تغريبُ الشَّوْلة !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 10:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2013, 02:15 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تغريبُ الشَّوْلة !

    تغريبُ الشَّوْلة !
    شاذلي جعفر شقَّاق
    [email protected]

    هدوء الأنفاس التدريجي وصل محطَّة الاستكانة مثل عربةٍ أُوقفتْ ماكينتُها وسُرِّحتْ مكابحُها لتقطعَ مسافةً بقُوَّةِ دفعِها فتستقرّ هنـاك في أرضٍ مسطَّحةٍ بين نهرين مَوْسِمِيَّيْ الاستقامة ، يعْشَوْشِب مُلتقاهُما الذي يطوّق جزيرةً مُستهدِفةً رابيةَ المَرْأى ..من وراء تلال المدينة الخضراء وكثبان رمالها العذراء ومنعطفاتها المضمَّخة بالاشتهاء !
    الهدوءُ الذي يعقبُ العواصفَ العنيفةَ يُبايعُ – تحت شجرة الأبجورة – الصمتَ الذي يخلُد لثلاث أرباع استلقاءةٍ على وسادةِ الذراع ورُبع التفافةٍ جانبيَّةٍ بعُنق الخَدَر الهامس المشفوع بنظْرتين فاترتين تتبادلان الامتنان بلا حِراك سِوى أزيز المُبرِّد الخفيت وحفيف الستائر الخفيف وظلالها السَّكْرَى التي تتهادى بين حانة الرؤية وأزِقَّةِ الإغفاءة المتهدِّلة الأهداب .. بنفسج الجدار الغامض بالتمازج مع أحمر الأبجورة الصارخ يكوِّنان حزبَ (التماهي ) المتحرِّر من عُقدةِ التوحُّدِ .. المتحلِّل من مخيطِ التنافُر ..باب خزانة الملابس الموارب يمُدُّ لساناً قُرمُزيَّاً أنْ هاكَني – متى ما شئتَ – ولا تحيد ..!مِشجب الملابس الذي يرتدي بُرقعاً وقد انتبذ رُكناً قصَّياً يبدو كأنَّه مُخبِرٌ سِريٌّ يسترق السمْعَ والبصَر على حدٍّ سَواء ..رائحة العطر الباريسي الشهير وقَّع مع كُتلة العطور الشعبية الأخرى ميثاقاً أسموه (هل من مزيد) .. وشاح الجدارة .. نوَط الكفاءة ..الخدمة الطويلة الممتازة ..قُنِّينات مختلفٌ أشكالها ..مراهم تجميل .. مِرْجَل كهربائي ..صورةٌ لزوجين متخاصرين تحتلّ منضدةً صقيلةً .. إطارُ الصورة المذهَّب مربَّعٌ متساوي الأضلاع ، يبدو للوهلةِ الأولى أنه تقليديٌّ إلى حدٍّ ما ، ولكن بمزيدٍ من التدقيق تتجلَّى الأهرامات والمعابد بالداخل ، والمكعَّبات والدوائر والخطوط المتقاطعة مما يشي بحجم الجهود التي بُذلتْ لاحقاً لبقاء الصورة كما هي في نظر الرائي لا في نظر القاطنين داخل إطارها كلَّ هذه السنين بلا حراك !
    تحسَّستُ جيبي ، وإن شئتَ الدِّقَّةَ موضعَ جيبي لا لأخرجَ منه أو أُدخل فيه شئياً ولا ينبغي في تلك الطقوس المتسامية فوق أسوار الزمان المحدود ، المُتأفِّفة من لغة الساعات والدقائق إلا بمقدار متوالية يُولج الليل في النهار ..إنما لأرى كم أنا غني وفقيرٌ في الوقت ذاته ؛ غنيٌّ لأنِّي وجدتُ مفاتحَ ذاتي بين يدي مِغلاقها الذي لم تره سابقاً وهو يجوس بين أروقتها ودهاليزها وباحاتها وحدائقها السريَّة وظلالها الراقصة وأرائكها المبثوثة ! وفقيرٌ لأنِّي لا أجد مُتَّسَعاً من العمر يفي بالحدِّ الأدنى من التمكين لحزب (التماهي ) من سُلطة العـقل !
    حاولتْ أن تُعيد خُصلتها الجامحة إلى أترابها غير أنها ازدادتْ نفوراً ورفْرفتْ كلافِتَةٍ يدويَّةٍ تُعلنُ بُغضها لسياسة القطيع ..تأوَّهتْ بمُتعةٍ باديةٍ على وجنتها التي لم ترسمْها ابتسامةٌ أو مشروع ضحكة في بداية تكوينها ، إنما نتجتْ عن ذمَّةِ شفتين عجزتا عن قول كلمةٍ .. ففي بعض المقامات يُصبح احتكار الكلمة والاسئثار بها ضرْبٌ من ضروبِ الحكمة النسويَّة أو المضاربة العاطفية !
    لا يُراودني أدنى شكٌ في أنها تسترجع – ساهمةً – تاريخنا الحديث من الألف إلى ياء هذه الجولة ..وأنا أيضاً هناك !
    عندما قرأتُ قصتي القصيرة (غياب ) في ذلك الأصيل الخريفي البديع تململ الكثيرون من الحاضرين ، بل شرع بعضهم في معاقرة الاتصالات الهاتفيَّة ، لا مَلَلاً– وفق ما عرفتُ لاحقاً – من سماجة النص ، إنما محاولةً من بعضهم لملء هذا الفراغ الذي سُلِّط عليه الضوء ! تنحْنح الناقد الأكاديمي .. تثاءب ..تمطَّى ..فرقعتْ عظامُ ظهرِه ويديه . هرش شعره وإن شئتَ موضع شعره ..خلَّل لحيته التي يُطلقون عليها (دعونا نعيش) ..ثم استبدل نظَّارته بأخرى ، و قال : إنَّها لطلاسمٌ وكفي ! ..قال آخر : لستُ مع الأحكام الاستباقية أو المُغرضة أو التي تهدف إلى تلميع صورةَ قلمٍ على حسابِ قلمٍ آخر ،وهذا لايتأتَّى بالطبع إلاَّ أن يبخسوا الناسَ اشياءَهم ! وسكت !
    في تلك اللحظة كانت عيناها مثبَّتتين على موضعٍ محدِّدٍ في النصّ ..ثم لا تلبث أن ترفع رأسها مثل مذيعي نشرة الأخبار في ذلك الزمان ما قبل (البروجوكتور ) لنتظر إلى موضعٍ محدَّدٍ في الفراغ .. ذقنُها مستندٌ إلى إبهامها تُظهر منه ثلاثة أرباع بينما يغوص ربعه الأسفل
    في تلافيف التأمُّلِ المبتور والاستقصاء المقصوص ..! كلَّما التقتْ عينانا ؛ أصلحت من شأن ثوبها ..تحسَّستْ نحرها وهو تحت ظُلماتٍ بعضها فوق بعض ، ضيَّقتْ الخناق على عينيها اللتين من أيِّ زاويةٍ نظرتَ منها إليهما ؛ أسفرتا عن وجود حقولٍ دلاليَّةٍ جديدة .. أشارتا إلى تغليب احتماليَّة وجود مُدُن أثريَّة في بؤبؤيهما .. مطالع قصائد لم تكتمل .. قصص وحكايا وأسرار متبرقعة بالكتمان ..تُرى ما قصَّةُ النُّدْبة الصغيرة التي تبدو كمنارة بحَّار تائه في بحرٍ لُجِّيٍّ يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ يطمس معالم الطريق إلى أو قُل يفتح بوَّابات التأويل صوب سماءٍ رحْبة رغم النافذتين الصغيرتين التين تبدوان كمدينتين صاحيتين لتوِّهما بإيعاذٍ من فجرٍ مطير على سجّادٍ استوائي ممعنٍ في الخضرة ..كلَّما ضاقتْ دائرةُ المعطيات ؛ اتسعت دائرة الاجتهادات لا كتشاف عوالمَ لا حصر لها لعينين تتشكَّلان وفق مقتضى الكلام ولغة الجسد !
    قالت : القصةُ تقول على أربعة مرتكزات ؛ الحاضر الغائب / الغائب الحاضر ..الحاضر الحاضر / الغائب الغائب ..وفي كلِّ ضلعٍ من هذه الأضلُع المتساويةِ دورٌ في تغييب الوعْي مع سبْق الإصرار والترصُّد من قِبَل الكاتب الموهوم باسقاطاته الأيدولوجيَّة الباطلة !
    بعد أن قضي الأمر الذي فيه يستفتون وانفضَّ السامرُ ؛ تقدَّمتُ نحوها وقلت : يا أستاذة .. غير أنَّها لم تعِرْني اهتماماً ، مثلما هي الآن تسْبَح في ملكوت اجترارها للغائب الحاضر ، مُتخمةً بالحاضر الحاضر ..عيناها تخاصران الغائب الغائب ، ويدها تجوس على صدر بيتِ شِعرٍ حاضرٍ غائب ! قلتُ وأنا أحاول استردادها بعبارة من قصة (غياب) :أنا تائهٌ في قريةٍ صغيرةٍ كشولةٍ في حاشية المتْن ! هنــا تدلق ضحكةً لا تشي بأنها أفاقت فحسب ، بل تزمع القيام بأمرٍ أعرفه جيِّداً وهي تقفز من داخل النصِّ عاريةً إلاَّ مِن قُصاصة مثل سمكة ألقتْ بنفسها خارج الماء على رمل الشاطئ لتقول : بل كشامةٍ على بُعدِ شِبرٍ من تلك المدينة الباهرة الرابضة عند مُلتقى النهرين الموسميَّين !




    الوفاق – الخميس – 28/2/2013م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de