|
ياحضرة الإمام :دع أذاه ، و أعد اليه وسامه ، و الزم سارية الجبل ! بقلم على حمد ابراهيم
|
حيرة أهل البلد الذى كان قارة ممتدة مثل سجادة التاريخ كيف يخرجون من هذا القمقم المظلم هى حالة شبيهة بحالة من سلّم بقضاء الله وقدره. و أن لا معنى لجزع لا يفيد ولا ينجى من قدر نافذ . حالة النكوص والنكوس و اليأس التى تعترى الشعب المطحون يبدو أنها انتابت الشعب و القيادة على حد سواء . فالرئيس عمر البشير الذى كان قد ابتدر حراكا سياسيا تحت مسمى (حوار الوثبة) فى السابع والعشرين من ينائر المنصرم ، دعا من خلاله كل القوى السياسية الحزبية والنقابية وقوى المجتمع المدنى الى كلمة سواء للخروج بالبلد المأزوم من محنته التى طالت ، انتكس فجأة وتراجع عن مبادرته بالكامل. و ابتدر بديلا عن مبادرته ، ابتدر سبابا و مهاترات مع ذات القوى السياسية التى دعاها الى كلمة سواء من أجل لملمة شعث الوطن المكلوم كما قال . بل وكال لبعضها التهم بالعمالة للصهيونية العالمية والارتزاق من الأجنبى وخيانة الوطن . وتوعدها بالاعتقال والسجن لمجرد أنها جلست الى بعضها البعض للتفاكر حول اوضاع بلدها المأزوم . لقد استشرى التازم فى كبد البلد والقيادة معا . لم يعد الوطن وحده هو المازوم . القيادة هى الاخرى مأزومة. فهذا رئيس يغضب لمجرد أن ثلة من ابناء الوطن جلست الى بعضها البعض وتفاكرت حول اوضاع بلدها المأزوم ثم اهتدت الى قرار بالجنوح الى التفاوض السلمى بدلا من التفاوض بلغة السلاح. لكن القيادة المأزومة الجزعة اعتبرت اجتماع هذه المجموعة هو بالضرورة خطر داهم موجه ضد نظام حكمها فى هستيريا جانحة يصعب التعامل معها بروية. ما حدث مع السيد الصادق المهدى رئيس حزب الأمة وامام الانصار يدعو الى التأمل . فالرجل حقق انفراجة سياسية كبيرة باقناع زملائه فى الجبهة الثورية بالجنوح نحو السلم. ولكن الرئيس الغاضب على الآخر حوله الى عميل صهيونى وهدد بمحاكمته جنائيا اذا عاد الى السودان. لقد نسى الرئيس وهو فى قمة فورانه المعهود ، نسى أنه نفس الرئيس الذى منح السيد المهدى قبل فترة وجيزة ارفع وسام لوطنيته الأمر الذى يطعن فى مصداقية الاوسمة الرئاسية التى تصدر من الرئاسة لزيد أو لعمرو . اقناع السيد المهدى للحركات المسلحة بالتحول الى العمل السياسى كان فتحا سياسيا أشادت به القوى الدولية والاقليمية والجامعة العربية وفتحت حوارا مع مجموعة اعلان باريس حول سبل تطويره وانفاذه. كما ايدت الاعلان القوى السودانية على مختلف مشاربها الساسية . الاستاذ عثمان ميرغنى ، الكاتب المميز ، و رئيس تحرير صحيفة (التيار) المميزة ، واحد اشجع الاقلام المنتقدة للنظام وهو الاسلامى المخضرم ، وصف رفض الحكومة السودانية لخطوة السيد المهدى بالغيرة السياسية . الاستاذ الطيب مصطفى ، خال الرئيس البشير، وصاحب المواقف المتشددة ضد الحركات المسلحة و ضد معارضى الرئيس البشير حتى الامس القريب ، اعلن تاييده لمخرجات اعلان باريس بين السيد المهدى والحركات المسلحة. الاتحاد الاوروبى والاتحاد الافريقى والجامعة العربية ايدت الاعلان . وفتحت حوارا حول سبل تطويره. ولكن القيادة المحتشدة غضبا جعلت من الرجل الذى حقق لها هذا الفتح عميلا صهيونيا . مثل هذه التهم الجزافية هى عمل ممارس ومطروق فى عالمنا العربى يباشره حكام منتصف الليل ، الذين يلتحفون الظلام يتلصصون ليلا لسرقة السلطة بانقلاب والناس نيام هم آخر من يحق له الحديث عن الامانة والمصداقية . تفلتهم ضد الآخر المعارض يأتى عفو الخاطر ولا أحد يسألهم عن دليل. المثل الشعبى الذى يتحدث عن الذى دسّ المحافير من الذين جاءوا لمساعدته فى دفن جثمان أبيه ينطبق على القيادة السودانية فى موقفها من السيد المهدى واعلان باريس . يذكرون رفضى لصبر حزب الأمة الطويل مع الانقاذ ويذكرون تحديدا مطالبتى للحزب الفارس اهله ، قيادة وقاعدة بنفض ايديهم من ذل هذه العلاقة ، مقالاتى تحت عناوين ( خل عنهم ياحضرة الامام والزم سارية الجبل .) قالت الكثير الذى لا يحتاج الى مزيد من الشرح والاضافة . غير اننى اضيف اليها اليوم : ياحضرة الامام أعد لرئيس الأمر الواقع وسامه التايوانى والزم سارية الجبل ، والرهيفة تنقد!
|
|
|
|
|
|