|
ضياع أجيالنا ../عمر الشريف
|
أتسأل عن من يحكم السودان اليوم وأين هو وكيف يحكم ؟؟ ربما يقول بعضكم هذا سؤال غريب أو شخص فاضى أوغيرها من الكلمات الجارحه .. لكن هو سؤال برىء وصادق .. لان الذى يحكم هو الذى يفرض سيطرته على حدود بلاده ويعمل على إسعاد او إشقاء شعبه ويحمى حدود بلادة . لكن ليصل بنا الحال أن يظل أكبر وأعرق صرح تعليمى تحركه التنظيمات السياسية الطلابية ولا تستطيع الإدارة أن تفعل شىء وتدخل فى حرمه القوات الامنية بسلاحها نهارا وجهارا ويصل الحال للاجبار الطالبات للخروج من سكنهم ليلا لانعلم كيف يتصرفنا .. أصبح كل شىء عندنا مباح حتى أعراضنا لا نحترمها ولا نراعى لحرمتها وشعورها .
المحزن حقا بأن يضيع عام دراسى من هؤلاء الطلاب بكل سهولة ليجدوا زملائهم فى جامعات أخرى تخرجوا قبلهم .. ألا تراعى إدارة الجامعة للأسرهم وما تحملوه من تعب نفسيا وماديا فى العام الضائع .. الا تراعى إدارة الجامعة فى حالات الهلع التى اصابت الطلاب من استعمال الاسلحة داخل حرم الجامعة .. الا تراعى قوات الامن الفوضى التى تحصل فى الجامعة وهى تطلق الغاز المسيل للدموع وتلاحق بعضهم ..
لماذا الحكومة صامته عن هذا الوضع وهى التى تعين إدارة الجامعة وهى ترى ما وصل له الحال حتى تحرق تلك المبانى ومحتواياتها .. أى اخلاق وأى تعليم وأى جيل ينتظره أهله ووطنه .. توجد الجامعات فى كل دول العالم وحكومات تلك الدول تدعم التعليم وتتبنى المميزين وتدعم الافكار والاختراعات .. لكن عندنا ندعم العنصرية والحزبية ونفصل المميزين ونحطم الافكار والاختراعات .. إذا كانت جامعة الخرطوم فى وسط العاصمة لا تستطيع الحكومة السيطرة على الفوضى التى فيها فكيف تستطيع أن تقضى على عصابات السواطير فى اطراف العاصمة وكيف تستطيع أن تقضى على حركات التمرد فى أطراف السودان ..
ضياع سنة لطلاب جامعة الخرطوم هو ضياع مستقبلهم وضياع أعوامهم الدراسية التى سبقت هذا العام وتؤثر فى مسيرتهم العلمية و العملية وأفكارهم الحزبية والتعصبية .. لماذا الحرية الزائدة والتدخل فى السياسة قبل التخرج ولماذا سيطرة الحزبية على طلاب الجامعة ومنهم من يكون دكتورا ليخدم المواطن ومهندسا ليعمر البلد ودبلماسيا ليمثل الوطنه وليس حزبه ..
لكننى مازلت أتسأل برغم ما يقال عنى من جهل او عدم موضوع موضوع . فهل من مجيب !!
|
|
|
|
|
|