|
الثغرات فينا وليس فى القانون
|
قال تعالى : {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (188) سورة البقرة.
وقال تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ and#1754; ذَand#1648;لِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا and#1750; وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) – المائدة
عن عائشة رضي الله عنها : أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت ، فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة ، فقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟ ثم قام فاختطب ، فقال : إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .
الحكم الاسلامى فى حد السرقة واضح ولا يحتاج الى دليل او اجتهاد ولا سد ثغرات فى قانون الثراء الحرام لان ما اكتسب بالحرام فهو حرام سوى سرقه او تحايل او استغلال نفوذ او ثغرات فى النظام او التوزيع . أما الحكم العرفى الجنائى هو بالفصل من الخدمة والسجن و الغرامة .
السيد وزير العدل إذا كانت حكومتنا اسلامية كما يرفع فى شعاراتها وتطبق الشريعة الاسلامية ، فالشريعة الاسلامية واضحة وحكم الثراء او السرقة واضح وإلا ما قال نبينا الكريم لو سرقت بنته لقطع يدها ولما غضب عن أسامة بن زيد حب رسول الله ليشفع فى حد من حدود الله . لماذا نتقبل شفاعة هؤلاء لانهم يعملون فى مكتب الوالى او لان محاكمتهم وإستغلالهم للمنصب والمكان يدخل الكثيرون معهم من اصحاب النفوذ فى هذا الثراء والسرقة .
اما الحكم بالقانون الوضعى الغربى يتم محاكمة الذين استغلوا منصبهم ومكانتهم وسرقة الاموال العامة بالسجن والغرامة والفصل من الوظيفة وعدم توظيفهم فى وظائف الدولة مستقبلا .
كيف يكون شعارنا و حكمنا بالاسلام ونحن بعيدين عن تنفيذه واتباع أحكامه فى ابسط الاحكام والتى لا شبه ولا ريبة فيها والحلال بين والحرام بين . إما أن نتبع الهدى وإما أن نتبع حكم الدنيا وليس هناك انصاف أحكام ونحن أمة مسلمه . الذين ينادون بسد الثغرات فى قانون الثراء الحرام هؤلاء يريدون أن يشوه أحكام الله التى نزلت فى كتابه الكريم وطبقها السلف الصالحين لان الحدود أحكامها واضحة كوضوح الشمس فى نهار الصيف . أما أن نحكم بأنصاف القوانين حسب الحالة والوضع والشخص لنترك الشريف ونحاكم الضعيف هذا حكم الجاهلية الاولى وإذا اتبعنا هذا الحكم يجب علينا سد الثغرات التى يرونها و أن نعيد علاقاتنا مع الدول التى تعادينا وتقاطعنا لانه لا فائدة فى مقاطعتها وحكم بحكمها . ولنفهم بأن الثغرات فينا نحن وليس فى الحكم ويجب علينا أن نسد تلك الثغرات التى فينا اولا وبعدها لانجد سرقة او ثراء حرام او تعطيل للقانون والنظام ويكون هناك العدل والمساواة فى كل شىء .
|
|
|
|
|
|