|
قبل انهيار المبنى كله / عمر الشريف
|
عمر الشريف
قبل انهيار المبنى كله ..
الكل منا يريد أن يكون بنيانه قوى ومتين . مثبت باحكام ليواجه العوامل الطبيعية والتدخلات والافعال البشرية أتجاه هذا المبنى ويسعى الكثيرون منا للاختيار المواد الجيدة ليشيد بها مبناه . وهذه الامة الاسلامية لقد خصها الله بخصائص لم يخص بها أمة سابقة وهى خير امة أخرجت للناس وذلك لانها أمة وسط ليكونوا شهدا على الناس ويكون الرسول عليهم شهيدا وأمة كانت رسالة نبيها صلى الله عليه وسلم هى آخر الرسالات وخصها الله سبحانه وتعالى بشفاعة يوم القيامة وهى أمة أكثر اهل الجنة وأمة جعل لها أجر صلاتها بخمسين صلاة والحسنة بعشرة أمثالها . هذه الامة لم تصين مبناه منذ سنوات وتركته ليتصدع ويتشقق حتى اصبح هذا المبنى شبه منهار وهذا الصيانة لا تكلفها مالا ولا جهدا إذا تمسكت بحبل الله المتين وقد أمرنا الخالق الكريم قوله تعالى : " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ " آل عمران: 103 في سورة المائدة: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الاية 2. وأخبرنا فى الحديث الشريف : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا " (رواه البخاري) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين فى توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى " ( رواه البخاري) وهذه الامة رحماء فيما بينهم وأشداء على الكفار.
أين نحن الآن من تلك الاوامرالإلهية ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم . لقد تركنا حبل الله المتين وتمسكنا بالدنيا والشياطين واصبحنا نأكل لحم بعضنا البعض ونحسد أخواننا على نعمة الله لهم ونشمت فى من أبتلاهم الله . الذى يرى حال أمتنا اليوم وفى قلبه ذرة إيمان يتحسر قلبه وتدمع عينه لما وصلنا له . أين نحن من أخواننا المسلمين فى بورما والصومال وفلسطين وسوريا والعراق ، لقد صمتنا عندما ذبح اخواننا فى العقيدة والدين فى بورما والبوسنة وقتلوا فى الفلبين وفلسطين والعراق ويوم نحن نرى اخواننا فى سوريا يذبحون ويقتلون ليفروا من الحرب والدمار ليجدوا أمامهم البرد والجوع حتى يصل بهم الحال ليأكلوا أجساد إخوانهم ونحن لا نستطيع النوم من الشبع ( لاحوله ولا قوة الا بالله ). لماذا تشغلنا الدنيا عنهم وتلهينا ملذاتها ونحن فى غفله من أمرنا وحالنا.
اليوم اصبحت أمتنا متشردة ومفككه ليس لها مبنى يضمها ويوحدها كما كانت عندما فتحت بلاد الفرس والروم ورفعت رآية الجهاد عالية لوجه الله لنشر هذا الدين وأعلاء كلمة الله فى الارض . نعم اليوم كل قطر جغرافى فيها يشتكى ويئن من ألمه وحاله وأصبح جسمه ضعيفا وهزيلا لا يحتمل الشدائد لوحده وليس من قلة عددنا ولا فقرنا لكن من تشتت قلوبنا وانطبق علينا قوله تعالى فى المشركين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى . يأمة الاسلام افيقوا واصحوا من ثباتكم وشتاتكم لو كنتم تؤمنون بالبعث والحساب والجنة والنار لقد خلقكم الله للعبادة وهو الغنى عنكم لايريد منا رزقنا او طعاما ونحن نلهث من أجل الرزق وجمع المال وقد سبق كتابة رزقنا عند الله . لماذا لا نجمع شتاتنا ونوحد كلمتنا ونقوى صفنا لنقف مع اخواننا الذين لا حوله ولا قوة لهم الا الله سبحانه وتعالى وإن تنصروا الله فلا غالب لكم . لماذا لا نتبع طريق قدوتنا وسلفنا حين يأثرون على انفسهم ويتبرعون بمالهم فى ساعة العسرة ويربطون الحجار على بطونهم ويذهبون بأرواحهم من أجل هذا الدين ومن أجل اخوانهم فى العقيدة . أين منظماتنا الاسلامية وعلمائنا الافاضل ليتولوا الجهاد والدعم ونصر اخوانهم المسلمين فى بقاع العالم الذى اصبح خطره يحيط بنا واصبح يقطع فى اجسادنا وفرق جمعنا ونجح فى أن تكون الدنيا هى همنا . هل من مجيب .. هل من يتعظ .. هل من يعيد لنا مجد أمتنا .. هل من يعيد لنا كرامتنا .. اللهم اخرج من بيننا من يكون سببا فى توحيدنا ونصرنا وعزنا ومجدنا .
|
|
|
|
|
|