درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن )

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 03:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة يوسف ابراهيم عزت الماهري(ابنوس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-20-2005, 08:37 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن )


    هذا السؤال في رأسي ، وقد حملته في أكثر من حوار سواء كان خاصاً أو عاماً ، ولكن دوماً الاجابـة بعيدة أو يلوذ الكثيرون بالصمت في معرض القول ، وفيما يترائ لي هنالك تواطؤ من فئات كثيرة كان المَحري فيها وفي ظل ثورة الهامش الراهنة ، ومطالبها المشروعة أن تنبرئ وبصوت جهير مطالبـة بهد هذا البناء المشوه لصالح مشروع ثقافي يستوعب التعدد في بلادنا ، بل كان العشم ان تكون الفئات المعنية بهذا الجدل في طليعة المنتبهين لهذه القضايا الثقافية وهنا أعني الكتاب والمبدعين وتحديداً الفنانين في ما يخص الغناء .
    والملاحظ إن هنالك تمسك بالمكتسبات المنجزة خلال فترة غياب كامل للثقافات الأخرى ، مما رسخ لثقافة محددة لفترة طويلة من الزمن ، ولكن اليوم يعي الكل إن هذا الرسوخ لم يكن لعامل الثقافة الأقوي ولكن هنالك قوة مكتسبة من عوامل أخرى ومنها الإعلام والسلطة السياسية ودورها في ذلك ، ولكن هذا كما يبدو اليوم من حراك ثقافي وإجتماعي إنه لا يمكن أن يستمر ، وعلى المثقف الوسط نيلي ( وانا أقول المثقف الوسط نيلي قبل كلمة المثقف السوداني لاننا منذ أن فتحت عيوننا وجدنا إن هنالك مثقف سوداني هو إبن المركز أما الآخرين فهم مثقفي الاقاليم ، ومغنيي الاقاليم ، وأعتقد آن الاوان أن يسمى كل من هؤلاء بمناطقهم ، حتى يوجد بيننا المثقف السوداني الغائب ، والذي لا أحد يعرف متى يأتي ، وأتمنى ان لا ننتظر كما الشعية في إنتظار عودة المهدي المنتظر ، وارجوا منذ اليوم أن تسمى الاشياء بمسمياتها )
    هذا المثقف الوسط نيلي والمتبني لما أنتجته أم درمان من اشكال ثقافية ، سواء كانت حقيبة او مسرح أو شعر او رواية أو غيره أن يحمل ما لديه ويحاور الثقافات الاخرى والسودانية ايضاً ، وقد يحمد لعقد الجلاد وساورا في محاولات جادة لإيصال صوت الاطراف عبر أغاني ربما لا تحدث ذات الاثر في اصحابها الحقيقيين ، ولكنها محاولة للتنبيه بأن هنالك صوت غائب هل يمكن أن نسميه ( صوت الوتر السادس ) كما في قصيدة الدكتور ابكر ؟
    على هذا المثقف ان يشعر اليوم وقد أتاحت ظروف كثيرة إمكانية التحاور مع الآخر السوداني الموجود ، وقبل هذا لابد أن يكون هنالك إعتراف ما بأن هذا المثقف لا يعي حقيقة هذا البلاد وعليه قبل الآخرين الاعتراف بأن هنالك ظروفاً معينة غيبت الآخر وصوته ، وأعتقد الكثيرون إنهم النموزج للمثقف السوداني الذي لديه الحق في تقديم نفسه للآخر الخارجي كنموزج للمبدع او المثقف السوداني وإن ما حمله هو الثقافة السوداني بتعددها .
    هذا الحوار دفعتني إليه ندوة حضرتها العام الماضي بتورنتو في منتدى خاص لمجموعة من المهتمين بالشأن السوداني يهمومه الثقافية والسياسية وكان عنوان الندوة ( أغنية الحقيبة ) وطرح فيها سؤال ماهو سر بقاء أغنية الحقيبة حتى اليوم وإستمراريتها ؟ هذا السؤال ومن خلال الاجابات كان الكثيرون ذهبوا نحو إن سر الاستمرارية في قوة الحقيبة ! في تجاهل كامل للكثير من الاجابات الاخرى ، والتي منها إجابتي .
    هنالك أزمة ربما ابناء الوسط النيلي الامردماني ثقافياً لا يستشعرونها ، ولكن الآخر يحسها بشكل يومي ، هذه الازمة تتمثل في إنكار الواقع أو التعامي عنه ، وفي أحيان كثيرة تجاهله ، بل أصبح اليوم في ما يبدو لي هنالك إستماته في التكريس للنموزج القديم ، وهنا تلتقي قوى الاستنارة النيلية مع ظلامييها ، بوعي أو دون وعي ، وبعضهم يرون إن على الآخر أن يرجيئ اسئلته إلى حين يكون الحوار عن ديمقراطية الثقافة ! اما الآن فالوقت لثقافة أم درمان وما جرى على نيلها .

    هذه بعض شخبطات ، فهل من مشخبط ؟


                  

10-20-2005, 09:00 PM

serenader

تاريخ التسجيل: 01-14-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    يا سيدي الكريم أبنوس
    أرهقت نفسك حيث لا معترك...
    غاب عنك في مرافعتك القيمة ما غاب عن كثير من المطاعنين في شأن أم درمان وطاعنيها.. حقيقة بسيطو: أم درمان هي مصهر ضخم رفدته كل قبائل وثقافات السودان. اشتد لهيب الصهر فيه على ايام المهدية، ثم فرت إليه ظلامات الناس بعد كتشنر وخرطومه. والناتج كان مزيجاً شديد التماسك حتى أنه صار نوعاً قائماً بذاته..
    أذكر أن أحد مجانين أم درمان، وهو مثقف وأديب وأستاذ في مدرسة ما ذهب بعض عقله بفعل الخمر وإخواتها، كان يصر على أن هناك ما يسميه أغنية أم درمان، وليس أغنية الحقيبة.. ويدلل على أن أغنية "حقيبة" فيها من ايقاعات الجنوب أساس، ومن جراري الغرب رشقات، ومن حلاوة الشرق حليات.. بل وفيها حتى أثر ملموس من المارشات العسكرية!!
    لا تسارع إلى ذريعة خذوا الحكمة من أفواه المجانين.. فالرجل عندي عاقل.
    سأعاود مرة أخرى إنشاء الله
                  

10-21-2005, 04:49 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: serenader)

    الاخ سرندار
    شكراًَ على مداخلتك .
    وارجو ان تعيد قراءة ما كتبته ، وانا لا أطعن ام درمان ، بينما الامر يتعدى ذلك ، ثم إني جدي أحد شهداء أم دبيكرات ومن الذين دخلوا أم درمان ذات يوم ، ولكن يظل السؤال هل فعلاً إنصهرت الثقافات في أم درمان وأنتجت ثقافة سودانية ؟ أم نتجت أغنية أم درمانية ؟
    هذا ليس الامر ولكن السكوت عن اشياء أخرى كثيرة ، وإنت هنا تستبدل الجراري بما ورد من إيقاعات في أغنية الحقيبة ، وانا أبحث عن الجراري ذاتوا ما موجود ، وإذا أردنا أغاني سودانية سيكون واحد منها ، فلماذا تكتفي إنت بورود إيقاع الجراري وبس .
    المسألة في راي لا تخرج من ما أشرت إليه انا من البحث عن دفاعات لترسيخ النموزج القائم ، وليس لدي عداوة تجاه أم درمان ، فقط سؤال .
    وإذا سميت الحقيبة أغنية أم درمان فهذا جيد ، ولكن الأسوأ إن البعض يقول عنها أغنية السودان . فهل تتفق مع هذا ؟
    ثم لماذا يتمسك البعض بإن هذا صحيح ، وهنا أنا لا انفي عن إن الحقيبة أغنية سودانية ، ولكنها واحدة من مئات النمازج .
    وكما ترى فقد شقت الاغنية الشايقية وهنا أقصد القادمة من مناطق الشايقية واسست لها مكان بجانب نموزج الحقيبة ، ولكن هل يمكن أن يتوفر لذات الاغاني الاخرى فرص الاختراق لجدار الوسط النيلي الاعلامي ؟

    لا توجد غبائن .
                  

10-21-2005, 05:41 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    فهل من مشخبط ؟


    حتى أشخبط لاحقا..... بعثت لكرساله بالمسنجر أتمنى مطالعتها............


    مع صادق التحايا والسلام

    منصور
                  

10-22-2005, 09:38 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: munswor almophtah)

    up
                  

10-22-2005, 01:38 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: عبد الحميد البرنس)

    البرنس

    يا زول وينك ؟

    وشكراً لرفع البوست .

    الموضوع الذي يشغلني ( ما بنسكتش عليه ) كما يقول المصريون ، ولكن هنالك عدة علامات إستفهام بدأت تمشي قدامي يا برنس ، هل فعلاً الحفاظ على الشكل الراهن هو ما يسعى مثقف الوسط النيلي على ترسيخه والدفاع عنه ، ام كان الامر مرتبط بغياب الحريات ، وبوجود الدولة المتسلطة وغيرها من ما كان يعوق الاشياء ، والخوف أن تكون تلك مبررات واهية حالما تذهب هذه الدولة تنبت على أنقاضها دولة أخرى ومارشاتها حقيبة برضو !

    الامر الذي بدأ يتضح بجلاء إن البلاد دخلت مرحلة الاستقطاب الحاد والذي أراه إن المثقف الوسط نيلي قد إنحاز بدوره لثقافته النيلية وبدأ يعد أدواته لمواجهة القادم ، وهذه نقطة جيدة أن ينحسر دور ذلك المثقف من كل السودان ليتحدد بجغرافيته ، مما يتيح للآخر مساحة للفعل ، وهنا على الذين ملأوا الدنيا بضجيج التهميش دور كبير عليهم أن يلعبوه وأن يقدموا ما لديهم وهم لديهم الكثير جداً .

    ولقدام .
                  

10-22-2005, 02:11 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    العزيز أبنوس
    تحياتي

    مررت بالامس علي هذا البوست الجريئ وفي تقديري هو أس أشكال مانسميه بأذمة المثقف نفسه ( أين يقع دوره) وبالضرورة أن المحرك الرئيسي في أنتاج هذه الاذمة هي السلطة نفسها (جميع الحكومات التي مرت منذ فجر الاستقلال) والتي كرست لخلق مركز وهامش . بعض البرامج الديمقراطية طرحت أفكار جرئية حول ديمقراطية الثقافة نفسها للاسف لم تنل حظها من التطبيق أو حتي التبشير به يرجع ذلك لطبيعة الواقع السياسي الاشبه بالدائرة ديكتاتورية شبه ديمقراطية ديكتاتورية اخري .
    الامر أشبه عندي يا أبنوس بالاستلاب . هل يجوز لنا هذه التسمية

    شكراً سأعود مرة اخري

    خضر
                  

10-22-2005, 02:46 PM

محمد الامين محمد
<aمحمد الامين محمد
تاريخ التسجيل: 03-07-2005
مجموع المشاركات: 10014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: خضر حسين خليل)

    فوق
                  

10-22-2005, 02:52 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    أخى أبنوس لك ود ممتد إلى ما شاء الله....ولكنى ربما أختلف معك فى ما وصلت إليه لادفاعا عن الوسط النيلى...ولا قسوة على هامش السودان...أولا لأن الظرف وشروخ القلب والروح وطفح العواطف نتيجه لإيلام الحروب والمآسى الأخري...ثم الدور السالب لأبناء الهامش فى تفعيل ثقافة الهامش وتسليط الضؤ عليها حتى تكون جاذبة هى الأخرى...لتجذب ما هو فى دائرتها حتى يشتد عودها...وتتسع دائرتها لتكون أكثر جاذبيه...كما إن ثقافة أمدرمان نفسها ما أستطاعت أن تستوعب ثقافة بعض المناطق 60 كيلو شمال أوجنوب أمدرمان... فكندا مثلا لها ثقافات مختلفه على مستوى الأقاليم...لا بل على مستوى المدينه الواحده...فتجد فى تورنتو البورتقيز والأسبان والطليان والهنود والكاربيان كل متكلس فى ثقافته...ويعرضها فى مواسم منتظمه... فتجد البرتا عاصمة الكاوبويس...و هلفاكس ونيوفاوندلاند ثقافة السماكه...ثم المزارعين فى الوسط...والصيادين فى الشمال...وفى كندا طواحين إعلام تصهر الجبال رغم ذلك تصر الثقافات على البقاء...ثم يأتى دور المنارات الثافيه فى السودان حيث كانت درفور إحدى تلك...وكانت تفلى...وكانت سنار...وكانت أشواق الناس وأجسادهم تتوجه إليها... فالمجتمعات المستغرقه لا يمكن نقلها بكاملها من ثقافه إلى أخرى إلا إذا إنتقل كم كبير منها لتلك الثقافه ذات الأثر القوى فتحتويها....ولكن بعض أفرادها المثقفين كان لزاما عليهم ترسيخ وترطيب تلك الثقافه وبلورتها وفقا لمحدودية الإمكانيات ولو بأضعف الإيمان...ومثالا تنشيط الجمعيات الأدبيه فى المدارس...وصقل التلاميذ بملكات المسرح...وعكس التراث المحلى فى أشكال عمل فنى...والإحتفاء بذوى المهارات والتدوين والمشاركه بذلك على مستوى القطر...والإفتخار والإعزاز به....ولكن هروب المثقفين من واجبهم لمناطحة ثقافه أقوى لا محالة ستستوعبهم أو أبنائهم...فيا عزيزى أبنوس أن على أبناء الهامش دور أكبر فى تحريك وصياغة وإعادة صياغة ثقافاتهم...وإدراجها فى قوالب أدبيه وفنيه وتراثيه...وتضمينها كجزء من المناهج التربويه لخلق جيل يصعب جذبه من ثقافة أخرى...ولكنه يضيف إليها إيجابيا ويأخذ منها الأيجابى...كما إن الذى يسيطر على أمدرمان وثقافاتها من جاءوا من ثقافات أخر فى الثقافه وفى السياسه وفى التجاره ولكن أمدرمان هى النار الهادئه بالمعروف وبالتى هى أحسن حتى أغاظوها من أرادوا إنقاذها....
    ولك منى خالص الود والسلام

    منصور
                  

10-22-2005, 03:12 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: munswor almophtah)

    Quote: ثم الدور السالب لأبناء الهامش فى تفعيل ثقافة الهامش وتسليط الضؤ عليها حتى
    تكون جاذبة هى الأخرى...لتجذب ما هو فى دائرتها حتى يشتد عودها...


    العزيز منصور المفتاح
    تحياتي الحارة

    هل يمكن نسب السلبية التي أشرت اليها للسلطة السياسية مباشرة .

    لك شكري وأمتناني

    خضر

    (عدل بواسطة خضر حسين خليل on 10-22-2005, 03:16 PM)

                  

10-22-2005, 03:25 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: خضر حسين خليل)

    ياابنوس

    سلام ..

    بوستك ده جميل جدا ..ومكانو فوق ..

    ودى
                  

10-22-2005, 03:40 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: خضر حسين خليل)

    العزيز منصور المفتاح
    تحياتي الحارة

    هل يمكن نسب السلبية التي أشرت اليها للسلطة السياسية مباشرة .

    لك شكري وأمتناني



    السلبيه المشار إليها هى سلبية أبناء الهامش فى ضمورهم عن تقديم ما ينبغى تقديمه كمثقفين تجاه مناطقهم فى أطر ترتقى بشعوبهم وتراعى خصوصياتهم كما سلبية من هم فى مواقع سلطه أو قرار فى فتح حوار حار يقنع نظامهم بتلافى أسباب الضمور والعجز فى شتى المناحى التى يعانى منها إنسان إقليمه...كماإن هجرات المثقفين للوسط أو أى مكان خارج الأقليم ما هو إلا فاقد ثقافى فالأوطان يبنيها بنيها ولا تبنى لهم والذى كتبته يفهم كما هو


    لك الود والسلام

    منصور
                  

10-23-2005, 11:30 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: munswor almophtah)

    Quote: ثم الدور السالب لأبناء الهامش فى تفعيل ثقافة الهامش وتسليط الضؤ عليها حتى تكون جاذبة هى الأخرى...لتجذب ما هو فى دائرتها حتى يشتد عودها...وتتسع دائرتها لتكون أكثر جاذبيه


    الصديق منصور
    سلام

    جيد أن نختلف فالاتفاق في مثل هذه القضايا هو موت للحوار ، المسألة في تقديري ليست مرتبطة بدور سالب لابناء الهامش ، فبمجرد إن هنالك هامش فهذا يعني إن هالك مُهمِّش ، ولن ينتج الهامش من فراغ بل من وجود فاعل ، وهذا الفاعل هو الذي جعل ابناء الهامش يبدون لك سلبييين تجاه قضاياهم ، وثقافاتهم .
    هنالك حالة يجب الانتباه إليه فما رسخه الوسط النيلي في آلته الاعلامية طوال الفترة الماضية فرضت على أبناء المناطق الطرفية سلوك محدد عليهم المشي فيه وإلا هم متخلفين ( ورعاة فاشست ) وغيرها من الالفاظ التي تسفه ثقافة الآخر ، هذا لا يحدث بدون وعي ، بل هو مقصود لأن يحتقر الآخر ثقافته ، وبالتالي يعانق النموزج الأمدرماني كبديل حضاري ، وهذا الاعتناق يتطلب شروط كثيرة ومن ضمنها أن يكون إبن هذه الثقافة هو دوماً في المكان الأعلي وهو صاحب الكلمة الفصل في ما يخص هذا ، وتعميم هذا النموزج كشكل وحيد للثقافة السودانية يستوعب ثقافات الآخرين دون أن يغير محتواه .
    المساحة للآخر الهامشي لكي يقدم ما لديه هي نفسها مساحة هامشية ومحسوبة ، ولا توجد فيها فرص كبيرة للجلوس بندية مع ثقافة المركز الامدرماني ، وهنا يجب ان يعرف أبناء ام درمان إنني أتحدث عن أم درمان كثقافة من لغتها إلى تلفزيونها إلى صحفها وغيره ، وليس البيوت والناس الطيبين العاديين في حياتهم اليومية ، إن أكذوبة إن ام جدرمان صهرت الثقافات ووحدت الناس كعاصمة وطنية هذه بانت الثقوب فيها ، وحتى على مستوى التعايش العادي ما زالت أم درمان تحتفظ بأنسابها وبحيشان عبيدها ، وبأسرها العريقة / لم يكن هنالك إنصهار ولد شكل مختلف ، يمكننا ان نسميه سمة أمدرمانية يحتذى بها في البحث عن نموزج .
    وإذا كانت الحقيبة هي المنتج الامدرماني الذي أخذت الاغنية الحالية شكلها منه كتطوير في قوالبها ، فهذه الاغنية ليست أغنية كل السودان بدليل إنها الآن تقف بعيدة عن وجدان الكثيرين وانا منهم . لانني لا أجد فيها اي إنفعال داخلي .

    ضرب الاخ منصور كندا كنموزج لتعدد الثقافات ، وإحتفاظ المجموعات فيه بثقافاتها ، ارى إن وجه المقارنة معدوم ، فهنا واحدة من السياسات الاستراتيجية للدولة دعم تعدد الثقافات كمشروع بذلت فيه الدولة مجهود كبير واستقدمت له الناس من كل الدول ليعيشوا هنا ويخلقوا تعدد ثقافي لكسر أحادية الثقافة الاوربية .
    وهذه السياسة تشجع الاحتفاظ بالثقافات حتى على مستوى الاطفال وتسمح للجاليات بفتح مدارس لتدريس الديانات والموروث الثقافي ، بل تشجع على كل ما يجعل الجاليات مترابطة ومن ميزانية الدولة .
    هنالك لا يوجد فهم لهذا بل إن مثقفي الوسط نفسهم لا يريدون أن يتزحزحو من أماكنهم التي أكتسبوها ذات غفلة ! او تخطيط مسبق منذ مؤتمر الخريجين وحتى اليوم .
    ( ما يترائ من صفة الجمع التي أتحدث بها دلالة على الغالبية ولا ينفي وجود أعداد مقدرة خارج ما أتحدث منه ويدعموا بشكل او آخر التعدد الثقافي والوقوف ضد النموزج الاحادي الذي ساد طوال الفترة الماضية .)

    Quote: فيا عزيزى أبنوس أن على أبناء الهامش دور أكبر فى تحريك وصياغة وإعادة صياغة ثقافاتهم...وإدراجها فى قوالب أدبيه وفنيه وتراثيه


    أتفق معك في هذا ، ولكن كيف ؟
    هذا مرتبط بوجود إمكانيات على ابناء الهامش أن يفكروا في إيجادها ، وعليهم البحث عن صيغ يتوحدوا فيها من خلال قضاياهم الثقافية ، وطرح أشكال للتعبير . فإذا كان نموزج الغابة والصحراء هو بحث عن ذات سودانية متوحدة في رؤية محددة مرتبطة بالابداع والهوية ، وكذلك ابادماك ، فاليوم الحاجة ملحة لعدم البحث عن التوافق او وحدة بشكل ما بل البحث عن مخالفة ما هو قائم وبندية لا بغرض تدميره ولكن لمصارعته بإعتباره نموزج من عدة نمازج يجب أن تخرج وتعبر عن نفسها بجانبه ، فلا يمكن إيجاد صيغة واحدة او مشروع او مدرسة واحدة تستوعب الثقافات المتعددة التي في بلادنا . وهنالك ماهو خارج وعي الكثيرين مما يجعل ضلوعهم في الفعل ناقص بحكم عدم معرفتهم بالواقع الذي ارادوا أن يعبروا عنه ، وبالتالي عليهم التعبير عن ثقافتهم وعدم الإدعاء بأنها نموزج للثقافة السودانية على تعددها . والتنازل هذا سيتيح للآخر أن يقدم ما لديه .
    لقد كانت تجربة اللسان الشايقي الذي في شعر محمد الحسن حميد ، تجربة تستحق التأمل والوقوف فيها ، رغم إن دخول هذا اللسان على المركز هو دخول بارد وغير مزعج للنخب الامدرمانية كغيره ، ولكنه لسان ملهم للآخر أن يلتفت لغلفة لسانه الهامشية ويطهرها بدخول عنيف للمركز الامدرماني ، ونجاح المشروع وما رافقه من غناء بالطنبور الشايقي وإنتشاره على مستوى السودان ، يجب أن يشجع الآخر على ان يقدم ما لديه سواء كان أدروبي او غرباوي او جنوبي .. فحين تتعدد الالسنة تصبح اللسان الامدرمانية واحدة من كل بدلاً من واحدة من عدم .

    ونواصل الشخبطة .



    خضر إزيك

    كده تعال صادي

    (عدل بواسطة ابنوس on 10-23-2005, 11:42 AM)

                  

10-24-2005, 03:00 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    لغاية ما أجي راجع خلي البوست ده فوق
                  

10-24-2005, 05:26 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    العزيز الماهري

    تقبل هذه المساهمة


    "نحن عرب العرب"
    صلاح احمد ابراهيم



    أنا زنجي.. وأبي زنجية
    وأمي ...زنجـــية
    قلها قلها لاتجبن
    في وجه البشرية.

    الفيتوري


    في ما بدا من السجالات الحادة التي يقوم بها نفر ممن ينشطون في الكتابة عبر شبكات الانترنت, يلحظ المرء ان هناك تراوحا ً بين هشاشة اللغة وعنفها وضعف البناء التعبيري المتوازن عن المأساة الوطنية, بين التعبير ذاتياًً عما خص ما هو موضوعي ومحاولة التقعيد الثقافي لعنصريات منتجة من سحارة القبائل السودانية, بين إستدعاء ذاكرة التاريخ المحملة بالغبن تجاه قوميات محددة وفكرة أن الوطن مجال أحادي لممارسة إثنية ما متخيلة ــ وليس هو بالضرورة متعدد قبائليا ً مهما بدا من سيطرة تلك الإثنية ال " ما ", تراوحا ً بين الإنتصار لعاطفة الانتماء العرقي مع تعمد متكلس لهزيمة اية امكانية للتعقل في الطرح واختزال تاريخ شؤون الإجتماعي والثقافي والإقتصادي السودانية في دائرة عشائرية, بين توظيف الدين والإغتراف من الأثير الباث عن الصراع الحضاري لتكفير الآخر أو التشكيك في وطنيته ومن ثم فضحه أمام الملاً الوطني ــ كون إنه متواطئ مع الاجنبي " الصليبي" ضد مصلحة الامزجة العقدية والقومية علي حد سواء ومفرقة قيم الدسن نفسها, تراوحا ً بين الإعتماد علي الدين فيما يتعلق بتفاصيل الواقع المحتملة للتفسير بأكثر من مرجعية وذلك لمقت الآخر بالعنصرية الهادمة لمعني حديث الرسول" ص " المحذر عن التعنصر للذات وتجاوز معاني الدين ذاته الحاضة علي عدم التفريق والتشيع,تراوحا ً بين تحميل السياثقافي السوداني التاريخي أخطاء ما هو منتج علي أصعدة التجربة السودانية من دون تفحيص أدني إشراقات والسعي لتحصيل ثقافة للوطن عرقية الجذور ل" إجتثاث " هذا السياثقافي بآخر لايعترف ضمنيا ً بملامح العروبة السودانية والتي ــ كما أري ــ لاتختلف عن رديفاتها المصرية والجزائرية و اللبنانية و العراقية, هذي "العروبيات" المعربة ثقافويا ً, وليس عرقيا ً مئة بالمئة.
    لعل هذه السجالات السودانية المستظلة بإفرازرت الواقع الدولي , في جانب ـ ومترافقة مع الصحوة الاثنية التي أخذت شكلا ً متعولما ً كثير الإثارة في بعض التخوم العالمية, ورطت بالمشاركة عددا ً كبيرا ً من ناشطين فكريين وسياسيين هؤلاء الذين خاضوا مع هؤلاء الكتاب ذوي الخبرة الضئيلة في الممارسة الثقافية والسياسية ـ تبرهن علي عمق الازمة السودانية, وليس ازمة الهوية كما يؤكد البعض لأن الهوية هي مسألة إجراءات سيوسيولوجية حربائية نسبية يتم التنظير لها لضرورات الضبط السياسي الدولتي, سيوسيولوجية لأنها متصلة بعناصرالزمان والمكان, وحربائية لأنها تتلون بلون الواقع السياسي الذي تحياه, والذي يعيد انتاجها بعد إمتصاص المؤثرات الحضارية والديموغرافية والوجودية, والدليل انه اذا ما اخذنا الحالات السودانية والبرازيلية والمصرية والامريكية والفرنسية والجنوب افريقية والموريتانية والهندية, وهذه الحالات بين الفينة والاخري تطرح خطابات عنصرية ودينية متطرفة, فإننا نجدها تلبس لكل زمان لبوسه لتقي نفسها من خطر الاصطدام الاثني ولتشحم عجلات المسيرة السلطوية " الظافرة " كما يشار.
    في امريكا يتحدث بعض علماء الاجتماع الآن عن إحتمالية الخلوص يوما ً ما الي " المجتمع البني اللون"The brown society, وذلك بعد الهجرات التي واجهت امريكا في السنوات الاخيرة وسببت في مصاهرات متصاعدة بين الاعراق الامريكية , برنارد لويس ــــ وهو يهودي تركي الاصل, هاجر إلي امريكا وأصبح واحدا ً من المنظرين الاساسيين للمحافظين الجدد أمثال بات بيترسون واليهودي شارلس كرامزور وروبرت كيغان وصمويل بيرل وجورج ويل, وفوق كل هؤلاء اليهودي بول ويلفيز الذي سيتولي رئاسة البنك الدولي ـ قال, اي برنارد أن أوربا, قبل نهاية هذا القرن, سوف تحكمها الاغلبية المسلمة المتحدرة من المغرب العربي وكذا بعض الدول الاسلامية من مخلفات الاتحاد السوفيتي السابق, وبعض دول آسيا وافريقيا والشرق الاوسط .
    إذن هذا هو الحيز الخارجي الذي يتكامل مع صنوه الداخلي ليدفع تلك السجالات عن المسكوت عنه إلي المنابر القومية, إنها تلك السجالات المبرهنة علي عمق التحولات الاعلامية الجديدة التي, بسبب حريتها, ستسحب البساط حتما ً من منابر الطرح الاعلامي والصحافي التقليدية المتمثلة في التلفاز والمذياع وأركان النقاش الجامعية والندوات السياسية والادبية والمنتديات الفكرية المراقبة سلطويا ً والتي كانت الي زمن قريب تحاول تقنين اوتوجيه سياق الوعي وفقا لادبيات الاجتماع السوداني , الآن تمثل هذه السجالات بقضها وقضيضها مجالا اعلاميا ـــ او فسحة منبرية غيرملتزمة تجاه احد او مجاميع من الناس ـــ تصنع من الخطاب العنصري وخطابات اخري ساحة للاعترك المناطقي وفرصة للتجهير بالمسكوت عنه في تاريخ العلاقة ما بين المتساكنين في الصحاري والغابات والسهول وضفاف النيل, فضلا ً عن ذلك تنبئ عن ثمة خلل بين في رصيد فكرنا السياسي عموما ً, وكذا في حراكه العملي والذي ما يزال عاجزا ً عن ترقية ذاك المفهوم للهوية الي خطاب قومي نسبي في جمعيته يستوعب شتاتات الذهن المواطني الموزعة بين الافريقانية " غير المتماسكة معرفيا ً " عند محاولة شرح كيفية حيثياتها الثقافية و المسقطة دائما ً علي هذا المماحكات العنصرية كتقية لا تحمل لغة ولا دينا ً ولا تراكما ً حضاريا ً متحد البنية او قادر علي تحمل تبعات الانصراف او التخلي عن " العروبوية " المندغمة, هي الاخري, في طينة ايدلوجية الاسلام السياسي بإنتهازه الشللي /العشائري, وهي بأية حال ليست العروبوية ـ الفكرة المشابهة لفكرات الاتحاد الاوربي ,أو النمور الآسيوية او منظمة المؤتمرالاسلامي ـ التي قصد بها التضام الإستراتيجي في الجوانب الجيوبلتيكية.
    بين هذين البرزخين[ الافريقانية القحة عرقيا ً والعروبوية المهجنة ايديولوجيا ً ] تتوالي سجالات هؤلاء الكتاب لفضح من جهة شرخ الخطاب السلطوي التأريخي وسوداوية ممارسته التي جعلت من جنوب السودان ودارفور والشرق وجبال النوبة اثباتات دامغة لفشل مشاريعه في التنمية الوطنية والاقتصادية والمدينية, والفشل كذلك في تنمية العلاقة مع الجوار الاقليمي وتفادي حساسياته, والفشل في فهم قرطاسة الواقع الدولي, الفهم الذي يبعد عن التورط في تقاطعاته السياسية والحضارية والثقافية المتصارعة, وهناك الفشل في تنمية هياكل المؤسسات السياسية التشريعية والتنفيذية والدستورية وكذا المؤسسات الرقابية التي كان متوجب ان تسهم في تقليل فساد وإنحياز [ ممثلي الاثنيات الذين ينشطون قوميا ً] وهناك الفشل في تنمية ذهن الصفوات الثقافية والاعلامية والفنية والادارية الخدمية والتي كان متوجب كذلك ان تمتن ما يدعم العمل لخلق قومية سودانية, وأخيرا ً وليس آخرا ً الفشل في تنمية اسس الحوار حول خطابها المركزي ـ أي السلطة ـ المفتوح للتأويل بالضرورة, بوصفه يمثل "غازيتة" لضبط صادر ووارد الممارسة ومرجعاً لتنمية خطابات الهامش الفكري والثقافي والسياسي والصناعي والتجاري والفني والنقابي والاعلامي.
    عشائرية وإنتهازية الخطاب والممارسة السلطويين والتي وصلت قمتها عبر الوضع الحالي ـ فوقأ ً عن كونها أثارت إشكاليتين, عقدية وإثنية ما تزال مردوداتهما السلبية تغطي الفضاءات السياثقافية ـ ما كان بمقدورها ان تحدث تلك التنمويات المجتمعية حتي تقل الصدامات اللفظية لهؤلاء الكتاب الذين يتصارحون بالمسكوت عنه, وانما في احيان كثيرة تحمل هذه العشائرية في جوفها ـ بخلاف محاولة الكبت الثقافي للجماعات الشمالية النيلية الليبرالية ومنظمات المجتمع المدني ـ كبتا ً خفيا ً اخر لنماذج ما تسمي بالثقافات الشعبية.
    اضافة الي ذلك فان تلك العشائرية تاريخيا ً, بجانب هدمها الطبيعي لاية محاولات اصلاحية ديمقراطية شحيحة داخلها وداخل المتحصل عليه من الموروث السياسي أعاقت توظيف الخبرات الليبرالية في الخدمة العامة, وعاقبت انتماءاتهم لهؤلاء الاحزاب , مخافة ان ينخرو سرياً في بنيانها , ورغبة في تنعم وثراء نخبواتها فقط من السلطة.
    هذه العشائرية ايضا ً, وفي سبيل استمراريتها اهدرت توظيف المال العام لانشاء مشاريع استراتيجية عادلة في بعض الامصار السودانية تلك التي تساعد في تحقيق الرفاه الاجتماعي وسط هذه القطاعات الاثنية ولذلك بدا عراك هؤلاء الكتاب منتقما ً لهذا الصنيع وكافرا حتي بالاثنيات ذوي الاصول العربية جميعها ناسين ان السواد الاعظم من " المستعربين في الشمال النيلي ظلوا يسهمون اجتماعيا وثقافيا وسياسيا عبر التنظيمات السياسية في تعرية الانظمة التوتاليتارية القابعة في دست الحكم وهم أيضا ً المستعربين الذين من بينهم قادة فكرانيين وسياسيين اسسوا منهجياً لنقد هذه العشائرية " الاقلية" في استغلالها للعروبة والاسلام في تهميش الغرب والجنوب والشرق والشمال الذي لايناصرهم, كما انه لايمكن تحميل أغلبية الشمال النيلي وزر التخلف السوداني, إذ أن الباحث الحصيف في الولاءات التقليدية الحزبية للاحزاب الشمالية المستندة علي نوع مختلف لترجمة معاني العروبة والاسلام, ومؤمنة بالديقراطية حلا ً لمشاكل السودان سيري ان جذورها العميقة انما تمتد الي هوامش دارفور وكردفان والشرق وليس الي الشمال النيلي وحده, كما ان هناك نخبوات من الهامش المتظلم تنتمي الي الاتجاه الاسلاموي الذي بدا الان مدمرا ً لما تبقي من الهامش, كابتا ً اللامركزية االحقيقية للسلطة من جهة, ومن الجهة الاخري مدمرا ً الولاءات التقليدية للاحزاب المتبنية , كما اشرت, الي نموذج الثقافة العربية الاسلامية المختلف نوعا ً ما عن ما مارسته الديكتاتورية العسكرية والعسكرية الاسلامية, بمعني آخر ان الهامش كان لديه انتهازييه الكثر عبر السلطات الديكتاتورية , ولو ان البعض يحمل أحزاب الامة والاتحادي والجبهة الاسلامية أسباب التخلف , فإن سنارة أقلية الشمال النيلي المسيطرة تصطادهم من حيث يدرون أو لا, اذن فان هذا التعقيد في الصراع علي السلطة كان عميقا بحيث انه لم يدرك من قبل دعاة الخطاب العنصري المتأفرق الذين وجدوا في الكفر ب "عروبة السودان الثقافية حتي" مدخلا لمحاكمة كل السياثقافي السوداني الشديد التعقد, بل والاساءة اليه بلا ادني ترطيب لفظي, وربما يعود ذلك الغضب إلي فشل الانظمة الديمقراطية في الفترات القصار لحكمها في تأكيد جديتها في إنصاف الهامش المتظلم, بل وعجزها عن إمتلاك رؤية واضحة للمشاكل التي جابهتها في السلطة, والتهاون في المحافظة علي المكتسب الديمقراطي نفسه.
    علي جهة دعاة الخطاب العنصري المستعرب بقيت الكتابات الساخرة من بعض القبائل الافريقية الجذور مدخلا ً للثأر ضد المقالات التي انتقدت ما اسمتهم بالجلابة, والذين معرف بهم الي انهم يرمزون الي ابناء الشمال النيلي , وعلي هذا الاساس يلتقي فكر هؤلاء بصورة غير مباشرة مع الفكر التوليتاري السلطوي الذي ينطلق من تراث التأسلم والاستعراب فقط منهجا ً في التعامل السياسي لدولة الاقوام وهي ايضا ً دولة المعتقدات السماوية والوضعية التي تتباين بحدة في تفسيير علاقة الدولة بالمعتقد, وعلاقة المعتقد بالمجتمع ومن ثم الفرد والعالم والكون,.
    المسيحيون جمعيهم وأغلبية المستنيرين من المسلمين والمؤمنين بالسبر والكجور لا يؤمنون بثيوقراطية دولة
    لا يوحدها شئ مثلما توحدها حقوق المواطنة. إن طرح موضوعة المواطنة الحقيقية كحل لمشكل السودان لايقنع دعاة الخطاب العنصري المستعرب وبعض كثير منهم علي خلاف مع سلطة الانقاذ, في تخير مواقف اكثر ابتعادا ً عن الفكر القبائلي, بل ولا يقنع اندادهم اصحاب الخطاب العنصري المتأفرق بأحتمالية الوصول الي معالجة حذرة لهذا التعقيد السياسي حتي لا تستفيد السلطة من هذا العراك الذي حتما ً تتمني اشتعاله كما لو انه يضرب المعارضة الثقافية والسياسية في مقتل ويشغلها عن التوحد لمجابهة افعالها, وربما لايشك المرء مطلقا ً ان السلطة لقادرة علي توظيف اي شي لاحراج المعارضة.
    علي مثابة اخري , فانه لايمكن فحص هذه الكتابات المتعنصرة ما لم يتم درس الاثر الاستعماري والسلطوي التاريخي وكذلك الاقليمي في تذكية بؤرات التوتر العنصري في مخيلة البعض من السودانيين.
    علي جهة الاثر الاستعماري كان لامناص من عزل مناطق جغرافية محددة, وذلك هو ديدن الاستعمار الانجليزي, من الاندغام في لحمة وسداة النسيج الوطني السوداني, المناطق المقفولة بالنسبة للجنوب ـ وسياسة الحاكم " مور" تجاه قبيلة الزغاوة التي تعتبرمناطقها اكثر تخلفا ً في العالم وليس السودان فحسب وذلك بسبب ما واجهته القبيلة من حيف وظلم وأقصاء حتي بداية السبعينات.
    إنما علي مستوي الاثر السلطوي التاريخي , فإن سياسة الخليفة التعايشي التي يردها كثير من المؤرخين الي الموقف العنصري تجاه توليه خلافة الامام المهدي, لعبت دورا ً عظيما في ضعضعة الوحدة الوطنية التي سعي المهدي لتمتينها بالمصاهرة وتولية زعامات اقليمية علي مستوي اجهزة سلطته, وفي الحق ما يزال البطش الذي مارسته سلطة الخليفة آنذاك نحو بعض الجيوب القبائلية حاضرة ومترسبة في العقل الباطني لهؤلاء الكاتبين من ابناء الشمال النيلي وبعض من سوادهم الاعظم الذين يعبرون عن ذلك باشكال من "القفشات"ابناء غرب السودان نحو الغرابة في مجالسهم الخاصة, ينعكس تهميشهم والاخرين كذلك علي المستوي الدولتي المسكوت عنه, وإنه ما من شك ان الناظر الي طبيعة التكوين الهرمي للمناصب السيادية لما بعد دولة الاستقلال وحتي الان يلمح ان ذاك المسكوت عنه ينبجس في شكل تهميش مزر لابناء الغرب والجنوب وجبال النوبة والشرق , وهذا التهميش سهل الرؤية اذا نظرنا الي تخصيص الوزارات الخاوية عن الفاعلية, وذلك ما دعا احد الوزراء الجنوبيين للقول" نحن لسنا حيوانات او عمال حتي نضاف الي وزارات الثروة الحيوانية والعمل والسياحة", وللاسف ان هذا الوضع ما يزال مجسدا ً الي يومنا, فدولة السيد البشير يري انه من العدل الاسلامي وثوابته ان تكون الرئاسة ونيابتها للشمال النيلي , وأذا كانت الخارجية هي الاهم فللشمال النيلي ايضا ً, واذا كانت المالية والداخلية والاقتصاد والدفاع والاعلام اكثر بريقا ً فجميع مستوزريها هم من اهلنا في الشمال النيلي كذلك, اذن ماذا بقي من سيادة الدولة لاهل الهامش.؟
    ان عدالة الاسلام او السماء سمها كما شئت لم تصبغ قلب المتأسلمين من اهل المؤتمر الوطني الذين امتلات اوداجهم واردافهم بالشحم بدلا ً عما تكون علي بطن رسول البشرية[ص] الذي كان يحزمها بالحجر من شدة المسغبة, كما انهم لم يعثروا ـ اي الإسلاميين عبر الارث الاسلامي كله علي قيم سيدنا عمر الذي كان رمزا ً للعدل الاجتماعي .ابعد من ذلك فقد اسهم " هؤلاء " في تأجيج الصراع الاثني عبر موالاة القبائل العربية الجذور في دارفور تجاه القبائل الافريقية ذات الغالبية المسلمة وبدت السلطة هنا كانما تمتهن استراتيجية استراتيجية قومية عروبية باطشة اكثر من كونها استراتيجية اسلاموية رحيمة مع " اخوانهم في الله والوطن والمصير, هذا برغم ان الاستراتيجية الاسلامية هي ما تسم الحركات الاسلامية في المنطقة كثابت من "ثوابتها" دونه خرط القتاد. هنا نلمس مفارقتين, الاولي هي تاجيج الفتن القبلية ومجافاة العدالة في النظر الي الاثنيات السودانية بوصفها كل واحد لاتفريق له, ولعل جوهر رسالة الاسلام هو تحقيق مثل العدالة الاجتماعية, وماذا يبقي من الاسلام اذا ما تم السطو علي اعز قيمه واحلالها بقيم شريرة يراد بها الاسهام في تفتيت عضد الممارسة الاجتماعية لسودان ما يزال تواقا ً للعدل والمساواة.
    حقا ً إن كل هذا الخلل السلطوي في ادارة شؤون الدولة منح هذه الكتابات العنصرية الدافع , الدافع الاقوي للطفو علي المنابر المفترض قوميتها لتشكل مهددا جديدا للمجهودات المبذولة لتشكيل قومية سودانية عبر اقلام كثير من المفكرين والمثقفين والسياسيين الذين يسعون لمراجعة هياكلها المعرفية ورتق ثقوبها العملية بالنقديين الثقافي والسياسي وصولا ً الي النموذج القومي الذي يروض "عقل العاطفة السودانية" و "عاطفة العقل السوداني " .
    فيما يتعلق بالاثر الجيوبولتيكي, كان هناك الامتداد السياسي للفكر العروبي القوموي , والسودان تاريخيا ًموسوم بدوره التجسيري في ادبيات السلطة لهذا الفكر الذي قاد الي شكل معين للدولة العربية ما بعد فترة الخمسينات التي شهدت مناسبات الاستقلال الوطني لاغلبية الدول العربية, وشهدت ايضا ً بلورة التنظيم السياسي الرسمي للعرب كافة. الدولة السودانية منذ ذلك الوقت اعتمدت علي فعل الاستعراب السياسي المستبد اكثر من اعتمادها علي تأكيد خصوصية السودان كقطر قوميات اقل ما تريد ان تحس به هو التنوع في مصادر فكر وعمل الدولة. إن ذلك الفكر العروبوي الذي اسئ استخدامه في السودان وفي بلدان عربية كثيرة اصبح الان يمثل عبئا ً علي الدولة القطرية رغم نبل مقصده ورغم التنظيرات العميقة لميشيل عفلق وشبلي العيثمي وصلاح بيطار والياس فرح ومحمد احمد خلف الله وكلوفيس مقصود وكذا الحصاد الفكري الكبير الذي قامت به المراكز الفكرية والثقافية في مصر وبيروت والمغرب. ولكن دائما ً تظل انتهازية السياسي وسرقته للمشرع الفكري هي السبب الاساس لهذا التردي العربي وكان نتاجه ان بدت هذه التعابير العنصرية السودانية متوائمة مع اخري عراقية وجزائرية وموريتانية ومصرية ولبنانية ليس من الصعب ان نقراها عبر كثير من مواقع الانترنت, بل وليس من الصعب التنبؤ بمردوداتها السلبية إن لم تسع النخب العربية لبحث الامر بتعقل وشجاعة متناهية في الاعتراف بالتظلمات العرقية القوية المحاججة والقادرة علي توظيف اللوجستية الاجنبية الجاهزة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وخدمة مصالحها. إن العرب الذين تجمعنا معهم عناصر اللغة والاسلام والمصالح الاستراتيجية في حاجة لمراجعة تراث القهر الفكري والسياسي والاجتماعي الذي ادي الي هذا النوع من المظالم الاثنية وقاد الي تعويق كل اسس التنمية العربية المنشودة من قبل اولئك النفر من المفكرين القوميين الاستراتيجيين.
    ويذكر في هذا الصدد ان الدكتور سعد الدين ايراهيم حكي لي انه انتبه استراتجيا ً في بواكير ثمانينات القرن الماضي الي مسألة التهميش الذي هو احد اسقاطات الفكر العرب علي واقع الحياة العربية, ودعا الي ما اسماه بمؤتمرالاقليات في الوطن العربي وذلك لمجابهة هذا التحدي الذي ربما سيلقي بظلاله السلبية علي الواقع الداخلي للاقطار العربية المتعددة الاثنيات في المستقبل المنظور, ولكن المفارقة كانت ان جميع الدول العربية رفضت اتاحة الفرصة لهذا المؤتمر الحيوي للانعقاد في واحدة من العواصم التي ما فتئت تستضيف الملتقيات الثقافية والفكرية التي تنتهي بمجرد بيانها الختامي الانشائي, وانسدت امام الدكتور سعد الدين كل التوسلات عبر الاصدقاء من النخبة الفكرية المشاركة في بعض الحكومات العربية, ولما انتظر ردها ًمن الزمان لم يجد آذانا صاغية إلا في قبرص التي استضافت المؤتمر, واذكر ان الدكتور حيدر ابراهيم شارك ببحث قيم عن الانتلجنسيا العربية.
    هذه الواقعة ترينا كيف ان الاستراتيجيا العربية قد عميت, او تعامت, من النظر الي هذه المسالة الحساسة التي تتعلق بالاستقرار السياسي العربي - ولم تنتبه هذه الاستراتيجيا حتي لقبول النقاش والحوار سبيلا ً لمراجعة التجربة من اجل تيسير استمراريتها.
    إن الانكي والامر ان صحافة السلطة الهادرة النباح شتمت ابراهيم ووصفته بانه عميل للاستعمار ويريد إثارة الاحن الطائفية والعرقية, ولعل المشاهد الان للواقع العربي يدرك ان الاكراد والجنوبيين وثوار دارفور لعبوا دورا ً كبيرا ًفي الاستعانة بالاجنبي لانصافهم مهما كلف ذلك من تشقق دعامة "الدولة العربية ", أما الاقباط الان فإنهم يسعون داخليا وعلي نحو اكبر في الخارج للتخلص من التهميش الحكومي والاجتماعي والتحرشات ضدهم من قبل بعض المتطرفين الاسلاميين, فيما يسعي البربر باستماتة لاحياء الامازيغية كلغة للتخاطب الرسمي والابداع والغناء, وهل ننسي الاكراد الذين يتوقون للخروج من الحمص العراقي بدولتهم المستقلة رغم معارضة سوريا وتركيا وايران.
    الحري بالقول انه كان يمكن تفادي هذه المثالب في ذاكرة الفكر القومي العروبي لو ان الفكرة الاستراتيجية الملهمة للدكتور سعد الدين وجدت آذانا ً لم يصبها الوغر, او نفوسا ً لم تأخذها العزة بالاثم, او عقولا ًعشعشت العصبية القبائلية في صماماتها.
    عودة للخطاب العنصري المتأفرق, يري المتابع لمسوغاته أن لا كبير مسؤولية تدمغ بطونه, فهو علي ناحية إستناده علي المظالم التأريخية الحقيقية التي لازمت حيوات القوميات التي يعبر عنها لا يعترف بل ويعدم الرؤية البديلة للتوحد مع السواد الاعظم المقهور من الشماليين النيليين ذوي الاصول العربية والافريقية والذين يمثلون غالبية المجتمع المدني والحزبي المنادية بمعالجة جراحات السودانيين السياسية بمبضع الحوار العقلاني الديمقراطي ـ الذي يوصل كما اشرنا إلي دولة المواطنة العادلة المساوية بين كافة السودانيين دونما اي تمييز للون او عرق او معتقد, وذلك كحل إستراتيجي يضمن وحدة السودان ويضمن في الآن ذاته تقدمه وسلامه إستقراره.
    مضافا ً إليه, ان الخطاب العنصري المتأفرق يكتسب صفته هكذا دون ان يشرح لنا ان هناك امكانية لثقافة افريقية " مختبرة " واحدة ـ قادرة علي ان تحمل في متونها مثل انسانية تؤكد اهمية الديمقراطية بلوازمها المعروفة مثل حقوق الانسان وشفافية الممارسة السياسية والاقتصادية والاعتراف بالآخر وحرية الصحافة وحرية الاديان و..و...و.., ولكن ما اعفانا النظر الي هذه الافريقانية من مآسي القتل والتطهير العرقي في رواندا وليبريا ونيجيريا وسيراليون وتشاد وزائير وبورندي وتنزانيا واثيوبيا ويوغندا والصومال وغير ذلك كثير, هذا بخلاف نتانة الفساد الحكومي والتهميش القبائلي والتورط مع الاجنبي في نهب الخيرات الافريقية وتآكل البنيات الخدمية والاقتصادية والتنموية وتفشي الاوبئة والامراض بسبب إهمال الرعاية الصحية, وبالحق ان كل ما صاحب الفشل السياسي والاجتماعي في بلداننا إنما ينطبق علي غالبية الدول الافريقية, وذلك ما دعا البروفيسو الكيني المزروعي للقول بعودة الاستعمار ثانية كبديل افضل لانتهاكات النخبة الافريقية لكل شأن يتعلق بحقوق المواطنيين.
    عموما ً ان الخطاب العنصري المتأفرق مثله مثل نديده المستعرب, فهو يوظف اية سانحة لإثارة قضاياه ضد الشماليين النيليين ويعدم الحكمة في التفريق بين النخبوات السلطوية والاخري التي تؤمن بضرورة رد مظالم اهل الهامش, اكثر من ذلك فإن هؤلاء المتأفرقين يثيرون بخطابهم ذاك حتي الشماليين النيليين الذين يتعاطفون مع المظالم الحقيقية هنا وهناك, ويحرجونهم أمام الغالبية, غير ان كل هذا ربما يجعل المرء يفكر حول ما إذا كان للنظام الاسلاموي مصلحة في دفع هذا النقاش علي ذلك النحو وبما يفيده ولأجل ان تكون هناك إيحاءات واشارات ان ثورات دارفور والشرق وجبال النوبة إنما هي محاولات عنصرية لإنتاج زنزبار جديدة وبالتالي تقوم السلطة بالإستشهاد بهذا الخطاب المتأفرق علي اساس انه الواجهة الفكرية لهذه الثورات.
    إن الواقع يؤكد علي ان المظالم الشاملة التي واجهت الهامش السوداني, الافريقي الجذور والعربي أيضا ً, انما هو من الصعوبة إنكارها إلا اذا كان هناك هدف آخر ربما هو استدامة المشكل السوداني.
    وصحيح ان هنالك تفاوتا كبيرا في التوظيف الحكومي والاداء الخدمي هنا وهناك من بقاع السودان, ولكن فان السبل الكفيلة بمعالجة هذا الخلل يتطلب معالجة قومية النشأة, وللاسف لاتتوافر الآن, وسعي مستمر لانجاز الديمقراطية والاحتكام بها كنظام سياسي وحيد قادر علي تطوير الاداء السياسي السوداني للتعامل مع هذه المنغصات للوحدة الوطنية وفي الوقت نفسه لابد من الأعتراف الحقيقي ان البنيات السياسية للمعارضة تفتقد القدرة علي الاصلاح الداخلي لفكرها الذي يستوعب الطاقات السودانية.
    الي ذللك ان تنامي او تصاعد الخطاب العنصري السوداني يكشف في جانب عن عجز النخب السابقة والراهنة في إستنان احزاب سياسية قومية حقيقية, وفاعلة علي ناحية التعبير عن اشواق السواد الاعظم من السودانيين دون ان يحس واحدهم إنها تتخذ مرجعيات مناطقية او دينية وللحق ما يزال السودان يفتقد ذلك الحزب الذي تكون عضوية مكتبه السياسي وعضويته القاعدية ممثلة بكل عدل لجميع مناطق السودان, حزب لا يحس المرء انه دخيل فيه او لايعبر عن قاعدة اهله, وقد كان التمني ان يخوض اليسار السوداني لجة هذا التحدي باعتباره الاكثر عمقا في تحليل الواقع السوداني, ولكن بدا ان هذا اليسار يعاني من مشاكل منهجية وتنظيمية هي محل دراسته الآن, كما ان طرفا ً منه اتخذ من القومية العربية منهجا لمعالجة الاشكال السوداني.
    إن منجاة السودانيين من واقعهم الكئيب ومن هذه الدعوة الخطيرة لتفريقهم الي قبائل وجغرافيات محتربة بدلا ًمن ان تكون متجانسة في إطار التنوع هو فضح هذه الخطابات معرفيا وقوميا بدلا عن الصمت النخبوي حيالها, بينما لا يشك المرء ان السلطة الحاكمة وبعض جيوبها يصبون الزيت في نار العرقية المتعصبة حتي ينشغل الناس بها وعنها.

    [email protected]
                  

10-25-2005, 02:05 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: صلاح شعيب)

    الاخ الاستاذ / صلاح شعيب

    شكراً للمداخلة وقد قرأت مساهمتك هذه في البوست المفتوح لذلك وطبعتها من قبل بغرض الرجوع إليها ، لانها تحتاج لمحاورة أكثر من الشخبطات السريعة التي نقوم بها حسب إيقاع المنبر هنا .

    وسأتداخل معك في البوست الهناك المرتبط بالمداخلة لمواصلة خيوط الحوار مع الإخوة الذي سبقوني لبوستك ..

    ولك الود المقيم

    ع . الماهري
                  

10-26-2005, 08:59 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)


    سلام عزت
    كويس إنك مرقت الموضوع دة
    وبعد دة كله وتقول لي (لا توجد غباين)؟
    ياخوي الماعندو غبينة ما بكاتل
    ياخي أمدرمان دي ـ في رأيي ـ ما قومية ولا حاجة، دة أولا
    وثانيا أمدرمان دي أكبر محلة للقهر الثقافي والعرقي في السودان. شفت كيف؟
    أها الفرضيتين ديل معلقات في رقبتي وأنا جاي أثبتهم
    أنا ماشي أعمل معاينة للمنجنيق بتاعي شغال كويس ولا لأ وجاييك صادي



    أبكر آدم إسماعيل
                  

10-26-2005, 10:41 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    عييييييك!

    ابكر ياحليلك، وينــــــك انت علي قول "يوسب" الموصلي صاحبي؟
    بجيك صادي في الويك اند، ياريت الم فيك.






    ابنوس،

    ياهو كلامنا ذاتو مشي او جي بس في توب "لطيف"، "اليف"، او "راقي" علي قول جلابة المنبر او "الوسط النيلي" كماتسميهم، تمليسا!

    انا ماعارف انت ملاوز من شنو، تسووي الطبطبة دي كلها، والدم فات الركب بي غادي؟

    ياخي الموت بالملايين، وانت تسوي مافي غبائن؟

    حكمتو بالغة!

    الكلام قولو حاف، حار ،جاف صيفا، ممطر شتاءا!

    لانو سندروم الoblivion ناموس من نوامس هيمنة الاقلية علي الاغلبية، بطول وعرض كل الثقافات تقريبا.

    لذلك ديدنا هو الوخز بالابر او الصعق بالكهربة، وهذا يساعد علي استعادة الوعي!

    اما ذي تمليسك المرطب ده، فقط يبعث بعد النوم علي الشخير، وبصوت عال، غير انو بحول واقع محارق التطهير لي ترف ذهني، في حالة تصالح تام مع واقع يعتبر بؤرة ماساة العالم المعاصر كلو، في اللحظة دي.






    صلاح شعيب جاييك،

    صراحة بتعجب من تبنيك لي خط الخطاب الجلابي، الجهوي!

    اكرر، مافي منطقة وسطي او رمادية مابين كومين الصراع في بلدنا. فانت تبع ياتو كوم؟ ماتنسي سؤالي الازلي الانت جاكي منو الي الان:

    كماادعيت من قبل، ماهي المكونات او المكون العربي لي ثقافتنا الذنجية الافريقية؟
                  

10-26-2005, 10:59 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Bashasha)


    يا بشاشة أنا قاعد
    إن شاء الله حتلقاني في الويك إند ولا غيره
    عشان رقبتي بقت معسمة من عتالة شوالات أمدرمان وغيرها من الشولات


    أبكر آدم إسماعيل
                  

10-26-2005, 11:33 PM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: أبكر آدم إسماعيل)

    الاخ العزيز/
    ابنوس

    تحية طيبة...

    هذا موضوع مهم وجيد وهو فى اعتقادى يناقش اشياء هامة كان لها أثر كبير جداً فى تعميم
    تجربة ثقافة الوسط ( الثقافة الاسلاموعربية) فى السودان فامدرمان لم تكتفى بدورها فى محيطها فقط يا صديقى بل نجدها عممت تجربتها على كل اجزاء السودان ، والى الان هى المركز الطليعى لانتشار ثقافة الوسط ، معطيه نفسها (منفستو) اعادة انتاج الاخرين وفق ما يراه انسانها فقط، واذما رجعنا الى تاريخ نشاتها كمدينة سنجد ان ما تم فى امدرمان يمثل اكبر عقبة حقيقية واجهة انسان السودان من غير ابناء الثقافة (الاسلامية العربية) وهنا انا افرق مابين الثقافة ( الاسلاموعربية والا الاسلامية العربية) ، فالاولى هى ايديلوجية تعمل على انتاج الاخرين قصراً وفق مخيلاتها، ام الثانية فهى تمثل ثقافة لبعض المجموعات العرقية فى السودان ، لكن هكذا شاء القدر ان تعمل امدرمان كمدينة جهدها فى التجريف للمصطلحين والباثه لبوث الايديلوجيا ، فكانت امدرمان اكبر مركز انسانى لقهر الانسانية فى السودان.
    هذا ربما يكون تعميم يغيب الصورة المراده هنا لكنى على وعد ان اعود فى كل مرة قليلاً الى هذا الخيط..


    عزيزى/ ابنوس
    اسمح لى بى تخريمة صغيرة
    ابكر ادم ازيك يازول شنو يعنى نسيتنا خلاص
    فى قصص كتيره عايزك تسمعه ياخى
    انا لفيت لف كتير وزرت كل الاصدقاء
    اظهر ياخ فى نضم كتير بيناتا
                  

10-27-2005, 07:12 AM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)


    أوكي
    جينا
    أول حاجة الـ"حكاية" البتتحكي لينا في الإذاعة والتلفزيون والمنابر والجرايد والمجلات وكل الحاجات العندها السلطة، بالإضافة للقعدات والونسات عن أم درمان دي نموذج لما يسمى بالسرديات الكبرى: قصة تخترعها جماعة مسيطرة وتقوم بنشرها وتدويرها ليصدقها الناس ثم تتخذ أساسا لتمرير فرضيات هذه الجماعة الأيدولوجية المسبقة. في رأيي الكلام عن قومية أم درمان دة خرافة (يعني ما تامي أسطورة) زي باقي الخرافات الكتيرة الفي السودان. ليه؟ الصبر.. حنوريكم ليه.
    طبعا لأنو ناس المركزية والناس المستتبعين ليهم ضافرين ليك الناس ضفر خرافي فما كان في حد قادر يسأل الأسئلة البسألها جيلنا الحالي، وطبعا دة لملابسات الظرف التاريخي الما كان بسمح بأسئلة زي دي. وعشان كدة في ناس مصدقين "الحكاية؛" مش مصدقنها وبس، وإنما خالقة ليهم عقبة ابستمولوجية/معرفية من الناحية الفكرية (جاستون باشلار بفتكر إنو معرفة الناس السابقة/المشكلة (بتشديد الكاف) بتعيق قدرتهم على إكتشاف الحقائق القائمة أو الجديدة)، ما بقدروا يتصوروا كلمة "قومية" دي إلا من خلال "مجسد" أمدرمان، والمجسد دة كمان خالق حاجة بسموها ناس علم النفس الـ
    Functional fixedness
    دي ما عارف يترجموها كيف؟ لكن ببساطة لو قام خالك أداك قربة ودلو مقدود وقال ليك أمشي أزقى الحمار إنت حتتحير قدام البير وتاخد زمن طويل خالص قبل ما تخلص إلى فكرة إنك ممكن تستعمل القربة كـ"دلو"، ليه، لأنو القربة في راسي وراسك مخلوقة عشان يملوها بالدلو مش هي زاتا تستعمل كدلو. وطبعا أدروب إستفاد من الحتة في قصتواللذيذة ديك. وللناس الما عارفين حكاية أدروب ـ والعهدة على أخونا هاشم نوريت ـ إنو ادروب بعد ما ينتهي من الشغل في المينا يجي شايل ليهو جردل مليان رملة، يقوم البوليس يفتش فوق تحت ما يلقى حاجة، البوليس إتحير، ولما يئس طلب من أدروب يوريهو بالضبط هو قاعد يسرق شنو بعد ما أداهو الأمان، طلع إنو أدروب كان بسرق الجرادل ومدقس البوليس بحكاية الرملة (المصدر: هاشم نوريت)!! فالحصل للبوليس دة إسمه الحاجة المكتوبة بالإنكليزي الفوق دي. فالجماعة ديل لأنو كل أجهزة الدولة (زي الإذاعة والتلفزيون والجرايد والبرايد وقبلهم المدرسة وحاجات تانية كتيرة) كـ
    Social Agencies
    كانت وما تزال مواعين موظفة إقصائيا لأداء الدور الأيديلوجي للمركزية البعرف ـ بتشديد الراء ـ القومية بمنطق الثعلب في حظيرة الدجاج، وفق قوانين ما يسمى ببوتقة الإنصهار، فلامن تجي تقول ليهم ياخي أم درمان دي حقتكم إنتو بس، بندهشوا خالص من حقيقة بسيطة زي دي، وما بقدروا يتصوروا إنو المواعين دي ممكن يتم إستعمالا في حاجات تانية كتيرة.
    طيب، ممكن يجي واحد يقول ليك المشكلة شنو في "بوتقة الإنصهار دي،" أوكي: بوتقة الإنصهار دي (حسب ما هي مطروحة ومنمذجة) نظرية ثعلبية، يعني أي زول بتبناها يا غاش يا مغشوش. كيف؟ لأن أساس التفاعل فيها هو علاقة سائد/مسود
    Dominant/subordinate
    ودة بودي لنتيجتين ما بتفصلوا من بعض: الأولانية أنو السائد بصبح، لا محالة، الشخصية المعيارية، ودة بودي للنتيجة البعديها وهي أن المنتوج العام (ما يسمى بثقافة أمدرمان"القومية إفتراضا") هو في الواقع ما تفرضه الشخصية المعيارية في البوتقة، لأن منتوج التابع إما يكون خضع لمعايير الشخصية المعيارية في العلاقة، أو في حال خروجه على هذه المعايير فمكانه سلة مهملات التأريخ أوفي أقل الحالات سوءا الزاوية البرانية القاعدة فيها ـ ما يطلق عليه (كمثال فقط) ـ الأغنية الشاقية، البجاوية، الكردفانية، الدارفورية، الجنوبية، النوبية، إلخ، وبالتالي منتوج التابع في بوتقة الإنصهار لا تنطبق عليه شروط الـ
    Appropriation
    لأنو التابع دة مش نهر بتجي الروافد بتكب فيهو، أنما هو في الواقع رافد بتكب في نهر سيدو، اللهو الشخصية المعيارية. إنتو قايلين البكي بتاع ناس ناس كتار في الحقيبة وغير الحقيبة دة كله عشان شنو؟
    بعدين الشخصية المعيارية دي زاتا في جواها في شخصية معيارية ـ شفت كيف!! يعني في جوة قريش زاتا في "بني أمية". حنشوف الكلام دة بعد شوية.

    ثم إشمعنى يعني مدني مش قومية، وإشمعنى مش الأبيض أو دنقلا أو بورسودان أو نيالا أو الدلنج؟ إشمعنى يعني؟؟؟
    طبعا السؤال دة إجاباتو عندهم، كناس متمرسين في الجدل، سهلة، ومكارة جدا، ممكن يقولوا ليك إحنا ما قلنا مدني والأبيض ديل ما قوميات ـ ما تقولنا كلام ما قلناه. أو يقولوا ليك نحن معترفين بقومية مدني والدلنج والفرشاية زاتا ـ بدون دليل طبعا، إنما إعتراف والسلام. وبكدة بفتكروا إنهم خلاص حسموا المسألة، والناس الما متاحة ليهم الفرصة إنهم يقروا ميشيل فوكو، وكلامو عن مفهوم الخطاب وقوانينو، وما متاحة ليهم يلقطوا حقيقة إنو الزول ممكن يقول حاجة بدون ما يقولها، مش بالمعنى بتاع التصريح والتلميح البسيط دة إنما بالمعنى التاني المعقد بتاع البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، الناس الما متاح ليها دة تاكل قرض وتمشي تنوم بغباينها، أو تألف شعرها وتعمل أغانيها وتسلكها بطريقتها وتعمل كل حاجاتها الما تامة "قومية" دي لحدي ما ربك يفتح ليها ببركات سيدي الحسن أب قبة لبنية (خلينا نركز في الشعر والغنا بس عشان خاطر ناس أمدرمان "القومية" مع إنو كلمة ثقافة دي أكبر بكتير من الحاجات البفرضوها على إنها "الـ"ثقافة). دة بخصوص قلنا وما قلنا. نجي لقصة معترفين، طيب لامن إنتو معترفين، إشمعنى يعني محتكرين الوظيفة بتاعة القومية دي لأمدرمان براها كدة؟ (دة إذا طلع إنو في قومية من أساسو)؟ محسوبية يعني؟ ما تدوا ناس "القدارف" ديل معاكم حبة ياخي!!
    وبكدة السؤال يظل قائم، إشمعنى؟

    أوكي
    خليك من الكلام البرة برة دة ونخش في عضمة أم درمان دي زاتا؟ قومية كيف؟ وبي وين؟
    أمسك أقرب مثلث موردة/هاشماب/عباسية
    حيقول ليك التمازج الثقافي والعرقي وزي كلام أخونا سراندر الفوق دة
    أبدأ من آخرها، قول لي ناس عباسية ديل يا تو ثقافة المازجو بيها وياتو عرق الصاهروا بيهو ناس الهاشماب ؟
    طبعا الأجابة بتزعج ناس كتار خالص، وما حأفكها بالمجان كدة، وأخلي أخوانا ناس عباسية/هاشماب/موردة يفكرو ويدونا إجابتهم.
    لكن لحدي ما نجي راجعين، بالله يا "سديخي" فتش أو خلي الجماعة يفتشوا ليك على مقال خالد الكد
    خالد حسين الكد؛ "الأفندية ومفهوم القومية في الثلاثين سنة التي أعقبت الفتح في السودان 1898ـ 1928م"، مجلة الدراسات السودانية، العدد الأول، المجلد الثاني عشر، 1992م، صـ صـ 44ـ76.
    والمجلة بالمناسبة موجودة في مكتبة معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية "الآفروويشن"


    ونواصل



    أبكر آدم إسماعيل
                  

10-27-2005, 09:20 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: أبكر آدم إسماعيل)

    أخونا أبكر جيدا جيت ورمضانك كريم....مركزية أمدرمان إطلاق كل لذات محدده لا بل لحويصله لا تتجاوز المنشيه والرياض والمعموره...وهنالك من يقيم فى دايميتر أمدرمان على بعد بضعة كيلو مترات من مركزها ولكن لسانهم وحالهم يختلف من لسانها وحالها يأتونها بالبرسيم باللورى ويشترونه منها بالقنطار ويأتوها بالبن بالتمنه ويشترونه منها سوهاجه فى كباية الشاى وياتون بالبصل باللورى كذلك ويشترونه بالملوه ويأتونها ضراعهم أخضر ويخرجون منها ضهرهم يابس...وذلك ليس حال أمدرمان فحسب ولكن مدنى والأبيض وكسلا ومدنى والدلنج ولكن تقل فاعلية منشياتها ورياضاتها...فكل من تلك لها قوة جذب ولها أسباب إرضاء ولها أسباب سخط
    فإذ كنا فى رحلة بحث عن مواطن العله فكيف يتثنى لنا العلاج العملى لذلك الطاعون المزمن وما زال السودان يفرغ أهله فى الخرطوم وما زال أهلها تنتزع حقوقهم بخطط إسكانيه وبدون حطط وتنزع ثقافتهم بفرض ثقافات وافده مجبورة أو برغبه وأحسب أن الهامش يبدأ كبيرا من أمدرمان ويصغر كلما ما أبتعد عنها...........


    ولك يا أبكر ولأبنوس الود والسلام

    منصور
                  

10-27-2005, 09:28 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: munswor almophtah)

    الدنيا بتهينك و الزمان يوريك و قل المال بمرقك من بنات واديك


    يوت من تشوفوا شايلو جواز كايس المخارجه
    هــا ناس الشي الدنيا طارت
    والله يا عمي جاريين عليها و جاريه لي غادي
    البهيمه الفي ماتت و الدخن الفي دخلو السوس وحت موية البير دي جابتلها مراره لا لبنا يخشو و لا ويكة يدقوها اها شن المقعدنا هنا

    عليك امان الله ان ما ناقتي دي الشافني اشحد في سوق امدرمان ما كضب

    أناس تمددت المدينة في غفارهم ورمتهم بماديتها البغيضة
    كل متطلباتهم سترة الحال وكلمة طيبه
    أناس لا علاقة لهم بال intel ولا الGPS لباسهم دمورية ماركة الغزالة واحذيتهم جنينه
    داس عليهم المشروع الحضاري وغشاهم التهميش

    من لهولاء

    المنصور سلام




    وهذا بيان بالعمل من ودعدلان فى بوست التلب والسنمكه وهو من أولاد أبوسعد من قبل أمدرمان تكون أمدرمان


    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-27-2005, 09:39 AM)

                  

10-27-2005, 05:17 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-26-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: munswor almophtah)

    الأعزاء المشاركون
    أتابع هذا البوست بشغف وأهتمام وأشكر الأديب المدهش أبنوس لإفتتاحه وللصديف أبكر إسماعيل لإثرائه المناقشة، وكل ذلك يذكرني بمناقشة سابقة لي مع الصديق بشاشا، ربما أستعيد بعض مداخلاتي هناك في هذا البوست قبل أن أشارك في المناقشة وأرجو صادقا أن يستمر الحوار بنفس الروح والطريقةولكم خالص الود من قبل ومن بعد.
    صدقي كبلو

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 10-28-2005, 04:14 AM)

                  

10-27-2005, 06:40 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Sidgi Kaballo)

    الاعزاء

    الدكتور ابكر آدم ، لك التحايا ، في البدء ما زلت ومعي يحي فضل الله في إنتظار مرورك في طريق العودة .. أتمنى ان تكون بخير .

    لقد صدّرت أم درمان أكذوبة كبيرة ، والمؤسف إن أبناء ام درمان يعتقدون إن تلك الخدعة يمكن أن تستمر ، رغم هشاشة الدفوعات التي ظلوا يسوقونها ، مثل بوتقة أنصهرت فيها الثقافات ، وأم درمان الحضارة والتاريخ ، والعاصمة الوطنية وغيرها من الكلمات التي لا تستر عري الحقيقة البائن في حيشان ود نوباوي خليك من تمش العباسية ولا الموردة ، وأذكر إن هنالك مجموعة أطلقت على نفسها( رابطة أبناء أم درمان بأم درمان) على ما أعتقد ، وهذه الرابطة تشترط في عضويتها إنتماء الجد لأمدرمان ، رغم إن جدودنا الماتوا في أم دبيكرات غير معترف بهم كأمدرمانيين أصيلين أكثر من جدود من جاء بعد ما سمى بالفتح الثاني .
    أم درمان الجرائد واللغة والدلوكة وسيرتها ، وصحفها وجرائدها كلها تقاتل من أجل سيادة نموزجها المهترئ ، والذي صهر ثقافات الاخرين لكي يحرقها بخوراً لما لنموزجها ذاك .
    الغبائن التي أعنيها تلك التي تتجاوز لغة الحوار ، ويتعلل بها ابناء ام درمان لعدم الخوض معنا في التفاصيل ، ولذلك أعلن لا توجد غبائن ولكن توجد حقائق يجب أن تقال ، ويجب أن يأتي كل منا بحججه وبراهينه ، وكما سردت أنت . انا مثلك أنفي قومية أم درمان ، وقومية جرائدها ووظائفها ومسرحها ودلوكتها وكل ما فيها لا علاقة له بالمسمى - قومية - بل هو تكريس لثقافة واحدة ربما تأخذ من الآخر لتغذي إستمرايرتها ، ولكنها أبداً لا تأخذ من الآخر إعترافا بحقه في الاجهزة المسماة قومية ( الحيشان التلاتة ) .
    هذه حيشان تقبل الآخر بشروطها ، فقبول عمر إحساس مثلاً مرتبط بأداء اغنية حقيبة وغيره كي يعبر مطالب بالكثير والكثير .
    توجد دوافع كثيرة للقتال يا ابكر ومنها هذا .

    الاخ العزيز بشاشة :
    شكراً لدخولك ، وأعتقد إننا يمكن أن نلتقي في نقاط كثيرة سبق أن أشرت لك للإنتباه لها ، وقد لا نختلف في الوجهة ولكن نختلف في الوسيلة ، فمثل تلك اللغة التي تدعوني لإستخدامها غير مجدية حسب تقديري ، وهذا الصراع طويل ولكن له محصلة نهائية فلماذا لا تروض حصان لغتك لكي يعبر عن ما تراه بدلاً من إنهاكه في جرية واحدة ؟

    الأخ سفيان نابري
    يا رجل وينك .
    وشكراً لمداخلتك وأتمنى عودتك فهذا موضوع طويل وانا بدأت فيه شخبطات فقط لكي تفتح لنا طريق .. وبإنتظارك .

    الاخ منصور المفتاح :
    شكراً يا صديقي للمداخلة ، وأعتقد إن أم درمان همشت الكثيرين وجدعت نحاسهم على جبل ، وإن الشعور بهذه المظلمة حق طبيعي يجب أن لا يهمل ، ومرحب بك سواء من جبيل الطين او من أبو سعد التي يزحف أهلها كلما زحفت عليهم المدينة حتى فاتوا الجامعة الاسلامية بهناك ولسة مصعدين .
    أم درمان التي أعنيها هي أم درمان مستهبلة جداً لها لكل سهرة توب ، ولكنها أبداً لن تغير جلدها .. وحبر مطابعها يرش ورق الجرائد ليغطي الحقيقة ، وتلفزيونها يجلب الوجوه من كل أطراف البلاد ليقول نحن قوميين ولكن وجهها أعلى ، ومنابرها ترغي وتذبد لكي تداري الاكذوبة .. هذا ما عنيت .

    الدكتور صدقي كبلو
    سلامات .
    وسعيد بوجودك في حوشنا ، وأعتقد اسهامك في هذا الشأن سيكون إضافة حقيقية .

    والأسئلة الملحة كثيرة ، ولا مفر من الخوض فيها ، ففي ظل الظرف الحالي لابد من صحيان كامل لكي يكون للفعل نتيجة .. وقلنا نطعن الفيل عديل .. فقد تعبنا من طعن الضل .
    بإنتظار عودتك .

    وسأعود
                  

10-27-2005, 08:22 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    الإختلاف في الثقافه، هو أحد العوامل الأساسيه لبناء نسيج الدوله الصحيحه المعافيه.
    لكن ، من نشأ وهو يعتقد أن هنالك شيئ آخر كان المسئول عن ذلك الإختلاف ، فهو لايمكن أن يتقبل النقد بل يعًزيه إلي مؤامرات و دسائس ..ألخ. بل يستوجب علينا دحض تلك الفريه لكي يتثني لنا التقدم في مضمار قبول التعدد الموجود في الأطراف ، ليكتمل الصهر الحقيقي لأم درمان وبقية المدن السودانيه.
    لأنو ، لايمكن تصور التغير لناس ما بتؤمن بالتغير نفسه، ومن باب أولي عندما نمر بالمـاضي أن نمر عليه بهدف المعرفه وليس بهدف التقديس والركون إليه. كما ظلت أم درمان تقدس ثقافات معيًنه وهي ظلت حبيستها سنين ، وتلك الثقافه نفسهالا تمثل الكل.
    العلاج بيكمن في المنهج الدراسي عندنا، لأنه بيساعد علي الإنفراد ولا يحث علي العمل الجماعي. تجد المعلم يلقي المحاضره وتكون مسئولية الطالب التلقي بمفرده ولا يطلب منه مشاركة الآخرين بنفس الفصل الدراسي، ولا بتكون هنالك أدني أهميه لتعويد الطالب من داخل الفصل معرفه وأهمية العمل الجماعي الذي بدوره يوطد علاقته بالآخر، وعندما يتخرج الطالب ليباشر العمل ، تجده يعمل وهو منفرد ولا يعرف الخطوط الأساسيه لفائدة العمل الجماعي لانو ما تعلمها في الأكاديميه ، ففاقد الشيئ لا يعطيه.
                  

10-27-2005, 08:51 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Mohamed Adam)


    منصور المفتاح
    سلامات يا صديقي
    مريت بكالغاري كم مرة لكني ما قدرت أصلك - ولك كل العتبي

    أبنوس سلام
    آنا رجعت من أقاصي الغرب والآن في تورنتو
    وجاييكم

    وفوق لحدي ما نجي راجعين


    أبكر آدم إسماعيل
                  

10-28-2005, 02:50 AM

mansur ali
<amansur ali
تاريخ التسجيل: 03-27-2004
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: أبكر آدم إسماعيل)

    أبنوس ...... كالعادة تطرح أسئلة جادة( على طريقة صديقنا المشترك محمد مدنى.... السؤال المستمدُّ من السؤال )

    ******
    أبكر آدم
    مادام مررت من هنا نحتاج مذيد من الإضاءات ، و تحديداً حقو تعرج بنا إلى :
    Eric Hobsbawm حول ما يسميها بالـ" تلفيق الميراث" إذا صحت الترجمة.
    invention of tradition

                  

10-28-2005, 07:53 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: mansur ali)


    العزيز منصور
    تحياتي واشواقي
    بفتش لكتاب هوبسباوم
    ولحدي ما نلقاهو لو سمحت ظروفك حاول تمدنا بفرضياتو الأساسية وخلاصاتو
    عشان الحكاية دي نحن ما عايزين نخليها تمر ساي زي ما كان بحصل زمان
    وعايزين نخلص منها عشان نمشي نشوف لينا شغلانات تانية


    سفيان بالله رسل لي إيميل بتفاصيل التفاصيل

    وفوق لحدي ما نجي راجعين


    أبكر آدم إسماعيل
                  

10-28-2005, 09:01 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    Quote: بفتش لكتاب هوبسباوم

    Hello Mr.abaker ismail
    Quote: هوبسباوم يعي التاريخ ولا يتعاطف معه, أوقات مثيرة للاهتمام

    تأليف: إيريك هوبسباوم
    الناشر: دار آلان لين ـ لندن 2002
    الصفحات: 438 صفحة من القطع الكبير
    ايرك جون ارنست هوبسباوم من مواليد الإسكندرية في سنة 1917. أمضى طفولته في النمسا وألمانيا، غادر برلين الى بريطانيا في 1933 وهو في الخامسة عشرة، وأكمل تعليمه بجامعتي لندن وكامبردج، حيث عمل استاذاً للتاريخ كما عمل استاذاً زائراً بأكاديمية البحوث الإجتماعية بنيويورك. عن دار ألان لين للنشر صدر له في سبتمبر الماضي كتاب في السيرة الذاتية بعنوان «أوقات مثيرة للإهتمام» وهو من الأعمال التي تسلط الضوء على حياته المتميزة بالإلتزام تجاه أفكاره السياسية وتداعياتها. وإذا كان هوبسباوم في مؤلفاته السابقة ومنها كتاب «عصر التطرف» 1994 الذي ترجم الى 37 لغة أجنبية قد اقتصر على الإشارة الى مرحلة معينة من حياته تمتد ما بين الحرب العالمية الأولى ومرحلة انهيار الإتحاد السوفييتي في سنة 1991 فإن أوقات مثيرة للإهتمام حسبما يعترف هو ما يشكل رد الفعل العنيف الذي يسلط الضوء على تاريخ العالم من منظوره الخاص. عندما وصل هتلر الى السلطة كان هوبسباوم لا يزال تلميذاً بإحدى مدارس برلين عندها أصبح كما يقول يعرف أنه كان يمر بمنعطف تاريخي مهم «كان من المستحيل على الإطلاق البقاء خارج السياسة» ومن ثم فإن من نافل القول الإدعاء بأن تلك المرحلة ظلت تحدد الى الآن عالمه الأخلاقي.
    في إحدى مقابلاته التي أجريت معه في سنة 1995 ولدى سؤاله عما إذا كانت فكرة اليسارية تستحق أي اهتمام أجاب بأنها تستحقه، وبسؤاله عما إذا كانت تستحق كل تلك التضحيات بالأرواح التي أزهقتها الشيوعية، رد بالإيجاب موضحا ذلك هو ما كانوا يشعرون به في أثناء خوضهم غمار الحرب العالمية الثانية، وهو ما يدعوك كقاريء الى التفكير في مارتن ايميس وكتابه الجديد «كوبا الرهيب : الإبتهاج والعشرون مليونا» الذي يهاجم فيه ستألين ويصف فيه إجابة هوبسباوم تلك بأنها «مشينة» وعلى أية حال فإن الكتابين كوبا الرهيب وأوقات مثيرة للإهتمام يتزامنان من حيث صدورهما.
    وفي واقع الأمر، فإن هوبسباوم ينظر اليه الآن باعتباره أهم مؤرخ بريطاني وأوروبي معاصر. وعلى المستوى نفسه ينظر الى علاقته الجدلية بالسياسة وبالحزب الشيوعي البريطاني (1936 - 1991) وسمعته كأكاديمي وحسبما يرى الكثيرون فإن إعادة الإعتبار له في بريطانيا ربما كانت تأتي الآن متأخرة جداً بالنسبة لإنجازه منذ انضمامه للعمل في الوسط الأكاديمي وحتى اللحظة التي حصل فيها على التكريم من قبل حزب العمال البريطاني خلال المراحل الأولى من استلامه شئون السياسة البريطانية أو اصداره هذا العمل.
    إن هوبسباوم ومنذ مجيئه الى بريطانيا صبيا في الخامسة عشرة من العمر ظل شخصية مؤثرة ومثيرة للجدل، ولعل أكثر ما أثار حوله هذه الشعور هو كونه المؤرخ اليساري العنيد. ومن يعرفه جيداً يعرف كذلك أن كتابته التحريضية حول الشخصيات الإستثنائية الثورية والمنتمية الى الطبقة الكادحة كانت ولا تزال تشكل في حد ذاتها مصدراً للالهام بالنسبة لجيل من الباحثين امتد من الستينيات الى السبعينيات. ولعل ثلاثيته التي يرسم من خلالها خارطة تاريخية لنشوء الرأسمالية وتطورها «مرحلة الثورة 1962، مرحلة رأس المال 1975، مرحلة الإمبراطورية 1987» قد تحولت في حد ذاته الى عمل موسوعي مهم.
    يقول بن بيملوت من جامعة لندن «إن شيئاً كالتعددية اللغوية والإلمام الجيد بتاريخ وثقافة وسط أوروبا جعلت هوبسباوم يفكر على هذا النحو غير العادي الهاديء، وفيما هو ينظر الى التاريخ بوصفه عملية إماطة لثام عن الأنماط و الآليات التي تعمل على تحول العالم فإن يساريته تشكل باستمرار» أداة وليس قيداً «فهو غير دياليكتيكي ميال الى الجدل أو متبعاً لمنهج حزبي». وكما يصفه زميله الأكاديمي ستيورت هول فإنه أحد هؤلاء المؤرخين القلائل الذين يأخذهم الناس الذين يختلفون معهم سياسياً على محمل الجد.
    والواقع أن هوبسباوم كان قد نقل معه هذه العقلية الشديدة المرونة المتأثرة بنشأته متنقلاً بين العديد من الثقافات التي ظل يوائم بينها منذ قدومه الى بريطانيا. فهو بوصفه ابن تاجر متجول ولد في الإسكندرية في سنة 1917 لأب بريطاني ينحدر من أصول بولندية تعود الى القرن التاسع عشر وجد نفسه في سنة 1931يغادر النمسا بعد رحيل أبويه عن الدنيا ليعيش مع أقارب له في برلين قد أصبح على تماس تام مع شخصية المؤرخ التي اسهمت في تكوينها الأحداث التاريخية المتلاحقه وعلى رأسها تلك الخصوصية المميزة لألمانيا» في ألمانيا لم يكن هناك خيار أو ليبرالية». في سنة 1933 غادرت أسرته المانيا لتستقر في بريطانيا وهناك كان يمضي معظم وقته في قراءة الكتب التي كانت تعج بها المكتبة القريبة من منزله وفي تلك المرحلة بدأت علاقته باليسار البريطاني التي سرعان ما تطورت في أثناء دراسته الجامعية في كامبردج على الرغم من محاولته النأي بنفسه عن العمل على خدمة السوفييت كأحد المتطوعين في فرق التجسس المعروفة في ذلك الوقت. إلا أنه في أعقاب توقيع معاهدة عدم الإعتداء بين هتلر ستالين كان شديد التعاطف مع القوى السياسية اليسارية الغربية في حربها ضد الشيوعية عوضا عن النازية حتى اللحظة التي تعرضت فيها فرنسا للغزو الألماني في سنة 1940 واكتشافه تلك المفارقة كما يقول.
    في حياة هوبسباوم سلسلة من الإخفاقات العاطفية والعملية بدأ أولها بزواجه من موريل سيمان في سنة 1943 رفيقته في الحزب الشيوعي البريطاني ثم انفصالهما في سنة 1951 بعد علاقة مضطربة لم يكتب لها بعدها أن تعيش سوى سنوات قليلة لكي تلقى حتفها في حادث سيارة مع الرجل الذي ارتبطت به لاحقاً وكما يقول فهو «لم يرها بعد ذلك قط» وحتى علاقاته بنساء اخريات لم يكتب لها النجاح ومن بينها علاقته بالمرأة التي أنجبت ابنه الوحيد. إلا أن شيئاً من التغيير كان قد طرأ على حياته العاطفية كما يعترف بزواجه من مارلين سكوارز سنة 1962 حيث يقول: «لقد أحدثت انقلاباً عاطفياً لم أتوقعه في حياتي على الإطلاق. ففي تلك المرحلة سافر الى كوبا وباريس والتقى بعدد من الشخصيات المهمة فيما ظل محافظاً على موقفه المحايد تجاه موضوعات مهمة منها قضايا المرأة على الرغم من إشارته الى الدور المهم الذي شكله ظهور الحركة النسائية كاحدى المفارقات الرئيسية في التاريخ السياسي البريطاني في القرن العشرين.
    المرة الثانية التي عاد فيها هوبسباوم الى كامبردج كانت في سنة 1947 وفي تلك الأثناء كان يواصل انجاز دراسته حول الجمعية الفابية الإنجليزية الساعية الى نشر المباديء الإشتراكية بالوسائل السلمية ومن حيث المبدأ كان قد تقدم بهذه الدراسة لنيل شهادة الدكتوراه. بعد تخرجه عمل محاضراً بجامعة لندن وكناشط سياسي كانت من المراحل الأكثر صعوبة بالنسبة له تعرض خلالها للرفض من قبل العديد من المؤسسات الأكاديمية وعلى الرغم من ضخامة انجازه لم تتح له فرصة العمل مرة أخرى كأستاذ للتاريخ في بيربيك إلا في سنة 1970.
    أهم عملين نشرهما هما «مشهد موسيقى الجاز» و«ثوار من الطراز العتيق» وجاء نشرهما متزامناً في سنة 1959 يأتي بعدهما عصر الثورة 1962 «العمالة» 1964 «التسعينيات امة والقومية» «والقرن الجديد» 1999. والواقع أن هوبسباوم كان ينتمي على الصعيد السياسي الى مجموعة التي ضمت كذلك كتاب مثل إي. ب. تومسون وكريستوفر هيل وفي سنة 1952 اسهم في تأسيس مجلة باست آند بريزنت «الماضي والحاضر» التاريخية المتخصصة التي اشتملت على مساهمات العديد من الكتاب غير اليساريين الذين تمكنوا من ارتياد آفاق التاريخ الإجتماعي وقلبه رأساً على عقب. وبالنسبة للكثيرين فإن هوبسباوم كان قد قام كما يقول روي فوستر بنقل تاريخ بريطانيا الإجتماعي وتاريخ الحركة العمالية فيها الى مرحلة مثيرة للاهتمام شديدة التأثر بالمناخ الثقافي الأوروبي من الموسيقى الرومانسية الى الثقافة الغذائية والأزياء المميزة لأفراد الطبقة الكادحة في الوقت الذي كان يكتب فيه عن عصابات شيكاغو والمافيا الإيطالية. وعلى العكس من زملائه الماركسيين فقد تبنى وجهة نظر كونية واسعة ظهرت بوضوح في أعمال من أهمها كتابه «الإمبراطورية والصناعة» 1968.
    إن ما يلاحظه القاريء في تناوله مؤلفات هوبسباوم هو واقعيتها الشديدة التي تقربها الى الذهن خاصة وأنه يضع في اعتباره هذا الشعور بالملل من التقليدية التي يكتب بها التاريخ بوصفه لدى الكثيرين أداة توثيقية ومن وجهة نظره هذه كان يقلد بعض الشيء التمرد الذي بدأه زميله تومبسون على تلك التبعية التقليدية لكتابات المؤرخين الكلاسيكيين حيث يظهر انحيازه الى الشفافية والذكاء في اطروحات حية تعطي المجتمع حيزاً مهماً من التاريخ فيما يبدو على النقيض تماماً مما وصفت به بعض الأوساط الثقافية كتابه الجديد «أوقات مثيرة للاهتمام» من أنه عمل ينحدر الى مستوى المحاضرات السياسية العامة. وبينما يسعى آخرون الى الانتقاص من قدر من كتابه الأخير فإن رده يتلخص في العبارة القائلة بأن مايريده على نحو دقيق هو «الوعي بالتاريخ لا الموافقة عليه أو التعاطف معه.
    لعل أكثر الأشياء المثيرة للجدل حول شخصيته هي علاقته كناشط سياسي بالحزب الشيوعي البريطاني وهي العلاقة التي رغم إبقائه عليها ظل وما زال شديد التكتم فيما يتعلق بتوضيحها. يقول الكاتب الصحفي نيل اسكرسون أحد تلامذته في كامبردج في الخمسينيات الذي أصبح صديقا بعد ذلك» كان يمر بحالة من الإنزعاج والقلق الشديد غير أنه كان من الصعب عليه أن يتحدث الى أحد... كان في الواقع يردد أن الإنسان يحقق الكثير من خلال الإنتقادات التي توجه من الداخل «وبناءً على ذلك لم يتردد في توجيه خطاب تاريخي للإحتجاج على الغزو السوفييتي للمجر وكان أحد اكبر المتحمسين لربيع براغ.على هذا النحو يرى القاريء أنه ربما كان أقرب الى الشخص الذي ظل ينأى بنفسه عن الإلتصاق التام بالمباديء الحزبيه مصمماً على ممارسة دور المترجم للتاريخ عوضاً عن الإصرارعلى إحداث تغيير جذرى فيه.
    في كتابه أوقات مثيرة للاهتمام على الرغم من مواقفه السياسية يبدو هوبسباوم لغيره كما لو أنه قد بدأ يشعر بالحرية في اللحظة التي انهارت فيها تماماً التجربة السوفييتية ليتمكن من كتابة تاريخ قرنه الحقيقي من دون أدنى تأرجح بين الشرط الذي كان يمليه عليه التزامه والشرط الآخر الذي ظلت تمليه عليه موضوعيته الأكاديمية على الرغم من ان تعليقه الأخير على هذا الإنهيار وعلى الحرب الراهنة ضد الإرهاب يظل عنيفاً حيث يقول: «إن انهيار قوة عظمى منافسة قد تسبب في إنهاء حالة من الاستقرار في العالم استمرت طوال ربع قرن من الزمان» ويتابع:«الواقع انه لايوجد أعداء، وكل ما هناك هو فرصة سانحة لأميركا لكي تمارس هيمنتها على العالم. وعلى الرغم من عدم وجود صعوبة تحول دون تحقيقها أي انتصار إلا أن ما يحدث عادة في النهاية هو الأهم. حيث الحقيقة القائلة بانه لايمكن إعادة استعمار العالم».

    أدناه اللنك:
    http://www.albayan.co.ae/albayan/book/2002/issue233/writer/1.htm[/QUOTE]

    Quote: المؤرخ البريطاني هوبسباوم, رجل من قرن التطرف

    اجرى المؤرخ البريطاني تريسترام هنت لقاء مع المؤرخ هوبسباوم حول كتابه الجديد «أوقات مثيرة للاهتمام»، ننشر هنا بعضا منه: أيريك هوبسباوم واحد من أهم المؤرخين البريطانيين عاش حياة طويلة زاخرة بالأحداث تلقي الضوء في مجملها على أهم الظواهر السياسية والتاريخية التي شهدهاالقرن العشرين من الإمبريالية الى الفاشية الى الشيوعية التي تشكل المادة الرئيسية لكتابه الجديد.
    ـ الجزء الأهم من كتابتك يخاطب قطاعاً كبيراً من الناس خارج المؤسسة الأكاديمية هناك محاولة دراماتيكية تتعلق بجعل التاريخ شيئاً في متناول الجميع، الكثيرون يقرأون التاريخ ، ويزورون الأماكن التاريخية ويشاهدونه عبر شاشات التلفزة ولكنك حذرت مؤخراً من ظاهرة أصبحت تهيمن على مجرى الأحداث في الوقت الراهن وهي ظهور جيل جديد رغم أنه يعرف جيداً أشياء عن الماضي إلا أنه يفتقد الشعور بالإنتماء أو الهوية، هل تعتقد أن التاريخ قد تحول بذلك الى مادة للإستهلاك في هذه المرحلة العابرة؟
    ـ إن اختياري الكتابة لقطاع كبير من الناس لايتعلق باختياراتي الشخصية فقط إنني أنظر الى هذا باعتباره جزءا من التقاليد الإنجليزية الممتدة وقبل أي شيء ، فإن بريطانيا بلد تمكن حتى أكبر المفكرين أن يعبروا فيه عن آرائهم بشكل علني ، بدءا بآدم سميث مروراً بتشارلز داروين وغيرهم وبالنسبة لي ربما كان القاريء الجيد مثقفا جيدا إلا أنه قد لايكون متخصصاً يسعى الى البحث عن أمور تتعلق بالماضي ويتمنى أن يصل الى إجابة شافية حول الكيفية التي وصل بها العالم الى هذا المستوى الذي هو عليه اليوم، والى أين يتجه، إن ما نقوم به هو ردود أفعال تجاه التقليد الذي بدأه مؤرخو مرحلة ما بين الحروب الذين كان يتحفظون على آرائهم خوفاً من أن يستخف بها ولايوجد سوى القليل ممن تجاوزوا هذا الشعور وتحدثوا الى الناس بجرأة منهم على سبيل المثال ج، أم. تريفيليان وأ.ج.ب.تايلور على الرغم من علمهم المسبق بما قد يقوله الآخرون.
    وهناك أيضاً تنام غير عادي في السعي الى كتابة التاريخ الشخصي، كل مايتعلق بتاريخ عائلتك الشخصي: لقد تحول هذا الشيء بالإضافة لعلم الأنساب الى حالة من ديمقراطية الكتابة عموماً فإن ما أنا بصدده قد يعبر وقد لايعبر عما أسميه الحاجة الماسة الى كتابة السيرة والسيرة الذاتية إلا أن التاريخ يبقى هو الجزء المهم من حياتنا الإنسانية.
    إن الانتقاد موجه هنا الى ظاهرتين يبدو أن المجتمع الحديث صار يأخذ بهما الأولى، التكنولوجيا لحل المشكلات بالماضي ، والثانية النزعة الاستهلاكية ولأسباب عملية فإن التاريخ لايأتي هنا إلا بوصفه هامشياً.. حسناً، ان الناس يعرفون أن هذه ليست القضية ولذلك فهم يعودون الى الماضي ليبحثوا فيه ومن وجهة نظري فإن في ذلك نوع من الإحتجاج على هذه المجتمعات التي تسعى للعمل الى سلخهم عن الماضي والى شطرهم الى شطرين مختلفين تماماً.
    ـ جزء كبير من عملية الإنقاذ الراهنة للتاريخ التي تقوم بها يتعلق بالهوية الإنجليزية والبريطانية، وما يأتي من خلال سيرتك الذاتية هو نزوع عاطفي نحو الهوية الإنجليزية وشعورك القوي بالإنتماء اليها، هل تعتقد بان تعلق الناس بجذورهم وبهويتهم البريطانية يجسد نوعاً من التقهقر الفكري ؟ ـ مصطلح الدولة القومية قد يكون هو الجزء الأكثر تدميراً في تاريخنا الحاضر طالما أن العالم لايمكن فهمه على هذا النحو الآن، ومن جانب آخر فإن من الصعوبة بمكان معرفة كيفية التخلص منه طالما أن المدارس أصبحت على انسجام تام مع مصطلح الدولة.
    هذه المهمة المتعلقة بالتاريخ الإنجليزي.. على الرغم من استيعابي لها إلا أنني اشعر تجاهها بالقلق تماماً كما يساورني القلق تجاه كل أشكال الهوية التاريخية، والواقع هو أن الهوية ليست مرتكزاً جيداً للتاريخ، وبذلك فهي تجسد إشكالية جديدة بالنسبة للإنجليز ، على المستوى العادي يرتبط هذا بالعولمة وعلى المستوى الأهم يرتبط بالإنحدار ونهاية الإمبراطورية، كل هذه الأسباب قادت الى شعور الإنجليزي بالحاجة الماسة الى شيء كتحديد هويته على نحو ما تشاهده اليوم.
    إن جزءا من التقاليد البريطانية ينص على أننا وبخلاف غيرنا نشعر بالفخر لكوننا شعبا مهجنا عرقياً، وكلنا افتخر بانتماء جدته لأصول بولندية على سبيل المثال و خالته الى أصول كذا.. وغيره، لم نحتكم الى عقولنا وعلى الرغم من ذلك فأنا أتصور بأن المشكلة نفسها كانت قد واجهت الإسبانيين والروس، إنه نوع من الوعي السياسي القومي المسبق.
    ـ إحدى مساهماتك الأكثر أهمية كانت البحث حول نشأة التقاليد القومية، الآن وفي عالم بدأ يستعيد عافيته القومية واهتمامه المتجدد بالهوية يبدو أن هناك موجة كاملة من التقاليد المخترعة أساساً للتغطية على الدوافع السياسية والطائفية والعرقية، هل يجعل ذلك مهمة المؤرخ أكثر حسماً باعتباره فاضحاً لهذه الأسطورة ؟ ـ المقلق في هذه المرحلة هو كون هذا التاريخ بما فيه التقاليد التي تتحدث عنها يجري اختراعه بكم هائل في السنوات الثلاثين الأخيرة، كان هناك انفجار ضخم في كم المواقع والمتاحف التاريخية على رأس هذا وبالتحديد منذ انهيار الشيوعية أصبح هناك توجه نحو تأسيس الدول الجديدة التي تحتاج بدورها الى اختراع تاريخها للبرهنة على انها دول قوية والواقع أن الوسيلة الوحيدة للقيام بذلك هي أن يقوم الإنسان باختراع أو جمع ماضي لنفسه النموذج المتطرف لهذا هو مايحدث في كرواتيا حيث ان الرجل الذي قام بمهمة تشكيل دولة جديدة «فرانكو تودغمان» كان نفسه مؤرخاً متمرساً قام في وقت سابق باختلاق تاريخ زائف، وهكذا فإن العالم مليء اليوم بالذين بإمكانهم أن يخترعوا التاريخ وأن يكذبوا وأن يحدث هذا لأن هؤلاء الناس لايعنيهم الماضي وكل ما يعنيهم هو الشيء الذي بامكانه أن يشعر المراوغ بالإرتياح، وفي الوقت الراهن لابد وأن يكون هناك مؤرخون مشككون على وجه التحديد، الحاجة اليهم ماسة أكثر من أي وقت مضى.
    ـ في كتابه «كوبا الرهيب» اتهم مارتن ايميس اليسار البريطاني بالتكتم على الحماقات التي ارتكبها ستالين، وفي كتاب السيرة الذاتيه الصادر لك مؤخراً تجسد على نحو مفعم بالحيوية توجهات وعقلية الشيوعي الملتزم خلال مرحلة الأربعينيات والخمسينيات من تنظيم الحزب الى الحماس الشديد لتعريفنا بآراء الآخرين الذين يعرفونه جيدا ليس هذا فقط وإنما أنت تتطرق للإطار التاريخي لإنضمامك الى الحزب وحرب الشوارع التي خاضها ضد برلين الثلاثينيات والتعاطف الشديد مع ثورة اكتوبر ويبقى السياق التاريخي الأكثر اتساعاً وهو أن الإتحاد السوفييتي كان يشكل في ذلك الوقت النموذج الاقتصادي والسياسي للكثيرين في الغرب وبقي كذلك الى السبعينيات، ألا تتصور بان هذا الإطار التاريخي بات مفقوداً في النقاش الدائر الآن حول «ما اقترفته الشيوعية»؟
    ـ سأترك مناقشة الآراء التي أدلى بها ايميس حول ستالين للآخرين ، طالما أنني لست ستالينياً: لقد وجهت الإنتقاد لستالين ولست أدري كيف يمكن لشيء كهذا أن يفهم على أنه دفاع عنه، إلا أنني بوصفي عضواً ملتزماً ظل محافظاً على انتمائه الى الحزب على مدى عقدين كاملين وذلك قبل سنة1956 وظل كما يقول ايميس ساكتاً على التجاوزات، هذه الإتهامات تجعلني اوجه الإتهام الى كتابه الذي لم يقل شيئاً جديدا عن ستالين باستثناء ربما علاقته الشخصية بوالده، على اية حال لا ارغب في الإدلاء بما قد يفهم على أنه دفاع عن شيء لايمكن الدفاع عنه.
    ـ في اعقاب هزيمة يسار الوسط في فرنسا ، هل تعتقد بأن هناك طريقاً غير الطريق الثالث ، هل تتصور بأن هذا المصطلح يمتلك الصلاحية الفكرية؟ ـ الطريق الثالث مصطلح طوبوغرافي وليس سياسيا وهو يعني البقاء بين قوتين اعتباطيتين تحكميتين إلا انك الآن وعوضاً عن البقاء بين هاتين القوتين تستطيع العبور نحو الاقتصاد الحر وأتصور بأن بإمكانهم أن يفعلوا هذا بعد مراجعته.
    ـ هجمات 11 سبتمبر والحرب التي أعلنتها القاعدة على اميركا والإشارة الى شيء كالإبتعاد عن القناعات العسكرية والدبلوماسية التي سادت القرن العشرين يبدو أنها تعيدنا الى مرحلة ما قبل الدولة القومية ، هل تعتقد كما يعتقد تيري ايغلتون بأن التهديد الذي تشكله الجماعات الأصولية أكبر بكثير من الخطر الذي كانت تشكله الإشتراكية على العالم الرأسمالي ؟ ـ لقد اختار الغرب البربرية وفضلها على الإشتراكية في أفغانستان، وفي البداية سلح القاعدة بأن الشيوعية هي الأخطر.
    من جهة لا أتصور أن القاعدة أو الأصولية تشكل تهديدا رئيسيا للرأسمالية فالرأسمالية مستفيدة الآن مما يحدث،أنها تحقق ارباحاً مادية من ورائه.
    مريم جمعه فرج


    حقائق عن هوبسباوم
    ـ اريك جون ارنست هوبسباوم من مواليد الاسكندرية- بمصر في سنة 1917 .
    ـ تلقى تعليمه الأساسي في النمسا وألمانيا والجامعي في بريطانيا كينجز كوليج بجامعة كامبردج
    ـ عمل استاذاً للتاريخ بجامعتي لندن وكامبردج واستاذاً زائراً بكلية نيو سكول للبحوث الإجتماعية بنيويورك .
    ـ أهم مؤلفاته: ثوار من الطراز العتيق (1959)، مشهد من موسيقى الجاز، عصر الثورة (1962)، كابتن سوينج ، العمال (1984)، أمم وقوميات (1990) ، عصر التطرف (1994)، القرن الجديد (1999)، أوقات مثيرة للإهتمام.
    ـ حصل على العديد من الجوائز الأكاديمية التقديرية ، ومنها جائزة الأكاديمية البريطانية لعام 1978.

    آسف ضاع مني اللنك!!!
                      

10-28-2005, 10:56 PM

mansur ali
<amansur ali
تاريخ التسجيل: 03-27-2004
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Mohamed Adam)

    شكراً أخ محمد أدم على نقلك لهذه المادة الجيدة عن Eric

    ****
    صديقى أبكر آدم
    الفرضيات الأساسية
    يحاول الكتاب الذي أشرت إليه فى المداخلة السابقة - وهو بالمناسبة تم تحريره من قبل شخصين وهما : Eric Hobsbawm & T Eerence Ranger ( Cambridge 1993
    ان يكشف عن الآليات التى تتم بها خلق شعائر وطقوس وهوية ، من خلال التلاعب بقطع معينة من الماضي المشترك - لأي جماعة ، حيث ينم تغييب أشياء وإستحضار أشياء أخرى بوصفها ممثلة للكل القومي .
    طبعا البعض يسمى هذه العملية بالـ envention أى إختلاق ( إدوارد سعيد و كيث وإيتلام ) وأخرين يسمونها بالـ fabrication
    شخصيا، أفضل إطلاق التلفيق على هذه العملية .
    .........
    والباقى فى الإيميل يا زول !!
                  

10-28-2005, 10:58 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    Quote: أول حاجة الـ"حكاية" البتتحكي لينا في الإذاعة والتلفزيون والمنابر والجرايد والمجلات وكل الحاجات العندها السلطة، بالإضافة للقعدات والونسات عن أم درمان دي نموذج لما يسمى بالسرديات الكبرى: قصة تخترعها جماعة مسيطرة وتقوم بنشرها وتدويرها ليصدقها الناس ثم تتخذ أساسا لتمرير فرضيات هذه الجماعة الأيدولوجية المسبقة




    Quote: ودة بودي لنتيجتين ما بتفصلوا من بعض: الأولانية أنو السائد بصبح، لا محالة، الشخصية المعيارية، ودة بودي للنتيجة البعديها وهي أن المنتوج العام (ما يسمى بثقافة أمدرمان"القومية إفتراضا") هو في الواقع ما تفرضه الشخصية المعيارية في البوتقة، لأن منتوج التابع إما يكون خضع لمعايير الشخصية المعيارية في العلاقة، أو في حال خروجه على هذه المعايير فمكانه سلة مهملات التأريخ أوفي أقل الحالات سوءا الزاوية البرانية القاعدة فيها ـ ما يطلق عليه (كمثال فقط) ـ الأغنية الشاقية، البجاوية، الكردفانية، الدارفورية، الجنوبية، النوبية، إلخ، وبالتالي منتوج التابع في بوتقة الإنصهار لا تنطبق عليه شروط الـ
    Appropriation
    لأنو التابع دة مش نهر بتجي الروافد بتكب فيهو، أنما هو في الواقع رافد بتكب في نهر سيدو، اللهو الشخصية المعيارية.



    لله درك يادكتور ابكر!

    عارف ياشيخنا، كلامك ده يجسد قدرة هائلة علي الملاحظة والاستنباط.

    بقول قدرة هائلة، لانو المركز او الاقلية المهيمنة، سبكت او سبكو ليها، "حلة" الهيمنة علي نار هادئة، منذ العام 1821، مما استحال معه علي اهل "الهامش"* او الاغلبية الساحقة المهيمن عليها، الانفكاك من قبضة الصياغة الحالية المحكمة والجهنمية، لتنظر لكامل البناء الايدلوجي، من الخارج ومن ارضية ومرجعية مستقلة تماما.

    كونو "بعضا" من جيلنا، قدر يفلت من زنزانة الصياغة المحكمة المشار اليها، مااظن كان بي ساهل او بي رخيس!

    عشان كده بكرر الوعي المغاير ده، جايي من احشاء ملايين الضحايا، وان كنا الان لانتحسس الرابط مابين الاتنين.

    وفقا لمعطيات الصياغة اعلاه، للذهنية الحالية، فالمعيار لكل شئ تقريبا، هو نموذج الشمالي الجلابي، وتحديدا، الجعلي، الشايقي، والدنقلاوي، وبدرجة اقل الرباطابي، المنصوري، المحسي ثم الحلفاوي.

    ذي ماقلنا، كماخلق "اله" الاحتلال الثنائي، ادم "الجلابي" علي صورته، فالاخير خلق "ادم" السودان الحالي علي هيئته الجهوية الجلابية، تماما، وفي كل شئ!

    الطريف في الامر، انو الاقلية القابضة بعد ما مررت نظامها الممعن في الجهوية، اجتماعيا، سياسيا، اقتصاديا، كنظام قومي- بكل قوة عين ترمي الخارجين عليها، بالجهوية والعنصرية والانفصالية، وعدم الوطنية كنوع من الاسقاط "الجهوي"، علي نسق الفيك بدر بيهو!

    او ده بياكد كيف معيار الوطنية، مثلا، مرادف وصنو لي جهوية هذه الجماعة، حسب مفردات د.ع.ع.ابراهيم!

    فالوطني في الحقيقة، مش في الشريعة، هو الجهوي، او بالتحديد الجلابي!

    علي كده ممكن نفهم، كيف الاله الجلابي خلق "ادم" عاصمته امدرمان، علي صورته!!









    *المركز وبماانو اقلية، فهو الهامش، حقيقة "بالفعل" باعتبار ماهو كائن- والهامش بماانو يمثل الاغلبية المطلقة هو المركز "بالقوة" باعتبار ما سيكون!
                  

10-29-2005, 00:41 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Bashasha)

    العزيز/
    عزت...
    سلامات... واهو قاعدين ولسع نلكلك فى احوالنا كان تنعدل...

    الاصدقاء المتداخلين... كيفكم؟؟؟

    لفت انتبها الاخ / بشاشا الى ضرورة قراءة التاريخ فى خلال مداخلته السابقة هذه حيث قال:-((بقول قدرة هائلة، لانو المركز او الاقلية المهيمنة، سبكت او سبكو ليها، "حلة" الهيمنة علي نار هادئة، منذ العام 1821، مما استحال معه علي اهل "الهامش"* او الاغلبية الساحقة المهيمن عليها، الانفكاك من قبضة الصياغة الحالية المحكمة والجهنمية، لتنظر لكامل البناء الايدلوجي، من الخارج ومن ارضية ومرجعية مستقلة تماما).
    وهذا الامر برضوا عمل به ابكر ادم ، وحرص على مراجعات التاريخ حتى نعرف ماكان حاصل زمان والشى الممكن يحصل جديد.
    وفعلاً الموضوع بتاع تاريخ تغير المجتمع السودانى من مجتمع صاحب مكنون انسانى افريقى بسيط يمثل ليهو اجابات حقيقية عن من هو الى مجتمع يسارع الخطى لدبج الوجود العرقى / الدينى فى السودان وترحيله ((هولب لب)) الى واقع اخر لايمكن ابداً ان يتناسب وهذا الجسد المتعافى، اقول كده لان مسالة التاريخ من سنة 1821 دى هى مسالة مطششه خالص ويمكن تكون هى احدى العقد البتتربط بيها مكنة تسيير الثقافة الاسلاموعربية فى السودان واصل الحكاية انو المسالة فى 1821 اخدت طابع شبه مكتبى وشبه مدنى (والفضل طبعاً للمصارا!!!)، يبقى انو التاريخ اقدم من كده وفى نظرى التاريخ بتاع الهيمنة والاستعلاء والقهر الثقافى التبنى عليهو سودان الظلم ده بداء من الحلف الشهير بين (( عمارة دنقسو عبدالله جماع)) وكده بدت (دولة الترحيل والهجرة قصراً الى هوية اخرى).
    وطبعاً ام درمان دى هى النموزج الجديد والمتمدن( وطبعاً المدنية الجات فى السودان ، اصلاً هى نواقص اشكالات احساس الدونية لنماذج من المثقفين السودانيين القادوا البلد دى للطريق العايزين يحققوا بيهو وجود شخصى بدون مايكون عندهم اثر لاثراء التراث الانسانى بحاجة تخصهم وتعبر عن ذاتهم الشخصية والجماعية كمجموعة سودانيين لهم مايخصهم)
    والمدنية دى ذاتا لو شفنا كيف تم ترسيخها فى الارض السودانية بنعرف انو امدرمان- والخرطوم وبحرى ديل اكبر مقلب لمسمى المدينة (وهنا برضو نتزكر المثقف (الاعرج) والعرج كحالة خلقية او مرضيه موجودة وبتعمل قصور للابن ادم لكن (العرج الذهنى) بيودى مجموعة من الناس لما نحن عليه اليوم)وطبعاً السودان ده مره بمراحل الرعوية- والزراعية وديل التنين عندهم نمط تفكيرى او بسموهم العقلية الرعوية والعقلية الزراعية وهن التنين عندهم شروط ومذهب فى الحياة وايديلوجيا تتحكم فى صاحبهم، ومدنية السودان اوضرورة ( الاستلاب والقهر والترحيل والظلم) عملت بذكاء خارق ان لا تدع اى فرصة او وكت ليمر العقل عبر تمرحل طبيعى ( من عقل لانسان بسيط الى عقل رعوى الى عقل زراعى) ومسالة دمج المراحل دى والاسراع لدخوله عالم مايسمى ب( المدنية) هى مشروع كامل يوضح الخدعة ( والاستنكاح - ازكر هنا ابكر ادم اسماعيل ).
    عشان كده مسالة امدرمان السودنة دى بنلقاها هى المصنع الكبير الاتعمل عشان مزيد من القهر واعادة الانتاج وفق معيارية ( المشكلة انها غير محددة الافكار) بس هى بتعمل لمصلحة ناس محددين وفى نفس الوكت بتقهر فيهم هم زاتهم وبتبعدهم عن الانسانية وبتمثل لهم موت ( انسانى اكلينيكى غير محسوس)وامدرمان كمشروع لانصهار السودانيين وتشكلهم بروح الوطن (الكلام ده) بيدلل على شكل جديد من الاستعلاء ، طيب ليه ما تكون مدينة الدلنج مثلاُ ؟؟؟ لانو الدلنج دى (وانا شفتها) فيها شكل بتاع تعايش وتواجد لكل السودانيين واى واحد فيهم معتد بشخصيته واى انسان فيهم بمثل نفسه وبيعبر عن التانيين بشكل متكامل دون ان يتجاوز حدود اى بشر فيهم، ونماذج المدن الممكن تكون افضل من امدرمان ليعم مشروعها السودان (النماذج دى) هى فى رآى مشكلة فى ذاتها، لانو مافى انسان ادها الحق ده لا ليها لا للناس الدايرين يصهروا غيرم ديل!!! وده بيخلينى اسأل انو
    شنو يعنى امدرمان صهرت الاخرين دى؟؟؟؟
    والصهر ده عندو شنو من القوانين على المصهور؟؟؟
    وليه الصهر زاتو؟؟؟
    والمصهور ده الكان عندو شنو لحدى مايصهروهو؟؟؟
    وطيب ناس امدرمان الدايرين يصهروا غيرم ديل هم زاتم الصهرم منو عشان يكون عندهم الحق فى اصهار غيرم؟؟؟
    دى اسئلة يمكن الاجابة عليها طبعاً ، لكن هى بتوضح قبل الاجابة عليها انو نحن مشكلاتنا واضحة وحقيقية وبسيطة يمكن ان نتجاوزها لكن الاعتراف بيها هى الطريق الاول للحل.
    هنا اقيف لحدى ما اجى تانى
    وموضوع اغنية الحقيبة واغنية امدرمان ده موضوع ( تضليلى) عشان اصلاً مافى موضوع (فكرى) مبنية عليهو- امدرمان تجسيد للسودان مصغر- بس.
                  

10-29-2005, 01:06 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)


    سفيان سلامات
    ما دام إنت قاعد بهناك طيب ما تجتهد لينا في مقال خالد الكد الذكرناهو فوق

    الحقيقة قبل العقيدة
    والعدل قبل الإحسان
    ------------- عادل عبد العاطي

    وفوف لحدي ما نجي راجعين



    أبكر آدم إسماعيل
                  

10-29-2005, 01:38 PM

محمد الامين محمد
<aمحمد الامين محمد
تاريخ التسجيل: 03-07-2005
مجموع المشاركات: 10014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: أبكر آدم إسماعيل)

    ابكر ادم كل مكتبه البشر الريح تسال عنك
                  

10-31-2005, 07:11 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: محمد الامين محمد)

    *
    *
                  

10-31-2005, 09:50 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    الصديق/
    ابنوس
    وكل الاخوه/ات المتداخلين...

    تحية طيبة ...

    ابكر ادم/ انا فعلاً امس يوم30/10/2005 ذهبت لمكتبة الدراسات الافريقية والاسيوية بخصوص ورقة خالد الكد ، لكن للاسف وجدت المكتبة مغلقة وقيل لى انها اغلقت للصيانة التى تمت فيها وسوف تفتح مباشرة بعد عطلة العيد.
    لذا احببت ان اطمن الجميع فى هذا البوست ان ورقة خالد الكد سوف تكون معنا بعد انتها عطلت العيد مباشرة، رغم اقتناعى الكامل ان درمنة السودان او اعادة انتاج السودان وفق ذهنية امدرمان هو امر يمكن نقاشه بيسر جداً ولا تحتاج منا كل هذا الاجتهاد والبحث عن الاوراق ، لكن الشخوص الاستعلائية المصابة اصلاً فى انسانيتها بمرض لن تقتنع بيسر او دون يسر ، لذا نسعى لمثل هذه الاورق.
    وللجميع التحية والتقدير
                  

10-31-2005, 06:50 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-26-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)

    يا جماعة زمان العم ماركس يرحمه الله ويحسن إليه بقدر ما ساهم في وعي الناس، قال الأيديولجية والثقافة السائدة هي أيديولجية وثقافة الطبقة السائدة وأخونا غرامشي (الأيطالي الشيوعي الماهو مافيا ولا ديمقراطي مسيحي) وتابعوه والمتأثرون به من مدرسة فرانكفورت والمدارس النقدية الثقافية، أوضحوا أهمية المؤسسات التعليمية والثقافية والكنيسة والإعلامية كمؤسسات تستعملها الطبقة السائدة في سبيل تحويل سيادتها من هيمنة إلى هجمنة (والأخيرة إضافتي للغة العربية لتعريب مفهوم ال Hegemony) وأزمتنا في السودان أن التحالف الطبقي الذي حكم السودان منذ الإستقلال والناتج عن البنية الإقتصادية الكولونيالية، تحالف طبقي لا يمثل كل قوميات وشعوب السودان وثقفاته، لذا تصبح كل أحاديثه عن القومية "مجروحة" في قول متساهل ومستهبلة في قول ثاني، ومزيفة في قول هو أقرب للعلم، لأن الطبقة السائدة تسعى سعيا حثيثا لتزييف وعي المحكومين والمستغلين. وضمن هذا الوعي الزائف هو إعتبار أن هناك ثقافة سودانية واحدة، بل محاولة لإختزال الكل الثقافي في إحدى مكوناته وهذا تلفيق وليس منهجا علميا.
    دعونا الآن نتحدث عن ما يسمى بثقافة الوسط كما يسميها البعض، هل يمكن الحديث عنها كثقافة عربية إسلامية أم ثقافة سوداناوية من التقافات السوداناويات الكثر المتعددة والموجودة في مناطق السودان المتعددة، وهل يحوز إختزال هذه الثقافة لأحد مكوناتها (الثقافة العربية الإسلامية المشكوك في وجود ثقافة كتلك أساسا لأن هناك ثقافات مصرية وثقافات عراقية وثقافات لبنانية وثقافات تونسية وجزائرية ...الخ). وحتى في التركيب الثقافي أليس هناك ثقافات متعارضة تمثل مصالح طبقية مختلفة (مع ملاحظة الأرتباط الطبقي والإثني والإقليمي نسبة للتطور الإقتصادي غير المتوازي الناتج عن الإقتصاد الكولنيالي والذي عمقته التحالف الطبقي السائد لأنه يعبر عن مصالحه الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية).
    و إذا نظرنا لثقافة أم درمان من خلال هذا الإطار فنجدها (رغم الصراع في داخلها) هي في شكلها الرسمي المعبر عنه عبر المؤسسات الثقافية الرسمية وشبه الرسمية، بل من خلال مؤسسات المجتمع المدني العاصمية، هي ثقافة الأقلية الحاكمة التي تريد فرض نفسها على باقي الثقافت لتكملة السيطرة والهيمنة لتبلغ درجة الهجمنة!
                  

11-02-2005, 04:36 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Sidgi Kaballo)

    Quote: أوضحوا أهمية المؤسسات التعليمية والثقافية والكنيسة والإعلامية كمؤسسات تستعملها الطبقة السائدة في سبيل تحويل سيادتها من هيمنة إلى هجمنة (والأخيرة إضافتي للغة العربية لتعريب مفهوم ال Hegemony) وأزمتنا في السودان أن التحالف الطبقي الذي حكم السودان منذ الإستقلال والناتج عن البنية الإقتصادية الكولونيالية، تحالف طبقي لا يمثل كل قوميات وشعوب السودان وثقفاته، لذا تصبح كل أحاديثه عن القومية "مجروحة" في قول متساهل ومستهبلة في قول ثاني، ومزيفة في قول هو أقرب للعلم، لأن الطبقة السائدة تسعى سعيا حثيثا لتزييف وعي المحكومين والمستغلين. وضمن هذا الوعي الزائف هو إعتبار أن هناك ثقافة سودانية واحدة، بل محاولة لإختزال الكل الثقافي في إحدى مكوناته وهذا تلفيق وليس منهجا علميا.


    الدكتور صدقي

    لقد سهوت على مداخلتك التي طرحت اسئلة وإستفاهات كبيرة حول المغالطة ، وحولته من شخبطات لنقاش عضم حول الامر .
    إن ممارسات هذا التحالف الطبقي المشار إليه في مداخلتك أعلاه ولدت مآسي كثيرة وكبيرة ، وقد أفلس هذا التحالف الطبقي ليتحول إلى تحالف يختزل عروبته وإسلامه في قوميات بعينها ، وتناسى التسويق القديم لخطابه بإنه خطاب قومي .
    ثم أنحدر غلى السحيق السحيق في ممارسة التزييف حتى على مستوى النتمين إلى ذك التحالف .

    فما العمل ؟؟
                  

10-31-2005, 07:47 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)

    الاخ سفيان

    مساء الود يا حميم

    إشكالية أم درمان لا تكمن في جهلها بالحقائق ، لكن في مغالطة هذه الحقائق ، وحسب تقديري إن الأمدرماني يدرك الأزمة قبل أن يعيها الهامش ، ويعرف إفرازاتها السالبة ولكن في الاعتقاد إن تلك الافرازات يمكن تفاديها بالتلتيق - فإذا كان الناس تتحدث عن الغناء فالامدرماني يمكنه أن يأتي بإيقاع - الكرنق - وإدخاله إلى جانب الرِّق .. ويجادل على إن هذا هو الحل لوجود الآخر .. وقس على ذلك كل ما يتبع .. فالذهنية الامدرمانية تغالط الواقع في مراهنة خاسرة على إن هذا سيفضي في نهاية المطاف إلى الاستسلام وإن التململ يمكن أن ينتهي بعد اجيال قادمة ويكتسب هذا النموزج رسوخه الكامل .
    المسألة في ما أراها إن المركز في خطوط دفاعاته الاخيرة هذه سيصل للإعتراف طالما وصل إلى إعتراف سياسي وإقرار بأن هنالك أزمة سياسية وقضية عادلة للهامش ، هذا الاعتراف الذي أفضي لتوقيع إتفاقية في الجنوب ومفاوضات في الغرب والشرق ، يستلزم من المثقف الوسط نيلي - المعارض للسلطة - إن يكتشف دوره وإن معارضة السلطة لها عدة أسباب ولكن بالنسبة لإنسان الهامش لم يكن الرغيف سبب للمعارضة ولا الكهرباء ولا حتى غلاء المعيشة ، ولا كل الاسباب التي كان المثقف الوسط نيلي يناضل من أجلها ، فهذه بالنسبة لإنسان الهامش قضية ثانوية جداً ، هنا يبدو لي إن على الامدرماني أن يدرك إن الثورة التي تغنى بها ، أكبر بكثير من الهموم الوسط أم درمانية التي فجرت أكتوبر وابريل - هذه الثورات رغم معزتها الخاصة جدا لدى الكثيرين بالنسبة لإنسان الهامش لا أثر لها .
    ويمكن أن نقول إن الهامش لم تكن تعنيه حتى الديمقراطية كقضية اساسية في السابق لأنها كانت مجرد كوم أصوات تذهب ولا يعود من ورائها اي عائد ، مع إقتناعي التام إن الهامش لا يمكن أن يسهم في تغيير العقلية الامدرمانية ورؤيتها القاصرة لقضايانا إلا في نظام ديمقراطي . لأن هذه العقلية الامدرمانية واحدة من دفاعاتها الاساسية هي الآلة العسكرية والجيش هو الوسيلة المجربة لديها في إسكات الاحتجاجات .
    وهنالك تلازم بين كافة القضايا المطروحة والحل الديمقراطي لها .
    من هنا يمكن أن نقول إن الموقف الراهن يستدعي إفاقه ، وأن ينتبه الجميع في كيف تلتقي القضايا ، لدينا مصلحة في تغيير عقلية الامدرماني وتبصيره بأن المغالطة وصلت للحد الذي لا يمكنها أن تكون وسيلة ناجعة في إسكات الآخر ، وكذلك المهمش الذي لديه أسباب كافيه لتفجير ثورته ، عليه إنتاج خطاب يتصدى به لخطاب أم درمان وهو في أضعف أيامه فالسلاح وحده لا يمكن أن يحقق التغيير ما لم يكن مصحوب برؤية تستصحب كل الهموم المطروحة هنا وهناك .
    كيف يمكن للمثقف الوسط نيلي أن يلعب دور في التغيير ، أي في سودنة أم درمان وأعني خطابها الذي أصبح كله رُقع ، وكيف يمكن أن يلعب دوره في أم درمانه دون أن يحد دور الآخر في جعل هذه الامدرمان عاصمة وطنية وقومية لسان وإيقاع ؟؟
    يستدعي هذا حسب تقديري إعتراف شجاع ، ولا أعني إعتراف السلطة فهذه السلطة هي نتاج أم درماني ، فالجبهة لم تأتي من السماء وخرجت من عباءات ام درمان ، ومارست ما مارست من عسف وقتل وتشريد وتفتيت للآخر لأن المعارض الوسط نيلي خلافه مع الجبهة ليس في ( الثوابت ) والثوابت دي مفردة تكررت كثيراً في خطاب الجبهة الاسلامية ، دون أن تفسر بشكل معلن .. وهي تضليلية ، فيعتقد المهمش إن الجبهة تتحدث عن ثوابت إسلامية منزلة بينما - حسب إعتقادي - هذه الثوابت هي خطاب غير موجه للهامش أصلاً ولكنها مخاطبة أم درمانية بأن ما تحقق من مشروع أم درمان الثقافي - العربسلامي - ودي بستلفها من حسن موسى ، هو ثوابت لا تنازل عنها .
    ألم أقل إن ثمة مراوغة .!
    ماهي حدود الخلاف بين المثقف الوسط نيلي والجبهة الاسلامية ؟؟
    على المستوى الإستراتيجي ، يرى كثير من المثقفين الوسط نيليين - إن اللغة العربية يجب أن تسود السودان .. هذه النقطة الخلاف فيها بينهم كالآتي .. هنالك من يرى إن سيادة اللغة العربية يجب أن تتم بالتي هي أحسن ، وبتبني الآخر لها ، والجبهة الاسلامية ترى إن التعريب يجب أن يتم بصورة قسرية وحملت رشاشاتها لتحقق ذات المشروع الذي لا خلاف عليه من حيث الهدف .

    ( صمت لينطق المدفع / لأنني ايقنت إن النطق لاينفع )
    دي واحده من أناشيد الموت الكيزانية ، تفصح عن الافلاس الذي توصلت إليه الجبهة وتبرر به ضرورة حملها للسلاح .

    حول الدين ، هل هنالك إتفاق ام درماني على الاسلمة القسرية ؟
    هنا يمكن تبين فوارق في أم درمان بين علمانييها وإسلامييها ، وهنالك من له مصلحة في بقاء الجنوب مسيحي ، وعدم زيادة جرعة الدين في المناطق الاخرى لكي يتحقق المشروع العلماني ، وهنالك غالبية بيوتات أم درمان سواء كانت مهدية أو ختمية ترى إن مشروع الاسلمة هو هدف ولكن تختلف في الوسيلة مع الجبهة الاسلامية ، فهنالك جهاد مدني ، وهنالك نظرة هاشمية ، ووصلت الجبهة إلى إن المشروع يجب ان يتحقق بالقوة إختصاراً للوقت .

    فالثوابت واحدة مع إختلاف الوسائل حسب فهمي .
    وهنا يكون موقف -الوسط أمدرماني- مرتبك ، فهو يلتقي مع الهامش في الكلام ، ولكن يتراجع عن الفعل أو يحاول أن يغير مجراه .
    خطورة هذه المسألة تكمن في ميوعة هذا الموقف ورماديته في لحظة كان عشم الهامش أن يكن دور الرموز الثقافية الوسط نيلية ، كبير ومساهم في التغيير ، ولكن للأسف وهذه تقال بمرارة هنالك مواقف كثيرة يلمس فيها المرء رغبة الكثيرين في عدم وصول هذا الفعل الثوري القادم من الهامش إلى محصلته النهائية .

    والتي اراها تقوم على فرضية خاطئة ، تترائ في بعض الخطابات المنفعلة ، والتي تصور فعل الهامش وكأنه قادم لإلغاء الوسط الامدرماني ثقافة ومكان ، أي ممارسة تهميش مقلوب كما يتبادر في خطاب بشاشة صديقنا المشاكس جداً ، مع إن بالعقل السليم لا يمكن أن يحمل الهامش بندقيته من أجل قضايا ليأتي ليمارس التهميش المعكوس ، او الابادة المقلوبة والتي إكتوى بنارها ، ولكن يأتي ليكون جزء أصيل في المعادلة السياسية والثقافية ، ولا أعتقد إن حواراتنا هذه تمهد لإبادة ، أو إقصاء حتى يكون موقف المثقف وسط نيلي لزجاً وغير واضح من كل ما يجري ، وفي أغلب الاوقات صامتاً تجاه المذابح والقهر الثقافي والاجتماعي الممارس أمام عينيه .

    لا يمكنني أن أصنف قوى الهامش جغرافياً دون الحديث عن مهمشي الوسط النيلي أنفسهم ، ومن يرى إن قوى الهامش موجودة في الاطراف فقط فهو لا يرى إلا التصنيفات التي لا تخرج من الجانب الاثني والقبلي فقط ، وإذا أعتبرنا أم درمان مدينة مارست التضليل والقهر ، ففي داخلها ضحاياها ، هم من إختلفوا مع هذا الخطاب بشكل قاطع ومدوا اياديهم خارج اسوارها للإلتقاء بقوى الهامش ، هؤلاء لا أعني بهم قوى سياسية منظمة ولكنهم أصوات متفرقة هنا وهناك فيهم المنتمين سياسياً والمنتمين للوطن كتربة ايضاً هؤلاء يجب أن يسعى الهامش للإلتقاء بهم وهذا لن يتم بالسهولة المتخيلة ما لم يتجاوز الهامش نفسه أزماته الكثيرة وتصنيفاته الضيقة ، والتي تقدمه وكأنه يصارع أم درمان كمجموع قبائل ذكرها بشاشة بشكل إذا تبنيناه سيقود حتماً لصراع عرقي ولا يحقق نتيجة لصالح مشروع التعدد الثقافي والسياسي والاجتماعي ، وأنا شخصياً لا ارى إن القضية حين توضع في إطار أم درمان مقابل مهمشيها ، يمكن أن ننسب أمدرمان لقبائل بعينها بقدر ما يمكن نسبها لتاريخها المرتبط بالطبقة المتعلمة التي خلفها الانجليز كوريث لسلطتهم - الافندية - هؤلاء الذين لبسوا ثوب التضليل ووضعوا الثوابت التي وصلت بها الجبهة الاسلامية للذروة ، وضحاياهم كثر يجب أن يتوحدوا في الفعل وأن تتمايز الصفوف بين المدافع عن المشورع الامدرماني وبين المدافع عن الوطن ومواطنيه .


    ع . الماهري
                  

11-01-2005, 10:29 PM

isam ali

تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 187

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    تحية لجوزيف الماهر ( وهذه مركزية " خاصة" من المراكيز)
    و الاصدقاء المتداخلين
    هذه ترجمة سريعة لعرض كتاب السيدة هيزر ج شاركى : " معاشرة الكلونيالية : الهوية الوطنية والثقافة فى السودان المصرى – الانجليزى " . وقد قام السيد باسكال جيمس امبرتو بالتقديم للكتاب على الموقع التالى : .
    http://www.findarticles.com/p/articles/mi_qa4106/is_200404/ai_n9391669
    .( هذا البحث المتعمق يساعد فى اضاءة جوانب فهمنا للسودان الحديت , كما يساعد فى فهم تلك القوى السياسية , الاجتماعية , الثقافية والدينية التى شكلته ابان العهد الاستعمارى .
    تكون السودان فى 1898 ككوندمنيوم يشترك ادارته الانجليز و المصريون كما ترصد الوثائق و اللغة الرسمية , بينما انفرد الانجليز بحكمه فعليا فى الممارسة اليومية . تمت صيانة حكوة الاشتراك فى الادارة باستمرار وذلك باستخدام كلمة كوندومنيوم , وبوضع شأن السودان تابعا لمكتب الخارجية بدلا عن مكتب المستعمرات وبخلق جهاز خدمة مدنية منفصل .
    فى 1902 اسس الانجليز كلية غردون التذكارية لتخليد ذكرى من تأسطرت سيرته : الجنرال شارلز جوردون. احتذى الانجليز نموذج المدارس الهندية التى هدفت لتدريب الكتبة واعداد صغار موظفى الجهاز الحكومى. المؤلف يوضح بالتفصيل كيف ولماذا حابت سياسات القبول المصطفين من المسلمين متحدثى اللغة العربية , وعزلت بانتظام الجنوبيين المسيحيين ومعتنقى الديانات المحلية . والنتيجة , فقد خرجت غردون مجموعة متجانسة فى رؤيتها للسودان المستقل باعتباره بلدا عربيا مسلما . فى قلب هذا الكتاب يقع التحليل المتعمق لدور الكلية فى تدعيم القيم الثقافية والدينية لطلابها , بعد ان مارست سياسات قبول اثنية ابعدت من يمثلون التنوع الاثنى والدينى العميق للسكان من التواجد فى حرم المدرسة . وهى فى ممارساتها تلك ساهمت بتشكيل تلك الدولة المصترعة التى نراها اليوم منذ اسقلالها فى 1956 .
    فى تحليلها لتجربة كلية غردون ترى المؤلفة ابعد من واجبات تاهيل صغار الموظفين الذاهبين الى خدمة جهاز الدولة الكلونيالية , فهى تراها كمصهر كان له ان يشكل رؤى سياسية موجودة قبلا , لمستقبل السودان , فهم خريجوا كلية غردون الاوائل من ابتدروا الحركات الوطنية , ومن تبوأوا مناصب قيادتها بعد الاستقلال . لقد حاولوا تحديد هوية البلد فى اطار من الضيق اللغوى والدينى فى رفض حاسم لفكرة الدولة القائمة على التعدد اللغوى , الدينى والثقافى . وقد ادى هذا الرفض – بالذات عندما صحبته نعرات العنصرية الجلية ضد سكان الجنوب - الى الحرب الاهلية ليستمر سعيرها لما يقارب نصف قرن .
    تمنيت لو ان شاركى وسعت لوحتها لتشمل مناقشة لدور مدارس كمبونى , والتى اسست بواسطة معهد اخوة القلب المقدص فى 1929 , ثم تولت ادارتها جماعة اباء كمبونى الكاثوليكية والعاملة فى مجالات التبشير الدينى . وتختلف تجربة كمبونى عن تلك التجربة التى خاضتها كلية غردون , فقد فتحت ابوابها للجميع مسلمين ويهودا ونصارى, و من اثنيات متعددة . واعفت غير المسحيين من حصة الدين . وكمبونى هى المدرسة التى دفعت الجالية اليهودية السودانية باطفالها لفصولها من اجل تعليمهم , وهى الجالية ذات النفوذ القوى على ايام الكندومنيوم , وفى زمن قيادة الراباى سلمون مالكا
    (See Eli S. Malka, Jacob's Children in the Land of the Mahdi: Jews of the Sudan [Syracuse, 1997].)
    .وتمنيت ايضا لو ان الكتاب ناقش حال التعليم فى جنوب السودان باكثر من تلك الاشارات العابرة . عموما يترك القارئ متسائلا عن الدور الذى لعبته مدارس الجنوب و خريجوا الكمبونى فى مشروع تحويل دولة الكندمنيوم الى دولة مستقلة . فالمعلومات المتوفرة توضح ان التعليم فى الجنوب لم يكن باى حال ضئيلا محدود الاثر . ففى بداية الخمسينات كان هناك عددا محترما من الطلاب يرودون المدارس فى الجنوب . فمثلا فى 1954 وقبل سنتين من الاستقلال , بلغ عدد طلاب المدارس الاولية 17915 , وبلغ عددهم 1057 فى المدارس الوسطى المدارة فى الغالب بالارساليات المسيحية, وفى نفس العام بلغ عددهم 187 فى المدارس الثانوية الحكومية . انظر:
    (see L. P. Sanderson and N. Sanderson, Education, Religion, and Politics in Southern Sudan 1889-1964 [London and Khartoum: Ithaca Press/University of Khartoum Press, 1981], 306)
    لم يتناول الكتاب الدور الذى لعبه هؤلاء ومن سبقهم فى تكوين الدولة السودانية الحديثة , ولكنه عموما فمن الواضح الدورالمركزى الذى لعبه بعض الطلاب الجنوبيون فى جعل تطور الدولة السودانية محفوفا بالنزاع . فعندما حاولت المجموعة المتجانسة من خريجى غردون خلق دولة عربية اسلامية , وقفت المجموعة المتعددة من الجنوب الى جانب فكرة التعدد التقافى فى كل ابعاده .
    اِن كتاب " معايشة الكلونيالية" من الكتب الممتازة بحق , ويمثل اضافة حقيقية لفهمنا لظاهرة التواصل التاريخى الحى بين السياسات الكلونيالية ومؤسسات واجهزة الدولة المعاصرة. الكتاب يقدم ايضا تفسيرا عميقا للدور الجوهرى الذى تلعبه مؤسسات التعليم التى يقيمها الاستعمار , فى خلق موظفيين ملحقيين بخدمة جهاز الدول الاستعمارى . يتنزلون لاحقا من دورهم الرسمى ليصيروا وطنيين منافحين وقادة سياسين للدولة الوليدة .
    انه كتاب مرتب بشكل متقن , يتيح فهما افضل لدور القوة الاستعمارية فى تشكيل الملامح السياسية الحالية للسودان وخصائص صراعه الطويل . )

    ونشوفكم تانى عندما انجح فى صياغة بعض الاسئلة وشوية راى
                  

11-02-2005, 04:29 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: isam ali)

    Quote: فى 1902 اسس الانجليز كلية غردون التذكارية لتخليد ذكرى من تأسطرت سيرته : الجنرال شارلز جوردون. احتذى الانجليز نموذج المدارس الهندية التى هدفت لتدريب الكتبة واعداد صغار موظفى الجهاز الحكومى. المؤلف يوضح بالتفصيل كيف ولماذا حابت سياسات القبول المصطفين من المسلمين متحدثى اللغة العربية , وعزلت بانتظام الجنوبيين المسيحيين ومعتنقى الديانات المحلية . والنتيجة , فقد خرجت غردون مجموعة متجانسة فى رؤيتها للسودان المستقل باعتباره بلدا عربيا مسلما . فى قلب هذا الكتاب يقع التحليل المتعمق لدور الكلية فى تدعيم القيم الثقافية والدينية لطلابها , بعد ان مارست سياسات قبول اثنية ابعدت من يمثلون التنوع الاثنى والدينى العميق للسكان من التواجد فى حرم المدرسة . وهى فى ممارساتها تلك ساهمت بتشكيل تلك الدولة المصترعة التى نراها اليوم منذ اسقلالها فى 1956 .


    الصديق عصام علي ، تحياتي يا زول يا حميم

    إضافتك هذه مهمة ، وإذا عدنا لموضوع الدرمنة فنجده لا يخرج من هذا التاريخ القريب والمعاصر جداً ، ومعاصر دي ممكن تكون ما من المعاصرة ، بل من العصر الذي مارسه أفندية أم درمان لتطبيق برنامج كليتهم ، عصر لك الاقوام السودانية لقبول نموزجهم وتصوراتهم القاصرة لبلد كالسودان ، وخلفوا تلاميذهم ليواصلوا تلك الثوابت الانجليزية المصرية الغردونية ، سمها ما شئت .. فهل ولدت أم درمانهم سودانية القسمات ، أم ولدت مشوهة وزادتها الجراحات التجميلة تشويهاً آخر .؟؟
    سأعود
                  

11-06-2005, 00:16 AM

serenader

تاريخ التسجيل: 01-14-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)

    Quote: شنو يعنى امدرمان صهرت الاخرين دى؟؟؟؟
    والصهر ده عندو شنو من القوانين على المصهور؟؟؟
    وليه الصهر زاتو؟؟؟
    والمصهور ده الكان عندو شنو لحدى مايصهروهو؟؟؟
    وطيب ناس امدرمان الدايرين يصهروا غيرم ديل هم زاتم الصهرم منو عشان يكون عندهم الحق فى اصهار غيرم؟؟؟

    تحيات احترام للأستاذ سفيان بشير نابري
    دعني أؤكد لك أولاً أن كل الأسئلة التي طرحتها معقولة وممكنة ومشروعة.. لكن ذلك لا يعني انها دقيقة في تلخيص اساس سوء الفهم.
    في المقام الأول المصهر الذي قصدته أصبح موجوداً بفعل قوة سياسية اجتماعية اسمها المهدية (في تاريخ غابر) ثم أسهمت عوامل تأريخية أخرى في تسعير النار التي يغلي بها المصهر.. أسوق لك مثالاً بسيطاً: المهدية أجبرت قبائل السودان على الهجرة إلى أم درمان إما بجبر القوة الدينية (الهجرة إلى بقعة المهدي المبروكة- بزعم ذلك الزمان) أو بجبر القوة العسكرية والاقتصادية.. من ثم نشأت أحياء أم درمان القديمة بحسب التشكيلة القبيلة.. لكن تلك الأحياء ليست غيتو مغلق على أهله، فبعامل الزمن تداخل الناس بالسكنى الطبيعية التي أدت إلى حسن الجوار والمجاورة.. ففي شارع واحد في الموردة- مثلاً- تجد من هو أصوله من الغرب ومن الشرق ومن أقاصي الشمال، كلهم يتشاركون الأفراح والأتراح في صحن واحد، وبمزاج واحد..
    تنبيه: ما ذكرته عن تكون الخليط السكاني في فورة المهدية لا يعني أن لأمدرمان شرعية تأريخية لتصبح قالباً يصلح لكل مقاس وقياس.. بل الحق أنها نموذج فريد أحق بالدراسة منه "بالدواسة"

    وليس صحيحاً أن "ناس أم درمان" كما أسميتهم يريدون صهر غيرهم.. بل العكس صحيح، كل من وفد أم درمان لأي ظرف كان تأثر بالوضع القائم فيها- الذي ذكرته بعاليه- واندمج في اللوحة بتفاصيلها الدقيقة.. وتذكر يا أخي الكريم أن هذا الاندماج- إن لم تستسغ وصف الصهر- لم يكن جبرياً في الحالة الأخيرة.. بل هو طوعي وبعامل المكان والزمان والناس..
    كثيرٌ منا يا أخي نابري ينسى أن للمكان سطوته.. لكن ذلك لا يعني أن المكان قادر على مسخ الروح والثقافة والبيئة التي أتى منها الوافد على المكان.. بل الصحيح أن المساحات المفتوحة من التداخل ترفد الخليط الموجود أصلاً بطعم وذائقة متجددين تضمن له الاستمرار بشكل مرن..
    * اساس سوء الفهم الذي اقصد هو إدمان كثير من متسلطي الإذاعة والمتشبثين بأهداب الثقافة والمتثاقفة من أهل الوسط، وإصرار هؤلاء على الاحتفاظ لأم درمان بحق أعلى وأسطع من غيرها.. وهذا زعم مريض على أقل تقدير..
    في ظني الضعيف المبني على المعايشة أن أم درمان هي حالة فريدة بعامل التأريخ والمكان، بعض من فرادتها الاستمرار على نفس نهجها القديم إنما بظلال جديدة.. وهي حالة تستحق الدرس القاصد لتفكيكها بما يضمن حفظ حق كل ذي حق، وليس نسخ بقية الأقاليم الثقافية الأخرى المكونة في جمعها للسودان.. مع ملاحظة أن إقليم أم درمان الثقافي وجغرافيته السياسية والاجتماعية هو مكون واحد وليس الأصل..
    مع محبتي وتقديري
                  

11-02-2005, 01:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    { أمد رمان والثقافة والمهمشين والتاريخ }


    السيد أبنوس ، والسادة المتداخلين
    تحية واحتراماً
    وجدت العنوان :


    { درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) }

    وقرأت المداخلات ، وقلت لنفسي أن أدل بشيء عن التاريخ :

    (1)
    عندما قدمت رايات قواد المهدية قبيل الخامس والعشرين من يناير 1885 م غرب النيل استقبلهم الجموعية والفتيحاب وأهلنا ( الزنارخة ) بطبول ( النحاس ) . كانوا يقطنون منطقة الفتيحاب الحالية وتبدأ من مناطق السلاح الطبي الحالي وجنوب تلك المنطقة . تكونت من بعد أمد رمان الحالية شمال الفتيحاب الحالية أرض أحراش من أشجار السدر والأعشاب الطفيلية تُغطي كل رقعة أمد رمان الأصلية قبل إمداداتها غربا وشمالاً . عسكر المهدي قرب باحة القبة ، وأقام مسجده ، وعسكرت قواته .
    بعد استرداد الخرطوم ووفاة المهدي في 8 رمضان 1302 ـ و22 يوليو سنة 1885 م ، وتولي الخليفة عبد الله ود تورشين ، بدأت تكوين دولة المهدية ، وبدأت أمد رمان تتشكل كعاصمة للدولة الوليدة :

    هنا للملازمين ، وهنالك لبيت المال ، وهنا للأمراء ، وهنالك غرباً العرضة لاستعراض يوم الجمعة من بعد صلاة الجمعة ، ثم نشأت الأسواق وتم بناء السجن ثم الدور …الخ .
    هكذا بدأت أمد رمان ، صنعها أهل الأرياف ، أو ما يطلق عليهم المهمشون الآن . استقدم
    الخليفة القبائل من غرب السودان ، وهجرهم قسراً لأمد رمان ، راجع جزء من نص منشور الخليفة الآتي :

    أورد الدكتور أبو سليم في سفره ( منشورات المهدية )
    الأتي :

    منشور من الخليفة عبدالله يؤكد فيه استمرار كرامات المهدية تحت رايته ويوضح فيه بعض كراماته و علاماته ثم يطلب من اتباعه الهجرة إليه لتجديد العهد :

    من المنشور نورد النص :

    { وحيث أنكم أحبابي من الأحباب الصادقين والأعوان المشمرين في نصرة الدين ولم يبلغنا عنكم إلا ما يشرح الصدر ويقر الناظر وتعلمون فضل الهجرة والنفار في سبيل الله والخروج من الأوطان والمألوفات في طلب ما عند الله ، فعليكم بالمبادرة إلى ذلك مع عاملكم العمومي بهمة عالية ونية خالصة لا سيما وقد ندبتم بهذا الأمر من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخذ عليكم العهد والميثاق على طاعته عليه السلام وامتثال أمره ونهيه فأوفوا بعهد الله ولا توفوا وتركنوا إلى حب الوطن . فبوصول كتابي هذا إليكم احضروا صحبة عاملكم العمومي مع امتثال أمره ونهيه واتباع إشارته على ما كمنتم عليه سابقاً وزيادة . والقصد من حضوركم أن تجددوا عهدكم ونتذاكر في الله وتنالوا عظيم ثواب الهجرة المعهود فضلها لديكم كتاباً وسنة . واعلموا أن من يتأخر منكم بعد أن يبلغه كتابي هذا فقد اتضح حاله وظهرت خيانته ولا بد من وقوعه بإذن الله تعالى في القبضة ولو رقا السماء بسلم . …}

    27/8/1885 م


    إن أمد رمان هي صنيعة المهدية ، وقادتها الذين قدموا لاسترداد الخرطوم ، كونوا أمد رمان وأقاموها عاصمة لهم .


    (2)
    نحكي جزء من التاريخ عن نشأة الثقافة العربية ، ليست صنيع خريجي غردون أو من تبعهم ، بل لدخول العرب السودان وتكوين الممالك الإسلامية تاريخ أسبق مما ذكره المتداخلون .
    وأنقل لكم :
    ورد في مقدمة سفر البروفيسور محمد عمر بشير { تاريخ الحركة الوطنية في السودان ( 1900 ـ 1969 ) } الآتي : ص 7
    1/ كانت أول دولة أنشئت في السودان في العهد القديم هي مملكة نبته ( 725 ق .م إلى 350 ب . م بالقرب من البركل .
    وكان ( كاشتا ) أول ملوك الكوشيين . وهو الذي استولى على السلطة بمصر العليا . أما ( بعانخي ) ابنه الذي خلفه ، فقد اتبع خطى والده وأتم غزو مصر كلها ليصبح الحاكم لكل من مصر والسودان . وتحت ظل الملوك السودانيين تم الحفاظ على مقابر مصر ومعابدها . وأضيفت إليها معابد ومقابر جديدة مكانتها وحيثيتها بين حضارات العالم القديم . ولئن أصاب حضارة مصر شيء من الأقوال والصدأ . فإن الوضع الحضاري النبتي الجديد ، أفعم الحياة فيها من جديد . وشارك في إنقاذها وحمايتها مما جعل من الإمبراطورية الكوشية قوة عالمية . ويرى البعض أن فترة سيادة السودانيين على مصر كانت إحدى الفترات القلائل في تاريخ الاستعمار القديم حيث كانت المؤسسات الوطنية والثراء الروحي للأمة المقهورة قد أخذت تنمو وتزدهر بدلاً من أن يكون مصيرها الفناء والاندثار تحت سطوة حكام أجانب .ولم يكن هذا هو كل ما قام به الحكم النوبي . بل أرسلت جيوش نوبية إلى غربي آسيا لمساعدة شعوب الأمم الصغرى من سوريين وفلسطينيين وفينيقيين لصد هجمات الجيوش الآشورية .

    أما مروي المملكة السودانية القديمة الثانية . فلم تكن حضارتها إلا استمراراً للحضارة النوبية . وهي بهذا الوصف لم تكن غير استمرار للحضارة المصرية . وقد استقرت بالقرب من الشلال السادس في وسط خصب . و بسبب هذا الموقع . أضحت مركزاً تجارياً هاماً وحامية عسكرية بالغة الأهمية . ويماثل عهد مجدها وعظمتها مجد مصر الرومانية لا تزال واضحة في العاصمة التي بلغت شأواً عظيماً في الحضارة . وقد حدث الاتصال بشعوب البحر الأبيض المتوسط عبر مصر وبوجه أخص مدينة الإسكندرية ، وأنشأت علاقات أيضاً مع الدول النامية مثل أكسوم والهند . ويمكن احتساب ظهور السودان كأمة منذ القرن الثالث الميلادي
    عندما أخذت الخصائص الأفريقية الأساسية في الحضارة المروية تؤكد وجودها لما أتيحت لها الفرصة في ذلك الوقت . وقد أرسل نيرون الذي كان ينوي غزو مملكة مروي حملة استطلاعية صغيرة توغلت في البلاد حتى الرهد في حوالي 65 ميلادية . وورد في التقرير الذي رفعته البعثة أن البلاد فقيرة للغاية بدرجة لا تستحق الغزو . وهكذا ترك الرومان فكرة غزو مملكة مروي لتصبح محلاً لهجوم الأثيوبيين من الشرق . وفي منتصف القرن الرابع كان يمثل مروي قوم قادمون من الجنوب . ومنذ ذلك الوقت أضحى تاريخ السودان مجهولاً وغامضاً , واستمر الحال على ذلك المنوال حتى ظهور الدول النوبية الثلاثة ، نوباطيا ومقرة وعلوة . وهذه الممالك السودانية الثلاثة التي كان يسود حياتها طابع القرون الوسطى قد سارت على النهج والجادة التي بدأتها نبتة مروي من حيث الحفاظ على استقلال البلاد وتقاليدها . ومن ثم بسطوا نفوذهم على القبائل المستقرة على الأراضي المجاورة للنهر وروافده . وكان النيل شريان حياتهم ويوصلهم بالشمال والجنوب .
    واعتنقت الدول الثلاثة الديانة المسيحية في أو بعد القرن السادس . والمسيحية مثلها في ذلك مثل الحضارة المصرية القديمة جاءت من الشمال . ووجدت الكنيسة القبطية مقراً احتمت به السودان عندما حاربها الأباطرة الوثنيون الذين كانت في أيديهم زمام الأمور . ولقد ظلت الممالك السودانية الثلاثة على ولائها للكنيسة القبطية في مصر . وكان ملوكها يعتبرون أنفسهم حواريين وحماة بطريرك الإسكندرية . وكان ملوك تلك الممالك ملوكاً وقساوسة في نفس الوقت . قبضوا بأيديهم كلا من السلطتين الدنيوية والروحية . وساعدهم في مزاولة مهامهم نظام ديني قائم على تعاليم وطقوس الكنيسة البيزنطية . وكانت اللغة الإغريقية هي أداة نشر التعاليم المسيحية إلى أن استبدلت في تأريخ متأخر باللغة النوبية لتصبح لغة الكنيسة . وجاءت المرحلة التالية الهامة في تاريخ السودان نتيجة دخول العرب والإسلام السودان في ربوع السودان . فلقد نشأت علاقات بين السودان وبلاد العرب قبل ظهور الإسلام بأمد بعيد . واتخذ دخول العرب إلى السودان ثلاثة طرق . أولها من شمال بلاد العرب عبر سيناء ثم مصر . وثانيهما من جنوب بلاد العرب عبر باب المندب مروراً بأثيوبيا . وثالثهما هو الطريق المباشر إلى السودان عبر البحر الأحمر . وازدادت أهمية هذه الطرق بعد ظهور الإسلام وانتشاره فلقد سلك المسلمون العرب تلك الطرق التي سبق أن اتبعها المهاجرون والتجار منذ عدة قرون .ويرجع انتشار الإسلام أساساً إلى المعاملات التجارية السلمية وإلى التزاوج بين العرب المتواطنين والأهالي الأصليين . بيد أن تسرب النفوذ العربي بين أهالي البلاد الأصليين كان يقوم به عرب البادية النازحين الذين أغرتهم المراعي الغنية الواقعة وراء الساحل وأولئك الباحثين عن المعادن في الصحراء الشرقية والمتطلعين لمزاولة التجارة في الذهب أو الرقيق .
    وقبل أن يستسلم السودان نهائياً للمؤثرات العربية و الإسلامية ، عقد اتفاقية مع العرب في الشمال ، عرفت باسم اتفاقية البقط . وهي التي أرست أسس العلاقات الواجب اتباعها بين المسلمين والنوبة . ولكنها استخدمت كأداة سلمية دخل بواسطتها الإسلام للسودان . وتزاوج العرب المتوطنون مع العائلات النوبية المالكة وورثوا العرش النوبي , وهذا التسرب البطيء ازدادت سرعته واشتدت تأثيراته قي أواخر القرن الثالث عشر الميلادي ، واستمر على ذلك المنوال خلال مائتي سنة .

    وسلكت بعض الفرق صوب الجنوب . ومن ثم لم يعد لمملكة النوبة المسيحية وجود فعلي يذكر بنهاية القرن الرابع عشر . وفتح سقوط مملكة النوبة في أيدي العرب الطريق أمامهم التغلغل في مقرة وعلوة . واستطاعت مملكة علوة بادئ الأمر الدفاع عن كيانها وأجبرت الجماعات العربية القليلة المهاجرة على احترام سلطتها . بيد أنه لم يكن من الممكن استمرار ذلك الوضع نظراً لتزايد أعداد العرب لاختبار قوتهم في مواجهة العاصمة الضعيفة سوبا التي سريعاً ما خضعت لسطوتهم وحكمهم . وهكذا سقطت آخر الممالك السودانية المسيحية الثلاثة المستقلة في أيدي المهاجرين الجدد من العرب المسلمين . بيد أن تقاليد الأخذ بنظام تكوين الدول الصغيرة المستقلة قد أخذ به في القرن السادس عشر عندما أنشأت مملكة الفونج وأقيمت عاصمتها في سنار . وكانت مملكة الفونج مكونة من الأقاليم التي قامت فيها مقرة وعلوة وما تبقى من أراضي الدول النوبية . أما النوبة الشمالية الممتدة إلى الشلال فقد ضمت إلى ممتلكات المماليك بمصر . أما الأراضي الساحلية الواقعة بين سواكن ومصوع فقد ضُمت إلى الإمبراطورية العثمانية , وأدى توحيد إدارة تلك الأقاليم تحت أيدي حكام الفونج إلى نوع من الوحدة السياسية . وضرب من الاستقرار في البلاد . الأمر الذي كان له عظيم الأثر في انتشار الإسلام ومضاعفة انتشار الثقافة العربية الإسلامية في البلاد من المناطق المجاورة لدنقلا وسنار . وأخذت الثقافة العربية الإسلامية تشق طريقها صوب كردفان ودار فور حتى بلغت بحيرة تشاد في أقصى حدود البلاد الغربية .

    وتفاوت تأثير العرب على الأهالي من اقليم لآخر ومن قبيلة لأخرى . وعلى الرغم من النفوذ القوي والهائل الذي وجدته اللغة العربية باعتبارها لغة الإسلام ، وفرص التجارة التي فتحت . إلا أن اتخاذها بواسطة الأغلبية لغة للحضارة استغرق عدة أجيال . ذلك أن النوبيون والبجا وهم من أوائل أهالي السودان الذين ربطتهم بالعرب علاقات متصلة قد استمروا في استخدام لهجاتهم ولغاتهم الخاصة كأداة للتخاطب ولا زالوا يستخدمونها حتى اليوم . وصاحب التغلغل العربي في السودان توسع انتشار الإسلام . ومن المحتمل أن تكون مجموعات من العلماء دخلت السودان برفقة التجار وبقيام الدولة الإسلامية وتوطيد دعائم السلطة الإسلامية أضحى السودان مهيئاً للمزيد من انتشار الدعوة الإسلامية وتغلغل الزعماء المسلمين الدينيين . ومن ثم غدا السودان في القرن السادس عشر الميلادي جزأ لا يتجزأ من العالم العربي الإسلامي . ولم تقتصر روابطه على العلاقات القائمة بينه وبين مصر فحسب . بل امتدت علاقاته مع الأقطار العربية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط وبقية الإمبراطورية العثمانية .

    وفي خلال فترة حكم الفونج الذي كانت أقاليمه النائية محل خلاف شديد بين المؤرخين والباحثين ، امتد انتشار الدعوة الإسلامية حتى بلغت خط عرض 13 درجة شمالاً . وكان العلماء والعائلات الدينية هم الأداة الأساسية في نشر الدعوة الإسلامية إلا أنهم تمكنوا أيضاً من الحصول على بعض السلطات السياسية والاقتصادية .

    وعندما زار المؤرخ الرحالة جون لويس بركهارت الدامر في عام 1814 م وجد أنها تُساس بواسطة عائلة المجاذيب الدينية التي اشتهرت بإنجاب أهل الكشف والصلاح والمتصوفين الذين ملكوا قدراً من الصفاء الروحي استحال على أية ظاهرة مهما كانت خبيئة أن تخفى عليهم . وكانت شؤون الدامر كما أورد بركهارت في كتاباته تدار بعناية ودقة شديدتين .
    وفي أثناء حكم الفونج دخلت الطرق الصوفية عن طريق الحجاز ، ولما كانت العلاقات الخارجية الأساسية قائمة بين السودان والحجاز . فقد كان من الطبيعي تأثر السودان بالاتجاه السائد هناك . وهو إجلال الأئمة وأهل الصلاح من أصحاب الطرق الدينية .
    وترجع الجذور التاريخية لنشأة الطوائف الدينية إلى التصوف وتطوره . فقد غدا جهاد النفس عن طريق الزهد في عرض الدنيا بديلاً عن الجهاد لغزو العالم ونشر العقيدة الإسلامية . وبالنسبة للصوفي فإنه ليس هناك من إله سوى الله فحسب . بل إنه ليس هناك شيء سوى الله كذلك . على أن التصوف من الناحية الفعلية هو مذهب ومنهج في الحياة . يعبر عن نفسه بالتطهر والترفع عن الصغائر والدنايا وعرض الدنيا الزائل .
    وكانت أول الطرق التي دخلت في السودان هي الطريقة الشاذلية . وذلك في القرن الخامس عشر في العام 1445 م ، والطريقة الثانية هي القادرية وذلك في القرن السادس عشر الميلادي .

    وكان لكل من الطريقتين مرشدين محليين من الأهالي الذين أطلق عليهم لقب الخلفاء ، وحظيت هذه الطرق عن طريق أولئك الخلفاء بتأييد عظيم في السنين الباكرة لقيام مملكة الفونج . ومن بين الطوائف الدينية المحلية طريقة المجذوبية الناشئة عن الطريقة الشاذلية والتي كونها حامد بن المجذوب ، أو المجاذيب . والتي أكد بركهارت فيما كتب أن لها نفوذاً واسعاً وأتباعاً كثيرين في الدامر .
    ولقد وجد أولئك المتصوفة أرضاً خصبة بين السودانيين ونالوا تأييد الأهالي ، بما أتوه من خوارق الكلم والعمل .وأصبح كثير من أتباعهم من السودانيين سدنة ذوي نفوذ لملوك الفونج والأمراء التابعين لهم . ليس في المجال الروحي فحسب ، لكن في مضمار السياسة أيضاً .

    شهد القرن الثامن عشر ازدهاراً واسعاً للطرق الصوفية خاصة في الولايات العربية التابعة للإمبراطورية العثمانية وأحرزت كل من الطريقة النقشبندية والطريقة الخليوتية . تقدماً ملموساً ، وذلك في الوقت الذي ظهرت فيه طريقة جديدة هي السمانية في الحجاز .
    وفي العام 1800 م أدخلت الطريقة السمانية إلى السودان على يد أحمد الطيب البشير . الذي استقر به المقام قرب أمد رمان . وكان له نفوذ بالغ الأثر على ملك سنار وتمكن خلال حياته من جذب كثير من الأتباع للطريقة السمانية . كانت قوة الطريقة السمانية مثلها في ذلك مثل الطريقة المجذوبية ، نابعة من أنها وإن نشأت أصلاً خارج السودان ، إلا أنه كان لها رواد محليون من السودانيين ممثلين في عائلة أولاد الشيخ أحمد الطيب البشير .
    بيد أن الرجل الذي كان لتعاليمه أعظم الأثر خلال تلك الفترة هو أحمد بن إدريس الفاسي الذي لم يكن من أهل الصلاح والتقوى فحسب . بل كان رائداً عظيماً من رواد الإصلاح الديني أيضاً . وقد تلقى اثنان من الصوفيين السودانيين تعاليمهما على يديه في مكة المكرمة . وهما محمد المجذوب وإبراهيم الرشيد .

    أما الأول فقد عمد إلى نشر طريقته والدعوة لها بين البجا . وعمد إبراهيم الرشيد على نشر طريقته بين الشايقية بالقرب من جبل البركل بالمديرية الشمالية إلا أن تلميذاً آخر من تلاميذ أحمد بن إدريس كان واسع النفوذ من الرجلين المذكورين آناً وهو محمد عثمان الميرغني . فلقد شرع الأخير في صياغة رافده الخاص من الطريقة الإدريسية . وهي الطريقة الميرغنية أو الطريقة الختمية . التي انتشرت بسرعة في شمال وشرق السودان .
    واكتسبت كل من الطريقة الختمية والسمانية نفوذها على حساب الطرق الدينية الأخرى . فالختمية التي كان وصولها واتساع نفوذها مرتبطاً بالحكم التركي المصري . أضحت صاحبة القدح المعلى على الطرق الباقية . وكان الصراع والمنازعات من الأشياء الطبيعية بين أتباع الطرق الدينية وكذلك بين القادة أنفسهم . وقد ظهر ذلك الصراع والتنازل أكثر وضوحاً بين السمانية والختمية منذ دخول طريقة الختمية للسودان .
    لقد سيطرت الصوفية والطرق الدينية على الحياة الثقافية السودانية في عهد الفونج وقد تأثر بها النظام التعليمي الذي كان قائماً في المساجد والخلاوي لدرجة كبيرة . . . . }

    انتهى النص المنقول ،


    (3)

    أتمنى من المتداخلين أن يراجعوا التاريخ قبل إنزال القواطع من صيغ كالاستعلاء والهيمنة الثقافية لموجهات العروبة والإسلام الثقافية ( لا أقصد العرقية ) ، دون التتبع لنشأتها وتاريخها الحقيقي . وأتمنى التفريق بين البرامج السياسية التي قد تحور الحقائق التاريخية لمصلحتها ، تشوه وتزيل وتبتر التاريخ ، وتنشره على السماوات وتبني عليه رؤى قد تقوم كلها على عدم معرفة التاريخ ، قبل الدخول في تحليل حقائقه . فمن المعلوم في المباحث أن يتم معرفة التأريخ وأحداثه ، ومن ثم تحليلها . مثل من يأتي يزم مدينة كأمد رمان ، وهي صنيعة ما اصطلح على تسميتهم بالمهمشين ، الذين حين قدموا استقطعت لهم من أراضي المقيمين لمصلحة المهاجرين من أرياف السودان . تلك حقائق ومن أراد يقرأ فكتب التاريخ متوفرة وكتاب أمد رمان للراحل أبو سليم خير معين .
    لكم التحية وجزيل الشكر .


    عبد الله الشقليني


                  

11-02-2005, 05:17 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: لا يمكنني أن أصنف قوى الهامش جغرافياً دون الحديث عن مهمشي الوسط النيلي أنفسهم ، ومن يرى إن قوى الهامش موجودة في الاطراف فقط فهو لا يرى إلا التصنيفات التي لا تخرج من الجانب الاثني والقبلي فقط ، وإذا أعتبرنا أم درمان مدينة مارست التضليل والقهر ، ففي داخلها ضحاياها ، هم من إختلفوا مع هذا الخطاب بشكل قاطع ومدوا اياديهم خارج اسوارها للإلتقاء بقوى الهامش ، هؤلاء لا أعني بهم قوى سياسية منظمة ولكنهم أصوات متفرقة هنا وهناك فيهم المنتمين سياسياً والمنتمين للوطن كتربة ايضاً هؤلاء يجب أن يسعى الهامش للإلتقاء بهم وهذا لن يتم بالسهولة المتخيلة ما لم يتجاوز الهامش نفسه أزماته الكثيرة وتصنيفاته الضيقة ، والتي تقدمه وكأنه يصارع أم درمان كمجموع قبائل ذكرها بشاشة بشكل إذا تبنيناه سيقود حتماً لصراع عرقي ولا يحقق نتيجة لصالح مشروع التعدد الثقافي والسياسي والاجتماعي ، وأنا شخصياً لا ارى إن القضية حين توضع في إطار أم درمان مقابل مهمشيها ، يمكن أن ننسب أمدرمان لقبائل بعينها بقدر ما يمكن نسبها لتاريخها المرتبط بالطبقة المتعلمة التي خلفها الانجليز كوريث لسلطتهم - الافندية - هؤلاء الذين لبسوا ثوب التضليل ووضعوا الثوابت التي وصلت بها الجبهة الاسلامية للذروة ، وضحاياهم كثر يجب أن يتوحدوا في الفعل وأن تتمايز الصفوف بين المدافع عن المشورع الامدرماني وبين المدافع عن الوطن ومواطنيه .


    العزيز عبد الله الشقليني :
    سلامات
    وأهلاً بدخولك المحل ، وأنا سعيد بذلك .

    ودعنا نبتديئ بالتاريخ ، ولكن قبل ذلك ، أود ان اوضح لك بدايات لابد من الإشارة إليها لأنها متعلقة بموضوع البوست ، وهو إن أم درمان التي نتحدث عنها هنا هي أم درمان المسماة ( العاصمة الوطنية ) وما يتبع ذلك من وجود لمدينة مختلفة عن التي نراها ونسمع موسيقاها ونقرأ صحفها وحكاوي بيوتاتها ذات النسب النبيل .
    هذا التاريخ الذي سردته أنت هنا أين موقعه الآن في ام درمان التي أمامنا .. واين تلك البقعة التي أسستها المهدية ( طبعاً أنا عندي رأي في أم درمان المهدية ذاتها ) ولكن داك موضوع آخر .

    منشور الخليفة الذي أشرت له هنا ، هو ذاتوا الغطس حجرنا ، فقد حكت لي جدتي - انا شايف ناس كتيرين حكوا عن جداتهم برضو - قالت لي : إن الخليفة أرسل جيوشه لديارنا ورَبَق الرجال ، والرِّبق هو حبل تربط به البهائم ، وكان الجهدية يطاردوا الناس في الخلاء ومعهم ذات المنشور ، وعندما ضايقوا الناس وربقوا عدد كبير منهم ، أصدر جدنا الشيخ حسب الله ولد عثمان وقتها كان ناظر البدو الرحل بشمال دارفور وصيته التي تناقلها أجدادنا ( الوسَعة البتربي الصَيد أبو عَجّال ) ثم نهض وذهب مع جهدية الخليفة عبد الله .. وتلك هي بداية الجلاء الكبير لقبائلنا ودخل بعضهم تشاد منهم المهرية اولاد مالك والمحاميد ومنهم من تبع شخيه وعاش بعد هزيمة دولة المهدية في الدندر .. ثم أستشهد حسب الله في معركة أم دبيكرات بقرب الخليفة ليعود ولده عثمان ويعين ناظر لبقية شتات القبائل !
    هذا من أمر المنشور ، نحن ضحايا أم درمان حتى في زمن خليفتها العبد الله .
    وأين ابو سليم من ذلك ؟

    حول دخول العرب السودان وبروز الثقافة العربية الإسلامية ، هذا تاريخ معروف حسب إعتقادي .. فهو البداية التي يتعرف بها الطالب على موضوع حصة التاريخ في مدارسنا ، وأنا هنا لا أنطلق من النقطة القريبة التي تتبادر للذهن الامدرماني .. وهي إن العروبة نفسها حصراً على أم درمان ، وإن الآخر الذي يتكلم من الهامش بالضرورة يكون من إثنية أخرى لا علاقة لها بالعروبة ، شفت كيف أم درمان ضيقة حتى في عروبتها ؟ فكيف تكون عاصمة وطنية حتى لو أسلمنا إن السودان دولة عربية 100% وهي ترى إن ثوب عروبتها هذا مفصل على مقاسات البيوتات ذات الانتماء الرسولي المبين .
    انا لا أنطلق من موقع عروبي أو أفريقي .. ألافكار التي أشخبط بها ربما تبحث عن من أنا ؟
    ولا اقصد انا الفرد - يوسف - بل من نحن بجانب نموزج أم درمان ؟

    Quote: أتمنى من المتداخلين أن يراجعوا التاريخ قبل إنزال القواطع من صيغ كالاستعلاء والهيمنة الثقافية لموجهات العروبة والإسلام الثقافية ( لا أقصد العرقية ) ، دون التتبع لنشأتها وتاريخها الحقيقي . وأتمنى التفريق بين البرامج السياسية التي قد تحور الحقائق التاريخية لمصلحتها ، تشوه وتزيل وتبتر التاريخ ، وتنشره على السماوات وتبني عليه رؤى قد تقوم كلها على عدم معرفة التاريخ ، قبل الدخول في تحليل حقائقه . فمن المعلوم في المباحث أن يتم معرفة التأريخ وأحداثه ، ومن ثم تحليلها . مثل من يأتي يزم مدينة كأمد رمان ، وهي صنيعة ما اصطلح على تسميتهم بالمهمشين ، الذين حين قدموا استقطعت لهم من أراضي المقيمين لمصلحة المهاجرين من أرياف السودان . تلك حقائق ومن أراد يقرأ فكتب التاريخ متوفرة وكتاب أمد رمان للراحل أبو سليم خير معين .
    لكم التحية وجزيل الشكر .


    هذه الخاتمة أخي عبد الله وانت الإسم المعروف أرى فيها كثير من المغالطة ، وكتاب الراحل أبو سليم في هذا الصدد لا أعتقد إنه خير معين لأنه هو نفسه واحد من الافندية الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن أسئلتنا .. ولا عن من أين جاء الذين صنعوا أم درمان واين ذهبوا وماذا خلفوا ورائهم سواء في أمدرمانهم الصنعوها او في الجهات التي قدموا منها لأم درمان .. فالتاريخ حين يكتب من زاوية واحدة .. لن يخلوا من شبهة المؤامرة .
    ولا ارى إن هنالك زم لأم درمان بل هذا حوار يرتكز في نواته على الحقيقة التي غالطتها أم ردمان أبو سليم وحاولت أن تصنع من الوهم عاصمة وطنية متخيلة وليست واقع .. حاولت أن تسوق لإكذوبة أثبتت الايام ضعفها .
    تلك هي أم درمان التي رمت نحاس الجموعية الذين إستقبلوا اهل الغرب كما في مداخلتي للأخ منصور المفتاح والراجل جموعي ود شيوخ .. ودقت طبول الزيف لتمارس الغش الافندي النضيف .. أرجوا ان تراجع مؤتمر جوبا .. وكيف خان الافندية الهامش ، راجع التاريخ .

    الشقليني - أنا رفعت الكلفة - شكراً على مداخلتك ، وطالما الامر يمكن أن نرجعه للتاريخ فسنصل لنتيجة ما .. ولك الود المقيم .

    ع . الماهري

    (عدل بواسطة ابنوس on 11-03-2005, 02:17 PM)

                  

11-02-2005, 08:58 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    Quote: وفى نظرى التاريخ بتاع الهيمنة والاستعلاء والقهر الثقافى التبنى عليهو سودان الظلم ده بداء من الحلف الشهير بين (( عمارة دنقسو عبدالله جماع)) وكده بدت (دولة الترحيل والهجرة قصراً الى هوية اخرى).


    سفيان بشير تحياتي.
    كلامك صاح، البدايات الاولي للسودان الحالي كانت في سنار لاشك.

    ولكن الصياغة النهائية للذهنية الحالية، خطوطا العريضة بدات مع الغزو العربسلامي في 1821، لتستانف العملية بعد المهدية، وتكتمل الصياغة في 56 عندما اخذ المستعمر عصاه، ورحل طوعا وهو في غاية الاطمئنان، ان تركة السودان المصري في ايدي امينة، وقد صدق حدسه!

    الان يعود الغرب لاستلام العهدة!

    اذا نجح مشروع السودان الجديد، انطلاقا من الاطراف، شيوخ غفر السودان المصري، لن يتردد ولا لحظة في فصل اقصي الشمال ووضعه تحت الحماية الخديوية، وهذا واضح في طرح مايسمي بمنبر السلام العادل، المتنفذ داخل نظام الانقاذ، زبدة السودان المصري.

    منبر "السلام العادل" يمثل عجل الاسبير، او الخطة البديلة لخط تراجع الانقاذ اذا مافشلت في تفكيك قوي السودان القادم، من الداخل.

    عندما نضع في الحسبان مؤامرة اغتيال قرنق، ومحاصرة الحركة الشعبية، محاولات تفتيت حركة تحرير السودان، واحتواء العدل والمساواة، مع ضمور حركة الشرق الهشة اصلا، وفاة التجمع- فالنتيجة حتي الان 1 صفر لصالح الانقاذ، لصالح المركز!
                  

11-02-2005, 09:21 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    Quote: استقدم
    الخليفة القبائل من غرب السودان ، وهجرهم قسراً لأمد رمان


    الاخ الشنقيطي سلام،

    ولماذا استقدم الخليفة القبائل من غرب السودان؟

    لان اقلية الشمال رفضت علي اساس جهوي محض خلافة التعايشي الاكثر اهلية من اي فرد اخر في المليون مربع، وقد كان دور الخليفة مساو تماما لدور الامام في الثورة، ولم يكن للشمال دور يذكر في المقابل مقارنة بدور الغرب او حتي الشرق!

    رفض اقلية الشمال للخليفة انتهي بعودة الاحتلال بمعاونة هذه الاقلية، وكمكافاة تم تتويجها ملكا علي كل السودان ليحكموا باسم مصر والمحيط العربي الي اليوم!

    اما تاريخ ابوسليم ومن لف لفه من مؤرخي دولة الاقلية، فلايستحق ثمن الحبر الذي كتب به!
                  

11-02-2005, 10:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    الأعزاء الكرام

    لمن يتشككون في المناهج والطرائق العلمية
    التي انتهجهاالبروفيسور أبو سليم والبروفيسور
    ومحمد عمر بشير ومصادرهم
    ورصانتهم العلمية والأكاديمية
    ليأتونابمصادرهم ،

    والغضب العرقي أو المناطقي مهما علا
    فلن يغير من علوم التاريخ أوحقائقه في شيء .


    أمدرمان التي صنعتها المهدية هي عاصمة( المهمشين)
    الموازية للخرطوم ، وأعلنتها المهدية
    عاصمة قومية ، وصنعها( أهل الهامش )،
    بعد اغتيال غردون .

    أمدرمان الثقافية نشأت من أمدرمان
    المهدية بعروبية ثقافة ( الهامش )،

    أتمنى الرجوع لمصادر منشورات المهدية ،
    واحضروا لي أي منشور من منشورات ود تورشين التعايشي
    وقد كتبها بغير العربية
    ( رغم أنه يتحدث بعامية أهلنا في الغرب )
    بل كان دكتاتوراً وكان يمكنه عمل أي شيء ، كما
    فعل السلطان دينار في تعليم لغة الفور !!!!

    وهو ملك من ملوك ( الهامش )!!!



    من يستقدم النفي لحقائق التاريخ الرصين
    ليأتِ بغيره ،
    ومن كانت لهم لغة ثقافية ليكتبوا بها مثل الإنجليزية
    أو العربية ، أي اللغات الوافدة فليكتبوا بها كما فعل الإسرائيليون
    في بعث لغتهم العبرية من أضابير التاريخ وأحيوها !!،

    وليسأل الجميع لمِ اندثرت لغة مروي ، وكيف حال اللغات
    الموجودة في السودان الآن و التي يتشدق بها أهلها وماذا صنع أهلها لها ؟

    كتبت لغة الدينكا باللأتينية أواخر السبعينات
    من القرن الماضي ، وفي ذلك الزمان كانت
    كلمات اللغة أقل من ( ألف ) كلمة !!!

    أسأل لماذا لا يكتب متعلمي أهلنا في الجنوب بغير اللغة الإنجليزية
    أو العربية أو الفرنسية ؟

    أهي لغتهم الأم ، أم أن الأروبيين منـزهون
    عن استغلال أهلنا ، وأكثر رحمة من أصحاب الثقافة العربية ؟؟؟


    الحوار أخطر من تناوله في عجالة ، لكل سؤال مكتبة كاملة
    لتنـزله مكانته من الدراسة والتمحيص ،

    هذا بغض النظر عن الإنتماءات السياسية أو العقائدية ،

    فأنا أدعم لغة التسامح ولست مدافعاً كما يرى غير المدقق
    عن الثقافة العربية أو الإسلامية ،فهي تكتنـز بالكثير
    من الإيجابيات والسلبيات ، لأنها مرآة ثقافية صنعها شعب ،

    مثلها مثل جميع لغات أو ثقافات الإنسانية .

    والتحية من بعد لمن يقرأ أو يخالفنا الرأي ،
    أو يتفق معنا

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-02-2005, 10:55 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-02-2005, 11:46 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-03-2005, 00:50 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-03-2005, 01:07 AM)

                  

11-03-2005, 02:36 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: من يستقدم النفي لحقائق التاريخ الرصين
    ليأتِ بغيره ،
    ومن كانت لهم لغة ثقافية ليكتبوا بها مثل الإنجليزية
    أو العربية ، أي اللغات الوافدة فليكتبوا بها كما فعل الإسرائيليون
    في بعث لغتهم العبرية من أضابير التاريخ وأحيوها !!،

    وليسأل الجميع لمِ اندثرت لغة مروي ، وكيف حال اللغات
    الموجودة في السودان الآن و التي يتشدق بها أهلها وماذا صنع أهلها لها ؟

    كتبت لغة الدينكا باللأتينية أواخر السبعينات
    من القرن الماضي ، وفي ذلك الزمان كانت
    كلمات اللغة أقل من ( ألف ) كلمة !!!

    أسأل لماذا لا يكتب متعلمي أهلنا في الجنوب بغير اللغة الإنجليزية
    أو العربية أو الفرنسية ؟

    أهي لغتهم الأم ، أم أن الأروبيين منـزهون
    عن استغلال أهلنا ، وأكثر رحمة من أصحاب الثقافة العربية ؟؟؟


    الحوار أخطر من تناوله في عجالة ، لكل سؤال مكتبة كاملة
    لتنـزله مكانته من الدراسة والتمحيص ،

    هذا بغض النظر عن الإنتماءات السياسية أو العقائدية ،

    فأنا أدعم لغة التسامح ولست مدافعاً كما يرى غير المدقق
    عن الثقافة العربية أو الإسلامية ،فهي تكتنـز بالكثير
    من الإيجابيات والسلبيات ، لأنها مرآة ثقافية صنعها شعب ،

    مثلها مثل جميع لغات أو ثقافات الإنسانية .


    الاخ عبد الله الشقليني :
    سلام

    أولاً أشكر لك تعقيبك وإهتمامك بالموضوع .
    حين تعرج على اللغة ، أنت تمارس هنا نوع من المكاواة إن جازت التسمية ، وكأنك تقول للأقوام الذين تم إستعرابهم ( لقد أنجزت المهمة ) وعليكم أن تشربوا من البحر !
    أي لقد محت اللغات السودانية وإنتهى الامر .. وهذا منطق فيه من الإلتواء والعوجات مافيه ، لأنك أولاً وضعت المسألة بين عرب وغير عرب ، وأرى إن المسألة هي في أم درمان من خارجها وهذا هو السؤال الاساسي في عنوان البوست ، وثانياً أنا لي شك كبير في عروبة الكثيرين من الوسط النيلي بما فيهم إمام أم درمان ( المهدي عليه السلام ) ..
    وأرى إن ام درمان وحتى بلهجتها الحالية - سمها الامدرمانية ، هي مزيج من كلمات نوبية وعربية مكسرة .. تم توليفها لتوصف بالعامية السودانية .. وعلى أساسها يتم إلغاء العاميات الدارجية الأخرى حتى العربية منها ... وكما وصفت الخليفة إنه يكتب بالعربي ، ولكنه يستخدم لهجة أهل الغرب .. ولماذا لا تكون تلك هي اللهجة السودانية ؟؟
    قال ياسر عرمان : وهو إبن الوسط النيلي بل من بطونه الكبيرة قال في تساؤل ينتظر الإجابة : إن الوسط النيلي الذي لم يحتمل حكم الخليفة عبد الله التعايشي إبن ثقافته ، كيف يحتمل جون قرنق الافريقي غير المسلم -- والعبد -- دي من عندي ؟
    هذا التساؤل يقودنا لما طرحه بشاشا أعلاه .. لماذا لم يحتمل الوسط النيلي وأشرافه الخليفة رغم إسهامه الكبير في إنتصار الثورة ، ولقد إحتملت روسيا حكم - جوزيف ستالين - الجورجي إبن الهامش السوفيتي - هذا من إيحاءك للأحزاب العقائديه .. ولم يحتمل الوسط النيلي -العربسلامي - إبن ثقافته ودمه كما كان الخليفة يظن ، مما أدى للإستقدام المشار إليه لأهل الغرب ، وقد اشرت لك كيف تم ذلك .
    إذا كان الخليفة دكتاتور ، فهو ليس الدكتاتور السوداني الأخير - لكننا لم نرى معارضة الدكتاتورية تصف الناس بلونهم وشناتهم كما فعل الوسط النيلي - الحردلوا - ولم نرى نقد يعري عنصرية تلك الكلمات حتى وإن جائت من معارض ..( انا معارض للخليفة - بإعتبار موقفي الراهن .. ومعارض للبشير ولكني لن اقول البشير شين او عيونوا محوصة او على عثمان لا يمكن مقابلته في الصباح . لان هذا لا علاقة له بالموقف .. فلماذا سكت المؤرخين عن الكثير من ما قوبل به أهل الغرب رغم رصانتهم ؟
    هنالك مطالبة بإحضار وثائق المهدية لتكون دليل في وجه المساهمة المنتظرة لخالد الكد والتي سيحضرها الصديق هشام نابري .. أو في وجهنا .. هذا التاريخ أخي عبد الله حي ، وآثاره باقية ، فأم درمان التي خلقت أبطالها لن يغلبها أن تكتب لهم التاريخ .. والذي وصفته بالرصانة لماذا لا يشملنا ولماذا لم يكتب ذلك التاريخ إسهام الآخرين وحتى دور اهامش في بناء أم درمان وحقه في السيادة عليها .. طالما هي حقتنا - طيب ،حن عايزين نسودنها ياخي .. دايرين فيها كل الوطن بكل تعدده يكون حاضر بلهجاته وبثقافاته كلها .. طيب وين المشكلة ؟؟ ما إنت بترجعها لينا .. وبتقول هي حقتكم أصلاً .
    ولكن هل فعلاً أم درمان الهامش هي أم درمان الراهنة .. ؟ واقصد كل ما فيها من اشكال تعبر عن هويتها .. هل تشبهنا أم نحن فيها غرباء .. غرباء في تلفزيونها ، غرباء في صحفها غرباء في مسارحها غرباء في منتدياتها .. وفي كل شيئ حتى سلطتها التي وصفتنا ذات يوم بالمرتزقة .
    المسألة أخي عبد الله مسألة سؤال بعيد ينتظر إجابة قريبة جداً والوثائق حين لا تغير في المفهوم تصبح شخبطات زي شخبطاتي دي .
    لك الود

    ع . الماهري

    (عدل بواسطة ابنوس on 11-03-2005, 02:53 PM)
    (عدل بواسطة ابنوس on 11-03-2005, 02:54 PM)

                  

11-03-2005, 05:01 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)


    سلام يا شباب وكل عام وأنتم بخير

    آها قبل ما نمشي لقدام نعلق على كلام آخونا عبد الله الشقليني
    كلام اخونا الشقليني الفوق دة مبني على مغالطتين رئسيتين شايعات في الخطاب الاسلاموعروبي و الذهن المشكل إسلاموعروبيا
    المغالطة الأولى هي شكل من اشكال الـــ
    Etymological fallacy
    اللهي مطابقة واقعة حاضرة بـ/ أو محاولة ارجاع حقيقة ما إلى آصل انبتت - انبتت دي جوهر القضية - عنه بالمراهنة على وشيجة الإسم أو التسمية

    يعني زي شنو؟
    الناس بتذكروا آول آيام الديمقراطية لما ظهرت كلمة سدنة البتعني حراس نظام نميري الظالم والمتواطئين معه
    قاموا ناس الجبهة الاسلامية وفي محاولة للالتفاف حول المعنى الواضح لكلمة سدنة بتاعة 1985 بمحاولة إرجاعها للمعنى القديم بتاع الجماعة الكانوا بحرسوا
    الكعبة ومن خلال العملية دي بفتكروا إنهم بكدة ضربوا عصفورين بحجر واحد: اولا اتخلصوا من محمولات كلمة سدنة بتاعة سنة 1985.
    وثانيا يكونوا لبسوا نفسهم التوب السمح بتاع حراسة الكعبة داك

    ندي مثال تاني للمغالطات الإيتيمولوجية
    في بعض الناس ممكن يجي ويقول ليك اللطقوس البتمارس في الحج دي ممارسات وثنية آو جاهلية كمان
    تقول ليهو كيف الكلام دة؟
    يقوم يمشي يجيب ليك كتب تاريخ "ما فيها شك"، (طبعا في الواقع آي كتاب تاريخ فيهو شك، الكلام دة حنجي ليهو براهو) إنو الممارسات الفي الحج دي كانوا الناس
    بمارسوها قبل ظهور الإسلام وإنها أساسا (صنيعة) الجاهلية
    وطبعا لو قعدت تراهن على الاختلافات الشكلية
    (بتاعة الفارق بين الممارسة الفلانية ما كانت بتمارس قبل الاسلام بالشكل الفلاني، والممارسة العلانية ظهرت بعد الإسلام او اختلفت عن حالها فيما قبله)
    مش حتمرقك خالص من حكاية انو الحج دة ممارسة وثنية وصنيعة جاهلية
    إلا تشوف ليك حاجة تانية تمرق بيها ـ بعدين لاحظ انت مش قاعد تناقش ليك في واحد ساي في سوق ام دفسو، أو جربندي، إنما ناس متمترسين بالأكاديمية
    طيب ورونا، ناس زيل ديل نقول ليهم شنو؟ طبعا قصة " لكم دينكم ولي دين دي ما بتنفع هنا"
    الحل الوحيد كامن في الحقيقة الجوهرية في الموضوع إنو بالرغم من آن نفس الممارسات الكانت بتمارس هناك هي البتمارس في الحج اليوم إلا إنو الحج بتاع اليوم دة بتمارس
    في داخل بنية دينية مش مختلفة بس، وإنما بتتعارض مع الوثنية والجاهلية، وعلي الأساس دة ببقى إرجاع ممارسة المسلم في الحج لجذورها الوثنية/الجاهلية ما عنده معني

    ومثال تالت كمان
    لو مشيت تجادل ليك واحد اسرائيلي عن قضية فلسطين وما آدراك ما فلسطين
    يقوم يقول ليك إسرائيل دي أصلا دولة يهودية اتأسست قبل قرون من ظهور الإسلام وغزو العرب للشام - ودي حقيقة تاريخية ما بتقدر تغالط فيها
    لو قمت قلت للشخص دة "جرت مياه كثيرة في النهر" والبحصل الآن دة احتلال
    يقول ليك طيب ما إنتو احتليتوها قبل كدة
    آها المحاججة التانية دي بتتضمن المغالطة التانية الحنجي ليها بعدين

    ونحن بنضرب الأمثال دي كلها عشان خاطر الاسلاموعروبيين لأنهم ممكن يفهموها أكتر من غيرها

    نجي لكلام اخونا عبد الله الشقليني ونشوف كيف المغالطة الأولى الإيتيمولوجية بتتمارس في خطابه
    الناس هنا بتتكلم عن ام درمان "الحكاية"
    ام درمان الـ
    socio-cultural construct
    المخترعة إيديولوجيا البتم اختزال السودان فيها وبتم تعميم نموذجها الثقافي بكل محتوياته العرقية وعلاقات السيادة والاستتباع المستبطنة فيه على البلاد
    اللهي دي ام درمان البدت في عهد الحكم الثنائي مش المعسكر الحربي العمرو طلطاشر سنة بتاع المهدي وخليفتو داك
    المعسكر الـ"ذهب بددا" علي يد كتشنر والكمبرادور الجاهز في اليوم الثاني من سبتمبر عام 1898م
    فعاد المهري إلى بلاد المهرية وعاد القمراوي الى دار قمر والتاماوي إلى دار تاما او استعصم بالجزيرة ابا والبقاري إلى كردفانه او دارفوره والحساني الي
    دار الحسانية والبجاوي إلي شرقه (وطبعا في ناس هجروها بدري منذ عهد الخليفة ذاتو)
    وبقى من بقى، حيث آن الناس الفضلوا البقاء في امدرمان ديل غالبيتهم من الناس الاتعرفوا بعد داك بالمنبتين قبليا - للأسباب التاريخية المعروفة والذين صاروا
    فيما بعد "البروليتاريا" الثقافية والعرقية البتشكل غالبية ناس ام درمان "الحكاية" الحلت محل آمدرمان البداية
    خطاب الشقليني مصر يتعامل على آساس إنو أمدرمان الـ
    Socio-cultural construct
    أي آم درمان "الحكاية" دي هي امدرمان البداية ام طلطاشر سنة الماتت في سبتمبر 1898م!!
    ومن هنا بجي عشان يصدر احكامو
    اللهي النتيجة بتاعة محاججتو البتنتهي في ذهن القارئ كــــ
    simple syllogism
    بما أن ام درمان صنيعة المهمشين (الهامش)
    إذن، إذا كان هناك تهميش، فالهامش هو المهمش (بتشديد الميم الثانية وكسرها) - يعني براي سويتا في نفسي وبكدة تكون المركزية بريئة من دم يعقوب
    وعشان تحسبا لأي قراية صعبة المراس يقوم الكاتب يتلولو
    يقول ليك امشي اقرا التاريخ ـ حتى لو إنت قاريهو وجايب فيهو خمسة وتسعين من مية
    لا، لازم تمشي وتعمل مراجعة
    فانت في الذهن المنتج للخطاب دة ما بتعرف التاريخ - يعني بتتكلم ساي
    ويقول ليك كمان جيب لي المراجع بتاعتك - إنو القصة مش كلها تاريخ وبس القصة فيها انثربولوجيا كلام في الميديا وعلم نفس وفلسفة كمان

    لكن برضوا كويس بس ياتوا مراجع؟
    طبعا آي ذهنية مركزية بتنطلق من رفض مبدئي لما يسمي في دراسات ما بعد الاستعمار بالــ
    Subaltern history
    يعني ببساطة "التاريخ" البحكوهوا المهمشين دة ما معترف بيهو - ببساطة كدة ما بتلقاهو في دار الوثايق- اوكي ، نتجاوز المشكلة دي بتنازل خطير -ممكن ناس الهامش يدقونا بسببه -
    على سبيل الفروض الجدلية حنلتزم بفرمانات آبو سليم وفرمانات دار الوثايق
    ومش حنغالط الشقليني في كلاموا البقولوا على آساس إنو دة "الـــــــــــــــــ"تاريخ
    قصرنا معاكم؟
    لكن بعد دة كلو برضو بيظل كلام الشقليني مؤسس على المغالطة الاتكلمنا عنها فوق دي - شفت كيف؟

    لكن الأخيرة دي عندها فردتها الما بتفارقها في الخطاب الاسلاموعروبي ومحاججات الذهن المشكل اسلاموعروبيا، وهي ما يسمى بااــــ
    Fallacy of relevance
    يعني الـــــ"مفيش علاقة" زي مثال احتليتونا واحتليناكم بتاع الإسرائيلي الفوق داك

    ودة بنطبق علي محاججة الشقليني
    البترمي بفرمالتها في إنو الخليفة هماش (بصيغة فعال) و علي دينار مهمشاتي
    آوكي، هماشين ومهمشاتية. لكن دة ما بحل ام درمان "الحكاية" من الكلام القاعدين نقولوا عنها هنا دة
    حتى لو الجماعة ديل همشوا آمريكا ذاتا، دة ما بخلق آي مبرر لآمدرمان "الحكاية" للبتعمل فيهو واحسن ليها تجي تدافع عن نفسها بطريقة تانية
    The old game is over

    بعدين الكاتب عايز يحمي نفسه بحكاية غير المدقق الممكن يتهمه بالدفاع عن الثقافة العربية الإسلامية
    بحجة انه يدعم لغة التسامح
    أها آنا دة مدقق خالص وبعد دة بفتكر إنو خطاب الكاتب دة مش بدافع عن الثقافة العربية الإسلامية وبس وإنما إنت بدافع عن
    الحاجة الخطيرة الولدوها منها وهي الآيديلوجيا الإسلاموعروبية ذاتا - البتهمش عبود وعروب ـ وبتحاول تهرب من نافذة التكنيك
    escape through technicalities
    اللهو واحد من توجهاته دفن الحقيقة الأساسية تحت ركام الحقايق الثانوية آو الما عندها علاقة

    آها بعد دة أحسن نقيف هنا عشان نرجع نواصل كلامنا في جوهر المسألة، اللهي:

    جدلية التعميم والاختزال في "حكاية" أم درمان (المضمنة في عنوان البوست)
    وعلاقة السائد/المستتبع المستبطنة فيها العايز يجليها (بتشديد وكسر اللام) خطاب اخونا الشقليني بتكتيك الهروب عبر نافذة التكنيك



    ونواصل




    أبكر آدم إسماعيل

    (عدل بواسطة أبكر آدم إسماعيل on 11-03-2005, 05:07 PM)

                  

11-03-2005, 05:56 PM

عاصم محمد شريف

تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 51

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: أبكر آدم إسماعيل)

    ياا خواننا ازيكم


    وكل سنة وانتو طيبين
                  

11-04-2005, 05:18 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    أخونا أبكر
    تحية طيبة لك

    دعنا من الالتفاف اللولبي على الأسئلة وإيراد مصطلحات في غير مواضعها المناسبة ، وتبخيس التاريخ . معروف بالضرورة أن الحاضر وليد التاريخ وإن تبدل .
    أين هي مراجعك الموازية لما نعلم ؟

    أين هي لغات ( الهامش ) وثقافته وماذا فعل أبناؤه لها منذ دخول المستعربين السودان منذ التاريخ الذي سرته أنا ، أهي الثقافة الوافدة الأقوى أم ماذا ؟ ، أم هو التباكي على خيبات السنين حتى حضر القلة المهاجرة ونسفت الثقافة المحلية ؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!! .

    درس المهدي والخليفة في المؤسسات العربية لغة والإسلامية ( النسخة السودانية ) ، وللتاريخ الديمقراطي القريب حتى قبل قيام الإنقاذ في 1989 م كان الآتي :

    ـ1ـ

    كان لحزب الأمة ( 100 أو ) 101 مقعداً في برلمان ديمقراطي دعمته الأرياف ،ورث الخطاب نفسه منذ مئات السنين ولم يزل الخطاب نفسه يراوح مكانه طوال ذلك التاريخ الطويل (الذي تحاول أنت نفيه بالمصطلحات التي أوردتها في غير مناسبتها ) ، ولم يزل عربي اللغة وإسلامي ( النسخة السودانية )

    ـ2ـ

    كان للحزب الاتحادي الديمقراطي( ثمانية وستون) مقعداً في برلمان ديمقراطي دعمته الأرياف أيضاً ، وورث أيضاً منذ الخطاب نفسه منذ مئات السنين ،
    وأيضاً ذلك التاريخ الطويل ( الذي تحاول أنت نفيه بالمصطلحات التي أوردتها في غير مناسبتها ) ، ولم يزل الخطاب يراوح مكانه عربي وإسلامي ( النسخة السودانية ) .

    ـ3ـ

    تكون الأخوان المسلمين وكان لهم حزب يمتلك ( 50) مقعداً وبرنامجه معروف ، والذي انقلب على الديمقراطية في 89 والبقية معروفة .

    ـ4ـ

    عندما رأى حزب الأمة تعيين السيد الصادق رئيساً لمجلس الوزراء
    منتصف الستينات ذهب لدائرة الجزيرة أبا وعاد بأصواتها رئيساً للوزراء بعد استقالة أحد النواب ليفسح المجال له لأنه حفيد السيد عبد الرحمن المهدي . لنسأل أنفسنا من هو السيد عبد الرحمن ، إنه ابن المهدي الذي ولد في جزيرة لبب ، و والدته من غرب السودان .
    ( انه ابن الريف إذن !)

    وهو أيضاً من السادة الأمدرمانيين المؤسسين لذلك الوجه الثقافي ، ومن عِلية القوم ، وأنصاره شكلوا جزء لا يستهان به في تركيبة أمد رمان الثقافية . ومصادر ذلك الوجه هم أهلنا من الأرياف !!

    أرجع لقصيدة وأغنية الحقيبة ( يا بت ملوك النيل يا أخت البدور مين لى عُلاكِ يميل )

    وقد ارتجلها شاعرها لطفلة من بنات السيد عبدالرحمن المهدي وفي حضوره ،
    وهي الثقافة التي يسخر منها من يرون أن أمدرمان فرضت ثقافتها على السودان .!!!

    إنني حقاً بدأت أتعجب .!!!!!!!!!!!!!

    عزيزنا

    أنا أسرد التاريخ الذي يعيش الحاضر جزء منه ، ولا علاقة لرأيي فيه ، لأن رأيي لن يغير التاريخ .
    ولمن يريد أن يغير الحاضر فيتعين عليه معرفة الماضي جيداً ، ويعرف آلية التغيير
    . لقد قام كمال أتاتورك مع داعميه بجراحة قاسية ، كتب اللغة التركية بالاتينية واستعاض بالمرجعية الأوروبية في التأسيس لحضارة تأتمن الأنموذج الأوروبي ، وطلقت دولته الخلافة الإسلامية .

    هل في مقدوركم تبني نهج أتاتورك ، وأي لغة ستكتبونها من أكثر من مائة لغة
    تنتمي للسودان ؟ .

    عزيزنا

    إنك تكتب بالعربية هنا وتكتب بعض المصطلحات الإنجليزية ،
    أين هي لغتك المحلية ، لتعرضها لنا في السماء ،
    إذ لا يوجد من يقهر ثقافتك أو لغتك أو طعمك الثقافي ؟

    الشكر لكل من يقرأ .

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-04-2005, 05:20 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-04-2005, 05:32 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-04-2005, 06:40 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-04-2005, 11:39 AM)

                  

11-04-2005, 12:29 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    بوست ممتاز ولرائع
                  

11-04-2005, 02:06 PM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Elmosley)

    الاصدقاء المتداخلين...
    وصاحب البوست ... ابنوس

    تحية خالصة للجميع...
    وعيد سعيد...


    الاستاذ/ عبدالله الشقلينى...

    خالص الود والتحاياء وعيد مبارك...

    دعنى اختلف معك من خلال مداخلتك الثانية والتى عقبت بها حول حديث الاخ ابكر ، ودعنى اصدقك القول ان الالتفاف اللولبى هو هذا الحديث الذى تقوله:-
    Quote: أين هي لغات ( الهامش ) وثقافته وماذا فعل أبناؤه لها منذ دخول المستعربين السودان منذ التاريخ الذي سرته أنا ، أهي الثقافة الوافدة الأقوى أم ماذا ؟ ، أم هو التباكي على خيبات السنين حتى حضر القلة المهاجرة ونسفت الثقافة المحلية ؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!! .

    يا استاذ ناس الهامش ديل عندهم ثقافة حقيقية وعندهم تراث انسانى حقيقى بس الناس ماعايزه تعترف بيهو ولو عايز مثال يوكد عدم الاعتراف ده عليك الله شوف تلفزيون السودان الاسمو (التلفزيون القومى ده) لما يجيبو رقصة من جنوب السودان او من جبال النوبة شوفم كيف بيلفلفوا الناس البرقصوا وبيقدموا تراثم ديل ، وحياتك ديل بيربطوهم لما يغلبم يرقصو زاتو برضو تقول لى مافى ثقافة هى الثقافة!!!! مش هى الكل المكمل من عادات وتقاليد و و و الخ!!!! طيب خلى الوسط والتلفزيون ده يديهم فرقه عشان الناس دى تعرف شنو ثقافة الهامش ياخ.

    وموضوع اللغات ده هو زاتو مشكلة لانو ح اقوليك كده ح تقولى طيب لغتك بتاعت الهامش دى وينا؟؟؟ صح ؟؟؟ طيب اسمعنى انا لغة هامش ما عندى وانت لغة عربية 100% ما عندك بس عارف الفرق شنو؟؟؟؟ الفرق انو الزول البيقول زى نضمك ده بيكون المحرك بتاعو الايديلوجيا والايديلوجيا دى هى بالتحديد مربط الفرس زى ما بيقولوا لان البيحصل هنا فى امدرمان وفى مثقفى الوسط هو ترحلهم بواسطة الايديلوجيا وليس بالانتماء العرقى الحقيقى والصريح للدم العربى.

    اها موضوع المهدى وحزب الامة وال 1001 مقعد والحزب الاتحادى والاخوان المسلمين وكل الموضوع ده بيوضح انو حديثنا البنقول فيهو ده لسع واقع فى محك عدم الفهم ، ياخى نحن بنقصد انو ايديلوجيا الثقافة الاسلاموعربية هى الذهنية المسيطرة رغم ظهور الوضع السلطوى بانه وضع سودانى بسيط يشبه طبيعة وواقع السودانيين ، لكن لو دققنا بنجد المسالة واضحة جداً جداً، وبراك قلتها:-
    Quote: كان لحزب الأمة ( 100 أو ) 101 مقعداً في برلمان ديمقراطي دعمته الأرياف


    والحزب الاتحادى:-

    Quote: كان للحزب الاتحادي الديمقراطي( ثمانية وستون) مقعداً في برلمان ديمقراطي دعمته الأرياف أيضاً


    طيب انت بترجع الموضع لى ميتين سنه او اكتر ليه ما سالته نفسك عن تاريخ التحول من مجتمع امومى لمجتمع زكورى ؟؟؟ وليه ما سالته نفسك وسالته كتب التاريخ والمحققين الاكاديمين ديل عن تلك الحقبة التاريخية؟؟؟

    البرلمانات الدعمته الارياف دى كانت برلمانات عقلية وسطية وانت كزول مثقف بتكون متاكد وعارف الحقيقة دى لانو كل المسالة الاتخابية والبرلمانية بتتحرك بالقروش وبتتحرك من المركز والهامش المحتاج يتم خديعته وغشه ب ( كرجاكات مياه - محطة كهرباء- شفخانة) علشان كده كان ناسك القلتهم ديل اندعمو من الريف.

    Quote: ولمن يريد أن يغير الحاضر فيتعين عليه معرفة الماضي جيداً ، ويعرف آلية التغيير


    ايضاً صدقنى وبكامل التقدير بعد الاقتباس السابق ده :-

    Quote: إنني حقاً بدأت أتعجب .!!!!!!!!!!!!!


    ولك التقدير
                  

11-04-2005, 02:36 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    الغالي أبكر إسماعيل
    Quote: أبنوس سلام
    آنا رجعت من أقاصي الغرب والآن في تورنتو
    وجاييكم
    نضرب 911 ولا كيًف!!
                  

11-04-2005, 03:34 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    الأستاذ سفيان
    تحية طيبة ،

    وشكراً للمداخلة .
    الموضوع ببساطة :
    1ـ عندما تحدثنا مطولاً عن التاريخ ، لأن اللغة العربية والإسلامية ( النسخة السودانية ) ، والنسخة السودانية لمزيد من الشرح هو اللغات العامية التي تلونت
    في جميع أنحاء السودان والدين أيضاً ، وفي كل البيئات السودانية ، وكذلك الدين الذي يطلق عليه بعض الأكاديميون الدين الشعبي ، أيضاً يختلف من مكان لآخر . والغات العامية المتنوعة تنتمي للثقافة العربية في حمولاتها الثقافية ، وتفرق عن لغة البجا أو اللغة النوبية أو الدينكاوية أو لغة الفور ..الخ وهذا أعتقد أنه معروف .
    2ـ مفهوم ثقافة الوسط ولغة الوسط هذا اصطلاح غير دقيق ، من أين يبدأ الوسط وأين ينتهي هذا الوسط ؟.
    3ـ موضوع تغيير الرقصات في التلفزة أو الثقافة التي صحبت مشروع الإنقاذ الثقافي والسياسي ، هذا موضوع لا دخل لأمدرمان فيه . معروف من المسئول عنه ومن يتحمل تبعاته ، وقد طبقه الحكام على جميع السودان ما وسعهم إلى ذلك من سبيل ، ومثله قوانين سبتمبر والكم الهائل الذي صحب من تعديل القوانين وتعديل الحياة المتسامحة وما تبعه من فرار الأقباط خارج السودان . يختلف الصراع الثقافي الحر عن الصراع الثقافي القسري ، والسياسيون وحدهم يتحملون وزر القسري ، وهو خارج نقاشنا عن السيطرة الثقافية لأمدرمان وسودنة ثقافتها على السودان .
                  

11-04-2005, 07:47 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: عبدالله الشقليني)


    الآخ عبد الله الشقليني
    شكرا على التحيات الطيبات
    وكل سنة وانت طيب والآهل طيبين

    آها نجي للدوشمان الفكري
    آولا آنا مش عايز آعمل مساجلة بيني وبينك
    تانيا آنا هنا مش معتقل سياسي آو متهم وقاعد في النقطة بتاعة البوليس عشان آجاوب على اي سؤال
    آنا بعلق على الحاجة التهمني البعتقد إنها عندها علاقة بجوهر الموضوع الآنا جيت عشان آناقشه
    أوكي؟
    قلت التاريخ
    قلنا ليك التاريخ البتتكلم عنه دة على العين والراس بس
    الناس الكاتبنو عاملينو لينا فرمانات - وما بعترفوا بــــ"كلام" العبيد الكانو بقولوهو (مش بكتبوه طبعا, يكتبوه كيف ياخي؟ هو الناس دي لقت زمن تاكل فيهو ذاتو؟) لحبيباتم الخديم
    وما بعترفوا بــ "احلام اليقظة" بتاعة الخديم الكانن بحلمن بيها لامن ناس عبود يقولوا ليهن الكلام داك
    معليش آنا هنا بفذلك في قصيدة برتولد بريخت "من بنى طيبة"

    من بنى طيبة ذات الأبواب السبعة؟
    في الكتب نقرأ أسماء الملوك
    فهل حملوا الأحجار على ظهورهم؟
    وبابل، التي تهدمت مرات عدة،
    من الذي أعاد بناءها في كل مرة؟
    وفي أي بيوت من الطمي المذهب بأشعة الشمس؛
    كان يعيش عمال البناء؟
    _________________برتولد بريخت

    شفت الحكاية غريقة كيف؟
    آها آسمع الكلام دة:
    "وآبدت الدكتورة كوريتا دهشتها من قلة الاهتمام الذي لقيته تلك العناصر {اللي هم العناصر الزنجية المنبتة قبليا، ناس علي عبد اللطيف زاتم} من قلة الاهتمام من الدراسات السودانية الحديثة"
    الكلام دة جزء من مقدمة القدال لكتاب الدكتورة يوشيكا كوريتا اليابانية - شفت كيف حتى اليابانية مندهشة وإنتو مش مندهشين خالص!!

    بعدين ليه حكم قرقوش دة يا شقليني ياخي!
    أكتب بالعربية والإنجليزية عشان لغة العبد لله المسكين اتلحست بين الآولانية بتاعة الاستعمار القديم والتانية بتاعة الاستعمار البعديهو
    عايز تعمل إثبات ضدي بجنية غيري!؟
    يا شقليني ياخوي التكتيك بتاعك دة صدقني ما بنفع - دة كان نافع زمان لأنو ناس أبكورة ديل كان إسمهم "عبيد السيد عبد الرحمن المهدي"
    وبالمناسبة دي لسة في ناس قاعدين هناك في الدايرة ما تساعدونا يا جماعة عشان نحررهم - مش تجو تدينوهم عشان صوتوا لي سيدهم: إنتو عايزنهم يصوتوا لي منو؟

    سلام يا صديقي وتصبح آو تمسي على خير (الدنيا عندنا هنا ليل)

    الآخ العزيز محمد الأمين
    كل سنة وانت طيب
    وبلغ سلامي لناس البشير الريح فردا فردا

    الآخ محمد آدم
    كل سنة وانت طيب يا زول
    آنا قاعد بجاي ووعدي معلق في رقبتي
    واحتمال امر عليكم قريب - احتمال بكرة القريبة دي بس لحدي هسي ما متأكد
    تمسي على وطن

    وفـــــــوق لحدي ما نجي راجعين



    أبكر آدم إسماعيل
                  

11-06-2005, 00:35 AM

serenader

تاريخ التسجيل: 01-14-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    Quote: خليك من الكلام البرة برة دة ونخش في عضمة أم درمان دي زاتا؟ قومية كيف؟ وبي وين؟
    أمسك أقرب مثلث موردة/هاشماب/عباسية
    حيقول ليك التمازج الثقافي والعرقي وزي كلام أخونا سراندر الفوق دة
    أبدأ من آخرها، قول لي ناس عباسية ديل يا تو ثقافة المازجو بيها وياتو عرق الصاهروا بيهو ناس الهاشماب ؟


    واحد تعظيم سلام للدكتور الرشيق القلم والنابه الفكرة أبكر آدم إسماعيل

    لا أدري يا دكتور لم استسخافك المتسارع لواقع التمازج الثقافي والعرقي.. لك الحق كله في الطعن في "تجسيد" واقع ذلك التمازج على النحو المحتكر في الإذاعة والتلفزيون.. وأنا معك من الطاعنين فيه.
    لكن إنكار واقع التمازج يعني ببساطة ممارسة الضرب ذاته من الاحتكار الفكري المندد به.. يا سيدي الكريم أنا من أهل أم درمان القديمة، ومن حي القلعة تحديداً، وأزعم لك صادقاً باطمئنان أن في شارع "بيتنا فقط" تسعة أصول عرقية وثقافية لا تكاد تميز بينها إلا بالنبش اللئيم في أضابير الذاكرة المحلية لقدامى أهل الحي.. أهل الشارع الذي أقصد لا يميزون بين الذي أتى من كبكابية والذي أصله من هيا.. كلهم في العيش والمكان والفرحة والحزن واحد..
    في صغري كان لي أتراب دراسة وكورة ومشاكل من الموردة والعباسية وودنوباوي وحي العرب وأبو روف.. كانت تجمعنا شكلة أو مباراة دافوري أو صحن بوش أو مشوار سينما أو واجب عزاء واشياء أخرى ضاعت مني تفاصيلها وبقيت حلاوة الذكرى والصداقة المعتقة بدون أن أذكر أن فلان ود غرب، أو علان ود شرق.. بل هم عندي وعند أهل بيتي إخوان وأصدقاء و"أولاد بيت"..
    * دعني أعلن تضامني معك في فكرتك المضمرة والطاعنة في قومية أم درمان.. هذه القومية الشائهة أدعيت على المدينة بفعل الذين فصلت بشأنهم في الرد على الاستاذ نابري أعلاه.
    * أعود وأكرر القول: إن كان لأم درمان قومية فهي بعامل التاريخ وبفضل حقبة انقرضت تأريخياً وسياسياً وبقيت اجتماعياً. الصحيح- في ظني الضعيف- إعلاء شأن التعايش الجميل والاندماج الطوعي بين ثقافات واصول مكونة للطيف السوداني- بظلاله المستترة والمعلنة- وليس الإدعاء بأحقية أهل أم درمان في نسخ غيرهم من السودانيين.. وفي ظني الضعيف أن لسنار والأبيض ومروي قومية أقدم وأبقي من تلك التي لأم درمان.. لكن الأخيرة، وبسبب من تفرد أنموذجها، وقرب تأريخه- حظيت بفضاء واسع فيه الغث والسمين من الوصوفات والتسميات.. لكن حقيقة واحدة تبقى بإسناد من الواقع المعاش: هناك حالة اندماج اجتماعي وثقافي اسمها أم درمان..
    *أما عن "الحقيبة" فحدث ولا حرج...
    سأعود لأكمل ما انقطع، قريباً.
    مع محبتي وتقديري
                  

11-06-2005, 00:48 AM

serenader

تاريخ التسجيل: 01-14-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    Quote: وارجو ان تعيد قراءة ما كتبته ، وانا لا أطعن ام درمان ، بينما الامر يتعدى ذلك ، ثم إني جدي أحد شهداء أم دبيكرات ومن الذين دخلوا أم درمان ذات يوم ، ولكن يظل السؤال هل فعلاً إنصهرت الثقافات في أم درمان وأنتجت ثقافة سودانية ؟ أم نتجت أغنية أم درمانية ؟
    هذا ليس الامر ولكن السكوت عن اشياء أخرى كثيرة ، وإنت هنا تستبدل الجراري بما ورد من إيقاعات في أغنية الحقيبة ، وانا أبحث عن الجراري ذاتوا ما موجود ، وإذا أردنا أغاني سودانية سيكون واحد منها ، فلماذا تكتفي إنت بورود إيقاع الجراري وبس .
    المسألة في راي لا تخرج من ما أشرت إليه انا من البحث عن دفاعات لترسيخ النموزج القائم ، وليس لدي عداوة تجاه أم درمان ، فقط سؤال .
    وإذا سميت الحقيبة أغنية أم درمان فهذا جيد ، ولكن الأسوأ إن البعض يقول عنها أغنية السودان . فهل تتفق مع هذا ؟
    ثم لماذا يتمسك البعض بإن هذا صحيح ، وهنا أنا لا انفي عن إن الحقيبة أغنية سودانية ، ولكنها واحدة من مئات النمازج .
    وكما ترى فقد شقت الاغنية الشايقية وهنا أقصد القادمة من مناطق الشايقية واسست لها مكان بجانب نموزج الحقيبة ، ولكن هل يمكن أن يتوفر لذات الاغاني الاخرى فرص الاختراق لجدار الوسط النيلي الاعلامي ؟


    يا سيدي أبنوس..
    عذراً عن الانقطاع لهذا الزمن الطويل..
    لم يكن في نيتي الاقتصار على إيقاع الجراري في المثال الذي سقته عن ذلك الرجل.. ولكن من باب الأمانة ألا نحشو القول المأخوذ عن شخص ما بزيادات من عندنا.
    * بدءاً من حقك الطعن في أم درمان، فهي ليست مكة.. ثم أن كثير الإدعاء عليها بما ليس فيها أضاع منا دقة تشخيص العلة..
    * دعني أعلن لك وبقوة إنكاري الشديد للقول بأن الحقيبة- التي هي مجموعة تعبير عن حقبة معينة- هي أغنية السودان.. الصحيح أنها أغنية أم درمان في فترة محددة ما زالت تحظى باستمتاع منا إلى يومنا هذا، لكنها ليست عنواناً للسودان.. يا رجل، بالله عليك أسمعت أحلى من:
    شقيش قوللي يا مروح.. قبل صباحنا يبوح..
    أو أطرب إيقاعاً من:
    فنجان جبنة بي شمالو يسوى الدنيا بي حالو
    أو أشد حنينياً من:
    وين.. حتى الطير رحل خلاني.. ما طيب لي خاطر
    والفخر السوداني الأول كان لابن الشمالية ود حد الزين:
    لو ما كنت جيتا من زي ديل
    كان وا أسفي، وامأساتي واذلي

    والعبد المفتقر لرحمة مولاه من أشد الناس طرباً لأغنية "صابري" النوبية، رغم أني لا أفقه كلمة واحدة منها...!
    أزعم لك باطمئنان واثق أن توفر الإذاعة على الفن والثقافة والفضاء المعرفي في أم درمان أعماها عن إحقاق حق بقية أقاليم السودان الثقافية.
                  

11-06-2005, 10:41 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: serenader)

    للجميع فى هذا البوست التحية


    واخص بالتحية هنا الاخ المحترم /serenader
    واعتزر له غاية الاعتزار لانى لم اتابع رده الاول بخصوص ما اثرته من حديث منمنياً ان يقبل اعتزارى.

    اذاً فالنتحاور اخى/serenader

    انت كتبت يل اخى:-
    Quote: (( في المقام الأول المصهر الذي قصدته أصبح موجوداً بفعل قوة سياسية اجتماعية اسمها المهدية (في تاريخ غابر) ثم أسهمت عوامل تأريخية أخرى في تسعير النار التي يغلي بها المصهر.. أسوق لك مثالاً بسيطاً: المهدية أجبرت قبائل السودان على الهجرة إلى أم درمان إما بجبر القوة الدينية (الهجرة إلى بقعة المهدي المبروكة- بزعم ذلك الزمان) أو بجبر القوة العسكرية والاقتصادية.. من ثم نشأت أحياء أم درمان القديمة بحسب التشكيلة القبيلة.. لكن تلك الأحياء ليست غيتو مغلق على أهله، فبعامل الزمن تداخل الناس بالسكنى الطبيعية التي أدت إلى حسن الجوار والمجاورة.. ففي شارع واحد في الموردة- مثلاً- تجد من هو أصوله من الغرب ومن الشرق ومن أقاصي الشمال، كلهم يتشاركون الأفراح والأتراح في صحن واحد، وبمزاج واحد..
    تنبيه: ما ذكرته عن تكون الخليط السكاني في فورة المهدية لا يعني أن لأمدرمان شرعية تأريخية لتصبح قالباً يصلح لكل مقاس وقياس.. بل الحق أنها نموذج فريد أحق بالدراسة منه "بالدواسة"))

    ارد ليك بانو الموضوع ده وبكل بساطة انو صاح الموضوع بتاع اعادة الانتاج وفق ذهنية جديدة ده يرتبط بالسياسى والاقتصادى والاجتماعى ، لكن بختلف معاك فى قصة التاريخ دى ، لانو بى صراحة كده تاريخ القصة دى مش من المهدية باخ ده تاريخ منذ بدايات قيام الدولة السنارية .
    المشكلة الرئيسية بالنسبة لى انا ده شنو يعنى المقصود الفكرى من كلمة صهر دى ؟؟؟
    يالجد كده انا عايز افهم شنو يعنى ابن ادم يصهروهو وفق ذهنية ثقافة تانبة؟؟؟

    ايضاً كتبت اخى / serenader:-
    Quote: وليس صحيحاً أن "ناس أم درمان" كما أسميتهم يريدون صهر غيرهم.. بل العكس صحيح، كل من وفد أم درمان لأي ظرف كان تأثر بالوضع القائم فيها- الذي ذكرته بعاليه- واندمج في اللوحة بتفاصيلها الدقيقة.. وتذكر يا أخي الكريم أن هذا الاندماج- إن لم تستسغ وصف الصهر- لم يكن جبرياً في الحالة الأخيرة.. بل هو طوعي وبعامل المكان والزمان والناس


    اقولبك حاجة انا ما قاعد اسميهم ناس امدرمان انا بسمى الناس الذى ديل كلهم (( ابناء ثقافة المركز او ابناء ثقافة الوسط أو ابناء الثقافة الاسلاموعربية)) لكن هم القاعدين يسمو نفسهم ((ابناء امدرمان)) وهم زاتم القاعدين يعملو (( منتدى ابناء امدرمان)) وهم انفسهم القاعدين يأسسو لسودنة السودان وفق مزاجهم الشخصى والقصص البتاكد الكلام ده كتيرة ومافى داعى لزكرها صدقنى.
    ام موضوع اللوحة بتفاصيلها الدقيقة البتقول عليهو ده ده هو زاتو دلالة على مسالة القسر واعادة انتاج الاخر بدون تكابر ياخ !!! منو الاداء الناس ديل الحق فى انو يدخلو غيرم فى اللوحة دى؟؟؟ ما تقول لى لانو المهدى جابم قسراً لامدرمانه !!! لانو حتى لو المهدى ده عمل كده (( وقطع شك هو عمل كده)) فدا ما بدى الحق لانهم الناس تجبرم عشان يكونو فى اللوحة دى!!!

    طيب اوكى يا اخى انت كتبت:-
    Quote: ((كثيرٌ منا يا أخي نابري ينسى أن للمكان سطوته.. لكن ذلك لا يعني أن المكان قادر على مسخ الروح والثقافة والبيئة التي أتى منها الوافد على المكان.. بل الصحيح أن المساحات المفتوحة من التداخل ترفد الخليط الموجود أصلاً بطعم وذائقة متجددين تضمن له الاستمرار بشكل مرن.. ))

    وده كلام كويس ويمكن يكون سليم ، بس اتزكر انو الوافد ده هو الوافد العربى ياخ وخليك امين جداً فى انو المكان ده اسمو القارة الافريقية ياخ ، وانو الوافد العربى ده لما جاء هنا سطوة المكان خلقت منو مزاج تانى وتراث تانى وانيان تانى لكن الايديلوجيا (( الاسلاموعربية)) هى القامت تانى من جديد ورحلتو الى عالمها الاخر والبعيد عن الارث الشعبى الاتوجد بعد التداخل ده.

    يرضك كنبت وقلت:- ((
    Quote: اساس سوء الفهم الذي اقصد هو إدمان كثير من متسلطي الإذاعة والمتشبثين بأهداب الثقافة والمتثاقفة من أهل الوسط، وإصرار هؤلاء على الاحتفاظ لأم درمان بحق أعلى وأسطع من غيرها.. وهذا زعم مريض على أقل تقدير..
    ))

    لا يا اخى مش كده انا بعتقد انو ناس التلفزيون والاذاعه ديل كانو واضحين وصريحين مع نفسم لانهم لقو الواقع كده ولقو انو الشكل ده هو الصاح ولقو انو امدرمان بذهنيتم دى هى بتمثل مزاج عام شديد اتشكل عبر السنوات الطويلة للهيمنة والقهر الاقتصادى- الثقافى- الاجتماعى والمركزى ، ببساطة لانو ده لحدى الان بعبر فى اعتقادهم عن كل السودان !!!

    فى نهاية كلامك انت كتبت:- ((
    Quote: في ظني الضعيف المبني على المعايشة أن أم درمان هي حالة فريدة بعامل التأريخ والمكان، بعض من فرادتها الاستمرار على نفس نهجها القديم إنما بظلال جديدة.. وهي حالة تستحق الدرس القاصد لتفكيكها بما يضمن حفظ حق كل ذي حق، وليس نسخ بقية الأقاليم الثقافية الأخرى المكونة في جمعها للسودان.. مع ملاحظة أن إقليم أم درمان الثقافي وجغرافيته السياسية والاجتماعية هو مكون واحد وليس الأصل
    )).

    طبعاً لك الحق ان تظن ما تشاء يا اخى ، لكن حقو تعرف انو الواقع على الارض يقول غير ذلك فا الاحتقانات العرقية والتربية المشوهة غير السؤية ورفض الاخر امور موجودة فى امدرمانك هذه وتغذئيها ذات نفسية الامدرمانيين .

    ولك فائق الود والاحترام والتقدير
                  

11-06-2005, 05:33 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)

    الاستاذ عبد الله الشقليني
    سلام

    Quote: أين هي لغات ( الهامش ) وثقافته وماذا فعل أبناؤه لها منذ دخول المستعربين السودان منذ التاريخ الذي سرته أنا ، أهي الثقافة الوافدة الأقوى أم ماذا ؟ ، أم هو التباكي على خيبات السنين حتى حضر القلة المهاجرة ونسفت الثقافة المحلية ؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!! .


    في هذا المقطع من كلامك أرى لولبية غريبة ، وإن السائل أدرى بالاجابة من المسؤول ، لأننا جميعاً ندري أين وكيف راحت لغات أهل الهامش ، وإنت براك أوردت غن لغة الدينكا عند كتابتها لم يصل عدد الكلمات لألف كلمة ، هل يا ترى يعيش الناس ويتبادلو المعرفة وكل شئ في حياتهم اليومية بهذه الألف كلمة ؟؟

    مسألة الثقافة الاقوى هذه تدخلنا في جدل آخر ، فالعوامل التي توفرت للثقافة المهيمنة لم تتوفر للهامش وهذا مرتبط بظروف تاريخية مكنت مجموعات محددة من السيطرة على الدولة ومقوماتها وفرضت ثقافتها ونظرتها للحياة .. وأستخدمت في ذلك الكثير من الادوات ... وتكفينا مداخلة الدكتور صدقي كبلو في هذا الصدد وما إستشهد به من ماركس - الله يحيه - وقرامشي ..
    وإبعاداً لشبح اللغة ، فأرى إن اللغة هي أداة يمكن أن تحمل مضامين مختلفة ، ويمكن للآخر غير الامدرماني أن يمارس إحتجاجه بالعربية ولكن تلك العربية التي لا تأتي إلينا بأبطالها من زمن أمرؤ القيس ، وقفا نبكي ، ولا تأتي بأبطالها لتسمي بهم شوارعنا في أم درمان .. اللغة يمكن أن تستحمى في النيل وتخرج بلساننا .

    Quote: إنك تكتب بالعربية هنا وتكتب بعض المصطلحات الإنجليزية ،
    أين هي لغتك المحلية ، لتعرضها لنا في السماء ،
    إذ لا يوجد من يقهر ثقافتك أو لغتك أو طعمك الثقافي ؟


    وهنا أعتقد من حق ابكر أن يكتب بالعربية ، لأنها هي اللغة التي فرضتها الطبقة المهيمنة ودرستها في المدارس ومحت بها كل ما كان يسمى لغة .. فهل كان الغرض أن من درس العربية عليه التعبير بما يتوافق ومفهوم الجهات المعربة ؟ وهل إذا خالفهم عليه أن يبحث عن لغة أخرى أو يبحث عن لغته الممحوّة .. لم أفهم ماذا تقصد هل تقصد إن أبكر لم تكن لديه لغة أصلاً أم ماذا ؟؟؟


    Quote: إنني حقاً بدأت أتعجب .!!!!!!!!!!!!!
                  

11-06-2005, 05:44 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    سيدي أبنوس..
    عذراً عن الانقطاع لهذا الزمن الطويل..
    لم يكن في نيتي الاقتصار على إيقاع الجراري في المثال الذي سقته عن ذلك الرجل.. ولكن من باب الأمانة ألا نحشو القول المأخوذ عن شخص ما بزيادات من عندنا.
    * بدءاً من حقك الطعن في أم درمان، فهي ليست مكة.. ثم أن كثير الإدعاء عليها بما ليس فيها أضاع منا دقة تشخيص العلة..
    *
    Quote: دعني أعلن لك وبقوة إنكاري الشديد للقول بأن الحقيبة- التي هي مجموعة تعبير عن حقبة معينة- هي أغنية السودان.. الصحيح أنها أغنية أم درمان في فترة محددة ما زالت تحظى باستمتاع منا إلى يومنا هذا، لكنها ليست عنواناً للسودان.. يا رجل، بالله عليك أسمعت أحلى من:
    شقيش قوللي يا مروح.. قبل صباحنا يبوح..
    أو أطرب إيقاعاً من:
    فنجان جبنة بي شمالو يسوى الدنيا بي حالو
    أو أشد حنينياً من:
    وين.. حتى الطير رحل خلاني.. ما طيب لي خاطر
    والفخر السوداني الأول كان لابن الشمالية ود حد الزين:
    لو ما كنت جيتا من زي ديل
    كان وا أسفي، وامأساتي واذلي
    والعبد المفتقر لرحمة مولاه من أشد الناس طرباً لأغنية "صابري" النوبية، رغم أني لا أفقه كلمة واحدة منها...!
    أزعم لك باطمئنان واثق أن توفر الإذاعة على الفن والثقافة والفضاء المعرفي في أم درمان أعماها عن إحقاق حق بقية أقاليم السودان الثقافية.



    العزيز : سرندار

    المسألة في تقديري متعلقة بسؤال آخر ما زال يحتاج لإجابة ، وهو إن هنالك أم درمان أوضحنا قصدنا لها ، وهي تمارس نوع من الإستهبال والغش الثقافي ، وهو تمرير مشروعها الضيق من خلال الكثير من الحيل ، وتصور إن هذا المشروع هو ما يمثل النموزج السوداني ، وكما أوردت أنت إن ما توفر لأم درمان من إمكانيات أعمتها بل أغرتها بإن من الممكن إزاحة الثقافات الاخرى التي لا تستطيع توصيل ما لديها عير أي جهاز آخر غير هذا المسيطر عليه - سمه تلفزيون - جريدة - اي شي له علاقة بتشكيل المزاج السوداني .. ولذلك نحمد نعمة الأنترنت كثيراً ونحمد أن عشنا في ظروف تمكننا من أن نقول- لا - ما قدمته أم درمان يخصها هي ، ولا علاقة له بالقومية ، فحسب فهمي البسيط إننا حتى الآن لم نصل لذلك القومي
    الذي يحمل ملامحنا جميعاً وحتى ذلك الحين فليبقى ما هو أم درماني أم درماني ، وماهو هامشي هامشي ، إلى أن نصل لما نسميه نموزج سوداني ولنختلف في إطار قناعتنا بتعددنا الثقافي وتفاوتنا المعرفي ..

    ولا شنو ؟

    (عدل بواسطة ابنوس on 11-06-2005, 05:47 PM)

                  

11-06-2005, 06:36 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    الصديق عاصم الشريف
    وإنت طيب يا أبو ملاذ


    الاستاذ الموصلي :

    شكراً على تعليقك ، ودخولك يزيد البوست جمالاً .. كما أرى إنك معني بهذا الحوار .. ويمكنك أن تضيف له الكثير في مجال تخصصك كموسيقي ..

    لك الود

    الصديق أبكر :
    شكراً لإيجاد وقت مسروق بين زحمة الاشياء التي أعرفها لتعرج على البوست .. كما إني حسب علمي إن المسافة بين هاملتون وترونتو لم تزد عن الخمسين كيلو بعد !
    وكل عام ,إنت طيب .

    الصديق هشام نابري :

    كل سنة وإنت طيب .
                  

11-07-2005, 06:06 AM

serenader

تاريخ التسجيل: 01-14-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    تحية لك سيدي أبنوس..

    Quote: المسألة في تقديري متعلقة بسؤال آخر ما زال يحتاج لإجابة ، وهو إن هنالك أم درمان أوضحنا قصدنا لها ، وهي تمارس نوع من الإستهبال والغش الثقافي ، وهو تمرير مشروعها الضيق من خلال الكثير من الحيل ، وتصور إن هذا المشروع هو ما يمثل النموزج السوداني ، وكما أوردت أنت إن ما توفر لأم درمان من إمكانيات أعمتها بل أغرتها بإن من الممكن إزاحة الثقافات الاخرى التي لا تستطيع توصيل ما لديها عير أي جهاز آخر غير هذا المسيطر عليه - سمه تلفزيون - جريدة - اي شي له علاقة بتشكيل المزاج السوداني .. ولذلك نحمد نعمة الأنترنت كثيراً ونحمد أن عشنا في ظروف تمكننا من أن نقول- لا - ما قدمته أم درمان يخصها هي ، ولا علاقة له بالقومية ، فحسب فهمي البسيط إننا حتى الآن لم نصل لذلك القومي
    الذي يحمل ملامحنا جميعاً وحتى ذلك الحين فليبقى ما هو أم درماني أم درماني ، وماهو هامشي هامشي ، إلى أن نصل لما نسميه نموزج سوداني ولنختلف في إطار قناعتنا بتعددنا الثقافي وتفاوتنا المعرفي ..

    ولا شنو ؟


    * للأسف لا اتفق مع كثير مما ذهبت إليه أخي أبنوس، رغم أنه ينطوي على منطقه الخاص الذي لا أطعن فيه.. ففيه تعميم غير دقيق..
    فقولك إن هناك أم درماناً تمارس استهبال وغش، يعمم صفة ذميمة تمارسها فئة محصورة وهزيلة على جمع متوازن ومتآلف وخال من الغرض والدسائس والأجندات..
    * وأحمد معك نعمة الانترنت التي تتيح لنا التواصل والتداخل على راحتنا بغير ضيق وإحصار..
    * بشأن الهامشي والمركزي: دعني أصحح لك موقفي. أناهض بكل ما في من عزم التعميم الحكومي لقومية أم درمان. إن كان لأم درمان قومية، فقد اكتسبتها بعامل تأريخ انتهى (فصلنا الحديث فيه) أو بتأثير فرادة وتميز قائم وواقع (وذا مناط حديثنا). على أن قومية مكان ما بمجتمعه وثقافته- كالحالة الأم درمانية- لا يصح فيها التعميم بختم القبول الجبري على الجميع. جل مقصدي هو السماح لأم درمان بمساحة من الخصوصية اكتسبتها للأسباب التي فصلنا فيها بعاليه..
    (انتهى التعليق على حديث الأخ أبنوس)
    * زيادة:
    درج الكثير ممن نحترمهم من مثقفينا على إفراغ جياش غضبهم من أزمة المركز والهامش على النموذج القائم في أم درمان بوصفه تجسيد للأزمة في أجلى تجلياتها. وهذا سهم ضل سبيله على أحسن تقدير.. لماذا لا ينسحب الزجر والهجر على الخرطوم ومدني وبورتسودان؟ الأولى هي قمة المركز رسمياً واجتماعياً، والثانية والثالثة مركزان قائمان بذاتهما (على سبيل المثال لا الحصر)..
    * فقط بعض التريث يجدي قبل أن تصيب بسمهك من لا تقصد، أو تقصد بغير دراية..
                  

11-07-2005, 06:10 AM

serenader

تاريخ التسجيل: 01-14-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    تحية تليق بك سيدي نابري:
    Quote: ارد ليك بانو الموضوع ده وبكل بساطة انو صاح الموضوع بتاع اعادة الانتاج وفق ذهنية جديدة ده يرتبط بالسياسى والاقتصادى والاجتماعى ، لكن بختلف معاك فى قصة التاريخ دى ، لانو بى صراحة كده تاريخ القصة دى مش من المهدية باخ ده تاريخ منذ بدايات قيام الدولة السنارية .
    المشكلة الرئيسية بالنسبة لى انا ده شنو يعنى المقصود الفكرى من كلمة صهر دى ؟؟؟
    يالجد كده انا عايز افهم شنو يعنى ابن ادم يصهروهو وفق ذهنية ثقافة تانبة؟؟؟

    لدي سؤال لك في هذه النقطة تحديداً: من أين أتيت بأن المشكلة مع أم درمان (على وجه الخصوص) بدأت مع الدولة السنارية؟ اللهم إلا إذا كنت تقصد إشكال المركز والهامش. وهنا يكون الأمر قد تعدى حوزة ما نتداخل بشأنه، ودلف إلى عقد وأزمات اخرى.
    * أما بشأن معنى كلمة صهر، فدها يا أخي إن تسببت لك بمغص فكري.. الكلمة يقابلها بالإنجليزية fusion وهي أقرب معنى لما نتحدث عنه من كلمة الاندماج.
    * أما عن الصهر الثقافي فلا معنى لصهر شخص ثقافياً. لكن المقصود هو أعراق وثقافات متنوعة تواجدت في مكان ما وتأثرت بعوامل قاسية ونافذة خلال حقبة تأريخية ما، فخرج منها منتوج جديد يحمل طرفاً من صفات خاصة بكل مجموعة لكنه مستقل عنها. شخصي الضعيف شديد السمرة، فلفلي الشعر، عربي اللسان (أي لست أنتمي لجنس لغوي آخر)، سماني المذهب، من أم بيضاء وأب به سمرة العرب. لي جدة أو جد ما كان زنجياً (بدون شك) وإلا كيف خرجت أنا بهذه الصفات التي هي - حسب قوانين مندل- صفات متنحية؟

    Quote: اقولبك حاجة انا ما قاعد اسميهم ناس امدرمان انا بسمى الناس الذى ديل كلهم (( ابناء ثقافة المركز او ابناء ثقافة الوسط أو ابناء الثقافة الاسلاموعربية)) لكن هم القاعدين يسمو نفسهم ((ابناء امدرمان)) وهم زاتم القاعدين يعملو (( منتدى ابناء امدرمان)) وهم انفسهم القاعدين يأسسو لسودنة السودان وفق مزاجهم الشخصى والقصص البتاكد الكلام ده كتيرة ومافى داعى لزكرها صدقنى.
    ام موضوع اللوحة بتفاصيلها الدقيقة البتقول عليهو ده ده هو زاتو دلالة على مسالة القسر واعادة انتاج الاخر بدون تكابر ياخ !!! منو الاداء الناس ديل الحق فى انو يدخلو غيرم فى اللوحة دى؟؟؟ ما تقول لى لانو المهدى جابم قسراً لامدرمانه !!! لانو حتى لو المهدى ده عمل كده (( وقطع شك هو عمل كده)) فدا ما بدى الحق لانهم الناس تجبرم عشان يكونو فى اللوحة دى!!!


    *بشأن "ابناء ثقافة المركز او ابناء ثقافة الوسط أو ابناء الثقافة الاسلاموعربية" أعتقد أنك ضيقت واسعاً بحصرك كل هذا الطيف الثقافي- بالأساس- في مجموعة واحدة. صحيح أن من أهل أم درمان في غالبهم ينتمون إلى مجموعة الوسط، وفيهم غلبة غالبة من أبناء الثقافة الإسلاموعروبية، لكن إن نظرت إلى أصولهم لفارقت هذا الوصف، ولصح عندك وصفي لهم بأنهم ناتج جديد منفصل بذاته، وارث لصفات المجموعات المتخلق منها.
    * لم استسغ منك تركيزك على جانب من حديثي وترك لبقيته المكملة. الصحيح يا أخي الكريم أن لا أم درمان كثقافة وحالة اجتماعية، ولا أهلها، يجبرون غيرهم على الدخول في تفاصيلهم جبراً.. ولو راجعت كلامي لوجدت أنني قلت بدون مواربة أن الاندماج أو التداخل يتم طواعية بتأثير المكان والسائد فيه من اعراف وتقاليد وتعاملات تحبب الغير في ممارستها والاستئناس بها، بدون مسخ ما احتقبوه معهم. بل وقلت ايضاً أنهم يرفدون الخليط القائم بألوان جديدة تضمن استمرارية مرنة!! إذن لا مكان لما سقته بشأن شرعية الإكراه والجبر على التمازج.

    Quote: وده كلام كويس ويمكن يكون سليم ، بس اتزكر انو الوافد ده هو الوافد العربى ياخ وخليك امين جداً فى انو المكان ده اسمو القارة الافريقية ياخ ، وانو الوافد العربى ده لما جاء هنا سطوة المكان خلقت منو مزاج تانى وتراث تانى وانيان تانى لكن الايديلوجيا (( الاسلاموعربية)) هى القامت تانى من جديد ورحلتو الى عالمها الاخر والبعيد عن الارث الشعبى الاتوجد بعد التداخل ده.


    * هنا ضيقت واسعاً أيضاً.. ليس كل من أتى أم درمان غابراً أو لاحقاً هم عرب أو مسلمون. بالله عليك، هل تعلم عدد الجنوبيين الذين يسكنون أم درمان؟ هل تعرف عن تجمعات أهلنا من الغرب الذين استقروا فيها أو حولها؟ وغيرهم وغيرهم..
    * ودعني من الحديث عن الايدولوجيا الاسلامو عروبية.. هناك شيء اسمه الاقتصاد وآخر اسمه الاجتماع، لكل نواميسه ومتغيراته التي تجبر الناس على التحرك من مكان إلى آخر.. لكن حتى ولو صح حديثك، ماذا تسمي أمبدة؟

    Quote: طبعاً لك الحق ان تظن ما تشاء يا اخى ، لكن حقو تعرف انو الواقع على الارض يقول غير ذلك فا الاحتقانات العرقية والتربية المشوهة غير السؤية ورفض الاخر امور موجودة فى امدرمانك هذه وتغذئيها ذات نفسية الامدرمانيين .

    * صراحة لم أفهم مقصدك.. أرجو أن تمعن في التفصيل قليلاً لئلا يقع علي ذنب سوء فهم ما ترمي إليه.

    مع مودتي وتقديري
                  

11-07-2005, 07:30 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: serenader)

    الاخ المحترم/ أبنوس
    تحية وتقدير واحترام
    الرجاء مراسلتى على هذا الايميل:- [email protected]
    تحية خالصة لكل المتداخلين.

    تحية طيبة اخى/
    serenader
    تحية ود تجدك بخير الحال...

    موضوع البوست ده مش عشان المغالطات ومش عشان الواحد فينا يقول انا خلاص حسمته المسالة دى ... لا لا ياصديقى صدقنى الموضوع حقيقى كده للنقاش والحوار والبيخلينى اقول كده انك تبت:-
    Quote: ((لدي سؤال لك في هذه النقطة تحديداً: من أين أتيت بأن المشكلة مع أم درمان (على وجه الخصوص) بدأت مع الدولة السنارية؟ اللهم إلا إذا كنت تقصد إشكال المركز والهامش. وهنا يكون الأمر قد تعدى حوزة ما نتداخل بشأنه، ودلف إلى عقد وأزمات اخرى)).

    واظن انا كلامى موجود وما كان فيهو (( على وجه الخصوص)) الجبتها انت دى !!!!
    اهو كلامى واضح:-
    Quote: Quote: ارد ليك بانو الموضوع ده وبكل بساطة انو صاح الموضوع بتاع اعادة الانتاج وفق ذهنية جديدة ده يرتبط بالسياسى والاقتصادى والاجتماعى ، لكن بختلف معاك فى قصة التاريخ دى ، لانو بى صراحة كده تاريخ القصة دى مش من المهدية باخ ده تاريخ منذ بدايات قيام الدولة السنارية .
    المشكلة الرئيسية بالنسبة لى انا ده شنو يعنى المقصود الفكرى من كلمة صهر دى ؟؟؟
    يالجد كده انا عايز افهم شنو يعنى ابن ادم يصهروهو وفق ذهنية ثقافة تانبة؟؟؟



    بعدين يا صديقى موضوع الصهر والمغص ده صدقنى انت ما مشيت بعيد لانو حقيقة المسالة مش عملت مغص ياخى دى عملت عمايل اكتر من كده والدليل اهو قدام عيونك وعلى ارض السودان ... بعدين المشكلة مش انو تغير مصطلح الصهر عشان يكون اندماج عشان الناس تقبل بيهو ياخى شوف طيب... فى شروط مبدائية كده لاى تداخل وتعايش بين المجتمعات المتعدده زى حالاتنا دى اها الشروط دى لو اتحققت بتتحقق اطر التعايش والتداخل ده اما اذا الشروط دى فى ناس شافوا نفسم اولى بيها هم اكتر من غيرم بيختل الميزان ده ، والواضح انك انت مع تحسين المصطلح ومقاربتو للواقع بقيت ما مهتم انك تعاين للشروط دى ... يمكن يكون السبب فى ده انك بتفتكر انو شروط التعايش دى متحققه!!!

    ايضاً انت كتبت:-
    Quote: أما عن الصهر الثقافي فلا معنى لصهر شخص ثقافياً. لكن المقصود هو أعراق وثقافات متنوعة تواجدت في مكان ما وتأثرت بعوامل قاسية ونافذة خلال حقبة تأريخية ما، فخرج منها منتوج جديد يحمل طرفاً من صفات خاصة بكل مجموعة لكنه مستقل عنها. شخصي الضعيف شديد السمرة، فلفلي الشعر، عربي اللسان (أي لست أنتمي لجنس لغوي آخر)، سماني المذهب، من أم بيضاء وأب به سمرة العرب. لي جدة أو جد ما كان زنجياً (بدون شك) وإلا كيف خرجت أنا بهذه الصفات التي هي - حسب قوانين مندل- صفات متنحية؟


    ياصديقى ده كلام تطيبى منك خالص ، ويمكن يكون صاح لو الشروط الطبيعية للتعدد الاتوجد فى السودان كانت شروط عادلة فى كل حاجة (( نفس الكلام السابق )) ، لكن ده ما حصل .
    كدى تعال نشوف كلامك ده بى ناحية تانية طيب؟؟؟
    اها النقول الاعراق والثقافات المتنوعه القلتها انت دى تواجدت فى السودان وتاثرت بعوامل قاسية ونافذه خلال حقبة تاريخية ما، مية فى المية حيكون فى منتوج جديد زى ماقلته انت بالضبط وبيحمل صفات الطرفين ، لكن المشكلة جد جد كده انو ايديلوجيا الثقافة الاسلاموعربية ( بتاعت احد الطرفين ديل زاتم)) هى على طول قاعده تكرث لبنئ استعلائها من خلال اختلال (( الشروط القبيل ديك قبل التعايش)) شفته المسالة مشربكة كيف؟؟؟!!! وشفته كيف كلامك ده بيكون كلام تطيبى بيوصف حالة (( زهنية فقط)) بتكون دايماً فى رأس بعض الناس وبتختلف مع الواقع لدرجة بتخلى الخطاب صفوى جداً.

    انت ايضاً كتبت:-

    Quote: بشأن "ابناء ثقافة المركز او ابناء ثقافة الوسط أو ابناء الثقافة الاسلاموعربية" أعتقد أنك ضيقت واسعاً بحصرك كل هذا الطيف الثقافي- بالأساس- في مجموعة واحدة. صحيح أن من أهل أم درمان في غالبهم ينتمون إلى مجموعة الوسط، وفيهم غلبة غالبة من أبناء الثقافة الإسلاموعروبية، لكن إن نظرت إلى أصولهم لفارقت هذا الوصف، ولصح عندك وصفي لهم بأنهم ناتج جديد منفصل بذاته، وارث لصفات المجموعات المتخلق منها.


    لا ببساطة لم اضيق واسعاً كلو كلو وكلمة طيف ثقافى القلتها انت دى بتدلل على انو لسع مافى تكوين ثقافى حقيقى يمكن نقول عليهو السودان والسبب طبعاً هو نفس نضمنا الفوق ده انا والاخوان المتفقين مع بعض بانو اصلاً السودان شروط قيام المجتمع فيهو قايمة على اساس اعادة الانتاج فى ثقافة ترى فى نفسها انها المركزية لكل شى.

    الاخ /
    serenader
    ليس لى اى تحفظ ولا يجب على ان يكون لى تحفظ على حديثك ابداً، انت لك كل الحق فى ما تقول يا اخى ، واذا كان انا ركزته على جانب من حديثك كما تقول وتركت الكتابة التانية فصدقنى انا ناقشت كل مافى كتابتك ولا يتعين على انو اناقش كتابة اى انسان الكلمة بالكلمة ، واذا انا عملته كده ده يحتمال يكون فى فهم بعض الناس ترصد ، ونحن هنا اعتقد حريصين على الحوار والنقاش وليس حريصين على ترصد بعضنا البعض.

    انت كتبت:-
    Quote: ودعني من الحديث عن الايدولوجيا الاسلامو عروبية.. هناك شيء اسمه الاقتصاد وآخر اسمه الاجتماع، لكل نواميسه ومتغيراته التي تجبر الناس على التحرك من مكان إلى آخر.. لكن حتى ولو صح حديثك، ماذا تسمي أمبدة؟



    لا يا صاحبى ايديلوجيا الثقافة الاسلاموعربية دى هى الموضوع زاتو العامل كل الجوطة دى اها لو سبناها وابينا نناقشه يبقى اصلاً مافى حل لمشكلتنا دى نهائى صدقنى جد.
    ولما نقول الثقافة الاسلاموعربية تحديداً ما بنقصد بيها الاسلام او العرب لكن بنقصد المحمول المتصور (( الايديلوجى يعنى)) للمسلم والعربى (( بنسخته الزمانية والمكانية فى الفترة العربية ديك وبكل موروثه العربى التراثى)) وده هو زاتو البيخلى ثقافة وسط السودان دايماً مترحله نحو الهُوية العربية!!! عشان كده ما ممكن اخلى قصة الايديلوجيا دى ابداً.

    اناكتبت :-
    Quote: Quote: طبعاً لك الحق ان تظن ما تشاء يا اخى ، لكن حقو تعرف انو الواقع على الارض يقول غير ذلك فا الاحتقانات العرقية والتربية المشوهة غير السؤية ورفض الاخر امور موجودة فى امدرمانك هذه وتغذئيها ذات نفسية الامدرمانيين .





    وانت قلت:-
    Quote: صراحة لم أفهم مقصدك.. أرجو أن تمعن في التفصيل قليلاً لئلا يقع علي ذنب سوء فهم ما ترمي إليه.



    اشكرك لانو انت عايز تحكم بعد تفهم وده شى مطلوب بيننا يا صديقى.
    قصدى بالواقع على الارض هو انو فى مشاكل حقيقية كرستها قصة انو فى تمازج حقيقى فى امدرمان دى والموضوع ده انت بشكل انو شارع بيتكم فيهو الفلاته والبرقو والبرقد والقمز والدينا والجعليين والشوايقه ده ده موضوع صح لانو اى منطقة فيها زى العندكم ده لكن كدى خلينا نكون واضحين !!! مش فى الحلة بتاعتكم دى وبقيت الحلال فى (( تراتبية اجتماعية؟؟؟؟!!!)) ايوة يعنى بكل صراحة كده فى انسان درجة 1 وفى درجة 2 وفى درجة 3 ولو ديل مافى يبقى اصلاً المشكلة وين يعنى؟؟؟
    ده القصدتو انا بكل بساطة.

    لك كل الود والتقدير
                  

11-07-2005, 08:45 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)

    أخى وصديقى أبنوس وكل من إخوتى من أسهم ومازال يسهم فى إجراء جراحة لهذ الأورطى والذى عليه سيكون شكل الآتى من الحياة فى ذلك المملوك بالشيوع والمغصوب بالشفعه لأبناء المرأة الأولى السودان والذى حقا تتعدد قوانين الميراث فيه من معتقدات وضعية موروثه إلى معتقدات تنزيلية متعدده...وحتى لا نتمادى فى صراع فكرى تختلف منطلقات راجماته بإختلاف تكنلوجيا الإنتماءات الأيدلوجيه فيأتينا من عمق البراجماتيه إعصار الأنانيه الكفيف وياتينا من رحم الماركسيه عاصف من سيبريا فارض رؤآه وياتينا من متون لا شرقيه ولا غربيه زلزال لا ترحم لافاه أحد...أحسب أننا لا نتفق إلا بعد أن نتمادى فى الصراع بمختلف أدوات الصراع التى تتوفر إلينا ثم نتفق بعد تدمير البنيه التحتيه للقماش الإجتماعى والسكانى والبيئى والأيكولجى والبنيه التحتيه العمرانيه على حدود دنيا كان أجدى لنا أن نتفق عليها منذ البدء...وإن دعاوى إستئصال شافة الآخر وقطع دابره ما هى إلا تبديل غضب بغضب وفتح فوهات لبراكين ساكنه...وأحسب أن إتفاق السلام الذى ولد مشوها خلقيا وغير معافى نفسيا لعدم معافاة ظرفه إلا أنه يمكن أن يكون حدودا دنيا يمكن من خلالها خلق حوار حار بوعى ثاقب للخروج بروئ شامله وعادله تتآخى فيما بينها لتحدث بإحسان وتراض ثقافات قوميه وإقليميه ومحليه معترف بها ويتم تدوينها وتسليط الضؤ عليها بكل وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمرئى...وبذلك يمكن الإنطلاق بالطاقات المحفوظه من الصراع إلى القفز إلى أمجاد تكون أكثر إشعاعا من كوش ومن مختلف الممالك المسيحيه والسلطنات الإسلاميه والأشكال المختلفه للدوله من بعد سقوط سنار.............



    منصور
                  

11-11-2005, 03:06 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: munswor almophtah)


    فوق
    لحدي
    ما
    نجي
    راجعين



    أبكر آدم إسماعيل
                  

11-15-2005, 07:17 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: أبكر آدم إسماعيل)


    الآخ سفيان
    آين وعدك بآن تبحث لنا عن مقال خالد الكد؟

    *****

    وصلتني دراسة شحمانة (بتعبير آسامة الخواض) عن آمدرمان من الآخ الآمدرماني آمير زاهر
    وهي دراسة باللغة الإنجليزية. واعتقد آنها ستساعدنا كثيرا في تعميق الحوار

    وفوق لحدي ما نجي راجعين



    أبكر آدم إسماعيل
                  

11-16-2005, 03:57 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    العزيز/

    ابكر...

    انا عند وعدى تماماً


    زى ماقلتليك ناس مكتبة الافرويشن ديل قالو عندهم صيانة

    المهم انا أمس مشيت اتلحته د/ محمد المهدى بشرى عشان يدينى المجلة اصور منها ورقة د/ الكد والراجل ماقصر معاى تب وصى على مديرة المكتبة استاذه / هبة هى وعدتنى اجى الليلة الصباح استلم الاوراق مصورة وانا (( لايوق طبعاً)) مشيت ليها الليلة من الدغش ، وهى اعتزرت لى انها ماجهزته واكدة لى انو الليلة دى الساعة تلاته ونص بستلم الاوراق منها واها انا هسى - تاكل - وحارسه .

    اول ما استلم بكبها ليكم هنا كلها.

    ابكر ...

    كدى نزل لينا الدراسه الشحمانه العندك دى النشوفه.
                  

11-16-2005, 04:06 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    اسف جداً لانى سحبت ما كتبته هنا ، لاسباب رأيت انه منطقية.


    العزيز/

    ابنوس
    والصديق/

    أبكر

    تحية طيبة لكم وللجميع فى هذا البوست.


    الان اؤكد لكم بان دراسة د/ خالد حسين الكد بحوزتى ، واشكر د/ محمد المهدى بشرى وأسرة مكتبة الدراسات الافريقية والاسيوية لمساعدته لى.

    فقط انتظرونى ريثما انتهى من طباعتها على الكمبيوتر.

    (عدل بواسطة سفيان بشير نابرى on 11-16-2005, 06:52 AM)

                  

11-18-2005, 04:40 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)

    الصديق العزيز/

    ابنوس...

    الصديق العزيز/

    ابكر...


    الجميع هنا تحية طيبة...


    هذه هى دراسة الدكتور/ خالد حسين الكد المنشورة فى مجلة الدراسات السودانية.

    ولكم كل الاحترام والتقدير.


    الأفندية ومفهوم القومية فى الثلاثين سنة
    التى أعقبت الفتح فى السودان 1898-1928
    خالد حسين الكد
    المكونات والمؤثرات:-

    ( إن الموضوع متشعب جداً وفى هذا الخضم الهائل من الأفكار التى يزدحم بها ذهنى أجدنى اكثر ميلاً الى الاهتمام بترتيب الاشياء من الاهتمام بالاشياء نفسها ، ولذا فإننى مضطر للتحول ذات اليمين وذات اليسار حتى أتمكن من التقصى وإكتشاف الحقيقة.)
    (منتسكيو روح القوانين الكتاب 19)

    أحاول فى هذه الدراسة أن أتتبع تطور مفهوم (القومية السودانية) منذ بداية الحكم الثنائى فى السودان 1899- 1956 . وهو الوقت الذى أعتقد أن البذرة الأولى لمفهوم القومية إنغرست خلالِه.
    احاول أن أتتبع المساهمات زالأثار الإيجابية والسلبية لكلا الشريكين فى دولة الحكم الثنائى (بريطانيا ومصر) فى تطور مفهوم القومية.
    ولعل أهم مساهمات إدارة الحكم الثنائى هى خلق (طبقة الافندية ) ، اى تلك الجماعة التى وفرت لها الادارة البريطانية مناهج تعليمية جديدة ووضعاً اقتصادياً واجتماعياً متميزاً أثر فى تكوينها الثقافى والنفسى وفى تكوين مفاهيمها لقضايا القومية.
    و (الافندية) جمع ل( أفندى) وهى كلمة يونانية الاصل وكانت تعتبر من القاب التعظيم . وقد أخذها الاتراك البيزنطيين ونقلوها للبلدان العربية التى كانت خاضعة لنفوذهم . وفى السودان أطلقها البريطانيين على الموظفين السودانيين للتمييز بينهم وبين الموظفين البريطانيين . ويشكل الموظفون السودانيون مجموع الشبان الذين علمتهم الادارة الجديدة فى مدارسها التى أنشأتها على نمط معين ثم إستخدمتهم فى الوظائف الدنيا فى سلك الادارة الاستعمارية.
    وربما تكون كلمة (أفندية) قد اكتسبت لاحقاً معان وايحاءات مختلفة ولكنها فى تلك الفترة موضوع الدراسة كانت صفة لتلك الجماعة التى ذكرت وبذلك الفهم استخدمتها فى هذه الدراسة.
    ورغم أنى أنوى أن أركز فى دراستى هذه على (الأفندية) الذين أوجدتهم الادارة الاستعمارية ، فاننى لا استطيع – لايفاء هذه الدراسة حقها- تجنب الخوض فى كثير من المؤثرات الداخلية والخارجية على الجوانب المختلفة لنمو هذه الطبقة . وهذه المؤثرات تحتوى بالضرورة على جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية . كما تحتوى على الضغوط الادارية والقبلية والوشائج الاقليمية . وفى مثل هذا الخضم الهائل من المواضيع أجد نفسى فى موقف مماثل لموقف منتسكيو الذى أوردته فى صدر كلمتى هذه فيما يتعلق بالمواضيع وترتيبها . وللخروج من هذا المأزق فاننى سأحذو حذو منتسكيو فى التجول ذات اليمين وذات اليسار لاكتشاف الحقيقة.
    لقد شهدت الايام الاولى للحكم الثنائى عدة حركات تعبر عن رفض الحكم الاجنبى ، ولعل هنالك اتفاق على ان كل تلك الحركات كان على ذلك النمط الذى يسميه البروفسير هودجكن (الخلاص المسيحى). ولما كانت فكرة المهدية ماتزال فى ذلك الوقت عالقة بالاذهان فقد انتقى كل الذين عارضوا الحكم الثنائى فى اول عهده أسلحة دينية ، فمنهم من واصل دعوة المهدية ومنهم من ادعى انه نبى الله عيسى الذى ياتى حسب معتقد بعض الفرق الاسلامية ليملاء الارض عدلاً بعد أن ملئت جوراً . وكل هذه الحركات ، باستثناء حركة ود حبوبة كانت طفيفة الاثر ، اما عبدالقادر ود حبوبة فقد كان أنصارياً من قبيلة الحلاوين التى كان لها شأن كبير فى تأييد المهدية ونصرتها . ولذلك لم يستسغ عبدالقادر فكرة إندحار المهدية كلية . ووجد رفض الادارة الجديدة السماح له باستعادة اراضى أسلافه سانحة للتمرد عليها. فجمع حوله بعض الاهالى وأعلن الجهاد على الكفار وهجم على المركز فقتل المفتش والمأمور . وعملاً بمنشور كتشنر حول الأمن والنظام العام فقد خفت قوة عسكرية وسحقت الحركة (( بقوة وحسم )) والقى القبض على عبدالقادر ودحبوبة ونفذ فيه حكم الاعدام شنقاً.
    لقد كانت حركة ود حبوبة هذه اكبر تلك الحركات ذات طابع ( الخلاص الدينى) ، واخرها إذا استثنينا حركة نيالا سنة 1922م والتى لم يكن لها اثراً كبيراً . ومنذ ذلك الحين صارت معارضة الحكم الاجنبى تتخذ اشكالاً اخرى تنمو فى مهد مختلف . لقد بدأت كما يقول هودجكن ( تتخذ المدن الحديثة مهداً لها ) فى أواسط المتعلمين الذين علمتهم الادارة الجديدة واستخدمتهم فى الوظائف الدنيا فى سلك الادارة.
    بالرغم من أن الادارة الجديدة والتى كان للبريطانيين اليد العليا فيها، عمدت الى تعميم هذه الموجموعة وفق النسق الغربى ، كما جاء فى توجيهات كتشنر ، فقد فشلت فى تحقيق هذه الغاية . ومرجع ذلك ، كما يورد ريتشارد هل (( لان البريطانيين أقاموا الحكم الثنائى بعد الفتح ، ولكنهم لم يتجهوا الى المؤسسات البريطانية لاتخاذها نموذجاً للادارة الثنائية . وبالطبع فهم لم يستلهموا الادارة المهدية وانماء نظروا فى بادىء الامر الى ماخلفته الادارة التركية من هياكل فأقاموا عليها بنيان ادارتهم . فالحاكم العام كان اشتقاقاً من الحكمدار عموم ، لقب الحاكم التركى ، ورغم انتشار نمط الحكم المحلى المستمد من النظام الانجليزى فقد بقيت كثير من الصلات بين الشكل الجديد والاشكال التى كانت سائدة أيام الحكم التركى)).
    وحقل التعليم لم يكن استثناء ، فقد عمدت الادارة الى هياكل التعليم فى العهد التركى واتخذتها أنموذجاً للتعليم الجديد لسد الفجوة التى خلفتها المهدية . وبالاضافة الى ذلك فإن حقل التعليم على وجه الخصوص كان مساحة لم يستطع فيها البريطانيون ، لاسيما فى السنوات الاولى ، ومن غل يد شريكهم الاضعف – المصريين ، فلغة التعليم لتلاميذ يتحدثون العربية ما كان من الممكن أن تكون غير العربية . وبالتالى كان لابد أن يكون المدرسون مصريون أو من يتحدثون العربية . هذا الشرط ، بالاضافة الى الموروث العربى الاسلامى الذى كانت التركية والمهدية ، على مابينهم من خلاف من روافده جعل المصريين أطول باعاً فى حقل التعليم فى المراحل الاولى ، يصف ذلك محمد عمر بشير قائلاً ((..... ومع إنتشار الاسلام ازدادت الحاجة بين القبائل للتعليم الدينى بإعتبار أنه من الاحتياجات الضرورية فى المجتمع الاسلامى . فالمعرفة بالقرآن والمقدرة على قراءته وبالتالى المقدرة على القراءة والكتابة لتمكين العقيدة صار ضرورياً . ولما كان تعلم القرآن فرضاً على كل مسلم فقد صار لزاماً على الاباء توفير الإمكانات لابنائهم لتعليمهم ، وقد حرص المهاجرون على تعليم أبنائهم ليحافظوا على السيطرة الثقافية وبالتالى السياسية على سكان البلاد الاصليين ..... والخلوة مرتبطة بالصوفية ، والطرق الصوفية هى التى تولت نشر الاسلام فى السودان ، فلذلك فقد كانت الخلوة هى المؤسسة الأساسية لتعليم القرآن فى السودان .....)).
    هذا النوع من التعليم انجب كما يقول جعفر محمد على بخيت (( جيلاً كان جل اهتمامه منصباً على التراث الاسلامى ، وكانت اهتماماته فى تنظيم المهرجانات الادبية التى تمجد الماضى الاسلامى )).
    وقد جاءت معارضتهم للحكم الاجنبى ومفهومهم للوطنية والقومية منسجماً مع هذا التكوين الثقافى والنفسى . ونجد فى كتاب محمد محمد على ( الشعر السودانى فى المعارك السياسية) ، وكتاب صلاح الدين المليك ( شعراء الوطنية فى السودان ) ، نماذج توضح هذا المزاج الذى يعبر عنه محتوى واشكال قصائد شعراء تلك الفترة التى جاءت صدى للشعر العربى الكلاسيكى القديم ، وبالرغم من ان اشعارهم عبرت بدرجات متفاوتة ، عن رفض للحكم الاجنبى إلأ أن ذلك الرفض كان كله يدور فى فلك العودة الى التراث الاسلامى وامجاد الامة الاسلامية وفى ماضيها التليد والتحسر على العهود الخالية ، عهد الخلفاء والامراء التى سادت فيها الامة الاسلامية العالم . وقصيدة البنا فى مطلع العام الهجرى والتى يستهلها بقولهِ :-
    يا ذا الهلال عن الدنيا أو الدين
    حدث فإن حيثاً منك يشفينى
    والتى يتحدث فيها عن ماضى الامة الاسلامية فى عهودها العظيمة وامرائها وخلفائها تصلح مثالاً لذلك . وفى ابيات عبدالرحمن الضرير تحديد واضح لمفهوم الوطنية والقومية لدى أبناء ذلك الجيل :-
    فليس سوى الاسلام من وطن لنا ولا غير اهليه أعد صحابا
    كفى بقبيل الله جنساً ومذهباً وبالله رب والكتاب كتابا

    هذا الرفض الرومانسى للحكم الاجنبى الجديد وهذه الرويا للهوية كانتا سمة مميزة لذلك الجيل الذى يعانى من إنفصام بين رفضه للحكم الاجنبى وحقيقة وجودهِ كطبقة جديدة هى فى حد ذاتها نتاج نظام إقتصادى واجتماعى جديد إستقدمه هذا الحكم الاجنبى . فهم يعملون فى سلك الادارة الاجنبية التى عزت بلادهم واستولت عليها ، مالم يكونوا واثقين منه هو ما إذا كان استيلاؤها على البلاد كان بهدف إنقاذهم من قسوة الخليفة عبدالله التعايشى أى الاسباب الانسانية التى زعمت الادارة أم أنه كان لتمارس عليهم شروراً أبشع من التى مارسها الخليفة عبدالله . هل يحكمهم البريطانيون والمصريون أم ان البريطانيين كانوا ينفردون بالحكم ؟ كان ذلك سؤالاً لم يجدوا له إجابة . وثمة سؤال آخر:- هل كان هؤلاء فى ايام الحكم التركى؟ وهؤلاء المصريون الذين تربطهم بهم روابط اللغة والدين ، هل كانوا جزءاً من الحكم أم كانوا هم انفسهم ضحية للسيطرة الاوربية المسيحية على المسلمين ؟ وهل ينتمون هم والمصريون الى الامة الاسلامية فى مواجهة الحكم البريطانى المسيحى؟ .
    كل هذه الاسئلة لم تبقى فقط دون اجابات ، بل انها ما كانت تطرح صراحةٍ . وذلك التوجه الاسلامى الذى اعتبره بعض الباحثين المهتمين بدراسة تلك الفترة توجهاً تم اختياره بواسطة أولئك الشبان كمعَبر عن مشاعرهم ومفاهيمهم القومية لم يكن فى الواقع سوى ملاذ متاح لمجموعة من الشبان محدودى المعرفة قليلى الخبرة مضطربى العواطف .
    فالهُوية والقومية كمفهومين ( بما فى ذلك الهُوية العربية الاسلامية) لم يتم طرحهما كقضية حتى اندلاع الحرب العالمية الاولى التى تعتبر معلماً بارزاً فى مسار مفهوم القومية فى البلدان المستعمرة ومن ضمنها السودان . والافندية ، من ناحية ، كانت اعدادهم قد تضاعفت حين اندلعت الحرب ، ومن ناحية آخرى فقد كان التطور فى التعليم وأساليبهِ قد اتاح لهم فرصة أوسع للاتصال بالعالم الخارجى . والنقاش الذى إبتدأ قبيل الحرب وأثناءها ولمدة طويلة بعدها عن ( الأمم ) و (حق المصير ) أثار إنتباه الافندية الذين كانوا قد بدأوا يتمتعون بوضع إجتماعى وإقتصادى جعلهم ينظرون الى انفسهم كطبقة إجتماعية مميزة عن التركيبة الاجتماعية التقليدية ، وقد عَبر عن ذلك بصورة واضحة على ملاسى الذى كان قد تخرج عام 1914م وعَين افندياً فى مصلحة البريد والبرق والذى انضم لاحقاً لجمعية اللواء الابيض . يقول ملاسى :- (( منذ 1914م على ما اذكر ونحن شبان صادفنا الحرب العظمى الاولى سنة 1914م ، وكانت تلك بادرة يعنى أدتنا نشاط لنتابع حوادث تلك الحرب ، وفى الوقت داك كان فى شئ اسمه رويتر يطلع هذا الرويتر كل اربعة وعشرين ساعة ثلاث مرات ، فنحن موظفين البريد والبرق وبالذات كنا نأخذ هذه النسخ ونقرأها ونستخلص منها الواقع . أول شئ فهمنا إنه هناك فى وطن وهناك فى ناس بيحاربوا عشان وطن يعنى أدتنا فكرة )).
    صار موضوع القومية هماً من هموم الافندية منذ ذلك الوقت ، ورغم انه حتى فى ذلك الوقت كانت تحيط مفاهيمهم القومية هالة من الضبابية تحجر علينا وصفها بانها مفاهيم واضحة إلأ أنها كانت على درجة مناسبة من الوضوح لخلق تمايزات فى وجهات النظر فى اواسط الافندية وللعمل على نمو تناقضات أيدلوجية بين افرادها قائمة على اساس الاصول الاجتماعية والمنشأ . واول تلك التوجهات كان امتداد لفكرة البعث الاسلامى التى بشر بها جمال الدين الافغانى وتحمس لها تلميذهِ محمد عبده والتى شدد فيها على الانتماء الى جامعة اسلامية تحت قيادة خليفة قوى يوحد المسلمين ويقود الشرق لهزيمة القوى الغربية ويخلق أمة مسلمة قوية مثل الامة الاسلامية التى سيطرة على العالم فى العهود الماضية المجيدة . وقد تأثر هؤلاء الشبان الذين اتبعوا هذا التوجه بكتابات الافغانى ومحمد عبده ، وظلوا ، حتى سقوط الخلافة العثمانية ، يدافعون عنها كمركز للامة الاسلامية التى ينتمون اليها . وقد كانت اشعارهم وكتاباتهم كما أسلفنا صدى لكلمات الافغانى :- (( كيف نقبل نحن المؤمنون الذل ، نحن الذين كانت لنا اليد العليا فى الماضى ، كيف نقبل الان القهر والاستغلال من قوم لا يدينون بديننا ولا يحترمون شريعتنا ؟ صدقونى انه لو تبين آل عثمان حجم التأييد الروحى الذى يكنه لهم المسلمون فى المستعمرات البريطانية لما كانوا صبروا على هذا القهر البريطانى ولما كانوا سمحوا للبريطانيين بالاعتداء على ممتلكات السلطان )).
    أما التوجه الثانى فقد كان عروبياً إسلامياً حاول اعطاء الرابطة الاسلامية بعداً عروبياً اعلى نبرة من النبرة الاسلامية فى محاولة للمزاوجة بين المفهوم الدينى والمفهوم الحديث للامة . وجعل ذلك التوجه الرابطة العربية اقوى من الرابطة الاسلامية بل جعل الرابطة العربية ضرورية ولازمة لوجود الرابطة الاسلامية التى ما كانت لتوجد أساساً دون العرب . ويرى دعاة ذلك التوجه ان الاسلام فى حد ذاته ثقافة عربية . وقد طغى هذا الاتجاه فى الحلقات الادبية فى مرحلة مابعد الحرب لاسيما فى البلدان العربية التى كانت واقعة تحت السيطرة العثمانية المباشرة ، ومن ابرز الدعاة لهذا الاتجاه ساطع الحصرى وعبدالرحمن الكواكبى الذى ذهب إلى ان العرب هم الامة الوحيدة القادرة على بعث الامة الاسلامية وقيادتها ، واضفى عليها من الصفات ما جعلها أمة الله المختارة لقيادة المسلمين . وقد اطنب فى كتابيه ( أم القرى) و(طبائع الاستبداد) فى وصف العرب بما جعلهم (( اقدم الامم التى نهجت طريق العدل والمساواة)) ، وبما يؤهلهم لقيادة الامة الاسلامية إلى الحرية والديمقراطية والاشتراكية)).
    كانت مثل هذه الافكار رائجة فى اواسط المعلمين السودانيين وهى التى تاثر بها الشبان من امثال توفيق صالح جبريل أو سليمان كشة الذين كانا من اكثر الشبان حماساً لهذا الاتجاه . وهما اللذان افسحا بحماسهما دونما وعى المجال لاتجاه ثالث حينما دخلوا نتيجة حماسهم فى مواجهة مع عناصر من امثال على عبداللطيف قبيل احداث 1924م كما سنرى.
    والاتجاه الثالث هو الذى تناول ولاول مرة قضية القومية من وجهة نظر (وطنية) كما اسمتها الباحثة اليابنية يوشيكا كوريتا وقد ظهر هذا الاتجاه لاول مرة بصورة جنينية فى كتابات حمزة الملك طمبل ، وهو من معاصرى توفيق صالح جبريل وسليمان كشة ، الا ان خطابه الشعرى والنقدى كان يختلف تماماً . وقد تلقى حمزة الملك طمبل تعليمه مثلهما فى المدارس الحكومية ، ثم التحق بكلية نواب المآمير وتخرج فيها برتبة نائب مأمور فى سلك الادارة ، وقد كان قارئاً نهماً للادب الانجليزى ، وقد اهتم بالنقد بشكل خاص ، واهم مساهمات طمبل انه اول من استخدم كلمة (( السودانى)) صفة وهُوية لسكان السودان ، وذلك فى مولفه (( الادب السودانى وما ينبغى ان يكون عليه)) ، والذى هاجم فيه معاصريه لكونهم مجرد اصداء مقلدة وباهتة للعرب الاقدمين وحث على ضرورة ارتباط الادب بالارض والناس وارض السودان وناس السودان. وينبغى ان يكون الشعر الذى يكتبه شاعر سودانى معبَر عن المزاج السودانى والارض السودانية .
    إذن فقد صرنا امام بدايات لتوجهات مختلفة نحو مفهوم القومية ، ومهما كان ضعف هذه المفاهيم الجديدة ، فقد كانت على قدر كبير من الاهمية وذات اثر عظيم على كل الاحداث التى اعقبت الحرب العالمية الاولى على الصعيدين الثقافى والسياسى ، وقد قامت بتشكيل الخطوط العريضة التى عبَرت من خلالها الحركة الوطنية فى السودان عن نفسها .
    وقد كان كتاب تلك الحقبة وشعراؤها هم الذين يعبَرون عن وجهات النظر المختلفة ، وكما كانوا فى كثير من الاحيان مؤسسى وقادة جمعيات وتنظيمات تتبَنى وجهات النظر تلك . وقد صدرت فى تلك الفترة بين نشوب الحرب الاولى واحداث 1924م أعداد هائلة من القصائد الحماسية المتمردة على الحكم الاجنبى. وبالرغم من ان تلك القصائد عبَرت عن معارضة ورفض الحكم الاجنبى ، فى اطار وجهات النظر الثلاث التى ذكرناها انفاً ، فإنها كانت ماتزال كما وصفها عبده بدوى (( غامضة وساذجة)) ولكنها كانت بالرغم من غموضها وسذاجتها ، على درجة كافية من الوضوح للتمييز بين التيارات الثلاثة داخل طبقة الافندية تمكن الباحث من فرز مفهوم كل مجموعة من المجموعات من مفاهيم المجموعات الاخرى وفقاً لانتماء
    اعضائها الاجتماعى . وقد شهدت تلك الفترة عدداً من الاحداث الجسيمة على الصعيدين المحلى والعالمى ، كان لها اثراً عظيماً على الافندية فى السودان . ومن اهم هذه الاحداث على الصعيد العالمى ، بجانب الحرب نفسها ، هزيمة المانيا والنمسا وسقوط وسقوط الامبراطورية العثمانية وثورة 1917م الروسية وثورة 1919م المصرية . أما على الصعيد المحلى فقد شهدت هذه الفترة قيام مشروع الجزيرة وبروز قضية السودان كقضية قائمة بذاتها بعد الاستقلال الاسمى لمصر . ولن اخوض فى تفاصيل هذه الاحداث أو اعتبارها بالترتيب ، ولكنى ساتطرق لها فى سياق علاقاتها بالافندية وتطور مفهوم القومية .
    لقد كان واحد من الاثار المباشرة لسقوط الامبراطورية العثمانية زوال ذلك الحلم بقيام أمة إسلامية قوية تحت خليفة قوى للمسلمين ، وعلى خلاف الاقطار العربية الاخرى التى كانت خاضعة للسلطان العثمانى ، لم يكن البديل الوحيد المتوفر للمتعلمين السودانيين هو الخيار ( العروبى) . وقد كان على الذين يدعون إلى الرابطة الاسلامية ان يختاروا بين الاتجاه ( العروبى) أو الاتجاه (السودانى). ولم يكن ذلك خياراً سهلاً بالنسبة لغالبيتهم . وربما بداْ للبعض انه وفقاً لمورثهم الاسلامى فان الافندية تحولوا اتوماتيكياً للتيار العروبى . وقد ثبت ان ذلك لم يكن فى كل الاحوال صحيحاً وان ذلك القول تبسيطاً (مخل) لقضية فى غاية التعقيد تتشابك فيها عدة عوامل محلية وعالمية تاثر بها كل فرد من افراد هذه الطبقة فى إتساق مع وضعه الاقتصادى والاجتماعى وتكوينه الثقافى والنفسى ، وظهر ذلك جلياً فى الصراع الذى حدث بين اعضاء جمعية الاتحاد .
    تكونت جمعية الاتحاد السودانى من مجموعة من الشبان الذين كانوا يعملون كموظفين فى الادارة الاستعمارية ممن كانت تجمع بينهم ميول ادبية وفنية . وكانوا يجتمعون فى الامسيات لتعاطى الشعر والموسيقى . وليس هناك إتفاق حول مؤسسى الجمعية أو حول اعضائها والشكل التنظيمى لها . والاهم من ذلك انه ليس هنالك اتفاق حول اسم الجمعية نفسها . ولفظ ( الاتحاد) يعتريه كثيراً من الغموض ، اهو اتحاد بين القبائل السودانية المختلفة كما ذهب اليه البعض أم هو الاتحاد بين مصر والسودان كما ذهب اليه البعض الآخر ؟ هذه الاسئلة مازالت الاجابات عليها مختلفة ولكن حسب الروايات والوثائق المتوفرة فقد كان امر أبرز اعضاء هذه الجمعية توفيق صالح جبريل ، الامين على مدنى ، سليمان كشة ، صالح عبدالقادر ، خلف الله خالد ، عبدالله خليل ، خليل فرح ، حسن نجيلة وعبيد حاج الامين ، وفى رواية احمد الطريفى الزبير باشا ، إن توفيق صالح جبريل هو مؤسس الجمعية ورئيسها. أما فيما يتعلق بعلى عبداللطيف فمازال موضوع عضويته فى الجمعية مثار جدال شديد ، فبينما ينفى سليمان كشة بحدة ( راجعة الى الخلاف الذى وقع بينه وبين على عبداللطيف) عضويته فى الجمعية ، يشير حسن نجيلة إلى انه كان على علاقة قوية باعضاء الجمعية وخصوصاً عبيد حاج الامين وقد ورد فى اكثر من مصدر انه ناقش مع اعضاء الجمعية بعض القضايا بعد بروز قضية السودان ، كما ناقش معهم مسألة تشكيل وفد السودان . ولم يكن اعضاء الجمعية فى اى وقت من الاوقات على اتفاق تام حول القضايا المطروحة ، فقد كانت هنالك فى كثير من المناسبات اختلافات فى التناول للمواضيع وفى وجهات النظر ، ولم يكن هنالك خط محدد للجمعية . ولكن كل تلك الاختلافات كانت بدرجة تمكن من احتوائها فى إطار عام من مناهضة الحكم الاجنبى.
    ومع بروز ( قضية السودان) بعد الاستقلال الاسمى لمصر ، سادت فى دوائر الافندية وفى منتدياتهم وجهتا نظر ، إحداهما أن البريطانيين أثاروا (قضية السودان) منفصلة عن مصر بغية تمتين قبضتهم على السودان والانفراد بحكمه بعد التخلص من المصريين . والذين تبنوا وجهة النظر هذه ، كانت لهم اسباب وجيهة للتوجس من نوايا شريرة لدى البريطانيين عبَر عنها ونجت صراحةً بقوله فى رسالة إلى كرومر (( إن الوضع الحالى يجعل السودان بريطانياً أكثر من اى وقت مضى )) ، بل وبمعنى اكثر من ذلك قوله فى رسالة اخرى (( إن السودان لن يحكم مرة أخرى من مصر)).
    أما وجهة النظر الثانية فقد كانت ترى فى ابراز قضية السودان كشئ منفصل عن مصر إجراء يتوافق مع التوجه العالمى فى (حق تقرير المصير) وقد تبنى هذا الاتجاه كبار الافندية الذين كانوا يتبوأون مناصب أعلى فى سلك الادارة الاستعمارية ، وبالتالى فى التركيبة الاجتماعية والذين وصفهم ونجت فى رسالة إلى كرومر بقوله (( وقد اعتمدت على كبار الموظفين الذين يفقدون كل شئ ولا يكسبون شيئاً بعدم الولاء لنا )). وقد كان مفهومهم – كبار الافندية – للقومية يسير وفق الخطوط التى سار عليها وفد الاعيان عام 1919م . وكانت الادارة قد بدأت فى تكريس سلطتهم حتى صاروا يشكلون المجموعة التى أشارت اليها كوريتا بقولها (( المجموعة التى استولت على الارض فى ظل الادارة البريطانية )) والتى بدأت تهيمن بواسطة قوانين الاراضى التى اصدرتها الادارة البريطانية فى عام 1917م وعام 1922م على المشاريع الزراعية فى النيل الابيض ثم فى الجزيرة . وقد تغيرت نتيجة لتلك الاجراءات والقوانين علاقات الانتاج ، وبالتالى التركيبة الاجتماعية التى دخلت (لاسيما بعد قيام مشروع الجزيرة) ، نطاق علاقات الانتاج الرأسمالى مفرزة بذلك طبقات جنينية يقسمها نبلوك لثلاث طبقات جنينية .
    1/ طبقة برجوازية.
    2/ طبقة متوسطة.
    3/ طبقة من فقراء المدينة والريف.
    ويصف نبلوك الطبقة البرجوازية قائلاً :- (( تتكون الطبقة البرجوازية الجنينية من التجار الذين يهيمنون على معظم النشاطات الاقتصادية المخربة والتى مكنتهم الادارة الاستعمارية ، رغم احتكارها هى والمؤسسات المالية والاستثمارات الاساسية ، منها خلال الاستثمار فى المشاريع المروية ومشاريع الزراعة الآلية ، كما مهدت لهم السبل للسيطرة على التجارة المحلية والمساهمة فى حركة الصادر والوارد ، وقد خلق لهم ذلك قوة اقتصادية عظيمة ودوراً مواثراً .
    لقد ساعد مشروع الجزيرة والاجراءات الادارية والاقتصادية السابقة واللاحقة لقيامهِ على نمو هذه الطبقة إلى طبقة برجوازية تجارية ساندت الادارة البريطانية فى كثير من سياساتها ، ولعل اهمها بالنسبة لدراستنا هذه هى توقيع سفر الولاء وتكوين الوفد ودعم الاتجاه البريطانى عند بروز القضية السودانية ، هذا بالاضافة بالطبع إلى التغيَرات التى طرآت على التركيبة الاجتماعية ذات الشكل القبلى ونشوء تجمَعات سكانية جديدة خارج إطار القبلية التقليدى فى معسكرات العمال الزراعية ( كنابى) وماتبع ذلك من ظهور قيم وتقاليد ومفاهيم جديدة سيكون لها اثر بالغ كما سنرى.
    المسالة السودانية والمفهومان الأساسيان للقومية:-
    بعد بروز المسألة السودانية كما ذكرنا انفاً ، طفت إلى السطح كل الخلافات التى كانت فى اوساط الافندية والتى كانوا يحتوونها حتى ذلك الوقت . وصارت المواجهة بين الاتجاهين شيئاً لامناص منه . وقد صار شعار (وحدة وادى النيل) راية يقف خلفها كل الذين يقفون فى مواجهة شعار (السودان للسودانيين) الذى طرحه زعماء العشائر والزعماء الدينيين والذى عبَر عنه بوضوح الاستاذ حسين شريف رئيس تحرير الحضارة الملوكة للزعماء الدينيين والمعبَرة عنهم – كما عبَر عنه اعيان الكاملين فى المزكرة التى تقدموا بها يدعون فيهالملك بريطانيا وامبراطور الهند .
    وقد يبدو مفهوم القومية القائم على شعار (وحدة وادى النيل) لاول وهلة مفهوماً متكاملاً وموحداً فى مواجهة المفهوم القائم على شعار (السودان للسودانيين) لكن واقع الامر بعيد كل البعد عن ذلك . فقد كان مفهوم (وحدة وادى النيل) يعنى اشياء مختلفة لافراد وجماعات مختلفة التفت حولهِ . فقد كان يعنى بالنسبة للبعض وحدة وادى النيل تحت التاج المصرى والحكومة المصرية بقيادة البكوات والباشوات ، وقد كانت تعنى للبعض تعبيراً عن العروبة ولدى البعض الاخر كانت تعنى الخروج من إسار القبلية والانصهار فى وحدة أوسع لخلق حياةٍ افضل.
    وحول هذه الاشياء دار الصراع داخل جمعية الاتحاد التى كانت قد تبنت شعار (وحدة وادى النيل) بصورة عامة قبل بروز قضية السودان ، ولكن مع بروز قضية السودان تفجرت الصراعات بين اعضاء الجمعية ومن حولهم حتى قضت على الجمعية تماماً ، ونشأت على انقاضها جمعية اللواء الابيض كما سنرى ، ورغم ان عدة اسباب للصراع قد زكرت فانه نادراً مايخوض الباحثين فى الاسباب الاساسية وخصوصاً الباحثين السودانيين . والدراسات القلية التى حاولت الخوض فى اسباب ذلك الصراع واكتشاف حقيقته قام بها باحثون غير سودانيين وغير ملمين بطبيعة التركيبة الاجتماعية للمجتمع السودانى وتعقيداتها ، وقد اقعدهم هذا عن إيجاد تفسيرات مقنعة للنتائج التى خلصوا اليها . أما السودانيين فقد تعاملوا مع هذه القضية بكثير من الحساسية والخجل.
    وخير أمثلة لما ذكرنا تناول يوشيكا كوريتا وحسن نجيلة الذى كان عضواً فى جمعية الاتحاد ثم توفر لاحقاً لتاريخ تلك الحقبة فى شكل مزكرات وخواطر . فحسن نجيلة يرجع الخلاف إلى وجود مجموعتين داخل الجمعية ، مجموعة معتدلة ترى ان الجمعية لم تكن بالقوة الكافية التى تمكنها من الدخول فى معارك علنية مع الادارة البريطانية بينما كانت هنالك مجموعة تنتهج نهجاً ثورياً وترى ضرورة المواجهة العلنية مع البريطانيين الذين كانوا فى رأيهم يتأمرون لفصل السودان.
    ولم يكن حسن نجيلة بالطبع فى حاجة لان يقول لاى المجموعتين كان ينتمى فى ذلك الصراع الذى انتهى إلى انقسام الجمعية ثم إلى قيام جمعية اللواء الابيض واختفاء جمعية الاتحاد من المسرح نهائى . فهو كان من المجموعة التى اسماها (المعتدلين) ولذلك فقد كان من المنطقى أن يتجنب الخوض فى الاسباب الحقيقية للصراع.
    وانه من الثابت لدى أن الصراع بين اعضاء جمعية الاتحاد لم يكن بسبب السرية أو العلنية . فاعضاء جمعية الاتحاد من الفريقين اشتركوا فى نشاطات علنية معادية للبريطانيين قبيل ذلك الصدام الذى وقع فى أواخر عام 1923م. فتوفيق صالح جبريل ، الذى تشير معظم الروايات إلى انه مؤسس الجمعية والذى كان ينتمى حسب وصف حسن نجيلة ، إلى فريق المعتدلين ، نظم قصيدة بمناسبة زياردة اللورد اللنبى إلى السودان 1922م القاها على الملاء وارسلها إلى القاهرة حيث تم نشرها فى كبريات الصحف والمجلات القاهرية يقول فيها:-
    ايها القوم لا تجَروا الذيولا يانف الحر ان يعيش ذليلا
    سمتمونا العذاب ضيقتم الارض علينا حتى هوينا الرحيلا
    فقبيح ان نرتضى الذل دهراً ونرى مالنا لكم مبذولا
    واذا كنا لانسمى هذه معارضة علنية فماذا نسميه؟
    إن القضية لم تكن قضية سرية أوعلنية . إنها تعبير عن اختلاف فى مفهوم وحدة وادى النيل بالنسبة للمجموعتين . وبالرغم من أن كوريتا تنبَه إلى هذا الاختلاف فى المفهوم وهى تناقش الاسس الشعبية لمفهوم وحدة وادى النيل مقابل مفوم وحدة وادى النيل تحت التاج المصرى ، فإنها تغيب عنها جوانب اجتماعية على قدر كبير من الاهمية فى حين انصب جل اهتمامها على الجانب الاقتصادى وحده . فهى حين تعقد مقارنة بين على عبداللطيف وسليمان كشة كممثلين للمجموعتين المتصارعتين تصف سليمان كشة بانه (تاجرى ثرى من ام درمان وانه ينتمى إلى اسرة عريقة وخريج كلية غردون) ، بينما تقول عن على عبداللطيف أنه (لم يكن يتمتع بمكانة رفيعة فى مجتمع شمال السودان من ناحية الاصل لكونهِ دينكاوى الام ونوباوى الاب ، وقد بدأ حياتهِ فى قاع المجتمع). وهى رغم إشارتها إلى (وضاعة) أصل على عبداللطيف لم توفِ هذه المسألة حقها فى البحث لتقصى أبعادها وانعكاساتها على على عبداللطيف (وعلى ماجرى بين المجموعتين) . و(قاع المجتمع) الذى اشارت اليه لم يعدها كما يتوقع القارئ إلى الجانب الاجتماعى وإنمأ أعادها إلى الجانب الاقتصادى الذى لم يكن فى حالة على عبداللطيف على قدر كبير من الاهمية لان على عبداللطيف على حد تعبير كوريتا نفسها ، قد ((مكنته وظيفتهِ العسكرية من الانضمام إلى الصفوة)) واذا كان مفهومهِ لوحدة وادى النيل قائماً على أساس ((طبقى)) فإنَه ينبغى ان يكون موافقاً لمفهوم ((الصفوة)) أو الطبقات العليا.
    فى هذه النقطة تفلت من كوريتا، كما تفلت من كثير من المثقفين السودانيين حقيقة الصراع ، وكثير ما اصابت المثقفين السودانيين حيرة لا يجرأون على مناقشتها علناً كتابة أو شفاهة ، ولكنهم يثيرونها فى مجالسهم الخاصة فحواها :- ماهى العلاقة بين على عبداللطيف الزنجى بوحدة وادى النيل ، بمصر وبالعرب والعروبة التى يرون أن الدعوة لوحدة وادى النيل تعبير عنها .
    انه حقاً سؤال هام وقد تطرقت له كوريتا ، ولكنها حصرت نفسها فى جانب واحد فقط ناحية (الاصل) وقد غابت عنها كما غاب عن غيرها حقيقة مهمة وهى أن على عبداللطيف ومن كانوا على شاكلتهِ لم يكونوا يتمتعون بأى مكانة رفيعة لا فى شمال السودان ولا فى غيره من المجتمعات الاخرى فى السودان ، فكل المجتمعات القبلية التى كانت لحمة وسداة المجتمع السودانى كانت تنظر اليهم باعتبار انهم منبتين لا اصول لهم . هذا من ناحية ، اما الناحية الاخرى فقد كان على عبداللطيف وامثالهِ يتمتعون بمكانة رفيعة فى المجتمع الحضرى المصرى الذى انحسرت فيه سطوة القبيلة وصار فيه الوضع الاجتماعى مواز للوضع الاقتصادى أو الوظيفى. لقد كان على عبداللطيف وامثالهِ ، والذين لعبوا دوراً كبيراً فى جمعية اللواء الابيض بعد تأسيسها وفى احداث 1924م ، ينتمون إلى المجموعات التى انقطعت عن اصولها القبلية وصارت تحس بانَها اكثر اطمئناناً بالانتماء للمجتمع المصرى الذى انحسرت فى حواضره سطوة القبلية . وقد تشكلت هذه المجموعات من احفاد الرقيق المحرر وخصوصاً أولئك الذين أخذوا إلى مصر كرقيق أثناء الحكم التركى ، ثم أجبرت السلطات التركية على تحريرهم تمشياً مع قرارات المجتمع الدولى لتحرير الرقيق ، ولكنها قامت بتجنيدهم فى الجيش ، ولقد كونوا لاحقاً الجسم الاساسى فى حملة استعادة السودان . وبعد الفتح تبين لهم انه لايمكن لهم ان يقيموا عفوياً فى احياء مثل (حى ابوعنجة) و (حى الضباط) والديوم فى الخرطوم والخرطوم بحرى . وهذه التجمعات والاحياء كان يشير اليها السودانيون الشماليون ، كما قال الاستاذ يوسف بدرى ، ((بنفس الصورة التى كانت تشير بها الاجيال القديمة من اللنَدنيين العنصريين إلى حى بركستن )). وهى شبيهة ايضاً كما يقول بيتر ود وورد بتجمعَات (النوبى) فى يوغندا والذين ينتمى اليهم عيدى أمين)).
    ومن ناحية اخرى فإن هذه المجموعات لم تستطع تقصى نسبها إلى تلك القبائل الزنجية التى أسر اجدادهم منها وحملوا ليباعوا فى مصر . وكانت الجذور الوحيدة التى بوسعهم العودة اليها هى بمصر. (أى الاسر المصرية التى تزوج منها أسلافهم أو الأسر الزنجية التى استرَت بمصر ). وتكثر الاشارة إلى على عبداللطيف باعتبار انه دينكاوى – نوباوى. وهذه الاشارة مربكة إلى حد بعيد فربما كان والد على عبداللطيف ينحدر من اصول نوباوية . وربما انحدرت امه من اصول دينكاوية ولكن فى الواقع لا والده ولا والدته كانت تربطهم علاقة مباشرة بتلك الاصول . واسرة ابيه لايعرف عنها شئ كثير. امَا اسرة امهِ فنعرف عنها انها عاشت فى احد الديوم فى الخرطوم وفى مدنى ، وقد نشأ على عبداللطيف فى كنف خاله ريحان عبد الله الذى كان ضابطاً فى الجيش المصرى برتبة اليوزباشى وهو الذى مهَد له دخول المدرسة الحربية ليصبح ضابطاً.
    وبهذا الفهم فانه لا يعود مستغرباً أن نجد على عبد اللطيف ومن هم على شاكلته ، يشعرون با الانتماء إلى مصر ولكن من منطلق مختلف تماماً عن منطلق توفيق صالح جبريل وسليمان كِشة واشياعهما الذين ينتمون إلى مصر من وجهة نظر (العروبة).
    لقد كان الصراع فى جمعية الاتحاد فى غاية التعقيد ، وقد اشتمل على كثير من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التى لايمكن اخضاعها لمقياس واحد . فبالضافة إلى المعايير الاقتصادية والتى وصفتها كوريتا كانت هنالك عوامل ذاتية تدخلت فى تحديد مواقف كل فرد من اعضاء الجمعية فى الصراع الدائر . فعبيد حاج الامين مثلاً ، والذى تاخذه كوريتا كمثال مقابل كشة ، لم يكن من (أصل وضيع) وكان ينتمى إلى طبقة الافندية (الصفوة) ولكنه بالرغم من ذلك وقف مع على عبد اللطيف ضد سليمان كشة.
    عندما جمع سليمان كشة القصائد والكلمات التى القيت فى احتفالات المولد ورأس السنة وغيرها من المناسبات ونشرها فى كتيب قدَم له ، جعل إهداءه ((للعرب النبلاء)) وقد استفز ذلك على عبد اللطيف وجاءه محتجاً واقترح ان يكون الإهداء ((للسودانيين النبلاء)). واذا اخذنا التعبيرين (( العرب النبلاء)) و(( السودانيين النبلاء)) فإنهما يطرحان قضية ذات وجهين لا تتمكن يوشيكا كوريتا من إعطاء إجابة كاملة عنهما فهى تهتم فقط بكلمة (عرب) فى مقابل كلمة (سودانيين) ولا تنتبه إلى كلمة (نبلاء) والتى وردت فى التعبيرين. فما هو مفهوم (النبل) بالنسبة لسليمان كشة وتوفيق صالح جبريل . وما هو مفهومه بالنسبة لعبيد حاج الامين وعلى عبد اللطيف.
    بالنسبة لسليمان كشة (كرجل ثرى ومن اسرة عريقة) فإن النبل يعنى الوضع الاقتصادى المتميز والاصل الاجتماعى (الرفيع) وبمعنى آخر فهى تعنى الاعيان وزعماء القبائل والزعماء الدينيين الذين استولوا على الاراضى وتراكمت لديهم الثروات وصاروا يشكلون نواة البرجوازية الزراعية والتجارية فى الاريفاف والمدن ، والى هذه المجموعة ينتمى سليمان كشة بالميلاد والموقع . وكذلك بالامال والتطلعات ، ولذلك فقد رفض وبشدة مهاجمة (الغوغاء) للاعيان و (الاشراف).
    أما بالنسبة لتوفيق صالح جبريل (فالنبلاء) الذين هاجمهم على عبد اللطيف ودافع عنهم سليمان كشة كانوا بالنسبة له (نبلاء اذلاء) اذعنوا للادارة البريطانية ، كما ورد فى قصيدته التى اشرنا اليها انفاً . واصبح (النبلاء) بالنسبة له هم رصفاؤهم من الامراء والبشوات المصريين الذين أظهروا درجة من الرَفض وعدم الاذعان للبريطانيين فى مصر أمثال الامير عمر طوسون الذى كان يبدى قدراً من المعارضة للبريطانيين ويناحز للحركة الوطنية المصرية .
    أما بالنسبة لعبيد حاج الامين والطيب بابكر فيمكن القول أنه كان لديهم نوع من المفهوم (الايدلوجى) للنبل والنبلاء. فبالرغم من كونهما من (اصل رفيع) ويتمتعان بوضع اقتصادى متميز لكونهم افندية من الصفوة فقد عارضا النبلاء من الاعيان وزعماء العشائر والزعماء الدينيين وانحازا للجناح (الجماهيرى) لوحدة وادى النيل ، وقد عبر عن ذلك بوضوح الطيب بابكر الذى كان يردد عبارات الشعب والجماهير فى مهاجمته للادارة الاهلية والاعيان .
    أما بالنسبة لعلى عبد اللطيف وبقية الافندية الذين كانت فقدوا اصولهم القبلية كما أوضحت آنفاً والذين كانت لهم اليد العليا فى الاحداث ، التى اعقبت تكوين اللواء الابيض ، فإن (النبل) يحتاج إلى استقصاء لغوى بنفس قدر الاستقصاء السياسى والاجتماعى ، فكلمة (نبلاء) مشتقة من (النبَل) والتى تعنى حسب مختار الصحاح السمو الرفيع والرفعة . فالعرب تقول (نبيل المولد) للشخص ( الرفيع الاصل ) لتفرَق بين الشخص العالى القدر ( بالميلاد ) والذى يصير عالى القدر جهداً واكتساباً . واذا اخذنا هذا فى الاعتبار ، فإن احتجاج على عبد اللطيف على ماكتبه سليمان كشة (العرب النبلاء) لاينبغى أن ينحصر فى كلمة (العرب) فقط ولابد أن يمتد إلى كلمة (النبلاء) نفسها لان على عبد اللطيف ما كان ليحلم ان تحتويه اى تركيبة( نبلاء ) عربية كانت أم زنجية إذا فهمنا (النبل) على انه (نبل الميلاد) والرفعة المو######## ، أما اذا اخذنا النبل بمعنى (السمو والرفعة) إطلاقاً ، فهنا يمكن أن يجد على عبد اللطيف مكاناً إن هو سعى اليه . وأعتقد ان هذا هو الفهم الذى جعل على عبد اللطيف يقبل كلمة (نبلاء) أصلاً ثم يطالب بإضافتها على (السودانيين) وليس العرب.
    والنبلاء ، بالنسبة لعلى عبد اللطيف ، هم القادة والزعماء الذين يبرزون من العامة وليسوا الذين يتوارثونها من (أولاد القبائل) و(أولاد ابودقن وابو حشيش).
    لقد كان الانقسام فى جمعية الاتحاد فى الواقع تعبيراً عن تعارض مصالح مجموعات متباينة داخل طبقة الافندية ، وهذه المصالح المتعارضة ، يمكن ، باعتبار العوامل التى أشرت اليها آنفاً ، شرحها فى محورين أساسيين ، اقتصادى واجتماعى وينتج عن هذين المحورين محور ثالث سياسيى.
    فهى من ناحية كانت صدام بين مصالح الذين هيمنوا على الاراضى وبالتالى الثروة بعون السلطات البريطانية وصاروا يتطلعون لترسيخ وضعهم كطبقة برجوازية زراعية وبين مصالح الصفوة من الافندية فى المدن الجديدة ومجتمعاتها الدينية الجديدة . ومن ناحية اخرى فقد كانت مواجهة بين مصالح (أولاد القبائل) وتلك العناصر (المنبتة) التى لا تعرف لها أصولاً خارج إطار هذه التركيبة الحضرية الجديدة.
    وقد نتجت من هاتين المواجهتين مواجهة سياسية يمكن شرحها بسهولة فى إطار المواجهة الاولى بين مصالح البرجوازية الزراعية ومصالح طبقة الافندية الجديدة ، ولكن يصعب نوعاً ما ، شرحها فى إطار المواجهة الثانية بين (أولاد القبائل) و (عديمى الاصل).
    وسياسياً لم يكن من الصعب على الذين احسَوا با لانتماء للبرجوازية الزراعية أن يكتشفوا أنَ مصالحهم يخدمها ميلهم للبريطانيين الذين يشكلون اليد العليا والكفة الراجحة فى ميزان الحكم الثنائى والذين مكنوهم من الاستيلاء على الارض ، ووسعت دائرة نفوذهم باستعادة سلطات ونفوذ زعماء القبائل من نظار ومكوك وعمد. وقد دفع هذا الافندية بشكل عام ، وكطبقة جديدة منافسة للبرجوازية الزراعية ، إلى التوجه فى تلك المرحلة إلى الشريك الاخر . وبذلك برز إلى الوجود هذان التياران الذان تحكما إلى حد بعيد فى تطَور مفاهيم الوطنية والقومية السودانية . وقد تمثل هذان التياران فى شعارين رفعا آنذاك وهما (وحدة وادى النيل) و (السودان للسودانيين). ولم يحدث ذلك بالطبع بمعزل عن الاثر السياسى والثقافى للشريكين كليهما (البريطانى والمصرى) وقد بذل كلاهما جهداً خارقاً لكسب المزيد من المؤيدين فى كل الفئات والطبقات كما سنرى فى الجزء التالى من المقال.
    الأثر المصرى (وحدة وادى النيل):-
    يميل كثراً من الكتاب عند تناولهم للعلاقات المصرية السودانية إلى المبالغات والمزايدات فى الحديث عن (العلاقات الازلية) . وهذا الاتجاه المبالغ مضلَل للغاية ويضع العلاقات ويضع العلاقات المصرية السودانية خارج إطارها السليم. فالاشارة إلى البلاد الواقعة جنوب مصر والتى كانت للمصريين علاقة بها فى التاريخ القديم باعتبار انها (السودان) ، يشكل فى اعتقادى خطاً شائعاً نتجة عنه ضبابية غبَشت الرؤى التاريخية والجغرافية السياسية.
    فمصر الفراعنة لايمكن ، باى حال من الاحوال ، مقارنتها بمصر القرن التاسع عشر فى أى وجهة من الوجوه لاعرقياً ولا لغوياً ولا ثقافياً ولا حتى جغرافياً . كما انه لايمكننا ان نتحدث عن علاقات (ازلية) بينها وبين السودان إذ لم يكن هنالك (سودان) بمفهوم اليوم فى ذلك العصر . وربما كان بالمكان الحديث عن علاقات بين مجموعات من البشر التى كانت تقطن تلك المناطق ، وقد تطورت تلك المجموعات البشرية من خلال العلاقات الايجابية والسلبية إلى دويلات وممالك تكونت منها لاحقاً دولتى مصر والسودان الحديثتين . ولهذا فإننى اعتقد انه من الانسب حين نتحدث عن مصر والسودان كدولتين حديثتين الأ نتحدث عن (الازلية) وان نجعل عام 1821 بداية للتعامل معهما كدولتين أو كقطرين وذلك لان السودان كوحدة جغرافية إدارية وسياسية قايمة بذاتها صارت تعرف بين حدودها الجغرافية أو نحوها باسم السودان ، بعد عام 1821 . ثم صارت لها علاقات بدولة محددة جغرافياً وادارياً وسياسياً اسمها مصر.
    لمَا غزا محمد على البلاد التى صارت بعد احتلالها دولة السودان الحَديثة ، عمد ككل غاز ، إلى الهيمنة على القطر اجتماعياً وثقافياً تماماً كما سعى إلى الهيمنة عليه اقتصادياً وسياسياً . ولذلك فقد قام محمد على فى زيارته الاولى إلى السودان عام 1839 بتشجيع الاعيان وزعماء العشائر لارسال أبنائهم إلى مصر للدراسة فى مدارسها ومعاهدها الحديثة . وقد قبل الاعيان دعوته ، كما يخبرنا عبد العزيز أمين ، ووصل ستة من أبناء الاعيان ، وحينما وصلوا وأخطر سعادته ، أمر بإعطائهم تعليماً زراعياً ، وقد ارسلوا إلى المدرسة التحضيرية ليتعلَموا بمشيئة الله هذا العلم وقد كانت تلك أول بعثة دراسية للسودانيين بمصر .
    كما بنى محمد على رواقاً فى الازهر وخصصه لطلاب العلم القادمين من السودان . وقد تبع عباس خطوات محمد على فى حقل التعليم ، وقد قرَ رأيه على القيام بإنشاء مؤسسات تعليمية فى القطر نفسه لتقوم بتعليم اعداد اكبر والتأثير على قطاعات أوسع ، فوجه عباس مجلس التعليم لإنشاء مدرسة ابتدائية فى الخرطوم ، وقد عيَن المجلس رفاعة رافع الطهطاوى ناظراً لتلك المدرسة وأوفد إلى السودان لإنشائها وإدارتها ، وقد تضمَن أمر التأسيس صراحة أنَها (( ينبغى أن تنتهج نهج التعليم المصرى)) كما تقرر ان يكون تلامذة تلك المدرسة من (( أبناء الشيوخ والاعيان من سكان دنقلا ، الخرطوم ، سنار والتاكا )).
    ورغم أنَ الدراسة فى تلك المدرسة لم تستمر طويلاً وأغلقت بعد وفاة الخديوى عباس وعودة رفاعة رافع الطهطاوى ومن معه ( من الذين ارسلوا بنية النفى إلى السودان) إلأ أن أثرها كان كبيراً على الفقراء والشيوخ . وقد نسب إلى رفاعة رافع الطهطاوى أنه قال :- (( لقد تعلم فقراء الخرطوم من العلماء الذين رافقونى تجويد القرآن الكريم وعلم القراْات حتى اتقنوها )). وحين خلف الخديوى اسماعيل عباساً على أريكة الخديوية وجَه الحكمدار موسى حمدى لإنشاء مكتب تابع لمدير الخرطوم تكون مهمته تعليم خمسمائة تلميذ ليعين منهم ما يحتاجه من وظائف الكتبة والمعاونين.
    وقد اقترح موسى باشا حمدى فتح خمس مدارس فى المديريات المختلفة بدلاً من جلب التلاميذ من المديريات إلى الخرطوم . وقد وافقت السلطات فى القاهرة على إقتراحِ ، ففتحت خمس مدارس فى خمس مدن سودانية هى بربر والابيض ودنقلا وكسلا . كا أعيد فتح مدرسة الخرطوم . وقد تعلم التلاميذ فى تلك المدارس اللغة العربية والحساب ، وبعد اكمال الدراسة فى تلك المدارس كان معظم التلاميذ يعينون فى سلك الادارة التركية ككتبة ومعاونين . أما التلاميذ النابهين فقد كانوا يرسلون إلى مصر لدخول المدارس الثانوية حيث يتعلمون العلوم الاخرى فى مستويات أعلى.
    لقد كان نتاج هذه السياسة التعليمية مجموعة من الشَبان شديدى الارتباط بمصر والمتاثرين إلى درجة بعيدة بالثقافة المصرية . وكانوا يقرأون مجلة (( الوقائع المصرية )) بإنتظام ويتابعون الحركة الادبية المصرية بإهتمام بالغ . بل كان بعضهم يشارك بكتابة المقالات والقصائد فى المجلات المصرية ، ومنهم على سبيل المثال الضرير ومحمد احمد هاشم الذين نظما القصائد فى مدح الخديوى توفيق .
    وقد حاولت الدولة المهدية محو الأثر التركى زإزالة آثار الثقافة التركية المصرية . ولكن الدولة المهدية دولة اسلامية فإنها لم تستطع محاصرة تلك الثقافة التى كانت سماتها الاساسية اللغة العربية والثقافة الاسلامية . هذا من ناحية أما من الناحية الاخرى فإنا اعداد كبيرة ممن تأثروا بالتعليم والثقافة المصرية التركية كانوا فى الغالب موظفين فى سلك الادارة التركية ، وقد ترك معظمهم السودان ، إما قبل سقوط الخرطوم فى يد الانصار أو بعد سقوطها . وقد بقى معظمهم فى مصر حتى استعادة السودان فى عام 1898م.
    وبعد اعادة الفتح كان هؤلاء العائدون وأبناؤهم الذين ولدوا خلال فترة إقامتهم فى مصر وتلقوا قسطاً من التعليم ، وهم الذين حفظوا الثقافة المصرية فى السودان . وقد لعبت الادارة الثنائية الجديدة ، كما ذكرنا آنفاً ، دوراً بارزاً فى ترسيخ الثقافة المصرية بالنهج التعليمى الذى نهجته وفقاً للهياكل التى كان معمولاً بها فى العهد التركى.
    ولم تكتفى الادارة الجديدة فى التعليم الاولى بالنهج التركى فحسب بل إن المعلمين أنفسهم فى المدارس الأولية كانوا من المصريين العاملين فى الادارة والجيش المصرى ، وكان تعليمهم لا يقتصر على تعليم اللغة العربية والقرآن والحساب وإنما كان يتعداها لنشر بعض الروىَ والافكار السياسية ولا سيما فكرة وحدة وادى النيل . ويعطينا حسن احمد عثمان (الكد) فى مزكراته صورة لما كان يقوم به أولئك المعلمون المصريون من عمل سياسى يتمثل فى تشبيع الصبية بأفكار وحدة وادى النيل والدولة المجيدة التى يمكن أن تقوم عليها.
    ((دخلت مدرسة ام درمان ولكنَى لم اقطع صلتى بمدرسة خور شمبات فكنت أتردد عليها من حين لآخر . واذكر فى اخريات عام 1918م ، بعد اعلان الهدنة بقليل ، التقيت بضابط سودانى مصرى برتبة الصاغ فى المدرسة ، والضابط ابوه محسى من السكوت وامه مصرية ، وكان يلتهب حماساً ووطنية واخذ قطعة من الطباشير واخذ يرسم لنا خرطة وادى النيل ويصور لاذهاننا الغضة آنذاك الدولة الغائبة التى ستقوم فى وادى النيل وتبنى المجد وتطرد المستعمر المغير . وكانت الصورة الشعرية تنطبع فى اذهاننا الغضة )).
    هذا النوع من التعليم لم تكن الادارة الجديدة تستطيع أن تتفاداه . وكما سنرى حين نناقش الأثر البريطانى أن هذا التعليم جعل أولئك الشبان ، على الاقل قبل دخولهم كلَية غردون تحت التأثير المباشر لمعلَميهم المصريين . وحتى بعد ذهاب أولئك الطلاَب إلى كلَية غردون فقد استمرَوا اكثر ارتباطاً بالثقافة المصرية التى كانت كما قال حسن احمد عثمان (الكد) (( النافذة التى كانوا يطلَون من خلالها على العالم)).
    ولمَا كان أولئك الشبَان من (( الشرق الاسلامى )) فقد تجاوبوا مع مايجرى فى العالم وفى الشرق على اناجيلا. وجه الخصوص . وشاركوا المصريين آمالهم . وقد كانت تلك الآمال هى قيام دولة عربية اسلامية طوَرها ودعا لها بحماس بالغ عبد الرحمن الكواكبى وساطع الحصرى ، الذين كان الافندية في تلك الحقبة يعجبون بهم غاية الإعجاب ويتخذون كتاباتهم اناجيلاً.
    وحين برزت قضية السودان وحاول البريطانيون ايجاد حلفاء من الزعماء الدينيين وزعماء العشائر الذين صارت مصالحهم ، كما سبق القول تتصادم مع مصالح الافندية ولا سيما أولئك الافندية الذين لا يرتبطون بالتركيبة الاجتماعية القبلية التي كانت ما تزال سائدة آنذاك ، استخدام الموظفون المصريون، والذين كان وضعهم الوظيفي، وبالتالي الاجتماعي دون الموظفين البريطانيين(وبالتالي اقرب الي الافندية السودانيين ) ، استخدموا هذا التناقض بين مصالح الاعيان والزعماء وبين مصالح الافندية لكسب تأييد الافندية لدعوة وحدة وادي النيل. وقد كان الجو صالحا لذلك بعد الريبة ثم الغضب اللذين ساورا الافندية نتيجة لذلك التحالف بين البريطانين وزعماء العشائر والزعماء الدينيين. وقد عبر عن ذلك بوضوح احمد الطريفي في اجابته حينما سئل عن دور عبدالخالق مأمور امدرمان المصري في العمل لوحدة وادي النيل. يقول احمد الطريفي:-
    "ما كان عنده دور ظاهر غير التشجيع ، ما كانش داخل الجمعية ولكن التشجيع باعتبار انه مصري، باعتبار ان الحركة موالية للمصريين اللي كانوا في الوقت داك هنا يشجعون هذه الحركة".
    كذلك يصور هذا الاثر عبداللطيف الضو فيقول:" حضر في الصباح الباكر جندي مصري يحمل خطابا معنونا الي حضرات الاخوان الملازم ثاني حسن فضل والملازم عبدالفضيل الماظ والملازم سيد فرح، نحن اخوانكم ابناء شمال الوادي لا يمكننا الا ان نعبر عن شعورنا بالثقة بكم وانه لا يختمرنا ادني شك في انكم ستقومون بما وعدتم".
    يقول ب . م هولت " انه ليكون من الخطأ ان نصور السودانيين في تلك الفترة وكانهم مجرد أدوات للمصالح القومية المصرية ".
    ولكن محمد نوري الامين يحاول دحض مقولة هولت هذي ويصر علي أنهم كانوا ادوات للمصالح القومية المصرية فيقول" بالرغم من ان ما اورده يصطدم بكثير من الإفادات التي تفيد عكس ذلك ...." وحركة 1924م كانت مجرد اداة محبطة للطموحات القومية المصرية".
    ورغم ان نوري يقر بوجود سودانيين علي قدر من الوعي السياسي والاجتماعي استخدموا "رياض السودان" كمنبر للتعبير عن آمالهم وآلامهم ، وللتعبير بطرق عائمة وغير مباشرة عن نوع المجتمع العربي الاسلامي الحديث الذي كانوا يحلمون به، الا ان نوري يرد وعيهم ذاك الي رئيس تحرير "رياض السودان" عبدالرحيم قليلات، وقليلات كما عرفه نوري( سوري عمل في مصلحة السكة حديد، وقد كان شخصية ادبية) تأثر بها وكان علي علاقة بها كثير من اولئك الذين كانوا يحلمون بدولة عربية اسلامية حديثة في كل من مصر والسودان وسوريا بيد انني اعتقد اعتبار نوري لقليلات اداة مصرية واعتبار الذين دعوا لوحدة وادي النيل وكونوا الجمعيات بما في ذلك جمعية اللواء الابيض مجرد ادوات مصرية فيه كثير من الظلم والاجحاف ويتناقض مع ما بايدينا من افادات هود عيان حضروا تلك الفترة وتابعوا احداثها.
    ولهذا فانني اري انه من الاسلم قبول مقولة هولت بان ثورة 1919م الهمت وقدمت مثالا حاول السودانيون اتباعه. وبالطبع فاثر الموظفين المصريين في السودان ،وربما مشاركتهم في كثير من الأحداث في السودان بين عامي 1919م و 1924م، وليس مما يمكن انكاره. ولكن اثر ثورة 1919م لا ينبغي ان يحصر في هذه المشاركة المحدودة لبعض الموظفين المصريين الذين حملوا أفكار الثورة المصرية ودعا لها في أوساط المتعلمين السودانيين، ولكن ينبغي الا نغفل وجود جيل سوداني بدا يهتم بعد الحرب العالمية اهتماما عظيما بحركات التحرر الوطني في الشرق الأوسط ويتعاطف معها. وإذا كان اولئك الافندية يتابعون ما يحدث في الشرق الاوسط وفي انحاء العالم الاخري كما ورد في إفادات ملاسي والطيب بابكر ، فمن باب أولي ان يتابعوا ما يجري في مصر، وذلك ثابت في التقارير الرسمية كما هو ثابت في غيرها من المصادر.
    الأثر البريطاني:
    لقد كانت الإدارة البريطانية في بادئ الامر تضع نصب عينيها ملاحظة اللورد كرومر حول تعليم الانجليزية، وقد تعاملت مع اولئك الاولاد المتعلمين كعناصر خطرة اعتمدا علي مقولة كرومر:" ان تعليم الانجليزية للشعوب المستعمرة يمكن ان يمدها بذراع قوي تستخدمه ضد مستعمريها". ورغم ان معظم المدرسين البريطانيين كانوا من الشباب المثقفين من خريجي كامبردج وأكسفورد الا انهم لم يهتموا في بادئ الامر ، باي نشاط فكري من شانه ان يؤثر علي اولئك الافندية قليلي المعرفة ويوجههم نحو الثقافة الانجليزية بما كانت تحفل به في تلك الفترة م افكار ومبادئ. لقد كان المدرسون البريطانيون كما يقول ادوارد عطية:"اعضاء في السلك السياسي وكان عملهم ذا طبيعة مزدوجة ، كانا مدرسين وكانوا حكاما في ذات الوقت وقد طغت الصفة الاخيرة علي الأولي. لقد كان علي الطلبة ان يعاملوهم باحترام ليس هو احترام التلميذ العادي لمعلمه وانما احترام المحكوم لحاكمه".
    لقد اتبعت كلية غردون النهج البريطالني في التعليم ، وكانت لغة التعليم هي اللغة الانجليزية ، وفرضت الكلية اشياء كثيرة من شانها ترسيخ النمط الإنجليزي ونشر الثقافة الانجليزية. ولكن ظلت هذه الاشياء عاجزة حتي عام 1924م وبعدها بسنوات عن احداث اثرها المرجو علي السواد الاعظم من الافندية وذلك لاسباب كثيرة في مقدمتها ، كما اسلفنا ، ان تلاميذ كلية غردون يدخلونها وقد تلقوا تعليمهم البتدائي والاوسط علي النهج المصري وقد تشربوا بالثقافة المصرية والمشاعر الموالية لمصر ووحدة وادي النيل. وتكون معرفتهم حتي ذلك الوقت باللغة الانجليزية محدودة جدا. ولكن رغم ذلك بدا الاثر البريطاني في النمو لا سيما بعد احداث 1924م وما اعقبها من اجراءات لمحو اللاثر المصري . وبدا اثر الثقافة الانجلبزية وما تحتويه من افكار جديدة ومبادئ ليبرالية واشتراكية يجد طريقه الي الافندية عبر الكتب والمجلات والمطبوعات الانجليزية التي صار الحصول عليها بتدبير الإدارة البريطانية اكثر يسرا من رصيفاتها المصرية. ومن ضمن الآراء التي كانت سائدة في بريطانيا آنذاك آراء حول حق القوميات في تقرير مصيرها والدولة القومية وغير ذلك من الافكار المتعلقة بالهوية والذاتية المستقلة للبلدان علي أساس الدولة القومية . ودفع ذلك بمنظور (القومية السودانية) البلاد تري بقاء الانجليز ليأخذوا بيد السودانيين حتي يشبوا عن الطوق ويصبحوا قادرين علي تقرير مصيرهم.
    ظل مفهوم القومية لدي الافندية ينحصر في هذين التيارين وعكف كلا الشريكين في الحكم الثنائي يرعي التيار المالي او المتوافق مع أطماعه . وقد أدي الصراع بين التيارين وبين الشريكين الي وقوع احداث 1924م والتي لسنا بصدد الخوض في تفاصيلها ولكن ما يهمنا هنات هو انها مكنت الإدارة البريطانية من تحقيق كثير مما كانت تصبوا اليه من الهيمنة وإبعاد الشريك الآخر مصر وإضعاف أثره.
    وقد جعلت الإجراءات التعسفية والسياسات الصارمة التي انتهجتها الإدارة البريطانية نحو الافندية في الفترة التي اعقبت الاحداث فترة تأمل عكف فيها الافندية علي البحث والتحصيل ، وابتعدوا طوعا وكرها عن النشاط العام . وتقوقعوا علي انفسهم في حلقات صغيرة للقراءة والمناقشات ، وقد نمت هذه الحلقات شيئا فشيئا الي جمعيات أدبية ساد فيها في البداية شئ من الترف الفكري والروح النخبوية حلقت بهم في سماوات التجريد المتعالي علي واقع الصراع السياسي والاجتماعي . ولكنهم اجبروا في نهاية المطاف علي الهبوط الي ارض الواقع لمناقشة القضايا الملحة وفق ما اكتسبوه من معرفة خلال قراءاتهم المكثفة في التراث العربي الاسلامي وفي الثقافة الغربية المعاصرة . وقد كان في مقدمة هذه القضايا قضايا الهوية والذاتية والدولة القومية . ورغم ان نقاش تلك القضايا داخل تلك الجمعيات لاسيما جمعية ابي روف (نسبة الي حي ابي روف بامدرمان) وجمعية الموردة /الهاشماب نسبة الي حي الموردة بامدرمان والذي تسكنه بجانب آخرين جماعة من فرع الهاشماب من قبيلة الجعليين. وصارت هذه الحلقة تعرف لاحقا بمجموعة "الفجر" ( وهي المجلة التي ذاع صيتها في الثلاثينات). لم يخرج الموضوع في بادئ الامر عن إطار التيارين التقليديين الا انه اكتسب ابعادا جديدة أكثر تشعبا وتعقيدا من الفترة التي نحن بصددها . ولكن وفي قلب ذلك اخضم الهائل من التعقيدات ظلت القضية التي برزت في الصراع بين علي عبداللطيف وسليمان كشة هي مركز الصراع رغم المحاولات لاغفالها او الالتفاف حولها . وقد برزت بصورة جادة في الثلاثينات في الصراع بين الابروفيين واولاد الموردة. ورغم ان الابروفيين حاولوا اعطاء الصراع طابعا فكريا وسياسيا وحاولوا تصوير خلافهم مع مجموعة اولاد الموردة وكانه صراع بين التيار الوطني العروبي الاسلامي المتوجه نحو مصر العربية الاسلامية وبين التيار غير الوطني المنحاز الي الانجليز ، الا انهم في واقع الامر كانوا الي حد بعيد توجههم نفس المشاعر التي وجهت الصراع بين كشة وعلي عبداللطيف . وقد عبر عن ذلك الابروفيين بصورة واضحة حماد توفيق في الحوار الذي اجري معه في " مقابلات رواد الحركة الوطنية" . يقول حماد توفيق:" حاجة مهمة جدا انا بتكويني الشخصي ما بحب اتكلم عن دور الخلافات ، في طبيعتي ،نحن الابروفيين اللي فيما بعد بقينا الاتحاديين وهم الكانوا بيسموهم ناس الموردة الكان معاهم محمد عشري صديق وعبدالله عشري صديق برضو ديل ما نساهم، يعني ابتدينا نري انه في اتجاه عربي واتجاه غير عربي". والاشارة الي محمد عشري وشقيقه عبدالله قطعا يخرج الخلاف الفكري والسياسي وحتي الثقافي لانه مافي شك ان محمد عشري وعبدالله عشري رغم زنجيتهم ولدوا وشبوا داخل إطار الثقافة العربية الاسلامية، بل وقد كانا نجمين ساطعين في سماء اللغة العربية وادابها . اذن فما قصده حماد توفيق بقوله:" عربي وغير عربي" ليس ثقافيا وانما عرقيا واجتماعيا. لذلك فقد اختار اولاد عشري دون بقية اعضاء الموردة لانهم ينتمون حقا لما عرف ولما يعرف حتي الان بـ (عبيد الموردة) .
    ولعل الصراع داخل جمعية الموردة نفسها والتي جعل اسمها يتغير من (أولاد الموردة ) الي (أولاد الهاشماب) ثم الي (جماعة الفجر) يؤكد هذا الاتجاه. وصارت الشقة تتسع بين (أولاد الموردة) محمد عشري الصديق وبين (أولاد الهاشماب) محمد احمد محجوب وعبد الحليم محمد واحمد يوسف هاشم . ولا يفوت علي القارئ الحصيف لمجلة "النهضة" التي صدر عددها الأول في اكتوبر عام 1931م والتي يشارك في تحريرها جماعة الموردة ذلك الصراع القائم علي أساس العرق بين أولاد الموردة وأولاد الهاشماب الذين كونوا لاحقا مجموعة الفجر بعد ان انضم اليهم عرفات محمد عبدالله . وقد صدر العدد الثالث من مجلة النهضة بتاريخ 18 اكتوبر 1931م، وعلي غلافه صورة كبيرة للزبير باشا ود رحمة وخصت كلمة التحرير "للمغفور له في جنات الخلد" الزبير باشا ود رحمة وبه نبذة عن حياته وسيرته في بحر الغزال واشادة بما قام به من اعمال جليلة في الجنوب وما حمله معه من هدايا الي الخديوي حين ذهب الي مصر ومن بينها الفا من الجنود السودانيين. وليس من الصعب ان يستشف القارئ مرامي هذا المقال، وفي اعتقادي ان الاشارة تم التقاطها بواسطة اولاد عشري وفحواها ان اولاد الهاشماب ارادوا ان يخطوا حدا فصلا بينهم وبين (عبيد الموردة) الذين ربما كانوا احفاد من حملهم الزبير باشا ضمن هداياه للخديوي . وقد انعكس ذلك علي المساجلات التي أعقبت ذلك. فقد كتب محجوب مقالا حول الخلق والابداع في العدد السابع من المجلة بتاريخ 15 نوفمبر 1931م ووجد محمد عشري في ذلك المقال سانحة للرد علي محجوب والنيل منه والتهامه بصورة ضمنية بانه رجل عاطل الموهبة يتبع ما وجد عليه اباءه وأسلافه ويخشي سلوك الدروب غير الممهدة. وحين ظهر هذا المقال في عدد النهضة بتاريخ 29 نوفمبر 1931م سارع عرفات لمؤازرة محجوب والهجوم علي محمد عشري في العدد العاشر بتاريخ 6 ديسمبر 1931م. وهنا انبري عبدالله عشري الصديق للرد علي عرفات بمقال ساخن في العدد الحادي عشر لا يخفي في مرارته وإحساسه بالغبن ويتهم فيه عرفات بالتحيز وعدم الموضوعية في هجومه غير المؤسس علي محمد عشري.
    ان ما حدث لمحمد عشري وعبدالله عشري خير مثال لهذا الصراع العرقي- الاجتماعي الذي ظل يحتدم باشكال مختلفة ، ولكن ظل تناوله في اوساط المعلمين والمثقفين يتسم بالحساسية والخجل. واثق ان ما قاله محمد عشري الصديق الذي سقط ضحية ذلك الصراع المر الخفي، مازال حتي اليوم صحيحا:" يقولون ان السودان مهد التعصب. واصدقكم ان هذا القول لا يفقد كل قيمته عند البحث والاستقراء ، فلماذا نحن متعصبون ؟مايزال بيننا قوم يتعصبون للجنس واللون والمعتقد واللبس ايضا. ولايزال بعضنا منقسمين بطونا وافخاذا لا يفيدنا وجودها ولا يضيرنا عدمها".
    كان عشري وأمثاله يتوقون صادقين لقومية "سودانية" تستوعب أولاد القبائل والرقيق علي حد سواء ، وعبروا عن ذلك في رفق ولطف فرضته عليهم ظروفهم الاجتماعية والعربية ورفضه " اولاد القبائل" بشتي الوسائل القاسية والناعمة. ولعل اخطرها جميعا هو محاولة انكار وتجاوز هذه الفوارق الاجتماعية العرقية . لقد ظل ديدن المثقفين ولاسيما من "اولاد القبائل".
    ولقد ظلت هذه القضية ونتيجة لتناولها بالصورة التي ذكرت عقبة في طريق تطور القومية السودانية ، وبلوغ انصهار المجموعات العرقية والثقافية المختلفة في بوتقة واحدة. وفي اعتقادي انها ستظل لفترة طويلة صخرة تتكسر عليها كل الجهود لصياغة قومية سودانية مرضية لكل الأطراف مالم يتم تناولها ومناقشتها بشجاعة وصراحة ووضوح. واعتقد ان قراءة تلك الفترة، موضوع دراستنا قراءة متأنية ، وتسمية الاشياء باسمائها ، المستعربين والزنوج الخلص والخلاسين والرقيق والرقيق المحرر وأولاد القبائل والذين نشاوا خارج إطار القبيلة " والنظر الي الصراعات العرقية والثقافية والاجتماعية بين هذه المجموعات بعيدا عن الحساسيات المو######## والتقديس الضار لتاريخنا "المجيد" يساعد كثيرا علي الخلاص من هذه الحلقة اللعينة ويعين علي الوصول الي صيغة للقومية السودانية تستوعب هذه الأشتات من الشعوب والقبائل التي تعمر السودان.


    اعزرونى حصل تعديل لكلمة واحدة ((المو########)) لانها ظهرة فى المرتين هكذا (########)

    (عدل بواسطة سفيان بشير نابرى on 11-18-2005, 08:08 AM)

                  

11-18-2005, 08:46 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)



    يا جماعة ارجو المعزرة...

    الكلمة الظاهرة كده ده (#######)

    مفترض تكون هى :- ( أ ل م ور و ث ة)) وقدر ما عدلتها ابت كلو كلو

    فقلته اكتبه ليكم بالحروف عشان تكونوا فاهمنه اوكى.

    لكم سلامى
                  

11-18-2005, 09:50 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-26-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)

    رحم الله خالد فقد كان تقدميالا يخشى حتى نقد أهله (مجموعة أب روف) في سبيل الوصول للحق.
                  

11-18-2005, 10:55 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    سفيان، مجهود مقدر، جاييك بي مزاج.
                  

11-18-2005, 01:00 PM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Bashasha)

    الاخوة والاخوات هنا...

    تحية طيبة لكم...


    هذه ايضاً مقالة جيدة ومميزة للاستاذ/ عثمان محمد صالح رايت انها تخدم غرض النقاش والحوار الذى يدور هنا .

    وقبل انزال هذه المقالة اشير الى ان الاستاذ/ عثمان محمد صالح يغيب عن المنبر فى عطلة سوف تنتهى فى يا ناير القادم بمشيئة الله .


    والمقالة هى:-
    تأملات في جوانب من إشكالية العلاقة بين شمال السودان وجنوبه
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    " الهجرة الداخلية " الملعـونة :
    ــــــــــــــــــــــــــــ
    من المعلوم أنه ومنذ بدايات العقـد السابع من القـرن الماضي أخذ السودانيون
    عامةً وفي عـدادهم أهـالي الشـمال يلجأون إلى مخرج" الهجرة الخارجية "
    إستجارةً بأمان الغير من شرور الإستبداد السـياسي الذي تمارسه الطغم



    الحاكمة في بلادهم وفـراراً مـن الضائقة الإقـتصادية إلى وفـرة مشتهاة في
    حمى الغير، بحثاً عـن مصادر رزق لا توفـرها البيئة المحلية .
    أما في القـرن التاسع عـشر، إبان حكم الدولة التركـية ، فكان طابع الهجـرة
    وإتجاهها مختـلـفـاً. وقـتذاك إتسع نطاق" الهجرة الداخلية" من الشـمال إلى
    الجـنـوب إرتياداً لآفاق" رزق جديد" مورده الأساسي صيد العبيد و الإتجار
    فـيهم ، وتسارعـت وتائر تلك الهجرة وبلغت ذروتها في تلك

    والسيطرة عـلـيه وإحداث تغـيير جذري في مـلله ولغاته بإتجاه العـروبة
    والإسلام . قابلية الجنوب لأن يُغزى ويُفـتح ويُخضع كانت (وما تزال حتى
    يومنا هـذا) مُشرعّـنةً بنعـرة الإستعلاء العرقي والثقافي . يسـتوي في ميزان
    الإستعلاء عـرب الشمال وهجينه وأفارقـته( نوبيون وبجا إلخ) أيضاً!!.
    متقابلة شمال ـ جنوب :

    (الجنوب) في المنظور الشمالي هـو"موضوع" سلبي للفـعـل الإجـتماعي تمارس
    عـليه" الذات " الشمالية فاعـليتها و نشاطها وتستظهر فـيه قـدرتها على المبادرة
    ونزوعها للسـيطرة .
    (الجنوب) في أوقات الحرب هـو مسـرح لإطلاق الغـرائـز البهيمية وممارسة القـتل
    ( المرضّي عـنه) من قـبل الدولة المركزية و( المـقـدّس) في نظر أهالي الشـمال
    كممارسة مشروعة وحلال. إنه المادة الخام الأكثر صلاحاً وطواعـية وقابلية


    لصناعة الأمجاد البطولية وتشييد سير ذاتية بجماجم القـتلى وهـوأيضاً ساحة للفـداء
    والإستشهاد ، بقـعة تتوق إليها النفـوس وتشـتهي الموت عـلى ثـراها لأنها تقـرّب
    المؤمنين ـ أكـثر مـن صحراء الشـمال ـ مـن الفـردوس السماوي وتخـتصر لهم
    المسافة إلي الله إخـتصاراً .
    أما في أوقات السلم( التي لاتدوم طويلاً) فالجـنوب " فـضاء للتبشير" بخاتمة الرسالات .


    ( الشمالي) النمطي المتواجد في الجنوب ليس " بشـراً عادياً" كـبقـية خلـق الله : إنه
    مثقـل بأعـباء(رسالة) تنوء تحت وطأتـها الجبال وهـو مشدود على الدوام بين
    السقـوط و الردّة إلى بربرية العالم البهيمي والتسامي والصعود إلى العالم الماورائي!
    وبين هـذين العالمين ، عالم الغابة وعالم الآلهة ، ينمحّي" الإنسان" و يخـتـفي نهائياً،
    وهـو يسعى دون جدوى للجمع بين عالمين متناقضين متناحـرين يستعصي التألـيف


    بينهما، حاملاً بيمينه القـرآن وبيساره أداة القـتـل.
    (الإنسان) سجين الدور الرسولي المهلك للمبشر الشمالي المحارب الذي لايتورّع عـن
    إرتكاب المجازر في سبيل نصـرة عُـلويّة " البلاغ المبين " !
    * على الرغم مما قـيل أعلاه إلا أن متقابلة شمال ـ جنوب لاتتطابق مع حدّي متوالية
    شر ـ خير. دروس الخبرة التاريخية السودانية وغـير السودانية توضح بما لايدع

    مجالاً للشك أن علاقة جلاد ـ ضحية هي نتاج مؤقـت لتوازن قـوى مختل بين طرفي
    علاقة ما. فـمآلات الصراعات الجـنوبية ـ الجـنوبية وحوادث القـتـل الـتي تعرّض لها
    سودانيون أبرياء إبّان حوادث تمرد واو1955 كشفـت أن الجنوبي ـ مثله في هـذا مثل
    الشمالي ـ ليس مخـلـوقاً( نورانياً شفافاً)لايعرف القـتل والأذى والعدوان . بتعبير ثان :
    الضحية يمكـنها أن تحـتـل ـ وبسهولة محيّرة ـ موقع الجلاّد عـندما تـتغـير مـوازيـن



    القـوى لصالحها!
    صفة الضحية ليست( خصيصة بيولوجية ثابتة). صفة الجلاد أيضاَ. فـضحايا القـمع
    في روسيا القـيصرية حوّلـوا ذات المنفى السـيبيري الذي قـضوا فـيه شطراً من
    سنوات نضالهم ضد القـيصرية وهم يعدّون للثورة الإشتراكـية إلى منفى لخصوم
    الثورة وأعـداء حركة التقـدم، بعد إستلامهم للسلطة السياسية !.

    * العبور إلى(الضفة الأخرى) لن يمحو عن الشماليين الذين حاربوا في صفـوف الحركة
    الشعبية لتحرير السودان صفة الشمالية مهاجرو مكة ظلـوا مهاجرين والأنصار ظلوا
    أنصاراً طيلة سنوات المعارك ضد قريش وحلفائها وظلت جذوة الصراع المكـبـوت
    مضطرمة تحت الرماد بعد قـيام" دولة المدينة" لـيـتـفـجّر قـبل أن يوارى جدث الـرسـول
    الكريم الثـرى ! )

    أرقاء الماضي : كابوس الحاضر :
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    بعد مرورما يقارب القرن من الزمان عـلى منح الأرقاء صكوك الحرية في السـودان
    على أيام السلطة الإستعمارية الإنجليزية ـ المصرية، ما تزال مسألة الرق تؤرق أهالي
    السودان وتهدّد ـ ضمن مهددات أخر ـ مصير وحدة دولته. فالدولة السودانية ـ يجب
    الإعـتراف ـ كـيان هـش وحديث لايتجاوز عمره العام1821. وقـد تأسست وحدة هـذا

    الكيان بقـوة السلاح وعـنف الدولة الأجنبية الغازية التي فـرضت على الكيانات التقـليدية
    القائمة الخضوع و الولاء القـسري للسلطة المركزية والحـفـاظ على الأمن في النطاق
    المحلي وجباية الضرائب وتسديدها وقـد سارت الدولة الوطنية على ذات النهج . وما
    الإرتداد الحالي المأساوي إلى الُهويّات المحلية الضيقة ( عـشائرية، قـبلية، طائفـية..إلخ)

    وتغليبها عـلى الهـوية الجامعة إلاّ دليلاً صارخاً على قـوة وصلابة هـذه المؤسسات
    الإجتماعـية الما قـبل حداثية ، وبيّـنةً جليّةً على ضعف مفـهـوم الأمة الصمدة وهشاشة
    أركان الوحدة الحالية التي تحرسها أعـواد البنادق و تدعـمها إديولوجيا الجهاد المقـدّس
    لنصرة الإسلام والعروبة . لن نأت بجديد حين نصف السودان الحديث بأنه فـضاء
    جغرافي تتجاور وتتساكن فـيه العديد من الكيانات والهويات المتنافـسة والمتصارعة

    : سودان الشماليين( بصون إختلافاتهم) مقابل سودان الجنوبيين( بصون تبايناتهم أيضاً)
    ، سـودان السادة يوازيه سودان أرقاء الماضي ، سودان أولاد الغرب في تضاده مع
    سودان أولاد البحر، سودان أولاد القـبائل وسودان الملـقـطين، سودان الثقافة العربية
    الإسلامية الجهادية الغازية وسودان الثقافات الأفـريقـية المتراجعة أمام زحف الأولى،
    سودان الأقـلية المسـتحوزة عـلى الخيرات و الأنعام : قـوة السلطة ، جبروت الثروة،

    إمتيازات المكانة ، وسودان الأكثرية المعدمة والمحرومة.
    من هم أرقاء الماضي؟
    إنهم نتاج العنف الذي وسم علاقة الشمال بالجنوب في حقـبة مظلمة . سودانيون بلا هُـويّة
    في بلد ٍ تتصارع فـيه الهُويّات . جـلهم محـشـورون في" كـنابي" يمكن وصفها وتعريفها
    بمعسكرات للعزل والإقـصاء فـرضت عـليهم بعد عـتقـهم و حصولهم على أوراق الحرية
    ما زلنا نحن سلالة أسياد الماضي نمثـل(المجتمع) بكل ما يستدعـيه مفهـوم المجتمع من
    معان إيجابية مشبّعة بقـيّم الإنضباط والإلتزام الأخلاقي وسيادة حكم القانون، أماالمنحدرون
    من صلب أرقاء الماضي فلا يمثـلون إلاّ كل ما يقع خارج أسوارالمجتمع حيث مواطن
    الفـساد وسيادة العنف والتفـسخ الأخلاقي وأوكار الجريمة و بؤرالنشاطات المشبوهة

    والمتع المحرّمة. نحن" الهـنا" وهـم" الهناك": مضاربنا الآمنة تـقابلهـا على الضفـة الأخرى
    مُجمّعات الكـنابي ، بيوت الصفـيح ، العشش ، القـماير.إلى آخر قائمة المُسـمـيّات الدالة
    ( المضطر من سلالة سادة الماضي لمجاورة أنسال أرقاء الماضي في مجمعاتهم السكنية
    يشعـر بالمهانة والعار اللذين يلحقهما به هـذا التجاور القـسري فـيعـلـّـق عـلى صدارة

    المنزل ما يدل على أن قاطنيه " أحرار"، تلافـياً للمواقـف المـسبّبة للحرج والإهانة ).

    لقـد أدى تحرير أرقاء السودان إلى إخراجهم عـملياً من المجتمع ودفعهم دفعاً لمزاولة
    " النشاطات" التي توقعهم تحت طائلة القانون. إنهم كتلة بشرية غـير متجانسة التكوين
    عاش أفـرادها سـنوات طويلة يـخـدمـون سـادة ينـتـمـون لأصول مختلفة ثم فجأةً


    وجدوا أنفـسهم( أحراراً) ولكن على( قارعة الطريق)، بلا هُـويّات في بلد يعتـز فـيه الناس
    بأصولهم ويتفاخرون بقـبائلهم، بلا أشجار نسب، بلا كفـيل وبلا مصدر للرزق وقـد
    لصقـت بهم وصمة الماضي المهـين التي إنطبعت على أسمائهم ومهنهم، وحكم عليهم
    الشمال المسكون بروح الإستعلاء و وسواس " العرق المدسوس" بالتـزاوج فـيما بينهم،
    في دائرة جهنمية مغلقة، معيدين بذلك إنتاج عار العبودية( إرتبطت بهم الأعمال الشاقة

    والأفعال الواقعة في قعر السلم القـيّمي :" شغل عـبيد" والصفات المرذولة كالخسة
    والوضاعة والغدر وعـدم الوفاء :" أخلاق عـبيد" وتتعـقـبهم مهانة التمـييز حـتى في رائحة
    العرق الذي ينز من أجـسادهـم :" صناح عـبيد" !).


    إنهم شماليون بحكم الثقافة لا الإنتماء العرقي، لكن الشمال لم يعترف بشماليتهم إلاّ موصولة
    بخزي ذلك" الماضي" الذي يرغـبون في الفـكاك من أسـره(طرأ تغيير في هُـويّة " الشـِعـبة"
    التي تربطهم بذلك" الماضي": فـقدت الشعبة إسم المالك المفـرد وإكـتسبت إسم قـبيلته فحدث
    التحول من الصفة القـديمة:" خادمة فلانة" أو" عـب فلان" ، إلى أخرى جديدة: " عـب حلفاويين"


    عـلى سـبيل المثال . ليس لهم مكان يعودون إلـيه بعد إنقـضاء أعـوام طويلة أعـقـبت تاريخ
    إقـتلاعهم من الجذور، والجذور تعني طمأنينة الإنتماء والإنغراس في تربة الزمان والمكان
    والإحساس بالكـينونة.
    إنهم حبيسوا سجن الشمال( المُشـرَع الأبواب !) لكنهم لايستطيعون مغادرته ليس لإنعدام

    " مكان" يعودون إليه فحسب، بل ولأن العودة إلى الجنوب تعني العودة إلى موقع العرق
    الأضعف والثقافة الأضعف..إنهم يرغـبون في الإنتماء لمسكر الأقـوى حالياً . ( لاحظت ـ
    دون أن تصيبني الدهـشة ـ أن سلالة أرقاء الماضي " ملكـيّون" أكثر من الملك نفـسه ، فـفي
    نظرتهم للجنوبيين يحاولون أن يثبتوا" شماليتهم" مستندين على" جدار الإستعلاء " هـرباً
    من ربـقـة " ذلك التاريخ" !


    * أرقاء الماضي وأنسالهم" هـم" الأقـرب مقارنةً ب" أولاد القـبايل" من أنموذج " الهُويّة
    السودانية" المتجاوزة للإنتماءات القـبلية والعشائرية التي تحرروا منها على دفعات ثلاث:
    مرّة أولى حين اُسـِروا وإقـتلعـوا من قـبائلهم في الجنوب وسـيقـوا إلى الشمال ومرةً ثانيةً
    حين مُـنحوا صكوك الحرية فـلفـظتهم قـبائل الشمال إلى الهامش والثالثة حين فـضلـوا
    سكـنى المدن .



    إنهم أيضاً الأقـرب من سواهم ، الى ما يمكن وصفه ـ بتحفـظ وإحتراز ـ بثقافة المدينة في
    السودان.( ترى أمن قـبيل الصدفة ظاهـرة الأدوار التي لعـبها نسـل أرقاء الماضي في
    الحركة الوطنية السودانية: علي عبد اللطيف كعينة نموذجية، وإتجاه نفـر غـير قـلـيـل
    منهم يساراً ؟)

    ــــــــــــــــــــــــــــ

    عثمان محمد صالح
    23 يوليو 2004
                  

11-18-2005, 05:05 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)

    الرائع
    سفيان

    شكراً كثيراً على المشاوير .
    وسأعود .
    شكراً لكل من ساهم في هذا البوست ... وليستمر الحوار حول هذا الأمر الشائك ، وكما يتضح من مساهمة الراحل خالد الكِد ، فهذا الصراع طويل وقديم وسيمتد .
                  

11-21-2005, 12:56 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)


    فوق
    لحدي
    ما نجي
    راجعين


    أبكر آدم إسماعيل
                  

11-24-2005, 11:15 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    *.*
                  

11-25-2005, 08:14 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)

    Quote: واثق ان ما قاله محمد عشري الصديق الذي سقط ضحية ذلك الصراع المر الخفي، مازال حتي اليوم صحيحا:" يقولون ان السودان مهد التعصب. واصدقكم ان هذا القول لا يفقد كل قيمته عند البحث والاستقراء ، فلماذا نحن متعصبون ؟مايزال بيننا قوم يتعصبون للجنس واللون والمعتقد واللبس ايضا. ولايزال بعضنا منقسمين بطونا وافخاذا لا يفيدنا وجودها ولا يضيرنا عدمها".


                  

12-06-2005, 12:24 PM

أبكر آدم إسماعيل
<aأبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)


    فوق
    لحدي
    ما
    نجي
    راجعين



    أبكر آدم إسماعيل
                  

12-06-2005, 03:28 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: أبكر آدم إسماعيل)

    لكل الاصفياء هنا عظيم تقديرى وكم وكم تتلمذت عليكم فى هذا البوست

    أبكر أيها الهامش الكبير أنا حاقد على جمال حضورك أو حضورك الجميل

    ياخى خلينى من تلفون البيت أو الجوال أدينى رقم ممكن القاك فيهو

    أو كلمنى على الرقم 4441466 ولو لم أكن موجود خلى الرقم مع السكرتيرة

    عشان الموضوع مابحتمل التأخير

    بدرالدين الأمير
                  

12-07-2005, 04:40 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: بدر الدين الأمير)

    حوش الخليفة ما تنسوهو...













    متابع...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de