|
الصيف العربى الحارق : ربنا يكضّب الشينة !
|
د. على حمد إبراهيم جوهر هذا المخطط يتركز حول فكرة تذويب أى قوة عربية مجاورة لاسرائيل فى المديين المتوسط والبعيد . و يتم تنفيذه على تمهل مدروس . و تستغل فيه بعض الكيانات الشعبية العربية المشحونة بطموحات اكبر من طاقاتها الذاتية المادية والفكرية سواء أكانت هذه الطموحات طموحات تفرد قومى او طائفى او ثقافى مشمول بغبائن تاريخية وعرقية و ثقافية واجتماعية تجعلها تقع بسهولة فى براثن هذا المخطط الذى يشحنها بالآمال الكاذبة و يمنيها بالنصرة والدعم و يغذى اندفاعها الموجه من وراء ستار كثيف لا تتبين معه انها تقوم بدور المغفل النافع والمفيد لهذا المخطط الاجرامى المدمر دون ان تعلم . البداية تكون فى البحث عن الكيانات التى تعتقد أنها تمثل المجموعات ذات الغبائن الطائفية ، و القومية والثقافية و الاجتماعية وهى غالبا ما تكون كيانات اقليات هشة التكوين والمحتوى المعرفى ومشحونة على الآخر بتطلعات اكبر من طاقاتها الذاتية ، ولا سبيل امامها لتحقيق أى من هذه التطلعات الا بالارتكاز على قوى خارجية اقدر منها سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا وثقافيا . ويمكن الاعتماد عليها فى توفير الاسناد والدعم المطلوب فى كل الضروب المتقدم ذكرها فى منحى سرى وحذر . ويعتمد المخطط اسلوب الشحن النفسى العنيف لهذه المجموعات والكيانات التى اختيرت لتكون حقل وادوات تجريب مرحلى. ويكون اسلوب تضخيم مظالم هذه الاقليات هو الاسلوب الانجح للحصول على الانجذاب السريع نحو مركز هذا المخطط الخفى . الغبائن الطائفية و الثقافية والاجتماعية هى اكثر مدعاة لتوفير المواعين الحاضنة لجرثومة هذا المخطط . بينما تمثل الشكوى من الفقر الحاضنة التى هى فى متناول الجميع . فالفقر السائب لا حدود له . وردود الفعل ضده لا حدود لها كذلك لاسيما وسط الجماعات التى تشعر ان فقرها مصنوع بفعل فاعل و ليس لقلة حيلتها العلمية والثقافية و الاجتماعية. العمل وسط الجماعات و الكيانات المتطرفة دينيا التى تعتقد أن عليها واجب دينى لتغيير محيطها الذى تعيش فيه كمرحلة اولى قبل الصعود نحو الهم الكبير الذى هو هم تغيير العالم القائم من حولها بالقوة المادية ان لم تنفع القوة الناعمة فى احداث التغيير المنشود هو أسهل انواع العمل و الاكثر اتيانا بالنتائج المطلوبة و فى اقصر الاوقات . هذه الجماعات المتطرفة تعتقد انها تمتلك كل المؤهلات الضرورية لتنفيذ مشروعها الحضارى الذى يعشعسش فى مخيلتها متى وجدت الداعمين الذين لا يبخلون عليها بشئ . ولا تجهد نفسها كثيرا وراء البحث عن الخيوط غير المرئية . الاستعداد الفطرى للاستجابة السريعة تكاد تشترك فيها كل الكيانات المتقدم ذكرها . هذه الكيانات والجماعات هى كيانات عذرية تصدق ان جهة ما يمكن ان تقدم دعمها غير المحدود كعمل انسانى خيرى لوجه الله الواحد الديان . ولا تجهد نفسها كثيرا فى البحث خلف الحجب الكثيفة مما يجعلها كيانات سهلة التطويع لكى تقوم بدور المغفل النافع وهى تحسب انها تحقق امجادا تاريخية ودينية وتاريخية لنفسها ولاجيالها القادمة . مثل هذه الكيانات السهلة القياد يمكن ان تكون اسلحة تدمير شامل فى يد عدو ماكر يملك كل القدرات لتدوير هذه الكيانات المسطحة. هل يتوجب على اجهزة الرصد الاستراتيجى العربية ان تعيد النظر فى دراساتها وتقييماتها لظاهرة داعش والنصرة والحوثيين. والامكانيات المدهشة التى فاجأت بها مؤيديها قبل خصومها. تذويب القوة العربية والاسلامية المجاورة للكيان الصهيونى بدأ بترتيب واخراج حروب صدام حسين ضد ايران والكويت ثم حل الجيش العراقى. و ها هى داعش تشرح اكثر بالواضح. هل صرنا على مشارف الصيف العربى الحارق . نحن فى السودان ندعو و نقول ربنا يكضّب الشينة. ونقول الآن : آمين.
|
|
|
|
|
|