بسم الله الرحمن الرحيم خطاب اللجنة التحضيرية أمام الجلسة الأولى للمؤتمر الثاني للتجمع الوطني الديمقراطي قدمه الاستاذ التجانى الطيب رئيس اللجنة الأخوات والأخوة أعضاء المؤتمر : من قلب مفعم حباً للشعب السوداني العظيم ونضاله العنيد في سبيل السلام والديمقراطية والوحدة ، وثقة في انتصاره المحتم ، يسرني أن أحييكم في هذا اليوم الأغر ، وأن أهنئكم على انعقاد المؤتمر الثاني للتجمع ، ذلك الحدث الهام في تاريخ التجمع والحركة السياسية السودانية . ولا أريد أن أطيل في وقت أحب فيه جداً أطيل ، فليس في كل وقت تتاح للمرء مثل هذه الفرصة . ولكن وقتنا ضيق وأمامنا عمل كبير ، ومن الواجب أن نكرس كل دقيقة لإنجاز مهمتنا بصورة جيدة ومشرفة . لو سارت الأمور وفق ما خططنا في مؤتمر القضايا المصيرية لكان انعقاد مؤتمر التجمع مناسبة غير معقدة ، قد تنطوي على احتفاليات ، ولكن مهامها بسيطة : على الأرجح خطاب دورة يغطي نشاط وأحداث نصف عام ، وخطة عمل لنصف عام ، وتجديد قيادات .. ألخ , ولكننا الآن نتجه إلى عقد مؤتمرنا العاشر ، غير أن الأمور والظروف سارت على نحو آخر ، فهذا أول مؤتمر منذ يونيو 1995م ، وبالتأكيد ليس السبب فقط هو أن تقديراتنا لم تكن واقعية ، وإنما هناك قصور يجب أن نعترف به ، وقد تراكمت قضايا كان من الممكن معالجتها بيسر في حينها ، وهذه حقائق معلومة لنا جميعاً ، نقدم لها تفسيرات أو تبريرات مختلفة . على أي حال بدلاً من دورة طولها نصف عام نواجه دورة طولها خمسة أعوام ، نحتاج فيها إلى تقويم لأدائنا وتجارب نضال شعبنا في المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاعلامية ، وتلخيص وتعميم تطورات كثيرة في بلادنا وحولها ، بعضها كبير وبعضها صغير ، ولكنها جميعاً مهمة ، وهذه مهمة ليست باليسيرة ، وإليكم بعض الأمثلة : · بعض الناس مشغول بترديد معزوفة أن التجمع ميت ، ويجد متعة في تصديق زعمه . ولكن الواقع يقول أن التجمع كيان يتمتع بالعافية والحيوية إزدادت عضويته وما زالت تزداد ، وطالت قامته واتسعت قاعدته : في الداخل ينتشر تنظيم التجمع رغم المعوقات ويمتد إلى مدن وقرى وأرياف جديدة . وهذا دليل لا يمكن دحضه يؤكد أن شعبنا يرى في التجمع الوطني الديمقراطي التنظيم الذي يحقق أهدافه . ونفوذ التجمع يتسع بين السودانيين في المنافي والشتات . · منذ خمس سنوات لم يكن هناك عمل مسلح في الشمال باستثناءات قليلة . الآن يمتد قوس من أقصى الجنوب الغربي إلى أقصى الشمال الشرقي ، يبقي قوات نظام الجبهة في حالة من التوتر لا تنتهي . · منذ مؤتمر القضايا المصيرية وتحت تأثيره خاض شعبنا برجاله ونسائه وطلابه وشبابه ونقابييه معارك واسعة أجبرت النظام على التراجع عن الانتهاكات الجماعية الفظة لحقوق الإنسان ممثلة في إطلاق الرصاص الحي على المظاهرات والاعتقالات الواسعة والتعذيب بالجملة في بيوت الأشباح . · منذ خمس سنوات كانت الانتفاضة حلماً بعيد المنال .. صحيح أنها كانت دائماً في البال طموحاً وأملاً ، ولكنها ظلت حلماً بعيداً . اليوم أصبحت الانتفاضة إمكانية موضوعية ماثلة ليس أمامنا لتفجيرها سوى وضع الخطط العملية والارتقاء بقدراتنا الذاتية . · قبل خمس سنوات كانت إمكانات التلاحم بين قوى التجمع في إطار التمنيات ولكنها الآن حقيقة قائمة . · التجمع الآن لا يمكن وصفة بكارثة كما كان يصفه بعض المراقبين السياسيين الأجانب المتحذلقين ، ينقل عنهم بعضنا من المتشائمين ، ولكن كيان حي يعترف به جيراننا والعالم بأسره . · إن تركيبة التجمع تتطابق اليوم مع خريطة السودان السياسية والجغرافية والإثنية والقبلية والحضارية ، ويكفي أن ننظر في هذه القاعة . إن التجمع هو الآن صانع ورمز وحدة السودان بأسره ، ويصبح الخروج على وحدة التجمع شروعاً في الاعتداء على وحدة الوطن ، ويصبح الحفاظ على تلك الوحدة حفاظاً على وحدة الشعب والوطن . هذه حقائق وتجارب غنية تحتاج إلى رصد وتجميع وتلخيص وتعميم نظري وفكري وسياسي ، وهذه هي إحدى مهام هذا المؤتمر . إن التجمع كتنظيم حي يتعرض لمشاكل وقضايا النمو والتطور ، وهي مشاكل تنبثق وتنمو وتتطور داخل كل فصيل بطريقة مستقلة . وخلال خمس سنوات دارت مناقشات واسعة داخل التجمع وأجهزته ، وخاصة في هيئاته القيادية ، وفي بعض الحالات جرت المناقشات على المستوى الثنائي وعلى صفحات الصحف . وقد أثمر الكثير من هذه المناقشات مما أدى إلى تطور الوحدة بين معظم الفصائل ولكن بعضها تعرض لمواقف صاحبتها حدة . وهذا ما جعل كثيرين يبالغون في الخلافات داخل التجمع ، إما خوفاً عليه وإما شماتة . والواقع أن أكثر فصائل التجمع نمت بينها علائق ايجابية ، ويمكن تقديم تفاصيل . ومهما يكن الحال فإنني أعتقد أن القسط الأساسي من مشاكل التجمع وتحقيق مزيد من الوحدة داخله ، يتعلق بآثار النمو والتطور ومنعرجات مسار قضية شعبنا وأعتقد أن من الممكن حلها ، ولكن حجم هذه القضايا ليس صغيراً أو قليلاً . قبل أكثر من عامين قررت هيئة القيادة الشروع في التحضير للمؤتمر الثاني ووضعت برنامجاً طموحاً ، يتمثل في أجندة واسعة ، شكلت لجنة تحضيرية ( من هيئتين ) ضمت كل الفصائل . وبين أيديكم بعض حصيلة هذا العمل التحضيري الذي شارك فيه بصورة يومية مباشرة أعضاء اللجنة التحضيرية ، وشارك فيه خارج اللجنة عدد كبير من المفكرين والكتاب والنشطاء ، وأقول ( بعض ) لأن اللجنة التحضيرية وهيئة القيادة من بعدها رأينا أن حجم الوثائق التي يمكن تقديمها تصعب مناقشته مناقشة مجدية ، وبعضها يحتاج إلى تعديل وتنقيح حتى يكون مثمراً . ونطرح بين أيديكم برنامجاً للمناقشة : 1- أجندة تحوي البنود التالية : التقرير السياسي – تقرير عن ترتيبات الفترة الانتقالية – تقرير عن أداء التجمع ويمكن أن ينبثق عنه مشروع لهيكلة التجمع – الشؤون الإنسانية . 2- نقترح تقسيم بنود الأجندة إلى جلسات ( في حوالي ساعتين ) بحيث يرأس كل جلسة رئيس أحد الفصائل ( مرتب أبجدياً ) . 3- تشكيل لجان تنعقد على هامش المؤتمر لمناقشة بنود الأجندة وتقديم مشروعات قرارات للجلسات العامة ( ربما تعوقنا هنا مشكلة الأماكن ) . 4- المقترحات تقدم مكتوبة . هذا يمنع طبعاً من تقديم شفاهة أثناء المناقشة ، لكن إذا طلب أحد المؤتمرين تقديمها كتابة فيجب الاستجابة لطلبه . 5- تتخذ القرارات بالتراضي . وهذا مبدأ أساسي في التجمع هدفه البحث – المضني – عن نقاط الاتفاق . لكن من الممكن اللجوء إلى التصويت في المسائل الإجرائية والبسيطة . في ختام هذا التقرير أود أن أقدم المعلومة التالية عن تمويل المؤتمر ، فهو تبرعات مقدمة خصيصاً للمؤتمر الثاني للتجمع الوطني الديمقراطي جملتها 127 ألف دولار أمريكي ؟ 1. 50 ألف وصلت واستلمت بالفعل . 2. جزء أخر وصل إلى نيروبي . 3. الجزء الأخير لم يصل بعد ولكنه مضمون . هذا المبلغ من ثلاثة مصادر رفضت ذكر أسمائها ، فهي لا تتعامل مباشرة مع الأحزاب والمنظمات السياسية ، بل عبر منظمات غير حكومية لها صلات بالنشاط السياسي . المبلغ وصل عبر مركز القرن الأفريقي للديمقراطية والتنية ، وهي منظمة لها علاقة بالحركة الشعبية لتحري السودان ( ليست منتمية لها ) . التنبيه إلى أن المبلغ قد لا يغطي كل المتطلبات المالية لعقد المؤتمر ، ولذلك فهناك مناشدة بالاقتصاد وترشيد النفقات . ومن الضروري من أجل الوضوح والشفافية ، أن يكون الانفاق وفق وثائق دقيقة قابلة للمراجعة . مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة