ومريمُ صبيةٌ ذاتَ تقاسيمَ "متقنةٍ" وسذاجةٍ فادحةْ تُخفي لوناً جميلاً تحت (طلاءٍ) أسمرٍ دهنتها به رابعةُ النهارِ من فرط الرفقة الطويلة.. ومريمٌ : أمسيةٌ دافئةٌ يفوح منها "طعمُ" زنجبيلٍ لاذعٍ ونغمٌ أشبهُ بتهويدةٍ علي "فراش" طفل.. ومريمٌ: زهرةٌ نديةٌ أهدتها المدينةُ كلَ قسوتها وأحزانها بإسراف ، وأغدقت عليها بكل ِ"بؤسٍ" شوارعُها..
نقابلها في كل مكان ونحدق فيها لثوانٍ معدودةٍ تماماً كإشارات "المرور" الحمراء ثم نمضي إلى "أسرتنا"الدافئة!
"صفعني" بؤُسها وأنا أرتشفُ كوبَ قهوةٍ فضاع مني طعمُ "السكر" وربتت "براءتُها" علي كتفي ذات نهار "فاقع " وباعتني مناديلاً ورقيةً بثمنٍ بخس.. مريمُ ئ: أغنيةٌ شجيةٌ عزفتْ لحنَها الظروفُ "العصية" على أصابع "البيانو"السوداء! مثلها مثل الآف الأطفالِ في بلادي يعاقرون علب"الورنيش" ويتقاسمون ضحكةً بريئةً ورغيفَ خبزٍ "جاف" تحت سقف "مجرى" أو علي صندوق قمامة بعد أن لفظتهم قسوتنا علي رصيف الأسفلت الساخن..ينتهرهم بعضنا ويجود عليهم البعض الآخر بقطع نقدية صغيرة لا تسمن ولا تغني من جوع.. مريمُ في كل ركنٍ وفي كل ناصيةٍ وفي كل فجٍ حزين.. رجاءً من يقابل منكم مريمَ أو اخواتها فاليرأف بالوطن! وألقاكم.....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة