|
هل هى صحوة الضمير ام عودة الوطنية ..
|
عمر الشريف
اللقاءات والإجتماعات الاخيرة للسيد الصادق المهدى والدكتور حسن الترابى مع الرئيس السودانى وأمير قطر لمناقشة قضايا السودان الداخلية والخارجية وتصريحاتهم المهادنة هل هى صحوة الضمير أم الوطنية أم تخطيط يعلمه الله وتخفيه نفوسهم . الدكتور الترابى وحزبة الذى يتحدث بأسمه كمال عمر دائما تصريحاته تجعلك بأنك اما خطين متوازيين منعكسين الاتجاه تجزم بأن لا يكون هناك إلتقاء أو تقارب لكن فى الفترة الاخيرة وبعد مليارات قطر تغير كل شىء وليس عندنا من علم اليقين إلا أن نقول سبحان الله مغير الاحوال من حال الى حال ومهما كانت النية والتقارب لكننا نشجع ذلك ونسأل الله التوفيق لهم و أن يفك كرب هذا البلد ويفتح حصاره ويأمن اهله وتستقر أحواله .
الدكتور الترابى الذى ولد فى عام 1932م أكمل الثمانين من عمره لم يتغير كثيرا وظلت تلك الابتسامة التى لا يعرف سرها الكثيرون لم تفارقه ، صعب جدا أن تفهم الدكتور الترابى المشهور بأحكام سبتمبر وأنقلاب الانقاذ والفتاوى المثيرة للجدل . هذا الرجل الهادى فى طبعة والمبتسم وجهه بكلمة منه يغير الكثير فى السياسة السودانية حتى تصريحاته ترفع قيمة الدولار احيانا وتربك الدبلماسية السودانية مع كثيرا من الدول ، يعرف كيف ينتقم من خصومة وكيف يجذب الانتباه له . مشروعه الاسلامى الذى يريده ان يمتد من المحيط الى الخليج لم يحالفه الحظ وتخطيطه وسياسته كانت من الاسباب التى جعلت السودان متأخرا . تقاربه حاليا مع الحكومة وراءه الكثير من الاستفهامات وعلامات التعجب ونتمنى أن يكون تقارب خير ومصلحة للسودان .
السيد الصادق المهدى الذى ولد فى 1935م يظهر للكثيرون بحبه لسلطة وسعيه خلفها وتناقض أقواله وافعاله جعلته يفقد بريقه عند الشعب و الحزب فى الفترة الاخيرة بعد أن شارف على الثمانين من عمره وبعد هذا العمر لا يفكر صاحبة فى منصب ولا جاه لان النبى عليه الصلاة والسلام قال أعمار أمتى بين الستين والسبعين وإقتداء برسول الله أن بعد هذه السنين علينا أن نزيد فيها من الطاعة و العبادة لله لنفوز ونرث جنة عرضها السموات والارض . السيد الصادق تحدث عن السياسة أكثر من الدين رغم ذلك لا يعرف له عنف ولا تفارقه الابتسامة عند مقابلة خصومه . دعوتنا له فى هذه الفترة أن يبتعد عن السياسة ويسلك طريق أجداده ويعمل لرفعة وطنه بتوحيد صفه وتقريب وجهات النظر بين المتفارقين من شعبه ليحفظ له التاريخ مكانته الاسرية والنضالية .
أعزائى الكرام هناك شخصيات دينية وسياسية وعلمية ووطنية خدمت هذا الوطن من أجل حبها له وحب أهلها وكان بأمكانها معادات الشعب وخراب الوطن لكنها كانت نموذج اسلامى وسودانى اصيل يكن لها الشعب كل الاحترام والتقدير حتى فى الدول الخارجية لها مكانها وهؤلاء رسموا اسم السودان فى قلوب الكثيرون ولا استطيع ذكرأسمائهم لكثرة عددهم ومنهم من كان فى الحكم او شغل منصب مرموق او محاضرا فى الجامعات او فى المنابر او صاحب قلم او زعيم قبيلة وعشيرة او صاحب موقع مميز او مواطن عادى يعتز الناس بأمانته وكرمة وحبه لوطنه وفقهم الله جميعا . وختاما نسأل الله أن يكون ضمير الشعب السودانى فاق من غفوته ليعمل للأخرته ولدنيته بما يرضى الله سبحانه وتعالى ويستجب لدعوة الحوار الوطنى ويقول رأيه لمصحلة الوطن والشعب لان معارضتنا وحملنا للسلاح وخيانتنا للوطن محاسبون عليها ولا توصلنا لما نريد داخل نفوسنا بل تؤثر علينا وعلى شعبنا ووطننا ، وأن اهلنا مهما كانوا هم أفضل لنا من أعدائنا فقط علينا بالحكمة لنصل لما نريد ولا ننتظر الهبات ولا القروض من غيرنا لنعيش ذليلين وبلادنا خير كثير ووفير فقط نريد أن نخرجه ونفاخر به ونتصدق منه .
|
|
|
|
|
|