|
السأم الامريكى من السودان ! على حمد ابراهيم
|
السأم الامريكى من السودان ! على حمد ابراهيم تنشب الازمة الاقتصادية فى السودان اظفارها فى رقبة النظام السودانى هذه الايام بصورة خانقة ، جعلت الخبراء الاقتصاديين السودانيين ، كلهم جميعا ، الموالين منهم للنظام ، والمعارضين له على حد سواء ، جعلتهم يحذرون بما لا مزيد عليه من الاشفاق من حدوث انهيار اقتصادى كامل فى البلاد اذا لم يتدارك النظام الوضع الاقتصادى المتازم بالاقدام على خطوة فارقة توقف اليوم وليس غدا الحروب الثلاث الدائرة الآن فى ثلاثة اقاليم هى اقليم دارفور ، و كردفان ، والنيل الازرق . وتهدئة الوضع المتفجر فى شرق البلاد و فى منطقة أبيى المتنازع عليها بين حكومتى السودان وجنوب السودان . وهى المنطقة التى لا تنتطح عنزتان حول حقيقة أنها قنبلة موقوتة ، تستعصى مسألة تفكيكها على كل الاطراف ذات العلاقة . نعم ، يجمع المراقبون والاقتصاديون على ضرورة ايقاف الحروب الدائرة فى هذه الاقاليم اليوم و ليس غدا اذا اراد النظام السئودانى أن يسعف نفسه وينقذ بلاده من انهيار اقتصادى وشيك بحسب رأى الخبراء المختصون . ولكن رد النظام السودانى على هذه التحذيرات لا يكاد يترك بارقة أمل لأهل السودان فى أن يروا نورا فى نهاية سردابهم المظلم الطويل . فقد خرجت حكومتهم عليهم باعلان حاد العبارات يقول انها قررت أن تفرض السلام على معارضيها بقوة السلاح بنهاية العام الحالى . واعلنت عن تسيير قوافل حربية اسمتها (السير الطويل ) لتنفذ حروبا طاحنة و شاملة فى الاقاليم الثلاثة بهدف وحيد هو فرض السلام الذى تريده بشروطها الحربية وليس بالتفاوض والتراضى على حلول قومية تنهى عقودا من الاقتتال والحروب التى لم تخلف الا الدمار والاحزان . ولا حظ المراقبون ان مدير عام جهاز الأمن هو الذى اعلن هذه القرارات وليس قائد الجيش السودانى ، الشئ الذى جعل المحللين المحليين والعالميين يعودون الى الحديث مجددا عن التململ فى صفوف القوات المسلحة من هذه الحروب السياسية التى تهدف الى الحفاظ على النظام الحاكم وليس على السودان المتبقى الذى تهدد هذه الحروب وحدته ونسيجه الاجتماعى . ومن هنا يجئ عدم اطمئنان نظام الفريق البشير لموقف الجيش و التعويل على قوات الشرطة والأمن وهى قوات مسيسة بدرجة اعلى من قوات الجيش . كان الشعب السودانى ينتظر اعلان مبادرة سلام جادة عوضا عن هذه المبادرة الحربية التى لا تكاد تتوفر لها أى فرص موضوعية للنجاح . و كان الأمل هو أن يدفع الرئيس بمهمة السلام المنشود الى حكومة جديدة ، ووجوه جديدة ، وبرنامج جديد ، لتنفيذ النقلة الجديدة المنتظرة . ولكن الاعلان عن توسيع النشاط الحربى فى الاسابيع القادمة دلق دشا باردا فى الآمال الساخنة التى كانت تموج فى القلوب التى فى الصدور المازومة . الغريب حقا أن تزيد الحكومة من رقعة مشاكلها المحلية و العالمية فى الوقت الذى بلغت فيه ازمتها الاقتصادية اعلى المناسيب وفجرت اضطرابات خلفت مئات القتلى فى شهر سبتمبر الماضى . وفى وقت شكا فيه وزير خارجيتها الى طوب الارض من اتساع تأثير العقوبات الدولية على بلاده بصورة باتت تهدد الاستقرار فيها . وتجئ شكوى الوزير على خلفية تجديد امريكا للعقوبات التى تفرضها على بلاده بصورة دورية. لعله من السخرية بمكان أن يضرب السودان اكباد ابله باتجاه امريكا على مدى ربع قرن من الزمن بحثا عن سلام يتصيده هناك و لا يجد غير الصدود ومع ذلك لا يقنع من امل فى امريكا . يحدث هذا رغم خدمات السودان الامنية الجليلة لليانكى الناكر للجميل. لقد وضع السودان كل بيضه فى سلة امريكا انتظارا للمشترى الامريكى الذى لا يأتى . لقد علم الجميع باستثناء الجماعة الحاكمة فى السودان أن حماسة امريكا للبضاعة السودانية قد اصابها الملل لأن السودان ظل يعرض نفس البضاعة المزجاة عاما بعد عام رغم اتفاقيات مشاكوس ونيفاشا وابوجا . كيف لا يلحظ السودان هذا الاعياء الامريكى تجاهه و هو اعياء لم تعد ملاحظته محتاجة لدرس عصر . ولكن قديما قيل المكتولة لا تسمع الصايحة ! نقلا عن الشرق القطرية *
|
|
|
|
|
|