دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
دكتور ابوالقاسم الجرافى الخبير الجيولوجى والبيئي السابق بالامم المتحدة يخرج من صمته ويكتب
|
العالم الجيلوجي الدكتور ابوالقاسم الجرافى من العلماء الافذاذ والمشهود لهم بالكفائة والخبرة فى مجال الطاقة حيث تقلد عدة مناصب رفيعة حيث كان يعمل خبير فى منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة فى باريس و مستشار لوزير الطاقة بعد انتفاضة ابريل. كتب الدكتور ابوالقاسم مقال فى صحيفة الايام تناول فيه نقاط مهمة تتعلق بحماية البيئة والجدل الذى دار اخيرآ حول وجود نفايات نووية فى السودان.
خبير جيولوجى وبيئي سابق بالامم المتحدة يكتب لـ(الايام) ماهو اخطر من التلوث النووي !
بقلم : د. ابوالقاسم الجرافي
لقد عبر الاستاذ وراق بصدق عن الموقف المخجل الذى اقحمت فيه وزارة الخارجية نفسها ومراكز المعرفة السودانية كافة بتصرفها المتسرع الذى دلل عن غياب تام لاولويات المعرفة العلمية عن الحياة في السودان وعن غياب التنسيق بين اجهزة الدولة وتقهقر الاداء الدبلوماسى والحقيقة هى ان الولايات المتحدة الامريكية ليست مسئولة عن انتشار وباء السرطان في السودان اذ اننا لا نستطيع ان نرصد للولايات المتحدة في العقدين الاخيرين غير تصرفين لم يتسببا في انتشار مرض السرطان الذى استشرى بطريقة خطيرة في الاونة الاخيرة على الاخص في الاقليم الشمالى وفي العاصمة وهما : 1- نشر في الثمانينيات ان الولايات المتحدة تقدمت باعتذار لحكومة السودان لان غباراً ذرياً قد مر بسماء السودان وان الرصد والتقصى برهن انه لا يسبب اي اضرار للسودان. اما قضية انتشار السرطان في السودان وعلى الاخص في شمال السودان تتطلب منا اهتماماً بالغاً لخطورتها من عدة نواحى : - اولاً : على حسب علمى ان احصائيات مستشفى الذرة في الخرطوم تتحدث بالاضافة الى حالات السرطان المختلفة عن حالات سرطان كسرطان الحلق تعرف بانها تنتج عن الاشعاع الذرى. - ثانياً : ان دراسة بيئية قدمها اثناء فترة الديمقراطية الثالثة 86/89 قائد السلاح الجوى للاكاديمية العسكرية الفريق على يوسف للحصول على دبلوم الاكاديمية العسكرية والتى قدمت ما استطاع الفريق على يوسف الحصول عليه من معلومات بالرغم من رتبته العسكرية حول دفن النفايات. - وان هذه الدراسة تشكك في الكثير من المعلومات التى قدمت وعن تكتم العديد من الجهات الرسمية وتجنبها تقديم المعلومات المطلوبة خاصة الاتفاق الذى تم بين جعفر نميرى واحدى الشركات الالمانية المتخصصة في النفايات لدفن نفايات باثنين مليار دولار في السودان. - وقد قيل ان الانتفاضة قد قوضت هذا المشروع قبل قيامه وقدم سمسارته للمحكمة ايام محاكمات مايو ـ الا ان تفاصيل هذه المحاولة وحقيقة احباطها ومقدرة الاجهزة السودانية على كشف مثل هذه الانشطة امر لا يمكن الفصل فيه في بلد استشسرى فيها الفساد بالمستوى المعروف وغابت عنه الشفافية خمسة عشر عاماً حتى الان. من منا يستطيع ان يستبعد دخول نفايات خطرة في براميل مكتوب عليها بالخارج انها تحمل اي محاليل كيمائية معملية (عادية) وتصدق عليها سلطات الجمارك التى لا تملك المعرفة العلمية لكشف النفايات الضارة ومن ثم تنقل الى الشمالية او غرب ام درمان وتدفن دونما رقابة الى ان تظهر اضرارها في وباء سرطانى. ولا غرو اذا كنا لا نحرك ساكنأً ازاء المواد المسرطنة التى تقع امام اعنيينا ومعروفة لدينا كل المعرفة : فمادة الاسبستوس مثلا المكومة في المصنع السابق لصناعة مواسير الاسبستوس الاسمنتية في الشجرة/الخرطوم والتى تقدر بعشرة الف متر مكعب وتلك الكومة في مصنع الاسبستوس في المنطقة الصناعية بالخرطوم بحرى والتى قدرناها بمائة الف متر مكعب ما زالت معرضة لتنقلها الرياح وتستقر في رئة المواطن يوميا. ونتيجة لنظام الرياح في منطقة الخرطوم لابد ان يتعرض لها كل المواطنين بدور فرز ـ بل تسببت بالفعل في العديد من حالات سرطان الرئة (Asbestoses) وادت الى حالات وفاة وقد حاول المتضررون رفع قضايا في المحاكم دون جدوى وتقدموا بشكواهم للصحافة التى لم تستطع ان تحرك ساكناً. والغريب ان سلطات البيئة قد استطاعت منع تصنيع الاسبستوس واوقفت المصانع ولكنها عجزت عن ان تفهم ان ترك الاف الامتار المكعبة في فناء المصانع تنقلها الرياح داخل المنازل يشكل خطراً اكبر من التصنيع اذ ان التصنيع يربط الياف الاسبستوس ويقلل من قدرة هذه الالياف على الدخول الى الرئة اما تركها في العراء كما هى عليه الان يسهل نقلها الى الرئة وكذلك لا يفيد دفنها في فناء المصنع كما نقل الى عن مصنع المنطقة الصناعية بالخرطوم بحرى لان ذلك لا يغنى عن معالجة خام الاسبستوس وتجنب آثاره الصحية الخطرة بطريقة علمية وينقله الى دائرة المياه. وثمة سبب آخر للسرطان يقع امام اعيننا وكأنه مقصود وهو عبارة عن الحفر الضخمة المكشوفة التى يرمى فيها مصفى الجيلى بقايا الكيماويات والفلاتر والتى بدورها تنتقل بواسطة الرياح الى جميع مواقع السكن في العاصمة الامر الذى يعكس قمة الاستهتار بحياة المواطنين اذ لا يوجد في العالم قاطبة مصفى يرمى ملوثاته بهذه الطريقية المستهترة ويتسبب في العديد من امراض الرئة والسرطان فقد درجت كل المصافى على بناء مكب علمى قبل تشغيل المصفى وعلى كل ليس غريباً ان تتصرف ادارة المصفى هكذا اذ ان المصفى نفسه قد بنى دون دراسة اثر بيئي EIA بل دراسة الاثر البيئي في السودان غير معروفة ولا تدرس في الجامعات حتى الان بالرغم من اهميتها القصوى، اما عن اصابات السرطان التى تسببها المبيدات والاسمدة والحشريات التى تدخل البلاد بلا رقابة كافية وتستعمل بدون تفتيش من قبل الصحة والارشاد الزراعى فحدث بلا حرج. (من سمع منا يوماً ان اي سلطة صحية حكومية جمعت نماذج خضروات من السوق وقامت بفحصها لمعرفة تركيز الكيماويات الضارة بها ؟؟) اضف الى كل ذلك المورد الكبير للمواد المسرطنة وهى المناطق الصناعية في المدن وعلى رأسها العاصمة القومية ـ اين تذهب المواد الخطرة التى تفرزها هذه المناطق الصناعية ؟ انها تذهب الى العراء والى النيل والى المياه الجوفية هل يعقل ان توجد عاصمة ليس بها مكتب علمى للمواد الخطرة ؟ وهل توجد عاصمة في الدنيا بدون نظام علمى دقيق لتجميع النفايات الطبية والتخلص منها بالحرق التام. فبدلاً من ان ننسج الاوهام ونلوم غيرنا، علينا ان نبدأ فوراً بمعالجة الموقف وذلك بالاتى : 1- انشاء مكتب علمى للمواد الخطرة ووضع نظام ادارة بيئية لاستلام هذه المواد من المصانع والورش ونقلها والتخلص منها بطريقة علمية. 2- التخلص اليوم قبل الغد من الآثار الضارة بايقاف انتشار الاسبستوس فوراً وذلك بتغطيته اليوم قبل الغد بمشمع بطريقة محكمة وبالعمل على التخلص منه بطريقة علمية باقرب فرصه والبدء بعد ذلك بتجميع كل مواد البناء المصنعة من الاسبستوس خاصة تلك التى تستعمل في سقف بيوت العمال في السودان وعلى الاخص في بورتسودان ومواقع منازل السكة حديد والكشف عن مئات الالاف من الاطنان التى قيل انها دفنت في فناء المصنع الآخر في المنطقة الصناعية ببحرى ومنعها من الاضرار بالبيئة. 3- مطالبة ادارة المصفى اليوم قبل الغد بجمع نفاياته المتروكة في العراء الحفر امام المصفى والاحتفاظ بها في حاويات داخل المصفى الى ان يبنى المصفى مكتب علمى لنفاياته. 4- القيام بمسح علمى في الشمالية بواسطة الجامعات وبمساعدة هيئة الصحة العالمية وهيئة الطاقة الذرية وبرنامج الامم المتحدة البيئي التى ستتحمس للمساهمة لتحديد اسباب هذا الوباء وللتأكيد من ان المنطقة خالية من النفاليات الذرية ولمواجهة الموقف. ارجو ان اؤكد بان اللوم في هذا التردى البيئي المريع المخجل لا يقع على وزير البيئة بعد ان وقف في المجلس الوطنى ورفض تقديم بيان عن انشطة وزارته بحجة انه لم يستلم حتى نهاية العام غير 10% من ميزانية الوزارة في الوقت الذى تساوى فيه هذه الميزانية المصدقة اقل من 10% من استحقاقات البيئة : ولكن اللوم وكل اللوم يقع على المواطنين وعلى الاخص الاكاديميين الذين لا يحركون ساكناً للتعبير عن رفضهم لهذه الفوضى وهذا التجهيل والفساد الذى اقعد اجهزة الدولة عن القيام بمسئوليتها والذى يسئ للسودان وحوله الى موضوع تندر وسخرية. ان هذا الخنوع وهذه الاستكانة تشكل خطراً اكبر من تلوث نووى امريكى حقيقى.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دكتور ابوالقاسم الجرافى الخبير الجيولوجى والبيئي السابق بالامم المتحدة يخرج من صمته ويكتب (Re: Alia awadelkareem)
|
الأخ سيف
سلام
Quote: ولكن اللوم وكل اللوم يقع على المواطنين وعلى الاخص الاكاديميين الذين لا يحركون ساكناً للتعبير عن رفضهم لهذه الفوضى وهذا التجهيل والفساد الذى اقعد اجهزة الدولة عن القيام بمسئوليتها والذى يسئ للسودان وحوله الى موضوع تندر وسخرية. ان هذا الخنوع وهذه الاستكانة تشكل خطراً اكبر من تلوث نووى امريكى حقيقى |
شكرا لك وهنا أود أن أقول أن المواطنين عموما والأكادميين خصوصا كلهم مشغولون فو التنظير السياسى وقليلون من الأكاديميين يستخدمون علمهم فقط لكسب الرزق وندرة منهم يحاولون وتتحطم محاولاتهم على صخور البروقراطية وجهل المتنفذين وحسد ومحاربة العاجزين من رصفائهم.
أسوق إليك مثال ببروفسير أحمد محمد الحسن وقد كان عندما يحاضر فى كلية الطب يجلس بعض أعضاء شعبة علم الأمراض ( وهو تخصصه) ليستمعوا لمحاضرته لأنه كان متجدد فى علمه ومحاضرته كانت فى كثير من الأحيان لعرض وتحليل ما توصل اليه فى أبحاثه. هل تصدق أن هذا العالم عندما ذهب لإدارة البحث العلمى بالجامعة, ووزارة الصحة لطلب التصديق له بالميزانية المقررة لأبحاثه كان ردهم أن أبحاثك لاتساوى ثمن الورق الذى تكتب عليه, فخرج وتلقفته دول الخليج التى إستقر بها فترة من الزمن. ومثال آخر عندما كان هنالك أصابات بالملاريا بصورة وبائية ولاتستجيب للكلوروكوين وكل المختبرات أثبتت أنها ملاريا وعمليا إستجابت للكينا وهى نوع آخر غير الكلوروكوين وبعد ضغط من الأطباء أرسلت وزارة الصحة الإتحادية فريق من المختصين بالملاريا. وعندما حضروا ودون عمل أى تحاليل أو أى مجهود علمى لإثبات أو نفى ما توصلنا إليه من تشخيص, قرروا أنها حالات فيروسية عابرة ورجعوا فى اليوم الثالث الى الخرطوم ليوفروا لوزارة الصحة عناء دعم الخدمات الصحية متحملين المسئولية بجهالة وظلم!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|