|
تعاونوا على البر والتقوى/عمر الشريف
|
عمر الشريف
تعاونوا على البر والتقوى ..
ليس بغريب تعاون المسلمين فيما بينهم وهى تعاليم دينهم الحنيف وهدى رسولهم الكريم عليه افضل الصلاة والسلام وقد خلقهم الله شعوبا وقبائل ليتعارفوا ولا فضل بين ابيض على اسود ولا عربى على عجمى الا بالتقوى . الحكومات الاسلامية والجمعيات والمؤسسات الخيرية والجموع البشرية أفرادا وجماعات يقدمون الدعم والمساعدة للاخوانهم . الخير باقى فى البشر حتى المنظمات والجمعيات الغير اسلامية تقدم الدعم بحجة التعاون والانسانية ومناصرة الضعفاء . الدعم عندما يكون من مسلم للاخيه المسلم يشرح الصدر ويقوى الاسلام ويزيد الروابط والقرب وتشعر بالفخر والاعتذار لان معك اخوان فى الدين والعقيدة يقفون معك فى وقت الشدة .
ليس بغريب أن نرى تلك الحكومات والجمعيات والمؤسسات الخيرية العربية تمد يدها ودعمها ووقوفها مع الاشقاء حتى على مستوى الافراد ، وهذا ما يدل على أن الاسلام دين تعاون وتكافل وتراحم وأن الخير باقى فى هذه الامة . قبل أيام وصل للسودان تبرع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية بالتعاون مع مؤسسة الزبير الخيرية بعدد (20) عربة إسعاف كدفعة أولى وسوف يتوالى الدعم والتبرع أن شاء الله وهى المؤسسة الخيرية التى إنشئت فى عام 1997م بهدف الاعمال الخيرية من مساعدة الفقراء والمرضى والأرامل والايتام والمحتاجين فى دولة الأمارات العربية المتحدة وأى مكان فى العالم . جعلها الله فى ميزان حسناتهم ووفقهم فى عملهم ونفع الله بها المسلمين بما تجود به عليهم .
هذا التبرع الذى يستفيد منه المواطن أولا هو تبرع فعلا يحتاج له وطن مثل السودان فى وضعه الحالى ، تلك العربات الاسعافية كم انسانا تنقذه بعد الله سبحانه وتعالى وكم تعيد البسمة لمريض تقطعت به السبل والمواصلات ليصل الى مكان العلاج . السودان بلد مترامى الاطراف ويفتقر الى الطرق المعبدة وتقل فيه المواصلات المهيئة للمرضى وكم من روح فاضت بقدرة الله سبحانه ثم بعدم توفر وسيلة تنقذه . نلاحظ فى الطرق الطويلة تحدث الحوادث ويصعب نقل ضحاياه بوسائل اسعافية مهيئة لتلك الاغراض ويتم نقل الجرحى بواسطة الاهالى بطريقة الشهامة فى وسائل نقل لا يستطيع الانسان السليم الركوب فيها احيانا . ثم فى فصل الخريف الذى لا يخفى على احد فى السودان انقطاع المواصلات تجد إمرأة فى حالة وضوع لا يستطيع اهلها نقلها للاقرب مستشفى أو شخص اصابه أغماء او لدغة ثعبان او حشرة ويصعب نقله فورا لعدم توفر وسيلة النقل وظروف الخريف .
اللهم لك الحمد على هذه النعمة والتبرع الذى نتمنى أن يتم توزيعه على القرى والهجر والطرق الرئيسية وقد سبق أن تحدثنا فى ذلك قبل سنوات بأن توفر الدولة عربات اسعاف على الطرق الرئيسية على بعد كل 50 كلم تكون هناك عربة اسعاف على الطريق فى وضع استعداد كامل سوى لحوادث الطريق أو الحالات الطارئة فى المناطق التى حواليها وكذلك توفير عربات اسعاف فى بعض الاحياء داخل العاصمة تتبع لهلال الاحمر السودانى .
أتقدم بالشكر لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية وفق الله مؤسسها والقائمين عليها بهذا الدعم الكبير والمفيد والذى يحتاجة أهل السودان فعلا . وأشكر مؤسسة الزبير الخيرية لسعيها وكل المؤسسات والجمعيات الخيرية بدولنا العربية واخص الخليجية والسودانية فيما تبذله من عمل خير وترابط وإخوه وأتمنى أن يتم دعم تلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية لتوصل المساعدات والدعم للمحتاجين فى وطننا الكبير وأن تكون هى الرابط والوصل بيننا بعد أن فقدنا التقارب والوحدة على مستوى الحكومات . وفق الله كل من ساعد وعاون وقدم خيرا لهذه الامة وأثابه خير الجزاء والثواب يوم الحساب .
|
|
|
|
|
|