|
بين الامس واليوم والانقاذ بقلم عمر الشريف
|
حكومة الانقاذ التى استولت على الحكم فى يونيو عام 1989م وعبر بيانها الاول الذى أعلنت فيه إهتمامها بالدين والمبادىء والقيم والأخلاق ووحدة تراب الوطن والمحافظة عليه والاهتمام بالتنمية وتطوير التعليم والصحة حسب مفهوم الخطاب الذى اصبح سراب مع السراب الذى ينتظره الشعب . الجيل الذى ولد قبل الانقاذ بسبعة سنين وهى سنين التكليف بالصلاة كنت احسبه مع استمرار حكم الانقاذ أن يصبح اليوم جيل قرآن ودعوة وجهاد وعلم وعلماء لكنه اصبح جيل مشرد داخل وخارج وطنه وضائع بين الحقيقة والباطل الا ما رحم ربى يبحث عن لقمة عيشه فما بالكم بالجيل الذى ولد فى فترة حكم الانقاذ .
لقد ضاع خط هيثروا وضاع مشروع الجزيرة وضاع النقل النهرى وضاعت السكة حديد ومصانع النسيج والبلاستيك حتى مستشفى النو والكثير من المشاريع حتى ضاعت وضاقت الارض بشعبها لكن كلها تعوض اما ضياع الجيل وضياع الهوية وضياع القيم والمبادىء والضياع الاكبر ضياع الدين هذه المصيبة والطآمة الكبرى . كيف تعاد ؟؟ هل فشل المشروع الحضارى الانقاذى الاسلامى ام فشل من يطبقة او من يشرف عليه . لقد حاربنا سنين من أجل الدين وبأسم الدين لكن لم نقدم شىء لهذا الدين حتى اصبحت الزكاة تؤخذ من الفقير وتعطى للغنى وأصبح النفاق فهلوه وذكاء المساجد تمتلىء بالاجساد وتفقد القلوب التى تخشع بينما قاعات الاحتفالات تمتلىء بهم الاثنين من أجل الاستعراض و الفساد بكل خشوع للشيطان .
إذا لماذا نخاصم امريكا مادام فشلنا فى مشروعنا الاسلامى وفى علاقتنا مع امريكا ؟ ولماذا نهاجم مصر من أجل حلايب مادام فتحنا الطريق البرى ونسعى للتكامل .. ولماذا تتوتر علاقتنا مع المملكة العربية ونحنوا ندعوا المستثمرين السعوديين ليستثمروا فى بلادنا ونرسل كفاءاتنا لهم ليعملوا هناك .. ولماذا نتقرب من إيران لتسبب لنا الفتنة والطائفية والتفرقة الدينية بينما الكويت وقطر والبحرين وعمان تمد لنا يد المساعدة والوقوف بجانبنا . مادام لا نستطيع ان نغير حكومتنا علينا أن لا نغير من وقفوا معنا سابقا وقدموا لنا ما تجود به انفسهم وأن نتمسك بما تبقى فى قلوبنا من الدين والخوف من الله وأن نصالح أخواننا ونمد أيدينا لهم .
لقد فقدنا الامس وندمنا عليه ونعيش اليوم بكل مأسيه وغدا نندم عليه بطريقتنا هذه لكن علينا أن نغير انفسنا وننظر للأخرتنا وأعمالنا ونعيش حياتنا بسلام وإطمئنان وأستقرار وسعادة وكرامة وشرف مرفوعين الرأس إتجاه السماء ونبنى مستقبلنا ونوحد كلمتنا وبلادنا ونعيد مجد امتنا الاسلامية وحكم الدولة الاسلامية التى بناها المصطفى صل الله عليه وسلم بالدين والاخلاق ومخافة الله ومحاربة الفساد .
|
|
|
|
|
|