|
بعد خذلانه للثوار السوريين ، ليس لدى اوباما ما يقوله لشعوب المنطقة ؟! السفير : على حمد
|
الشعوب العربية محتقنة الوجدان من مواقف الرئيس الامريكى المتقلبة تجاه الثورة السورية . فالرجل يبدل مواقفه تجاه الثورة السورية كما يبدل ربطة عنقه عند كل مناسبة. بدل موقفه الصارم الأول القائل أن لا مكان للأسد فى الوضع السورى الجديد لأن الاسد فقد الشرعية بسبب قتله للالوف من ابناء شعبه ، بدله بموقف مطاط يبحث عن حلول دبلوماسة سهلة وفق اطروحات لا تفرق كثيرا بين الضحية وجلادها . و هى حلول يستحيل العثور عليها فى ظل استئساد الدب الروسى على الثورة السورية بصورة استفزازية. بل و استئساده على الدولة القطب التى تبدو حبيسة فى قفص لا تستطيع مغادرته ، كما هى حبيسة الثورة السورية ، التى تحاصرها قوات الاسد بالاسلحة الروسية . ويحاصرها فيتو الدب الروسى فى مجلس الأمن. وزاد الطين بلة ظهور شبح القاعدة فى ركن قصى ، فتعطلت على اثر ذلك قدرة رئيس العالم الحر ، المرعوب بحكاية السلاح الامريكى واحتمال انتقاله الى يد القاعدة حال وصوله الى يد مقاتلى جبهة النصرة أو داعش ، لتصبح الثورة السورية ضحية خوف الرئيس اوباما من وجود القاعدة فى قلب الثورة السورية المتفرع من وجود تنظيمى جبهة النصرة وداعش . نحن العرب ، نتذكر كيف شرقنا بما سمعنا ورأينا للمرة الاولى من اطروحات جريئة من رئيس شاب ، بدت يومها لكثيرين من المراقبين الملمين بخبايا السياسة الدولية المعقدة ، بدت لهم اطروحات غير واقعية لأنها تستسهل الأمور بصورة تبعث على الخوف من واضعها والخوف منه. و قدر اؤلئك العارفين منذ الوهلة الاولى أن الرجل سيصطدم بمطبات سياسية قد يصعب عليه العبور فوقها بدون خسائر سياسية كبيرة تهد من صدقيته عندما يفشل فى تحقيق أى من تلك الاطروحات ( وهو ما حدث بالفعل ). وقد يكون اكثر الخاسرين هم الذين راهنوا عليه بوصفه المنقذ الذى جاءهم وعصاة موسى فى يديه . ونبه اؤلئك المراقبين الى التبسيط والتلقائية التى يتناول بها الرئيس الشاب قضايا دولية اكثر تعقيدا مما يتصور . لكن تلك الملاحظات المحذرة لم تحرم الرئيس الفصيح المنطلق مثل الريح من ترحيب الكثيرين باطروحاته المتفائلة ، لا سيما فى العالم العربى. فقد عبّر الرجل عن قناعات سياسية تختلف كثيرا عن قناعات اليمين الامريكى التى كثيرا ما جانبت بداهة المنطق. صحيح نظام الحكم الامريكى يقوم على أكتاف مؤسسات متخصصة كل واحدة منها تدلو بدلوها بعد دراسات متانية ، فيصبح القرار التنفيذى عند صدوره قرار مؤسسات متكاملة اكثر من كونه قرار الرئيس وحده . ورغم ادراكنا لهذه الجزئية فى النظام السياسى الامريكى ، إلا أن التأويل كان منصبا دائما على قناعة تقول أن مساهمة مؤسسة الرئاسة الامريكية فى بلورة القرار التنفيذى النهائى هى دائما الاكبر والاقوى ، ولا تتحداها إلا مساهمات المؤسسة التشريعية من حين لآخر . لهذا السبب فيمكن القول أن الرئيس اوباما هو الذى باع قضية الثورة السورية بسبب بحثه عن حلول دبلوماسية سهلة وغير مكلفة . وهى حلول قد لا يسهل الحصول عليها فى المدى المنظور فى ظل الانحياز الروسى الذى إن كان ضارا استفزازيا للثورة السورية ، فهو مهين للدولة التى اعتبرت نفسها منذ بعض الوقت الدولة القطب قبل أن يكشف الدب الغطاء والحجب . هواجس الرئيس الامريكى المبالغ فيها من فرضية وقوع السلاح الذى يرسله الى الثوار السوريين ، وقوعه فى يد حلفاء تنظيم القاعدة ، الذى تخافه امريكا خوفها من الموت الزؤام ، اضافت خدمة لا تقدر بثمن للسياسة الروسية . وقديما قيل أن الخوف هو المحرض الاقوى على ارتكاب الفشل . كلمات قصيرة تلخص كل ما تقدم نقولها للرئيس اوباما : لقد اضعت بترددك ثورة شعب مظلوم . واضعت على نفسك حب شعوب نحرت مشاعرها بشرا يوم فوزك الباكر. فى الحالتين كنت أنت الخاسر الاكبر .
|
|
|
|
|
|