة وحلال لكم أن يجمعوا أمامكم جمعاً لتخاطبوهم؟!
    ألم أقل لكم إنه الكيل بمكيالين؟!


    ثم أقول لسيد هذا وما الذي يحرم على أجناس الأرض جميعاً العيش في الشمال؟! ما هو الفرق بين الإثيوبيين والإريتريين والتشاديين وبين الجنوبيين؟! الجنوبيون قرروا أن يخرجوا من بلادنا وقد كان متاحاً لهم أن يتمتعوا بالمواطنة الكاملة وهذا ما لم يفعله مواطنو دول الجوار الأخرى ثم إنه لا توجد مشكلة بين الشعب السوداني والشعوب المجاورة الأخرى بينما توجد مشكلة سياسية بين الشمال والجنوب نشأت عن حرب متطاولة أفرزت غبائن ومشاعر سالبة ثم إنه لا يوجد مشروع استعماري لدى شعوب إريتريا وإثيوبيا وتشاد بينما هناك حركة تحكم الجنوب وتسعى لتحريرنا وتسمِّي نفسها (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وجيشُها يحتل أرضنا حتى اليوم.. لو قلتم: ما الذي يمنع المسلمين الجنوبيين وأية شريعة تلك التي تمنعهم لصفّقنا لكم ولكنكم لا تبالون بإسلام ولا بمسلمين.


    لذلك كان على إدريس الذي يقول إنه يوافق على (40) حرية لشعب الجنوب أن يسأل نفسه من أعطاه ومن أعطى حزبه الحاكم الحق في أن يعطي الجنوبيين حرية واحدة ناهيك عن (40) حرية؟! متى يعلم هؤلاء أن السودان هذا ليس ملكاً لحكومتهم ولا لحزبهم وأنه قد آن الأوان لأن يغادروا السلطة غير مأسوفٍ عليهم فقد (بهدلتم) والله المشروع الذي زعمتم أنكم جئتم من أجله ومسختم هُوية هذه البلاد وتلاعبتم بها كما يتلاعب قط شرس بفأر مريض فماذا يعود علينا من عودتهم غير عودة التشاكس والتنافر والدماء والدموع والخمر والعري يا من نسيتُم نواهي دينَكم وموجبات هُويّتكم؟!



    ---------------------

    استفتاء الإنقاذ.. ومباهلة أهل الباطل

    سعد احمد سعد
    نشر بتاريخ الخميس, 04 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    لقد قلت في مكان آخر إن الذي تفعله الإنقاذ في أمر الحريات الأربع يثير الكثير الجم من التساؤلات ويضع الكثير من علامات الاستفهام حتى يجعل الأطفال الرضع يتركون ما انشغلوا به من رضاعة ويرفعون حواجبهم استغرابًا..
    إن الإنقاذ لا تفعل ذلك غفلة.. ولا جهلاً.. ولا فطنة ولا كياسة..
    إن الإنقاذ تفعل ذلك لأمر ما..
    إن الذين يعارضون الحريات الأربع من أهل العلم ليسوا أكثر علماً ولا فقها من كثير من قيادات الإنقاذ الفكرية.. أو الدستورية..
    كما أن الذين يعارضون الحريات الأربع من دهاقنة الاقتصاد ليسوا أكثر معرفة بالاقتصاد من قيادات الإنقاذ الاقتصادية. والذين يعارضون الحريات الأربع من ناحية أضرارها الاجتماعية وآثارها السالبة على الأمن الاجتماعي والأخلاق والحياة الطبيعية لأهل السودان ليسوا بأكثر علماً بذلك ولا بأكثر تأثرًا وتضررًا من غيرهم من أهل الإنقاذ الذين يهلِّلون للحريات الأربع ولغيرها من مهدِّدات الأمن الاجتماعي والأمن القومي.. إن من واجبنا أن نحسن الظن بأهل الإنقاذ ما استطعنا إلى ذلك سبيلا..
    إلا أننا في ذات الوقت من حقنا أن نسيء الظن بأهل الإنقاذ.. إذا دعت الحاجة إلى سوء الظن.. ومن سوء الظن المحمود قولهم «أن ترد الماء بماء أكيس» ولقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله «إن بعض الظن إثم»
    ومقتضى قوله هذا «ليس كل الظن إثمًا».

    فالظن بعضه إثم وبعضه الآخر حزم وكياسة وحيطة.. ربما استطاع الإنقاذيون.. أو قل بعض الإنقاذيين.. أن يدافعوا عن بقية بنود اتفاقية أديس هذه.. ولكن الذي لا مراء فيه أنهم لن يستطيعوا أن يدافعوا عن الحريات الأربع..
    إن الانبطاح والدغمسة.. وهي آليات إنقاذية بحتة وماركات إنقاذية مسجلة.. ولو جُمع كل ما على أديم الأرض منها وكل ما في داخلها.. فليس بمستطيع تبرير حرية واحدة من الحريات الأربع.
    لقد كان الوجود الجنوبي في السودان مهدداً للهُوية الإسلامية.. وكان حجر عثرة في وجه تطبيق القوانين الإسلامية.. وكان خميرة عكننة وبابًا للشر لم نصدق أن نيفاشا على ما بها من أخطاء وخطايا قد أغلقت باب الشر هذا إلى الأبد. ولكنه يطل علينا اليوم من جديد..
    إن الإنقاذ لا تكسب شيئاً.. على حسب الظاهر.. من قبولها بالحريات الأربع.. وكذلك المواطن السوداني لا يقبل ولا يستفيد شيئاً من الحريات الأربع..
    ولا يوجد شمالي تتوق نفسه إلى العيش في الجنوب كانوا قلة في السابق رغم توفر الأمن النسبي في ذلك الوقت.. وانعدموا الآن في ظل جنوب الحركة الشعبية لتحرير السودان.. وجنوب جون قرنق وباقان وسيلفا كير ولا أظنني أكون مغالياً أو مبالغاً إذا قلت إن مقابل كل ألف جنوبي يهرعون إلى الشمال لن يوجد أكثر من شمالي واحد يجرّ قدميه متثاقلاً نحو الجنوب..
    إن الحريات الأربع منحة من حكومة الإنقاذ للجنوب بلا مقابل وبلا عوض..


    مَن مِن الشماليين ذاك الذي يتوق إلى حرية التملك في الجنوب.. أو حرية الإقامة.. أو حرية التنقل أو حرية العمل..
    أي تملك! وأي إقامة! وأي تنقل! وأي عمل!! إن الذين يظنون أن الحريات الأربع صفقة متكافئة بين الشمال والجنوب.. أو على الأصح بين السودان وبين الدولة التي لا اسم لها ولا هُوية.. فهؤلاء لا يخدعون إلا أنفسهم.. إن بعض الناس يقولون إن هذه الاتفاقية بمكوِّناتها المختلفة تمثل مخرجًا لحكومة الجنوب من الضائقة التي تعيشها وبعد الخروج من ضائقتها ستعود إلى سيرتها الأولى من بذل العداوة صرفة للسودان!!
    أنا لا مانع عندي أن يكون كل ذلك صحيحاً.. حتى لو توقعت أن يكافئنا أهل الجنوب إساءة على إحساننا.. إلا أنني لا أقبل أن نساعد أهل الجنوب على إصلاح دنياهم بإفساد ديننا.. إن الحريات الأربع تعني أن الإنقاذ متنصلة من الشريعة؛ إذ كيف يتصور العقلاء أن تسمح دول الشريعة لأعداد غير منحصرة من أهل الجنوب.. من غير أهل الإسلام بأن يتمتعوا بكل تلك الحريات إلى الحد الذي يتيح لهم مكاثرة ومغالبة أهل البلد وأهل الدار.


    إن الحريات الأربع نقض للانفصال في الشمال وتكريس للانفصال في الجنوب..
    سيظل الجنوب للجنوبيين.. لأننا لا نريده ولا نتوق إليه.
    أما الشمال فيكون لمن شاء من أهل الجنوب.. رغم أنف أهل الشمال.. وإذا رفض أهل الشمال التمتع بالحريات الأربع في الجنوب.. فهذا شأنهم، أليست هذه قسمة ضيزى؟!
    نحن لا نُلقي القول على عواهنه ولا نجازف.. ولكننا نقول للإنقاذ إن أكثر من «90%» من أهل السودان لا يريدون ولا يرحِّبون بالحريات الأربع..
    ولقد أوشكت أن أدعو أهل الحكم في الإنقاذ إلى إجراء استفتاء حول الحريات الأربع.. ولكنني تذكرتُ أمراً فأعرضتُ عن تلك الدعوة.. أتدرون لماذا؟
    لسوف أشرح لكم السبب بطريقة غير مباشرة..
    اختلف رجل من أهل التقوى والورع مع رجل من السفهاء.. واشتدَّ الخلاف بينهما.. وتدخل أناس.. وعرضوا عليهما أن يتباهلا.. وكلهم لا يشكُّون في أن الرجل الموصوف بالتقى والورع سيلقى النصر والتأييد من الله..
    وفي بداية الأمر وافق الرجل التقي الورع ووافق السفيه المبتدع.. ولكن الرجل التقي الورع عاد ورفض المباهلة وترك حقه للسفيه.. فقيل له.. ما أعجب أمرك!! لم فعلت هذا؟


    قال والله لقد خفت أن يقوم هذا السفيه أمام الملأ فيثني على الله بما هو أهله ويسبحه ويمجده وينزهه وينكسر أمامه.. فيرفع ذلك من مقت الله وغضبه عليه.. فلا تكون للمباهلة من الأثر ما يُرجى منها.. فآثرتُ ضياع حقي عوضًا عن ذلك!!
    والاستفتاء الذي كنتُ سوف أقترحه هو عوض عن المباهلة.. وأنا أعلم نتائجه سلفًا رغم أني مستيقن أن «90%» من أهل السودان لا يريدون نصف حرية من تلك الحريات .. لا في الشمال ولا في الجنوب!!
    هل سمعتم بما قاله مالك في الخمر؟
    ولو سُئل مالك عن الحريات الأربع لقال فيها ما لم يقله في الخمر!!
    قال مالك في الخمر إنها لا تحل للمضطر.. لا في الجوع ولا في العطش.. وذلك خلاف غيره من أهل الفقه ولكنه قال إنها تحل لمن في حلقه غصة.

    يعني من خنقته لقمة في حلقه جاز له أن ينزلها بشيء من الخمر المحرم..
    ولنفترض أن في حلق السودان اليوم غصة.. غصة اقتصادية.. أو أمنية.. أو إرهابية.. أو غصة شخصية وتريد الإنقاذ إزالة الغصة من حلق السودان.. وسُئل الإمام مالك .. هل يجوز إنزال الغصة بالحريات الأربع؟
    إذن لقال الإمام مالك في الحريات الأربع ما لم يقله في الخمر!! إذن لقال: وهل تُزال الغصة بغصة أكبر منها؟!


    ------------------

    إدريس عبد القادر.. على خطى عاد وثمود

    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الجمعة, 05 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    كلما قلنا نداري أهل الإنقاذ بعض المداراة.. والمداراة هي بذل الدنيا من أجل الدين.. وكلما قلنا نلين لهم القول بعض اللين.. فهم أولى بذلك من فرعون وهامان.. وكلما قلنا نعمل فيهم بالتوجيه القرآنى: «وقولوا للناس حسناً» وذلك أنهم أقرب الناس إلينا.. كلما قلنا نفعل شيئاً من ذلك.. خرج علينا من بينهم أزرق عاد أو أحمر ثمود.. فسد علينا طرق المداراة.. واللين.. والقول الحسن.

    من قبل قال أحدهم إذا كان الخيار بين الوحدة والشريعة يقصد وحدة الشمال والجنوب.. أما الشريعة فهي شريعة الجبار القهّار.. قال.. فلتذهب الشريعة!! هكذا ببساطة ووقاحة وقلة أدب ورقَّة دين.. بل أي رقة قل وعدم دين.. وكان عاقبته أنه ذهب.. ولا أحد يدري أين هو الآن.. وبالأمس خرج علينا إدريس عبد القادر بقول يضعه في رتبة واحدة مع أزرق عاد.
    إدريس عبد القادر يقول منتشياً بفرحة النصر الكذوب الذي توهَّمه بعد التوقيع على اتفاقية أديس أبابا والتي ضمنت الحريات الأربع.. يقول أزرق عاد إن الذين يعارضون الحريات الأربع «يعيشون خارج التاريخ»
    ويقول أيضاً.. إنه لا يأمل في أربع حريات مع الجنوب ولكنه يطمع في أربعين حرية!!
    نشوان من خمر الغرور وحسبه
    إن كان من خمر الهوى نشوانا
    ووالله يا إدريس.. وأنت تعلم الذي بيني وبينك.. ما زادنا قولك هذا إلا بصيرة من الإنقاذ .. ومن قيادات الإنقاذ..ألا تعلم أن النشوة بالنصر والاغترار به ليس من شِيم المتقين.ألم تقرأ.. يا بُنيّ.. وأعيدها عليك يا إدريس.. ألم تقرأ يا بنيّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة فاتحاً منتصراً راكباً على بغلته حانياً رأسه إلى أسفل حتى تكاد لحيته تمس قربوس السرج!!
    ألم تعلم أن التواضع لله في ساعات العز والقوة.. والشكر له هو من شيم عباده المتقين.
    أفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لك أسوة حسنة.. أم في عاد وثمود؟!
    لسان حالك يقول كما قالت عاد وثمود.. مَن أشدُّ منا قوة!!
    وإذا كانت النشوة قد تملَّكتك إلى هذه الدرجة بالتوقيع على الحريات الأربع فاعلم أنها في أصل دين الله لا تعدو أن تكون معصيات أربع.. فهي تخالف أصل الاستخلاف والتمكين الذي وعد الله به عباده المتقين..
    وهب أنها حريات أربع!!
    فمن أين لك بأربعين حرية؟
    أتبشرنا يا إدريس بأربعين معصية.. في دار الإسلام؟

    أتُظهر كل هذا الفرح وهذه الشماتة في وجه أهلك وأهل دينك وتجعلهم سخرية ومضحكة وكل ذلك لأجل مكاسب دار الكفر التي حققتها على دار الإسلام بفضلك.. وبفضل رفقائك؟!
    أم لعلك تريد أن تخوِّفنا وأن تُسكتنا لأنك فشلت في الوصول إلى نهايات المفاوضات والتوقيع على الحريات الأربع.. ثم كان الذي وقّع عليها الرئيس عمر البشير بنفسه.. تظنُّ أن ذلك يُحرجنا ويُسكتنا ويُفقدنا القدرة على النطق.. أما إنك لواهم يا إدريس، وأنت خارج التاريخ الإسلامي الناصع الباهر.. وخارج القِيم التي أخرجت الرجال والقامات والهامات التي سادت الدنيا وقادت العالم..
    أتعلم لماذا وقّع الأخ الرئيس على هذه الحريات الأربع؟
    أتعلم لماذا فعل عمر البشير كثيراً مما فعل مما لم يكن ليفعل؟
    يجيبك على ذلك إمام من أئمة الهدى وراشد من الراشدين وخليفة من خلفاء المسلمين ــ هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه..
    فقد جاءه رجل يسأله مستغربًا كيف استقام الأمر في عهد الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر ثم التوى الأمر عليك بعدهما كل هذا الالتواء؟
    أتدري بم أجابه إمام الهدى؟
    قال لأنهما وُلِّيا على مثلي.. ووُلِّيت على مثلك!!
    إن بطانة الرجل تهديه إلى الخير إذا كانت بطانة صالحة وتهديه إلى غير ذلك إذا كانت غير صالحة..
    إن البطانة التي تبكي على أن الله خلص السودان وأهله من معاصي الجنوبيين التي ليست أربعاً ولا أربعين ولا أربعمائة بل هي بأعدادهم مضاعفة أضعافاً كثيرة.. إن مثل هذا لا يهدي مولاه إلى خير.. وإذا كان إدريس يظن أنه بقوله هذاــ الذي لا أجد له وصفاً مناسباً أصفه به ــ إنما يتشفّى في أهل المنبر أو أهل «الإنتباهة» فليعلم ــ وأنا على يقين أنه يعلم.. أن قوله هذا أساء إلى جميع أهل السودان الذين كرهوا الحريات الأربع.. وأن إدريس الآن أصبح مضغة في الأفواه.. وأن الذي أراده لأهل «الإنتباهة» وأهل المنبر إنما ارتدَّ عليه.. ومعه دعوات .. وأشياء.. وأشياء..
    ولتعلم ولتتأكد ولتطمئن بأن الذي نقوله في الاتفاقية وبالذات في الحريات الأربع لن يثنينا عن قوله طمع ولا فزع ولن يردَّنا عن تكراره رغبٌ ولا رهب.

    ومهما كان حالنا مع الإنقاذ.. ومهما كان حال الإنقاذ مع شرع الله فنحن نضع نصب أعيننا قول الخليفة الصالح عمر بن الخطاب في أمر الطاعة بين الحاكم والمحكوم..

    «وأنه لن يبلغ ذو حق في حقه أن يُطاع في معصية الله» ولو لم نكن على قناعة ويقين أن الإقرار بالحريات الأربع يُدخل في دائرة إضاعة الدين وفي دائرة الإقرار بالمعصية والإعانة عليها والاستهانة بها إذًا لكنا عددنا الأمر من باب المصالح المرسلة وتابعنا فيه الإنقاذ وغير الإنقاذ.. ونختم فنقول لابننا إدريس.. إذا كنت تظن أن وصفنا لك بأزرق عاد أو أحمر ثمود.. من باب السبّ والشتم والإساءة فما ذلك إلا من قلة الفقه في الدين.. فإننا إنما فعلنا ذلك تفاؤلاً ولئن أصاب الإنقاذ شرٌّ ومكروه فبما كسبت أيدي بطانتها.. فافهم وكن في الأمر ذا بصر.. واتقِ دعوة المظلوم.. فلولا الذي بيني وبينك لقد أوشكت أن أدعو عليك..
                  

10-08-2012, 05:11 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الهجوم على الصحافة.. البحث عن طوق نجاة..وقيع الله حمودة شطة

    وقيع الله حمودة شقة

    الانتباهة
    نشر بتاريخ الأحد, 07 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    الصِّحافة بكسر الصاد على وزن «فِعالة» تدل على الحرفة والمهنة في مجالات الكتابة والتدوين والتسجيل والتأريخ والتوثيق والتثقيف والإرشاد والتوجيه نحو القيم الفاضلة والفكر الهادف الراشد.. وهي حرفة لها تخصصاتها في مجالات التحرير الصحفي وصياغة الأخبار وفق نموذج علمي والتحقيقات والحوارات والإعلانات والدعاية وغيرها، والصحافة لها أهلها ومحبوها والمشتغلون بها متخصصون وهواة مثلها مثل مهن وحرف أخرى مثل الزِّراعة والتِّجارة والحِدادة والسِّباكة والحِياكة والنِّجارة والخِياطة والوِزارة... وكلها حرف تأتي على وزن «فِعالة» بكسر الفاء.. وفتحها ــ كما يفعل بعض العامة ــ في وزارة فيقولون «وَزارة» بفتح الواو من الأخطاء اللغوّية التي تفشت بسبب الانصراف ــ المؤسف ــ عن دراسة اللغة العربية والاهتمام بها في شُعَب النحو والصرف والبلاغة والدِّلالة والنقد والأدب والعَروض بفتح «العين» يضاف إلى ذلك قلة الاهتمام بمهارات الخطابة وعوامل التأثير على الجماهير مثل الجذب وشد الانتباه والقدرة على سحر السامع وحمله على المتابعة والاستماع المستمر دون ملل وسأم،

    وهذا أيضاً صار علماً له شُعَبه ومراجعه وتخصصاته في دائرة الدراسات اللغوية البصرية والسمعية ودراسة لغة الجسد والإشارة والإيماء..
    هذه القضايا كلها مجتمعة تفتح باباً واسعاً من التساؤل والاهتمام الإعلامي والاتصالي للبحث عن المعايير التي على ضوئها يتم اختيار قادة المجتمع في مجالات السياسية والإعلام والاقتصاد والاجتماع والدعوة والإرشاد والاتصال الجماهيري والتربية والتعليم ومجالات الحوار والمناظرة والمناقشة الفكرية والمثاقفة والنقد والمساجلات. لقد قدّم تلفزيون السودان بقصد أو بدون قصد خدمة إعلامية مهمة لجماعة المتلقين داخل السودان وخارجه، وذلك حين عمد خلال الأسبوع الماضي إلى نقل مداولات ومداخلات اجتماع مجلس الوزراء وهو يناقش الاتفاقيات التسع التي وُقِّعت مؤخراً بين بلادنا ودولة جنوب السودان.


    التلفزيون السوداني بنقله فعاليات هذا الاجتماع على الهواء مباشرة كشف المستور ووضع «السمندة» على موضع الداء العضال الذي ظل الشعب السوداني يلدغ من جحره لسنين عديدة.. تجدني متفقاً مع الأخ يوسف عبدالمنان الذي كتب مقالاً بعنوان «خُطب مجلس» يقول الأخ يوسف في كلام موفق «لم نشاهد ونتابع برامج التلفزيون القومي بشغف مثلما تابعها الشعب الإثنين الماضي، وجلسة مجلس الوزراء يتم بثها كاملة للرأي العام، ليقف على مستوى الحوار والنقاش داخل أكبر مؤسسة تنفيذية في البلاد، فهل فاجأ التلفزيون السادة الوزراء ببث الجلسة،. أم أحاط الرئيس ووزراءه قبل بدء الجلسة التي كشفت عن ضعف الملكات الخطابية لبعض الوزراء، وتهافت آخرين على الاتفاقية مدحاً أذهب عنهم الوقار أمام الشعب؟!» أ هـ. أنا كغيري من أبناء السودان المهتمين بالشأن العام سياسياً وإعلامياً، شاهدت هذه الجلسة كاملة، وفعلاً خرجت بعدة علامات استفهام واستنكار واستهجان وامتعاض، حيث شاهدت كسعى وصماً وعمياً وخواءً فكرياً ولغوياً وثقافياً كبيراً يعاني منه بعض الوزراء الذين لم يجدوا إلاّ الصحافة والأقلام الصحفية التي يخشونها أن تكشف مثالبهم وإفلاسهم الفكري، لذا هبوا جميعاً نحو الهجوم عليها والمطالبة بإسكات هذا الصوت المزعج الذي يؤرق مضاجعهم، لأنهم يريدون أن يعملوا في الظلام بعيداً عن أضواء الإعلام إلاّ أن يكون لهم لا عليهم!.


    بعض الوزراء تركوا الموضوع الأساسي من الجلسة وتباروا في مدح الرئيس وأعضاء الوفد المفاوض.. والقصة معلومة للحصيف إنهم ــ كما يقول العامة: «يكسرون الثلج» .. إن من كان عاجزاً في الحديث والخطابة أن يوصل رسالته بسهولة ويسر للمتلقي فهو ذو عقل خاوٍ وفكري مطوي لأن اللغة تؤثر في الفكر والأخلاق والدين تأثيراً بالغاً هكذا يؤكد علماء الفقه اللغوي والتفسير والحديث والبلاغة، ولذا قال نبينا ــ عليه الصلاة والسلام ــ كما في الصحيح «إن من البيان لسحراً» وقال أيضاً «إن من البيان لحكمة» وقال أيضاً «أنا أفصح العرب بيد أني من قريش» وقال موسى نبي الله ــ عليه السلام ــ كما في القرآن «هو أفصح مني لساناً» يقصد أخاه هارون. وما بعث الله نبياً قط إلاّ وخصّه بالذكاء والفطنة والبيان والفصاحة والبلاغة.. وهي صفات يلزم أن تتوفر في القائد بالإضافة إلى الحكمة والعلم والرحمة والعدل وتقبُّل النصح وشهود صلاة الجماعة والولاء للدين وأهله لا للجهالات وأعداء الأمة.


    الخضر، والي الخرطوم، الذي تعاني ولايته أزمة حادة هذه الأيام في المواصلات وغلاء معيشة وعطالة تركها وراء ظهره كأنه لا يراها وهجم على الصحافة وأهلها بل طالب بإسكات صوت صحيفة الكل يعلم بأثرها الإيجابي في التنوير والتوجيه لمسار القضايا العامة وليس التخريب كما زعم والي الخرطوم، ثم قدّم تعهداً أن ولايته تتبنى تطبيق الاتفاقية وهذا تصوُّر مبهم، لا يعدو أن يكون حشواً. والي جنوب كردفان أحمد هارون هو الآخر وجد منبراً هدية أراد أن يجعل منه طوق نجاة وقد ضاقت به ولايته ذرعاً وتعالت الأصوات بعزله من الولاية لفشله وعجزه وما يمارسه من استبداد وإقصاء للأقوياء خشية منهم، وتقريبه للضعاف والمطبِّلين.. وجد هذا المنبر ليطالب الرئيس باتخاذ إجراءات استثنائية في مواجهة الأقلام والصحف التي ترفض الاتفاقية، وزاد بقوله لأن ذخيرة كثيرة صبت على المفاوضين.. يقول هذا لأنه جزء من عملية التفاوض، حيث لا تنسى الذاكرة الحوار السيء والتنازلات التي قدمها باسم الولاية للحلو وهي هدية من لا يملك لمن لا يستحق.


    أحمد هارون يهاجم الصحافة والإعلام ويطالب بإجراءات استثنائية ضده ليراعي مصلحته الشخصية حالياً وكان بالأمس يدعم صحيفة الأخبار. أحمد هارون لم يطالب بإجراءات استثنائية ضد الإعلام يوم أن كانت عيون أوكامبو تترصده وتتربّص به حين قام الإعلام يسهر للدفاع عنه وهو نائم ملء الجفون عن شواردها في مخبائه. وقام آخر يدعي إبراهيم أحمد إبراهيم ممثل حزب الأمة يطالب بمحاسبة من يمس الاتفاقية وقال نحن نحتاج للجنوبيين ووجودهم لا يمثل علينا خطراً.. هذا يعيش في جزيرة واق واق.. لكن الشعب يعرف خطورة هؤلاء القوم لو منحوا الحريات الأربع التي زادها إدريس عبد القادر إلى أربعين، لِم وقد صار السودان بشعبه وموارده وأرضه محمية محصنة ########ة لحزب إدريس محمد عبد القادر وعلى الشعب السوداني أن يرعى فيها «بقيده»..!! تصادر حريات الصحافة وآراء الآخرين والتضييق عليهم في قنوات الإعلام القومية وتحجب منابرهم الخاصة لأنهم لا يسبحون بحمد النظام، ولا يركبون مراكب طيشه وفساده.
    الوالي الهادي بشرى كان بقامة رجل دولة حصافة وفصاحة وبيان فكر، أشاد بالإعلام وتحدث حديث القائد الواعي وهذا سر نجاحه في قياداة الولاية حتى الآن.. ومكان الرجل مجلس الوزراء عضواً وليس مراقباً.


    عثمان يوسف كبر كان نجماً تدفقت قريحته بالحكمة والرزانة والوعي القومي أشاد بالإعلام وقال «أنا غير منزعج.. وهذه هي صفات رجل الدولة الذي يقبل الرأي الآخر وأن اختلف معه، ولا يدعو إلى مصادرته وقدم تحليلاً مفيداً عن مكاسب الاتفاقية حيث قال هذه الاتفاقية حرّكت مسيرة السلام وضبطت الحدود، وأفقدت الحركات فرصها، وصارت يتيمة لا عائل لها، وخاطبت قفة الملاح للمواطن وهي ليست محل استحياء من عدم ذكرها.. وقد صدق الرجل في هذا. ثم طالب أن تلخص الاتفاقية وتقدم للمواطن وهذه فكرة تبني الثقة المفقودة حيث ظلت مبادئ الشفافية والصراحة مبادئ مقبورة في أدبيات المؤتمر الوطني الحزب الحاكم!.
    د. جلال يوسف الدقير هو الآخر أحسن الخطاب وأكد أن الدولة لا تدار بالعواطف واتفق مع كِبِر حول أهمية أن يعرف المواطن تفاصيل الاتفاقيات.
    د. عيسى بشري أشار إلى قضية جيدة وهي أن الاتفاقية أخرجت السودان من عزلة دولية.. وهو محق لحد كبير، أما فيما يلي الحريات الأربع فهي مطالب أمريكا وجنوب السودان وشركاء الإيقاد والتجمع الشرير الذي يمهد لعلمانية السودان وإقصاء الدين من حياة الشعب ودون ذلك الدماء والأرواح.
    إشراقة سيد محمود قالت إنها أسعد الناس لأن الاتفاقية خاطبت أهم شيء وهو فك الارتباط بين الحركة الشعبية وقطاع الشمال وسحب الفرقتين التاسعة والعاشرة من أرض السودان.. بهذه العبارات جادت الوزيرة إشراقة بما عجز أن يجود به الرجال وأكدت أنها وطنية حرة لا تكبِّلها قيود ضيقة.
    بدر الدين محمود، نائب محافظ البنك المركزي، أكد أن الاتفاقية أكسبت الجنيه السوداني قوة أمام العملات الأجنبية على ذمته.. دون أن نرى هذا الأثر حتى الآن.. بعد أن طالب أحمد هارون البنك المركزي أن يتعامل مع الخيال وليس الواقع بصورة مدهشة وغريبة أكدت أن الوالي أحمد هارون يعاني من أزمة أيضاً في فهم مطلوبات الاقتصاد.


    الرئيس في تعقيبه ضرب صفحاً عن التعلق على بعض الأفكار بإسكات صوت الصحافة والأقلام والإعلام بصورة عامة لأن الرئيس يدرك أهمية الحرية في هذا الحقل الإستراتيجي وقد أشار إلى دور الإعلام عقب توقيع الاتفاقية في أديس في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة.
    الرئيس أشاد أيضاً بالوفد المفاوض وإثيوبيا والآلية الإفريقية وبصبر الشعب السوداني وأشاد بوفد جنوب السودان بقيادة سلفا كير وأشاد بالقوات المسلحة، وخص بالذكر وزير مجلس الوزراء أحمد سعد ودور علاقاته القديمة التي ساعدت في تقدُّم المفاوضات.. وقال أيضاً هذه الاتفاقية منعت عودة السودان إلى الرقابة من قبل مجلس حقوق الإنسان .اهـ
    على العموم نؤكدة مرة أخرى أننا مع السلام العادل الذي يحقق عزة الإسلام والمسلمين وسيادة السودان ويحفظ أمنه القومي ويحقق سيادة القانون ومكافحة الفساد ويطلق الحريات في إطار القانون، ويحقق العدل والتنمية وحسن الجوار مع الجيران.. ونرفض تكبيل الصحافة وتكميم الأفواه، ونؤكد مرة أخرى أن الحريات الأربع شرٌ مستطير


    ------------------

    أحاديث الإفك «2 ــ 2»

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الأحد, 07 تشرين1/أكتوير 2012 13:00
    قبل مقالاته الأخيرة تعليقاً على رفضنا للحريات الأربع كنتُ أكنُّ له كثيراً من الاحترام لكني أقولها الآن لعادل الباز: هذا فراق بيني وبينك أيها الرجل، فقد كنتُ أظنُّك تبحث عن الحقيقة حتى بعد أن تخلَّيتَ عن مرجعيتك القديمة التي أدرتَ لها ظهرك حتى صرتَ تضيق ذرعاً باستشهادنا بالقرآن الكريم وتعتبره ــ شأن الشيوعيين وبني علمان ــ استغلالاً للدين وكأن القرآن أُنزل ليكون تمائم وديكوراً يزين الدُّور لا منهاجاً لحكم الحياة والأحياء.
    بلغ من نزق عادل الباز وتطاوله أن يصفنا بأقذع الصفات.. فنحن عنصريون ومن أعداء السلام بل إننا نهدِّد الأمن القومي.. تلك الصفة التي أبى أن يُطلقها على عرمان وعقار والحلو وباقان وهم يخرِّبون ويدمِّرون ويقتلون بل نحن في نظره لا يهمنا إن (مات الناس وتخرَّب الوطن لأننا نتربَّح من الحرب ونعتاش عليها) فهل بربكم من كلام رخيص و######## أبشع من ذلك؟! هذا الكلام في نظر عادل ليس عنفاً لفظياً أما كلامنا في حق الرويبضة عرمان وفي حق المنبطحين فهو العنف اللفظي، فنحن مُهدرٌ دمُنا ويجوز أن يقال في حقنا ما لا يجوز في الآخرين.. أما نحن فعلينا أن نلزم الصمت!! مما أسقط الرجل في نظري أنه استشهد بالفقرة 4/1 من اتفاقية الحريات الأربع وقال إنها حاكمة للفقرة 4/2 حيث قال إن المادة 4/1 تجعل قوانين البلدين تحكم ممارسة الحريات الأربع ومن عجب أن الرجل تغافل عن حقيقة أن الفقرة 4/2 هي التي تحكم الفقرة 4/1 بل تحكم الاتفاقية جميعها وتحرم فقدان المواطنين المتمتّعين بأيٍّ من الحريات من تلك الحرية أو الحريات ووالله يا عادل ما كنتُ أظنّ أنك ستضطر إلى الانتصار لرأيك حتى ولو بتزوير الحقيقة ولتعلم أني والله لستُ كذلك ولو كنتُ أعلم بصحة رأيك لما تطرقتُ إلى هذه القضية فلسنا بالكذّابين بل إننا نمقت الكذابين والأفّاكين ممَّن يضللون الناس ويزوِّرون التاريخ ويرفضون كلام الله العزيز..


    أما قولك إننا نتخذ من اتفاقية الحريات الأربع منصة انطلاق لهدم الاتفاقيات فهو كذلك من قبيل الإفك الذي أصبح ديدناً لكتاباتك ولو كنا مقتنعين بأن جميع الاتفاقيات سيئة لما منعْتَنا أنتَ ولا غيرُك من الجهر برأينا فلسنا هيّابين وبودي لو نتباهل ونجعل لعنة الله على الكاذبين وأدعوك إلى ذلك متى ما عدتَ إلى أرض الوطن وسأكرِّر الدعوة عندما أعلم بعودتك وسأتصل بك لهذا الغرض إن شاء الله ولن أدعو عليك قبل ذلك فعندما أيدنا معظم الاتفاقيات لم نقبل ذلك إلا لأننا دعاة سلام وما صدعنا برأينا حول القضية المركزية (الانفصال) إلا لتحقيق السلام وما كنا ننافق حين سمَّينا حزبنا (منبر السلام العادل) الذي لن يضيره اتهامك إياه ووصفك له بأنه (منبر أعداء السلام) وليتك تتأمل لماذا تصدَّرت (الإنتباهة) الصحف جميعها بفارق كبير حتى بعد أن رفعت سعرها ولماذا توقَّفت صحيفتُك؟ ليتك تعلم أن صدق (الإنتباهة) في طرحها وقوة حجتها هي التي جعلتها تحوز على رضا القارئ ولن يضيرنا افتراء المفترين وليتك وصاحبك إدريس تُجرُون استطلاعاً للرأي لترَوا أين يقف الشعب؟!


    كثيراً ما سألتُ عادل وأمثاله من كُتاب الغفلة لماذا لا يكترثون لمشروع السودان الجديد؟! لماذا لم يكتبوا يوماً محتجّين على اسم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) الذي تُصِرُّ عليه الحركة حتى بعد أن خرجت من بلادنا وحياتنا؟! لماذا لم يكتبوا عن تصريحات باقان المستهدِفة للشمال؟! لماذا لم يكتبوا عن السلاح الذي يُكتشف مِعشار ما يُهرَّب منه إلى الخرطوم؟! هل فهم هؤلاء لماذا نسمِّيهم كُتاب الغفلة؟! السبب الذي جعل عادلاً يتجاهل هذه الأسئلة هو الذي يجعل إدريس وصحبه وغيرهم من المسؤولين لا يفكرون في مآلات الحريات الأربع على أمن السودان القومي ولا في الخلايا النائمة والقنابل الموقوتة التي يمكن أن تُزرع من خلال تلك الاتفاقية المشؤومة في قلب الخرطوم ولذلك لا غرو أن يتمنى إدريس أربعين حرية للجنوبيين دون غيرهم من البشر!!


    كتب عادل في إحدى مقالاته أنه تلقى عشرات التلفونات الشامتة على (الإنتباهة) بعد توقيع اتفاقية السلام ثم طفق يقدِّم النصح لـ «الإنتباهة» وكُتابها وليت الرجل قدم النصح لصحيفته حتى تحيا من جديد بعد أن ماتت وخرجت من السوق!!
    يا سبحان الله!! يواصل عادل نفس اللغة والاتهامات بأننا غاضبون من التوصل إلى اتفاق ثم يتحدث عن الشتائم والإساءات والاتهامات (والتعابير المسيئة للقيادات) وكأنَّ ما يكتبه لا يسيء إلينا لأننا لسنا من القيادات!! وكتب منتقدًا عبارة (المتثاقلين) و(المنبطحين) طيب يا عادل لماذا لا تنتقد القرآن وهو يستخْدم كلمة (اثاقلتم إلى الأرض) في أمثالكم ممّن يُعطون بلا مقابل ويتنازلون عن الأرض والعِرض ويرضَون بالدنية في دينهم ودنياهم ويهرولون ويتكبكبون بعد أن تخلَّوا عن الجهاد بالرغم من أن أرضهم مُحتلة وكرامتهم مُهدرة؟!
    ثم ألست مقتنعًا معي أن نيفاشا شهدت انبطاحًا هائلاً؟! ماذا نقول عن ذلك أنسكت عنه أيها المؤدب أمام القيادات المتطاول علينا نحن (الأقزام)؟! إننا بإزاء وطن يا عادل من حقنا على المسؤولين أن نحذرهم وننتقدهم وهذه ضريبة أنهم شخصيات عامة وقد استخدم القرآن الكريم ألفاظ (السفهاء) وقال مخاطبًا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (فلا تكوننَّ من الجاهلين) اذكر لي مرة واحدة أنني خوَّنتُ المفاوضين وقلتُ إنهم عملاء أو خَوَنَة مثلما فعلت وأنت تخوننا وتقول إننا لا ننطلق من مبدأ وإنما من سعي إلى كسب رخيص حتى ولو كان ثمنه اشتعال الحرب.. كثيرًا ما نُتهم ونُقوَّل ما لم نقل لكننا لا نُنكر أننا نستخدم الكتابة بالسكين فهي التي تجدي في حال وطن مأزوم تُحتل أرضه ويخرج عليه ويتمرد بعض أبنائه ويخرِّبون سمعته ويصيِّرونه أحاديث تلوكها ألسنة أطفال العالم ومنتدياته وفضائياته.


    لست أدري والله هل نسيت يا عادل وهل نسي إدريس عبد القادر وهو يقول إن من يرفضون الحريات الأربع يعيشون خارج التاريخ وهل نسيت ما حدث عقب توقيع الحريات الأربع في مارس الماضي حين جاءهم باقان واستقبلوه كما يستقبل الفاتحون وتعشوا معه ورقصوا في قلب الخرطوم ولم يمضِ على ذلك يومان حتى دهمت جيوش باقان هجليج؟! نستطيع أن نقول الكثير إننا كنا دائماً على صواب لكن الغرض مرض أيها الرجل.

    ----------------------------

    مع نائب الأمين العام للحركة الإسلامية عثمان حسن رزق:

    نشر بتاريخ السبت, 06 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    > حوار: سناء الباقر> تصوير: متوكل البجاوي

    حذر الأستاذ عثمان حسن رزق نائب الأمين العام للحركة الإسلامية من الحريات المطلقة بين السودان والدول الأخرى حتى ولو كانت مع مصر. وقال في الحوار الذي أجرته معه «الإنتباهة» إنه لا بد من وضع قيود وشروط لهذه الحريات حتى لا تكون وبالاً على الدولة، وأضاف: ولا بد من أن يتأكد لنا أن القادم لن يتدخل في شؤون البلد الداخلية في إشارة منه لاتفاق الحريات الأربع بين السودان ودولة الجنوب، ونوه بعدم ترك قضية أبيي و«14» ميل للجان التفاوض بل يجب عرض أي اتفاق بشأنهما للبرلمان وللشعب للاستفتاء حوله، كما تساءل عن سر وجود قوات أجنبية داخل الخرطوم بالمنشية وشارع عبيد ختم والسماح لهم ولمعداتهم بالدخول دون تفتيش أو جمارك.. وفيما يختص بالحركة الإسلامية ونيتها في إبعاد الأمين العام نفى رزق ذلك مؤكدًا أنه لا يمكن تسميته «إبعاد» بل هو النظام الأساس الذي يمنع أي شخص من تولي أي منصب قيادي لأكثر من دورتين تنظيميتين.. وأشار إلى المساوئ العديدة التي صاحبت قيام الإنقاذ على رأسها عدم تطبيق الشريعة الإسلامية بالصورة المطلوبة وتنامي العصبيات والنزاعات المسلحة وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كما تطرق إلى استخراج النفط والطرق والجسور وزيادة عدد الجامعات كجزء من الإيجابيات:

    > تم اتفاق بين الحكومة والجنوب حول الحريات الأربع «التنقل والتملك والعمل والإقامة».. كيف تنظر لهذا الاتفاق؟
    < أنا ضد الحريات المطلقة ولو كانت مع الشقيقة مصر... الحريات لا بد أن تكون مقيدة بشروط وقيود كما تفعل الدول الأخرى مثل كندا وأستراليا وأمريكا ... إلخ. وذلك حتى لا تنقل لنا تلك الدول خبثها.
    > وماهي تلك القيود في نظرك؟
    < أولاً لابد من التحوط للوضع الصحي للقادم حتى لا يأتينا أصحاب الأمراض المعدية والخبيثة مثل الإيدز... ولا بد من التأكد من مؤهلات الشخص العلمية والعملية حتى نضمن أننا فى حاجة إليه وأنه لن يكون متسولاً أو يعمل في عمل هامشي «ستات الشاي» ولا بد من منع معتادي الإجرام من الدخول للوطن ولا بد من منع القاصرين والقاصرات من الدخول إلا وفق شروط معينة «مع محارم أو للتعليم مع الضوابط» ولا بد من أن يتأكد لنا أن القادم لن يتدخل في شؤوننا الداخلية ويمكن إبعاده إذا أخل بأي شرط من شروط الإقامة.. ولا بد من تحديد السن.
    لأننا لا يمكن أن نتحمل تكاليف معاش الدول الأخرى... لا مانع من الإقامة المؤقتة للتعليم وللسياحة وللعلاج وفق الضوابط التي تشترطها الدولة.. ولذلك لا بد من تقييد الإقامة وقد رأينا ما فعلته بنا الإقامة غير المقيدة.. دخل إلينا كارلوس وأبو نضال وغيرهما.. ودخل القتلة والمجرمون والمتسولون.
    > الوجود الأجنبي في السودان ومدى الضرر الذي يُحدثه بالبلاد؟
    < أي وجود أجنبي في أي بقعة من السودان يضر بالسودان أكثر من فائدته وما زلنا نتساءل عن سبب وجود قوات أجنبية في الخرطوم «المنشية وعبيد ختم», كم العدد وما هي المهام؟ وعدد الأسلحة ونوعها.. ولماذا يُسمح لهم بالدخول والخروج دون تفتيش أو جمارك من المطار؟... أسئلة لم تتم الإجابة عنها بعد، أما قوات اليونميد فهي أُوجدت لدعم حركات التمرد ويكفي أنها تخلَّت عن مئات المتحركات والأسلحة والمؤن لصالح هذه الحركات ولم تطالبها بإرجاعها وعلى ذلك قس.
    > منطقة 14 ميل المتنازَع عليها وقبلها أبيي والمناطق الأخرى والمنطقة منزوعة السلاح؟
    < لا مجال للتفريط في أي شبر من أراضي السودان لأي جهة من الجهات ويجب ألّا يترك ذلك للجنة التفاوض وإنما يجب عرض أي اتفاق على البرلمان والشعب للاستفتاء.. وأما أبيي فلا حل لها إلا بمشاركة المسيرية في الاستفتاء أو وفق قسمة عادلة بين المسيرية والدينكا يرتضيها الطرفان, ويجب ألا يتم ذلك تحت أي وصايا دولية لأننا جرَّبنا الانحياز غير العادل للطرف الآخر.. وقد اعترضت سابقًا في مجلس الوزراء وقلت إن هؤلاء لا يريدون أبيي القرية وإنما يريدون المحافظة بأكملها لبترولها لكن لم يصدقوني وقالوا إنهم لا يمكن أن يطالبوا بمنطقة جنوب بحر العرب.. حتى دخلوا هجليج.. ولو أنهم تمسكوا بمشاكوس التي اعتبرت الحدود هي حدود 1956 لما حدث ما حدث، كذلك الاتفاقية أكدت أنه إما الاستفتاء وبمشاركة المسيرية أو تظل المنطقة تابعة للشمال.. أما القول بأن المسيرية رحل فالدينكا أنفسهم رحل وكانوا خارجها فلماذا يشارك الدينكا دون المسيرية؟ وإذا كانت القبائل غير العربية هي الحجة فالقبائل شمال أعالي النيل كلها قبائل عربية «سليم /نزى/ صيحا» وهي تسكن شمال أعالي النيل قبل دينكا نقوك بأبيي, لماذا لا تُضم هذه المناطق بنفس الحجة للشمال؟ كذلك هناك قبائل جنوبية في دول الجوار لماذا لا تضم تلك الأراضي للجنوب؟
    > يقال إن أمريكا بدأت تتحرك بشرق السودان بعد الجنوب والغرب؟
    < رغم أننى لم اقف على حقيقة الأمر حتى الآن.. إلا أن أمريكا لا يأتي منها خير أبدًا.
    > أستاذ رزق.. نريد أن ندلف قليلاً لقضايا الحركة الإسلامية.. حيث إنه توجد أزمة داخل الحركة البعض يصفها بأنها أزمة وجود؟ماهى أبعاد تلك الأزمة؟
    < كان هنالك تخوف من حل الحركة الإسلامية أو دمجها وأحدث ذلك أزمة تم تجاوزها برفض الحل أو الدمج والتأمين على بقاء الحركة وتفعيلها.
    > الإنقاذ ومستقبل الحركة الإسلامية؟
    < إذا قويت الحركة الإسلامية فستقوى الإنقاذ وينصلح حالها وإذا زالت الحركة فستزول معها الإنقاذ فيما أحسب.
    > محاولات لإبعاد الأمين العام؟
    < لا توجد أي محاولة لإبعاد الأمين العام.. كل ما في الأمر أن النظام الأساس السابق والدستور الحالي يمنعان أن يتولى أي شخص في الحركة أي منصب قيادي لأكثر من دورتين تنظيميتين.. ومن ثم فإن الأمين العام ونوابه وأمناء الأمانات وأمناء الولايات ورؤساء مجالس الشورى ومن في حكمهم من الذين أكملوا دورتين لن يجدَّد لهم . ولا يعني هذا إبعادهم ولكن يمكن لهم أن يغيروا مواقعهم لوظائف قيادية أخرى.
    > أين الشباب داخل الحركة وهم المفترض أنهم قادة التغيير؟
    < الحركة ليس لديها مشكلة مع الشباب.. فقد قامت الحركة على أكتاف الطلاب والشباب وكانوا شريان الحياة لها.. والآن الذين يقودون حركة التغيير داخل الحركة هم الشباب... ولا مستقبل لحركة أو حزب تجد الشباب في حماه مضاما.
    > الحركة الإسلامية السودانية والحركات العالمية والعربية الأخرى .. نموذج مصر؟
    < الحركات الإسلامية كأشجار الفاكهة ينمو كل نوع منها في المناخ المناسب لها ... نحن نتفق مع كل الحركات الإسلامية في الثوابت من الأهداف والمرجعيات ولكلٍّ الحق في اتباع الوسائل التي تؤدى إلى نفس الغاية.
    > تقييمكم لتجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان؟
    < لا يمكن اختزال تجربة الإنقاذ في سطور قلائل ولكن يمكن أن نقول إن التجربة لها إيجابياتها ولها سلبياتها.
    > السلبيات؟
    < من المظاهر السالبة عدم تطبيق الشريعة الإسلامية بصورة صحيحة يرضاها الله ورسوله.. وكذلك انفصال الجنوب والنزاعات المسلحة وتنامي العصبيات العرقية والجهوية وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وغيرها مع أن بعض هذه السلبيات لا تتحملها الإنقاذ وحدها.
    > الإيجابيات؟
    < استخراج النفط والطرق والجسور والتصنيع الحربي وزيادة عدد الجامعات والمدارس والسدود إلخ.
    > العلاقة بين الحركة الإسلامية السودانية وإخوان مصر؟
    < مصر هي الأصل الملهم لكل الحركات الإسلامية الإخوانية في العالم والعلاقة كانت وما زالت جيدة وفي إطارها التنسيقي... ومعلوم أن الحركة الإسلامية السودانية تأسست بصورة رسمية في العام 1954 وفي هذا الوقت كانت الحركة في مصر في أشد ابتلاءاتها... نحن الآن نتطلع لتعاون أكثر مع مصر في شتى المجالات وكذلك مع تركيا وتونس وليبيا والمغرب وكل الدول التي أصبح لحركة الإسلام فيها شأن.
    > وصف عبد الوهاب الأفندي وهو أحد أبنائها حاضر الحركة بالمضطرب ومستقبلها بالغامض؟
    < عبد الوهاب كاتب مرموق وأخ قديم .. ولكني أقول إن هنالك حراكًا واسعًا وحقيقيًا في الحركة الإسلامية واستطعنا أن نقيم أكثر من عشرة آلاف مؤتمر أساس ومحلية وغيرها وقد شهدها آلاف من الإخوان وشهدت نقاشًا صادقًا وواضحًا ومثمرًا وشفافًا وحادًا في بعض الأحايين... والإخوان الآن يسعون لإعادة الحركة لسيرتها الأولى.. والاضطراب الذي يراه الأفندي الآن هو آلام المخاض التي تسبق الميلاد الجديد للحركة الواعدة، والحركة الآن فى مفترق طريق وبين يدي مؤتمر مفصلي وأمامها خياران لا ثالث لهما إما أن تكون كما يريدها أبناؤها وإما ان تتفرق أيدي سبأ وتذهب ريحها وظنُّنا أن الإخوان سيحافظون على حركتهم قوية موحدة وفاعلة.
    > بعض قادة الحركة صرحوا بأنهم أصبحوا يستحون حتى من دعوة أولادهم وأقربائهم للانضمام للحركة؟
    < الحركة لن ينصلح حالها إذا ابتعد عنها الإخوان الصادقون وكذلك الأبناء الصالحون، إذا أردنا لهذه الحركة الإصلاح والإحياء فلا بد من الإقبال عليها والمشاركة في بنائها.
    > تعتبر الحركة مؤسسة من مؤسسات الدولة
    < الحركة ليست من مؤسسات الدولة ولكنها هي التي قادت التغيير ولذلك الحركة هي الأصل الثابت وغيرها الفرع والمتحرك.
    > هل من الممكن استغلال خلافات الحركة وضعفها لإسقاط النظام؟
    < هذا صحيح ... والأعداء يعلمون أن إحداث الخلاف والشرخ في الحركة الإسلامية هو الذي سيقود إلى ذهاب ريح الإنقاذ لذا على الجميع الانتباه وتفويت الفرصة على الأعداء.
    > تجديد قيادات الحركة؟
    كل أصحاب المذكرات والشباب مع التغيير والتجديد في صف الحركة الإسلامية.
    > رغم ما تحاولون القيام به من تغطية للخلافات داخل الحركة إلا أن الخلافات تكاد تطيح بها؟
    < حينما تتباين الآراء في الحركة ويجهر كل أخ بما يؤمن به وإن كان مخالفًا للقيادة فإن هذا دليل صحة وعافية .. أما حين يفوز كل شيء بالإجماع السكوتي أو السكوت الإجماعي فاعلم أن الأمر ليس على ما يرام.. وحين تتلاقح الآراء وتتدافع يصل الناس إلى الرأي الصواب .. أما قاعدة ما أُريكم إلا ما أرى فلا تصلح إلا لفرعون؟
    > أيهما يسيطر على الآخر الحركة على الحكومة أم العكس؟
    < الحركة لا تسيطر لا على الحكومة ولا على الحزب وهي تحاول أن تجد بينهما متنفسًا وسبيلاً.
    > الحركة في ظل الوضع العالمي الراهن؟
    < الوضع العالمي الراهن يسير في صالح الإسلام وصالح الحركة الإسلامية العالمية.. فأنظمة الكفر والضلال والتبعية تتهاوى والحركات الإسلامية ينبت لها ريش ويكون لها شأن وتصعد إلى سدة الحكم في أكثر من دولة... والآن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بدأت تقبل بحكم هذه الحركات وما تسميه «الإسلام المعتدل».
    > دور الحركة في تضييق شقة الخلاف بين الإسلاميين «الشعبي والوطني»؟
    < الخلاف خلاف قيادات وليس خلاف قواعد، ومهما تطاول الخلاف فأنا على يقين من وحدة الصف الإسلامي، وإذا لم تجمعنا الحياة فستجمعنا المقابر.


    الانتباهة

    -----------------

    الدكتور غازي صلاح الدين والاخفاق الفكري !ا
    10-08-2012 03:39 AM

    الدكتور غازي صلاح الدين والاخفاق الفكري !!!!

    حسن وراق
    -68

    الاسلاميون وقضايا التحول الديموقراطي ذلك المؤتمر المنعقد في الدوحة عاصمة دولة قطر ، شاركت فيه القيادات الاسلامية من سياسيين وممارسين ومفكرين اسلامويين من جميع البلدان العربية بما فيها بلدان الربيع العربي . من السودان كانت مشاركة الدكتور حسن الترابي والدكتور غازي صلاح الدين والدكتور عبدالوهاب الافندي والدكتور الطيب زين العابدين وذلك باسهامات تم بثها عبر الجزيرة مباشر .

    انتظر الجميع ورقة الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية وابرز قيادات الانقاذ الحاكمة في مجال الجبهة الفكرية سيما والرجل قدم نفسه في جلسة التحول الديمقراطي باعتباره ممارس وصاحب تجربة تختلف عن جميع المتحدثين في تناول قضية الديمقراطية في فكر الاسلاميين السودانيين مروجا لنفسه بصورة جعلت الحضور أكثر تحفزا وانتباها لماسيقوله الرجل .
    بدأ الرجل اي الدكتور غازي بمقدمة طويلة كمن يقصد تضييع الزمن الممنوح له في الخروج من الموضوع الفكري بمقدمة طويلة عن الفيزياء والذرة ليقرب الحضور الي الي حقيقة بدهية ، ان البحوث في مجال العلوم الطبيعية لم تحل مشكلة الوجود ولكنها قدمت خطوة للامام وقتها تذكرت قصة الطالب الذي لم يذاكر سياسة بسمارك الخارجية التي جاءته في سئوال الامتحان ليجيب عليه مسترسلا في سياسة بسمارك الداخلية كمقدمة لسياسته الخارجية التي لم يتطرق اليها.

    اصيب الجميع بخيبة أمل من مشاركة الدكتور غازي صلاح الدين والذي يعتبر من اكثر قيادات الانقاذ الحاكمة اهتماما بقضايا الفكر والمنهجية والتي ختمها بطريقة الحنابلة (الجكة دي لله ) باعتبار ان كل مافيه مصلحة امر مقرون بالشرع مختصرا الطريق الي قضايا التحول الديمقراطي باشاعة العدل باعتباره امر لا يقبل الابتسار والتنقيص الذي قد يكون مقبولا بالنسبة للحريات التي تقبل النسبية وان العدل والحريات قيم لابد ان ترتبط بالشرع دون ان يبين الكيفية .

    الحرية والعدل ابرز قيم الديمقراطية التي تفتقدهما تجربة الاسلاميين الحاكمين في السودان والتي يمثلهم فكريا الدكتور غازي صلاح الدين والذي هرب من الخوض في تفاصيل التجربة السودانية فيما يختص بقيم الديمقراطية وحسن فعل الدكتور غازي عندما (زاغ ) من الدفاع عن الحرية المعتدي عليها في كافة اشكالها والعدل الغائب في التجربة السودانية التي وطدت اركانها بتدمير نظام العدالة والعدل في السودان الذي كان يضرب به المثل في العالم العربي .

    بينما الجميع في انتظار ان ينهي الدكتور غازي مقدمته فاذا به ينهي وبصورة سريعة جدا مشاركته (الفكرية ) وهو يستشعرالمثل القائل ( فاقد الشيئ لا يعطيه ) ولكن بعد ادخل نفسه في ورطة وسط جموع من المفكرين والمستنيرين يختلفون عن تلك الجموع (المحشودة في امانات المؤتمر )التي تعود عليها وهم جوقة مهرجين لا تجيد سوي التهليل والتكبير بعد ان تعلف حلاقيمهم بالمطايب في انتظار أن تعلف جيوبهم بالمعلوم النقدي . كان من الافضل للدكتور غازي علي المستوي الشخصي الاعتذار عن المشاركة في المنتدي الفكري عن الديمقراطية حتي ينج من تلك المشاركة (الفضيحة ) التي كشفت ان نظام الانقاذ (مقعد ) فكريا و جالس في الراكوبة وما كان في داع للفضائح خارج الحدود


    -------------------

    مؤتمر الحركة الاسلامية الخرطوم : ( ممارسات وحشية ) ومع ذلك ( تجربة يهتدي بها العالم اجمع ) !
    October 7, 2012
    ( حريات )

    بدأت الحركة الاسلامية بولاية الخرطوم مؤتمرها الثامن امس السبت، بحضور النائب الأول للرئيس , علي عثمان محمد طه، الأمين العام للحركة الإسلامية، والحاج آدم، نائب الرئيس، ونافع علي نافع، مساعد الرئيس .

    وفيما تحدث رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر معتصم عبد الرحيم عن ممارسات وحشية وسط القواعد سبقت انعقاد المؤتمر , قال امين الحركة بالولاية عثمان الهادي انها قدمت تجربة في الممارسة والشوري ( يهتدي بها العالم اجمع ) !

    وقال معتصم إن مؤتمر الولاية جاء بعد اكتمال البناء القاعدي على مستوى المحليات والأحياء، مما يؤكد أن الحركة الإسلامية حركة ولودة تتطلع إلى التجديد، واضاف أن الحركة بالخرطوم تضم سبعة آلاف مهني في عضويتها في تخصصات مختلفة، مما يؤكد أنها غنية بالتخصصات وأهل العلم والمعرفة والمهنة والحرفة.

    وقال عثمان الهادي بأن نهج الحركة في إمعان المحاسبة سيتواصل لتمضي المسيرة ناصعة بيضاء، مشددا على ضرورة انتهاج مبدأ المحاسبة لكل أعضاء الحركة الاسلامية بما يتماشي مع أخلاق الشريعة الاسلامية، وأكد بان المحاسبة ليست لديها سقف محدد , داعياً المؤتمرين لتقديم توصيات تدفع بالمسيرة وتصوّب الإخفاقات .

    وتحدث والي ولاية الخرطوم , عبدالرحمن الخضر، عن عظم كسب الحركة الإسلامية بالسودان وتجاربها التي تستحق الوقوف والدراسة لتكون نموذجاً يحتذى به في العالم .

    و طالب عبد الرحمن الخضر بمراجعة وتقييم تجربة الحركة والنظر بتؤدة لقضاياها وخلافاتها ،وتابع هذه تجربتنا ولابد أن ننظر فى كسب المؤتمر الوطني الذي أيدته الحركة الاسلامية، وقال بان عهدنا مع أعضاء الحركة الاسلامية أن نبيض وجه الحركة وأن نكون القيادة الواعية لهم وأن تكون الرائد الذي لا يكذب أهله .

    ودعا الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي , عصام أحمد البشير، بحسب ما اوردت ( سونا )، لضرورة التسامي فوق الجراح وإحكام البناء الداخلي وتوحيد الرؤى الفكرية تجاه القضايا الإسلامية عبر منهج الوسطية وتوحيد أهل القبلة ليكون الوطن لحمة وطنية صادقة.

    وهاجم ممثل جماعة أنصار السنة الابتعاد عما اسماه تطبيق الشريعة الاسلامية خلال الفترة الماضية، واَضاف” لا نجد تطبيق للشريعة بل تطبيل”، وطالب بتحكيم شرع الله وكشف عن اختراق الحركة الاسلامية وأضاف ( الحركة الإسلامية أخترقت ولا أقول إحترقت ونحن لا نريد العلمانيين واليساريين ) . ودعا قيادة الحركة للتنازل عن الحكم وتابع “نحن جاهزين” .

    وقال الحاج أدم يوسف بان السودان يعد البلد الوحيد الذي يحرم التعامل الربوي فى المصارف الاسلامية، مؤكدا مضيهم فى تطبيق الشريعة الاسلامية فى الاسواق بدلا عن قاعات المحاكم .



    ------------------

    تقرير ( حريات ) عن ندوة الإسلاميين ونظام الحكم الديمقراطي , اكاديميون : برنامج الحركة الإسلامية في السودان فشل فشلاً شاملاً
    October 7, 2012
    (حريات)

    أفتتح صباح أمس السبت 6/10 بفندق شيراتون الدوحة بقطر مؤتمر: الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي… تجارب واتجاهات, الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يتخذ الدوحة مقراً له.

    ويناقش المؤتمر الذي يشارك فيه ثمانون أكاديميا من أنحاء العالم, على مدى ثلاثة أيام فرص الديمقراطية في المنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي. وقد خصص المؤتمر أولى جلساته الستة عشر لمناقشة تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان بأوراق بحثية قدمها كل من د. عبد الوهاب الأفندي, ود. الطيب زين العابدين, وشمس الدين ضوالبيت, ود. المحبوب عبد السلام وعقب عليها د. غازي صلاح الدين وحضر الجلسة د. حسن الترابي وعدد كبير من السودانيين المقيمين بقطر.

    وقد عدد شمس الدين ضوالبيت في ورقته بعنوان: تجربة الإسلاميين في الحكم في السودان: تطبيق الشريعة في فضاء متعدد, نماذج من عشر ظواهر إشكالية أفرزها تطبيق برنامج الحركة الإسلامية في السودان. فقال إن أحد هذه الظواهر هو أن برنامج الحركة الإسلامية عانى ولا زال يعاني غربة تاريخية مبدئية مع الإطار الحضاري المعاصر للسودانيين, فالشعب السوداني سبق شعوب المنطقة وثورات الربيع العربي بانتفاضتين تطلع بهما إلى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة لكن تركيز برنامج الحركة الإسلامية كان في المقابل على تطبيق شريعة خالية من هذه القيم…كما أن بعضاً من عناصر ومكونات برنامج الحركة الإسلامية تعارض تعارضاً بنيوياً مع حقوق الإنسان. فبرنامج الحركة الإسلامية يعتمد لائحة عقوبات تعود لأكثر من 1400 عام مضت. ترتب على تطبيق هذه اللائحة والذهنية المرتبطة بها انتهاكات جسيمة ومتواصلة حتى هذه اللحظة لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية صدرت بها عشرات الإدانات لسجل حقوق الإنسان من الهيئات الدولية, ومنها أيضاً العنف الهيكلي الذي تضمنه البرنامج… والناتج من أن طبيعة برنامج الحركة الإسلامية هي طبيعة انصهارية آحادية يسعى بها لصهر كافة مكونات المجتمع السوداني المتعدد في قالب عربي إسلامي. بينما تتطلع هذه المكونات إلى التعبير عن ذاتها وعن فرادتها . فقاد هذان الإتجهان المتعارضان إلى احتكاكات متواصلة وإلى تفشي العنف في المجتمع السوداني بحيث أصبح هو السمة الأساسية والغالبة الآن. وقال إن هناك إتفاقاً يكاد يكون عاماً بين السودانيين على أن برنامج الحركة الإسلامية فشل فشلاً شاملاً, لا ينكر ذلك إلا مجموعة الأفراد الممسكين بالسلطة. بحيث أصبح السؤال ليس هو ما إذا كان برنامج الحركة الإسلامية قد فشل أم لا وإنما هو لماذا فشل برنامج الحركة الإسلامية حتى لا تتكرر الأخطاء, خاصة وأن ما تبقى من الحركة الإسلامية في السلطة يعد اصيغة أكثر تششداً من ذات الدواء الذي فشل. وفي إشارة لما نقل عن الأمين العام السابق للحركة الإسلامية السودانية من أنه قال إن السودانيين لم يكونوا جاهزين للتغيير وإنه اتضح أن السودان لا يعدو أن يكون “رقعة جغرافية لا ترقى لأن يكون وطن لا يجمع بين أهلها إلا لون بشرتهم” قال شمس الدين ضوالبيت إن السودان كان دولة واعدة عندما استلم الإسلاميون الحكم, فإن أصبح مجرد رقعة جغرافية لا يجمع بين أهلها إلا لونهم فإن ذلك نتيجة لربع قرن من برنامج الحركة الإسلامية وليس سابق له. وقال د. عبد الوهاب الأفندي رداً على د. غازي صلاح الدين الذي قال إن السودان ينتظره مستقبل مشرق, قال إن على الإسلاميين أن يعترفوا أن برنامجهم فشل فشلاً كارثياً في السودان, وليس مجرد الفشل العادي الذي يمكن تجاوزه. فقد ترتب عليه انفصال جزء من السودان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانهيار البناء الاجتماعي للسودانين. وقدم د. حسن الترابي مساء أمس السبت جلسة مصارحة بعنوان: تجربتي الإسلامية بين الفكر والسياسة, كما تُعقد مساء اليوم جلسة نقاشية يتحدث فيها غازي صلاح الدين ويعقب عليه شمس الدين ضوالبيت.

    ( وفي ما يلي ملخص لورقة شمس الدين ضوالبيت )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    التحية

    أود في البداية أن أحي المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على إتاحته هذه الفرصة للتداول حول الإسلاميين ومصائر الديمقراطية بعد ثورات الربيع العربي,

    أحي المركز على وجه الخصوص على هذه الجلسة حول تجربة الإسلاميين في الحكم في السودان.

    التجربة لم تناقش

    في الحقيقة لقد استوقفني أن الندوات والمؤتمرات التي شاركت فيها حول وصول الإسلاميين إلى السلطة بعد ثورات الربيع العربي لم تناقش أو لم تعط الإهتمام الكافي لمناقشة تجربة الإسلاميين في الحكم في السودان, على الرغم من أنها تجربة عملية من لحم ودم..

    المسئولية الأخلاقية

    وللأمانة لاعلم لي إذا كانت الحركات الإسلامية التي وصلت إلى السلطة في بلدان الربيع قد درست الحالة السودانية في قنواتها الحزبية الخاصة أم لا,

    في حالة أنها لم تفعل فإنني أرى أن المسئولية الأخلاقية لهذه الحركات تجاه شعوبها تتطلب منها أن تدرس الحالة السودانية لترى من خلالها الآثار التي تركها برنامج الحركة الإسلامية السودانية على أرض الواقع,

    الزاد الفكري المشترك

    لأن الزاد الفكري لهذه الحركات هو زاد مشترك مع الحركة الإسلامية السودانية. فجميعها قد نشأت – كما نعلم – على أفكار وكتابات حسن البنا وعبد القادر عودة وأبو الأعلى المودودي وسيد قطب ويوسف القرضاوي وراشد الغنوشي وحسن الترابي.. وهذه هي مرجعيات برنامج الحركة الإسلامية الذي طبقته في السودان.

    الحركة طبقت المنهج بجدية وصرامة

    حددت الحركة الإسلامية السودانية أهداف برنامجها لحكم السودان على أنها سيادة الإسلام عقيدة وشريعة من خلال أسلمة الدولة والمجتمع

    ولكن تركيز البرنامج جاء على أسلمة الدولة لأن المجتمع السوداني مسلم في غالبيته منذ قرون

    وقد طبقت الحركة الإسلامية برنامج أسلمة الدولة والمجتمع بكل جدية وصرامة طوال السنوات الثلاث وعشرين الماضية

    الآن بعد هذه الفترة الطويلة أصبح من المشروع أن نسأل أنفسنا ونسائل الحركة الإسلامية السودانية ماذا كانت النتائج على الأرض

    يرصد هذا البحث الذي بين أيديكم عشر ظواهر إشكالية رئيسية أفرزها تطبيق برنامج الحركة الإسلامية في السودان (بالطبع لن يكفي الزمن لاستعراضها جميعاً ولكنني سأذكر بعضاً منها)..

    من هذه الظواهر

    عانى البرنامج ولا زال يعاني غربة تاريخية مبدئية بالمقارنة مع الإطار الحضاري المعاصر للسودانيين..

    فالشعب السوداني سبق شعوب المنطقة وثورات الربيع العربي بانتفاضتين تطلع بهما إلى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة..

    لكن تركيز برنامج الحركة الإسلامية كان في المقابل على تطبيق شريعة خالية من هذه القيم… هذه واحدة من الظواهر الإشكالية

    ومنها أن

    أطلق برنامج الحركة عملية استدعاء لقضايا وأولويات العهد الإسلامي الأول, لتكون هي ذاتها قضايا وأولويات المجتمع السوداني المعاصر..

    أن بعضاً من عناصر ومكونات برنامج الحركة الإسلامية تتعارض تعارضاً بنيوياً مع حقوق الإنسان. فبرنامج الحركة الإسلامية يعتمد لائحة عقوبات تعود لأكثر من 1400 عام مضت..

    ترتب على تطبيق هذه اللائحة والذهنية المرتبطة بها انتهاكات جسيمة ومتواصلة حتى هذه اللحظة لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية صدرت بها عشرات الإدانات لسجل حقوق الإنسان من الهيئات الدولية

    أن عمليات التأصيل والأسلمة أطلقت ما يمكن تسميته بدينامية تسابق سلفي, لأنها حولت أداة الحوار الوطني والسياسي العام إلى الحجة الدينية بدلاً من المنطق المدني. فأصبحت الحجة الدينية هي حجة التنافس السياسي والحوار الوطني العام,

    منها أيضاً العنف الهيكلي الذي تضمنه البرنامج… والناتج من أن طبيعة برنامج الحركة هي طبيعة انصهارية آحادية يسعى بها لصهر كافة مكونات المجتمع السوداني المتعدد في قالب عربي إسلامي. بينما تتطلع مكونات المجتمع السوداني المركب إلى التعبير عن الذات والفرادة . فقاد هذان الإتجهان المتعارضان إلى احتكاكات متواصلة وإلى تفشي العنف في المجتمع السوداني بحيث أصبح هو السمة الأساسية والغالبة الآن

    وبالإجمال غابت قيم الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة غياباً بنيوياً في برنامج وممارسات الحركة الإسلامية طوال فترة حكمها التي قاربت ربع قرن الآن. ومعروف أن هذه القيم هي قيم ضرورية لإدارة التنوع الثقافي والديني والإثني في أي مجتمع.

    علامات فشل

    من الواضح أن هذه الظواهر الإشكالية هي جميعاً علامات فشل. والواقع أن هناك اتفاق يكاد يكون عاماً بين السودانيين الآن أن مشروع الحركة الإسلامية قد فشل فشلاً شاملاً في السودان, لا ينكر ذلك إلا مجموعة الأفراد الممسكين بالسلطة, وهذا مفهوم لأن الاعتراف بالفشل بالنسبة لهؤلاء ستترتب عليه استحقاقات هم غير مستعدين لدفعها.

    معايير الفشل

    ولا ينطلق الحديث عن الفشل هنا من معايير المعارضين فحسب, وإنما من معايير الحركة الإسلامية نفسها.

    فالحركة الإسلامية قالت في برنامجها الذي استولت به على السلطة في السودان إنها تهدف لسيادة الإسلام عقيدة وشريعة لأن ذلك هو السبيل الوحيد لـ(حفظ وحدة السودان من التمزق والانشطار وللنهوض به نحو التنمية والرفاهية), كما جاء في وثائقها التأسيسية.

    لم يحفظ وحدة السودان من التمزق والإنشطار

    والآن بعد انفصال الجنوب واشتعال الحروب في دارفور وجبال النوبة وشرق السودان والنيل الازرق, وارتفاع اصوات جديدة تطالب بحق تقرير المصير فلا يمكن الحديث عن (حفظ وحدة السودان من التمزق والانشطار).

    فيما يتعلق بالاقتصاد صحيح أنه تحققت بعض الانجازات في مجال الكهرباء والطرق وطفرة في مجال الاتصالات وتوسع في التعليم الجامعي إلا أنه لا يمكن الحديث عن نهضة أو رفاهية لأنه في المقابل قد انهارت أهم القطاعات الانتاجية الزراعية والصناعية في البلاد مثل مشروع الجزيرة.

    السؤال لم يعد ما إذا كان قد فشل…

    لذلك فإن السؤال لم يعد الآن ما إذا كان مشروع الحركة الإسلامية في السودان قد فشل أم لا, وإنما صار السؤال هو لماذا فشل مشروع الحركة الإسلامية في السودان؟

    هذا هو السؤال الأهم الآن.

    إذا كان هدف المؤتمر: تعزيز فرص الديمقراطية

    وفي اعتقادي أنه إذا كان هدف هذا المؤتمر هو تعزيز فرص الديمقراطية في السودان وفي المنطقة عامة بعد ثورات الربيع العربي, فإن أفضل وسيلة لذلك هي الإجابة العلمية على هذا السؤال. لماذا فشل برنامج الحركة الإسلامية في السودان؟

    لماذا فشل مشروع الحركة الإسلامية في السودان؟

    الإسلاميون يقدمون أسباباً مختلفة

    بعض الإسلاميين السودانيين يقولون إن السبب في فشل البرنامج هو أنه جاء بانقلاب عسكري, وقد حدد ذلك مساره وهزم أهدافه حتى قبل أن يبدأ.

    آخرون يقولون إن السبب في فشل البرنامج هو إنقسام الحركة وحرمان البرنامج بذلك من علم وخبرة آبائه المؤسسين

    كذلك سمعنا مؤخراً من يقول إن السودان دولة ومجتمع لم يكن مؤهلاً لمثل هذا المشروع الطموح لأنه “رقعة جغرافية لا ترقى إلى وطن أكثر ما يجمع مكوناتها هو لون أهلها”

    جميع هذه المقولات هي أقرب إلى أن تكون محاولات لتبرير فشل البرنامج أكثر منها أن تكون أسباباً صادرة عن دراسات جادة, لأنها لا تصمد عند الفحص والتدقيق.

    الحديث عن الدولة

    الحديث عن الدولة, مثلاً, يريد إلقاء اللوم على الشعب السوداني. لقد كانت الدولة السودانية دولة واعدة عندما استولى الإسلاميون على السلطة.

    علماء الإناسة

    علماء الإناسة يقولون إن الحكومات والسلطات المركزية نشأت أول ما نشأت في التاريخ الإنساني لإدارة منشآت الري.

    وفي السودان يوجد أكبر مشروع مروي تحت إدارة واحدة على مستوى العالم. وكانت به آلاف الكيلومترات من خطوط السكك الحديدية هي ثالث خطوط حديدية أنشئت في القارة, وواحدة من أفضل أنظمة الخدمة المدنية في القارة, ونظام تعليمي لا بأس به..إلخ

    إتفاق الميرغني قرنق

    وعندما استولت الحركة الإسلامية على السلطة كان السودانيون في الشمال والجنوب قد توصلوا إلى إتفاق لوضع السلاح والجلوس للتفاوض حول إدارة التنوع في بلادهم, ولم يتضمن ذلك الإتفاق حتى مجرد إشارة للإنفصال أو لتقرير المصير

    باختصار كان السودان واحداً من أفضل دول القارة جنوب الصحراء, ومعظم هذه الدول تجاوزت حروبها ووجدت طريقها إلى التنمية بل وإلى الديمقراطية.

    إذا كان السودان قد تحول إلى رقعة جغرافية…. فإن ذلك تابع لبرنامج الحركة الإسلامية وليس سابق له

    لا يصمد أيضاً السببان الأولان بخصوص الانقلاب وإبعاد القيادة التاريخية عند الفحص والتدقيق

    الذين يقدمون الانقلاب أو إنقسام الحركة الإسلامية على أنها السبب في فشل المشروع يتجاهلون أمراً غاية في الأهمية: هو مؤسسية الحركة الإسلامية:

    الحركة الإسلامية تنظيم مؤسسي من الطراز الأول

    فمهما حدث لبرنامج الحركة الإسلامية السودانية إلا أن لا أحد يستطيع أن ينكر أنها تنظيم مؤسسي من الطراز الأول.

    وكما قال أحد قادة الحركة بحق بدت الحركة الإسلامية عشية استيلائها على السلطة أفضل طرحاً وتنظيماً من الدولة السودانية ذاتها.

    فهي أكبر تجمع للمثقفين والمتعلمين السودانيين, وحظيت بقيادة جيدة, وموارد مالية هائلة توفرت للتنظيم من الثروات النفطية في الخليج,

    إذن فقد توفرت للمشروع كافة الإمكانات المطلوبة

    افضل العقول السودانية تنظيم جيد بقيادة محنكة. موارد ضخمة من تحالفاته في الخليج, أجهزة وموارد الدولة السودانية, ودعم التنظيم الدولي للأحوان المسلمين

    ومع ذلك فشل المشروع مما يدل على أن الخطأ ليس في قلة الإمكانات وإنما في المشروع نفسه

    والحقيقة أن الخطأ هو في منهج المشروع

    قام مشروع الحركة على إعادة الإنتاج

    فالمنهج الذي تبنته الحركة الإسلامية لبناء الدولة والمجتمع يقوم على إعادة انتاج نظام الدولة والمجتمع في العهد الإسلامي الأول. ثم إنتظار النجاحات التي حققها ذلك البرنامج

    وهذا مستحيل عقلاً وعلماً ومنطقاً, ومستحيل بالتجربة الإنسانية

    لا يمكن أن تؤدي إعادة أنتاج برنامج مضت عليه 1400 عام إلي ذات النتائج

    وتجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان قد أكدت ذلك بالبرهان العملي مرة أخرى.

    السبب الذي تقدمه السلفية

    السبب الذي تقدمه الحركة الإسلامية والحركات السلفية بصورة عامة لتبني هذا المنهج هو أنه المنهج الذي أقام به الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون المجتمع الإسلامي الأول .. بكل النجاحات التي حققها..

    إلا أن الدراسة المدققة لمنهج وفلسفة التشريع في ذلك العهد وهو المنهج الذي ظهرت خصائصه بصورة أوضح في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه تكشف أن هذا غير صحيح أيضاً,

    الخليفة عمر رضي الله عنه عدل أو تجاوز أحكاماً قطعية الورود والدلالة عندما تغير الظرف التاريخي..

    مما يدل على أنه لم يكن يعيد تطبيق الأحكام مهما كان الظرف, وإنما يعتمد منهجاً آخر

    المنهج الذي كان يطبقه الخليفة عمر كما اتضح من طريقته في إدارة الدولة والمجتمع هو المنهج الذي جاءت به البعثة المحمدية وأقام به الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون الدولة والمجتمع هو منهج “الكتاب والحكمة” وكما يحدثنا بذلك القرآن الكريم.

    فبدءاً من الآية 129 من سورة البقرة التي يدعو فيها سيدنا ابراهيم لذريته (ربنا وأبعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم), وعبر عشر أيات أخريات تناولت مهام البعثة المحمدية والبعثات السماوية الأخرى يكرر القرآن الكريم أن منهج الكتاب والحكمة هو منهج بناء المجتمع والدولة في الإسلام

    الكتاب هو ما يكتبه ويوجبه الله تعالى على من يبعث فيهم من رسول, والحكمة هي غاية ذلك الحكم ومقصده

    وبالتالي فإن منهج بناء المجتمع والدولة في الإسلام يقوم على كتاب وحكمة.. على أحكام ومقاصد.. على وسائل وغايات.

    ومع كل بعثة جديدة كان الكتاب أو الأحكام أو الوسائل تتغير لتحقق الغايات والمقاصد الثابتة, لاختلاف الزمان والمكان.. هذا هو منهج بناء المجتمع والدولة في الإسلام

    وهو كما هو واضح منهج تاريخي علمي..

    إذا استخدمنا منهج الكتاب والحكمة للتعرف على الأركان الخمسة للدولة والمجتمع في الإسلام إنطلاقاً من الحديث النبوي الشريف بني الإسلام على خمس نجد أن هذه الأركان هي الكرامة والقوة والعدل والعلم والسلام.. وهي كما ترون قيم إنسانية عامة

    يترتب على ذلك أن أفضل وسيلة لتحقيق هذه القيم اليوم هي منظومة حقوق الإنسان كما طورتها التجربة الإنسانية الواعية وفصلتها العهود والمواثيق الدولية.

    مضافاً إليها المحرمات الإسلامية, التي هي الإضافة الإسلامية للكرامة الإنسانية,

    إذا أردنا عقد مقارنة تقريبية معاصرة لفعالية المنهجين في نظام الحكم والتنمية فهي المقارنة بين منهج حزب العدالة والتنمية في حكم تركيا ومنهج الحركة الإسلامية في حكم السودان..

    حزب التنمية والعدالة يسعى لتحقيق الغايات الإسلامية الكبرى… بينما سعت الحركة الإسلامية لإعادة تطبيق الأحكام, ويمكننا مقارنة النتائج

    هذا طبعاً مع الإقرار بأن حزب العدالة والتنمية لم يقل إنه يطبق منهج الكتاب والحكمة وإنما وجد عناصر من المنهج قائمة في نظام الحكم من فترة سابقة, ويأتي إسهامه في أنه تبناها واعترف بها وأعطاها هوية إسلامية

    أود أن أختتم حديثي بنتيجتين رئيسيتين لتجربة الحركة اإسلامية في الحكم في السودان: أولاً أن اعتماد منهج إعادة الأنتاج كمنهج لبناء الدولة والمجتمع بتطبيق الشريعة أو جزء منها في أي مكان, سينتهي إلى ذات الظواهر الإشكالية التي رصدها البحث وإلى ذات الفشل الذي انتهت إليه تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان.

    قد يكون هناك اختلاف في المقدار نسبة لخصوصيات كل مجتمع ولكن لن يكون هناك اختلاف في النوع.

    اينما طبق المنهج السلفي سيكون المصير هو الفشل كما برهنت على ذلك تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان.

    والثاني هو أن تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان توضح أن غرس الديمقراطية وتعزيز فرصها في السودان وفي بلدان الربيع العربي والمجتمعات العربية الإسلامية لن يكون إلا بعملية إصلاح ديني شاملة تعتمد بدلاً من منهج إعادة الإنتاج السلفي منهج الكتاب والحكمة كأساس لبناء الدولة والمجتمع .

    والسلام عليكم
                  

10-10-2012, 05:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    527176_10151186766622146_767256888_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com







    حَذَارِ من الهَرْوَلَة!!

    الطيب مصطفى
    نشر بتاريخ الثلاثاء, 09 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    ليت الحكومة والمؤتمر الوطني والمفاوضين ومعاونيهم من كُتاب الغفلة يعلمون أن الكبكبة والانبراشة ومسيرات التأييد واستعجال إجازة الاتفاقيات وغير ذلك من مظاهر الفرح المصنوع تقدِّم رسالة خاطئة إلى الطرف الآخر بأن السودان حقق على حسابه مكاسب كبرى وأن الجنوب انخدع وخرج من ذلك الاتفاق صفر اليدين.


    ليتهم يعلمون أن المعارضة الكبيرة للاتفاقيات في الجنوب والتي بلغت درجة التظاهر والملاسنات الحادة بين القيادات الجنوبية تحتاج منا ولو تكتيكياً إلى وزنة تتيح قدراً من الململة وعدم الرضا بل والرفض في الشمال حتى ولو من باب التمثيل وعلى الذين يضيقون ذرعاً بمعارضتنا (الحقيقية) لبعض أوجه القصور في الاتفاق من أهل الحكم أن يعلموا أنهم يحتاجون إلى تغيير تلك الرسالة الخاطئة التي طبعوها في ذهن دولة الجنوب أنهم هم الكاسب الأكبر وأن الجنوب لم يجنِ غير الحصرم كما عليهم أن يسرِّحوا من سمّاهم الرزيقي بالجوقة الموسيقية من كُتاب الغفلة وأن يوفروا تلك الأموال إلى ما هو أجدى وأنفع.


    أحد كتاب الغفلة ممن يعيشون في أزمة مالية خانقة تبرِّر اندفاعه غير المحدود وهو يخوض معركته ضدنا ظل يروِّج لمقولة أن اتفاقية الحريات الأربع تُتخذ منصة انطلاق لإجهاض الاتفاق جملة وتفصيلاً ونسي أكثر الصارخين وأعلاهم صوتاً وتأييداً بلا تحفُّظ لكل شولة وفاصلة في الاتفاقيات وكأنها قرآن منزل من رب العزة سبحانه.. نسي هذا المسكين أنه لا يحتاج إلى كل هذه (الاندعارة) مهما ارتفع ثمنها لأن الاتفاقيات أُودعت لدى البرلمان ولا يُخشى عليها من معارضتنا فهي في أيدٍ أمينة ولن تُعدّل فيها شولة تماماً كما حدث في اتفاقية نيفاشا وغيرها من الاتفاقيات فمتى كان برلماننا يهش أو ينش أو يعدل أو يقول رأياً مختلفاً عن السلطة التنفيذية؟!
    إذن فإن اتفاقية الحريات الأربع ستمر بل إنها نُفِّذت قبل أن تُجاز من البرلمان من خلال اعتقال المعارضة الجنوبية وفتح الحدود ولا عزاء لمن طالبوا باستفتاء الشعب حولها فتلك مرحلة نرجو أن نبلغها بعد قرن أو قرنين من الزمان!! فقد استُفتي الشعب السويسري حول رأيه في إقامة جسر على بحيرة جنيف ولما رفض الشعب المولع بالحفاظ على البيئة (أُلغي المشروع)!
    في نفس الوقت الذي كان فيه أكبر الثوار ضد حكومة الحركة الشعبية يتعرض منزله في الخرطوم للحصار وأنصاره للاعتقال بعد وابل من الرصاص كان عرمان يعلن من مدينة جوبا في مؤتمر صحفي أن الاتفاق فاشل لأنه لم يضع معالجة لقطاع الشمال وبالطبع لم يتعرض الرجل للمساءلة لأن حكومة الجنوب لا تضع بيضها كله في سلة واحدة ولا تحرق كل مراكبها أو ترمي كروتها في سلة المهملات.


    دينق ألور وأولاد أبيي ــ وهم من أهم ركائز الحركة الشعبية ــ يعلنون عن رفضهم للاتفاق لأنه لم يحكم بتبعية المنطقة لجنوب السودان.. حاكم شمال بحر الغزال يعقد مؤتمراً صحفياً يعلن معارضته للاتفاق حول 14 ميل ويؤلب سكان ولايته ضده ويتظاهر الآلاف في أويل معترضين على الاتفاق.. كل المعترضين يُبدون مواقف متطرفة أكثر من حكومتهم ويعتبرونها (منبطحة).. كُتابهم جميعاً بقيادة نيال بول الذي لطالما كتبنا عنه عندما كان يرأس تحرير صحيفة (سيتزن) أيام وحدة الدماء والدموع.. نيال بول الذي قال فيما قال قديماً إنه يكره اللغة العربية لأنها لغة المستعمِر.. كتابهم بقيادة نيال بول يكتبون كما يشاءون ويحرِّضون ضد الشمال أما هنا في السودان فإن الأمر مختلف تماماً فكتاب الغفلة يطبلون وما من أحد من المسؤولين في الحزب أو الحكومة بمقدوره أن يقول (بِغِم)!!


    باقان يعمل من وراء ستار لدعم عملائه في قطاع الشمال والجبهة الثورية وها هي كادوقلي تتعرض للقصف من الجيش الشعبي لحظة انطلاق المؤتمر الذي يُقيمه والي جنوب كردفان والذي يُفترض أنه بدأ صباح أمس!!


    سيكون التحدي الأكبر أمام سلفا كير هو التغلب على قطاع الشمال والجبهة الثورية وأولاد قرنق ومن بينهم أولاد أبيي ويساندهم باقان ذلك الشيطان الرجيم الذي لن ينسى مشروعه الاستعماري حتى وإن بدا في زي حمامة السلام خلال توقيع الاتفاقيات الأخيرة ولذلك ننصح الحكومة والبرلمان ألا يستعجلا إنفاذ وإجازة الاتفاق ففتح الحدود واعتقال القائد جيمس قاي وإجازة الاتفاق من البرلمان كان ينبغي أن تتزامن مع خطوات مماثلة في الجنوب ذلك أن عرمان لا يزال يصول ويجول ويعقد المؤتمرات الصحفية ويُدلي بالتصريحات من داخل مدينة جوبا وكفانا ما جرَّته علينا الهرولة التي جعلتنا نسحب قواتنا المسلحة من الجنوب في وقت لم تنسحب فيه الفرقتان التاسعة والعاشرة من جنوب كردفان والنيل الأزرق الأمر الذي ندفع ثمنه اليوم احتلالاً لأرضنا وانتقاصاً لسيادتنا الوطنية.. كذلك فإن استعجال إجراء الاستفتاء قبل الحصول على المستحقات من أمريكا ومن جنوب السودان رفعاً للعقوبات وترسيماً للحدود وإخراجاً لقوات الجيش الشعبي وفكاً للارتباط بين دولة الجنوب وعملائها فيما يسمى بالحركة الشعبية قطاع الشمال كل ذلك كان خطأً فادحاً بل أخطاء تهدد أمننا القومي حتى الآن!!


    على السفير مطرف الذي مُنح تفويضاً من الرئيس أن يقلل من درجة انبطاحه ويباشر عمله بشيء من الاتزان وعدم الانبهال عملاً بسياسة الخطوة خطوة.. أي خطوة من هنا وخطوة من هناك أو العكس بلا إفراط ولا تفريط.
    أما البرلمان والحريات الأربع فما كُتب كافٍ تماماً لإقناعه بأخطارها الجمّة خاصة الفقرة 4/2 وما أدراك ما الفقرة 4/2؟!

    -----------------

    الانتباهة: حرية من ولفعل ماذا؟

    مجدي الجزولي

    اشتكى الطيب مصطفى، صاحب الانتباهة، مر الشكوى من حجب سلطات الأمن لكلمة له السبت الماضي أراد فيها ولا بد تجريح حزمة الاتفاقيات التي انتهى إليها التفاوض على قضايا ما بعد الانفصال بين جنوب السودان والسودان فكتب على موقع الصحيفة الالكتروني طلبا لجماعة الأمن أن يعفوه من القمع. من حجابه ذاك قال الطيب: “أشعر أن ايجابيات ذلك الاتفاق أكبر من سلبياته التي هي في معظمها مرتبطة باتفاقات سابقة وليست وليدة الجولة الأخيرة”، يقصد أن ابن اخته الرئيس، بطل الجولة الأخيرة، برئ مما ولغ فيه المفاوضون “المنبطحون” من مرؤوسيه. احتج الطيب على الرقابة القبلية وناشد الحكومة أن تعفيه من هذه الشدة متساءلا كيف تُضيِّق على صحيفة واحدة “أبدت ملاحظات على بعض بنوده أو بروتوكولاته” وهي التي تسيطر على غالب أجهزة الإعلام ويخضع لها الصحفيون. قارن صاحب الانتباهة بين خروج الجماهير العفوي يوم هجليج والحشد الذي رتب له والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر لاستقبال الرئيس العائد من أديس أبابا في المطار الجمعة. تركز هجوم الانتباهة على اتفاقيتين، الحريات الأربع والترتيبات الأمنية، الأولى لتهديدها الأمن القومي والثانية لتفريطها في الميل 14 وخلوها من الضمانات بشأن فك الارتباط بين جنوب السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال.

    رفعت الانتباهة إذن مصاحف حرية التعبير على أسنة رماحها العنصرية فهي عند أصحابها ضحية للقهر الحكومي يتآمر لكبتها المسؤولون داخل مجلس الوزراء. الانتباهة وقد استجارت بالحرية تضع المرابطين عند مرشد الحقوق والحريات الليبرالي أمام اختبار الاتساق، فكيف يتسنى الدفاع عن حرية التعبير دون مدها لمثل الانتباهة وهي الصحيفة الأكثر توزيعا في البلاد. أي حجة ل “شبكة الصحفيين السودانيين” أو “صحفيون لحقوق الإنسان” أن تصمت عند انتهاك حق الانتباهة في التعبير وبيانات الإثنين تسجل كل انتهاك من هذا القبيل؟ الورطة هنا مثل تلك التي وقعت فيها منظمات حقوقية صدعت بتجاوزات المؤتمر الوطني الانتخابية عام 2010 في الشمال لكن استحت من أن تدين الحركة الشعبية في الجنوب وقد تكررت على يدها ذات التجاوزات وأخرى أنكى بحجة أن الحركة ما زالت في طور التحول من قوة مسلحة إلى حزب سياسي ولم تستقم بعد على الحكم بينما المؤتمر الوطني بالغ عاقل.

    يسعفنا في هذا الشأن لينين الذي اشتهر عنه اختبار كل طلب للحرية بسؤال “الحرية، نعم، لكن لمن ولفعل ماذا؟” حرية الانتباهة، ودون أي تردد أو مواربة، تعني حرية انتهاك الحريات إذا جاز التعبير، ولا سبيل لتفادي المواجهة مع النزع الفاشي الذي تمثله جريدة الطيب مصطفى وجماعته أو تأجيله، بل إن نفوذها المتزايد انعكاس للانسحاب الموضوعي للقوى الديموقراطية من ميدان الصراع الفكري والسياسي في البلاد حتى أصبح الطيب “مثقف عمومي” تهتدي برأيه قطاعات معتبرة من الرأي العام

    الميدان

    ---------------------------

    الحركة الإسلامية بين فقه النوازل وانتظار المُخلّص ..!

    الثلاثاء, 09 أكتوبر 2012 13:25

    نهاركم سعيد - مكي المغربي

    حضرت حديثا رائعا للشيخ علي عثمان ولكنه كان يطرح تساؤلات ولا يقدم إجابات .... تساؤلاته رائعة ولكنها تفضي بك لحالة من

    (الهلهلة) هل؟ وهل؟ وهل؟ ومع بريق شيخ علي وذوقه وحسن خطابته ينسى الناس (واجب الوقت) ويلوذون بجناب الشيخ أمنا من الزلزال وإستحسانا لصوت العقل. بعضهم ينتظر د.غازي مخلصا ومنقذا ... ما هي إجابات غازي على المستجدات والنوازل؟! هل يشفع للدكتور غازي زهده ونقاؤه المالي لنؤجل سماع اجتهاداته وفحصها؟! هل نحتاج إلى رمز نظيف نتسلى به عن المفسدين وسمعتهم السيئة أم نحتاج لمفتٍ ومجتهد؟! غازي يميل للتعميم والتقعيد والتحليق الآمن فوق القضايا ... ولدى كل كتباته!
    .. ما هو موقف الحركة الإسلامية من (حق التظاهر) تحديدا؟!... هل نبرر للحل البوليسي الأمني للحراك السلمي ونغلق الباب عن الاجتهادات بالضبة والمفتاح أم هنالك تصور جديد لـ (التظاهر الإسلامي) بغرض انتزاع الحقوق دون تحطيم عظام الدولة .. ما هو موقف الحركة الإسلامية من إنفجار الإنترنت وانتهاء صلاحية الرقابة أو غلاء تكلفتها السياسية؟! هل تعتقد الحركة الإسلامية أن تأصيل (الشوروقراطية) وأسلمة (الحملات الانتخابية) أمور باتت كافية أم أن الوصفة الكاملة للحريات العامة زادت وتطاولت وصارت بعض مشتملاتها خارج إجتهادات الحركة الإسلامية؟! وصارت الحركة أداة إعلامية قرينة للقمع وشريكة فيه بسبب جفاف إجتهاداتها وإخلاء الساحة المطلبية والتفريط في أدواتها؟ ...لاحظوا أنا لا اتحدث عن مقدرات الدولة في تخطي العقبات وتفريغ الاحتقانات... هذه مسكنات وبنج موضعي .. أنا اتحدث عن فقه الحركة الجديد إزاء واقع جديد يجعل من (الأدوات الأمنية) عكاكيز مختزنة في الدواليب لا تخرج إلا في توقيت محدود ثم تعود بسلام ... وبقية المشهد تجتهد فيه الدولة واجهزتها بالوسائل المدنية؟!
    جل الناس بكل أسف يناقشون من هو الأمين العام الجديد ولا احد يناقش دور الحركة الجديد! لا أحد يفترع النقاش في (النوازل) والقضايا الصعبة المحرمة المخيفة وإذا حدث هذا فإنه يحدث بالمقلوب ... الحديث عن المؤامرات والأجندة الخفية للمعارضة في الحريات العامة والمخططات الأجنبية في (الانتفاضة العرقية) التي ستمتطي صهوة المظاهرات السلمية ... هذا الحديث ضروري ولكنه للأسف لا يصلح بديلا للاجتهاد الفكري ...!


    البعض يهربون من هذه القضايا بالحديث عن دور تربوي وتعليمي جديد للحركة ... مهلا ... الحركة الإسلامية يا سادتي لم تتفوق على الصوفية في الأوراد والأذكار ... ولم تتفوق على السلفيين في معرفة السنة النبوية ومأثورات أهل العلم. لم تتفوق على الشعب السوداني أو حتى الأميين منه في الأخلاق ... لم يتعلم أحد في الحركة الإسلامية صلة الأرحام ولا بر الوالدين ولا تفقد الجيران والمشي في الجنائز والكرم والضيافة ... كل هذه الأمور تعلمها منسوبو الحركة في مدرسة الشعب السوداني وعلى يد أمهاتهم وحبوباتهم ..!


    ما الذي تفوقت به الحركة الإسلامية السودانية إذا؟! ما الذي منحها هذه المكانة المتقدمة في العالم الإسلامي وليس السودان فحسب؟! ما الذي جعل النظام السوداني قادرا على الصمود بالرغم من كل الظروف ضده وكل القوى الكبرى حاولت إنهاكه والإجهاز عليه؟ هل تفوقت الحركة الإسلامية بالسلطة وقوتها وجبروتها؟! غير صحيح ... بل أن ما خسرته بالسلطة أكثر ... دائما ما تفلت من المؤامرات بإفلات جزء من السلطة من يدها وكلما تحالفت مع آخرين صارت أقوى وصار اعداء الامس يطبقون برنامج الحركة الإسلامية!
    الحركة تفوقت بفقه النوازل ... وتطبيق الحلول البديلة وهذا هو فقرها الآن ... الحركة لا تحتاج لمخلص إسطوري ... تحتاج لفقهاء نوازل جدد ..!

    السودانى

    --------------



    تحت الضوء
    بعد أن ظهروا فى (غزوة السفارة) السلفية الجهادية
    ..
    هل خرجت (القاعدة) إلى الشارع؟! الثلاثاء, 09 أكتوبر 2012 13:50 السودانى

    بعد أن ظهروا فى (غزوة السفارة)
    السلفية الجهادية.. هل خرجت (القاعدة) إلى الشارع؟!
    تقرير: محمد عبد العزيز


    رسائل السلفية الجهادية ذهبت لبريد السلطة وأنصار السنة والسرورية والصحافة
    أبوالدرداء: السلطات عمدت لضمان عدم لجوئنا للعنف


    الحافلة الصغيرة الحجم التي بدت ممتليئة عن آخرها في تظاهرات الغضب ضد السفارتين الألمانية والأمريكية بالخرطوم، أظهرت مجموعة من الشباب الملتحين يحملون رايات القاعدة السودان الشهيرة تحت لافتة (السلفية الجهادية)، لم يمض أكثر من أسبوع من تلك الحادثة حتى نظمت ذات المجموعة لقاءً جماهيرياً بأحد ميادين الخرطوم لدعم ونصرة النبي وتكريماً لشهداء الحادثة، أما باطن المناسبة فكان التدشين لخروج التيار للشارع، فاللقاء الذي شهده العشرات– وفقاً لما ظهر في مقاطع فيديو نشرت على موقع اليوتيوب- تحدث فيه عدد من قيادات التيار الذي سعى لتأكيد صلته بتنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن، وقد بدا ذلك في الرايات التي رفعها التنظيم، واللغة المستخدمة عبر المتحدثين والهتافات التى رددها الحضور.
    قبل أن يصعد المتحدث الرئيسي للمجموعة ويقول يبدو أن المجتمع السوداني صدم في جمعة الغضب عندما رأى التيار السلفي فتساءل من هؤلاء؟، وأضاف وهو يرسم ابتسامة واثقة على وجهه ونقول لهم نحن الأبطال ويشهد لنا بذلك العراق والصومال وأفغانستان، بل والسودان سيشهد لنا أيضاً.
    رسائل واتجاهات
    ومضى المتحدث الذي عمد مصور مقطع الفيديو على حجب وجهه في معظم فترة حديثه للقول نحن أصحاب العمليات الاستشهادية لدينا عدة رسائل نود أن نبعثها لعدة جهات، أولها للنظام ونقول له:"بصريح العبارة نحن لا نداهن ولا نجامل ولا نقول بالنفاق والكذب نحن معك"، كما أننا لن نتنازل ونتراجع عن عقيدتنا ومنهجنا كما فعل الكثيرون سواء تم سجننا أو قطعنا أو حرقنا، وأضاف أيضاً أنهم لا يخافون إلا الله ولا يخشون الأجهزة الأمنية والمعتقلات. وأشار إلى أن عدم خوفهم تجسد في خروجهم للعلن براياتهم وأطفالهم ونسائهم ووصولهم للسفارة الأمريكية.
    أما الرسالة الثانية – والحديث ما زال لذات المتحدث - فإن الشق الأول موجه لمن وصفهم بالمرجئة، ولم يكتفِ بذلك الوصف بل أشار إلى جموع التيار السلفي وعلى رأسه أنصار السنة وجمعية الكتاب والسنة والسرورية، وقال لهم:" مهما ثبطتم أو خذلتم فنحن نتزايد كل يوم، وهذا الجمع الكبير شباباً وشيباً ونساءً خرج من صلب أنصار السنة"، وأضاف "والجايات أكثر من الرايحات"، وزاد نتحدى كل من ينسب للعلم أن يناظرنا نهاراً جهاراً في عقيدتنا وسنحاججه بكتاب الله وسنة رسوله، وأشار المتحدث باسم التيار إلى أن هذه المجموعات لا تخاف إلا من السلفية الجهادية لذلك عمدت لتشويه صورتها عبر وصفها تارة بأنها مجموعة تكفيرية، وتارة أخرى بأنها إرهابية، أو تقول إنهم سروريين، ليس ذلك فحسب بل بلغت خشيتكم حد تحذير أبنائكم وطلابكم من الجلوس معنا. أما الشق الثاني للرسالة فهو موجه لمن انطبح وانتكس وارتكس –على حد تعبيره-، وتوجه لهذه المجموعة بسؤال مفاده لماذا لم تثبت على مبدئها؟، وقال لها مذكراً كنتم فيما سبق تقولون هؤلاء طواغيت –في إشارة للنظام-والآن انخرطتم معهم فى تنظيماتهم، وأصبحتم تدافعون عنهم.
    أما الرسالة الثالثة فوجهها المتحدث للصحافة التى وصفها بأنها (خائنة وغدارة)، وبرر وصفه لها بذلك بسبب ما اعتبره من ترويج للكذب والبهتان عنهم وعملها على ترويج أن هذا التيار دخيل على المجتمع السوداني، وتساءل المتحدث عن من قال ذلك وأشار إلى أن الإمام المهدي الذي حرر السودان كان أكبر مكفر، بعد أن قال:"من لم يؤمن بمهديتي فهو كافر"، وأضاف في إشارة تهديدية ظاهرة إلى أن الصحافة لم تنصفهم وأشار إلى أن لديهم عشرات الشباب المتشوقين للجنة (ويمكنهم أن يسووا العجب)، بعد ذلك قال على الصحافة أن تكتب بخير وصدق وعدل وإلا سيأتي يوم سيندم فيه كل صحفي على أنه صحفي.
    مطالب واضحة
    ومضى المتحدث باسم المجموعة للإشارة إلى أن لديهم مطالب واضحة لا تتعلق بالسكر والرغيف ولكنها تتعلق بإطلاق سراح معتقليهم وعلى رأسهم المدانين بقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل "عبد الرؤوف وقصي"، وزاد أن معتقليهم يعملون على استقطاب المسجونين وأنهم نجحوا حتى الآن فى استقطاب 15 كتيبة.
    ومضى المتحدث في حديثه وأشار إلى أن مطلبهم الثاني يتعلق بمنحهم حرية الدعوة في الشارع، وزاد أنهم يهدفون لإقامة دولة إسلامية في السودان ليست ذات طابع ديمقراطي أو ديكتاتوري، ولفت إلى أن هذه الدولة الإسلامية المرجوة لن تنبني على المواطنة وإنما على العقيدة الإسلامية، ونوه إلى أنهم سيقومون بهدم الكنائس والقباب والأضرحة والخمارات وبيوت الدعارة والسفارات، لافتاً إلى أنهم يهدفون إلى طرد الكفار من الأمريكان والألمان والبريطانيين، أما فيما يتعلق بالكفار السودانيين فيتوجب عليهم دفع الجزية، وفيما يتعلق بالنصارى فلهم خيار من ثلاثة الإسلام، الجزية بموجب الشروط العمرية حيث لن يرفع كتاب ولا صليب وسيحلق لهم ليميزوا عن المسلمين، -لم يذكرالشرط الثالث القتال-
    ظهور سافر
    ويقول الباحث في شأن الجماعات الإسلامية وليد الطيب إنه من الصعب القول أن هناك تنظيماً باسم القاعدة ولكن يمكن القول أن هناك عناصر تؤمن بفكر القاعدة ليس لها تنظيم مركزي ولكنها تعمل فى شكل خلايا تتلقى أفكارها وخططها عبر النت، وقد مثلت حادثة السفارة أول ظهور سافر وعلني بهذا الشكل، ومن الواضح أن هذا التيار قد تنامى وبدأ يتأثر بالأفكار الجهادية وبالأحداث العالمية. ويضيف أيضاً أنه وعقب أحداث السفارة الأمريكية ومقتل أحد منسوبيهم زاد غضبهم.
    ويزيد الطيب أيضاً أن التيار الجهادي يطالب الحكومة الآن بإطلاق سراح المعتقلين (الأسرى على حد وصفهم) ويقول لا أعتقد أن العلاقة بينهم والحكومة جيدة، في الحكومة في المخيلة الشرعية لرموز هذا التيار متباعدة عن الدين وأن أجهزتها الرسمية مخالفة له أيضاً، وحتى الآن الحكومة تعمل على احتواء هذا التيار من خلال الاعتقالات التحفظية والاستعانة بالعلماء في المجادلة العلمية مع حاملي هذا الفكر، ويزيد لا استبعد أن تتخذ مواقف أكثر شدة إذا سعى هذا التيار إلى تنفيذ أعمال ضد المصالح الغربية في البلاد أو ضد الحكومة السودانية وأجهزتها.
    من جهة أخرى يقول الخبير في شأن الجماعات الإسلامية طارق المغربي إن ما يسمى بالتيار السلفي الجهادي لا وجود ظاهر ومنظم له في السودان، وإن كل ما يحدث من ظواهر هو انفعالات شبابية محبطة من التجارب السلفية في السودان، المجموعة التي تحدثت عن أنها تيار سلفي جهادي لا تنتمي لأنصار السنة إنما تنتمي للمجموعة السرورية التي تخلت عن أنصار السنة أو مجموعة أبو عبدالله الصادق في منطقة اللاماب. ويزيد المغربي أن التيار السلفي الجهادي بمفهوم القاعدة أو مفاهميي لم يتبلور فى شكل تنظيم ولكن قد يكون في بداياته هم أقرب للتكفير والهجرة كمنهج، ولم يعد لهم قابلية للتمدد الأفقي والرأسي كأفراد ومنهج.
    وينوه المغربي إلى أنه ومنذ الحادي عشر من سبتمبر ظهرت مجموعات متعاطفة مع القاعدة قامت إحداها باغتيال الأمريكي غرانفيل ولكنها في مجملها محدودة الأثر وبدائية التنظيم، وقد عمدت الحكومة لاعتقالهم ومحاورتهم فكرياً.
    ويشير المغربي إلى أن هذه المجموعات بتوجيهها رسائل لجماعة أنصار السنة فإن ذلك بمثابة اعتراف ضمني بالجماعة باعتبارها أكبر المجموعات السلفية. ويشدد المغربي –المقرب من جماعة أنصار السنة- على أن ما يوصف بالتيار السلفي الجهادي لا علاقة له بالفكر السلفي وقد انحرف عن عقيدة السلف ووجد التعنيف من معظم علماء السلفية، ويختم المغربي حديثه بالقول أن هذه المجموعة ضعيفة التأثير وأن قدر لها الاستمرار فستعمل من خلال خلايا محدودة وبشكل منفرد.
    في المقابل وبالتدقيق في مقاطع الفيديو يمكن القول أن هذه المجموعة أميل لكونها تياراً من كونها تنظيماً محكماً، وهذا التيار يصنف نفسه –على الأقل حالياً- فى خانة الدعوة بدلاً عن القتال، الأمر المهم أيضاً حسبما يرى الباحث وليد الطيب يتعلق بأن هذه المجموعة يبدو أنها متفقة على الجهاد ومختلفة في الهدف. ويضيف الطيب أن تلك المجموعة على سبيل المثال كفرت السلطات ولم تتحدث عن قتالها، ويزيد الطيب أيضاً أن السلفية الجهادية في السودان مشدودة للخارج أكثر من الداخل ويقول إن بعض المعلومات تشير لوجود سودانيين بمالي والصومال واليمن.
    ويرى الباحث في الشؤون السياسية جمال الشريف أن بعض الظروف تضافرت وأدت لتقوية هذا التيار تمثلت في ترحيل دول الخليج لعدد من الشيوخ للسودان كعبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم بجانب وجود عناصر جهادية في السودان. ويضيف الشريف في دراسة بعنوان: (السلفية في السودان: انقسام بين التسليم والصدام) أنه وبازدياد وتيرة ######ونة الخطب التي يلقيها الشيوخ العائدون من دول الخليج، وبتوفر المهارات والقدرات العسكرية التي وفرها الأفغان العرب الذين وفدوا إلى السودان، أصبح نشاط التيار السلفي التكفيري في تصاعد. وزاد أيضاً ظهر تيار من السلفية سُمي اصطلاحًا بالسلفية الجهادية لأنها زاوجت بين الاتجاه السلفي في المعتقد والتوجه وبين المنهج الحركي التنظيمي المستمد من تنظيمات الإخوان المسلمين، وأصبح شعارهم (سلفية المنهج وعصرية المواجهة)، ونتيجة لذلك ظهرت على الساحة السودانية حالات من العنف الدموي بين السلفيين أنفسهم ثم امتد لاحقًا إلى اتجاهات أخرى.
    ويرى عضو التيار السلفي صادق حسن المكني بـ(ابو الدرداء) أن التيار السلفي الجهادي الحالي عبارة عن مجموعات انشقت من أنصار السنة والسرورية وقد عملت بالفكر الجهادي ولكنهم في المقابل لم يرتبطوا بالقاعدة ولا بالعرب الأفغان، ويزيد أنهم لا يؤمنون بالدولة القطرية ولا بالمجتمع الدولي، وأنهم في أعقاب الربيع العربي سعوا للتوحد مع رصائفهم في المنطقة، ويشير أبوالدرداء إلى أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا الانقلابات العسكرية وأنهم يهدفون لدعوة المجتمع للعودة للدين ومن ثم تكوين قرى ومجتمعات محلية إلى أن يصلوا لمرحلة الدولة.
    وحول علاقتهم بالحكومة وما يتردد حول استغلال النظام لهم، يقول أبوالدرداء بعد أن يشدد على أنه يتحدث بصفته الشخصية أن السلطات اعتقلتهم ولم تستخدمهم وحاولت محاورتهم عبر علماء، ولما فشلت في تغيير قناعتهم – ويشير هنا إلى أنه كان أحد المعتقلين- عمدت لضمان عدم لجوئهم للعنف عبر إيجاد صيغة لضمان تعايشهم السلمي مع المجتمع.
    ويشير أبو الدرداء إلى أنهم ينظرون للسلطة الحالية باعتبارها أفضل السيئين، بينما يحاولون عبر الحوار إقامة المنطق على مخالفينهم من التيارات السلفية، ويضيف أما فيما يتعلق بالقوى التقليدية كالأحزاب الطائفية والحركة الاسلامية فإنهم باتوا يعملون لسحب البساط من تحت قدميها باستقطاب عضويتها، أما عدوها الأول فهو الصهيونية وحلفاؤها بالداخل من القوى العلمانية.
    وفيما يتعلق بتلقي المجموعة لدعم مالي من الخارج ينفي أبو الدرداء تلك الأحاديث، ويقول إنهم يكفرون دول الخليج لذلك لا يتلقون دعماً منها كما حال بقية التيارات السلفية باستثناء قلة من الأفراد.
    ويرى مراقبون أن التيار الجهادي في السودان يفتقد لوجود سياسة عامة، وهذه الحالة أفقدت هذا التيار فرص النمو والامتداد وجعلته يفتقد وجود قيادة علمية مما ألجأ الشباب المنتمين للتيار الجهادي إلى الانترنت لاستلهام الأفكار، ويضيفون أن هؤلاء الشباب يعكفون بصفة خاصة على كتب أبو محمد المقدسي وهو أستاذ أبي مصعب الزرقاوي وكتب أبو بصير عبد المنعم حليمة ويستفيدون من كتابات شيخ الجهاد الأفغاني عبد الله عزام والمواد الصوتية للشيخ أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. ويلفتون إلى أن المجموعة التي ظهرت مؤخراً لا تمتلك المؤهلات العلمية والمالية والتقنية للعب أدوار فاعلة وأن القوة السلفية القتالية الفاعلة تتمثل في المجموعة السرورية.
    الصعود للسطح
    يرى مراقبون أن تلك المجموعة استغلت الأحداث ولم يكونوا صانعيها، ويقول الباحث وليد الطيب يبدو لي أنهم شاركوا ضمن القوى الإسلامية الأخرى كالحركة الإسلامية السودانية والجماعات السلفية والطرق الصوفية، وربما كان انفعالهم بالأحداث أكبر لطبيعة الكراهية العميقة للغرب عموماً وللولايات المتحدة على وجه الخصوص ثم زاد الانفعال بمقتل/استشهاد أحد الشباب المنتمين للتيار السلفي في هذه الأحداث. وأضاف الطيب قد لوحظ أن هتافات هذا التيار في التظاهرة أمام السفارة الأمريكية كانت ضد الحكومة السودانية ومواقفها المتراخية في مسألة تطبيق الشريعة على حد وصفهم بقدر يقارب موقفهم من الولايات المتحدة الأمريكية إذا استثنينا جزئية الفيلم من التقييم العام. ويضيف الطيب أن المؤشرات العامة تقول إن التيار الجهادي في تزايد، وسيسعى في الفترة القادمة للتحول لتنظيم ولكن سيواجه بعدة صعوبات تتعلق بضعف خبرته التنظيمية، الأمر الثاني يتعلق بتوحيد الرؤية لهذا التنظيم للمجموعات مختلفة فهي مبدئياً متفقة على الجهاد ولكنها مختلفة في الهدف. ويؤكد الطيب على أن الواقع السوداني لا يعرف العنف المادي ولا الاغتيال السياسي وسيكون حاكماً لعمل السلفية الجهادية ولكنه لا يستبعد أن تحدث بعض التفلتات من قبل بعضهم، معتبراً أن رد فعلهم الأساسي مربوط بتعامل السلطة معهم.
    شواهد سابقة
    كانت أولى بدايات الصراع التكفيري في السودان قد حدثت في ولاية الجزيرة بمنطقة تسمى (كمبو 10) في نهاية العام 1993، وذلك عندما قام مجموعة من الشباب التابعين للشيخ محمد عبد الكريم والذين كانوا يعتقدون بتكفير الحكام، وتكفير التحاكم إلى الطاغوت، وتكفير استخراج الأوراق الثبوتية كالجواز والجنسية والبطاقة الشخصية واستخدام العملة الورقية، بالسير على الأقدام إلى (كمبو10) بولاية الجزيرة والتي تبعد 400 كيلو متر من الخرطوم، وذلك من أجل هجر الكفر والشرك. وعند وصولهم للكمبو، قام أحد الأهالي بالتبليغ عنهم؛ فجاءت قوة من الشرطة وطلبت منهم الاستسلام غير أنهم، وباعتقادهم أن طاعة الشرطة كفر، وقع الاشتباك بينهما، الأمر الذي أدى لمقتل أمير الجماعة وعدد من أتباعه إلى جانب أفراد من الشرطة السودانية. وفي صيف عام 1994، قامت خلية من السلفيين الجهاديين تحت قيادة عبد الرحمن الخليفي، وهو ليبي الجنسية وقادم من الجهاد من أفغانستان، وأحد الحراس الخاصين لأسامة بن لادن، بتنفيذ مذبحة ضد جماعة أنصار السنة في مدينة أم درمان بالخرطوم؛ إذ أقدم هؤلاء على إطلاق النار على جموع المصلين بالمسجد الرئيسي لجماعة أنصار السنة، فمات في الحادث 27 مصليًا وجُرح أكثر من ثلاثين. وفي العام 1997 وبعد مشادات كلامية، وقع اشتباك بين جماعة من التكفيريين وجماعة من أنصار السنة بأحد مساجد جماعة أنصار السنة بواد مدني عاصمة ولاية الجزيرة، الواقعة على بعد 198 كيلو مترًا جنوب الخرطوم، حيث قُتل في الاشتباك ثلاثة من جماعة أنصار السنة وجُرح آخرون. وفي عام 2000، وقعت مجزرة أخرى ضد جماعة أنصار السنة، وذلك عندما قام أحد شباب التكفيريين، ويُدعى عباس الباقر ومعه ثلاثة آخرين بإطلاق وابل من الرصاص على المصلين في صلاة التراويح حيث قُتِل 20 شخصًا وجُرح 50 آخرين. وكان عباس الباقر السوداني الجنسية من المجاهدين في أفغانستان، ثم هاجر إلى ليبيا ثم استقر بالسودان.
    وفي أغسطس 2007 قالت أجهزة الأمن السودانية إنها كشفت مؤامرة لمهاجمة البعثات الدبلوماسية الفرنسية والبريطانية والأمريكية وبعثة الأمم المتحدة في الخرطوم. وقالت مصادر أجنبية: إن مجموعة اكتشفت في منزل بالخرطوم بعد أن انفجرت متفجرات بصورة عارضة .
    وأثناء احتفالات رأس السنة عام 2008، اغتالت مجموعة من الشباب التكفيريين الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل وسائقه، وكان من بين المتهمين ابن أحد شيوخ جماعة أنصار السنة المحمدية والذي كان يعمل ضابطًا بالقوات المسلحة السودانية.
    وفي أكتوبر 2008 هدد بيان "تم توزيعه في نطاق محدود" على شبكة الإنترنت من قبل تنظيم يحمل اسم "القاعدة في بلاد النيلين"، "باستهداف الأمريكيين في الأراضي السودانية" ، وهو ما حدا بالولايات المتحدة إلى تحذير رعاياها من السفر إلى السودان، والمقيمين فيه من التحرك وسط العاصمة وفي مناطق بعينها. وقالت رسالة على موقع السفارة الأمريكية على شبكة الإنترنت: إن جماعة "القاعدة في بلاد النيلين" تبنت في بيانها اغتيال مسؤول المعونة الأمريكي جون غرانفيل وسائقه .
    وخلال لقائه سلفا كير في نيروبي، يونيو 2010، قال نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن: إن قيام دولة فاشلة في جنوب السودان نتيجة انفصال الجنوب بعد الاستفتاء على حق تقرير المصير، «قد يجعل من الإقليم جنة للإرهابيين»!.
    وفى فبراير من العام 2012 كشف الرئيس البشير عن أن الحكومة نجحت فى تفكيك تنظيم ديني نشأ باسم “القاعدة في بلاد النيلين”، وأضاف في حديث تلفازي أن السلطات اكتشفت مجموعة تكفيرية من الشباب تمت تغذيتهم وتدريبهم في العراق والصومال ليكونوا نواة لتنظيم “القاعدة في بلاد النيلين”، مبيناً أن السلطات علمت أنهم بدأوا في تصنيع متفجرات وصواريخ باسم “الظواهري”، وأن الرئيس والنائب الأول علي عثمان ومدير جهاز الأمن الفريق أول صلاح قوش من الشخصيات المستهدفة من هذا التنظيم


    السودانى
                  

10-10-2012, 07:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الافندي معلقا علي مداخلة الترابي : هوم في كل الانحاء ولم يطرح القضايا الرئيسية
    October 9, 2012
    ( القدس العربي )

    الترابي في الثمانين : سؤال الإرث الباقي
    ……………………….

    د. عبدالوهاب الأفندي

    ………………..

    في مطلع الأسبوع الجاري، التقيت الشيخ الترابي في الدوحة بعد انقطاع لقرابة عامين، في إطار مؤتمر نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حول الحركات الإسلامية ونظام الحكم الديمقراطي. وكانت التجربة الإسلامية في الحكم في السودان من أهم محاور النقاش في هذا المؤتمر، وقد دعي الشيخ الترابي لتقديم محاضرة يقيم فيها هذه التجربة ويطرح عصارة رؤيته فيها. وكانت هناك إضافة إلى ذلك جلسة شاركت فيها لتقييم التجربة، إضافة إلى حوارات أخرى دارت حول ذات الموضوع.

    أهمية التجربة السودانية تأتي من جانبين: فكرياً، حيث كان للحركة الإسلامية السودانية أفكار متطورة في دعم والتمسك بالديمقراطية من منظور إسلامي، وعملياً حيث أن الحركة الإسلامية شاركت في الحكم في نظام النميري بمبررات مختلفة، ثم انقلبت على الديمقراطية في عام 1989 وانتهجت ممارسات قمعية غير مسبوقة في تاريخ السودان. وكل هذه التجارب ذات أهمية كبيرة في السجال الدائر حالياً حول الديمقراطية في العالم العربي ودور الإسلاميين فيها. ذلك أن أحد أهم الأسئلة المطروحة في هذا الصدد تتعلق بالتزام الإسلاميين بالديمقراطية إذا وصلوا إلى السلطة، حيث عبر الخصوم عن تخوفهم من أن لا يتخلى الإسلاميون عن السلطة إذا وصلوا إليها، ويستشهدون في ذلك بإيران. وقد كان الإسلاميون يردون على ذلك بالإحالة إلى أفكارهم وإعلاناتهم بالالتزام بالديمقراطية. ولكن ما حدث في السودان، حيث كانت الحركة الأكثر تقدماً بين رصيفاتها في التأصيل للديمقراطية، ثم تم الانقلاب على كل ذلك، وضع كل هذه الحجج موضع تساؤل.

    لكل هذا كان من الأهمية بمكان تفسير هذا التناقض الكبير بين الأقوال والأفعال في الحالة السودانية، من أجل إعادة الثقة بين القوى السياسية المتنافسة على الساحات السياسية العربية، وهي ثقة ضرورية لأي عملية ديمقراطية. وهناك بالطبع إشكالات إضافية بالنسبة للشيخ الترابي والحركة الإسلامية السودانية، تتمثل في إعادة كسب ثقة بقية القوى السياسية في المجتمع السوداني، وهي مهمة أكثر صعوبة.

    وكنت قد قمت بدراسة متأنية لكتابات الشيخ الترابي في هذا المجال في إطار بحث الدكتوراه السالف ذكره، ثم تناولت آراءه بالنقاش في المقابلات التي جرت في إسلام أباد عام 1987. وفي نهاية ذلك العام، وصلت إلى الخرطوم حيث حضرت مؤتمر الجبهة القومية الإسلامية في يناير عام 1988، ثم أجريت مقابلات أخرى مع الشيخ الترابي، إحداها في السيارة في الطريق إلى مدينة ود مدني حاضرة محافظة الجزيرة. وفي تلك الرحلة راقبت أداء الشيخ الترابي وهو يخاطب الجماهير، ويطرح برامج الحزب ورؤيته لحل مشاكل البلاد، ويوجه انتقادات حادة للأحزاب المنافسة.

    كان من أهم ما يميز آراء الشيخ الترابي ليس فقط تقبله للديمقراطية كوسيلة للحكم، بل إصراره على الديمقراطية كأداة للتشريع الإسلامي. فقد كان الشيخ يرفض هيمنة من يسمون أنفسهم العلماء على شؤون الفتوى وتفسير النصوص الدينية، بل يرى أن الأمة بكاملها هي المناط بها الاجتهاد أو على الأقل قبوله. ويستشهد على ذلك بأن أيا من المذاهب الإسلامية الكبرى لم تفرض من قبل الدولة، وإنما كان الناس يتبنونها اختياراً في إطار تعددية مذهبية طبعت كل بقاع العالم الإسلامي.

    من هذا المنطلق، كان السؤال الأول الذي طرح نفسه بعد وقوع انقلاب يونيو عام 1989، خاصة بعد أن اتضح أن الحركة كانت تقف وراءه، يتعلق بآليات استعادة الديمقراطية ومنهجيتها والمدى الزمني لذلك. وقد دار نقاش متشعب في داخل أروقة الحركة حول مستقبل البلاد السياسي، وطرحت عدة آراء حول هذا الأمر. وكانت أول مطالب التيار المؤيد للديمقراطية هو استعادة مؤسسات الحركة التي كانت قد حلت بعد الانقلاب، وإدارة الحوار عبرها، إلا أن القيادة التي فرضت نفسها بعد الانقلاب، وعلى رأسها الشيخ الترابي، رفضت بعناد هذا الطلب، متعللة بضرروة إعادة بناء الحركة على نهج جديد وتوسيع عضويتها. فيما يتعلق بعودة الحياة السياسية، طرحت عدة آراء حول مدة الفترة الانتقالية، وحدود الحريات المتاحة خلالها ثم طبيعة النظام السياسي الذي يتلوها. مرة أخرى كان الرأي الغالب (وهو رأي الشيخ الترابي) هو حظر كل الأحزاب والصحف ومنظمات المجتمع المدني المستقلة خلال الفترة الانتقالية، ثم إقامة نظام جديد ‘لا حزبي’، يقوم على أساس تنظيم سياسي يسمى المؤتمر الوطني، يعتبر كل السودانيين أعضاء فيه، ويتخبون من خلالهم ممثلين محليين وإقليميين وقوميين، وبرلمان قومي.

    أضيف إلى هذه الصيغة في عام 1991 تبني النظام الفدرالي وفي عام 1994 إعادة تقسيم ولايات السودان التسع لتصبح 25 ولاية. وفي عام 1996، نظمت انتخابات رئاسية وبرلمانية على أساس هذا النظام السياسي، وبعد توقيع اتفاقية الخرطوم مع بعض فصائل الحركة الشعبية عام 1997، تم التوافق على دستور عام 1998 الذي سمح بنشاط حزبي مقيد، وبعض الحريات، وعليه تم تحويل المؤتمر الوطني إلى حزب سياسي.

    خلال هذه الفترة، تعرضت ممارسات النظام لانتقادات حادة، من منطلق عام، كون الممارسات التي شملت القمع والتعذيب والتضييق على الحريات كانت تخالف كل ما كان معهوداً في السودان، فضلاً عن قيم الدين والمواثيق الدولية، ومن منطلق خاص، كون هذه التوجهات القمعية كانت تخالف كل أطروحات الحركة في السابق. لكل هذا، كان من واجب الحركة أن تفسر هذا التناقض بين الأقوال والأفعال، لأنه كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما تفعلون، إضافة إلى مواجهة المسؤولية عن الممارسات التي وقعت.

    من هنا كان المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يتوقع، حين استضاف الشيخ الترابي خلال فعاليات المؤتمر الذي انعقد ابتداءً من يوم السبت 6 أكتوبر، في محاضرة بعنوان ‘تجربتي الإسلامية بين الفكر والسياسة: مصارحة’، أن يجيب على كل هذه الأسئلة بوضوح وصراحة. إلا أن الشيخ تحدث لقرابة ساعتين، وهوم في كل ميدان، بدءاً من الحديث عن أيام طفولته، ودراسته في أوروبا، ورحلاته المتعددة، وآرائه الفلسفية والفقهية، وتناول تاريخ السودان، وأحوال أوروبا والغرب، ووضع اللغة عند المسلمين والعرب، وصحة المسلمين الروحية. كل هذا والحشد يتململ وينتظر أن يدلف الشيخ إلى الموضوع، فلم يظفروا إلا بجمل تبرر الانقلاب بالإشارة إلى مذكرة الجيش التي طالبت كما رأى بابعاد الإسلاميين من الحكومة، وبالانقلاب على الديمقراطية في الجزائر (رغم أن انقلاب الجزائر وقع بعد انقلاب السودان بعامين). ثم أشار عابراً إلى بعض أخطاء وقعت، نسبها كلها إلى العسكر.

    كان قد طلب مني مسبقاً أن أكون أول المعقبين على محاضرة الشيخ، وهو أمر ترددت في قبوله كثيراً، خاصة وأنني قد كنت قدمت مسبقاً ورقة ضافية فيها تحليل للتجربة السودانية، ولأنني كنت أخشى أن يحدث شيء من نوع ما حدث مما يضعني في حرج كبير. ولكن كان لا بد من مساهمة تعيد الأمور إلى نصابها، خاصة وأن طول المحاضرة قد قضى على كل الوقت الذي كان متاحاُ للأسئلة والنقاش. وعليه ركزت تعليقي على محور واحد، وهو سؤال: ما هي التركة والإرث اللذان يريد الشيخ تركهما في ختام حياته السياسية الحافلة؟ ذلك أن الميزان في كل الأمور هي أنها بخواتيمها، وفي مجال السياسة خاصة فإن السيئات يذهبن الحسنات. وقد يقضي المرء حياة حافلة بجلائل أعمال الخير، ثم تقع حادثة تبطل كل ما عمل وتجعله هباءً منثوراً.

    بالنسبة للشيخ الترابي، فإنه لو اعتزل العمل السياسي عام 1965، لتذكره الناس باعتباره أحد أبرز مفجري ثورة أكتوبر 1964؛ ولو أنه اعتزل عام 1969، لتذكره الناس بإنجازات جزئية، منها المساهمة السياسية والفنية في لجنة صياغة الدستور ومؤتمر المائدة المستديرة، إضافة إلى الإشراف على تجربة جديدة في العمل السياسي الإسلامي تمثلت في جبهة الميثاق الإسلامي التي وحدت القطاعات التقليدية والحداثية، وبين السلفيين والصوفيين، وبين الريف والحضر. ويمكن أيضاً تذكره بإشارة سلبية، تتمثل في المساهمة في حل الحزب الشيوعي. و لو اعتزل الشيخ عام 1977، فكانت الأجيال اللاحقة ستذكره وحركته على خلفية نضال الحركة الشرس من أجل الديمقراطية، والشراكات التي أقامتها مع الأحزاب الأخرى في هذا المجال، والمساهمات الفكرية في مجال التأصيل للديمقراطية وقضية تحرير المرأة. أما لو جاء الاعتزال عام 1985، لانقلب الأمر، فكانت التركة هي المشاركة في حكم تسلطي كبت الحريات وتبنى تطبيقاً مشوهاً للشريعة الإسلامية، وأعاد تفجير الحرب في الجنوب، وبذر بذور الفتنة في دارفور بعد أن تجاهل المجاعة هناك مرتين (عام 1973 ثم 1984/1985) وجعل الإقليم ساحة حرب بالوكالة مع ليبيا عبر تشاد. أما لو اعتزل عام 1989، فإن تركته كانت ستكون إنشاء واحد من أقوى الأحزاب الإسلامية الديمقراطية في العالم العربي، والمشاركة في نظام ديمقراطي متطور، والمشاركة في الحكم عبره. وربما كان سيذكر أيضاً بالمساهمة في الاستقطاب بين الشمال والجنوب بعد أن أصبحت أطروحاته الخلافية في موضوع الشريعة الإسلامية عامل تأجيج للحرب الأهلية.

    أما اليوم، فإن التركة التي سيخلفها الشيخ تتمحور حول تجربته في الحكم، وهي تجربة تميزت بقمع واسع للحريات، وتسلط كبير، وممارسات بيوت الأشباح، وتأجيج حرب الجنوب. وقد كان خطاب الشيخ الذي استمعنا إليه فرصة جديدة لبناء إرث آخر، وهو أمر لا يمكن إنجازه ما لم يتم مواجهة ما وقع من تضارب بين ومأساوي بين الفكر والممارسة، بدءاً من الإقرار بما وقع، والاعتراف بالمسؤولية عنه، واستقاء العبر منه. ولكن شيئاً من هذا لم يقع، حيث لم يتخفف الشيخ من شيء من التركة الثقيلة، بل زاد إليها بما وقع من تهرب من تبعاتها.

    ستبقى هذه التجربة وتبعاتها هي ‘الفيل القابع في الغرفة’ كما يقول المثل الإنجليزي، ما لم يتم إخراجها عبر مواجهة فكرية وأخلاقية حاسمة، تعترف بما وقع، وتتحمل المسؤولية عنه، وتتقدم بطرح جديد يشير إلى تجاوز تلك الحقبة وضمان ألا تتكرر تجاوزاتها، وتحقق المصارحة ثم المصالحة بين الأطراف السياسية على أساس عقد سياسي جديد.

    كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن

    القدس العربي
                  

10-14-2012, 08:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    انقلبنا على الديمقراطية لادراكنا انه لا توجد طريقة ليصل الاسلام الى السلطان..

    الترابي : يتحدث عن زيارة مرسي لأوغندا متجاوزا السودان.





    10-14-2012 08:15 AM
    طه حسين — عز الدين عبده

    اختار المفكر الدكتور حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض، "الشرق" ليدشن من خلالها كتابه الجديد "السياسة والحكم.. النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع".

    جرى تدشين الكتاب بمقر الشرق في احتفالية حضرها الدكتور محمد المسفر والدكتور حسن رشيد وابراهيم السنوسي مساعد الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني، وجمع من الحضور ومن أسرة تحرير الشرق، حيث جرى نقاش بين الترابي والحضور حول كتابه والأفكار التي جاء بها والظروف التي يمر بها السودان الآن.

    في بداية اللقاء رحب الأستاذ جابر الحرمي رئيس التحرير بالمفكر الدكتور حسن الترابي شاكرا اختياره لـ الشرق لتدشين كتابه الجديد "السياسة والحكم".. وأثنى على الدكتور الترابي مؤكدا الاعتزاز به باعتباره من أعلام الفكر الإسلامي العربي، وقدم له الشكر والتقدير على حضوره إلى مقر الجريدة، قائلا: إننا نشكر له إن منحنا هذا الشرف للجريدة ولكل منتسبيها، بحضوره شخصيا وتشريفه لهذه المؤسسة الصحفية التي درجت على أن تستضيف المفكرين والسياسيين، ولكن هذه الندوة مختلفة بتميز الدكتور الترابي.. قائلا: إننا نسعد بتواجد هذه القامة الكبيرة بيننا لكي نتفاكر في عدد من القضايا ولنستمع ونتعلم من هذه القامة التي نتشرف بالجلوس بجوارها.. كما رحب بالحضور الذين قدمو الى الشرق لحضور هذه الأمسية الفكرية.

    وأثنى الحرمي على اختيار الترابي الشرق لتدشين كتابه الجديد "السياسة والحكم" قائلا ان هذا الكتاب يعد ثمرة من ثمرات حياة الكاتب الدكتور حسن الترابي والذي من خلاله يخاطب جمهور المسلمين.

    وقال ان الشرق تحمست للمبادرة بأن تكون النافذة التي يطل من خلالها الشيخ الترابي على القراء في دولة قطر وفي العالم العربي والاسلامي، ليتبينوا ويتفهموا بأنفسهم أصول هذا الدين الحنيف في السياسة والحكم ويقرأوا خلاصة تجارب وأفكار رتبها الشيخ بلغة سلسة وقدمها من خلال الكتاب الذي يقع في اربعة عشر فصلا دارت حول الدين والسلطان والمجتمع والأحزاب والقوى السياسية والحريات والتشريع والعدالة والقضاء والمحاسبة والدولة والأمة.

    كما تحدث الدكتور حسن رشيد قائلا: إنني أرى نفسي في هذه الأمسية عاجزا عن تقديم قامة في قامة هذا المفكر الكبير الشيخ حسن الترابي، هذا العَلَم والانسان الذي قدم السودان لنا بطيبة أهله والسودان الذي عرفناه اصحاب الوجوه السمر وقلوب الياسمين، مضيفا انني عندما اتحدث عن الترابي فهل نتحدث عن فكره ام عن صموده ام عن دفاعه ام عن دوره الاساسي الفكري الانساني وليس عبر خريطة السودان ولا عن خريطة الوطن العربي، وقال اننا نسجل حضور قامة من القامات ليمنح هذا المكان هذا الزخم الكبير في امسية استثنائية تشهدها الشرق.

    وجرى بين الترابي والحضور حوار شارك فيه الدكتور محمد المسفر والدكتور حسن رشيد، والفاضلة شيخة الجفيري عضو المجلس البلدي وعدد من المفكرين السودانيين الذين حرصوا على حضور الأمسية الفكرية التي أقيمت بمقر الشرق بحضور رئيس التحرير وأسرة التحرير.

    تجارب وأسباب الكتاب

    تحدث المفكر الدكتور حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض في ندوة "الشرق"، حول كتابه الجديد "السياسة والحكم.. النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع"، وأفرد تفصيلاً لمعظم أبواب الكتاب خلال استعراض محتواه في الندوة التي عقدتها "الشرق" ليدشن كتابه من خلالها.

    وتحدث الترابي عن الظروف التي ساقته ليؤلف هذا الكتاب، مشيراً إلى أنها نتاج تجارب عديدة جعلته قريباً من دوائر السلطة سواء كمعارض كان يعاقب كثيراً بالاعتقال والسجن أو كوزير عدل في حكومة الإنقاذ، أو كسياسي وحزبي له تجارب عديدة في ميدان السياسة والحزبية والعمل العام، أو حتى كمواطن يلتقي العوام من الناس، وتدور بينه وبينهم نقاشات عدة في كثير من أمور الحياة.

    وبدأ الترابي بالحديث عن الظروف التي قادته لفكرة الكتاب، قائلا: اختلط عندي العلم بالعمل والتجربة بالنظر وعلم السلطان والمجتمع أحكامه وأخلاقه وابتلاءاته وفتنه، ونحن نعيش في بلد يتقلب كثيرا ويحاول أن يضع أسس البناء. سأقتني ظروف التعليم إلى بريطانيا التي تعول دائماً على الأعراف، وان كانت لديها بعض القوانين التي تحكمها، ملكية وحكومية، لكن البلاد الأخرى كأمريكا كانت لابد لها بعد ثورتها من تأسيس بناء جديد، لاتوجد لهم روح في تاريخهم بانتماء إلى أرض واحدة أو أصول وجذور واحدة، لذا أصبح الدستور هو مقدسهم الأول، لكن بريطانيا لها تاريخها ولها عرفها، حتى أحكامهم العادية كلها قضايا قديمة ومتقادمة وأحياناً تكون هي الحجة، وتحدث الترابي تفصيليا عن كتابه، وأبرز الموضوعات والأفكار التي تناولها به.

    تفاعل كبير

    وشهدت أمسية الشرق الفكرية مداخلات بين الحضور والدكتور حسن الترابي شارك فيها الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر والزملاء الكتاب وأسرة التحرير.

    وفي مداخلة للدكتور محمد المسفر، طرح فيها على الدكتور حسن الترابي ثلاثة أسئلة مصحوبة بشيء من التعليق والتمهيد.

    فقال في السؤال الأول: الأمر الذي يشغلنا جميعاً هو ما الذي يجري في عالمنا العربي والإسلامي في كل مكان، ماذا يجري في السودان؟ وما تفسيره لسفر الرئيس المصري إلى دولة أوغندا دون المرور على السودان من قبل وهل هناك خلل في العلاقات الدينية الإسلامية التنظيمية بين الإخوان المسلمين في مصر وبين الإسلاميين في السودان حتى تجعل مصر تشيح بوجهها عن السودان؟

    وهنا قال الترابي: حتى رئيس الوزراء المصري حين أتى للسودان ذهب إلى الجنوب، والطائرات المصرية هي الأخرى وأيضاً الجامعات المصرية الأزهر وغيرها ذهبوا إلى الجنوب، لكنني أريد أن أرجع الأمر إلى "النيل" فهو بالنسبة لمصر والمصريين شريان حياة، وهم بلد ليس محظوظاً بغيث السماء أو بماء جوف الأرض.

    كما أن النيل موارده في وسط إفريقيا لكن ليس هذا فقط هو السبب الذي منع تعريج مرسي على السودان وهو مسافر إلى أوغندا، علينا أن نعرف أن الرجل ثمرة ثورة وكان المصريون مبتلين ومعذبين وصابرين وأول مرة ينفتح عليهم بثورة ومن العسير عليه أن يتعامل هكذا مباشرة مع عسكري يحكم الناس بصورة يرفضونها.

    الرئيس مرسي لا يريد أن تنقطع العلاقات بين مصر والسودان لأن علاقتهما قديمة فالنيل يصلهما ببعضهما البعض والحضارة الفرعونية تصلهما أيضاً والإسلام والمذاهب والصوفية وكل شيء بينهما موصول.

    كما أن البشير زاره في مصر لكنه لم يستقبله كما يستقبل الزوار بل التقاه وسط جمع عادي ثم ترك له الوزراء وكان على العادة أن يقيم الرؤساء مؤتمرات للحديث عن العلاقات الثنائية لكن ذلك لم يحدث.

    لكن لعله قال كيف أتحدث عن ثورة وأنا ثمرتها وفي الوقت ذاته التقي حاكم يريد شعبه أن يثور عليه.

    فقاطعه الدكتور محمد المسفر سائلاً: إذن نفهم من هذا أن سلوك الثورة المصرية تحاول بذلك أن تتجاوز حكومة الإنقاذ لسبب أو لآخر؟

    فقال الترابي: رفض حكومة الإنقاذ معناه أنك قطعت علاقة حكومة السودان وشعبها بمصر أصلاً، وهذا لا يريدونه للشعبين، ونحن حكامنا يحتكرون الأمرين، الصلح والمخاصمة، فستجدهم إذا تشاققا بينهما ستجد صحف كل منهما تسب الآخر.

    لذا هو مضطر أن يترك العلاقات مفتوحة معنا من خلال رئيس وزرائه الذي كان وزير ري في السابق والأعمال مع الأعمال والتجارة مع التجارة والحقوق المكفولة للسكن والإقامة والملكية.

    الصراع على السودان

    وسئل الترابي حول الصراع على السودان وهل هو صراع على الكرسي وليس صراعا من اجل قوة السودان، ولا سيما ان هناك اتهامات للشيخ الترابي بأنه وراء كل ما يجري في دارفور وكثير من تلاميذه يقودون حركة التمرد في دارفور فما المخرج من هذه الازمة ومتى يمكن ان يستمع الترابي لصوت الوساطة، سواء من قطر او من الاتحاد الافريقي من اجل الخروج من المأزق السوداني والتهمة تقول ان أتباع حسن الترابي هم الذين يحرضون على ما يجري في دارفور فأجاب الترابي قائلا: ان كل القوى السياسية بعد ان افترقنا تتحدث عن الخلاف الاخير ولكن الامر كما يحدث خلاف بين الزوجين العاقلين فهما لا يفضحان نفسيهما ويكتمان، ولكن عندما تتأزم الامور وتتراكم وتحدث حادثة عرضية للغاية وان هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير فالبعير لم تقسمه القشة ولكن تحمل أثقالاً وبلغت به الدرجة ذلك الحد وهذا ما حدث.

    وقال الترابي إننا لم نختلف على الكراسي وكان بالامكان ان نقوم بانقلاب كما يفعل البعثيون مع الذين ساعدوهم وبعد شهر قتلوا بعضهم بعضا ونصبوا انفسهم قادة ولكن نحن لم تكن لدينا في ثورة الانقاذ اية خطة بأن يحكم العسكر ونحن نعرف ماذا فعل العسكر وفي تاريخ الاسلام هناك صفحات سوداء كثيرة بل وفي جميع العالم.

    واضاف ان المشكلة ان الغرب رغم انه يؤمن بالديمقراطية لكن لديه قيمة اعلى من الديمقراطية وهي انها اذا كانت ستلد ارادة وطنية ضد مصالحه يقضي عليه فورا، لاسيما اذا كانت اسلامية فهم لديهم مع الاسلام ملفات من الحروب الصليبية والاستعمارية وقد فعلوها في الجزائر في الانتخابات الاولى والثانية وفعلوها في تركيا حتى سكتوا الآن تماما ونحن نرى الحزب الحاكم - حزب العدالة والتنمية - وكلنا يعلم انه اسلامي لكنه يقول انا علماني وفقط مسلم ويفعل الافاعيل بنية الاسلام لكنه لا يقول انها اسلامية، ويقول هذا لمصالحنا ولحقوق الانسان وفي تونس قالوا تغاضوا عن الشريعة في الدستور قالوا لابأس ولأنهم اذا كانت لديهم اغلبية من النواب سيفعلون ما يريدون من التشريع كتبت في الدستور ام لم تكتب والدستور لا يحكم مباشرة وانما يحكم بالتشريعات ونحن كانت لدينا خطة ان تكون الثورة مجهولة الهوية حتى تمكنت ولما ظهرت قام علينا الغرب قومة واحدة واول تجربة هي عرضة للهجوم ولم تكن لدينا تجارب. ولم نعرف فقه الاسلام السياسي من قبل فالصوفية تركوا الحكم بعيداً وليس عندنا تراث من الاسلام السياسي، واول تجربة اسلامية في السياسة وفي السودان وهو بلد خطر حيث يوجد 9 جيران تفاجأوا وتفاجأ الغرب معهم بهذا المشروع الاسلامي والذين رأوا ان النيل الجاري في افريقيا اذا جرى بالاسلام سوف تتضرر مصالحهم في الدول التسع التي تمتد معها حدود السودان ولذلك قام الغرب وقام معهم اخواننا العرب وبعضهم رأى ان هذا المثال اذا قام في بلد كالسودان وهو بلد ضعيف فسوف يقول المواطنون انه حتى في السودان يمنعون الخمر ويحرمون الربا ونحن لا نفعل وكانت لدينا الخلافة والعلماء فكان رد فعل الحكام العرب ان هذه العدوى يجب ان يتم القضاء عليها ولابد من محاصرتها فحوربت التجربة .

    الأمر شورى

    وقال الترابي إن الشورى هي اصول بنية الدولة الاسلامية، حيث وقع الرسول صلى الله عليه وسلم وثيقة المدينة وكان الامور شورى ولكن لا يعرفها العسكر فتمت معاملة الجنوب ودارفور معاملة سيئة للغاية وآثرنا يومها الا يظن ان دولة الاسلام اذا جاءت تمزق البلد وتصبح ضد الجنوب وضد الشرق وضد الغرب ففضلنا الابتعاد بالدين عن السياسة، خصوصا بعد ان جرت اعتقالات لا حد لها فقلنا لا يمكن ان نصبح مثل الكنيسة فكان من الخير لنا ان نخرج خاصة بعد ان اصبح اسمي واسم بن لادن من اشهر الاسماء وصنعوا لنا صورا ودعايات فقلنا من الافضل ان نكون في السجن على ان لا نسيء إلى الاسلام فخرجنا لهذا وتركنا الوزارات والولايات وفضلنا السجن. والنظام لا يقبل شورى ولا انتخابات ولا نصحا ولا صحفا والانتخابات مصطنعة، والنميري اجرى انتخابات وكسب 99،9 % فقلت له ان سيدنا داود اتى الله له بملائكة وظنهم خصوما فقال احدهم ان اخي له 99 نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب والرئيس الآن يأخذ 99 و9 من عشرة ويضن على المعارضة حتى ولو بواحد في المائة فأراد ان يسجنني وتركني وحاولت ان اعدل بين الناس وانا وزير للعدل وقلنا كلمة حق وتم طردنا وابعدنا من حزب المؤتمر الوطني وحل المجلس الوطني رغم ان حل البرلمان يقضي على شرعية الرئيس نفسه ولا يمكن ان يكون عمر البرلمان 4 سنوات فتصبح 4 اشهر ولكن خرج القضاء ليبرر له فعلته وفق المصلحة العليا التي اعتبروها فوق القانون وفوق كل شيء. وقد جاءتنا وساطات من قطر ومن الحركات الاسلامية وتكلموا معنا في السجن ليستفرد بالحكم وفي آخر انتخابات نجد ان كل الاحزاب لم تبلغ نسبة 2 % لكنه حقق 100 % في كل المناطق الا دارفور لم يستطع اعلانها لان فيها اضطرابات وقيل للجنوب خذوا الجنوب كله ونحن نأخذ الشمال كله فيتفق المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية وهذه هي الاسباب والمآلات ونحن نريد ان نرجع بناء الدولة الاسلامية فلو قامت دولة اسلامية تدعي انها اسلامية ولا تعرف عهدا ولا حرية للبشر ولا تعرف أمانة في المال العام ولا تعرف شورى بين الناس.

    وسئل الشيخ الترابي عن اسباب تحالفه مع العسكر لطرح مشروعه الحضاري ممثلا في ثورة الانقاذ وكيف يقبل كمثقف ان يتحالف مع العسكر لتنفيذ مشروعه، واسباب عدم قيامه بعد ذلك وقد كان يملك زمام الامور بتصحيح مسار ثورة الانقاذ وعدم تركها للعسكر عندما قرروا اقصاءه عن طريقهم، وعما اذا كانت واتته الفرصة للانقلاب على العسكر ولماذا لم يفعل فأجاب بأنه كان جزءا من حركة فقال ان ما قمنا به هو نتيجة ادراكنا انه لا توجد طريقة ليصل الاسلام الى السلطان والغرب موجود في العالم وشعرنا انه لا توجد الا طريقة الانقلابات والديمقراطية في الغرب لم تأت كلها بالتطور الاصلاح حتى بريطانيا نفسها شهدت عملا عسكريا والثورة المشهورة هي الثورة الفرنسية والملوك لهم تاريخ واذا جاذبتهم الشعوب يرجعون خطوة ولكن الطغاة لا يعلمون الرجوع وإما مات قتيلا او هرب بطائرته او يلقى عليه القبض، وقال اننا كانت لدينا خطة وأقسموا عليها قبل ان يتولوا بألا تكون حكومة عسكرية ولا حكومة حزب الجبهة الاسلامية وان تكون حكومة لامركزية تنبسط ولا تتمكن قوة اجنبية من فرض اي حكم عليها فخشينا ان يجهض المشروع فاستترنا سنة وسجنا مع المسجونين وكلهم ظنوه انقلابا عسكريا فرحبوا به ومدوه بالمال وشمالا (مصر) قالوا له لابأس بذلك والبعثيون أمدوه بالسلاح لأنه كانت هناك دعوات الى الاسلام في البرلمان فطلبوا اسكات هذا الصوت ولم يكونوا يعلمون ما تحته حتى الغرب نفسه لم يكن يدري والناس تظن ان الغرب بكل شيء محيط ولكن الله فقط هو الذي بكل شيء محيط وبصير وهو الذي يصرف الكون.

    وسئل الترابي عن استشرافه المستقبل وإمكانية قيام اتحاد إسلامي يضم المغرب العربي وأفريقيا العربية، فقال ان العالم الإسلامي يصعب تحقيق التكامل بينه أو إقامة خلافة إسلامية وقال إن الاتحاد المغربي بين دول المغرب العربي أمر صعب لأنهم أهل جبال والبلاء شديد ولكن لو أن كل واحد في ما يليه أقام خيرا لحدث التقارب بين المسلمين.

    الشرق

    -----------------



    اتهمهم بقيادة مخطط لإلصاق تهم اعتناق الماسونية ببعض قياداته دون أدلة،
    10-14-2012 08:07 AM
    الخرطوم: بكري خضر:

    شن المؤتمر الوطني هجوماً عنيفاً على الجماعات الإسلامية المتطرفة واتهمهم بقيادة مخطط لإلصاق تهم اعتناق الماسونية ببعض قياداته دون أدلة، محذراً إياها من حباكة المؤتمرات، قاطعاً بعدم وجود أي قيادي بالحزب يعتنق أو يتبع لجماعة الماسونية أو يقود خطاً متطرفاً، وجدد الدكتور ربيع عبدالعاطي عضو القطاع السياسي بالحزب في تصريح لـ(آخر لحظة) أمس تأكيده على أن التهم التي تقف وراءها الجماعات المتطرفة لا يسندها واقع ولا تعدو كونها أحاديث للاستهلاك المحلي.

    آخر لحظة



    ----------------


    خلافات عنيفة داخل مؤتمر الحركة الإسلامية بالنيـل الأزرق





    10-14-2012 08:03 AM
    الخرطوم: عمار محجوب:

    نشبت خلافات عنيفة داخل هيئة شورى الحركة الإسلامية بولاية النيل الأزرق بسبب اختيار الأمين العام للحركة مما دفعها لحسم الأمر عن طريق التصويت، وكشفت مصادر مطلعة لـ(آخر لحظة) أمس أن الجلسة الختامية لمؤتمر الحركة الإسلامية بالولاية شهدت مشادات كلامية بين القيادات الذين انقسموا إلى مجموعتين الأولى أطلقت على نفسها «أبناء البلد» ودفعت برئيس تشريعي الولاية خضر الجاك مرشحاً لشغل المنصب، فيما دفعت الثانية «الأمري» بالأمين العام السابق محمد حسن قدر مالي الذي فاز بالمنصب بالانتخاب المباشر. وأضافت المصادر أن القيادات فشلوا في حل الخلافات بالتوافق ولجأوا للانتخاب لحسم الأمر، وأوضحت المصادر أن «قدر مالي» فاز بمنصب الأمين العام للحركة بعد حصوله على (89) صوتاً، حيث نال رئيس تشريعي الولاية (39) صوتاً، وأشارت إلى أن (6) من الأعضاء امتنعوا عن التصويت أبرزهم عبدالرحمن أبو مدين رئيس المؤتمر الوطني بالولاية، وأضافت المصادر أن هذه الخلافات مؤشر قوي لعدم حدوث استقرار سياسي بالولاية في المرحلة القادمة، وأرجعت الخطوة للصراعات التي يعاني منها المؤتمر الوطني بالنيل الأزرق.

    آخر لحظة

    ----------------

    الترابي : السلفييون لا يهاجمون السلطات الحاكمة وانما يهاجمون الصوفية والنساء وكيف يلبسن
    October 13, 2012
    ( الشرق الاوسط )

    قال الدكتور الترابي للصحافيين بعد عودته من العاصمه القطريه الدوحه مساء اول من امس عقب مشاركته في ندوه «الاسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي.. تجارب واتجاهات» انه لن يصنع قضيه من السلفيه، لان وراءها «هدفا».. هناك من يدفع «المال» من اجله.

    واعتبر الترابي السلفيه «نفحات» لا تجد مكانا الاّ في المجتمعات المتخلفه، التي سرعان ما تتجاوزها، وانها لا تشكل تحديا جديا للمجتمعات.

    وارجع الترابي بروز السلفيين بعد ثورات الربيع العربي، الي ان «الاسلاميين» فتحوا لهم الطريق، وقال: «ما يحدث الان ان الاسلاميين كسروا لهم الطغاه في بلدان الربيع العربي»، وانهم لا يعارضون الحكومات اصلا. وتساءل: «هل رايت انصار سنه يهاجمون السلطه، هم يهاجمون الصوفيه والنساء والبنات وكيف يلبسن». واضاف: «لم يتصد أنصار السنة لا للانجليز ولا للاستعمار، ولم يكن لهم دور في الكفاح من اجل الاستقلال ولا دخل لهم به».

    وجدد الترابي وصف السلفيه بانها «مد تطرف من الاسلاميه»، وشبهه بالتطرف في الاشتراكيه والوطنيات التي ترفض الاجنبي والاسود، كما هو حادث في المانيا واسكندنافيا.

    وقال الترابي ان مصر لن تتاثر كثيرا بالسلفيه لانها «ثقيله» وبها ثقافه واعتدال، وان اخوان مصر معتدلون يستطيعون تقديم التنازلات. واضاف: «هؤلاء اولاد قليلو العدد في تونس وفي ليبيا، زادهم هوس الاعلام الغربي وخوفه من الاسلام بروزا».

    ورفض الترابي وجود «مرجعيه واحده» للاسلاميين. وقال: «نحن لا نريد بابا اسلاميا»، ونفي وجود حاجه لمرجعيه واحده للحركه الاسلاميه، وان المرجعيه لله وحده، وان الصحابه كانوا يراجعون النبي صلي الله عليه وسلم، سائلين: «هل هذا وحي، وهذا حدث اكثر من مره، فيغير رايه ويلتزم رايهم».

    ورفض الترابي بشده الحديث الدائر حول مرجعيه الأزهر قائلا: «تكلم البعض عن مرجعيه الازهر في تطبيق الشريعه، فرفضها الناس، علي الازهر ان يقول رايه، فاذا كان رايا ذا اثر، سيؤثر علي الناس».

    وحول عدم مشاركته في مؤتمر الحزب الاسلامي التركي، وربطها بانتقادات وجهها لتركيا في الندوه الاولي، نفي الترابي عقد مؤتمر لحركه إسلاميه هناك، ووجود حزب اسلامي في تركيا اصلا، قائلا: «في تركيا جيش ومحاكم، وتحتل صوره اتاتورك كل مكان، بما في ذلك رئاسه الحزب الحاكم نفسه».

    وهاجم بشده من انتقدوا ورقته الي المنتدي بانها حاولت التبرير لمشاركته في الانقلاب العسكري، ووصفهم بانهم اكتفوا بنقد العشريه الاولي من الانقاذ، وان احدهم لم يجرؤ علي انتقاد الفتره الحاليه، واجابه سؤال: «هل يحكم السودان الان اسلاميون؟».

    واوضح الترابي انه قدم النصح لاسلاميي الربيع العربي في ورقته ودعاهم لبناء تجربه جديده: «قلت لهم اتقوا العساكر والتسلط، وفتن السلطه والمال».

    واضاف: «تكلمت عن الانقلاب العسكري، ولماذا اتينا به ثم اكتشفنا عيبه في الاخر لكونه عسكريا، واقررنا خطا الانقلاب، وانه كان من الاصح قيام ثوره، وان العسكر حنثوا بوعودهم حين تمكنوا من السلطه، في الشوري، وقضيه الجنوب، وقضية دارفور».

    ######ر من انتقادات كتاب اسلاميين بارزين بقوله: «هم لا يستطيعون انتقاد سنين الحكم الحاليه، ويكتفون بنقد الفتره التي كان الترابي مشاركا فيها».

    واضاف ان الدكتور عبد الوهاب الافندي كان مستشارا اعلاميا في السفاره السودانيه بلندن، وكان الدكتور الطيب زين العابدين رئيسا لمجلس الشوري، في تلك الفتره التي يهاجمونه فيها وكانوا «اخوانا»، لكنهم لم يقدروا علي تناول قضايا حاضره، مثل انفصال الجنوب، وما يحدث في دارفور، والتي تحولت الي حرب وفضائح دوليه، وانهم لم يتحدثوا عن الفساد الشديد الموجود في البلاد، رغم الشعارات الاسلاميه التي يطرحها اهل الحكم.


    -------------------------
    لــــن يضـــروكــــم إلا أذى!!
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ السبت, 13 تشرين1/أكتوير 2012 13:00



    ما كنتُ أحْسَب أيام كنتُ أُدير التلفزيون في أوائل التسعينات أن عادل الباز الذي كان حينها عضوًا في مجلس إدارة التلفزيون والذي كان قريباً مني سيكون بعد نحو عشرين عاماً من ذلك التاريخ من ألدّ خصومي وربما أكثر من يشنُّون الحملات الإعلامية علينا ويجرِّموننا لكنها الأيام والليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدنَ كل عجيب فلكم رأينا في هذه الدنيا وفي هذا السودان من العجائب ما تشيب لهوله الولدان!!


    الباز يبلغ فجورُه في الخصومة درجة أن يزعم بالباطل أني (أتطاول في البنيان في كافوري وأملك أراضي شاسعة في جنوب وشمال الخرطوم وشركات وبنوك وصحف ومطابع ومنبراً أهرف به بما أشاء)!!


    حتى لو كنت كما زعم الباز والله لما حقَّ له أن يُعيِّرني بذلك لكن عادلاً لا يعلم أن المنزل الذي زارني فيه في كافوري في ذلك العشاء الذي أقامته (الإنتباهة) لوداع السفير القطري يملكه مغترب يُقيم في السعودية وما أنا إلا أحد مستأجِرى بعض مكوِّناته ولو سأل الأخ الرزيقي الذي كان برفقته في تلك الزيارة المشؤومة لعلم الحقيقة ثم على الباز أن يعلم أني وأولادي لا نملك قطع أراضٍ لا في شمال الخرطوم ولا في جنوبها بل إننا جميعاً نسكن في منازل مستأجَرة فيما عدا المنزل الذي بنيتُه في حلة كوكو أيام كنتُ مغترباً أعمل في وظيفة رفيعة وليس ــ كما زعم ــ في وظيفة علاقات عامة وليتك لو سألت عن الوظائف التي تقلدتُها في دولة الإمارات وعن سيرتي من مصادر موثوقة ممَّن عاصروني وليس رفاقك الشائنين ولستُ أدري أي بنوك وصحف ومطابع تلك التي أملكها أما (الإنتباهة) فقد أنشأها منبر السلام العادل من خلال الرجال الذين آمنوا بالفكرة وظلوا ينافحون عنها ولعلَّ شركة المنبر التي سُجِّلت بها تعبِّر عن هذه الحقيقة وبالتالي فإني لا أملك (الإنتباهة).


    عادل الباز الذي عزا تقلُّدي بعض المناصب لقربي من رئيس الجمهورية بالرغم من أنه يعلم الحقيقة ولو سأل العاملين في المواقع التي عملتُ بها بما في ذلك سونا والتلفزيون والهيئة القومية للاتصالات لعلم رأيهم عن الفترة التي عملتُ فيها ومن أسفٍ فإن الرجل يعلم وقد خاض معي بعض معارك الإصلاح في قطاع الاتصالات ولكنها عين السخط التي لا تُبدي غير المساوئ ولو سُئل قبل حالة العداء التي طفت عليه لقال غير الذي يقول اليوم فهو يعلم أني خرجتُ مستقيلاً من آخر وظيفة مرموقة تقلدتُها في الحكومة التزاماً بمبادئ ظللتُ أؤمن بها وأعمل لها طوال حياتي.. تلك المبادئ هي التي كانت تدفعني لرد مبالغ نثريات وإعاشة السفريات الرسمية التي كنتُ أقوم بها إلى الخزانة العامة متى ما تمت الاستضافة أو زاد المبلغ عن فترة الرحلة وليسأل عن ذلك الأخ عبد الدافع الخطيب وأسامة عبد الوهاب بهيئة الاتصالات وعبد المعطي حسن مدير مكتب د. غازي صلاح الدين وكان من الممكن أن أحكي الكثير لولا الحياء وأجدني في غاية الأسف أن أذكر ذلك الآن فقد تناوشتني سهام كثيرة من متربصين ومن أناس كانوا أعزاء وأجدني مضطراً لذكر ذلك إذ أقتطع هذه المساحة من وقت القارئ ووقت هذا الوطن الجريح!!


    الباز الذي أصبح في هذا الزمن العجيب من ألدّ خصومي يتهمني بأني أحلتُ الخلاف السياسي إلى خلاف واتهامات شخصية ومن عجبٍ فإن أمثال الباز للأسف يرَون القذى في عيون خصومهم ولا يرون الأشجار في عيونهم فالرجل يشكك حتى في نواياي ويقول عني وعمَّن سمّاهم بالمتطرفين الذين يعتبرُني زعيمَهم إنهم (يتربَّحون من الحروب ويعتاشون عليها فبقدر ما تحصد الحرب أرواح الناس تتضاعف أرباحُهم ثم يقول: (المتطرفون بالداخل لا يهمهم إن مات الناس أو تشردوا ولا يعنيهم إذا ما تخرَّب الوطن أو انصلح حالُه ما يهمُّهم أن تمضي أجندتهم الحربية إلى غاياتها أجندة فناء الوطن وناسه)!!


    هذا من مقال واحد ويمكنني أن أستشهد بعشرات العبارات من أمثال (العنصرية) ودعاة الفتنة وغير ذلك كثير بل إن الرجل يتناول سيرتي ويحاول التقليل من شأني وكل ذلك لا يعتبره تحويلاً للمعركة إلى (شخصية) ويغضب لأني ذكرتُ عبارة أو فقرة واحدة قلتُ فيها حتى بدون أن أذكر اسمه إن (أحد كُتاب الغفلة ممن يعيشون أزمة مالية خانقة تبرِّر اندفاعه غير المحدود وهو يخوض معركته ضدنا ظلَّ يروِّج لمقولة إن الحريات الأربع تُتخذ منصة لذبح الاتفاق جملة وتفصيلاً ...)!!
    تجاهل الرجل أني لم أذكره بالاسم وليت الباز سأل نفسه لماذا لم أورد اسمه وكم نسبة القراء الذين يعلمون من مجرد هذه الإشارة أن المقصود هو الباز؟!


    أذلك أرفق أم أسلوب إيراد الاسم الذي عمد إليه مباشرة لكي يتجنى عليَّ بالحق والباطل؟! أذلك أرفق أم اتهامي بأني أتلذَّذ من موت الناس وخراب الوطن؟! أيهما أشنع قولي وأنا أتحدث عن ظاهرة التكسب من خلال المواقف السياسية التي يعلمها أكثر مني أم اتهامنا بالتكسب والتربُّح من إشعال الحروب؟! أيهما أشنع أن يُشبِّهني بدراكيولا أم وصفي له بأنه يعمل على حل مشكلته المالية؟!
    إنه الكيل بمكيالين.. إنه تطفيف الميزان بل إنه الظلم الفادح!!


    أحمد لعادل الباز أنه قال في صدر مقاله إنني صادق في مواقفي وعواطفي لكن ألا يحمل كلامه الذي أشرتُ إلى جزء يسير منه تناقضاً كبيراً؟! كيف يكون الرجل صادقاً وهو يتربّح بإشعال الحرائق وموت الناس وخراب الوطن؟!
    لستُ مهرِّجاً كما تقول ولو كنتُ كذلك لما كان لمنبرنا وهو من أحدث الأحزاب نشأة ولا لصحيفتنا ذلك التأثير البالغ فقد والله كنا أكثر من لفت النظر إلى الأخطاء الكبرى التي ارتُكبت في حق هذا الوطن وكان المنبر و«الإنتباهة» ضمير هذا الشعب الذي منحهما من تأييده الكثير.. لو كنا نحتل أرض الجنوب لحق لك ولغيرك أن تقول إننا دعاة حرب لكن كيف تقول عنا ذلك يا عادل وأرضُنا محتلة ومتى يُستنفر الناسُ للجهاد والذود عن تراب الوطن إذا لم يُستنفروا عندما تُحتل الأرض؟! متى تُستفَزُّون يا عادل وكادوقلي تُضرب بالصواريخ؟! متى تُستفَزُّون والسلاح يُهرَّب كلَّ يوم الى الخرطوم إعداداً للحريق الكبير؟! متى متى متى؟!
    ليتك ترجع للقرآن الكريم ــ مرجعيتك القديمة وتتمعَّن في آياته (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)، (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ).
    نسيتُ أن أعلِّق ــ يا عادل ــ على كلامك عن الفقر الذي توهمتَ أني عيَّرتُك ب

    ه.. عجيبٌ والله أن تظن ذلك في من نشأ فقيراً ولا يزال يعاني أحيانًا من منقصات الفقر.. تقول ذلك في من تربّى وسكن وعاش ولا يزال بين الفقراء.. تقول ذلك في من يزعم أنه يحس بمعاناتهم أكثر من الناس.. تقول ذلك في من تربّى في مدرسة الإسلام وقرأ السيرة!!
    نسيتُ أن أقول إن صاحبك الذي زعم أني قلت له (بخبث) إننا عيّنّا الرزيقي حتى ننفي اتهامنا برغبتنا في فصل دارفور.. من هو الخبيث بربِّكم؟! من هو سيء الخلق بربكم؟! أنا أم ذلك الرويبضة الذي حاول الإيقاع بيننا؟!
    ما كتبته مراراً وقلته في ندوات لمن اتهمونا ذلك الاتهام إن من يفكرون في فصل دارفور لا يمكن أن يضعوا أحد أبنائها في الصحيفة المعبِّرة عن توجُّهاتهم..
    أما الرزيقي الذي كان من مؤسسي المنبر فإن سيرته تحكي عن استحقاقه لذلك المنصب وأكثر ممَّن هم أدنى منه سيرةً ومؤهلات تقلَّبوا في وظائف الوزراء ويكفي أن صحيفة الرزيقي تحتل المركز الأول وبفارق كبير بينها وبين الصحيفة الثانية بالرغم من سعرها الأعلى ثم إن دارفور كانت ممثلة في الثلة الأولى التي أنشأت المنبر قبل ان تختار له هذا الاسم وكان من المؤسسين الزعيم المسيري الفريق مهدي بابو نمر والوالي السابق عبد الحميد موسى كاشا والزعيم حريكة عز الدين وآخرون لكن الغرض مرض كما يقولون.
    رأيتُك في اجتماع د. الخضر والي الخرطوم مع الإعلام قبل أيام وكنتُ أظنُّ أنّك خارج السودان وهأنذا أنتظر المباهلة التي كتبتُ عنها.. وأرجو أن تختار الزمان والمكان وتُرسل لي إشارة على الموبايل أو في مقالك تحدِّد المكان والزمان حتى يحكم الله بيننا وهو خيرُ الحاكمين فإن أحجمتَ فلن ألاحقك بل سأعذرك.



    --------------------

    مــتـى يستيقظ النائمـــون؟!
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الأربعاء, 10 تشرين1/أكتوير 2012


    رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أوصانا بعدم الشماتة بالأعداء فكيف بمن هم ليسوا أعداء وإنما إخوان في الدين وفي الوطن باعدت بيننا دروب السياسة ومنعرجاتها وجعلتنا نقسو عليهم أحياناً لكنها كقسوة الأب الحاني على ابنه العاق أو طفله المشاكس.
    ما حدث في كادوقلي أمس الأول لم يكن مستغرباً إنما هو السلوك الطبيعي للحركة الشعبية التي لم تتغير ولن تتغير لأنها تصدر عن مشروع استعماري عدواني يعبِّر عن اسمها الذي تُصرُّ على أن تحتفظ به إمعاناً في استفزازنا ووالله العظيم ما وجدتُ أناساً ربما على امتداد التاريخ يُلدغون عشرات المرات ثم لا يتعظون غير ولاة أمورنا مثلهم مثل أولئك الذين رجمتهم سورة التوبة التي سُمِّيت بالفاضحة حين قالت فيهم: «أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ».. لكن من أسفٍ فإنهم يُفتنون في العام الواحد بل ويُلدغون مرات ومرات ولكن ما في فايدة!!


    الوالي أحمد هارون.. أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة.. إي والله.. إذ تراه يتهجَّم علينا ويتهمنا ويسمِّينا بالمكارثيين الجدد ثم لا يتورَّع عن (تحريش) الرئيس علينا من داخل مجلس الوزراء ويطالبه باستخدام السلطات الاستثنائية لإيقافنا ويترك مهمته التي كان قد أوكلها إلى بعض كُتاب الغفلة وإلى بعض الانتهازيين المحظيين بأعطياته وبترتيب مؤتمراته نظير الأموال الطائلة بالرغم من أنهم أقرب إلى عرمان (رفيقهم في النضال من قديم ضد حكومة الجبهة!!) يترك مهمته المتمثلة في تحرير أرضه المحتلة ليشتمنا في صحافة الغفلة التي تتبارى في نشر مقالاته بل يترك مهمته كوالٍ للولاية الملتهبة ليزور أديس أبابا ولينثر ابتساماته وضحكاته تودُّداً إلى الرويبضة واستعطافًا له حتى يحنّ عليه لكن متى يفهم أحمد هارون ومتى يفهم غيرُه من هؤلاء القوم أن أمثال عرمان وباقان لا يتغيَّرون فمن يُعتبر الحقد الأعمى مركز التحكم في حياته لن يتزحزح عن قناعاته قبل أن يتزحزح جبل مرة من مكانه.. متى يفهمون أن مشروع السودان الجديد هو محور حياة هؤلاء الرفاق؟! متى يفهمون أن الشيطان لا يتغير وأن السيف أصدق أنباء من الكتب مع أمثال هؤلاء؟! فلا مقالات أحمد هارون المتهجِّمة علينا والمتودِّدة إلى قطاع الشمال بالتي تحرِّر الأرض وتحافظ على العِرض.. عِرض كبرة حسن سعيد وأخواتها اللائي قضينَ في الهجوم على كادوقلي رحمهنَّ الله.


    كان وفاؤنا دائماً لمن يخلص لنا أن نطعنه من الخلف.. فعلناها لننال رضا أسياسي أفورقي وفعلناها لنسترضي فرعون ليبيا القذافي وفعلناها حين اعتقلنا جيمس قاي قبل أيام قليلة في نفس الوقت الذي كان فيه عرمان يعقد مؤتمراً صحفياً في جوبا يتحدى فيه وينتقد الاتفاقية على بُعد خطوات من مقر الرئيس سلفا كير وها هو يقصف كادوقلي بسلاح الجيش الشعبي الذي يقوده سلفا كير!!
    تماماً كما حدث عندما ضحك جماعتنا مع باقان وتعشوا وتجشأوا ورقصوا على أنغام الكابلي بعد أن وقَّعوا اتفاقية الحريات الأربع في مارس الماضي وقبلوا دعوة باقان الماكرة للرئيس البشير ليزور جوبا.. تماماً كما حدث عقب ذلك العشاء الفاخر بيومين حين احتلت قوات باقان وسلفا كير هجليج ها هي قوات الجيش الشعبي تقصف كادوقلي عاصمة جنوب كردفان في نفس اللحظات التي كان أحمد هارون يعقد فيها مؤتمره لحشد قيادات الولاية خلف رأيه بالتفاوض مع قطاع الشمال!!


    إمعاناً في الاستفزاز عمد الجيش الشعبي (لتحرير السودان) إلى تسمية قصف كادوقلي بعملية (الصيد الثمين) والتي كانوا يقصدون بها إثبات أنهم قادرون على (بهدلة) مؤتمر أحمد هارون خاصة إذا كان د. نافع من بين شهوده!!


    بالله عليكم أفتوني وحدِّثوني عن سبب واحد لعقد هذا المؤتمر وكم صُرف من المليارات في تمويله؟! إنه مسجد ضرار وربِّ الكعبة وما كان ينبغي أن يُعقد إلا تحت إمرة وقرار كمال عبيد المكلَّف بقيادة التفاوض لكن أحمد هارون في دولة العجائب أبى إلا أن يتدخل فيما لا يعنيه.. هل فعلها الهادي بشرى في النيل الأزرق؟! بالطبع لا فطبيعة الرجلين مختلفة ولو كانت الأمور تسير كما ينبغي في دولة العجائب لقيل له اشتغل شغلك أو لطُرد من حكم الولاية لكنه بدلاً من أن ينشغل بأمن ولايته صار (ينطِّط) كل يوم في بلد بينما الجيش الشعبي على بعد كيلومترات قليلة وربما أمتار من مقره خاصة بعد أن ثبت أن عدداً من أفراده تسللوا إلى داخل المدينة!!
    أخي الرئيس ما من سلام لا تحرسه قوة وظاهر للعيان أن عملية فك الارتباط بين الجيش الشعبي وعملائه فيما يسمى بقطاع الشمال لن تكون بالسهولة التي يتوقَّعها البعض وأقسم بالله وعليَّ الطلاق (لمن لا يقتنع إلا بالطلاق لأن القسم فيه كفارة) وأسأل الله أن يكون ذلك من اللغو الذي لا يُؤاخَذ عليه كما أفتى بعض العلماء الثقات ــ أقول عليَّ الطلاق إن باقان لن يتغير ولن يتخلى عن مشروعه لتحرير السودان فهلاّ أيقظنا الدفاع الشعبي وحرَّضنا الشباب على الجهاد أُسوة بما كان الرسول الخاتم يفعل استجابةً لأمر الله تعالى!! هلاّ فعلنا ما فعلناه قبل تحرير هلجيج وهلاّ سألنا أنفسنا لماذا عادت القوات المسلحة من هجليج ولم تستكمل مهمتها بتحرير كاودا!! وهلاّ أنزلنا جوقة المدلِّسين من كُتاب الغفلة من خشبة المسرح وقلنا لهم كتّر خيركم!! إننا لا ينبغي أن ننتظر قيام سلفا كير بفك الارتباط بعملائه إنما علينا أن نحرر أرضنا وندمر العملاء.
    بيننا وبــين والـي الخرطــوم

    سقطت معلومة مهمة من مقال الأمس وهي أنني عندما اطّلعت على ما قاله السيد والي الخرطوم من محضر اجتماع مجلس الوزراء تبيَّن لي أن الوالي لم يطالب بردع «الإنتباهة» أو إيقافها (وما آفة الأخبار إلا رواتها)!!


    صحيح أنه تحدَّث حديثاً سالبًا عن الصحيفة عاتبتُه عليه خلال اللقاء الذي جمعني به لكنه لم يكن بتلك الحدَّة التي وردت في الخبر المنشور والعجيب أن بعض حضور اجتماع مجلس الوزراء الذي ورد فيه ذلك القول كان حديثُهم مسيئاً أكثر بل إن أحدهم طالب بإعمال السلطات الاستثنائية ضد الصحيفة فويلٌ لبلادنا من أمثال هذا الرجل إن تقلد في بلاد العجائب سلطة تُتيح له أن يتفرعن على الصحافة وعلى حرية التعبير!!


    ----------------

    وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ)!! (1ـ 2)
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الخميس, 11 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    أن (يتوهَّط) السيد أحمد هارون ويزعم أنه يمتلك حق أن يحدِّد قواعد لعبة الحرب والسلام لأنه دفع فاتورتها بل أن يصف المختلفين معه بأنهم يَطْعَمُون من المائدة التي دفع فاتورتها فإنه من قبيل التطاول والغرور المفضي إلى الهلكة. وأزعم أن الرجل أعجب بالمثل الإنجليزي:Who foots the bill makes the rules وأحبَّ أن يحشرَه ويستخدمَه (عنوة) ويجعله عنواناً لمقاله بطريقة: (يا أيها الوالي بقم قد عزلناك فقم) محرجاً بذلك نفسه ومانحاً إياها سلطة وسطوة لا يستحقها... سلطة أن يحدِّد قواعد اللعبة أما الآخرون فلا يجوز لهم إلا الانصياع والنزول على رغبة الوالي الآمر الناهي الذي لا معقِّب لحكمه ولا رادّ لقضائه!!


    لو تمعّن الوالي أحمد هارون وتمهَّل قليلاً خاصةً بعد اعتداء من يتودَّد إليهم على عاصمته لوجد أنه كان يرد على نفسه في مقاله الذي هاجمنا فيه وكان يدافع عمَّن سلقهم بألسنة حداد ووصفهم بالمكارثيين الجُدد لكن لماذا (يرصِّع) الوالي حديثه بأقوال بعض الحكماء الصينيين والخواجات ويعتبر حديثهم حجة علينا وينسى ــ رغم أننا نحب الحكمة أياً كان مصدرها ــ ينسى أن بين يدينا كتاب ربنا العزيز الحكيم، ثم لماذا ينتقي من أقوال أولئك الحكماء ما يصادف هواه بطريقة (لا تقربوا الصلاة) بدون أن يكمل الآية؟!

    يقول أحمد هارون في مقاله إن (الحرب في الإسلام كانت حرباً عادلة تقوم على رد العدوان وإزالة الظلم عن المستضعَفين) ويضيف (وقُيِّد استثناء اختيارها بمكابح شرعية (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)... بالله عليكم هل هذه الآية حجة له أم عليه؟! هل جنحت الحركة وجيشُها الشعبي وعملاؤها الحلو وعرمان وعقار وهم يقصفون كادوقلي ويحتلون أرضنا ويهاجمون في كل يوم مدينة أو قرية ويشردون أهلها ويقتلون أبناءها ونساءها وأطفالها.. هل جنحوا للسلم وهم يتحرشون بنا ويُصرُّون على (تحريرنا) في أرضنا حتى بعد أن ذهبوا وخرجوا من حياتنا وانفصلوا بدولتهم؟! ألم يحتلوا هجليج؟! ألا يزالون يحتلون سماحة والميل 41 وكاودا وعدداً من محليات جنوب كردفان؟! ألم يستهدفوا تلودي والموريب عدة مرات؟! ألا توجد حشودهم قبالة حفرة النحاس وكفن دبي؟! ماذا عن الفرقتين التاسعة والعاشرة أليستا جزءاً من الجيش الشعبي؟! ألم يقل باقان قبل نحو شهر في جوبا إننا لن نتخلى عن قضيتي جنوب كردفان والنيل الأزرق؟!


    إني لأرجو من القارئ الكريم ــ وقد قرأ ما قاله أحمد هارون عن إزالة الظلم عن المستضعَفين ــ أن يتمعَّن في الآية: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) إن الحركة وجيشها الشعبي (لتحرير السودان) وعملاءها لم يجنحوا للسلم إنما جنحوا للحرب وحرام شرعاً أن يتقاعس بعضنا ويقعدون ويتثاقلون إلى الأرض وقرآن ربنا يدعونا إلى مواجهة المعتدين بل ويقول إن من بيننا (مبطئون) (وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً) وتكون المشكلة أكبر والهزيمة أشنع عندما يأتي التخذيل من كبارنا وعندما يشن الكبار الحرب على من يستنفرون الأمة للجهاد ويعبئونها ضد المخذلين والمثبطين وأعجب والله أن نتخذ بعض أعوان الحركة ممن ينكرون شيوعيتهم من (المحللين السياسيين) في بعض الصحف.. أن نتخذهم مستشارين فهؤلاء نعرف تاريخهم وعلاقاتهم وأهدافهم فقد والله اخترقونا حتى النخاع ودخلوا البنتاغون!!
    تماماً كما ظلوا يصفوننا بالعنصريين بدون أن يقدموا الدليل ظل بعض من تعوزهم الحجة يصفوننا بدعاة الحرب ورافضي التفاوض وأعجب والله أن يقولوا عنا ذلك وهم يعلمون أننا لسنا أقل منهم حرصاً على السلام لكننا كما ذكرنا مراراً نريده سلاماً عزيزاً دائماً لا سلاماً مخادعاً يتلاعبون خلاله بنا كما يتلاعب قط شرس بفأر مريض!!


    حدِّثنا يا أحمد هارون عن يوم واحد رفضنا فيه التفاوض في نيفاشا... لم نكن نرفض مبدأ التفاوض لكننا رفضنا الانبطاح والتخاذل والتنازلات المجانية التي نعاني من ويلاتها وتداعياتها حتى اليوم... كنت أجلس مع د. غازي صلاح الدين وأتبادل معه الرأي عندما كان مُمسكاً بملف التفاوض قبل وبعد مشاكوس وإلى أن غادر بتلك الصورة العجيبة.. بل جلستُ مع الرئيس حول مسار التفاوض ولم أعترض البتة على مبدأ التفاوض أيام نيفاشا أما اليوم فإني ومنبر السلام العادل ونسبة كبيرة من شعب السودان نعترض على الكيفية التي يُدار بها ملف العلاقة مع الجنوب وأرضنا محتلة ونحن «نتكبكب» لاسترضاء دويلة من زجاج وهي وعملاؤها يتحرشون بنا ويعتدون علينا فماذا دهانا بربِّكم؟!


    حدِّثني يا أحمد هارون وأنت تتحدث عن المؤسسية التي يُدار بها التفاوض وتقول عن اتفاق نيفاشا إنه ما كان لأولئك (الشجعان) أن يمهروه لولا شورى واسعة انعقدت بشأنه في كل أجهزة ومؤسسات الحزب والدولة حدِّثني أي شورى تلك التي أُديرت حول نيفاشا وأنت تعلم أنه لا مجلس الوزراء ولا البرلمان ولا غيرهما استُشير بل تعلم أن رئيس البرلمان قال إنه لا يجوز للبرلمان الذي عُرضت عليه الاتفاقية بعد توقيعها أن يغيِّر فيها (شولة)!! لا أريد أن أقول إنك كذبت يا أحمد لكني أقول إنك لا تعلم وكان ينبغي ألا تخوض فيما لا تعلم!!


    اتفاق نافع عقار هل أُديرت حوله شورى واسعة يا أحمد هارون قبل أن يُبرم؟! إذن فلماذا أُلغي بعد ذلك من قِبل المكتب القيادي الذي لم يرَه كما لم يرَه البرلمان أو مجلس الوزراء أو الرئيس؟! العجيب أن بعض من يقودون التفاوض منذ نيفاشا ومشاكوس وحتى اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بعد أن عقمت نساء السودان قادوا التمرد على الترابي وأصدروا مذكرة العشرة وشقوا الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بحجة انعدام الشورى أما اليوم فإنهم يقهرون الشورى لأن الشورى تعني عندهم أن يصبحوا هم الآمر الناهي والمتحكِّم في مصير البلاد والعباد فأي أخلاق تحكم هؤلاء وأية مرجعية تلك التي تقود خطاهم وسلوكهم؟!
    صدِّقني يا أحمد هارون إن التودد إلى عرمان وباقان والحلو وعقار لن يزيدنا إلا ذُلاً وأنه لا يوجد سلام لا تحرسه قوة وأن الحل يكمن في الرد على الاعتداء على عاصمتك وما من رد أبلغ من تحرير كاودا وطرد المحتلين فهلاّ غيَّرتَ نهجك الحالي قبل أن تدهمك خيول المغول الجُدُد؟
                  

10-14-2012, 09:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الطاهر ساتي يسيء إلى الأئمة والدعاة
    سعد احمد سعد
    نشر بتاريخ الأربعاء, 10 تشرين1/أكتوير 2012



    الطاهر ساتي يعلمنا الكسل.. والتثاؤب.. ولا يستفز فينا شيئاً من الهِمّة ولا العزيمة.. الطاهر ساتي لا يكلفنا في الرد عليه إلا نصف انتباهة بل أقل من ربع انتباهة..
    إن مَقَاتل الطاهر ساتي بادية للعيان البصير والأعمش فيها سواء.. وسقطاته لا تخفى على أي طفل يُحسن الوضوء..
    أخي الطاهر ساتي.. بالله عليك اجتهد قليلاً.. وثابر شيئاً ما.. ودعنا مرة واحدة نحكّ رأسنا في قلق ونهرع إلى أمهات الفقه والعلوم لنعرض عليه عباراتك الذكية المحمّلة بالمعاني والإيماءات..
    أما تستدل في مطلع مقالك بكلمات لبان كي مون مهما كانت مكانته في عالم الفكر والسياسة.. ولو كان أميناً للأمم المتحدة أو رئيساً لحكومة العالم.


    لقد قال الله سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين «وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ »
    قالوا «كل إناء بما فيه ينضح»، وأهلنا يقولون «اللسان مغرافة القلب» فمن حق بان كي مون أن يقول ما يعنُّ له وما يجده في متناوله.. ولكن بالله عليكم ألم يجد هذا الصحفي المجاور أفضل من كلمات بان كي مون.. لم يجد في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يزين به مقاله فيدخل به مدخل صدق ويخرج به مخرج صدق.. على أن مخرجه كان أقبح من مدخله، إذ ختم مقاله بالتحريض ليس على المنبر وحده بل وحتى على أئمة المساجد الذين أشبعهم ذماً وسباً وزراية عندما قال بالنص: «بل المؤسف أن يرتضي بعض الأئمة لأنفسهم «دور البوق» بحيث يكتفي بتوجيهات منبر السلام العادل والقادمة عبر أثير الهواتف السيارة بلا تفكير فيها ولا تحديق في محتواها وبلا تمحيص لآثارها على أمن البلاد وسلامة شعبها».


    ثم يبلغ الطاهر ساتي في الإسفاف وفي الاستهانة بأئمة المساجد والعلماء والدعاة أن شبّههم بخطباء السلاطين الذين يقرأون خطبًا جاهزة ومُعدَّة ويخطبون لسلاطين ماتوا قبل عشرات بل مئات السنين.. ونقول للطاهر ساتي بحمد الله ليس من أئمتنا وخطبائنا مثل هؤلاء وأنت أتعبتَ نفسك بإيراد هذا المثال الممجوج المهجور الذي لاكته الألسن طويلاً وملّته وسئمت منه الأسماع.. ولكنه جهد المقل.. وأقول لك يا الطاهر ساتي.. والله كتيرة منك!!


    والطاهر ساتي ينعت منبر السلام العادل بمنبر الكراهية ويزعم الطاهر أن منبر السلام العادل ينشر ثقافة الكراهية برفضه للحريات الأربع وبجهده المقدَّر في تذكير أهل العلم وأهل الدعوة بدورهم في شرح الحريات الأربع وأخطارها على البنيات الأساسية للمجتمع السوداني كله وأنا أتحدى الطاهر ساتي ــ ولا أباهله ولا أباهل من هو دونه أو فوقه ــ ولكنني أتحداه إلى أخذ عينة عشوائية لألف مواطن سوداني وسؤالهم عن موقفهم من الحريات الأربع!!
    إن الطاهر ساتي الذي لا يستطيع حتى هذه اللحظة أن يجد عنواناً أو اسماً لعموده فيسميه «إليكم» وهي تسمية بلا لون ولا طعم ولا رائحة.. مثل هذا الصحفي المجاور لا أظن أنه يستطيع أن يناقش فقه الحريات الأربع ولا فقه السلام ولا فقه الحرب ولا فقه الولاء والبراء..


    إن الطاهر ساتي للأسف الشديد صحفي بلا مضمون.. وبلا محتوى..


    وإلا فبالله عليكم لو كان هذا الصحفي المجاور ذا مضمون وذا محتوى أما كان الأكرم له أن يورد ولو نصاً واحداً مما كان منبر السلام العادل يخاطب به أئمة المساجد.. أو مما كان منبر السلام العادل يروِّج له في ندواته وملصقاته وبياناته..
    إن الطاهر لا يقوى على أن يورد نصاً واحداً لأن النص ذَكَر تحبه ذكران الأقلام والأفهام.. والبدعة خنثى تحبها ########ات الأقلام والأفهام.. وبهذا يكون الطاهر ساتي أكبر مروج لثقافة الكراهية والعنصرية وأكبر هادم لمفهوم حرية التعبير الذي يقوم على المسؤولية.. والطاهر يتهم المنبر بلا شاهد ولا دليل وهو عين عدم المسؤولية.
    إن الحريات الأربع مسائل تتعلق بالهُوية والانتماء والمصير.. فلا تُمنح إلا لمن يحافط على الهُوية والانتماء والمصير.
    إن دولة السودان دولة تقوم على الشريعة فكيف تمنح هذه الدولة الحريات الأربع لشخص من أتباع الوثنيات وعُباد الطوطمية والكجور؟


    كيف يقال لهذا تعال إلى السودان وتمتع بأربع حريات ومارس طقوسك كما تشاء واعبد من شئت من الآلهة ومارس ما شئت من الدجل والشعوذة والخرافة؟
    أيقال لمثل هذا تملّك كيف شئت وأقم قدر ما شئت وجُب وطُف في أرجاء السودان كما تشاء واختر من الأعمال ما شئت؟!
    أليس هؤلاء هم الذين صوتوا قبل أقل من عامين في الاستفتاء بنسبة 97% على فصل الجنوب عن الشمال؟ إن الذين لا يفقهون هذا ولا يفرِّقون بين الموقفين لا أجد لهم وصفاً ولا أستطيع أن أُجري عليهم نعتاً لأن الوصف والنعت في هذه الحالة يختلطان ويتمازجان بالسباب.. وأخشى إن نعتهم أن يقولوا شتمتنا مع أن الوصف في كثير من الأحيان يكون ذماً وقدحاً ولكن دعت إليه الضرورة كقولك في علم المصطلح فلان ضعيف وفلان وضّاع وفلان متروك وفلان كذاب.
    ومع كل هذا فنحن نحتسب عند الله ما كان يمكن أن نصف به من لا يعرفون العلاقة بين التصويت للانفصال ثم الدعوة إلى الحريات الأربع.
    إن هناك كثيرين من غير المنبر يتصلون بأئمة المساجد ويتواصون على قول الحق والصدع به من داخل أكبر مؤسسة دعوية إصلاحية في المجتمع المسلم..


    وربما هذا هو بالضبط الذي يخيف الطاهر ساتي من تحريك المنابر يوم الجمعة وعقب الصلوات.. والجمعة صنعت الثورات وصنعت الربيع العربي فلماذا لا تصنع الربيع السوداني.. ولماذا لا تكون خط الدفاع الأول عن العقيدة وعن الملة وعن الهُوية..
    إن خطاب المنبر ليس سراً من الأسرار وليس طلسماً من الطلاسم وهو خطاب خالٍ من الدغمسة ومن الانبطاح وخالٍ من الكيد وخالٍ من الدس.. وخطاب المنبر لو علم الطاهر ساتي أو لم يعلم لا يُباع ولا يُشترى..


    فخطاب المنبر ليس له ثمن أيها الصحفي المجاور الذي لا يُحسن ألف باء الصحافة.. ولا يحسن أن يختار اسماً لعموده.. بالمناسبة أنا أرشح عمود الأستاذ الهندي عز الدين في المجهر ليكون صاحب أفضل عنوان في الصحافة السودانية «شهادتي لله».
                  

10-17-2012, 04:41 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    بوادر انشقاق واتهامات خطيرة علي خلفية مؤتمر الحركة الاسلامية
    October 14, 2012
    ( حريات )

    فيما تنبأت صحيفة ( الانتباهة ) صراحة بانشقاق وشيك في الحركة الاسلامية , علي خلفية مؤتمرها المزمع في نوفمبر , تبادلت تيارات الحركة الاتهامات بالتطرف من جانب , وبالماسونية وبالعمالة لامريكا من الجانب الاخر .

    واوردت صحيفة ( الانتباهة ) امس 13 اكتوبر ( علمت (الإنتباهة) أن انشقاقاً وشيكاً سيضرب الحركة الإسلامية خلال أو قبل المؤتمر العام للحركة الإسلامية. وأبلغ مصدر مطلع الصحيفة أمس أن اجتماعاً عقد بمنزل والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر الذي لم يكن حاضراً أمس، ضم عدداً من قيادات الحركة باسم مجلس تنسيق الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم من بينهم عثمان الهادي . وقرر الاجتماع اختيار صديق عويشة رئيساً لمجلس الشورى، وعبد القادر محمد زين أميناً للحركة بولاية الخرطوم. وأشار المصدر إلى أن عدداً من أعضاء شورى الحركة بالولاية أبلغوا رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام البروفيسور إبراهيم أحمد عمر بالخطوة ) .

    واوردت الصحيفة ان ابراهيم احمد عمر رد عليهم (اتصل بي بعض أعضاء شورى الولاية المنتخبين وقالوا إن مجلس تنسيق الولاية دعا لانتخاب أخ معين لأمانة الحركة وأخ آخر لشورى الحركة، فإن كان ذلك حقاً، فإني أعلنه باطلاً ومخالفاً للشورى التي نسعى لترسيخها، ويعمل ضد وحدة الصف التي نعمل لها) .

    وفي ذات السياق نشرت ( الانتباهة ) تقريرا دعائيا مشحونا بالغمز واللمز عن رجال امريكا في السودان ! .

    وفي المقابل صرح القيادي في المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي لاخر لحظة بان ( جماعات متطرفة ) تقود مخططا لإلصاق تهم اعتناق الماسونية ببعض قياداته دون أدلة ، محذراً إياها من حباكة المؤامرات .

    وسبق واشارت ( حريات ) الي ان خطبة علي عثمان في مؤتمر القطاع النسوي يوم الخميس تؤكد ازمة القيادة في الحركة الاسلامية . حيث اعلن علي عثمان عدم تجديد ترشيحه لمنصب الامين العام , وفي ذات الوقت ابدي مخاوفه بصورة غير مباشرة من سيطرة عمر البشير علي ( الدولة والحركة والحزب ) – المخاوف التي يشاركه فيها غالبية اعضاء الحركة الاسلامية كما تشير مذكراتهم المختلفة – مما يؤكد ازمة القيادة التي تواجهها الحركة الاسلامية , خصوصا في ظل ارتباطها بجهاز الدولة وامتيازاته , وهو جهاز تحتل مكان القلب فيه المنظومة العسكرية الامنية التي يسيطر عليها عمر البشير والذي تحول الي عبء علي الدولة والحركة والحزب , دون ان تكتشف حركته سبيلا لازاحته , فهي اذ صادرت التداول السلمي للسلطة في البلاد صادرت كذلك قدرتها نفسها علي تجديد قياداتها سلميا .

    وتؤكد الاتهامات الخطيرة المتبادلة بين الطرفين بان الصراع مرشح للتفاقم والي الحسم بغير الوسائل السلمية .


    --------------------

    الترابي : السلفييون لا يهاجمون السلطات الحاكمة وانما يهاجمون الصوفية والنساء وكيف يلبسن
    October 13, 2012
    ( الشرق الاوسط )

    قال الدكتور الترابي للصحافيين بعد عودته من العاصمه القطريه الدوحه مساء اول من امس عقب مشاركته في ندوه «الاسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي.. تجارب واتجاهات» انه لن يصنع قضيه من السلفيه، لان وراءها «هدفا».. هناك من يدفع «المال» من اجله.

    واعتبر الترابي السلفيه «نفحات» لا تجد مكانا الاّ في المجتمعات المتخلفه، التي سرعان ما تتجاوزها، وانها لا تشكل تحديا جديا للمجتمعات.

    وارجع الترابي بروز السلفيين بعد ثورات الربيع العربي، الي ان «الاسلاميين» فتحوا لهم الطريق، وقال: «ما يحدث الان ان الاسلاميين كسروا لهم الطغاه في بلدان الربيع العربي»، وانهم لا يعارضون الحكومات اصلا. وتساءل: «هل رايت انصار سنه يهاجمون السلطه، هم يهاجمون الصوفيه والنساء والبنات وكيف يلبسن». واضاف: «لم يتصد أنصار السنة لا للانجليز ولا للاستعمار، ولم يكن لهم دور في الكفاح من اجل الاستقلال ولا دخل لهم به».

    وجدد الترابي وصف السلفيه بانها «مد تطرف من الاسلاميه»، وشبهه بالتطرف في الاشتراكيه والوطنيات التي ترفض الاجنبي والاسود، كما هو حادث في المانيا واسكندنافيا.

    وقال الترابي ان مصر لن تتاثر كثيرا بالسلفيه لانها «ثقيله» وبها ثقافه واعتدال، وان اخوان مصر معتدلون يستطيعون تقديم التنازلات. واضاف: «هؤلاء اولاد قليلو العدد في تونس وفي ليبيا، زادهم هوس الاعلام الغربي وخوفه من الاسلام بروزا».

    ورفض الترابي وجود «مرجعيه واحده» للاسلاميين. وقال: «نحن لا نريد بابا اسلاميا»، ونفي وجود حاجه لمرجعيه واحده للحركه الاسلاميه، وان المرجعيه لله وحده، وان الصحابه كانوا يراجعون النبي صلي الله عليه وسلم، سائلين: «هل هذا وحي، وهذا حدث اكثر من مره، فيغير رايه ويلتزم رايهم».

    ورفض الترابي بشده الحديث الدائر حول مرجعيه الأزهر قائلا: «تكلم البعض عن مرجعيه الازهر في تطبيق الشريعه، فرفضها الناس، علي الازهر ان يقول رايه، فاذا كان رايا ذا اثر، سيؤثر علي الناس».

    وحول عدم مشاركته في مؤتمر الحزب الاسلامي التركي، وربطها بانتقادات وجهها لتركيا في الندوه الاولي، نفي الترابي عقد مؤتمر لحركه إسلاميه هناك، ووجود حزب اسلامي في تركيا اصلا، قائلا: «في تركيا جيش ومحاكم، وتحتل صوره اتاتورك كل مكان، بما في ذلك رئاسه الحزب الحاكم نفسه».

    وهاجم بشده من انتقدوا ورقته الي المنتدي بانها حاولت التبرير لمشاركته في الانقلاب العسكري، ووصفهم بانهم اكتفوا بنقد العشريه الاولي من الانقاذ، وان احدهم لم يجرؤ علي انتقاد الفتره الحاليه، واجابه سؤال: «هل يحكم السودان الان اسلاميون؟».

    واوضح الترابي انه قدم النصح لاسلاميي الربيع العربي في ورقته ودعاهم لبناء تجربه جديده: «قلت لهم اتقوا العساكر والتسلط، وفتن السلطه والمال».

    واضاف: «تكلمت عن الانقلاب العسكري، ولماذا اتينا به ثم اكتشفنا عيبه في الاخر لكونه عسكريا، واقررنا خطا الانقلاب، وانه كان من الاصح قيام ثوره، وان العسكر حنثوا بوعودهم حين تمكنوا من السلطه، في الشوري، وقضيه الجنوب، وقضية دارفور».

    ######ر من انتقادات كتاب اسلاميين بارزين بقوله: «هم لا يستطيعون انتقاد سنين الحكم الحاليه، ويكتفون بنقد الفتره التي كان الترابي مشاركا فيها».

    واضاف ان الدكتور عبد الوهاب الافندي كان مستشارا اعلاميا في السفاره السودانيه بلندن، وكان الدكتور الطيب زين العابدين رئيسا لمجلس الشوري، في تلك الفتره التي يهاجمونه فيها وكانوا «اخوانا»، لكنهم لم يقدروا علي تناول قضايا حاضره، مثل انفصال الجنوب، وما يحدث في دارفور، والتي تحولت الي حرب وفضائح دوليه، وانهم لم يتحدثوا عن الفساد الشديد الموجود في البلاد، رغم الشعارات الاسلاميه التي يطرحها اهل الحكم


    ----------------

    الترابي: لو عاد الزمان لأطلقنا الحريات ….

    ونستعد لمرحلة مابعد البشير
    October 15, 2012
    ( الجزيرة )

    الشيخ حسن الترابي مفكر إسلامي كبير، لعب أدوارا بارزة في السودان لعدة عقود شارك فيها في السلطة حينا وعارض السلطات واعتقل أحيانا أخرى، وله مؤلفات عدة في أمور الدين والسياسة.

    الجزيرة نت التقته وحاورته عن ثورات الربيع العربي ومستجدات الوضع بالسودان وعن تجربته في الحكم.

    كيف تُقيّم ثورات الربيع العربي حتى الآن؟

    الترابي: لا شك أن أي مجتمع يرتفع فيه مستوى التعليم والوعي تصبح تطلعاته أوسع، ويسعى الناس فيه لنيل حرياتهم والتخلص من أي شيء يُضيّق عليهم ويكبتهم، وإذا خرج الناس على حاكمهم جملة فإنه يسقط فورا، أما إذا خرجوا أفواجا فإنه يقابلهم بالقوة ويصدهم، ومن ثم تتحول هذه الثورة السلمية ضد النظام إلى ثورة مسلحة كما حدث في بعض البلاد.

    وفي مصر نجحت الثورة على الرغم من أن النظام الحاكم كان لديه تاريخ طويل من التسلط المطلق على الشعب المصري، وعندما قام الشعب قومة واحدة وانحازت إليه القوات المسلحة بعد ذلك نجحت الثورة، وهو شبيه بما حدث في تونس، وفي السودان من قبل.

    وهناك شيء آخر، هو أننا حيناً من الزمن كنا نقدم القادة الوطنيين الذين كافحوا للاستقلال والقيام بثورات ضد الاستعمار وحكمونا فترة من الزمن، وبعد ذلك جاءتنا نفحة من الاشتراكية كُرهاً في الغرب وتوجهنا شرقا، وكانت الاشتراكية وقتها شيئا مطلوبا، فحتى إذا كان الشخص يحتكر المال وبعض الصناعات فإنه يعتبر نفسه اشتراكيا، وعلت الاشتراكية في معظم البلاد العربية ولكنها لم تحرك عموم الشعب، في هذا الوقت كان الدين مضيقا عليه، وانشغل الصوفيون بخلاواتهم والسلفيون ببعض صغائر الأمور، وانحسر الدين في الحياة العامة، وبعد أن أخذت الاشتراكية والقومية العربية دورها ومضت بدأ الدين ينبعث في نفوس الناس من جديد، ولا يكاد يكون هناك قوى الآن غير القوى الإسلامية.

    ولما ظهرت القوى الإسلامية ووصلت للحكم لم يكن الغرب نفسه يتوقع ذلك، فعلى الرغم من أنه يدعو للديمقراطية فإنه لم يكن يرضى بديمقراطية تأتي له بإسلاميين، لكنهم في النهاية اضطروا للتعامل مع الأمر الواقع، وفلسفة التعامل مع الواقع إحدى فلسفات الغرب.

    والأهم الآن لمن هم في السلطة أن يؤْثروا التدرج وليس التسرع، لأن الثورات قد تعود وتشتعل وتصبح دموية ومهلكة للناس، ومن الخير للحكام أنفسهم وللأمة كلها ألا تحدث صراعات طويلة. أما الأنظمة التي ما زالت قائمة فمن الأفضل لهم أن يعطوا الشعوب حقوقها شيئا فشيئا، وأن يتراجعوا ويصبحوا رموزا فقط، أو أن يذهبوا بسلام.

    هل ترى أن السودان تأخر في الانضمام للربيع العربي أم أنه لن ينضم أصلا؟

    الترابي: النظام السوداني سيسقط قريبا لكني أخشى على السودان من التمزق

    الترابي: لا، فالسودان ثار في عام 1964 بسبب حادثة بسيطة كالتي حدثت في تونس مع البوعزيزي، على الرغم من أن النظام حينها لم يكن يضيق على الناس اقتصاديا بشكل كبير، لكن الشعب كان ملتهبا فثار وحدث إضراب عام وخرج الطلاب ومن ورائهم الجماهير وتهاوى النظام. وفي عام 1985 ثار الشعب مرة ثانية ضد نظام عسكري.

    لكن النظام الحالي أخذ الدروس من الماضي وأعطى السيطرة لقوى الأمن، فالأمن الآن في السودان أشد مما كان في مصر مثلا، حتى إن بنية الدولة نفسها تكاد تتمزق، والحريات انكبتت وأصبح هناك تضييق على الصحافة والإعلام، بالإضافة إلى أن الاقتصاد في الفترة الماضية كان يقوم على البترول بعد أن أُهملت الزراعة والصناعة والإنتاج الحيواني، والبترول لعنة لأنه مكسب سهل بعكس غيره من الموارد والمصادر الاقتصادية، وعندما انفصل الجنوب عانى السودان كثيرا في الجانب الاقتصادي، وحاولت الحكومة تعويض ذلك عبر فرض الضرائب والجمارك، وهذا يؤدي لتململ الناس.

    لكننا الآن نكاد نجزم بأن النظام سيسقط بعد فترة ليست بالطويلة، لكننا نخشى على السودان، إذ إن المجتمع السوداني ليس قومية واحدة كمصر مثلا، لكن السودان مكّون من قوميات متعددة ونخشى إذا قامت ثورة أن تكون على أساس قومي. ونحن الآن نحاول التوافق أولا لأن الهدم سهل أما البناء بعد ذلك فصعب، لأن الشعب كله يأتي ليطالب بمطالبه، وكل من له مطلب فئوي يبحث عنه ويريد أن يُوفى له الآن، لذلك فنحن الآن نستعد لنقيم نظاما انتقاليا مستقرا مُتفقا عليه، ونعالج المشكلات الحادة، وبعد ذلك نضع دستورا جديدا.

    كأنكم تُعدون إذن لمرحلة ما بعد النظام الحالي؟

    الترابي: نعم، والأفضل دائما أن نُعد للمرحلة المقبلة.

    هل تتوقع انفصالات جديدة في السودان بعد انفصال الجنوب؟

    الترابي: نعم، فالطغيان لا يُوحّد، وهذا ما حدث في أوروبا، فعندما كان بها هتلر وستالين كثرت الحروب، أما مع قيام الديمقراطيات فقد أصبح هناك الاتحاد الأوروبي وتوحدت أوروبا، وإذا توفرت في السودان ديمقراطية وحرية فسيحافظ السودان على وحدته، بل إن الجنوب سيعود إلى السودان حينها.

    كيف ترى وصول الإسلاميين للحكم في عدد من الدول العربية؟

    الترابي: لأول مرة تدخل هذه الحركات الإسلامية لممارسة الحكم في هذه الدول، ولا شك في إخلاص هذه الحركات، وقد عانت كثيرا في الفترات الماضية، لكنها لم تجرب الحكم من قبل، ولا تزال رؤاها للحكم مجرد مبادئ فقط تحتاج لتفصيلات ومناهج ونظم، ولذلك فإن أول الطريق قد يكون عسيرا عليهم، فلا بد لمن كانت له تجربة سابقة أن يقدم تجاربه ونصائحه لهم.

    ما أهم نصائحك لهم؟

    الترابي: أخطر شيء أحذرهم منه هو فتنة السلطان، والناس يثقون ببعضهم البعض وهم بعيدون عنها، لكن المال العام عندما يصبح في قبضة ذوي السلطان فإن الفتنة تصيبهم عندما لا يراقبهم أحد، لذلك يمكن للمرء أن يمد يده، والسلطة مفسدة، فإذا تجادل اثنان من عامة الناس مع بعضهما لم يكن هناك حرج، أما إذا كان أحدهما في السلطة فإنه سيحاول أن يُسكت الطرف الآخر عن طريق القمع وكبت الحريات، والفتنة الكبرى حدثت بين الصحابة بسبب السلطة.

    هل ترى أن الإسلاميين يثبتون في فتنة الضراء والسجون ويضعفون في فتنة السراء والسلطة؟

    الترابي: في الضراء تـُمارس عليهم ضغوط، وقد ثبتوا على دينهم وصبروا وصابروا ورابطوا، أما العمل فأصعب من العلم، وكثير من الناس يُفـْرطون في التنظير والخيال والمبادئ، ولكن في الممارسة هناك أولويات وضغوط شعبية وعالمية، والاشتراكية نفسها بدأت وهي تبتغي العدالة للمظلومين لكن ذلك لم يتحقق عند التنفيذ، والديمقراطية كذلك أيضا.

    كإسلاميين في السودان هل ترى أنكم وقعتم في فتنة السلطة؟

    الترابي: نعم، فقد فسد كثير من الذين كنا نظنهم أمناء، وظهر فسادهم وكشفوا عوراتهم ولم يستتروا وبنوا العقارات، وثانيا عندما تمكنوا من السلطة قمعوا الحريات وأصبح من يدلي برأيه يعتقل، وبعد ذلك أصبح الإسلام شعارا، وأصبحوا يقولون ما لا يفعلون.

    هل سيصل الإسلاميون للسلطة من جديد لو قامت ثورة في السودان الآن ؟

    لو قامت ثورة الآن في السودان فليس هناك قوة أخرى غير الإسلاميين تصل للسلطة من جديد

    الترابي: نعم، فليس هناك قوة أخرى، هناك قوى أخرى موجودة فقط في دنيا المثقفين والنخبة وهم مجرد أشخاص، فهؤلاء ناصريون، وهؤلاء بعثيون، وآخرون شيوعيون، وليس هناك قوة منظمة غير الإسلاميين، وهم موجودون كقوة، فهناك الإخوان والسلفيون والصوفيون، وعندما يأتون -وقد تبين لهم بحكم التجربة وتعلم الدروس أن الأمر ليس سهلا- فلن يستخدموا السلاح والقوة من أول يوم ضد الحريات، ولن يتركوا أحدا يبقى كثيرا في السلطة حتى لا تفسده.

    كيف تُقيّم تجربتكم في الحكم كإسلاميين في السودان؟

    الترابي: نجحت التجربة في عدة أشياء، منها نشر اللغة العربية في أماكن كثيرة من السودان وفي أفريقيا، وقامت بتعريب العلوم كلها في الهندسة والطب وغيرها، ونشرت التدين والأخلاق في أوساط الشعب، وحررت المرأة بشكل كبير.

    وفيم فشلتم؟

    الترابي: فشلنا في أننا لم نطلق الحريات من اليوم الأول، وما عملنا على توحيد الشعب، بالإضافة إلى احتكار السلطة حتى على مستوى القرى والمدن الصغيرة.

    لو عاد بكم الزمان للحكم فماذا أنتم فاعلون؟

    الترابي: نستفيد من التجربة بالطبع، ونتجنب خطايانا من القمع واحتكار السلطة واحتكار المال العام وعدم نشر الحرية، كما سنعطي الحق للناس أن يتكلموا ويتحاوروا وينتقدوا حتى ولو كانوا خصوما لنا، حتى يعلم الناس الحق من الباطل والصواب من الخطأ، كما قال الله تعالى “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”.


    ----------------



    الشريعة أم الإنقاذ .. تخيروا

    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الإثنين, 15 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    ما زالت الإنقاذ تقدم في أمر الشريعة رجلاً.. وتؤخِّر أخرى.. فلا هي قادرة على أن تعتمد على التي أخرت.. وقد ظلت تماطل في أمر الشريعة منذ ربع قرت من الزمان.. وأنا أقولها بالصوت العالي والجهير.. تماطل.. تماطل.. تماطل..
    وإذا كان هذا الموقف غير المبرَّر وغير المقبول من شريعة الرحمن والذي ظلت الإنقاذ تتخذه عمرها كله إذا كان ذلك بسبب استحقاقات للمجتمع الدولي أو للمجتمع الأممي أو لأمريكا راعية الإرهاب في العالم فتلك استحقاقات ليس لنا فيها نحن معشر الشعب السوداني ناقة ولا جمل.
    ولا يُقبل بأي حال من الأحوال أن تكون الشريعة ثمنًا لهذه الاستحقاقات أو أن تكون إطاحة الشريعة هي ثمن لسكوت المجتمع الدولي عند هذه الاستحاقاقات.


    نحن نقول هذا الكلام بعد أن لم يبقَ لنا في قوس الصبر منزع.. وبعد أن أنفدنا كل ما عندنا من حسن الظن ومن جميل الصبر.. ومن طويل الأمل.. وأصبح صمتنا خصماً على آخرتنا.. بل وعلى دنيانا.
    إن على الإنقاذ أن تفعل أحد أمرين لا ثالث لهما.. إما أن تطبق الشريعة غداً.. غداً صباحاً باكراً.. وبدون دغمسة.. وبدون .. مماطلة.. وبدون إبطاء.. وبدون لجان..
    إما أن تفعل هذا .. وإما أن تترجل.. وتترك مقاعدها لرجال ليس عليهم استحقاقات للمجتمع الدولي من أي نوع.. إن مراجل أهل السودان اليوم تغلي وتفور.. بسبب موقف الإنقاذ غير المبرَّر وغير المقبول من الشريعة مراجل رجالات وشباب الحركة الإسلامية تغلي وتفور.. مراجل ورجالات كل شباب السودان وكل نساء السودان مراجل العلماء تغلي.. مراجل الدعاة تغلي.. مراجل الأئمة تغلي مراجل المصلين في المساجد تغلي..
    كل من له ذرة من الدين أو قطرة من التديُّن فمرجله يغلي.
    إن على الإنقاذ أن تحل هذه اللجنة المسماة لجنة الدستور فالدستور لا يحتاج إلى لجنة حوار.. بل ولا إلى لجنة صياغة إن كان الحرص على دستور الشريعة حقيقياً..


    إن الدستور يحتاج إلى إعلان.. خاصة الدستور الإسلامي.. فقط إعلان من المذياع.. أو من التلفاز.. إنه لا يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء ولا إلى موافقة البرلمان.. ولا إلى موافقة المؤتمر الوطني.. ولا إلى موافقة الأحزاب.. ولا إلى موافقة الشعب.. مع أن الشعب هو أشد هؤلاء جميعاً حرصاً على الدستور وعلى الشريعة..
    ما مجلس الوزراء.. وما البرلمان.. وما المؤتمر الوطني.. وما الأحزاب.. ما هؤلاء جميعاً حتى يُستفتوا في آية أو في كلمة من كتاب الله بعد أن قال تعالى «فلا وربك لا يؤمنون»؟ نعم فورب محمد صلى الله عليه وسلم لا يؤمنون ما داموا يحسون بالحرج في صدورهم أمام المجتمع الدولي من فكرة تطبيق الشريعة.


    أين النشامى من شباب ورجالات السلفيين؟ أين هم؟ لا والله ليس لكم من السلفية حظ حتى تعذروا إلى الله في أمر الشريعة!!
    أين النشامى من أهل التصوف وأهل السلوك؟ أين هم؟ لا والله ليس لكم من التصوف ولا من السلوك حظ حتى تعذروا إلى الله في أمر الشريعة!!
    أين النشامى من شباب الحركة الإسلامية ومجاهديها؟ أين هم؟
    لا والله ليس لكم حظ من الجهاد ولا من المجاهدة حتى تعذروا الله في أمر الشريعة!!
    أين النشامى من علماء السودان ودعاته وفقهائه؟ أين هم؟ لا والله ليس لكم حظ في العلم ولا في الدعوة ولا في الفقه حتى تعذروا إلى الله في أمر الشريعة!!


    هل هذا تحريض؟نعم هو والله تحريض.. ولو استطعت أن أحرض الأجنة في الأرحام.. والنطف في الاصلاب لفعلت ولماذا لا أفعل وقد سودت الإنقاذ وجه أهل السودان أمام إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها..


    كنا بالأمس السابقين الأولين.. وها هو الربيع العربي الذي هو حقيقة ربيع إسلامي يضعنا في ذيل القائمة وها هم الإخوة في تونس وفي الجزائر وفي المغرب وفي ليبيا وفي اليمن .. وفي مصر يا رعى الله مصر وحفظها.. وفي الشام رغم حمامات الدم فهي تسير بخطى حثيثة في طريق الربيع العربي الإسلامي.. ولسوف تلحق بالركب لا محالة بإذن الله.. ولسوف تتركنا نحن في سأسأة ووأوة وفافأة وتأتأة حتى يُخرج نشامى أهل السودان شمس الإنقاذ من مغربها.. يا أهل الإنقاذ.. خذوا حذركم.. واتقوا أخذ ربكم إن أخذه أليم شديد.. إن شريعة الرحمن لا تحتاج إلى إعداد.. وهي لا تحتاج إلى صياغة.. ولا هي محتاجة إلى إجازة.. إنها فقط تحتاج إلى إعلان.. وتحتاج إلى لسان صدق.. تحتاج إلى رجال من رجال الآخرة.. لا تكفي الواحد منهم إلا قادمًا منها أو مقبلاً عليها..
    يا أهل الإنقاذ.. إنني أحرض أهل الإنقاذ على الإنقاذ قبل أن يحرض أعداء الإنقاذ أعداء الإسلام على الإنقاذ.
    أنموذج من استهداف الإسلام
    إن الندوة التي عُقدت في قاعة الشهيد الزبير بمجهود مشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان ووزارة الإرشاد والأوقاف هي دليل واضح وفعل فاضح يبين حقيقة ما تكنّه الإنقاذ للشريعة. ومتى كانت دولة الشريعة في حاجة إلى دولارات الأمم المتحدة وصندوقها القبيح الذي من سياساته تقليل نسبة النمو السكاني في دولة العلم الإسلامي وعلى رأسه السودان ومصر.. الندوة حول زواج القاصرات.. ومن الغرائب التي لا تدل إلا على الجهل أن إحدى الصحف خرجت علينا بعنوان على صفحة رئيسية يقول إن د. محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان يوافق على زواج القاصرات!!


    الذي صاغ الخبر جاهل.. والذي قبله جاهل. والذي نشره جاهل.. وجهلول.. من فرح به وصفق له.
    فأقول ابتداءً إنني لم التق بالأخ الدكتور محمد عثمان صالح ولكنني أؤكد يقينًا أنه لم يقل ذلك.. ولا يمكن أن يقول ذلك لأنه رجل عالم ورجل ثبت وهو يعلم أنه ليس في الإسلام قضية اسمها زواج القاصرات.. بل هي قضية في أدمغة وأفئدة عبدة الدولار عندنا وأعداء الإسلام عندهم..
    والزواج منوط بالولي.. والولي هو الذي يقبل أو يرفض وهو الذي يحدد ما إذا كانت ابنته سوف تتحمل تبعات الزواج ووظائف الزواج أم لا!! الأمر لا علاقة له بقرار حكومي ولا أممي.. الأمر شريعة.. أما زواج النبي صلى الله عليه وسلم وسلم من السيدة عائشة والخوض فيه بغير علم فهو حري بأن يُلقي الخائضين في تنور حام من جهنم.. لسوف نعود بالتفصيل لهذه المسألة إن شاء الله.



    --------------------

    شبيحة الحركة الإسلامية

    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 16 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    الحركة الإسلامية الأم الودود التي أنجبت رجالاً مثل علي طالب الله الذي يعرفه الجميع.. وأنجبت صادق مصطفى عطا الله.. الرباني الذي يعظك بمجرد النظر إليه قبل أن يتكلم.. وأنجبت مبارك قسم الله زائد الذي غسل نفسه وروحه من الدنيا قبل أن يغسله الغاسل.. وأنجبت غير هؤلاء الكثيرين الذين مضوا ومنهم بقية نسأل الله أن يمتِّعنا بهم طويلاً.. ومع ذلك فإن الحركة الإسلامية أنجبت معتمد أم بدة الذي جعل من نفسه قيمًا على الحركة الإسلامية وتدخل تدخلاً مباشرًا في مؤتمرها العام وجاء إلى المؤتمر وهو يحمل في كيسه أسماء الضباط الثلاثة الذين ينتخبهم المؤتمر وهو رئيس الشورى ونائبه والمقرر..


    وذلك استعداداً لمؤتمر مجلس الشورى الذي سيقوم بدوره بانتخاب الأمين العام للحركة في المحلية، واستطاع المعتمد الهمام أن يمرر القائمة كما جاءت بعد شدّ وجذب واحتجاجات.. ولكن تدخلت العشائرية المعهودة.. واضطر المعارضون حفاظاً على الإطار الخارجي للصورة إلى قبول لائحة المعتمد كما جاءت، وكان المعتمد قد «اعتمد» في خاطره أميناً عاماً للمحلية ولكن بعد أن خرج من المؤتمر اكتشف سيادته أن الأمين العام لن يأتي أميناً عاماً لأنه استنفد فرصه من دورتين.. فما كان من زعيم شبيحة الحركة الإسلامية في أم بدة إلا أن جمع نفراً من عضوية الحركة الإسلامية من مجلس الولاية ومجلس المحلية والمجلس الوطني وبعض القيادات من المحلية في حدود «40» إلى «50» عضوًا وقام بذات الدور الذي قام به مجلس تنسيق الولاية..


    وأقنع هذه المجموعة بأن تغير قرار المؤتمر العام وطبعًا ثارت ثائرة عدد كبير من الإخوة على هذا التجاوز للمؤتمر العام الذي تعتبر قراراته حاكمة على كل مستويات الحركة في المحلية، ولكن بالطبع تحركت العشائرية والأجاويد «وخلوها مستورة» و«باركوها» و«العنوا الشيطان».. ومثل ما حدث في مؤتمر المحلية العام.. حدث في مجلس شبيحة المعتمد والذي هو مجلس «عشوائي» ليس موجوداً في تنظيم أساس ولا في لائحة ولا في أي هيكل من الهياكل. وحتى الآن يبدو أن الأمور تسير كما يشتهي الأخ المعتمد.. وسوف يصل إلى مبتغاه ويلغي قرار المؤتمر العام ويرفع إلى مجلس الشورى مرشحاً آخر غير الذي كان يُضمره.. و قد وقع اختياره على رئيس مجلس الشورى الذي اختاره المؤتمر العام في المحلية رئيساً للشورى..


    وعلى المؤتمر والمؤتمرين أن «يبلوا قراراتهم ويشربوا مويتها» ولا أدري من بعد كل هذا سيختار رئيسًا لمجلس الشورى بعد أن يتحول رئيس مجلس الشورى إلى أمين عام.. هل سيعودون مرة أخرى إلى المؤتمر العام مع أنه لا توجد مادة في النظام الأساس تخوِّل للمؤتمر العام اجتماعاً طارئاً أو فوق العادة. إذن سوف يلوون عنق النظام الأساس واللوائح ولسوف يختارون رئيس مجلس الشورى من خارج المؤتمر.. وأعتقد والله أعلم أن الأمور سوف تسير بذات الالتواء ولسوف يحقق الشبيحة ما يريدون، وبشار الحركة الإسلامية ليس بأفضل من بشار النصرية مع أننا حتى هذه اللحظة لا نعرف بالضبط من هو بشار الحركة الإسلامية على وجه التحديد.. لأن الذي يبدو للعيان أنه لا أحد يريد الحركة الإسلامية.. إلا في شكل خشبة يعتلونها.. ليظهروا أمام الدنيا بقامات مديدة وشعارات جوفاء..


    ووعود براقة ولكنها كلها وعود خلب.. أما فيما يتعلق بالولاية فلعل الكل قد علموا أنه رغم الغضبة المضرية التي أبداها الأخ إبراهيم أحمد عمر ورغم عدم المؤسسية وروح الوصاية التي أبداها المجلس التنسيقي الذي لا محل له من الإعراب.. ورغم اعتراض الكثيرين على الممارسة.. ورغم تفاؤل أهل القلوب الطيبة بأن انكشاف الممارسة وفضحها سوف يؤدي إلى تصحيح الأوضاع.. إلا أن الذي حدث للأسف الشديد هو أن الشبيحة أفلحوا في تمرير الطبخة وجيء بالأخ عبد القادر محمد زين أميناً عاماً للحركة في الولاية.. والأخ عبد القادر لم نعلم عنه طيلة علاقتنا به ما يمنعه من أن يكون أميناً للحركة الإسلامية في الولاية.. وهو محل تقدير خاص ولا نعلم فيه قدحاً ولا ذماً. ولكنني لن أخجل من أن أقول له والله تمنيت منك لو أنك لم تقبل بهذا الاختيار ولا هذا التكليف وأنت تستحقه بلا دغمسة ولا شبيحة والآن الباب مفتوح على مصراعيه أمامك لتكون أشج الحركة الإسلامية.. فإن كنت فابدأ بأهلك من بني أمية.. وإياك إياك أن تأخذك في الحق لومة لائم..


    ماذا يدور في الجريف غرب؟!


    في الوقت الذي ينشغل فيه شبيحة الحركة الإسلامية بالدسائس والمؤامرات ومصادرة حرية الرأي والانغماس في تأمين المواقع.. وحماية المكتسبات.. وصناعة الأزلام والمحاسيب نجد أن السودان بطوله وعرضه يقع ضحية سهلة لشبكات الفواحش وعصابات الخنا والفجور وبائعات الهوى اللائي يظهرن في شكل بائعات شاي.. ولا أعمِّم ولا أقصد كل بائعات الشاي رغم أن المظهر العام يحتاج إلى وقفة. ولكنني أقصد النساء الوافدات خاصة من الشرق من الحبشة وإرتريا.. وقدوم هؤلاء أكثر ضرراً من قدوم الجنوبيين على أساس الحريات الأربع.. مع أن هناك قواسم مشتركة بين هؤلاء وهؤلاء يجعل قدوم الجميع إلى السودان بهذه الصراحة بمثابة تصريح من الدولة لهدم السودان وكل ما يمثله من قِيم وحضارة وأعراق وتقاليد وثقافة وهوية.. وإنسان.. وصدق إدريس عبد القادر أن الحريات الأربع ليست أربعاً فقط ولكنها أربعون أو أربعمائة أو أربعة آلاف أو بلا حد ولا عد.. فهناك حرية الزنا.. وحرية صناعة الخمر وحرية بيع الخمر.. وحرية السكر.. وحرية الزنا المختلط.. وحرية تجاوز قِيم الإسلام وتعاليمه وآدابه في التمدن والمساكنة والمواطنة والحدود بين الجنسين.. وهناك حرية أكبر وأخطر وهي حرية تصدير الإيدز للسودان هكذا مع سبق الإصرار والترصد ومع التدبير.. والتنفيذ.. والاعتراف الكامل بالحقيقة في مقام «الآن حصحص الحق».


    وهاكم ما حدث في الجريف غرب الحارة الثانية:


    مرضت بائعة شاي إثيوبية ولزمت السرير فتعاطف معها أهل الحي واللجنة الشعبية وتكفلوا بعلاجها.. ولكن يا للفاجعة تبين من الكشف أنها مريضة بالإيدز.. وتعلم أنها مريضة بالإيدز وقد نقلت المرض عن طريق الفاحشة إلى عدد من شباب الحي وتبين أنها قادمة من كينيا ومعها خمس نساء أخريات وتم القبض عليهنَّ وتبين أنهنّ حاملات للمرض أيضاً، وهرب بعضهنَّ واعترف البعض الآخر بالممارسة الجنسية رغم علمهنَّ بالإصابة.. وإحداهن تزوجت بسوداني ثم انتقلوا بعد اكتشاف الأمر إلى مكان آخر. وقامت اللجنة الشعبية بحملة مع السلطات وتبين من «30» امرة أن «3» منهنّ حاملات للمرض. ولا يزال هناك المئات من النساء الإثيوبيات الموجودات في الحارة اللائي لم يتم الكشف عليهنَّ.. وحسب الرواية التي وردت فإن أكثر من «150» غرفة في الحارة مؤجرة لإثيوبيات، والغرفة يحتلها ما بين «10» إلى «15» شخصاً مما يعني أن العدد ألفا إثيوبي وإثيوبية.. وإذا نظرنا إلى النسبة رغم تدنيها من الظاهر فنجد أن احتمال أن يكون بين هؤلاء أكثر من «200» أمرأة إثيوبية حاملة للمرض وعاملة على نشره وسط الشباب بقصد أو بغير قصد نسبة لضعف الوازع الديني والأخلاقي..
    يا أهل الإنقاذ.. الكرسي أم الوطن..؟! الدين أم الدنيا؟ حسبي الله ونعم الوكيل

    ---------------------


    حسن مكي : كل الحركات الإسلامية مخترقة والبوصلة الروحية للحركة الإسلامية تحتاج إلى مراجعات
    October 16, 2012
    ( السوداني )

    المشروع الروحي والاجتماعي يفتقد للقائد

    ………….

    صوت الحركة الإسلامية أصبح خافتاً حتى في الجامعات

    ………….

    لست عضواً في المؤتمر الوطني.. ولست نشطاً في الحركة الإسلامية
    كل الحركات الإسلامية مخترقة
    هنالك مأزومية في بروز أسماء جديدة في الإنقاذ
    المشروع الاقتصادي هو أكبر إنجازات الإنقاذ وأكبر إخفاقاتها
    مشروع الجزيرة توارى، والخطوط الجوية والبحرية تلاشت، والصناعة تدهورت وفرطنا في السكة الحديد
    … والذي يجلس إلى البروف حسن مكي في منفاه الإداري والإكاديمي في جامعة أفريقيا العالمية يكتشف بسهولة أن الرجل أقرب البعيدين وأبعد القريبين.. ويكتشف أن عبارة (البعيد عن العين بعيد عن القلب) ليست حقيقية في كل الأوقات.. الرجل ماهر في نقد الإنقاذ على طريقته وصادق في التماس الأعذار لها دون أن ينتقص من مصداقيته شيئاً.. ومع هذا تظن ولو ظناً عابراً أن الرجل محبوس في مرحلة تاريخية معينة (ربما)… لا أخفي أنني حاولت أن أدفع البروف إلى مربع الإدانة المطلقة للإنقاذ ولكنه ظل يحفظ موقع قدميه جيداً فظل يطلق الأحكام عليها (مضبوطة بالشولة والسكون) في مهارة مدقق أكاديمي لا يترك القوس مفتوحاً والعبارات مسترسلة، طرقنا معه في هذا الحوار عدة محاور… قطع حوارنا لدقائق زيارة سفير إفريقي ووفده.. فهممت أن أسأل البروف تبعدون الجنوب وتقربون الأفارقة؟ ولكن شيطان السهو سرق هذا السؤال بعيداً فلم أندم على نسيانه!!..

    * هل لازلت عضواً فاعلاً في المؤتمر الوطني؟

    صمت طويلاً قبل أن يجيب بكلمة واحدة… (لااااا).

    * ولا أظن لديك مهام مباشرة في تنظيم الحركة الإسلامية؟

    لا لست مباشراً ولكني على اتصال بمكونات الحركة الإسلامية و…

    * أقصد هنا الحركة الإسلامية الحاكمةه؟

    نعم أنا أيضاً أقصد ذلك.. فأنا على اتصال بأمينها العام السيد علي عثمان وبأعضاء مكاتبها القيادية.

    * إذن ومن خلال هذا نستطيع أن نسألك عن تقييمك الخاص لتجربة الإسلاميين في الحكم طيلة الـ 23 سنة الماضية؟

    هنالك خمسة مجالات للتقييم، فهنالك المجال الروحي الفكري ولو قرأت مدونات الأستاذ عثمان حمد الله وهو والد الأستاذ فاروق حمد الله وهو مؤرخ عن الوضع الروحي في الخرطوم في الثلاثينات والأربعينات يقول إن الخرطوم بها بضع مساجد ويعددها بالاسم ولكن الآن الخرطوم بها خمسة آلاف مسجد فهذا يعني أن الزيادة بلغت خمسمائة ضعف مع ملاحظة أن عدد السكان لم ينمُ بهذا المعدل فسكان الخرطوم في الأربعينات كان عددهم في حدود ربع مليون واليوم في حدود 7 إلى 8 ملايين فمعدل النمو لم يتجاوز الـ30 ضعف والقاهرة في 68 أقامت احتفالاً ضخماً بمناسبة مرور ألف عام على إنشاء الجامع الأزهر وسميت جامعة الألف مئذنة.

    * عفواً… ماذا تريد أن تقول؟

    (لم يتوقف عند سؤالي وواصل): الآن الخرطوم فيها أكثر من خمسة آلاف مئذنة وهذا من الناحية الكمية ولكن هل هذه الزيادة تماشت معها زيادة في القدرات الروحية والعطاء والصعود الروحي؟ هذا مع بروز مؤسسات للدعوة ومؤسسات أكاديمية كالجامعة الإسلامية وجامعة القرآن الكريم وحتى جامعة أفريقيا؟ وأصبحت اللغة العربية والثقافة الإسلامية ضمن مطلوبات الجامعة الأساسية؟ يبدو لي أن البوصلة الروحية لا تزال محتاجة إلى مراجعات، فمثلاً نحن نلاحظ أن هنالك نمواً في خط الحركات السلفية ولكن هذا النمو أيضاً متفاوت فهي نفسها ليست شيئاً واحداً فبعضها متصالح مع المجتمع السوداني واستطاعت أن تستوعب طبيعة البيئة الصوفية في المجتمع السوداني وهنالك حركات سلفية مالت إلى التشدد وإسقاط رؤى موجودة في بعض الكتب على واقع سوداني لايفهم هذه الوقائع، مما أدى إلى أشياء محزنة مثل ماحدث في الجرافة وقتل المصلين في رمضان ومن الخليفي ومايحدث الآن من الحركات السلفية التي تدعو للمقاطعة الروحية مع المجتمع، إذن البوصلة واضح أنها تفتقد إلى القيادة الروحية الموجهة وواضح أنه حتى في الجامعات أصبح صوت الحركة الإسلامية خافتاً وأصبح يعلو فقط في تأييد الحكومة، وأصبح السلفيون هم الذين يقودون التزكية والصلوات بدلاً من الحركة الإسلامية، حتى على مستوى الخطاب المسجدي فهو لايزال مأزوماً…. إذن يمكن أن نقول في مسألة المشروع الروحي والاجتماعي فهنالك نمو كمي مع افتقاد للقائد على المستوى القاعدي، وأصبح هنالك مراكز روحية كبيرة للزريبة ولطابت الشيخ عبدالمحمود ولود العجوز، كل هذه مراكز روحية ريفية أصبحت قائدة في الخرطوم.

    * عفواً دعنا في الحركة الإسلامية التي نعني.. وكأن الخطاب الروحي تردى في عهد الإسلاميين الحاكمين أكثر مماكانوا خارج السلطة!

    (قال بحزم) لا أستطيع أن أقول إنه قد تردى، لكن أقول إنه بدون خريطة.. أصبح مفتوحاً وأصبحت هنالك مراكز روحية تقدم خدمات روحية أكثر من الحركة الإسلامية.

    * الحركة الإسلامية صعدت إلى السلطة وتركت تقديم ذلك تماماً؟

    لا.. لا أستطيع أن أقول إنها تركت تقديم ذلك تماماً ولكنها ماعادت في الصدارة أو في المقدمة.. وهذا لأنها ربما حاولت استيعاب كل هذه الحركات فالشيخ البرعي أصبح جزءاً من الحركة الإسلامية و..

    * هل هذا الكلام دقيق يابروف؟

    نعم الحركة الإسلامية حاولت استيعاب كل هؤلاء في أجهزتها حتى بعض الجماعات السلفية ولكن هذا ليس هو السؤال المهم فالسؤال المهم ماهو هذا الخطاب الروحي نفسه؟

    * لايوجد؟

    لا.. لا يوجد هذه كلمة كبيرة.. هو موجود ولكن… عندك مثلاً الشيخ الكاروري لايزال يقود العمل الدعوي في مسجد الشهيد وعندك عدد من قيادات الحركة الإسلامية لايزالون يقودون المساجد و…

    * هل تعني خطبة الجمعة؟

    نعم ولكن مشكلة هذا الخطاب أنه يريد أن يوازن بين خطابات متوازية و…

    * إن كان هذا حكماً فالمظاهرات الأخيرة ضد السلطة خرجت من المساجد؟

    ولهذا أنا أقصد أن المشروع الروحي الفكري، الخطاب الديني المسمى بالمشروع الحضاري يحاول أن يوفق بين المطلوبات الروحية العميقة ومطلوبات الخارج فخذ الظاهرة السلفية، هي ظاهرة عالمية كالطوارق في….

    * بمناسبة الحركات السلفية وصفت بعضها بأنها مخترقة؟

    ربما.. فكل الحركات الإسلامية الآن مخترقة ولكن مؤكد أن الحركات التي تلجأ للعنف وتقتل المصلين لابد أن ننظر لها نظراً عميقاً فيما تفعل؟

    * كيف هذا يا بروف وهي وليدة للخطاب الديني الجهادي الذي أنتجته الحركة الإسلامية الحاكمة الآن؟

    * صحيح.. أعود لك لمشكلة البوصلة الروحية التي تعمل الآن بمقدرتها الذاتية ودون قيادة فكلها تحتاج إلى قيادة وتحتاج إلى عمل وسط الشباب.. طبعاً شبابنا معظمه عاد من الخليج والخطاب الروحي هنالك محدد ومبوتق، وعندما جاءوا إلى الجامعات ملأوا الفراغ الموجود في الجامعات.

    * وانسحبت الحركة الإسلامية من هذا الميدان تماماً؟

    هي لم تنسحب تماماً.. انسحاب تمام “مافي”.. الدوائر دائماً ماتتقاطع فإذا اعتبرت الحركة الإسلامية هي اللون الأخضر والجماعات السلفية هي اللون الأبيض فتتقاطع في اللون الرمادي.. واللون الرمادي فيه عتمة يخليك تشوف الرؤية!

    * حسناً دعنا ننتقل لمحور التقييم الآخر…

    المشروع السياسي للحركة الإسلامية أيضا تأخر كثيراً فالآن في أثيوبيا أجيز الدستور الدائم في 94 وخلاص، مع أن الثورة الأثيوبية قامت بعد الإنقاذ ومع أن الوضع الإثني في أثيوبيا أكثر تعقيداً من السودان ولكن إلى الآن دستور 56 تتم إعادته بصياغات مختلفة، نحن في 2012 ولازلنا نخاطب قضية سنة 56 وهذا تأخر، خذ أيضاً الحكم الإقليمي الآن فالوالي ينتخبه الإقليم وكأنه ليس للرئيس صلاحيات عليه فبرزت مشكلة القضارف والنيل الأزرق ودارفور فنضطر نحكم بالطوارئ هذا أيضاً يحتاج إلى مراجعات، بعدين وضعية الحزب الحاكم هو حزب حاكم حزب مهيمن.. يقولون لك في لجنة الدستور الآن 34 حزباً وهذا كلام قد لا يحترم عقول الناس لأنه لاتزال الخريطة الحزبية القديمة موجودة، لا توجد في الخرطوم قوة جديدة فاعلة وحقيقية.. حركات دارفور المسلحة هي الفاعلة فقط ومؤثرة، الشيء الثاني لم تبرز قيادات سياسية جديدة، الإنقاذ إلى الآن لم تقدم وجوهاً سياسية جديدة، والوجوه الموجودة الآن هي التي تشكلت في عهد مايو للأسف حتى الوجوه الجديدة تغلب عليها عقلية الموظف أكثر من عقلية السياسي الذي لديه قدرة على إنتاج خطاب سياسي ولديه القدرة على القيادة.

    * ولكن واضح سبب العلة في هذا أن الدولة براغماتية لا تحمل مشروعاً سياسياً محدداً وتقاد بإرادة محدودة فمن أين تبرز إرادة سياسية جديدة؟

    لا (قالها ممدودة)، ليس لأنها ليس لها مشروع سياسي ولكن التحديات جعلتها تغفل عن صناعة عقول سياسية و….

    * أراك تلتمس لها العذر، فهل تصنع العقول السياسية صناعة؟

    لا العقول السياسية لا تصنع، العقل السياسي يأتي نتيجة معاناة، وربما قدر الإنقاذ أدى إلى استشهاد عدد كبير من الذين كان يمكن أن يكونوا قادة أمثال الشهيد علي عبدالفتاح مثلاً، لا أدري ولكن واضح أن هنالك مأزومية في بروز أسماء جديدة في الإنقاذ ففي دارفور برز مني وعبد الواحد و…

    * هي برزت يادكتور ولكنها أبعدت أو ابتعدت مثل الطيب زين العابدين و…

    (مقاطعاً)… لا طيب زين العابدين سابق حتى لعلي عثمان.

    * مفهوم مفهوم… ماهو محور تقييمك الثالث؟

    هو المشروع الاقتصادي، وأعتقد أنه أكبر إنجازات الإنقاذ وأكبر إخفاقاتها في آن واحد!! أكبر إنجازاتها في هذا التواصل الجغرافي عبر شريان الشمال الذي ربطنا بمصر وعبر شريان الشرق الذي ربطنا بالمتمة الأثيوبية وشريان الغرب، وشريان الجنوب الذي ربطنا بالرنك، ثم ثورة الهاتف السيار، ثورة التعليم العالي التي ضاعفت العدد 80 ضعفاً، وثورة السدود وحرث المياه والامداد الكهربائي.

    * يابروف ماذكرته ليس محل اتفاق؟

    ربما فأنا أقول إن هذه الإنجازات (رقدت) على إخفاقات منها مايحدث لمشروع الجزيرة الذي كان عملاقاً فتوارى، ومنها السكك الحديدية التي كانت أساس مشروع السودان الحديث.. لا أحد فرط في خطوط سككه الحديدية غيرنا حتى زامبيا حافظت عليها إلا نحن، الخطوط البحرية تلاشت، الخطوط الجوية تلاشت، الصناعة في السودان تدهورت هي تعمل الآن بـ(20 أو 25%) من طاقتها حتى الصناعات الكبيرة لولا أنها مقفولة على شخصيات معينة في مجال القمح لتدهورت أيضاً، لهذا تستطيع أنت أن تعطي الإنقاذ إنجاز بنسبة 60إلى 50% وهنالك إخفاقات بنسبة 40إلى 50% و…

    * أراك جاملت الحكومة يابروف في هذه النسبة، فالزراعة انهارت تماماً والصناعة كذلك، وزير الزراعة يقول إن الدولة أصبحت تدعم الاقتصاد الاستهلاكي وليس الاقتصاد المنتج؟

    طبعا انهيار نهائي ده مافي… النتاج الزراعي هذا العام مقدر له بخمسة ملايين طن وهذا غير مسبوق ربما إلا في نيجيريا لكن…..

    * لا تعتقد أن إنجاز الحبوب هذا العام، هو إنجاز للرحمة الربانية المناخية، وليس ناتجاً عن تخطيط الدولة، وإذا أردنا معرفة التخطيط فلنقس بمساحة المحاصيل النقدية كالقطن الذي تقلصت مساحته هذا العام و…

    صحيح صحيح ربما أتفق معك، أنا تحدثت عن الزراعة كمحور من محاور الإخفاق قبل قليل.



    --------------------

    تأكيدا لانباء الانشقاق الوشيك : تيار بالحركة الإسلامية يتجه إلى ترشيح مبكر لعلي عثمان
    October 15, 2012
    ( النور أحمد النور – الحياة )

    يتجه تيار في «الحركة الإسلامية» في السودان إلى اختيار زعيمها الحالي علي عثمان طه مرشحاً للرئاسة في الدورة المقبلة عقب نهاية فترة الرئيس عمر البشير بعد أقل من عامين. وأعلن طه أنه لن يترشح لدورة ثالثة في قيادة الإسلاميين في مؤتمر يعقد الشهر المقبل.

    وعُلم أن دستور «الحركة الإسلامية» الجديد حوى نصاً بإنشاء «قيادة عليا» للتنسيق بين «الحركة الإسلامية» وحزب «المؤتمر الوطني» الحاكم والحكومة لمنع نشوب نزاع بين القيادات الإسلامية التي تدير الحكم منذ 23 عاماً.

    ويُرجح أن يتولى البشير رئاسة القيادة الجديدة خوفاً من تكرار إنشاق الإسلاميين كما حدث بين البشير وزعيم الإسلاميين الروحي حسن الترابي. ويعتقد مراقبون بأن المجلس الجديد سيضعف من منصب الأمين العام للحركة.

    ولا يشغل البشير موقعاً قيادياً في «الحركة الإسلامية»، لكنه يتمتع بعضوية مجلس شورى الحركة، ويعتبر قائداً لتحالف المؤسسة العسكرية مع الإسلاميين. وقالت مصادر مطلعة في أوساط الحركة لـ «الحياة» إن قطاعاً مؤثراً في «الحركة الإسلامية» يتبنى اقتراح ترشيح طه الذي يتولى منذ تنحي الترابي منصب نائب الرئيس في الحزب والقصر الرئاسي، إلى جانب قيادته الإسلاميين، في الانتخابات الرئاسية المقبلة واعتماد الترشيح من مؤتمر الإسلاميين الشهر المقبل ثم الحزب الحاكم العام المقبل.

    وقطع طه خلال مخاطبته نساء «الحركة الإسلامية» التي أجهزت على السلطة في انقلاب حمل البشير إلى السلطة العام 1989، بأنه لن يترشح لدورة ثالثة عقب انتهاء ولايته الحالية الشهر المقبل. وقال: «نحن عازمون على التجديد لتتولى قيادة الحركة والحزب والدولة قيادات جديدة، وآن الأوان لنجلس على مقعد مجلس الشيوخ لتقديم النصح ولا خوف على الحركة طالما العضو فيها يقدم العطاء». وأضاف: «عازمون على الدفع بأجيال جديدة في الهياكل القيادية للحركة، ولا مجال لاحتكار المناصب في الجهازين السياسي والتنفيذي».

    وذكر أن «هناك أناساً يتحدثون عن أن عقد الحركة الإسلامية سينفرط في حال تركها القادة الحاليون… سيتبدد ظنهم ولن ينفرط عقد الحركة»، مطالباً بـ «تجديد الشراكات مع القوى السياسية المتحالفة مع الحكومة ودعمها». وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر الثامن للحركة المقرر الشهر المقبل «سيراجع أسباب الضعف الذي اعترى الحركة الإسلامية وهو فرصة لمراجعة الذات والكسب الذي تحقق خلال الأعوام الثلاثة والعشرين الماضية من حكم الحركة».

    ويعتقد إسلاميون بأن عدم ترشح طه لقيادة الإسلاميين بعد قضائه دورتين في المنصب من شأنه تخفيف حدة التذمر التي تتصاعد وسط شباب الحركة منذ مطلع العام الحالي، والتي أدت إلى تسليمهم قيادة الحركة والحزب مذكرة شملت انتقادات لأداء القيادات واتساع رقعة الفقر والفساد والمحسوبية وطالبت بإصلاحات جذرية.

    ومن ضمن الإصلاحات التي يطالب بها الشباب فك الارتباط بين الحزب والدولة، وضمان عدم احتكار مؤسسات الدولة من قبل منسوبي الحزب الحاكم، وإعادة تعريف العلاقة بين «الحركة الإسلامية» وحزبها، وإطلاق الحريات العامة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، والتوصل إلى تسوية سلمية مع الحركات المتمردة في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

    وتوعد البشير في وقت سابق الموقعين على المذكرة بالمحاسبة باعتبار أنهم «تكتلوا خارج القنوات التنظيمية». ووقعت خلافات تاريخية بين بعض قيادات الحركة أبرزها بين زعيمها السابق الترابي والبشير في نهاية التسعينات. وبعد إقصاء الأول سعى النظام الحاكم إلى تحجيم الدور السياسي للحركة. ومنذ ذلك الوقت بقيت من دون ترخيص رسمي يعطيها شرعية العمل سواء باعتبارها حزباً أو جمعية دعوية.

    وانحاز طه إلى البشير في خلافه مع الترابي في نهاية العام 1999، وكان وقتها نائباً للترابي في «الحركة الإسلامية». وانتقد إسلاميون في الثمانينات الترابي لاختياره نائباً له متجاوزاً نخبة ممن يكبرونه سناً وخبرة في العمل السياسي من الإسلاميين.



    ------------------

    بعد أن سبقتهم مذكرة (الألف أخ) و”قطبي المهدي”: متى يتحدث الصامتون في الوطني؟؟
    October 15, 2012
    ( محمد محمد عثمان – المجهر )

    لم يكن القيادي في حزب المؤتمر الوطني– الحاكم ورئيس جهاز الاستخبارات الأسبق الدكتور “قطبي المهدي” يتوقع قط أن تثير تصريحاته التي نشرتها صحيفة (الشرق الأوسط) التي قال فيها إن (الإنقاذ دواء فقد صلاحيته) كل هذه الضجة والغبار الكثيف والجدل داخل أروقة الحزب وخارجه, ذلك لأنه فسّر تصريحاته خلال حوار نُشر بـ(المجهر) في وقت سابق بأن ما قاله هو مجرد آراء وأفكار تُقال وسط قيادات من الحزب، وإن الأمر ليس سراً ولا غريباً علي قيادات الإسلاميين. وقطبي ليس أول قيادي في الوطني يتحدث بشجاعة عن الأوضاع داخل حزبه, فقد سبقته إليه المذكرة التي رفعها عدد كبير من القيادات الوسيطة والشباب، التي عُرفت إعلامياً بمذكرة (الألف أخ) وهي المذكرة التي طالبت بإصلاحات عاجلة داخل المنظومة الحزبية وزيادة مواعين الشورى والديمقراطية واتخاذ القرارات، خاصة تلك التي تتعلق بمصالح البلاد. غير أن انتقادات “قطبي” جاءت وهو داخل الحزب– وإن لم يكن يتقلّد منصباً بعينه– وليس عندما فارقه أو فارق المنصب القيادي أو الحكومي كما درجت العادة. ومن أشهر من انتقدوا الحزب بعد خروجهم هو رئيس حزب العدالة “أمين بناني” الذي قال في تصريح شهير نصه: (المؤتمر الوطني حزب تديره مجموعة صغيرة ذات عقلية أمنية, وهي تحاول بهذه العقلية أن تحل مشاكل السودان.. وعلى الأخ الرئيس الفريق البشير أن ينفتح على الشعب السوداني بكل قطاعاته وإلا فإن السنوات المقبلة ستشهد مفاجآت كثيرة). ويُلاحظ أن هنالك قيادات أخرى نافذة فقدت الكثير من مناصبها وبريقها وسطوتها المعروفة عنها، ولكنها لاذت بالصمت الطويل وفضّلت أن تظل بعيدة في مناطق الظلال, وأن تراقب الأحداث عن بعد ولا تشارك في صناعتها. ومن هؤلاء نذكر رئيس جهاز المخابرات السابق, ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية, والرجل الذي يحمل مستودعاً ضخماً من أسرار الحزب والدولة الفريق “صلاح عبد الله قوش”, الذي ظلّ يعتذر للصحفيين والإعلاميين عن إجراء أي حوار أو التصريح فيما يختص بالقضايا العامة أو الحزبية, وظل يكتفي بالجلوس في مقعده في قبة البرلمان ويتابع الجلسات, ومن ثم يقضي جل وقته في متابعة أعماله التجارية والاستثمارية الخاصة. أما القيادي الآخر الذي ظل يلوذ بالصمت الطويل هو الدكتور “غازي صلاح الدين” الذي لديه الكثير ليقوله, خاصة أنه كان ممسكاً بملف السلام والتفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في العام 2003م قبل أن يتم نقل الملف إلى النائب الأول لرئيس الجمهورية “علي عثمان محمد طه”، بعد أن أبدى “صلاح الدين” تحفظاً على كثير مما جاء في مسودة (مشاكوس) التي أسست فيما بعد لاتفاقية السلام الشامل الموقع في العام 2005م، والتي منحت جنوب السودان حق تقرير المصير لأول مرة بصورة صريحة ووضع آليات له. كما أن “العتباني” قد تسلّم ملف سلام دارفور بعد وفاة الراحل الدكتور “مجذوب الخليفة”, وحقق نجاحات ملحوظة فيه، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات السودانية التشادية التي عادت إلى طبيعتها خلال إشرافه على الملف بعد توتر دام لسنوات. ولكن المفاجئ أن الملف نُقل إلى الدكتور “أمين حسن عمر” دون إعطاء تفسيرات إو مبررات واضحة. وشخصياً حاولت أكثر من (4) مرات استنطاق “صلاح الدين” عن كثير من المسكوت عنه في هذه الملفات وغيرها من شؤون الحزب الذي يترأس كتلته في البرلمان, إلا أنه يعتذر كل مرة ويعلل اعتذاره، وآخرها خلال الشهر الماضي في البرلمان عندما قال لي باقتضاب: (سأتحدث حينما يحين الوقت المناسب). وعلى ذكر النائب الأول لرئيس الجمهورية يبدو هو أيضاً صامتاً عن قول أي شيء حول الاتفاقيات الأخيرة التي وقعتها الحكومة مع الجنوب بأديس أبابا, حيث لوحظ أنه لم يصرح بأي شيء حولها لحث الرأي العام على قبولها أو انتقاد الذين يحاولون تعطيلها منذ توقعيها قبل نحو أسبوعين, وكان معظم الصحافيين والمراقبين السياسيين يتوقعون منه أن يقول شيئاً عن الاتفاق خلال مخاطبته لمؤتمر شورى المرأة- الأسبوع الماضي- إلا أنه فاجأ الجميع بعدم ذكر أي نص حولها واكتفي بتأكيده بأنه سيتخلى عن مقعده كأمين عام للحركة الإسلامية. ويبدو صمت “طه” غريباً في هذا الملف إذا عرفنا أنه هو عرابه الأول ومهندسه الفعلي بالاشتراك مع مؤسس الحركة الشعبية الراحل الدكتور “جون قرنق”، حيث ظلا في غرف التفاوض المغلقة لفترة قاربت عاماً كاملاً. وليس هنالك تفسير محدد لصمت النائب الأول عن الحديث في المفاوضات مع جنوب السودان, إلا أن “طه” كان قد أطلق تصريحاً شهيراً ونادراً واعترف بقوله إن السودان ما كان يجب له منح الجنوب حق تقرير المصير الذي بسببه انقسمت البلاد إلى شطرين. ودعا دول العالم الأفريقية والآسيوية خلال مخاطبته منتدى السلام والتنمية نهاية العام الماضي إلى عدم تكرار تجربة السودان، واعتبرها نموذجاً يحتذى به، وقال: (نأمل أن تتوصل البلاد الأخرى التي تعيش تجارب مماثلة إلى حلول أفضل.. لأننا وبالرغم من قبولنا لمبدأ تقرير المصير إلا أننا نرى أنه لا ينبغي أن يكون الخيار الأول الذي تُبنى عليه العلاقات بين المجموعات في البلد الواحد، وإنما علينا أن نبحث عن البدائل الأخرى). ولا تنحصر ظاهرة الصمت عن الحديث داخل شؤون الحزب وخارجه في القيادات في المركز فقط, وإنما تشمل أيضاً قيادات نافذة في الولايات لديها الكثير من الكلام لتقوله, فمثلاً والي ولاية جنوب دارفور السابق “عبد الحميد موسى كاشا” الذي أُقيل من منصبه وعُيّن حاكماً لولاية جديدة أنشئت في شرق دارفور فرفض المنصب الجديد واستقال من منصبه القديم, فضّل أن يكون صامتاً مع أن هنالك العشرات من الدعوات الإعلامية والصحفية له ليتحدث، إلا أنه ظل على موقفه الرافض للحديث حول ما يدور داخل الحزب الوطني, كما أن والي ولاية القضارف “كرم الله عباس” الذي استقال من المنصب بعد الصداع العنيف الذي سببه للمركز بسبب مواقفه التصادمية, قد استعصم بالصمت بالرغم من مرور فترة طويلة جداً على الاستقالة. والسمة المشتركة للقيادات الصامتة هي أنها تقول إنه ليس هنالك شيء للحديث حوله أو أنهم يقولون إنهم ينتظرون الوقت المناسب للحديث. والأكثر من ذلك، فإن الناطق الرسمي باسم الحزب الدكتور “بدر الدين أحمد إبراهيم” لا يبدو أنه قادر على شفاء غليل الصحافيين خلال التصريحات الراتبة والمنتظمة التي يعقدها بشكل منتظم, ذلك أن معظم الصحافيين يفضلون أخذ التصريحات من نائب رئيس الحزب الدكتور “نافع علي نافع” أو أي من القيادات الأخرى حال توفرهم. وفي معظم الأحوال فإن تصريحات الناطق الرسمي للحزب تكون مجانبة للواقع أو ما هو معلوم بالضرورة, وليس أدل على ذلك من تعليقه على ظهور القيادي في الحزب الدكتور “ربيع عبد العاطي” في برنامج (الاتجاه المعاكس) الذي تبثه قناة الجزيرة بقوله إن “ربيع” ليس قيادياً بارزاً في الحزب وإن هذه الصفة لا تنطبق عليه. ولكن ما أن مرت فترة قصيرة حتى بات “عبد العاطي” قيادياً ويشارك في اجتماعات المكتب القيادي بانتظام ويصرًح للصحافيين أيضاً!

    وفي هذا الصدد يقول القيادي في الحزب الدكتور “أمين حسن عمر” إنه أولاً- لا توجد أشياء سرية داخل حزب المؤتمر الوطني وكل شيء معروف وفي الهواء الطلق, وثانياً- فإن الحزب يعقد مؤتمراته كلها بانتظام، ويقوم الأعضاء سواء القيادات أو القواعد المصعدة بمناقشة كل شيء بالتفصيل دون حجر من أحد. وقال “أمين” خلال حديثه لـ(المجهر) إن ظاهرة الصمت يُسأل عنها الصامتون لو جاز هذا الأمر, ولكن الحزب يناقش كل شيء وهنالك آراء كثيرة وخلافات في وجهات النظر في عدد من القضايا المطروحة, وذهب “أمين” إلى أكثر من ذلك عندما أكد أن قضايا المذكرات ستناقش أيضاً خلال مؤتمر الحركة الإسلامية الذي هو جزء من الحزب بقوله: (نعم, كل الأمور الخلافية ستناقش ولكنها ستناقش باعتبارها قضايا وليس مذكرات، وهنالك نقاش موجود الآن وأصوات عالية واشتطاط. وأنا سعيد بذلك، بوجود مثل هذا الاختلاف, بل أنا قلق من كثرة التوافق وليس الانشقاقات. وأنا أرى أن الوفاق المفرط خطر على الحركة الإسلامية والحزب أكثر من الانشقاقات).

    ومنذ أن جاءت الإنقاذ إلى الحكم في العام 1989م ظلّ رئيس الجمهورية “عمر البشير” رئيساً لحزب المؤتمر الوطني منذ ذلك الوقت وحتى الآن, كما ظلّ نواب الرئيس في الحزب في مناصبهم لفترة طويلة, وأعلن “البشير” زهده في السلطة وعدم ترشحه لرئاسة الحكومة أو الحزب بعد نهاية ولايته في العام 2015م. وطالب “قطبي” نواب الرئيس بالاستقالة بمن فيهم “طه” في حال استقال الرئيس.

    ويضع المحلل السياسي وأستاذ الفكر السياسي الدكتور “عز الدين ميرغني” ثلاثة سيناريوهات يفسّر بها صمت هذه القيادات عن الكلام، وقال خلال حديثه لـ(المجهر) إن بعضها ما زال يطمع في العودة إلى الأضواء والمناصب وبالتالي لا يريد أن يحرق كل مراكبه حتى يستطيع العودة بها مرة أخرى. ويضيف “ميرغني” الذي يدرّس في عدد من الجامعات السودانية إن السبب الثاني في صمت القيادات هو خوفها من المحاسبة وردة الفعل من القيادات النافذة والممسكة بالسلطة، ويدلل على ذلك بقوله: (سمعنا أن الدكتور “قطبي المهدي” تعرّض للمساءلة في داخل الحزب بعد التصريحات التي نشرتها له الشرق الأوسط.. ومع اعتقادي أن “المهدي” من القيادات الشجاعة والجريئة إلا أنه لن يعود لتكرار التصريحات من على هذه الشاكلة). أما التفسير الثالث، حسب “ميرغني” فهو (بعض هذه القيادات لا يثق في الصحف السودانية ويرى أنها موجهة من بعض القيادات الأخرى داخل الحزب نفسه, وبالتالي يعتقد أن أية محاولة لطلب الحديث حول موضوع مسكوت عنه هو محاولة من هذه القيادات لجره إلى المصيدة التي أُعدت بعناية).
                  

10-18-2012, 09:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    القيادي بالمؤتمر الشعبي الشيخ "إبراهيم السنوسي" لـ (المجهر)
    "(الإنقاذ) انتهت وتعذّر رتقها .. ولا سبيل غير تغييرها سلمياً
    04/10/2012 15:15:00

    حوار - صديق موسى دلاي

    "إبراهيم السنوسي"، بعد سنواته السبعين، له خطوة شابة وتعبير حي وبشاشة بطعم الدنيا إذا أتت الرياح بما يشتهي، وبعد كل جملة يقولها ثمة أخريات تحت الغصة لا سبيل لاستدراكها، فالرجل خبير برسم الطريق..
    وفي الصالون الرومانسي، لا سيما في المساء، إذا أُضيئ النور الأصفر وبرزت المنضدة والمراجع والقصاصات التي يكتب فيها سنوات السجن وذكريات الحركة، مروراً بالتحديات التي تواجه السودان في مقبل السنوات.. في ذلك الصالون المعدّ أصلاً للاجتماعات الرفيعة، طلب تنويره بالمحاور لينظم أفكاره، وأطلقنا نكاتاً تمهيداً للصراحة والشفافية، وانقضت ساعتان من الانسجام في بؤر قضايا الناس والوطن والحزب والحركة.. وكانت نجوم العاشرة مساءً شاهدة على الحزم والجدية لتوضيح الصورة على الطبيعة، وفي الأثناء ذاتها تلقى "السنوسي" مكالمة وأكرم (المجهر) بالقصة.. إنه ابن "علي الحاج" جاء من ألمانيا ونال الجنسية، وكان أيام المفاصلة طفلاً صغيراً، جاء الآن ليتزوج.. والحوار متشعب فإلى تفاصيله المحكية:

    { حدثنا عن منفستو الحركة الإسلامية؟
    - كلمة (منفستو) إنجليزية ولا علاقة لنا بها، ولدينا دستور الحركة مكتوب منذ عام 1954 ومصدره القرآن والسنة يدعو للإسلام بالحسنى.
    { ولكنكم ظللتم نخبة؟
    - نحن حركة قامت طلابية وشبابية، لكننا نعمل في وسط المجتمع ولا ننسي أننا حركة عالمية، لأن النبي "صلى الله عليه وسلم" أُرسل للناس كافة، والحركة متحركة مع تغيرات المجتمع، تتطور وتتقدم.
    { كيف تتطور وتتقدم؟
    - بتطور السودان، فالديمقراطية الأولى في 1954م لن تكون هي ذاتها، والحركة تتطور بما يقتضي تنوع الحلول، كمثال، قضية الجنوب لامتحان قدرة توفير الخيارات، هم مسيحيون ونحن غالبية مسلمة، وكان التحدي كيف نحكم بالشريعة مع وجود آخرين، وتفاهمنا على مساحة واسعة لحرية اعتقاد الأديان.
    { القضية واحدة.. نأخذ مثالاً الاقتصاد والحريات؟
    - كل شيء ناقشناه بدقة، الحريات المتعددة والاقتصاد، وأن لا يكون هناك ربا، فالربا محرم في المسيحية أيضا لأنه استغلال.
    { نرجع لدستور الحركة الإسلامية؟
    - الدستور مع اكتمال صور أخرى كالفيدرالية يبني ملخصات وافية لبناء وجهة نظر سياسية منسجمة، ونعدّ دستور 1998م نموذجياً وفيه الحقوق والواجبات، فالبرلمان لا يُحل بالمزاج، والطوارئ لا تُعلن إلا بموافقة البرلمان، وهذا الدستور وقّع عليه "البشير" رئيس الجمهورية.
    { كيف تحل التشابك بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والحكومة التنفيذية؟
    - التشابك موجود فقط في ذهنك، وفي فهمنا أن الحركة الإسلامية في أحشاء المؤتمر الوطني بمبادئها طبعاً، والمؤتمر مُلزم بتنفيذ كل السياسات.
    { هذا معناه أن وظيفة الحركة الإسلامية رسم خطي الدولة؟
    - وظيفة الدولة منحصرة في توجيه السياسات والإشراف على دولة تسير على قيم، وتعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    { كل ذلك النشاط والحركة بدون جسم واضح؟
    - نعم، غابت الحركة الإسلامية بوجودها العضوي.
    { أُعلن عن قيام مؤتمر للحركة ومنعت الدعوة للمؤتمر الشعبي؟
    - لا أريد التحدث عن هذا الموضوع، وما يخصهم لا ينبغي أن يخصنا، فالتقديرات مختلفة تماماً.
    { هم يدعون أنهم الممثلون الشرعيون للحركة الإسلامية؟
    - احسبهم ولن تجد منهم واحداً حضر المؤتمر العام الأول، التقوا في حنتوب وخور طقت، انظر فقط لـ "يس عمر الإمام" ظل في الحركة لأكثر من نصف قرن، (هؤلاء صغار)، ومن حضر ذلك المؤتمر تجده مهمّشاً لا حول له ولا قوة.
    { ما نعلمه غير ذلك.. قرار حل الحركة الإسلامية بواسطة "الترابي"؟
    - لم تُحل الحركة الإسلامية في يوم من الأيام أصلاً لأنها كانت قائمة قبل الإنقاذ.
    { أيهما أقوى في تقديرك.. بناء صلب للحركة أم قرار حلها نهائياً؟
    - هم يقصدون حركة فيها الحريات معدومة، والعمل النقابي معطل، ولا فرصة للتظاهر والاحتجاج، وكيف لحركة قائمة على الشورى أن تدوس أن تفعل ما فعلت في الانتخابات.
    { تحدث كما تشاء؟
    - نعم، وهناك إباحة الربا وهو عندنا أعظم من جريمة الزنا، والناس يضيعون في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، والحرب مستمرة.
    { والأفراد كوادر الحركة الإسلامية؟
    - الشقي منهم من تم اكتشافه، وهم لا يعلمون أن الناس يعرفون عنهم كل شيء، والحركة بقيمها وليس شعاراتها، والكل الآن مدجج بالحصانات، وفي الإسلام لا حصانة لأحد، والمثال البارز الرسول "صلى الله عليه وسلم" حينما طلب منه الأعرابي أن يأخذ حقه فقبله على ظهره.
    { كل تلك العيوب موجودة في الحركة التي ترتب لعقد مؤتمرها العام مطلع نوفمبر القادم؟
    - نعم، وما يقال عن مؤتمر الحركة يتناقض مع مبادئ الحركة الإسلامية التي نعرف ونفهم ونحفظ، حيث سلوك الأفراد متشابه في الدولة وعند الأفراد في أنفسهم.
    { إذن ما المرامي الخفية وراء تضخيم الحدث والإصرار عليه؟
    - باسمها يأخذون شرعية ويدغدغون مشاعر المسلمين أنهم ما زالوا على الجادة، وأن هناك حركة تحكم، والصحيح أن ما يحصل الإسلام منه بريء.
    { لماذا تحجر على الآخرين بناء مؤسساتهم المعبّرة عنهم؟
    - ليس صحيحاً أنني أحجر، وهم بعيدون عن بنائها الأول فكيف يعرفون تاريخها، ولأنني كنت معاصراً كل مراحلها فقد كانت لها أجهزة منتخبة، ومن بينها مجلس الشورى، له اختصاصات محددة ومدة وأجل، وآخرها أكمل مدته وأنجز مهمته قبيل مجيء الإنقاذ.
    { وكيف كانت مهمته بعد مجيء الإنقاذ؟
    - قرر ذلك المجلس أن يتأنى في المجلس القادم لينضم إليه آخرون.
    { من هؤلاء الآخرون؟
    - كان المجلس يضم المدنيين، والمقصود بالآخرين الأجهزة الأمنية.
    { الأجهزة الأمنية؟!
    - العسكر.
    { قلت إنك واحد من (ستة) أتوا بالإنقاذ.. من هم الخمسة الباقون؟
    - "حسن الترابي"، "علي عثمان"، "يس عمر الإمام"، "عوض أحمد الجاز" و"علي الحاج".
    { إذن قلبك مليء بالأسرار.. حدثنا لو كان المجال يسمح؟
    - كلهم أُنيطت بهم مهام في الإخراج، وحينما تموت الإنقاذ سنقول كل شيء.
    { ربما عملت ونفذت مع الأستاذ "علي عثمان" كثيراً من المهام الخطيرة.. هل تعرف الرجل جيداً؟
    - كان بيني و"علي عثمان" علاقة عميقة جداً وحميمة مع أسرته، وبيننا تكليفات مشتركة قمنا بها في إطار التنظيم الواحد.
    { حدثنا عن عمل مشترك واحد؟
    - عقب أحداث يوليو 76 وأنا محكوم عليّ بالإعدام، ومطلوب من قبل أجهزة أمن "النميري"، كان "علي عثمان" مسؤولاً عن تحركاتي، وهو الوحيد الذي كان يعلم بتحركاتي ومكان اختفائي.
    { (سبحان الله) تفرقت بكم السبل.. متى آخر مرة تقابلتما فيها؟
    - لا أذكر.
    { إلى هذه الدرجة ضاقت المواعين؟
    - هو (مؤتمر وطني) وأنا (مؤتمر شعبي).
    { المؤكد أن الحزب الآخر مطمئن أنك لن تفشي الأسرار الكبيرة؟
    - ليس اطمئناناً، والإنقاذ أسرارها متعددة في صدور الرجال، وكل في موقفه وتكليفاته يمتلك نوعاً من المعلومات.
    { أين يوجد الصندوق الأسود للإنقاذ؟
    - عند الأمين العام الدكتور "حسن عبد الله الترابي".
    { (تعال أقول ليك).. أنتم في المجتمع السوداني مجرد حركة نخبوية؟
    - الحقيقة الحركة بدأت طلابية شبابية في كنف الشباب، ثم أخذت أبعاداً شعبية من بعد أكتوبر وتكوين جبهة الميثاق ثم الجبهة، ونلنا في آخر انتخابات (50) مقعداً في البرلمان.
    { (50) مقعداً أغلبها في المدن؟
    - (مين قال ليك؟).. طفنا السودان قرية قرية، الجميع سمع بنا وفي عهد "النميري" عندنا (9) وزراء.
    { الشعبية لا تقاس بعدد الوزراء؟
    - نحنا حركة شعبية وليست نخبوية، ولم تكن معزولة أو صفوية.
    { بعد مفاصلة رمضان 1999 تم توجيه كوادركم في المؤتمر الشعبي بالتغلغل في المجتمع ووسط الجماهير؟
    - ليس التغلغل، بل لمزيد من التغلغل داخل المجتمع ومنظمات المجتمع المدني.
    { كيف تقدر مساحة الحرية السياسية لأي بلد؟
    - إن كانت هناك حرية وديمقراطية فالمجتمع يصبح هو الذي يأتي بالسلطة، ولن يغتصبها عسكر.
    { ولكن الإنقاذ جاءت بالعسكر؟
    - سنردد كلاماً كثيراً قلناه من قبل لتوضيح هذا الجانب، فالكل كان يخطط للقيام بانقلاب عسكري.
    { كيف تنظر لواقع الإدارة الأهلية على سبيل المثال؟
    - موجودة، ولا أحد ينكر أن الطائفية موجودة في الساحة، بل في كل العالم العربي والأفريقي، والطائفية في السودان في طريقها إلى زوال، وقياداتها سبب تمزقها مما لا يبشر لها بمستقبل، لأن منهجها يقوم على الفرد الزعيم، يأمر ولا يؤمر ولا يشاور.
    { وما هو سبب زوال الطائفية وهي معمرة منذ مئات السنين؟
    - انعدام الحرية والديمقراطية في الطائفية هو سبب فنائها، وعدم وجود برنامج يلبي حاجات المجتمع المعاصر، حاجات الشباب في الفن والرياضة والاقتصاد، والتعرف على الخارج وماذا يجري في العالم.
    { قلت إن قيادات الطائفية سبب تمزقها.. هل تقصد الإمام "الصادق" ومولانا "الميرغني"؟
    - أنا لا أتكلم عن أشخاص

    " { وقفنا في الحلقة السابقة عند محطة الطائفية.. ألم تظهر بعض علاماتها عندكم، فكثيراً ما نسمع شيخ "الترابي" شيخ "علي" وشيخ "السنوسي".. ما الفرق إذن؟
    - ذكرت لك نحن حركة شبابية طلابية، كنا أنداداً ولم يكن بيننا ابن زعيم أو ابن صوفي، ومفهوم الشيخ في الحركة الإسلامية أساسه حافظ القرآن أو بحكم العمر (دا الأساس).
    { أحياناً الأداء يخون الفكرة؟
    - ليس من تأصيل لوجود الشيخ، ونقول لصبي حافظ القرآن (يا شيخ)، فقط بفضل حفظ القرآن، وليس مكانة اجتماعية، كما نرفض الظاهرة بكل إنتاجاتها.
    { نذهب جنوباً.. هل كانت مذكرة التفاهم من أسباب تسريع نيفاشا؟
    - كنا نهتم بالجنوب قبل الجميع، وفي دستورنا هناك فصل عن الجنوب.
    { معروف عن الإسلاميين التمدد باسم الدعوة في بلاد الغير.. هل كان الجنوب نافذة مناسبة؟
    - نحن مع الوحدة، ونعتقد أننا وصلنا لتفاهمات بشأن تطبيق الشريعة في الشمال دون الجنوب والإبقاء على العاصمة قومية كما هي، وأعطينا فرصة كبيرة للوحدة بتحديد الفترة الانتقالية (11) عاماً وليس (6) أعوام، مع كل ذلك توجد حرية أديان واعتقاد.
    { كيف تبدو علاقتكم مع الجنوبيين حالياً؟
    - بين الحوار المستمر والصداقة.
    { ومذكرة التفاهم؟
    - حلت حزبنا، وكانت مهمة، لأنها مبنية على الثقة والطرح المعقول المتسامح.
    { الشاهد الواضح أن "قرنق" كان يحترم "الترابي"؟
    - قال لهم: لن تطأ قدمي الخرطوم إذا لم تطلقوا سراح "الترابي"، وفك سراحه ليلاً وجاء "قرنق" إلى الخرطوم صباحاً.
    { ولكن قرنق يدعو ليل نهار للعلمانية البديل المناسب لإدارة تنوع السودان؟
    - لا.. لا، ما نعرفه عنه إيمانه بالحريات السياسية والحرية الشخصية.
    { هذا ما تم التوصل إليه بالضبط في نيفاشا؟
    - (نيفاشا دي نحن أبرياء منها).
    { هل تعتقد أنكم تملكون خياراً آخر على التفاوض أفضل من نيفاشا؟
    - دائماً رصيدنا الطرح المعقول والاحترام الكامل، وليس بيننا من يقول (ولا حقنة)، بل لدينا تفاوض على أسس إسلامية مقبولة من الطرف الآخر مهما كان حجم الاختلاف.
    { كيف يبدو مستقبل حزب المؤتمر الشعبي؟
    - مستقبل حزب في الساحة، له برامجه وأفكاره وعلاقاته الخارجية.
    { ويسعى لإسقاط النظام سلمياً؟
    - بالمنطق السياسي، الأمر متروك للشعب.
    { تريد إسقاط الإنقاذ التي أتيت بها؟
    - نريد إسقاط الإنقاذ التي صنعناها.
    { لماذا هذه القسوة على أخوة الأمس؟
    - الإنقاذ انتهت وتعذّر رتقها ولا سبيل غير ذلك.
    { البعض يجد العذر لبعض الأخطاء؟
    - مما رأى الناس من تطبيق للسياسات كالغلاء والانفصال والفساد، ويقولون إن كان ذلك النظام يمثل الإسلام فهم يرفضونه، ولا أحد ينكر هذه الكراهية للإسلاميين بسبب الأداء السياسي.
    { كيف تضع النقاط على الحروف في موضوع الفيلم المسيء للنبي "صلى الله عليه وسلم"؟
    - الغرب منافق، يقف مع (الهلوكوست) ويحرم الكلام فيها بينما يبيح حرية التعبير في مقدساتنا.
    { هل العنف هو الرد المناسب؟
    - السفير الأمريكي بريء ولا يجوز قتله، ولابد أن نحفظ لهم ممتلكاتهم وأرواحهم بمثل ما نريد لسفارتنا في الخارج، والرد المناسب هي مبدأ نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم، الذي قال لأهل مكة اذهبوا فأنتم الطلقاء.
    { ما رأيك في الطلب الأمريكي بإرسال (مارينز) لحماية سفارتهم بالخرطوم كما طلبوا من ليبيا ومصر وتونس واليمن؟
    - طبعا أنا لست من الموافقين على إرسال (مارينز) للحفاظ على سفرائهم في بلادنا، وإذا كان لا بد فليسمحوا لنا بإرسال قوات إلى بلادهم.
    { هذا إن كانت سفارتنا في موضع خطر؟
    - المسألة ليست بالتناظر البسيط، وإذا فتح الباب لقوات (مارينز) من يضمن خروجها من البلاد وما زالت (اليوناميد) و(اليوناميس) موجودتين في بلادنا.
    { ما يحدث من احتجاجات ودماء أمريكية ربما يؤثر في النظرة الإيجابية للقوة الإسلامية الصاعدة تواً للحكم؟
    - ليس دقيقاً أن تتأثر أمريكا بمقتل أحد رعاياها وأن تغير كل السياسات في المنطقة، والإدارة هناك تعلم رغبة الشعوب في الديمقراطية والحرية، وأدرك الغرب خطأ سياساتهم بمناصرة الطغاة لكبت حرية الشعوب.
    { هل ستظل حالة التفاؤل مع الولايات المتحدة الأمريكية باقية بالرغم من الأحداث الأخيرة خاصة في ليبيا؟
    - الواقع يقبل وجود الإسلاميين، لأن الأصل عند الأمريكيين النفعية ويهمهم أمن إسرائيل في الأساس، وسيبتلعون الحركات الإسلامية إذا قبلت بعدم الاعتداء على إسرائيل.
    { تغيرت الأمور.. انظر لأحفادك ماذا يدرسون في الكليات؟
    - الطب والتعليم التقني، وأيضاً الاهتمام بالأفكار موجود.
    { بذهاب "حسني مبارك" تغلق الكثير من الملفات الأمنية؟
    - محاولة اغتيال مبارك لم تكن سياسة الحزب، والحركة خارج الموضوع، وهي جريمة يجب أن يُعاقب فاعلها.
    { ماذا تعرف عن هذا الموضوع؟
    - لا أعرف شيئاً ولا أتحدث عن شيء لا أعرفه.
    { إذا قُدر لك أن تختار واحداً من قيادات المؤتمر الوطني يقترب من دائرة الشعبي.. من ذلك الرجل؟
    - أنا لا أتكلم عن المؤتمر الوطني، وقلت من قبل لا حوار ولا صلح معهم.
    { بمناسبة الصلح.. ثمة مبادرة مطروحة.. ما مصيرها؟
    - لا أعرف.
    { المياه تتجدد إذا فُتحت المجاري؟
    - المجاري مقفولة عندنا هنا في المؤتمر الشعبي.
    { تحدث عن "الترابي" كظاهرة إسلامية؟
    - لا.. أنا لا أتحدث عن أشخاص.
    { هل ما يقال بعد حادثة صحيح؟
    - حكيت القصة لـ"الظافر" ونشرها كاملة.
    { ولكن (المجهر السياسي) منبر آخر؟
    - "الكاروري" هو من قال وأرد عليه بالأدلة.. في المستشفى طلب دكتور "الترابي" من شقيقه "دفع الله" أن يطلب من مدير المخابرات الكندي نقله لبلده السودان مباشرة، وقال للمسؤول الكندي إنها مسؤوليتكم، وبالفعل جُهزت طائرة في مطار هيثرو يقودها الكابتن "شيخ الدين"، وفي المطار تكلم معه السفير البريطاني بالسودان (45) دقيقة، وكان يؤكد أنها معجزة أن يتحدث هذا الشخص بذلك الوضوح بعد الاعتداء.
    { كنت أنت في الخرطوم تعدّ العدة لاستقباله بالمطار.. ماذا فعلتم من أجل تأمينه؟
    - جهزنا عربات في الناحية الجنوبية للمطار وقام "نافع علي نافع" بتأجير منزل بأركويت وبدخول "الترابي" للمنزل قال (This not my house)، وأصرّ على الانتقال للمنشية، وهناك فتحت شيفرة اللغة العربية فعاد لحاله، وتحدث كما هو اليوم نعمة من الله وشكراً.
    { Network Solutions
                  

10-21-2012, 05:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    561139_472481096118951_747563220_n5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    وإذا الموؤودة سئلت؟!
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الأربعاء, 17 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    لم أعرف أأضحك أم أبكي حين قرأتُ البيان الذي أصدره مجلس شورى الحركة الإسلامية فقد كشف البيان حالة التيه والضياع بل والموت السريري الذي تعاني منه الحركة الإسلامية، فبالرغم من أن الحركة لا تحكم كما سأبيِّن وكما اعترف نائب أمينها العام حسن عثمان رزق فإن البيان يقول في الفقرة الثالثة إنه ثمَّن ما تم من إنجاز خلال الدورة الماضية كما ثمَّن (الجهد الذي بذلته الحركة في تلك الفترة التي اتّسمت بتحدِّيات الانتخابات والاستفتاء والانفصال وما صاحب ذلك من متغيِّرات محلية وإقليمية كان أبرزها اتفاقية الدوحة لسلام دارفور ومهدِّدات السلام في هجليج وجنوب كردفان والنيل الأزرق محلياً ومن ثورات الربيع العربي وما نتج عنها من صعود للحركات الإسلامية للحكم في كلٍّ من القاهرة وتونس والمغرب وليبيا) ثم يقول في الفقرة الرابعة: (وثمَّن الاجتماع الجهود التي بذلتها بتوقيع اتفاقية التعاون بين السودان ودولة جنوب السودان)!!
    بالله عليكم ما هي علاقة الحركة الإسلامية بتلك القضايا السياسية التي يزعم البيان أن للحركة دوراً فيها بالرغم من أنها أسلمت العمل السياسي كله للمؤتمر الوطني أو قل إن المؤتمر الوطني انقلب عليها وأبعدها تماماً عن الفعل السياسي؟!
    العجب العجاب أن الحركة الإسلامية احتفت بصعود الحركات الإسلامية للحكم في دول الربيع العربي بالرغم من أنها تخلَّت عن الحكم في السودان بمحض إرادتها أو بفعل فاعل هو ابنها العاق (المؤتمر الوطني) فهل يا ترى كانت تعبِّر بذلك الاحتفاء عن الندامة والحسرة على تخلِّيها عن الحكم الذي صعدت إليه الحركات الإسلامية العربية أم أن ذلك يعبِّر عن رغبة في استرجاع الحكم وانتزاعه من ابنها العاق؟!


    ثم يشيد البيان في الفقرة التاسعة بالشورى التي شهدتها الدورة الماضية... إنه اللعب على الذقون ويا ويل الإسلام عندما يتلاعب به من ينتسبون إليه.. عن أية شورى يتحدث البيان.. أهي تلك التي مورست عندما تم انتخاب الأمين العام الأستاذ علي عثمان أم تلك التي مورست قبل يومين في الشورى التي جاءت بعبد القادر محمد زين أميناً عاماً على الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم أم تلك التي كانت مُغيَّبة طوال مسيرة الإنقاذ والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية؟!
    لعلَّ الرسالة التي تم تداولها بشكل واسع والتي أعلن بروف إبراهيم أحمد عمر عبرها عن رفضه للوصاية التي مورست من خلال التوجيه بانتخاب عبد القادر محمد زين تكشف حقيقة ما جرى فقد وصف بروف إبراهيم تلك الوصاية بأنها عمل (باطل ومعوِّق للشورى)!!


    أعجب والله أن يقارن الناس بين حسن رزق بتاريخه الوضيء وبين عبد القادر محمد زين رغم احترامي له... وأعجب أن يجرؤ الأخير على مجرد التفكير في منافسة حسن رزق الذي لا يزال يحتل منصب الرجل الثاني (نائب علي عثمان) في الحركة الإسلامية ولكن من وصفهم القيادي التاريخي بروف زكريا بشير إمام بـ (الدوائر المعينة التي لا تريد للحركة الإسلامية أن تعود) لن يسمحوا بانتخاب أمثال حسن رزق إنما يريدون المسبِّحين بحمد قَتَلَة الحركة الإسلامية... اسمعوا بربِّكم لزكريا بشير إمام وهو يقول «الحركة السلامية بمجيء الإنقاذ أُضعفت بعد أن حُلَّت وهُمِّش رموزها الأساسيون تهميشاً كاملاً وأُحيلت إلى المعاش وهذا مستمر اليوم)!!


    اسمعوا أو اقرأوا نائب الأمين العام حسن رزق الذي أُسقط من منصب أمين عام الخرطوم (بالإشارة الطائفية) ليُؤتَى برجل الإشارة مما يشي باستحالة عودة الحركة الإسلامية فقد قال الرجل القوي الذي دفع ثمن قوته إقصاء عن الجهاز التنفيذي ومن مراكز القرار داخل المؤتمر الوطني منذ وقت مبكر... قال عن القيادات الإسلامية إنهم «لا يحكمون بمرجعية الحركة الإسلامية بمعنى أن مجلس شورى الحركة لا يحاسبهم ولا يضع لهم الخطط لأن الحركة وُئدت منذ إنشاء الدولة فلا يجب أن تُحاكَم الحركة وقد حُلَّت وعادت الحركة مرة أخرى في العام (2000) ومنذ ذلك الوقت تحاول أن تجد لها موطئ قدم مع المؤتمر الوطني والحكومة ولا تجده»!! ثم قال: «وجود النائب الأول لا يعني وجودنا في الدولة لأن الحركة لا تحاسبه على عمله في الدولة ولا يأتمر من الحركة وإن كان أمينها»!! ثم قال «ولا تتطرق اجتماعات الأمانة لشأن الدولة» ثم يختم بقوله «لذا الإخوان يرغبون في أن يُطلق سراح الحركة من القبضة الحزبية والحكومية لتتحرك في حرية في كل مجالات الحياة»!!
    هل فهمتم الآن لماذا أُقصي حسن عثمان رزق وأُتي بهذا الـ (Yes man)؟! هل علمتم ما يُراد بالحركة؟! هل علمتم بالمصير المظلم والسجن الكئيب الذي ينتظر الحركة والذي سيكون أسوأ من سجنها القديم؟! لا أبرئ الترابي فالرجل يتحمَّل الوزر الأول حين عمد إلى أول عملية اغتيال للحركة بعد مجيء الإنقاذ.


    كاتب هذه السطور كان آخر عهده بالحركة الإسلامية قبل أن يستقيل أنه كان عضواً في المكتب التنفيذي لولاية الخرطوم وعندما كان خارج السودان كان آخر منصب يتقلده قبل أن يعود إلى السودان في يناير 1991 الأمين العام للحركة الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة لذلك فهو صاحب وجعة بل هو ثكلى على المآل الذي آلت إليه.
    في عجالة أختم فأقول إن علاقة الحركة الإسلامية بالسلطة التي تؤول إليها بل إن الجدل بين نظريتي التذويب والاستقلالية سيستمر لكني أرى أنه لا مناص من أن تحكم الحركة بمرجعيتها لأنها هي الحفيظ على البوصلة ولا يجوز للطلقاء أن يُمسكوا بالبوصلة ليُحيلوا القبلة إلى اتجاه آخر.


    لا تعجبني الثنائية أو الازدواجية التي تمنح الحزب الجانب السياسي وتترك الدعوة للحركة لأن في ذلك علمانية تتعارض مع توجُّه الحركة ومع الإسلام.
    أميل إلى التجربة التونسية والتركية التي تجعل حزب النهضة هو الحركة الإسلامية وكذلك حزب العدالة والتنمية في تركيا أكثر مما أؤيد التجربة المصرية الجديدة التي اعتمدت الثنائية أُسوة بالسودان حينما أُنشئ حزب الحرية والعدالة بالرغم من أن رئيس جمهورية مصر عضو في الحركة الإسلامية التي يتزعمها المرشد العام وبالتالي فإن زعيم الحركة أعلى من رئيس الجمهورية الذي كان مجرد عضو في مكتب الإرشاد.
    يكفي هواناً للحركة الإسلامية المُنشئة للإنقاذ وللمؤتمر الوطني أن يكون زعيمُها نائباً لرئيس الجمهورية بدلاً من أن يكون هو الرئيس ويكفي كذلك أن أجهزة الحركة لا سلطة لها بالرغم من البيان المضحك الذي أوردتُ طرفاً منه في صدر هذا المقال بينما تجد الغنوشي زعيم حركة النهضة (الحركة الإسلامية) هو الزعيم الذي تأتمر الدولة ممثلة برئيس الوزراء (عضو الحركة) بأمره.



    ----------------

    هل يترجل المؤتمر الوطني من ظهر الرئيس؟!
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ السبت, 20 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    أوردت إحدى الصحف الصادرة حديثاً تصريحاً نسبته إليَّ ولن ألوم الصحيفة ولا الصحفي الذي ألتمس له العُذر إن بحث في ثنايا حديثي ووجد ما يدفعه إلى التقاط عبارة مثيرة تحتاج إليها الصحف ــ كل الصحف ــ لتسويق بضاعتها فقد أوردت الصحيفة في صفحتها الأولى الآتي:- (الطيب مصطفى ينصح البشير بالتنحي) هذا بخلاف المانشيت الذي أورد تصريحاً لي أقلّ حدة!!
    سألتني الصحيفة في حوار ترددتُ كثيراً قبل أن أوافق عليه بعد أن استُعطفت بأن هذه تجربة لشباب يستحقون أن يُشجَّعوا سيَّما وأن أخا المحاور يعمل في (الإنتباهة) وكنتُ ولا أزال أرى ألّا يُضغط على البشير للترشُّح مرة أخرى في انتخابات رئاسة الجمهورية عملاً بمبدأ التداول السلمي للسلطة وتجديد الدماء خاصة بعد تجربة ثورات الربيع العربي وكنتُ ولا أزال أقول إن مبارك قدَّم لمصر أكثر بكثير مما قدَّمت الإنقاذ للسودان بالرغم من إخفاقاته وطغيانه وفساده وتقزيمه لمصر في المحافل الدولية ولو كان قد تنحَّى قبل سنة من اشتعال الثورة لخرج معزَّزاً مكرماً ولكن الصحيفة خرجت بمانشيت يقول على لساني: (اعتزال البشير في مجده يحافظ على نجوميته) ثم بعنوان آخر في الصفحة الأولى يقول: (الطيب مصطفى ينصح البشير بالتنحي عن الحكم)!!.


    كان السؤال حول ترشُّح البشير مرة أخرى لرئاسة الجمهورية ولم يكن حول التنحي ولكن الصحيفة بغرض الإثارة جعلتني أطلب تنحِّي البشير ضربة لازب بما يوحي للقارئ أني أطلب التنحي بصورة فورية وليس عدم ترشيحه في الانتخابات القادمة عام (2015م)!!
    بالطبع لم أقل ذلك وكيف أقول أو أدعو إلى ما يناقض ما ظللتُ وظل منبر السلام يدعو إليه بل كيف أدعو إلى إحداث فراغ دستوري أعلم يقيناً أن الأفاعي والشياطين سيتسللون من خلاله ليفتكوا بهذا الوطن العزيز؟!.
    اتفاق مع دولة الجنوب وُقِّع ولا يزال تنفيذُه من جانب الطرف الآخر تحفُّه الكثير من المعوِّقات بل لا يزال الاتفاق حول أكثر الملفات تعقيداً ــ وأعني قضية أبيي ــ يراوح مكانه، بل إن قضية ما يُسمَّى بقطاع الشمال ووجوده في جنوب كردفان والنيل الأزرق وفكّ الارتباط بينه وبين قيادته في جوبا.. لا يزال ذلك في رحم الغيب فكيف لعاقل أن يطلب في وقت كهذا أن يتنحَّى الرئيس المُمسك بتلابيب كل هذه القضايا الشائكة؟!.


    إن بقاء الرئيس خلال السنتين القادمتين أمرٌ ينبغي أن يكون محل إجماع كل القوى الوطنية حكومة أو معارضة سيما وأن الأحزاب المعارضة بما فيها الأكثر عداءً ــ وأعني المؤتمر الشعبي والشيوعي ــ قد وافقت على الاتفاق بأكثر مما وافقنا نحن المتحفِّظين أو الرافضين للحريات الأربع وبما أن وجود الرئيس على سدة الحكم هو الضامن الأكبر بل هو صمام الأمان لإنفاذ الاتفاق من جانب السودان وأن أي غياب فجائي للرئيس من خلال تنحِّيه أو غيابه بأي شكل من الأشكال سيشكِّل خطراً على إنفاذ الاتفاق ويُحدث فراغاً دستورياً هائلاً يمكن أن يُستغل من قِبل القوى المتربِّصة بالبلاد فإن على جميع القوى الوطنية أن تحرَص على استتباب الأمن والاستقرار خلال هذه المرحلة المفصلية في مسيرة السودان السياسية ولعلَّ ذلك ما جعلنا على الدوام حذِرين في شأن سفريات الرئيس الخارجية خاصة إلى جوبا وموقفنا من الزيارة التي كان مقرراً أن يقوم بها عقب توقيع اتفاقية الحريات الأربع في مارس الماضي والتي أجهضها احتلال هجليج من قِبل الجيش الشعبي معلوم وموثق.


    عندما تنتهي دورة الرئيس في (2015م) سيكون قد أمضى أكثر من ربع قرن من الزمان وسيرتكب المؤتمر الوطني خطأ فادحاً لا يختلف عن خطأ حزب مبارك في مصر إن هو أعاد ترشيح الرئيس وفرض عليه ما لا يرغب فيه وستُحسب عليه أنه عمل ضد مبدأ التداول السلمي للسلطة وضد الدستور الذي أجازه حول الحدّ الأعلى لبقاء الرئيس في الحكم.
    إن الفترة المتبقية للرئيس كافية لتتويج فترة حكمه بإنجاز أهم التحديات المتمثلة في إقامة سلام وجوار سلس مع دولة جنوب السودان وتأمين حدود السودان وإنهاء التمردات التي تُمسك بخناق البلاد بما في ذلك تمرد ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وإحداث استقرار سياسي واقتصادي يهيئ الساحة لمرحلة جديدة من العمل السياسي القائم على التداول السلمي للسلطة والحكم الراشد بعيداً عن منطق القوة وإشهار السلاح للحصول على مكاسب سياسية.
    إذا تمكَّن الرئيس من إنهاء فترة حكمه بهذه الكيفية فإنه سيحفظ لنفسه مكاناً في التاريخ أما إذا فرض النفعيون أجندتهم الشخصية فإنهم سيعرِّضون سيرة الرئيس ومسيرة السودان السياسية لأخطار جمّة والسعيد من اتّعظ بغيره وما أعظم من يعفُّ عن هوى النفس وشُحِّها وما أخطر النفس وأهواءها على مصائر الرجال!!


    لا يحق لأحد كائناً من كان أن يزايد علينا في العلاقة مع الرئيس فبيننا مبادئ ودم ولحم ورحم وجوار وصداقة من عهد الطفولة المبكرة مما جعلنا نُخلص له إخلاصنا لأنفسنا أو أشد ولا داعي لتقديم كشف الحساب والبيِّنات فقد خُضنا من خندق منبر السلام العادل معركة انتخابات الرئاسة لصالحه وجُبنا ولايات السودان بدون أن يُسهم المؤتمر الوطني بقرش في ذلك ######َّرنا (الإنتباهة) لنصرته في مواجهة أعداء الهُوية والمبادئ وغير ذلك كثير أستحي أن أعدِّده.


    أخشى على الرئيس من المؤتمر الوطني الذي شهد الجميع أنه كان عالة عليه بشهادة الخواجات فقد فاز المؤتمر الوطني بكارزما البشير بدليل انتخابات الإعادة التي تدنّت فيها أرقام مرشحي المؤتمر الوطني وليت حزب الحكومة يقتنع بأن (الكنكشة) والسيطرة على الحكم وعلى البرلمان تسير ضد تيار التاريخ وليته ينزل من ظهر البشير ويتركه يستريح بنهاية دورته الحالية.
    رؤيتنا حول عدم ترشيح الرئيس استقيناها من منطلق المصلحة العامة أو الوطنية العُليا بعيداً عن رأي الأسرة والعائلة ذلك أنه ما من عشيرة إلا وتفخر وتعزّ وتتمنى أن يكون الرئيس من أبنائها لكن المبادئ تعلو على المصالح الأنانية والوطن يُقدَّم على الأفراد ومن مصلحة السودان أن يثوب إلى عافية التداول السلمي للسلطة وتداول الأفراد ومن مصلحة الرئيس بعد ربع قرن من الحكم أن يستريح مُعزَّزاً مُكرماً بعيداً عن السياسة ومنعرجاتها وتقلباتها ومفاجآتها في نهاية دورته الحالية



    -------------------

    المؤسسية الحقيقية

    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الخميس, 18 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    لا أحسب أن التصريح الذي نُسب إلى الترابي يثير دهشة أحد من العقلاء.. ولا استغراب أحد من الأتقياء.. وإن كنت أتمنى أن يثير هذا التصريح حِنق أخي عبد الله حسن أحمد وأن يثير غضب أبي بكر عبد الرازق المحامي وأن يستفزّ الأخ إبراهيم السنوسي وسعادة العميد محمد الأمين خليفة.
    فاعتراف الرجل بأن الشيوعيين أقرب إليهم لا يلزم أحداً ممن ذكرت إلا بعد طول صمت لأن الذي يعترف إنما يعترف على نفسه حتى في جريمة الزنا فإن الذي يعترف أنه زنا بفلانة أو أن فلانة اعترفت أنها زنت بفلان فإن اعتراف أحدهما لا يلزم الآخر ولا يُقام الحد إلا على من اعترف

    .
    ونحن نقول للترابي في هذه صدقت.. وإن كنّا لم نتعود منه الصدق.


    وهو أيضاً يقول إن الحركات المسلحة إنما تدافع عن نفسها ويسميها الحركات المسلحة ولا يسميها حركات التمرد مع أن هناك اتهاماً قديماً منذ أيام الكتاب الأسود يشير إلى أن الرجل هو وحده دون غيره المسؤول عن تحريك تمرد دارفور. ودليلنا على أن الشيوعيين أقرب إليه من حبل الوريد وأقرب إليه هو من عبد الله حسن أحمد ومن المحامي المفوّه أبي بكر عبد الرازق ومن غيرهما من الإخوة ــ فك الله أسرهم جميعاً وردهم سالمين غانمين ــ دليلنا على ذلك تمسكه بالمدعو كمال عمر الذي لم نجد له سجلاً ولا تاريخاً في الحركة الإسلامية والدلائل تشير إلى أن له قدماً راسخاً في اليسار ومع ذلك فإن شيخ المؤتمر الشعبي يضرب بالمؤسسية عرض الحائط ويصرُّ على إعلاء شأن كمال عمر الناطق الرسمي باسم الترابي وبالرغم من أن منهج الجرح والتعديل ومؤسسية الانتخاب الحر قد أطاحت به ووضعته في تلك القائمة إلا أن شيخ المؤتمر الشعبي الشديد الوله باليسار واليساريين قرأ القائمة منكسة تصديقاً لقوله تعالى: «ثم نُكِّسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون». والذي يثيرني في هذه الخروقات ليس أنها خروقات للمؤسسية ذلك أنه لا توجد مؤسسية أصلاً في منهج هؤلاء القوم جميعاً. الشعبي والوطني والحركة الإسلامية والإنقاذ بقضها وقضيضها لأصدقائها وأنفسها ومواليها وحلفائها..

    لأن المؤسسية التي خرقت هي مؤسسية وستمنستر وهي مؤسسية أفرغت كل القيم من محتواها وضربت بجميع القيم عرض الحائط وأعلت من شأن قيمة واحدة جعلت منها إلهاً ورباً ووثناً تعبده ولا تعبد غيره ولا تدين لسواه.. تلك القيمة هي قيمة الأغلبية.. والغريب المدهش أن الترابي منذ أيامه الأولى حين شرقت الحركة الإسلامية كلها وكادت تغص بالشباب الملتحي ذي الهندام القادم لتوه من فرنسا والذي يجيد العربية والإنجليزية والفرنسية وأشياء أخرى.. منذ ذلك الحين بدا الرجل مفتوناً بديمقراطية وستمنستر ملتزماً بها التزام العبّاد والزهاد.
    ويبدو ــ والله أعلم ــ أن هذا الالتزام والاستسلام الكلي لهذا الفكر وهذا المنهج المخالف والمناطح لمنهج الإسلام وفكره هو الذي عجّل بانكشاف الرجل وانكشاف خوائه وعُريه التام من كل قيم التدين الحق وقيم الانقياد في المواطن التي لا يحمد فيها إلا الانكسار والإنقياد.


    والحق يقال بدأت الحقائق تبين وتتضح منذ منتصف عام 96 وربما قبل ذلك بقليل.
    إن التزام الرجل بالفكر الغربي شكلاً ومضموناً هو الذي أدى مع أسباب أخرى إلى المفاصلة بينه وبين الإنقاذ في عام 0002 وذلك عندما أصرّ على انتخاب الولاة في الأقاليم والولايات تماماً كما ينتخب رئيس الجمهورية. والٍ منتخب ورئيس جمهورية منتخب في نظام اتحادي لا يؤدي إلا إلى الوهي والوهن والتفرُّق والتشتُّت والتناحر والاختلاف وتعارض الاختصاصات والصلاحيات.
    هذا المنهج الأخرق يجعل عمر بن الخطاب في المدينة مساوياً لسعيد بن عامر في حمص ولعمرو بن العاص في مصر ولأبي هريرة في البحرين .. وهكذا.. وكلهم منتخب وكلهم رئيس في جمهوريته رغم اختلاف المساحة والجمهور!!
    ووقعت المفاصلة.. وحل المجلس الذي كان يرأسه الترابي وأصبح الولاة يعينون تعييناً وهم مسؤولون لدى أمير المؤمنين في الخرطوم.


    وكان السودان سيسعد جداً بهذا النهج في الحكم حيث كان رئيس الجمهورية إماماً مبايعاً بيعة شاملة وكان مستوفياً للشروط التي ضربها الفقهاء لإمارة المتقلب أي الذي يستولي على السلطة بالقوة ما دام قد حفظ البيضة وبسط العدل وأقام الشرائع وحفظ الدين على أصوله المستقرة.
    ولكن يبدو أن بذرة الشر التي أودعها الرجل جوف الحركة الإسلامية بدأت تؤتي أُكلها.. وبدأ الحواريون والتلاميذ حتى بعد تمردهم على شيخهم يسيرون على ذات المنهج ويعيدون الأمر إلى حاله الأولى حتى أن أكثرهم خشوعاً وتقوًى وورعاً كان يتغنى ويمتدح الديمقراطية بذات الخشوع والتقوى والورع.. وعاد الولاة ينتخبون تماماً مثل البشير.. ولم يعد سعيد بن عامر يخشى درة ابن الخطاب ولا أبو هريرة يخشى مصادرة أملاكه وعماراته وملياراته الستة!!
    وتسلل المرض إلى المركز وإلى القلب.. ثم إلى الدماغ ثم توزّع في جميع أوصال الجسم الإنقاذي حتى لم يعد ثمة عضو بمنجاة منه.
    وأودع المشروع الحضاري ثلاجة الشعارات والعواطف والعبارات الرنانة وبدأ مسلسل التخدير وانطلقت منهجة وستمنستر على هواها وعلى قاعدتها الذهبية.


    أفعل ما شئت.. إياك إياك أن تنكشف.. وإذا انكشفت إياك إياك أن تعترف.. إن مؤسسة وستمنستر ما وضعت إلا لتخرق إن الدولة اليوم في السودان لا تقوم على الإسلام ولا في أي وجه من وجوه الحياة.. إلا وجها واحداً دون سواه بناءً على قوله صلى الله عليه وسلم «ما أقاموا فيكم الصلاة» وفي رواية أخرى «لا: ما صلوا» أي لا تخرجوا عليهم ما داموا يصلون ويدعونكم تصلون والشيء الوحيد الذي لم تتدخل فيه الإنقاذ حتى يومنا هذا هو الصلاة.. قالها أحد الإخوة بالأمس في معرض الاحتجاج للإنقاذ وفي سياق المدح.. ولو أن أحداً أراد ذمها لما وجد أكثر من هذا. إن الإنقاذ الآن مقبلة على مواجهة داخلية بين مكوناتها المختلفة وبين قياداتها المتصارعة.. والإنقاذ راحت تبحث عن المؤسسية في ديمقراطية وستمنستر وأقامت مؤتمراتها ومجالس شوراها على أنموذج وستمنستر.


    فإذا بالفضائح تترى وتتلاحق ما بين المحليات والولايات وربنا يستر ألا تصل إلى المركز.. إن مؤسسية وستمنستر عند أهلها دين ولا دين لهم سواها وخرقها عندهم ردة إذا انكشفوا.
    ومؤسسية وستمنستر عند أهل الإنقاذ والحركة الإسلامية خاصة الهادوية منهم عبارة عن معايش وارتزاق فخرقها لا يحمِّل ضميرهم أي عبء زائد.
    إن الذي فيه الإنقاذ اليوم هو عين «التِّيه» ولن يخرجها منه إلا مؤسسية الشريعة.. ومؤسسية البيعة ومؤسسية التقوى.. ومؤسسية الورع.. ومؤسسية الخوف من الحساب.. بل مؤسسية الخوف من العرض.. هذه هي المؤسسية الحقيقية. وما عداها فهو مؤسسية الران ومؤسسية الشيطان

    الانتباهة


    --------------------

    مدارات: نشر التديُّن والأخلاق : خير جليس والكلام الساكت !
    Thursday, October 18th, 2012
    فيصل الباقر

    إعترف الدكتور حسن الترابى فى حوار صحفى مع ( الجزيرة نت ) أنّهم – أى الإسلامويين فى السودان – ( الإنقاذ ) إنّ أبرز الأخطاء التى وقعوا فيها أثناء مُشاركته فى الحُكم هى عدم إطلاق الحُريّات منذ اليوم الأوّل ، بالإضافة إلى إحتكار السُلطة حتّى على مُستوى القُرى والمُدن الصغيرة .ولكنّه عاد و زعم فى ذات الحوار أنّهم عملوا على نشر التديُّن والأخلاق فى أوساط الشعب . لنترك جانباً ( من تجنيب ) ذلك الإعتراف المجّانى ، الذى لا يُقدّم ولا يؤخّر كثيراً فى سياق الموضوع . وهو على كل حال بمثابة بيّنة الشريك .. ولننظر للزعم، الذى يمكن ردّه بكل بساطة على صاحبه ، لكونه مُجرّد زعم ، لا تسنده إحصائيّات موثّقة أو بيانات موثوق فيها، و يدحضه الواقع المُعاش، جُملة وتفصيلا . فمُعدّلات الفساد والإفساد فى الدولة والمُجتمع ،وفى القطاعين العام والخاص وكافّة الأجهزة والمؤسسات ،قد شهدت إرتفاعاً ملحوظاً ، لا تُخطئه عين . فقد صعد تيرمومتر الفساد فى عهد الصحابة الجُدد بصورة لم تشهد البلاد مثلها من قبل ..وبنظرة فاحصة فى تقارير المراجع العام السنويّة ، تتّضح أحجام وأنواع الجريمة ( المُنظّمة ) ضد المال العام ،وإزدياد وتائرها عاماً بعد عام .

    . فالإختلاسات المهولة من الخزينة العامّة ( بيت مال المسلمين ) والرشاوى ( لعن الله الراشى والمُرتشى )،بما فى ذلك، رشاوى وفساد كبار رموز العصبة المُنقذة ، أضحت سلوكاً شائعاً ومقبولاً عند الجماعة ، بل يتم التنظير لذلك تحت شعار بورك فى من أفاد وإستفاد. وعلى الشيخ أن يُعيد البصر كرّتين فى قراءة تقارير المُراجع العام وأن يتذكّر المقولة الشعبيّة الراسخة المنسوبة لطائفة من التُجّار،حيث قالوا بالبلدى البسيط كدا ( الجماعة ) دخّلونا الجوامع ، وكسحوا السوق. وهى مقولة حكيمة وجامعة وغنيّة فى المعنى والمبنى ،و تعنى – من بين ما تعنى - أنّ قادة الإنقاذ ،حدّثوا الناس بدخول المساجد للتعبُّد ، ولكنّهم غزوا الأسواق ، وأحتكروا لأنفسهم التجارة والأموال والكسب ، بعد أن طردوا منها أهلها المعروفين. فهل من يفعل هذا الفعل يكون قد نشر التديُّن والأخلاق ؟!. نقول هذا ، ولا نشك – أبداً – فى أنّ الشيخ الترابى، قد قرأ من بين ما قرأ من كُتب كتاب ( التديُّن المنقوص ) لمؤلفه فهمى هويدى ، وغيره من كتب السابقين واللاحقين. ونشهد له بأنّه جالس الكتب وألّف العديد منها وهى خير جليس .

    ولينظر الشيخ إلى جبال وأخاديد وغابات وحبال الكذب والنفاق ، وغيرهما من الأفعال والأقوال التى لا يمكن- بأى حال من الأحوال- ربطها بالتديُّن والإخلاق، منذ أن قذف الشيخ بمقولته الشهيرة والخطيرة والتى يمكن وصفها تأدُّباً بعبارة (المُكر ) ” إذهب للقصر،وسأذهب للسجن ” !. وليسمح لنا الدكتور الترابى ، أن نعيده – بكل صدق - إلى العديد من الوثائق والشهادات والحقائق والقصص والحكاوى الموثّقة التى حملها بين ” ضفّتيه “ كتاب ( الخندق ) الذى كتبه صديقنا وزميلنا العزيز فتحى الضو، علّه يجد فى هذا السفر ضالّته أو ( بعض ) ” غيض من فيض ” الإنقاذ فى نشر التديُّن والأخلاق فى أوساط الشعب .وسنظل نسأل – مع الشعب السودانى ” الفضل ” – ذات الأسئلة الصعبة و المشروعة، حول خفايا وأسرار وحقائق جرائم بيوت الأشباح والتعذيب وجرائم القتل الجماعى خارج القانون ( فى الشمال والجنوب ) وجرائم الفصل التعسّفى من الخدمة العامّة وجرائم تكوين المليشيات ودعمها وإستخدامها فى طول وعرض البلاد .


    هذه الجرائم وبعضها ، كما يعلم الشيخ جرائم ،لا تسقط بالتقادم ، تنتظر التحقيق والمُسائلة والعدالة والإنصاف ومعاقبة الجُناة ومُحاسبتهم قضائيّاً،ومازال الطرفان أو المؤتمران(الوطنى ) و(الشعبى ) ” قبل المُفاصلة “ يتحمّلان مسئوليتهاالجنائيّة و” الأخلاقيّة ” و بالتساوى، ” حتّى إشعار آخر”. .ولا يمكن – بأى حال من الأحوال – قبول تبرئة طرف منها ، بمُجرّد نسبتها إلى الطرف الآخر بالكلام ” الساكت ”
                  

10-23-2012, 05:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    الوطني" ينتقد قياداته المطالبة بإقالة هارون
    الإثنين, 22 تشرين1/أكتوير 2012 19:05


    أعاب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان على بعض قياداته في ولاية جنوب كردفان، مطالبتهم بإيجاد وضع سياسي جديد بالولاية يقوم على فرض حالة الطوارئ وإقالة الوالي المنتخب، أحمد هارون، وتعيين حاكم عسكري. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الحزب، بدر الدين أحمد إبراهيم، أن مثل هذه التصريحات ليست في صالح الأوضاع بجنوب كردفان، مشيراً إلى أن الوالي منتخب ومفوض من الشعب بالولاية وأي آراء فردية لا تعبِّر عن الوضع السياسي هناك.


    واعتبر إبراهيم في تصريحات صحفية، ما ورد بهذا الخصوص على لسان عدد من قيادات الحزب على مستوى المركز والولاية مجرد آراء فردية تحمل وجهة نظر أصحابها، ونوه إلى أن ما حوته لم يتم إقراره في ملتقى كادقلي التشاوري حول قضايا السلام الذي انعقد بحضور أكثر من ألف من القيادات من داخل الولاية وخارجها.


    مجال مفتوح
    أكّد المتحدّث الرسمي باسم المؤتمر الوطني، أن المؤسسية التي تحتكم إليها أجهزة الحزب لن تسمح بالأخذ بآراء فردية لإصدار قرارات سياسية، وأمن على أن المجال مفتوح أمام كل قياداته للإدلاء بآرائهم ومناقشتها في إطار هذه المؤسسات.


    وقلل من وصف التصريحات بالحملة الموجهة ضد هارون وإن كانت كذلك فهي غير موفقة قياساً على انعقاد الملتقى.


    من جهته، امتنع والي جنوب كردفان الذي كان قد قدّم تنويراً للقطاع السياسي في اجتماعه الذي رأسه نائب الرئيس، الحاج آدم يوسف، عن التعليق على التصريحات التى طالب بإقالته وإعلان حالة الطوارئ بالولاية واكتفى بالقول: "الحاكم مثل الشجرة، هناك من يجلسون تحت ظلها وهناك من يقذفونها بالحجارة لنيل ثمرها".

    ---------------

    الشعبى: قيادات من الحزب الحاكم فى طريقها للمعارضة
    الإثنين, 22 تشرين1/أكتوير 2012


    قال مسؤول فى حزب المؤتمر الشعبى المعارض ان حزبه موعود بانضمام قيادات من المؤتمر الوطنى الحاكم خلال الايام المقبلة وكشف عن ترتيبات قال انها تجرى مع قيادات وصفها بالنظيفة لاعلان الانسلاخ عن الحزب الحاكم. وابدى الامين السياسى للحزب المعارض كمال عمر عبد السلام ثقة فى ان النظام الحاكم سيسقط عبر ثورة شعبية مباغتة وقال فى المنبر الدوري لحزبه حول قضايا الراهن السياسي أمس بان ترتيبات حقيقية تجريها قوي الاجماع المعارض باتخاذها لتدابير احترازية تختلف عن اسلوب الاحتجاجات السابقة لاسقاط النظام، وردد بانها ستكون مفاجاة وبغتة عبر ثورة تعم كل البلاد".

    وأنتقد عبد السلام بشدة المؤتمرات الحالية لتنظيم الحركة الاسلامية قائلا انها حركة المصالح مؤكدا نشوب خلافات حادة خلافات داخل الجلسات.

    وأشار عمر الى أن قوي المعارضة متفقة على أسقاط النظام عبر ثورة شعبية، واردف " أتفقنا على مشروع الدستور الانتقالي وطرحناه على الحركات المسلحة" .

    واسترسل قائلا " حسب تقديراتنا سيسقط النظام من الداخل قبل الخروج فى ثورة شعبية"، مشيرا الى عدم جدوي احياء اتفاق 28 يونيو الموقع بين مساعد الرئيس السودانى نافع على نافع ولائيس الحركة الشغبية قطاع الشمال مالك عقار .

    وأضاف بانهم يرفضون أي اتفاق يعطي المؤتمر الوطني أوكسجينا للاستمرار فى السلطة.


    -------------------


    الحركة الإسلامية والتدافع ولاية شمال كردفان.. صراع السلطة أنموذج ..!!
    السبت, 20 أكتوبر 2012 08:14

    تقرير: عيسى جديد:

    الحركة الإسلامية بعقد مؤتمراتها الشورية أحدثت حراكاً واسعاً وسط منتسبيها في كل قطاعاتها المختلفة وعلى امتداد ولايات السودان وهي تعد نفسها لمؤتمر عام يعتبر الثامن في تاريخها، غير أن الشاهد يرى بوضوح أن هناك الكثير من الاختلاف في وجهات النظر في كثير من قطاعاتها الولائية بدأت تظهر في العلن وتخرج هواءها الساخن ممثلة في الشباب وبعض الأفراد وعلى مستوى المحليات والولايات، البعض يعد هذه الظاهرة صحية في أدب الاختلاف والآخر يراها خطيرة وبذرة شقاق أخرى للحركة الإسلامية.

    ولاية شمال كردفان إحدى الولايات التي شهدت صراعاً داخل الحركة الإسلامية وإن لم يكن صوته عالياً لكن همسات الخلاف بدت واضحة في انقسام مجموعة من أعضاء الحركة الإسلامية والحزب الحاكم المؤتمر الوطني في إطار الدفع بقيادات جديدة للحركة الإسلامية بالولاية، وكذلك هناك صراع قد لا يبدو ظاهراً في صورة مذكرات في طريقها للمركز بحسب مصادر أبلغت «آخر لحظة» وأن تلك المجموعات لها رأي في قيادة الحزب الحاكم بالولاية وإخفاقها في العمل التنفيذي والتشريعي، وزادت تلك المصادر بأن هنالك أيضاً من يحاول أن يشكك في انتماء الفريق أول محمد بشير سليمان للحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني رغم تاريخه الواضح عبر أدائه في المؤسسة العسكرية ودورها الرائد في أسلمة القوات المسلحة ورباطه في منطقة جيل أولياء العسكرية في بدايات الإنقاذ.

    مراقبون يرون أن هذا الخلاف في حزب المؤتمر الوطني ليس في ولاية شمال كردفان فحسب، بل طرح أيضاً في ولاية جنوب دارفور وشمال دارفور وكذلك ولاية البحر الأحمر والقضارف في عملية تدافع نحو السلطة ونيل رضا المركز.

    وتحدث إلينا أحد أعضاء الحركة الإسلامية بولاية شمال كردفان وعضو شورى الولاية والذي فضّل حجب اسمه قائلاً إن ما يحدث في الولاية من تدافع الحركة الإسلامية سبب تمترس الأمين السابق للحركة الإسلامية لدورتين متتاليتين، وخلال هاتين الدورتين لم يتحقق على أرض الواقع أي إنجاز له على مستوى هيكلة الحركة الإسلامية أو على مستوى الدعوة والتربية والإصلاح، وهذه هي الأهداف الأساسية التي قامت من أجلها الحركة الإسلامية،

    والآن نحن على مشارف الدورة الثالثة ما زال البعض يؤيده ويدفع به بينما الغالبية ترفض ذلك وتريد التغيير والتجديد وترى أنه لابد من قيادة شبابية جديدة لها دورها البارز في العمل الإسلامي والدعوي ولهذا هي رشحت الشاب نصرالدين الوسيلة نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية أم روابة وعضو المجلس الوطني في إحدى دوراته، وعضو المجلس التشريعي ورئيس لجنة الشؤون القانونية شمال كردفان في الدورة التي كان فيها، ويرى مصدرنا أن المجموعة التي تقف ضد مرشح الأغلبية الأستاذ نصر الدين الوسيلة قد أغرتها السلطة ونسيت الشورى وقرار الأغلبية، فهي تدفع بما لديها من سلطة لتوقف هذا الترشيح وتتهم حتى الذين لهم دور كبير في إثراء الحركة الإسلامية أمثال الفريق محمد بشير سليمان أحد أعمدة الحركة الإسلامية في القوات المسلحة بأنه ليس من الحركة الإسلامية في محاولة لخلط الأوراق وإيقاف التغيير والتجديد الذي يرغب فيه الجميع..

    مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية هدفها ليس الدنيا، بل الآخرة ولا تخضع للجهوية أو القبلية وأن ما بدر عن قلة من الذين يروجون لمثل هذه الأحاديث ويرفضون رأي الأغلبية لا يمثل كل الحركة الإسلامية بولاية شمال كردفان.. رغم اتباع سياسة الترغيب والترهيب للوقوف ضد ترشيح رأي الأغلبية والشورى، فهل تعي الحركة الإسلامية في ولاية شمال كردفان مآلات الاختلاف ولا تئد الشورى في أروقتها وهي تستعد لمرحلة جديدة على مستوى السودان!!


    -----------------

    إنهــا أزمــة أخــــلاق!!

    hg'df lw'tn
    \
    نشر بتاريخ الأحد, 21 تشرين1/أكتوير 2012


    بالطبع لم أستغرب إجازة البرلمان الاتفاقيات الموقَّعة مع دولة الجنوب بالإجماع (ما عدا صوتين معارضين) فهذه طبيعة الأنظمة الشمولية التي تكتسح الانتخابات بنسبة (99%) ورأينا مشهد نيفاشا يتكرر حين بصم البرلمان المغلوب على أمره بالإجماع على تلك الاتفاقية المشؤومة!!


    كان الأولى بالبرلمان من أجل الحفاظ على شيء من ماء الوجه أن يحبك تمثيلية أفضل إخراجاً تجعل تمرير الاتفاقيات بنسبة الثلثين مثلاً وليس بالإجماع بما يجعل البرلمان ــ ولو بالتمثيل ــ معبِّراً عن الشعب الذي يُفترض أنه انتخبه فما أصدق من قال: لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي!!
    بالله عليكم هل تُجاز مواد الدستور دفعة واحدة وفي جلسة واحدة وهل تُجاز القوانين أو الاتفاقيات دفعة واحدة أم تمرَّر كل واحدة على حدة بحيث تُقرأ وتُناقَش أبعادُها وتداعياتُها ويُتاح المجال للتداول حولها؟ تسع اتفاقيات يناقشها المفاوضون على مدى عدة أشهر ويُجيزها البرلمان في جلسة واحدة!! حتى الحريات الأربع التي أثارت جدلاً كثيفاً في الشارع أُدمجت من بين ركام الاتفاقيات التسع وقال رئيس البرلمان بكل قوة عين إن على البرلمان أن يتعامل معها كحزمة واحدة!!


    لقد أعلنّا عن موافقتنا على الاتفاقيات جميعها ما عدا الحريات الأربع التي كانت لنا تحفظات حولها وكان من الممكن للبرلمان أن يضع على الأقل بعض الشروط والضوابط التي تضمن عدم استغلال تلك الاتفاقية للإضرار بأمن الوطن ولكن!! حتى المادة 4/2 التي كانت تحتاج إلى توضيح لم يتعرَّض لها أحد فيما عدا ملاحظة عابرة من أحد الأعضاء تحدثت عن الاتفاقية وما تنطوي عليه من أخطار.
    كان الأكرم للبرلمان ولرئيسه كما قلت أن يمرر الاتفاقيات لكن مع بعض الشورى والتداول وأن يعرضها واحدة بعد الأخرى لأن التاريخ يسجل وليس من مصلحة البرلمان وليس من مصلحة رئيسه أن يُحكَم عليه بأنه كان أحد أعمدة الحكم الشمولي الذي يختزل كل السلطات في سلطة واحدة هي السلطة التنفيذية.
    على كل حال نحن بعيدون كل البُعد عن قِيم الحكم الراشد التي تحكم العالم من حولنا وكأنَّ الإنقاذ تفجَّرت يوم أمس!!
    إننا نتحدَّث عن مبادئ الحكم الرشيد الذي لا يمكن أن يقوم في دولة من الدول ما لم تلتزم بقِيم معينة هي التي ينبغي أن تسود ليس كشعارات تزين الدساتير أو الأنظمة الأساسية للأحزاب إنما ممارسات تحكم الممارسة.
    الأخ علي كرتي الذي يتقلد الآن منصب وزير الخارجية طالب البرلمان (بحسم الأصوات التي تقف ضد الاتفاق مع جوبا).. هذا نص صحيفة (الصحافة) وليس (الإنتباهة)، وقال مشيراً إلى وفد التفاوض (أرسلناهم ومعهم سهام النقد المستمرة وأكد أن الدولة قصَّرت في توفير الحماية للوفد المفاوض..).
    تخيلوا أن وزير الخارجية بهذا الكلام يرى أن الدولة كان ينبغي أن تمنع الكلام وتكمِّم الأفواه حتى لا نقول (بغم) في حق من مُنحوا الحق الإلهي في أن يقرِّروا مصيرنا باعتبار أن هذا الوطن مملوك بشهادة بحث لمجموعة معينة هي المخولة بأن تفعل فيه ما تشاء بعيداً عن النقد من المتطفلين والدخلاء والحشريين!!


    علي كرتي هذا كان من قُواد مذكرة العشرة التي أقصت الترابي بحجة أنه لا يعمل بالشورى وأنه يحتكر السلطة والقرار.. كنتُ شاهداً على الاجتماع الذي انعقد في منزل كرتي بحضور الترابي لمناقشة أمر الشورى وكان الحضور حوالى عشرة يزيدون أو ينقصون.. ذلك الاجتماع سبق مذكرة العشرة التي لم أُشارك فيها.. أما اليوم فإن الرأي ينبغي أن يُقصَر على بعض أصحاب مذكرة العشرة الذين يُشارك بعضُهم في المفاوضات وشاركوا من قديم من أيام غازي وحتى اليوم وأبرموا اتفاقية نيفاشا ثم أبرموا اتفاقية نافع عقار بدون أن يُطلعوا عليه حتى الرئيس ناهيك عن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني أو المكتب السياسي ولا أتحدَّث عن مجلس الوزراء أو البرلمان!!


    قال خبر (الصحافة): (وشنَّ كرتي هجوماً عنيفاً على الأصوات الرافضة للاتفاقيات)... إذن فإن مجرَّد الهجوم على الاتفاقيات التي هي في مقام القرآن عند بعض الطغاة ممنوع!! .. لا اعتراض لنا على أن يهاجمنا كرتي على رأينا أمام البرلمان وأمام عدسات الإعلام لكن اعتراضنا أن يطالب كرتي بإسكات أصواتنا بالرغم من أننا لم نرفع السلاح.. أما حَمَلَة السلاح فإنهم يُحترمون ويُتفاوض معهم ويُمنحون المناصب الوزارية بموجب الاتفاقيات!!
    حسب كرتي أن الدولة كان ينبغي أن تحمي المفاوضين ممن يتعرض لهم.. ليس بالقانون وإنما بالحسم وبالرقابة القبلية التي لطالما أسكتت أصواتنا عبر «الإنتباهة» وعبر الندوات!! إنهم يقدِّمون الحُجة لحَمَلَة السلاح أن واصِلوا تمرَّدكم لأن الكلام ممنوع وما عليكم إن عدتم إلا الانصياع والصمت التام!!


    هل نسيتم قرائي كيف قرأ كبير المفاوضين رسالة أرسلتُها عبر الموبايل إلى بعض الأصدقاء من العلماء والصحفيين.. قرأها في برنامج قناة النيل الأزرق (حتى تكتمل الصورة) مستنكراً أن أفعل ذلك؟! هو يخاطب الفضائيات الحكومية وغيرها والإذاعات والصحف والبرلمان والهيئات والمجموعات الحزبية وغيرها وصاحبه سيد الخطيب يُجمَع له العلماء والدعاة ليخاطبهم بينما يُنكر عليَّ استخدامي للموبايل ويُشهَّر بي وتُقرأ رسالتي أمام شاشة التلفزيون باعتبار أنني ارتكبتُ جُرماً!!
    إنها نماذج من الفراعنة الذين يحكموننا ويقررون بشأننا ويتخذون أخطر القرارات في حقنا وحق هذا الجيل والأجيال القادمة بل وفي حق الوطن ويرفضون أن ننبس ببنت شَفَة وبالرغم من ذلك تجدهم يتحدَّثون عن الحريات والشورى التي تعني عندهم شيئاً واحداً هو (الطغيان) وتحقير الرأي الآخر بالرغم من أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المُوحَى إليه من ربه كان ينزل على رأي أصحابه!!

    بماذا تفسِّرون ذلك؟! أما أنا فإني أقول إنها أزمة أخلاق وأسوأ ما فيها أنها تأتي من أناس يرفعونها شعارات يتكسَّبون بها ويحصلون على تفويض الشعب المخدوع وهم أبعد ما يكونون عن مُقتضى تلك الشعارات


    -----------------
                  

10-24-2012, 05:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    البروفيسور الطيب زين العابدين حول قضايا الساعة


    نشر بتاريخ الإثنين, 22 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    > حوار: نفيسة محمد الحسن

    قال المحلل السياسي بروفيسور الطيب زين العابدين إن الحركة الإسلامية ارتكبت خطيئة بانقلاب الإنقاذ الوطني يونيو «1989م» واعتبر أن الإسلاميين بدأوا الحكم بظلم الناس بدلاً من إقامة الإسلام!!

    ألم يكن د. زين العابدين جزءًا من هذا؟؟.. ألم يكن رئيساً للشورى!!!

    وبعد ذلك وحتى التسعينيات أي بعد انقلاب يونيو بعدد من السنوات.. ألم يكن جزءًا أصيلاً من الحركة الإسلامية؟؟

    فلماذا انقلب على إخوة الأمس.. وما هي الأسرار والأسباب؟؟ فهذا ما سنعرفه في حوار البروفيسور زين العابدين مع (الإنتباهة) والذي تحدث لها عن الحركة الإسلامية وقال ما لم يقله مالك في الخمر!! د. الطيب زين العابدين تحدث في الحوار الذي أجريناه معه بمكتبه بـ(جامعة الخرطوم) عن أبرز ملامح الدستور القادم وأعلن لأول مرة تفاصيل جديدة وهامة عن اللقاء التفاكري حول الدستور الذي أجراه فخامة رئيس الجمهورية بالقوى السياسية بقصر الضيافة, وهذا نص الحوار..



    > أخذت مؤتمرات الحركة الإسلامية زخماً في الساحة السياسية، فكيف تنظر إلى مراحل وتكوين الحركة ومآلاتها؟؟



    < كانت الحركة الإسلامية واعدة عندما كانت تعمل باسم الجبهة الإسلامية القومية، حيث أخذت كل مقاعد الخريجين في الشمال التي كان عددها «21» مقعداً، وعندما استلم قيادتها دكتور حسن الترابي بعد ثورة أكتوبر أعطاها زخماً بالدور الذي لعبه في تلك الثورة، لذلك حاز على أعلى الأصوات في انتخابات الخريجين عام «1965م» بالرغم من أن الحركة الشيوعية كانت الأقوى وسط المتعلمين، حيث كسبت «11» مقعداً، والجبهة مقعدين، والاتحادي الديمقراطي مقعدين وعندما جاءت انتخابات «1986م» قفزت الحركة بـ«5» مقاعد في البرلمان إلى «53» مقعداً لأن الكادر الذي احتوته كان مؤهلاً وأكثر تنظيماً وسط الأحزاب بالرغم من أن حزب الأمة كان لديه مائة وواحد مقعد في برلمان «86 ـ 89» والاتحادي الديمقراطي «63» مقعدًا لكن الجبهة بعددها الـ«53» كانت الأقوى تنظيماً وكان زعيم المعارضة علي عثمان متميزاً في دوره، كانت واعدة في التنظيم والطرح المتقدم في الإسلام، مثلاً دور المرأة في الحياة والنظرة للآداب والفنون والديمقراطية والحريات، كل هذه الأطروحات كانت موجودة في وثائق الحركة الإسلامية، لكن الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها هي انقلاب «1989م».


    > خطيئة.. كيف وماذا تقصد بذلك؟؟


    < لأن الممسكين بالحكم هم العسكريون، والعسكريون عادة لا يكون لهم دور في الحركة لأنه من المفترض أن يُخفوا أنفسهم، بالتالي لم يكن لهم دور في الجانب الدعوي والفكري والتنظيمي عدا الخلايا السرية، وفي كل الحالات التي نعلمها يكون الهم الأول للانقلاب العسكري هو تأمين السلطة حيث يمكن منع المعارضة والتنظيمات وحل الأحزاب وتعطيل الدستور وحل النقابات وفصل غير المطمئنين لهم سواء في الخدمة المدنية أو الجيش أو القضاء، فالحركة بدلاً من إقامة الإسلام بدأت سلطتها بظلم الناس، لذلك في تقديري أن شعلتها انطفأت عندما قامت بالانقلاب العسكري ومن ثم قامت بكل ما يفعله الانقلاب، حيث أصبحت ليست لديهم مصداقية خاصة في الحديث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.


    > ولكنك كنت في مقدمة صفوف الحركة الإسلامية رئيساً للشورى وهذا بعد الخطيئة كما أسميتها.. ما هو تعليقك؟؟


    < المعلوم أنه بعد أشهر من استلام السلطة قاموا بحل مجلس الشورى الذي يمثل القيادة الحقيقية للحركة، وكان يتكون من «60» شخصاً كلهم مؤهلون وعلى مستوى عالٍ من الكفاءة والتعليم والثقافة، كانت الحجة أن الإخوان المسلمين كُثر لماذا إصدار القرارات من حق مجلس الشورى فقط، فأصبح المجلس مفتوحًا لأن الأمين العام هو الذي كان يتخذ القرار ويقوم بتعيين من يريد ولم يكن له منصب رسمي إلا في المجلس الانتقالي المعين عام «1996م»، إذاً فالحركة جُمِّدت بصفتها الجماعية إلى يومنا هذا وهي غير مسجلة في أي اتحاد حكومي بالتالي ليس لديها شرعية قانونية وإذا وجدت حكومة عادلة وتحترم وتطبق القانون يجب أن لا يتركوا هذه الحركة تجتمع أبدًا.



    > قيادات الحركة ذكرت أنها تعمل بكل الأنشطة مما لا يستوجب التسجيل كيف يتفق ذلك مع ما ذكرت؟؟



    < جاءت بعض الصحف بخبر عدم ترشح علي عثمان أمينًا عامًا مرة أخرى، وتقلد هذا الموقع منذ «2004م» حتى الآن، أي «8» أعوام ما الذي قدمه في تلك الفترة؟.. وهل للحركة الآن نشاط؟؟... وما ذكره إبراهيم أحمد عمر أن الحركة لن تسجل لأنها تعمل في كل الأنشطة حديث غير صحيح إلا على مستوى الورق فقط.. لماذا لا تسجل وليس لها شخصية اعتبارية؟! بالتالي حتى لا تستطيع أن يكون لها نفوذ على المؤتمر الوطني الحزب الحاكم أو الدولة بالرغم من أنها جاءت بالدولة.


    > بالرغم مما تطرحه من المؤكد أن الحركة هي من أتت بالحكم فكيف يتسق أن تقول الحركة إن الحكم غير عادل؟؟



    < هذا حديث غير صحيح، لأن الحركة منذ أول عام جُمِّدت وأصبح وجودها غير قانوني، بالتالي يُفترض أن توضح الحركة للشعب أين ما كتب بدساتيرها ووثائقها لذلك أصبحت سمعة الحركة الإسلامية سالبة مقارنة بالحركات الإسلامية الأخرى، فالحركات الإسلامية التي بدأت تأتي للحكم بطرق ديمقراطية عندما يهاجمها العلمانيون والليبراليون يقولون لها أنتم تريدون أن تقوموا بما قامت به الحركة في السودان، إضافة إلى كل ذلك فالحركة موجودة «9» أعوام ولم تقم بعمل دستور إلا في «1998م» وهذا الدستور لم يوضع إلا لتقنين وضع الجنوبيين أثناء تلك الاتفاقية مع الجنوب التي سُمِّيت باتفاقية الخرطوم للسلام، يعني أُجبروا على هذا الدستور، هل هذا الدستور مثل جبل أُحد يُنقل (حجر... حجر).



    > يا دكتور ربما أن ما حدث في السودان كان محفزاً للآخرين والآن الحركات الإسلامية تحكم دول الربيع العربي؟؟


    < شهدت قبل أيام المؤتمر الذي عقده المركز العربي للأبحاث والدراسات بالدوحة وكان بعنوان الإسلاميين في الحكم الديمقراطي حضره قيادات الحركة الإسلامية في العالم العربي.. وحضر من السودان د. غازي صلاح الدين ود. الترابي اللذان اشتركا في الحكم منذ البداية لكنهما لم يستطيعا الدفاع عن الحركة الإسلامية السودانية في التحول الديمقراطي حيث كان موقفهما ضعيفًا للغاية، والتململ الذي بدأ من القواعد لعدم وجود العمل الدعوي والتربوي والفكري، إذاً وضع الحركة الإسلامية الآن شاذ.


    > لكن أنت جزء من كل ذلك؟


    < ذهبت إلى باكستان عام «1990م» ورجعت عام «1996م» وكنت وقتها قاطع الصلة بما يسمى بالحركة الإسلامية وكتبت الكثير من الانتقادات حولها.


    > وفقاً لإفاداتك.. في تقديرك من هو الأصل في الحركة الإسلامية المؤتمر الوطني أم الشعبي؟؟


    < أولاً أتساءل ما الذي يُبقي المؤتمر الشعبي الأصل؟؟ ربما لوجود الترابي فيه!!! في تقديري أن المؤتمرين الشعبي والوطني ليسا بحركة إسلامية، فالترابي هو من قام بحل الحركة الإسلامية وهؤلاء اثبتوا أنهم تلاميذه حافظوا على التراث الذي تركه لهم شيخهم في السابق عندما كانت حركة تقوم بواجهة سياسية وهو الحزب، ففي الستينيات قامت جبهة الميثاق الإسلامي وهي الحزب واحتفظت الحركة بشخصيتها الاعتبارية، وعندما جاءت بعد انتفاضة نميري عملت الجبهة الإسلامية القومية كحزب وحافظت على وجودها الآخر، وهذا ما قامت به حركات إسلامية أخرى في الأردن واليمن وغيرها.


    > إذاً بكل هذه المعطيات لماذا مؤتمرات وانتخابات وحديث طويل حول الحركة؟؟


    < بهذا المؤتمر تريد الحكومة تمرير الدستور الذي يعطي قيادة الحركة الإسلامية للحكومة، هم الآن (خجلانين) من القيادة العليا ولم يكتبوها في الدستور بل كُتبت في اللوائح.. سيعرضون وثيقتين، واحدة وثيقة دستور الحركة الإسلامية والثانية لائحة الحركة الإسلامية، فتكوين القيادة يتمثل في السلطة التنفيذية ممثلة بالرئيس ونوابه والمسؤول في التنظيم السياسي الذي هو المؤتمر الوطني ونوابه، وممثل البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر وربما نائبه، إذاً «8» شخصيات تأتي من الخارج (الحزب والحكومة ـ البرلمان) وتتمسك الحركة بـ«3» أشخاص وهم الأمين العام الذي سينتخب ونائبه ورئيس مجلس الشورى، هل هذا منطقي؟ لماذا لا تأتي قيادة الحركة الإسلامية من قواعدها حتى تسجل بصورة قانونية ومعلنة وتمارس نشاطها الدعوي والفكري وتترك السياسة للمؤتمر الوطني حتى يكون لها الحق في محاسبة الحكومة لا كما يحدث الآن.


    > كيف تنظر إلى اتفاق أديس وبند الحريات الأربع؟؟


    < بدأ الاتفاق منذ أكتوبر «2010م» إلى أن تم التوصل إلى الـ«9» اتفاقيات، بعض منها أُجيز منذ عام «2010م» وأخرى «2011م» و«2012م». لكن عملياً الذي أوقف الاتفاقيات هو الترتيبات الأمنية، أما الحريات الأربع فاتفقوا عليها في السابق، واتفقوا على أن لا تساعد دولة المتمردين ضد الدولة الأخرى وأن تفصل حكومة الجنوب بينها وبين الجيش الشعبي الذي يتبع لقطاع الشمال، إذاً الاتفاق ليس بجديد بل بدأ تنفيذه بوجود قواعد ومنطقة منزوعة السلاح ومراقبة، بالرغم من أن المنطقة المنزوعة السلاح يتحكم الجيش الشعبي على «40%» من حدودها.. وفي تقديري أن المشكلة ستكون في قضيتين (أبيي + الحدود).


    > وماذا تقول عن الإعداد للدستور الدائم الذي يتم الإعداد له الآن؟؟


    < لدينا «7» دساتير منذ «53 ـ 56 ـ 64 ـ 73 ـ 85 ـ 98 ـ 2005م»، وكلها انتهت لأنها إما انتقالي أو مؤقت أو جهة عسكرية، بالتالي يجب أن يكون باتفاق واسع جداً، ذهبت وشاركت في اللقاء التفاكري الذي دعا له الرئيس بقصر الضيافة وتقدمت بمقترح للرئيس الذي أمّن على حوار وطني، وتوجد الآن العديد من الجهات التي تعمل في الدستور مثل مركز الأيام للدستور ومنظمات المجتمع المدني والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي أقام ندوات في «14» ولاية لكن للأسف كل هذه الجهات لم تُدعَ إلى هذا اللقاء بما فيها ولاية الخرطوم التي أقامت العشرات من الورش واللقاءات في هذا الشأن.. من حضر هذا اللقاء هم المؤتمر الوطني ولم يتحدث والاتحادي الديمقراطي الأصل والاتحادي المسجل، تلخص مقترحي في تكوين لجنة للحوار الوطني حول الدستور ومهمتها جمع آراء المواطنين في كل السودان وحدث ذلك في نيجيريا وكينيا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا وملاوي، تم تكوين لجنة سياسية وتتكون من سياسيين وقانونيين ومهمتها كتابة الدستور بالاستفادة من المادة التي جمعتها اللجنة الأولى، وبعد الانتهاء من مسودة الدستور يتم إرجاعها للجنة الأولى لعمل حوار حولها في كل أنحاء السودان بعقد مؤتمرات وورش ثم إرجاعها مرة أخرى إلى لجنة كتابة الدستور وإرفاق آراء الشعب حولها ثم ترسل إلى البرلمان ليس البرلمان الحالي لأنه برلمان حزب واحد، بعدها تأتي مرحلة الاستفتاء.


    > بالرغم من هذه الإيجابية التي ذكرتها إلا أن موقف المعارضة المعلن لا يتسق مع الفكرة؟؟


    < المعارضة ليست ضد فكرة الحوار الوطني، لكن لديهم شروط بعض منها معقولة، أولها يجب أن يحل السلام في كل السودان ويصبح آمنًا لخلق بيئة حوار نقي، ثانياً: الحريات يجب أن تكون الأصل، حتى الطيب مصطفى يقول رأيه بوضوح وشفافية.. لا يريد حريات أربع.


    ----------------

    كاتب الانتباهة سعد احمد سعد الذى اطلق عليه زميلنا الطاهر ساتى اسم الدمك اراد ان يرسل رسالة تطرف وتهديد غير مباشر الى زملائه فى المؤتمر الوطنى معايرا اياهم بانهم الابعد عن الشريعة التى يتخيلها هو من خلال اعتقاده وافكاره وارائه المتطرفة والتى تكشف ضيف افق بائن حول برامج قناة النيل الازرق التى اراد ان تكون له معبرا لايصال هذا الراى المتطرف

    اقرا لسعد وكيف يغمز ويلمز فى جماعة المؤتمر الوطنى ...المدغمسين حسب رايه ..



    متطرف واحد.. لوجه الله..

    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 23 تشرين1/أكتوير 2012

    منذ برهة غير وجيزة.. أصبحت أحس إحساساً عميقاً بأن السودان بلد بائس.. ومسكين.. ومغلوب على أمره وليس أدل على ذلك من أنك لو نقبت وفتشت وقلبت السودان كله أقصد السودان الجديد .. سودان الإسلام الجديد وليس سودان جون قرنق الجديد.. باطناً وظاهراً تبحث عن مواطن سوداني واحد متطرف.. فللأسف الشديد.. فأنت ستبوء بحسرة وتعود خالي الوفاض وليس معك متطرف.. ولا شبه متطرف.. ولا مشروع متطرف.


    والدليل على عدم وجود تطرف ــ أي نوع من أنواع التطرف في السودان.. تطرف صادق أو تطرف كاذب.. الدليل هو وجود قناة النيل الأزرق حتى ليلة البارحة في السودان بكامل إسفافها وآثامها ######فها لقد اوشكت البارحة أن أكون ذلك السوداني الوحيد المتطرف.. والذي شجعني على التفكير في أن أكون متطرفاً استثنائياً قول العقاد إن الاستثناء يثبت القاعدة ولا ينفيها.. يعني لو تطرفت أنا وحدي فإن ذلك لا ينفي أن السودان بلد مسكين وبائس وخال من التطرف لأن تطرف شخص واحد.. هو استثناء أما القاعدة فتظل كما هي وكما قالوا لكل قاعدة شواذ أتدرون ما الذي دفعني إلى حافة التطرف؟!
    لقد جلست في بص الوالي.. وهكذا يلقبونه ولمدة لا تقل عن ساعة كاملة والشاشة أمامي ومكبرات الصوت من فوقي وعن يميني وعن شمالي وقناة النيل الأزرق تمج أقبح ما في جوفها من الإسفاف ومن السقوط.. ومن التردي.. والنيل الأزرق أدمنت السقوط وأدمنت التردي وأدمنت الإسفاف..


    أليس من الإسفاف والسقوط والتردي أن تعرض القناة «إياها» في برنامج يخلو من الصحة والعافية صدرًا عاريًا لامرأة لمدة قد لا تقل عن عشرين دقيقة؟ والذي عرضته القناة شين وقبح يأباه حتى الطبع الكافر الكز الكنود.
    ومع ذلك فقد ظللت اتلظى وانا أستمع قهراً لأغانٍ وموسيقا وأصوات نسائية تنضح بالغنج والميوعة والتبذل.. ثم أصوات شبه رجالية لا تقل ميوعة ودلعًا من سابقتها.. وحتى الأموات شاركوا في مهرجان الإثم والفجور الذي قدمه بص «الوالي» ذلك المساء عبر نافذة الشر أو مثلث برمودة قناة النيل الأزرق..


    والأنكى والأدهى والأمرّ أن القصة لم تنته عند حد الغناء والموسيقى.. بل انضاف إلى ذلك شيء من الرقص والتمايل والسكسكة الرجالية بل شبه الرجالية لأن الذين يؤدون تلك الحركات من المحال أن يكونوا 100% من أي شيء..
    وهنا تحركت الأمارة.. وأخذت تراودني.. وتسول لي وتحسن وتحرض وتستعْدي.. وتقول لي: تحرك يا رجل.. تطرف ولو مرة واحدة في عمرك المديد.. افعل شيئاً.. شيئاً غريباً.. وجديداً.. ومباغتاً لا تدعها تمر.. إنها فرصة.. نفِّس عنك وعن غيرك وأنت تحمل جهازين واحد نوكيا وآخر سامسونغ.. الأول لا يقل عن نصف كيلو جرام والآخر حوالى ربع كيلو جرام. والأول التقيل معطل وبايظ.. فاستخدمه هو أن هؤلاء القوم لا يصيخون لنصح ولا يستمعون لناصح.
    إن الأنكى من الأنكي والأدهى من الأدهى والأمر من الأمر أن البص ممتلئ حتى شدقيه بالشباب والشيب والنساء وليس فيهم واحد ينتبه إلى هذا الذي يجري!!
    هب أن المتطرف جاهل.. هل يعقل ألا يكون بين حوالى ستين أو سبعين شخصًا أكثر من متطرف واحد.. لا.. لا .. بل أكثر من مشروع متطرف واحد؟!
    ورغم كل هذا العرض السخي.. وهذا التحريض.. فإنني لم أكمل مشواري التطرفي.. ولم أستخدم موبايلي النوكيا ن 97.. ولعلي قد بخلت وضننت به..


    أو ربما لأن الأمارة الأخرى قد قامت تدفع كيد الأمارة الأولى وتفند حججها وادعاءاتها..
    قالت لي: اسمع يا رجل!! هل هذا هو أصل المسألة؟ هل أصل المسألة أن تقذف جهاز التلفاز بالموبايل وينكسر هذا ويحطم هذا وتثور ضجة وجلبة وصياح فمن قائل مجنون.. ومن قائل متطرف وإرهابي.. ومن قائل مخرف.. ومن مطالب بالشرطة ومن مطالب بالعفو.. ومواصلة الرحلة.. أما موضوع التطرف ذاته فلن يلتفت إليه أحد.
    تعقل واثبت للعالم كله أنك أنت الشخص الوحيد العاقل والمتوازن وغير المتطرف.. وأن سائق البص والمشرف وجميع الركاب وقناة النيل الأزرق هؤلاء كلهم متطرفون.. وأكثر تطرفاً من هؤلاء الدولة التي سمحت بقناة النيل الأزرق .. ورضيت أن تكون بصات الوالي كباريهات ومراقص.. والتطرف الأخير هذا وهو تطرف الإنقاذ هو أخطر أنواع التطرف لأنه يقتل الوسطية في نفوس الناس والوسطية هي التدين.. فالدولة تقتل التدين.. وتقتل الفهم .. والمعرفة.. والعزة.. والهمة وتجعل الإنسان سائمة من السوائم.. يخرج منذ الصباح الباكر يبحث عن الغذاء.. لا يبحث عن شيء سواه ولا يهتم بشيء سواه.


    إن هذا الذي تفعله الإنقاذ من نبذ الشريعة ونبذ التربية.. ونبذ الأصول.. ونبذ الأحكام الشرعية وعدم الالتفات إليها.. وعدم الاهتمام بالعلم والعلماء.. إن كل هذا الذي تفعله الإنقاذ هو قتل واغتيال للتدين.. وهو عين التطرف.. إن التطرف هو ألا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر.. والوسطية هي إقامة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس» «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر».
    «يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى». إن الإسلام يأبى التطرف ويرفضه ويمقته ويزدريه ولا يعده سبيلاً إلى الخير ولا إلى الأمن ولا منهجاً تقوم عليه الحياة.. ولا تقوم عليه العقائد..

    إن الإنقاذ اليوم بمنهجها في الحكم إنما تجر البلاد إلى التطرف جراً..
    إن الإنقاذ تعلم تمام العلم أن الحكم بغير ما أنزل الله تطرُّف.. ودعوة إلى التطرف.. والإنقاذ تعدنا المرة بعد المرة بالعودة إلى الوعي.. وتحكيم العقل وتحكيم الشرع.. وإقراره.. بلا دغمسة وبلا انبطاح.. إن الإنقاذ تعلم تمام العلم أن الخروج على الحاكم المسلم تطرف.. وحمل السلاح في وجهه تطرُّف.. وقد يؤدي بحامله إلى ما هو شر من التطرف.. وهو أن قانون الفعل ورد الفعل يعمل في الطبيعيات فقط.. يعني في المادة الصماء.

    .
    «كل فعل له رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه» هذه قاعدة تجريبية معملية.. إلا في الإنسانيات .. في السياسة.. والاجتماع.. وفي غيرها.. فرد الفعل قد يكون أضعاف أضعاف الفعل في القوة .. وفي كل الاتجاهات..
    إن الذي تفعله الإنقاذ مع شريعة الرحمن هو أسوأ أنواع التطرف. ربع قرن من الدغمسة والانبطاح.. أليس افتراء على الله؟

    -----------------

    كمال عمر : الحركة الإسلامية حركة مصالح تتخذ من الدين شعاراً لها
    October 23, 2012
    (المجهر)

    أفصح حزب المؤتمر الشعبي المعارض عن اتجاه لقيادات نافذة داخل غريمه المؤتمر الوطني للانضمام للشعبي خلال فترة وشيكة، وقال إن ترتيبات تجري مع تلك القيادات (النظيفة ونحن رتبنا معهم لكن طالبناهم بالتريث)، وكشف عن ترتيبات تجريها المعارضة باتخاذ تدابير احترازية تختلف عن ترتيبات الاحتجاجات السابقة لإسقاط النظام، وتوعد بعملية الإطاحة بالنظام عبر ثورة (مفاجئة ومباغتة تعم البلاد كافة)، لكنه عاد وقال: ” أتوقع أن يسقط النظام من داخله قبل الخروج فى انتفاضة شعبية “.

    وصوب المسؤول السياسي في المؤتمر الشعبي “كمال عمر عبد السلام” انتقادات شديدة اللهجة للمؤتمرات التي تعقدها الحركة الإسلامية، وزعم بأن الحركة الإسلامية السودانية مجرد حركة مصالح تتخذ من الدين شعاراً لها، فضلاً عن الصرف البذخي على مؤتمراتها من أموال الشعب، وألمح إلى أن مؤتمرات الحركة الإسلامية تشهد حالياً صراعات مختلفة، وزاد: “المؤتمرات فجرت الصراعات داخل الحركة ونعلم كيف تتم عمليات التصعيد داخلها”.

    وأعلن “عمر”، خلال حديثه فى المنبر الدوري لحزبه حول قضايا الراهن السياسي بدار الشعبي أمس الأول أعلن عن ترتيبات حقيقية تجريها قوى الإجماع الوطني باتخاذها لتدابير احترازية تختلف عن ترتيبات الاحتجاجات السابقة لإسقاط النظام، وقال إنهم في أمس الحاجة لأكتوبر وأبريل أخرى، مشدداً على أن ثورة أكتوبر مثلت نموذجاً حقيقياً للثورات.

    ونفى “عمر” ما تردد عن انضمام قيادات بالشعبي للمؤتمر الوطني خلال مؤتمر الحركة الإسلامية القادم، ووصف تلك الأحاديث بالكوابيس التي يحلم بها المؤتمر الوطني، وزاد:” حلم الجيعان عيش”، مؤكداً أنهم أوصدوا أبواب الحوار كافة مع المؤتمر الوطني، وأشار “عمر” إلى أن قوى المعارضة متفقة على إسقاط النظام عبر ثورة شعبية، وتابع: “اتفقنا على مشروع الدستور الانتقالي وطرحناه للحركات المسلحة”، وأردف بالقول: (حسب تقديراتنا النظام سيتساقط من داخله قبل الخروج فى ثورة شعبية)، وأشار إلى عدم جدوى اتفاق (نافع ـ عقار) خلال الفترة الحالية، وأضاف: “إننا نرفض أي اتفاق يعطي المؤتمر الوطني أوكسجيناً للاستمرار في السلطة
                  

11-10-2012, 07:37 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    قيادات بالحركة الإسلامية تدفع بـ "الطيب سيخة" مرشحاً للأمانة العامة



    11-10-2012 07:28 AM

    الخرطوم - طلال اسماعيل

    تستعد قواعد الحركة الإسلامية السودانية لاختيار أمينها العام، بعد تعدد المرشحين وتنافسهم على المقعد ومواجهة التحديات السياسية والتنظيمية الخاصة بالحركة وسيطرتها على مفاصل الدولة، تزامناً مع إعلان مجموعة " السائحون" التي تضم المقاتلين في القوات الخاصة والمندرجين تحت راية " الدفاع الشعبي" لمبادرة الإصلاح والتغيير والتوحيد بعد الانقسام الذي أصاب أجهزتها التي جاءت بثورة الإنقاذ لتحكم السودان. والتأم اجتماع خاص بين قيادات مبادرة "السائحون" والنائب الأول للرئيس "علي عثمان محمد طه" مساء أمس (الخميس) ولم تكشف المصادر تفاصيل ما تمخض عنه الاجتماع الذي حضره مسئول الطلاب السابق في المؤتمر الشعبي وقائد المجاهدين "الناجي عبد الله" ــ وهو من أطلق في أول لقاء لـ"السائحون" الدعوة إلى تبني مبادرة خاصة بالمجاهدين .

    وفى السياق تحصلت (المجهر) من مصادرها الخاصة على أسماء الأمناء المزمع ترشحيهم والدفع بهم إلى اجتماع هيئة الشورى يوم (الثلاثاء) المقبل بالخرطوم وسط خيارات تلوح بالتجديد للأمين العام الحالي "علي عثمان محمد طه" وتعديل الدستور في المؤتمر العام مع مقترح آخر بتشكيل مسمى " القيادة العليا للحركة الإسلامية " لترشيح الرئيس "عمر البشير" لتولي أمرها مع الاحتفاظ للأمين بمهامه التنظيمية حسماً لجدل علاقة الحركة الإسلامية بالمؤتمر الوطني.

    وقال مصدر نافذ بالتنظيم لـ (المجهر) إنه من المتوقع أن ينحصر الترشيح لمنصب الأمين العام بين "غازي صلاح الدين" و"الطيب إبراهيم محمد خير" المشهور باسم ( الطيب سيخة) و"كمال عبيد" و"حسن رزق"، وأشار إلى أن "الطيب" الذي يتولى مسؤولية القطاع السيادي والإداري بالحركة الإسلامية ويضم (القصر الجمهوري، مجلس الوزراء، المجلس الوطني، وزارة الخارجية، والهيئات ذات الصلة) قد فاجأ الحضور بالشعبية الكبيرة التي نالها في مؤتمر القطاع وحصوله على أكثر (600) صوت مقابل (69) صوتاً لـ الفريق "آدم حامد موسى" مما جعل بعض القيادات التشريعية والتنفيذية تدفع به للترشح لمنصب الأمين العام، خصوصاً بعد أن نقل عنه قوله:" نحن نسعى إلى إرجاع الحركة الإسلامية حركة قوية فاعلة تسوي في البلد العايزة تسويهو".
    وكان "الطيب سيخة" قد حاول الانسحاب بعد أن سبقه "محمد أحمد الفضل" و"حسبو عبد الرحمن" ووكيل القصر الجمهوري "جبريل عبد اللطيف" بالانسحاب من الترشيح، لكن إرادة الحاضرين منعته من ذلك. وذكر أحد القائمين على أمر مبادرة "السائحون" في الصفحة الخاصة للمجموعة على "الإنترنت" :"كل جهود أخوانكم في المبادرة على وشك الوصول لأهدافها،لا تسألوني فأنا لست مخولاً بالتصريح ولكن كل الأمور ستتضح في اليومين القادمين وسيكون هناك حراك مكثف في كل الاتجاهات وذلك بعد جهود مضنية خلال الشهرين الماضيين)، وأضاف: "لكل من مل من طول الانتظار أو ظن أن المبادرة تم اغتيالها او تجييرها نقول لكم إن إخوتكم كانوا يعملون بصمت ويواجهون كل التحديات بأشكالها كافة وأن جهودهم أثمرت استجابة غير محدودة ومشاركة من الكل وفي كل الولايات من أجل إنجاح جهود الإصلاح، كل النقاط ستوضع فوق الحروف وكل التفاصيل ستظهر في غضون (72) ساعة من الآن إن شاء الله.

    المجهر
                  

11-19-2012, 08:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    الزبير أحمد الحسن أميناً للحركة الإسلامية
    مهدي ابراهيم رئيساً لمجلس الشورى

    الخرطوم :حمد الطاهر:

    انتخب مجلس شورى الحركة الاسلامية فى جلسته مساء أمس ،الزبير احمد الحسن، اميناً عاماً له خلفاً لعلي عثمان محمد طه،كما انتخب مهدى ابراهيم رئيسا للمجلس وعبد الله سيد احمد ولطيفة حبيب نائبين له، وعبدالله محمد على الاردب مقررا للمجلس ،واستكمل مجلس الشورى في ذات الجلسة هياكله التنظيمية.
    وقال رئيس المجلس مهدي ابراهيم في اول تصريحات له بعد انتخابه، ان الحسن فاز بالتزكية بعد انسحاب منافسه الدكتورغازي صلاح الدين،بروح وفاقية.

    ---------------
    قال أن المعارضة بلا استثناء تسعى لدولة علمانية
    نافع: لن نبيع الشريعة بكنوز الدنيا كلها

    الخرطوم:الابيض:الصحافة: شدد نائب رئيس المؤتمر الوطني،الدكتور نافع علي نافع، على ان «الانقاذ» لم تأت لاستخراج بترول او ذهب او غيره من الموارد «انما جئنا لتطبيق الشريعة، ولن نبدلها لا بالدولار ولا بكنوز الدنيا كلها».
    وقال نافع لدى مخاطبته جموعاً للطرق الصوفية بولاية شمال كردفان أمس،ان مصنع اليرموك للاسلحة لم يقم بموارد مالية اطلاقا «وانما قام على اكتاف شباب آمنوا بالشريعة والحفاظ عليها بكل ما نملك من قدرات»،وقال انه لو اجتمعت كل ائمة الكفر بالغرب واسرائيل ومن ورائها امريكا «لن ترهبنا وتردنا عن تطبيق الشريعة»


    وقال نافع، إن قضية المعارضة مع الحكومة أنها لا تريد الشريعة، بل إقامة دولة علمانية، وتحدى منسوبي المعارضة بإجراء مناظرة علنية بذات الخصوص، وتعهد بتقديم كل المستندات المؤكدة لرفض المعارضة للشريعة. وأكد نافع، ، أن المعارضة السودانية غير متحدة في ما بينها، وقال إن جميع أحزاب المعارضة بلا استثناء تسعى لدولة علمانية ولادارج فصل الدين عن الدولة في الدستور الجديد، وأكد أن الدولة المدنية كل يفسرها حسب هواه.


    وكشف نافع عن مطالبة الجبهة الثورية للمعارضة بإفادة واضحة حول علاقة الدين بالدولة وليس بالحديث غير المباشر.وأضاف: «نحن لا نطمح أن ترفع راية لا إله إلا الله في السودان فحسب، بل إقامة دولة يسترشد بها الضعفاء وتكون حافزاً لأهل الإسلام جميعاً إذا رغبوا في رغد العيش في الدنيا».وقال نافع: «إنه في جميع المنعطفات التي مرت بالسودان ظن شذاذ الآفاق منذ انفصال الجنوب أن التنمية التي حدثت نتيجة لاستخراج البترول ستنهار وستحل بالبلاد ضائقة اقتصادية ستكون المخرج من الإنقاذ، لكن الله منّ على البلاد بمعدن الذهب الذي يستخرجه المواطنون من أرجاء البلاد».
    وأضاف: «لو ظنت إسرائيل وأمريكا أنه بإمكانهم إرهاب السودان في إشارة لقصف مصنع اليرموك، فهم واهمون».


    --------------



    الترابي في رسالة لمؤتمر الحركة الإسلامية يستمر في تبرير الإنقلاب ويتبرأ من نتائجه !
    November 17, 2012
    (حريات)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الـــحــــــركــــة الإســـلامـــيـــة

    رسالة الدكتور الترابي الي اعضاء الحركات الاسلامية

    الأخ الكريم –…………….

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

    فقد مضت سيرة الحركة في السودان لأكثر من ستين عاماً منظومة بأسماء شتى وعضوية أوسع لكن بمنهج إسلامي لكل الحياة الخاصة والعامة.

    الاضطرار للتمكن في السلطة بغير الانتخابات بل عسكرياً:

    • كلما اقتربنا قديماً من السلطة ،ائتلافاً مع النميري أو المهدي ،أمرت القوى الدولية أوالقوة العسكرية السودانية علناً بإبعادنا.

    • وكانت الحركات الإسلامية في المغرب العربي وتركيا وآسيا لا تُفسح لها حرية الاقتراب من الحكم بالسياسة بل تُصد بالقوة,

    • والديمقراطية في الغرب قامت غالباً بثورات على النظام القديم الذي ما رضى بمنافستها وكذلك هي في البلاد الأفريقية والعربية قامت السلطة الوطنية بانقلابات عسكرية متواترة ومعهودة..

    • والثورات الشعبية في السودان تحدث فوضى من سعته وتباين شعوبه وانفتاح حدوده ولذلك حركت الحركة انقلاباً عسكرياً اخفت من ورائه لسنة ونصف صفة التغيير الإسلامي المنشود، ثم لم يظهر قادتها إلا بعد ست سنوات في القيادة السياسية للقوة الحاكمة.

    تطور الاختلاف مع العسكر وتدهور الأمر:

    الحرية للرأي العام والصحف والأحزاب ، وحرية الأفراد من الاعتقال حسبناها أصلاً في الإسلام السلطاني هدياً في القرآن وسنةً في المدينة.ولكن العسكر الذين ولّيناهم الأمر كرهوا ذلك بروحهم العسكرية.

    • الشورى انتخاباً لمن يلي الأمر العام في المحليات أوالولايات أو القيادة العامة التشريعية والتنفيذية انتخاباً صادقاً حسبناها أصلاً في هدي حكم الإسلام. ولكن العسكر بنهجهم المسيطر كرهوه وفضلوا التعيين من رئيس الجمهورية القائد الأعلى . والقرار الصادر من الرئيس رأوه الألزم استغناءً عن الشورى والإجماع كما يهدي الإسلام.

    • الأمانة في المال العام فرضُ ُ على من تولى الأمر العام ولو النبي (صلى الله عليه وسلم) كما جاء في القرآن،وعقاب جريرة ولاة الأمر وجنايتهم أبلغ من عقاب الجانين من عامة الناس ولكن حكام هذا النظام المتجبر ولغوا في الفساد حتى شُهروا من أفسد حكام الأرض.

    • الوفاء بالعهود في الدستور العام والوفاقات السياسية مع الرعية والآخرين فرض ديني مكتوب على من في السلطان ولكن هؤلاء كرهوه ونقضوا العهود وخرجوا حتى على الدستور الذي أقسموا عليه.

    • القبول للاجئ المستأمن المسلم وغيره والدفاع

    عن قضايا المسلمين كان واجباً روعي لأول الأمر ولكن هؤلاء انقلبوا عليه وأسلموا اللاجئين الإسلاميين لمن قتلهم مباشرة وطردوا غالب الآخرين.

    • كان تخطيط الحركة ونظامها عهداً مع العسكر والحكام قبل تولية السلطة وفي سير الحركة من بعد ولكن الرئيس وجنوده ومن والاه نقضوا كل ذلك واتخذوا القوة لحل المجلس النيابي بغير حق لهم في نصوص الدستور، وطردوا قيادات التنظيم وأماناته بالقوة خروجاً على ميثاق النظام الأساسي.

    الخروج من بغي السلطان:

    • لئلا يبدو النموذج الإسلامي في الحكم جبروتاً عسكرياً فاسداً خواناً للعهود بطرد اللاجئين المسلمين ويسكت عن القضايا الإسلامية…

    • ولأنه لا مجال لمعالجة إجراءات ولاة السلطة والقوة لا بالقضاء المسيّر ولا بالجدال المكبوت…

    • لذلك خرجت قيادات عليا من الحركة الإسلامية هي المعروفة في العالم من حصار المؤتمر الوطني (الحزب السياسي الحاكم) ليتمايز مثال الإسلام عن النظام…

    وحاولت حركات إسلامية من خارج السودان المجيء للصلح والاستقامة بين من هم في السجن ومن هم في السلطان لكنها أخفقت، وظلت السجون و الاضطهادات السياسة متوالية على كل المعارضة خاصة الحركة الإسلامية الأصل وأشبعوا قياداتها سجناً وصحفها إيقافاً وتنظيمها ودعوتها كبتاً إلى اليوم.

    الواقع الحاضر:

    • كان البعض من أبناء الحركة قد آثروا التعاون مع العسكر ولو كانوا في جبروت وظلم وفساد وبغي وذلك بمبرر الحفاظ على الكسب ومحاولة إصلاحه ، وبأثر فتنة الترهيب والترغيب من السلطان.

    • لكن اليوم إذ ظهرت الحركات الإسلامية في الحكم في بلاد عربية وأفريقية ورضى بها الغرب واقعاً لا كما حاصر الحركة الإسلامية في السودان لأنها سبقت وانعزلت…

    وإذ تدهور أمر السلطة في السودان ، فانفصل الجنوب عن الشمال ، وما يزال يتمرد ويقاتل الغرب والشرق والجنوب الجديد، وإذ تطاول الكبت السياسي بالناس واستيأسوا من الانتخابات لأنها كانت كلها مزورة يفوز فيها الحكام بنسبة 99% ، وإذ تعسر المعاش بتضخم متضاعف لما أضحى البترول بغالبه من حظ دولة الجنوب المنفصل، وعُوّض بضرائب متتالية لتمويل الدولة وجيشها وأمنها ودعايتها ، وإذ فُضحت تقوى الحكام الأخلاقية فسوغوا لأنفسهم أكل الربا ولم يبالوا بتعطيل الحدود بعد أن عطّلوا الأحكام في الحرية والشورى

    • والأمانة لذلك أخذ كثير من أبناء الحركة القدماء الذين لازموا السلطة،يتبرمون بالأمر لأنه لا يُلتزم بالدين ،ولأن وظائفه العليا تسترضى بها القبائل وعصبياتها الزائدة، ولأن مصير السودان يتهدده التمزق وطناً واحداً.

    • لذلك أقام ولاة الأمر الحاكم مؤتمراً أسموه الحركة الإسلامية ليحتكروا تلك الصفة لأنفسهم وعزلوا أعلام الحركة المعهودين مكبوتين أو معتقلين،والسياسة والحكومة تظل محتكرة لحزب لهم هو المؤتمر الوطني ومعه سواد من عوام المنافقين والمستوزرين من قوى سياسية وآخرين يبتغون المنافع.

    عظة التجربة:

    • إننا نتبرأ من هذا المشروع المدّعى أنه للحركة الإسلامية بالسودان، وإننا لا نعرف لها علماً وهدى فكرياً ولا خلقاً ولا سياسة مما ينسب حقاً إلى الإسلام.

    • وهم اليوم قد دعوكم ضيوفاً لمؤتمر لهم ونحن نقدّر أنكم مهمومون بما يليكم من شئون حركة الإسلام المتطورة في بلادكم، وأنكم تدركون أنه حين تُصاب حركة الإسلام الصادقة ودعوته ومثاله الحق هكذا سيظن كثيرون عُسر إيقاع حكم الإسلام في العصر

    • الحاضر. وحيث تصاب الحركة عسى أن يبدّل الله خلفاً ينهض بالمشروع ، أما حين تُصاب دعوة المشروع ومثاله مع الحركة فمؤدى ذلك الصد عن الدين في الحياة عموماً وذلك ما أدى إليه نكوص هؤلاء صراحة عن هداية الدين،الأمر الذي يقتضيكم أن تتعرّفوا الحقائق والدقائق في تجربة أهل السودان الحاضرة للاعتبار بها في مسيرتكم القاصدة بإذن الله.

    أخوكم : حسن الترابي

    الخرطوم

    التاريخ / 27 ذو الحجة 1433هـ

    الموافق له/ 12/11/2012م


    --------------

    November 16, 2012
    (الجزيرة نت-حريات)

    قال الرئيس السوداني عمر البشير أمس الخميس إن تجربة حكم الإسلاميين في السودان جاءت لمقاومة التيارات العلمانية والشيوعية من خلال طرح البديل المرتكز على الشريعة الإسلامية.

    واعتبر في كلمته أمام مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن بالسودان أن “فترة حكم الإسلاميين غيرت وجهة السودان من التبعية والارتهان لمبادئ النظام الغربي العلماني باستلهام مبادئ الإسلام ومقاصد شريعته السمحاء، وبناء نظام حكم أساسه الحريات وإقامة العدل وتحقيق الشورى بين السودانيين”.

    ودعا الرئيس السوداني الجماعات الدينية في بلاده إلى تقوية نسيج المجتمع بالعمل على تحقيق قيم التدين “من غازيات الثقافة الغربية، ومحاولات الاختراق الهدام الذي يسعى لنشر العصبية والجهوية والقبلية وزرع الفتن في البلاد”.

    ومن المقرر أن ينظر المؤتمر -الذي يأتي في ظل انقسام حول دور الحركة وعلاقتها بالدولة- في إجازة دستور الحركة الإسلامية الجديد، وانتخاب أمين عام لها يخلف أمينها الحالي علي عثمان طه نائب رئيس الجمهورية.

    وسبقت انعقاد المؤتمر اتهامات متبادلة بين قيادات الحركة الإسلامية السودانية وحزب المؤتمر الوطني بتزوير الانتخابات القاعدية لهذا المؤتمر بغية “تجيير” منصب الأمين العام الجديد من قبل الحزب الحاكم لشخصية محددة.

    ومع مقاطعة بعض قادة الحركة الإسلامية ممثلة في حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده حسن الترابي، فإن أعضاء بذات المؤتمر لا يستبعدون إمكانية ان يعمل المؤتمرون على ضمان مخرجاته لصالح الحزب الحاكم.

    لكن حزب المؤتمر الشعبي الذي يقود المعارضة ضمن أحزاب إسلامية أخرى تجاوزها المؤتمر اتهم الحزب الحاكم باحتكار مسمى الحركة الإسلامية “بما يسمي بالكيان الخاص”.

    وقال أمينه السياسي كمال عمر عبد السلام للجزيرة نت إن ما يجري يستخدم لتفريق كلمة المسلمين في البلاد “لأن كيان المؤتمر هو رافد من روافد الحزب الحاكم”.

    واعتبر أن المؤتمرين يمثلون 10% من منتسبي الحركة الإسلامية “فهم من عوام المستوزرين وقوى سياسية أخرى يبتغون المناصب والمنافع”، مشيرا إلى أنه “باسم الحركة الإسلامية انفصل جنوب السودان، ومورس الكبت والقتل والحرق والتدمير باسمها كذلك”.

    ومن جانبه أكد عضو المؤتمر محمود حسن أحمد أن وجود تباينات بين أعضاء الحركة الإسلامية حول القضايا المطروحة للتداول لا يعني وجود خلافات قطعية بينهم.

    وأشار إلى أنه من الطبيعي أن تصدر المقررات “مطبوخة” لأنه تم الإعداد لها سلفًا في شكل توصيات من المؤتمرات القاعدية التي سبقت المؤتمر العام، ورغم ذلك توقع أن يشهد المؤتمر تجاذبا حول شخصية الأمين العام الجديد.

    يذكر أن المؤتمر ينعقد بحضور عدة ضيوف أبرزهم رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي والمرشد العام للإخوان المسلمين بمصر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وأمير الجماعة الإسلامية في باكستان النور حسن أمين.


    د. نافع: من المصلحة تبرؤ الترابي من الحركة الإسلامية
    االانتباهة
    نشر بتاريخ الأحد, 18 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    سخر د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر، من تبرؤ د. حسن الترابي من الحركة الإسلامية ووصفه لمؤتمرها العام بـ«الهرج والمرج»، وأنه بمثابة الاستنزاف لموارد الدولة الاقتصادية، كما رد بعنف على حديث الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بأن الحركة الإسلامية قد أزهقت كاهل الدولة بالحروب والانفصال.وقال نافع في تصريحات على هامش مؤتمر الحركة الإسلامية بقاعة الصداقة أمس:« إن الحركة الإسلامية لا يضيرها حديث الترابي في شيء»، وأضاف: «من مصلحة الحركة أن يتبرأ منها الترابي، وأن حديث المهدي بشأن الحركة ليس فيه جديد»، وتساءل: لا أدري ما هي الثمار التي نجنيها من حديثه؟.
    وتابع: لأننا نعرف موقعه في الشارع السوداني. إلى ذلك وصف نافع حديث مدير شرطة دبي بدولة الإمارات المتحدة بأن مؤتمر الحركة الإسلامية في السودان يعتبر مهدداً لأمن دول الخليج بأنه رأي، وقال نافع: إن الذي يخشى الإسلام ليس له من وسيلة ليصحح بها أخطاءه لأنه مصحوب بأفكار مزعجة له شخصياً، وقال نافع:«لا أرى في المؤتمر مفسدة لعلاقاتنا مع دول الخليج ولا العالم العربي


    -----------------

    غازي صلاح الدين أم عسكري ؟ صراع السلطة والأولويات في مؤتمر الإسلاميين
    November 18, 2012
    (حريات)

    إختتم مؤتمر الحركة الإسلامية جلساته أمس السبت بإنتخاب مجلس شوراه .

    وأصد رئيس المؤتمر الطيب ابراهيم (سيخة) بياناً مساء الجمعة يطمئن الدول الخليجية بأن ( الحركة الإسلامية تحترم سيادة الدول ورغبات الشعوب) وانها تتجنب (الدخول في أي محاور أو برامج إستقطاب يمكن ان تؤثر في إستقرار المنطقة ) .

    وكانت تقارير صحفية نشرت في كثير من المواقع والصحف أشارت إلى ان أحد أهداف المؤتمر تنسيق جهود حركات الأخوان المسلمين للسيطرة على السلطة في الكويت والإمارات العربية لتمويل دولهم الفقيرة في ما يسمى بدول الربيع العربي .

    وإلى ذلك أشار رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان الذي قال ان الأخوان يريدون (الخزائن) بعد ان تمتعوا لزمن بهبات الخليج .

    وتقلق دول الخليج كذلك من التوغل الايراني في السودان ، خصوصاً بعد ما كشف عنه من صناعات تسلح ايرانية وزيارة البوارج الايرانية لبورتسودان باطلالها على البحر الأحمر الذي يشكل أحد شرايين عبور النفط وأمن دول الخليج.

    ورغم الرسائل التطمينية لرئيس المؤتمر إلا ان الجلسة الختامية للمؤتمر أمس السبت سادتها روح إنقاذ التسعينات ، بهتافاتها عن نزعات التوسع الإمبراطوري .

    وكانت مثل هذه الهتافات في التسعينات تعبيراً عن سياسات عملية قذفت بالسودان في (شيمة) الصراعات الدولية ولكنها إنتهت إلى الفشل والهزيمة وإلى تسليم (الأخوان) و(الملفات) لأجهزة الإستخبارات الامريكية .

    ومنذ أواخر التسعينات ظلت شعارات مثل (امريكا قد دنا عذابها) ، اذا تم تردادها ، فمن باب سياسة (ركوب السرجين) أو كغطاء للسياسة العملية في (التعاون مع امريكا) .

    وشكل قصف مصنع اليرموك للصناعات العسكرية 24 اكتوبر إعلاناً داوياً بفشل سياسة (النفاق) الإنقاذي ، حيث اشار القصف إلى ان اسرائيل والولايات المتحدة لم تعودا قانعتين بحدود (التعاون المزدوج) الذي يهرب الأسلحة إلى (حماس) ويبلغ عنها لضربها!!

    هذا وأكد مصدر مطلع لـ(حريات) ان السلطات السعودية رفضت إستقبال عمر البشير رسمياً إبان زيارته الصحية الأخيرة للملكة ، وقال مسؤول سعودي ( تأتونا عندما تحاصركم الأزمات ، وعندما تنفرج عنكم تعملون ضدنا) .

    وتشكل العلاقات الاقليمية والدولية أحد أسباب صراع مراكز القوى في الإنقاذ ، فبينما ترى مجموعة علي عثمان انه من الأفضل (إحناء الرأس للعاصفة) وتركيز سلطتها في الخرطوم بناء على علاقات تصالحية مع الاقليم والعالم ، ترى المجموعة الأخرى مدفوعة بأزمتها مع المحكمة الجنائية الدولية انها لن تستطيع المحافظة على سلطتها إلا بالتحالف والتنسيق مع الجماعات الأكثر تطرفاً والدول المارقة على الشرعية الدولية .

    وفيما عكست بيانات مؤتمر الإسلاميين الرسمية إتجاهات مجموعة (إحناء الرأس) ، إلا ان الثقافة السياسية للتيار الاسلاموي تعضد المجموعة الداعية للمصادمة والمروق ، كما تعضد من الروحية التي قادت إلى هتافات الجلسة الختامية .

    ومن جهة أخرى ، وفي سياق الصراعات حول الأولويات والسلطة ، رشحت تكهنات حول الأمين العام الجديد للحركة الإسلامية ، فخلاف النزاع الرئيسي بين مجموعة علي عثمان ومجموعة عمر البشير ، تتراكب نزاعات داخل كل مجموعة ، ففي مجموعة علي عثمان من يرى التجديد له مرة أخرى ، بينما يرى آخرون إنتخاب غازي صلاح الدين في تحالف مع صلاح قوش ، ويرشح آخرون كل من ابراهيم أحمد عمر والزبير أحمد الحسن وأمين حسن عمر وكمال عبيد ، وفي الجانب الآخر ، ايقنت مجموعة عمر البشير بعدم قدرتها على ضمان فوز أحد مرشحيها ( اسامة عبد الله ، الفريق معاش آدم حامد موسى ، محمد بشير عبد الهادي) ، ولذا إختارت كما تؤكد مصادر (حريات) إشاعة الخلافات في المعسكر الآخر طمعاً في الوصول إلى تسوية تسمح بالإتفاق على مرشح توافقي من المؤسسة العسكرية (سواء الطيب ابراهيم (سيخة) أو غيره


    ---------------
    الترابي : الغنوشي لم يطرح علينا المصالحة مع عمرالبشير
    November 18, 2012
    (السبيل)

    نفى الزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي أن يكون رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي طرح المصالحة مع الحزب الحاكم بالسودان.

    وقال الترابي إنه التقى الغنوشي في الخرطوم الجمعة على هامش زيارة الأخير للسودان لحضور المؤتمر العام للحركة الإسلامية في السودان، والذي انتهى الجمعة.

    وأوضح الزعيم الإسلامي السوداني أن الغنوشي لم يطرح عليه خلال لقائهما المصالحة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة عمر البشير الذي انشق عنه الترابي في العام 1999.

    وكان الداعية الإسلامي المعروف يوسف القرضاوي فشل أكثر من مرة في الجمع بين الترابي والبشير الذي انحاز إليه في الصراع كثير من تلامذة الترابي أبرزهم نائبه علي عثمان الذي يشغل الآن منصب النائب الأول للبشير وكذلك الأمين العام للحركة الإسلامية.

    واستطرد الترابي أنه ناقش مع الغنوشي ما يمكن أن تستفيد منه بلاده من التجربة السودانية لتفادي أخطائها والاستفادة من حسناتها ومنجزاتها باعتبار أن السودان كان سباقًا في وصول الإسلاميين للحكم على مستوى البلاد السنية.

    واتهم الزعيم الإسلامي السوداني حسن الترابي الحزب الحاكم بمنع القادة الإسلاميين بدول المنطقة الذين وصلوا الخرطوم للمشاركة في المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية من زيارته، وذلك عقب استقباله بمنزله للغنوشي.

    ومن أبرز المشاركين في مؤتمر الحركة مرشد الإخوان المسلمين بمصر محمد بديع والغنوشي ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وأمير الجماعة الإسلامية بباكستان سيد منور والمراقب العام للإخوان المسلمين بليبيا بشير الكتبي.

    ويعتبر الترابي المؤسس الفعلي للحركة الإسلامية بالسودان ومهندس الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس عمر البشير إلى السلطة في العام 1989 قبل أن يختلف الرجلان في العام 1999 ويؤسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض.

    وعلى مدار العشرة أعوام الأخيرة اعتقل جهاز الأمن السوداني الترابي أكثر من مرة ولعدة أشهر تحت دعاوى مختلفة منها التخطيط لانقلاب عسكري.

    واعتقل الرجل في العام 2009 بعد تأييده لقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير حيث تتهمه المحكمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في إقليم دارفور غربي البلاد حيث تحمل حركات مسلحة السلاح وتسعى لإسقاط البشير.

    ويقول الترابي إن البشير يتحمل المسؤولية السياسية عن الجرائم المرتكبة بوصفه رئيس البلاد، وإن عليه المثول أمام المحكمة وهو ما يرفضه الأخير بحجة أن المحكمة مسيسة ولا ينعقد لها الاختصاص.

    ويقول قادة حكوميون إن حركة العدل والمساواة – وهي أقوى الحركات المسلحة في دارفور – هي الجناح العسكري لحزب الترابي حيث اعتقل جهاز الأمن الأخير عقب غزو الحركة للعاصمة في العام 2008.

    واعتقل العام الماضي أيضًا عقب تصريحه بأن السودان سيلحق ببلدان الربيع العربي


    ----------------

    إنتخاب الطيب سيخة يشير لإنتصار مجموعة علي عثمان ويؤكد إفلاسهم الفكري والسياسي
    November 17, 2012
    (حريات)

    صرح رئيس مؤتمر (الحركة الاسلامية )الطيب ابراهيم محمد خير ان المؤتمر حسم بالتصويت طريقة اختيار الامين العام للحركة بان تجرى بواسطة مجلس الشورى وليس من قبل المؤتمر العام .

    وكشفت مصادر مطلعة لـ (حريات )عن انسحاب بعض المؤتمرين من جلسات المؤتمر عقب اجازة طريقة انتخاب الامين العام من مجلس الشورى التى اعتبروها تقييدا للاختيار الحر واللشورى .

    وقال المنسحبون ان المؤتمر طبخ بشكل مسبق رغم الشكل الظاهرى لحرية ابداء الاراء .

    واكد مرقبون ان القيادة المتنفذة فى الانقاذ ، رغم خلافاتها ، الا انها تتفق فى عدم ترك اختيار الامين العام لـ ( دهماء ) المؤتمرين فى المؤتمر العام ، الامر الذى يهدد باحتمال انتخاب شخصية تقلب الطاولة على القيادة المتنفذة ، وفى المقابل فان حصر الانتخاب فى (400) من اعضاء مجلس الشورى يعطى القيادة المتنفذة – من كلا الجناحين – فرصا اعلى فى التحكم فى النتيجة عبر وسائلها المعهودة فى ممارسة الضغوط والابتزاز والاغراءات .

    واكدت مصادر (حريات) ان التيار الغالب فى المؤتمر يصب لصالح مجموعة علي عثمان وان إنتخاب الطيب ابراهيم لرئاسة المؤتمر كان بالونة الإختبار الأولى لقياس توازنات القوى .

    ولكن المحلل السياسي لـ(حريات) قال انه رغما عن ان شواهد عديدة تؤكد ما ذهبت اليه هذه المصادر من غلبة مجموعة علي عثمان ، إلا ان الإسلاميين عموماً يعبدون القوة – قوة السلطة وقوة المال – وذلك ما أشارت اليه بصورة فجة خطب أمراء الحركات الإسلامية الضيوف بالمؤتمر ، فقد حيا غالبهم عمر البشير رئيس النظام ومظنة القوة في حين تجاهلوا علي عثمان نظيرهم في امارة الحركة السودانية ! كما تتجلى عبادة القوة خصوصاً في الحركة السودانية التي تحول غالب كادرها إلى موظفين والذين سبق وانحازوا إلى (مائدة الدولة) في مواجهة شيخهم الترابي . والدلالة الموحية في هذا السياق إنتخاب الطيب (سيخة) رئيساً للمؤتمر بخلفيته العسكرية وخلفية (السيخ) والمذابح في دارفور .

    وأضاف بانه إذا استمر غالب المؤتمرين في الإنحياز لمجموعة علي عثمان فإن ذلك سيكون دلالة على إحساسهم بتوازنات القوى وليس على الإنحياز إلى ايه رؤية أو برامج ، وقال المحلل السياسي انه لا يستبعد إستمرار هذا الإنحياز رغم انه لا يرجحه ، حيث لا تزال المجموعة العسكرية الأمنية تمسك بمفاصل الدولة ، والتي هي بالأساس دولة ذات طبيعة عسكرية أمنية ، ولكن مع إنغلاق الأفق السياسي لهذه المجموعة بما يعني ان الذهاب خلفها يعادل الإنتحار ، فان هذا ربما يضيف إحتمالية ما لصراع مراكز القوى .

    وقال المحلل السياسي ان الحركة الإسلامية رغم تباهيها بإنتشار عضويتها في القطاعات المختلفة ، عكس مؤتمرها إفلاساً فكرياً وسياسياً ، فلم تجرؤ على مقاربة نقدية لتجربتها التي انتهت إلى أفسد الأنظمة في تاريخ السودان الحديث وإلى إنكار الحقوق والحريات – والتي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية ، وإلى القتل بالهوية وحرق الأطفال وإغتصاب النساء والتعذيب ، وغيرها من الإنتهاكات الواسعة والجسيمة ، هذا فضلاً عن إنحطاط كافة أوجه الحياة ، إلى درجة دفع المواطنين إلى شرب المياه المختلطة بالبراز ، وتناول الأطعمة المسرطنة والأدوية الفاسدة ، إضافة إلى تفسخ القيم الأخلاقية ، حيث تنشر الصحف كل صباح تقريباً أخبار إغتصاب الأطفال بواسطة النظاميين !

    وقال انه في السياق السوداني القائم الآن فان ترداد الإسلاميين المؤتمرين لشعارات الأخلاق والعدالة والحريات والنهضة وغيرها ، من فرط مفارقتها للواقع ، تصلح مشاهد في مسرحية كوميدية سوداء .

    وأضاف ان أي حركة تذهل بمثل هذا الذهول عن رؤية الواقع لا يمكن أن يكون لها مقعد في المستقبل ، والحركة الإسلامية ما دامت غير قادرة بعقلها الخائف عن رؤية الواقع كما هو ، خوفاً من تحمل مسؤوليتها عن ما آلت اليه أوضاع البلاد ، ستظل مفلسة ونافلة ، كما ستظل تسد عجزها وفشلها بزعيق الشعارات والقمع ، ولكن كلاهما غير قادرين على (تغذية الرصيد) !



    ----------------------

    : أخطاء الإسلاميين وتحديات الفلسطينيين)

    د. عبدالوهاب الأفندي

    (1) ينعقد في الخرطوم هذه الأيام مؤتمر ‘الحركة الإسلامية’، وهو إسم على غير مسمى، لأنه يقوم على اغتصاب مزدوج لسلطة الشعب باسم الإسلام ودعاته، ثم اغتصاب لحق الحديث باسم الإسلاميين تحت عصا السلطة. ومثل هذه الجريمة المركبة في حق الإسلام والشعب والأمة تستحق الإدانة الحاسمة، خاصة من قبل الإسلاميين، وبالأخص في هذه المرحلة التي تقدم الحركات الإسلامية نفسها لقيادة مسيرة الشرعية والديمقراطية في بلدان الربيع العربي.


    (2)

    ما حدث للأسف كان العكس، حيث تقاطر معظم قادة الحركات الإسلامية العربية على حضور هذا المؤتمر، فكانوا ممن يشهدون الزور ولا يعرضون عن اللغو. مثل هذا الموقف الملتبس أخلاقياً في الانحياز لمغتصبي السلطة، استغله ويستغله خصوم الإسلاميين لإلقاء الشبهات على ثبات موقفهم من الديمقراطية، وحق لهم. فقد كان حرياً بقيادات ناضلت طويلة من أجل الحرية أن تنأى بنفسها عن الظالمين، خاصة حين يتعدى إثمهم اغتصاب سلطة الشعب (وكفى به إثماً مبيناًً) إلى تزوير إرادة قواعد الحركة الإسلامية.

    (3)

    لم تكن حركة حماس بدعاً من هذا الخلل البين في الرؤية، والبعد عن الصواب في الحكم، حيث كان زعيمها خالد مشعل على رأس شهود الزور. ولم تكن هذه أول أخطاء حماس، التي بدأت بإلزام نفسها بما لا يلزم، واختارت قبل ذلك أن تحشر نفسها في جلباب أوسلو غير الطاهر، فترأست سلطة مهمتها خدمة إسرائيل وحراسة أمنها. ومع ذلك لم تلتزم بما ألزمت نفسها به، فانقلبت على هذه السلطة، فجعلت نفسها رهينة المحبسين: صيغة أوسلو ومعتقل غزة.

    (4)

    لا غرو إذن أن ظلت الحركات الإسلامية تعاني إشكالات أنها تعامل كأنها معارضة حتى وهي في الحكم، وتواجه أزمة صدقية وشرعية. ولا ينعكس هذا في موضع كما ينعكس في غزة، خاصة هذه الأيام التي تتعرض فيه لعدوان غاشم جديد. ففي أي مكان آخر في العالم، لو تعرض شعب لمعشار ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم فوق ظلم، من اغتصاب للأراضي، وحرمان من الحرية وحتى الرزق، ثم يصب فوق رأسه حمم القنابل والدمار والقتل، لهبت الإنسانية جمعاء تستنكر الجرم وتنصر المظلوم. فما بال الفلسطينيين يعاقبون لأنهم مظلومون، ثم يمتدح الجاني وتسب الضحية؟


    (5)

    قد يقال إن مرجع هذا هو لضعف العرب والمسلمين، وخيانة كثير منهم، ونفاق حكومات الغرب. وهذا صحيح إلى حد كبير، ولكنه ليس كل ما في الأمر. فهناك عجز فلسطيني واضح عن استغلال الوضع، وتجريد ذاتي للنفس من السلاح الأخلاقي. ويتجلى هذا في تشرب بعض القيادات الفلسطينية لخطاب العدو من جهة، وتبني بعضها لخطاب يقوم على الجعجعة الجوفاء من جهة أخرى. وفي الحالة الأولى يعطي القادة الانطباع بأن إسرائيل على حق والفلسطينيين على باطل، بينما في الحالة الثانية الانطباع أن الفلسطينيين هم المعتدون، وأن إسرائيل هي المظلومة المدافعة عن نفسها.

    (6)

    في هذا المناخ الغريب، تختال إسرائيل بلا رادع، ليس فقط على الصعيد العسكري، وإنما على الصعيد الإعلامي والأخلاقي. على سبيل المثال، يكرر المسؤولون الإسرائيليون وحلفاؤهم في الغرب أن إسرائيل ظلت تتعرض لعدوان مستمر من غزة بإطلاق الصواريخ، وأن أي دولة في العالم لا يمكن أن تصبر على استهداف مواطنيها بعدوان من هذا النوع. ولا شك أن أول رد على هذا الاستنكار بأنه لا توجد كذلك دولة أخرى في العالم تمارس ما تمارسه من إسرائيل من قهر للأبرياء، وتمييز ضد أهل البلاد الأصليين، وعقاب جماعي لشعب بكامله. بنفس القدر فإن الزعم بأن أهل غزة يبدأون إسرائيل بالعدوان باطل، لأن إطلاق الصواريخ لا يتم إلا رداً على عدوان إسرائيلي، وفي حالات استثنائية.

    (7)

    أن لنا رأياً في سياسة حماس الدفاعية ومواقفها السياسية، فكلتاهما ليس بمنزل كما قال الحباب بن المنذر للرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر. ولكن ليس هذا موضوعنا اليوم، وإنما موضع التأمل هو هذا ‘النجاح’ المذهل في تحول القيادات الفلسطينية، كما قلنا سابقاً، لأسوأ المحامين عن أعدل قضية، وإنه لإعجاز بكل المقاييس. ولكن الأمرين مترابطان. ذلك أن قوة غزة ليست في صواريخها، وإنما في عدالة قضيتها. وينبغي أن تراعي استراتيجيتها هذه الحقائق، وأن تستعيد تمتين تسلحها الأخلاقي، وأن تجرد العدو من هذا السلاح.

    (8)

    الدفاع عن غزة ليس مسؤولية حماس وحدها، ولا الفلسطينيين دون غيرهم. ولكن حكومة غزة والقيادات الفلسطينية الاخرى يجب أن تقود المعركة الأخلاقية في أضعف الإيمان. وهذا يعني أن يكون الخطاب الفلسطيني متقدماً وواعياً، وأن يتجنب نقيضي الإفراط والتفريط. فمن غير المعقول أن نسمع التهديد بإزالة إسرائيل من الوجود من حكومة تعتمد على دولة إسرائيل في إمدادات الوقود والطعام. ومن غير المعقول أن نسمع قيادات فلسطينية تعتذر لإسرائيل وهي رهن معتقل ‘السلطة’.

    (9)

    هناك إشكال مماثل عند الحركات الإسلامية التي تداعت إلى الخرطوم لتشيد بنظام دكتاتوري ‘إسلامي’، ثم تعود إلى بلادها لتطالب بالديمقراطية. وكان الأحرى بها أن تتعظ من سابق عهد الأحزاب اليسارية التي كانت تشيد بدكتاتوريات موسكو وبكين ثم تشكو قمع دولها.


    ---------------

    الحركة الإسلامية: تدافع التحديات وفشل المشروع الفكرى
    أحمد حسين أحمد:


    الرؤية التجديدية للحركة الإسلامية التى برزت خلال الفترة الماضية وبشدة خلال هذه الفترة ومن ابرز قادتها وكذلك الطرق على قضية الاخلاق فى هذا الوقت بالذات ، امر محمود فى ظل التراجع والتوهان المخيف الذى ظل يكتنف حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلاقاتنا الدولية خاصة ان الحركة انتدبت نفسها لامر التكليف للتصدى للقضايا الفكرية وقضية الحكم وتزكية المجتمع كما جاء على لسان ابرز قادتها خلال الاسبوع الماضى(مقال د.غازى صلاح الدين بصحيفة السودانى بتاري13/11/2012)، كان المؤمل ان ترسم الحركة الاسلامية طيلة عقدين من الزمان رؤية فكرية واخلاقية مستمدة من فكرنا الاسلامى يوجه مسيرة الحكم نحو المقاصد والغايات السامية ، يهتدى بها اهل الحكم وهم يقودون ذراعها الممسك بالسلطان وهو المؤتمر الوطنى لينزل رحمة وخيرا للمجتمع ، لكن تاهت الرؤية وانحسر المد الفكرى مع اشواق السلطة ومنافعها التى ضلت وسط زحام من سوء التدبير فسدت معه الذمم وانعدم الوازع الاخلاقى وتعمقت جذوة الاقصاء واحتكرت السلطة والثروة فى قلة ممسكة بمقاليد الامور كان عصى عليها ان تتنازل عن السلطة وتفسح المجال للآخرين بمزيد من الحريات وقبول الآخر ، الحرية والعدالة من ارفع القيم الاسلامية والاخلاقية التى توافقت عليها كل المبادئ والقيم الدينية السمحة ، كان ملفتا خلال مؤتمرها الثامن ان تم الطرق بقوة على مسألة الحرية ومبادىء الحركة وتنزيل تلك القيم للناس رحمة ورأفة بهم فى خطاب امين الحركة الاسلامية ابان الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها الثامن الذى ينعقد هذه الايام ، يذهب فى ذات المعنى امير جماعة الاخوان المسلمين فى مصر الأستاذ محمد بديع ، الذى تباعد خطابه الفكرى كثيرا عن مسار الحركة الاسلامية السودانية وجاء مشبعا بقيم فكرية صادقة ورؤية واضحة المعالم لمنهج الحكم ورعاية امور العباد، كان تأثير ثورات الربيع العربى ذا دلالة بالغة فى الخطاب واكثر انفتاحا على المسارات الفكرية الاخرى فى العالم .


    ان ازمة الحركة الاسلامية السودانية ليس تجديدا فى منهجها وخطها الفكرى ، بل ارتباط الحكم ومؤسساته بها وهى مسئولة تماما عن مسار الحكم والدولة طيلة دوراتها السابقه تمد الحزب بالسياسات والاستراتيجيات فى كل مناحى الحكم وعلاقاتها الخارجية ، كذلك هى مسئولة عن كل الاخطاء التى صاحبت مسيرة الحكم ، واى فشل فى تنفيذ رؤيتها الفكرية نتيجة لعجزها وعدم توافقها مع السلطة هى مساءلة عن ذلك ، وقبل بضعة اشهر خلال هذا العام اعترف رئيس القطاع الفكرى والثقافى والاجتماعى بالمؤتمر الوطنى رئيس مجلس شورى الحركة بفشله وأعضاء القطاع فى تقديم افكار للجهاز التنفيذى وهذا الفشل ليس لعامين منصرمين بل لاكثر من عقدين من الزمان ، ومرد ذلك فى تقديرى الى غياب كامل لإعمال الفكر فى مجمل الحياة خاصة تصريف شئون الدولة وقضايا الحكم و عجز كامل فى رعاية احوال المجتمع .


    ان فك الارتباط بين الحركة الاسلامية والحكومة وقضية التجديد هو ذر الرماد على الاعين ، باعتبار ان ما تتعرض له الدولة من ازمات فى مناحى كثيرة سياسية واقتصادية وعلاقاتها الخارجية هو اكبر من قدرة الحركة وحزبها السياسى ولذلك كان حتميا ان يخضع كليهما - من خلال مؤتمر الحركة الاسلامية الثامن -لعملية انعاش وتغيير فى الحراك العام يعطى قوة دفع تمهد لفترة اطول بآمال اكبر ، فضلا عن ان كامل عضوية المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى هم اعضاء اساسيون فى الحركة الاسلامية وبالتالى فان غلبت السلطة على الرؤية الفكرية لايختلف اثنان حولها وهنا تضيع كل افكار ورؤى التجديد فى الحركة الاسلامية ، كما ان اشواق الحادبين على اصلاح وتجديد منهجها رغم تأثيرهم المحدود لا يغير فى علاقة الحركة بالحكومة بل قد يوجد تيار فكرى اقوى متوافق على رؤية تجديدية تكرس من حالة الانقسام داخل الجسم الواحد ويعمق من ازمات البلاد . ان السواد الاعظم من المجتمع السودانى لا يهمه من ياتى على رأس امانة الحركة ولا دستورها طالما ان ازمات البلاد تتعقد كل يوم ويخرج علينا ساسة كل همهم التكسب من السلطة وارضاء السلطان واهمال فى كل شئون الدولة حتى سياستنا الخارجية اضحت فى مهب الريح .


    للأسف الشديد انه بعد عقدين من الزمان وجدت دولة تقود المجتمع وليس العكس الافتراض كان تأسيس نظام للحكم يقوم على فكر ورؤية توجه حركة المجتمع والدولة على نحو يحقق الغايات والأهداف السامية النابعة من عقيدتنا السمحة ، يقود هذا التوجه مجتمع مشبع بمبادىء الحرية والديمقراطية ، هو الذى يقوم بتوجيه مسار الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتحقيق غايات تحقق الخير العام لكل الناس وفق رؤى تعمق الاستقرار الاجتماعى والسياسى وتأمين البلاد من كل خطر وتحريك كل الامكانيات لرفاهية المجتمع بعدالة وانصاف ، يقوم على هذا التكليف من يضع المجتمع الثقة فيه وليس من ينتدب نفسه ليقوم بالتكليف وعند الفشل تزداد الرغبة بالإمساك بالسلطة والدفع بتجديد مرجعيتها لتأمين مسار جديد ، الامانة تقتضى انه عند الفشل يجب ان تتداعى كل المرجعيات فى المجتمع لتقويم مسيرة الحكم وإدارة الدولة على نحو يحفظ للبلاد عزتها وللإنسان كرامته وحريته.


    الشاهد الآن ان البلاد تندفع مسرعة بلا فكر او منهج يوجه مسيرتها نحو الاصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى الذى يؤمن استقرارها وقوتها ويحقق اجماعاً قومياً يرتكز على المشاركة السياسية المستحقة وفق استحقاق يلتف حول قيم العدالة والمساواة والحرية . لقد انسدت منافذ التفكير وقيم الخير بفعل الاحتكار والتكالب على حقوق الغير والاستقواء بالسلطة على حساب القيم والمبادئ ، وما عادت مؤسسات الدولة تعمل بنظم ومبادئ المؤسسية وحرية القرار وروح المبادرة بل برؤية آحادية ، الانسداد السياسى الحالى تعطلت معه الرؤية الفكرية للحكم وتراجعت معه سيادة وعزة البلاد . افيقوا لتحقيق مشروع وطنى عريض تتكامل فيه كل المرجعيات لتنزيل قيم الخير والعدل والرفاه لكل الناس.

    --------------

    تأملات وإعترافات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر 4 من 5
    أسباب تراجع الفعالية التنظيمية للحركة الإسلامية (مدخل قيمي )
    عثمان البشير الكباشي: الشكوي مستمرة من تراجع الفعالية التنظيمية للحركة الاسلامية التي كان مشهود لها بقدراتها الكبيرة في الفعل الاجتماعي والسياسي والدعوي ، ودائماً ما يكون منهج المعالجة القفز لمعالجات فنية واجرائية لمواجهة الضعف التنظيمي ، من شاكلة ( إعادة البناء التنظيمي ) أو ( اعادة الهيكلة ) وتكثيف الإجتماعات والمؤتمرات وتصنيف اللوائح ، والعودة من كل ذلك ببروق خلب لا تمطر فعلا ً ، ولا تحرك ساكناً ، آلاف المؤتمرات ، والحشود ، والتوصيات والتقارير ، والنتيجة العملية في الميدان متواضعة ، فأين العلة ، وكيف السبيل الي عافية في الجسد العليل .
    يقيني إن المعالجات الإدارية والفنية المجردة لاتفضي الي نتيجة ، لأن دوافع الفعالية والحركة والتأثير في الجماعات الفكرية الرامية الي التغيير الاجتماعي والفكري ، تعتمد بالدرجة الأولي علي منظومة القيم والأبعاد المعنوية والثقافية ، قبل الإجراءات والشكليات ، ولذلك فإن هذه الوقفة تبحث في القيم والأفكار كمدخل لتحليل تراجع الفعالية التنظيمية ، فلن ينصلح شيئ ولوعقدت ألوف المؤتمرات ، والاجتماعات والمهرجانات ، دون غوص في العمق والمضمون
    السؤال المفتاحي ما سر تراجع الفعالية التنظيمية للحركة الإسلامية الحاكمة في السودان؟؟ ، رغم تبدل الآستضعاف تمكيناً ، والخوف امناً والمطاردة والسجون سلطاناً، والفقر والعطالة والتشرد وظائف وأموال ووجاهات ، ولكن رغم كل ذلك يشتكي الجميع من فتور في الهمم ، ونجوي حزينة بين كل اثنين من أبناء الحركة تجمعهم جوامع الحياة في السودان ، ومفارقات بينة ومحيرة بين ضعف مخرجات ونتائج العمل حالياً رغم ما يتاح له من موارد وإمكانيات مادية وبشرية مقارنة بعهود الحركة قبل الوصول للسلطة ، فقد كان لكوادر الحركة قدرات عالية وبراعة و ذكاء وقبول ، وجرأة واقتحام ، وقدرة علي تحقيق نتائج باهرة في ظل موارد شحيحة وحصار أمني ومادي يحوله أهل العزائم الماضية والهمم العلية الي انتصارات ونجاحات جعلت الحركة الاسلامية في تقدم متصل حتي لحظة وصولها للحكم .
    ان ظاهرة ضمور الفعالية التنظيمية تستحق أن تكون محل تأمل وعبرة ، لايغطي علي ذلك محاولات التخدير والقفز فوق الحقائق التي درج عليها بعض إخواننا الذين إستمرأوا تطمين النفس والقيادة بالحديث عن عدد المؤتمرات ، والمشاركين فيها والأرقام الفلكية حول العضوية والمناشط ، والولاء .
    قلت في مقال سابق إن الحشود كبيرة والهتافات عالية ، والإبتسامات بيضاء ، والتقارير متفائلة ، ولكن العطاء في ميادين العمل وساحات التفاعل اليومي في المجتمع ، في المساجد والمراكز والجمعيات والأحياء والقري ، تكاد تكون معدومة ، فهل تحول معيار الفعالية لدي الحركة الي الحشود والمؤتمرات والهتافات في استقبال المسئولين ؟؟؟؟ هل وظيفة الحركة وحزبها الحشود والمؤتمرات ، حتي إقترح البعض تغيير إسم الحركة وحزبها الي ( حشد ) ليتطابق الإسم علي الوظيفة الغالبة ؟ ومن هنا يبرز السؤال ؟ اين بقية وظائف الحركة والحزب ، الفكر ، التزكية والدعوة ، التثقيف ، العمل الاجتماعي والتكافلي ، التوعية ، التخطيط ، التقويم والمراجعة ، الشباب والرياضة ، ؟؟؟ وبالجملة أين الحركة والحزب في المجتمع ؟؟؟ وأين هي من التخطيط والرقابة علي الدولة ؟
    وماهي معايير القياس للفعالية التنظيمية ؟؟؟؟
    (1) الشعبية والجماهيرية عبر الحشود ما ينبغي ان توهم الناس ، فيظنونها ولاء صادقاً ، معبراً عن اختيار حر ، ومستعداً للدفاع عن الحركة في أوقات الرخاء والشدة ، لقد رأينا الحشود والجماهير والعضوية المليونية ونتائج الإنتخابات الباهرة عند الأحزاب الحاكمة في مصر وتونس واليمن وليبيا والنميري ، ولكنها تبخرت لحظة الإختبار الحقيقي ، لأنها نشأت في مناخات إختبار ومنافسة غير متكافئة مع الأخر ، وكأنها ولاءات مؤقتة لضرورات ومصالح الناس مع السلطان ، وماأكثرها وما أخدعها خاصة في العالم الثالث حينما يجد الناس أمام فرص محدودة في الإختيار فيركبوا القطار المتاح الإجباري أوشبه الإجباري ليفارقونه في إقرب محطة ممكنة ، ليستبدلونه بخيارهم المفضل اذا أتيحت لحظة لبيئة ومناخ حر تعددي للإختيار ، وان لم تتاح لهم فرصة الخيار الحر ظلوا علي ولائهم المؤقت للممكن الحاضر المتاح ولكن دون القناعات الكافية، ويشقي بذلك الحزب الذي يري في عضوية كثرة عاجزة وجعجة دون طحين وحشد يغني فيه الجميع وكل يطرب علي ليلاه ، هو يبحث عن الولاء وهم يبحثون عن المصالح ، والجمع عامر ولكن القلوب شتي .
    ( 2 )كانت الحركة فعالة يوم أن كانت تقرأ علي عضويتها ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم من الله من شيئ ، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) وتعرف إن اهم معايير ومطلوبات الفعالية هي الصدق وولده الصبر ( إن يكن منكم عشرون صابرين يغلبوا مائتين ) ، كانت تستزيد من الكم وتنفتح علي الناس مرحلة بعد أخري تمزق جلبابها القديم الضيق لآخر أكثر سعة ، ولكن لاتنسي معطي الفاعلية ، وتحرص علي المناخ والبيئة والمنهاج الذي يولد الفعالية فماهي مكونات وعناصر هذا المناخ
    لعل الحرية أهم دوافع ومحفزات الفعالية ، فالإنسان الحر ، يفكر بطلاقة لايقيده الخوف من رأي يخشي أن يحاسب أو يعاقب عليه ، ثم يتفاعل معه الآخرون بذات الحرية فينتج الرأي ناضجاً ، محكم ، جراء التفاعل والتناصح ، لا مجال فيه لمجاملات أو فردية أو فرض من جهة عليا يخشي ه غضبها ، أو يخافون عقوبتها أو حرمان ما عندها ، أما إذا أصبح الجهر بالرأي يكلف الإنسان منصبه وعلاقاته و مصالحه ، أو يألب عليه أهل الحظوة والجاه ، فالأوفق للكثيرين في هذه الحال أن يؤثروا السلامة ، ويسيرون علي جانب الحيطان ، ويلعبون علي المضمون ، ويبادرون لتأييد رأي الرئيس الأعلي الذي يفصل ويعين ويبقي ، وإن تعذر عليك ذلك فلا أقل من أن الصمت ، والنتيجة أن يسود رأي الفرد لا الجماعة فيحرم التوفيق والسداد والبركة ، ولعل هذا سر هذا الضعف والخمول والتواضع الذي لازم أداء حركة كان طابعها الذكاء والنضج ، أو قل تواضعاً وحقاً بركة الشوري في صناعة الرأي وتنفيذه .
    (3) الرأي الذي يصدر عن الشوري الحرة ليس بالضرورة صائباً بدرجة مطلقة ، أو كاملاً ، وقد يكون خاطئاً ، أو ناقصاً ولكنه دائماً مدعاة للتنفيذ الفعال ، لأن الناس يتفانون ، ويبذلون غاية الجهد في تنزيله علي أرض الواقع بأفضل ما عندهم من طاقة روحية ومادية وجسدية ، لشعورهم بأنه نابع منهم ، وانه جزء منهم يعنيهم نجاحه ديناً وخلقا ً ، وحتي الذين كانوا يعارضونه في مرحلة المداولات يندفعون بذات حماس أصحابه للدفاع عنه وتبنيه ، كما كانت تقضي بذلك تقاليد العمل التنظيمي ، وميزة أخري تؤثر بها الشوري علي الفعالية التنظيمية ، وهي إن مرحلة التداول الحر الكثيف توفر حالة من التعرف علي جوانب المسألة موضوع الرأي ، وتتيح الفرصة لإدراك جوانبها المتعددة ، وهذا يساعد في التنفيذ بفعالية بأثر الإحاطة بالأمور وتفهمها ومعرفة معلومات كثيرة عنها توضحها مراحل الحوار والتداول والتشاور ، علي عكس القرارات الجاهزة التي لا يعرف عنها منفذوها شيئاً ، ببساطة لأنهم لم يشاركوا في صناعتها فيقل حماسهم لها وقت التنفيذ .
    (4) للفعالية التنظيمية صلة بالإخلاص والتفاني وهذه معاني مرتبطة بالطاعة وللطاعة صلة بالثقة والثقة موصولة بالقدوة ، والإخوة والمحبة ملح وعنصر رابط لهذه القيم المترابطة مع بعضها ، كل قيمة تولد الأخري وتتأثر بها.
    الإخلاص دافع مهم للفعالية التنظيمية ، وهذا يفسر كيف إن قلة قليلة ، وبإمكانيات متواضعة ، ومعوقات كثيرة تحقق النجاحات الباهرة بفضل إخلاصها لما تعمل ، والعكس موارد وكثرة وحكومة والنتائج متواضعة .
    إن من أهم مظاهر تراجع الفعالية في واقع الحركة الإسلامية ضعف العمل الطوعي لدي العاملين فيها ، فبدلاً من إنتظار الثواب من الله لدي العاملين ، شاع في الناس إنتظار حوافز الدنيا المباشرة وغير المباشرة ، ولعل مرد ذلك ان العضو يري إن الآخرين ينالون غنائم الدنيا من سلطان ووظيفة وجاه ويطلب منه إحتساب الأجر في الآخرة في ظل أوضاع إقتصادية متباينة ، فتكاسل الهمم وتتداخل النوايا وتعظم المفارقات أحياناًً كثيرة ، فيضطرب الأداء ، ويصبح أمر الدنيا حاضراً لا الآخرة ، فيقل المردود بقلة البركة وضعف السعي والمجهود .
    (5) التدافع والتنافس والتحدي عناصر حاسمة في الفعالية والإبداع والتدافع في ساحات المجتمع ضاع يوم أن ماتت المنافسة في الساحة الفكرية والسياسية بفعل إلغاء الأحزاب والقوي السياسية والفكرية المنافسة اول الأمر وإضعافها ومحاصرتها لاحقاً ، صحيح إن هدف إضعاف الأحزاب قد تحقق ولكن تحقق معه إضعاف الحركة الإسلامية نفسها بعد أن فقدت عنصر التنافس والتحدي ، ودخلت في سباق الحصان الواحد منذ نحو ربع قرن ، إنه بلا شك سباق ممل غير مشوق ولا جذاب وقاتل لإمكانيات وقدرات هذا الحصان الواحد التي لن تفرح بالفوز المضمون الخالي من المنافسة بسبب غياب أوتغييب الخصم ، لاسبيل لحيوية الا عبر سباق تعددي حقيقي ، يستفز الأنصار ويحي جذوة الحماس ، وصدق الله القائل : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً
                  

11-20-2012, 05:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    بعد مؤتمر الحركة وتحالف لندن: شكل التغيير القادم في السودان
    د. عبدالوهاب الأفندي
    2012-11-19


    شهدت الساحة السودانية خلال الأسبوع الماضي حدثين، كان بينهما (حرفياً ومعنوياً) بعد المشرقين، ولكنهما مترابطان من ناحية تأثيرهما المحتمل على مستقبل السودان السياسي.


    في الواقعة الأولى، انعقد في الخرطوم المؤتمر الثامن لـ'الحركة الإسلامية السودانية'، وهي التنظيم الذي ينافس على وراثة حركة الإسلام الحديثة التي ظلت تتصدرها حركة الإخوان المسلمين وتجلياتها المختلفة (جبهة الميثاق الإسلامي، الجبهة القومية الإسلامية والاتجاه الإسلامي) والحركات المنشقة عنها، في منافسة مع حركات أخرى، من أبرزها التيارات السلفية. أما في الواقعة الأخرى فقد انعقد في لندن لقاء ضم أحزاب الأمة والمؤتمر الشعبي (أحد روافد الحركة الإسلامية) والحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال، انتهى إلى توافق حول تصعيد المواجهة مع النظام، وعلى ملامح التغيير المطلوب بعد إسقاطه.
    ويثير كلا الحادثين أسئلة هامة تنبع من مفارقة حدوثهما في الأساس. هناك على سبيل المثال تساؤل مهم حول إشهار حكومة الإنقاذ الوطني المفاجئ لإسلامها، وهذا الاهتمام غير المسبوق بالحركة الإسلامية وانتخاباتها، في حين أن النظام كان قد تنكر في ماضيه قولاً وفعلاً للإسلام وحركته. ولعلها مصادفة ذات مغزى أن الشيخ الترابي ذكرنا في رسالة مفتوحة وجهها لقيادات الحركات الإسلامية الاجنبية التي حضرت مؤتمر الخرطوم بأن نظام الإنقاذ أخفى متعمداً هويته الإسلامية لعام ونصف على الأقل في بداية عهده. ولكن ما لم تذكره الرسالة هو أن النظام قام أيضاً بحل الحركة الإسلامية وإلغاء كل مؤسساتها، والاعتماد على الدولة فقط، قبل أن يعمد فيما بعد لإنشاء تنظيم سمي المؤتمر الوطني، تأكيداً لتجاوز وإلغاء الحركة الإسلامية لصالح كيان أوسع لا يقتصر على الإسلاميين، بل ولا حتى على المسلمين.


    عندما وقع انشقاق عام 2000 لم يختر أي من طرفي الخلاف لجناحه تسمية إسلامية، وإنما احتفظ أولهما باسم المؤتمر الوطني بينما تسمى الآخر بالمؤتمر الشعبي. إلا أن جماعة النظام واجهوا إشكالية أن المؤتمر الشعبي أخذ يستخدم الخطاب الإسلامي ضدهم، مما خلق أزمة شرعية إسلامية في صفوف أنصار الحكم، فقبلوا تنازلاً إنشاء تنظيم سموه الحركة الإسلامية (وقد شبهته في مداخلات سابقة بالنوافذ الإسلامية في البنوك الربوية)، الغرض منه تهدئة خواطر من بقي متمسكاً بدينه من الأعضاء. وقد وليت قيادة هذا الكيان للبروفيسور عبدالرحيم علي، وهو أحد قيادات الحركة البارزين. وكان عبدالرحيم علي قد برز خلال فترة الانشقاق باعتباره شخصية وفاقية، وأصبح لفترة قصيرة أقوى شخصية في الحركة والنظام حين ولي رئاسة لجنة رأب الصدع التي أوكل إليها حسم الخلاف. ولكن علي أضاع تلك الفرصة التاريخية لانتزاع استقلال الحركة من النظام، وانحاز تماماً إلى الجانب المتغلب، مما أفقده ما كان له من سلطة أخلاقية، وأهله لأن يصبح زعيم الحركة المدجنة. وعندما انبعث شيء من الحياة في الحركة بنهاية ولاية عبد الرحيم علي في عام 2003، وتقدمت شخصية ذات وزن للأمانة العامة، بذل النظام كل جهد ممكن لإعادة الحركة لبيت الطاعة، ففرض نائب الرئيس على عثمان محمد طه لقيادتها.


    اتضح منذ ذلك الوقت أن الحركة قصد منها أن تستخدم كأداة لخدمة أهداف النظام السياسي، ولم يكن مسموحاً لها بأي جرعة من الإسلام أوالاستقلالية إلا بما يخدم أغراض من بيدهم الأمر. ولكن ما حدث خلال العامين الماضيين هو أن 'ثورة إسلامية' حقيقية تفجرت في تزامن مع ثورات الربيع العربي بين العضوية الشبابية في الحركة الإسلامية. (ولعلها مفارقة ذات مغزى أن أحد أبناء بروفيسور عبدالرحيم كان بين من تولى قيادة هذه الانتفاضة الشبابية). وقد تمرد هؤلاء الشباب في نفس الوقت على ما اعتبروه انهياراً في المنظومة الأخلاقية للحزب والنظام من جهة، وعلى الرؤية التقليدية للحركة الإسلامية من جهة أخرى. فمن الناحية الأولى، انتقد الشباب الظلم والفساد والتفريط وتواضع الأداء الحكومي في كل المجالات. أما في الجانب الثاني فقد أعلنوا أنه لا خلاص للبلاد إلا بالديمقراطية الحقيقية، وأن الإسلام لا يمكن أن يزدهر في ظل الطغيان. ولهذا كان من مطالبهم فصل الحزب عن الدولة، واعتماد الشفافية الكاملة، والدعوة إلى انتخابات جديدة تتوفر فيها كل فرص النزاهة حتى يحدد الشعب بحرية من يحكمه.


    عندما أدرك أركان النظام خطورة هذه الانتفاضة، قرروا القيام بحركة استباقية، فأعلنوا بعث الحركة الإسلامية من مرقدها، وانبروا يدعون قيادتها بعد أن كانوا بذلوا من قبل كل جهد لوأدها وتهميشها. وقد بذلت جهود جبارة خلال المؤتمرات التي عقدت حتى لا يصل إلى المؤتمر إلا من يحوز رضا النظام.
    وقد بلغت التكتيكات المتبعة قدراً من التجاوز حداً دفع حتى برئيس اللجنة التحضيرية، البروفيسور ابراهيم أحمد عمر، للاحتجاج علناً ضد هذه المخالفات، رغم أن عمر من أهل الموالاة المتحمسين. وقد ظهرت نتيجة هذا الجهد حين بدأ رئيس المؤتمر المنتخب، اللواء الطيب ابراهيم محمد خير، ولايته بأن جثا على الركب بين يدي نائب الرئيس على عثمان، في إشارة لا تخطئها عين على أن هذه حركة ديدنها السجود والركوع في غير وقت الصلاة وإلى غير القبلة.


    لم يكن اجتماع لندن بين ثلاثي الأمة والشعبي والحركة أقل مدعاة للعجب، لأن الثلاثي المكون له يتحمل بين أطرافه كامل المسؤولية عن الكوارث التي أصابت السودان خلال العقود الثلاثة الماضية. ولعل الإمام الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، الذي كان رئيساً لوزراء السودان في الفترة بين عامي 1986 و 1989، أقل الثلاثة إثماً. فقد كان الرجل وقتها واقعاً بين مطرقة الحركة الشعبية وسندان الحركة الإسلامية بقيادة زعماء المؤتمر الشعبي الحاليين، حيث رفض كلاهما الالتزام بالعملية الديمقراطية ونتائجها. أما الحركة الشعبية فإنها رفضت مجرد الاعتراف بالحكومة المنتخبة، وأصرت على استخدام الفيتو المسلح ضد نتائج الانتخابات، بينما رد الإسلاميون بتجييش الشارع وممارسة كافة الضغوط السياسية والإعلامية في الاتجاه المضاد.
    ويحسب للمهدي أنه تمسك في ذلك الوقت وفي كل الفترات اللاحقة بمساعٍ وفاقية، وسعى للتواصل مع كل أطراف العملية السياسية في السودان. ولكن جهوده ظلت تواجه تشدد المتشددين وتنطع المتنطعين من الجانبين. وبالطبع لا يخول الصادق وحزبه اللوم، لأن فريقه في الحكم افتقد الكفاءة، وحشد في الوزارة من قعدت بهم الكفاءة ولم يكن لهم رصيد سوى النسب. ولكن الإثم الأكبر كان بالقطع على الأحزاب الأيديولوجية.


    والسؤال المطروح الآن هو هل نجح المهدي في اجتماع لندن في انتزاع التزام من طرفي الصراع الآخرين بالبعد عن التنطع والإصرار على فيتو السلاح، والقبول بالعملية الديمقراطية حكماً؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن هذا يكون إنجازاً عظيماً، لأن هذه خطوة لا غنى عنها في طريق استعادة العافية السياسية للبلاد. فقد كانت إشكالية كل من الحركة الشعبية والحركة الإسلامية أنهما لم تقبلا بالسودان كما هو، ولم ترضيا عن الشعب السوداني وخياراته، بل كانا يطمحان إلى تغيير الشعب بالقوة. وهذه كانت في الماضي توجهات الحركات الثورية من يسارية وقومية، وكانت النتائج بدون استثناء كوارث عظيمة، ومجازر لا حصر لها، شهدتها نواحي العالم المنكوبة من سيبيريا إلى كمبوديا، مروراً بالعراق وليبيا واثيوبيا وكثير غيرها.
    بالمقابل فإن نجاح الثورات الديمقراطية في العالم العربي وقبل ذلك في شرق أوروبا اعتمد على شرطين: أولهما التوافق على هوية قومية جامعة، والثانية القبول بالديمقراطية حكماً.


    فالثوار في كل هذه البلدان كانوا يرفعون في الميادين راية واحدة، هي العلم الوطني، رمزاً لوحدة الهوية والإرادة، والاعتراف بحق الآخرين في الرأي المخالف. في نفس الوقت، فإن هؤلاء الثوار لم يكونوا حريصين على أن يتولوا السلطة بأنفسهم، بل كان كل همهم إسقاط الدكتاتورية، ورد الأمر إلى الشعب يختار من يشاء. وليس هذا ديدن الحركات ذات البرامج الانقلابية والتي تصر على الفيتو المسلح على إرادة الشعب.
    أما الآن وقد استبان الصبح لذي عينين، ولم تعد اليوتوبيا الأيديولوجية تنطلي على أحد، فإنه قد وجب على الجميع أن يتخلوا عن فيتو السلاح وأوهام تخليص الناس رغماً عن إرادتهم. وهذا يستدعي توحد الإرادة السياسية من أجل تحول ديمقراطي كامل بغير أي شرط سوى التوافق على ضمان الحريات والحقوق للجميع.
    ولعلها أيضاً مناسبة، بعد نجاح مسرحية مؤتمر الحركة الإسلامية المزعوم، أن تمد المعارضة يدها إلى شباب الحركة الإسلامية الثائرين، وتطالبهم بالانضمام إلى صفوف الثوار من أجل خلق حركة شعبية موحدة تسرع التخلص من النظام القائم، وتعيد الديمقراطية بأسرع وقت وأقل الخسائر.

    ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
                  

11-20-2012, 08:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    عـنـدمـا (يعك) علـي كــرتــي!!

    الطيب مصطغى
    نشر بتاريخ الإثنين, 19 تشرين2/نوفمبر 2012

    مرة أخرى (يعك) وزير خارجيتنا علي كرتي ويرتجل، أكرِّر يرتجل، خطبة يشنُّ من خلالها بدون أن يقصد الحرب على بلاده ويستعدي عليها دولاً كان هو الأولى بأن يتودَّد إليها ويسترضيها حتى تكون نصيراً وسنداً لا عدواً مبيناً في زمن قلَّ فيه النصير وبتنا فيه معزولين محارَبين من شتى أنحاء العالم.

    لو قيل لي إن كرتي قال ما قال لربما رفضتُ تصديق محدِّثي لكني سمعتُ الحديث كفاحًا من فم الرجل الذي كان يتحدث إلى وزراء الخارجية العرب عن الأموال العربية المُودَعة في خزائن أمريكا والغرب والتي تعود مرة أخرى لإسرائيل لتُستخدم في ضربنا وقصفنا والاعتداء علينا!!

    ياسبحان الله!! ومن منا لا يعرف هذه الحقيقة ومَن مِن الوزراء العرب الذين كانوا يجلسون إلى جوار كرتي لا يُدرك ما صرَّح به وزيرُنا الهمام لكن مَن مِنهم قال ما قال ليُحْرج دولته ويجرَّ عليها غضب دول الخليج التي كانت حضوراً في ذلك الاجتماع من خلال وزرائها بل هل قال مندوب فلسطين المعتدى عليها والتي اجتمع الوزراء من أجل بحث العدوان عليها.. هل قال ما قاله كرتي؟!

    أعجب أن يكون شيخ الدبلوماسية في بلادنا والذي ينبغي أن يكون هو أكثر من يزن كلماته بماء الذهب قبل أن يتفوَّه بها هو أكثر المخرمجين الذين يُلقُون الكلام على عواهنه ويفعلون ما لا يجرؤ حتى دون كيشوت على فعله وهو يحارب طواحين الهواء.. بل أعجب أن يشرِّق على كرتي ويغرِّب فهو في يوم حمامة أو نعامة تجفل من صفير الصافر وفي آخر صقر كاسر وأسد هصور يخوض المعارك مع الصديق قبل العدو!!
    قبل أيام قليلة غضب كرتي بسبب رسو السفينتين الإيرانيتين على سواحل السودان باعتبار أن ذلك يُغضب العرب عامَّة ودول الخليج خاصَّة بل إنه احتجَّ بأن وزارة الخارجية اعتذرت قبل أشهر لإيران عن استقبال السفن لأن ذلك يُغضب المملكة العربية السعودية ودولاً أخرى بينما تجد كرتي نفسه يشنُّ الهجوم على ذات الدول التي كان حريصاً على عدم إغضابها بالسماح برسو السفن الإيرانية ثم يتهكَّم الآن من كنزها أموالها في الدول المساندة لإسرائيل!!

    كرتي يهاجم رئاسة الجمهورية نفسها من داخل البرلمان حين تحدثتْ عن (الحشرة الشعبية) ويقول إن تلك التصريحات تُحْرج السودان أمّا هو فمن حقِّه أن يقول ما يشاء وأن يفعل ما يشاء فالسودان وشعبُه ملكٌ خاص له بشهادة بحث يمكن لمن يُريد أن يغالط أن يسأل عنها لدى مسجل الأراضي!!
    كرتي يهاجم وزارة الدفاع لأنها لا تنسِّق مع وزارة الخارجية وأن السياسة الخارجية تعاني من تغوُّل الآخرين على اختصاصاتها لكن وزارة الخارجية بل وزير الخارجية هو أكبر الخارجين على السياسة الخارجية للدولة وأكثر المتغوِّلين على سياسات بلاده الحريصة على علاقاتها مع جميع الدول.
    إنني أكاد أجزم أن وزارة الخارجية لم تعانِ في عمرها الطويل كما تعاني هذه الأيام وكما عانت أيام كان مُمسكاً بخناقها وزير خارجية الحركة الشعبية دينق ألور الذي كان يشنُّ الحرب على السودان من داخل وزارة الخارجية!!


    أيام اعتداء العراق على الكويت في بداية التسعينات.. وقفنا موقفاً دفعنا ثمنه ولا نزال وكانت الإنقاذ يومَها طفلاً يحبو ويحتاج الى النصير فإذا بها تضعف ويُصنَّف السودان من دول الضد ويدفع ثمناً باهظاً جرّاء ذلك التهوُّر الذي لا يتناسب مع وضعه ووضع ثورته الوليدة التي ما كانت مهيّأة لخوض غمار معارك قبل أن يشتد عودها ولكن كرتي يقف اليوم موقفاً شبيهاً بجليطتنا تلك!!


    الآن ونحن في أضعف حالاتنا ونشكو من قلة النصير وانعدام الحلفاء إفريقياً وعربياً وعالمياً نستعدي دولاً تدعمنا على الأقل اقتصادياً من خلال صناديق التمويل التي أسهمت في مشروعاتنا الكبرى مثل مروي وتعلية خزان الروصيرص وغير ذلك من المشروعات علاوة على استضافتها ملايين السودانيين.
    كرتي يعلم أن مثل كلامه هذا لا تأثير له حتى لو جاء من دولة كبرى في المنطقة بل حتى لو صدر قرار بسحب الأرصدة العربية من الجامعة العربية بأجمعها فإنه لن يجد من يستمع إليه فلماذا قال ما قال؟
    هل تراها شهادة أمام التاريخ يريد أن يقولها ليتحدَّث الناس عن شجاعته الدونكيشوتية وبطولته حتى لو فتح قولُه أحد أبواب الجحيم على بلاده أم هو موقف جديد للسودان الذي من المنطقي بعد هذه التصريحات أن يمضي في خط المواجهة مع دول الخليج ويختار التحالف مع إيران ويمنحها قاعدة عسكرية (عديل) بعد أن هاجم وزيرُه الخليج وتدخَّل في أخص خصوصياته؟!


    والله إنني لعلى يقين أن كرتي لم يستشر رئاسته قبل أن يقول كلمته هذه التي حدَّد فيها موقفاً (قطعه من رأسه) بدليل أنه ارتجل الكلمة ارتجالاً رغم خطورة ما ورد فيها من مضامين وأعجب لماذا لم يكتب الرجل كلمته أهي شطارة واستعراض لقدراته الخطابية أم هو تطاول وشعور بالعظمة وأنه (ما سائل في زول) وأنه يفعل ما يشاء في بلاد بلا وجيع؟!


    رجلٌ يُحصي على الناس أنفاسَهم ويطلب أن يُترك أمر السياسة الخارجية لوزارة الخارجية لكنه لا يقدِّم ما يُقنع مَن يخاطبهم أو من ينتقدهم إنه جدير بالانتصاح بما ينصح به غيره!!
    حتى القدرات الخطابية ومعرفته الجيدة باللغة العربية التي أعرفها عنه من قبل خذلته هذه المرة فكان متلجلجاً مرتبكاً يبدأ الجملة وتطيش منه ويكملها بما لا يتفق مع بدايتها!!


    أقول إنه والله ما كان كرتي مناسباً لهذا الموقع ابتداء ولو كان مصطفى عثمان اليوم وزيراً للخارجية ما كان سيُحدث تلك الجليطة التي أحرج بها كرتي دولته واستعدى عليها من لا يجوز استعداؤهم وكذلك لو كان غازي وزيراً للخارجية لأعاد لها مجدَها الغابر ولربما قاد وزراء الخارجية العرب جميعهم كما كان يفعل المحجوب في الستينات من القرن الماضي وهو يزأر من داخل مبنى الأمم المتحدة متحدِّثاً باسمهم جميعاً لكن اختياراتنا للأسف تقوم على المجاملات والاستلطاف والـ Like والـ Dislike هذا إذا تغاضينا عن الموازنات الجهويَّة والقبليَّة التي توشك أن تُردِي بلادَنا وتجعلَها أثراً بعد عين.
    إنها المجاملات والموازنات في بلاد صدق فيها قول الشاعر:
    كل امرئ يحتل في السودان غير مكانه
    المال عند بخيله والسيف عند ########ه
    لا محاسبة ولا مساءلة بل تجديد مستمر لأن نساء السودان عقمن إلا من حفنة من العباقرة يديرون أمرها إلى الأبد!!


    -----------------------

    عود الإنقاذ.. وظلها.. عود أعوج وظل مستقيم

    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الأربعاء, 14 تشرين2/نوفمبر 2012

    13:00
    أهل الإنقاذ جميعاً يعلمون أن عودهم أعوج.. ويعترفون بذلك صراحة في بعض الأحيان.. ومن فلتات اللسان مرات أخرى.. ولكنهم يدّعون لهذا العود الأعوج ظلاً مستقيماً يتحدثون عن إنجازاتهم... وما انشأوه من الطرق والمجاري وأنهم جاءوا لتطبيق الشريعة .. ويحلفون بالطلاق والعتاق إنهم لن يتخلوا عنها مهما فعل بهم!!
    ملحوظة الطلاق والعتاق هي أن تقول كل أمرأة عندي طالق وكل عبد عندي حر إن أنا فعلت كذا وكذا أو لم أفعل كذا وكذا.
    والإنقاذ ليس لها ظل واحد بل لها ظلال كثيرة فلننظر في بعض ظلال الإنقاذ لنرى إن كانت مستقيمة أو عوجاء..
    الشعبي.. والوطني
    الشعبي وهو حزب الترابي الذي أسسه بعد المفاصلة مع الإنقاذ.. يقبل تحدي الوطني للمناظرة حول الشريعة.. ويصرح بعض قياداته بأنهم قد أقلعوا عن أسلوب الانقلابات العسكرية للوصول إلى السلطة.
    وقطعاً هذه التوبة جاءت في هذا الوقت بالذات بسبب الإشاعات حول محاولة انقلابية أُجهضت قبل ساعة الصفر.. وربما كانت أصابع الاتهام تشير إلى جهات ما.
    فإذا كان الشعبي قد أعلن التوبة بسبب هذه الإشاعات فإننا لا نجد أصدق من قول الشاعر لنصف به توبة الشعبي.
    صلى وصام لأمر كان يقصده.. فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما
    والشعبي ينعى على الوطني ما راج من الفساد في أروقة الحكم.. في كل مستوياتها.. ولسان حاله يقول إن قياداته لم تكن لتسمح بهذا الفساد لو كانت في السلطة..
    ونقول للشعبيين ولناطقهم الرسمي لا نجد عبارة نصف بها هذه الدعوى إلا أنكم من الذين فارقتهم المعصية فظنوها توبة.
    الشريعة وطهارة اليد. عودان مستقيمان.. وظلال أعوجان.. ظل الوطني في التطبيق وظل الشعبي في الادعاء..
    لقد ظلت قيادات الشعبي جزءاً لا يتجزأ من السلطة.. ومن الوطني حتى بداية عام 2000 ولم نسمع أحداً حوكم في الفساد قط إلا عبارة «خلوها مستورة».. وأما إنجازهم في الشريعة فهو دستور «1998» العلماني الكامل العلمانية.
    أقول لكم شيئاً يا ناس الشعبي «خلوها مستورة».


    عود الإنقاذ وظله من التعليم
    طالب في الأساس في الصف الثامن يتعرض للجلد بصورة قبيحة جداً.. وتوقع عليه الأستاذة عقوبة 50 جلدة لأنه تكلم في الفصل مع جاره وسأله عن معنى كلمة في اللغة الإنجليزية.. ويقول الخبر إن العقوبة أدت إلى كسر أصابع الطالب الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره.
    أنا لا أورد هذا الخبر تحريضاً على المعلمة ولا أوافق على فتح بلاغ ضدها.. بل أعتقد أن المعلمة الجاهلة نفسها ضحية الإنقاذ..
    وهي من الجيل الذي وقع عليه الغبن.. وهي تمثل بحق وحقيقة ظل الإنقاذ الأعوج.. والذي نتج عن عود يدعى الاستقامة.
    أنا لا أصدق أن هذه الأستاذة هي استثناء من قاعدة.. بل إن الأستاذة هي القاعدة وإن الاستثناء موجود في مكان ما.. في مدرسة أساس أو مدرسة ثانوية.. أو معهد أو جامعة.. مع أن معظم أساتذة الجامعات لا يمثلون استثناء لقاعدة الظل الأعوج الإنقاذية.. لأنهم ليسوا من جيل الإنقاذ الذي تربّى على الدغمسة.. والانبطاح.. والعنتريات التي ما قتلت ذبابة.
    إن حالة التعليم.. وهو أحد ظلال الإنقاذ. مزرية ومخجلة ومسيئة للغاية.. ولا يكاد الخلل يترك مجالاً من مجالات التعليم إلا وضرب فيه بطعنة.. الغلاء الفاحش حتى إن طالب الأساس أحياناً يدفع أكثر من مليونين في العام.. أنا كنت أدفع خمسة جنيهات في العام.


    المعلم وهذه الأستاذة وهذه المدرسة مثال ناطق.. والمناهج.. وأتحدى الوزيرين القومي والولائي.. أن يأتيا بجميع الكتب التي تصرف للطلاب في جميع سنوات المراحل التعليمية.. ويخرجا لنا كتاباً وأحداً خالياً من الأخطاء.. حتى كتاب «الدين» والمؤسف جداً جداً أن الإنقاذ حولت المصحف إلى كتاب دين.. فكتبت القرآن منكسًا.. وهو أمر فوق أنه مخالف للأصل الذي اجتمعت عليه الأمة فهو أمر لم تدعُ إليه ضرورة ولا حاجة ولا يشكل إصلاحه عبئاً على أحد.

    { الإنقاذ.. لا تخاف من المعاصي.. ولا الذنوب
    وإلا لكانت راجعت نفسها وراجعت أداءها واستغفرت في اليوم سبعين مرة بل سبعين مليون مرة إن دولة الشريعة هي دولة خالية من الشريعة.. فدولة الشريعة لا تقدم الأسوة ولا القدوة .. ودولة الشريعة لا تربي أحداً على الشريعة.. ودولة الشريعة لا تحاسب أحداً على مخالفة الشريعة.. بل إن دولة الشريعة تسمح للرافضة وهم أكبر أعداء الشريعة أن يسرحوا ويمرحوا في أرجاء السودان ينشرون كفرياتهم وهرطقاتهم وجنونهم بلا حسيب ولا رقيب.

    وتصوروا أن لجنة الدستور تضم بين جنبيها فوق العلمانيين.. نصارى.. وقساوسة وأن أحدهم قبل أيام كتب يتساءل عن موقع المسيحيين من الدستور الإسلامي؟ وللإجابة أسأل طالباً في مرحلة الأساس التي أفسدتها الإنقاذ ورغم ذلك فإنه سيجيبك ببساطة وعفوية: هم أقلية لها حقوق وعليها واجبات..


    والوضع الأمثل هو أن تسهر الأغلبية على الحقوق فلا تفرط فيها.. وأن تسهر الأقلية على الواجبات فلا تفرط فيها.. وما دون ذلك وما فوق ذلك فهو دعوة إلى الفتنة.
                  

11-21-2012, 04:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    تيارات إسلامية ترفض طريقة اختيار الزبير


    نشر بتاريخ الثلاثاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    الوطني: الحركة الإسلامية ستظل عصيَّة على الاستهداف والتزييف

    الخرطوم: صلاح مختار

    أبدى بعض من المجموعات المنتسبة إلى الحركة الإسلامية السودانية يقدَّر عددها بـ «6» مجموعات عدم رضائها وتذمرها من طريقة اختيار الأمين العام للحركة، وعلمت «الإنتباهة» أن المجموعات المتذمرة كانت تشكو من طريقة الاختيار وغير راضية بما تم، فيما نفى المؤتمر الوطني وجود استقطاب أو محاور، وأكد أن ما جرى ليس خلافًا وإنما اختلاف في وجهات النظر. وحمَّل القيادي بالمؤتمر الوطني عضو الحركة الإسلامية اللواء الفاتح عابدون في تصريحات محدودة عضوية الحركة مسؤولية أمانة التكليف، وأكد أنَّ المجموعات التي تُقدَّر بست ليست راضية عمّا جرى في عملية اختيار الأمين العام، وأشار إلى أنه تحدَّث مع بعض المتذمِّرين ووجه إليهم رسالة بأن محور التحدي هو عضو الحركة الإسلامية، وقال: «لا غازي ولا أمين ولا الزبير ولا غيرهم مهم، ولكن المهم هو عضو الحركة الذي يحمل الفكر والمبادئ وصاحب الرأي والرسالة والملتزم»، ورأى أنه لا يمكن للعضو أن يقوم بدوره إلا بأن يعي دوره في إطار السياسة الموضوعة والفكرة التي تقوم عليها الحركة الإسلامية.
    وقال عابدون: إذا كان رئيس الحركة ومفكرها خرج عن المسار وانسلخ منها وحلَّ الحركة فلن تتأثر عضويتها بل تستطيع إعادتها مرة أخرى دون قائدها السابق، مؤكدًا أن مسار الحركة لا يتوقف على شخصيات محدَّدة وإنما على عضويتها الواعية والملتزمة. وأكد عابدون أن من يقول إن الحكاية «باظت» نظرته قاصرة وحديثه عبارة عن توتُّر وغَبَش.
    وفي السياق أكد المؤتمر الوطني التزامه بإنفاذ الموجِّهات التي تصدر عن مؤتمر الحركة الإسلامية، ووصف الحركة بأنها القلب النابض للوطني، وقال إنها ستظل عصيَّة على كل محاولات التزييف والاستهداف لافتًا إلى أنها ستظل ترفد الحزب بالقيادات والموجِّهات.
    وقال رئيس القطاع الخارجي بالمؤتمر الوطني عضو الحركة الإسلامية بروفسير إبراهيم غندور لـ «الإنتباهة» إن أيَّ موجِّهات للسياسة الخارجية أو غيرها يخرج بها مؤتمر الحركة الإسلامية سيستفيد منها المؤتمر الوطني في عمل أماناته المختلفة باعتبارها صدرت عن مجموعة كبيرة جدًا تمثل خبرة في العمل السياسي ويمثلون المؤتمر العام للحركة الإسلامية الذي يمثل القلب النابض للمؤتمر الوطني.


    ----------------

    عزاء للحركة الإسلامية!!

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    ما حدث في مجلس شورى الحركة الإسلامية وقبل ذلك في مؤتمرها العام أمرٌ جلل ولو كان في قاموسي الهزيل كلمة أكثر تعبيراً لاستخدمتها ولكن!!

    الرجل الذي أشعل شرارة الثورة ضد الأمين العام السابق دكتور الترابي وقاد مذكرة العشرة ومنحها القوة والشرعية يواجه ذات مصير الأمين العام السابق ويُقصَى بذات الكيفية.. فما أشبه الليلة بالبارحة!!


    كنت في دمشق عائداً من تونس في طريقي إلى الخرطوم عندما قابلني أحد الإخوة السوريين ليقول لي كلاماً مُبهماً ليس فيه غير السؤال عن (الانقلاب الناجح الذي قاده غازي صلاح الدين في السودان).. لم أفهم شيئاً فغازي ليس عسكرياً ليقود انقلاباً.. اعتبرتُه مجرد إشاعة وعندما عدتُ إلى الخرطوم كان أول خبر قبل أن أنتهي من السلام على أفراد أسرتي الحديث عن مذكرة العشرة.. ذهبتُ لغازي الذي كان وقتها وزيراً للثقافة والإعلام وكنتُ أدير التلفزيون، لأبدي اعتراضي على المذكرة وعلى الأسلوب المتَّبع في تمريرها.

    ما ذكرتُ ذلك إلا لأقول إن المذكرة ما كانت في الغالب لتنجح لو لم يكن غازي من بين المشاركين فيها أو من بين من قادوها ولعلَّ الخبر الذي فجَّره لي الصديق السوري الذي كان اسمه ــ ويا للعجب ــ (غازي) خير دليل على أهمية وجود غازي في تلك المذكرة التي كانت بداية المفاصلة وبداية النهاية لوحدة الحركة الإسلامية وكل ما تبع ذلك من كوارث حاقت بالسودان والحركة الإسلامية والإنقاذ!!

    في يوم الرابع من رمضان الذي كان المحطة الثانية في مسلسل الإجهاز على الحركة الإسلامية ورمزيتها جئتُ مسرعاً إلى بيت الرئيس بعد أن سمعتُ بخبر البيان الذي كان سيُلقيه... وجدتُ في الحوش كلاً من د. مصطفى عثمان إسماعيل وعلي محمد عثمان يس وكان يقف بعيداً عنهما كلٌّ من أحمد محمد علي (الفششوية) وسبدرات الذي كان في جدال شديد بصوت مرتفع مع الفششوية... حاول أحد إخوان الرئيس منعي من الدخول كما حدث لمصطفى وعلي يس لكني زجرتُه ودخلتُ لأجد مع الرئيس كلاً من د. غازي صلاح الدين وعبد الرحيم محمد حسين.. قلت لغازي بصوت مرتفع (والله يا غازي أنت بتلعب بالنار) الآن وقد حدث لغازي ما حدث وأصبح عدواً مبيناً بربِّكم ألم يلعب غازي فعلاً بالنار؟!


    حدثت مشادّة بيني وبين عبد الرحيم محمد حسين ذهبتُ بعدها إلى منزل الترابي في محاولة لمنع الحريق... وجدتُ معه علي الحاج والمرحوم بإذن الله موسى حسين ضرار وكلاً من مصطفى عثمان وعلي يس اللذين سبقاني إلى هناك.. أخرجتُ الترابي وحدَّثتُه على انفراد بكلمات مقتضبة وبصوت عال: أيهما أفضل يا شيخ أن ترجع خمس خطوات أم أن ترجع خمسين خطوة إلى الوراء؟! قلت له دعنا نذهب الآن إلى بيت الرئيس لنطفئ الفتنة.. كان الترابي صامتاً يفكِّر... اتصلتُ بنائبي حسن فضل المولى لكي أقول له لا تُذع البيان فقال لي (لقد أُذيع في الإذاعة وانتهى الأمر)!!


    في قاعة الصداقة انعقد مجلس شورى المؤتمر الوطني بغياب الأمين العام الترابي وأتباعه.. كان د. عبد الرحيم علي يرأس ذلك الاجتماع وكان غازي من أكثر الناشطين في تمرير قرار إقصاء الترابي من الأمانة العامة للمؤتمر الوطني وغير ذلك من القرارات التي أفضت في نفس اليوم إلى انشقاق المؤتمر الوطني حيث أُعلن في اليوم التالي مباشرة عن قيام المؤتمر الشعبي!!
    في اجتماع قاعة الصداقة كان الناس جميعاً في حالة هياج.. رجلان فقط هما من طالبا بالتريُّث هما شخصي الضعيف وعبد الله خلف الله، والد الشهيد (الأمة) محمد عبد الله خلف الله... في بداية حديثي تلوتُ الآية: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس).. ثم قلت دعونا نرجئ الأمر ونوقف هذا التعجل لعل رحمة من الله تتنزل علينا وتُنهي الخلاف ولكن المتعجِّلين مضوا إلى كتابة السطر الأخير من مسلسل المفاصلة.


    ذهبتُ قبل ذلك مع أمين حسن عمر للترابي في المؤتمر الوطني قبل الانشقاق... وجدنا معه الأخ (الحبيب) يس عمر الإمام شفاه الله وعافاه.. (أرجوكم أيها الناس أن تزوروا أخاكم يس وأخص بالنداء من شغلتهم السلطة والثروة).. انتظرنا حتى خرج يس.. ثم قرأتُ على الترابي حديث أمِّنا السيدة عائشة.. حين قال لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (لولا أن أهلك حديثو عهد بالجاهلية لهدمتُ الكعبة وأقمتُها على قواعد إبراهيم) أقسم بالله.. إنني عندما بدأتُ سرد الحديث أتمه الشيخ الترابي فقلت له إن الرسول الخاتم لم يُقم الكعبة على قواعد إبراهيم بالرغم من أنه الحق خوفاً من الفتنة فلماذا تُصرُّ على الفتنة بتمرير هذه التعديلات الدستورية الآن... لماذا عشر سنوات بعد قيام الإنقاذ وليس «51» سنة؟! هل هناك آية أو حديث حدَّد هذا التوقيت ولا مجال للنكوص عنه.. صمت الرجل ولم يُجب.. لقد كان ولا يزال عنيداً وما أفدح عاقبة العناد وما أغلى ثمنه!! وهل من آلية أفضل منه يستخدمها الشيطان لبذر الشقاق بين الناس؟! الغريب أن تعديلات الترابي أُجيزت فيما بعد كما أرادها ولكن بعد فوات الأوان!!

    كثير من هذه الخواطر أذكرها لأول مرة لأني أشعر أن وقتها قد حان ونحن نشهد مسرحية الأمس!!
    الزبير أحمد الحسن الذي تقلَّد منصب الأمين العام بدون رغبة منه رجل معروف بتديُّنه لكن هل كانت الحركة تحتاج إلى الأمين فقط أم إلى القوي الأمين؟! أما كان الأولى بالزبير أن يتنازل لمن هو أولى منه بالمنصب سيَّما وأن الرجل اعترف بذلك بعد تنصيبه أم أنه أُجبر فانصاع صاغراً؟!

    لقد أتوا به حتى تظل الحركة الإسلامية تحت إبط الحكومة والمؤتمر الوطني فهو إنسان مجرَّب ولا يختلف كثيراً عن عبد القادر محمد زين الذي أُتي به لولاية الخرطوم!!.. مجرَّب بإذعانه وتسليمه لمراكز القوى حين كان وزيراً للمالية إذ فشل الرجل في إنفاذ شعار ولاية المالية على المال العام حتى بعد أن ألغى جميع قوانين الهيئات والمؤسسات ليُخضعها لقانون الهيئات واستمر تجنيب الإيرادات كما فشل في تصفية الشركات الحكومية وكان جزءاً من صفقة بيع سودانير لشركة عارف.. تلك الصفقة الخاسرة التي أفقدت السودان الكثير ولي مع الأخ الزبير قصة تُحكى في قطاع الاتصالات فقد استقلتُ بعد معركة مع مراكز القوى وثبت للناس أخيراً وبعد سنوات من الخسائر الفادحة والقرارات الخاطئة أن هناك من أجرم في حق الوطن الذي لا يزال يدفع الثمن في قطاع الاتصالات وكثير من القطاعات الأخرى!!

    كنا نريد للحركة رغم ابتعادنا عنها بعد أن اكتشفنا عوارها قبل الآخرين.. كنا نريد لها رجلاً كغازي يحمل مشروعاً للإصلاح.. كنا نريده منقذاً يفرض بقوة الحركة على الدولة ذلك المشروع في مقابل مساندة الحركة للدولة وهي تواجه التمردات في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور (ولسع).. كنا نريده أن يسند الدولة في مقابل مشروع الإصلاح كما ظلت الحركة عبر شبابها تفعل وهي تقدِّم المهج والأرواح.. في تلك الأيام العطِرات كان أوباش الجيش الشعبي عاجزين عن دخول مدن الجنوب الكبرى أما اليوم فقد بتنا عاجزين عن تحرير كاودا وأخواتها وأصبحت دويلة جنوب السودان تستأسد علينا وتحرض عملاءها لاحتلال وتحرير الخرطوم منا.. لذلك كنا نريد غازي ليعيد الدبابين لتأديب الحركة واقتلاعها من جوبا في مقابل أن تستعدل بوصلة الدولة وتنتهي الخرمجة والدغمسة ويعود المشروع الإسلامي الذي بذل أولئك الأطهار الدماء الزكية في سبيله وينتهي الفساد وتتحقق الحريات ويحدث فصل حقيقي بين السلطات وتسود مبادئ الحكم الراشد ولكن!!

    فضلاً عن ذلك كنا نريد من يشرِّف الحركة الإسلامية حين تلتقي مع حركات الإسلام الأخرى ويقدِّم من المبادرات ما يدفع مسيرة العمل الإسلامي الأممي ويرسم من الإستراتيجيات ما يجعل تلك الحركات تنطلق لتحقيق غاياتها الكبرى في الطريق نحو سيادة الإسلام على العالم.
    لستُ أدري والله حتى الآن.. لماذا شُنَّت الحرب على غازي ولستُ أدري والله كيف فات على من فعلوا بالشورى الأفاعيل وهي من ركائز المشروع الإسلامي.. كيف فات عليهم أن ما أحدثوه لن ينطلي على الصادقين من أبناء الحركة الإسلامية.. لستُ أدري غير سبب واحد هو أنهم وهم ينظرون تحت أقدامهم يريدون حركة (أنيسة في مرقدها هانئة في منامها، مستدفئة في خدرها، أشبع للرضيع وأدفأ للضجيع) كما عبَّر الصادق الرزيقي في عموده بالأمس.

    ---------------

    تعليق

    وفى نفس العدد من هذه الصحيفة وهى الانتباهى التى نشر فيها الطيب مصطفى مقاله هذا كتب سعد احمد سعد نقيضا لهذا المقال
    اقرا ما قاله سعد



    ----------


    تحية.. وتهنئة إلى الأخ الزبير أحمد الحسن

    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    نعم.. والله.. تحية من عند الله مباركة طيبة.. وسلام ودعاء ورجاء ثم تهنئة حارة صادقة لأنفسنا أولاً.. ثم للإخوة في الحركة الإسلامية ثانياً.. ثم ثالثاً لأهل السودان جميعاً.. ولقضية الإسلام.. ورابعاً وأخيراً تهنئة لك باختيارك هذا الاختيار المستحَق لهذا التكليف في هذا الوقت الحرج والدقيق من تاريخ السودان وتاريخ الحركة الإسلامية.. نقول لك هذا لما توسمناه وعرفناه فيك من استقامة التفكير.. واستقامة المنهج.. واستقامة الأداء..
    نقول لك هذا في هذه السانحة التي لن تتكرر ونقول وعداً صادقاً ألا نعيد ولا نكرر شيئاً مما قلناه في الأسطر السابقة.. فقد قلدناك ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. ثم هي من بعد ذلك المناصحة والمؤازرة والمعاونة أما المناصحة فهي منا لك. طلبتها أم لم تطلبها قبلتها أم لم تقبلها.. وأما المؤازرة فهي مبذولة عند الحاجة وعند الضرورة خالصة لوجه الله لا نرجو من أحد عليها جزاءً ولا شكورًا. وأما المعاونة فهي واجبة على كل أحد طُلبت منه.. في الخير.. بالرأي .. وبالمال.. وبالنفس على قدر الطاقة وعلى قدر الوسع..
    أخي الأمين العام..
    لقد أورثك سلفك من الذين تسنموا هذا المنصب تركة مثقلة.. وعبئاً معقداً ولقد تمنيت والله أن أجد شيئاً غير هذا أبدأ به حديثي وخطابي.. شيئاً يسر البال وينجبر به الخاطر.. ولكن البر من اتقى وآتوا البيوت من أبوابها..


    أخي الأمين العام.. إنك لم ترث من الحركة الإسلامية إلا اسمها.. وشظايا.. وبقايا متناثرة هنا وهناك.. فالحركة الآن كالزجاج المهشم المكسر «لا يُعاد له سبك» والحركة الإسلامية اليوم اسم بلا مسمى.. والحركة الإسلامية اليوم شكل بلا مضمون.. والحركة الإسلامية اليوم خلق وجسم بلا غاية ولا هدف إن المتضمن من الإسلام في الحركة الإسلامية.. محصور ومحشور ومحظور ومضيَّق عليه.. ومهجور. إن الفتق أخي الأمين العام أكبر مما نتصور.. وإن الرتق أخي الأمين العام أكبر وأعسر مما نظن ولا أدَّعي أنني سأحيط بكل اختلالات الحركة الإسلامية واعوجاجاتها في هذه الأسطر القليلة ولكنني سوف أجتزئ بالقليل منها عسى أن أعود إلى غيرها في ظرف آخر.. أول هذه الاختلالات أخي الأمين العام هو الخلل التربوي.. وهو أخطر هذه الاختلالات على الإطلاق ولا يتولد خلل أو فساد إلا من ثغرة الخلل التربوي.. أخي الأمين العام.. ما ظنك في قيادي من الصفوة يشرب الماء بشماله بلا عذر ولا ذريعة.. ويفعل ذلك في الملأ.. وفي أعظم مناسبة دعوية!! ماذا نرجو من هذا القيادي؟ وماذا يستطيع أن يقدم لأسرته ولأهله ولعشيرته.. ولأهل السودان ولأهل الإسلام؟ وهذا غيض من فيض.. ونذر من بحر..!! ويأتي بعده الخلل الفكري.. الذي يوشك أن يكون خللاً في المعتقد.. وأكبر مظاهر هذا الخلل هو فتح باب الاجتهاد على مصراعيه لكل من دب ودرج.. حتى لا يكاد قالب اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي من قوالب النظام الإنقاذي إلا وقد جاء مبنياً على اجتهاد غير منضبط من فرد أو جهة لا تتوفر فيه ولا فيها أشراط المجتهد.. حتى أوشكنا أن نتحول إلى حركة علمانية..


    إن هذا الاجتهاد العشوائي وغير المنضبط لم يسلم منه ركن ولا زاوية ولا شرق ولا غرب.. وشقيت به السياسة أكثر من غيرها من مجالات العمل والعلم.. إن المطلوب منك أخي الأمين العام أن ترفع يدك عالية وتصيح بأعلى صوتك: وقِّف.. فإذا توقفوا.. والتفتوا ناحيتك فابدأ العمل بتؤدة وهدوء.. وإتقان.. وابدأ من الأساس.. وابدأ بنقلة نوعية. وإنك لن تستطيع أن تبدأ من الأساس إلا إذا نقلت البيئة السياسية والفكرية والنفسية نقلة نوعية.. يجب أن تسعى إلى إيجاد حالة ذهنية جديدة.. وهي الشرط الوحيد المتاح لإحداث النقلة النوعية المطلوبة.. والحالة الذهنية هذه توفر وتحسم أكثر من 60% أو 70% مما يحتاج إليه المجتهد أو متخذ القرار.. والباقي توفره الأدلة والشواهد.. والحالة الذهنية هذه لا تتوفر إلا إذا خطونا خطوة شجاعة وصادقة وناجزة في إقرار الشريعة الإسلامية مصدرًا حاكمًا واوحد للقوانين في السودان.. سل من بدا لك من الخلق في كل مشارق الأرض ومغاربها يدلُّونك على أن هذا هو الحل.. وهذه هي الطريقة الوحيدة للم الشمل ورأب الصدع.
    الهوية هي الوسيلة الوحيدة.. ولا يوجد سواها..


    أخي الأمين العام.. إنك لن تستطيع أن تفعل ذلك إلا إذا أفلحت في إعطاء الحركة الإسلامية حقها وحظها في حمل المسؤولية والتكليف.. إن الحركة الإسلامية سواء حكمت أو لم تحكم فإن مسؤولية كل ما يحدث من خير أو شر في السودان لا تقع إلا على عاتقها.. إن فكرة أن تحكم الحركة الإسلامية من خلال المؤتمر الوطني لا تدل إلا على أن الحركة الإسلامية الآن تخجل من الفكر والمنهج الذي تدعو إليه الناس.. إن الحركة الإسلامية تخجل وتحرج من أن تدعو الناس إلى الإسلام.. فتجعل لها دون ذلك وكيلا «وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا»
    إن المؤتمر الوطني يجب أن يُخلي الساحة للحركة الإسلامية لتقدم الإسلام صرفًا لمن شاء..


    إن أهل السودان دون أهل الأرض جميعًا لا يحتاجون إلى «Sugas.Coatea Islam» إلى إسلام مغلف بالسكريات لأنهم يعرفونه.. لقد كانت الطائفية تتخذ وكيلاً لأنها كانت تخجل من الطائفية.. الختمية اختاروا حزب الشعب الديمقراطي.. والأنصار اختاروا حزب الأمة.. بل إن الشيوعيين عندما جاءوا إلى الشرق الإسلامي تنكروا للشيوعية خجلاً منها واستبدلوها بالاشتراكية وكلها مساحيق ومحسنات وتغليفات .. والإسلام لا يحتاج إليها والحركة الإسلامية أخذت حظها من الدغمسة.. والآن يكفيها وعليها أن تشمخ وتسمق وتصدع بالإسلام.. وإنك أخي الأمين العام لن تستطيع بلوغ هذه الغاية إلا إذا استعنت بالله وتوكلت عليه وقربت أهل النصيحة الذين يبذلونها لا يرجون ثوابًا ولا يخشون عقاباً وإني أشهد الله قد اجتهدت لك في النصيحة وأخلصت فيها وإني لعلى يقين أن عامة أهل الحركة الإسلامية بل وأهل السودان كلهم هم على مثل ما أنا عليه. وأنت تعلم وأنا أعلم والكل يعلم أن للحركة الإسلامية كواليس ودهاليز وفيها ما فيها.. والكل يعلم أن الحركة الإسلامية ليست اليوم على قلب رجل واحد وإنها على أقل تقدير فرقتان.. فإذا تعاملت مع التكليف على أساس أنك مرشح وممثل فرقة دون فرقة فلا نجاح ولا فلاح.. لأن الفاتورة ستكون ثقيلة وباهظة والذي أعلمه فيك أنك لا تخشى في الحق لومة لائم.. فاجمع إليك شتات الحركة الإسلامية شبابها وشيوخها واعمل على تمكين الحركة الإسلامية وتمكين الإسلام.. ودعك من تمكين المرأة وإجلاسها على المنصات.. فهذا توهين للدين.. مكنوهًا من حسن التبعل وإحسان الأمومة.. فليس للمرأة قوامة على رجل لا زوج ولا أب ولا ابن ولا أخ والمرأة ليست من أهل الولايات.. أقولها وليرضَ من يرضى وليغضب من يغضب.. ومن كان له عليّ حجة من كتاب أو سنة فهلم بها..
    أما الاجتهاد غير المنضبط الذي أوشك أن يحولنا إلى حركة علمانية فالحش أولى به.
                  

11-25-2012, 04:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    تتطور الاحدالث فى السودان بسرعة الصاروخ وتوسع الخلاف بين الاخوان المسلمين فى السودان ووصل الى مراحله النهائية كنهاية لحقبة ماساوية مر بها الوطن منذ عام 1989 عقب انقلابهم على دولة القانون الذى استبدلوه بقانون الغاب وقالوا انه شريعة اسلامية ..
    ومنذ وصولهم للحكم لم يتخذوا قرارا واحدا سليما يصب فى منفعة الوطن والمواطن وانما كانت كل قراراتهم التى اصدروها مدمرة للوطن والمواطن حتى انقسم الوطن الى دولتين ولم ينعم بالسلام وسرقت موارده ولا تزال الحروب فى كل اطرافه واصبح السودان مرتعا للارهابيين من كل حدب وصوب وانهارت المؤسسات الرسمية والمشاريع الرئيسية بالدولة مثل مشروع الجزيرة ومعه كل الزراعة اضافة للسكك الحديدية والنقل النهرى والخطوط البحرية والميناء اعقبه انهيار فى التجارة الداخلية والخارجية بسبب الاحتكار مما عزز من الافقار الذى ااتبعه انهيار المرافق الصحية واصبح السودان اكثر دول العالم اتساخا فانتشرت الامراض الخطيرة مثل الفشل الكلوى والحمى الصفراء التى تنتشر نتيجة للتردى البيئى وانتشار القاذورات والاوساخ فانهارت الدولة وسط كم هائل من الدعاية الاعلامية والكذب والتضليل الذى يحمى الفساد الذى اخذنا بفضله شهادات دولية من منظمات دولية تجعلنا من اول دول العالم فسادا ..
    لو طبق الاخوان المسلمين منذ مجيئهم للسلطة فى السودان حديثا واحدا مهما للرسول صلى الله يقول ان النظافة من الايمان لاكفاهم ولجعل من الدولة على الاقل منظرا يماثلها بالدول ولوجدوا من يثنى عليهم على الاقل ولكن تركوا البلاد تنهار وهرولوا نحو اكتناز الاموال والجاه والسلطة وتركوا الوطن الذى يحكمونه للاقدار وهكذا الاقدار تخرج لهم من باطن التنظيم من يقول لا وهذه سنة الحياة اذ لا يمكن ان يكون كل الناس على هوى رجل واحد وفكر واحد ومتساوون فى السوء وعدم الاهتمام ..
    والمحاولة التى اعلن عنها من خلال الاجهزة الاعلامية لا تعكس الا مستوى من الخلاف لن ينتهى فى الوقت القريب وانما يتوسع لان اسبابه موجودة اضافة للمستجدات الجديدة التى حدثت فى الشهور الاخيرة ووسعت من الخلاف بين الاخوان بعد ان تحدوا كل السودانيين بان من ينتظر الخلاف بينهم واهم وسوف ينتظر طويلا ..
    الاحداث المستجدة فى الوطن والتى زادت من الخلاف كان اهمها مرض الرئيس الذى اشعل جذوة من يخلفه بين الاجنحة والاشخاص داخل التنظيم ..
    حادثة ضرب اسرائيل لمصنع اليرموك كان لها اثرها المباشر فى الصراع بين الاجنحة التى صبت جام غضبها على وزارة الدفاع التى يتهمها البعض بالفساد ..
    حكاية البوارج الايرانية وتاثيرها المباشر على علاقات السودان الخارجية خاصة مع دول الخليج وما اعقبه من احاديث سياسية خاصة حديث وزير الخارجية لاجهزة الاعلام والذى كشف فيه ان النظام يعيش فى جزر معزولة وان سلطة القرار سائبة ..
    هروب المستثمرين من السودان لاحساسهم بعدم الامان لان الدولة فى نظامها وقوانينها طاردة لكل مستثمر انعكس ذلك على قيمة الجنيه السودانى الذى ينحدر الى الاسفل فى كل دقيقة لتوقف الانتاج نتيجة للاحتكار الاقتصادى الذى يمارسه الاخوان للعملات ومن ضمنها الكتلة النقدية التى يحتكرها اهل التنظيم ويستخدمونها فى شراء اللملات الصعبة وتهريبها للخارج وفى مقدمتها الدولار..

    المؤتر الاخير للجماعة والذى مورست خلاله اساليب من الغش والخداع والتزوير حسب اقوال بعض الاعضاء الذين كانوا يريدون لهذا المؤتمر وجهة اخرى تمنوها وعملوا من اجلها ولكن التحايل وتلك الاساليب افشلت الجهود والامال فغضب من غضب وكاد ان ينفجر وكان اثر ذلك مباشرا كما راينا ..



    اضافة للانهيار التام فى التجارة الداخلية نتيجة للجبايات المتعددة التى لا تذهب الى الخزينة العامة ولا تظهر فى الحسابات الختامية للدولةفارهقت الوطن والمواطن فازداد فقرا وعوزا ..

    وهناك من الاسباب الكثير الذى يجعل من بعض اهل السلطة يتململ ويعلن تمرده ويجاهر برايه وهذا شىء طبيعى .

    نتواصل

    -------------

    اعتقال صلاح قوش و12 عسكرياً على خلفية المحاولة التخريبية
    الخرطوم: (smc)
    22/11/2012

    أعلن وزير الإعلام السوداني أحمد بلال، أن الأجهزة الأمنية اعتقلت 13 من ضباط الجيش وجهاز الأمن والمخابرات
    وعناصر مدنية لضلوعهم في المحاولة التخريبية التي تم إحباطها فجر اليوم الخميس .
    وأشار بلال في مؤتمر صحفي اليوم أن أبرز المعتقلين هم: مدير جهاز المخابرات السابق الفريق صلاح قوش، وقائد
    الحرس الرئاسي الأسبق العميد محمد إبراهيم الشهير بـ"ود إبراهيم". موضحاً إن المتورطين كانوا وراء الشائعات
    المنظمة وراء تردي الوضع الصحي للرئيس عمر البشير نافياً وجود تململ وسط الجيش، وقال إن الأوضاع الآن
    في الخرطوم مستقرة.
    ورفض بلال تسمية التحرُّك بأنه محاولة للإنقلاب على نظام الحكم ووصفه بأنه محاولة لإثارة الفوضى، كما تحاشى
    توجيه أصابع الاتهام لأحزاب المعارضة غير أنه قال "إن الأحزاب تراودها الأحلام بسقوط النظام".، مشيراً إلى أن
    ساعة الصفر لتنفيذ المحاولة التخريبية كانت ليل الخميس الماضي قبل أن يقرر المتورطون تأجيلها إلى فجر اليوم.
    ولفت إلى أن التحقيقات جارية معهم وسيتم تقديمهم إلى محاكمات عادلة

    ---------------


    الإنتباهة تكشف معلومات جديدة عن المحاولة التخريبية


    نشر بتاريخ السبت, 24 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    مدير الأمن: عملت مع «قوش» لكن «الآن الأمر أمر وطن»..الزبير: قوش وود إبراهيم أولادي وعملت معهما كثيرًا..مدير الأمن وأمين الحركة الإسلامية يلتقيان مجموعة من المجاهدين

    الخرطوم: أسامة عبد الماجد


    تحصلت «الإنتباهة» على معلومات مهمة عن المحاولة التخريبية التي أحبطتها الأجهزة الأمنية فجر أمس الأول، واعتقلت «13» شخصية عسكرية ومدنية أبرزها الفريق أول صلاح عبد الله قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، فيما علمت «الإنتباهة» أن مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا والأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن عقدا مساء أمس الأول لقاءً مفتوحًا مع المجاهدين بمقر المركز العام للدفاع الشعبي قدَّما من خلاله تنويرًا مطولاً عن المحاولة التخريبية، كشف من خلاله عطا اعترافات بعض المتهمين ضمنيًا بالقيام بالمحاولة، وقال عطا خلال القاء إن أحد المتهمين قال إن حزبًا معارضًا ــ سمَّاه عطا ــ كان في طريقه للاستيلاء على السلطة وإنه حاول التصدي إليهم واستلام السلطة قبلهم، وأكد عطا أن علاقة وثيقة تربطه بالفريق قوش وقد عملت معه الا أنه قال «الأمر الآن أمرُ وطن»، من ناحيته دعا الزبير الجميع للتماسك والعمل بذات الروح الإيمانية السارية بين الناس، وصوَّب المجاهدون حزمة من الأسئلة ردَّ عليها عطا والزبير برحابة صدر، وقال الزبير إن قوش وود إبراهيم أولادي.
    وأشار إلى عمل تنظيمي كثير جمعه بهما. وأكدت المعلومات التي تحصلت عليها «الإنتباهة» أن إحباط المحاولة تم نتاج مجهود لغرفة مشتركة مكوَّنة من جهاز الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية، وأشارت المعلومات إلى أن خطة المتهمين عمدت إلى التلكؤ في تحريك كتيبة إلى مناطق العمليات، لجهة الدفع بها صوب الخرطوم واحتلال مناطق إستراتيجية تساندها بعض الوحدات. وأبلغ مصدر مطلع «الإنتباهة» أن المجموعة التي تم القبض عليها هي حلقة أولى، مشيراً إلى مجموعات أخرى، وتوقع المصدر أن يكون هناك قادة أحزاب لديهم علم بالمخطط أو متورطون في العملية، وأكد أن المتهمين سيقدمون لمحاكمات عادلة عقب الانتهاء من التحقيقات. إلى ذلك هاتفت «الإنتباهة» قائد سلاح المدرعات الأسبق الفريق صديق فضل الذي نقلت عددٌ من المواقع الإسفيرية اسمه ضمن أصحاب المحاولة وهو لا علاقة له بها، وقال للصحيفة: «لبسونا طاقية ما حقتنا والبلد ما بتستاهل هزة أو أي محاولات للتشويش».
                  

11-25-2012, 05:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    مأزق الإسلام السياسي … التجلي الأخير
    November 22, 2012
    خالد التيجاني النور
    [email protected]


    على الرغم من كل الإحباط والغضب الذي انتاب المنتقدين الذين استفظعوا وقائع ما جرى من تجاوزات خطيرة في المؤتمر الثامن ل”الحركة الإسلامية السودانية – نسخة المؤتمر الوطني الحاكم”, وبدد آخر أمل في الإصلاح وأطفأ آخر ضوء في النفق المظلم, فليس في الأمر ما يدعو للعجب, وليس هناك أمراً جديداً ولا ممارسة معيبة مستحدثة تستدعي كل هذا الاستغراب.
    فما حدث ليس وليد المؤتمر الأخير, بل تسلسل موضوعي ونتيجة منطقية لمقدمات خيارات “الحركة الإسلامية السودانية” منذ أن قررت بكامل وعيها, وملء إراداتها بأغلبية مجلس شوراها وقيادتها, اعتبار السلطة في حد ذاتها هدفها الأساسي, بالطبع تحت غطاء شعار براق “إقامة الدولة الإسلامية”, ليس ذلك فحسب بل اعتبرت أن تلك الغاية تبرر وسيلة الوصول إلى السلطة بأية طريقة حتى لو كان في ذلك خيانة عهد الولاء للنظام الديمقراطي التي كانت جزءً أصيلاً ومؤثراً فيه, وأكثر من ذلك كانت مرشحة لإحراز المزيد من النجاح لو صبرت على “النظام الديمقراطي” وأسهمت في حمايته وليس الانقلاب عليه.
    لا يأتي التذكير بإنقلاب “الإسلاميين” في 30 يونيو 1989, هنا من باب التبكيت على أحد, ولكن لأن تلك الفعلة فضلاً عن أنها قطعت الطريق أمام فرص تطوير واستدامة نظام ديمقراطي وحكم راشد للسودان بعد سنوات تيه الحكم العسكري في فترتي عبود ونميري, كما انها وضعت البلاد على طريق مستقبل مجهول, فقد كانت كذلك الضربة القاضية ل”الحركة الإسلامية” التي ارتضت بوعي أو بغير ذلك “عسكرة” مشروعها الفكري والسياسي حين تورطت في استخدام القوة للوثوب إلى السلطة بليل, لقد كانت تلك لحظة فارقة أحدثت تحولا استراتيجياً في مسار الحركة ومستقبلها.


    لقد تغيرت قواعد اللعبة كلياً, لم يعد الثابت هو الفكرة ولا المشروع الإسلامي, بل اصبح المنتوج الجديد لعبة “السلطة” هي الثابت الوحيد, ولأن الوصول إليها تم بالقوة فلا سبيل للحفاظ عليها إلا بالقوة بكل عتوها وقهرها وجبروتها وانتهاكها للحقوق الإنسانية. إنها “لعنة الانقلاب”, على الذات قبل أن تكون على الآخرين, التي ظلت تطارد “الإسلاميين” وفرقتهم أيدي سبأ.
    لقد دخل “الإسلاميون” منذ تلك اللحظة “نفق السلطة المطلقة” في طريق ذي إتجاه واحد, حيث أصبح ارتباطهم بالسلطة ارتباط وجود ومصير, والسلطة حتى في وجود كوابح نظام ديمقراطي مفسدة, فما بالك حين تكون سلطة مطلقة, لقد تعين على الإسلاميين منذ تلك اللحظة أن يصبحوا “ضحية استحقاقات الملك العضوض” صراعاً يرتد على النحور يقوده كبار القادة المتكالبين على السلطة.
    من طرائف ما رافق فعاليات المؤتمر الأخير الجدل البيزنطي حول مشروعيته في تمثيل الحركة الإسلامية بين ممثلي –نسخة المؤتمر الوطني الحاكم- بزعامة البشير, وممثلي – نسخة المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الترابي., وفي الواقع فإن “الحركة الإسلامية” ذات المدلول التاريخي المعلوم, التي يديرون تشاكساً عبثياً حول مشروعية تمثيلها, لم يعد لها وجودا فعليا منذ الثلاثين من يونيو 1989, ليلة ذهاب “البشير إلى القصر رئيساً, والترابي إلى السجن حبيساً” حسب التصريح الشهير الدكتور الترابي, الذي كانت تنقصه جملة بالغة الأهمية, و”ذهاب الحركة الإسلامية إلى مثواها الأخير”.
    لأن ما حدث هو أن التنظيم المدبر للإنقلاب كان هو أول ضحاياه حين نفذ حرفياً بإرادة وتدبير قيادته وغيبة وعي قاعدته قرار حله باتفاق القادة على طرفي الصراع اليوم, بدعوى الحاجة لحزب أكثر انفتاحاً يستوعب ضرورات الحكم, وفي الواقع لم يكن الأمر أكثر من تخلص من عبء الخضوع لمؤسسات تنظيم ترى نفسها صاحبة حق أصيل قد تضيق على القادة الانفراد بمجد السلطة الجديد, حيث ذهبوا يؤسسون تحالفات جديدة تضمن لهم الخلود في “ملك لا يبلى” على انقاض “الحركة الإسلامية” التي استخدمت أداة لغاية الوصول إلى الحكم, ثم جرى التخلص منها بعد استنفاذ غرضها.


    بالطبع لا يعفى عامة “الإسلاميين” من المسؤولية أنهم استغفلوا من قبل قيادتهم, أو غاب عن وعيهم خطورة عواقب “عسكرة المشروع الغسلامي”, والإشتراك في تنفيذ الإنقلاب على سلطة شرعية منتخبة, ثم قبول أكثرهم بالتحول إلى مجرد موظفين في وزرات ودواوين الحكم يتسابقون على مكاسب السلطة ومغانمها, أو قبول البعض بأن يصبح بيادق تستخدم لقمع الآخرين من أجل الحفاظ على السلطة بأي ثمن وحتى ولو كان ذلك خصماً على القيم الأخلاقية للإسلام. لقد آثر العديد من الإسلاميين الانخراط في لعبة السلطة المطلقة بكل مفاسدها المطلقة, إلا نفر قليل حاولوا منذ وقت مبكر التنبيه إلى خطورة ما يجري وطالبوا باستعادة الحركة وإحياء مؤسساتها عسى أن توقف الانجرار نحو الهاوية, وكان نصيبهم القمع والتشريد والمفارقة أن ذلك تم بائتمار مشترك بين طرفي صراع اليوم الذين كانوا حلفاء الأمس.
    لقد تحولت “الحركة الإسلامية” منذ ذلك التاريخ إلى إسم على غير مسمى, مجرد خيال مآتة يوجد رسماً ويغيب فعلاً, تحولت إلى مجرد “أداة” يستخدم اسمها و”ثقل سمعتها المعنوي” عند الضرورة في توازنات لعبة السلطة والصراعات الداخلية بين الحكام الجدد.
    لقد كان للعسكريين الإنقاذيين منذ وقت مبكر فضل اكتشاف خواء جراب “الحركة الإسلامية” من أية برامج جاهزة وفعالة للحكم, وقد كانوا أسرفوا حسن الظن فيما قيل لهم أن الحركة جاهزة تماماً لإدارة دولاب الدولة, فإذا هم أمام قيادة خاوية الوفاض من برامج معلومة, منهجها التجريب في كل شئ على طريقة “تعلم الحلاقة على رؤوس اليتامى”, ولأن لممارسة السلطة, لا سيما المطلقة, منطقها وديناميتها فقد برز العسكريون حكاماً حقيقيون وهم يواجهون مشاكل إدارة الحكم مباشرة, وقد انفتحوا على اللعبة السياسية مما أكسبهم “شرعية مستقلة” عبر التعامل المباشر مع الجماهير, فضلاً عن مشروعية ودور المؤسسة العسكرية التي يقودونها مصطحبين معهم خبرة نظامين عسكريين سابقين في إدارة البلاد.


    لقد تغيرت قواعد اللعبة مرة آخرى, وانقلب سحر “العسكريين” على ساحر “الإسلامييين”, وولدت الأمة ربتها, حين رفض العسكريون خلع بذاتهم العسكرية والعودة إلى الثكنات, لقد تعين بعد سنوات قلائل على قيادة الحركة المنقلبة على النظام الديمقراطي والمنقلبة كذلك على تنظيمها إدراك أن الوضع في ظل “الإنقلاب الإسلامي” لن يكون بدعا من الانقلابات العسكرية الأخرى التي بدأت عقيدية وانتهت عسكرية خالصة, سواء ما جرى من عبرتها في السودان أو في غيره من دول المنطقة, أن العسكريين هم من يكسبون قصب السبق في نهاية الأمر في أي انقلاب عسكري على حساب شركائهم المدنيين.
    كان الظن الكاذب أن انقلاب الإنقاذ “الإسلامي” ليس تحالفاً تقليدياً بين مدنيين وعسكريين, بل نفذه أعضاء ملتزمون تنظيمياً من العسكريين إلى جانب المدنيين, وأن في ذلك ضمانة كافية للالتزام والوفاء بما قيل أنه عهد يعيد بموجبه العسكريون السلطة في أجل معدود إلى “الحركة الإسلامية” التي لم يعد لها وجود فعلي.
    ولأن الشعارات التطهرية التي رفعها قادة “الحكم الإسلامي” من قبيل أن الأمر كله لله لا للسلطة ولا للجاه, لم تغادر الحلاقيم كشأن غيرها من شعارات التفوق الأخلاقي التي يغدقها الإسلاميون على أنفسهم بلا رصيد من ممارسة مصدقة لذلك وفي مفارقة واضحة بين المثال والواقع المعاش كما تبين من مسيرة ربع قرن من الحكم الانقاذي في مراحله المختلفة, فقد ظهر منذ وقت مبكر الصراع للسيطرة على مفاصل السلطة واحتكار القرار بين علية القوم.


    كان الصراع خفياً بادئ الأمر, وجاءت حادثة الاعتداء على الترابي في كندا التي اهتبلها معاونوه وخلصائه الأقربون استعجالاً لوراثة دوره حياً لتبرز الصراع إلى العلن, حتى وإن تأجل تصفية الحسابات بين التيارات المتصارعة إلى حين, ولكن ذلك كافياً لإعادة بناء التحالفات داخل كابينة القيادة, لقد أدرك أصفياء الترابي من مساعديه المقربون أن السفينة الناجية في لجة صراع السلطة هي سفينة العسكريين فما لبثوا أن فارقوه بغير إحسان ميممين وجوهم وجهدهم شطر المؤسسة العسكرية مستظلين بظل قاعدة السلطة الحاسمة والنفوذ القوي الذي تتمتع به, ولكن ذلك لم يكن بغير ثمن فقد تعين عليهم منذ ذلك الوقت الإلتزام بقواعد اللعبة الجديدة أن المشير عمر البشير هو صاحب الشأن والقرار, وأن “الحركة الإسلامية” التي دبرت الإنقلاب لم تعد سوى أداة يستخدم اسمها عند الضرورة لأغراض تكريس الأمر الواقع الجديد, وبات جلياً أن ما عجز الدكتور الترابي بكل كارزميته وقيادته التاريخية من تحقيقه باستخلاص السلطة من العسكريين, فقد كان من المؤكد أن تلاميذه لن ينجحوا فيه.
    لم تكن محاولة إحياء “الحركة الإسلامية” واستدعائها من “القبور”, والله تعالى وحده يبعث من في القبور, غداة انشقاق قادة الإنقاذ على أنفسهم في العام 1999, من قبل فريق السلطة المنتصر في النزاع سوى مسعى لقطع الطريق على الفريق الخاسر بزعامة الترابي لمنعه من استخدامها في حرمان النسخة الثانية من الإنقاذ من “المشروعية الإسلامية” الضرورية لكسب تعاطف جانب من القاعدة المنقسمة بين الفريقين.
    ولم يتعد دورها منذ ذلك التاريخ دور “المحلل الشرعي” المؤكد لإسلامية النظام دون اية فاعلية تتخطى ذلك, وكان تفعيلها خطاً أحمر لأن ذلك ببساطة يزاحم “المشروعية العسكرية” الوحيدة للنظام وقد يصطدم بها إذا حاول البعض استغلالها لتعديل موازين القوة لصالحه. واخترع لها دوراً أقل شأنا مما تحظى به نظيرتيها في هيئة شؤون الأنصار أو الختمية, واصبحت ممنوعة من الاقتراب من السياسة المحتكرة ل”المؤتمر الوطني” الحاكم الخاضع هو الآخر لقيادة عسكرية. وكانت المفارقة المسكوت عنها أن قانون القوات المسلحة الذي يمنع منسوبيها من ممارسة السياسة كانت تغض الطرف عن قائدها المتزعم لحزب سياسي, ولم تحل تلك العقدة إلا شكلياً غداة الترشح للانتخابات الأخيرة قبل عامين.


    لم يكن مقدراً للمؤتمر الأخير ل”الحركة الإسلامية” نسخة الجناح الحاكم, أن يجد كل هذا الزخم الإعلامي ولا تلك الأهمية التي علقها عليه البعض لولا أن موعد انعقاده الدوري تزامن مع جملة تطورات طارئة باتت تشكل تحدياً واختباراً لتوازنات السلطة داخل الفريق الحاكم, فقد كان من الممكن أن يمر خاملاً من الذكر وخالياً من الأهمية كما حدث للمؤتمرات الثلاثة الماضية, ولكن لأن هناك نذر تحولات وشيكة في بنية هرم السلطة وصراع مبكر على خلافة البشير سارت به الركبان, لا سيما أنه كرر أكثر من مرة عدم نيته الترشح لدورة قادمة, فضلاً عن محاولة التسيس التي رافقت الإعلان عن وعكته الصحية في الآونة الأخيرة, فقد أصبح المؤتمر مناسبة لسباق بين الشركاء لتشكيل قاعدة نفوذ جديدة بين يدي الصراع المحتدم في الكواليس بيين أركان الحكم على وراثة العهد.
    لم يكن الأمر يتعلق بإعادة إحياء حقيقي ل”الحركة الإسلامية”, ولا صراع بين دعاة إصلاح وبين مسيطرين رافضين للتغيير يريدون الحفاظ على معادلات الوضع الراهن, كما ذهب إلى ذلك بعض الذين كان يحدوهم الأمل, على الرغم من كل الخيبات والسقطات, أن يروا رشداً يعود ومراجعة جذرية لكل الأسباب التي أدت بالسودان بعد ربع من “الحكم الإسلامي” أن يصبح مقطع الأوصال وموعود بالمزيد من التشرذم, محاصراً بالحروب والصراعات في أركانه الأربعة, واقعاً تحت وصاية دولية غير مسبوقة تعج أراضيه بالقوات الدولية, يعاني أكثر من نصف سكانه على الأقل حسب الإحصائيات الرسمية من الفقر والبؤس. لم يكن المؤتمر باي حال معنياً بأجندة وطنية تنقذ السودان مما “أوقعته فيه الإنقاذ”.


    كان الظن أن بعض المذكرات الاحتجاجية الداعية ل”الإصلاح والتغيير” ستجد لمطالبها متنفساً في هذا المؤتمر, ولكن لأن أجندة الإصلاح المطلوب من قبل هذه التيارات الاحتجاحية ليست محددة ولا واضحة المعالم, أو أنها في أحسن الأحوال مطالب شكلية دافعها “النوستالجيا” لأيام مضت في تاريخ “الحركة الإسلامية” تدعو لإصلاح وتغيير سطحي يريد استبدال وجوه بوجوه, طابعه رجعي يريد إعادة إنتاج ما يسمى ب”مرجعية الحركة الإسلامية” وهي مرجعية لم يكن لها أي وجود منذ أن رضيت أن تذهب مختارة ل” تدفن حية”, ولم تجد طوال ربع قرن من يسأل عن هذه المؤودة وبأي ذنب قتلت.
    ما يزيد من مأزق الإسلام السياسي في السودان أن دعاة “الإصلاح المفترض” يشخصون أزمتها العميقة وكأنها مشكلة تنظيمية أو إدارية, وأبعد ما يذهبون إليه إلقاء اللوم على هذا الشخص أو ذاك أو تلك المجموعة المتنفذة بأنها أصل الداء, والحل في تغييرها ليديرون صراعاً دون كيشوتية مع طواحين الهواء.


    وانظر مثلاً إلى أهم جدل رافق المؤتمر الأخير, لم يكن حول الخيارات الفكرية ولا البدائل السياسية ولا المراجعات الجذرية لتجربة ربع قرن في السلطة أورثت البلاد أوضاعاً مأزومة أكثر تعقيداً مما وجدتها غداة استيلائها على الحكم. لقد كان جدلاً بيزنطياً حول دستور الحركة الجديد, وليته كان حول آفاق جديدة وآوبة تسهم في إنقاذ البلاد مما هي فيه, لم يكن هناك حواراً جاداً حول مضامين الدستور وقد جرى تمريره بلا صعوبة, على الرغم من انه يبدو وكأنه دستور لجمعية كشفية, أو لحركة لا تزال تتلمس طريقها في دروب السياسة, وليس لجماعة تربعت على عرش السلطة لربع قرن.
    لكن تركز الجدل وتماسك المؤتمرون الحزز حول مسألة غاية في السطحية حول كيفية اختيار الأمين العام للحركة هل ينتخبه المؤتمر العام أو مجلس الشورى, ومسألة وجود قيادة عليا يهيمن عليها الفريق الحاكم, وكأن ذلك كان سيقود لتغيير ثوري وإصلاح جذري, وكل ذلك مجرد تحصيل حاصل والسؤال ما الذي سيفعله الأمين العام حتى لو انتخبه أفراد الشعب السوداني كافة, وليس أعضاء المؤتمر فقط, إذا كانت الحركة نفسها معطوبة لا قيمة لها, لم تجرؤ على إجراء أية مراجعات جذرية وجدية على مسيرتها الماضية, لا يعرف أعضاؤها إن كانت ميتة فتدفن أو حية لترجى.


    لم يكن هناك تيار إصلاحي ولا آخر محافظ يتصارعان في المؤتمر حول رؤى أو أفكار أو سياسات جدية لتغيير مسار البلاد وإبعادها من حافة الهاوية, كان مجرد تنازع بين أفراد يتسابقون للحفاظ على السلطة أو الوصول إليها, كان الصراع حول السيطرة على قاعدة نفوذ في الصراع المحتدم على السلطة. بين من يريدون الإبقاء على المعادلة الراهنة, استمرار نفوذ قاعدة السلطة الوحيدة المستمدة من المؤسسة العسكرية, وهو ما يتطلب أن تبقى نسخة “الحركة الإسلامية” التي يريدونها مجرد جمعية خيرية مشغولة بالدعوات والعمل الصالح الذي لا وجود له, تاركة السياسة والنفوذ والسيطرة لحزب كسيح لا يعدو ان يكون هو الآخر مجرد مصلحة حكومية بائسة. ولتبقى الطبقة المسيطرة على الحاءات الثلاث, الحكومة والحزب والحركة, هي المتحكمة في كل شئ.
    وكان الطرف الآخر في الصراع من يحاولون إحداث اختراق في هذا المعادلة والدخول في اللعبة باستبدال أشخاص بآخرين, وهم في الواقع ليسوا سوى أعضاء في هذه الطبقة ذاتها ولكنهم على الهامش يريدون النفاذ إلى مركزها.
    لقد كان طبيعياً ومتوقعاً أن ينتصر في يوم الزينة هذا, الذي كان الغائب الوحيد عنه “عصا موسى”, من يملك السلطة, قوتها ونفوذها وذهبها وسيفها, لان تلك هي قواعد اللعبة التي أرساها “الإسلاميون” في السودان منذ وصولهم إلى السلطة ب”القوة”, استخدموها ضد خصومهم, وها هي ترتد على النحر يستخدمونها ضد بعضهم البعض.


    لقد كان مخرجات المؤتمر الأخير, والاتهامات المتبادلة بالممارسات المتجاوزة التي رافقته, آخر تجليات مأزق “الإسلام السياسي” في نسخته السودانية, فليس متصوراً أن يأتي ملائكة ليطبقوا المشروع الذي ينادون به إذا كانت نخبتهم عاجزة عن تمثل القيم التي يدعون لها, ثم لا يرون باساً أن يحاولوا فرضها على غيرهم.
    ببساطة لم يعد هناك من سبيل ما لإصلاح ما يسمى “الحركة الإسلامية” التي أثبتت أنها معطوبة إلى درجة لا يمكن إصلاحها. لقد وصلت التجربة إلى نهاية الطريق إلى صيرورتها الأخيرة, نهاية منطقية لمقدمة موضوعية لمأزق المفارقة بين المثال والواقع والعجز الكامل عن ردم الهوة السحيقة بينهما.
    ليست المشكلة في الأشخاص, ولكن المعضلة الحقيقة تكمن في الفكرة والمنهج والتصورات, والتأويلات المدعاة للإسلام. ولا حل إلا بالخروج من صندوق تسييس الإسلام لصالح الأجندة والمطامح الشخصية للباحثين عن السلطة بأي ثمن بإدعاءات عريضة بإسم “الإسلام”



    ----------------------

    النور احمد النور رئيس تحرير صحيفة الصحافة من الاخوان المسلمين ايضا مثل رفيقه خالد التجانى وكتب ايضا مقالا رائعا عن ما يسمى بالمحاولة التخريبية اترككم معه

    اقرا

    حروف ونقاط

    روايات ومفارقات !!
    ما أن استفاق الرأي العام عن بيان من السلطات حول إحباط «محاولة تخريبية» فجر الخميس الماضي، حتى عادت الى الأذهان لائحة طويلة من المحاولات المماثلة التي تحدثت عنها السلطات منذ التسعينات، كان المتهم الرئيسي فيها معارضون لنظام الحكم من المعارضة سواء مجموعة «أنا السودان» وفصائل التجمع المعارض بتفجير خط الأنابيب أو التخطيط لتفجير جسور،وحزب الأمة عند اعتقال عبد الرحمن نقد الله،ثم مبارك الفاضل وعلي حسنين في العام 2007م.
    كما اتهمت السلطات مجموعات ذات توجهات متشددة وأجندات خارجية أطلقت عليها «تنظيم القاعدة في بلاد النيلين» بتخزين أسلحة في جنوب الخرطوم وشرق النيل لتنفيذ عمليات تستهدف مصالح غربية ورموزاً في الحكم.
    أما الإسلاميون فقد اتهمت السلطات حزب المؤتمر الشعبي بتدبير محاولتين في مارس 2004 ، ثم في سبتمبر من العام ذاته، وعرضت كميات كبيرة من الأسلحة، وحكم على مجموعة من العناصر بالسجن بعضهم أكمل محكوميته وآخرون لا يزالون بسجن كوبر، أبرزهم يوسف «لبس».
    ولكنها المرة الأولى التي تتهم فيه السلطة نخبة بارزة من أنصارها ، بل رموزاً من كوادرها الأمنية والعسكرية التي شاركت في تغيير يونيو 1989، وكانت مسؤولة عن تأمينه وحمايته.،مما شكل مفاجأة لكثيرين لم يستطيعوا استيعابها حتى الآن.
    المسؤولون في الحكومة والحزب الحاكم الذين تحدثوا إلى وسائل الإعلام لم يقدموا رواية متماسكة حول «المحاولة التخريبية» ، بل أن بعض المعلومات الشحيحة التي طرحوها متضاربة،ومما زاد من حالة الغموض تهرب وزير الثقافة والإعلام والناطق باسم الحكومة أحمد بلال من الأجابة على أسئلة الصحفيين الذين دعاهم الى مؤتمر صحفي ،فألقى عليهم خطبة قصيرة ومعلومات غير وافية وغير «مشبعة».
    البيان الأول الذي صدر عن المركز السوداني للخدمات الصحفية ، ذكر أن عناصر أمنية وعسكرية، وشخصيات مدنية معارضة تقف وراء «المحاولة التخريبية»،ثم اتضح أن المعارضة لا صلة لها بالحادث،وكل من أُوقفوا هم من «أهل الجلد والرأس» من كوادر السلطة وخلصائها.
    وزير الإعلام قال ان المجموعة المتهمة حددت ساعة الصفر لتنفيذ مخططها في 15 نوفمبر الجاري ثم عدلوا الموعد الى الخميس الماضي،أي تم اعتقالهم قبل ساعات من ساعة الصفر،لكن عضو المكتب القيادي للحزب الحاكم الدكتور قطبي المهدي قال ان المحاولة لم تنضج بعد ولم تتعد مرحلة الاتصالات،أي مرحلة أولية وبالتالي لم تصل مرحلة التنفيذ،فمن نصدق؟.
    عضو القطاع السياسي فى حزب المؤتمر الوطنى ربيع عبدالعاطي قال ان الامر ليس محاولة انقلابية ولكن امتعاض بين القيادات العسكرية والأمنية علي خلفية ما جري في مؤتمر الحركة الاسلامية أخيرًا،وذكر أن «الرجل الذي حرر هجليج واحتفى به الشعب السوداني ضمن المعتقلين» ، ويقصد اللواء كمال عبد المعروف.،وهذا ما نفاه بشدة الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد.
    أحمد بلال أكد أن المجموعة المعتقلة ظلت تخطط منذ فترة وأن ما كشفت عنه السلطات لم يكن وليد اللحظة،غير أن حديث ربيع عبد العاطي يحدد أن ما دفعهم هو ما جرى في مؤتمر الحركة الاسلامية الذي عقد قبل أسبوع..!!
    الأجهزة الأمنية حسب وزير الإعلام رفعت ما تجمع لديها من معلومات حول «المحاولة التخريبية» إلى القيادة السياسية التي حددت طريقة التعامل معها،وأعتقد أن ما ذهبت إليه لم يكن مناسباً، فلديه تداعيات سالبة كان يمكن تجنبها.
    فقد بعث تضخيم الحادث برسائل في اتجاهات مختلفة،قراءة محتوياتها تعكس أن البلاد غير مستقرة،وأن هناك صراعاً دخل أهل الحكم،وتآكل في النظام من كوادره المخلصة المدافعة عنه،الأمر الذي سيزيد المشهد السياسي قتامة ويعقد مناخ الاستثمار.
    ثمة مفارقة في ما جرى فالفريق صلاح قوش،أبرز المتهمين في «المحاولة التخريبية» ، كان من أعلن إحباط محاولتين تخريبيتين في العام 2004،اتهم الدكتور الحاج آدم يوسف بتزعم إحداها، وقال ان المجموعة خططت لاغتيال رموز السلطة لدى خروجهم من مسجد الجيش عقب صلاة الجمعة، واليوم قوش متهم أيضاً بالتخطيط لاغتيال قيادات في الدولة،والحاج آدم يتوعد من بورتسودان ليل الخميس «سنواجه الخارجين عن القانون بالقانون».
    تلك الايام نداولها بين الناس،والعدالة تقتضي استكمال التحقيق مع المعتقلين وتقديمهم الى محاكمة أو الإفراج عن كل من لم تثبت ضده أي بينات..،والعدل أساس الحكم


    ------------------------

    الصحافة


    صراع الإسلاميين .. العبرة بالخواتيم ..!!

    الخرطوم: التقي محمد عثمان:

    هل هم فعلا ثلاثة عشر مشاركا في ما اطلق عليه المحاولة التخريبية أم ان هؤلاء هم رأس جبل الجليد، أي هل نحن بازاء مفاصلة أخرى شبيهة بتلك التي وقعت في آخر رمضان من القرن الماضي أم اننا بصدد انقلاب على انقلاب لم تفتر محاولات ازاحته منذ أول رمضان مر عليه، أو بعبارة أخرى هل سنشهد نشوء حزب جديد يخرج من جلباب الحكومة وحركتها أم اننا سنشهد محاكم عسكرية احكامها فورية النفاذ.


    اذا تتبعنا حيثيات ما جرى سنجد في مقدمته تلك المجموعات المنتسبة الى الحركة الإسلامية السودانية التي يقدَّر عددها بـ «6» مجموعات و اعلنت عن عدم رضائها وتذمرها من طريقة اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية من خلال المؤتمر العام للحركة، وسبق هذا الرفض حراك واسع مثله تيار عرف بـ «الإصلاحيين» انتقدوا ما اسموه بالتلاعب بانتخابات الحركة الإسلامية وعدم دعوة أنصار الحركة المعروفين للاجتماعات، مع رفضهم فرض تصعيد كوادر موالية لمؤتمر الحركة. وقد وصل الصراع قمته في انتخابات مؤتمر ولاية الخرطوم في شهر اكتوبر، حيث وقعت مواجهة بين التيار الذي صار وصفه «المحافظين» وأنصار الاصلاح دفعت برئيس مجلس الشورى ابراهيم أحمد عمر للتنديد بممارسات أنصار التيار الاول وخرقهم للوائح، كما طعن الاصلاحيون في نتيجة الانتخابات بسبب خروقات المحافظين.


    واذا اقتربنا من هذه المجموعات سنجدهم يتكونون من المجاهدين والسائحين والدبابين وكما اورد موقع الجزيرة نت أمس فان المجاهدين هم مجموعة من الذين شاركوا في العمليات العسكرية في الجنوب أثناء الحرب الأهلية باسمهم المعروف وهو المجاهدون، أما الدبابون فهم مجموعة من طلاب المدارس الثانوية والجامعات من الذين شاركوا في ذات الحرب في الجنوب، وبعضهم ذهب مع المؤتمر الشعبي وحل بهم ما حل بالمجاهدين الذين انشقوا بانشقاق المؤتمر الى وطني وشعبي، اما «السائحون» وهم مقاتلون سابقون ايضا ظلوا ومنذ ظهور مجموعتهم يتحدثون عن الفساد الذي انتشر في الدولة وكيفية معالجته وما اذا كانت الحكومة الحالية بأفرادها قادرة على تحقيق ذلك الهدف، وقد نجحوا في نشر عدد من المذكرات التي تطالب الرئيس البشير بالنظر الي توحيد الإسلاميين، وبتر المفسدين منهم و»اعادة الحركة الإسلامية لأهلها الحقيقيين». وفي المؤتمر الأخير للحركة الإسلامية طالبوا بالحاق نحو 250 عضواً للمشاركة في المؤتمر، وهو ما رفضه قادة الحركة مما أدى الى كثير من المناوشات والاتهامات والحديث باقتضاب عن أزمة الحركة الإسلامية.

    واذا ساقتك مطالعاتك على الشبكة العنكبوتية الى احدى صفحات السائحون بالفيس بوك ستجد مقتبسا من مصطفى محمود «من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس الى قلبه ابدا، وسوف يرى الدنيا اياما يداولها الله بين الناس» وستجد مثل هذا الكلام «هذه زمانك يامهازل فأمرحي زمن بائس يخون فيه الأمين ويؤتمن فيها الخائن مكاسب يحققها الرجال بدمائهم وأشلائهم يضيعها سياسيون يجهلون ابجديات ادارة الدولة، تري هل يبعيون القيم والمبادئ ام يتصرفون بجهل هل يعقل أن يُعتقل ود ابراهيم وأن يحكم البلد من لم يطلق طلقة في الجنوب أمثال نافع، أطلقوا سراح الشرفاء وليبقَ قوش لانه سلم الإسلاميين وخان عهد الشرفاء»، واذا كانت هذه المجموعات أو بعضا منها تساند ما عرفت بالمحاولة التخريبية فانها ترجح ان تكون المحصلة اصطفااف جديدا في خندق المعارضة قريبا من المؤتمر الشعبي.


    الوجه الآخر للعملة ستجد فيه صورة الفريق صلاح عبد الله «قوش» والعميد محمد عبد الجليل «ود ابراهيم» وبقية رفاقهم وكما اوضحت الاسماء المعلنة وتلك المتداولة في الاوساط القريبة من المصادر فانهم كلهم من منسوبي الحركة الإسلامية الذين تدرجوا في دروبها ومنعرجاتها، وكما تذهب اغلب التحليلات لن يكون مصيرهم مثل الانقلابيين الآخرين وانما سيكونون اقرب الى مصير رفقائهم السابقين من المؤتمر الشعبي الذين قادوا ما عرف وقتها ايضا بالمحاولة التخريبية عام 2004م اذن شواهد التاريخ القريب التي تقول ان نائب رئيس الجمهورية الحالي الحاج آدم كان قائدا لما عرفت بالمحاولة التخريبية عقب المفاصلة وقد قرأ الناس وشاهدوا الاعلانات في الصفحات الاولى للصحف تطلب رأسه بوصفه قائد المجرمين. مما يجعل توقع ان يعود قوش أو ود ابراهيم نائبا للرئيس ولو نائبا رابعا امرا واردا بنسبة اكبر من احتمال المحاكم العسكرية فورية الاحكام والتنفيذ.



    تبقى الاشارة المهمة هنا ان الصراع وبما هو عليه هو بين إسلاميين وبالتالي فان مخرجاته ستكون خصما عليهم في كل الاحوال كما تذهب اقل القراءات تشاؤما وان كان بعض اقطاب الحكومة حاولوا الزج بالمعارضة في غياهبه لتقليل اثاره المحتملة عليهم مثلما فعل نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم لدى مخاطبته مساء الاول من امس باستاد بورتسودان حفل افتتاح مهرجان البحر الأحمر للسياحة والتسوق حين قال ان المحاولة التخريبية ضد الدولة التي أحبطتها السلطات تعتبر رسالة للقوى السياسية المعارضة التي تخطط للتخريب، وقال «لا مجال لهم في أن يندسوا داخل القوات النظامية « فغير ان حال قوى المعارضة لا يخفى على احد اظهرتها الحادثة وهي تمارس هوايتها في الجلوس على مقاعد التحليل والتفسير التي احتلتها منذ مجئ انقلاب الانقاذ في عام 89 وربما كان سندها وعزاؤها هذه المرة في مقولة لزعيم الجمهوريين محمود محمد طه «ستكون نهايتهم فيما بينهم».


    على كل فقد شغل الإسلاميون الحاكمون الناس هذه الايام بصراعاتهم باكثر مما فعلوا طوال سنوات حكمهم الطويل الذي ولد مأزوما وعاش في الأزمات، فما ان خرج الناس من مسرحية مؤتمر الحركة الإسلامية حتى دخلوا فيلم ما اطلق عليه المحاولة التخريبية. والآن وقد انجلت المعمعة بدأ يتضح ان المسرحية والفيلم ما هما الا حلقات من مسلسل استمر لما يقارب الربع قرن ينتظر الناس حلقته الاخيرة التي وعلى خلاف المسلسلات التركية تحمل الاحتمالين بالتساوي: اصلاح وانفتاح أو انغلاق وانتحار.


    .
                  

11-25-2012, 07:02 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    قطبى ، بلال و اخرين .... اخراج سيئ

    محمد وداعة
    [email protected]

    مفاصلة اخرى و اخراج سيئ لمخاشنة لم تحدث ، حسب الافادات الحكومية و الحزبية فهناك مؤامرة ، الافادات متضاربة و متناقضة قال السيد احمد بلال وزير الاعلام و الناطق الرسمى باسم الحكومة فى مؤتمره الصحفى والذى اعلن من خلاله تفاصيل المؤامرة المزعومة ان السلطات قامت باعتقال عدد من المشتبه بهم و المتهمين ، تم اعتقال 13 ما بين مدنى و عسكرى ، و ان ساعة الصفر كان محددآ لها الخميس قبل الماضى و لكنها اجلت ليوم الخميس الماضى ( 23\11) ، حسب هذه الافادات فنحن امام عمل مكتمل تحددت له ساعة الصفر و الاهداف المطلوبة و العناصر المنفذة ، و يغيب عنا بالطبع الاسماء التى حددت لاغتيالها ، و القوات التى ستشارك فى هذه العملية ، و ماذا سيحدث بعد اتمام عملية الاغتيالات ، حسب الاسماء التى اعلنت فهذه العناصر هى من نخبة النظام و هى شخصيات محترفة لا يمكن ان تقوم بحملة اغتيالات و كفى ، و لا يمكن ان يكون هدفها تغيير النظام بالقوة العسكرية ، فهى على اليقين من ان الانقلاب فى حالة نجاحه فى الاطاحة بنظام الانقاذ لن يجد القبول من المعارضة و ما من شك فى انه ليس السبيل الى اصلاح حال الحزب الحاكم ، كما ان المراقب للاوضاع يجد صعوبة فى تصديق ان هذه المجموعة المتهمة تريد الاستيلاء على السلطة للاحتفاظ بها ، و كل الاطراف تعى نظرية ( البردعة و الحمار ) !،الا ان الامر يبدو مختلفآ لدى السيد قطبى المهدى القيادى بالمؤتمر الوطنى فقد اكد فى نفس اليوم بعد اجتماع المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى ان المحاولة كانت فى بداياتها و انها لم تتعد الاتصالات الاولية لمن دبروا لها و اكد ان المكتب القيادى اطمأن فى وجود الرئيس الى ان المحاولة محدودة ، من جانب آخر قال السيد قطبى ان المتهم الابرز فى المحاولة التخريبية صلاح قوش لا علاقة له بحزب المؤتمر الوطنى !

    و ان الفريق صلاح قوش الذ تم اعتقاله فى اطار المحاولة قد تم ابعاده و لا علاقة له بالحزب ،من جهة اخرى رفع السيد رئيس المجلس الوطنى الحصانة عن العضو صلاح قوش نائب الدائرة (5) عقب طلب تقدمت به السلطات الامنية نسبة لضبطه متلبسا فى جريمة المحاولة الانقلابية ، و قال رئيس لجنة التشريع و العدل بالبرلمان الفاضل الحاج سليمان ان رئيس المجلس اتخذ قرارآ فوريا برفع الحصانة عن النائب صلاح قوش اعمالا لنص المادة92 من الدستورالانتقالى لسنة 2005 و المادة 27-1 من لائحة تنظيم اعمال المجلس الوطنى ، و ذلك بعدما دفعت السلطات بطلب اوضحت فيه ضبط عضو البرلمان متلبسا بجريمة محاولة الانقلاب الفاشلة التى تخالف القوانين الدولية و الوطنية ، و هى المرة الوحيدة التى تم الحديث فيها عن محاولة انقلابية من خلال طلب السلطات الامنية ، وحيث ان المادة 92 ـ (1) من الدستور تقرأ (لا يجوز، في غير حالات التلبس، اتخاذ أي إجراءات جنائية ضد عضو الهيئة التشريعية القومية, ولا يجوز اتخاذ أي تدابير ضبط بحقه أو بحق ممتلكاته دون إذنِ من رئيس المجلس المعني.) و هكذا نجد ان المجلس تعجل فى تصديق امر التلبس و لم يتحرى عنه و نفذ ما طلبته السلطات الامنية، كما ان رفع الحصانة عن العضو هو من صلاحيات المجلس الوطنى و ليس للرئيس ان ينوب عن المجلس وهو فى حالة انعقاد كما هو الحال الان ،

    اضافة الى ان لائحة تنظيم اعمال المجلس الوطنى تنص فى المادة 26 - (2) يجوز للمجلس المعني, في حالة اتهام العضو أو الممثل بجريمة خطيرة،. يرفع الاستئذان بموجب المادة 92 (1) من الدستور باتخاذ أي إجراءات جنائية أو تدابير ضبط بحق أي عضو أو بحق ممتلكاته من وزير العدل إلى الرئيس مشفوعاً بصورة من أي شكوى أو بلاغ دعوى أو تحريات وفقاً للقانون. و نصت كذلك على ان رفع الحصانة يتم بتوصية من لجنة التشريع و العدل ، كما ورد فى نص المادة 26- (4) يجوز للمجلس فى حالة اتهام اى عضو بجريمة من الجرائم الخطيرة أن يقرر رفع الحصانة عن ذلك العضو بتوصية من لجنة التشريع والعدل . وعليه فان ما جرى للعضو البرلمانى صلاح قوش نائب الدائرة (5) مروى فيه تجاوز للدستور الانتقالى لسنة 2005 م و يتعارض مع لائحة تنظيم اعمال المجلس الوطنى ، ان ما يجرىمن احداث يمثل انسداد كامل و ازمة داخلية كبيرة للحزب الحاكم ، ومن الواضح ان الامور تطورت من مجرد خلاف فى الراى الى انعدام تام للثقة ، و من تبادل للاتهامات بالتهاون او تجاوز السلطات و السكوت على الفساد ، الى اتهام بالتخريب و الانقلاب و استخدام شتى الوسائل بعد ذلك لتصفية الحسابات و التخلص من الخصوم ، و اننا نطالب الحكومة ان تسارع الى اطلاع الراى العام على حقيقة ما جرى ، و ان تقدم المتهمين الى محكمة علنية او تطلق سراحهم دون ابطاء ،


    لم افهم ما ذهبت اليه المعارضة بنفيها ان تكون ضالعة فى المحاولة التخريبية ، والتاكيد على ان طريقها لاسقاط النظام سيكون سلميآ ، و تكتمل الحيرة من تصرفات المعارضة بتصريحات السيد الامام الصادق المهدى و دعوته للرئيس البشير لتشكيل حكومة انتقالية يشترك فيها الجميع (باوزانهم السياسية و الاجتماعية) لوضع خطة عاجلة تنتشل الوطن من الحال الذى وصل اليه ،و كان السيد الامام الصادق المهدى قد دعا الاسبوع الماضى الى العصيان المدنى و ذلك بنزول الجماهير الى الساحات و الشوارع ، اضطراب و تناقض فى اداء الحكومة وحزبها الحاكم تجاه التعامل مع ما سمته المحاولة التخريبية ، اتهمت بعض الشخصيات الكبيرة و عدلت عن ذلك ، بعض قيادات الحزب الحاكم نفت عن نفسها التهمة دون ان يتهمها احد ، و ارتباك للمعارضة ازاء توصيف الحاصل و كيفية التعامل معه و فشل فى توظيفه لتشديد حملتها ضد النظام .


    -----------------


    مكالمة هاتفية و(20) رقم موبايل متسلسل تقود للمعتقلين


    «صلاح قوش»




    11-25-2012 08:22 AM
    كشفت مصادر أمنية رفيعة أن المعتقلين تم توقيفهم بطريقة سلسة ودون أي مقاومة وأنه تتم معاملتهم بطريقة جيدة ووفرت لهم كل سبل الراحة. وأشارت المصادر إلى أن مكالمة بين شخصين من الموقوفين قادت للبقية بعد التوصل لنحو (20) شريحة هاتف سيار مسلسلة لإحدى شركات الاتصال كانت تتم بها الاتصالات بين المجموعة بعيداً عن الأرقام المعروفة للمتهمين.

    وحسب ما كتبت " صحيفة السوداني " أن مصادر مقربة للأسرة أن ضابطا رفيعا من جهاز الأمن استأذن الفريق صلاح عبد الله أن يغادر معه للاستدعاء في القيادة مساء أمس الأول، وأشارت المصادر إلى أن أسرته لم تتصل به إلا أنها ستفعل خلال هذه الأيام، وكشفت أن ظهور معلومات جديدة سيمكن أسرته إما من اتخاذ إجراءات قانونية أو الانتظار، وأكدت أن "قوش" يعامل معاملة كريمة.
    وعلمت (السوداني) بعدم اعتقال عناصر جديدة على ذمة المحاولة التخريبية التي اعلنتها السلطات الأمنية. وابلغت مصادر (السوداني) أن المعتلقين تم توقيفهم بطريقة سلسة ودون اي مقاومة، وأشارت إلى أن المعتقلين تم التحفظ عليهم في مكان ممتاز ووفرت لهم كل سبل الراحة، وأكدت عدم اعتقال عناصر جديدة ورهنت ذلك بالمعلومات التي ستسفر عنها التحقيقات الجارية الآن مع الموقوفين

    -------------------

    ائب أمانة التنظيم بالمؤتمر الوطني اللواء الفاتح عبدون : كل الحركة الإسلامية مؤتمر وطني


    «الفاتح عبدون»




    11-25-2012 08:11 AM

    ما ان انتهى مؤتمر الحركة الإسلامية – المغضوب عليه من قبل البعض – حتى ظهرت محاولة انقلابية كما أعلن جهاز الأمن والمخابرات.. ربما هناك خيط رفيع بين نتائج المؤتمر والمحاولة الانقلابية، لكن حتى إن لم يكن هناك من رابط، لا أحد ينكر أن نتائج المؤتمر لم ترق لطموح البعض، وأصابت تململ البعض الآخر.. هناك تيارات مستاءة وأعضاء محبطون، كانت لـ(السوداني) وقفة مع شخصية قيادية لصيقة بهذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة التي انعقدت، اللواء الفاتح عبدون نائب أمانة التنظيم بالمؤتمر الوطني، وعضو أصيل في الحركة الإسلامية والشورى القومية، دافع عن نتائج ومخرجات المؤتمر الذي انتهى قبل بضعة أيام، ورأى أن الأعضاء اختاروا من ينوب عنهم في اتخاذ القرار وهو ما أوجب الالتزام والاحترام لما رأوه طالما كان يرضي الله سبحانه وتعالى.. اللواء معاش تلقى الأسئلة بكل ترحاب فإلى ما قال:
    حوار: لينا يعقوب
    تصوير: أحمد طلب
    تم تذويب أعضاء المؤتمر الوطني في الحركة الإسلامية والعكس.. لماذا؟
    يبدو أنه غير واضح دور المؤتمر الوطني ودور الجهاز التنفيذي والحركة الإسلامية.. جميعهم يستظلون بظل واحد وملتزمون بمبادئ وأهداف واستراتيجية واحدة، كل الموجودين في الإنقاذ هم حركة إسلامية، لذا لا يمكن أن تقولي أن المؤتمر الوطني تم تذويبه في الحركة الإسلامية أو العكس.
    هل يعني ذلك أن كل الحركة الإسلامية هم مؤتمر وطني؟
    كلهم مؤتمر وطني.. لكن في الأساس هم حركة إسلامية، اقتنعت الحركة الإسلامية بالمؤتمر الوطني والوطني جاء في الجهاز التنفيذي، لا شيء اسمه تذويب لأنهم أصلا (ذايبين) في بعض، ويجمعهم الفكر الواحد الذي يقوم على مقومات هي عبادة الله والالتزام بكل ما قاله..
    هل لهذا السبب الحركة الإسلامية غير مسجلة باعتبار أن الذي يمثلها المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم؟
    لا أعتقد.. موضوع التسجيل أٌغفل.. الحركة الإسلامية بعد الإنقاذ حلت وجاءت راجعة، ثم انشغل المنتمون إليه بالمسائل الأخرى التنفيذية والسياسية.


    الزبير أحمد الحسن.. نائب برلماني، أمين أمانة اقتصادية، رئيس مجلس إدارة شركة كنانة وقد تكون هناك مناصب أخرى.. ما الذي سيحدث في وضعه خاصة أنكم قلتم تريدون فصل العمل التنفيذي في الدولة عن عمل الحزب وأيضا الحركة الإسلامية، والذي يبدو أنه لم يحدث؟
    أنا ممن يقولون هذا الكلام.. الحركة الإسلامية لتكون قريبة من قواعدها لابد أن تكون قيادتها متفرغة سواء كان في القطاع السياسي أو الاقتصادي أو التنظيمي وقطاعات التزكية، في تقديري الشخصي أن الأفضل فصل هذا العمل، لأن المعنيين ببناء الأمة هم من يعملون في الحركة، وكلما كان متفرغا كان أفضل، لكن إن دعت الضرورة أن تستفيد الحركة أو الحزب من شخص وهو في موقع قيادي لا أعتقد أن هناك ما يمنع.
    الرجل قال أنه سمع ترشيحه للمنصب من قبل خاله.. لماذا ترشحون شخصا غير مستعد نفسيا للمنصب؟
    من ارتضى أن يعمل في خدمة الناس لا يُسأل، نحن مؤدين قسم على السياسة، وفي مفهومنا السياسة هي تخطيط وتنظيم وإدارة شئون الناس، والسعي لقضاء حوائجها، هي عبادة ليست مناورات..
    الزبير رجل مسالم وهادئ وملتزم، لكن البعض يقول أن منصب الأمين العام يحتاج لرجل أكثر قوة خاصة في مواجهة الصدامات؟
    أنا أحترم الزبير وسريرته نظيفة وهو ما حبب الله وخلقه فيه.. كل من يتولى منصبا يستحيل أن يقوم به منفردا ما لم يعتمد على آخرين..
    ألن يجعل مثل هذا الأمر الأمين العام ضعيفا وقراراته صورية، تنزل عليه من الجهات العليا؟
    أبدا، حتى إن قلنا أننا نريد القائد الفلاني ليس شرطا أن يكون أعلى.. نحن نعين، وكل من يختار لمن يتولى المهام يجب أن يعينه أخوانه.. لا يوجد إنسان يكون كامل، قيادي تنفيذي وميداني ومفكر ليتولى هذا المنصب، لكنه يكون رمزا تحترمه الناس ولذلك يستفيد من كل القاعدة الكبيرة، وأين ما كان يريد إعانة فسيجد من يعينونه.. الابتلاءات لحامل الرسالة كثيرة، لذلك على الإنسان أن يقاتل وهو ماضي في مساره دون النظر للمهددات الداخلية.
    هل يمكن نكران أن هناك تيارات أو قواعد وقيادات متململة جدا من نتائج هذا المؤتمر؟
    أية مجموعة من مجموعات البشر إن تخلت عن مبادئها المتمسكة بها ونظرت إلى الدنيا ستحصل ململة، كلما زدت القرب إلى الله والتوبة إلى الله لا بد أن تلتزم بهذه المبادئ.. قال الله سبحانه وتعالى (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون)
    عفوا ولكن تململهم ليس في تأدية الطاعات والعبادات إلى الله سبحانه وتعالى إنما تململ من السياسات؟
    الحركة الإسلامية فيها قريب المليون عضو.. تحديدا و(750) ألف عضو، وأولئك العدد اختار (4) آلاف .. أليس هذا خيار الخيار، والأربعة آلاف اختاروا (600) .. إذا كان الناس ماشين في الأمر كده واختاروا خيار الخيار فالسياسات التي يتخذونها يكون تقديرها صحيحا طالما التزموا بالمبادئ، والنقص حينها يكون في المتململ، لا أحد آخر.
    ألم تأتك مجموعات تشتكي من هذا المؤتمر؟
    أنا ضد التشرذم والتكتل لإسناد الرأي.. وضد التيارات والمجموعات ولا أحترمها.. أحترم من يقف على الحق.. الإنقاذ حينما قامت كان السودان مظلما ومفلسا ومحتلا، وبعدها قامت بانجازات، فإذا قطعت الكهرباء في مكان وغضب ناس وجاءوا وحرقوا المحطة، حينها يكون ذلك الشخص عديم الفكر وغير ملتزم.. أنا أعتقد أن العيب في ناس.
    عفوا.. الحركة الإسلامية ديكتاتورية؟
    إذا كانت الحركة الإسلامية غير ملتزمة بما قلته طبعا يكون أي أحد ديكتاتور، لكن إن كان العمل الذي عملته أبتغي به وجه الله، بالتأكيد لا أكون ديكتاتورا لأن لي مبررات.. الرسالة إلى حامل الرسالة عضو الحركة الإسلامية، حماية الفكر القومي والفكر يحمي العقيدة والتراث والتاريخ.. إن كان عضو الحركة يحمي كل هذه الأشياء ينبغي لا يخرج أحد أو يتململ أو يقول أن الديكتاتورية تمارس عليه لأنه أصل الحركة كلها وأقوى من أي رئيس لأنه يحمل في نفسه شعلة من المبادئ والأفكار التي تقود إلى عبادة الله، وهذه تأتي من خلال أدائه وفكره.
    هناك حديث عن مؤامرة حيكت ضد غازي؟
    المؤتمر قدم دستورا، كل الناس وافقوا على هذا الدستور، هناك أناس اختلفوا في الرأي حول انتخاب الأمين العام من المؤتمر العام ولهم مبرراتهم وهناك من قال ينتخبوه من مجلس الشورى.. وجهة الخلاف الأخرى، قالوا أن الهيئة القيادية المكونة من قيادة الحركة الإسلامية والجهاز التنفيذي والجهاز السياسي (المؤتمر الوطني) هم مركز القيادة والسيطرة كما نسميهم نحن في الجيش.. ترفع لهم كل الأشياء ويضعوا الاستراتيجيات والسياسات وينزلوا السياسات في شكل خطط والخطط تنفذ في شكل برامج.. أنا لا أرى خلافا، الفئة الأولى والثانية صوتوا، في تقديري أي واحد ما صوت أو صوت وهو عضو في المؤتمر العام أو الشورى عليه الالتزام، ولا يوجد أي نوع من الديكتاتورية، فالشخص اختار خيار الخيار..أين الديكتاتورية؟ الناس تشاوروا وصوتوا، أين المؤامرة؟؟ غازي أنا تحدثت معه وقلت له وترجيته إن رشحوك لا تعترض لكنه تمسك برأيه
    ألا تدل طريقة اختيار الأمين العام على عدم ديمقراطية أو تخوف، لأن تصويت 4آلاف ليس كتصويت 400؟
    لالالا.. هناك مبررات، فمن يحاسب الأمين العام هو مجلس الشورى وليس المؤتمر العام الذي يجتمع كل أربع سنوات عكس الشورى التي تجتمع كل ثلاثة أشهر، هذا أقرب للمراجعة، والمحاسبة.. أما الآخرون يعتقدون أن على الجميع التصويت رغم أن لهم كليات أحضرت مرشحيهم.
    إذاً ما هي قيمة أعضاء المؤتمر العام ومدى تأثيرهم؟
    هم من مرروا الدستور وأجازوه.. كان يرفضوه، لكنهم أجازوه، والخلاف أصبح في نقطتين والمجموعة الكلية قامت بدورها بالكامل وناقشت الأوراق وقامت بالتعديلات والتوصيات، جاء الانتخاب حتى القيادة العليا مرروا إلى الانتخاب في الشورى.
    الناس تنظر لغازي أنه مفكر خاصة أنه تحدث عن تحرير الحركة الإسلامية ..ولكنكم اخترتم الزبير؟
    غازي حجب نفسه عن الترشيح، هل تعتقدي أنه إن ترشح ما كان ليفوز.. كان حيفوز
    ربما يرى أنه لن يضمن أصوات أعضاء قيادة الشورى لكنه يضمنها بين القواعد؟
    أبدا أبدا.. الزبير كان بيقنع في غازي، غازي لم يرشح نفسه لأنه يعتقد أن المادتين اللتين أجازهما مجلس الشورى غير صحيحتين، لا أعتقد أن هناك سببا آخر
    البعض يقول أنهم حاولوا إبعاده لأنهم تخوفوا من أفكاره التحريرية؟
    هذه أنا لا أعرفها!!
    ألم تأت توجيهات أو مررت رسائل للتصويت؟
    إذا كنت أجلس في اجتماع فيه 400 شخص وتم ترشيح 10 أفراد فلا مانع من أن أرشح جاري، هذه الأمور يحدث فيها جرح وتعديل، لكن في النهاية لا يصل الأمر لمرحلة الرسائل.. أنا لست عضوا في الشورى، لكن حينما جلست المنصة وطلبت الترشيح وزاد العدد عن 70 ثم قالت الشورى القومية رشحوا لنا 28 شخصا.. تساءلت وقلت لماذا يحدث هذا الأمر؟ بروفيسور فتحي من كان يجلس على يميني سألني لماذا لم ترشح قلت أني على قناعة أن الجميع يستحقون المجيئ لهذا المكان، طلبت منه أن يكتب نيابة عني وهو ما حدث.. هذه هي الروح التي نتعامل بها وعلى الجميع أن يكون لهم ثقة بمن حولهم.. موضوع التآمر والرسائل لا قيمة له..
    هناك قيادات رفيعة تسقط في الترشيح، فتخرج من الباب لكنها تأتي بالشباك؟
    هناك قائمة استكمال قومي.. هناك هيئة تأخذ من كل ولاية الإسلاميين والسياسيين ومن لديهم قدرات تفكيرية تختار خمسة أو عشرة من كل ولاية وترفع الأسماء إلى الخرطوم والخرطوم تضيف وترفعها للقائمة القومية..هناك ناس ماعايزين يدخلوا انتخابات لكن الحزب أو الحركة تحتاج إليهم فإنها تأتي بهم ليقوموا بعمل معين، هذه معمول بها..ولا يوجد بها غش.
    عفواً ولكن ستين مقعدا استكماليا، أليس كبيرا جدا هذا الرقم؟
    مع مرور الزمن والتجربة الديمقراطية يفترض أن تقل كل فترة، بصراحة لدينا شيء اسمه مجلس الشورى وهو المجلس الحاكم، المتابع والحاكم والمشرف لكل أداء، وهو من يملك الحق أن يوقفه رئيس المكتب التنفيذي، مجالس الشورى في السودان يمكن أن تجيب ناس ما عندهم علاقة وأن تجيب واحد ما عنده معرفة في الشغل، فالناس ابتكرت في فترة من الفترات الاستكمال أن توجد نسبة معينة لاستيعاب أفراد وأن يقوموا بتدريب بعض الناس
    الاستكمال يتم من القيادات للمقربين منهم ؟
    يتم على كل مستوى من المستويات لتسيير العمل.. لو جات من فوق توصية إنو يدخلوا فلان ما حيقبلوا..
    حديثكم كان يتركز على فصل العمل في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والجهاز التنفيذي في الدولة لكن يبدو أن المؤتمر انتهى دون تحقق تلك النتائج؟
    المؤتمر الوطني أجرى انتخابات، والدولة تختار شخصا وتكلفه .. الخيار أن تديري دولة أو ولاية لكل الناس فأنت مسئولة أمام الله سبحانه وتعالى.. يجوز في مرحلة أن نرشح عددا منهم وهناك أناس جاءوا قبل ذلك وفي ناس جاءوا بعد ذلك.. هذه موازنة يعملها الشخص المسئول.
    ما هي نتائج حواركم مع الغاضبين من المؤتمر؟
    فليأتوا إلينا أولا..
    سمعنا أنهم وصلوكم؟
    أنا شخصيا لم يصلني أحد.. كما أني أريد توضيح أمر، لقد تحدثت مع مجموعة من النيل الأزرق، لم يحتجوا، كانوا أفرادا متخوفين وهو ما أجبرني أن أتحدث مع بعض الصحفيين.. ولم أقل ما نشر في الصحف، لقد قلت لهم على الناس أن لا تنزعج فلنا تجارب مختلفة سابقة وعضو الحركة الإسلامية عادة ما يتجاوزها.. عضو الحركة الإسلامية رسالي حامل رسالة، وهو عمد حراسة الفكر القومي وهو يتمثل في العقيدة والوطنية والتراث وكيف يحافظ عليها ضد المهددات الداخلية والخارجية.. هذا واجب استراتيجي وليس تكتيكيا..
    يقولون أنها سميت حركة لأن فيها تجديدا وفكرا جديدا.. لكن الحركة الإسلامية في السودان ترفض التجديد وتضطهد أي أصوات لها آراء مغايرة، فهل تعتقد أنكم ستظلون في نفس النقطة؟
    (الإجابة بتصرف) الحركة الإسلامية قائمة على الشريعة الإسلامية، الحركة قادمة لتمكن من عبادة الله.. وليس المقصود صلاة وصيام فقط، إنما معاملات وتعامل، وكله موجه..

    السوداني

    -----------------

    بيان من المؤتمر الوطني .. منبر الإصلاح : المساس بالمعتقلين سيكون ثمنه مكلفاً
    November 24, 2012
    (حريات)

    بيان للناس

    (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) الحجرات “6″

    أيها الشعب السوداني الكريم:

    خرجت علينا الحكومة بما أسمته “المحاولة التخريبة” و”مخطط الإغتيالات” وذلك إثر توقيفها لنفر كريم من أبناء هذا الشعب المصابر، ومع تثميننا التام للجهود التي يقوم بها نفر كريم من الإخوة لوئد الفتنة علي رأسهم الأخ الزبير احمد الحسن، إلا أن الضرورة تقتضي أن نوضح الحقائق التالية:

    أولاً القوات المسلحة السودانية ظلّت ومنذ فجر الاستقلال تتبوأ مكانة مرموقه في الشأن الوطني وحتى يومنا هذا، وهو استحقاق نالته عن ثقة لكونها مؤسسة وطنية أصيلة في صلب الوطن ولا ضمان لاستقرار وتأمين للبلاد بمعزل عنها، وكما هو معروف أن منتسبيها من أبناء هذا الشعب يمثلون كافة ألوان طيفه وتنوعه الجغرافي والإثني المتميز، وتشكّل فيها عبر كل الحقب الوطنية ميراث وطني عظيم، سرت بعض المفاهيم المغلوطة في الوسط السياسي السوداني أن الجيش شئ منعزل ولا يجب أن يتناول قضاياه إلا أهله. ولأنه يرتبط بمصير واحد مشترك مع الوطن في كل قضاياه يأخذ منسوبوه ويمنحون من الأفكار والرؤى ولا يعيشون في جزر معزولة عن قضايا وطنهم ومجتمعهم.

    من هذا الباب فإن التربص والوقيعة بالشرفاء من أبنائه وأصحاب الرأي فيه يعتبر جناية وطنية كبرى خاصة إن كان يسندهم تاريخ وطني مشرف وروح بذل وعطاء منقطعة النظير استحقوا بها عن جدارة أرفع الأوسمة وأعلى آيات السمو والتقدير من الدولة، وأصبحوا مناط تعلق قلوب من عرفهم كما اكتسبوا ثقة وتقدير كل من تشرف بمعرفتهم أو عمل تحت قيادتهم على السواء في فترة التطوع للقتال أو في خدمة المجتمع من بعد. وأضحى هؤلاء الإخوة من بعد أعلاماً ومنارات يهتدي بها الناس في كل مكان بل وطبقت شهرة بعضهم على مستوى الإقليم والقارة الأفريقية في المهام التي قاموا بها مع المنظمات الإقليمية والدولية التي انتدبتهم لها الدولة وكلفتهم بها إنابة عن وطنهم وأمتهم فكانوا بها مثار احترام واعجاب نظرائهم وزملائهم من الدول الأخرى وشهدت بذلك وثائقهم وكتاباتهم التي نشروها. شباب بهذا الشرف الباذخ وهذه القامة السامقة كان أجدر بالدولة تكريمهم ومجازاتهم بغير طريقة سنمار هذه.

    ثانياً: إذا كانت السلطات تمتلك أدلة قوية دامغة وحقيقية عليها اتباع الاجراءات التي ينص عليها القانون والتعامل مع هؤلاء الرجال بطريقة كريمة محترمة تتناسب وسجلهم الناصع من البطولات والفداء الوطني، وليعلموا أن المساس بأي منهم سيكون ثمنه مكلفاً. كما نرجو إضافة شئ آخر إلى بعض منهم وهو تهمة الاشتراك في تأمين انقلاب 30 يونيو 1989م، وربما لا يعرفها بعض الجالسين في كراسي الحكم اليوم لأنهم من مواليد ما بعد الفتح.

    ثالثاً: يجب وقف الحملات الإعلامية المسعورة فوراً والتي يسمم بها البعض الأجواء لما تحمله من كذب فاضح وتضليل مغرض، إن ما بهذه الدعاية السوداء اساءة وتشهير وتجريح تصيب الحاكمين أولاً قبل أن تنال من أشخاص الرجال الموقوفين حالياً، ومن ذلك وصف الأشياء بأسمائها فلو ثبت الادعاء بأدلة واضحة ملموسة للإتهام فهذا يسمى في كل القواميس السياسية والقانونية “محاولة تغيير للسلطة” أو “انقلاب” وليس “مخطط تخريبي” ولا “اغتيالات”. و لعل من ألقى بهذا المصطلح يعرف أن الجماهير في الحزب وعلى امتداد الوطن كانت ستلتف حول هؤلاء الرجال وتطالب باطلاق سراحهم لما وصلت إليه البلاد من حالة متردية من الفوضى والفساد وغلاء المعيشة، لذلك عمدت الأجهزة الرسمية وبكل أسف للكذب بغرض بث حالة من الاشمئزاز والنفور وسط المواطنين وأيضاً بزجها لأسماء مدنية في ذلك، ولكن هذه الحيلة الساذجة لا تنطلي على أحد، لأن هؤلاء القادة لهم تاريخ مشهود وموثق في حسن التعامل حتي في أيام الحرب وسنين القتال وتحت ضغوطها فقد كانت تعليماتهم المشددة في كل موقع خدموا به تأمر مرؤسيهم بالإحسان إلى كل شئ بما في ذلك جرحى العدو وقتلاه ناهيك عن ممتلكات المواطنين من زرع وحيوان ومباني وأثاثات، وكل من رافق محمد ابراهيم وبقية العقد الفريد في متحركات القتال كافة يعرف هذه الحقيقة لذلك ليس بدعاً أن تجد داره عامرة ببعض الذين كانوا من أسرى العدو أثناء زياراتهم للخرطوم بعد انقضاء القتال وتوقف الحرب وذلك بسبب سالف إحسانه إليهم.

    ومن عجائب الزمان أن نسمع من يتهمهم الآن زوراً وبهتاناً بأنهم يخططون لاغتيالات سياسية يضيع فيها الأبرياء أو يعملون على تخريب المنشآت وهم الذين قاتلوا معارك تأمين البترول في نيال ديو وربكونا وبانتيو، لسنوات طويلة تلك التي ينعم بها أصحاب الكراسي وأسرهم ثم يصفونهم اليوم بالمخربين!!

    هذه الحقائق يعرفها عشرات الالاف من أبناء السودان في القوات المسلحة أو خارجها ممن شاركهم شرف القتال والدفاع عن الوطن في جبهات القتال المختلفة داخل وخارج الوطن.

    رابعاً: ليس سراً يذاع أن هؤلاء الإخوة الأكارم كانوا ممن يبذل النصح الدائم والمستمر لأهل السلطان في الاجتماعات الرسمية وبكتابة المذكرات وفي كل المحافل المتاحة، ولكن للحقيقة من الواضح أن السقف الأخلاقي الذي شهدنا تزويره لإرادة الجماهير فيما تجلى في الأيام الماضية تجعلنا وبكل أسف نقر بأن المشروعية الأخلاقية والوطنية التي كانت تُزين جيد القيادة السياسية الحالية قد اهتزت بعد أن أصبحت حكراً لفئة محدودة من الناس ممن لا نعرف، فأصبحت تبحث عن كباش فداء لإلهاء الشعب عن كبواتها المتكررة، ولكنها للأسف وقعت في المحظور بالتربص بمناصريها الذين يفترض أنها كانت تدخرهم للشدائد.

    عليه نرجو من عضوية الحزب وجماهيره خاصة الشباب ودعاة الاصلاح منهم التمسك بالصبر وضبط النفس أولاً والتحلي باليقظة والانتباه. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

    ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) الانفال (25)

    عبد الغني احمد ادريس

    مكتب إعلام منبر الاصلاح- المؤتمر الوطني



    ------------------

    المحــــاولــــة الانقــلابيــة…كشفت حجم خلافات الإسلاميين
    November 24, 2012
    (تحليل: أحمد يوسف التاي..أسامة عبد الماجد)

    المحاولات الانقلابية لتغيير نظام الحكم في السودان خلال الـ «23» عاماً الماضية والتي اصطلح عليها بـ«المحاولات التخريبية» على كثرتها وقوتها وكثرة عدد ضحاياها جراء ردة الفعل الحكومية إلا أنها لم تثر جدلاً، وتترك تساؤلات كما فعلت الأخيرة التي تسرّبت المعلومات الكافية بشأنها وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة قبل أن يعلنها رسمياً وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال في مؤتمره الصحافي أمس… ومن هنا يبرز السؤال الجوهري: لماذا أثارت هذه المحاولة التي برز فيها اسم مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق صلاح قوش، والعميدمحمد عبد الجليل «ود إبراهيم»، واللواء عادل الطيب «سلاح الإشارة» ،لماذا أثارت دون غيرها كل هذا الجدل، ولماذا حظيت بالاهتمام المتعاظم من وسائل الإعلام العالمية والمحلية، هذا فضلاً عن استحواذها على مساحة واسعة على مجالس السياسة والإعلام، وعامة الناس..وثمة أسئلة أخرى لا تقل أهمية يمكن طرحها في هذا المقام: هل ما حدث حقيقة، أم أنها عملية مفتعلة لتصفية بعض الحسابات الشائكة داخل البيت الإنقاذي؟ وهل صحيح أن للعملية بعدًا خارجياً كما ذكرت الحكومة رسمياً؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟.

    للإجابة عن كل تلك الأسئلة يمكن الإشارة ولو عرضاً إلى بعض المعطيات التي يمكن أن تسهم بشكل واضح في الاقتراب من الإجابات الصحيحة، وذلك على النحو التالي:

    قوش، الرجل الخطير

    أولاً: هذه المحاولة الانقلابية والتي تسمى «التخريبية» ــ في عرف الإنقاذ ــ تختلف عن سابقاتها، حيث كانت الحكومة في كل المحاولات السابقة تتهم جهات معارضة للنظام ذات انتماءات لأحزاب معارضة، الأمر الذي اختلف هذه المرة حيث أشارت أصابع الاتهام بشكل جلي إلى أقوى عناصر الإنقاذ نفسها، والدليل هو اعتقال قوش وهو يعتبر من أخطر عناصر الإنقاذ التي مرت على جهاز المخابرات والأمن، وكذلك العميد محمد عبد الجليل «ود إبراهيم»، وهو من أصلب عناصر الإنقاذ العسكرية، وكذا اللواء عادل الطيب « سلاح الإشارة»، وهناك آخرون أكثر خطورة لم تفصح عنهم الحكومة، ربما لأن ذكرهم لن يكون مفيدًا لها على الأقل في التوقيت الحالي.

    نبوءة الترابي

    ثانياً: ظهور تلك الشخصيات في المحاولة، واعتقالها له دلالات وأبعاد كثيرة مرتبطة بالإنقسام الداخلي وصراع مراكز القوى داخل المؤتمر الوطني، وهو أمر يؤكد بشكل قاطع نبوءة الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي الذي صرّح قبل أسبوعين بتوقعاته حدوث انقلاب عسكري من داخل الإسلاميين أنفسهم، حيث أشار إلى أنه لو حدث إنقلاب سيكون من الإسلاميين أنفسهم.. ولا شك أن تنبؤات الترابي لم تأتِ من فراغ إذ أن الأجواء الخلافية داخل صفوف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية باتت تنبئ بأكثر من ذلك حيث جعلت الساحة مفتوحة لكل الاحتمالات.

    خلافات عميقة

    ثالثاً: إذا صح أن قوش وآخرين يرتبون لتغيير النظام القائم، فإن الأمر في مجمله يعكس دلالات خطيرة وهي أن حالة الانقسام داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني أصبحت عميقة جدا إلى الدرجة التي لا ينفع معها الحوار وليس كما قال وزير الإعلام في مؤتمره الصحفي: « محاولة إسقاط النظام أحلام ليس لها سيقان، والتركيبة الحاكمة على أفضل ما يكون وأعلى انسجام، وما يجري لا يشكل تهديداً لسلامة البلاد وأمان المواطنين»… ووزير الإعلام يقول ذلك وكأن اعتقال «13» من المشتبه بهم من بعض ضباط القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات والمدنيين، وعلى رأسهم الفريق أول صلاح عبدالله »قوش« واللواء عادل الطيب والعميد محمد إبراهيم »ود إبراهيم« أمر طبيعي ..!!!.

    اغتيالات سياسية

    رابعاً: ثمة دلالات أخرى وهي أن ما حدث يشير إلى أن أجواء الصراع بين النخبة الحاكمة في البلاد إذا ما استمرت على ما هي عليه، فإنه لم يُستبعد حدوث إاغتيالات سياسية، وتصفيات لبعض الشخصيات في مقبل الأيام، طالما أن الخلاف بلغ ذروته ودفع البعض إلى التفكير في الانقلاب العسكري، ومعلوم أن مثل هذه المغامرات ليست نزهة أو طريقاً مفروشاً بالورود، إذ لابد من ضحايا محتملين، وهو أمر أيضاً تعززه بعض التنبؤات التي تشير إلى أن نهاية حكم الإسلاميين في السودان سيكون فيما بينهم.

    خامساً: أما من حيث التوقيت فإن العملية اُختير لها توقيتاً حساساً للغاية، وهو التزامن مع مرض الرئيس البشير، والشائعات التي انطلقت في هذا الصدد، واستعداد وتسرع بعض الإسلاميين في اختيار خليفة للبشير، هذا فضلاً عن إسقاطات مؤتمر الحركة الإسلامية الذي كانت ربما نتائجه معروفة لدى المتهمين بالمحاولة ربما ربما…



    الإسلاميون العسكر.. انقلاب أم تغيير «بعض» الوجوه؟!

    قبل شروق الشمس بساعات قليلة من يوم أمس كان الفريق مهندس صلاح عبد الله «قوش» بمنزله بالخرطوم منهمكًا في القراءة وكان كل شيء من حوله فيه كثير من الروتين قبل أن تنقلب رأسًا على عقب.. حالة قوش رسمها لي صديق عزيز كان قد هاتفه بساعة أو يزيد قبل أن تأتي السلطات لتعتقله بتهمة المشاركة في محاولة انقلابية لا يزال يكتنفها الغموض، حيث لم تُفصح الحكومة عنها شيئًا إلا تفاصيل قليلة جدًا مثل عدد المتهمين فيها وهم نحو «13» رجلاً أبرزهم قوش والعميد محمد إبراهيم عبد الجليل ومصطفى نور الدائم واللواء عادل الطيب من سلاح النقل بينما تناقلت مواقع إسفيرية أسماء عدد من الضباط والمدنيين وجلُّهم لا علاقة لهم بالمحاولة ولم يتم التحفظ عليهم مثل قائد الفرقة «20» بابنوسة اللواء كمال عبد المعروف قائد معركة تحرير هجليج، ووالٍ سابق بإحدى ولايات دارفور هاتفته وهو غارق في الضحك عندما أبلغته بورود اسمه، وبالسخرية التي عُرفت عنه سفَّه الأمر.

    المهم أن جميع من تم ذكرهم إن كان رسميًا أو من باب التخمينات هم من أبناء الإنقاذ وممَّن أبلوا بلاءً حسنًا في مشروعها بدءًا من قوش الذي أدار جهاز الأمن في مدة عصيبة ويمتلك كل مفاتيح السلطة، وما من شفرة إلا والرجل يعرف كيفية فكها، بجانب العميد محمد إبراهيم عبد الجليل «ود إبراهيم» الذي عمل ضابط أمن بالقصر الجمهوري « 2001 إلى 2004» وهو من الضباط البارزين المجاهدين إذ يلقَّب بأمير الدبَّابين، وأذكر في رمضان الماضي لبَّينا دعوة إفطار بمنزله بحي المزاد بالخرطوم بحري الذي توافد إليه المئات من المجاهدين وهو من رجال المؤسسة العسكرية الذين يعرفهم الجيش الشعبي من خلال عمليات صيف العبور بالجنوب وتلشي بجنوب كردفان وتربطه علائق وثيقة بقيادات المجاهدين الذين تبوأوا مناصب وزارية على رأسهم وزير الكهرباء أسامة عبد الله ووزير الدولة بالرياضة السابق منسق الدفاع الشعبي عبد القادر محمد زين، وعمل ود إبراهيم قنصلاً بسفارة السودان بكينيا «2004 ــ 2008» وعاد والتحق بالاستخبارات العسكرية ثم إلى الأكاديمية العسكرية «إدارة التدريب».. شارك في عملية تحرير هجليج ويتردد أن المجاهد الوزير عيسى بشرى الذي حضر إفطار المجاهدين الأخير بمنزل ود إبراهيم وكذلك غازي صلاح الدين تربطه علاقة وثيقة بالرجل، وقد طلب من الرئيس أن يرافقه إلى هجليج.. ويلتف المجاهدون خلف ود إبراهيم خاصة عندما يردِّد معهم قصيدته ذائعة الصيت التي عرفه بها عامة الناس «ليش ليش يا مجاهد» والتي تقول

    كلاشنكوفك والجيم أفهم .. في الرأس تنشينك لالا ترحم

    للقاء أعدائك لا تهاب الدانة لا تخشى لغم

    أنصار ود إبراهيم

    لكن من المهم التوقف عند محطة ود إبراهيم وليس قوش وذلك أن ثلاثة آخرين من الـ «13» مقربون جدًا منه، وقد تم القبض عليهم، وبحسب مصدر موثوق هم النقيب أمن علاء الدين محمد عبد الله من أبناء قوز المطرق بولاية نهر النيل كان بإدارة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات قبل أن يتم نقله قبل عام ونصف إلى وحدة صغيرة قرب مدينة عطبرة تسمى سيدون وهي مناطق القيادي البارز بالوطني قطبي المهدي، والثاني نقيب أمن بإدارة العمليات إبراهيم عبيد الله من أبناء جنوب كردفان، والاثنان من المجاهدين القدامى الأصفياء شاركوا في عدد من متحركات الجهاد قبل التحاقهم بالجهاز وعملوا تحت إمرة ود إبراهيم بمناطق الإستوائية ويحبونه لوجه الله حتى إن علاء الدين عند احتلال هجليج استأذن قائده ورافق ود إبراهيم الذي قاد محور العرب «المسيرية» والذي ساهم في تحرير هجليج والثالث هو العقيد فتح الرحيم عبد الله من أبناء الدفعة «38» بالقوات المسلحة أول قائد للقوات المشتركة السودانية التشادية من «2010» إلى «2012» وعلاقته بود إبراهيم بدأت عندما كانا سويًا في مناطق غرب النوير، فتح الرحيم من الضباط الأكفاء وهو شخصية قيادية معروفة في أوساط الجيش وفي الأصل هو ضابط مدرعات، وبمناسبة المدرعات تم القبض على ضابط منسوب إليها يُدعى رشاد وهو الآن متفرغ حيث يدرس بكلية القادة والأركان، ولعل وجود اثنين من سلاح المدرعات جعل مواقع إسفيرية تورد اسم قائدها الأسبق اللواء «م» صديق فضل ضمن أصحاب المحاولة، وهذا ليس بصحيح، وفضل من أميز ضباط الجيش وتربطه علاقة وثيقة بالرئيس البشير وهو من استلم سلاح المدرعات ليلة «30» يونيو، وتم لاحقًا المفاضلة بينه وبين الشهيد إبراهيم شمس الدين أيهما يتم الإعلان عنه ضمن مجلس قيادة الثورة، وتم الاتفاق على أن يتولى فضل سد ثغرة.. فأدى واجبه على أكمل وجه إلى أن تقاعد للمعاش مؤخرًا. وتم القبض أيضًا على مقدَّم بسلاح المدرعات يُدعى حسن.

    صراع البيت الواحد

    قوة قوش وود إبراهيم تجلَّت في السلطة والمال اللذين كانا بيد الأول والتفاف المجاهدين خلف الثاني، وكان طبيعيًا تردُّد اسميهما في عدد من التعديلات الوزارية في وقت سابق، ود إبراهيم للداخلية وكذلك قوش، وهذا يعني أن الشخصين ورغم انحدارهما من مؤسستين نظاميتين إلا أنهما حاضران في المسرح السياسي، ومؤكد هذا أمر طبيعي طالما كانا مؤثرين كلٌّ في مجاله، لكن ظلت هناك حالة من الحذر تسيطر على البعض حال ذكر الرجلين سيما وأن إبراهيم كاد يعود للقصر مرة أخرى لربما مديرًا لمكتب الرئيس.

    اللافت أن المجموعة المتهمة من الإسلاميين ما يعني أن الصراع هو صراع البيت الواحد، وبالتالي هنا تتكسر الحواجز بين المؤسسة الأمنية والعسكرية، إذ أن المتعارف عليه عدم مشاركة الأمنيين جنبًا إلى جنب مع العسكريين في المحاولات الانقلابية أو على الأقل ساعة الصفر التي تستهدف القيادة العامة بواسطة مدرعات.. لكن ثمة أمرًا لا بد من الإشارة إليه وهو الحديث عن تحفظات لـ«السائحون» و«المجاهدون» وكثير من الإسلاميين في المؤسسات النظامية على أداء شخصيات عسكرية ومدنية متنفِّذة في الحكومة، ولذلك لو نجحت المحاولة كان بائنًا أن التغيير لن يطول البشير أو على الأقل أن الرئيس سيكون في مأمن رغم أن أي محاولة تغيير تبدأ برأس الدولة، وسبب ذلك أن كل المذكرات المعلنة والخفية المطالبة بالإصلاح والتغيير لم تمس البشير، وهذا يعني أن مشكلة أولئك مع من هم دونه، المهم أن المثل الشعبي «أبو القدح بعرف مكان بعضي أخو» كان حاضرًا قبل الأجهزة الأمنية، مع أن الترابي قال ذات مرة: البديل للحكم سيكون إسلاميًا


    -----------------


    تصاعد الحملات بين التيارات الإسلامية المتصارعة وأسرة قوش تنفي مشاركته في الانقلاب المزعوم
    November 24, 2012
    (أحمد يونس- الشرق الاوسط)

    زادت حدة الصراع بين الإسلاميين الحاكمين في السودان، عقب المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أعلنت عنها الخرطوم الخميس، وتحولت إلى ما يشبه الحرب بين التيارات المتصارعة داخل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وفي المقابل، بدأت تتكشف أسماء معتقلين إضافيين، وتنظيمات داخل الصف الإسلامي، تشكك في مزاعم الحكومة حول المحاولة الانقلابية.

    وكشفت صحيفة سودانية مقربة من حكومة الرئيس البشير عن أسماء ضباط آخرين ألقت السلطات القبض عليهم على خلفية المحاولة، وقالت الصحيفة المملوكة لـ«خال» الرئيس البشير الطيب مصطفى، إن السلطات ألقت القبض على ضباط على علاقة بقائد الحرس الجمهوري الأسبق العميد محمد إبراهيم عبد الجليل «ود إبراهيم»، وهم النقيب بإدارة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات علاء الدين محمد عبد الله، والنقيب بإدارة العمليات بذات الجهاز إبراهيم عبيد الله، وقائد القوات المشتركة السودانية التشادية العقيد فتح الرحيم عبد الله، إضافة إلى المقدمين بسلاح المدرعات رشاد، وحسن.

    وفي ذات الوقت، نفت مصادر في أسرة مدير جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله قوش، أن يكون قد شارك في أي محاولة انقلابية أو دبرها، وأنه كان خارج البلاد طوال العشرين يوما الأخيرة يزاول أعماله التجارية في العاصمة الإماراتية دبي، وعاد قبل 3 أيام فقط من اعتقاله.

    وشن أئمة موالون للحكومة في خطب الجمعة حملة عنيفة على مدبري المحاولة الانقلابية، وقال القيادي الإسلامي وإمام مسجد الشهيد عبد الجليل النذير الكاروري، في خطبة نقلها التلفزيون الرسمي المحاولة إن المحاولة عمل تخريبي وحرب ضد الإسلام، ووصف الخارجين عن الحكومة بأنهم «إما يهود أو كفار أو جاحدون بكتاب الله».

    واتسعت هوة الشقاق بين مجموعات الإسلاميين الحاكمين عقب إعلان المحاولة، وتردد أن قيادات بارزة في الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني)، وردت أسماؤهم في التحقيقات مع المجموعة المتهمة بتنفيذ المحاولة، جرى التحقيق معها، بينما نفى متحدث باسم «مبادرة سائحون» أسامة عيدروس، وهي مجموعة مكونة من شباب ومجاهدين سابقين تطالب بتغييرات جذرية في الحكم وتوجه انتقادات لرموزه، أن تكون الاعتقالات قد طالت أفراد المجموعة.

    وشككت مذكرة موقعة باسم «المؤتمر الوطني – منبر الإصلاح» حصلت «الشرق الأوسط» عليها، في المحاولة التخريبية ومخطط الاغتيالات، ووصفته بـ«الفتنة».

    ونددت بما أطلقت عليه «التربص والوقيعة بالشرفاء وأصحاب الرأي» من أبناء الجيش، واعتبرته «جناية وطنية كبرى»، وقالت إنهم يستحقون أرفع الأوسمة، وإن الدولة على العكس «جازتهم» على «طريقة سنمار».

    ودعت المذكرة إلى اتباع الإجراءات التي ينص عليها القانون، والتعامل مع المعتقلين بطريقة كريمة حال وجود أدلة قوية ضدهم، وإلى احترام ما سمته «سجلهم الناصع من البطولات والفداء الوطني»، وهددت من المساس بهم، وقالت: «سيكون ثمنه مكلفا».

    وطالبت بوقف ما سمته «الحملات الإعلامية المسعورة»، ضدهم، التي يستخدمها البعض لتسميم الأجواء، ووصفتها بأنها «كذب فاضح وتضليل مغرض ودعاية سوداء»، تصيب الحاكمين قبل أن تنال من «الموقوفين حاليا».

    ونادت بتسمية الأشياء بأسمائها، لأن الاتهام لو صدق فهو في كل القواميس يسمى «محاولة تغيير للسلطة» أو «انقلابا»، وليس «مخططا تخريبيا» أو «اغتيالات»، ######رت المذكرة من اتهامهم بالتخطيط لاغتيالات سياسية أو تخريب المنشآت، ووصفهم بالمخربين.

    وأوضحت أن المعتقلين معروفون بإسداء النصح لأهل السلطات في الاجتماعات الرسمية وبكتابة المذكرات وفي كل المحافل، ولأن القيادة السياسية اهتزت بعد أن أصبحت حكرا لفئة محدودة من الناس، فطفقت تبحث عن كباش فداء، لإلهاء الشعب عن كبواتها، بيد أنها وقعت في المحظور وتربصت بمناصريها الذين تدخرهم للشدائد.

    ودعت المذكرة الموقعة عضوية الحزب وجماهيره وشبابه ودعاة الإصلاح للتمسك بالصبر وضبط النفس، والتحلي باليقظة والانتباه.

    وقال مؤلف كاتب «الإسلاميون أزمة رؤيا وقيادة» عبد الغني أحمد إدريس (تحمل المذكرة توقيعه) لـ«الشرق الأوسط» إن المجموعة اختارت لنفسها اسما جديدا لتفرق بينها وبين شباب المؤتمر الوطني، وهي مجموعة شبابية داخل المؤتمر الوطني، وليس خارجه، وظلت على الدوام تطالب بالتغيير والديمقراطية، وإنها كانت وراء مذكرة «الألف أخ»، وترفض التغيير الجزئي وتدعو لتغيير المجموعة الحاكمة التي أثبت فشلا ذريعا.

    وقالت مبادرة «سائحون» في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» إنها ظلت تدعو للحوار، وتراقب ما يجري عن كثب في الساحة من مستجدات، وترى أن المخرج من الاحتقان والواقع الذي وصفته بـ«المأزوم»، لا يمكن أن يكون إلّا بالحوار.

    ودعت المبادرة في بيانها إلى الاستجابة لدعوات الإصلاح، ورفض التخندق حول الرؤى الأحادية، وقالت إنها تبذل قصارى جهدها مع الآخرين للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.

    وبينما كانت لهجة البيان تصالحية، فإن الحوار الدائر في صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أكثر سخونة، ويتبادل أعضاء المجموعة مداخلات من قبيل: «لن يجدوا عناصر الحركة الإسلامية الصلبة، عندما يحتاجونهم في المواقف الصعبة، وسيندمون.. لماذا ننتظر حتى يأتي الموقف الصلب المنشود، ألا يمكننا أن نصنعه..؟ أم أن الوهن وصل بنا لدرجة أننا لا نقوى على رد حقوقنا، ولا بد من فعل يوازي المرحلة».

    وبعثت مجموعة أخرى بذات الاسم «سائحون» رسالة أطلقت عليها: «رسالة من القلب إلى السيد رئيس الجمهورية»، دعت فيها الرئيس إلى إطلاق سراح المعتقلين.

    وقالت الرسالة التي حصلت «الشرق الأوسط» عليها: «نرجو أن يقوم الرئيس بإطلاق سراح إخواننا وقادتنا «ود إبراهيم» ورفاقه من أبطال القوات المسلحة وبقية إخواننا المجاهدين صمام أمان ثورة الإنقاذ منذ بزوغها، وحتى هجليج والرقيبات بالأمس القريب».

    وحملت الرسالة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين مسؤولية وتبعات ما حدث وما قد يترتب عليه، وأوضحت أن عهده شهد انتكاسات كثيرة بدأت بقصف بورسودان، وصولا إلى قصف مصنع اليرموك، واحتلال هجليج وكاودا، وأنه فشل في حسم الحركة الشعبية قطاع الشمال بجنوب كردفان.

    واتهمت المذكرة وزير الدفاع بأنه أحال قائد الاستخبارات وبعض القادة إلى التقاعد، لأنهم قدموا له النصح والمشورة، وافتعل مشكلة مع قائد المدرعات اللواء صديق فضل. ودعت المذكرة الرئيس للحفاظ على من سمتهم بـ«إخوتك وصمام أمان الثورة»، وقال موقعو المذكرة إنهم ينتظرون القرارات التي سيتخذها الرئيس الذي يكنون له الحب والاحترام، وإن وزير الدفاع لم يترك لهم سوى «هذا الحل»، دون أن يحددوا ما هو «هذا الحل».
                  

11-26-2012, 08:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الوطني: المحاولة الانقلابية لن تشق صف الإنقاذ


    نشر بتاريخ الأحد, 25 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    الوطني: قضية الإصلاح ستتم مناقشتها في الأطر المعلومة

    الخرطوم: صلاح مختار
    قلل المؤتمر الوطني من حجم المحاولة الانقلابية التي تم إحباطها أخيراً، ووصفها بأنها صغيرة ومحدودة ولن يتأثر بها صف الحزب، وقال إن من يراهنون على انقسام الصف وخاصة صف رجال الإنقاذ واهمون، ولفت إلى أن الإنقاذ شهدت أكبر انقسام عام 1999م، ولكنها خرجت منه أكثر قوةً وعزيمةً وإرادةً، واستطاعت تحقيق نجاحات كثيرة، ولم تضعف عزيمتها أو تلن شوكتها وقوتها. وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني بالخرطوم د. محمد المهدي مندور خلال مخاطبته حشداً جماهيرياً سمي «كرنفال العزة» في موقع مجمع اليرموك أمس، قال إن الذي تم عبارة عن محاولة انقلابية صغيرة لن توهن الصف ولن تكون سبباً في إضعافه، وأكد أن ذلك سيزيدهم قوةً للمضي قُدماً في قضية الإصلاح ووضع كثير من التدابير. وقال إن قضية الإصلاح ستتم مناقشتها فى الإطر المعلومة، واضاف إن كل المراقبين والمهتمين شهدوا التغيير والإصلاح الذي تم فى مؤتمر الحركة الإسلامية، وإنهم سيشهدون أيضاً تغييراً وإصلاحاً فى انعقاد مؤتمر المؤتمر الوطني فى أكتوبر المقبل. وكشف أن المؤتمر العام للحزب الذي سينعقد في أواخر العام القادم سيشهد تغييراً كبيراً، مؤكداً أن الحركة الإسلامية ستظل مناصرة وقوية وستتجاوز كل العقبات. وعلمت «الإنتباهة» ان الحكومة ستصدر اليوم بياناً تكشف من خلاله معلومات جديدة عن المحاولة الانقلابية.

    --------------




    حصاد الهشيم السياسي ...!

    الصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ الأحد, 25 تشرين2/نوفمبر 2012 11:01
    الفزع الأكبر لدى كل الإسلاميين والإنقاذيين الحادبين على بلدهم وتوجهاتهم، أن تتوالى تداعيات خلافاتهم وانقساماتهم، وينسدَّ الأفق أمامهم، وتعجز الحكمة من أن تعصمهم من المواجهات والصدامات التي لا تحمد عقباها، خاصة أن المشهد والمسمع أمامنا ينذر بخطر داهم وماحق، لا مانع له إلا لطف الله.
    وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً، فبعد الإعلان عن ما يسمى بالمؤامرة التخريبية التي يقودها ضباط وقيادات عسكرية وأمنية إسلامية من قلب الصف ومن أحشاء الحركة والتنظيم، بدأت حقائق عديدة تظهر للعيان وتتلمسها القلوب والأيدي، يجب أن ينتبه لها الناس ويقرأوا ما وراءها وما تحت خطوطها قراءة عميقة وتتلخّص هذه الحقائق وتتمحور في ما يلي :ــــ
    أولاً: خرجت الحركة الإسلامية من مؤتمرها الثامن يخيِّم عليها شبح الانقسام، وهو تشظٍ جديد يضاف للافتراق والمفاصلة السابقة التي لا شك أضعفت الإنقاذ وفتت في عضدها، وإذا حدث انقسام وشقاق جديد لا قدر الله، سيكون هناك انشطار ذو تأثير بالغ على مسار الدولة والحزب والحركة نفسها، وسيصحبه سجال وجدال ونزال سياسي خشن للغاية حول المشروعية السياسية والفكرية والأخلاقية للسلطة القائمة وحزبها وحركتها، ويندلق هذا التطوُّر الحارق في حال حدوثه على الساحة السياسية كلها، لن تكون الأوضاع فيه كما كانت، ولا يوجد سيناريو مُطمئِن على الإطلاق، فحالة الاستقطاب الحادة سينتج منها انفجار بعض الاحتقانات المتقيِّحة، ولن تكون القوى السياسية والاجتماعية بعيدة عن مواجهة بعضها بكل الوسائل لانفراط العقد وضرب الفوضى بأطنابها في الساحة الوطنية، وهذه كلفة عالية جداً، على الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وقبلها على البلاد نفسها التي ستكون في مهب الريح وعلى كف عفريت الخلاف.. وخطورة هذا الخلاف المحتمل أنه سيكون آخر حلقة من سلسلة الانقسامات التي حدثت للإسلاميين خلال فترة الإنقاذ.
    ثانياً: بعد الإعلان عن المخطط التخريبي أو الانقلابي، الذي أُعتقل على إثره صلاح قوش وود إبراهيم ومجموعة من الضباط الإسلاميين يكون قد ترافق الانقسام السياسي بالانقسام العسكري في التنظيم والحركة والإنقاذ وأذرعها العسكرية، وربما ينتقل هذا المعطى الجديد بمفاصلاته وخلافاته إلى الأجهزة العسكرية نفسها، إن لم يكن اليوم فغداً.. وهذا واقع مخيف لا يمكن تحمُّل كلفته العالية أيضاً، ولا تحتمل ظروف البلاد فواتيره الباهظة.
    نحن نعلم أنه لا يوجد من يسمع صياح المنذرين ونداءات الصارخين بإشفاق، لا أحد يعير الاهتمام لصافرات الإنذار وقرع أجراس التنبيه، لقد صُمّت الآذان، والقلوب كأنها على أقفالها وقد ران عليها من أن تستجيب، فهل يسمع الصم الدعاء، لقد سُدّت كل منافذ النصيحة المخلصة والصادقة، وبلغ بالناس الزهد فيها، بالانطواء على أنفسهم والدعاء لهذه البلاد أن يجنبِّها الله الفتن ما ظهر منها وما بطن.. لكن الحال الذي نعيشه اليوم ما بين الشقاق السياسي الذي بانت طلائعه ونذره، وما يحدث في الدائرة العسكرية والأمنية يجعل الأيدي على القلوب، ويقدح في تماسك الأوضاع وقوتها وصمودها.
    لابد من مبادرة سياسية جديدة توحد الصف الوطني كله، ولا تبدأ قبل أن يتوحد الصف الإسلامي ويتجاوز مراراته وفتنه، لقد ملّ الشعب السوداني هذه المأساة والملهاة التي تجري أمامه كل يوم من صراع سلطوي لا قيمة له ولا يمثل أي حيثية أخلاقية قامت عليها التجربة الإسلامية، فالممارسة السياسية وعمليات تصفية الحسابات والضرب تحت الحزام، وأكل الإخوة لحوم بعضهم بعضاً، ستضرُّ بالبلاد كثيراً ولن نجني منها سوى الشوك والخراب وسيكون الحصاد في النهاية حصاد الهشيم.



    ----------------



    المحاولة التخريبية . . تطورات تترى . . !!

    تقرير: علوية مختار :

    (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) بهذه الآية اختتم بيان ممهور باسم القيادي الإسلامي الشاب وصهر المرشح المنسحب لمنصب الامين العام للحركة الإسلامية د غازي صلاح الدين، عبد الغني أحمد ادريس ، صادر عن «مكتب اعلام منبر الاصلاح . المؤتمر الوطني « كأول بيان يتحدث عن كيان اصلاح داخل الحزب الحاكم .


    وطالب البيان بوقف الحملات الاعلامية التي وصفها «بالمسعورة» ، باعتبار انها «دعاية سوداء تحمل إساءة وتشهيراً وتجريحاً تصيب الحاكمين أولاً قبل أن تنال من أشخاص الرجال الموقوفين حالياً» .
    القضية برمتها تفتح التساؤلات وتثير الشكوك حول حقيقة ماتم ان كان حقا محاولة تخريبية اكتملت فصولها أم قاطع لشكوك في ان تقوم المجموعة الموقوفة بالتفكير في المحاولة الانقلابية باعتبارها الاقوى والاعلى صوتا ورفضا لسياسات الحكومة، ويزيد الاستفهامات تضارب التصريحات داخل قيادات المؤتمر الوطني والحكومة، فبينما سارع وزير الاعلام للتصريح عبر مؤتمر صحفي رسمي بصفته ناطقا رسميا للحكومة باحباط محاولة تخريبية حددت لها ساعة الصفر مما يعني اكتمال حلقاتها، كان في ذات الوقت القيادي في المؤتمر الوطني ومدير الامن السابق قطبي المهدي يصرح بالبرلمان بأن انها لم تصل مرحلة المحاولة، ويؤكد أن المجموعة لم تكن تستهدف شخصا بعينه ولا جهات بعينها ليبرئهم من محاولات الاغتيالات أو استهداف الشخصيات القيادية في الدولة .
    ويقول المحلل السياسي والاكاديمي بروفسير الطيب زين العابدين لـ»الصحافة» ، ان الحدث يدلل على تآكل النظام الحاكم من داخل القلب الذي يعتمد عليه خاصة وأن التحرك نفذ من قبل عسكريين إسلاميين بجانب أن مؤتمر الحركة الإسلامية الاخير أظهر تمردا واضحا لمجموعة الاصلاحيين.


    واوضح ان الاسماء التي اعلن عن مشاركتها في المحاولة معروفة بانتمائها للتيار الإسلامي ما يؤكد ان القاعدة الصلبة للحكومة بدأت تتآكل، ويضيف ان محاولة الحكومة اسكات الاصوات الاصلاحية واسقاط رموز الحركة في المؤتمر الاخير ولجوءها لاعضاء الولايات لتغريهم وتهددهم للوقوف مع خطها لخلق ارضية لذلك التحرك لاسيما وأنه جاء بعد انقضاء المؤتمر واستجلاء المواقف، ويؤكد زين العابدين أن اكتمال تحديد ساعة الصفر يعني أن العدد كافٍ لتنفيذ الانقلاب. ويوضح «دائما في العمليات الانقلابية ، فان المخططين يقسمون أنفسهم لخلايا صغيرة قد لاتكون لديها معرفة ببعضها البعض «.


    البيان الذي صدر عقب الاعلان عن المحاولة الانقلابية اتهم كل من مدير جهاز الامن السابق الفريق اول صلاح قوش والعميد بالاستخبارات العسكرية السابق محمد ابراهيم عبد الجليل ود ابراهيم واللواء عادل الطيب ، كشف عن حالة انقسام واضح داخل المنظومة الحاكمة لاسيما وان المحاولة تنم عن حالة تململ تجلت في اقصى درجاتها وتنظيم الإسلاميين. وطالت التسريبات عددا من الاسماء منذ اعلان المحاولة لتشمل اسماء لقيادات إسلامية كانت لها اراء واضحة في مؤتمر الحركة الإسلامية الاخير من بينها محمد عبدالله جار النبي وهو من كبار الإسلاميين وارتبط اسمه باستخراج البترول الذي سارع ذويه وقبيلته المسيرية لنفي عملية اعتقاله والتحذير من محاولات الزج باسمه ضمن القائمة المتهمة بالمحاولة التخريبية، وفي ذلك يقول القيادي بقبيلة المسيرية وأحد اقربائه محمد عبدالله ود ابوك ان هناك جهات تحاول الزج باسم جار النبي للنيل منه لاسيما وأنه رشح خلال مؤتمر الحركة الإسلامية د. غازي صلاح الدين لمنصب الامين العام للحركة ، ويعتقد ان الاخير كان يقود تيارا للاصلاح داخل الحركة ويسعى لفصل السلطة عن الحركة، واعتبر عبدالله المحاولة لتصفية الحسابات.


    ويرى مراقبون أن العملية كلها لاتعدو ان تكون محاولة لقطع الطريق أمام تحركات لم تتبلور بعد من قبل الإسلاميين المتذمرين من مؤتمر الحركة الإسلامية لاسيما بعد أن فشلت محاولات الاصلاح التي تبنوها وانتصر التيار السلطوي وسقوط رموز دعاة الاصلاح بجانب محاولة الحكومة لايجاد ذريعة لاتخاذ مواقف للسيطرة على الشارع واسكات الاصوات خاصة وأن الموازنة الجديدة للدولة لم يتبق لها سوى ايام قليلة ليكشف عن تفاصيلها أمام البرلمان والتي يتوقع أن تحمل مزيدا من الاجراءات المتعلقة بزيادة الضرائب ورفع الدعم ربما الكامل عن المحروقات بجانب السلع الاستراتيجية، خاصة وأن اتفاقيات التعاون التي وقعت مع دولة الجنوب لم تر النور ومعرضة للانهيار في اي لحظة في ظل عودة التوترات على حدود البلدين.


    وايضا هناك تخوفات من ان تقود الاعتقالات لرموز الحركة الإسلامية العسكرية لاسيما «ودابراهيم « المعروف بقيادة الدبابين لنقل الصراع من داخل الغرف الى العلن وأن تتطور العملية للعنف وتنفيذ اغتيالات وسط الإسلاميين قد تقود لفوضى ربما داخل العاصمة الخرطوم. وهذا ربما يترجمه التحرك السريع لبعض رموز الحكم والحركة الإسلامية سيما للامين العام الجديد للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن لعقد سلسلة لقاءات مع مجموعة من المجاهدين نقلت التقارير الصحافية انهم تعدو الالف شخص لتشرح لهم حيثيات ماتم من احداث في اطار السيطرة عليهم ، وربما جاء التحرك بعد المذكرة التي رفعها المجاهدون لرئيس الجمهورية مطالبين بجملة اصلاحات .

    ( --------------------

    يبدو ان اضطراب الخطاب الاعلامى والسياسى للمؤتمر الوطنى احرج اعلام الحكومة وكتابها وهذا ما عبر عنه ضياء الدين بلال
    اقرا



    التخريبية.. (المقدم ما موصل)!!

    الأحد, 25 نوفمبر 2012 15:04

    - ضياء الدين بلال تقييم المستخدمين:

    عزا بروفيسور بدر الدين أحمد إبراهيم الناطق الرسمي باسم (المؤتمر الوطني) تضارب المعلومات وعدم دقتها بشأن (المحاولة التخريبية) لحديث أشخاص من خارج جهة الاختصاص !
    ولكن لم يقل بدر الدين إن بعض هؤلاء قيادات في الحزب، يحملون صفات اعتبارية، لا اعرف لماذا يعجز حزب مثل المؤتمر الوطني في ضبط عضويته القيادية والتي اصبح بعضها لا يفرق بين التنوير والتشويش!
    الخطوة كان من الأولى أن تتخذ قبل مرور المياه تحت الجسر وتشكل الانطباعات الأولية، خطوة توحيد مصادر المعلومات حول ما سميت بالمحاولة التخريبية!
    فقد كان واضحا أن تعدد الألسن والروايات و التوصيفات، والانتقال من وصفها بتخريبية إلى انقلابية، قد أضعف التفاعل الشعبي معها .
    فالحديث كان عن ضبطها في طور الترتيبات الأولية ومرة عن ضبطها قبل ساعات من ساعة الصفر وفي مرة ثالثة عن ضبطها في مرحلة الاتصالات!
    كل ذلك أحدث تشويشا مؤثرا على الرواية الرسمية. لا ادري بأي صفة تحدث دكتور مندور المهدي عن المحاولة باعتبارها انقلابا وقدم معلومات تناقض المعلومات الرسمية التي وصفتها بالتخريبية!
    وخلال أكثر من 48 ساعة ظل الدكتور ربيع عبد العاطي يشكل حضورا دائماً في الشاشات الفضائية يتكرم على المشاهدين بمعلومات غير متماسكة البناء المنطقي والتعبيري!
    في مرة يأتي بها من رأسه وفي اخرى من كراسه المدرسي، غير المصحح من الجهات ذات الاختصاص!
    لا مانع أن يتحدث دكتور ربيع في كل شيء باسم حزبه ولكن كما قال الصديق حسين ملاسي (على الحزب أن يختار بين أن يمنع ربيع التحدث باسم الحزب أو أن يغذي كراسه بالمعلومات الصحيحة )!!
    مع كامل الاحترام لوزير الإعلام دكتور أحمد بلال، كان من الأوفق أن يتم التعريف الاولي بالمحاولة من قبل أجهزة الاختصاص، الجيش أو جهاز الأمن والمخابرات،لأن هذه الجهات - من المفترض- أن تكون ذات إحاطة بالمعلومات والتفاصيل.
    على جهات الاختصاص ألا تحصر نفسها في تنوير القطاعات التنظيمية المغلقة ، في حدث لا يمثل شأنا حزبيا محضا ولا مشكلة أسرية خاصة حتى تكون المعلومات المتعلقة بها حكراً على مجموعة محددة.
    اذا كانت المحاولة (تخريبية)، فالمنشآت المستهدفة ليست ملكا لحزب أو جماعة، واذا هي انقلابية فخرق الدستور وتجاوز القانون شأن عام، الا اذا كانت المنشآت العامة قد تمت خصخصتها لمصلحة الحزب أو الكيان والشعب السوداني قد تم اختزاله فيهما !!
    الغريب والمدهش أن ما يقال في تلك التنويرات الخاصة يجد طريقه للنشر في الصحف ويصعد في مانشيتاتها، وتتناقله الأسافير، وتجده مُزاداً عليه في مجالس المدينة كماً من الشائعات!!
    مع ثورة المعلومات والاتصالات انتفت خصوصية الكلمة. وكما قلنا سابقا (الكلمة) لم تعد قابلة للاحتجاز والحصر في نطاق جغرافي محدد، ولا في مجموعة مستهدفة منتقاة، فهي ملك للجميع وقتما خرجت للوجود !! خاصة في كيان تراجعت فيه ثقافة الولاء التنظيمي وضوابط العمل السري!
    لا زال أمام الحكومة فرصة أن تعيد تقديم حقيقة ما حدث لمحكمة الرأي العام، لإزالة التشويش، عبر طرح التفاصيل الدقيقة مع شواهد وحيثيات تبرر خطوة الاعتقال وتترك الإدانة والإثبات للمحاكم، على أن يكتفي وزير الإعلام- مشكورا- في مؤتمره الصحفي اليوم بتقديم أهل الشأن فقط (المقدم ما موصل

    --------------


    د. مصطفى عثمان.. جرد حساب لمؤتمر الإسلاميين:


    نشر بتاريخ الأربعاء, 21 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    > أجرى الحوار: أسامة عبد الماجد > تصوير: محمد الفاتح

    لا يزال المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية محل نقاش في أوساط الإسلاميين يرتقي لمرتبة الجدل إن لم يكن الصراع المحتمَل خاصة بعد ما جرى بشأن تعديل الدستور وطريقة انتخاب الأمين العام للحركة.. «الإنتباهة» زارت القيادي بالحركة الإسلامية وعضو اللجنة العُليا د. مصطفى عثمان إسماعيل بمنزله عصر أمس الأول وقامت معه بجرد حساب للمؤتمر وتقليب ملفاته.. وكان الرجل صريحًا فوق المعدل من خلال إفاداته التالية:

    > كيف تقرأ مخرجات مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن؟
    < التوصيات استصحبت التطورات الداخلية للحركة الإسلامية وكذلك أخذت في الاعتبار صعود الإسلاميين للحكم في دول الربيع العربي ومشاركتهم الفاعلة في المؤتمر وأخذت التوصيات ثلاثة اتجاهات تتكامل مع بعضها الأول مرتبط بالحركة نفسها وأهمية تجديد خطابها وتجديد بنائها وإعادة النظر في هياكلها وإلى أي مدى تفيض ارتباطها الوثيق بالدولة والحزب وتركزت التوصيات حول بناء الحركة الإسلامية في طور جديد والجزئية الأخرى من التوصيات تعلقت بالسودان حيث تم استعراض انفصال الجنوب وانعكاساته وتأثيراته على الحركة الإسلامية والدعوة، كما نوقش موضوع دستور السودان باعتباره قضية مطروحة في الساحة، ما هي المؤشرات الأساسية التي تريدها الحركة الإسلامية.. كذلك جزء من البناء الداخلي الذي نوقش هو دستور الحركة نفسه.. الوجبة الثالثة من التوصيات جاءت متعلقة بتطورات الأوضاع في دول الربيع العربي وصعود الإسلاميين للحكم، وقد تشرفت بتقديم الورقة الخاصة بهذا الجانب بعنوان صعود الإسلاميين إلى الحكم وتأثيرات ذلك على الحركة الإسلامية في السودان.. هذه الورقة شكَّلت أساسًا لرؤيتنا كيف نتعامل مع الإخوة الذين صعدوا إلى الحكم وكيف تكون أُطر التعامل والتعاون معهم وكيف يمكن أن يستفيدوا من التجربة السودانية بسلبياتها كي يتجنبوها وبإيجابياتها كي يأخذوا بها كيف يمكن أن نفتح قنوات التعاون بعضنا مع بعض.
    > هل كانت الحركة أمينة في نقاشها لعلاقاتها مع الحركات النظيرة بعد أن أبحرت السفينة المصرية بعيدًا عقب الثورة ولا تبدو المسافة قريبة من إسلاميي ليبيا!!
    < الثورات لم تصل بعد إلى المحطة النهائية التي يمكن أن نقول إن الإسلاميين يحكمون الآن، فهم إما أنهم يحكمون بالمشاركة كما في دول مثل المغرب وتونس أو مازالت تواجههم الدولة العميقة في مصر نسبة للتراكيب التي وُرثت من نظام مبارك أو في ليبيا من عدم استقرار كما اليمن وسوريا أيضًا فإذن نحن من حيث المبدأ دعونا نقر أن الجماهير حينما أُتيحت لها الفرصة أن تعبِّر عن رأيها واتجاهاتها بحرية اختارت الإسلاميين المعتدلين كي يقودوا. وكنا أول المرحِّبين بهذه التيارات وعندما طلبت منا تجربتنا قدمناها لها منقودة باعتبارها تجربة اجتمعنا حولها وناقشنا ما الذي فعلته في إطار الحكم والاقتصاد وفي إطار العلاقات الخارجية وإنشاء مؤسسات المجتمع المدني وبطلب منها قلنا لها نحن أخفقنا في هذا فتجنبيه وتقدمنا في هذا فابني عليه ثم الدليل أن القطار لم يفتنا حتى الآن لا توجد حركة إسلامية عقدت مؤتمرها وشهدت حضورًا من الحركات الإسلامية من حيث العدد ومن حيث التمثيل مثل الذي حدث في السودان، ولعله إذا أخذنا فقط من الأسماء المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر لأول مرة منذ عشرات السنين يحضر مؤتمرًا لواحدة من الحركات الإسلامية وإن حضور راشد الغنوشي زعيم الإسلاميين في تونس والمراقب العام للإخوان بليبيا وسوريا وزعيم حركة الإصلاح اليمن وموريتانيا والمغرب وباكستان وغيرهم يدحض ما يقال عن أن الحركات تجاوزت الحركة الإسلامية السودانية.. بل العكس ما من أحد إلا واعترف بالدعم الذي قدمته له الحركة في السودان سواء أكان كشخص مثل ما ذكر الغنوشي وكنت أنا وزير خارجية عندما مُنح الجواز الدبلوماسي أو الحركة الإسلامية في مصر أو ليبيا التي تحدثت عن الدعم العسكري للثوار.. تجربة الحركة الإسلامية الذي يقول إنها منعزلة عن أخواتها في العالم تجانبه الحقيقة تمامًا.
    > هل أجاب المؤتمر عن السؤال المتكرر الحركة حاكمة أم محكومة؟
    < تعريف هذا المضمون مهم جدًا.. الحركة تحكم بشيئين بشخوصها وببرنامجها، لو أخذت تركيا مثلاً فالحركة الإسلامية تحكم بشخوصها قيادات إسلامية موجودة مثل عبد الله غول وأردوغان وغيرهما، لكن البرنامج لم تُتح له الفرصة حتي نستطيع أن نقول إن ما يحدث في تركيا برنامج إسلامي.. نأخذ السودان، إذا أخذنا الشخوص في الحكم سواء رئيس الدولة أو نائبيه أو مجموعة من الوزراء ينتمون للحركة الإسلامية والبرنامج القائم هو برنامج الحركة القائم على تأسيس مجتمع إسلامي وبالتالي الحركة حاكمة، وهذا لا يمنع أن تُنتقد التجربة ويُنتقد التطبيق.
    > إذا كانت الحركة حاكمة فلماذا تخوفت قياداتها من خيار انتخاب الأمين العام عبر المؤتمر العام وليس الشورى؟
    < كان هناك تياران تيار يقوده الأمين العام السابق الأستاذ علي عثمان الذي يميل إلى اتجاه إجازة الدستور لإجازته بواسطة الشورى وبالتالي قانونيًا يمكن جدًا أن يعتمده كما هو المؤتمر العام وتيار آخر يقوده د. غازي ومدعوم من جانب د. سعاد الفاتح وآخرين رأى مناقشة الدستور والتفاصيل التي فيه. على الصعيد الشخصي تابعت الدستور منذ كان مسودة كما تناولته في عدد من مؤتمرات المحليات والولايات، ولذلك قلت في الجلسة المغلقة إن الجميع مُجمع على الدستور في نقطتين الأولى مسألة انتخاب الأمين العام والثانية الهيئة العليا تلغى أو تُحذف، ولذلك اقترحتُ مناقشة النقطتين أو إجراء التصويت بشأنهما، ثم بعد ذلك نجيز الدستور، والحمد لله قُبل المقترح، ولولا ذلك ما كنت سأدري ماذا كان سيحدث.. وسبق اختيار الأمين العام عبر المؤتمر كما حدث مع الأستاذ علي عثمان وأمين عام أسبق عبر الشورى..
    > كثيرون رأوا أن هذا التعديل يحجِّم الأمين العام!!
    < بالعكس .. الأمين العام سواء أتى عبر الشورى أو المؤتمر لدية كل الصلاحيات وكون يأتي المرشح من الشورى أو المؤتمر فهذا عندي سيان، ولذلك لم أصوت لهذا أو ذاك رغم أني صاحب الاقتراح ومجلس الشورى عديدة أربعمائة ليس قليل.
    > لكن أبرز من ترشحوا للأمانة وهو د. غازي اعتذر بسبب النقطتين مثار الخلاف؟
    < هذه تُعتبر وجهة نظر، ولو لم نقبل بالشورى ليس هناك عاصم نقبل به.. الحركة الإسلامية حركة شورية، والشورى هي الحكم بيننا، وطالما قالت الشورى كلمتها خلاص، وأعتقد أن غازي اقتنع بذلك، وأنا قريب منه وأعرفه جيدًا.
    > دار همس أن قيادات متنفذة سعت لإبعاد غازي وأنصاره ومارسوا عليهم تضييقًا!!
    < منذ بداية الحراك لعقد المؤتمر العام كان هناك تياران، كلٌّ يعمل لمجموعته ولم أكن أرى في ذلك غضاضة، تيار يقوده د. غازي ومعه حسن عبد الله سيد أحمد وآخرون، وتيار آخر على رأسه علي عثمان، والأمانة السابقة الأخوان إبراهيم أحمد عمر وعبد الرحيم علي وآخرون، وليس صحيحًا أن تيار غازي حوصر لأن الرجل الثاني في الحركة وهو الأخ رزق يقف معه وبقوة، وهذا لم يدحض في أنه نائب الأمين العام حتى اللحظة الأخيرة، وهو الذي أجرى انتخابات الأمين العام ورئيس مجلس الشورى من داخل الشورى، ولكن نريد منها أن تقبل بالشورى.
    غازي ومجموعته كانوا يديرون معركتهم حتى آخر لحظة
    > يحظى الزبير الحسن باحترام داخل الحركة ولكن ألا ترى أنه يفتقر للكاريزما مثل الترابي؟
    < انتهى زمن الأمين العام ذي الكاريزما وذي الجاذبية بالنسبة لقواعد وجماهير الحركة الإسلامية، وهذا لم يعد موجودًا في كل الحركات الإسلامية الموجودة في العالم.. في مصر كان الإمام البنا ومن بعده لم يعد هناك الشخص الكاريزمي الذي يملأ مكانه.
    > وفي السودان؟
    < كان د. الترابي ثم علي عثمان والآن ما عاد هناك شخص كاريزمي يمكن أن نقول إنه يمكن أن يملأ هذا المكان، ربما بعد الغنوشي في تونس لا تجد شخصية جاذبة مثله.
    > ما المطلوب حتى تتجاوز الحركة هذا المطب؟
    < المطلوب أن تكون القيادة جماعية، ولكي تكون كذلك لا بد أن تمثل تيارات الحركة الإسلامية بلا استثناء.
    > ما مدى صحة ما يتردد بشأن تيار يقوده نافع يسعى لتذويب الحركة في الحزب؟
    < هذا اتهام بالنسبة له، وإذا كان د. نافع بهذه السطوة ظهر في الشاشات داخل المؤتمر مساندًا لعبد الرحيم علي ولم يفز عبد الرحيم، لكن دعني أقول إن التيار الناقم ــ تيار غازي ــ كانت له ثلاثة مطالب: تغيير الوجوه، وتجديد الأداء، ثانيًا الحركة ذُوِّبت في الحكومة ويجب أن تستقل، ثالثًا التفريغ الكامل للأمين العام لأن وجوده في الحكومة يصعِّب الوصول إليها.. الآن تم تغيير الوجوه.. الزبير ومهدي والطيب إبراهيم لم يكونوا ضمن الطاقم القديم، ولا علاقة لهم بالدولة.. الزبير كان وزيرًا وانتهت فترته، مهدي أصلاً منذ زمن ترك الحكومة، وكذلك الطيب إبراهيم، ولذلك ستكون بيوتهم مفتوحة للجميع. وبالمناسبة الزبير صغير في السن وهو خريج الثمانينيات شارك في العمل الطلابي والاقتصادي والسياسي فهو بهذا أقرب لتيار الشباب، وبالمناسبة هو أصغر مني، وإذا الطيب قال ماشي علي الستين الزبير أصغر منه.. وما هو عيب هؤلاء؟ هم من أميز القيادات، وأحسب أن النهج الذي انتهجة الطيب وقد أتى بعبد الرحيم والنهج الذي انتهجة مهدي وقد أتى بعبد الله وهو من تيار غازي نتمنى ذات النهج أن ينهجه الزبير والفرصة متاحة أمام غازي
    > ما تعليقك على إقرارالزبير بأن غازي أفضل منه!!
    < لو جاء غازي وجلس حتى نهاية الشورى وترشح كنت سأصوت له بالرغم من أنى ذهبت للقطاع القومي «الاستكمال» لأجل ترشيح الزبير، وأول ما فتح باب الترشيح رشحته لثقتي فيه كما ثقتي في غازي.
    غازي قرأ مساحة مجلس الشورى ووجد نفسه لو ترشح مع الزبير ضؤلت فرصته بالتالي رضي بهذه النتيجة وانسحب، وهذا تقدير حكيم وأحد مواصفات القيادة الراشدة قراءة الساحة قراءة صحيحة.
    > هل تعتبر اعتذار غازي انسحاباً؟
    < لو بقي غازي حتى انتخاب الأمين العام كان سيُرشح، ولم لم يرشحه آخرون لرشحته أنا، ولكن في تقديري ما كان سيفوز لأن التيار الغالب مع الزبير وغازي لذكائه رأى أنه لو بقي وترشح ما كان سيفوز وقرر عدم الحضور
    > ولماذا جزمت بخسارته؟
    < لا يفوز لأن الناس ضد أفكاره، ولكن المسألة باتت استقطابًا، فالأفضل أن يأتي غازي عبر وفاق.
    > هل تملك معلومات بعدم فوز غازي!
    < حضرت الشورى ورأيت الفارق الكبير بين مهدي مرشح تيار والذي فاز وعبد الله سيد أحمد مرشح تيار آخر وخسر، ولو حدث العكس غازي كان سيترشح ويفوز.
    > هل دخلتم الشورى بأسماء معينة لمنصب الأمين؟
    < تباينت مع الناس حول رؤية أن أفضل اثنين غازي والزبير، أحدهما أمين عام والآخر للشورى، وحدث لي ظرف لم يمكني من ترويج فكرتي، والمجموعة التي شاورتها وافقت على ذلك، قلنا لهم تعالوا نستقرئ الناس لو غازي مقبول كأمين عام يأتي أو العكس.. لكن واضح أن كل مجموعة اشتغلت براها
    > أين الرئيس البشير من هذه المعادلة؟
    < كان بعيدًا ربما واحد من الأسباب أنه جاء متأخرًا من رحلة علاجه وفضل عدم التدخل وترك الحرية كاملة للجميع.
    > سبق لك تسمية عدد من «البروفات» الزبير بشير وإبراهيم أحمد عمر وعبد الرحيم علي بجانب غازي والزبير للأمانة.. ما هي رؤيتك لتلك الترشيحات؟
    < أرسل لي الزبير بشير نائب الوالي و«حلف طلاق» ألا يترشح وكان غازي بعده في ترتيبي الخاص ولكن لو فاضلنا بينهما كنت سأصوت للزبير
    > هل ما حدث في المؤتمر السادس من تنافس شرس بين علي عثمان وغازي ذو صلة بما تم في المؤتمر الأخير؟
    < لم أحضر المؤتمر السادس، ولا أعرف حتى مكان انعقاده لكن ما تم في المؤتمر الحالي يعبِّر عن مشاعر التيار الناقم المطالب الآن بالانخراط مع إخوانه
    > وحال لم ينخرط؟
    < لا أعتقده تيارًا انفصاليًا، فمواقف حسن رزق ليست جديدة، وعبد الله سيد أحمد هو الآن نائب رئيس الشورى، أما غازي فسأتحدث إليه.
    > هل أنت موفد من تيار طه أم لعلاقتك الشخصية به؟
    < علاقتي به منذ الجامعة ومعرفتي به أنه مُطّلع وله رؤية وإستراتيجية وأي مكان يذهب له يضيف له، وفي أي موقف اختلف غازي مع الآخرين كنت أقف معه.
    > دعوت الزبير يأتي بتيار غازي وآخرين.. هل باتت الحركة الإسلامية تتعامل بفقة الموازنات مثل المؤتمر الوطني؟
    < ليست ترضية تيارات جميهم إخوان.
    > هل لقاء الغنوشي والترابي له علاقة بما دار بشأن تبنيه مبادرة لرأب الصدع؟
    < دعونا الأخ الترابي للمؤتمر بصفته مفكرًا إسلاميًا وقيادات من حزبه، وكذلك الصادق المهدي كإمام للأنصار، والميرغني كمرشد للختمية، وحتى الناقدين للحركة مثل الطيب زين العابدين وُجِّهت لهم الدعوات.
    قيادات من الشعبي زارت الغنوشي في مقر إقامته وقام هو بزيارة الترابي لكن لم يطرح أي مبادرة ربما لم يجد وقتًا.
    > هل صحيح أن تعديلات ستطول الطاقم الحكومي وهل يتوقع الناس عودة غازي ومجموعته؟
    < ليس هناك تعديلات أو تغييرات ستتم، وغازي أعقل من أن يقود تيارًا انفصاليًا، صحيح سيجهر بآرائه تلك، وفي تقديري أنه سيجد مزيدًا من الداعمين لأفكارة، هناك فرصة واسعة له.
    > كتب صهر د. غازي كتابًا أثار جدلاً وسط الإسلاميين هل له علاقة بما صاحب المؤتمر من أحداث؟
    < بدءًا أنا لا أعرف عبد الغني ولم يسبق لي أن التقيته، وكل سمعي عنه أنه زوج كريمة د. غازي، والبعض يتحدث عن كتابه ويقول إن وراءه غازي، لكن غازي أذكى وأنضج من أن يكون وراءه، ثانيًا عبد الغني ذهب للندن تحت غطاء إعلامي، وللأسف أصبح يخدم أكثر من جهة داخلية، جماعتنا وجهة خارجية، تمنى من ربنا سبحانه وتعالى أن يحفظه، وأراد أن يقول أي واحد غلطان ماعدا غازي.
    > وكذلك ماعدا صلاح قوش!!
    < هذه هي المشكلة في العلاقة أنها بدأت هكذا، بدأت أمنية معه، ذهب في غطاء إعلامي ولكن بخدمة أمنية، وهذه الخدمة الأمنية كما علمت ما عادت فقط للسودان وأصبحت متاحة للآخرين، وهذه هي الخطورة، وهو أراد من الكتاب أن يقول غازي كويس والبقية «بطالين»، الكتاب مليء بالأكاذيب فمثلاً في الحلقة قال أنا مصطفى قابلت كلنتون وكان يغسل في يديه وذكر أنني كتبت ذلك في كتابي، اذهب اقرأ كتابي.. كتبتُ نحن في قاعة «جالسين وكلنتون يتوسط القاعة وذهبت له» أما رواية عبد الغني فهي مختلَقة من رأسه، وكتابي موجود «النظام العالمي الجديد قانون القوة أو قوة القانون»، للأسف «ما أظن ناس كثير اكترثوا له»، أراد أن يخدم غازي لكن أضر به، فالكتاب فيه معلومات مضرة.
    > ما جرى في المؤتمر له علاقة بمسألة خلافة البشير؟
    < الحركة سيكون لها دور في خلافة البشير، لكن لم نناقش هذا الملف في المؤتمر.
                  

11-26-2012, 10:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    حَـنَانَيْكُــمْ بالمجـاهـديـن
    الطيب مصطفى
    نشر بتاريخ الإثنين, 26 تشرين2/نوفمبر 2012

    المحاولة التخريبية أو الانقلابية لا فرق فلا مجال عندي للتشكيك في أن تفلُّتاً ما قد حدث إذ لا يُمكن ولا يجوز أن نفكر في غير ذلك فالأوضاع السياسية الحالية والمتأزِّمة بما يجري في ساحات القتال الملتهبة وأجواء صراع مؤتمر الحركة الإسلامية وغير ذلك لا تُتيح افتعال أزمة داخل صف الإنقاذ بل داخل أهم ركيزة ينبغي أن يُوفَّر كلُّ مُرتخصٍ وغالٍ في سبيل إبقائها على ولائها بعيداً عن أجواء الصراع ذلك أنها القاعدة الأكثر صلابة والأكثر استعدادًا لتقديم نفسها رخيصة في سبيل الحفاظ على الدولة من أن تنهار والتي لولاها لما بقيت الإنقاذ عُشر عمرها الحالي ولكن!!


    رجال من الذهب الخالص بل أغلى، حفروا أسماءهم في سجل التاريخ جهاداً وبذلاً بل أزعمُ، ولا أزكِّيهم، أنَّهم كُتبوا في لوحة المجد عند مليكٍ مقتدر بعد أن قدَّموا ما لم يُقدِّم بعضُ القاعدين ممَّن يتناولونهم بالشنآن هذه الأيام قطرةً من بحر عطائهم.. كيف نتعامل مع هؤلاء البدريين ممن خاضوا معارك الفداء من لدُن صيف العبور قبل نحو عشرين عاماً حتى تحرير هجليج قبل أشهر قليلة؟! ما ترجَّلوا عن أفراسهم وما أرخوا أعِنَّتَها وما لانت لهم قناة ولولا زمان تحكُم فيه البغاث لما سمحوا لباقان وسلفا كير بأن يُمرمطوا كرامة هذا الشعب ويهدروا عزّة هذا الوطن في مفاوضات عبثية فقدنا بين فنادقها المخمليَّة الأرض وأتَحنا للأوباش أن يُمطروا مدنَنا العزيزة في أرضِ السودان بصواريخ الكاتيوشا ويُقتلوا الحرائر من النساء والأطفال بعد أن كانوا عاجزين عن شمّ رائحة جوبا وواو وملكال عندما كانوا يصولون ويجولون في أحراش الجنوب ويتبخترون كما كان يفعل أبودجانة في غزوة أُحد وما أدراك ما أُحد؟!


    فلنسأل أنفسنا لماذا جنح هؤلاء؟! لماذا خرجوا على الانضباط العسكري الصارم وهم من أعمدته؟! لو كانوا من طراز (ناكل عيش) لقالوا: (وأنا مالي)، لكنهم كانوا وما يزالون من أهل المشروع الذي فداه رفاقٌ لهم ترتع أرواحُهم اليوم في رياض الجنة إن شاء الله.. لم يظنوا في يوم من الأيام أن هناك من هو أحقُّ منهم بذلك المشروع وما هان عليهم أن يفعلوا فعلتهم التي يعلمون بل يُوقنون أنها إن صحَّ ما قيل عنهم، تمرُّدٌ يعاقِبُ عليه القانون.. لكن يبدو أنَّهم استياسُوا وظنُّوا أن سبل الإصلاح ضاقت بهم ولم يجدوا غير ما فعلوا وسيلة.


    لا أبرِّر فعلتهم.. كلا والله فكيف تفكِّر في حمل السلاح وأنت تجرِّم من حملوا السلاح في دارفور وغيرها للخروج على سلطان الدولة؟! هل هو تهوُّر؟! نعم.. في الغالب هو تهوُّر مذموم لا يجوز فمَن بيدهم الأمور عندهم تقديراتهم التي لا يجوز الخروج عليها بالسلاح مهما كانت الأسباب وذلك نظراً للظرف الخطير والأزمة التي يعاني منها السودان والتحدِّيات التي تُمسك بخَنَاقه.
    هل كلُّهم جزء من مخطَّط واحد؟! ما الذي جمعهم بصلاح قوش؟! أكاد أجزم أن منطلقاتهم ليست واحدة ولا أظن أن فتح الرحيم وقوش وود إبراهيم يمكن أن ينخرطوا في قيادة واحدة فالأمر مُحيِّر بحقّ!!
    أرجعُ للسؤال: كيف نتعامل مع هؤلاء؟!
    أولاً: يجب أن نستمع إليهم ويجب أن يعرف الرئيس البشير شخصياً حقيقة أمرهم كفاحاً.. لو كنتُ مكان القائد لجلستُ مع المعتقلين من أبطال هجليج وصيف العبور ومع رفاق السلاح من المجاهدين.. من منا لا تعتملُ نفسُهُ بكثير من الغضب مما ننفثه زفراتٍ حرّى من صدرٍ مأزوم وقلبٍ موجوع؟!


    من منّا راضٍ عمّا يحدث؟! ألم يكتب الناس بالأمس القريب عن العمارات الشاهقة بينما مصنع اليرموك يُضرب ونحتجّ بقلة المال المُهدر في النافلة بينما تُقتل الفريضة؟!
    وزير النقل في مصر الثورة يستقيل لأن قطاراً صدم بصاً ومات بعضُ الأبرياء أمّا هنا فالاستقالة محرَّمة في شريعة البعض!!
    هذا أول ما ينبغي أن يتم التعامل معه ولا أزيد!!
    أما غير ذلك فقد حكى لي أحد الصادقين ممَّن حضروا لقاء الشيخ الزبير أحمد الحسن والفريق محمد عطا بالمجاهدين أنهم خرجوا من ذلك (التنوير) مندهشين فزعين مما قيل في حق رفيق السلاح والجهاد ود إبراهيم والصنديد فتح الرحيم، ثم قال لي إن كنا في دولة المشروع الإسلامي فأين فقه التعامل مع حاطب بن أبي بلتعة وأهل بدر: (ما يُدرك يا عمر لعلَّ الله اطّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)؟!


    عندما زار عاهل الأردن الملك حسين مغاضبه ليث شبيلات في سجنه وأخذه في سيارة إلى منزله أحدث ذلك تحوُّلاً كبيراً في نفس الرجل تجاه مليكِهِ وكذلك فعلها عبقريُّ القلوب الإمام المحدث حسن البنا عندما طلب من تلاميذه ألا يُوغروا صدر سيد قطب حين كتب في شبابه يُدافع عن العُري لأنه كان يرى في صاحب الظلال ما لا يراه الغافلون وكذلك فعلها الرجل مع عدوٍّ لدود حيث أكرم أسرته وتعهدها بالرعاية بينما كان ربُّ الأسرة المعادي في السجن فأسَرَ ذلك الصنيعُ ذلك الرجل وحوَّله من عدوّ إلى مهادن معجب بشخصية البنا وإن كان مخالفاً للفكرة!!


    كلُّهم قدَّم الكثير بمَن فيهم قوش وكلُّهم يستحقُّ أن يُحسب له ما قدَّم فلولا أن يونس النبيَّ كان من المسبِّحين لَلَبِث في بطن الحوت إلى يوم يُبعثون فحنانيكم بهؤلاء الرجال وحنانيكم بمحبِّيهم من المجاهدين الذين أخشى أن نفقدَ أسيافَهم إنْ نحن تجاهلنا غضبَهم مما لحق بإخوانهم فقد والله رأيتُ تذمُّراً من قياداتهم وكفانا ما ألحقه الانقسام السابق فهلاّ انتصر تيار رتق الفتق على تيار التشاحُن والتباغُض وهلاّ أغمدنا سيفًا كان مُشهَراً في وجه الأعداء قبل أن يتحوَّل إلى صدر السودان كما حدث لسيف مناصري المؤتمر الشعبي في دارفور!!


    -----------------



    كشف عن رفع الحصانة عن «قوش» قبل يوم من اعتقاله
    الأمين: (المحاولة التخريبية) حقيقية وليست وهمية

    البرلمان : علوية مختار:حمد الطاهر:


    كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان ،محمد الحسن الامين، عن تفاصيل جديدة حول رفع الحصانة البرلمانية عن العضو صلاح عبد الله قوش، المتهم في المحاولة التخريبية الاخيرة، مؤكداً أن البرلمان رفع الحصانة قبل يوم من اعتقاله ،بينما قال رئيس لجنة الشؤون القانونية بالبرلمان الفاضل حاج سليمان إن المحاولة التخريبية كانت تهدف الي الاستيلاء على السلطة عن طريق إنقلاب عسكري بحسب الأجهزة الأمنية والعسكرية.


    وذكر الامين في تصريحات صحافية،ان لجنته تقدمت بطلب لرفع الحصانة عن قوش لرئيس البرلمان احمد ابراهيم الطاهر، وطرحت عبره الحيثيات ،واشار الى ان الاجراء تم قبل يوم من إعتقاله بعد موافقة الطاهر عليه.
    واكد الامين ان المحاولة حقيقية وليست وهمية ،» غير أن نجاحها كان غير وارد في هذا الوقت «، مشيراً الى ان المتهمين ارتكبوا خطأً لانه من الاستحالة نجاح هذه المحاولة،وقال ان المعارضة «ليست ببعيدة عن المحاولة»، وأكد ان قوش لازال عضوا في المؤتمر الوطني ،مبيناً ان الحزب سيقرر لاحقا بشأن عضويته.


    الي ذلك، رهن الامين، تصفية الشركات الحكومية التابعة للقوات المسلحة بشكل كامل بزيادة ميزانية الدفاع، واشار لاستمرار خصخصة الشركات التابعة للجيش، ورأى ان خطة بناء القوات المسلحة تحتاج لمال .
    وبرر لجوء البرلمان لاخفاء اعلان الجرائم والحسابات الختامية المتعلقة بالمصارف لحساسيتها ،وقال ان «المشكلة اقتصادية وتقتضي السرية « .
    من ناحيته، قال رئيس لجنة الشؤون القانونية بالبرلمان، الفاضل حاج سليمان إن المحاولة التخريبية كانت تهدف الي الاستيلاء على السلطة عن طريق إنقلاب عسكري بحسب الأجهزة الأمنية والعسكرية ،واشار الى انها تخالف كافة المواثيق الاقليمية والدولية ،وذكر أن الاتحاد الافريقي لا يعترف بأي نظام يأتي عن طريق القوة او الانقلابات العسكرية ،واكد انها لم تجد أي تعامل وتعاطف لا من الداخل ولا الخارج، واعتبر ماتم محاولة لاعادة البلاد للخلف، وقال ان الخطوة غير مقبولة وغير لائقة بدولة تجاوزت كثيرا من الاشكالات ومقبلة على إعداد الدستور وإجراء الانتخابات،» وشدد على رفض البرلمان لتلك الخطوة ،واعتبر مشاركة قوش في الانقلاب تصرفا فرديا .


    وأكد الفاضل دراية الاجهزة الامنية بالحصانة «ولم يحدث ان خرقتها « واعتبر حالة التلبس في قضية قوش تقديرها متروك للاجهزة الامنية ،واضاف «قوش وجد في حالة تلبس بالاعداد لجريمة مخالفة للدستور والقانون وهذه مسألة متروكة للقانون ولا نتدخل فيها «، وشدد «حالة التلبس ليس فيها حصانة وتتخذ فيها اجراءات وترفع تلقائيا وتخطر الجهة التي يتبع لها لاحقا، وقال انه اذا خرج براءة سيعود عضوا بالبرلمان بشكل طبيعي».
    غازي ينفي استجوابه واستقالته
    وفي السياق ذاته، نفي المؤتمر الوطني، الحديث عن استقالة ،الدكتورغازي صلاح الدين من عضوية الحزب والحركة الإسلامية، واعتبر أن ذلك محض إشاعة، الغرض منها الاصطياد في الماء العكر،وقطع بأن غازي ملتزم بعضويته داخل الحزب، مشيراً الى ان الناس تعيش هذه الأيام حالة من تضارب المعلومات.
    كما نفي العتباني في تصريحات صحفية امس تقديمه لاستقالته من الحزب، وقال «لم اقدم استقالتي ولم يتم استدعائي من قبل الاجهزة الامنية ،فيما يخص التحقيق حول المحاولة الانقلابية».


    وأكد أمين الإعلام بالوطني ،الدكتور بدرالدين ابراهيم في تصريحات صحفية أمس، ان المطالبة بالإصلاح مكفولة ويجب أن تتم داخل أجهزة الحزب ومدارسه المختلفة، وامن على الإجراءات والتحقيقات الجارية مع المتهمين في المحاولة التخريبية الأخيرة، وعلى مسؤولية الدولة في ضبط الأمن،وقال ان القطاع السياسي اكد في اجتماعه الدوري ان السبيل الوحيد للوصول الى السلطة هو الانتخابات، وان أية محاولات خارج هذا الإطار هي اغتصاب لارادة الشعب. ودعا بدرالدين، أجهزة الإعلام الى تمليك المعلومات للمواطن اولا بأول قطعا للشائعات التي تتكاثر وتنتشر بغياب المعلومة الحقيقية، على حد تعبيره، منوها الى ان المشكلة الوحيدة التي تواجه الحزب هي ان الذي يقدم رأيه يتمسك بضرورة الاستجابة له ولا يفرق بين قضية ان يطرح رأيه وتتم مناقشته وقضية ان يلتزم برأي الشوري وقرارات الحزب.
    «الشعبي» يشكك في حقيقة المحاولة التخريبية:


    بينما شكك حزب المؤتمر الشعبي في حقيقة المحاولة التخريبية التي اعلنت الحكومة احباطها الخميس الماضي ،ووصفها بالمفبركة لتصفية حسابات داخلية داخل المؤتمر الوطني، وأعلن أنه ضد الإعتقالات لا سيما اعتقال مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح عبد الله (قوش)، ورجح أن يطلق سراحهم قريباً.
    وقال القيادي في المؤتمر الشعبي، أبوبكر عبد الرازق ،خلال حديثه في المنبر الدوري لحزبه أمس، إن المؤتمر الوطني ادعى على المؤتمر الشعبي ثلاث محاولات انقلابية ولم يثبت أي واحدة منها،


    مشيراً الى ان حزبه تضرر كثيراً من مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق ،لكنه أكد في ذات الوقت وقوفهم ضد اعتقاله في اطار الايمان بالحرية والديمقراطية ،وجدد موقف حزبه بالعمل على اسقاط النظام بالوسائل السلمية والثورة الشعبية .
    من ناحيته، قال القيادي في المؤتمر الشعبي، الناجي عبد الله، إن الحكومة نفضت يدها عن اتفاق التعاون مع دولة الجنوب وظلت تتحدث بأكثر من لسان، وابدى تخوفات من مآلات الحرب على جنوب كردفان عبر سياسات الحكومة الخرقاء التى قال انها ستزيد البلاد سوءًا ،وكذب ما اثير حول امكانية انضمامه للمؤتمر الوطني ،موضحاً ان انضمامه للمؤتمر الوطني لن يحل مشاكل البلاد».

    ( ---------------------
                  

11-27-2012, 05:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    526804_381554858596889_221963516_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com








    .


    تهمة الانقلاب لابعاد ضباط معارضين لعبد الرحيم



    الضباط المعارضين لعبد الرحيم
    November 26, 2012
    (الاناضول)

    وصف المعز عبد الله، القيادي الإصلاحي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، اتهام السلطات لمجموعة من الضباط الإسلاميين بعمل محاولة انقلابية على نظام الرئيس عمر البشير بـ “مسرحية سيئة الإخراج”، هدفها إبعاد الضباط المتميزين أصحاب القبول من صفوف الجيش.

    ويستند المعز عبد الله، وهو محامي وقيادي كذلك في الحركة الإسلامية المقربة من النظام، في ذلك على شهادة البشير أمام أحد “المجاهدين”- وهي صفة تطلق على المتطوعين المدنيين الذين قاتلوا في صفوف الجيش خلال الحرب الأهلية مع الجنوب- بأن العميد محمد إبراهيم عبد الجليل، الشهير بـ”ود إبراهيم” ساهم قبل عام ونصف في إحباط مساعي انقلابية لمدير المخابرات السابق، الفريق صلاح قوش، المعتقل حاليا مع إبراهيم بتهمة تدبير المحاولة الانقلابية الأخيرة.

    وفي حوار مع مراسل وكالة “الأناضول” للأنباء بالخرطوم، قال المعز عبد الله إن التيار الإصلاحي بالحزب الحاكم و”المجاهدين” يطالبون بمعالجة الدواعي التي دفعت بمجموعة من الضباط الإسلاميين لمحاولة الانقلاب على السلطة، إذا صح هذا الاتهام الذي تم توجيهه لهم الخميس الماضي.

    وأضاف: “هناك حاجة لإصلاح في الأوضاع السياسية والمؤسسة العسكرية والأوضاع المعيشية للشعب السوداني الصابر”.

    وأشار عبد الله إلى أن “المجاهدين” قدموا في وقت سابق من هذا العام مذكرة للحكومة تطالب بإقالة وزير الدفاع وإصلاح المؤسسة العسكرية.

    ونبَّه إلى أن هناك مساعي من سياسيين وعسكريين و”المجاهدين” لإطلاق سراح المعتقلين ورد الاعتبار لهم؛ حيث أن هناك شخصيات في المكتب القيادي بالحزب الحاكم “غير راضية عن ما حدث من اعتقال لهذه النخبة المتميزة من الضباط” .

    والمعز عبد الله محام شاب، يحمل درجة الماجستير في القانون من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ومن قيادات مجموعة “المجاهدين”.

    وإلى نص الحوار:* ثارت مؤخرا قضية الإصلاح في الحركة الإسلامية السودانية فهل لما سمي بالمحاولة الانقلابية الأخيرة صلة بذلك؟حسب أحاديث لمسؤولين رسميين فإن الحكومة تعتقد أن الحراك الإصلاحي والمجموعات الداعية للإصلاح في الحركة الإسلامية هي من هيأ الجو لهذه ” المحاولة الإنقلابية”، وأن الإصلاحيين حال نجاح هذا الانقلاب سيوفرون غطاءً ومشروعية سياسية له، وهذه قراءة الرسميين لهذه العلاقة المفترضة بين ما حدث هنا وهناك مؤخرا.


    والعسكريون بطبيعة عملهم ليست لهم صلة بالعمل السياسي المباشر، ولكن لا يمنع ذلك من أن يكون لهم اهتمامات فكرية وثقافية تتصل بالشأن العام. وأقول هذه ليست بمحاولة انقلابية بل هي مسرحية سيئة الإخراج.

    * وما هدف هذه “المسرحية” إن صحت؟هدفها إبعاد عدد من الضباط المتميزين الذين لهم قبول وسط القوات المسلحة، وإرسال رسالة تحذير لكل العناصر المتململة داخل القوات المسلحة والتيارات السياسية، إلى جانب احتمال رغبة النظام في إشغال التيار الإسلامي عن مخرجات مؤتمر الحركة الإسلامية المخيبة لآمال الإسلاميين.

    * هل هناك علاقة عضوية بين تيارات الإصلاح والموقوفين على خلفية الاتهام بالمشاركة في عملية انقلابية؟الناشطون في الإصلاح داخل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم الآن هم “المجاهدون”، وهؤلاء على مرَّ السنين كانت لهم علاقات جيدة ومباشرة بهذه المجموعة، وهي علاقة حتمتها الظروف منذ أيام القتال في الميدان وفي أيام السلم، وهي علاقات ذات طابع شخصي، فمثلا الأخ خالد مصطفى، هو مجاهد وله صلات جيدة وقديمة بالعميد ود إبراهيم، اعتقل مع هذه المجموعة.

    * وهل للعميد “ود إبراهيم” المعتقل حاليا على ذمة هذه القضية دور في العمل السياسي؟”ود إبراهيم” ليس له نشاط سياسي، ولكن بيته مفتوح لكافة السودانيين بمختلف شرائحهم، سواء كانوا سياسيين أو مدنيين أو عسكريين، وللرجل جاذبية اجتماعية، ويخلق علاقات اجتماعية بالناس في المناطق التي يعمل فيها دائما، والآن له صلات وثيقة بقبيلة المسيرية – سكان منطقة أبيي الغنية بالنفط- بعد أن نشأت هذه العلاقات بينه وبينهم في فترة خدمته العسكرية في مناطقهم.

    * وما صلة رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح قوش الذي تم اعتقاله مع المجموعة المتهمة بمحاولة الانقلاب بـ”ود إبراهيم”؟ليس هناك صلة بين العميد “ود إبراهيم” والفريق صلاح عبد الله قوش، بل يشهد المجاهد إسحاق أحمد فضل – وهو صحفي سوداني معروف – بأن رئيس الجمهورية أخبره في وقت سابق أن العميد ود إبراهيم أسهم في إحباط مساعي انقلابية سابقة لصلاح قوش .

    * ما هي التهم الرسمية الموجهة لهذه المجموعة الآن؟ تتهم السلطات العميد “ود إبراهيم” والمجموعة المعتقلة معه بالتخطيط لمحاولة انقلابية، ويتهم مدير جهاز الأمن الوطني الفريق محمد عطا العميد “ود إبراهيم” والعقيد فتح الرحيم سليمان بأن لهم اتصالات مع جهات خارجية ومع جهات أخرى داخلية معادية للدولة، وذكر تحديدا حركة العدل والمساواة، حركة مسلحة معارضة من دارفور، وجبهة الثورية، وهي تحالف عسكري يقاتل الحكومة مكون من جماعات مسلحة من جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور.

    كما تتهم المخابرات العميد “ود إبراهيم” باللجوء للمشعوذين والاستعانة بالتمائم و الشعوذة والدجل من أجل إنجاح الانقلاب.ولا أحد من الشعب السوداني يستطيع قبول هذا الاتهام للعميد “ود إبراهيم” الذي يشهد تأريخه العسكري بأنه كان مقاتلا ضد حركة العدل والمساواة، ومدافعا عن البلاد، والجميع يعرف عنه صدق عقيدته واستقامته الدينية.

    * هل هناك اتجاه لتسوية القضية وإقفال الملف؟ربما يحدث ذلك قريبا، لأن هناك مساعي من سياسيين وعسكريين ومن المجاهدين من أجل اطلاق سراح المعتقلين ورد الاعتبار لهم وقفل الملف، وخاصة أن هناك شخصيات في المكتب القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم غير راضية عن ما حدث من اعتقال لهذه النخبة المتميزة من الضباط .

    * ذكرت بعض الجهات الإعلامية أن هناك خلافا بين وزير الدفاع، عبد الرحيم محمد حسين، والعميد “ود إبراهيم”، فهل هذا صحيح؟بعيدا عن رأي العميد “ود إبراهيم” فإن المجاهدين لهم رأي واضح في وزير الدفاع، وخاصة بعد سقوط منطقة هجليج النفطية في يد حكومة الجنوب بكل سهولة ويسر، وبعد مشاركتهم في تحرير هجليج قدم المجاهدون مذكرة للحكومة قالوا فيها إن أزمة المؤسسة العسكرية تتمثل في هذا الوزير، وطالبوا برحيله.

    * هل معنى كلامك أن مطالبكم الآن تتجاوز إطلاق سراح المعتقلين، وتشمل إصلاح المؤسسة العسكرية؟

    نعم بجانب هاتين القضيتين، فإن المجاهدين والتيارات الإصلاحية يتحدثون بأنه إذا قبلنا الاتهام لمجموعة من إخواننا الضباط بالسعي للانقلاب على السلطة التي دافعوا عنها سنوات طويلة وحموها بالنفس فما هي الدواعي التي دفعت بهم لسلوك هذا السبيل، وما هي مألات الأوضاع إذا لم تعالج هذه الدواعي.

    والغريب أن مدير المخابرات نفسه يقر بأن هناك قضايا في البلاد تحتاج لإصلاح، ولكنه يعتبر في المقابل أن هذه المجموعة سعت للخروج على الدولة و للفتنة، ولكن الذي يهمنا هو إقراره بأن هناك حاجة للإصلاح.

    * في رأيك ما أبرز الملفات التي تحتاج لإصلاح؟هناك حاجة لإصلاح الأوضاع السياسية والمؤسسة العسكرية ومعالجة الأوضاع المعيشية للشعب السوداني الصابر، وإصلاح مؤسسات الدولة بعامة؛ لأنه بإصلاح المؤسسات والقوانين سينتهي الفساد.


    --------------------

    المؤتمر الشعبى :
    الانقلاب المزعوم تصفية حسابات داخلية لترهيب الاصوات المعارضة
    November 26, 2012
    (حريات)

    شكك حزب المؤتمر الشعبي في حقيقة المحاولة التخريبية التي اعلنت الحكومة احباطها الخميس الماضي ،ووصفها بالمفبركة لتصفية حسابات داخلية داخل المؤتمر الوطني لترهيب بعض الأصوات المعارضة.

    وقال أمين الأمانة القانونية في المؤتمر الشعبي، الاستاذ أبوبكر عبد الرازق ،خلال حديثه في المنبر الدوري لحزبه أمس، إن المؤتمر الوطني ادعى على المؤتمر الشعبي ثلاث محاولات انقلابية ولم تثبت أي واحدة منها.

    واضاف (رغم علمنا أنّ قوش أسوأ ضابط مر على الأمن السوداني إلّا أننا ضد اعتقاله دون أدلة) قال ان حزبه تضرر كثيراً من مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق ،لكنه أكد في ذات الوقت وقوفهم ضد الاعتقال في اطار الايمان بالحرية والديمقراطية ،وجدد موقف حزبه بالعمل على اسقاط النظام بالوسائل السلمية والثورة الشعبية .

    وقال القيادي في المؤتمر الشعبي، الناجي عبد الله، ان ما أطلقته السلطات الحكومية لا يعدو عن كونه هروبا للوراء بعد المشاكل والصراعات التي أعقبت مؤتمر الحركة الإسلامية وبروز كيانات داخل المؤتمر تطالب بإصلاحات جذرية في بنية الحكم، مشيراً إلى أنّ الأجهزة الأمنية سئمت هذه المرة من اتهام حزبه في هذه المحاولة ما جعل اتهامه غير موضوعي، لافتاً إلى أنّ ما حدث اتجاه داخل المؤتمر الوطني لتصفية حسابات داخلية عقب التمدّد الرأسمالي لمدير الأمن السابق صلاح قوش أبرز معتقلي المحاولة.

    ونفى الناجي عبدالله صلة حزبه بمصطفى رمضان الذي زعم جهاز الأمن والمخابرات السوداني إنه المنسق بين زعيم حزب المؤتمر الشعبي وحركة العدل والمساواة والجبهة الثورية ومنفذي المحاولة التخريبية

    ----------------





    قيادي بالمؤتمر الشعبي في مرافعة ساخنة «2-1»
    الثلاثاء, 20 نوفمبر 2012 09:21 الاخبار - حوارات
    حوار : فاطمة أحمدون:

    المؤتمر العام للحركة الإسلامية السودانية الذي شهدته الأيام الماضية شغل الرأي العام كثيراً، وذلك لأن هذا المؤتمر أتى في ظروف سياسية وفي ظل وصول الإسلاميين في أكبر الدول العربية للسلطة إبان ثورات الربيع العربي وفي ظل استهداف إسرائيل، فإن هذا المؤتمر الذي حضره الإسلاميون من دول الربيع العربي اعتبره الكثيرون رسالة لإسرائيل شديدة اللهجة إلا أن الإخوان في المؤتمر الشعبي كانت لهم مواقف معارضة وناقدة وتصريحات ساخنة، في هذا الحوار القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق المحامي قدم مرافعة قوية في هذا الحوار كأقدم قيادات الحركة الإسلامية..

    كيف ترى اختيار الزبير أحمد حسن لمنصب الأمين العام بواسطة مجلس شورى وليس المؤتمر العام؟


    - الزبير أحمد حسن تم اختياره ليكون أميناً عاماً بلا صلاحيات وهناك قيادة تعلوه هي رئيس الجمهورية وهي القيادة العليا بحكم المنصب، كما أن صفة العلوية التي كان يتمتع بها المنصب التي تورثه الاحترام والوقار والقدسية هي أن يتم اختياره من قبل المؤتمر العام، الآن النظام الأساسي لهذه الحركة الإسلامية أنزله إلى دونية الاختيار من مجلس الشورى، فأصبح أقل وأذل قدراً، وفي واقع الصلاحيات هو مجرد سكرتارية لرئيس الجمهورية وليس له من أمر القيادة شيئ بالتالي أصبح منصباً غير ذي بال.

    بحكم أن الزبير كان أخاً لكم في الحركة الإسلامية، فما هو انطباعك عن شخصية الأمين العام الجديد؟

    - ما أعلمه عن الزبير أنه رجل متدين في شخصه، مستقيم يحفظ شيئاً من الفقه الموروث ولا أرى فيه بأساً سوى عجزه في اتخاذ القرار التاريخي الصحيح لمغادرة المؤتمر الوطني وهذه الحركة التي لا تمثل وعاءً مماثلاً لما يحمل من قيم، فهذا الكيان هو للتربية والدعوة فقط كما قال مؤسسوه والمؤتمر الوطني للحكم والسياسة وهذه الحركة ذيل تابع للمؤتمر الوطني لا إرادة لها ولا قوة، بل تأتمر بأمره والأخ الزبير بما يحمل من هذه الصفات الكريمة يمثل خير لافتة مضيئة لواقع مظلم.

    الترابي حلّ الحركة الإسلامية من قبل والآن يصرح «بأن هؤلاء ليسوا» حركة إسلامية، إلى أي شيء يستند الترابي في هذا الحديث؟

    - لم يتم حل الحركة الإسلامية وهذه «فرية» كبرى استخدمها البعض وما حدث هو انتقال من الجبهة الإسلامية إلى الحركة الإسلامية ولذلك لم يكن ذلك حلاً بقدر ما كان انتقالاً من مرحلة إلى مرحلة مثل انتقال جبهة الدستور إلى الميثاق الإسلامي سنة 1965م ثم إلى الاتجاده الإسلامي سنة 1969م ثم إلى الجبهة القومية سنة 1985م وإلى المؤتمر الوطني 1992م وأخيراً إلى المؤتمر الشعبي سنة 2000م، لم يكن الأمر حلاً ولكنه كان انتقالاً مرحلياً.

    لكن الاجتماع الذي عقد بمنزل أحد شيوخكم بالصبابي قدم فيها شيخ حسن المصاحف لشيوخ الحركة ومع الشكر، فكيف تفسر ذلك؟

    - هذه القصة ليست صحيحة ومحض كذب وافتراء وإن ما حدث هو أنه في ذلك الاجتماع قرر أن تكون مقاعد الحركة 60% للقادمين و40% للقدامى، حيث تقرر انتقال الجبهة الإسلامية للحركة فهذه مرحلة انتقال تشبه تلك المراحل التي ذكرتها، وكان هذا الانتقال جديداً بمعادلات تنظيمية جديدة، هذا ما حدث لكن تقديم المصاحف والشكر فهذا افتراء وقد كنت شاهداً على ذلك بحكم موقعي في أمانة الحركة بمحافظة أم درمان حتى ذلك الوقت ولم تشهد الحركة الإسلامية فراغاً في الهياكل التنظيمية والانتظام الحركي منذ 1944م.

    لماذا هذا التغيير في اسم التنظيم إلى أن وصل إلى حركة إسلامية؟

    - في كل مرحلة كنا نؤسس الحركة باسم جديد حسب مقتضيات السياسة ريثما نفتح الطريق أمام قادمين جدد قد يكون الاسم القديم حاجزاً بينهم وبين الانتماء للفكرة، لذلك نضطر لتغيير الاسم والهياكل والرؤى وحتى ينشرح صدر من كان يقف بينه والحركة حجاب.

    لكن ما الذي قصده الترابي برأيك من تقديم المصاحف لأولئك الشيوخ إن لم يكن «شكراً»؟

    - الواقعة نفسها غير صحيحة ولكن هذه الافتراءات في مرحلة المفاصلة أراد وا بها أن يتحدثوا عن حركة إسلامية محلولة وأرادوا أن يحمّلوا الوزر التاريخي لحل الحركة الإسلامية لشيخ حسن الترابي وأن يخادعوا الإخوان ليكونوا حركة جديدة باسم الكيان الخاص ثم بعد ذلك يسمونها الحركة الإسلامية، هذا جزء من أدوات الصراع مع المؤتمر الوطني من الذين انتموا للمؤتمر الوطني وخانوا الحركة الإسلامية وبرنامجها الانتقالي للحريات بادعاء كاذب أن الترابي حل الحركة الإسلامية وانشأ حركة جديدة باسم الحركة الإسلامية لاستقطاب الإخوان لحزب المؤتمر الوطني.

    ماذا يقصد الترابي بقوله «هؤلاء ليسوا بحركة إسلامية»؟

    - هؤلاء كانوا أبناءه لكنهم مثل ابن نوح «عَملٌ غير صالح» أو «عَمِلَ غير صالح» بالروايتين، فهؤلاء انحرفوا عن مسار الاستقامة وحللوا الربا وقتل النفس المسلمة، هؤلاء قتلوا الحريات وأقاموا الاستبداد وقتلوا الشورى وأقاموا الاستفراد وقتلوا العدالة وأقاموا الظلم ونكصوا بالعهد وغدروا، فهؤلاء تغيرت قلوبهم وعقولهم فمن بعد أن كانت سياساتهم تنتج سياسات إسلامية، أصبحت تنتج سياسات لا علاقة لها بالدين، بالتالي هم في التاريخ كانوا إخواناً لنا وهم الآن حادوا عن الطريق ولذلك فالعبرة ليست بالتاريخ بالاستقامة على الطريق ولكن بمن «صدق وليس من سبق»، وهذا ما قصده د. الترابي، فالذين يخوضون في المفاسد الكبرى التي تصادر أصول التأسيس الإسلامي لا يمكن أن يكونوا حركة إسلامية، يمكن أن نسميهم «مؤتمر وطني» أو شيئاً آخر ونحن نتحدث عن الوجهة وليس الأشخاص وهم الآن يبحثون عن لافتات يخدعون بها الرأي العام الإسلامي العالمي والمحلي، إنهم ما زالوا وفيين للفكرة وما زالوا على وصل بها، وهذا المؤتمر العام الذي عقدوه باسم الحركة الإسلامية هو جزء من أدوات المخادعة، إنهم لا زالوا على وصل بالقضية الإسلامية والفكر الإسلامي، فالإسلام ليس شعاراً ولكنه شعيرة في واقع التنفيذ، لذلك عندما نقول حركة إسلامية نتحدث عن أناس يشكلون فاعلية وإنجازاً في مسرح التاريخ كما يمثلون امتثالاً وتطبيقاً للإسلام، إذا غابت هذه المعاني على مر التاريخ لا يمكن أن نسميهم حركة إسلامية، لذلك فإن شيخ حسن استند في ذلك إلى أن فعلها التاريخي لا يعبر عن اتجاه إسلامي، وخير «بينة» ودليل لأهل المؤتمر الشعبي هي نقض العهد والميثاق لقوله تعالى: «بنقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه...».

    ماذا تقصد بـ«نقض الميثاق» كأنك تتحدث عن الإطاحة بشيخهم عن السلطة؟

    - أبداً نحن لا نتحدث عن أشخاص، شيخ حسن «شخص» يمكن أن يموت ويمكن أن ينحرف ولن نتحدث عنه حديثاً شخصياً إلا بعد مغادرته للدنيا، لسنا مولعين بعالم الأشخاص بقدرما أننا مولعون بالأفكار، والترابي ما زال على الاستقامة فإن غادر هذه الاستقامة سنغادره وهو وفي بأفكاره وما زال وفياً لكتاب الإيمان.

    عارضتم دعوة قيادات إسلامية عربية لمؤتمر الحركة الإسلامية، أنتم كنتم تفعلون ذلك عندما كنتم في السلطة، ما الفرق؟

    - كنا نوجه هذه الدعوات لأننا وفيون للمعاني التي يؤمنون بها، جمعتنا بهم في إطار من التثبت المتطور عبر العمل الإسلامي العالمي، إن كان هناك انتقاد هو شيء من اللوم لحضورهم هذه المؤتمرات، لأن بعضهم يعلم أن المؤتمر الوطني ليس على الاستقامة وأن هذه الحكومة لم تعد وفية لقضية الإسلام في إطار التنزيل وأن هذه الحكومة لم تعد تتعامل مع الإسلاميين في العالم كما كانت تتعامل من قبل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال لي في وجود عدد من الإخوة «قالوا لنا الأمريكان ما دايرنكم اطلعوا- طلعنا»، بل أحدهم سأله شيخ يس في وجودي بصنعاء: هل ستدير معركة جديدة في الخرطوم، قالوا لنا أخرجوا خرجنا ومنهم من ركب معي في طائرة واحدة مغادراً للسودان ثم أنه من الذي أغلق مركز الأقصى لحركة حماس بالسودان، اسألوا المؤتمر الوطني واسألوه أيضاً عن من سلم الإخوة الليبيين للعقيد القذافي فقتلهم في الصحراء، من سلم المعلومات للأمريكان واحتلت من خلالها أفغانستان وأخذ بعض الإخوان إلى غونتانامو، أهل المؤتمر الوطني سيفيدونكم من الذي سلم «كارلوس» الذي أتى مسلماً للسودان، فهؤلاء الإسلاميون يعلمون ولديهم معلومات كافية جداً عن سوءات المؤتمر الوطني فما كان عليهم أن يأتوا ويشاركوا في المؤتمر العام للحركة الإسلامية، وما كان ينبغي لهم أن يحضروا هذا المؤتمر الذي هو لافتة للتغبيش والتلبس على الوعي الإسلامي العالمي والمحلي، وهنالك من لم تكن لديهم معلومات كافية عن هؤلاء بعد المفاصلة ولم يستفتونا فنفتهم وهم في النهاية أحرار في حضور هذه المؤتمرات وفقاً لتقديراتهم السياسية لكننا استطعنا أن نقابل بعضهم ووزعنا عليهم الورقة التي كتبها الترابي من الحوار.


    وزعتم مطبوعة بها رسالة من الترابي للقيادات الإسلامية في المؤتمر الأخير.. ما هي ردة الفعل لهذه القيادات؟ ولماذا وزعت على البعض دون الكل؟



    - قابلت بعضهم ووزعنا عليهم الورقة التي أعدها د. الترابي وبعضهم زارنا وقالوا لنا إن الورقة التي وصلتنا قمنا بتصويرها إلى عدة نسخ وتبادلناها جميعنا نحن الإسلاميين العرب الحاضرين المؤتمر، وقالوا لنا نصاً «اطمئنوا فإن قلوبنا معكم» مع «المؤتمر الشعبي» ونحن نعلم تماماً أن قلوبهم معنا.

    يبدو أن هذه التفاصيل وهذا الحوار دار عندما زار الغنوشي الترابي؟

    - لا- أنا- استطعت أن اقابل بعضهم رغم الحراسة الأمنية المشددة، ورغم أنني طردت بشخصي من فندق «هيلتون كورال»، حتى لا أقابل بعضهم الآخر، ولكننا استطعنا بطرقنا الخاصة أن نقابلهم ونسلمهم ورقة د. الترابي لأنها معركة بيننا، والمؤتمر الوطني وأجهزته الأمنية.

    ما هو محتوى الرسالة التي بعثكم بها الترابي للإسلاميين العرب؟

    - الذي دار.. والذين يدعون وصلاً للإسلام هؤلاء لا علاقة لهم بالقضية الإسلامية، وقد تركوها وباعوها.

    من هم القيادات الإسلامية العربية التي تسلمت هذه الورقة؟

    - راشد الغنوشي، المرشد العام، الفصائل الفلسطينية، بعض المصريين.

    من الذي رد عليكم بالقول «قلوبنا معكم»؟

    - حدثتك أن أحد هؤلاء حدثني مباشرة بأن هذه الورقة قد وصلتهم جميعاً وينتمي إلى دولة الجزائر، وقابلت بنفسي بشير الكابتن من ليبيا وأمينه السياسي للحركة، واستطعنا الوصول اليهم.

    كيف استطعتم الوصول وأنتم تدعون أن الحكومة وضعت أمامكم متاريس أمنية تحول دون ذلك؟

    - استطعنا أن نتجاوز هذه المتاريس ونصل إليهم داخل فندق هيلتون وخارجه بخبرتنا التاريخية، وقال لي ضابط الأمن الموجود «أحرجتني» بمقابلة آخرين رغم منعنا.. ولكن قدر الله أن نقابل الحركة الإسلامية في ليبيا وموريتانيا والسنغال وغيرهم.

    هناك من يرى أن مسمى «الحركة الإسلامية» هو مجرد تسمية أخرى وصفها الترابي لحزب «الجبهة الإسلامية» وأن الترابي هو من ابتدع هذا الاسم؟

    - قبل الجبهة الإسلامية- اصطلاحياً- لم يكن هناك اسم مشترك باسم «الحركة الإسلامية»، كانت تخرج بعض الأدبيات باسم «الحركة الإسلامية» وقبلها كان الدستور الإسلامي والميثاق الإسلامي وعندما نشأت كانت تسمى «التحرير الإسلامي» اطلق عليها الناس عندما خرجنا تأييداً ومناصرة ضد اعدام الإخوان من عبد الناصر سنة 1954م في مصر، وهم أربعة إخوان يوسف هواش، وفرغلي، والشهيد عبد القادر عودة، وأيضاً عندما خرجنا ضد اعدام سيد قطب سنة 1965م كان خروجنا يقول إن قتلت الحركة في مصر فستقوم في السودان.

    أطلق علينا الرأي العام اسم «الإخوان المسلمين» لكن الإخوان المسلمين اسم لم نلحقه بالحركة ولكنه اسم ألحقه بنا الرأي العام.

    أولاً هؤلاء اطلقوا عليها في بداية الأمر اسم «الكيان الخاص»، وهم يعلمون في الضفة الأخرى في المؤتمر الوطني، وقالوا الكيان الخاص للتربية والتنشئة والمؤتمر الوطني للحكم والسياسة، ولم يرد اسم «اسلام» في تسميتهم في 2005م اصروا على تحويلها من اسم «الكيان الخاص» إلى الحركة الإسلامية، وصوتوا لذلك برغم «أنف» موقف المتنفذين في الحكومة وعندما أرادوا أن يختاروا غازي صلاح الدين أميناً عاماً للحركة الإسلامية، لم يكن هناك شيء من الصلاحيات وهو شخصية ذات قدرة وإرادة ولديه شيء من الاستقلالية يمكن أن يمثل قدراً من الازدواجية مع رئاسة الجمهورية، وبين هذه الحركة والمؤتمر الوطني، فقدموا علي عثمان أميناً للحركة الإسلامية بديلاً للأمين المقترح عبد الجليل الكاروري، لأن المقابلة بين عبد الجليل وغازي كبيرة البون، وأن المؤتمر كان يختار غازي ورغم كل الأوضاع فاز غازي، ولكن أُعلن علي عثمان الذي ظل أميناً للحركة وظلت الحركة الاسلامية بلا فاعلية ومنذ «2005م» لم نسمع لهذه الحركة بفاعلية إلا بعد نجاح ثورات الربيع العربي في أكبر الدول العربية، وقبول الأمريكان واقعاً بالتيار الإسلامي في مصر وتونس والمغرب، وأيقن هؤلاء في السودان أن الأمريكان- وهذه سياسة الأمريكان القائمة على المصلحة- ولذلك الأمريكان الآن تصالحوا مع الظاهرة الإسلامية واقعاً لا مناص منه وهؤلاء أرادوا أن يستفيدوا من الرضاء الأمريكاني على الآخرين، فرفعوا شعاراً إسلامياً ورفعوا هذه «اللافتة» في هذا المؤتمر- «اللافتة»- واستطاعوا أن يستقطبوا الرموز الإسلامية في البلدان العربية لحضور مؤتمر هذه الحركة الإسلامية المدعاة، ولكن من بعد هذا الاختيار سيكون هذا المؤتمر كأنه لم يكن، وهذا بارز من خلال الأمين العام الذي «اختاروه» بلا صلاحيات.. فالمؤتمر الوطني يملك زمام الأمر مثل «فرعون»، هذه هي «الفرعنة» التي تتحدث عن«أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون».

    ü إلى أي شيء تستند في أقوالك بإن الأمين العام الجديد بلا صلاحيات وماذا تعني «بالفرعنة»؟

    - أولاً الأمر لم يكن فقط بانتخابه من مجلس شورى بدلاً عن المؤتمر العام، لكن هو مجرد سكرتارية لرئيس الجمهورية الذي يرأس الحركة الإسلامية، وهذه حركة محكومة بالمؤتمر الوطني وهؤلاء «كلهم» ليس لهم «قيمة» لذلك لا يمثلون الحركة الإسلامية.

    إذن كيف تفسر خروج إخوان لكم من المؤتمر الشعبي وانضمامهم للوطني ولم يحدث العكس؟

    - المؤتمر الشعبي عضويته أكبر من العضوية التي انتمت له في المفاصلة، بل العضوية التي انتمت لنا وقت المفاصلة أكبر من التي انتمت للحركة الإسلامية، وهناك عضوية كبيرة جداً على الرصيف، الحركة الإسلامية تاريخياً أغلب قياداتها من المؤتمر الشعبي، عبد الله حسن أحمد من الذين أسسوا الحركة الإسلامية ينتمي للمؤتمر الشعبي، وأمينها السابق، والوحيد الذي أعقب حسن الترابي لأمانة الحركة الإسلامية، وكذلك عثمان عبد الوهاب الذي أسس العمل الإداري في الحركة الإسلامية، هو الآن في المؤتمر الشعبي، أول من أسس للعمل المالي في البنوك الإسلامية هو خليفة الشيخ، وحسن ساتي أول خبير اقتصادي بالحركة الإسلامية هو الآن بالمؤتمر الشعبي.. يس عمر الإمام أول متفرغ في تاريخ الحركة الإسلامية وأكثر من يحفظ عضوية الحركة الإسلامية عن ظهر قلب شفاهة هو مؤتمر شعبي.. حسن الترابي الذي جعل للحركة الإسلامية «قيمة» في العالم والذي وضع هياكلها في 1965م... ماذا تركنا للمؤتمر الوطني؟! من رموز الحركة الإسلامية مبارك قسم الله، وعبد الإله سليمان عوض الذي أسس المنظمة الافريقية للإغاثة موجودان بالمؤتمر الشعبي الى أن توفيا كل الذين أسسوا المواقع المفصلية في تاريخ الحركة الإسلامية وهؤلاء الذين ترينهم الآن لم يكونوا مهمين في الحركة الاسلامية.

    تقولون إنهم ليسوا «ذي بال» ويقول تاريخكم معهم أنهم كانوا الأقرب للترابي بفكرهم وإنهم وصلوا لمناصب قيادية في الحركة بترشيح من شيخكم الترابي؟

    - هؤلاء الذين قدمناهم وزراء بعد الإنقاذ واختارهم الترابي بصفتهم كانوا شباباً وليسوا مفكرين، وليسوا من أهل الإطلاع بل هؤلاء يأخذون الحكمة من «أفواه الرجال» ولا يقرأون كتاباً ولديهم موهبة في القدرة على الحفظ والخطابة.

    تصريحات الترابي الموجهة للقيادات الإسلامية في بلاد الربيع العربي، كلها تطلب منهم عدم الاقتداء بالإنقاذ لأن ذلك يعني فقدانهم لتأييد الجماهير فهل من توضيح؟

    - د. الترابي يحذرهم من مآلات الانقلابات التي تؤول من الحرية والشورى والديمقراطية إلى الاستفراد من الطهارة، والحِل إلى الفساد من الوفاء بالأمانات إلى الخيانة والغدر، ومن سلطة الجماهير إلى سلطة الفرد، ولذلك الديكتاتورية هي قانون تاريخي لصيق ولازم من لوازم الانقلابات العسكرية ولأن كل المشاريع الفكرية التي أتت بذلك الانقلاب «سحقت» الحركة المذهبية التي أتت بانقلاب، لكننا كنا نظن أننا الأذكى فوضعنا كل «البيض الفكري في سلة المدنيين» وحجبنا كل المعلومات عن العسكر الذين لم يكن لهم أي دور في عملية الإنقلاب، فقط لكل واحد دوره الشخصي.. الانقلاب تم بأموال الحركة الإسلامية وبآليات وأفراد الحركة الإسلامية، الذين كانوا يتجاوزون الـ«200» فرد، وكانوا يرتدون اللباس العسكري في ليلة التنفيذ.

    لماذا إذن استعنتم بالعسكر؟

    - العسكر كانوا واجهة للتغيير، وكانوا إخواناً لنا وأقسموا أن تكون هذه التجربة لمدة ثلاث سنوات، نضع فيها شكل الدولة والنظام الرئاسي البرلماني، ونبسط فيها السلطة والثروة عبر النظام الفدرالي، وبعدالسنوات الثلاث، نقيم انتخابات يأتي الشعب فيها بمن أتى بالشيوعي أو الصادق المهدي، أو الميرغني أياً كان.. لكن بعد اكتمال السنوات الثلاث بدأ التململ على الحركة الإسلامية، وظل الصراع بيننا ورفضوا خلع البدلة العسكرية، واستمر هذا الصراع إلى أن طرحنا قانون الحريات على هيئة الشورى، وسقط لمرتين، فرفضناه مرة أخرى وفاز.. وللأمانة والتاريخ علي عثمان كان مع الحريات، وسمعت بأذني الشهيد الزبير- عندما ذهبنا إلى «الوضاءة»- يقول علي عثمان «خذلنا» واثنان من الموجودين في المؤتمر الشعبي هما يس عمر الإمام وإبراهيم السنوسي كانا قد رفضا ذلك، ولكن عادا وقبلا بعد أن أصبح أمراً نافذاً، وتنكر اولئك.. أما العسكريون عن بكرة أبيهم وقفوا ضد الشورى، لذلك فإن القضية كانت قضية الحريات، ونحن نحذر الإسلاميين في الدول العربية من «الولوق» لما «ولقنا» فيه لأن المدنيين «سيخونونهم» كما خانونا في السودان، لو لم يخنا إخواننا المدنيين لم يكن العسكر سيخوننا، لأنهم لم يكونوا يعلمون حتى من هم إخوانهم الذين معهم في مجلس قيادة الثورة، ولم يكونوا يعرفون أنهم إخوان لبعضهم البعض.. لذلك نحذر الإخوان من أيلولة التجربة إلى الاستفراد والفساد، وهذه أسوأ تجربة مذهبية ناهيك عن أنها إسلامية، وأن الوفاء بالعهد والميثاق هي أصول دينية ينص عليها الإسلام.

    نحن نخشى على الحركات الإسلامية، ونحن أصحاب فكرة عالمية خالدة ونحن امتداد لهم وهم امتداد لنا، أن يخوضوا تجربة مثل التجربة غير الرشيدة التي خضناها، لذلك نحن نادمون على الانقلاب العسكري وعلى 89، ونحن الآن نؤمن بالديمقراطية ونكفر بالانقلابات العسكرية، و نحرص على إخواننا في العالم العربي الاسلامي أن لا يردوا موارد الهلاك، وأن يردوا موارد «الخلاص» بل نحن نوجه النصح لإخواننا السابقين بأن المؤتمر الوطني ليس حركة إسلامية بل هو مؤسسة علمانية.


    -------------------
                  

11-27-2012, 10:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    غازي ينفي استقالته من المؤتمر الوطني


    نشر بتاريخ الإثنين, 26 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    البرلمان: (قوش) سيمارس نشاطه في المجلس الوطني حال براءته.
    .قال إن شائعة استقالة غازي اصطياد في الماء العكر..ا
    لوطني : الترابي ليست له علاقة بالحركة الإسلامية حتى ينصب غازي أميناً عاماً.
    .البرلمان يكشف عن تفاصيل جديدة حول المحاولة الانقلابية

    الخرطوم: معتز - صلاح - سيف الدين
    نفى القيادي بالمؤتمر الوطني، ور


    ئيس الكتلة البرلمانية لنواب الوطني، د. غازي صلاح الدين، استقالته من المؤتمر الوطني، وأبلغ غازي «الإنتباهة» أنه لم يستقل من الوطني، رداً على شائعة سرت في أوساط عدد من السياسيين والمواقع الأسفيرية بتقديم غازي لاستقالته، وهو ما نفاه. فيما وصف المؤتمر الوطني شائعة استقالة د. غازي بالاصطياد في الماء العكر، وأشار إلى أنه في حالة الاضطراب التي يعيشها الرأي العام تصدر كثير من المعلومات المغلوطة. في وقت كشف فيه البرلمان عن تفاصيل جديدة بشأن المحاولة التخريبية الأخيرة التي أحبطتها السلطات الأمنية، وأبان أن طلب رفع الحصانة عن مدير جهاز الأمن السابق الفريق أول صلاح عبد الله قوش، قد تم قبل يوم من إلقاء القبض عليه، عبر طلب من لجنة متابعة من جهاز الأمن والجيش دفعت به لرئيس البرلمان، في الأثناء، وفيما يتوقع أن تنظر قيادة الوطني خلال أيام في عضوية قوش في الوطني، قطع رئيس لجنة الشؤون القانونية بالبرلمان الفاضل حاج سليمان، أن قوش سيمارس مهامه بالبرلمان بصورة طبيعية إذا ثبتت براءته. وقال رئيس لجنة الأمن وعضو المكتب القيادي للوطني محمد الحسن الأمين للصحافيين بالبرلمان أمس إن الانقلاب الذي تم إحباطه الخميس الماضي أمر حقيقي، إلا أنه أكد استحالة نجاحه،

    وأشار إلى أن عقوبة مرتكبي الانقلاب ستخضع لتقديرات المحكمة وفق الحيثيات التي ستقدم، وأوضح أن المعارضة ليست بعيدة عن الانقلاب، إلا أنه أشار إلى أن التحقيقات هي التي ستثبت مشاركتها من عدمها. ودعا الوطني من يطالبون بالإصلاح في الحزب إلى أن يتم ذلك داخل أجهزة الوطني ومؤسساته، وقال إن المطالبة بالإصلاح متاحة لكل الناس، ويمكن أن يطرحوا رؤاهم داخل الأجهزة التنظيمية، في وقت استمع فيه القطاع السياسي للحزب الذي انعقد برئاسة نائب الرئيس د. الحاج آدم أمس إلى تنوير حول الوضع السياسي، وأشاد بدور الأجهزة الأمنية في استقرار الوضع الأمني، كما وقف على الإجراءات الخاصة والتحقيقات الجارية مع المتهمين في المحاولة التخريبية الأخيرة. ######ر أمين الإعلام بالوطني البروفيسور بدر الدين أحمد إبراهيم من حديث الأمين العام للمؤتمرالشعبي عن تنصيب غازي أميناً عاماً للحركة الإسلامية السودانية، وقال: «الترابي ليست له علاقة بالحركة الإسلامية حتى ينصب غازي أميناً عاماً». وأكد أن الحركة الإسلامية أمينها العام هو الزبير أحمد الحسن. وأكد بدر الدين أن من مسؤولية الدولة ضبط الأمن، ولفت إلى أن السبيل الوحيد للوصول إلى الحكم صناديق الانتخابات، وحذَّر من أية محاولات خارج هذا الإطار.وقال إن ذلك يعد تناقضاً مع إرادة الشعب الذي ارتضى الديمقراطية سبيلاً للوصول إلى الحكم. ودعا الأفراد والمجموعات التي تدعو إلى الإصلاح إلى طرح أفكارها ورؤاها داخل مؤسسات الحزب، وأكد أن التشاور والمناصحة متاحان في كل الأطر.
    في المقابل أكد حزب المؤتمر الشعبي عدم تورُّط أي من قياداته في المحاولة التخريبية الأخيرة، ووصف مدير الأمن السابق وأحد المتهمين في المحاولة التخريبية الفريق أول، صلاح قوش، بالأسوأ تاريخاً، إلا أنه طالب بتقديمه لمحاكمة عادلة. ورفض الشعبي في مؤتمر صحفي بداره بضاحية الرياض أمس، توجيه أي اتهامات لأيٍّ من منسوبيه، وأشار إلى أن إستراتيجيته واضحة في التعامل مع الحكومة وتستند إلى التعبئة العامة لإسقاط النظام بالطرق السلمية، وقال القيادي البارز بالحزب، الناجي عبدالله، إن حديث الحكومة عن محاولة تخريبية بمثابة «هروب إلى الوراء» لعدم توفر ما سماها بالأسباب الموضوعية للقبض على المتهمين في المحاولة.

    وأضاف: أن الهدف هو تغطية لإخفاقات داخلية قال إنها تواجه النظام من بينها الإشكالات التي أفرزها المؤتمر العام للحركة الإسلامية والانتقادات المستمرة لأداء عدد من المسؤولين بالدولة، وفي الوقت الذي استبعد فيه إدانة مدير الأمن السابق وأحد المتهمين في المحاولة التخريبية الفريق أول، صلاح قوش، كشف الناجي أن قوش تم نقله إلى منطقة جبيت العسكرية بشرق البلاد، ونفى اعتقال أي من كوادر الحزب ضمن المتهمين في تلك المحاولة، واستعرض القيادي بالحزب أبو بكر عبد الرازق ما سماها بمراحل ومحاولات استهداف حزبه ووصفها بالفاشلة، وفيما اعتبر أن الدخول المسلح إلى الخرطوم عبر السلاح خيار غير مأمون، قال عبد الرازق: «نحن قادرون على أن نقض مضاجع الحكومة عبر الوسائل السلمية» وأشار إلى أن «قوش» يعد أسوأ ضبّاط الأمن في تاريخ البلاد من جانب الحريات، إلا أنه طالب بعدالة التحقيق معه وإحالة القضية إلى دائرة الاختصاص.


    ----------------

    حصاد الهشيم السياسي ...!

    نشر بتاريخ الأحد, 25 تشرين2/نوفمبر 2012



    الصادق الزيقى


    الفزع الأكبر لدى كل الإسلاميين والإنقاذيين الحادبين على بلدهم وتوجهاتهم، أن تتوالى تداعيات خلافاتهم وانقساماتهم، وينسدَّ الأفق أمامهم، وتعجز الحكمة من أن تعصمهم من المواجهات والصدامات التي لا تحمد عقباها، خاصة أن المشهد والمسمع أمامنا ينذر بخطر داهم وماحق، لا مانع له إلا لطف الله.


    وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً، فبعد الإعلان عن ما يسمى بالمؤامرة التخريبية التي يقودها ضباط وقيادات عسكرية وأمنية إسلامية من قلب الصف ومن أحشاء الحركة والتنظيم، بدأت حقائق عديدة تظهر للعيان وتتلمسها القلوب والأيدي، يجب أن ينتبه لها الناس ويقرأوا ما وراءها وما تحت خطوطها قراءة عميقة وتتلخّص هذه الحقائق وتتمحور في ما يلي :ــــ
    أولاً: خرجت الحركة الإسلامية من مؤتمرها الثامن يخيِّم عليها شبح الانقسام، وهو تشظٍ جديد يضاف للافتراق والمفاصلة السابقة التي لا شك أضعفت الإنقاذ وفتت في عضدها،


    وإذا حدث انقسام وشقاق جديد لا قدر الله، سيكون هناك انشطار ذو تأثير بالغ على مسار الدولة والحزب والحركة نفسها، وسيصحبه سجال وجدال ونزال سياسي خشن للغاية حول المشروعية السياسية والفكرية والأخلاقية للسلطة القائمة وحزبها وحركتها، ويندلق هذا التطوُّر الحارق في حال حدوثه على الساحة السياسية كلها، لن تكون الأوضاع فيه كما كانت، ولا يوجد سيناريو مُطمئِن على الإطلاق، فحالة الاستقطاب الحادة سينتج منها انفجار بعض الاحتقانات المتقيِّحة، ولن تكون القوى السياسية والاجتماعية بعيدة عن مواجهة بعضها بكل الوسائل لانفراط العقد وضرب الفوضى بأطنابها في الساحة الوطنية، وهذه كلفة عالية جداً، على الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وقبلها على البلاد نفسها التي ستكون في مهب الريح وعلى كف عفريت الخلاف.. وخطورة هذا الخلاف المحتمل أنه سيكون آخر حلقة من سلسلة الانقسامات التي حدثت للإسلاميين خلال فترة الإنقاذ.


    ثانياً: بعد الإعلان عن المخطط التخريبي أو الانقلابي، الذي أُعتقل على إثره صلاح قوش وود إبراهيم ومجموعة من الضباط الإسلاميين يكون قد ترافق الانقسام السياسي بالانقسام العسكري في التنظيم والحركة والإنقاذ وأذرعها العسكرية، وربما ينتقل هذا المعطى الجديد بمفاصلاته وخلافاته إلى الأجهزة العسكرية نفسها، إن لم يكن اليوم فغداً.. وهذا واقع مخيف لا يمكن تحمُّل كلفته العالية أيضاً، ولا تحتمل ظروف البلاد فواتيره الباهظة.


    نحن نعلم أنه لا يوجد من يسمع صياح المنذرين ونداءات الصارخين بإشفاق، لا أحد يعير الاهتمام لصافرات الإنذار وقرع أجراس التنبيه، لقد صُمّت الآذان، والقلوب كأنها على أقفالها وقد ران عليها من أن تستجيب، فهل يسمع الصم الدعاء، لقد سُدّت كل منافذ النصيحة المخلصة والصادقة، وبلغ بالناس الزهد فيها، بالانطواء على أنفسهم والدعاء لهذه البلاد أن يجنبِّها الله الفتن ما ظهر منها وما بطن.. لكن الحال الذي نعيشه اليوم ما بين الشقاق السياسي الذي بانت طلائعه ونذره، وما يحدث في الدائرة العسكرية والأمنية يجعل الأيدي على القلوب، ويقدح في تماسك الأوضاع وقوتها وصمودها.


    لابد من مبادرة سياسية جديدة توحد الصف الوطني كله، ولا تبدأ قبل أن يتوحد الصف الإسلامي ويتجاوز مراراته وفتنه، لقد ملّ الشعب السوداني هذه المأساة والملهاة التي تجري أمامه كل يوم من صراع سلطوي لا قيمة له ولا يمثل أي حيثية أخلاقية قامت عليها التجربة الإسلامية، فالممارسة السياسية وعمليات تصفية الحسابات والضرب تحت الحزام، وأكل الإخوة لحوم بعضهم بعضاً، ستضرُّ بالبلاد كثيراً ولن نجني منها سوى الشوك والخراب وسيكون الحصاد في النهاية حصاد الهشيم


    --------------

    قراءة سريعة في ملف التخريبية


    موسى يعقوب:


    كان المصدر الأمني حكيماً ودقيقاً عندما وصف ما دله عليه نشاطه بأنه عملية (تخريبية)، ذلك أن (التخريب) حمال أوجه وله جملة أشكال وألوان لن يفتي فيها أخيراً إلا (القانون)، والقانون عملية لها ترتيباتها وبنياتها.
    والتخريب أو ما هو أدق منه كالتمرد والمحاولة الانقلابية يتوقع من (أقرب الأقربين) كما الحال مع غيرهم، حيث إن كل المحاولات الفاشلة أو الناجحة في هذا الصعيد كانت تحدث ممن ليسوا بعيدين عن الحاكمين كالسيدين شنان ومحي الدين أحمد عبد الله في الحقبة النوفمبرية، وقد كانوا جزءاً منها كما هو حال هاشم العطا وحمد الله وبابكر النور وقد كانوا جميعاً ممن قادوا انقلاب 25 مايو 1969 وكانوا اعضاءاً في مجلس قيادة الثورة يومئذٍ.

    وغير هؤلاء من يشار إليهم أيضاً.
    تأسيساً عليه، فإن البعد أو القرب لا سيما إذا ما كان مدعوماً (بغبائن) وحساسيات وخلافات واختلافات تجاوزت حدها فإن الدخول في مثل هذا (المشروع) بأرباحه وخسائره المتوقعة يكون أمراً وارداً. والحركة الاسلامية ونظام الانقاذ الوطني ليسا بمنأى عن ذلك رغم أن الخلق الديني يحول إلى حد كبير بين شهوات النفس ومغانمها كما هو مطلوب ومتوقع، إلا أنه ومع ذلك شهدت الحركة الاسلامية وحزبها الحاكم في آخر تسعينيات القرن الماضي انقساماً أو حركة (تخريبية) سياسية وتنظيمية أحدثت خللاً و(ربكة) مايزال أثرهما قائماً ومشهوداً، وقد تكون العملية التخريبية التي أعلن عنها اخيراً وقد شملت عسكريين ومدنيين أعلن عن بعضهم هي الجديد في الموضوع برمته، وان كان الانقسام السياسي من قبل قد كانت له (أذرع) عسكرية أو صار على صلة بجماعات متمردة. فمن تلك الأسماء التي أعلنت من كان له وضعه الخاص والمميز في السابق كمدير لجهاز الأمن والمعلومات ثم مستشاراً للسيد رئيس الجمهورية، إلا أنه فارق ذلك كله بقرارات رئاسية جراء الخروج عن المألوف والراتب في مثل تلك المواقع مما حسبه البعض تدخلاً في شؤون الآخرين وتضخيماً للذات. وهو ما صدقه الواقع بعد ذلك وقد دخل الرجل البرلمان (المجلس الوطني) ومارس نشاطه التجاري والاجتماعي الحر، وكله غير ممنوع بطبيعة الحال ويجيزه الدستور ولكن تبقى للمراقب قراءته للوقائع ومتابعتها.


    وإلى جانب ذلك، يظل للزمن والظرف اللذين أعلن فيهما عن العملية (التخريبية) دورهما في هذه القراءة.. فقد جاءت بعد مؤتمر عام للحركة الإسلامية هو (المؤتمر العام الثامن) وكان فرصة للتباين في وجهات النظر واعادة الهيكلة والنظم، بل وما رشح من خلافات حسبها البعض فرصة طيبة ونادرة لاستثمار ذلك كله في عملية (تضع النقط على الحروف) كما يقولون، وتحقق بالتخريب ما لم يتحقق بالحوار والتصويت والممارسة الديمقراطية.
    وكيفما انتهى الحال في هذه العملية التخريبية التي يجري التحري والاستبيان بشأنها، إلا انها (منشط) تكرر وتطور تاريخياً كما أوردنا باديء الأمر، وله في هذا العهد رغم غرابته ما يشير إليه ويخصه بالذكر.
                  

11-28-2012, 06:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    إعادة انتخابات الأمين العام للحركة الإسلامية بالخرطوم


    الخرطوم: عبدالباسط إدريس


    قررت اللجنة المكلفة بالنظر في الطعون الموجه لمؤتمرات الحركة الإسلامية قبول طعن ولاية الخرطوم ووجهت بإعادة انتخاب مجلس شورى الولاية والأمين العام بجانب إعادة انتخابات مجلس الشورى ورئيسه وأمين محلية الخرطوم.
    وعلمت( السوداني) أن اللجنة التي يرأسها بروفسور إبراهيم عمر وجهت كذلك بإعادة انتخابات الأمين العام للحركة بولاية شمال دارفور عقب الاستقالة التي تقدم بها الوالي عثمان محمد يوسف كبر.
    وكان عبدالقادر محمد زين قد فاز بمنصب الأمين العام للحركة بولاية الخرطوم بعد تنافس محموم مع حسن عثمان رزق وحصل الأول على (90) صوتاً فيما حصل حسن رزق على (73) صوتاً.
    وشكك رزق في نتيجة الانتخابات وتقدم بطعن لرئيس اللجنة بروفسور إبراهيم أحمد عمر، واتهم شخصيات حكومية بالتدخل في عملية الاقتراع للحيلولة دون فوزه بمنصب الأمين العام

    --------------------


    وزير الدفاع : أطلعنا البشير على تطورات المحاولة الانقلابية وصورة من الاعترافات للمشاركين في المحاولة



    البشير يجتمع بعبد الرحيم ومحمد عطا
    11-28-2012 07:26 AM

    لندن: مصطفى سري الرياض: فتح الرحمن يوسف

    قال وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين في تصريحات صحافية إنه أطلع الرئيس السوداني عمر البشير القائد الأعلى للقوات المسلحة لدى لقائه أمس بهيئة الأركان المشتركة للقيادة العامة للقوات المسلحة على نتائج التحريات وصورة من الاعترافات للمشاركين في المحاولة التخريبية الأخيرة. وأضاف أن البشير استمع إلى تنوير حول المحاولة التخريبية التي أحبطت الخميس الماضي واتهم فيها (13) من ضباط في الجيش وجهاز الأمن أبرزهم الفريق صلاح عبد الله قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق.

    وقال حسين إن البشير استمع إلى تنوير من هيئة القيادة المشتركة عن الأوضاع الأمنية بالبلاد خاصة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، مشيرا إلى أن البشير اطلع على أوضاع القوات المسلحة ووحداتها المختلفة، مؤكدا جاهزية القوات المسلحة لحماية أمن واستقرار البلاد، وقال «إنها ستظل عصية على أي اختلاف وستكون في صف الوطن والمواطن».

    -----------------

    لا إصلاح مع الأشباح ...

    عزيزي عبد الغني ..!

    الثلاثاء, 27 نوفمبر 2012

    نهاركم سعيد - مكي المغربي


    3

    كان هذا عنوان مقالي تعليقا على مذكرة (الألف أخ) التي لم يعلن ولا أخ واحد أنه كتبها أونشرها ثم تعددت نسخها وظهرت لها روايات مريضة. عندها حمدت الله كثيرا أنني أعلنت موقفي ومطالبي الإصلاحية في (فبراير 2011 ) وتحملت مسئوليتها ثم بدأت في كتابة سلسلة (سيدي الرئيس ... أصلح ولا ترحل) في صحيفة السوداني حتى زادت على العشرين حلقة ودافعت فيها عن (حق التظاهر) للشعب السوداني والأحزاب وقرعت الحكومة وما زلت أقرعها واحملها المسئولية كاملة لأن حزبها السياسي هو المنوط به إيجاد المعادلة السياسية القانونية التي تكفل ممارسة هذا الحق الذي لن يستقر أي نظام يراهن على كبته وقمعه. هذا غير مطالب أخرى تتعلق بالبرلمان والولايات وغير ذلك.
    وهنالك أيضا (مذكرة لندن) التي صدرت من أمانة المؤتمر الوطني للمغتربين في المملكة المتحدة (وأنت تسكن معهم يا عبد الغني ... هل شاركت فيها؟!) وقد دعت علانية وقبل عام من الزمان إلى حكومة قومية وإنتخابات مبكرة ... ونشرتها في مدونتي جنبا إلى جنب مع مذكرتي مع أنني أراها أقرب للتغيير من الإصلاح ... الجدير بالذكر أن أمين المؤتمر هناك هو (د. صديق حسن أحمد البشير) ..!
    حقيقة تزعجني المزايدة بالإصلاح وإساءة توظيفه أو (فهمه) من الأساس، أكثر من الجمود أو الفساد نفسه. ولذلك بالرغم من حبي وتقديري للشاب المجاهد الذكي العاقل عبد الغني إدريس إلا أنني أراه اخطأ بالحديث عن أنه مسئول الإعلام في منبر الإصلاح المؤتمر الوطني. أنا أرحب بظهور هكذا منبر إذا ولد ولادة طبيعية (وضبحوا ليهو خروف سماية) وأعلن قادته عنه بصراحة ووضوح لا أن (يخرج) عبد الغني من عاصمة الضباب فجأة وبدون مقدمات بوصفه مسئول الإعلام ليوحي للناس أن هنالك مسئول ثقافة ومسئول شئون عضوية ومسئول مرأة وطلاب والخ. وقبل كل ذلك (من هو رئيس للمنبر؟!). هل حقيقة يوجد هذا الأمر من الأساس؟! ومتى تأسس وتحت أي سقف وفوق أي أرض إجتمع أعضاؤه؟! وإذا كنا نكره (اللوبيات) و (الشلليات) التي تجتمع سرا وتتآمر وتدخل على المسئولين بأبوابهم الخلفية وإنتماءاتهم الجهوية والعشائرية و(تحفر) لفلان و(تقص) لعلان، إذا انتقدناها وكرهناها لهذه المسالك الإنتهازية الملتوية فكيف يكون الإصلاح شبيها لها ومطابقا لها؟.


    عبد الغني رجل رائع وهو صهر الدكتور غازي صلاح الدين ولكنني أعتقد أن عبد الغني لم يعتمد على هذه القرابة في حياته ولا أظن أنها نفعته لأن د. غازي لا يقدم أهله فوق رقاب الناس ولذلك التف الناس حوله. د. غازي (عديله) مبارك الفاضل ... ولديه إمتدادات مع حزب الأمة وكذلك الترابي وعلى عثمان وآخرين ولكن هذا لم يمنع الإنقاذ يوما ما من إعتقال الصادق المهدي وإجلاسه على كرسي من ثلاثة أرجل في التحقيق ... هذا غير الإذلال والضغوط النفسية القاسية والتي انتهت به للهروب برا إلى أسمرا في عملية تهتدون بقيادة العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي (مساعد رئيس الجمهورية) حاليا.
    هذا السرد ضروري لتفكيك القضايا من بعضها وضروري لتركيز النقد على عبد الغني فيما أراه خطأ دون ان أشارك الموسوسين الذين يريدون ربط كل شيء يفعله عبد الغني بالدكتور غازي.


    ما أريده من كل من يريد الإصلاح ... انا يقول أنا فلان بن فلان لست راضيا عن هذه الحكومة في كذا وكذا وكذا ومطالبي هي كذا وكذا وكذا ... ولو كان معه أشخاص أو قيادات فلتسفر عن وجهها ولتتحمل المسئولية الاخلاقية كاملة تحت ضوء الشمس. لكن ممارسة بعض الوزراء والمستوزرين الإصلاح على طريقة تحريض الشباب وتحريكهم بالريموت كنترول .... أخير لينا منها الحالة دي.



    ----------------




    المحاولة الانقلابية.. هل هي نبوءة الترابي؟


    نشر بتاريخ الإثنين, 26 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00
    تقرير: هنادي عبد اللطيف

    قبل نحو أسبوعين من الآن تنبأ زعيم المؤتمر الشعبي د.الترابي وتوقّع حدوث انقلاب عسكري من داخل الإسلاميين أنفسهم، ولربما حدث أو كاد يحدث ما توقعه الترابي والخميس الفائت تعلن السلطات الأمنية عن محاولة وصفتها بالتخريبية قالت إنها أخمدتها، ولعل هذا يؤكد أن الترابي ليس ببعيد عن ما يحدث داخل الإسلاميين من خلافات سواءً كانت ظاهرة أو غير واضحة المعالم، ومؤخرًا كان الترابي قد صرّح بأنه يرى أن البديل المقبل للإنقاذ سيكون إسلامياً، تلك التصريحات طرحت أسئلة عديدة حول الأسباب التي جعلت زعيم الشعبي يقول ما قال، وما الذي دفع الترابي إلى أن يصرِّح بذلك؟وهل يقصد أن الشعبي أو الحركة الإسلامية ربما سيكون ضمن هذا البديل؟ أم أنه لا يخرج من الاثنين معاً؟


    البعض يرى أن البديل الذي تحدث عنه الترابي لايخرج من ثلاثة تيارات أو أحزاب، وهو المؤتمر الوطني أو الشعبي إضافة إلى الحركة الإسلامية على الرغم من الخلاف الذي يدور بين الأطراف الثلاث. ويرى المحلل السياسي د.عبد الملك النعيم في حديثه لـ«الإنتباهة» أن الترابي استصحب الظروف الخارجية والداخلية معاً خلال هذا تصريحه، وقال إن الظروف الخارجية سوى بثورات الربيع العربي السالامي الذي انتشر في المنطقة وهو التيار الغالب، أما الداخلي فإنه استصحب في المقام الأول ضعف القوى المعارضة غير المرتبة وليست منظمة بالشكل الذي يجعلها بديلاً لحكومة الإنقاذ الحالية، فقوة الإسلاميين التي امتدت لأكثر من«23» عاماً والحديث للنعيم الذي يضيف أن الترابي مستصحب خبرة المؤتمر الوطني كذراع سياسي للحركة الإسلامية وأصبح له قوة ووجود فعلي وقواعد يمتلكها وحديثه عن البديل الإسلامي يذهب به إلى أنه لم يكن عن طريق انقلاب عسكري وإنما بديل عن طريق صناديق الاقتراع.


    وبالرجوع إلى الوراء وعندما حدثت المفاصلة الشهيرة أصبح كل طرف يحاول أن يثبت أنه يمثل الحركة الإسلامية وأن يتحدث إنابة عن الحركة. وعندما انتهت المفاصلة ووصلت إلى ماوصلت إليه ذهبت آراء لاتهام الحكومة بالجمع بين الدولة والحزب وتتحدث باعتبار أنها تمثل الحركة الإسلامية الكاملة بمختلف تياراتها وكان «الوطني» قد مرّ بمراحل مختلفة عقب المفاصلة كان منها ــ بحسب إسلاميين ــ تسييس الحركة الإسلامية وبدأت مجموعات داخل «الوطني» تنقل للترابي ما يدور داخل «الوطني» وما يصرِّح به الترابي ليست تنبوءات أكثر من أنها معلومات أتت إليه من بعض الإسلاميين التابعين للمؤتمر الوطني، والذين اختلفوا في الرؤى حول العديد من القضايا، كذلك هناك اختلاف أن بعض الفئات بالمؤتمر الوطني ترى ضرورة فصل الحركة الإسلامية والدولة، فبعض الآراء تذهب إلى أن «الوطني» لا يفصل بين الحركة والسلطة واختلفت الرؤى والمفاهيم وأدت إلى تراشقات بالكلام، وذهب البعض أن المؤتمر الوطني ذوّب الحركة داخل «الوطني». لكن فكرة وجود بديل للإنقاذ لا تروق لكثيرين من قيادات «الوطني» وأن معظمهم لايرون أي بديل للإنقاذ معتبرين أن البديل إسلامي، فحتماً هو لا يخرج من الإنقاذ وذلك كما ذهب الخبير الإعلامي وعضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي أن كل الإنقاذيين إسلاميون وأشار إلى أن الإنقاذ لن يأتي بعدها بديل سوى الإسلامي الإنقاذ. وأشار ربيع خلال مهاتفته «الإنتباهة» أن حديث الترابي يمكن أن يفسر كيفما شاء لكن نحن نقول أن لا بديل للإنقاذ إلا الإنقاذ.


    آراء معارضة برزت، وعلى ضوء هذه الخلافات والتراشقات التي أتت إلى الترابي من داخل المؤتمر الوطني وما أحدثته من خلل جعلت تصريحات الترابي تذهب تارة إلى تحليلات من خلال معلومات بما يدور داخل المؤتمرالوطني من خلافات خاصة التي حدثت داخل الحركة الإسلامية، فالكثير من قادة الشعبي يرون أن المجموعات التي تولت إدارة الحركة الإسلامية لا تصلح حتى للم الشمل، حديث الترابي يفسر أن المؤتمر الوطني مهيمن على السلطة هيمنة كاملة، بمعنى أنه لا مقدرة لمعارضة أن تستولي على الحكم، بمعنى أنه إذا حدث انقلاب فإنه سيحدث من داخل الإسلاميين وداخل المؤتمر الوطني، فإذا حدث أي انقلاب لن يتخطى الإسلاميين أنفسهم وذلك وضح خلال المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أكدت أن هناك خلافات عميقة داخل الحركة والوطني وحتى الجيش مما يؤكد أن تلك الخلافات ربما ستقود للبديل الذي يتحدث عنه الترابي، الأمر الذي يؤكد أنه إذا حدث أي تغيير او انقلاب داخل الحكومة فهو لن يكون بعيدًا منها وقد لا تختلف كثيرًا في العديد من القضايا خاصة وهي متفقة تماماً كتيارات إسلامية سواءً من الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني، لكنها تختلف وتتقاطع في عدة قضايا مما يؤكد أن ما يذهب إليه الترابي أن الخلافات التي تحدث داخل الوطني والحركة الإسلامية ستخرج مجموعات جديدة لا تختلف في توجهها الإسلامي وإن كانت تختلف في الكثير من الآراء.
    الانتباهة

    ---------------

    لغز المحاولة الانقلابية يشغل السودانيين
    November 27, 2012
    (عماد عبد الهادي- الجزيرة)

    ما يزال الشارع السوداني يطرح تساؤلاته عن المحاولة التخريبية أو الانقلابية وما إذا كانت جزءا من تذمر عبر عنه الرافضون لحالها أو سيرا في الاتجاه المضاد كما ترى الحكومة؟

    ويبدو أن بروز تيار الإصلاح الذي نادي بإطلاق سراح المقبوضين على خلفية تلك المحاولة التي أعلن عن إفشالها الخميس الماضي كلاعب أساسي بجانب تيارات أخرى داخل الحركة الإسلامية سيزيد من حجم المغالطات والتفسيرات في آن واحد.

    وبرغم تقليل الحكومة من حجم المشكلة إلا أن ما جرى من تحركات للم شمل من بقي على عهد الحركة الإسلامية -مناصرا لقيادتها الحالية- يبين حجم ما تعانيه الحركة ومن يحكمون باسمها.

    وترى الحكومة -التي تؤكد أنها الحاكم باسم الحركة الإسلامية- أن الإصلاح مكانه مؤسسات الحزب دون غيرها من مواقع. وتشير إلى أن ما حدث كان صغيرا لا أثر له.

    واعتبر نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم أن ما جرى من محاولة انقلابية أمر صغير “لمجموعة صغيرة” مشيرا إلى أنه “لن يكون مضعفا لصف الحركة الإسلامية أو الحكومة”.

    وقال محمد مندور المهدي للجزيرة نت “إن الحكومة ستنظر إلى قضية الإصلاح بكثير من التمعن والتقدير لأننا نعلم أنها إرادة بدأت ترتاد كثيرا من المواقع، وسنناقش هذا الأمر في أطره المعلومة لأن الرغبة في الإصلاح موجودة في كل الأزمان”.

    لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن الساعوري أشار إلى “عدم تعامل القيادة الحاكمة مع الإصلاح بل رفضته بطريقة دبلوماسية”. وقال للجزيرة نت “إن المجموعات المنادية بالإصلاح لم تجد من يوافقها الرأي لأن القادة يشيرون إلى أنهم جاؤوا عبر الديمقراطية وليس هناك من إصلاح أكثر قيمة من ذلك”.


    وأكد “فشل الاعتقاد بإمكانية عودة حيوية الحركة الإسلامية وبالتالي معالجة المشكلات التي اعترتها منذ توليها السلطة في العام 1989″ مشيرا إلى وجود “ربما مجموعة أخرى تنتظر ما ستسفر عنه خطوات الإصلاح التي قد تأتي بعدما استشعرت الحكومة خطأ تجاوزها لقاعدة الحركة في سنواتها الماضية”.

    ولم يستبعد الساعوري أن تعود أزمة الحكومة “وبالتالي الحركة الإسلامية خاصة” وإن “اجتماع ممثلي الحكومة بمجاهدي الدفاع الشعبي عقب المحاولة التخريبية لم يفصح عن مخرجاته بعد”.

    وقال إن التيار الإصلاحي “سيظل رافضا لما يجري” مشيرا إلى عدم وضوح الرؤية حول المستقبل الذي ينتظر الحركة الإسلامية والحكومة على السواء.

    أما الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية محمد خليفة الصديق فيرى أن المؤشرات الأخيرة “تؤكد أن الحركة الإسلامية السودانية لم تستشعر المياه التي تجري من تحتها”.

    وقال للجزيرة نت “إن الوضع الراهن كان يستدعي أن تدفع الحركة بفلذة أكبادها في مجال الفكر ليقدموا الإصلاحيين لمقاليد الحكم قبل التقليديين” مشيرا إلى أن السيطرة السلطوية لم تترك مجالا للحركة للتحرك إلى الأمام.

    وتوقع ظهور مجموعة جديدة “تمثل جسما جديدا داخل الحركة الإسلامية وموازيا للمجموعة الحاكمة حاليا” معتبرا أن ظهور المجموعة الإصلاحية يكشف أن الحركة لم تجب عن الأسئلة في الامتحان الأخير.

    كما استبعد حدوث إصلاحات حقيقية “طالما مست الأزمة عظم الحركة وكافة أطرافها الحية” مشيرا إلي عمق الأزمة “التي أفرزت مجموعات منادية بالإصلاح


    ----------------


    مدير شرطة دبى ضاحي خلفان :
    مؤتمر الخرطوم لام إخوان الكويت لفشلهم في تهيئة الانقلاب على الحكم
    November 26, 2012
    (السياسة الكويتية )

    أكد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان ان “على تنظيم الاخوان المسلمين ان يدرك ان ليس باستطاعته الاستفراد بالكويت او الامارات او اي دولة خليجية لان دول مجلس التعاون كالبنيان المرصوص وليست صيدا سهلا بل ستكون مقبرة لمخططاتهم ونهايتهم في رمال صحرائها التي تغوص فيها الاقدام حتى النهاية”.

    وكشف خلفان في لقاء مع “السياسة” قدم فيه قراءته لما يطلق عليه “الفسيخ العربي” وتداعياته على الدول العربية عموما والخليج خصوصا, ان “التنظيم العالمي للجماعة خرج في مؤتمر الخرطوم بلوم شديد لاخوان الكويت محملا اياهم مسؤولية عدم تهيئة الاجواء بشكل جيد لقلب نظام الحكم فيها واوصى بشحن العالم في الداخل والخارج ومؤيديه خصوصا لاستخدام الاعلام في تشويه صورة الحكومة الكويتية الى الحد الذي يجعل الشارع مهيئا وقادراً على تغيير النظام”.

    واذ اعتبر قائد شرطة دبي ان “اخوان الكويت فقدوا البوصلة وضلوا الطريق وكشفوا اقنعتهم”, أكد ان تحركاتهم الاخيرة كشفت انهم ليسوا طلاب حوار ومشاركة بل طلاب كراس وطلاب سلطة لان السلطة والدستور الكويتي أمنا منذ العام 1961 برلمانا قويا ومساحات واسعة من الحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية غير المسبوقة في العالم العربي والتي تباهى بها طويلا جميع الكويتيين ومنهم من يدعي زورا اليوم السعي لتحقيق الاصلاح والديمقراطية والمشاركة”, معتبرا ان “الحكومة الكويتية كشفت اقنعة وكذب ومؤامرات هؤلاء وافشلت مخططات بعض المعارضين الكويتيين الذي كانوا اول من هب للدفاع عن المتهمين بافتعال المشاكل في الامارات”.

    وفي مواجهة خطر توسع نفوذ الاخوان في مصر وبعض الدول العربية, شدد خلفان على ان “دول الخليج كحكام ودوائر امنية متفقون ومتجانسون ومتوحدون في الهدف والرؤية والمصير وهذا الكلام لا يخص دولة خليجية بعينها بل كل دول مجلس التعاون والكل يجب ان يفهم ان الكويت ليست وحدها وان الامارات ليست وحدها وان السعودية ليست وحدها وان دول الخليج ومهما كلف الامر ستبقى جبهة واحدة قوية وعتيدة وستقف في وجه كل من يحاول الاخلال بامنها”.

    اضاف ان “قادة دول الخليج اتخذوا قرارا بالتلاحم والتعاون والتوافق وهم يعملون بتنسيق تام ومتواصل ويتخذون كل التدابير التي تكفل استقرار بلدانهم وعدم وصول “الفسيخ” اليها”, مبينا ان “توقيع الاتفاقية الامنية دليل اضافي على ان امن دول الخليج يعلو ولا يعلى عليه وان الجهات المعنية ستقلب الطاولة على من يحاول قلب الانظمة الخليجية المحصنة من ربيعهم”, ومعتبرا ان “رفض بعض النواب الكويتيين للاتفاقية يعني انهم يريدون لدول الخليج الا تتفق على شيء بل يريدون الاستفراد بدول الخليج دولة دولة”.

    وعن “الربيع العربي”, رأى الفريق خلفان ان “الفسيخ العربي مؤامرة غربية تريد الولايات المتحدة الأميركية من خلالها ليس تحقيق الديمقراطية بل تجزئة المجزأ في الدول العربية بحيث ان الدول الكبرى المحيطة باسرائيل والتي تشكل قنابل بشرية موقوتة للكيان الاسرائيلي تنقسم وتتجزأ وتكون اسرائيل في امان الى ابد الابدين”, محذرا من ان “ضغط الحكومة الاخوانية في مصر على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وتدميرها للانفاق التي كانت تعمل في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك حقق الاهداف الاسرائيلية وحمى تل ابيب من المناوشات”.

    واستشهد على مقولة وجود مؤامرة اخوانية – اميركية أمنت وصول الاخوان الى الحكم بتصريحات قادة الاخوان في مصر الذين قالوا ان “اميركا فرضت علينا شروطا قاسية مقابل الوصول الى الحكم”, داعيا “الاخوان ان كانوا رجالا وطلاب حرية وعدالة الى اعلان فحوى اتفاقيتهم مع اميركا”, ومعتبرا ان “وصول الاخوان الى الحكم في مصر وضعهم تحت المطرقة وسيكشفهم امام الرأي العام وبالتالي فان مشروعهم سينتهي خلال خمس سنوات”.

    وعلى خط مواز, حذر قائد شرطة دبي من ان “ايران تخلق مشكلات لدولنا في الكويت والبحرين والسعودية وتحرض البعض على الاخلال بأمن هذه الدول فلا يجوز لطهران ان تلعب بأمن الخليج واذا عوملت بالمثل سيكون الوضع صعباً عليها لذلك فان المطلوب منها الاحترام المتبادل واذا كانت تعتقد أنها بحجمها تستطيع ان تفرض شيئاً من الهيمنة فهذا فكر خاطئ وسبق للشاه ان فرض نفسه كشرطي الخليج ولكنه انتهى”.

    ولوح بالرد على افتعال ايران للمشاكل والتدخل في الشؤون الخليجية بالعمل “وفق مبدأ المعاملة بالمثل كما تعامل الدول بعضها اذ ستقوم دول مجلس التعاون بالاعتراف بدولة عربستان وافتتاح مكاتب واعتماد سفراء لها ورفع علمها واستقبال زعمائها باعتبارها دولة تطمح الى الاستقلال”, لافتا الى ان “الجزر الاماراتية المحتلة لن تبقى ايرانية الى الابد


    -----------------


    رقصني يا جدع..!!

    عبد الباقي الظافر
    [email protected]

    بعد حادثة الاعتداء الغاشم على مصنع اليرموك حاولت بعض الاقلام السودانية استثمار الحدث لتصفية حسابات قديمة مع حزب الشيخ الترابي..اريق مداد كثيف ان العدو استفاد من معلومات وردت في صحيفة راي الشعب المعارضة..كانت تلك اشارة لمقال غير موفق ورد في الصحيفة عن تعاون سوداني ايراني في مجال تصنيع السلاح..قادة المؤتمر الشعبي دافعوا عن انفسهم واكدوا ان تلك المعلومات تم نقلها من مصدرها الاصلي وكان صحيفة انجليزية شهيرة.. الا ان الغالب الاعم ان المخابرات الاسرائيلية قرات بتمعن وربما استغراب ذلك المقال..وربما وضعت على هامشه عبارة وشهد شاهد من اهلها.
    ربما كان ذلك مقال غير موفق ورد في صحيفة معارضة..يوم الجمعة الماضية بعد ان تبادل الشيخ حسن رزق امامة المصلين في مسجد الخرطوم الكبير مع شقيقه كمال رزق..وقف حسن رزق والي نهر النيل الاسبق ونائب امين الحركة الاسلامية السابق على المنبر..حسن رزق كما جاء في الزميلة المجهر دعى لتهريب السلاح الى قطاع غزة..رزق اكد في خطبته تلك ان السودان بعد انهيار الطغاة في الربيع العربي اصبح في قلب المعركة مع اسرائيل..لم يكتفي رزق بالدعوة بل ارسل رسالة خطيرة ان اهل السودان موجودون في غزة بمالهم وسلاحهم ودمائهم.
    لأن الناس على دين ابائهم كان المهدنس محمد صلاح الدين رئيس اتحاد الطلاب يجاري الشيخ رزق في دعوته لجرنا لحرب غزة..المهندس الطالب وجه ندائه مباشرة للحكومة السودانية ان ترسل السلاح لقطاع غزة..ذات الدعوة حملها تلميحا وزير الدولة السابق بوزارة الكهرباء..المهندس الصادق محمد علي في خطابه بالدفاع الشعبي بمناسبة الاحتفال بيوم عاشوراء اذ اكد ان السودان حاضرا في غزة.
    تحليل النصوص يجلب على بلادنا كارثة اخرى تضاف الى رصيدنا من الكوارث..نقف قليلا عن حديث شيخ الحركة الاسلامية فيما نعتبر حديث الاخوين الاخرين ضربا من الحماسة وقلة الخبرة وانعدام الكياسة..كيف يكون السودان موجودا بماله في غزة وشعبنا في اطراف السودان يعبش نقصا في الانفس والثمرات..هل لنا فائض في السلاح والعدو يغشانا في العام مرة ومرتين لا نعلم ان كانت الغارة بصاروخ ام بطائرة..أين سلاحنا بعض دول الجوار في الشمال والجنوب والشرق تقتطع من ارضنا..و هل تبقي شيء من دمائنا لنصدره لاخوتنا في فلسطين.
    عند صلح الحديبية كان مشركي مكة يصرون على حذف عبارة محمد رسول الله..الرسول الاعظم عليه افضل الصلاة وأتم التسليم يرسي ادب الواقعية ويطلب حذف العبارة..حينما اشتد قصف غزة لم يفعل الرئيس المصري محمد مرسى سوى تخفيض التمثيل الدبلوماسي ..تلك عادة كان يكررها الرئيس السابق حسني مبارك.
    بعض قادة الانقاذ يصيبهم دوار (المايك)..عندما يقتربون من مكبر الصوت يقولون ما لايقال..اما اذا صحب الأمر طبل وعرض ورقص فأنهم يقدمون للعدو مايريد على طبق من ذهب.
    استغرب و امين اعلام الحزب الحاكم يرد على تارير اسرائلية نافيا امداد حماس بالسلاح .. اخي بدرالدين ابراهيم تحدث مع اخوتك داخل البيت اولا ليكفوا عن الحديث غير المباح في عالم اصبح مثل القرية .
    مع هؤلاء الاصدقاء لاتحتاج الانقاذ لاعداء ابدا.
                  

11-28-2012, 10:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الشعبي» يرحب بانضمام تيار الإصلاح بـ«الوطني» لصفوفه

    الخرطوم: التقي محمد عثمان:

    اعلن حزب المؤتمر الشعبي، ترحيبه بانضمام تيار الاصلاح بالمؤتمر الوطني الى صفوفه، وقال ان ابوابه مفتوحة لاستقبالهم ان اراد وا الالتحاق بالحزب.
    وقال نائب الامين العام للحزب بولاية الخرطوم، الناجي عبد الله،لـ(الصحافة) ان الاصلاحيين بالمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية اقرب اليهم، واشار الى انهم وان كانوا لم يختاروا الموقف الصحيح قبل ثلاثة عشر عاما، الا انهم يعتبرون افضل من غيرهم، مشددا على ان الحزب سينزلهم منازلهم التي يستحقون اذا صدقوا في عطائهم وبذلهم في المؤتمر الشعبي؛ (لأن تقديم القيادات في الحزب يكون لمن صدق وليس لمن سبق

    ----------------
    الهندى عز الدين كشف عن انتمائه الصريح لجناح نافع ليدفع باعلام الحكومة الى مزيد من الاحتقان

    اقرا راى عز الدين لتعرف مدى عمق الخلاف بين الانقاذيين ..



    | شهادتي لله |
    مواجهة (الاحتقان) .. ليس في العمر بقيّة
    26/11/2012 15:33:00

    الهندى عزالدين


    { لديَّ قناعة راسخة، ظللت أعبّر عنها خلال العامين الأخيرين كتابة وشفاهة، مفادها أن أي (تغيير) سيطال (تركيبة) النظام الحاكم - الآن - في السودان، سيكون من داخل (المؤتمر الوطني) و(الحركة الإسلامية)، ولن يكون للمعارضة (المدنية) أو (المسلحة) دورٌ ذو قيمة في أي محاولات حقيقية باتجاه التغيير.
    { لم يعد في جسم المعارضة (الحزبية) - لأسباب خاصة بها وأخرى متفرقة - طاقة كافية لقيادة (ثورة) مدنية كاسحة في مواجهة نظام جذوره ضاربة وساقه طويلة، وفروعه مديدة، ومتشابكة هنا وهناك.
    { وليس بمقدور الحركات المسلحة أو ما يسمى بـ (الجبهة الثورية) أن تسقط هذا النظام من "الخرطوم" أو عبر خطة إسقاط المدن باتجاه العاصمة، فمن شأن ذلك أن يعبئ شعب (الوسط) و(الشمال) و(الشرق) باتجاه عكسي مساند للحكم، مجدد لدمائه، ممدد لعمره، كما حدث في (هبة هلجيج) الشعبية التلقائية.


    { ترهَّل (المؤتمر الوطني) وتكلس، مع تطاول (شجرته)، وانتشار فروعها وتشابكها بين القبائل والجهات، و(المصالح) و(المجموعات). هل تصدقون أن للمؤتمر الوطني (فرع) في "بيروت" يرأسه (عازف) بإحدى الفرق الموسيقية من شباب المهجر!! ما معنى أن يكون للمؤتمر الوطني مكتب في "بيروت"، وآخر في "القاهرة"، وثالث في "لندن"، بينما مكاتبه في أحياء "الخرطوم" غير فاعلة، وغير منتجة؟!!
    { ذات الشيء حدث ويحدث في (الحركة الإسلامية) التي تمخض جبلها فولد الأخ الكريم "الزبير أحمد الحسن" أميناً عاماً (بالتعليمات)!!
    { ومما يؤكد أن مكاتب (الحركة) غير فاعلة، وأن (قيادتها) في "الخرطوم" غير ملتصقة بمكاتبها و(قواعدها)، سقوط عدد كبير من (كبار) قيادات الدولة والحركة الإسلامية في انتخابات (التصعيد) من (المؤتمر الوطني) إلى (مجلس الشورى)، فحصل أحدهم على (صوت واحد)، وآخر على (صوتين) أو (ثلاثة)، في وقت حصل فيه "عبد الله سيد أحمد" و"صلاح كرار"، وهما شخصان غير نافذين، ولا ضمن (الهياكل) القيادية للحركة، على (25) صوتاً وأكثر، ليصعدا إلى الشورى بالانتخابات!!
    { فقط البروفيسور "ابراهيم أحمد عمر" هو الذي تعوّد أن يصعد محمولاً على أكتاف قواعده في "أم درمان" العزيزة.. الوفية والأصيلة.
    { إذن .. هناك مشكلة ما.. كان ينبغي أن يتم استغلال المؤتمر العام للحركة الإسلامية - عبر (الممارسة) لا (التنظير) - في تلمُّس الحلول لها.


    { لقد دعونا كثيراً من هذا المنبر إلى ضرورة (الإصلاح) و(التجديد)، ولكن لا حياة لمن تنادي، فما زالت هناك (رغبة) عارمة ومتزايدة بدواخل البعض في (البقاء) لأطول فترة ممكنة، متشبثين بالمواقع، ملتصقين بالكراسي!!
    { لستُ من أنصار "غازي صلاح الدين"، بل إنني مؤمن ومقتنع تماماً بأن د. "غازي" ليس (إصلاحياً) ولا يحزنون، وأن أمثال الدكتور "عبد الله سيد أحمد" وبعض الشباب والطلاب تلفتوا يمنة ويسرى، وفي ظل حالة (التكلس) و(تكرار الوجوه) وغياب الكثيرين عن المشهد، لم يجدوا أمامهم أحداً غير "غازي" بشخصيته (الناقدة) باستمرار (في المجالس الخاصة) لكل شيء، وكل سلوك يصدر عن هذا التنظيم الحاكم!!


    { في رأيي، وحسب مراقبتي ومتابعتي وبمعرفتي التي أزعم أنها (عميقة) بأغلب رموز الحكم في السودان، أستطيع أن أزعم أن "غازي صلاح الدين" يحمل في داخله شخصية (ديكتاتور) أكبر بمراحل من ذلك الديكتاتور الذي يمكن أن يكون متشكلاً داخل الرئيس المشير "عمر البشير" الحاكم منذ أكثر من (23) عاماً.
    { أمّا الفريق "صلاح قوش" فهو (عرّاب) سياسة الانغلاق والكبت والشموليّة و(الرقابة) والاعتقالات التعسفيّة لأشهر متطاولة، فكيف يصبح بين ليلة وضحاها (عرّاب) الانفتاح والإصلاح والتغيير؟!!


    { "صلاح قوش" فشل في كل الملفات التي كلف بها، بل فشل في إدارة جهاز الأمن - نفسه - رغم أن بعض المتوهمين ما زالوا مقتنعين بأنه (أقوى) و(أذكى) ضابط مخابرات مرّ على تاريخ السودان!! وكيف يكون ذلك، و"خليل ابراهيم" يدخل أم درمان نهاراً جهاراً عند الثالثة بعد الظهر، وتقدل (تاتشاراته) في شارع العرضة وجوار (حوش الخليفة) بأم درمان، بعد أن قطعت أكثر من (ألف) كيلومتر قادمة من أقاصي غرب دارفور، متجاوزة حدودنا مع تشاد، ثم توغلت لتمكث في شمال كردفان.. وسيادة الفريق يسأل (عمدة) إحدى القبائل الرعوية عن مكان قوات "خليل" فيأتي صوت (العمدة) عبر الهاتف قوياً: (علي الطلاق.. الجماعة ديل عندكم في الخرطوم الساعة تلاتة!!) وفي هذاالتوقيت بالضبط كنت أعبر بسيارتي صينية الزعيم "الأزهري" بأم درمان باتجاه بحري، وكانت تهرول أمامي باتجاه كرري (دبابة) من المجنزرات تحاول اللحاق بمعركة (المواجهة) الغريبة والعجيبة في قلب العاصمة الوطنية "أم درمان"!! كيف تسنى لهم - كقيادات عسكرية وأمنية - أن يبقوا في مواقعهم ساعة واحدة بعد ذلك (اليوم) - العاشر من مايو عام 2008م - لست أدري!! ولا أحد يدري حتى الآن!!


    { وفشل "قوش" في ملف علاقات التعاون (بالمجان) مع أمريكا.. وقدم لها أكثر مما طلبت، وكان المقابل (صفراً) كبيراً.. وما زال (الصفر) يتضخم تجديداً (سنوياً) للعقوبات وتجميداً لاسم السودان في قائمة الإرهاب!!
    { وفشل "قوش" في ملف العلاقات مع "تشاد" و"ليبيا"، وضحكت علينا مخابرات "القذافي" كثيراً جداً.. وموّلت (كل) حركات التمرد (الدارفورية).. وكان "قوش" يعلم.. وكان "القذافي" يسخر من السودان والسودانيين!!
    { وضحك علينا قادة الجيش "التشادي" الذين دعموا قبل سنوات حركة (العدل والمساواة) بكل ما طلبته من سلاح وإمداد، وعندما واجه "قوش" الرئيس "دبي" بالمعلومات.. كان رد الرئيس: (أقنع "دوسة" القدّامك دا) !! و"دوسة" هو ابن عم الرئيس ووزير الدفاع، والرواية ليست من صنع خيالي بل حكاها الفريق "قوش" بنفسه في تنوير مشهود حضره جميع رؤساء تحرير الصحف السياسية بالقيادة العامة، ويومها هدّد "قوش" الصحفيين بكشف (عملاء) السفارات بين صفوفهم، ونادى على مسؤول الصحافة بالجهاز وقتها: (يا فلان الكشف وينو؟!)، ولم يكن هناك (كشف) ولا يحزنون.. كان هناك صحفيون يساريون تعاونوا مع (منظمات) غربية تحت ستار (دعم الديمقراطية)، ولم يكن بحوزته قائمة بعملاء سفارات ولا قنصليات.


    { كان "صلاح قوش" ينتهج سياسة الإرهاب والتخويف مع جميع القطاعات السياسية (المعارضة) و(الحاكمة) والإعلامية والمجتمعية، ولم يكن ضابطاً (مخابراتياً) عظيماً.. وإلاّ ما تعرضت البلاد لنكبات عديدة في عهده، وكانت آخر أخطائه في رئاسة اللجنة السياسية الأمنية المشتركة مع الحركة الشعبية قبيل انفصال (الجنوب)، وفيها وافق على ضم منطقة (14) ميل لقائمة المناطق المتنازع عليها مع الجنوب؟!
    { هؤلاء ليسوا (إصلاحيين)، ولا ينبغي أن يكونوا، لكنهم (ناقمون) وغاضبون، وفي رأيي أن أمر (الانقلاب) لم ينضج بعد في تفكيرهم وبرنامجهم.
    { كما أنها لا يمكن أن تكون محاولة (تخريبية)، لأن هؤلاء يعتبرون أنفسهم (أصحاب الجلد والرأس) في (الإنقاذ)، فماذا سيخربون؟! كباري؟ محطات الكهرباء والمياه؟ هذه صنائع تشبه حركات التمرد، ولا تشبه قيادات من قلب المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية.
    { التوصيف لم يكن موفقاً ولا دقيقاً.
    { ما الحل إذن؟!
    { كان الأقوم والأسلم، أن تترك (القيادة) إجراءات الشورى وعمليات الانتخاب في مؤتمر الحركة الإسلامية تجري دون أي (إشارات) أو (تدخلات).


    { وقد كان شرفاً وفخراً عظيماً للحركة الإسلامية أن تبدأ مؤتمرها العام بممارسة شفافة وديمقراطية مفتوحة في عملية انتخاب رئيس المؤتمر، التي فاز فيها اللواء دكتور "الطيب ابراهيم محمد خير"، خارج إطار كل التوقعات والحسابات.
    { رصدت الكاميرات الدكتور "نافع علي نافع" وهو يرفع يده عالياً مصوتاً للبروفيسور "عبد الرحيم علي" ضد "الطيب سيخة"، ليفوز دكتور "الطيب" ويسقط "البروف" مرشح القيادة!!
    { كان مشهداً عظيماً لممارسة الديمقراطية في السودان، وكان يمكن أن تسوّق له (الحركة الإسلامية) لسنوات.. فالمسؤول في الحزب بعد الرئيس، يصوت لأحدهم.. فيسقط!!
    { لكنهم - وكعادتهم - لا يصبرون على الديمقراطية وممارسة الشورى، فتوتروا وتهيجوا وشمّروا عن (سواعد المحاصرة) وقفلوا الطريق، وجاءوا بالشيخ "الزبير أحمد الحسن".. و"الزبير" ليس مجدداً، ولا مفكراً.. ولا زعيماً ..!! هو رجل (متدين تقليدي).. ومقبول للقيادة.. فقط!!


    { كان الأفضل سياسياً أن يخلوا بين (القواعد) والممارسة، فليأتوا بـ "غازي"، أو "محمد عبد الله جار النبي" أو "عبد الله سيد أحمد" أو "زيد" أو "عبيد"، ليس مهماً.. فماذا سيحدث لو جاء أحد هؤلاء أميناً عاماً..؟!
    { لن يحدث شيء.. أسوأ مما سيحدث بفعل (الاحتقان) الداخلي الماثل الآن.
    { يجب أن تقتنع كل (القيادة) بأنه ليس في العمر بقية.. وأن أمراض (السكر) و(الضغط) و(القلب) و(الشرايين) وغيرها قد هدّت أجساد معظم القيادات والوزراء والولاة، وأن (التغيير) هو سنة الحياة، فمن الأفضل أن يرتفعوا على (التكتيكات) المؤقتة والصغيرة، ويتجهوا ناحية (الانفتاح) أكثر وأكثر.. لأن (المحاولات) لن تتوقف إذا كانت (كل) الطرق (مسدودة) أمام (التغيير) السلس والناعم.
    { حفظ الله البلاد والعباد.
                  

11-29-2012, 03:29 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    قيادات بالتنظيم الدولي للحركة الإسلامية تطالب الترابي بالتنحي

    نشر بتاريخ الأربعاء, 28 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00
    الخرطوم: صلاح مختار

    علمت «الإنتباهة» أن التنظيم الدولي للحركة الإسلامية الذي زار السودان في الفترة الماضية مشاركًا في مؤتمر الحركة الإسلامية قد أبلغ الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. الترابي بالتنحي وترك الساحة، وأكدت المصادر أن أحدهم زار الترابي وأبلغه بترك العمل والتتنحي، في وقت أكملت فيه الحركة الإسلامية السودانية عملية التسليم والتسلم من الأمين السابق وكلف الأمين العام الجديد الزبير محمد الحسن الأمناء السابقين بالاستمرار في أداء مهامهم إلى حين تشكيل الأمانة الجديدة.


    وفي ذات السياق نفى أمين التنظيم بالحركة الإسلامية مهندس حامد صديق علمه بحل مجلس شورى الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم وأقر بوجود لجنة للنظر في الطعن المقدَّم في انتخابات الشورى بولاية الخرطوم قُدِّم لرئيس اللجنة التحضيرية إبراهيم أحمد عمر.

    إلى ذلك علمت «الإنتباهة» أن اجتماعًا عُقد أمس بشارع «53» بالخرطوم لقيادات لا علاقة لها بترتيبات الشورى ولا أمانة الحركة الإسلامية من بينهم عثمان الهادي ومعتصم عبد الرحيم، مع رؤساء الشورى وأمناء المحليات أبلغوهم خلال الاجتماع بتوجيهات صادرة عن جهات عُليا بالولاية لإعادة انتخاب عبد القادر محمد زين، ووصفت المصادر السلوك بغير الشرعي ودمغته بالفاسد، وقالت إنه التفاف على قرار إبعاد عبد القادر من الأمانة العامة.



    -----------------

    الحركة الإسلامية في طريق الإصلاح

    الطيب مصطفى


    نشر بتاريخ الأربعاء, 28 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    كنت أعلم أن بروف إبراهيم أحمد عمر رئيس لجنة طعون مؤتمرات الحركة الإسلامية لن يخون الأمانة فهو رجل لا أظن أن أحداً من العالمين يشك في نزاهته ذلك أنه من (البدريين) الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدِّلوا حين بدَّل الناس ولم يتغيَّروا حين تغيَّر الناس ولم تُلهِهم الدنيا وزينتُها ولا أزكِّيه على الله.


    أقول هذا بين يدي قرار لجنة الطعون التي نظرت في شكوى الأستاذ حسن عثمان رزق التي شكَّك فيها في نتائج الانتخابات التي أتت بالأخ عبد القادر محمد زين أميناً عاماً على الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم واتهم رزق شخصيات حكومية بالتدخل في عملية الاقتراع للحيلولة دون فوزه بمنصب الأمين العام!! ويُحمد للجنة الطعون أنها أبطلت انتخابات الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم وقرَّرت إعادة الانتخابات بما في ذلك انتخاب الأمين العام.


    الخرطوم هي السودان ومن يحكم الخرطوم يشارك بفاعلية في حكم السودان جميعه وإذا كنا نريد دوراً جديداً للحركة الإسلامية نصحِّح به المسيرة ونستعدل البوصلة فما من منصب يلي منصب الأمين العام للحركة الإسلامية أكبر من منصب أمين الخرطوم التي إن صلُحت صلُح معظم السودان فالخرطوم هي الولاية الكبرى سكاناً وهي التي تحتضن الحكومة المركزية بما فيها رئيس بل رئاسة الجمهورية وهي وجه السودان وعاصمته وكفى، لذلك شعرتُ بألم وحُنق شديد حين تقدَّم الأخ عبد القادر رغم احترامي له لمنافسة أستاذه حسن رزق فالبون شاسع وكان الأولى بعبد القادر أن يُعمل مبدأ الإيثار في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان حتى ولو كان الأمر به خصاصة أما أن يتشبث بالمنصب وينافس من هو أولى منه بمراحل فهذا ما استهجنتُه ولا أجد تصديقاً للحديث الشريف (فتنافسوها كما تنافسوها) أكثر تعبيراً عن موقف عبد القادر في مواجهته شيخه حسن رزق!!


    أقول هذا الآن لتذكير الأخ عبد القادر بأن يستدرك ما فاته بالأمس ويعلن الانسحاب هذه المرة فوالله العظيم إن الأمر يستحق منه هذه الخصلة التي تشبهه فذلك أجدى وأنفع خاصة في هذه الأيام التي تحتاج إلى رتق الفتق بعد الأحداث التي شهدتها الخرطوم مؤخراً بما في ذلك انتخاب الأمين العام وانعقاد المؤتمر العام ثم ما سُمِّي بالمحاولة الانقلابية.
    ثمة أمر آخر وهو أن حسن رزق من تيار الإصلاح الذي كان يقوده د. غازي صلاح الدين فالأوفق أن يعمل الأخ الزبير أحمد الحسن على استرضاء ذلك التيار وإزالة الاحتقان من خلال الضغط على عبد القادر ليتنازل لحسن رزق فذلك مما يقوِّي وحدة الصف ويُعيد اللحمة إلى ما كانت عليه في تلك الأيام العطِرات قبل أن يضرب شيطان الخلاف جسد الحركة الإسلامية ويلبسها شيعاً ويذيق بعضها بأس بعض.


    أخي الزبير.. أتابع خطواتكم في سبيل تنقية الأجواء وتوحيد أهل القبلة واسترضاء المغاضبين من تداعيات المؤتمر العام.. ليتك تلتفت إلى إزالة أي آثار سالبة لتداعيات (المحاولة الانقلابية) بإعمال فقه التعامل مع من شهد بدراً والذين غُفر لهم كل ما اقترفوا بعدها ثم عُِفي عن خطاياهم ولم يُعاقَبوا وهل كان ما ارتكبه حاطب إلا ما يمكن تسميته في عالم اليوم بالخيانة العظمى حيث وشى بخطة الرسول صلى الله عليه وسلم لقريش لكن أمره كُشف قبل أن يصل الخبر إلى غايته؟!
    تذكَّر يا الزبير أن كثيراً ممن حملوا السلاح (عديل) في سودان العجائب كوفئوا بدخول القصر بل إن الهالك قرنق مُنح والأوباش من أتباعه من الهدايا والمزايا والمكافآت والمناصب ما لا نزال نتجرَّع سمه الزعاف وغيره كثيرون ولا يزال الحبل على الجرار فبربِّكم ألا يستحق من بذلوا وجاهدوا أن تُغفر خطاياهم؟! أليسوا بشراً يخطئون ويصيبون ويتوبون وهل ما وقع من خطأ يعدل قطرة من بحر صوابهم؟!
    ليتك أخي الزبير تعرض منصب نائب الأمين العام على د. غازي صلاح الدين.. أعلم أنك زرته وأنك لا تمانع وسيُجرم في حق نفسه ومبادئه إن رفض.


    ثم ليتك تزور الترابي في داره.. تخيَّل أثر صنيعك هذا إن أقدمت عليه.. ولماذا لا تُقدم؟! إنك الآن في مقام رفيع يجب أن يجعلك حراً في تصرفاتك فليس فوقك أحد في السودان إلا الله سبحانه وتعالى إذ لم تعد وزيراً أو عضو برلمان أو مرؤوساً لأحد في الحزب الحاكم بل أعلى كما أن الترابي لا يُقارَن بقرنق وبالرويبضة وبباقان وسلفا كير وغيرهم ممن كان وفد التفاوض الذي كنت جزءاً منه يضاحكهم ويتودَّد إليهم.. لقاؤك بالترابي يمكن أن يُزيل الكثير من نزغ الشيطان الذي يُشعل الحرب بين أهل القبلة ويمكن أن يُطفئ بعضاً من لهيب دارفور
                  

12-04-2012, 04:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    متهماً المعارضة بـ(التخريبية ) ،
    نافع يتمسح بالشريعة وكأنه فى بداية التسعينيات
    December 3, 2012
    (حريات)

    اتهم نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الأحد أحزاب المعارضة بالتورط فيما يسمى بالمحاولة التخريبية ، قائلاً إنها دبرتها بمساعدة عدد من الإسلاميين الذين لديهم أطماع شخصية.

    واضاف نافع في لقاء جماهيري بقرية الكريدة في ولاية النيل الأبيض”إنها تتلقى الأوامر من الغرب والعلمانيين وتناصر الحركات المسلحة لإسقاط النظام”.

    وقال نافع بحسب ما اوردت الشروق ( ان الإنقاذ لن تحيد عن الشريعة أبداً لأنها برنامجها الأول وهي البرنامج الاقتصادي والسياسي والعلاقات الخارجية والعبودية المطلقة لله رب العالمين).

    ونافع الغارق فى الفساد والمعزول فى اضابيره الامنية والحزبية يعتقد بان التمسح بالشريعة لازال يحافظ على قدرته على (نقاب ) الاستبداد والفساد ، كما اوائل عهد الانقاذ ، رغم انه لم يعد ذى قيمة حتى فى اوساط الاسلاميين انفسهم ، والذين لم يتوصلوا الى فساد النظام وحسب ، انما صاروا موقنين بعدم قدرته على الاصلاح .

    وكمثال ، كتب الدكتور عبدالوهاب الافندى فى مقاله الاخير بالقدس العربى ( …ان ما يعلنه هؤلاء من مبادرات “إصلاحية” ما هو في الواقع إلا محاولات تخريبية حقيقية، تسعى إلى سرقة جلباب الإصلاح لتجنب المصير الأسوأ. وكان يمكن أن نشبه هذا الميل المفاجيء للإصلاح ومرونة المواقف بإيمان فرعون ساعة الغرق، سوى أن فرعون كان صادفاً في إيمانه بعد فوات الأوان، بينما مبادرات هؤلاء “الإصلاحية” ينقصها الصدق للأسف.

    مهما يكن فإننا نعتقد أن الفئة الحاكمة قد استنفدت كل فرصها لتدارك أخطائها، وكان أخرها مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير الذي كان يمكن لها فيه أن تعقد صفقة مع الإصلاحيين تطيل عمرها قليلاً، ولكنها اختارت المكر والغدر، وعاملت الحركة الإسلامية بأسوأ من معاملة مبارك وبن علي، لأنها قمعتها بالسطو والسرقة، وحولتها إلى غطاء للكذب والفساد، وهو مصير أسوأ من الحظر. ولعل سؤالاً يطرح نفسه حول دعاوى الإصلاح من قبل النظام عن هوية المسؤول عن الفساد والخلل الذي يحتاج إلى الإصلاح، وهل يمكن أن يكون المفسد هو نفسه المصلح، علماً بأن الله لا يصلح عمل المفسدين؟…) .


    ----------------

    الايكونومست) ترجح عدم انتقال (سلس ) للسلطة لعلى عثمان
    December 2, 2012
    (حريات)
    ذكرت (الايكونومست) أمس 1 ديسمبر ان المحاولة الإنقلابية 22 نوفمبر توضح ان النظام السوداني في حالة حرب مع نفسه .
    وأوردت ان أكثر ما يدهش في المحاولة الإنقلابية انها لم تفاجئ أحداً ! حيث إنتشرت شائعات المؤامرات منذ إنفصال الجنوب .
    وأضافت (الايكونومست) ان عمر البشير الذي حكم لـ(23) عاماً ممسكاً بتحالف العسكريين والإسلاميين والقوميين ورجال الأعمال ، بدأ يفقد سيطرته ، على خلفية إنفصال الجنوب ، وخسارة غالبية حقوق النفط ، وفقدان (95)% من إيرادات العملة الصعبة ، وبلوغ نسبة التضخم (45)% ، وخلاف آثار الأزمة الإقتصادية على المواطنين ، فقد أدت إلى فقدان عمر البشير بعضا من قدرته على تقديم الرشاوى السياسية والحفاظ على (نظام الوصاية) .
    وأوردت (الايكونومست) أن مرض عمر البشير – إستأصل الأطباء سرطاناً محتملاً من حنجرة الرجل البالغ 68 عاماً – أشعل مرضه النزاع بين الورثة المحتملين.
    وإستنتجت (الايكونومست) انه في ظل ضعف المعارضة ، فسواء تقاعد عمر البشير أو توفى أو تمت تنحيته ، فان البديل غالباً ما سيكون مرتدياً بزة عسكرية.
    ومن جهة اخرى ، وفي صلة بوراثة عمر البشير ، أدان نائبه الأول علي عثمان محمد طه ، ولأول مرة ، في خطابه أمس بالرميلة ، ما سمي بالمحاولة الإنقلابية ، وقال (ان الذين خانوا البيعة لم يعد لهم مكان بيننا وسيعاملون بحزم وفقا للقانون).

    ويشير تأخر تصريحات علي عثمان إلى إنتظاره نتائج التحقيقات وإذا ما كانت تشير اليه ام لا ، كما يشير من الجهة الاخرى إلى ما سبق وأشارت إليه (حريات) من رغبته في إسترضاء المجموعة النافذة حالياً من العسكريين الامنيين ، التي كثيراً ما قدم أوراق إعتماده لها بمثل هذه التصريحات ، على أمل إنتقال السلطة له بصورة (سلسة ).
    وقال الصوارمي خالد سعد في برنامج (الواجهة) التلفزيوني ، بحسب ما أوردت (سونا) : (ن العمل الامني والاستخباري كان دقيقا وان ساعة الصفر كانت واضحة للاجهزة الاستخبارية وان القبض عليهم قبل بدء التنفيد كان إكراما لهم). وقال العقيد الصوارمي ان التحقيقات مع المعتقلين قادت إلى أسماء وشخصيات جديدة يتم التعامل معهم في ذات الاطار .

    ورغم ان (الشخصيات الجديدة ) التى اشارت اليها تحقيقات (المحاولة الانقلابية ) لم تقد الى على عثمان اوغازى صلاح الدين ، كما رددت تسريبات سابقة ، الاان استنتاج (ايكونومست ) عن ان الوريث فى نظام ذى طبيعة عسكرية امنية لابد وان يكون عسكريا ، يظل صحيحا .
    وسبق وأشار المحلل السياسى لـ (حريات) الى ان مايريده على عثمان من (انتقال سلس ) مستحيل ، فالنظام فى طور انحطاطه المتأخر آلت السلطة الفعلية فيه الى مجموعة ضيقة من العسكريين الامنيين (اسامة عبد الله ، بكرى حسن صالح ، عبد الرحيم محمد حسين ،طه عثمان – مدير مكتب البشير – ، عبد الله البشير – شقيقه – ونافع ) وهذه المجموعة لن تسلم على عثمان السلطة بصورة (سلسة) !
    واضاف المحلل السياسى قائلا انه ماعادت القدرات ولا الشعارات سبيلا الى الترقى فى سلطة الانقاذ ، واذ تحولت الانقاذ الى (عش دبابير ) صارت المواصفة الرئيسية (الدبابير ) – الرتب العسكرية . وعلى عثمان اما ان يتحالف مع دبابير اخرى او يدخل الكلية الحربية من جديد ! وهذه عاقبة القصاص من حركة باعت نفسها للشيطان


    ----------------

    كاميرا مراقبة كانت مزروعة فى منزل قوش
    December 1, 2012
    (مصطفى سري – الشرق الاوسط)

    عبرت أسرة ومحامي رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح عبد الله قوش عن قلقها لصحته، حيث تم نقله إلى مستشفى «الأمل» التابع لجهاز الأمن بعد تعرضه لأزمة قلبية أول من أمس، في وقت قامت فيه الأجهزة الأمنية بعملية تفتيش دقيقة استمرت من ليلة أول من أمس حتى صباح أمس.

    وقال عبد العظيم عبد الله شقيق صلاح قوش لـ«الشرق الأوسط»: «إن قوش تم نقله مساء الأربعاء إلى مستشفى (الأمل) التابع إلى جهاز الأمن، وإن زوجته وبناته استطعن مقابلته لأول مرة منذ اعتقاله قبل ثمانية أيام»، وأضاف أن الوضع الطبيعي أن يتم وضع قوش في مستشفى القلب، لأنه أصلا يعاني من مرض القلب ويتلقى علاجا مستمرا، وقال إن مستشفى جهاز الأمن يفتقر للخدمات المتعلقة بمرضى القلب، نافيا تعرضه إلى تعذيب، مرجحا أن يكون شقيقه قد أفرط في التدخين وحدثت له مضاعفات، وقال: «هو يدخن بصورة كبيرة ويستخدم أدوية قد تكون غير متوفرة له»، مشيرا إلى أن إحدى بنات قوش كانت مضربة عن الطعام طوال الأيام الثمانية التي قضاها في المعتقل، وعبر عن قلق أسرته من احتمال تدهور صحة قوش في ظروف اعتقاله.

    ويعتبر قوش أحد أبرز المتهمين بتدبير محاولة انقلابية قالت السلطات السودانية إنها تخريبية وقامت بإحباطها، الخميس الماضي، إلى جانب العميد محمد إبراهيم عبد الجليل (ود إبراهيم)، وقيادات أخرى من الجيش والأمن.

    من جانبه، قال عمر حميدة طه مقرر هيئة الدفاع عن قوش لـ«الشرق الأوسط» إن هيئته قدمت مذكرة إلى جهاز الأمن تطلب إطلاق سراحه، أو تعقد معه لقاء بالحق القانوني والدستوري له، وأضاف أن السلطات الأمنية لم ترد على الطلب، وأن الهيئة قدمت طلب استعجال، وقال: «بالأمس تم تفتيش منزل قوش بطريقة دقيقة، وتم حمل أجهزة حاسوبه وكاميرا مراقبة كانت موجودة في المنزل إلى جانب وثائق وأوراق تخصه»، مشيرا إلى أن التفتيش استمر منذ الـ11، أول من أمس، وحتى الخامسة من صباح أمس، وقال إن أمر التفتيش صادر من نيابة أمن الدولة، وتابع: «هذه أول مرة نعرف الجهة التي تعتقل صلاح قوش ولم يتم فتح بلاغ ضده، وإنما تحرٍّ مبدئي، بحسب التصريح الذي حمله رئيس التفتيش، وهو برتبة لواء»، مشددا على أن هيئته ستواصل ملاحقة الأجهزة المختصة، وستتقدم بمذكرة الأحد المقبل إلى مفوضية حقوق الإنسان، وقال إن هناك خطوات أخرى سيتم الإعلان عنها في حينها، وأضاف أن قوش لم يتم القبض عليه متلبسا فوق ظهر دبابة، وأن القبض يناقض الدستور، وأنه مستهدف في شخصه.

    وقال حميدة الذي يشغل مستشارا لأعمال قوش التجارية إن الاعتقال يخالف الدستور وحقوق الإنسان والشريعة الإسلامية، وأضاف: «لقد قدم صلاح قوش كثيرا لهذا النظام، وما يتم فعله ضده ينافي الأخلاق والدين»، وقال: «قوش سبق أن اعتقل شقيقه عبد العظيم، وهو ينتمي للحزب الشيوعي أكثر من مرة في بورتسودان، إيمانا منه بفكر النظام»، مشيرا إلى أن أي من زملائه في النظام لم يزوروا أسرة قوش، ما عدا القيادي في المؤتمر الوطني مندور المهدي، وأضاف: «رغم أن قوش كان يحرس هذه الحكومة ويدافع عنها»، وقال إن سكان منطقة مروي في شمال السودان التي يمثلها قوش في البرلمان ومن مختلف الأعراق والطوائف تقدموا بمذكرة إلى البشير تطالب بإطلاق سراحه.

    وكانت السلطات الأمنية منعت هيئة الدفاع عن معتقلي المحاولة الانقلابية أمس من عقد مؤتمر صحافي، كما لم ترد السلطات على طلب الهيئة بالسماح لمندوبين عنها بزيارة المتهمين


    ---------------

    فيما طالب ثلاثون من نوابه باطلاق سراح معتقلى الانقلاب المزعوم ، المؤتمر الوطنى يرفض
    December 1, 2012
    (حريات)

    أعلن المؤتمر الوطني رفضه للمبادرات الداعية لإطلاق سراح المعتقلين فيما سمي بالمحاولة التخريبية.

    وقال مسؤول الإعلام بالمؤتمر الوطني بدر الدين محمد إبراهيم (أي تدخل الآن غير وارد)، مشيراً إلى إمكانية إطلاق تلك المبادرات عقب إغلاق ملف التحقيق وتحديد حجم الإدانات.

    وكانت مجموعة من ثلاثين عضوا بالمجلس الوطنى اعلنت عزمها الترتيب لعقد لقاء عاجل مع المشير عمر البشير لمناشدته بإصدار عفو عام عن المعتقلين .

    وقال الناطق باسم المجموعة المبادرة، النائب احمد الطيب الفنقلو، إن المجموعة اجتمعت أمس بالمجلس ،وقررت (أن تلتقى بالرئيس البشير عبر الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين على ذمة المحاولة التخريبية الاخيرة، استناداً على تاريخهم وعطائهم للبلاد ومراعاة للظروف التي تمر بها البلاد حاليا وللمحافظة على وحدتها ،… و سبق وان أعفى الرئيس عمن هم أشد منهم عداوة وضراوة للحكومة).

    ومن جهة اخرى قطع ربيع عبد العاطي في تصريح لـ(آخر لحظة) بعدم وجود (أي اختراق أمريكي للحركة الإسلامية بالسودان، واصفاً أي أحاديث تدور في ذلك الاتجاه بأنها مجرد افتراضات تقودها بعض الجهات لشق الصف وتوسيع رقعة الخلاف الداخلي وضرب الحكومة).



    -----------------

    تراجع حظوظ علي عثمان .. قيادي إسلامي يرهن خلافة البشير بثقة الجيش
    November 30, 2012
    (أفريقيا اليوم -حريات)

    كشف قيادي بارز في (الحركة الإسلامية السودانية ) جوهر الصراع حول خلافة البشير و تفضيل خيار ” شخصية تحظى بالدعم العسكري لمنصب رئيس البلاد، مما يبعد فرص علي عثمان محمد طه، وأكد القيادي الإسلامي المعروف عبد الرحيم علي ” أن اختيار الزبير أحمد حسن لأمانة الحركة تم باعتباره ( رجل غير صدامي حتى لا تتكر تجربة الصراع بين الترابي والبشير ، فيما استبعد علي حصول إية مصالحة بين المؤتمرين الوطني والشعبي نسبة لتصلب الترابي في مواقفه .

    ورغم محاولته التهرب من المواجهة، والأجوبة الصريحة إلا أن رئيس مجلس الشوري الأسبق للحركة الإسلامية والقيادي المعروف عبد الرحيم علي في حوار أجراه معه موقع ” أفريقيا اليوم ” كشف جوهر الصراع داخل “الحركة الإسلامية” و” المؤتمر الوطني ” وأكد أن اختيار الزبير أحمد حسن لمنصب الأمين العام جاء لأنه رجل غير مصادم، وقال (بعض الناس يروا أن الأمين العام يجب أن يكون خصما للحكومة، إذا فعلنا هذا نعود إلى سيناريو الدكتور الترابي وتحدث المفاصلة بتدخل الأمين العام ومعه عدد من الاسلاميين ليقولوا هذا موقفنا) .

    وأضاف ( .أعتقد أن التأثيير على الحكومة ممكن وواجب، ولكن مواجهة الحكومة في خصومة مفتوحة ستؤدي إلى نتيجة الانقسام، لو كان هناك شخص يستطيع تغيير الرئيس فكان الترابي فهو المؤسس للحركة وليس مجرد قيادي بها، وهو لم يستطع هذا، وأي اتجاه لاقامة نزاع سيكون مخطئ، ولكني مع ذلك أؤيد الإصلاح داخل الدولة والحركة، وأعتقد أنها ممكنة وأنها مع مرور الزمن ستكون، والزبير رجل قوي ولكنه لم يحضر بنية الصدام وأظن أن هذا هو التوجه السليم)، وحول من يقود الدولة، أو خليفة البشير قال علي ( إن الذي يقود الدولة يجب أن يكون له تأييد وثقة من الجيش ولكني أفضل قيادة مدنية ولكن بشرطأن تحظى بثقة الجيش، بدون ذلك ستجد القيادة الجديدة نفسها محاطة بصراع داخلي وخارجي، وستكون تحت ضغوط هائلة)، وفسر مراقبون ذلك بأنه تمهيد لإبعاد علي عثمان محمد طه من خلافة البشير، والتمهيد لخلافته من داخل الجيش ، وسوف ينحصر الأمر بين عدد من الشخصيات أبرزها بكري حسن صالح، عبد الرحيم محمد حسين، عبد الله حسن البشير ” شقيق البشير” ، كما وردت أسماء ذات صلة بالعمل الأمني مثل نافع علي نافع، وأسامة عبد الله وهو ” عديل البشير أيضا”.!!.

    يذكر أن علي الذي أدعى عدم التصويت كان من المؤيدين لإبعاد غازي صلاح الدين من منصب الأمين العام اعتقاداً في وقوف عدد من شباب (الحركة الإسلامية )خلفه، وهو ما لا يتوفر في شخصية الزبير أحمد حسن، وهو شخص ضعيف ومنقاد، وهو ما يؤكده عبد الرحيم علي ” بدبلوماسية ” بوصفه ” غير مصادم”، واستبعد علي ، وهو كان يقود مبادرة لرأب الصدع بين الترابي والبشير خلال المفاصلة بين “المؤتمرين الوطني والشعبي “ امكانية تحقيق مصالحة وقال ( هناك أصدقاء مقربيين للترابي مثل الشيخ الغنوشي ولو أنهم وجدوا أي بصيص أمل في هذا الإتجاه ما تردد للتدخل في إزالة الخلاف، وأظن الترابي أخبرهم بأنه لا يريد).



    -------------------

    الأهرام العربي : المخابرات الامريكية عقدت ورشة سرية للإعداد لهذا الانقلاب منذ نوفمبر الماضي
    November 30, 2012
    (الاهرام)

    تنشر مجلة “الأهرام العربي” في عددها الجديد الصادر السبت، في تقرير موسع لها من مراسلها بالخرطوم، أن رجال الـ”سى آى إيه” الأمريكيين وضعوا سيناريو نهاية

    حسن البشير فى حكم السودان من الداخل، بعدما فشلت كل محاولات المعارضة والأحزاب التقليدية الكبرى فى إزاحة حكم حزب المؤتمر عن السودان.

    وذكر التقرير أن القرار كان تجنيد ثلاثة من كبار ضباط المخابرات والأمن والجيش ينتمون إلى حزب المؤتمر الحاكم، ومقربين من الرئيس، فأحدهم كان رئيس جهاز المخابرات الوطنى، والثانى كان الحارس الظل الأمين للبشير، والثالث جزءاً لا يتجزءاً من إصلاحيى حزب المؤتمر،

    ووضعت ساعة الصفر الخميس 22 نوفمبر الجارى، وقبل التنفيذ بساعات ألقت السلطات الأمنية فى الخرطوم القبض على الثلاثى الكبير فى ضربة استباقية، وأعلنت أنها أحبطت محاولة تخريبية فى البلاد، ولم تفضل الإعلان عنها بوصفها أكبر انقلاب يواجه الرئيس البشير حتى قبل انقلاب د. حسن الترابى عراب جبهة الإنقاذ والأب الروحى للبشير قبل الافتراق الكبير ووضع الترابى فى السجن فترات طويلة.

    “الأهرام العربى” حصلت على الأسرار والخفايا التى كانت ستغير وجه السودان والقرن الإفريقى للأبد، فبعد إعلان د. أحمد بلال، وزير الإعلام السودانى، والمتحدث الرسمى باسم الحكومة السودانية عن أسماء زعماء الانقلاب فى مؤتمر صحفى عالمى حتى راجت الشائعات حول الصراع على السلطة فى السودان، ودور الولايات المتحدة فى الانقلاب من داخل حزب المؤتمر على جماعة البشير.

    وزير الإعلام أوضح أن المعتقلين هم الفريق صلاح عبد الله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنى السابق، واللواء عادل الطيب، والعميد ود. إبراهيم، والأخير كان ظل البشير كحارس شخصى حتى غرف النوم، المفاجأة أن وزير الإعلام ألمح إلى دور خارجى فى العملية، وأنها كانت عملية مرصودة من قبل أجهزة الأمن منذ فترة طويلة، وحصلت “الأهرام العربى” على معلومات دقيقة عن دور المخابرات الأمريكية فى صناعة الانقلاب منذ عام 2007 ، وعلاقتها بصلاح قوش، رجل الأعمال الحالى،

    والقائد الذى ينتظر وراثة البشير فى حكم السودان من داخل حزب المؤتمر، وهى معلومات أكدها الصادق المهدى، زعيم حزب الأمة، ود. حسن الترابى، الرمز السودانى الكبير، والخبير السياسى محمد أبو يوسف، وأخيرًا تصريحات جينداى فرايزر، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية، التى اعتبرت أن قوش رجل أمريكا الذى درب كل رجال المخابرات السودانية فى العاصمة واشنطن فى دورات مكافحة الإرهاب، واللافت للنظر أن واشنطن عقدت ورشة سرية فى أحد مراكزها للإعداد لهذا الانقلاب منذ نوفمبر العام الماضى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 3:   <<  1 2 3  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de