|
لنترك الباب مفتوح/عمر الشريف
|
عمر الشريف
لنترك الباب مفتوح
الحكومة ظلت تفاوض الفصائل العسكرية منذ بداية حكمها وحتى اليوم وتقدم لها التنازل والدعم من أجل الانضام للإتفاقيات الموقعة سابقا فى ابوجا او الدوحة او اديس ابابا لكن هذه الفصائل ينسلخ منها كل فترة مجموعة لتعلن تفاوضها وتجنى ثمار التفاوض المادية والوظيفية لتستمر فترة ثم تعلن تمردها لتبدأ الدورة مع فصيل جديد . الذين يعرفون حجم هذه الفصائل وأثرها على الميدان وتأييد بعض فئات الشعب لها يقتنعون بأن الحكومة تضيع فى الوقت والمال والارواح وتساعد فى الدمار وتعطيل التنمية . الحركة الوحيده التى كانت منظمة ومعترف بها قبل مجىء هذه الحكومة هى الحركة الشعبية التى استمرت بدعم الدول الغربية وتأييد الاحزاب السياسية المعارضة وبعض المنشقين عن القوات الحكومية وقد نالت هدفها بعد موت زعيمها ومؤسسها. وضاع مناصروها . اما الحركات الحالية التى تقاتل من أجل اهلها ومنطقتها ليس طلبا للانفصال كما صرحت قياداتها وانما من اجل التنمية والثروة والعدالة لكن تعددت فصائلها واهدافها حتى فقدت مصدقيتها وهدفها وتأييدها .
رئيس السلطة الاقليمة لولايات دارفور هو من ابناء المنطقة ولم نسمع به حمل سلاحا او قاتل فى معركة ( والله اعلم ) بعد تعيينه رئيس سلطة عمل جاهدا للسلام فى دارفور وحاول أن يقف مع اهله ويعمل على جمع الشمل الدارفورى لكن أبناء منطقته يختلفون معه فى الاهداف والنوايا والمكاسب. للجنة التى شكلها للاتصال بالحركات المسلحة بعلم الحكومة تتكون من اربعة عشر عضو يرأسها الحاج صديق وداعة وهو من الاثرياء كما يشاع رغم انه لم يكن معروفا للكثيرون . هذه اللجنة هدفها مناقشة تلك الحركات التى لم توقع على اتفاق الدوحة ومعرفة ما تريد ليتم الوفاق والسلام وتتحقق التنمية والاستقرار والأمن ، قد زارت تلك اللجنة قيادات بعض الحركات سوى لها تواجد فى الميدان او الاعلام فى دول اوربا وامريكا وافريقيا ومنها من رفض تلك المصالحة جملة وتفصيلا للاسباب هو اعلم بها ومنهم من وافق عليها لكن فرض بعض الشروط . لكننا نقول لدكتور التجانى بأن الاقليم فى حوجة لتوفير نفقات هذه اللجنة التى لم تترك عاصمة اوربية لتزورها حتى لو كان شخص واحد ظهر على شاشات التلفزة الحاقدة على السودان وشعبه .
الذين فى الميدان ويحاربون يجب عليهم جمع صفوفهم فى حركة واحدة وتوحيد اهدافهم ليتم التفاوض معهم داخل الوطن وبعيدا على التدخلات الخارجية لاننا سودانيين وقضيانا مشتركة سوى فى الغرب او الشرق او الشمال او الوسط وربما تختلف قليلا فى التوزيع والمناصب . وطننا فى أشد الحوجة لنا جميعا وشعبنا سئم الحروب وفاض به الصبر وتحمل الغلاء وعايش عدم الاستقرار وسهر الليالى لعدم توفر الأمن وذلك بفعل ايدينا وتقديم مصالحنا الخاصه على المصلحة العامة ومصلحة الوطن والمواطن . إذا سألنا مناوى وابوالقاسم وعقار والحلو وعرمان لماذا رفضتم السلام والاستقرار والمناصب لتحرقوا القرى وتشردوا الاطفال وتيتموا النساء وتأذوا المواطنين ليصبحوا اصحاب عاهات ، لكان اجابتهم من أجلهم ومن أجل العدل ... أى عدل هذا هل عدلكم افضل وأعظم من عدل خالق السماء وهو الذى قال فى محكم تنزيله : قال تعالى: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء (93)] من الضرورات التي أجمعت عليه أمم الأرض من يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، حفظ الأنفس وعدم الاعتداء عليها، ولهذا شدد في عقاب من قتل نفسا بغير حق في الدنيا والآخرة وهؤلاء الذين يقتلون فى قراهم ليس لهم ذنب وقتلهم يصبح عمدا .
لنترك الباب مفتوحا لمن اراد السلام واراد الاستقرار والتنمية والعدالة للاهله ولمنطقته وأن يواجه الحكومة بمطالب اهله وليس لمنفعة خاصه به او منصبا له . وعلى الحكومة ان تستجيب لمطالب مواطنيها وأن تتعامل بشفافية مع شعبها ليعلموا حجم ما تواجهه وحجم امكانياتها وأولوياتها بدل أن تعلن القضاء على تلك الحركات لينتج منها حرب العصابات التى تكلف أكثر من تلك المطالب أو تكاليف الحرب العسكرية البشرية والمادية التى تخوضها اليوم . عناد قادة تلك الحركات وجبروت الحكومة يعطى فرصة للاعداء فى التدخل فى شئوننا الداخلية وتوسيع الانقسامات والانشقاقات بيننا وتدمير الاقتصاد وتعطيل التنمية وهو هدفهم الذى ظلوا يعملون من أجله ويقربون أبناء جلدتنا منهم مقابل سلاح يقتل به أهلهم ودولارات تصرف فيما لا يرضى الله والاقامة فى فنادق يعلم ما بداخلها ونوايا ساكنيها . اللهم نستغفرك ونتوب اليك من ذلة اللسان وفرج علينا كرب السودان .
|
|
|
|
|
|