دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الجمهوريون: نطح السيا سة وشطح التربية: مقال للدكتور عبدالله على ابراهيم
|
هذا مقال للدكتور عبدالله على ابراهيم فى صحيفة الصحافة أتمنى ان يجد منا القراءة والتحليل السياسة والثقافة الجمهوريون: نطح السياسة وشطح التربية تمر في الثامن عشر من هذا الشهر الذكرى العشرين لاستشهاد الاستاذ محمود محمد طه على يد نظام نميري الآفل في 1985م. وقد تعرض بعض تلاميذ الأستاذ المرحوم لشئ من افكاري عن الحركة الجمهورية. وافتقد احدهم مقالة عنها كنت نشرتها منذ عهد بعيد عن منزلة الفكرة الجمهورية بين الفكرتين: الاخوانية الاسلامية والشيوعية. وقد رأيت إعادة نشرها هنا فلربما انتفع بها الناس والخير أردنا. خلافاً للحركتين الشيوعية والإخوانية فإن حركة الجمهوريين، التي أسسها المرحوم الاستاذ محمود محمد طه (1916 ـ 1985م) في عام 1945م، قد أعادت ترتيب ادوار السياسة والثقافة فيها بصورة عكسية نوعاً ما لما حدث في الحركتين المذكورتين. فقد خرجت الحركتان، الشيوعية والاخوانية، الى النطح السياسي الجهادي بعد هزيمة عناصرهما الداعية الى التربية وأسبقية التكوين الثقافي على تقحم النشاط السياسي. ففي عام 1952م خرج المرحوم عوض عبد الرازق في قلة من الرفاق على الحزب الشيوعي بعد ان ظفر استاذنا عبد الخالق بالنصر في حلبة الصراع الذي دار بينهما. وكان رأي عوض ان يولي الحزب التربية البروليتارية كل عنايته قبل أن يطرق ابواب الجماهير الواسعة الأخرى. وكان رأي استاذنا عبد الخالق ان التربية والثقافة مما سيحصلهما الحزب وهو يعلم الجماهير ويتعلم من الجماهير. كما خرج الدكتور جعفر شيخ ادريس وصحبه في 1969م على الدكتور حسن الترابي، ذي النفر الغزير والصولة في حركة الاخوان المسلمين، حين رأى الترابي ان يغلب السياسة على التربية، خلافاً لأصول حركة الاخوان المسلمين منذ عهد الامام البنا. خلافاً للحركتين الشيوعية والاخوانية بدأت حركة الجمهوريين سياسية خالصة، ثم عادت لتجعل السياسة في المقام الثاني بعد التربية. بدأت الحركة الجمهورية في عام 1945م بين خريجين من المدارس العليا ذوي ميول جذرية شعبية جهادية. لم يستحسن هؤلاء الخريجون الجهاديون تواطؤ مؤتمرهم، مؤتمر الخريجين وشيعه المختلفة، مع طائفتي الانصار والختمية بشأن الممارسة السياسية. فقد حزَّ في نفوسهم أن ينكص مؤتمر الخريجين، الذي اقتحم السياسة لينقيها من نفوذ الطائفية، على عقبيه، ليسكن الى زعماء الطوائف، وكان الجمهوريون الرواد، في قول الاستاذ الكبير محجوب عمر باشري، في كتابه النادر «رواد الفكر السوداني» زاهدين في تجنيد علية القوم والتجار، لأن لهم مصلحة في بقاء الاستعمار. ولذا عمد الحزب الى اسلوب المحاضرة في الشوارع والمقاهي واماكن اجتماع العامة واصدار المنشورات كي يسلك طريقه الى الشعب من غير وكالة الطائفية. وبعد سجن المرحوم الأستاذ محمود محمد طه في 1946م، تحول الجمهوريون عن هذا العمل السياسي القح الى جهاد سياسي مُسقى بالتربية الهادئة. فقد خرج المرحوم الاستاذ محمود بعد عامين من السجن رجلاً آخر ذا رسالة وتبعات هداية على شريعة الاسلام وقبسه. وقال الاستاذ محجوب عمر باشري عن الاستاذ طه في هذا البرزخ: أطلق «محمود» لحيته وأرسل شعر رأسه. وقد صفت نفسه وأوضح لانصاره ان الحزب الجمهوري حزب له رسالة وهي رسالة الاسلام الحق. وان محموداً قد كلف بهذه الرسالة وليس هو رسولا، فرسالة الرسول هي علاقة بين الله والرسول لهدي البشر. ولكن رسالة محمود هي علاقة العبد بالعبد. وطلب منهم ان يقسموا الا يشركوا بالله. وان يؤمنوا به وان يهتدوا بالاسلام ولا يكذبوا ولا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يشربوا الخمر، ولا يرتكبوا فاحشة محبة على ذلك. وقد حدثني حبيبنا المرحوم الشاعر محمد المهدي المجذوب عن هذا الاجتماع الجمهوري. وكان الشاعر حاضراً فيه وكيف انه تنصل عن البيعة واحتفظ بالود. وعاد الاستاذ طه يزور اهله في رفاعة، ولم يحفل بالجمهرة في رفاعة التي اعدت لاستقباله استقبال الابطال الاحرار مقاومي الانجليز. والتمس بتركه في «خلوة» مع النفس والعقل قضى فيها عامين. ورجع الاستاذ الى الخرطوم ليبني الحركة التي عرفها اكثرنا برباطة جأش وصبر، يثير المسائل الشائكة المركزية غير هيَّاب حتى لقي ربه من فوق مشنقة بيد دولة نميري الظالمة. ولم تكن الفكرة الجمهورية محض تربية كتلك التي نراها في بعض طرق اهل الله الصوفية. فقد كانت مشغولة بالسياسة الوطنية انشغالاً مسؤولاً. ولكنها جعلت التربية رأس الامر، وشغل السياسي وغايته في وقت معاً. فقد كره الجمهوريون سياسة مؤتمر الخريجين ومشتقاته حين رأتها حركات وحيلا لا منهجية لها ولا وقار. وانصرف أكثر هم الاستاذ الى العناية بتربية الجماعة الجمهورية كرسل تغيير وفتح. فجعل لهم «مسيداً» بمدينة الثورة يجتمعون فيه ويتذاكرون ويتحاورون ويعدون عدة الروح والعقل لخوض حرب المستقبل، يتدربون على الجدل وعلى الافحام فيه وعلى الحوار والصبر عليه وعلى النشر والتوسعة فيه، حتى بلغت مطبوعاتهم أكثر من مائة عنوان، جرى طبع بعضها خمس مرات، وصدر من بعضها 30 ألف نسخة. ووفر كل هذا لهم رياضة فكرية مستفزة لما تواضع الناس عليه. فاذا إطمأن الناس مثلاً على أن هناك ثمة «مشكلة جنوب» أزعجوا الناس عن هذا الكسل الى ان المشكلة حقاً هي «مشكلة شمال» وهكذا دواليك. وهذا طرح فلسفي يسوق الناس من عادة التفكير وحيد الجانب، الى التفكير الخليط المزلزل. وبلغت التربية عند الجمهوريين حداً رتبوا به نظاماً ميسوراً للزواج على سنة النبي صلي الله عليه وسلم تأهل به نفر منهم. وهكذا تخلخلت التربية مسام السياسة عند الجمهوريين يعدون انفسهم ليوم الفتح السياسي الاكبر. ولكن كما أودى النطح الجهادي السياسي المفارق للثقافة الى كساد جم في الحركة الشيوعية والاخوانية، فإن اعلاء شأن التربية مطلقاً على حساب الكياسة السياسية واعتبارات الجهاد واستراتيجياته وتكتيكاته، أدى بالحركة الجمهورية الى شطح كثير من مثل الذي راج عن سقوط صلاة عن الاستاذ محمود. فعلى غرابة الفكرة على عامة المسلمين، إلا انها مما يتداوله الصوفية في اروقتهم الخاصة بجد وانجذاب من غير تصريح. وتكأكأ خصوم الحركة الجمهورية عليها من باب هذا الشطح، وحصروها سادين المنافذ عليها الى العامة من الناس، حتى قتلوا الاستاذ وسموه «الذبح العظيم». وأخمدوا جذوتها بين صفوة المتعلمين التي تحلقت بالاستاذ محمود دهراً طويلاً. وخرج الحزب الجمهوري من لعبة السياسة والتربية معاً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: نطح السيا سة وشطح التربية: مقال للدكتور عبدالله على ابراهيم (Re: Saifeldin Gibreel)
|
شكرا يا أستاذ سيف الدين جبريل على نقل مقال الدكتور عبد الله علي إبراهيم.. كنت قد قرأته قبل عدة سنوات وضاع مني، داخل تجاويف الأجهزة.. وحمدت الله على أن الدكتور قد أعاد نشره هنا.. ولكني أذكر أنه في ذلك المقال تحدث عن نطح الشيوعيين السياسي أيضا.. وفي هذه النسخة أراه يتحدث فقط عن شطح الجمهوريين التربوي..
وددت لو أنه صحح معلومة صغيرة وردت في المقال خطأ.. وهي تاريخ ميلاد الأستاذ محمود.. ويبدو أن الدكتور الأكاديمي المحقق اعتمد على كتاب معين هذه المعلومة، وللأسف كان الكاتب قد أورد المعلومة خطأ... مع أن كتاب "محجوب عمر باشري" الذي ورد به تاريخ الميلاد قد خرج قبل عام 1985 وقد تعجب الأستاذ من كاتب يكتب في تاريخ ما يزال أصحابه موجودين ولا يأبه بأن يرجع إليهم بسؤالهم عن تاريخ ميلادهم!!!!!!
وسأترك الفرصة لمن عنده وقت من الجمهوريين مثل الأخ عبد الله عثمان الذي تكرم بإرسال هذا المقال إلي مشكورا يوم البارحة.. وكنت أود إنزاله ليقرأه الأخ مجدي إسحق في بوست "ياسر عرمان والأستاذ محمود" والآن سأضع وصلته هناك لأنني سأتخذ منه مقدمة ضرورية لما يدور بيني وبين الأخ مجدي..
وسلامي للجميع..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: نطح السيا سة وشطح التربية: مقال للدكتور عبدالله على ابراهيم (Re: Saifeldin Gibreel)
|
شكرا سيف على ايرادك للمقال وقد عجبت كيف يدخل د.ع.ع.ابراهيم الاخوان المسلمين في زمرة الفئات التي تبنت التحديث والحداثة ,ولم ينتبه الى الاضافة التي قدمها خطاب الاستاذ في محاولة تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة؟ وسأعود الى هذا الموضوع عندما يتاح لي الزمن للمساهمة في بوست العام الماضي عن حقوق الانسان في المجتمعات الاسلامية. وأصلا كنت ساناقشه لكن هذا المقال جعل من الممكن الاستدلال بالقطع على تجاهل عبدلله على ابراهيم لمساهمة الاخوان الجمهوريين والفكر الجمهوري في مشروع الحداثة والتحديث السوداني المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون: نطح السيا سة وشطح التربية: مقال للدكتور عبدالله على ابراهيم (Re: Saifeldin Gibreel)
|
sahafa 01/12/2005 كلام الناس الحراك الطبيعي في مواجهة «الهرج» نور الدين مدني
* في إطار «العصف الذهني» الذي تقوم به «الصحافة» عبر منتداها الدوري استمعنا الى محاضرة مهمة قدمها لنا الدكتور عبد الله علي ابراهيم الذي نختلف معه فيما يطرح، ولكننا نحترم تجربته وخبرته وما تراكم منها من حصيلة نأخذ منها ما نشاء ونرفض منها ما نشاء دون أن يفسد اختلاف الرأي الود الذي يجمع بيننا في بلاط صاحبة الجلالة «الصحافة». * وصديقنا عبد الله علي ابراهيم مغرم بالمصطلحات العجيبة ولذلك لم يكن غريباً ان يختار لمحاضرته مسألة «الهرج» كظاهرة سياسية واجتماعية تجسدها «اللمات» التي اشتهر بها مجتمعنا في الأفراح وفي الاتراح وبمناسبة وبدون مناسبة. * حدثنا عن «لمة» أهل بلدته عندما دخلت ماسورة المياه فيها، وعن «لمة» السودانيين في اميركا لإصلاح إطار العربة الذي «نفَّس» منتقداً هذه الظاهرة غير الحضارية، ودعا في محاضرته الى ضرورة استرداد روح التساؤل والتشكك المشروع، بدلاً عن هذه اللمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. * وحدثنا مرة أخرى عن «الرهق الخلاق» ولكنه اتهم «لمة نيفاشا» بأنها نتاج رهق غير خلاَّق خاصة مع استمرار العنف والدم ومحاولات الإقصاء والتصارع حول الكراسي، ودعا الى تعلم قيم التنازل ورفض التجاحد. * وقال الدكتور عبد الله علي ابراهيم إن حالة الهرج ذات طبيعة اجتماعية سياسية وهي حالة مستمرة عبر حكمداريات في مختلف العهود، عبود، ونميري.. ألخ، وقال اننا نتفادى جدل الهرج بنسبته للمراحل وأن المخرج من حالة الهرج يستدعي التركيز على الثقافة. * وفجأة غرق الدكتور عبد الله علي ابراهيم في لجة التحليل المادي للتاريخ وهو يتحدث عن المثقف الصفوي الذي يتجاوز الطبقات ويتعالى على الاثنيات والجهويات والقبليات ويشكل المثل الأعلى. وخلص الى اتهام من أسماهم بالطبقة البرجوازية الصغيرة بكل الكوارث السياسية في بلادنا واصفاً هذه الطبقة بأنها كالغول الذي له أكثر من رأس. * وعاد للحديث عن سياسة «التخريم» التي يعتبرها الدكتور عبد الله سمة من سمات الهرج سواء في حركة السير في الشوارع ام في الحركة السياسية حيث يلجأ المغامرون للتخريم عبر الانقلابات بدلاً عن التزام الحراك السياسي الطبيعي. * ولكن الدكتور عبد الله علي ابراهيم بدلاً عن ان يصل الى نتائج تعزز الحريات والديمقراطية دعا لاتحاد القوى الشعبية، ولصندوق لرعاية قدامى المحاربين، وكلها اطروحات مشروعة ولكنها ليست المخرج من حالة «الهرج» السياسي اذا صح التعبير. * إن اختلال المعايير وسقوط قيمة العطاء وتراجع القيم الفاضلة والنبيلة لا يمكن معالجته باتحاد القوى الشعبية أو صندوق قدامى المحاربين، وانما بترك الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي يتطور ديمقراطياً وفي الهواء الطلق وتحت اضواء النهار، بشفافية تامة وصدقية في التعامل مع الآخر عقدياً وفكرياً وسياسياً واثنياً دون أية محاولة للهيمنة او الإقصاء أو التهميش أو التقليل من وزنه او تضخيمه دون وجه حق.
http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=6&issue_id=517&col_id=7
| |
|
|
|
|
|
|
|