من دفتر مجنون !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2013, 10:43 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من دفتر مجنون !

    من دفتر مجنون !
    شاذلي جعفر شقَّاق
    [email protected]

    ألقيتُ القبضَ على اللحظةِ الهاربة في أحد أزِقَّةِ الحواري العتيقة ..وإنْ شئتَ الدِّقَّة استوقفْتُها على حين غِرَّة من أمرِها ولم تُبْدِ أيَّ مقاومةٍ أو محاولةٍ للهَرَب مرَّةً أُخرى .. ولكن قبل أن أضع القفلَ على مِعْصَمَيْها اللذيَن لا يحتملان النَّدَى ؛ تمَّ اختطافي من قِبَل مُلثَّمين ، لا أزالُ في قبضتهم !
    الحقيقة لم أكُن أدري أنَّ حريَّتي رهينةٌ بالتخلّي عن اقتناص اللحظات الهاربة ، سيَّما وأنِّي لا أحملُ - في مِخلاةِ عقلي - فَخَّاً قط .. ولا أناصب أحداً شِراكاً في وديان الخيال منذ أن خرجتُ من خاطرتي البِكْر في ذلك الفجر المُراهق وأنا أتأبَّط خُفَّيْ حنيني ، ماشياً على أمشاطِ ظِلِّي ابتغي موعداً مع قصيدةٍ عصماء في بيت الخليل ! ولمَّا تحوَّل بفِعلِ فاعلٍ إلى غُرفةِ أشباح تصطفق أبوابُها وشبابيكها وتصطرع أثاثاتها – في ذلك الضُحى الدامس – وتتهاوى جدرانها إثرَ العُواء الرابض فوق الأسوار الخارجيَّة ، لم أجِد مناصاً من التسلُّلِ عارياً إلاَّ من إزارِ تفعيلةِ بحر الكامل !
    ولكي أدرأُ عنِّي شُبهةَ التلبُّسِ بالقريض القاتل الذي يجلب الوِتْر والإقصاء ربَّما أو الإخصاء ؛ طفقتُ أقول ما لا يُفهَم من همهمات وغمغمات وإشارات تشي باختلال البوصلة ، بل تُحْملُ العقْلَ الجمعيَّ على آلةِ التأويلِ الحدباء لا ليرى العُرْيَ والحفاء ، ولكن ليسمعَ وقع أقدام المُشيِّعين !
    كلَّما بعُدت عن موقع الحدث الجفرافي أو التاريخي ؛ ازْدد قُرباً من رقيبي ، من ظِلِّي اللصيق الذي أدوسُ عليه بقدمَيَّ الحافيتين عند هذا الزوال الكئيب ! أسيرُ دونما وجل .. فيفسح لي الآخرون ويفتح لي بعضُهم آذانَهم وأفواههم ليأخذوا الحكمة أو ما يدغدغ وجدانهم ، ويخاطب أشواقهم ويُنفِّس عن كُرباتهم ، ولو كان ذلك على لسان مَن رُفع عنه القلم أو قُل نُزع منه القلم !
    إذا ما بلغ منِّي الجهد والرَّهَق ؛ اجلس أنَّى شئتُ لأخربشَ بإصبعِ الوُسطى مُطلْسِماً الأرضَ كما ينبغي لدجَّالٍ أو رمَّالٍ لا يعنيه شكل الخطوط بقدر حبْكةِ النتائج المُسبقات وقراءة ما يدور بخلَد الواقفين حوله !
    أمَّا إذا أزِفَ الإيابُ إلى اللامكان وآذَّن مؤذِّنُ الرحيلِ من المقيل ؛ تأبَّطتُ رواحي لأقذَّ السيرَ حثيثاً كَراوٍ يحمل الحلوى والعلقم .. الآمال والآلام .. الدموع والابتسام ..البُشريات والمشانق لأبطاله المتكدِّسين في المحطَّات ..اللاهثين خلف المركبات ..الراكضين بلا أقدام .. الدامعين بلا عيون .. الصارخين بلا ألسُن ..المُنْتطحين على مَكبِّ القمامة والنفايات ..الراكبين الفارهات ..الخانسين في المُتنزَّهات ..الخاشعين على موائد السُحْتِ .. الشاربين من دماء الفقراء والمساكين !!
    أراهم جميعاً ولا أرى منهم أحداً ..اسمعهم جيِّداً ولا أفهم منهم شيئاً ..لا ..لا .. بل كنتُ أعِي جيِّداً ما يدور في عالمهم وأعلم الكثير من بواطن الأمور والتي لو علموها لأصبح جُلَّهم في مقامي هذا !
    الآن ينحسر المدُّ البشريُّ والليلُ يُرخي سدولَه . الآن تتبدَّى الخلوةُ كعروسة جنِّ تنتظر عرسها منذ آلاف السنين على (حُفرة طلح ) في وادي عبقر ..رياحُ الشتاءِ لها فحيح أفعى .. طقطقة كراتين الشمَّاسة والشحَّادين ..سعال المرضى والمجانين .. هسهسة الأكياس المتطايرة .. عطن مخلَّفات السوق .. المصطبة باردة ..ولكني لا أبالي ..أسمالي لا تقيني البرد غير أنِّي لا آبه .. أمعائي تصرُّ كسرير متهالك تحت وطأة حمْلٍ ثقيل .. ! لا شئ يشغلني ..لا شئ أخشاه .. لا شئ أخشى عليه ..لن أبحث عن جنْبٍ مُريح ..لن أرهقَ بصري بالنظر ، لا إلى السماء ولا إلى الأرض ..سأنام مباشرةً دون أية مقدِّمات ..طفولتي اللاهية .. منزلنا الصغير ..شجرة الليمون ..عجلة أبي الرالي ..رائحة أُمِّي ..اللبن المحروق ..ضفائر سلمى ..دفتر الشعر القديم ..إبني الوحيد ..رسوماته البديعة ..لثغته الجميلة ..الصباح الهادئ ..الحارة العتيقة ..الاشتجار بين المغرفة التي اختلستْ حبَّتين من الفول المصري والزبونة السليطة اللسان ..الزبونة استخدمتْ الأنياب ، بينما دافعتْ المغرفة بنابئ الكلام ..أمَّا الفوَّال فقد كان شاهد ملك !دوران الأرض ..تراقص السماء ..توجَّه الأنظار كلَّها ناحية موقع العراك ..اختزل الزمان عمره في اللحظة التي رأيتها فيها في آخر الزقاق .. ركضتُ نحوها ..ألقيتُ عليها القبضَ ..اختطفني الملثَّمون !!


    الوفاق الاثنين 4/2/2013م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de