|
أعظم يوم على هذه الامة/عمر الشريف
|
عمر الشريف
فى يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الاول من كل عام تمر على المسلمين مناسبة كبيرة وعظيمة. يفتخر المسلمون بهذه المناسبة لانه ولد فيها نبيهم ورسولهم عليه أفضل الصلاة والسلام الذى بعث لهم ليخرجهم من الظلمات الى النور ومن الجهل الى العلم وأشرقت لهم الدنيا نورا وملأها ذكرا وشكرا وحمد لله سبحانه وتعالى بدعوته ورسالته الخالدة فى هذه الدنيا . هنيئا لنا نفتخر بمولده ونعمل برسالته ونتبع سنته . لقد تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها . نحى مناسبة المولد النبوى الشريف بأتباع سنته والاكثار من الصلاة عليه ( صلى الله عليه وسلم ) وبالدعاء والعبادة لله خالصة . نبينا ورسولنا صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نعبد الله وحده لا شريك له وعلمنا الاخلاق الكريمة والتعامل الحسن والعدل والتواضع والكرم والصبر وهو المعلم الذى لم يتعلم الكتابة والقراءة وهو الذى قال له الله سبحانه وتعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5). وقال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) لقد جاءنا رسولنا الكريم بالرحمة لنا وبشيرا ونذيرا وقائدا وحكما عدلا وهو الذى عرج من السماء الدنيا الى السماء العليا حتى وصل عند سدرة المنتهى ليعود لنا بخمس صلوات يعادل ثوابها خمسين صلاة فى اليوم .
المولد النبوى الشريف يجب أن نجعله ذكرا وشكرا وعبادة لله وصلاة على نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ونعلم أجيالنا حب الله ورسوله الكريم . لقد إصطفى الله نبينا ورسولنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمى القرشى ليكون رسولا لهذه الامة ويوضح لها الدين والعبادة الخالصة لله وحده وهو الذى نشأه يتيم الاب ثم الام وقد خصه الله بمعجزات وكرامات كثيرة منها حين شق جبريل صدره وهو طفل وعند الغار عندما لاحقه الكفار والسحابة التى تظلله واشتكى له الجمل من صاحبه وانشقاق القمر ونزول المطر بدعائه والطعام القليل يشبع الكثير وحنين الجذع شوقا له وردة عين قتادة بعد تدليها ويصعب علينا حصرها فى هذا المقال عليه الصلاة والسلام .
المولد النبوى ليس مديحا وضرب على الطار أو النوبة وليس الذكر المنافى للشرع ولا إختلاط بين الذكور والاناث ولا مهرجانات لبيع الحلويات والهدايا ولا إحتفال مثل الاحتفالات العادية . إنما هى مناسبة عظيمة وكبيرة يستشعرها المسلم فى هذا الدين وفى عظمة الاسلام وتعاليمه وفى أتباع أوامر الله وإجتناب نواهيه والعمل بسنة النبى عليه افضل الصلاة والسلام . يجب أن يكون قدوتنا نبينا الكريم فى الاخلاق والعدل والصبر والعبادة والصدق والتواضع والكرم والتعامل وأن نعلم اطفالنا وشبابنا تلك التعاليم الاسلامية التى جاء بها نبينا الكريم لينشر دين الله فى الارض . فى هذه المناسبة يجب علينا أن نتحلل من حق الغير وأن نبعد عن الفساد والكذب والخيانة وأكل اموال الناس بالباطل والفواحش ما ظهر منها وما بطن وأن نسامح من أخطأ علينا ونتصافى بيننا وأن يكون القرآن الكريم خلقنا والعبادة هى حياتنا والتعامل الكريم هو صفتنا وحب الله تعالى وحب رسوله الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم فوق حب من يعز علينا فى الدنيا. اللهم صلى وسلم على افضل خقلك وعلى نبيك وعبدك سيدنا محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم وهو الذى صلى عليه الله وملائكته .
|
|
|
|
|
|