خطاب الرئيس !! (2-2)/د. عمر القراي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 01:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.عمر القراي
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2014, 01:43 AM

عمر القراي
<aعمر القراي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خطاب الرئيس !! (2-2)/د. عمر القراي

    د.عمر القراي

    (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) صدق الله العظيم

    وبعد أن ذكر السيد الرئيس السلام كمحور اساسي ل " الوثبة" المنتظرة، قال( ثانياً المجتمع السياسي الحر، الذي يحتكم لحكم المشروطية متصرفاً في شأنه الوطني بالحرية، ومشاورة الناس،

    كافلاً لحقهم في إدارة هذا الشأن، نابذاً لحسم الخلاف إلا بهذه الوسيلة، راعياً لحقوق الجميع بالسوية، غير متول إزاء ممارسة السيادة غير الجماعة السودانية). فهل هذه وعود بما سيحدث في المستقبل، أم ان الرئيس يقول لنا ان هذه كانت طريقة حكمهم للبلاد، منذ أن جاءوا بالانقلاب في عام 1989م ؟! وحتى لو كان الرئيس يقدم وعوداً لما سيحدث في المستقبل، فإنها كانت ستكون أوقع في نفوس المواطنين، لو أنه اعلن قبلها، أو اثناءها، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين!! وإرجاع جميع الصحف التي صودرت في عهد الإنقاذ !! وإيقاف كافة قضايا نشر الرأي التي أمام المحاكم !! والعفو العام عن المعارضة المسلحة، وغير المسلحة، حتى تتهيأ للحوار الوطني. فإذا كان المعارضون الشرفاء في السجون والمعتقلات، والمفكرون الأحرار منعوا من وسائل الإعلام، فلا يصل صوتهم الى شعبهم، فكيف سيشاركون في " الوثبة" التي دعا الرئيس لها كل السودانيين؟! أم تظن ان السودان سيقوم بوثبة دون خيرة بنيه ؟! أما قول السيد الرئيس (ليكن بسطنا لحجتنا في أمر الحرية في السياسة أو الحكم توعية لا " فهلوة" إقترابا من الناس لا علوّا عليهم ،إمتزاجاً بهم لا تميزاً عنهم إندغاماً في وطننا وتاريخه حباً صحيحاً لا إنبتاتاً عنهما بسبب مرض الأنفس وأهوائها ) فهو عين " الفهلوة" !! لأنه يحدث عن الحرية وهي غائبة!! ويتحدث عن الاقتراب من الناس وهو يأمر بقتلهم كلما احتجوا على سياساته !! ويتحدث عن الإندماج معهم في الوطن، وهو، وحزبه، واهله، وعشيرته، يعيشون في وطن آخر يحفه الثراء والترف، والشعب يعاني ويلات الجوع والفاقة. وكل ما يفعله، إنما هو بسبب ما يسيطر عليه، وعلى قيادات حزبه، وحكومته، من (مرض الأنفس وأهوائها).

    يقول السيد الرئيس عن المجتمع السياسي الحر (راعياً لحقوق الجميع بالسوية) .. لقد عجزت أيها السيد الرئيس، طوال حكمك، عن ان ترعى حقوق الجميع بالسوية.. لأنك كنت ولا زلت تأخذ أموال السودانيين، بمختلف أشكال الضرائب والجبايات، وتعلم أن معظمها يذهب الى جيوب النافذين من اعضاء حكومتك، لا إلى الخزينة العامة. فكثرة من الشعب تفقرها، وقلة من الشعب تغنيها. وكنت توجه القضاء، بعد ان سيسته، وجعلته تحت إمرتك، بقطع آيادي صغار السارقين، ومنعته أن يجرؤ على محاكمة أي من كبار السارقين، من اعضاء حزبك وحكومتك، دع عنك ان تقطع يده. وحين قام أحد اعضاء حزبك، باغتصاب فتاة قاصر، وحكمت عليه المحكمة بالسجن، أخرجته من السجن بعفو رئاسي !! ولم تبال أنك بذلك تخالف شرع الله، بحماية المفسدين في الأرض. وكانت المظاهرات التي يقوم بها اعضاء حزبك، تحرسها الشرطة حتى تنتهي، ويذهب المشاركين الى بيوتهم .. أما مظاهرات الشعب، الذي طحنه الغلاء، فقد أمرت بضربها بالرصاص!! وأنت في أمر السيادة، لا تتولى الجماعة السودانية كما قلت، وإنما تتولى جماعة حزبك. فلقد انتهكت سيادة السودان، باقتطاع حلايب بواسطة مصر، والفشقة بواسطة اثيوبيا، ولم تحرك ساكناً، فهل كنت ستلزم الصمت، لو أن احداً اقتطع متراً من دار حزبك بالخرطوم ؟!

    وعن المرتكز الثالث ل"الوثبة" يقول السيد الرئيس ( ثالثاً :الخروج بالمجتمع السوداني من ضعف الفقر إلى أفُق إعداد القوة المستطاعة) !! والصحيح أن يقال الخروج من ضعف الفقر، الى قوة الكفاية، أو قوة الثراء .. وليس الى اعداد ما نستطيع من قوة، لأننا قد نعد ما نستطيع بأمكاناتنا الحاضرة، ثم لا تخرج مما نحن فيه من فقر !! على أن الأهم من ضعف صياغة الخطاب، هو ان السيد الرئيس لم يخبرنا كيف نخرج من ضعف الفقر ؟! وقبل ذلك، ما هو السبب في فقرنا، ونحن بلد يملك اراضي شاسعة، وخصبة، بها أنهار جارية، ومياه أمطار وفيرة، وثروة حيوانية ضخمة، وغابات، وهي دولة كانت من أقدم دول المنطقة استقلالاً، وأسبقها زراعة وصناعة، من مختلف المشاريع ؟! أهو السياسات الاقتصادية الخاطئة ؟؟ أهو الأولويات المعكوسة والانفاق على السلاح، أكثر من الانفاق على التنمية ؟؟ أهو الفساد وما أدراك ما الفساد ؟! فلقد (جاء السودان كرابع أكثر الدول فساداً في العالم لعام 2013، بحسب مؤشر منظمة الشفافية الدولية المنشور اليوم 3 ديسمبر. ومن اجل تحديد تصنيفها السنوي تستند منظمة الشفافية الدولية الى معطيات تجمعها "13" مؤسسة دولية بينها البنك الدولي والبنوك الآسيوية والافريقية للتنمية والمنتدى الاقتصادي العالمي)(حريات 29/ 12/2013م). هذا هو وضع السودان اليوم !! وكل إصلاح لا يبدأ بإيقاف الفساد، ومحاسبة الضالعين فيه، ينقصه الصدق، وتنقصه الجديّة، وخير ما يوصف به، هو عبارة "فهلوة" التي وردت في خطاب السيد الرئيس.

    ولقد حدثنا السيد الرئيس، بأن قوة المجتمع تمكن في الاخلاق، وأن الفقر يذهب الكرامة، ويقضي على الاخلاق .. فقال ( القوة المجتمعية تبدأ بالاخلاق ولكن مظهرها الملموس هو الاقتصاد القوي هذا هو الشأن في عالم اليوم ورفع الفقر عن الناس راد لكراماتهم اذ الفقر يمتحنها محنة قاسية مذهبة لها بالمرة عند بعض وهو بذلك حرب علي اخلاقنا ). وهذا حديث صحيح !! ولكن في المعادلة، طرف أهمله السيد الرئيس .. فالفتاة التي يجبرها الفقر والجوع، على بيع شرفها، وفقدان كرامتها، لا تمارس الخطيئة مع نفسها، ولا مع فقير مثلها لا يملك ما يعطيه لها، وإنما يستغلها الأثرياء المترفون، الذين هم في الغالب من قيادات حزب وحكومة السيد الرئيس !! إن الفساد الأخلاقي، الذي حدث في السودان في عهد حكومة الاخوان المسلمين الحاضرة، لم يحدث فيه من قبل.. فقد فاق فسادهم كل تصور، وشهد به الإسلاميون أنفسهم، قبل خصومهم، فقد جاء ( قالت الاسلامية وعضوة المجلس الوطني سعاد الفاتح البدوي إن المجتمع السوداني أصبح تحدث فيه أشياء لا تحدث في الغرب وأوروبا. وقالت خلال مداولات المجلس لمشروع الموازنة أمس: "يتزوج رجل برجل بواسطة مأذون وسط فرح وكواريك، ونحنا عملنا لينا هيلمانة اسمها أمن مجتمع" . واكدت إن ما يحدث كان على مسمع ومرأى من " المشايخ ذوي النفخة والرجولة" وقالت " هذا خزي وعار"... وسبق وقال عضو المجلس إبراهيم نصر الدين البدوي في جلسة إستماع لتقرير لجنة الشئون الاجتماعية والصحية والانسانية وشئون الاسرة 1 مايو 2013 ، "البلاد تشهد إرتفاعاً في معدلات زواج المثليين وإنتشار مرض الأيدز والدجل والشعوذة" ! وحذّر حسن عثمان رزق – القيادي بالمؤتمر الوطني حينها – في تصريح لصحيفة "آخر لحظة" في31 يناير الماضي من تزايد ظاهرة زواج المثليين جنسياً وسط المجتمع السوداني )(حريات 30/12/2013م). وهكذا إنهار المشروع الحضاري إنهياراً مدوياً !! فقد بدأ أعضاء حكومة الإنقاذ بكذبة الجهاد وزواج "الحور العين" وأنتهوا الى الإعتراف ب "زواج المثليين" !!

    وعن الإصلاح الإقتصادي قال السيد الرئيس (اصلاح الوضع المؤسسي والتشريعي للاستثمار وتأسيس وكالة للتخطيط الاقتصادي في اطار وزارة المالية وتقوية وضع البنك المركزي وتفعيل دوره وتأسيس جهاز قومي للايرادات واعادة النظر في اسس قسمة الموارد بين مستويات الحكم الاتحادي لتحقيق مزيد من العدالة والكفاءة ومراجعة السلطات الاقتصادية المشتركة بين مستويات الحكم الاتحادي لضمان التنسيق والكفاءة الاقتصادية ان السبيل الامثل لمحاربة الفقر هو تحقيق التنمية المتوازنة المستدامة ذات القاعدة العريضة لذلك فان معالجة محددات الانتاج والانتاجية والاهتمام بالمناطق الاقل نموا وتمكين القطاع الخاص يجب ان تظل نقطة الارتكاز الاساسية لسياساتنا الاقتصادية). وكل من يعرف اليسير عن الاقتصاد، يعرف أنه لم يعد هناك اقتصاد بالصورة التقليدية .. وإنما الموجود الآن، في كل دول العالم، هو ما يعرف بالإقتصاد السياسي. وهذا يعني ان السياسة مؤثرة بالدرجة الاولى في الوضع الاقتصادي .. فالمشكلة ليست في التخطيط أو الوضع التشريعي للإستثمار، وإنما في إبتعاد المستثمرين من البلد التي بها حروب وعدم استقرار. فمن الذي يجازف بالإستثمار، في دولة عاجزة عن تحقيق السلام، وطاردة للمنظمات الدولية، ويعاني سكانها من الحروب، واللجوء، والنزوح، ورئيسها متهم من محكمة الجنايات الدولية، بالضلوع في جرائم ضد الإنسانية ؟! لماذا تعفي الدول المانحة للقروض أو الصندوق، السودان من ارباح مديونيته التي بلغت 40 مليار دولار، ما دام يستغل هذا العفو، لشراء المزيد من السلاح، لمواصلة الحروب التي عجز عن إيقافها ؟! والتنمية المتوازنة المستدامة التي يتحدث عنها السيد الرئيس، ليس لها قاعدة تنطلق منها، ما دامت المشاريع الزراعية والصناعية الكبرى، قد تحطمت، وبيعت أصولها بأثمان بخسة، لشركات تابعة للنافذين في الحزب الحاكم .

    وعن المرتكز الرابع لتحقيق " الوثبة" قال السيد الرئيس ( رابعاً انعاش الهوية السودانية التاريخية التي تعيش التاريخ وتحترم ابعاضها وتتوحد بهم) واثناء شرحه لقضية الهوية قال ( ان خروجنا المجيد من قبضة الاستعمارقبل ثمانية وخمسين عاما كان هو اوان الوثبة كان خروجا سابقا علي كل بلد افريقي مستعمر جنوب الصحراء ...بقيت احابيل تركها الاستعمار ليس في طريقنا ولكن في حياتنا السياسية والثقافية وقد تجاهلناها ليس عمدا )!! كيف ترك الاستعمار احابيله في حياتنا السياسية والثقافية، ولم يتركها في طريقنا ؟! أليس طريقنا هو طريق حياتنا السياسية والثقافية أم ان الرئيس يقصد طريق مدني الخرطوم أو طريق كوستي الأبيض ؟!

    على أن الرئيس يقرر، ان هويتنا تنبع من افريقيتنا وعروبتنا، دون ان يتعالى عنصر على الآخر، فيقول(وجودنا في أفريقيا جزءا اصيلا منها لا ينافي وجودنا في كلّ عربيّ أفريقيّ وغير أفريقيّ، والإقبال على أحدهما بإستثناء الآخر عقوق، والزهو بأحدهما دون الآخر غرور، ولانتفاع بأحدهما دون الاخر حماقة. لقد صارت بعض جوانب هذه المعادلة شعارات حروب في مجتمعنا آن أوان دمغها ودمغ مروجيها من هذا الجانب أو ذاك ....كلهم مخطئ ، وكلهم قليل العناية بالانصاف والعدل وغير مدرك لسير التاريخ ... لايجب أن نحترب على الهوية إن الدستور الذي أرسى مبدأ المواطنة اساسا للحقوق والواجبات آذن بالحرب على العصبية وعلى الاستئثار بالهوية أو إدعاء إعادة صنعها). هذا حديث طيب، لو لا أنه يخالف ما درجت عليه الحكومة السيد الرئيس وحزبه !! فقد قامت الحكومة، بتسليح القبائل ذات الاصول العربية، في دارفور لتقضي على قبائل " الزرقة" ذات الأصول الأفريقية .. ومورست في تلك الحرب، أبشع انواع العنصرية، والتطهير العرقي، الذي شاركت فيه قوات الجيش، والمليشيات التابعة للحكومة. وتكريساً لهذه النظرة العنصرية البغيضة، التي وصفها السيد الرئيس بالحماقة، أصبحت الأوراق الرسمية، في الدولة السودانية، تطالب المواطن بأن يكتب اسم قبيلته !! ولقد اشتهر السيد الرئيس بالذات بتصريحاته العنصرية، فقد جاء (وفي حديث له امام جلسة للبرلمان امس خصصت للتداول حول بيان يتعلق بأداء الدبلوماسية السودانية قدم الاسبوع الماضي قال وزير الخارجية بان تصريحات بعض القادة السياسيين تفرز نتائج وخيمة علي السودان وتسري كالنار في الهشيم). واضاف (الحديث عن انهم مجموعة لا تنفع معهم إلا العصا، فهم بانه يعني ما ورد في بيت شعر المتنبى "لا تشتري العبد إلا والعصا معه .... ان العبيد لانجاس مناكيد" منوهاً الى ان الحديث عن "الحشرة الشعبية" ربط بمجازر رواندا التي وقعت بين الهوتو والتوتسي عندما وصفت الاولي الاخيرة بالحشرات والصراصير الواجب ابادتهم .. وكان الرئيس عمر البشير هاجم قادة دولة الجنوب بضراوة فى خطابات جماهيرية خلال الاسابيع الماضية بعد احتلال هجليج وقال انهم بحاجة الى التأديب، قبل ان يطلق عليهم وصف "الحشرات" كما نعتهم بقصور الفهم والاستيعاب ولوح البشير باجتياح جوبا وتغيير حكم الحركة الشعبية القائم هناك)(سودانتربيون 15/5/2012م). وما دمنا قد قررنا، الآن، ان نتجاوز العنصرية، فليبدأ السيد الرئيس بنفسه، وليكف لسانه، لأن اللسان هو ترجمان العقل.

    في ختام خطابه، دعا السيد الرئيس الى الحوار، ووصفه بقوله ( حوار وطني عريض بين كل السودانيين قوىً سياسية وأحزابا مجتمعا مدنيا ً وفئات ومنظمات حضراً وريفاً جهات وخصوصيات اقليمية مثقفين وغيرهم شباباً وكباراً رجالاً ونساء ولا يستثني الحوار حتى الجماعات المسلحة إن هي اقبلت عليه مولية ظهرها العنف والاعتساف بغير ان تتنازل عن ما تطرح من رؤى ... وحزبنا مستعد أن ينافح عن رؤيته وسلامتها بدون ان يصادر حق أحد في نقدها أو تقويمها كليا ً أو جزئيا طالما أقبل محاوراً برأيه ...). ولسائل أن يسأل ما هو الهدف من هذا الحوار؟؟ هل الهدف ان يجمع الشعب على رأي ثم تقوم الحكومة بتنفيذه ؟؟ لقد أجمع الشعب على رفض سياسات الحكومة الإقتصادية وما نتج عنها من غلاء وخرج في سبتمبر/ اكتوبر الماضي وضحى بأرواح شبابه الطاهرة ليسمع الحكومة رأيه فماذا صنعت فيه ؟! ماذا سيحدث لو قبلت القوى الأخرى الحوار، واتفقت على خلاف رأي المؤتمر الوطني، هل سينزل عند رأيها حتى ولو كان المطالبة بحكومة قومية بديلة ؟! أم أن المؤتمر الوطني يعتقد أنه يمثل الأغلبية ولذلك سينفذ رأيه وإن اتفق الآخرون ضده؟! وإذا كانت الحكومة قد عزلت كل هذه الكيانات من وضع الدستور، وأوكلته الى لجان من الحزب الحاكم، فلماذا شعرت بأهميتها الآن وتريد ان تحاورها حول " الوثبة" ؟! وما دام الرئيس يدعو للحوار، فيجب ان يتحلى بالشفافية، ويوضح للشعب، لماذا دعا الى الحوار الآن، بعد ان ظل مستبداً برأيه، ورأي حزبه، لأكثر من عشرين عاماً ؟! لقد مارس حزب الحكومة الحوار مع مجموعة الأصلاحيين التي انشقت عنه، ومجموعة سائحون التي خرجت عليه، فلم يزدهم إلا نفوراً .. فلماذا يظن أنه يمكن ان يقنع بقية الشعب، لو تم هذا الحوار المزعوم ؟!

    وإذا كانت إنتفاضة سبتمبر/ أكتوبر في الخرطوم، والمقاومة المسلحة، وما ألحقته من هزائم للحكومة في مناطق النزاع، هي التي إضطرت الحكومة الى دفع المزيد من الاستحقاقات، حاول ان يعبر عنها هذا الخطاب البائس، فإن الشعب قد عرف أن الطريق الى تحقيق المزيد، هو بمواصلة المزيد من النضال.

    د. عمر القراي

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de