|
|
 هل يراعي دين الاسلام الذوق العام والتلطف؟
|
Quote:
مما جاء به الشرع الحنيف التلطف وحسن المعاملة ومراعاة المشاعر والخواطر, وفيما يلي بعضاً من هذه النماذج التي راعت هذا الجانب من حياة الناس وتعاملهم مع بعضهم, اقتطفناها لكم من محاضرة للشيخ المنجد - حفظه الله - :
- يوسف عليه السلام لما حضر اخوته عنده قال: { إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} [يوسف: 100]ولم يقل الذي أخرجني من الجب , لأنهم هم الذين رموه في الجب , لكن مراعاة لهم فلم يرد مواجهتهم ..
كذلك فهو لم يرد إحراجهم فقال:{ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي } [يوسف:100] فعزى الأمر للشيطان مع أنهم هم الذين باشروا ايذاءه.
وقال كذلك: { وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ } [يوسف:100]ولم يقل وجاء بكم من الجوع والنصب والفقر حتى لا يظهر منته عليهم.
- نبينا -صلى الله عليه وسلم- لما قال: " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس" وذلك مراعاة لشعور هذا الثالث كما بيناها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله " من أجل أنه يحزنه " وقس على ذلك ..
ويدخل فيه أيضا من جهة المعنى أن يتكلم اثنان بلغة أجنبية لا يفهمها الثالث في المجلس.
- وقوله -عليه الصلاة والسلام- : " لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه " مراعاة لشعور من سبق إلى المكان..
وقال: " وإذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به " يبين أن الذي سبق له حق في حالة أنه قام لغرض يسير, أما إذا طال غيابه سقط حقه.
- إكرام ذي الشيبة المسلم وتوقير الكبير " ليس منا من لم يوقر كبيرنا " وفي رواية " يجل كبيرنا " وجاء في الحديث " كبر كبر " في الكلام في المناولة في الإمامة عند تساوي الفضائل الأخرى .. إذا تساووا في الفضائل الأخرى فأكبرهم سنا.
- صاد صحابي صيدا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم فقدمه إليه، فرده النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن من عادته رد الهدية فرؤي ذلك في وجه الصحابي ، فلم يتركه النبي -عليه الصلاة والسلام- وعلل ذلك مطيبا خاطر الرجل بقوله: " إنا لم نرده عليك إلا أنا حُرُم " فالمحرم لا يصيد ولا يأكل ما صيد من أجله.
- مراعاة حال صاحب المنزل في الشريعة, { فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ } [الأحزاب: 53], لأن ما يضايق صاحب المنزل يجتنب, فلما جاؤوا في عرس النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكلوا وجلس بعضهم وما قام رغم محاولة البعض منهم إشعارهم بضرورة القيام, قال الله عزوجل: { إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}[الأحزاب:53].
- الضيافة ثلاثة أيام فما زاد عن ذلك فهي صدقة ، قال في الحديث: " ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه " فلا يجوز أن يضيق على هذا المكرم الذي أضافه ، فلا يزيد عن هذه الثلاثة.
- مراعاته -صلى الله عليه وسلم- لمشاعر المخطئ ، الذي جاء فبال في المسجد من جفاءه وجهله فقاموا عليه فنهاهم النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم علمه قال: " إن هذه المساجد لا تصلح لمثل هذا البول ولا القذر وإنما هي لذكر الله عزوجل والصلاة وقراءة القرآن " فهذا الصحابي الذي حدثت له القصة يرويها بنفسه بعد ذلك فقال: فلم يؤنب ولم يسب ، فالإنسان لو ترك أمرا واجبا عليه ربما إذا نبه بطريقة صريحة أمام الناس يتأذى فاستعمل الحيلة الطيبة .
- عطس رجل عند ابن المبارك ولم يحمد الله ، فقال ابن المبارك للرجل: ماذا يقول الرجل إذا عطس؟ قال: الحمدلله ، فرد عليه ابن المبارك: يرحمك الله .
- نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن إحداد النظر إلى أصحاب العلة وقال: " لا تحدوا النظر إلى المجذومين " ، وهذا من الأدب لئلا يحرجه ، والذكر الوارد في رؤية المبتلى : " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا " لا يقال جهرا لئلا يحرج صاحب العاهة, إلا إذا كان صاحب الرجل يعمل منكرا أمام الناس فيقولها جهرا ليحرجه.
- الأشياء المخجلة إذا كانت مباحة ليست حراما لكن تُخجل الإنسان يتعاطى معها بكامل الدقة حتى لا يسبب الحرج : مثلا جاء في الحديث: " إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف " كأنه حصل له رعاف أثناء الصلاة وذلك حفظا لشعوره.
- مراعاة الشعور في الإسلام حتى شعور الطفل !. سجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- مرة فأطال السجود فقلق الناس ورفع بعضهم رأسه ، فسألوه بعد الصلاة حدث أمر؟ أُوحي إليك؟ فقال: " كل ذلك لم يكن ، ولكن ابني ارتحلني ، فكرهت أن أُعجله حتى يقضي حاجته ".
- مراعاة شعور أصحاب المهن الضعيفة والمستويات الاجتماعية النازلة ، يقول -عليه الصلاة والسلام- : " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين" لماذا؟ لأنه هو الذي طبخ وتعب .
- الذين يقام عليهم الحد الشرعي تراعى أحوالهم ، فمرة أقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحد على شخص وأمر الناس بجلده, فتلفظ عليه أحدهم وقال: أخزاه الله ، لعنه الله ،ما أكثر ما يؤتى به ، فنهاه -عليه الصلاة والسلام- .
- مراعاة مشاعر الأم من أجل طفلها ، قال -صلى الله عليه وسلم- : " إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكاءه" .
- حديث " لا تسبوا الأموات " لماذا؟. قال في نهاية الحديث في رواية مهمة : " لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء " فقد يكون الميت يستحق السب, لكن له أقارب يتأذون.
- شعور البنت الحيية التي تقدم على الزواج وليس لها سابق عهد ، قال: " لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن ، قالوا يا رسول الله كيف إذنها؟ قال: أن تسكت ", إذاً سكوتها كافٍ.
- وهكذا الإمام يراعى في تطبيقه للسنة ولا يعنفه المأمومون ، وأيضا هو يراعي السنة ويرأف بالناس ولا يطيل عليهم.
|
|
|
 
|
|
|
|
احمد سيد احمد
وليد التلب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست