نعي أكثر ألما

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2013, 07:30 PM

hamid murahid
<ahamid murahid
تاريخ التسجيل: 07-17-2007
مجموع المشاركات: 283

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نعي أكثر ألما

    بسم الله الرحمن الرحيم
    " ن و القلم و ما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون و إن لك أجرا غير ممنون و إنك لعلي خلق عظيم فستبصر و يبصرون)
    -----------------------------------------
    ( ثم غمس قلم الإرادة في مداد العلم و خط بيمين القدرة في اللوح المحفوظ المصون
    كل ما كان
    و ما هو كائن
    و سيكون
    و ما لا يكون
    فسبحان ربك رب العزة عم يصفون ، ذلك الله الواحد الأحد فتعالي عم أشرك به المشركون)
    --------------------------------------------------
    " كل الأحبة يرتحلون فترحل عن العين ألفة هذا المكان"
    ---------------------------------
    عم صباحا أيها الصـقر المجنح
    عم صباحا
    سنة تمضي و أخري سوف تأتي
    فمتي يقبل موتـي
    قبل أن أصبح مثل الصقر صقرا مستباحا
    ---------------------------------
    بعدك، فقدنا القدرة على الحزن لشدة ما حزنا
    لكل الأصدقاء ، لكل الأحبة أبث حزني و ألمي لفقد أحب الناس ، أنبل الناس ، أصدق الناس , أشجع الناس في زمان قل أن يجود بمثله ،الأخ و الصديق الوفي الأستاذ العالم ، الأديب
    ميرغني عبد اللّه مالك أو ميرغني شايب
    كما يناديه بها كثيرون .....
    إنها لفاجعة كبري و خبر صاعق ... هل حقا ترجل الفارس المغوار؟ عرفته و هو إبن مدينتي (الأبيض) شاب ثاقب الفكر يحمل هموم الوطن و قد عرفته السجون و المعتقلات في عز شبابه فما تواني أو تخازل أو ضعف ، بل سار في درب سبقه إليه أشقاؤه . في وقت واحد كان أحدهم نزيل (شالا) و آخر في زنازين (كوبر) وميرغني يفترش الارض خلف قضبان سجن (الأبيض) أسرة عرفت بمناهضة دكتاتوريات العسكر فساروا على درب شقيقهم الأكبر المرحوم الاستاذ المناضل معتصم عبد الله مالك. ميرغني و بموهبته الأدبية الراقية قد عبر عن حال والدتهم و كم عانت من تفرق الأحباب و رحولهم في مقال منذ أكثر من ربع قرن و لحسن الطالع ما أزال أحتفظ به.
    تقطعت بنا دروب الحياة فكان تواصلنا عبر الهاتف و الرسائل فكنا نتبادل ما نكتب و كانه كان على موعد من القدر حين هاتفني مهنئا بزواج إبنتي رشا (خلاص يا حامد العمر سرقنا و بعد شويه حنقول ليك يا جدو .. ثم ضحك بصوته الدافيء الجهور .... نفسي كان أحضر الزواج و التقي بالأهل و الاحباب بس انت عارف الصحة بقت ما مساعدة )
    أصيب في مقتل حين رحل فلذة كبده و قد أفرغ حزنه في مرثية بعث لي بها و اليوم استعيد مطالعتها فأدرك ، بعد فوات الأوان ، أنه كان ينعي لنا نفسه.
    رحم الله أخي و صديقي ميرغني شايب و جعل المولي مثواه الجنة و ألهم أسرته و آله و رفاقه و أحبابه الصـبر الجميل و إنا لله و إنا اليه راجعون.

    مرثية الحلم الجميل
    ميرغني عبدالله مالك (شايب)
    علمتني الصدق الجارح ،وشفافية الأشياء دون ضجيج أو استعلاء ، وزاوجت بين الكلمة والفعل ، وتحررت من ازدواجية قاتلة ومقيتة . هنالك من يغازل الحقيقة كثيرا دون أن يفلح في الاقتران بها ، إلا انك قد اقترنت بها صنواً ونداً ، وقع الحافر على الحافر . أهداك برومثيوس قبساً من شعلته المقدسة ، فبددت بها العتمة ، وسبرت غور الأشياء والناس ، لكنك كنت تنوء بصخرة سيزيف .
    لماذا غادرتنا خلسة دونما وداع ، يا أخا الصفاء يا مازن . غمرني ذلك الشعور البغيض قبل رحيلك ، وأثقل على خوف غامض مبهم ـ صهيل الكارثة ـ لم أكن اعلم أن الفارس اثر أن يترجل ليمضي بعيدا في الغياب السرمدي . كان حدسي يشي بذلك ، وقد ناء صدري بحمل ثقيل،وأنفاسي متقطعة لاهثة .
    كنت في تلك اللحظة تقاوم حشرجة الموت وقرقرته ، وقد استأسد عليك . مسجياً على السرير الأبيض .أستعيد أوراق الغرفة 8 لأمل دنقل :
    عم صباحاً أيها الصقر المجنح
    عم صباحاً
    سنة تمضي وأخرى سوف تأتي
    فمتى يقبل موتي
    قبل أن أصبح مثل الصقر صقراً مستباحاً ؟
    وقد تقاطر على المستشفى رهط كثير ضاق بهم المكان على سعته . لا يعرفونك ، ولكنهم يعرفونك ، نقي السيرة والسريرة ، عفيف اليد واللسان (... نعف عند المغنم) ، في وقت أصبحت فيه المغانم بضاعة مزجاة على قارعة الطريق في المدن اليباب التي تعج بالنفايات وبالعقم . جلست إلى جوارك كسيراً مجروحاً ، وقد استبد بي الحزن ، هصرتني الفجيعة . شبح الموت يحلق فوقك ، وتناوشك يد المنون ، وأنا متأرجح بين الخوف والرجاء . أتوسل للعزيز الجبار في ضراعة واستجداء ، ولساني يلهث بالدعاء ، أن يعيدك لسيرتك الأولي ، قويا فتيا ، تمور بالصحة والعافية ، مفعم بذلك الفوران والتدفق . استعيد ألان حيويتك في التاكندو ، وتسيدك في ملاعب التنس ، أداء بارعاً يفيض بالحيوية وقد حصدت كأس المجمعات السكنية في مباريات حمى فيها وطيس المنافسة . كأسك ينتصب أمامي الأن كما تزينت الجدران بسجل نبوغك المبكر ( المنارات ، نجد ، مدرسة بلوريدش وجامعة تنسي ) . أغوص في عينيك الغافيتين ، أناديك ، ترخي السمع ، لكنك تذهب بعيدا في صمتك النبيل ، فقد أزمعت الرحيل . باسمك كان يبدأ حلمي . استصرخك " يا مازناه ... يا مازناه " ألا تنطفئ حتى تظل شعلة برومثيوس متقدة . كنا نسقط أحيانا من بؤر الكلمات الضحلة ، واللغة السقيمة والزمن اليباب ، وحين أراك ، يا وضاح المحيا ، ينبت في أيدينا نرجس الحياة ويخضوضر عشب الأرض . في تلك الغرفة التي تختلط فيها الأنفاس المتحشرجة برائحة العقاقير وهمهمة الأطباء ، وحفيف أجهزة الإنعاش وهي تواجه قلباً مثخناً أنهكه المرض وهده الإعياء وطول التنقل بين العيادات والمستشفيات في قارات أربع ، وأطباء يلهجون بلغات مختلفة . لكنه قلب أنعشه عبير الأمكنة وضمخته الأشياء الجميلة ، وأضناه الشوق والتوق لعالم ليس فيه متكأ لزيف أو أقنعة . هل كان بك مس من اليوتوبيا والفكر الحالم الزاهي كحال أبيك الذي بدأ رحلة خريف العمر ولم يحصد غير هشيم الأحلام الكبرى وانكسار المشاريع الإنسانية وسقوطها المدوي وهي التي صاغها فكر وردي محلق وجانح . هل اقلب البوم الخسارة لعباس بيضون في تلك الغرفة الموحشة ، وأشبه بالأقبية الرطبة ، الملبدة بغيوم الموت ومزن الرزايا ، داهمني إحساس مراوغ و جارف أن ما أراه أضغاث أحلام وكابوس مزعج سيمضي مدحورا ، والموت لن يهزم " فارس الحوبة" ، وستعود إلينا ، لتبعث فينا ذلك الإحساس المفعم بعظمة الحياة بنبلها وكيدها ، وشموخ الإنسان ، والأحلام اليانعة الصغيرة ، والشعور بالتفاؤل المديد و الوريف :
    " لا اعرف أيهما أكثر إستبسالا
    الروح أم الجسد ؟
    كلاهما كان يصهل "
    كلاهما خذلاني ، وكان شعورا مخاتلا وكاذباً ، لأن القدر أحكم قبضته ، وأنت بين حجري الرحا ، لا فرار ولامناص . أيقنت لحظتها أنك مفارق . أزمعت السفر وتتعجل الرحيل ، ونحن نستبطأه ، علنا نستزيد من نبوغك ووعيك الشقي المبكر ، نكمل مشوارنا معاً ، ونواصل ذلك الحوار الحميم والنبيل لنعيد للأيام بهاءها ونضرتها بعقل طفولي مشاغب ، ومبدع . " هل تسافر حتى تبتعد عن المكان الذي أنجبنا لترى الجهة الأخرى من الكون ، بحثاً عن طفولاتنا ، وعن ولادات لم تحدث بعد . تسافر حتى تكتمل الأبجديات الناقصة ، تبتعد كالشفق الذي يرافقنا ويودعنا "
    انفجر الحزن شلالات وانهارا ، وفاضت المآقي بدمع لا يكفكف " يا كمين بشر " "ودمع نازل كالمزن في الهملان " . ودخلت الرياض والأبيض والعيلفون " بيت الحبس " ، وارتاح الموت وهدأ إعصاره المزمجر حين أسكتك ، وكنت قبلها في " جفن الردى وهو نائم " .
    أبكيك أيها الحاضر الغائب ، يا ريحانة حياتي وخلي الوفي . في القلب لوعة وندوب ، وبالنفس جراح غائرة . أبكيك أيها الابن والصديق الحميم والهميم . معا تعلمنا حب مصطفى سيد أحمد حين أقام معنا في الرياض وأرملته الثكلى بثينة . مصطفى ، وبصوته الشجي الندي تدوزنا ( يا الدوزنت عصب الزمن الأشتر) . مصطفى الذي أنشدته عفاف الصادق " يا الكحلت عيون الدنيا بلون الغنوة ... يا الضفرت ضفاير إحساس الكلمة الحلوة " . عشقنا معا سيرة مصطفى ، نتسقط أخباره ، ونمضي معه في حله وترحاله ، وهو يشمخ في أعيننا . ملحمة في حياته وموته . أصبح غناؤه خبزنا اليومي ، ولنا غذاء الروح والجسد . كنت أكثر عشقا لمصطفى ، وأصبحت متيما كلفا بغنائه . غادر مصطفى مبكراً واقتفيت أنت خطوه . مصادفة أم تواطؤ غير معلن مع المرض والسقم . جمعت بينكما تراجيديا الكلى الفاشلة ومألاتها الكارثية . هل يرحل المبدعون والنابغون هذه الحياة المقفرة مبكراً ، ويتركون للآخرين جدب الأشياء ######طها . لا يبزك احد في حفظ تلك المقاطع البديعة والمفردات ذات الجرس العالي ، وهي مقاطع ومفردات استعصى فهمها على البعض لما فيها من ترميز وإيحاءات ودلالات ، وخطاب شعري جديد ، خرج على المألوف ، وتواطأ على العادي . سكنتك تلك الروح الجانحة دوماً لثقافة التسامح وقيمه لان في السودان متسع للجميع . هل كان محمود درويش صوتك المضمر ، وهو ينشد :-
    قد يجد الباحثون عن الجوهر البشري
    مقاعد كافية للجميع.. .
    هنا هامش يتقدم ، أو مركز يتراجع ،
    لا الشرق شرق تماما ، ولا الغرب غرب تماما ،
    فان الهوية مفتوحة للتعدد
    لا خنادق أو بيارق
    همست في إذني يوما بصوتك الندي الحميم أحد مقاطع مصطفى ، ونحن نجتاز ذلك البهو الفسيح بناسه (أو كما قال شاعرنا محجوب شريف (المكان بالناس )
    " غايتو أمشي في الدرب البطابق فيهو خطوك صوت حوافرك ".
    لم التقط إيماءات المفردة ومحمولاتها . هل كان في إذني وقر ؟ أسعفتني بالشروح لأنك تستبطن المعاني ، وتفك شفرة الالتباس ومعاندة المبهم ، ومشاكسة المألوف والتحرش بالعادي .
    كنت قمة في التسامح رغم عمرك الغض ويفاعة سنك ، وقامة سامقة في أدب الأختلاق وحوار الآخر . تعلمنا أن نكبح جماح الأنا المفرط ، ونحترم متعة الإصغاء للأخر المختلف . افتقدك الان في زمن الحيف والغشامة والغشاوة والعشى اليومي المزمن ونبكيك بدمع سخين.
    حزني كبير عليك يا مازن ، يا ثمرة قلبي ورمانة فؤادي . من ذا يدثرنا بريش حنانك ، ويزملنا بوشاح نبلك .
    " أن الرزية لا رزية مثلها: فقدان كل أخ كضوء الكوكب "
    ها هي الخنساء تبكيك وتذيع شيمك وكرم خصالك بين الناس .
    بعدك فقدنا القدرة على الحزن لشدة ما حزنا ، وفقدنا القدرة على البكاء لشدة مابكينا كما قال دوريش في وداع أستاذه ورفيقه أميل حبيبي صاحب " سداسية الأيام الستة " وسعيد أبو النحس المتشائل ".

    فلترتقي مكانك بين الصديقيين والشهداء ، وليسبغ عليك الله شأبيب الرحمة.

    ميرغني عبدالله مالك ( أبو مازن )
                  

03-15-2013, 07:22 AM

الطيب عبد الرحيم خلف الله
<aالطيب عبد الرحيم خلف الله
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 1030

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نعي أكثر ألما (Re: hamid murahid)

    أللهم أرحم الفقيد وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك
    أللهم أكتب أجره وأرفع منزلته في أعالـي الجنان
    وأحسن الله عزاؤكم أخي حامد وخفف مصابكم وأحزانكم
                  

03-15-2013, 09:23 AM

كمال سالم
<aكمال سالم
تاريخ التسجيل: 02-13-2008
مجموع المشاركات: 4786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نعي أكثر ألما (Re: الطيب عبد الرحيم خلف الله)

    كلام من القلب وإلى القلب .
    أحسن الله العزاء أخى حامد وللفقيد الرحمه والمغفره .
    أين أنت يا رجل ,, تحياتى ,
                  

03-15-2013, 06:19 PM

hamid murahid
<ahamid murahid
تاريخ التسجيل: 07-17-2007
مجموع المشاركات: 283

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نعي أكثر ألما (Re: كمال سالم)

    العزيز كمال ،

    تحياتي و أحسن الله عزاءكم
                  

03-15-2013, 06:17 PM

hamid murahid
<ahamid murahid
تاريخ التسجيل: 07-17-2007
مجموع المشاركات: 283

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نعي أكثر ألما (Re: hamid murahid)

    الأخ العزيز الطيب ،
    تحياتي و تقبل الله دعاءكم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de