|
من الذى يغير النظام فى السودان ؟/ عمر الشريف
|
عمر الشريف
من الذى يغير النظام فى السودان ؟
حكومة الانقاذ او المؤتمر الوطنى التى حكمت 24 عاما ومازالت فى الحكم مضت عليها عشرون عاما عسكرية واربعة اعوم مدنية او وحدة وطينة منتخبه ( كما تسميها) حسب انتخابات العسكر المعروفة فى الدول الافريقية وهى الآن تستعد للتغير الوزارى لتلميع تلك الصورة التى غبرها الفساد والغلاء والتقسيم والتشريد والفقر حتى تستعد للانتخابات القادمة وتستطيع مد نفوذها وترتيب صفوفها وفرض سيطرتها الانتخابية لتسعد بسنوات قادمة للاكمال مسيرة التقسيم والتشريد والاقصاء وتدمير ما تبقى من المشاريع الزراعية والاقتصادية .
لقد قالها المؤتمر الوطنى ( الزارعنا غير الله يجى يقلعنا ) نعم بالله ولا راد لقضاء الله ، يؤتى الملك من يشاء وهو الذى يمهل ولا يهمل . لقد حكم فرعون وقتل وشرد وأمهله الله حتى اغرقه فى اليم وقارون الذى خسف به الارض وبداره وحكمت النازية بكل قوتها وجبروتها لكنها انهارت ولم يتبقى الا الاطلال وليس بعيدا منا حكم بنى على ومبارك وصدام والقذافى وصالح وانتهت بهم الحال كما نعلم . نعم نؤمن أن الله قادر على كل شىء وبيده ملكوت السموات والارض وهو القادر ان يجعل نصره بأضعف عباده .
التغير هو تغيير انفسنا اولا حتى يغير الله ما بنا وما اصابنا لاننا اصبحنا بعيدين عن الحق والدين الا ما رحم ربى واصبحنا نؤمن بقوة الغير اكثر من قوة الله سبحانه وتعالى ولهذا ابتلانا الله بما نحن فيه من حكم وغلاء وفساد وضيق وتشريد وقتل . الاحزاب الموجودة اليوم لا يمكن ان تغير شىء لانها لا تستطيع تغير كوادرها التى ظلت اطول من عمر الانقاذ ولا تغير سياستها ونظرتها للوطن وسيادته والمواطن طوال هذه الفترة فكيف نعتمد عليها ونثق بها والاعتماد اولا واخيرا على الله . الحركات المسلحة التى تحارب فى مناطق اهلها لتشردهم وتقتلهم وتزيد من معاناتهم بالفقر وتوقف التنمية لم تتعظ من الحروب التى حصلت فى العالم حولنا ولا من حرب الحركة الشعبية التى لم تصل لمرادها الا بالتحاور والتشاور السلمى. لكنها للآسف مازالت بتلك العقلية التى تُضيع فيها نفسها ووقتها وهى مقتنعة بأنها لا تصل لما تريد بسلاحها وبدون اهلها وهى بعيده عن الله الخالق ثم شعبها .
المعارضين بالكتابة على النت هم معارضة توجه كتاباتها لتحريك الشارع ولكن كيف يتحرك الشارع وهو فقد الثقة حتى فى المشهود له بالآمانه وفى الكاتب نفسه لانه ينعم بحياته ولم يعانى ما يعانية هذا الشعب من حسره وندامة وضيق وغلاء وفقر . فكيف يتحرك ؟ لقد اصبحنا نضحك على انفسنا وننشد التغير ونقول قد حآن الآوان ولكننا مازلنا بعيدين عنه التغير ليس هو تغيير الوجوه ولا التشكيلة الحكومية لان تلك الوجوة تشبعت من سابقيها وهى تتحدث باسم العدل والمساواة والوحدة ولكنها فى الحقيقة بعيده عن ذلك وعندما تصل لتلك المكانه يظهر وجهها الحقيقى لمصلحتها وتصفية حساباتها وعزل من يعاديها وتقريب من يؤيدها وهى طبيعة البشرية الا ما رحم ربى .
التغيير الذى نتطلع له هو دستور شامل وجامع وعادل ليحدد سنوات الحكم وطريقة الحكم ليشمل كل مواطن قادر على خوض الانتخابات ويفوز يحق له الحكم مهما كانت مكانته او مستواه او قبيلته وأن تظل المؤسسات العسكرية والامنية لمهامها التى أنشئت من أجلها وتحافظ على تراب الوطن وأمن المواطن ومن استطاع ان يرشح نفسه منهم يمنح اجازة لفترة الترشيح وأذا فاز يستغيل من منصبه العسكرى او الامنى ليكون رئيسا وطنيا . وتلزم المعارضة بأن تكون سلمية وصوتها يسمع حتى أذا رأت أن الحكومة تسير فى اتجاه عكس المصلحة الوطنية تتقدم بحل الحكومة بعد نصحها وتشكيل حكومة وطنية حتى وقت الانتخابات القادمة وهذه الشورى التى ينادى بها ديننا ويرضاها خالقنا وبها يستقر وطننا وآمننا .
|
|
|
|
|
|