|
هذه عاصمة السودان ؟؟
|
عمر الشريف
السودان البلد الذى اشتهر بأكبر مساحة فى العالم العربى والافريقى سابقا واشتهر بثرواته الطبيعية والحيوانية وخصوبة ارضه ونقاء مياه نيله ، كان فى الستينات والسبعينات ذو اقتصاد قوى ومكانه سامية دوليا . قبل ان تظهر ثورة الاتصالات الحديثة كانت الخطوط الهاتفية موصله لكثير من القرى والخطوط الحديدية تجوبه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، الحياة فيه متيسرة وجميلة . كان انتاجه من القطن والصمغ والكركدى وغيرها من المنتجات الزراعية او الحيوانية تصل اروبا وامريكا لكن للاسف لم يستفاد من تلك الفترة وقوة الاقتصاد فى البنية التحتية ولا تجميل العاصمة ولا الميناء الرئيسى .
كارثة السيول والامطار التى تتكرر كل عام تكشف القصور الداخلى وتفضحنا خارجيا الايام الماضية ظهرت العاصمة السودانية بمستوى لا يليق بالعواصم الافريقية والعربية ناهيك عن العالمية ، الذى يرى عاصمة ارتيريا او افريقيا الوسطى اوجيبوتى على سبيل المثال يجدها افضل من العاصمة السودانية رغم أنه يلتقى فيها النيلين وارضها خصبه لتكون جنة خضراء ذات مبانى راقية وعمائر شاهقة وحدائق جميلة . العاصمة المثلثة لا تخفى على كل سودانى وهو يشاهدها فى الخريف مستنقعات وبرك مياة وطين وعربات كاروا لا تليق بمدنها الثلاثة ناهيك عن المبانى الطينية والاسواق الغير منظمة ومواصلاتها السيئة حتى للأسف بعض مستشفياتها تجدها تحتاج لرعاية صحية وتنظيمية من ناحية الفرش والأكل والنظافة والتعامل وتوفر الدواء اما مدارسها حدث ولا حرج حتى الخاصه لم تصل مستوى التعليم اليوم .
الإعلام السودانى والخارجى نقل لنا صور اهلنا البسطاء وحالهم مع المطر الغزير كما تعودنا أن ينقل لنا معسكرات اللاجئين فى الحروب والكوارث . الفقر ليس عيبا والبساطه شرف لنا لكن نكون أغنى بلد بثروات طبيعية وأسوى بلد عمرانيا وتنظيميا وأفقر بلد يعانى من تدنى الصحة والتعليم وحتى مياة الشرب هذا شىء لا يقبل ويحزن القلب ويدمع العين ونشاهد الدول التى حولنا وعواصمها وخاصة التى يتم نقل اخبارها لنا وتمر بظروف حروب مثل غزة وبغداد وصنعاء وعدن حتى مقديشو نرى تخطيطها وعمائرها ومنشأتها ومواصلاتها افضل منا . مصر التى تعانى من قلة الاراضى السكنية والزراعية نجدها استفادت من القروض والاستثمار الخارجى ببناء الصحراء وتحويلها الى مدن جميلة ونشاهد صادراتها الزراعية والصناعية تملىء اسواق الخليج وأروبا . اين نحن ومتى نلحق بالركب ؟؟ ام نظل نتفاوض ونتشاجر ونتقسم للاحزاب وطوائف ونظل خمسة اعوام نتحدث عن الانتخابات ولجانها وخمسة وعشرون عاما فى الوصول الى الىسلام وتقسيم السودان والعاصمة مهملة . الولاة مشغولون بهمومهم ونسوا هم المواطن والولاية وعاصمتها باعوا اراضيها واسواقها لتعميرها لكن للأسف كان لتدميرها . هل وقف شباب السودان المخلصين ليرفعوا من حال أهلهم وعاصمتهم وتطويرها وتبنوا حملة دولار من أجل الاعمار والازدهار وطافوا المدن والهجر والدول لتكون عاصمتهم تنافس العواصم الكبرى .
|
|
|
|
|
|