|
سودان الامس واليوم والغد/عمر الشريف
|
عمر الشريف
البلد الذى يسمى السودان هو نفس سودان المليون ميل مربع سابقا وهو نفس السودان الذى ولد وعاش ومات فيه أمثال الإمام المهدى وعبدالله التعايشى والمك نمر وعلى دينار وعبود والازهرى حتى وصل الى نميرى تلك هى الشخصيات المشهورة فى تاريخه وغيرها الكثيرون سوى سجل لهم التاريخ ام لم يسجل . هذا البلد هو عبارة عن الفصول المناخية التى تمر علينا كل عام . احيانا يكون شديد الحرارة مع ندرة الامطار او كثير الاتربة مع رياح السموم او قلة الامطار مع صيف ساخن أو شتاء قارص مع توفر مياة . عاشت الاجيال السابقة فى فترة يتمنون اليوم رجوعها وأجيال اليوم وأغلبهم هم مواليد الانقاذ وخريجيها الجدد وينتظرهم السودان لينهض بهم . لكن المؤشر يشير الى أن هذا الجيل تصعب عليه المسئولية مع قلة الخبرة وربما الكثيرون من هذا الجيل اصبحوا لا يفرقون بين الحق والباطل .
اذا تحدثنا عن سودان اليوم والغد لان الامس قد مضى والماضى لا يعود لكن تظل ذكرياته . فاليوم اصبح المليون ميل مربع نصف مليون وهذا النصف اصبح حروب وفساد ودمار وفقر وجوع اى أنه غير مستقر، أصبح من لم يستطيع للوصول للفساد يكون حركة تمرد ومن لم يستطع مقاومة الفقر يعتدى على اقرب الناس له ومن لم يستطع التظاهر يلهث خلف قوته يدندن مع نفسه الا ما رحم ربى منهم . جيل ضائع بين اتباع الهوى والهدى لايجد من يرشده ويصلحه ويوجهه حتى وصل العنف بين طلابه الذين كانوا يحيون الليالى الادبية والمسابقات الرياضية والرحلات المدرسية كان الطلاب همهم تشجير مدارسهم وتنظيف شوارعهم يحترمون الكبير ويعينون الصغير لا تسمع منهم الفاظ وكلمات سيئة . سودان اليوم اصبح لا كلمة له فى المحافل الدولية ولا المؤسسات العالمية حتى داخليا اصبح الكذب والنفاق والخيانة هى الظاهرة على الاخلاق والكرم والأمانة.
كيف ننتظر سودان الغد الذى يترشح فيه جيل الانقاذ وينتخب فيه هذا الجيل الذى سمع بعرس الشهيد لكنه لم يكن ذالك الشهيد الذى درسه فى القرآن والتاريخ لانه يحفظ الكثيرين من أسماء شهداء أحد ، هذا الجيل الذى سمع شعار هى لله هى لله ووجدها هى للمؤتمر الوطنى ، هذا الجيل الذى كبر وهلل للانقاذ ليعيش فى الغرق ، هذا الجيل الذى سمع عن المشروع الحضارى الاسلامى الذى ينادى بالامانة والصدق ليتفاجىء بالخيانة والفساد والكذب . كيف لهذا الجيل الذى اضاع سنين تعليمه مظاهرات ودفاع شعبى وتكبير وتهليل ليشهد بأن تكبيره وتهليله كان للباطل . كيف لهذا السودان ان ينتظر هذا الجيل الذى ضاع بين الحقيقة والباطل وهو يشاهد الدعوة لله هى لغير الله ويشاهد بأن احكام الشريعة تنقلب الى احكام معطلة لان من سرق عليه ان يتحلل ومن كذب عليه ان يكذب ثانية ومن مات شهيد من اجل الوطن يعلم يوم الحساب أن الوطن تم تقسيمه بكل بساطة ودعوة الجهاد والشهادة كانت خدعة .
السودان يريد جيل واعى ومسئول ، جيلا ليس عنصرى ولا كاذب ولا مفسد ولا مخادع يحترم الكبير ويوقر الصغير ، جيلا يحمل راية لا اله الا الله خالصة لله لا يعرف النفاق ولا الخداع ، جيلا يؤمن بحرية الاديان ويدعوا لدين الله ورسالة نبيه محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام بالتى هى أحسن ، جيلا ليبسط الآمن والعدالة ليس محسوبية ولا حزبية ولا عرقية ، جيلا يبذل طاقته وقوته وعلمه للاجر والثواب من عند الله ولرفعة هذا الوطن وشعبه ، جيلا لا ينزع حقوق الناس بالقوة ولا يرهب الضعفاء ويحارب المساكين ، جيلا يحمى حدود وطنه ويعلى كلمة بلادة فى المحافل الدولية وينشر ثقافته الادبية والكروية بين الشعوب ، يرفع راية الاسلام عالية ويجاهد من أجلها لاتخيفه القرارات الاممية . لكى نجد هذا الجيل لا بدا من فتح دورات يشرف عليها المخلصين ويقوم عليها المتقين من السابقين الذين فتح الله عليهم ولم تدخل جيوبهم أموال فساد ولا بطونهم خبز فقير ولا إنقطعت أقدامهم عن بيوت الله ، شهدوا الحق وأنكروا الباطل .
|
|
|
|
|
|