|
درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن )
|
هذا السؤال في رأسي ، وقد حملته في أكثر من حوار سواء كان خاصاً أو عاماً ، ولكن دوماً الاجابـة بعيدة أو يلوذ الكثيرون بالصمت في معرض القول ، وفيما يترائ لي هنالك تواطؤ من فئات كثيرة كان المَحري فيها وفي ظل ثورة الهامش الراهنة ، ومطالبها المشروعة أن تنبرئ وبصوت جهير مطالبـة بهد هذا البناء المشوه لصالح مشروع ثقافي يستوعب التعدد في بلادنا ، بل كان العشم ان تكون الفئات المعنية بهذا الجدل في طليعة المنتبهين لهذه القضايا الثقافية وهنا أعني الكتاب والمبدعين وتحديداً الفنانين في ما يخص الغناء . والملاحظ إن هنالك تمسك بالمكتسبات المنجزة خلال فترة غياب كامل للثقافات الأخرى ، مما رسخ لثقافة محددة لفترة طويلة من الزمن ، ولكن اليوم يعي الكل إن هذا الرسوخ لم يكن لعامل الثقافة الأقوي ولكن هنالك قوة مكتسبة من عوامل أخرى ومنها الإعلام والسلطة السياسية ودورها في ذلك ، ولكن هذا كما يبدو اليوم من حراك ثقافي وإجتماعي إنه لا يمكن أن يستمر ، وعلى المثقف الوسط نيلي ( وانا أقول المثقف الوسط نيلي قبل كلمة المثقف السوداني لاننا منذ أن فتحت عيوننا وجدنا إن هنالك مثقف سوداني هو إبن المركز أما الآخرين فهم مثقفي الاقاليم ، ومغنيي الاقاليم ، وأعتقد آن الاوان أن يسمى كل من هؤلاء بمناطقهم ، حتى يوجد بيننا المثقف السوداني الغائب ، والذي لا أحد يعرف متى يأتي ، وأتمنى ان لا ننتظر كما الشعية في إنتظار عودة المهدي المنتظر ، وارجوا منذ اليوم أن تسمى الاشياء بمسمياتها ) هذا المثقف الوسط نيلي والمتبني لما أنتجته أم درمان من اشكال ثقافية ، سواء كانت حقيبة او مسرح أو شعر او رواية أو غيره أن يحمل ما لديه ويحاور الثقافات الاخرى والسودانية ايضاً ، وقد يحمد لعقد الجلاد وساورا في محاولات جادة لإيصال صوت الاطراف عبر أغاني ربما لا تحدث ذات الاثر في اصحابها الحقيقيين ، ولكنها محاولة للتنبيه بأن هنالك صوت غائب هل يمكن أن نسميه ( صوت الوتر السادس ) كما في قصيدة الدكتور ابكر ؟ على هذا المثقف ان يشعر اليوم وقد أتاحت ظروف كثيرة إمكانية التحاور مع الآخر السوداني الموجود ، وقبل هذا لابد أن يكون هنالك إعتراف ما بأن هذا المثقف لا يعي حقيقة هذا البلاد وعليه قبل الآخرين الاعتراف بأن هنالك ظروفاً معينة غيبت الآخر وصوته ، وأعتقد الكثيرون إنهم النموزج للمثقف السوداني الذي لديه الحق في تقديم نفسه للآخر الخارجي كنموزج للمبدع او المثقف السوداني وإن ما حمله هو الثقافة السوداني بتعددها . هذا الحوار دفعتني إليه ندوة حضرتها العام الماضي بتورنتو في منتدى خاص لمجموعة من المهتمين بالشأن السوداني يهمومه الثقافية والسياسية وكان عنوان الندوة ( أغنية الحقيبة ) وطرح فيها سؤال ماهو سر بقاء أغنية الحقيبة حتى اليوم وإستمراريتها ؟ هذا السؤال ومن خلال الاجابات كان الكثيرون ذهبوا نحو إن سر الاستمرارية في قوة الحقيبة ! في تجاهل كامل للكثير من الاجابات الاخرى ، والتي منها إجابتي . هنالك أزمة ربما ابناء الوسط النيلي الامردماني ثقافياً لا يستشعرونها ، ولكن الآخر يحسها بشكل يومي ، هذه الازمة تتمثل في إنكار الواقع أو التعامي عنه ، وفي أحيان كثيرة تجاهله ، بل أصبح اليوم في ما يبدو لي هنالك إستماته في التكريس للنموزج القديم ، وهنا تلتقي قوى الاستنارة النيلية مع ظلامييها ، بوعي أو دون وعي ، وبعضهم يرون إن على الآخر أن يرجيئ اسئلته إلى حين يكون الحوار عن ديمقراطية الثقافة ! اما الآن فالوقت لثقافة أم درمان وما جرى على نيلها .
هذه بعض شخبطات ، فهل من مشخبط ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
يا سيدي الكريم أبنوس أرهقت نفسك حيث لا معترك... غاب عنك في مرافعتك القيمة ما غاب عن كثير من المطاعنين في شأن أم درمان وطاعنيها.. حقيقة بسيطو: أم درمان هي مصهر ضخم رفدته كل قبائل وثقافات السودان. اشتد لهيب الصهر فيه على ايام المهدية، ثم فرت إليه ظلامات الناس بعد كتشنر وخرطومه. والناتج كان مزيجاً شديد التماسك حتى أنه صار نوعاً قائماً بذاته.. أذكر أن أحد مجانين أم درمان، وهو مثقف وأديب وأستاذ في مدرسة ما ذهب بعض عقله بفعل الخمر وإخواتها، كان يصر على أن هناك ما يسميه أغنية أم درمان، وليس أغنية الحقيبة.. ويدلل على أن أغنية "حقيبة" فيها من ايقاعات الجنوب أساس، ومن جراري الغرب رشقات، ومن حلاوة الشرق حليات.. بل وفيها حتى أثر ملموس من المارشات العسكرية!! لا تسارع إلى ذريعة خذوا الحكمة من أفواه المجانين.. فالرجل عندي عاقل. سأعاود مرة أخرى إنشاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: serenader)
|
الاخ سرندار شكراًَ على مداخلتك . وارجو ان تعيد قراءة ما كتبته ، وانا لا أطعن ام درمان ، بينما الامر يتعدى ذلك ، ثم إني جدي أحد شهداء أم دبيكرات ومن الذين دخلوا أم درمان ذات يوم ، ولكن يظل السؤال هل فعلاً إنصهرت الثقافات في أم درمان وأنتجت ثقافة سودانية ؟ أم نتجت أغنية أم درمانية ؟ هذا ليس الامر ولكن السكوت عن اشياء أخرى كثيرة ، وإنت هنا تستبدل الجراري بما ورد من إيقاعات في أغنية الحقيبة ، وانا أبحث عن الجراري ذاتوا ما موجود ، وإذا أردنا أغاني سودانية سيكون واحد منها ، فلماذا تكتفي إنت بورود إيقاع الجراري وبس . المسألة في راي لا تخرج من ما أشرت إليه انا من البحث عن دفاعات لترسيخ النموزج القائم ، وليس لدي عداوة تجاه أم درمان ، فقط سؤال . وإذا سميت الحقيبة أغنية أم درمان فهذا جيد ، ولكن الأسوأ إن البعض يقول عنها أغنية السودان . فهل تتفق مع هذا ؟ ثم لماذا يتمسك البعض بإن هذا صحيح ، وهنا أنا لا انفي عن إن الحقيبة أغنية سودانية ، ولكنها واحدة من مئات النمازج . وكما ترى فقد شقت الاغنية الشايقية وهنا أقصد القادمة من مناطق الشايقية واسست لها مكان بجانب نموزج الحقيبة ، ولكن هل يمكن أن يتوفر لذات الاغاني الاخرى فرص الاختراق لجدار الوسط النيلي الاعلامي ؟
لا توجد غبائن .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: عبد الحميد البرنس)
|
البرنس
يا زول وينك ؟
وشكراً لرفع البوست .
الموضوع الذي يشغلني ( ما بنسكتش عليه ) كما يقول المصريون ، ولكن هنالك عدة علامات إستفهام بدأت تمشي قدامي يا برنس ، هل فعلاً الحفاظ على الشكل الراهن هو ما يسعى مثقف الوسط النيلي على ترسيخه والدفاع عنه ، ام كان الامر مرتبط بغياب الحريات ، وبوجود الدولة المتسلطة وغيرها من ما كان يعوق الاشياء ، والخوف أن تكون تلك مبررات واهية حالما تذهب هذه الدولة تنبت على أنقاضها دولة أخرى ومارشاتها حقيبة برضو !
الامر الذي بدأ يتضح بجلاء إن البلاد دخلت مرحلة الاستقطاب الحاد والذي أراه إن المثقف الوسط نيلي قد إنحاز بدوره لثقافته النيلية وبدأ يعد أدواته لمواجهة القادم ، وهذه نقطة جيدة أن ينحسر دور ذلك المثقف من كل السودان ليتحدد بجغرافيته ، مما يتيح للآخر مساحة للفعل ، وهنا على الذين ملأوا الدنيا بضجيج التهميش دور كبير عليهم أن يلعبوه وأن يقدموا ما لديهم وهم لديهم الكثير جداً .
ولقدام .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
العزيز أبنوس تحياتي
مررت بالامس علي هذا البوست الجريئ وفي تقديري هو أس أشكال مانسميه بأذمة المثقف نفسه ( أين يقع دوره) وبالضرورة أن المحرك الرئيسي في أنتاج هذه الاذمة هي السلطة نفسها (جميع الحكومات التي مرت منذ فجر الاستقلال) والتي كرست لخلق مركز وهامش . بعض البرامج الديمقراطية طرحت أفكار جرئية حول ديمقراطية الثقافة نفسها للاسف لم تنل حظها من التطبيق أو حتي التبشير به يرجع ذلك لطبيعة الواقع السياسي الاشبه بالدائرة ديكتاتورية شبه ديمقراطية ديكتاتورية اخري . الامر أشبه عندي يا أبنوس بالاستلاب . هل يجوز لنا هذه التسمية
شكراً سأعود مرة اخري
خضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
أخى أبنوس لك ود ممتد إلى ما شاء الله....ولكنى ربما أختلف معك فى ما وصلت إليه لادفاعا عن الوسط النيلى...ولا قسوة على هامش السودان...أولا لأن الظرف وشروخ القلب والروح وطفح العواطف نتيجه لإيلام الحروب والمآسى الأخري...ثم الدور السالب لأبناء الهامش فى تفعيل ثقافة الهامش وتسليط الضؤ عليها حتى تكون جاذبة هى الأخرى...لتجذب ما هو فى دائرتها حتى يشتد عودها...وتتسع دائرتها لتكون أكثر جاذبيه...كما إن ثقافة أمدرمان نفسها ما أستطاعت أن تستوعب ثقافة بعض المناطق 60 كيلو شمال أوجنوب أمدرمان... فكندا مثلا لها ثقافات مختلفه على مستوى الأقاليم...لا بل على مستوى المدينه الواحده...فتجد فى تورنتو البورتقيز والأسبان والطليان والهنود والكاربيان كل متكلس فى ثقافته...ويعرضها فى مواسم منتظمه... فتجد البرتا عاصمة الكاوبويس...و هلفاكس ونيوفاوندلاند ثقافة السماكه...ثم المزارعين فى الوسط...والصيادين فى الشمال...وفى كندا طواحين إعلام تصهر الجبال رغم ذلك تصر الثقافات على البقاء...ثم يأتى دور المنارات الثافيه فى السودان حيث كانت درفور إحدى تلك...وكانت تفلى...وكانت سنار...وكانت أشواق الناس وأجسادهم تتوجه إليها... فالمجتمعات المستغرقه لا يمكن نقلها بكاملها من ثقافه إلى أخرى إلا إذا إنتقل كم كبير منها لتلك الثقافه ذات الأثر القوى فتحتويها....ولكن بعض أفرادها المثقفين كان لزاما عليهم ترسيخ وترطيب تلك الثقافه وبلورتها وفقا لمحدودية الإمكانيات ولو بأضعف الإيمان...ومثالا تنشيط الجمعيات الأدبيه فى المدارس...وصقل التلاميذ بملكات المسرح...وعكس التراث المحلى فى أشكال عمل فنى...والإحتفاء بذوى المهارات والتدوين والمشاركه بذلك على مستوى القطر...والإفتخار والإعزاز به....ولكن هروب المثقفين من واجبهم لمناطحة ثقافه أقوى لا محالة ستستوعبهم أو أبنائهم...فيا عزيزى أبنوس أن على أبناء الهامش دور أكبر فى تحريك وصياغة وإعادة صياغة ثقافاتهم...وإدراجها فى قوالب أدبيه وفنيه وتراثيه...وتضمينها كجزء من المناهج التربويه لخلق جيل يصعب جذبه من ثقافة أخرى...ولكنه يضيف إليها إيجابيا ويأخذ منها الأيجابى...كما إن الذى يسيطر على أمدرمان وثقافاتها من جاءوا من ثقافات أخر فى الثقافه وفى السياسه وفى التجاره ولكن أمدرمان هى النار الهادئه بالمعروف وبالتى هى أحسن حتى أغاظوها من أرادوا إنقاذها.... ولك منى خالص الود والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: خضر حسين خليل)
|
العزيز منصور المفتاح تحياتي الحارة
هل يمكن نسب السلبية التي أشرت اليها للسلطة السياسية مباشرة .
لك شكري وأمتناني
السلبيه المشار إليها هى سلبية أبناء الهامش فى ضمورهم عن تقديم ما ينبغى تقديمه كمثقفين تجاه مناطقهم فى أطر ترتقى بشعوبهم وتراعى خصوصياتهم كما سلبية من هم فى مواقع سلطه أو قرار فى فتح حوار حار يقنع نظامهم بتلافى أسباب الضمور والعجز فى شتى المناحى التى يعانى منها إنسان إقليمه...كماإن هجرات المثقفين للوسط أو أى مكان خارج الأقليم ما هو إلا فاقد ثقافى فالأوطان يبنيها بنيها ولا تبنى لهم والذى كتبته يفهم كما هو
لك الود والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
العزيز الماهري
تقبل هذه المساهمة
"نحن عرب العرب" صلاح احمد ابراهيم
أنا زنجي.. وأبي زنجية وأمي ...زنجـــية قلها قلها لاتجبن في وجه البشرية.
الفيتوري
في ما بدا من السجالات الحادة التي يقوم بها نفر ممن ينشطون في الكتابة عبر شبكات الانترنت, يلحظ المرء ان هناك تراوحا ً بين هشاشة اللغة وعنفها وضعف البناء التعبيري المتوازن عن المأساة الوطنية, بين التعبير ذاتياًً عما خص ما هو موضوعي ومحاولة التقعيد الثقافي لعنصريات منتجة من سحارة القبائل السودانية, بين إستدعاء ذاكرة التاريخ المحملة بالغبن تجاه قوميات محددة وفكرة أن الوطن مجال أحادي لممارسة إثنية ما متخيلة ــ وليس هو بالضرورة متعدد قبائليا ً مهما بدا من سيطرة تلك الإثنية ال " ما ", تراوحا ً بين الإنتصار لعاطفة الانتماء العرقي مع تعمد متكلس لهزيمة اية امكانية للتعقل في الطرح واختزال تاريخ شؤون الإجتماعي والثقافي والإقتصادي السودانية في دائرة عشائرية, بين توظيف الدين والإغتراف من الأثير الباث عن الصراع الحضاري لتكفير الآخر أو التشكيك في وطنيته ومن ثم فضحه أمام الملاً الوطني ــ كون إنه متواطئ مع الاجنبي " الصليبي" ضد مصلحة الامزجة العقدية والقومية علي حد سواء ومفرقة قيم الدسن نفسها, تراوحا ً بين الإعتماد علي الدين فيما يتعلق بتفاصيل الواقع المحتملة للتفسير بأكثر من مرجعية وذلك لمقت الآخر بالعنصرية الهادمة لمعني حديث الرسول" ص " المحذر عن التعنصر للذات وتجاوز معاني الدين ذاته الحاضة علي عدم التفريق والتشيع,تراوحا ً بين تحميل السياثقافي السوداني التاريخي أخطاء ما هو منتج علي أصعدة التجربة السودانية من دون تفحيص أدني إشراقات والسعي لتحصيل ثقافة للوطن عرقية الجذور ل" إجتثاث " هذا السياثقافي بآخر لايعترف ضمنيا ً بملامح العروبة السودانية والتي ــ كما أري ــ لاتختلف عن رديفاتها المصرية والجزائرية و اللبنانية و العراقية, هذي "العروبيات" المعربة ثقافويا ً, وليس عرقيا ً مئة بالمئة. لعل هذه السجالات السودانية المستظلة بإفرازرت الواقع الدولي , في جانب ـ ومترافقة مع الصحوة الاثنية التي أخذت شكلا ً متعولما ً كثير الإثارة في بعض التخوم العالمية, ورطت بالمشاركة عددا ً كبيرا ً من ناشطين فكريين وسياسيين هؤلاء الذين خاضوا مع هؤلاء الكتاب ذوي الخبرة الضئيلة في الممارسة الثقافية والسياسية ـ تبرهن علي عمق الازمة السودانية, وليس ازمة الهوية كما يؤكد البعض لأن الهوية هي مسألة إجراءات سيوسيولوجية حربائية نسبية يتم التنظير لها لضرورات الضبط السياسي الدولتي, سيوسيولوجية لأنها متصلة بعناصرالزمان والمكان, وحربائية لأنها تتلون بلون الواقع السياسي الذي تحياه, والذي يعيد انتاجها بعد إمتصاص المؤثرات الحضارية والديموغرافية والوجودية, والدليل انه اذا ما اخذنا الحالات السودانية والبرازيلية والمصرية والامريكية والفرنسية والجنوب افريقية والموريتانية والهندية, وهذه الحالات بين الفينة والاخري تطرح خطابات عنصرية ودينية متطرفة, فإننا نجدها تلبس لكل زمان لبوسه لتقي نفسها من خطر الاصطدام الاثني ولتشحم عجلات المسيرة السلطوية " الظافرة " كما يشار. في امريكا يتحدث بعض علماء الاجتماع الآن عن إحتمالية الخلوص يوما ً ما الي " المجتمع البني اللون"The brown society, وذلك بعد الهجرات التي واجهت امريكا في السنوات الاخيرة وسببت في مصاهرات متصاعدة بين الاعراق الامريكية , برنارد لويس ــــ وهو يهودي تركي الاصل, هاجر إلي امريكا وأصبح واحدا ً من المنظرين الاساسيين للمحافظين الجدد أمثال بات بيترسون واليهودي شارلس كرامزور وروبرت كيغان وصمويل بيرل وجورج ويل, وفوق كل هؤلاء اليهودي بول ويلفيز الذي سيتولي رئاسة البنك الدولي ـ قال, اي برنارد أن أوربا, قبل نهاية هذا القرن, سوف تحكمها الاغلبية المسلمة المتحدرة من المغرب العربي وكذا بعض الدول الاسلامية من مخلفات الاتحاد السوفيتي السابق, وبعض دول آسيا وافريقيا والشرق الاوسط . إذن هذا هو الحيز الخارجي الذي يتكامل مع صنوه الداخلي ليدفع تلك السجالات عن المسكوت عنه إلي المنابر القومية, إنها تلك السجالات المبرهنة علي عمق التحولات الاعلامية الجديدة التي, بسبب حريتها, ستسحب البساط حتما ً من منابر الطرح الاعلامي والصحافي التقليدية المتمثلة في التلفاز والمذياع وأركان النقاش الجامعية والندوات السياسية والادبية والمنتديات الفكرية المراقبة سلطويا ً والتي كانت الي زمن قريب تحاول تقنين اوتوجيه سياق الوعي وفقا لادبيات الاجتماع السوداني , الآن تمثل هذه السجالات بقضها وقضيضها مجالا اعلاميا ـــ او فسحة منبرية غيرملتزمة تجاه احد او مجاميع من الناس ـــ تصنع من الخطاب العنصري وخطابات اخري ساحة للاعترك المناطقي وفرصة للتجهير بالمسكوت عنه في تاريخ العلاقة ما بين المتساكنين في الصحاري والغابات والسهول وضفاف النيل, فضلا ً عن ذلك تنبئ عن ثمة خلل بين في رصيد فكرنا السياسي عموما ً, وكذا في حراكه العملي والذي ما يزال عاجزا ً عن ترقية ذاك المفهوم للهوية الي خطاب قومي نسبي في جمعيته يستوعب شتاتات الذهن المواطني الموزعة بين الافريقانية " غير المتماسكة معرفيا ً " عند محاولة شرح كيفية حيثياتها الثقافية و المسقطة دائما ً علي هذا المماحكات العنصرية كتقية لا تحمل لغة ولا دينا ً ولا تراكما ً حضاريا ً متحد البنية او قادر علي تحمل تبعات الانصراف او التخلي عن " العروبوية " المندغمة, هي الاخري, في طينة ايدلوجية الاسلام السياسي بإنتهازه الشللي /العشائري, وهي بأية حال ليست العروبوية ـ الفكرة المشابهة لفكرات الاتحاد الاوربي ,أو النمور الآسيوية او منظمة المؤتمرالاسلامي ـ التي قصد بها التضام الإستراتيجي في الجوانب الجيوبلتيكية. بين هذين البرزخين[ الافريقانية القحة عرقيا ً والعروبوية المهجنة ايديولوجيا ً ] تتوالي سجالات هؤلاء الكتاب لفضح من جهة شرخ الخطاب السلطوي التأريخي وسوداوية ممارسته التي جعلت من جنوب السودان ودارفور والشرق وجبال النوبة اثباتات دامغة لفشل مشاريعه في التنمية الوطنية والاقتصادية والمدينية, والفشل كذلك في تنمية العلاقة مع الجوار الاقليمي وتفادي حساسياته, والفشل في فهم قرطاسة الواقع الدولي, الفهم الذي يبعد عن التورط في تقاطعاته السياسية والحضارية والثقافية المتصارعة, وهناك الفشل في تنمية هياكل المؤسسات السياسية التشريعية والتنفيذية والدستورية وكذا المؤسسات الرقابية التي كان متوجب ان تسهم في تقليل فساد وإنحياز [ ممثلي الاثنيات الذين ينشطون قوميا ً] وهناك الفشل في تنمية ذهن الصفوات الثقافية والاعلامية والفنية والادارية الخدمية والتي كان متوجب كذلك ان تمتن ما يدعم العمل لخلق قومية سودانية, وأخيرا ً وليس آخرا ً الفشل في تنمية اسس الحوار حول خطابها المركزي ـ أي السلطة ـ المفتوح للتأويل بالضرورة, بوصفه يمثل "غازيتة" لضبط صادر ووارد الممارسة ومرجعاً لتنمية خطابات الهامش الفكري والثقافي والسياسي والصناعي والتجاري والفني والنقابي والاعلامي. عشائرية وإنتهازية الخطاب والممارسة السلطويين والتي وصلت قمتها عبر الوضع الحالي ـ فوقأ ً عن كونها أثارت إشكاليتين, عقدية وإثنية ما تزال مردوداتهما السلبية تغطي الفضاءات السياثقافية ـ ما كان بمقدورها ان تحدث تلك التنمويات المجتمعية حتي تقل الصدامات اللفظية لهؤلاء الكتاب الذين يتصارحون بالمسكوت عنه, وانما في احيان كثيرة تحمل هذه العشائرية في جوفها ـ بخلاف محاولة الكبت الثقافي للجماعات الشمالية النيلية الليبرالية ومنظمات المجتمع المدني ـ كبتا ً خفيا ً اخر لنماذج ما تسمي بالثقافات الشعبية. اضافة الي ذلك فان تلك العشائرية تاريخيا ً, بجانب هدمها الطبيعي لاية محاولات اصلاحية ديمقراطية شحيحة داخلها وداخل المتحصل عليه من الموروث السياسي أعاقت توظيف الخبرات الليبرالية في الخدمة العامة, وعاقبت انتماءاتهم لهؤلاء الاحزاب , مخافة ان ينخرو سرياً في بنيانها , ورغبة في تنعم وثراء نخبواتها فقط من السلطة. هذه العشائرية ايضا ً, وفي سبيل استمراريتها اهدرت توظيف المال العام لانشاء مشاريع استراتيجية عادلة في بعض الامصار السودانية تلك التي تساعد في تحقيق الرفاه الاجتماعي وسط هذه القطاعات الاثنية ولذلك بدا عراك هؤلاء الكتاب منتقما ً لهذا الصنيع وكافرا حتي بالاثنيات ذوي الاصول العربية جميعها ناسين ان السواد الاعظم من " المستعربين في الشمال النيلي ظلوا يسهمون اجتماعيا وثقافيا وسياسيا عبر التنظيمات السياسية في تعرية الانظمة التوتاليتارية القابعة في دست الحكم وهم أيضا ً المستعربين الذين من بينهم قادة فكرانيين وسياسيين اسسوا منهجياً لنقد هذه العشائرية " الاقلية" في استغلالها للعروبة والاسلام في تهميش الغرب والجنوب والشرق والشمال الذي لايناصرهم, كما انه لايمكن تحميل أغلبية الشمال النيلي وزر التخلف السوداني, إذ أن الباحث الحصيف في الولاءات التقليدية الحزبية للاحزاب الشمالية المستندة علي نوع مختلف لترجمة معاني العروبة والاسلام, ومؤمنة بالديقراطية حلا ً لمشاكل السودان سيري ان جذورها العميقة انما تمتد الي هوامش دارفور وكردفان والشرق وليس الي الشمال النيلي وحده, كما ان هناك نخبوات من الهامش المتظلم تنتمي الي الاتجاه الاسلاموي الذي بدا الان مدمرا ً لما تبقي من الهامش, كابتا ً اللامركزية االحقيقية للسلطة من جهة, ومن الجهة الاخري مدمرا ً الولاءات التقليدية للاحزاب المتبنية , كما اشرت, الي نموذج الثقافة العربية الاسلامية المختلف نوعا ً ما عن ما مارسته الديكتاتورية العسكرية والعسكرية الاسلامية, بمعني آخر ان الهامش كان لديه انتهازييه الكثر عبر السلطات الديكتاتورية , ولو ان البعض يحمل أحزاب الامة والاتحادي والجبهة الاسلامية أسباب التخلف , فإن سنارة أقلية الشمال النيلي المسيطرة تصطادهم من حيث يدرون أو لا, اذن فان هذا التعقيد في الصراع علي السلطة كان عميقا بحيث انه لم يدرك من قبل دعاة الخطاب العنصري المتأفرق الذين وجدوا في الكفر ب "عروبة السودان الثقافية حتي" مدخلا لمحاكمة كل السياثقافي السوداني الشديد التعقد, بل والاساءة اليه بلا ادني ترطيب لفظي, وربما يعود ذلك الغضب إلي فشل الانظمة الديمقراطية في الفترات القصار لحكمها في تأكيد جديتها في إنصاف الهامش المتظلم, بل وعجزها عن إمتلاك رؤية واضحة للمشاكل التي جابهتها في السلطة, والتهاون في المحافظة علي المكتسب الديمقراطي نفسه. علي جهة دعاة الخطاب العنصري المستعرب بقيت الكتابات الساخرة من بعض القبائل الافريقية الجذور مدخلا ً للثأر ضد المقالات التي انتقدت ما اسمتهم بالجلابة, والذين معرف بهم الي انهم يرمزون الي ابناء الشمال النيلي , وعلي هذا الاساس يلتقي فكر هؤلاء بصورة غير مباشرة مع الفكر التوليتاري السلطوي الذي ينطلق من تراث التأسلم والاستعراب فقط منهجا ً في التعامل السياسي لدولة الاقوام وهي ايضا ً دولة المعتقدات السماوية والوضعية التي تتباين بحدة في تفسيير علاقة الدولة بالمعتقد, وعلاقة المعتقد بالمجتمع ومن ثم الفرد والعالم والكون,. المسيحيون جمعيهم وأغلبية المستنيرين من المسلمين والمؤمنين بالسبر والكجور لا يؤمنون بثيوقراطية دولة لا يوحدها شئ مثلما توحدها حقوق المواطنة. إن طرح موضوعة المواطنة الحقيقية كحل لمشكل السودان لايقنع دعاة الخطاب العنصري المستعرب وبعض كثير منهم علي خلاف مع سلطة الانقاذ, في تخير مواقف اكثر ابتعادا ً عن الفكر القبائلي, بل ولا يقنع اندادهم اصحاب الخطاب العنصري المتأفرق بأحتمالية الوصول الي معالجة حذرة لهذا التعقيد السياسي حتي لا تستفيد السلطة من هذا العراك الذي حتما ً تتمني اشتعاله كما لو انه يضرب المعارضة الثقافية والسياسية في مقتل ويشغلها عن التوحد لمجابهة افعالها, وربما لايشك المرء مطلقا ً ان السلطة لقادرة علي توظيف اي شي لاحراج المعارضة. علي مثابة اخري , فانه لايمكن فحص هذه الكتابات المتعنصرة ما لم يتم درس الاثر الاستعماري والسلطوي التاريخي وكذلك الاقليمي في تذكية بؤرات التوتر العنصري في مخيلة البعض من السودانيين. علي جهة الاثر الاستعماري كان لامناص من عزل مناطق جغرافية محددة, وذلك هو ديدن الاستعمار الانجليزي, من الاندغام في لحمة وسداة النسيج الوطني السوداني, المناطق المقفولة بالنسبة للجنوب ـ وسياسة الحاكم " مور" تجاه قبيلة الزغاوة التي تعتبرمناطقها اكثر تخلفا ً في العالم وليس السودان فحسب وذلك بسبب ما واجهته القبيلة من حيف وظلم وأقصاء حتي بداية السبعينات. إنما علي مستوي الاثر السلطوي التاريخي , فإن سياسة الخليفة التعايشي التي يردها كثير من المؤرخين الي الموقف العنصري تجاه توليه خلافة الامام المهدي, لعبت دورا ً عظيما في ضعضعة الوحدة الوطنية التي سعي المهدي لتمتينها بالمصاهرة وتولية زعامات اقليمية علي مستوي اجهزة سلطته, وفي الحق ما يزال البطش الذي مارسته سلطة الخليفة آنذاك نحو بعض الجيوب القبائلية حاضرة ومترسبة في العقل الباطني لهؤلاء الكاتبين من ابناء الشمال النيلي وبعض من سوادهم الاعظم الذين يعبرون عن ذلك باشكال من "القفشات"ابناء غرب السودان نحو الغرابة في مجالسهم الخاصة, ينعكس تهميشهم والاخرين كذلك علي المستوي الدولتي المسكوت عنه, وإنه ما من شك ان الناظر الي طبيعة التكوين الهرمي للمناصب السيادية لما بعد دولة الاستقلال وحتي الان يلمح ان ذاك المسكوت عنه ينبجس في شكل تهميش مزر لابناء الغرب والجنوب وجبال النوبة والشرق , وهذا التهميش سهل الرؤية اذا نظرنا الي تخصيص الوزارات الخاوية عن الفاعلية, وذلك ما دعا احد الوزراء الجنوبيين للقول" نحن لسنا حيوانات او عمال حتي نضاف الي وزارات الثروة الحيوانية والعمل والسياحة", وللاسف ان هذا الوضع ما يزال مجسدا ً الي يومنا, فدولة السيد البشير يري انه من العدل الاسلامي وثوابته ان تكون الرئاسة ونيابتها للشمال النيلي , وأذا كانت الخارجية هي الاهم فللشمال النيلي ايضا ً, واذا كانت المالية والداخلية والاقتصاد والدفاع والاعلام اكثر بريقا ً فجميع مستوزريها هم من اهلنا في الشمال النيلي كذلك, اذن ماذا بقي من سيادة الدولة لاهل الهامش.؟ ان عدالة الاسلام او السماء سمها كما شئت لم تصبغ قلب المتأسلمين من اهل المؤتمر الوطني الذين امتلات اوداجهم واردافهم بالشحم بدلا ً عما تكون علي بطن رسول البشرية[ص] الذي كان يحزمها بالحجر من شدة المسغبة, كما انهم لم يعثروا ـ اي الإسلاميين عبر الارث الاسلامي كله علي قيم سيدنا عمر الذي كان رمزا ً للعدل الاجتماعي .ابعد من ذلك فقد اسهم " هؤلاء " في تأجيج الصراع الاثني عبر موالاة القبائل العربية الجذور في دارفور تجاه القبائل الافريقية ذات الغالبية المسلمة وبدت السلطة هنا كانما تمتهن استراتيجية استراتيجية قومية عروبية باطشة اكثر من كونها استراتيجية اسلاموية رحيمة مع " اخوانهم في الله والوطن والمصير, هذا برغم ان الاستراتيجية الاسلامية هي ما تسم الحركات الاسلامية في المنطقة كثابت من "ثوابتها" دونه خرط القتاد. هنا نلمس مفارقتين, الاولي هي تاجيج الفتن القبلية ومجافاة العدالة في النظر الي الاثنيات السودانية بوصفها كل واحد لاتفريق له, ولعل جوهر رسالة الاسلام هو تحقيق مثل العدالة الاجتماعية, وماذا يبقي من الاسلام اذا ما تم السطو علي اعز قيمه واحلالها بقيم شريرة يراد بها الاسهام في تفتيت عضد الممارسة الاجتماعية لسودان ما يزال تواقا ً للعدل والمساواة. حقا ً إن كل هذا الخلل السلطوي في ادارة شؤون الدولة منح هذه الكتابات العنصرية الدافع , الدافع الاقوي للطفو علي المنابر المفترض قوميتها لتشكل مهددا جديدا للمجهودات المبذولة لتشكيل قومية سودانية عبر اقلام كثير من المفكرين والمثقفين والسياسيين الذين يسعون لمراجعة هياكلها المعرفية ورتق ثقوبها العملية بالنقديين الثقافي والسياسي وصولا ً الي النموذج القومي الذي يروض "عقل العاطفة السودانية" و "عاطفة العقل السوداني " . فيما يتعلق بالاثر الجيوبولتيكي, كان هناك الامتداد السياسي للفكر العروبي القوموي , والسودان تاريخيا ًموسوم بدوره التجسيري في ادبيات السلطة لهذا الفكر الذي قاد الي شكل معين للدولة العربية ما بعد فترة الخمسينات التي شهدت مناسبات الاستقلال الوطني لاغلبية الدول العربية, وشهدت ايضا ً بلورة التنظيم السياسي الرسمي للعرب كافة. الدولة السودانية منذ ذلك الوقت اعتمدت علي فعل الاستعراب السياسي المستبد اكثر من اعتمادها علي تأكيد خصوصية السودان كقطر قوميات اقل ما تريد ان تحس به هو التنوع في مصادر فكر وعمل الدولة. إن ذلك الفكر العروبوي الذي اسئ استخدامه في السودان وفي بلدان عربية كثيرة اصبح الان يمثل عبئا ً علي الدولة القطرية رغم نبل مقصده ورغم التنظيرات العميقة لميشيل عفلق وشبلي العيثمي وصلاح بيطار والياس فرح ومحمد احمد خلف الله وكلوفيس مقصود وكذا الحصاد الفكري الكبير الذي قامت به المراكز الفكرية والثقافية في مصر وبيروت والمغرب. ولكن دائما ً تظل انتهازية السياسي وسرقته للمشرع الفكري هي السبب الاساس لهذا التردي العربي وكان نتاجه ان بدت هذه التعابير العنصرية السودانية متوائمة مع اخري عراقية وجزائرية وموريتانية ومصرية ولبنانية ليس من الصعب ان نقراها عبر كثير من مواقع الانترنت, بل وليس من الصعب التنبؤ بمردوداتها السلبية إن لم تسع النخب العربية لبحث الامر بتعقل وشجاعة متناهية في الاعتراف بالتظلمات العرقية القوية المحاججة والقادرة علي توظيف اللوجستية الاجنبية الجاهزة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وخدمة مصالحها. إن العرب الذين تجمعنا معهم عناصر اللغة والاسلام والمصالح الاستراتيجية في حاجة لمراجعة تراث القهر الفكري والسياسي والاجتماعي الذي ادي الي هذا النوع من المظالم الاثنية وقاد الي تعويق كل اسس التنمية العربية المنشودة من قبل اولئك النفر من المفكرين القوميين الاستراتيجيين. ويذكر في هذا الصدد ان الدكتور سعد الدين ايراهيم حكي لي انه انتبه استراتجيا ً في بواكير ثمانينات القرن الماضي الي مسألة التهميش الذي هو احد اسقاطات الفكر العرب علي واقع الحياة العربية, ودعا الي ما اسماه بمؤتمرالاقليات في الوطن العربي وذلك لمجابهة هذا التحدي الذي ربما سيلقي بظلاله السلبية علي الواقع الداخلي للاقطار العربية المتعددة الاثنيات في المستقبل المنظور, ولكن المفارقة كانت ان جميع الدول العربية رفضت اتاحة الفرصة لهذا المؤتمر الحيوي للانعقاد في واحدة من العواصم التي ما فتئت تستضيف الملتقيات الثقافية والفكرية التي تنتهي بمجرد بيانها الختامي الانشائي, وانسدت امام الدكتور سعد الدين كل التوسلات عبر الاصدقاء من النخبة الفكرية المشاركة في بعض الحكومات العربية, ولما انتظر ردها ًمن الزمان لم يجد آذانا صاغية إلا في قبرص التي استضافت المؤتمر, واذكر ان الدكتور حيدر ابراهيم شارك ببحث قيم عن الانتلجنسيا العربية. هذه الواقعة ترينا كيف ان الاستراتيجيا العربية قد عميت, او تعامت, من النظر الي هذه المسالة الحساسة التي تتعلق بالاستقرار السياسي العربي - ولم تنتبه هذه الاستراتيجيا حتي لقبول النقاش والحوار سبيلا ً لمراجعة التجربة من اجل تيسير استمراريتها. إن الانكي والامر ان صحافة السلطة الهادرة النباح شتمت ابراهيم ووصفته بانه عميل للاستعمار ويريد إثارة الاحن الطائفية والعرقية, ولعل المشاهد الان للواقع العربي يدرك ان الاكراد والجنوبيين وثوار دارفور لعبوا دورا ً كبيرا ًفي الاستعانة بالاجنبي لانصافهم مهما كلف ذلك من تشقق دعامة "الدولة العربية ", أما الاقباط الان فإنهم يسعون داخليا وعلي نحو اكبر في الخارج للتخلص من التهميش الحكومي والاجتماعي والتحرشات ضدهم من قبل بعض المتطرفين الاسلاميين, فيما يسعي البربر باستماتة لاحياء الامازيغية كلغة للتخاطب الرسمي والابداع والغناء, وهل ننسي الاكراد الذين يتوقون للخروج من الحمص العراقي بدولتهم المستقلة رغم معارضة سوريا وتركيا وايران. الحري بالقول انه كان يمكن تفادي هذه المثالب في ذاكرة الفكر القومي العروبي لو ان الفكرة الاستراتيجية الملهمة للدكتور سعد الدين وجدت آذانا ً لم يصبها الوغر, او نفوسا ً لم تأخذها العزة بالاثم, او عقولا ًعشعشت العصبية القبائلية في صماماتها. عودة للخطاب العنصري المتأفرق, يري المتابع لمسوغاته أن لا كبير مسؤولية تدمغ بطونه, فهو علي ناحية إستناده علي المظالم التأريخية الحقيقية التي لازمت حيوات القوميات التي يعبر عنها لا يعترف بل ويعدم الرؤية البديلة للتوحد مع السواد الاعظم المقهور من الشماليين النيليين ذوي الاصول العربية والافريقية والذين يمثلون غالبية المجتمع المدني والحزبي المنادية بمعالجة جراحات السودانيين السياسية بمبضع الحوار العقلاني الديمقراطي ـ الذي يوصل كما اشرنا إلي دولة المواطنة العادلة المساوية بين كافة السودانيين دونما اي تمييز للون او عرق او معتقد, وذلك كحل إستراتيجي يضمن وحدة السودان ويضمن في الآن ذاته تقدمه وسلامه إستقراره. مضافا ً إليه, ان الخطاب العنصري المتأفرق يكتسب صفته هكذا دون ان يشرح لنا ان هناك امكانية لثقافة افريقية " مختبرة " واحدة ـ قادرة علي ان تحمل في متونها مثل انسانية تؤكد اهمية الديمقراطية بلوازمها المعروفة مثل حقوق الانسان وشفافية الممارسة السياسية والاقتصادية والاعتراف بالآخر وحرية الصحافة وحرية الاديان و..و...و.., ولكن ما اعفانا النظر الي هذه الافريقانية من مآسي القتل والتطهير العرقي في رواندا وليبريا ونيجيريا وسيراليون وتشاد وزائير وبورندي وتنزانيا واثيوبيا ويوغندا والصومال وغير ذلك كثير, هذا بخلاف نتانة الفساد الحكومي والتهميش القبائلي والتورط مع الاجنبي في نهب الخيرات الافريقية وتآكل البنيات الخدمية والاقتصادية والتنموية وتفشي الاوبئة والامراض بسبب إهمال الرعاية الصحية, وبالحق ان كل ما صاحب الفشل السياسي والاجتماعي في بلداننا إنما ينطبق علي غالبية الدول الافريقية, وذلك ما دعا البروفيسو الكيني المزروعي للقول بعودة الاستعمار ثانية كبديل افضل لانتهاكات النخبة الافريقية لكل شأن يتعلق بحقوق المواطنيين. عموما ً ان الخطاب العنصري المتأفرق مثله مثل نديده المستعرب, فهو يوظف اية سانحة لإثارة قضاياه ضد الشماليين النيليين ويعدم الحكمة في التفريق بين النخبوات السلطوية والاخري التي تؤمن بضرورة رد مظالم اهل الهامش, اكثر من ذلك فإن هؤلاء المتأفرقين يثيرون بخطابهم ذاك حتي الشماليين النيليين الذين يتعاطفون مع المظالم الحقيقية هنا وهناك, ويحرجونهم أمام الغالبية, غير ان كل هذا ربما يجعل المرء يفكر حول ما إذا كان للنظام الاسلاموي مصلحة في دفع هذا النقاش علي ذلك النحو وبما يفيده ولأجل ان تكون هناك إيحاءات واشارات ان ثورات دارفور والشرق وجبال النوبة إنما هي محاولات عنصرية لإنتاج زنزبار جديدة وبالتالي تقوم السلطة بالإستشهاد بهذا الخطاب المتأفرق علي اساس انه الواجهة الفكرية لهذه الثورات. إن الواقع يؤكد علي ان المظالم الشاملة التي واجهت الهامش السوداني, الافريقي الجذور والعربي أيضا ً, انما هو من الصعوبة إنكارها إلا اذا كان هناك هدف آخر ربما هو استدامة المشكل السوداني. وصحيح ان هنالك تفاوتا كبيرا في التوظيف الحكومي والاداء الخدمي هنا وهناك من بقاع السودان, ولكن فان السبل الكفيلة بمعالجة هذا الخلل يتطلب معالجة قومية النشأة, وللاسف لاتتوافر الآن, وسعي مستمر لانجاز الديمقراطية والاحتكام بها كنظام سياسي وحيد قادر علي تطوير الاداء السياسي السوداني للتعامل مع هذه المنغصات للوحدة الوطنية وفي الوقت نفسه لابد من الأعتراف الحقيقي ان البنيات السياسية للمعارضة تفتقد القدرة علي الاصلاح الداخلي لفكرها الذي يستوعب الطاقات السودانية. الي ذللك ان تنامي او تصاعد الخطاب العنصري السوداني يكشف في جانب عن عجز النخب السابقة والراهنة في إستنان احزاب سياسية قومية حقيقية, وفاعلة علي ناحية التعبير عن اشواق السواد الاعظم من السودانيين دون ان يحس واحدهم إنها تتخذ مرجعيات مناطقية او دينية وللحق ما يزال السودان يفتقد ذلك الحزب الذي تكون عضوية مكتبه السياسي وعضويته القاعدية ممثلة بكل عدل لجميع مناطق السودان, حزب لا يحس المرء انه دخيل فيه او لايعبر عن قاعدة اهله, وقد كان التمني ان يخوض اليسار السوداني لجة هذا التحدي باعتباره الاكثر عمقا في تحليل الواقع السوداني, ولكن بدا ان هذا اليسار يعاني من مشاكل منهجية وتنظيمية هي محل دراسته الآن, كما ان طرفا ً منه اتخذ من القومية العربية منهجا لمعالجة الاشكال السوداني. إن منجاة السودانيين من واقعهم الكئيب ومن هذه الدعوة الخطيرة لتفريقهم الي قبائل وجغرافيات محتربة بدلا ًمن ان تكون متجانسة في إطار التنوع هو فضح هذه الخطابات معرفيا وقوميا بدلا عن الصمت النخبوي حيالها, بينما لا يشك المرء ان السلطة الحاكمة وبعض جيوبها يصبون الزيت في نار العرقية المتعصبة حتي ينشغل الناس بها وعنها.
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
عييييييك!
ابكر ياحليلك، وينــــــك انت علي قول "يوسب" الموصلي صاحبي؟ بجيك صادي في الويك اند، ياريت الم فيك.
ابنوس،
ياهو كلامنا ذاتو مشي او جي بس في توب "لطيف"، "اليف"، او "راقي" علي قول جلابة المنبر او "الوسط النيلي" كماتسميهم، تمليسا!
انا ماعارف انت ملاوز من شنو، تسووي الطبطبة دي كلها، والدم فات الركب بي غادي؟
ياخي الموت بالملايين، وانت تسوي مافي غبائن؟
حكمتو بالغة!
الكلام قولو حاف، حار ،جاف صيفا، ممطر شتاءا!
لانو سندروم الoblivion ناموس من نوامس هيمنة الاقلية علي الاغلبية، بطول وعرض كل الثقافات تقريبا.
لذلك ديدنا هو الوخز بالابر او الصعق بالكهربة، وهذا يساعد علي استعادة الوعي!
اما ذي تمليسك المرطب ده، فقط يبعث بعد النوم علي الشخير، وبصوت عال، غير انو بحول واقع محارق التطهير لي ترف ذهني، في حالة تصالح تام مع واقع يعتبر بؤرة ماساة العالم المعاصر كلو، في اللحظة دي.
صلاح شعيب جاييك،
صراحة بتعجب من تبنيك لي خط الخطاب الجلابي، الجهوي!
اكرر، مافي منطقة وسطي او رمادية مابين كومين الصراع في بلدنا. فانت تبع ياتو كوم؟ ماتنسي سؤالي الازلي الانت جاكي منو الي الان:
كماادعيت من قبل، ماهي المكونات او المكون العربي لي ثقافتنا الذنجية الافريقية؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: أبكر آدم إسماعيل)
|
الاخ العزيز/ ابنوس
تحية طيبة...
هذا موضوع مهم وجيد وهو فى اعتقادى يناقش اشياء هامة كان لها أثر كبير جداً فى تعميم تجربة ثقافة الوسط ( الثقافة الاسلاموعربية) فى السودان فامدرمان لم تكتفى بدورها فى محيطها فقط يا صديقى بل نجدها عممت تجربتها على كل اجزاء السودان ، والى الان هى المركز الطليعى لانتشار ثقافة الوسط ، معطيه نفسها (منفستو) اعادة انتاج الاخرين وفق ما يراه انسانها فقط، واذما رجعنا الى تاريخ نشاتها كمدينة سنجد ان ما تم فى امدرمان يمثل اكبر عقبة حقيقية واجهة انسان السودان من غير ابناء الثقافة (الاسلامية العربية) وهنا انا افرق مابين الثقافة ( الاسلاموعربية والا الاسلامية العربية) ، فالاولى هى ايديلوجية تعمل على انتاج الاخرين قصراً وفق مخيلاتها، ام الثانية فهى تمثل ثقافة لبعض المجموعات العرقية فى السودان ، لكن هكذا شاء القدر ان تعمل امدرمان كمدينة جهدها فى التجريف للمصطلحين والباثه لبوث الايديلوجيا ، فكانت امدرمان اكبر مركز انسانى لقهر الانسانية فى السودان. هذا ربما يكون تعميم يغيب الصورة المراده هنا لكنى على وعد ان اعود فى كل مرة قليلاً الى هذا الخيط..
عزيزى/ ابنوس اسمح لى بى تخريمة صغيرة ابكر ادم ازيك يازول شنو يعنى نسيتنا خلاص فى قصص كتيره عايزك تسمعه ياخى انا لفيت لف كتير وزرت كل الاصدقاء اظهر ياخ فى نضم كتير بيناتا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)
|
أوكي جينا أول حاجة الـ"حكاية" البتتحكي لينا في الإذاعة والتلفزيون والمنابر والجرايد والمجلات وكل الحاجات العندها السلطة، بالإضافة للقعدات والونسات عن أم درمان دي نموذج لما يسمى بالسرديات الكبرى: قصة تخترعها جماعة مسيطرة وتقوم بنشرها وتدويرها ليصدقها الناس ثم تتخذ أساسا لتمرير فرضيات هذه الجماعة الأيدولوجية المسبقة. في رأيي الكلام عن قومية أم درمان دة خرافة (يعني ما تامي أسطورة) زي باقي الخرافات الكتيرة الفي السودان. ليه؟ الصبر.. حنوريكم ليه. طبعا لأنو ناس المركزية والناس المستتبعين ليهم ضافرين ليك الناس ضفر خرافي فما كان في حد قادر يسأل الأسئلة البسألها جيلنا الحالي، وطبعا دة لملابسات الظرف التاريخي الما كان بسمح بأسئلة زي دي. وعشان كدة في ناس مصدقين "الحكاية؛" مش مصدقنها وبس، وإنما خالقة ليهم عقبة ابستمولوجية/معرفية من الناحية الفكرية (جاستون باشلار بفتكر إنو معرفة الناس السابقة/المشكلة (بتشديد الكاف) بتعيق قدرتهم على إكتشاف الحقائق القائمة أو الجديدة)، ما بقدروا يتصوروا كلمة "قومية" دي إلا من خلال "مجسد" أمدرمان، والمجسد دة كمان خالق حاجة بسموها ناس علم النفس الـ Functional fixedness دي ما عارف يترجموها كيف؟ لكن ببساطة لو قام خالك أداك قربة ودلو مقدود وقال ليك أمشي أزقى الحمار إنت حتتحير قدام البير وتاخد زمن طويل خالص قبل ما تخلص إلى فكرة إنك ممكن تستعمل القربة كـ"دلو"، ليه، لأنو القربة في راسي وراسك مخلوقة عشان يملوها بالدلو مش هي زاتا تستعمل كدلو. وطبعا أدروب إستفاد من الحتة في قصتواللذيذة ديك. وللناس الما عارفين حكاية أدروب ـ والعهدة على أخونا هاشم نوريت ـ إنو ادروب بعد ما ينتهي من الشغل في المينا يجي شايل ليهو جردل مليان رملة، يقوم البوليس يفتش فوق تحت ما يلقى حاجة، البوليس إتحير، ولما يئس طلب من أدروب يوريهو بالضبط هو قاعد يسرق شنو بعد ما أداهو الأمان، طلع إنو أدروب كان بسرق الجرادل ومدقس البوليس بحكاية الرملة (المصدر: هاشم نوريت)!! فالحصل للبوليس دة إسمه الحاجة المكتوبة بالإنكليزي الفوق دي. فالجماعة ديل لأنو كل أجهزة الدولة (زي الإذاعة والتلفزيون والجرايد والبرايد وقبلهم المدرسة وحاجات تانية كتيرة) كـ Social Agencies كانت وما تزال مواعين موظفة إقصائيا لأداء الدور الأيديلوجي للمركزية البعرف ـ بتشديد الراء ـ القومية بمنطق الثعلب في حظيرة الدجاج، وفق قوانين ما يسمى ببوتقة الإنصهار، فلامن تجي تقول ليهم ياخي أم درمان دي حقتكم إنتو بس، بندهشوا خالص من حقيقة بسيطة زي دي، وما بقدروا يتصوروا إنو المواعين دي ممكن يتم إستعمالا في حاجات تانية كتيرة. طيب، ممكن يجي واحد يقول ليك المشكلة شنو في "بوتقة الإنصهار دي،" أوكي: بوتقة الإنصهار دي (حسب ما هي مطروحة ومنمذجة) نظرية ثعلبية، يعني أي زول بتبناها يا غاش يا مغشوش. كيف؟ لأن أساس التفاعل فيها هو علاقة سائد/مسود Dominant/subordinate ودة بودي لنتيجتين ما بتفصلوا من بعض: الأولانية أنو السائد بصبح، لا محالة، الشخصية المعيارية، ودة بودي للنتيجة البعديها وهي أن المنتوج العام (ما يسمى بثقافة أمدرمان"القومية إفتراضا") هو في الواقع ما تفرضه الشخصية المعيارية في البوتقة، لأن منتوج التابع إما يكون خضع لمعايير الشخصية المعيارية في العلاقة، أو في حال خروجه على هذه المعايير فمكانه سلة مهملات التأريخ أوفي أقل الحالات سوءا الزاوية البرانية القاعدة فيها ـ ما يطلق عليه (كمثال فقط) ـ الأغنية الشاقية، البجاوية، الكردفانية، الدارفورية، الجنوبية، النوبية، إلخ، وبالتالي منتوج التابع في بوتقة الإنصهار لا تنطبق عليه شروط الـ Appropriation لأنو التابع دة مش نهر بتجي الروافد بتكب فيهو، أنما هو في الواقع رافد بتكب في نهر سيدو، اللهو الشخصية المعيارية. إنتو قايلين البكي بتاع ناس ناس كتار في الحقيبة وغير الحقيبة دة كله عشان شنو؟ بعدين الشخصية المعيارية دي زاتا في جواها في شخصية معيارية ـ شفت كيف!! يعني في جوة قريش زاتا في "بني أمية". حنشوف الكلام دة بعد شوية.
ثم إشمعنى يعني مدني مش قومية، وإشمعنى مش الأبيض أو دنقلا أو بورسودان أو نيالا أو الدلنج؟ إشمعنى يعني؟؟؟ طبعا السؤال دة إجاباتو عندهم، كناس متمرسين في الجدل، سهلة، ومكارة جدا، ممكن يقولوا ليك إحنا ما قلنا مدني والأبيض ديل ما قوميات ـ ما تقولنا كلام ما قلناه. أو يقولوا ليك نحن معترفين بقومية مدني والدلنج والفرشاية زاتا ـ بدون دليل طبعا، إنما إعتراف والسلام. وبكدة بفتكروا إنهم خلاص حسموا المسألة، والناس الما متاحة ليهم الفرصة إنهم يقروا ميشيل فوكو، وكلامو عن مفهوم الخطاب وقوانينو، وما متاحة ليهم يلقطوا حقيقة إنو الزول ممكن يقول حاجة بدون ما يقولها، مش بالمعنى بتاع التصريح والتلميح البسيط دة إنما بالمعنى التاني المعقد بتاع البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، الناس الما متاح ليها دة تاكل قرض وتمشي تنوم بغباينها، أو تألف شعرها وتعمل أغانيها وتسلكها بطريقتها وتعمل كل حاجاتها الما تامة "قومية" دي لحدي ما ربك يفتح ليها ببركات سيدي الحسن أب قبة لبنية (خلينا نركز في الشعر والغنا بس عشان خاطر ناس أمدرمان "القومية" مع إنو كلمة ثقافة دي أكبر بكتير من الحاجات البفرضوها على إنها "الـ"ثقافة). دة بخصوص قلنا وما قلنا. نجي لقصة معترفين، طيب لامن إنتو معترفين، إشمعنى يعني محتكرين الوظيفة بتاعة القومية دي لأمدرمان براها كدة؟ (دة إذا طلع إنو في قومية من أساسو)؟ محسوبية يعني؟ ما تدوا ناس "القدارف" ديل معاكم حبة ياخي!! وبكدة السؤال يظل قائم، إشمعنى؟
أوكي خليك من الكلام البرة برة دة ونخش في عضمة أم درمان دي زاتا؟ قومية كيف؟ وبي وين؟ أمسك أقرب مثلث موردة/هاشماب/عباسية حيقول ليك التمازج الثقافي والعرقي وزي كلام أخونا سراندر الفوق دة أبدأ من آخرها، قول لي ناس عباسية ديل يا تو ثقافة المازجو بيها وياتو عرق الصاهروا بيهو ناس الهاشماب ؟ طبعا الأجابة بتزعج ناس كتار خالص، وما حأفكها بالمجان كدة، وأخلي أخوانا ناس عباسية/هاشماب/موردة يفكرو ويدونا إجابتهم. لكن لحدي ما نجي راجعين، بالله يا "سديخي" فتش أو خلي الجماعة يفتشوا ليك على مقال خالد الكد خالد حسين الكد؛ "الأفندية ومفهوم القومية في الثلاثين سنة التي أعقبت الفتح في السودان 1898ـ 1928م"، مجلة الدراسات السودانية، العدد الأول، المجلد الثاني عشر، 1992م، صـ صـ 44ـ76. والمجلة بالمناسبة موجودة في مكتبة معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية "الآفروويشن"
ونواصل
أبكر آدم إسماعيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: أبكر آدم إسماعيل)
|
أخونا أبكر جيدا جيت ورمضانك كريم....مركزية أمدرمان إطلاق كل لذات محدده لا بل لحويصله لا تتجاوز المنشيه والرياض والمعموره...وهنالك من يقيم فى دايميتر أمدرمان على بعد بضعة كيلو مترات من مركزها ولكن لسانهم وحالهم يختلف من لسانها وحالها يأتونها بالبرسيم باللورى ويشترونه منها بالقنطار ويأتوها بالبن بالتمنه ويشترونه منها سوهاجه فى كباية الشاى وياتون بالبصل باللورى كذلك ويشترونه بالملوه ويأتونها ضراعهم أخضر ويخرجون منها ضهرهم يابس...وذلك ليس حال أمدرمان فحسب ولكن مدنى والأبيض وكسلا ومدنى والدلنج ولكن تقل فاعلية منشياتها ورياضاتها...فكل من تلك لها قوة جذب ولها أسباب إرضاء ولها أسباب سخط فإذ كنا فى رحلة بحث عن مواطن العله فكيف يتثنى لنا العلاج العملى لذلك الطاعون المزمن وما زال السودان يفرغ أهله فى الخرطوم وما زال أهلها تنتزع حقوقهم بخطط إسكانيه وبدون حطط وتنزع ثقافتهم بفرض ثقافات وافده مجبورة أو برغبه وأحسب أن الهامش يبدأ كبيرا من أمدرمان ويصغر كلما ما أبتعد عنها...........
ولك يا أبكر ولأبنوس الود والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Sidgi Kaballo)
|
الاعزاء
الدكتور ابكر آدم ، لك التحايا ، في البدء ما زلت ومعي يحي فضل الله في إنتظار مرورك في طريق العودة .. أتمنى ان تكون بخير .
لقد صدّرت أم درمان أكذوبة كبيرة ، والمؤسف إن أبناء ام درمان يعتقدون إن تلك الخدعة يمكن أن تستمر ، رغم هشاشة الدفوعات التي ظلوا يسوقونها ، مثل بوتقة أنصهرت فيها الثقافات ، وأم درمان الحضارة والتاريخ ، والعاصمة الوطنية وغيرها من الكلمات التي لا تستر عري الحقيقة البائن في حيشان ود نوباوي خليك من تمش العباسية ولا الموردة ، وأذكر إن هنالك مجموعة أطلقت على نفسها( رابطة أبناء أم درمان بأم درمان) على ما أعتقد ، وهذه الرابطة تشترط في عضويتها إنتماء الجد لأمدرمان ، رغم إن جدودنا الماتوا في أم دبيكرات غير معترف بهم كأمدرمانيين أصيلين أكثر من جدود من جاء بعد ما سمى بالفتح الثاني . أم درمان الجرائد واللغة والدلوكة وسيرتها ، وصحفها وجرائدها كلها تقاتل من أجل سيادة نموزجها المهترئ ، والذي صهر ثقافات الاخرين لكي يحرقها بخوراً لما لنموزجها ذاك . الغبائن التي أعنيها تلك التي تتجاوز لغة الحوار ، ويتعلل بها ابناء ام درمان لعدم الخوض معنا في التفاصيل ، ولذلك أعلن لا توجد غبائن ولكن توجد حقائق يجب أن تقال ، ويجب أن يأتي كل منا بحججه وبراهينه ، وكما سردت أنت . انا مثلك أنفي قومية أم درمان ، وقومية جرائدها ووظائفها ومسرحها ودلوكتها وكل ما فيها لا علاقة له بالمسمى - قومية - بل هو تكريس لثقافة واحدة ربما تأخذ من الآخر لتغذي إستمرايرتها ، ولكنها أبداً لا تأخذ من الآخر إعترافا بحقه في الاجهزة المسماة قومية ( الحيشان التلاتة ) . هذه حيشان تقبل الآخر بشروطها ، فقبول عمر إحساس مثلاً مرتبط بأداء اغنية حقيبة وغيره كي يعبر مطالب بالكثير والكثير . توجد دوافع كثيرة للقتال يا ابكر ومنها هذا .
الاخ العزيز بشاشة : شكراً لدخولك ، وأعتقد إننا يمكن أن نلتقي في نقاط كثيرة سبق أن أشرت لك للإنتباه لها ، وقد لا نختلف في الوجهة ولكن نختلف في الوسيلة ، فمثل تلك اللغة التي تدعوني لإستخدامها غير مجدية حسب تقديري ، وهذا الصراع طويل ولكن له محصلة نهائية فلماذا لا تروض حصان لغتك لكي يعبر عن ما تراه بدلاً من إنهاكه في جرية واحدة ؟
الأخ سفيان نابري يا رجل وينك . وشكراً لمداخلتك وأتمنى عودتك فهذا موضوع طويل وانا بدأت فيه شخبطات فقط لكي تفتح لنا طريق .. وبإنتظارك .
الاخ منصور المفتاح : شكراً يا صديقي للمداخلة ، وأعتقد إن أم درمان همشت الكثيرين وجدعت نحاسهم على جبل ، وإن الشعور بهذه المظلمة حق طبيعي يجب أن لا يهمل ، ومرحب بك سواء من جبيل الطين او من أبو سعد التي يزحف أهلها كلما زحفت عليهم المدينة حتى فاتوا الجامعة الاسلامية بهناك ولسة مصعدين . أم درمان التي أعنيها هي أم درمان مستهبلة جداً لها لكل سهرة توب ، ولكنها أبداً لن تغير جلدها .. وحبر مطابعها يرش ورق الجرائد ليغطي الحقيقة ، وتلفزيونها يجلب الوجوه من كل أطراف البلاد ليقول نحن قوميين ولكن وجهها أعلى ، ومنابرها ترغي وتذبد لكي تداري الاكذوبة .. هذا ما عنيت .
الدكتور صدقي كبلو سلامات . وسعيد بوجودك في حوشنا ، وأعتقد اسهامك في هذا الشأن سيكون إضافة حقيقية .
والأسئلة الملحة كثيرة ، ولا مفر من الخوض فيها ، ففي ظل الظرف الحالي لابد من صحيان كامل لكي يكون للفعل نتيجة .. وقلنا نطعن الفيل عديل .. فقد تعبنا من طعن الضل . بإنتظار عودتك .
وسأعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
الإختلاف في الثقافه، هو أحد العوامل الأساسيه لبناء نسيج الدوله الصحيحه المعافيه. لكن ، من نشأ وهو يعتقد أن هنالك شيئ آخر كان المسئول عن ذلك الإختلاف ، فهو لايمكن أن يتقبل النقد بل يعًزيه إلي مؤامرات و دسائس ..ألخ. بل يستوجب علينا دحض تلك الفريه لكي يتثني لنا التقدم في مضمار قبول التعدد الموجود في الأطراف ، ليكتمل الصهر الحقيقي لأم درمان وبقية المدن السودانيه. لأنو ، لايمكن تصور التغير لناس ما بتؤمن بالتغير نفسه، ومن باب أولي عندما نمر بالمـاضي أن نمر عليه بهدف المعرفه وليس بهدف التقديس والركون إليه. كما ظلت أم درمان تقدس ثقافات معيًنه وهي ظلت حبيستها سنين ، وتلك الثقافه نفسهالا تمثل الكل. العلاج بيكمن في المنهج الدراسي عندنا، لأنه بيساعد علي الإنفراد ولا يحث علي العمل الجماعي. تجد المعلم يلقي المحاضره وتكون مسئولية الطالب التلقي بمفرده ولا يطلب منه مشاركة الآخرين بنفس الفصل الدراسي، ولا بتكون هنالك أدني أهميه لتعويد الطالب من داخل الفصل معرفه وأهمية العمل الجماعي الذي بدوره يوطد علاقته بالآخر، وعندما يتخرج الطالب ليباشر العمل ، تجده يعمل وهو منفرد ولا يعرف الخطوط الأساسيه لفائدة العمل الجماعي لانو ما تعلمها في الأكاديميه ، ففاقد الشيئ لا يعطيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
Quote: بفتش لكتاب هوبسباوم |
Hello Mr.abaker ismail
Quote: هوبسباوم يعي التاريخ ولا يتعاطف معه, أوقات مثيرة للاهتمام
تأليف: إيريك هوبسباوم الناشر: دار آلان لين ـ لندن 2002 الصفحات: 438 صفحة من القطع الكبير ايرك جون ارنست هوبسباوم من مواليد الإسكندرية في سنة 1917. أمضى طفولته في النمسا وألمانيا، غادر برلين الى بريطانيا في 1933 وهو في الخامسة عشرة، وأكمل تعليمه بجامعتي لندن وكامبردج، حيث عمل استاذاً للتاريخ كما عمل استاذاً زائراً بأكاديمية البحوث الإجتماعية بنيويورك. عن دار ألان لين للنشر صدر له في سبتمبر الماضي كتاب في السيرة الذاتية بعنوان «أوقات مثيرة للإهتمام» وهو من الأعمال التي تسلط الضوء على حياته المتميزة بالإلتزام تجاه أفكاره السياسية وتداعياتها. وإذا كان هوبسباوم في مؤلفاته السابقة ومنها كتاب «عصر التطرف» 1994 الذي ترجم الى 37 لغة أجنبية قد اقتصر على الإشارة الى مرحلة معينة من حياته تمتد ما بين الحرب العالمية الأولى ومرحلة انهيار الإتحاد السوفييتي في سنة 1991 فإن أوقات مثيرة للإهتمام حسبما يعترف هو ما يشكل رد الفعل العنيف الذي يسلط الضوء على تاريخ العالم من منظوره الخاص. عندما وصل هتلر الى السلطة كان هوبسباوم لا يزال تلميذاً بإحدى مدارس برلين عندها أصبح كما يقول يعرف أنه كان يمر بمنعطف تاريخي مهم «كان من المستحيل على الإطلاق البقاء خارج السياسة» ومن ثم فإن من نافل القول الإدعاء بأن تلك المرحلة ظلت تحدد الى الآن عالمه الأخلاقي. في إحدى مقابلاته التي أجريت معه في سنة 1995 ولدى سؤاله عما إذا كانت فكرة اليسارية تستحق أي اهتمام أجاب بأنها تستحقه، وبسؤاله عما إذا كانت تستحق كل تلك التضحيات بالأرواح التي أزهقتها الشيوعية، رد بالإيجاب موضحا ذلك هو ما كانوا يشعرون به في أثناء خوضهم غمار الحرب العالمية الثانية، وهو ما يدعوك كقاريء الى التفكير في مارتن ايميس وكتابه الجديد «كوبا الرهيب : الإبتهاج والعشرون مليونا» الذي يهاجم فيه ستألين ويصف فيه إجابة هوبسباوم تلك بأنها «مشينة» وعلى أية حال فإن الكتابين كوبا الرهيب وأوقات مثيرة للإهتمام يتزامنان من حيث صدورهما. وفي واقع الأمر، فإن هوبسباوم ينظر اليه الآن باعتباره أهم مؤرخ بريطاني وأوروبي معاصر. وعلى المستوى نفسه ينظر الى علاقته الجدلية بالسياسة وبالحزب الشيوعي البريطاني (1936 - 1991) وسمعته كأكاديمي وحسبما يرى الكثيرون فإن إعادة الإعتبار له في بريطانيا ربما كانت تأتي الآن متأخرة جداً بالنسبة لإنجازه منذ انضمامه للعمل في الوسط الأكاديمي وحتى اللحظة التي حصل فيها على التكريم من قبل حزب العمال البريطاني خلال المراحل الأولى من استلامه شئون السياسة البريطانية أو اصداره هذا العمل. إن هوبسباوم ومنذ مجيئه الى بريطانيا صبيا في الخامسة عشرة من العمر ظل شخصية مؤثرة ومثيرة للجدل، ولعل أكثر ما أثار حوله هذه الشعور هو كونه المؤرخ اليساري العنيد. ومن يعرفه جيداً يعرف كذلك أن كتابته التحريضية حول الشخصيات الإستثنائية الثورية والمنتمية الى الطبقة الكادحة كانت ولا تزال تشكل في حد ذاتها مصدراً للالهام بالنسبة لجيل من الباحثين امتد من الستينيات الى السبعينيات. ولعل ثلاثيته التي يرسم من خلالها خارطة تاريخية لنشوء الرأسمالية وتطورها «مرحلة الثورة 1962، مرحلة رأس المال 1975، مرحلة الإمبراطورية 1987» قد تحولت في حد ذاته الى عمل موسوعي مهم. يقول بن بيملوت من جامعة لندن «إن شيئاً كالتعددية اللغوية والإلمام الجيد بتاريخ وثقافة وسط أوروبا جعلت هوبسباوم يفكر على هذا النحو غير العادي الهاديء، وفيما هو ينظر الى التاريخ بوصفه عملية إماطة لثام عن الأنماط و الآليات التي تعمل على تحول العالم فإن يساريته تشكل باستمرار» أداة وليس قيداً «فهو غير دياليكتيكي ميال الى الجدل أو متبعاً لمنهج حزبي». وكما يصفه زميله الأكاديمي ستيورت هول فإنه أحد هؤلاء المؤرخين القلائل الذين يأخذهم الناس الذين يختلفون معهم سياسياً على محمل الجد. والواقع أن هوبسباوم كان قد نقل معه هذه العقلية الشديدة المرونة المتأثرة بنشأته متنقلاً بين العديد من الثقافات التي ظل يوائم بينها منذ قدومه الى بريطانيا. فهو بوصفه ابن تاجر متجول ولد في الإسكندرية في سنة 1917 لأب بريطاني ينحدر من أصول بولندية تعود الى القرن التاسع عشر وجد نفسه في سنة 1931يغادر النمسا بعد رحيل أبويه عن الدنيا ليعيش مع أقارب له في برلين قد أصبح على تماس تام مع شخصية المؤرخ التي اسهمت في تكوينها الأحداث التاريخية المتلاحقه وعلى رأسها تلك الخصوصية المميزة لألمانيا» في ألمانيا لم يكن هناك خيار أو ليبرالية». في سنة 1933 غادرت أسرته المانيا لتستقر في بريطانيا وهناك كان يمضي معظم وقته في قراءة الكتب التي كانت تعج بها المكتبة القريبة من منزله وفي تلك المرحلة بدأت علاقته باليسار البريطاني التي سرعان ما تطورت في أثناء دراسته الجامعية في كامبردج على الرغم من محاولته النأي بنفسه عن العمل على خدمة السوفييت كأحد المتطوعين في فرق التجسس المعروفة في ذلك الوقت. إلا أنه في أعقاب توقيع معاهدة عدم الإعتداء بين هتلر ستالين كان شديد التعاطف مع القوى السياسية اليسارية الغربية في حربها ضد الشيوعية عوضا عن النازية حتى اللحظة التي تعرضت فيها فرنسا للغزو الألماني في سنة 1940 واكتشافه تلك المفارقة كما يقول. في حياة هوبسباوم سلسلة من الإخفاقات العاطفية والعملية بدأ أولها بزواجه من موريل سيمان في سنة 1943 رفيقته في الحزب الشيوعي البريطاني ثم انفصالهما في سنة 1951 بعد علاقة مضطربة لم يكتب لها بعدها أن تعيش سوى سنوات قليلة لكي تلقى حتفها في حادث سيارة مع الرجل الذي ارتبطت به لاحقاً وكما يقول فهو «لم يرها بعد ذلك قط» وحتى علاقاته بنساء اخريات لم يكتب لها النجاح ومن بينها علاقته بالمرأة التي أنجبت ابنه الوحيد. إلا أن شيئاً من التغيير كان قد طرأ على حياته العاطفية كما يعترف بزواجه من مارلين سكوارز سنة 1962 حيث يقول: «لقد أحدثت انقلاباً عاطفياً لم أتوقعه في حياتي على الإطلاق. ففي تلك المرحلة سافر الى كوبا وباريس والتقى بعدد من الشخصيات المهمة فيما ظل محافظاً على موقفه المحايد تجاه موضوعات مهمة منها قضايا المرأة على الرغم من إشارته الى الدور المهم الذي شكله ظهور الحركة النسائية كاحدى المفارقات الرئيسية في التاريخ السياسي البريطاني في القرن العشرين. المرة الثانية التي عاد فيها هوبسباوم الى كامبردج كانت في سنة 1947 وفي تلك الأثناء كان يواصل انجاز دراسته حول الجمعية الفابية الإنجليزية الساعية الى نشر المباديء الإشتراكية بالوسائل السلمية ومن حيث المبدأ كان قد تقدم بهذه الدراسة لنيل شهادة الدكتوراه. بعد تخرجه عمل محاضراً بجامعة لندن وكناشط سياسي كانت من المراحل الأكثر صعوبة بالنسبة له تعرض خلالها للرفض من قبل العديد من المؤسسات الأكاديمية وعلى الرغم من ضخامة انجازه لم تتح له فرصة العمل مرة أخرى كأستاذ للتاريخ في بيربيك إلا في سنة 1970. أهم عملين نشرهما هما «مشهد موسيقى الجاز» و«ثوار من الطراز العتيق» وجاء نشرهما متزامناً في سنة 1959 يأتي بعدهما عصر الثورة 1962 «العمالة» 1964 «التسعينيات امة والقومية» «والقرن الجديد» 1999. والواقع أن هوبسباوم كان ينتمي على الصعيد السياسي الى مجموعة التي ضمت كذلك كتاب مثل إي. ب. تومسون وكريستوفر هيل وفي سنة 1952 اسهم في تأسيس مجلة باست آند بريزنت «الماضي والحاضر» التاريخية المتخصصة التي اشتملت على مساهمات العديد من الكتاب غير اليساريين الذين تمكنوا من ارتياد آفاق التاريخ الإجتماعي وقلبه رأساً على عقب. وبالنسبة للكثيرين فإن هوبسباوم كان قد قام كما يقول روي فوستر بنقل تاريخ بريطانيا الإجتماعي وتاريخ الحركة العمالية فيها الى مرحلة مثيرة للاهتمام شديدة التأثر بالمناخ الثقافي الأوروبي من الموسيقى الرومانسية الى الثقافة الغذائية والأزياء المميزة لأفراد الطبقة الكادحة في الوقت الذي كان يكتب فيه عن عصابات شيكاغو والمافيا الإيطالية. وعلى العكس من زملائه الماركسيين فقد تبنى وجهة نظر كونية واسعة ظهرت بوضوح في أعمال من أهمها كتابه «الإمبراطورية والصناعة» 1968. إن ما يلاحظه القاريء في تناوله مؤلفات هوبسباوم هو واقعيتها الشديدة التي تقربها الى الذهن خاصة وأنه يضع في اعتباره هذا الشعور بالملل من التقليدية التي يكتب بها التاريخ بوصفه لدى الكثيرين أداة توثيقية ومن وجهة نظره هذه كان يقلد بعض الشيء التمرد الذي بدأه زميله تومبسون على تلك التبعية التقليدية لكتابات المؤرخين الكلاسيكيين حيث يظهر انحيازه الى الشفافية والذكاء في اطروحات حية تعطي المجتمع حيزاً مهماً من التاريخ فيما يبدو على النقيض تماماً مما وصفت به بعض الأوساط الثقافية كتابه الجديد «أوقات مثيرة للاهتمام» من أنه عمل ينحدر الى مستوى المحاضرات السياسية العامة. وبينما يسعى آخرون الى الانتقاص من قدر من كتابه الأخير فإن رده يتلخص في العبارة القائلة بأن مايريده على نحو دقيق هو «الوعي بالتاريخ لا الموافقة عليه أو التعاطف معه. لعل أكثر الأشياء المثيرة للجدل حول شخصيته هي علاقته كناشط سياسي بالحزب الشيوعي البريطاني وهي العلاقة التي رغم إبقائه عليها ظل وما زال شديد التكتم فيما يتعلق بتوضيحها. يقول الكاتب الصحفي نيل اسكرسون أحد تلامذته في كامبردج في الخمسينيات الذي أصبح صديقا بعد ذلك» كان يمر بحالة من الإنزعاج والقلق الشديد غير أنه كان من الصعب عليه أن يتحدث الى أحد... كان في الواقع يردد أن الإنسان يحقق الكثير من خلال الإنتقادات التي توجه من الداخل «وبناءً على ذلك لم يتردد في توجيه خطاب تاريخي للإحتجاج على الغزو السوفييتي للمجر وكان أحد اكبر المتحمسين لربيع براغ.على هذا النحو يرى القاريء أنه ربما كان أقرب الى الشخص الذي ظل ينأى بنفسه عن الإلتصاق التام بالمباديء الحزبيه مصمماً على ممارسة دور المترجم للتاريخ عوضاً عن الإصرارعلى إحداث تغيير جذرى فيه. في كتابه أوقات مثيرة للاهتمام على الرغم من مواقفه السياسية يبدو هوبسباوم لغيره كما لو أنه قد بدأ يشعر بالحرية في اللحظة التي انهارت فيها تماماً التجربة السوفييتية ليتمكن من كتابة تاريخ قرنه الحقيقي من دون أدنى تأرجح بين الشرط الذي كان يمليه عليه التزامه والشرط الآخر الذي ظلت تمليه عليه موضوعيته الأكاديمية على الرغم من ان تعليقه الأخير على هذا الإنهيار وعلى الحرب الراهنة ضد الإرهاب يظل عنيفاً حيث يقول: «إن انهيار قوة عظمى منافسة قد تسبب في إنهاء حالة من الاستقرار في العالم استمرت طوال ربع قرن من الزمان» ويتابع:«الواقع انه لايوجد أعداء، وكل ما هناك هو فرصة سانحة لأميركا لكي تمارس هيمنتها على العالم. وعلى الرغم من عدم وجود صعوبة تحول دون تحقيقها أي انتصار إلا أن ما يحدث عادة في النهاية هو الأهم. حيث الحقيقة القائلة بانه لايمكن إعادة استعمار العالم».
أدناه اللنك: http://www.albayan.co.ae/albayan/book/2002/issue233/writer/1.htm[/QUOTE]
Quote: المؤرخ البريطاني هوبسباوم, رجل من قرن التطرف
اجرى المؤرخ البريطاني تريسترام هنت لقاء مع المؤرخ هوبسباوم حول كتابه الجديد «أوقات مثيرة للاهتمام»، ننشر هنا بعضا منه: أيريك هوبسباوم واحد من أهم المؤرخين البريطانيين عاش حياة طويلة زاخرة بالأحداث تلقي الضوء في مجملها على أهم الظواهر السياسية والتاريخية التي شهدهاالقرن العشرين من الإمبريالية الى الفاشية الى الشيوعية التي تشكل المادة الرئيسية لكتابه الجديد. ـ الجزء الأهم من كتابتك يخاطب قطاعاً كبيراً من الناس خارج المؤسسة الأكاديمية هناك محاولة دراماتيكية تتعلق بجعل التاريخ شيئاً في متناول الجميع، الكثيرون يقرأون التاريخ ، ويزورون الأماكن التاريخية ويشاهدونه عبر شاشات التلفزة ولكنك حذرت مؤخراً من ظاهرة أصبحت تهيمن على مجرى الأحداث في الوقت الراهن وهي ظهور جيل جديد رغم أنه يعرف جيداً أشياء عن الماضي إلا أنه يفتقد الشعور بالإنتماء أو الهوية، هل تعتقد أن التاريخ قد تحول بذلك الى مادة للإستهلاك في هذه المرحلة العابرة؟ ـ إن اختياري الكتابة لقطاع كبير من الناس لايتعلق باختياراتي الشخصية فقط إنني أنظر الى هذا باعتباره جزءا من التقاليد الإنجليزية الممتدة وقبل أي شيء ، فإن بريطانيا بلد تمكن حتى أكبر المفكرين أن يعبروا فيه عن آرائهم بشكل علني ، بدءا بآدم سميث مروراً بتشارلز داروين وغيرهم وبالنسبة لي ربما كان القاريء الجيد مثقفا جيدا إلا أنه قد لايكون متخصصاً يسعى الى البحث عن أمور تتعلق بالماضي ويتمنى أن يصل الى إجابة شافية حول الكيفية التي وصل بها العالم الى هذا المستوى الذي هو عليه اليوم، والى أين يتجه، إن ما نقوم به هو ردود أفعال تجاه التقليد الذي بدأه مؤرخو مرحلة ما بين الحروب الذين كان يتحفظون على آرائهم خوفاً من أن يستخف بها ولايوجد سوى القليل ممن تجاوزوا هذا الشعور وتحدثوا الى الناس بجرأة منهم على سبيل المثال ج، أم. تريفيليان وأ.ج.ب.تايلور على الرغم من علمهم المسبق بما قد يقوله الآخرون. وهناك أيضاً تنام غير عادي في السعي الى كتابة التاريخ الشخصي، كل مايتعلق بتاريخ عائلتك الشخصي: لقد تحول هذا الشيء بالإضافة لعلم الأنساب الى حالة من ديمقراطية الكتابة عموماً فإن ما أنا بصدده قد يعبر وقد لايعبر عما أسميه الحاجة الماسة الى كتابة السيرة والسيرة الذاتية إلا أن التاريخ يبقى هو الجزء المهم من حياتنا الإنسانية. إن الانتقاد موجه هنا الى ظاهرتين يبدو أن المجتمع الحديث صار يأخذ بهما الأولى، التكنولوجيا لحل المشكلات بالماضي ، والثانية النزعة الاستهلاكية ولأسباب عملية فإن التاريخ لايأتي هنا إلا بوصفه هامشياً.. حسناً، ان الناس يعرفون أن هذه ليست القضية ولذلك فهم يعودون الى الماضي ليبحثوا فيه ومن وجهة نظري فإن في ذلك نوع من الإحتجاج على هذه المجتمعات التي تسعى للعمل الى سلخهم عن الماضي والى شطرهم الى شطرين مختلفين تماماً. ـ جزء كبير من عملية الإنقاذ الراهنة للتاريخ التي تقوم بها يتعلق بالهوية الإنجليزية والبريطانية، وما يأتي من خلال سيرتك الذاتية هو نزوع عاطفي نحو الهوية الإنجليزية وشعورك القوي بالإنتماء اليها، هل تعتقد بان تعلق الناس بجذورهم وبهويتهم البريطانية يجسد نوعاً من التقهقر الفكري ؟ ـ مصطلح الدولة القومية قد يكون هو الجزء الأكثر تدميراً في تاريخنا الحاضر طالما أن العالم لايمكن فهمه على هذا النحو الآن، ومن جانب آخر فإن من الصعوبة بمكان معرفة كيفية التخلص منه طالما أن المدارس أصبحت على انسجام تام مع مصطلح الدولة. هذه المهمة المتعلقة بالتاريخ الإنجليزي.. على الرغم من استيعابي لها إلا أنني اشعر تجاهها بالقلق تماماً كما يساورني القلق تجاه كل أشكال الهوية التاريخية، والواقع هو أن الهوية ليست مرتكزاً جيداً للتاريخ، وبذلك فهي تجسد إشكالية جديدة بالنسبة للإنجليز ، على المستوى العادي يرتبط هذا بالعولمة وعلى المستوى الأهم يرتبط بالإنحدار ونهاية الإمبراطورية، كل هذه الأسباب قادت الى شعور الإنجليزي بالحاجة الماسة الى شيء كتحديد هويته على نحو ما تشاهده اليوم. إن جزءا من التقاليد البريطانية ينص على أننا وبخلاف غيرنا نشعر بالفخر لكوننا شعبا مهجنا عرقياً، وكلنا افتخر بانتماء جدته لأصول بولندية على سبيل المثال و خالته الى أصول كذا.. وغيره، لم نحتكم الى عقولنا وعلى الرغم من ذلك فأنا أتصور بأن المشكلة نفسها كانت قد واجهت الإسبانيين والروس، إنه نوع من الوعي السياسي القومي المسبق. ـ إحدى مساهماتك الأكثر أهمية كانت البحث حول نشأة التقاليد القومية، الآن وفي عالم بدأ يستعيد عافيته القومية واهتمامه المتجدد بالهوية يبدو أن هناك موجة كاملة من التقاليد المخترعة أساساً للتغطية على الدوافع السياسية والطائفية والعرقية، هل يجعل ذلك مهمة المؤرخ أكثر حسماً باعتباره فاضحاً لهذه الأسطورة ؟ ـ المقلق في هذه المرحلة هو كون هذا التاريخ بما فيه التقاليد التي تتحدث عنها يجري اختراعه بكم هائل في السنوات الثلاثين الأخيرة، كان هناك انفجار ضخم في كم المواقع والمتاحف التاريخية على رأس هذا وبالتحديد منذ انهيار الشيوعية أصبح هناك توجه نحو تأسيس الدول الجديدة التي تحتاج بدورها الى اختراع تاريخها للبرهنة على انها دول قوية والواقع أن الوسيلة الوحيدة للقيام بذلك هي أن يقوم الإنسان باختراع أو جمع ماضي لنفسه النموذج المتطرف لهذا هو مايحدث في كرواتيا حيث ان الرجل الذي قام بمهمة تشكيل دولة جديدة «فرانكو تودغمان» كان نفسه مؤرخاً متمرساً قام في وقت سابق باختلاق تاريخ زائف، وهكذا فإن العالم مليء اليوم بالذين بإمكانهم أن يخترعوا التاريخ وأن يكذبوا وأن يحدث هذا لأن هؤلاء الناس لايعنيهم الماضي وكل ما يعنيهم هو الشيء الذي بامكانه أن يشعر المراوغ بالإرتياح، وفي الوقت الراهن لابد وأن يكون هناك مؤرخون مشككون على وجه التحديد، الحاجة اليهم ماسة أكثر من أي وقت مضى. ـ في كتابه «كوبا الرهيب» اتهم مارتن ايميس اليسار البريطاني بالتكتم على الحماقات التي ارتكبها ستالين، وفي كتاب السيرة الذاتيه الصادر لك مؤخراً تجسد على نحو مفعم بالحيوية توجهات وعقلية الشيوعي الملتزم خلال مرحلة الأربعينيات والخمسينيات من تنظيم الحزب الى الحماس الشديد لتعريفنا بآراء الآخرين الذين يعرفونه جيدا ليس هذا فقط وإنما أنت تتطرق للإطار التاريخي لإنضمامك الى الحزب وحرب الشوارع التي خاضها ضد برلين الثلاثينيات والتعاطف الشديد مع ثورة اكتوبر ويبقى السياق التاريخي الأكثر اتساعاً وهو أن الإتحاد السوفييتي كان يشكل في ذلك الوقت النموذج الاقتصادي والسياسي للكثيرين في الغرب وبقي كذلك الى السبعينيات، ألا تتصور بان هذا الإطار التاريخي بات مفقوداً في النقاش الدائر الآن حول «ما اقترفته الشيوعية»؟ ـ سأترك مناقشة الآراء التي أدلى بها ايميس حول ستالين للآخرين ، طالما أنني لست ستالينياً: لقد وجهت الإنتقاد لستالين ولست أدري كيف يمكن لشيء كهذا أن يفهم على أنه دفاع عنه، إلا أنني بوصفي عضواً ملتزماً ظل محافظاً على انتمائه الى الحزب على مدى عقدين كاملين وذلك قبل سنة1956 وظل كما يقول ايميس ساكتاً على التجاوزات، هذه الإتهامات تجعلني اوجه الإتهام الى كتابه الذي لم يقل شيئاً جديدا عن ستالين باستثناء ربما علاقته الشخصية بوالده، على اية حال لا ارغب في الإدلاء بما قد يفهم على أنه دفاع عن شيء لايمكن الدفاع عنه. ـ في اعقاب هزيمة يسار الوسط في فرنسا ، هل تعتقد بأن هناك طريقاً غير الطريق الثالث ، هل تتصور بأن هذا المصطلح يمتلك الصلاحية الفكرية؟ ـ الطريق الثالث مصطلح طوبوغرافي وليس سياسيا وهو يعني البقاء بين قوتين اعتباطيتين تحكميتين إلا انك الآن وعوضاً عن البقاء بين هاتين القوتين تستطيع العبور نحو الاقتصاد الحر وأتصور بأن بإمكانهم أن يفعلوا هذا بعد مراجعته. ـ هجمات 11 سبتمبر والحرب التي أعلنتها القاعدة على اميركا والإشارة الى شيء كالإبتعاد عن القناعات العسكرية والدبلوماسية التي سادت القرن العشرين يبدو أنها تعيدنا الى مرحلة ما قبل الدولة القومية ، هل تعتقد كما يعتقد تيري ايغلتون بأن التهديد الذي تشكله الجماعات الأصولية أكبر بكثير من الخطر الذي كانت تشكله الإشتراكية على العالم الرأسمالي ؟ ـ لقد اختار الغرب البربرية وفضلها على الإشتراكية في أفغانستان، وفي البداية سلح القاعدة بأن الشيوعية هي الأخطر. من جهة لا أتصور أن القاعدة أو الأصولية تشكل تهديدا رئيسيا للرأسمالية فالرأسمالية مستفيدة الآن مما يحدث،أنها تحقق ارباحاً مادية من ورائه. مريم جمعه فرج
حقائق عن هوبسباوم ـ اريك جون ارنست هوبسباوم من مواليد الاسكندرية- بمصر في سنة 1917 . ـ تلقى تعليمه الأساسي في النمسا وألمانيا والجامعي في بريطانيا كينجز كوليج بجامعة كامبردج ـ عمل استاذاً للتاريخ بجامعتي لندن وكامبردج واستاذاً زائراً بكلية نيو سكول للبحوث الإجتماعية بنيويورك . ـ أهم مؤلفاته: ثوار من الطراز العتيق (1959)، مشهد من موسيقى الجاز، عصر الثورة (1962)، كابتن سوينج ، العمال (1984)، أمم وقوميات (1990) ، عصر التطرف (1994)، القرن الجديد (1999)، أوقات مثيرة للإهتمام. ـ حصل على العديد من الجوائز الأكاديمية التقديرية ، ومنها جائزة الأكاديمية البريطانية لعام 1978.
آسف ضاع مني اللنك!!! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Mohamed Adam)
|
شكراً أخ محمد أدم على نقلك لهذه المادة الجيدة عن Eric
**** صديقى أبكر آدم الفرضيات الأساسية يحاول الكتاب الذي أشرت إليه فى المداخلة السابقة - وهو بالمناسبة تم تحريره من قبل شخصين وهما : Eric Hobsbawm & T Eerence Ranger ( Cambridge 1993 ان يكشف عن الآليات التى تتم بها خلق شعائر وطقوس وهوية ، من خلال التلاعب بقطع معينة من الماضي المشترك - لأي جماعة ، حيث ينم تغييب أشياء وإستحضار أشياء أخرى بوصفها ممثلة للكل القومي . طبعا البعض يسمى هذه العملية بالـ envention أى إختلاق ( إدوارد سعيد و كيث وإيتلام ) وأخرين يسمونها بالـ fabrication شخصيا، أفضل إطلاق التلفيق على هذه العملية . ......... والباقى فى الإيميل يا زول !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
Quote: أول حاجة الـ"حكاية" البتتحكي لينا في الإذاعة والتلفزيون والمنابر والجرايد والمجلات وكل الحاجات العندها السلطة، بالإضافة للقعدات والونسات عن أم درمان دي نموذج لما يسمى بالسرديات الكبرى: قصة تخترعها جماعة مسيطرة وتقوم بنشرها وتدويرها ليصدقها الناس ثم تتخذ أساسا لتمرير فرضيات هذه الجماعة الأيدولوجية المسبقة |
Quote: ودة بودي لنتيجتين ما بتفصلوا من بعض: الأولانية أنو السائد بصبح، لا محالة، الشخصية المعيارية، ودة بودي للنتيجة البعديها وهي أن المنتوج العام (ما يسمى بثقافة أمدرمان"القومية إفتراضا") هو في الواقع ما تفرضه الشخصية المعيارية في البوتقة، لأن منتوج التابع إما يكون خضع لمعايير الشخصية المعيارية في العلاقة، أو في حال خروجه على هذه المعايير فمكانه سلة مهملات التأريخ أوفي أقل الحالات سوءا الزاوية البرانية القاعدة فيها ـ ما يطلق عليه (كمثال فقط) ـ الأغنية الشاقية، البجاوية، الكردفانية، الدارفورية، الجنوبية، النوبية، إلخ، وبالتالي منتوج التابع في بوتقة الإنصهار لا تنطبق عليه شروط الـ Appropriation لأنو التابع دة مش نهر بتجي الروافد بتكب فيهو، أنما هو في الواقع رافد بتكب في نهر سيدو، اللهو الشخصية المعيارية. |
لله درك يادكتور ابكر!
عارف ياشيخنا، كلامك ده يجسد قدرة هائلة علي الملاحظة والاستنباط.
بقول قدرة هائلة، لانو المركز او الاقلية المهيمنة، سبكت او سبكو ليها، "حلة" الهيمنة علي نار هادئة، منذ العام 1821، مما استحال معه علي اهل "الهامش"* او الاغلبية الساحقة المهيمن عليها، الانفكاك من قبضة الصياغة الحالية المحكمة والجهنمية، لتنظر لكامل البناء الايدلوجي، من الخارج ومن ارضية ومرجعية مستقلة تماما.
كونو "بعضا" من جيلنا، قدر يفلت من زنزانة الصياغة المحكمة المشار اليها، مااظن كان بي ساهل او بي رخيس!
عشان كده بكرر الوعي المغاير ده، جايي من احشاء ملايين الضحايا، وان كنا الان لانتحسس الرابط مابين الاتنين.
وفقا لمعطيات الصياغة اعلاه، للذهنية الحالية، فالمعيار لكل شئ تقريبا، هو نموذج الشمالي الجلابي، وتحديدا، الجعلي، الشايقي، والدنقلاوي، وبدرجة اقل الرباطابي، المنصوري، المحسي ثم الحلفاوي.
ذي ماقلنا، كماخلق "اله" الاحتلال الثنائي، ادم "الجلابي" علي صورته، فالاخير خلق "ادم" السودان الحالي علي هيئته الجهوية الجلابية، تماما، وفي كل شئ!
الطريف في الامر، انو الاقلية القابضة بعد ما مررت نظامها الممعن في الجهوية، اجتماعيا، سياسيا، اقتصاديا، كنظام قومي- بكل قوة عين ترمي الخارجين عليها، بالجهوية والعنصرية والانفصالية، وعدم الوطنية كنوع من الاسقاط "الجهوي"، علي نسق الفيك بدر بيهو!
او ده بياكد كيف معيار الوطنية، مثلا، مرادف وصنو لي جهوية هذه الجماعة، حسب مفردات د.ع.ع.ابراهيم!
فالوطني في الحقيقة، مش في الشريعة، هو الجهوي، او بالتحديد الجلابي!
علي كده ممكن نفهم، كيف الاله الجلابي خلق "ادم" عاصمته امدرمان، علي صورته!!
*المركز وبماانو اقلية، فهو الهامش، حقيقة "بالفعل" باعتبار ماهو كائن- والهامش بماانو يمثل الاغلبية المطلقة هو المركز "بالقوة" باعتبار ما سيكون!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Bashasha)
|
العزيز/ عزت... سلامات... واهو قاعدين ولسع نلكلك فى احوالنا كان تنعدل...
الاصدقاء المتداخلين... كيفكم؟؟؟
لفت انتبها الاخ / بشاشا الى ضرورة قراءة التاريخ فى خلال مداخلته السابقة هذه حيث قال:-((بقول قدرة هائلة، لانو المركز او الاقلية المهيمنة، سبكت او سبكو ليها، "حلة" الهيمنة علي نار هادئة، منذ العام 1821، مما استحال معه علي اهل "الهامش"* او الاغلبية الساحقة المهيمن عليها، الانفكاك من قبضة الصياغة الحالية المحكمة والجهنمية، لتنظر لكامل البناء الايدلوجي، من الخارج ومن ارضية ومرجعية مستقلة تماما). وهذا الامر برضوا عمل به ابكر ادم ، وحرص على مراجعات التاريخ حتى نعرف ماكان حاصل زمان والشى الممكن يحصل جديد. وفعلاً الموضوع بتاع تاريخ تغير المجتمع السودانى من مجتمع صاحب مكنون انسانى افريقى بسيط يمثل ليهو اجابات حقيقية عن من هو الى مجتمع يسارع الخطى لدبج الوجود العرقى / الدينى فى السودان وترحيله ((هولب لب)) الى واقع اخر لايمكن ابداً ان يتناسب وهذا الجسد المتعافى، اقول كده لان مسالة التاريخ من سنة 1821 دى هى مسالة مطششه خالص ويمكن تكون هى احدى العقد البتتربط بيها مكنة تسيير الثقافة الاسلاموعربية فى السودان واصل الحكاية انو المسالة فى 1821 اخدت طابع شبه مكتبى وشبه مدنى (والفضل طبعاً للمصارا!!!)، يبقى انو التاريخ اقدم من كده وفى نظرى التاريخ بتاع الهيمنة والاستعلاء والقهر الثقافى التبنى عليهو سودان الظلم ده بداء من الحلف الشهير بين (( عمارة دنقسو عبدالله جماع)) وكده بدت (دولة الترحيل والهجرة قصراً الى هوية اخرى). وطبعاً ام درمان دى هى النموزج الجديد والمتمدن( وطبعاً المدنية الجات فى السودان ، اصلاً هى نواقص اشكالات احساس الدونية لنماذج من المثقفين السودانيين القادوا البلد دى للطريق العايزين يحققوا بيهو وجود شخصى بدون مايكون عندهم اثر لاثراء التراث الانسانى بحاجة تخصهم وتعبر عن ذاتهم الشخصية والجماعية كمجموعة سودانيين لهم مايخصهم) والمدنية دى ذاتا لو شفنا كيف تم ترسيخها فى الارض السودانية بنعرف انو امدرمان- والخرطوم وبحرى ديل اكبر مقلب لمسمى المدينة (وهنا برضو نتزكر المثقف (الاعرج) والعرج كحالة خلقية او مرضيه موجودة وبتعمل قصور للابن ادم لكن (العرج الذهنى) بيودى مجموعة من الناس لما نحن عليه اليوم)وطبعاً السودان ده مره بمراحل الرعوية- والزراعية وديل التنين عندهم نمط تفكيرى او بسموهم العقلية الرعوية والعقلية الزراعية وهن التنين عندهم شروط ومذهب فى الحياة وايديلوجيا تتحكم فى صاحبهم، ومدنية السودان اوضرورة ( الاستلاب والقهر والترحيل والظلم) عملت بذكاء خارق ان لا تدع اى فرصة او وكت ليمر العقل عبر تمرحل طبيعى ( من عقل لانسان بسيط الى عقل رعوى الى عقل زراعى) ومسالة دمج المراحل دى والاسراع لدخوله عالم مايسمى ب( المدنية) هى مشروع كامل يوضح الخدعة ( والاستنكاح - ازكر هنا ابكر ادم اسماعيل ). عشان كده مسالة امدرمان السودنة دى بنلقاها هى المصنع الكبير الاتعمل عشان مزيد من القهر واعادة الانتاج وفق معيارية ( المشكلة انها غير محددة الافكار) بس هى بتعمل لمصلحة ناس محددين وفى نفس الوكت بتقهر فيهم هم زاتهم وبتبعدهم عن الانسانية وبتمثل لهم موت ( انسانى اكلينيكى غير محسوس)وامدرمان كمشروع لانصهار السودانيين وتشكلهم بروح الوطن (الكلام ده) بيدلل على شكل جديد من الاستعلاء ، طيب ليه ما تكون مدينة الدلنج مثلاُ ؟؟؟ لانو الدلنج دى (وانا شفتها) فيها شكل بتاع تعايش وتواجد لكل السودانيين واى واحد فيهم معتد بشخصيته واى انسان فيهم بمثل نفسه وبيعبر عن التانيين بشكل متكامل دون ان يتجاوز حدود اى بشر فيهم، ونماذج المدن الممكن تكون افضل من امدرمان ليعم مشروعها السودان (النماذج دى) هى فى رآى مشكلة فى ذاتها، لانو مافى انسان ادها الحق ده لا ليها لا للناس الدايرين يصهروا غيرم ديل!!! وده بيخلينى اسأل انو شنو يعنى امدرمان صهرت الاخرين دى؟؟؟؟ والصهر ده عندو شنو من القوانين على المصهور؟؟؟ وليه الصهر زاتو؟؟؟ والمصهور ده الكان عندو شنو لحدى مايصهروهو؟؟؟ وطيب ناس امدرمان الدايرين يصهروا غيرم ديل هم زاتم الصهرم منو عشان يكون عندهم الحق فى اصهار غيرم؟؟؟ دى اسئلة يمكن الاجابة عليها طبعاً ، لكن هى بتوضح قبل الاجابة عليها انو نحن مشكلاتنا واضحة وحقيقية وبسيطة يمكن ان نتجاوزها لكن الاعتراف بيها هى الطريق الاول للحل. هنا اقيف لحدى ما اجى تانى وموضوع اغنية الحقيبة واغنية امدرمان ده موضوع ( تضليلى) عشان اصلاً مافى موضوع (فكرى) مبنية عليهو- امدرمان تجسيد للسودان مصغر- بس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
الصديق/ ابنوس وكل الاخوه/ات المتداخلين...
تحية طيبة ...
ابكر ادم/ انا فعلاً امس يوم30/10/2005 ذهبت لمكتبة الدراسات الافريقية والاسيوية بخصوص ورقة خالد الكد ، لكن للاسف وجدت المكتبة مغلقة وقيل لى انها اغلقت للصيانة التى تمت فيها وسوف تفتح مباشرة بعد عطلة العيد. لذا احببت ان اطمن الجميع فى هذا البوست ان ورقة خالد الكد سوف تكون معنا بعد انتها عطلت العيد مباشرة، رغم اقتناعى الكامل ان درمنة السودان او اعادة انتاج السودان وفق ذهنية امدرمان هو امر يمكن نقاشه بيسر جداً ولا تحتاج منا كل هذا الاجتهاد والبحث عن الاوراق ، لكن الشخوص الاستعلائية المصابة اصلاً فى انسانيتها بمرض لن تقتنع بيسر او دون يسر ، لذا نسعى لمثل هذه الاورق. وللجميع التحية والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)
|
يا جماعة زمان العم ماركس يرحمه الله ويحسن إليه بقدر ما ساهم في وعي الناس، قال الأيديولجية والثقافة السائدة هي أيديولجية وثقافة الطبقة السائدة وأخونا غرامشي (الأيطالي الشيوعي الماهو مافيا ولا ديمقراطي مسيحي) وتابعوه والمتأثرون به من مدرسة فرانكفورت والمدارس النقدية الثقافية، أوضحوا أهمية المؤسسات التعليمية والثقافية والكنيسة والإعلامية كمؤسسات تستعملها الطبقة السائدة في سبيل تحويل سيادتها من هيمنة إلى هجمنة (والأخيرة إضافتي للغة العربية لتعريب مفهوم ال Hegemony) وأزمتنا في السودان أن التحالف الطبقي الذي حكم السودان منذ الإستقلال والناتج عن البنية الإقتصادية الكولونيالية، تحالف طبقي لا يمثل كل قوميات وشعوب السودان وثقفاته، لذا تصبح كل أحاديثه عن القومية "مجروحة" في قول متساهل ومستهبلة في قول ثاني، ومزيفة في قول هو أقرب للعلم، لأن الطبقة السائدة تسعى سعيا حثيثا لتزييف وعي المحكومين والمستغلين. وضمن هذا الوعي الزائف هو إعتبار أن هناك ثقافة سودانية واحدة، بل محاولة لإختزال الكل الثقافي في إحدى مكوناته وهذا تلفيق وليس منهجا علميا. دعونا الآن نتحدث عن ما يسمى بثقافة الوسط كما يسميها البعض، هل يمكن الحديث عنها كثقافة عربية إسلامية أم ثقافة سوداناوية من التقافات السوداناويات الكثر المتعددة والموجودة في مناطق السودان المتعددة، وهل يحوز إختزال هذه الثقافة لأحد مكوناتها (الثقافة العربية الإسلامية المشكوك في وجود ثقافة كتلك أساسا لأن هناك ثقافات مصرية وثقافات عراقية وثقافات لبنانية وثقافات تونسية وجزائرية ...الخ). وحتى في التركيب الثقافي أليس هناك ثقافات متعارضة تمثل مصالح طبقية مختلفة (مع ملاحظة الأرتباط الطبقي والإثني والإقليمي نسبة للتطور الإقتصادي غير المتوازي الناتج عن الإقتصاد الكولنيالي والذي عمقته التحالف الطبقي السائد لأنه يعبر عن مصالحه الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية). و إذا نظرنا لثقافة أم درمان من خلال هذا الإطار فنجدها (رغم الصراع في داخلها) هي في شكلها الرسمي المعبر عنه عبر المؤسسات الثقافية الرسمية وشبه الرسمية، بل من خلال مؤسسات المجتمع المدني العاصمية، هي ثقافة الأقلية الحاكمة التي تريد فرض نفسها على باقي الثقافت لتكملة السيطرة والهيمنة لتبلغ درجة الهجمنة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Sidgi Kaballo)
|
Quote: أوضحوا أهمية المؤسسات التعليمية والثقافية والكنيسة والإعلامية كمؤسسات تستعملها الطبقة السائدة في سبيل تحويل سيادتها من هيمنة إلى هجمنة (والأخيرة إضافتي للغة العربية لتعريب مفهوم ال Hegemony) وأزمتنا في السودان أن التحالف الطبقي الذي حكم السودان منذ الإستقلال والناتج عن البنية الإقتصادية الكولونيالية، تحالف طبقي لا يمثل كل قوميات وشعوب السودان وثقفاته، لذا تصبح كل أحاديثه عن القومية "مجروحة" في قول متساهل ومستهبلة في قول ثاني، ومزيفة في قول هو أقرب للعلم، لأن الطبقة السائدة تسعى سعيا حثيثا لتزييف وعي المحكومين والمستغلين. وضمن هذا الوعي الزائف هو إعتبار أن هناك ثقافة سودانية واحدة، بل محاولة لإختزال الكل الثقافي في إحدى مكوناته وهذا تلفيق وليس منهجا علميا. |
الدكتور صدقي
لقد سهوت على مداخلتك التي طرحت اسئلة وإستفاهات كبيرة حول المغالطة ، وحولته من شخبطات لنقاش عضم حول الامر . إن ممارسات هذا التحالف الطبقي المشار إليه في مداخلتك أعلاه ولدت مآسي كثيرة وكبيرة ، وقد أفلس هذا التحالف الطبقي ليتحول إلى تحالف يختزل عروبته وإسلامه في قوميات بعينها ، وتناسى التسويق القديم لخطابه بإنه خطاب قومي . ثم أنحدر غلى السحيق السحيق في ممارسة التزييف حتى على مستوى النتمين إلى ذك التحالف .
فما العمل ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)
|
الاخ سفيان
مساء الود يا حميم
إشكالية أم درمان لا تكمن في جهلها بالحقائق ، لكن في مغالطة هذه الحقائق ، وحسب تقديري إن الأمدرماني يدرك الأزمة قبل أن يعيها الهامش ، ويعرف إفرازاتها السالبة ولكن في الاعتقاد إن تلك الافرازات يمكن تفاديها بالتلتيق - فإذا كان الناس تتحدث عن الغناء فالامدرماني يمكنه أن يأتي بإيقاع - الكرنق - وإدخاله إلى جانب الرِّق .. ويجادل على إن هذا هو الحل لوجود الآخر .. وقس على ذلك كل ما يتبع .. فالذهنية الامدرمانية تغالط الواقع في مراهنة خاسرة على إن هذا سيفضي في نهاية المطاف إلى الاستسلام وإن التململ يمكن أن ينتهي بعد اجيال قادمة ويكتسب هذا النموزج رسوخه الكامل . المسألة في ما أراها إن المركز في خطوط دفاعاته الاخيرة هذه سيصل للإعتراف طالما وصل إلى إعتراف سياسي وإقرار بأن هنالك أزمة سياسية وقضية عادلة للهامش ، هذا الاعتراف الذي أفضي لتوقيع إتفاقية في الجنوب ومفاوضات في الغرب والشرق ، يستلزم من المثقف الوسط نيلي - المعارض للسلطة - إن يكتشف دوره وإن معارضة السلطة لها عدة أسباب ولكن بالنسبة لإنسان الهامش لم يكن الرغيف سبب للمعارضة ولا الكهرباء ولا حتى غلاء المعيشة ، ولا كل الاسباب التي كان المثقف الوسط نيلي يناضل من أجلها ، فهذه بالنسبة لإنسان الهامش قضية ثانوية جداً ، هنا يبدو لي إن على الامدرماني أن يدرك إن الثورة التي تغنى بها ، أكبر بكثير من الهموم الوسط أم درمانية التي فجرت أكتوبر وابريل - هذه الثورات رغم معزتها الخاصة جدا لدى الكثيرين بالنسبة لإنسان الهامش لا أثر لها . ويمكن أن نقول إن الهامش لم تكن تعنيه حتى الديمقراطية كقضية اساسية في السابق لأنها كانت مجرد كوم أصوات تذهب ولا يعود من ورائها اي عائد ، مع إقتناعي التام إن الهامش لا يمكن أن يسهم في تغيير العقلية الامدرمانية ورؤيتها القاصرة لقضايانا إلا في نظام ديمقراطي . لأن هذه العقلية الامدرمانية واحدة من دفاعاتها الاساسية هي الآلة العسكرية والجيش هو الوسيلة المجربة لديها في إسكات الاحتجاجات . وهنالك تلازم بين كافة القضايا المطروحة والحل الديمقراطي لها . من هنا يمكن أن نقول إن الموقف الراهن يستدعي إفاقه ، وأن ينتبه الجميع في كيف تلتقي القضايا ، لدينا مصلحة في تغيير عقلية الامدرماني وتبصيره بأن المغالطة وصلت للحد الذي لا يمكنها أن تكون وسيلة ناجعة في إسكات الآخر ، وكذلك المهمش الذي لديه أسباب كافيه لتفجير ثورته ، عليه إنتاج خطاب يتصدى به لخطاب أم درمان وهو في أضعف أيامه فالسلاح وحده لا يمكن أن يحقق التغيير ما لم يكن مصحوب برؤية تستصحب كل الهموم المطروحة هنا وهناك . كيف يمكن للمثقف الوسط نيلي أن يلعب دور في التغيير ، أي في سودنة أم درمان وأعني خطابها الذي أصبح كله رُقع ، وكيف يمكن أن يلعب دوره في أم درمانه دون أن يحد دور الآخر في جعل هذه الامدرمان عاصمة وطنية وقومية لسان وإيقاع ؟؟ يستدعي هذا حسب تقديري إعتراف شجاع ، ولا أعني إعتراف السلطة فهذه السلطة هي نتاج أم درماني ، فالجبهة لم تأتي من السماء وخرجت من عباءات ام درمان ، ومارست ما مارست من عسف وقتل وتشريد وتفتيت للآخر لأن المعارض الوسط نيلي خلافه مع الجبهة ليس في ( الثوابت ) والثوابت دي مفردة تكررت كثيراً في خطاب الجبهة الاسلامية ، دون أن تفسر بشكل معلن .. وهي تضليلية ، فيعتقد المهمش إن الجبهة تتحدث عن ثوابت إسلامية منزلة بينما - حسب إعتقادي - هذه الثوابت هي خطاب غير موجه للهامش أصلاً ولكنها مخاطبة أم درمانية بأن ما تحقق من مشروع أم درمان الثقافي - العربسلامي - ودي بستلفها من حسن موسى ، هو ثوابت لا تنازل عنها . ألم أقل إن ثمة مراوغة .! ماهي حدود الخلاف بين المثقف الوسط نيلي والجبهة الاسلامية ؟؟ على المستوى الإستراتيجي ، يرى كثير من المثقفين الوسط نيليين - إن اللغة العربية يجب أن تسود السودان .. هذه النقطة الخلاف فيها بينهم كالآتي .. هنالك من يرى إن سيادة اللغة العربية يجب أن تتم بالتي هي أحسن ، وبتبني الآخر لها ، والجبهة الاسلامية ترى إن التعريب يجب أن يتم بصورة قسرية وحملت رشاشاتها لتحقق ذات المشروع الذي لا خلاف عليه من حيث الهدف .
( صمت لينطق المدفع / لأنني ايقنت إن النطق لاينفع ) دي واحده من أناشيد الموت الكيزانية ، تفصح عن الافلاس الذي توصلت إليه الجبهة وتبرر به ضرورة حملها للسلاح .
حول الدين ، هل هنالك إتفاق ام درماني على الاسلمة القسرية ؟ هنا يمكن تبين فوارق في أم درمان بين علمانييها وإسلامييها ، وهنالك من له مصلحة في بقاء الجنوب مسيحي ، وعدم زيادة جرعة الدين في المناطق الاخرى لكي يتحقق المشروع العلماني ، وهنالك غالبية بيوتات أم درمان سواء كانت مهدية أو ختمية ترى إن مشروع الاسلمة هو هدف ولكن تختلف في الوسيلة مع الجبهة الاسلامية ، فهنالك جهاد مدني ، وهنالك نظرة هاشمية ، ووصلت الجبهة إلى إن المشروع يجب ان يتحقق بالقوة إختصاراً للوقت .
فالثوابت واحدة مع إختلاف الوسائل حسب فهمي . وهنا يكون موقف -الوسط أمدرماني- مرتبك ، فهو يلتقي مع الهامش في الكلام ، ولكن يتراجع عن الفعل أو يحاول أن يغير مجراه . خطورة هذه المسألة تكمن في ميوعة هذا الموقف ورماديته في لحظة كان عشم الهامش أن يكن دور الرموز الثقافية الوسط نيلية ، كبير ومساهم في التغيير ، ولكن للأسف وهذه تقال بمرارة هنالك مواقف كثيرة يلمس فيها المرء رغبة الكثيرين في عدم وصول هذا الفعل الثوري القادم من الهامش إلى محصلته النهائية .
والتي اراها تقوم على فرضية خاطئة ، تترائ في بعض الخطابات المنفعلة ، والتي تصور فعل الهامش وكأنه قادم لإلغاء الوسط الامدرماني ثقافة ومكان ، أي ممارسة تهميش مقلوب كما يتبادر في خطاب بشاشة صديقنا المشاكس جداً ، مع إن بالعقل السليم لا يمكن أن يحمل الهامش بندقيته من أجل قضايا ليأتي ليمارس التهميش المعكوس ، او الابادة المقلوبة والتي إكتوى بنارها ، ولكن يأتي ليكون جزء أصيل في المعادلة السياسية والثقافية ، ولا أعتقد إن حواراتنا هذه تمهد لإبادة ، أو إقصاء حتى يكون موقف المثقف وسط نيلي لزجاً وغير واضح من كل ما يجري ، وفي أغلب الاوقات صامتاً تجاه المذابح والقهر الثقافي والاجتماعي الممارس أمام عينيه .
لا يمكنني أن أصنف قوى الهامش جغرافياً دون الحديث عن مهمشي الوسط النيلي أنفسهم ، ومن يرى إن قوى الهامش موجودة في الاطراف فقط فهو لا يرى إلا التصنيفات التي لا تخرج من الجانب الاثني والقبلي فقط ، وإذا أعتبرنا أم درمان مدينة مارست التضليل والقهر ، ففي داخلها ضحاياها ، هم من إختلفوا مع هذا الخطاب بشكل قاطع ومدوا اياديهم خارج اسوارها للإلتقاء بقوى الهامش ، هؤلاء لا أعني بهم قوى سياسية منظمة ولكنهم أصوات متفرقة هنا وهناك فيهم المنتمين سياسياً والمنتمين للوطن كتربة ايضاً هؤلاء يجب أن يسعى الهامش للإلتقاء بهم وهذا لن يتم بالسهولة المتخيلة ما لم يتجاوز الهامش نفسه أزماته الكثيرة وتصنيفاته الضيقة ، والتي تقدمه وكأنه يصارع أم درمان كمجموع قبائل ذكرها بشاشة بشكل إذا تبنيناه سيقود حتماً لصراع عرقي ولا يحقق نتيجة لصالح مشروع التعدد الثقافي والسياسي والاجتماعي ، وأنا شخصياً لا ارى إن القضية حين توضع في إطار أم درمان مقابل مهمشيها ، يمكن أن ننسب أمدرمان لقبائل بعينها بقدر ما يمكن نسبها لتاريخها المرتبط بالطبقة المتعلمة التي خلفها الانجليز كوريث لسلطتهم - الافندية - هؤلاء الذين لبسوا ثوب التضليل ووضعوا الثوابت التي وصلت بها الجبهة الاسلامية للذروة ، وضحاياهم كثر يجب أن يتوحدوا في الفعل وأن تتمايز الصفوف بين المدافع عن المشورع الامدرماني وبين المدافع عن الوطن ومواطنيه .
ع . الماهري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
تحية لجوزيف الماهر ( وهذه مركزية " خاصة" من المراكيز) و الاصدقاء المتداخلين هذه ترجمة سريعة لعرض كتاب السيدة هيزر ج شاركى : " معاشرة الكلونيالية : الهوية الوطنية والثقافة فى السودان المصرى – الانجليزى " . وقد قام السيد باسكال جيمس امبرتو بالتقديم للكتاب على الموقع التالى : . http://www.findarticles.com/p/articles/mi_qa4106/is_200404/ai_n9391669 .( هذا البحث المتعمق يساعد فى اضاءة جوانب فهمنا للسودان الحديت , كما يساعد فى فهم تلك القوى السياسية , الاجتماعية , الثقافية والدينية التى شكلته ابان العهد الاستعمارى . تكون السودان فى 1898 ككوندمنيوم يشترك ادارته الانجليز و المصريون كما ترصد الوثائق و اللغة الرسمية , بينما انفرد الانجليز بحكمه فعليا فى الممارسة اليومية . تمت صيانة حكوة الاشتراك فى الادارة باستمرار وذلك باستخدام كلمة كوندومنيوم , وبوضع شأن السودان تابعا لمكتب الخارجية بدلا عن مكتب المستعمرات وبخلق جهاز خدمة مدنية منفصل . فى 1902 اسس الانجليز كلية غردون التذكارية لتخليد ذكرى من تأسطرت سيرته : الجنرال شارلز جوردون. احتذى الانجليز نموذج المدارس الهندية التى هدفت لتدريب الكتبة واعداد صغار موظفى الجهاز الحكومى. المؤلف يوضح بالتفصيل كيف ولماذا حابت سياسات القبول المصطفين من المسلمين متحدثى اللغة العربية , وعزلت بانتظام الجنوبيين المسيحيين ومعتنقى الديانات المحلية . والنتيجة , فقد خرجت غردون مجموعة متجانسة فى رؤيتها للسودان المستقل باعتباره بلدا عربيا مسلما . فى قلب هذا الكتاب يقع التحليل المتعمق لدور الكلية فى تدعيم القيم الثقافية والدينية لطلابها , بعد ان مارست سياسات قبول اثنية ابعدت من يمثلون التنوع الاثنى والدينى العميق للسكان من التواجد فى حرم المدرسة . وهى فى ممارساتها تلك ساهمت بتشكيل تلك الدولة المصترعة التى نراها اليوم منذ اسقلالها فى 1956 . فى تحليلها لتجربة كلية غردون ترى المؤلفة ابعد من واجبات تاهيل صغار الموظفين الذاهبين الى خدمة جهاز الدولة الكلونيالية , فهى تراها كمصهر كان له ان يشكل رؤى سياسية موجودة قبلا , لمستقبل السودان , فهم خريجوا كلية غردون الاوائل من ابتدروا الحركات الوطنية , ومن تبوأوا مناصب قيادتها بعد الاستقلال . لقد حاولوا تحديد هوية البلد فى اطار من الضيق اللغوى والدينى فى رفض حاسم لفكرة الدولة القائمة على التعدد اللغوى , الدينى والثقافى . وقد ادى هذا الرفض – بالذات عندما صحبته نعرات العنصرية الجلية ضد سكان الجنوب - الى الحرب الاهلية ليستمر سعيرها لما يقارب نصف قرن . تمنيت لو ان شاركى وسعت لوحتها لتشمل مناقشة لدور مدارس كمبونى , والتى اسست بواسطة معهد اخوة القلب المقدص فى 1929 , ثم تولت ادارتها جماعة اباء كمبونى الكاثوليكية والعاملة فى مجالات التبشير الدينى . وتختلف تجربة كمبونى عن تلك التجربة التى خاضتها كلية غردون , فقد فتحت ابوابها للجميع مسلمين ويهودا ونصارى, و من اثنيات متعددة . واعفت غير المسحيين من حصة الدين . وكمبونى هى المدرسة التى دفعت الجالية اليهودية السودانية باطفالها لفصولها من اجل تعليمهم , وهى الجالية ذات النفوذ القوى على ايام الكندومنيوم , وفى زمن قيادة الراباى سلمون مالكا (See Eli S. Malka, Jacob's Children in the Land of the Mahdi: Jews of the Sudan [Syracuse, 1997].) .وتمنيت ايضا لو ان الكتاب ناقش حال التعليم فى جنوب السودان باكثر من تلك الاشارات العابرة . عموما يترك القارئ متسائلا عن الدور الذى لعبته مدارس الجنوب و خريجوا الكمبونى فى مشروع تحويل دولة الكندمنيوم الى دولة مستقلة . فالمعلومات المتوفرة توضح ان التعليم فى الجنوب لم يكن باى حال ضئيلا محدود الاثر . ففى بداية الخمسينات كان هناك عددا محترما من الطلاب يرودون المدارس فى الجنوب . فمثلا فى 1954 وقبل سنتين من الاستقلال , بلغ عدد طلاب المدارس الاولية 17915 , وبلغ عددهم 1057 فى المدارس الوسطى المدارة فى الغالب بالارساليات المسيحية, وفى نفس العام بلغ عددهم 187 فى المدارس الثانوية الحكومية . انظر: (see L. P. Sanderson and N. Sanderson, Education, Religion, and Politics in Southern Sudan 1889-1964 [London and Khartoum: Ithaca Press/University of Khartoum Press, 1981], 306) لم يتناول الكتاب الدور الذى لعبه هؤلاء ومن سبقهم فى تكوين الدولة السودانية الحديثة , ولكنه عموما فمن الواضح الدورالمركزى الذى لعبه بعض الطلاب الجنوبيون فى جعل تطور الدولة السودانية محفوفا بالنزاع . فعندما حاولت المجموعة المتجانسة من خريجى غردون خلق دولة عربية اسلامية , وقفت المجموعة المتعددة من الجنوب الى جانب فكرة التعدد التقافى فى كل ابعاده . اِن كتاب " معايشة الكلونيالية" من الكتب الممتازة بحق , ويمثل اضافة حقيقية لفهمنا لظاهرة التواصل التاريخى الحى بين السياسات الكلونيالية ومؤسسات واجهزة الدولة المعاصرة. الكتاب يقدم ايضا تفسيرا عميقا للدور الجوهرى الذى تلعبه مؤسسات التعليم التى يقيمها الاستعمار , فى خلق موظفيين ملحقيين بخدمة جهاز الدول الاستعمارى . يتنزلون لاحقا من دورهم الرسمى ليصيروا وطنيين منافحين وقادة سياسين للدولة الوليدة . انه كتاب مرتب بشكل متقن , يتيح فهما افضل لدور القوة الاستعمارية فى تشكيل الملامح السياسية الحالية للسودان وخصائص صراعه الطويل . )
ونشوفكم تانى عندما انجح فى صياغة بعض الاسئلة وشوية راى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: isam ali)
|
Quote: فى 1902 اسس الانجليز كلية غردون التذكارية لتخليد ذكرى من تأسطرت سيرته : الجنرال شارلز جوردون. احتذى الانجليز نموذج المدارس الهندية التى هدفت لتدريب الكتبة واعداد صغار موظفى الجهاز الحكومى. المؤلف يوضح بالتفصيل كيف ولماذا حابت سياسات القبول المصطفين من المسلمين متحدثى اللغة العربية , وعزلت بانتظام الجنوبيين المسيحيين ومعتنقى الديانات المحلية . والنتيجة , فقد خرجت غردون مجموعة متجانسة فى رؤيتها للسودان المستقل باعتباره بلدا عربيا مسلما . فى قلب هذا الكتاب يقع التحليل المتعمق لدور الكلية فى تدعيم القيم الثقافية والدينية لطلابها , بعد ان مارست سياسات قبول اثنية ابعدت من يمثلون التنوع الاثنى والدينى العميق للسكان من التواجد فى حرم المدرسة . وهى فى ممارساتها تلك ساهمت بتشكيل تلك الدولة المصترعة التى نراها اليوم منذ اسقلالها فى 1956 . |
الصديق عصام علي ، تحياتي يا زول يا حميم
إضافتك هذه مهمة ، وإذا عدنا لموضوع الدرمنة فنجده لا يخرج من هذا التاريخ القريب والمعاصر جداً ، ومعاصر دي ممكن تكون ما من المعاصرة ، بل من العصر الذي مارسه أفندية أم درمان لتطبيق برنامج كليتهم ، عصر لك الاقوام السودانية لقبول نموزجهم وتصوراتهم القاصرة لبلد كالسودان ، وخلفوا تلاميذهم ليواصلوا تلك الثوابت الانجليزية المصرية الغردونية ، سمها ما شئت .. فهل ولدت أم درمانهم سودانية القسمات ، أم ولدت مشوهة وزادتها الجراحات التجميلة تشويهاً آخر .؟؟ سأعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)
|
Quote: شنو يعنى امدرمان صهرت الاخرين دى؟؟؟؟ والصهر ده عندو شنو من القوانين على المصهور؟؟؟ وليه الصهر زاتو؟؟؟ والمصهور ده الكان عندو شنو لحدى مايصهروهو؟؟؟ وطيب ناس امدرمان الدايرين يصهروا غيرم ديل هم زاتم الصهرم منو عشان يكون عندهم الحق فى اصهار غيرم؟؟؟
|
تحيات احترام للأستاذ سفيان بشير نابري دعني أؤكد لك أولاً أن كل الأسئلة التي طرحتها معقولة وممكنة ومشروعة.. لكن ذلك لا يعني انها دقيقة في تلخيص اساس سوء الفهم. في المقام الأول المصهر الذي قصدته أصبح موجوداً بفعل قوة سياسية اجتماعية اسمها المهدية (في تاريخ غابر) ثم أسهمت عوامل تأريخية أخرى في تسعير النار التي يغلي بها المصهر.. أسوق لك مثالاً بسيطاً: المهدية أجبرت قبائل السودان على الهجرة إلى أم درمان إما بجبر القوة الدينية (الهجرة إلى بقعة المهدي المبروكة- بزعم ذلك الزمان) أو بجبر القوة العسكرية والاقتصادية.. من ثم نشأت أحياء أم درمان القديمة بحسب التشكيلة القبيلة.. لكن تلك الأحياء ليست غيتو مغلق على أهله، فبعامل الزمن تداخل الناس بالسكنى الطبيعية التي أدت إلى حسن الجوار والمجاورة.. ففي شارع واحد في الموردة- مثلاً- تجد من هو أصوله من الغرب ومن الشرق ومن أقاصي الشمال، كلهم يتشاركون الأفراح والأتراح في صحن واحد، وبمزاج واحد.. تنبيه: ما ذكرته عن تكون الخليط السكاني في فورة المهدية لا يعني أن لأمدرمان شرعية تأريخية لتصبح قالباً يصلح لكل مقاس وقياس.. بل الحق أنها نموذج فريد أحق بالدراسة منه "بالدواسة"
وليس صحيحاً أن "ناس أم درمان" كما أسميتهم يريدون صهر غيرهم.. بل العكس صحيح، كل من وفد أم درمان لأي ظرف كان تأثر بالوضع القائم فيها- الذي ذكرته بعاليه- واندمج في اللوحة بتفاصيلها الدقيقة.. وتذكر يا أخي الكريم أن هذا الاندماج- إن لم تستسغ وصف الصهر- لم يكن جبرياً في الحالة الأخيرة.. بل هو طوعي وبعامل المكان والزمان والناس.. كثيرٌ منا يا أخي نابري ينسى أن للمكان سطوته.. لكن ذلك لا يعني أن المكان قادر على مسخ الروح والثقافة والبيئة التي أتى منها الوافد على المكان.. بل الصحيح أن المساحات المفتوحة من التداخل ترفد الخليط الموجود أصلاً بطعم وذائقة متجددين تضمن له الاستمرار بشكل مرن.. * اساس سوء الفهم الذي اقصد هو إدمان كثير من متسلطي الإذاعة والمتشبثين بأهداب الثقافة والمتثاقفة من أهل الوسط، وإصرار هؤلاء على الاحتفاظ لأم درمان بحق أعلى وأسطع من غيرها.. وهذا زعم مريض على أقل تقدير.. في ظني الضعيف المبني على المعايشة أن أم درمان هي حالة فريدة بعامل التأريخ والمكان، بعض من فرادتها الاستمرار على نفس نهجها القديم إنما بظلال جديدة.. وهي حالة تستحق الدرس القاصد لتفكيكها بما يضمن حفظ حق كل ذي حق، وليس نسخ بقية الأقاليم الثقافية الأخرى المكونة في جمعها للسودان.. مع ملاحظة أن إقليم أم درمان الثقافي وجغرافيته السياسية والاجتماعية هو مكون واحد وليس الأصل.. مع محبتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
{ أمد رمان والثقافة والمهمشين والتاريخ }
السيد أبنوس ، والسادة المتداخلين تحية واحتراماً وجدت العنوان :
{ درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) }
وقرأت المداخلات ، وقلت لنفسي أن أدل بشيء عن التاريخ :
(1) عندما قدمت رايات قواد المهدية قبيل الخامس والعشرين من يناير 1885 م غرب النيل استقبلهم الجموعية والفتيحاب وأهلنا ( الزنارخة ) بطبول ( النحاس ) . كانوا يقطنون منطقة الفتيحاب الحالية وتبدأ من مناطق السلاح الطبي الحالي وجنوب تلك المنطقة . تكونت من بعد أمد رمان الحالية شمال الفتيحاب الحالية أرض أحراش من أشجار السدر والأعشاب الطفيلية تُغطي كل رقعة أمد رمان الأصلية قبل إمداداتها غربا وشمالاً . عسكر المهدي قرب باحة القبة ، وأقام مسجده ، وعسكرت قواته . بعد استرداد الخرطوم ووفاة المهدي في 8 رمضان 1302 ـ و22 يوليو سنة 1885 م ، وتولي الخليفة عبد الله ود تورشين ، بدأت تكوين دولة المهدية ، وبدأت أمد رمان تتشكل كعاصمة للدولة الوليدة :
هنا للملازمين ، وهنالك لبيت المال ، وهنا للأمراء ، وهنالك غرباً العرضة لاستعراض يوم الجمعة من بعد صلاة الجمعة ، ثم نشأت الأسواق وتم بناء السجن ثم الدور …الخ . هكذا بدأت أمد رمان ، صنعها أهل الأرياف ، أو ما يطلق عليهم المهمشون الآن . استقدم الخليفة القبائل من غرب السودان ، وهجرهم قسراً لأمد رمان ، راجع جزء من نص منشور الخليفة الآتي :
أورد الدكتور أبو سليم في سفره ( منشورات المهدية ) الأتي :
منشور من الخليفة عبدالله يؤكد فيه استمرار كرامات المهدية تحت رايته ويوضح فيه بعض كراماته و علاماته ثم يطلب من اتباعه الهجرة إليه لتجديد العهد :
من المنشور نورد النص :
{ وحيث أنكم أحبابي من الأحباب الصادقين والأعوان المشمرين في نصرة الدين ولم يبلغنا عنكم إلا ما يشرح الصدر ويقر الناظر وتعلمون فضل الهجرة والنفار في سبيل الله والخروج من الأوطان والمألوفات في طلب ما عند الله ، فعليكم بالمبادرة إلى ذلك مع عاملكم العمومي بهمة عالية ونية خالصة لا سيما وقد ندبتم بهذا الأمر من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخذ عليكم العهد والميثاق على طاعته عليه السلام وامتثال أمره ونهيه فأوفوا بعهد الله ولا توفوا وتركنوا إلى حب الوطن . فبوصول كتابي هذا إليكم احضروا صحبة عاملكم العمومي مع امتثال أمره ونهيه واتباع إشارته على ما كمنتم عليه سابقاً وزيادة . والقصد من حضوركم أن تجددوا عهدكم ونتذاكر في الله وتنالوا عظيم ثواب الهجرة المعهود فضلها لديكم كتاباً وسنة . واعلموا أن من يتأخر منكم بعد أن يبلغه كتابي هذا فقد اتضح حاله وظهرت خيانته ولا بد من وقوعه بإذن الله تعالى في القبضة ولو رقا السماء بسلم . …}
27/8/1885 م
إن أمد رمان هي صنيعة المهدية ، وقادتها الذين قدموا لاسترداد الخرطوم ، كونوا أمد رمان وأقاموها عاصمة لهم .
(2) نحكي جزء من التاريخ عن نشأة الثقافة العربية ، ليست صنيع خريجي غردون أو من تبعهم ، بل لدخول العرب السودان وتكوين الممالك الإسلامية تاريخ أسبق مما ذكره المتداخلون . وأنقل لكم : ورد في مقدمة سفر البروفيسور محمد عمر بشير { تاريخ الحركة الوطنية في السودان ( 1900 ـ 1969 ) } الآتي : ص 7 1/ كانت أول دولة أنشئت في السودان في العهد القديم هي مملكة نبته ( 725 ق .م إلى 350 ب . م بالقرب من البركل . وكان ( كاشتا ) أول ملوك الكوشيين . وهو الذي استولى على السلطة بمصر العليا . أما ( بعانخي ) ابنه الذي خلفه ، فقد اتبع خطى والده وأتم غزو مصر كلها ليصبح الحاكم لكل من مصر والسودان . وتحت ظل الملوك السودانيين تم الحفاظ على مقابر مصر ومعابدها . وأضيفت إليها معابد ومقابر جديدة مكانتها وحيثيتها بين حضارات العالم القديم . ولئن أصاب حضارة مصر شيء من الأقوال والصدأ . فإن الوضع الحضاري النبتي الجديد ، أفعم الحياة فيها من جديد . وشارك في إنقاذها وحمايتها مما جعل من الإمبراطورية الكوشية قوة عالمية . ويرى البعض أن فترة سيادة السودانيين على مصر كانت إحدى الفترات القلائل في تاريخ الاستعمار القديم حيث كانت المؤسسات الوطنية والثراء الروحي للأمة المقهورة قد أخذت تنمو وتزدهر بدلاً من أن يكون مصيرها الفناء والاندثار تحت سطوة حكام أجانب .ولم يكن هذا هو كل ما قام به الحكم النوبي . بل أرسلت جيوش نوبية إلى غربي آسيا لمساعدة شعوب الأمم الصغرى من سوريين وفلسطينيين وفينيقيين لصد هجمات الجيوش الآشورية .
أما مروي المملكة السودانية القديمة الثانية . فلم تكن حضارتها إلا استمراراً للحضارة النوبية . وهي بهذا الوصف لم تكن غير استمرار للحضارة المصرية . وقد استقرت بالقرب من الشلال السادس في وسط خصب . و بسبب هذا الموقع . أضحت مركزاً تجارياً هاماً وحامية عسكرية بالغة الأهمية . ويماثل عهد مجدها وعظمتها مجد مصر الرومانية لا تزال واضحة في العاصمة التي بلغت شأواً عظيماً في الحضارة . وقد حدث الاتصال بشعوب البحر الأبيض المتوسط عبر مصر وبوجه أخص مدينة الإسكندرية ، وأنشأت علاقات أيضاً مع الدول النامية مثل أكسوم والهند . ويمكن احتساب ظهور السودان كأمة منذ القرن الثالث الميلادي عندما أخذت الخصائص الأفريقية الأساسية في الحضارة المروية تؤكد وجودها لما أتيحت لها الفرصة في ذلك الوقت . وقد أرسل نيرون الذي كان ينوي غزو مملكة مروي حملة استطلاعية صغيرة توغلت في البلاد حتى الرهد في حوالي 65 ميلادية . وورد في التقرير الذي رفعته البعثة أن البلاد فقيرة للغاية بدرجة لا تستحق الغزو . وهكذا ترك الرومان فكرة غزو مملكة مروي لتصبح محلاً لهجوم الأثيوبيين من الشرق . وفي منتصف القرن الرابع كان يمثل مروي قوم قادمون من الجنوب . ومنذ ذلك الوقت أضحى تاريخ السودان مجهولاً وغامضاً , واستمر الحال على ذلك المنوال حتى ظهور الدول النوبية الثلاثة ، نوباطيا ومقرة وعلوة . وهذه الممالك السودانية الثلاثة التي كان يسود حياتها طابع القرون الوسطى قد سارت على النهج والجادة التي بدأتها نبتة مروي من حيث الحفاظ على استقلال البلاد وتقاليدها . ومن ثم بسطوا نفوذهم على القبائل المستقرة على الأراضي المجاورة للنهر وروافده . وكان النيل شريان حياتهم ويوصلهم بالشمال والجنوب . واعتنقت الدول الثلاثة الديانة المسيحية في أو بعد القرن السادس . والمسيحية مثلها في ذلك مثل الحضارة المصرية القديمة جاءت من الشمال . ووجدت الكنيسة القبطية مقراً احتمت به السودان عندما حاربها الأباطرة الوثنيون الذين كانت في أيديهم زمام الأمور . ولقد ظلت الممالك السودانية الثلاثة على ولائها للكنيسة القبطية في مصر . وكان ملوكها يعتبرون أنفسهم حواريين وحماة بطريرك الإسكندرية . وكان ملوك تلك الممالك ملوكاً وقساوسة في نفس الوقت . قبضوا بأيديهم كلا من السلطتين الدنيوية والروحية . وساعدهم في مزاولة مهامهم نظام ديني قائم على تعاليم وطقوس الكنيسة البيزنطية . وكانت اللغة الإغريقية هي أداة نشر التعاليم المسيحية إلى أن استبدلت في تأريخ متأخر باللغة النوبية لتصبح لغة الكنيسة . وجاءت المرحلة التالية الهامة في تاريخ السودان نتيجة دخول العرب والإسلام السودان في ربوع السودان . فلقد نشأت علاقات بين السودان وبلاد العرب قبل ظهور الإسلام بأمد بعيد . واتخذ دخول العرب إلى السودان ثلاثة طرق . أولها من شمال بلاد العرب عبر سيناء ثم مصر . وثانيهما من جنوب بلاد العرب عبر باب المندب مروراً بأثيوبيا . وثالثهما هو الطريق المباشر إلى السودان عبر البحر الأحمر . وازدادت أهمية هذه الطرق بعد ظهور الإسلام وانتشاره فلقد سلك المسلمون العرب تلك الطرق التي سبق أن اتبعها المهاجرون والتجار منذ عدة قرون .ويرجع انتشار الإسلام أساساً إلى المعاملات التجارية السلمية وإلى التزاوج بين العرب المتواطنين والأهالي الأصليين . بيد أن تسرب النفوذ العربي بين أهالي البلاد الأصليين كان يقوم به عرب البادية النازحين الذين أغرتهم المراعي الغنية الواقعة وراء الساحل وأولئك الباحثين عن المعادن في الصحراء الشرقية والمتطلعين لمزاولة التجارة في الذهب أو الرقيق . وقبل أن يستسلم السودان نهائياً للمؤثرات العربية و الإسلامية ، عقد اتفاقية مع العرب في الشمال ، عرفت باسم اتفاقية البقط . وهي التي أرست أسس العلاقات الواجب اتباعها بين المسلمين والنوبة . ولكنها استخدمت كأداة سلمية دخل بواسطتها الإسلام للسودان . وتزاوج العرب المتوطنون مع العائلات النوبية المالكة وورثوا العرش النوبي , وهذا التسرب البطيء ازدادت سرعته واشتدت تأثيراته قي أواخر القرن الثالث عشر الميلادي ، واستمر على ذلك المنوال خلال مائتي سنة .
وسلكت بعض الفرق صوب الجنوب . ومن ثم لم يعد لمملكة النوبة المسيحية وجود فعلي يذكر بنهاية القرن الرابع عشر . وفتح سقوط مملكة النوبة في أيدي العرب الطريق أمامهم التغلغل في مقرة وعلوة . واستطاعت مملكة علوة بادئ الأمر الدفاع عن كيانها وأجبرت الجماعات العربية القليلة المهاجرة على احترام سلطتها . بيد أنه لم يكن من الممكن استمرار ذلك الوضع نظراً لتزايد أعداد العرب لاختبار قوتهم في مواجهة العاصمة الضعيفة سوبا التي سريعاً ما خضعت لسطوتهم وحكمهم . وهكذا سقطت آخر الممالك السودانية المسيحية الثلاثة المستقلة في أيدي المهاجرين الجدد من العرب المسلمين . بيد أن تقاليد الأخذ بنظام تكوين الدول الصغيرة المستقلة قد أخذ به في القرن السادس عشر عندما أنشأت مملكة الفونج وأقيمت عاصمتها في سنار . وكانت مملكة الفونج مكونة من الأقاليم التي قامت فيها مقرة وعلوة وما تبقى من أراضي الدول النوبية . أما النوبة الشمالية الممتدة إلى الشلال فقد ضمت إلى ممتلكات المماليك بمصر . أما الأراضي الساحلية الواقعة بين سواكن ومصوع فقد ضُمت إلى الإمبراطورية العثمانية , وأدى توحيد إدارة تلك الأقاليم تحت أيدي حكام الفونج إلى نوع من الوحدة السياسية . وضرب من الاستقرار في البلاد . الأمر الذي كان له عظيم الأثر في انتشار الإسلام ومضاعفة انتشار الثقافة العربية الإسلامية في البلاد من المناطق المجاورة لدنقلا وسنار . وأخذت الثقافة العربية الإسلامية تشق طريقها صوب كردفان ودار فور حتى بلغت بحيرة تشاد في أقصى حدود البلاد الغربية .
وتفاوت تأثير العرب على الأهالي من اقليم لآخر ومن قبيلة لأخرى . وعلى الرغم من النفوذ القوي والهائل الذي وجدته اللغة العربية باعتبارها لغة الإسلام ، وفرص التجارة التي فتحت . إلا أن اتخاذها بواسطة الأغلبية لغة للحضارة استغرق عدة أجيال . ذلك أن النوبيون والبجا وهم من أوائل أهالي السودان الذين ربطتهم بالعرب علاقات متصلة قد استمروا في استخدام لهجاتهم ولغاتهم الخاصة كأداة للتخاطب ولا زالوا يستخدمونها حتى اليوم . وصاحب التغلغل العربي في السودان توسع انتشار الإسلام . ومن المحتمل أن تكون مجموعات من العلماء دخلت السودان برفقة التجار وبقيام الدولة الإسلامية وتوطيد دعائم السلطة الإسلامية أضحى السودان مهيئاً للمزيد من انتشار الدعوة الإسلامية وتغلغل الزعماء المسلمين الدينيين . ومن ثم غدا السودان في القرن السادس عشر الميلادي جزأ لا يتجزأ من العالم العربي الإسلامي . ولم تقتصر روابطه على العلاقات القائمة بينه وبين مصر فحسب . بل امتدت علاقاته مع الأقطار العربية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط وبقية الإمبراطورية العثمانية .
وفي خلال فترة حكم الفونج الذي كانت أقاليمه النائية محل خلاف شديد بين المؤرخين والباحثين ، امتد انتشار الدعوة الإسلامية حتى بلغت خط عرض 13 درجة شمالاً . وكان العلماء والعائلات الدينية هم الأداة الأساسية في نشر الدعوة الإسلامية إلا أنهم تمكنوا أيضاً من الحصول على بعض السلطات السياسية والاقتصادية .
وعندما زار المؤرخ الرحالة جون لويس بركهارت الدامر في عام 1814 م وجد أنها تُساس بواسطة عائلة المجاذيب الدينية التي اشتهرت بإنجاب أهل الكشف والصلاح والمتصوفين الذين ملكوا قدراً من الصفاء الروحي استحال على أية ظاهرة مهما كانت خبيئة أن تخفى عليهم . وكانت شؤون الدامر كما أورد بركهارت في كتاباته تدار بعناية ودقة شديدتين . وفي أثناء حكم الفونج دخلت الطرق الصوفية عن طريق الحجاز ، ولما كانت العلاقات الخارجية الأساسية قائمة بين السودان والحجاز . فقد كان من الطبيعي تأثر السودان بالاتجاه السائد هناك . وهو إجلال الأئمة وأهل الصلاح من أصحاب الطرق الدينية . وترجع الجذور التاريخية لنشأة الطوائف الدينية إلى التصوف وتطوره . فقد غدا جهاد النفس عن طريق الزهد في عرض الدنيا بديلاً عن الجهاد لغزو العالم ونشر العقيدة الإسلامية . وبالنسبة للصوفي فإنه ليس هناك من إله سوى الله فحسب . بل إنه ليس هناك شيء سوى الله كذلك . على أن التصوف من الناحية الفعلية هو مذهب ومنهج في الحياة . يعبر عن نفسه بالتطهر والترفع عن الصغائر والدنايا وعرض الدنيا الزائل . وكانت أول الطرق التي دخلت في السودان هي الطريقة الشاذلية . وذلك في القرن الخامس عشر في العام 1445 م ، والطريقة الثانية هي القادرية وذلك في القرن السادس عشر الميلادي .
وكان لكل من الطريقتين مرشدين محليين من الأهالي الذين أطلق عليهم لقب الخلفاء ، وحظيت هذه الطرق عن طريق أولئك الخلفاء بتأييد عظيم في السنين الباكرة لقيام مملكة الفونج . ومن بين الطوائف الدينية المحلية طريقة المجذوبية الناشئة عن الطريقة الشاذلية والتي كونها حامد بن المجذوب ، أو المجاذيب . والتي أكد بركهارت فيما كتب أن لها نفوذاً واسعاً وأتباعاً كثيرين في الدامر . ولقد وجد أولئك المتصوفة أرضاً خصبة بين السودانيين ونالوا تأييد الأهالي ، بما أتوه من خوارق الكلم والعمل .وأصبح كثير من أتباعهم من السودانيين سدنة ذوي نفوذ لملوك الفونج والأمراء التابعين لهم . ليس في المجال الروحي فحسب ، لكن في مضمار السياسة أيضاً .
شهد القرن الثامن عشر ازدهاراً واسعاً للطرق الصوفية خاصة في الولايات العربية التابعة للإمبراطورية العثمانية وأحرزت كل من الطريقة النقشبندية والطريقة الخليوتية . تقدماً ملموساً ، وذلك في الوقت الذي ظهرت فيه طريقة جديدة هي السمانية في الحجاز . وفي العام 1800 م أدخلت الطريقة السمانية إلى السودان على يد أحمد الطيب البشير . الذي استقر به المقام قرب أمد رمان . وكان له نفوذ بالغ الأثر على ملك سنار وتمكن خلال حياته من جذب كثير من الأتباع للطريقة السمانية . كانت قوة الطريقة السمانية مثلها في ذلك مثل الطريقة المجذوبية ، نابعة من أنها وإن نشأت أصلاً خارج السودان ، إلا أنه كان لها رواد محليون من السودانيين ممثلين في عائلة أولاد الشيخ أحمد الطيب البشير . بيد أن الرجل الذي كان لتعاليمه أعظم الأثر خلال تلك الفترة هو أحمد بن إدريس الفاسي الذي لم يكن من أهل الصلاح والتقوى فحسب . بل كان رائداً عظيماً من رواد الإصلاح الديني أيضاً . وقد تلقى اثنان من الصوفيين السودانيين تعاليمهما على يديه في مكة المكرمة . وهما محمد المجذوب وإبراهيم الرشيد .
أما الأول فقد عمد إلى نشر طريقته والدعوة لها بين البجا . وعمد إبراهيم الرشيد على نشر طريقته بين الشايقية بالقرب من جبل البركل بالمديرية الشمالية إلا أن تلميذاً آخر من تلاميذ أحمد بن إدريس كان واسع النفوذ من الرجلين المذكورين آناً وهو محمد عثمان الميرغني . فلقد شرع الأخير في صياغة رافده الخاص من الطريقة الإدريسية . وهي الطريقة الميرغنية أو الطريقة الختمية . التي انتشرت بسرعة في شمال وشرق السودان . واكتسبت كل من الطريقة الختمية والسمانية نفوذها على حساب الطرق الدينية الأخرى . فالختمية التي كان وصولها واتساع نفوذها مرتبطاً بالحكم التركي المصري . أضحت صاحبة القدح المعلى على الطرق الباقية . وكان الصراع والمنازعات من الأشياء الطبيعية بين أتباع الطرق الدينية وكذلك بين القادة أنفسهم . وقد ظهر ذلك الصراع والتنازل أكثر وضوحاً بين السمانية والختمية منذ دخول طريقة الختمية للسودان . لقد سيطرت الصوفية والطرق الدينية على الحياة الثقافية السودانية في عهد الفونج وقد تأثر بها النظام التعليمي الذي كان قائماً في المساجد والخلاوي لدرجة كبيرة . . . . }
انتهى النص المنقول ،
(3)
أتمنى من المتداخلين أن يراجعوا التاريخ قبل إنزال القواطع من صيغ كالاستعلاء والهيمنة الثقافية لموجهات العروبة والإسلام الثقافية ( لا أقصد العرقية ) ، دون التتبع لنشأتها وتاريخها الحقيقي . وأتمنى التفريق بين البرامج السياسية التي قد تحور الحقائق التاريخية لمصلحتها ، تشوه وتزيل وتبتر التاريخ ، وتنشره على السماوات وتبني عليه رؤى قد تقوم كلها على عدم معرفة التاريخ ، قبل الدخول في تحليل حقائقه . فمن المعلوم في المباحث أن يتم معرفة التأريخ وأحداثه ، ومن ثم تحليلها . مثل من يأتي يزم مدينة كأمد رمان ، وهي صنيعة ما اصطلح على تسميتهم بالمهمشين ، الذين حين قدموا استقطعت لهم من أراضي المقيمين لمصلحة المهاجرين من أرياف السودان . تلك حقائق ومن أراد يقرأ فكتب التاريخ متوفرة وكتاب أمد رمان للراحل أبو سليم خير معين . لكم التحية وجزيل الشكر .
عبد الله الشقليني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
Quote: وفى نظرى التاريخ بتاع الهيمنة والاستعلاء والقهر الثقافى التبنى عليهو سودان الظلم ده بداء من الحلف الشهير بين (( عمارة دنقسو عبدالله جماع)) وكده بدت (دولة الترحيل والهجرة قصراً الى هوية اخرى). |
سفيان بشير تحياتي. كلامك صاح، البدايات الاولي للسودان الحالي كانت في سنار لاشك.
ولكن الصياغة النهائية للذهنية الحالية، خطوطا العريضة بدات مع الغزو العربسلامي في 1821، لتستانف العملية بعد المهدية، وتكتمل الصياغة في 56 عندما اخذ المستعمر عصاه، ورحل طوعا وهو في غاية الاطمئنان، ان تركة السودان المصري في ايدي امينة، وقد صدق حدسه!
الان يعود الغرب لاستلام العهدة!
اذا نجح مشروع السودان الجديد، انطلاقا من الاطراف، شيوخ غفر السودان المصري، لن يتردد ولا لحظة في فصل اقصي الشمال ووضعه تحت الحماية الخديوية، وهذا واضح في طرح مايسمي بمنبر السلام العادل، المتنفذ داخل نظام الانقاذ، زبدة السودان المصري.
منبر "السلام العادل" يمثل عجل الاسبير، او الخطة البديلة لخط تراجع الانقاذ اذا مافشلت في تفكيك قوي السودان القادم، من الداخل.
عندما نضع في الحسبان مؤامرة اغتيال قرنق، ومحاصرة الحركة الشعبية، محاولات تفتيت حركة تحرير السودان، واحتواء العدل والمساواة، مع ضمور حركة الشرق الهشة اصلا، وفاة التجمع- فالنتيجة حتي الان 1 صفر لصالح الانقاذ، لصالح المركز!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
Quote: استقدم الخليفة القبائل من غرب السودان ، وهجرهم قسراً لأمد رمان |
الاخ الشنقيطي سلام،
ولماذا استقدم الخليفة القبائل من غرب السودان؟
لان اقلية الشمال رفضت علي اساس جهوي محض خلافة التعايشي الاكثر اهلية من اي فرد اخر في المليون مربع، وقد كان دور الخليفة مساو تماما لدور الامام في الثورة، ولم يكن للشمال دور يذكر في المقابل مقارنة بدور الغرب او حتي الشرق!
رفض اقلية الشمال للخليفة انتهي بعودة الاحتلال بمعاونة هذه الاقلية، وكمكافاة تم تتويجها ملكا علي كل السودان ليحكموا باسم مصر والمحيط العربي الي اليوم!
اما تاريخ ابوسليم ومن لف لفه من مؤرخي دولة الاقلية، فلايستحق ثمن الحبر الذي كتب به!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Elmosley)
|
الاصدقاء المتداخلين... وصاحب البوست ... ابنوس
تحية خالصة للجميع... وعيد سعيد...
الاستاذ/ عبدالله الشقلينى...
خالص الود والتحاياء وعيد مبارك...
دعنى اختلف معك من خلال مداخلتك الثانية والتى عقبت بها حول حديث الاخ ابكر ، ودعنى اصدقك القول ان الالتفاف اللولبى هو هذا الحديث الذى تقوله:-
Quote: أين هي لغات ( الهامش ) وثقافته وماذا فعل أبناؤه لها منذ دخول المستعربين السودان منذ التاريخ الذي سرته أنا ، أهي الثقافة الوافدة الأقوى أم ماذا ؟ ، أم هو التباكي على خيبات السنين حتى حضر القلة المهاجرة ونسفت الثقافة المحلية ؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!! .
|
يا استاذ ناس الهامش ديل عندهم ثقافة حقيقية وعندهم تراث انسانى حقيقى بس الناس ماعايزه تعترف بيهو ولو عايز مثال يوكد عدم الاعتراف ده عليك الله شوف تلفزيون السودان الاسمو (التلفزيون القومى ده) لما يجيبو رقصة من جنوب السودان او من جبال النوبة شوفم كيف بيلفلفوا الناس البرقصوا وبيقدموا تراثم ديل ، وحياتك ديل بيربطوهم لما يغلبم يرقصو زاتو برضو تقول لى مافى ثقافة هى الثقافة!!!! مش هى الكل المكمل من عادات وتقاليد و و و الخ!!!! طيب خلى الوسط والتلفزيون ده يديهم فرقه عشان الناس دى تعرف شنو ثقافة الهامش ياخ.
وموضوع اللغات ده هو زاتو مشكلة لانو ح اقوليك كده ح تقولى طيب لغتك بتاعت الهامش دى وينا؟؟؟ صح ؟؟؟ طيب اسمعنى انا لغة هامش ما عندى وانت لغة عربية 100% ما عندك بس عارف الفرق شنو؟؟؟؟ الفرق انو الزول البيقول زى نضمك ده بيكون المحرك بتاعو الايديلوجيا والايديلوجيا دى هى بالتحديد مربط الفرس زى ما بيقولوا لان البيحصل هنا فى امدرمان وفى مثقفى الوسط هو ترحلهم بواسطة الايديلوجيا وليس بالانتماء العرقى الحقيقى والصريح للدم العربى.
اها موضوع المهدى وحزب الامة وال 1001 مقعد والحزب الاتحادى والاخوان المسلمين وكل الموضوع ده بيوضح انو حديثنا البنقول فيهو ده لسع واقع فى محك عدم الفهم ، ياخى نحن بنقصد انو ايديلوجيا الثقافة الاسلاموعربية هى الذهنية المسيطرة رغم ظهور الوضع السلطوى بانه وضع سودانى بسيط يشبه طبيعة وواقع السودانيين ، لكن لو دققنا بنجد المسالة واضحة جداً جداً، وبراك قلتها:-
Quote: كان لحزب الأمة ( 100 أو ) 101 مقعداً في برلمان ديمقراطي دعمته الأرياف |
والحزب الاتحادى:-
Quote: كان للحزب الاتحادي الديمقراطي( ثمانية وستون) مقعداً في برلمان ديمقراطي دعمته الأرياف أيضاً |
طيب انت بترجع الموضع لى ميتين سنه او اكتر ليه ما سالته نفسك عن تاريخ التحول من مجتمع امومى لمجتمع زكورى ؟؟؟ وليه ما سالته نفسك وسالته كتب التاريخ والمحققين الاكاديمين ديل عن تلك الحقبة التاريخية؟؟؟
البرلمانات الدعمته الارياف دى كانت برلمانات عقلية وسطية وانت كزول مثقف بتكون متاكد وعارف الحقيقة دى لانو كل المسالة الاتخابية والبرلمانية بتتحرك بالقروش وبتتحرك من المركز والهامش المحتاج يتم خديعته وغشه ب ( كرجاكات مياه - محطة كهرباء- شفخانة) علشان كده كان ناسك القلتهم ديل اندعمو من الريف.
Quote: ولمن يريد أن يغير الحاضر فيتعين عليه معرفة الماضي جيداً ، ويعرف آلية التغيير |
ايضاً صدقنى وبكامل التقدير بعد الاقتباس السابق ده :-
Quote: إنني حقاً بدأت أتعجب .!!!!!!!!!!!!!
|
ولك التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
الأستاذ سفيان تحية طيبة ،
وشكراً للمداخلة . الموضوع ببساطة : 1ـ عندما تحدثنا مطولاً عن التاريخ ، لأن اللغة العربية والإسلامية ( النسخة السودانية ) ، والنسخة السودانية لمزيد من الشرح هو اللغات العامية التي تلونت في جميع أنحاء السودان والدين أيضاً ، وفي كل البيئات السودانية ، وكذلك الدين الذي يطلق عليه بعض الأكاديميون الدين الشعبي ، أيضاً يختلف من مكان لآخر . والغات العامية المتنوعة تنتمي للثقافة العربية في حمولاتها الثقافية ، وتفرق عن لغة البجا أو اللغة النوبية أو الدينكاوية أو لغة الفور ..الخ وهذا أعتقد أنه معروف . 2ـ مفهوم ثقافة الوسط ولغة الوسط هذا اصطلاح غير دقيق ، من أين يبدأ الوسط وأين ينتهي هذا الوسط ؟. 3ـ موضوع تغيير الرقصات في التلفزة أو الثقافة التي صحبت مشروع الإنقاذ الثقافي والسياسي ، هذا موضوع لا دخل لأمدرمان فيه . معروف من المسئول عنه ومن يتحمل تبعاته ، وقد طبقه الحكام على جميع السودان ما وسعهم إلى ذلك من سبيل ، ومثله قوانين سبتمبر والكم الهائل الذي صحب من تعديل القوانين وتعديل الحياة المتسامحة وما تبعه من فرار الأقباط خارج السودان . يختلف الصراع الثقافي الحر عن الصراع الثقافي القسري ، والسياسيون وحدهم يتحملون وزر القسري ، وهو خارج نقاشنا عن السيطرة الثقافية لأمدرمان وسودنة ثقافتها على السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: عبدالله الشقليني)
|
الآخ عبد الله الشقليني شكرا على التحيات الطيبات وكل سنة وانت طيب والآهل طيبين
آها نجي للدوشمان الفكري آولا آنا مش عايز آعمل مساجلة بيني وبينك تانيا آنا هنا مش معتقل سياسي آو متهم وقاعد في النقطة بتاعة البوليس عشان آجاوب على اي سؤال آنا بعلق على الحاجة التهمني البعتقد إنها عندها علاقة بجوهر الموضوع الآنا جيت عشان آناقشه أوكي؟ قلت التاريخ قلنا ليك التاريخ البتتكلم عنه دة على العين والراس بس الناس الكاتبنو عاملينو لينا فرمانات - وما بعترفوا بــــ"كلام" العبيد الكانو بقولوهو (مش بكتبوه طبعا, يكتبوه كيف ياخي؟ هو الناس دي لقت زمن تاكل فيهو ذاتو؟) لحبيباتم الخديم وما بعترفوا بــ "احلام اليقظة" بتاعة الخديم الكانن بحلمن بيها لامن ناس عبود يقولوا ليهن الكلام داك معليش آنا هنا بفذلك في قصيدة برتولد بريخت "من بنى طيبة"
من بنى طيبة ذات الأبواب السبعة؟ في الكتب نقرأ أسماء الملوك فهل حملوا الأحجار على ظهورهم؟ وبابل، التي تهدمت مرات عدة، من الذي أعاد بناءها في كل مرة؟ وفي أي بيوت من الطمي المذهب بأشعة الشمس؛ كان يعيش عمال البناء؟ _________________برتولد بريخت
شفت الحكاية غريقة كيف؟ آها آسمع الكلام دة: "وآبدت الدكتورة كوريتا دهشتها من قلة الاهتمام الذي لقيته تلك العناصر {اللي هم العناصر الزنجية المنبتة قبليا، ناس علي عبد اللطيف زاتم} من قلة الاهتمام من الدراسات السودانية الحديثة" الكلام دة جزء من مقدمة القدال لكتاب الدكتورة يوشيكا كوريتا اليابانية - شفت كيف حتى اليابانية مندهشة وإنتو مش مندهشين خالص!!
بعدين ليه حكم قرقوش دة يا شقليني ياخي! أكتب بالعربية والإنجليزية عشان لغة العبد لله المسكين اتلحست بين الآولانية بتاعة الاستعمار القديم والتانية بتاعة الاستعمار البعديهو عايز تعمل إثبات ضدي بجنية غيري!؟ يا شقليني ياخوي التكتيك بتاعك دة صدقني ما بنفع - دة كان نافع زمان لأنو ناس أبكورة ديل كان إسمهم "عبيد السيد عبد الرحمن المهدي" وبالمناسبة دي لسة في ناس قاعدين هناك في الدايرة ما تساعدونا يا جماعة عشان نحررهم - مش تجو تدينوهم عشان صوتوا لي سيدهم: إنتو عايزنهم يصوتوا لي منو؟
سلام يا صديقي وتصبح آو تمسي على خير (الدنيا عندنا هنا ليل)
الآخ العزيز محمد الأمين كل سنة وانت طيب وبلغ سلامي لناس البشير الريح فردا فردا
الآخ محمد آدم كل سنة وانت طيب يا زول آنا قاعد بجاي ووعدي معلق في رقبتي واحتمال امر عليكم قريب - احتمال بكرة القريبة دي بس لحدي هسي ما متأكد تمسي على وطن
وفـــــــوق لحدي ما نجي راجعين
أبكر آدم إسماعيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
Quote: خليك من الكلام البرة برة دة ونخش في عضمة أم درمان دي زاتا؟ قومية كيف؟ وبي وين؟ أمسك أقرب مثلث موردة/هاشماب/عباسية حيقول ليك التمازج الثقافي والعرقي وزي كلام أخونا سراندر الفوق دة أبدأ من آخرها، قول لي ناس عباسية ديل يا تو ثقافة المازجو بيها وياتو عرق الصاهروا بيهو ناس الهاشماب ؟ |
واحد تعظيم سلام للدكتور الرشيق القلم والنابه الفكرة أبكر آدم إسماعيل
لا أدري يا دكتور لم استسخافك المتسارع لواقع التمازج الثقافي والعرقي.. لك الحق كله في الطعن في "تجسيد" واقع ذلك التمازج على النحو المحتكر في الإذاعة والتلفزيون.. وأنا معك من الطاعنين فيه. لكن إنكار واقع التمازج يعني ببساطة ممارسة الضرب ذاته من الاحتكار الفكري المندد به.. يا سيدي الكريم أنا من أهل أم درمان القديمة، ومن حي القلعة تحديداً، وأزعم لك صادقاً باطمئنان أن في شارع "بيتنا فقط" تسعة أصول عرقية وثقافية لا تكاد تميز بينها إلا بالنبش اللئيم في أضابير الذاكرة المحلية لقدامى أهل الحي.. أهل الشارع الذي أقصد لا يميزون بين الذي أتى من كبكابية والذي أصله من هيا.. كلهم في العيش والمكان والفرحة والحزن واحد.. في صغري كان لي أتراب دراسة وكورة ومشاكل من الموردة والعباسية وودنوباوي وحي العرب وأبو روف.. كانت تجمعنا شكلة أو مباراة دافوري أو صحن بوش أو مشوار سينما أو واجب عزاء واشياء أخرى ضاعت مني تفاصيلها وبقيت حلاوة الذكرى والصداقة المعتقة بدون أن أذكر أن فلان ود غرب، أو علان ود شرق.. بل هم عندي وعند أهل بيتي إخوان وأصدقاء و"أولاد بيت".. * دعني أعلن تضامني معك في فكرتك المضمرة والطاعنة في قومية أم درمان.. هذه القومية الشائهة أدعيت على المدينة بفعل الذين فصلت بشأنهم في الرد على الاستاذ نابري أعلاه. * أعود وأكرر القول: إن كان لأم درمان قومية فهي بعامل التاريخ وبفضل حقبة انقرضت تأريخياً وسياسياً وبقيت اجتماعياً. الصحيح- في ظني الضعيف- إعلاء شأن التعايش الجميل والاندماج الطوعي بين ثقافات واصول مكونة للطيف السوداني- بظلاله المستترة والمعلنة- وليس الإدعاء بأحقية أهل أم درمان في نسخ غيرهم من السودانيين.. وفي ظني الضعيف أن لسنار والأبيض ومروي قومية أقدم وأبقي من تلك التي لأم درمان.. لكن الأخيرة، وبسبب من تفرد أنموذجها، وقرب تأريخه- حظيت بفضاء واسع فيه الغث والسمين من الوصوفات والتسميات.. لكن حقيقة واحدة تبقى بإسناد من الواقع المعاش: هناك حالة اندماج اجتماعي وثقافي اسمها أم درمان.. *أما عن "الحقيبة" فحدث ولا حرج... سأعود لأكمل ما انقطع، قريباً. مع محبتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
Quote: وارجو ان تعيد قراءة ما كتبته ، وانا لا أطعن ام درمان ، بينما الامر يتعدى ذلك ، ثم إني جدي أحد شهداء أم دبيكرات ومن الذين دخلوا أم درمان ذات يوم ، ولكن يظل السؤال هل فعلاً إنصهرت الثقافات في أم درمان وأنتجت ثقافة سودانية ؟ أم نتجت أغنية أم درمانية ؟ هذا ليس الامر ولكن السكوت عن اشياء أخرى كثيرة ، وإنت هنا تستبدل الجراري بما ورد من إيقاعات في أغنية الحقيبة ، وانا أبحث عن الجراري ذاتوا ما موجود ، وإذا أردنا أغاني سودانية سيكون واحد منها ، فلماذا تكتفي إنت بورود إيقاع الجراري وبس . المسألة في راي لا تخرج من ما أشرت إليه انا من البحث عن دفاعات لترسيخ النموزج القائم ، وليس لدي عداوة تجاه أم درمان ، فقط سؤال . وإذا سميت الحقيبة أغنية أم درمان فهذا جيد ، ولكن الأسوأ إن البعض يقول عنها أغنية السودان . فهل تتفق مع هذا ؟ ثم لماذا يتمسك البعض بإن هذا صحيح ، وهنا أنا لا انفي عن إن الحقيبة أغنية سودانية ، ولكنها واحدة من مئات النمازج . وكما ترى فقد شقت الاغنية الشايقية وهنا أقصد القادمة من مناطق الشايقية واسست لها مكان بجانب نموزج الحقيبة ، ولكن هل يمكن أن يتوفر لذات الاغاني الاخرى فرص الاختراق لجدار الوسط النيلي الاعلامي ؟ |
يا سيدي أبنوس.. عذراً عن الانقطاع لهذا الزمن الطويل.. لم يكن في نيتي الاقتصار على إيقاع الجراري في المثال الذي سقته عن ذلك الرجل.. ولكن من باب الأمانة ألا نحشو القول المأخوذ عن شخص ما بزيادات من عندنا. * بدءاً من حقك الطعن في أم درمان، فهي ليست مكة.. ثم أن كثير الإدعاء عليها بما ليس فيها أضاع منا دقة تشخيص العلة.. * دعني أعلن لك وبقوة إنكاري الشديد للقول بأن الحقيبة- التي هي مجموعة تعبير عن حقبة معينة- هي أغنية السودان.. الصحيح أنها أغنية أم درمان في فترة محددة ما زالت تحظى باستمتاع منا إلى يومنا هذا، لكنها ليست عنواناً للسودان.. يا رجل، بالله عليك أسمعت أحلى من: شقيش قوللي يا مروح.. قبل صباحنا يبوح.. أو أطرب إيقاعاً من: فنجان جبنة بي شمالو يسوى الدنيا بي حالو أو أشد حنينياً من: وين.. حتى الطير رحل خلاني.. ما طيب لي خاطر والفخر السوداني الأول كان لابن الشمالية ود حد الزين: لو ما كنت جيتا من زي ديل كان وا أسفي، وامأساتي واذلي والعبد المفتقر لرحمة مولاه من أشد الناس طرباً لأغنية "صابري" النوبية، رغم أني لا أفقه كلمة واحدة منها...! أزعم لك باطمئنان واثق أن توفر الإذاعة على الفن والثقافة والفضاء المعرفي في أم درمان أعماها عن إحقاق حق بقية أقاليم السودان الثقافية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: serenader)
|
للجميع فى هذا البوست التحية
واخص بالتحية هنا الاخ المحترم /serenader واعتزر له غاية الاعتزار لانى لم اتابع رده الاول بخصوص ما اثرته من حديث منمنياً ان يقبل اعتزارى.
اذاً فالنتحاور اخى/serenader
انت كتبت يل اخى:- Quote: (( في المقام الأول المصهر الذي قصدته أصبح موجوداً بفعل قوة سياسية اجتماعية اسمها المهدية (في تاريخ غابر) ثم أسهمت عوامل تأريخية أخرى في تسعير النار التي يغلي بها المصهر.. أسوق لك مثالاً بسيطاً: المهدية أجبرت قبائل السودان على الهجرة إلى أم درمان إما بجبر القوة الدينية (الهجرة إلى بقعة المهدي المبروكة- بزعم ذلك الزمان) أو بجبر القوة العسكرية والاقتصادية.. من ثم نشأت أحياء أم درمان القديمة بحسب التشكيلة القبيلة.. لكن تلك الأحياء ليست غيتو مغلق على أهله، فبعامل الزمن تداخل الناس بالسكنى الطبيعية التي أدت إلى حسن الجوار والمجاورة.. ففي شارع واحد في الموردة- مثلاً- تجد من هو أصوله من الغرب ومن الشرق ومن أقاصي الشمال، كلهم يتشاركون الأفراح والأتراح في صحن واحد، وبمزاج واحد.. تنبيه: ما ذكرته عن تكون الخليط السكاني في فورة المهدية لا يعني أن لأمدرمان شرعية تأريخية لتصبح قالباً يصلح لكل مقاس وقياس.. بل الحق أنها نموذج فريد أحق بالدراسة منه "بالدواسة"))
|
ارد ليك بانو الموضوع ده وبكل بساطة انو صاح الموضوع بتاع اعادة الانتاج وفق ذهنية جديدة ده يرتبط بالسياسى والاقتصادى والاجتماعى ، لكن بختلف معاك فى قصة التاريخ دى ، لانو بى صراحة كده تاريخ القصة دى مش من المهدية باخ ده تاريخ منذ بدايات قيام الدولة السنارية . المشكلة الرئيسية بالنسبة لى انا ده شنو يعنى المقصود الفكرى من كلمة صهر دى ؟؟؟ يالجد كده انا عايز افهم شنو يعنى ابن ادم يصهروهو وفق ذهنية ثقافة تانبة؟؟؟
ايضاً كتبت اخى / serenader:- Quote: وليس صحيحاً أن "ناس أم درمان" كما أسميتهم يريدون صهر غيرهم.. بل العكس صحيح، كل من وفد أم درمان لأي ظرف كان تأثر بالوضع القائم فيها- الذي ذكرته بعاليه- واندمج في اللوحة بتفاصيلها الدقيقة.. وتذكر يا أخي الكريم أن هذا الاندماج- إن لم تستسغ وصف الصهر- لم يكن جبرياً في الحالة الأخيرة.. بل هو طوعي وبعامل المكان والزمان والناس |
اقولبك حاجة انا ما قاعد اسميهم ناس امدرمان انا بسمى الناس الذى ديل كلهم (( ابناء ثقافة المركز او ابناء ثقافة الوسط أو ابناء الثقافة الاسلاموعربية)) لكن هم القاعدين يسمو نفسهم ((ابناء امدرمان)) وهم زاتم القاعدين يعملو (( منتدى ابناء امدرمان)) وهم انفسهم القاعدين يأسسو لسودنة السودان وفق مزاجهم الشخصى والقصص البتاكد الكلام ده كتيرة ومافى داعى لزكرها صدقنى. ام موضوع اللوحة بتفاصيلها الدقيقة البتقول عليهو ده ده هو زاتو دلالة على مسالة القسر واعادة انتاج الاخر بدون تكابر ياخ !!! منو الاداء الناس ديل الحق فى انو يدخلو غيرم فى اللوحة دى؟؟؟ ما تقول لى لانو المهدى جابم قسراً لامدرمانه !!! لانو حتى لو المهدى ده عمل كده (( وقطع شك هو عمل كده)) فدا ما بدى الحق لانهم الناس تجبرم عشان يكونو فى اللوحة دى!!!
طيب اوكى يا اخى انت كتبت:- Quote: ((كثيرٌ منا يا أخي نابري ينسى أن للمكان سطوته.. لكن ذلك لا يعني أن المكان قادر على مسخ الروح والثقافة والبيئة التي أتى منها الوافد على المكان.. بل الصحيح أن المساحات المفتوحة من التداخل ترفد الخليط الموجود أصلاً بطعم وذائقة متجددين تضمن له الاستمرار بشكل مرن.. ))
|
وده كلام كويس ويمكن يكون سليم ، بس اتزكر انو الوافد ده هو الوافد العربى ياخ وخليك امين جداً فى انو المكان ده اسمو القارة الافريقية ياخ ، وانو الوافد العربى ده لما جاء هنا سطوة المكان خلقت منو مزاج تانى وتراث تانى وانيان تانى لكن الايديلوجيا (( الاسلاموعربية)) هى القامت تانى من جديد ورحلتو الى عالمها الاخر والبعيد عن الارث الشعبى الاتوجد بعد التداخل ده.
يرضك كنبت وقلت:- ((Quote: اساس سوء الفهم الذي اقصد هو إدمان كثير من متسلطي الإذاعة والمتشبثين بأهداب الثقافة والمتثاقفة من أهل الوسط، وإصرار هؤلاء على الاحتفاظ لأم درمان بحق أعلى وأسطع من غيرها.. وهذا زعم مريض على أقل تقدير..
|
)) لا يا اخى مش كده انا بعتقد انو ناس التلفزيون والاذاعه ديل كانو واضحين وصريحين مع نفسم لانهم لقو الواقع كده ولقو انو الشكل ده هو الصاح ولقو انو امدرمان بذهنيتم دى هى بتمثل مزاج عام شديد اتشكل عبر السنوات الطويلة للهيمنة والقهر الاقتصادى- الثقافى- الاجتماعى والمركزى ، ببساطة لانو ده لحدى الان بعبر فى اعتقادهم عن كل السودان !!!
فى نهاية كلامك انت كتبت:- ((Quote: في ظني الضعيف المبني على المعايشة أن أم درمان هي حالة فريدة بعامل التأريخ والمكان، بعض من فرادتها الاستمرار على نفس نهجها القديم إنما بظلال جديدة.. وهي حالة تستحق الدرس القاصد لتفكيكها بما يضمن حفظ حق كل ذي حق، وليس نسخ بقية الأقاليم الثقافية الأخرى المكونة في جمعها للسودان.. مع ملاحظة أن إقليم أم درمان الثقافي وجغرافيته السياسية والاجتماعية هو مكون واحد وليس الأصل |
)).
طبعاً لك الحق ان تظن ما تشاء يا اخى ، لكن حقو تعرف انو الواقع على الارض يقول غير ذلك فا الاحتقانات العرقية والتربية المشوهة غير السؤية ورفض الاخر امور موجودة فى امدرمانك هذه وتغذئيها ذات نفسية الامدرمانيين .
ولك فائق الود والاحترام والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)
|
الاستاذ عبد الله الشقليني سلام
Quote: أين هي لغات ( الهامش ) وثقافته وماذا فعل أبناؤه لها منذ دخول المستعربين السودان منذ التاريخ الذي سرته أنا ، أهي الثقافة الوافدة الأقوى أم ماذا ؟ ، أم هو التباكي على خيبات السنين حتى حضر القلة المهاجرة ونسفت الثقافة المحلية ؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!! . |
في هذا المقطع من كلامك أرى لولبية غريبة ، وإن السائل أدرى بالاجابة من المسؤول ، لأننا جميعاً ندري أين وكيف راحت لغات أهل الهامش ، وإنت براك أوردت غن لغة الدينكا عند كتابتها لم يصل عدد الكلمات لألف كلمة ، هل يا ترى يعيش الناس ويتبادلو المعرفة وكل شئ في حياتهم اليومية بهذه الألف كلمة ؟؟
مسألة الثقافة الاقوى هذه تدخلنا في جدل آخر ، فالعوامل التي توفرت للثقافة المهيمنة لم تتوفر للهامش وهذا مرتبط بظروف تاريخية مكنت مجموعات محددة من السيطرة على الدولة ومقوماتها وفرضت ثقافتها ونظرتها للحياة .. وأستخدمت في ذلك الكثير من الادوات ... وتكفينا مداخلة الدكتور صدقي كبلو في هذا الصدد وما إستشهد به من ماركس - الله يحيه - وقرامشي .. وإبعاداً لشبح اللغة ، فأرى إن اللغة هي أداة يمكن أن تحمل مضامين مختلفة ، ويمكن للآخر غير الامدرماني أن يمارس إحتجاجه بالعربية ولكن تلك العربية التي لا تأتي إلينا بأبطالها من زمن أمرؤ القيس ، وقفا نبكي ، ولا تأتي بأبطالها لتسمي بهم شوارعنا في أم درمان .. اللغة يمكن أن تستحمى في النيل وتخرج بلساننا .
Quote: إنك تكتب بالعربية هنا وتكتب بعض المصطلحات الإنجليزية ، أين هي لغتك المحلية ، لتعرضها لنا في السماء ، إذ لا يوجد من يقهر ثقافتك أو لغتك أو طعمك الثقافي ؟ |
وهنا أعتقد من حق ابكر أن يكتب بالعربية ، لأنها هي اللغة التي فرضتها الطبقة المهيمنة ودرستها في المدارس ومحت بها كل ما كان يسمى لغة .. فهل كان الغرض أن من درس العربية عليه التعبير بما يتوافق ومفهوم الجهات المعربة ؟ وهل إذا خالفهم عليه أن يبحث عن لغة أخرى أو يبحث عن لغته الممحوّة .. لم أفهم ماذا تقصد هل تقصد إن أبكر لم تكن لديه لغة أصلاً أم ماذا ؟؟؟
Quote: إنني حقاً بدأت أتعجب .!!!!!!!!!!!!! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
الصديق عاصم الشريف وإنت طيب يا أبو ملاذ
الاستاذ الموصلي :
شكراً على تعليقك ، ودخولك يزيد البوست جمالاً .. كما أرى إنك معني بهذا الحوار .. ويمكنك أن تضيف له الكثير في مجال تخصصك كموسيقي ..
لك الود
الصديق أبكر : شكراً لإيجاد وقت مسروق بين زحمة الاشياء التي أعرفها لتعرج على البوست .. كما إني حسب علمي إن المسافة بين هاملتون وترونتو لم تزد عن الخمسين كيلو بعد ! وكل عام ,إنت طيب .
الصديق هشام نابري :
كل سنة وإنت طيب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
تحية لك سيدي أبنوس..
Quote: المسألة في تقديري متعلقة بسؤال آخر ما زال يحتاج لإجابة ، وهو إن هنالك أم درمان أوضحنا قصدنا لها ، وهي تمارس نوع من الإستهبال والغش الثقافي ، وهو تمرير مشروعها الضيق من خلال الكثير من الحيل ، وتصور إن هذا المشروع هو ما يمثل النموزج السوداني ، وكما أوردت أنت إن ما توفر لأم درمان من إمكانيات أعمتها بل أغرتها بإن من الممكن إزاحة الثقافات الاخرى التي لا تستطيع توصيل ما لديها عير أي جهاز آخر غير هذا المسيطر عليه - سمه تلفزيون - جريدة - اي شي له علاقة بتشكيل المزاج السوداني .. ولذلك نحمد نعمة الأنترنت كثيراً ونحمد أن عشنا في ظروف تمكننا من أن نقول- لا - ما قدمته أم درمان يخصها هي ، ولا علاقة له بالقومية ، فحسب فهمي البسيط إننا حتى الآن لم نصل لذلك القومي الذي يحمل ملامحنا جميعاً وحتى ذلك الحين فليبقى ما هو أم درماني أم درماني ، وماهو هامشي هامشي ، إلى أن نصل لما نسميه نموزج سوداني ولنختلف في إطار قناعتنا بتعددنا الثقافي وتفاوتنا المعرفي ..
ولا شنو ؟
|
* للأسف لا اتفق مع كثير مما ذهبت إليه أخي أبنوس، رغم أنه ينطوي على منطقه الخاص الذي لا أطعن فيه.. ففيه تعميم غير دقيق.. فقولك إن هناك أم درماناً تمارس استهبال وغش، يعمم صفة ذميمة تمارسها فئة محصورة وهزيلة على جمع متوازن ومتآلف وخال من الغرض والدسائس والأجندات.. * وأحمد معك نعمة الانترنت التي تتيح لنا التواصل والتداخل على راحتنا بغير ضيق وإحصار.. * بشأن الهامشي والمركزي: دعني أصحح لك موقفي. أناهض بكل ما في من عزم التعميم الحكومي لقومية أم درمان. إن كان لأم درمان قومية، فقد اكتسبتها بعامل تأريخ انتهى (فصلنا الحديث فيه) أو بتأثير فرادة وتميز قائم وواقع (وذا مناط حديثنا). على أن قومية مكان ما بمجتمعه وثقافته- كالحالة الأم درمانية- لا يصح فيها التعميم بختم القبول الجبري على الجميع. جل مقصدي هو السماح لأم درمان بمساحة من الخصوصية اكتسبتها للأسباب التي فصلنا فيها بعاليه.. (انتهى التعليق على حديث الأخ أبنوس) * زيادة: درج الكثير ممن نحترمهم من مثقفينا على إفراغ جياش غضبهم من أزمة المركز والهامش على النموذج القائم في أم درمان بوصفه تجسيد للأزمة في أجلى تجلياتها. وهذا سهم ضل سبيله على أحسن تقدير.. لماذا لا ينسحب الزجر والهجر على الخرطوم ومدني وبورتسودان؟ الأولى هي قمة المركز رسمياً واجتماعياً، والثانية والثالثة مركزان قائمان بذاتهما (على سبيل المثال لا الحصر).. * فقط بعض التريث يجدي قبل أن تصيب بسمهك من لا تقصد، أو تقصد بغير دراية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
تحية تليق بك سيدي نابري:
Quote: ارد ليك بانو الموضوع ده وبكل بساطة انو صاح الموضوع بتاع اعادة الانتاج وفق ذهنية جديدة ده يرتبط بالسياسى والاقتصادى والاجتماعى ، لكن بختلف معاك فى قصة التاريخ دى ، لانو بى صراحة كده تاريخ القصة دى مش من المهدية باخ ده تاريخ منذ بدايات قيام الدولة السنارية . المشكلة الرئيسية بالنسبة لى انا ده شنو يعنى المقصود الفكرى من كلمة صهر دى ؟؟؟ يالجد كده انا عايز افهم شنو يعنى ابن ادم يصهروهو وفق ذهنية ثقافة تانبة؟؟؟
|
لدي سؤال لك في هذه النقطة تحديداً: من أين أتيت بأن المشكلة مع أم درمان (على وجه الخصوص) بدأت مع الدولة السنارية؟ اللهم إلا إذا كنت تقصد إشكال المركز والهامش. وهنا يكون الأمر قد تعدى حوزة ما نتداخل بشأنه، ودلف إلى عقد وأزمات اخرى. * أما بشأن معنى كلمة صهر، فدها يا أخي إن تسببت لك بمغص فكري.. الكلمة يقابلها بالإنجليزية fusion وهي أقرب معنى لما نتحدث عنه من كلمة الاندماج. * أما عن الصهر الثقافي فلا معنى لصهر شخص ثقافياً. لكن المقصود هو أعراق وثقافات متنوعة تواجدت في مكان ما وتأثرت بعوامل قاسية ونافذة خلال حقبة تأريخية ما، فخرج منها منتوج جديد يحمل طرفاً من صفات خاصة بكل مجموعة لكنه مستقل عنها. شخصي الضعيف شديد السمرة، فلفلي الشعر، عربي اللسان (أي لست أنتمي لجنس لغوي آخر)، سماني المذهب، من أم بيضاء وأب به سمرة العرب. لي جدة أو جد ما كان زنجياً (بدون شك) وإلا كيف خرجت أنا بهذه الصفات التي هي - حسب قوانين مندل- صفات متنحية؟
Quote: اقولبك حاجة انا ما قاعد اسميهم ناس امدرمان انا بسمى الناس الذى ديل كلهم (( ابناء ثقافة المركز او ابناء ثقافة الوسط أو ابناء الثقافة الاسلاموعربية)) لكن هم القاعدين يسمو نفسهم ((ابناء امدرمان)) وهم زاتم القاعدين يعملو (( منتدى ابناء امدرمان)) وهم انفسهم القاعدين يأسسو لسودنة السودان وفق مزاجهم الشخصى والقصص البتاكد الكلام ده كتيرة ومافى داعى لزكرها صدقنى. ام موضوع اللوحة بتفاصيلها الدقيقة البتقول عليهو ده ده هو زاتو دلالة على مسالة القسر واعادة انتاج الاخر بدون تكابر ياخ !!! منو الاداء الناس ديل الحق فى انو يدخلو غيرم فى اللوحة دى؟؟؟ ما تقول لى لانو المهدى جابم قسراً لامدرمانه !!! لانو حتى لو المهدى ده عمل كده (( وقطع شك هو عمل كده)) فدا ما بدى الحق لانهم الناس تجبرم عشان يكونو فى اللوحة دى!!!
|
*بشأن "ابناء ثقافة المركز او ابناء ثقافة الوسط أو ابناء الثقافة الاسلاموعربية" أعتقد أنك ضيقت واسعاً بحصرك كل هذا الطيف الثقافي- بالأساس- في مجموعة واحدة. صحيح أن من أهل أم درمان في غالبهم ينتمون إلى مجموعة الوسط، وفيهم غلبة غالبة من أبناء الثقافة الإسلاموعروبية، لكن إن نظرت إلى أصولهم لفارقت هذا الوصف، ولصح عندك وصفي لهم بأنهم ناتج جديد منفصل بذاته، وارث لصفات المجموعات المتخلق منها. * لم استسغ منك تركيزك على جانب من حديثي وترك لبقيته المكملة. الصحيح يا أخي الكريم أن لا أم درمان كثقافة وحالة اجتماعية، ولا أهلها، يجبرون غيرهم على الدخول في تفاصيلهم جبراً.. ولو راجعت كلامي لوجدت أنني قلت بدون مواربة أن الاندماج أو التداخل يتم طواعية بتأثير المكان والسائد فيه من اعراف وتقاليد وتعاملات تحبب الغير في ممارستها والاستئناس بها، بدون مسخ ما احتقبوه معهم. بل وقلت ايضاً أنهم يرفدون الخليط القائم بألوان جديدة تضمن استمرارية مرنة!! إذن لا مكان لما سقته بشأن شرعية الإكراه والجبر على التمازج.
Quote: وده كلام كويس ويمكن يكون سليم ، بس اتزكر انو الوافد ده هو الوافد العربى ياخ وخليك امين جداً فى انو المكان ده اسمو القارة الافريقية ياخ ، وانو الوافد العربى ده لما جاء هنا سطوة المكان خلقت منو مزاج تانى وتراث تانى وانيان تانى لكن الايديلوجيا (( الاسلاموعربية)) هى القامت تانى من جديد ورحلتو الى عالمها الاخر والبعيد عن الارث الشعبى الاتوجد بعد التداخل ده.
|
* هنا ضيقت واسعاً أيضاً.. ليس كل من أتى أم درمان غابراً أو لاحقاً هم عرب أو مسلمون. بالله عليك، هل تعلم عدد الجنوبيين الذين يسكنون أم درمان؟ هل تعرف عن تجمعات أهلنا من الغرب الذين استقروا فيها أو حولها؟ وغيرهم وغيرهم.. * ودعني من الحديث عن الايدولوجيا الاسلامو عروبية.. هناك شيء اسمه الاقتصاد وآخر اسمه الاجتماع، لكل نواميسه ومتغيراته التي تجبر الناس على التحرك من مكان إلى آخر.. لكن حتى ولو صح حديثك، ماذا تسمي أمبدة؟
Quote: طبعاً لك الحق ان تظن ما تشاء يا اخى ، لكن حقو تعرف انو الواقع على الارض يقول غير ذلك فا الاحتقانات العرقية والتربية المشوهة غير السؤية ورفض الاخر امور موجودة فى امدرمانك هذه وتغذئيها ذات نفسية الامدرمانيين .
|
* صراحة لم أفهم مقصدك.. أرجو أن تمعن في التفصيل قليلاً لئلا يقع علي ذنب سوء فهم ما ترمي إليه.
مع مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: serenader)
|
الاخ المحترم/ أبنوس تحية وتقدير واحترام الرجاء مراسلتى على هذا الايميل:- [email protected] تحية خالصة لكل المتداخلين.
تحية طيبة اخى/ serenader تحية ود تجدك بخير الحال...
موضوع البوست ده مش عشان المغالطات ومش عشان الواحد فينا يقول انا خلاص حسمته المسالة دى ... لا لا ياصديقى صدقنى الموضوع حقيقى كده للنقاش والحوار والبيخلينى اقول كده انك تبت:- Quote: ((لدي سؤال لك في هذه النقطة تحديداً: من أين أتيت بأن المشكلة مع أم درمان (على وجه الخصوص) بدأت مع الدولة السنارية؟ اللهم إلا إذا كنت تقصد إشكال المركز والهامش. وهنا يكون الأمر قد تعدى حوزة ما نتداخل بشأنه، ودلف إلى عقد وأزمات اخرى)).
|
واظن انا كلامى موجود وما كان فيهو (( على وجه الخصوص)) الجبتها انت دى !!!! اهو كلامى واضح:- Quote: Quote: ارد ليك بانو الموضوع ده وبكل بساطة انو صاح الموضوع بتاع اعادة الانتاج وفق ذهنية جديدة ده يرتبط بالسياسى والاقتصادى والاجتماعى ، لكن بختلف معاك فى قصة التاريخ دى ، لانو بى صراحة كده تاريخ القصة دى مش من المهدية باخ ده تاريخ منذ بدايات قيام الدولة السنارية . المشكلة الرئيسية بالنسبة لى انا ده شنو يعنى المقصود الفكرى من كلمة صهر دى ؟؟؟ يالجد كده انا عايز افهم شنو يعنى ابن ادم يصهروهو وفق ذهنية ثقافة تانبة؟؟؟
|
بعدين يا صديقى موضوع الصهر والمغص ده صدقنى انت ما مشيت بعيد لانو حقيقة المسالة مش عملت مغص ياخى دى عملت عمايل اكتر من كده والدليل اهو قدام عيونك وعلى ارض السودان ... بعدين المشكلة مش انو تغير مصطلح الصهر عشان يكون اندماج عشان الناس تقبل بيهو ياخى شوف طيب... فى شروط مبدائية كده لاى تداخل وتعايش بين المجتمعات المتعدده زى حالاتنا دى اها الشروط دى لو اتحققت بتتحقق اطر التعايش والتداخل ده اما اذا الشروط دى فى ناس شافوا نفسم اولى بيها هم اكتر من غيرم بيختل الميزان ده ، والواضح انك انت مع تحسين المصطلح ومقاربتو للواقع بقيت ما مهتم انك تعاين للشروط دى ... يمكن يكون السبب فى ده انك بتفتكر انو شروط التعايش دى متحققه!!!
ايضاً انت كتبت:- Quote: أما عن الصهر الثقافي فلا معنى لصهر شخص ثقافياً. لكن المقصود هو أعراق وثقافات متنوعة تواجدت في مكان ما وتأثرت بعوامل قاسية ونافذة خلال حقبة تأريخية ما، فخرج منها منتوج جديد يحمل طرفاً من صفات خاصة بكل مجموعة لكنه مستقل عنها. شخصي الضعيف شديد السمرة، فلفلي الشعر، عربي اللسان (أي لست أنتمي لجنس لغوي آخر)، سماني المذهب، من أم بيضاء وأب به سمرة العرب. لي جدة أو جد ما كان زنجياً (بدون شك) وإلا كيف خرجت أنا بهذه الصفات التي هي - حسب قوانين مندل- صفات متنحية؟
|
ياصديقى ده كلام تطيبى منك خالص ، ويمكن يكون صاح لو الشروط الطبيعية للتعدد الاتوجد فى السودان كانت شروط عادلة فى كل حاجة (( نفس الكلام السابق )) ، لكن ده ما حصل . كدى تعال نشوف كلامك ده بى ناحية تانية طيب؟؟؟ اها النقول الاعراق والثقافات المتنوعه القلتها انت دى تواجدت فى السودان وتاثرت بعوامل قاسية ونافذه خلال حقبة تاريخية ما، مية فى المية حيكون فى منتوج جديد زى ماقلته انت بالضبط وبيحمل صفات الطرفين ، لكن المشكلة جد جد كده انو ايديلوجيا الثقافة الاسلاموعربية ( بتاعت احد الطرفين ديل زاتم)) هى على طول قاعده تكرث لبنئ استعلائها من خلال اختلال (( الشروط القبيل ديك قبل التعايش)) شفته المسالة مشربكة كيف؟؟؟!!! وشفته كيف كلامك ده بيكون كلام تطيبى بيوصف حالة (( زهنية فقط)) بتكون دايماً فى رأس بعض الناس وبتختلف مع الواقع لدرجة بتخلى الخطاب صفوى جداً.
انت ايضاً كتبت:-
Quote: بشأن "ابناء ثقافة المركز او ابناء ثقافة الوسط أو ابناء الثقافة الاسلاموعربية" أعتقد أنك ضيقت واسعاً بحصرك كل هذا الطيف الثقافي- بالأساس- في مجموعة واحدة. صحيح أن من أهل أم درمان في غالبهم ينتمون إلى مجموعة الوسط، وفيهم غلبة غالبة من أبناء الثقافة الإسلاموعروبية، لكن إن نظرت إلى أصولهم لفارقت هذا الوصف، ولصح عندك وصفي لهم بأنهم ناتج جديد منفصل بذاته، وارث لصفات المجموعات المتخلق منها. |
لا ببساطة لم اضيق واسعاً كلو كلو وكلمة طيف ثقافى القلتها انت دى بتدلل على انو لسع مافى تكوين ثقافى حقيقى يمكن نقول عليهو السودان والسبب طبعاً هو نفس نضمنا الفوق ده انا والاخوان المتفقين مع بعض بانو اصلاً السودان شروط قيام المجتمع فيهو قايمة على اساس اعادة الانتاج فى ثقافة ترى فى نفسها انها المركزية لكل شى.
الاخ / serenader ليس لى اى تحفظ ولا يجب على ان يكون لى تحفظ على حديثك ابداً، انت لك كل الحق فى ما تقول يا اخى ، واذا كان انا ركزته على جانب من حديثك كما تقول وتركت الكتابة التانية فصدقنى انا ناقشت كل مافى كتابتك ولا يتعين على انو اناقش كتابة اى انسان الكلمة بالكلمة ، واذا انا عملته كده ده يحتمال يكون فى فهم بعض الناس ترصد ، ونحن هنا اعتقد حريصين على الحوار والنقاش وليس حريصين على ترصد بعضنا البعض.
انت كتبت:- Quote: ودعني من الحديث عن الايدولوجيا الاسلامو عروبية.. هناك شيء اسمه الاقتصاد وآخر اسمه الاجتماع، لكل نواميسه ومتغيراته التي تجبر الناس على التحرك من مكان إلى آخر.. لكن حتى ولو صح حديثك، ماذا تسمي أمبدة؟
|
لا يا صاحبى ايديلوجيا الثقافة الاسلاموعربية دى هى الموضوع زاتو العامل كل الجوطة دى اها لو سبناها وابينا نناقشه يبقى اصلاً مافى حل لمشكلتنا دى نهائى صدقنى جد. ولما نقول الثقافة الاسلاموعربية تحديداً ما بنقصد بيها الاسلام او العرب لكن بنقصد المحمول المتصور (( الايديلوجى يعنى)) للمسلم والعربى (( بنسخته الزمانية والمكانية فى الفترة العربية ديك وبكل موروثه العربى التراثى)) وده هو زاتو البيخلى ثقافة وسط السودان دايماً مترحله نحو الهُوية العربية!!! عشان كده ما ممكن اخلى قصة الايديلوجيا دى ابداً.
اناكتبت :-
Quote: Quote: طبعاً لك الحق ان تظن ما تشاء يا اخى ، لكن حقو تعرف انو الواقع على الارض يقول غير ذلك فا الاحتقانات العرقية والتربية المشوهة غير السؤية ورفض الاخر امور موجودة فى امدرمانك هذه وتغذئيها ذات نفسية الامدرمانيين .
|
وانت قلت:- Quote: صراحة لم أفهم مقصدك.. أرجو أن تمعن في التفصيل قليلاً لئلا يقع علي ذنب سوء فهم ما ترمي إليه.
|
اشكرك لانو انت عايز تحكم بعد تفهم وده شى مطلوب بيننا يا صديقى. قصدى بالواقع على الارض هو انو فى مشاكل حقيقية كرستها قصة انو فى تمازج حقيقى فى امدرمان دى والموضوع ده انت بشكل انو شارع بيتكم فيهو الفلاته والبرقو والبرقد والقمز والدينا والجعليين والشوايقه ده ده موضوع صح لانو اى منطقة فيها زى العندكم ده لكن كدى خلينا نكون واضحين !!! مش فى الحلة بتاعتكم دى وبقيت الحلال فى (( تراتبية اجتماعية؟؟؟؟!!!)) ايوة يعنى بكل صراحة كده فى انسان درجة 1 وفى درجة 2 وفى درجة 3 ولو ديل مافى يبقى اصلاً المشكلة وين يعنى؟؟؟ ده القصدتو انا بكل بساطة.
لك كل الود والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: سفيان بشير نابرى)
|
أخى وصديقى أبنوس وكل من إخوتى من أسهم ومازال يسهم فى إجراء جراحة لهذ الأورطى والذى عليه سيكون شكل الآتى من الحياة فى ذلك المملوك بالشيوع والمغصوب بالشفعه لأبناء المرأة الأولى السودان والذى حقا تتعدد قوانين الميراث فيه من معتقدات وضعية موروثه إلى معتقدات تنزيلية متعدده...وحتى لا نتمادى فى صراع فكرى تختلف منطلقات راجماته بإختلاف تكنلوجيا الإنتماءات الأيدلوجيه فيأتينا من عمق البراجماتيه إعصار الأنانيه الكفيف وياتينا من رحم الماركسيه عاصف من سيبريا فارض رؤآه وياتينا من متون لا شرقيه ولا غربيه زلزال لا ترحم لافاه أحد...أحسب أننا لا نتفق إلا بعد أن نتمادى فى الصراع بمختلف أدوات الصراع التى تتوفر إلينا ثم نتفق بعد تدمير البنيه التحتيه للقماش الإجتماعى والسكانى والبيئى والأيكولجى والبنيه التحتيه العمرانيه على حدود دنيا كان أجدى لنا أن نتفق عليها منذ البدء...وإن دعاوى إستئصال شافة الآخر وقطع دابره ما هى إلا تبديل غضب بغضب وفتح فوهات لبراكين ساكنه...وأحسب أن إتفاق السلام الذى ولد مشوها خلقيا وغير معافى نفسيا لعدم معافاة ظرفه إلا أنه يمكن أن يكون حدودا دنيا يمكن من خلالها خلق حوار حار بوعى ثاقب للخروج بروئ شامله وعادله تتآخى فيما بينها لتحدث بإحسان وتراض ثقافات قوميه وإقليميه ومحليه معترف بها ويتم تدوينها وتسليط الضؤ عليها بكل وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمرئى...وبذلك يمكن الإنطلاق بالطاقات المحفوظه من الصراع إلى القفز إلى أمجاد تكون أكثر إشعاعا من كوش ومن مختلف الممالك المسيحيه والسلطنات الإسلاميه والأشكال المختلفه للدوله من بعد سقوط سنار.............
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: ابنوس)
|
العزيز/
ابكر...
انا عند وعدى تماماً
زى ماقلتليك ناس مكتبة الافرويشن ديل قالو عندهم صيانة
المهم انا أمس مشيت اتلحته د/ محمد المهدى بشرى عشان يدينى المجلة اصور منها ورقة د/ الكد والراجل ماقصر معاى تب وصى على مديرة المكتبة استاذه / هبة هى وعدتنى اجى الليلة الصباح استلم الاوراق مصورة وانا (( لايوق طبعاً)) مشيت ليها الليلة من الدغش ، وهى اعتزرت لى انها ماجهزته واكدة لى انو الليلة دى الساعة تلاته ونص بستلم الاوراق منها واها انا هسى - تاكل - وحارسه .
اول ما استلم بكبها ليكم هنا كلها.
ابكر ...
كدى نزل لينا الدراسه الشحمانه العندك دى النشوفه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: درمَنـَةْ السودانْ أم سودَنـةْ أم درمان ، نحو حوار ثقافي .. مركز / هامش ( لا توجد غبائن ) (Re: Bashasha)
|
الاخوة والاخوات هنا...
تحية طيبة لكم...
هذه ايضاً مقالة جيدة ومميزة للاستاذ/ عثمان محمد صالح رايت انها تخدم غرض النقاش والحوار الذى يدور هنا .
وقبل انزال هذه المقالة اشير الى ان الاستاذ/ عثمان محمد صالح يغيب عن المنبر فى عطلة سوف تنتهى فى يا ناير القادم بمشيئة الله .
والمقالة هى:- تأملات في جوانب من إشكالية العلاقة بين شمال السودان وجنوبه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " الهجرة الداخلية " الملعـونة : ــــــــــــــــــــــــــــ من المعلوم أنه ومنذ بدايات العقـد السابع من القـرن الماضي أخذ السودانيون عامةً وفي عـدادهم أهـالي الشـمال يلجأون إلى مخرج" الهجرة الخارجية " إستجارةً بأمان الغير من شرور الإستبداد السـياسي الذي تمارسه الطغم
الحاكمة في بلادهم وفـراراً مـن الضائقة الإقـتصادية إلى وفـرة مشتهاة في حمى الغير، بحثاً عـن مصادر رزق لا توفـرها البيئة المحلية . أما في القـرن التاسع عـشر، إبان حكم الدولة التركـية ، فكان طابع الهجـرة وإتجاهها مختـلـفـاً. وقـتذاك إتسع نطاق" الهجرة الداخلية" من الشـمال إلى الجـنـوب إرتياداً لآفاق" رزق جديد" مورده الأساسي صيد العبيد و الإتجار فـيهم ، وتسارعـت وتائر تلك الهجرة وبلغت ذروتها في تلك
والسيطرة عـلـيه وإحداث تغـيير جذري في مـلله ولغاته بإتجاه العـروبة والإسلام . قابلية الجنوب لأن يُغزى ويُفـتح ويُخضع كانت (وما تزال حتى يومنا هـذا) مُشرعّـنةً بنعـرة الإستعلاء العرقي والثقافي . يسـتوي في ميزان الإستعلاء عـرب الشمال وهجينه وأفارقـته( نوبيون وبجا إلخ) أيضاً!!. متقابلة شمال ـ جنوب :
(الجنوب) في المنظور الشمالي هـو"موضوع" سلبي للفـعـل الإجـتماعي تمارس عـليه" الذات " الشمالية فاعـليتها و نشاطها وتستظهر فـيه قـدرتها على المبادرة ونزوعها للسـيطرة . (الجنوب) في أوقات الحرب هـو مسـرح لإطلاق الغـرائـز البهيمية وممارسة القـتل ( المرضّي عـنه) من قـبل الدولة المركزية و( المـقـدّس) في نظر أهالي الشـمال كممارسة مشروعة وحلال. إنه المادة الخام الأكثر صلاحاً وطواعـية وقابلية
لصناعة الأمجاد البطولية وتشييد سير ذاتية بجماجم القـتلى وهـوأيضاً ساحة للفـداء والإستشهاد ، بقـعة تتوق إليها النفـوس وتشـتهي الموت عـلى ثـراها لأنها تقـرّب المؤمنين ـ أكـثر مـن صحراء الشـمال ـ مـن الفـردوس السماوي وتخـتصر لهم المسافة إلي الله إخـتصاراً . أما في أوقات السلم( التي لاتدوم طويلاً) فالجـنوب " فـضاء للتبشير" بخاتمة الرسالات .
( الشمالي) النمطي المتواجد في الجنوب ليس " بشـراً عادياً" كـبقـية خلـق الله : إنه مثقـل بأعـباء(رسالة) تنوء تحت وطأتـها الجبال وهـو مشدود على الدوام بين السقـوط و الردّة إلى بربرية العالم البهيمي والتسامي والصعود إلى العالم الماورائي! وبين هـذين العالمين ، عالم الغابة وعالم الآلهة ، ينمحّي" الإنسان" و يخـتـفي نهائياً، وهـو يسعى دون جدوى للجمع بين عالمين متناقضين متناحـرين يستعصي التألـيف
بينهما، حاملاً بيمينه القـرآن وبيساره أداة القـتـل. (الإنسان) سجين الدور الرسولي المهلك للمبشر الشمالي المحارب الذي لايتورّع عـن إرتكاب المجازر في سبيل نصـرة عُـلويّة " البلاغ المبين " ! * على الرغم مما قـيل أعلاه إلا أن متقابلة شمال ـ جنوب لاتتطابق مع حدّي متوالية شر ـ خير. دروس الخبرة التاريخية السودانية وغـير السودانية توضح بما لايدع
مجالاً للشك أن علاقة جلاد ـ ضحية هي نتاج مؤقـت لتوازن قـوى مختل بين طرفي علاقة ما. فـمآلات الصراعات الجـنوبية ـ الجـنوبية وحوادث القـتـل الـتي تعرّض لها سودانيون أبرياء إبّان حوادث تمرد واو1955 كشفـت أن الجنوبي ـ مثله في هـذا مثل الشمالي ـ ليس مخـلـوقاً( نورانياً شفافاً)لايعرف القـتل والأذى والعدوان . بتعبير ثان : الضحية يمكـنها أن تحـتـل ـ وبسهولة محيّرة ـ موقع الجلاّد عـندما تـتغـير مـوازيـن
القـوى لصالحها! صفة الضحية ليست( خصيصة بيولوجية ثابتة). صفة الجلاد أيضاَ. فـضحايا القـمع في روسيا القـيصرية حوّلـوا ذات المنفى السـيبيري الذي قـضوا فـيه شطراً من سنوات نضالهم ضد القـيصرية وهم يعدّون للثورة الإشتراكـية إلى منفى لخصوم الثورة وأعـداء حركة التقـدم، بعد إستلامهم للسلطة السياسية !.
* العبور إلى(الضفة الأخرى) لن يمحو عن الشماليين الذين حاربوا في صفـوف الحركة الشعبية لتحرير السودان صفة الشمالية مهاجرو مكة ظلـوا مهاجرين والأنصار ظلوا أنصاراً طيلة سنوات المعارك ضد قريش وحلفائها وظلت جذوة الصراع المكـبـوت مضطرمة تحت الرماد بعد قـيام" دولة المدينة" لـيـتـفـجّر قـبل أن يوارى جدث الـرسـول الكريم الثـرى ! )
أرقاء الماضي : كابوس الحاضر : ـــــــــــــــــــــــــــ بعد مرورما يقارب القرن من الزمان عـلى منح الأرقاء صكوك الحرية في السـودان على أيام السلطة الإستعمارية الإنجليزية ـ المصرية، ما تزال مسألة الرق تؤرق أهالي السودان وتهدّد ـ ضمن مهددات أخر ـ مصير وحدة دولته. فالدولة السودانية ـ يجب الإعـتراف ـ كـيان هـش وحديث لايتجاوز عمره العام1821. وقـد تأسست وحدة هـذا
الكيان بقـوة السلاح وعـنف الدولة الأجنبية الغازية التي فـرضت على الكيانات التقـليدية القائمة الخضوع و الولاء القـسري للسلطة المركزية والحـفـاظ على الأمن في النطاق المحلي وجباية الضرائب وتسديدها وقـد سارت الدولة الوطنية على ذات النهج . وما الإرتداد الحالي المأساوي إلى الُهويّات المحلية الضيقة ( عـشائرية، قـبلية، طائفـية..إلخ)
وتغليبها عـلى الهـوية الجامعة إلاّ دليلاً صارخاً على قـوة وصلابة هـذه المؤسسات الإجتماعـية الما قـبل حداثية ، وبيّـنةً جليّةً على ضعف مفـهـوم الأمة الصمدة وهشاشة أركان الوحدة الحالية التي تحرسها أعـواد البنادق و تدعـمها إديولوجيا الجهاد المقـدّس لنصرة الإسلام والعروبة . لن نأت بجديد حين نصف السودان الحديث بأنه فـضاء جغرافي تتجاور وتتساكن فـيه العديد من الكيانات والهويات المتنافـسة والمتصارعة
: سودان الشماليين( بصون إختلافاتهم) مقابل سودان الجنوبيين( بصون تبايناتهم أيضاً) ، سـودان السادة يوازيه سودان أرقاء الماضي ، سودان أولاد الغرب في تضاده مع سودان أولاد البحر، سودان أولاد القـبائل وسودان الملـقـطين، سودان الثقافة العربية الإسلامية الجهادية الغازية وسودان الثقافات الأفـريقـية المتراجعة أمام زحف الأولى، سودان الأقـلية المسـتحوزة عـلى الخيرات و الأنعام : قـوة السلطة ، جبروت الثروة،
إمتيازات المكانة ، وسودان الأكثرية المعدمة والمحرومة. من هم أرقاء الماضي؟ إنهم نتاج العنف الذي وسم علاقة الشمال بالجنوب في حقـبة مظلمة . سودانيون بلا هُـويّة في بلد ٍ تتصارع فـيه الهُويّات . جـلهم محـشـورون في" كـنابي" يمكن وصفها وتعريفها بمعسكرات للعزل والإقـصاء فـرضت عـليهم بعد عـتقـهم و حصولهم على أوراق الحرية ما زلنا نحن سلالة أسياد الماضي نمثـل(المجتمع) بكل ما يستدعـيه مفهـوم المجتمع من معان إيجابية مشبّعة بقـيّم الإنضباط والإلتزام الأخلاقي وسيادة حكم القانون، أماالمنحدرون من صلب أرقاء الماضي فلا يمثـلون إلاّ كل ما يقع خارج أسوارالمجتمع حيث مواطن الفـساد وسيادة العنف والتفـسخ الأخلاقي وأوكار الجريمة و بؤرالنشاطات المشبوهة
والمتع المحرّمة. نحن" الهـنا" وهـم" الهناك": مضاربنا الآمنة تـقابلهـا على الضفـة الأخرى مُجمّعات الكـنابي ، بيوت الصفـيح ، العشش ، القـماير.إلى آخر قائمة المُسـمـيّات الدالة ( المضطر من سلالة سادة الماضي لمجاورة أنسال أرقاء الماضي في مجمعاتهم السكنية يشعـر بالمهانة والعار اللذين يلحقهما به هـذا التجاور القـسري فـيعـلـّـق عـلى صدارة
المنزل ما يدل على أن قاطنيه " أحرار"، تلافـياً للمواقـف المـسبّبة للحرج والإهانة ).
لقـد أدى تحرير أرقاء السودان إلى إخراجهم عـملياً من المجتمع ودفعهم دفعاً لمزاولة " النشاطات" التي توقعهم تحت طائلة القانون. إنهم كتلة بشرية غـير متجانسة التكوين عاش أفـرادها سـنوات طويلة يـخـدمـون سـادة ينـتـمـون لأصول مختلفة ثم فجأةً
وجدوا أنفـسهم( أحراراً) ولكن على( قارعة الطريق)، بلا هُـويّات في بلد يعتـز فـيه الناس بأصولهم ويتفاخرون بقـبائلهم، بلا أشجار نسب، بلا كفـيل وبلا مصدر للرزق وقـد لصقـت بهم وصمة الماضي المهـين التي إنطبعت على أسمائهم ومهنهم، وحكم عليهم الشمال المسكون بروح الإستعلاء و وسواس " العرق المدسوس" بالتـزاوج فـيما بينهم، في دائرة جهنمية مغلقة، معيدين بذلك إنتاج عار العبودية( إرتبطت بهم الأعمال الشاقة
والأفعال الواقعة في قعر السلم القـيّمي :" شغل عـبيد" والصفات المرذولة كالخسة والوضاعة والغدر وعـدم الوفاء :" أخلاق عـبيد" وتتعـقـبهم مهانة التمـييز حـتى في رائحة العرق الذي ينز من أجـسادهـم :" صناح عـبيد" !).
إنهم شماليون بحكم الثقافة لا الإنتماء العرقي، لكن الشمال لم يعترف بشماليتهم إلاّ موصولة بخزي ذلك" الماضي" الذي يرغـبون في الفـكاك من أسـره(طرأ تغيير في هُـويّة " الشـِعـبة" التي تربطهم بذلك" الماضي": فـقدت الشعبة إسم المالك المفـرد وإكـتسبت إسم قـبيلته فحدث التحول من الصفة القـديمة:" خادمة فلانة" أو" عـب فلان" ، إلى أخرى جديدة: " عـب حلفاويين"
عـلى سـبيل المثال . ليس لهم مكان يعودون إلـيه بعد إنقـضاء أعـوام طويلة أعـقـبت تاريخ إقـتلاعهم من الجذور، والجذور تعني طمأنينة الإنتماء والإنغراس في تربة الزمان والمكان والإحساس بالكـينونة. إنهم حبيسوا سجن الشمال( المُشـرَع الأبواب !) لكنهم لايستطيعون مغادرته ليس لإنعدام
" مكان" يعودون إليه فحسب، بل ولأن العودة إلى الجنوب تعني العودة إلى موقع العرق الأضعف والثقافة الأضعف..إنهم يرغـبون في الإنتماء لمسكر الأقـوى حالياً . ( لاحظت ـ دون أن تصيبني الدهـشة ـ أن سلالة أرقاء الماضي " ملكـيّون" أكثر من الملك نفـسه ، فـفي نظرتهم للجنوبيين يحاولون أن يثبتوا" شماليتهم" مستندين على" جدار الإستعلاء " هـرباً من ربـقـة " ذلك التاريخ" !
* أرقاء الماضي وأنسالهم" هـم" الأقـرب مقارنةً ب" أولاد القـبايل" من أنموذج " الهُويّة السودانية" المتجاوزة للإنتماءات القـبلية والعشائرية التي تحرروا منها على دفعات ثلاث: مرّة أولى حين اُسـِروا وإقـتلعـوا من قـبائلهم في الجنوب وسـيقـوا إلى الشمال ومرةً ثانيةً حين مُـنحوا صكوك الحرية فـلفـظتهم قـبائل الشمال إلى الهامش والثالثة حين فـضلـوا سكـنى المدن .
إنهم أيضاً الأقـرب من سواهم ، الى ما يمكن وصفه ـ بتحفـظ وإحتراز ـ بثقافة المدينة في السودان.( ترى أمن قـبيل الصدفة ظاهـرة الأدوار التي لعـبها نسـل أرقاء الماضي في الحركة الوطنية السودانية: علي عبد اللطيف كعينة نموذجية، وإتجاه نفـر غـير قـلـيـل منهم يساراً ؟)
ــــــــــــــــــــــــــــ
عثمان محمد صالح 23 يوليو 2004
| |
|
|
|
|
|
|
| |