|
تتمنى أن تشرق الشمس وأنت فى السودان ../عمر الشريف
|
الشمس من مخلوقات الله وهى آية من آياته فى هذا الكون وبشروقها جعل الله النهار معاشه وهى أكبر الكواكب الفضائية وتمدنا بالحرارة والضوء وتملأ الارض نورا وبهجة بضوئها ولا نستغنى عن اشعتها الحارقة صيفا ودافئة شتاءا . لا نخاف من شروق الشمس الا فى حالة واحدة وهى طلوعها من مغربها تلك هى الساعة التى لا ينفع فيها ندم ولا توبة ولا يتمنى الانسان فيها حكما ولا منصبا سوى مغفرة الله له . لكن اعتدنا نحن فى السودان نتمنى لو بيدنا شىء لقنا للشمس انتظرى لا تشرقى لان الظلام فيه راحة وسكون وهدوء لنا وشروقك يزيد من خلافاتنا وكوارثنا التى نجنيها بأيدينا .
لا يخلوا يوما تطلع فيه الشمس الا وقد حلت بنا مصيبة ونعلم علم اليقين هى من أفعالنا وأعمالنا وما كسبته أيدينا . الا يكفينا كل صباح ولادة حزب جديد وكل صباح اضافة رسوم جديدة وكل صباح تدمير مشروع تنمية وكل صباح مقاطعة دولة لنا وكل صباح تشريد سكان قرية وكل صباح موت شخص بسبب عدم توفر العلاج وكل صباح وفاة طالب من أجل السياسة وكل صباح تدخل منظمة فى شئون بلادنا وكل صباح توقيع اتفاق ونقضه قبل ان تغيب شمس ذلك اليوم . الى متى ونظل هكذا .. لا ينفع معنا الا الظلام لنسكن فيه ونتوقف فيه عن الاكل والشرب والحركة والاختلاف والقتل والتشريد .
الشعوب من حولنا تتقدم وتتطور ونحن نظل فى حديثنا الذى لا ينتهى عن السياسة والحكومة حتى تغادر وتأتى أخرى وتستمر عقارب الساعة فى دورانها والايام فى تداولها ويستمر حديثنا ومشاكلنا لنجد جنوبنا اتقسم وشمالنا أحتل وشرقنا استهدف وغربنا يشتعل ووسطنا يدمر وينهار ونجد شبابنا وشيابنا يتزاحمون على السفارات والمطارات والموانىء وبناتنا ونسائنا يتسابقن على المكاتب ليشغلنا الشواغر التى تركها الشباب . يتوقف تعليمنا بحجة إضرابات ومستشفياتنا بحجة عدم توفر الدواء وهجرة الاطباء ويصبح الغلاء احر من حرارة الصيف المشبعة بالاتربة والسموم وزراعتنا بالتقاوى الفاسدة والفساد وأقتصادنا بعدم توفر العملة الصعبة .
تطالعنا الاخبار بأن الترابى اجتمع مع البشير والصادق يدعوا للمصالحة وعندما يرى ابتسامة الترابى والبشير يعلن عدم موافقتهم والجبهة الثورية لا تعرف ماذا تريد ومن أجل من تقاتل وقطاع الشمال لا يملك قراره ليعلن تقارب وجهات النظر وقرب توقيع اتفاق مع الحكومة وفجأة بمجرد اتصال غربى تتغير كل الوجوه وتنقلب الابتسامات الى شتائم .
إنتبهوا يا شعب ويا حكومة ويا معارضة الحرب الحقيقية هى فى سيادة الوطن وأمن مواطنه ، وليس سد النهضة يجلب لنا المياة والكهرباء المستقبلية مقابل السماح للاعداد القفيرة التى تحوم فى العاصمة وتضايق المواطنين فى لقمة عيشهم وراحتهم لتصبح غدا كارثة كبرى يصعب حلها وإزالة أثارها وليس الصمت الكرما للاخوة بشمال الوادى ليحتلوا حلايب بكل المعانى عسكريا وتعليما وصحيا وانتخابيا ليصبح أهلنا وشعبنا تحت قيادة دولة مجاورة ولا استنزاف الدولة وتدمير الآلة العسكرية فى غرب السودان وجنوبه هو من صنع تلك الحركات التى لاتزيد اعدادها عن طلاب مدرسة ثانوية وإنما بدعم دول غربية وكنائس مسيحيه وإهمالنا للشرق ليس استغلالا لطيبتهم وصمتهم لكن هناك الغام تنتظر من يحفر لها لتكون اشد فتكا وقتلا .
حان الآن وقت الوثبة الحقيقة ليس وثبة المؤتمر الوطنى ولا وثبة الحركات المسلحة ولكن وثبة الشعب السودانى كافة لتوقيع وثيقة يكون اساسها الدين والوطن والشعب ليجد الدين مكانه ويفسح له مجاله بعد أن ظهر الفساد فى البر والبحر وليجد الوطن قلبا وعقلا يعى معناه ويرفع شأنه بعد أن تكالبت عليه الابتلاءت والدول . لا حزبية ولا تعصب ولا محسوبية وليتمتع الشعب براحته واستقراره وأمنه ليجعل من بلاده سلة العالم للغذاء ومنارة العلماء وشمسه المشرقه لتضىء ظلام الوضع العالمى اليوم . لكى نوقع تلك الوثيقة لا بد من تشكيل حكومة لا يشترك فيها من الوجوه التى حكمت او اشتركت حاليا وسابقا ولا من الاحزاب التى تعصبت ولا الحركات التى قتلت ، تكون حكومة همها الدين والوطن والشعب حتى يتمنى الشعب أن لا تغيب الشمس وأن تشرق شمس وطننا كل يوم مبشرة العالم بأنتاجها وأمنها ووحدتها وتقدمها وعلمائها ليقتدى بها الأخرون ونحن ليس بأقل من الذين يستعملون حق الفيتو ويتحكمون فى اقتصاد العالم ليراقبون من فوقنا ويدسون السم بيننا ويزرعون الالغام تحت ارجلنا.
|
|
|
|
|
|