هُدْنةُ الموتِ على طريق النيل الغربي !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2013, 10:13 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هُدْنةُ الموتِ على طريق النيل الغربي !

    هُدْنةُ الموتِ على طريق النيل الغربي !
    شاذلي جعفر شقَّاق
    [email protected]

    بذلتُ غايةَ جهدي وأنا أُصارعُ أمواجَ المشاغل الحياتيَّة المتلاطمة في خِضَمِّ هذه العاصمة اللاهثة والتي باتتْ – بفعل الواقع المُعاش – تلتهم ما يليها وما لا يليها من مساحات أقلّ ما يُمكن أن تُوصَف به أنَّها أسمى وأنبل ممَّا يشغلك عنها شاغلٌ أو يُلهيكَ عنها لاهٍ وهي التواصل الاجتماعي والتوادُد الانساني والواجبات الشرعية والعُرفيَّة .
    نزعتُ يدي من جُبِّ الظروف العصيَّة (نزْعَ الحزَوَّرِ للرشاءِ المُحصَدِ ) .. امتطيتُ قدمي لا لغرض الاستجمام – الذي هو منفضةُ التراب عن الأرواح المُتعَبة – فحسْب ، إنما لتجديد (الشوف والوعد) كما يقول جَدِّي رحمه الله ، مع أهلي وأحبابي ورَحِمي .
    كان صباحُ الجمعةِ هادئاً على مستوى الحركة المروريَّة ، وعلى مستوى تعبيرات الوجوه الراكبة منها والراجلة إلى حدٍّ ما مقارنةً مع ازدحام و غليان و (مكابسة ) أيام الأسبوع الأخرى ! خرجنا كمَنْ ينسحب من جلسةٍ برلمانيَّةٍ نيامٍ أهلُها (حدَّ الشخير ) ، من أمدرمان المعتَّقة مُتجهين شمالاً في اتّجاه تيَّار النيل الحالم .. الحافلة تنهب طريق النيل الغربي نهْباً ، لم يعترضْ طريقها (عارضٌ) .. لم يحصبْها عفريتٌ بحصى الخرصانة ..لم يحشو عيْنَيْها المشوقتين شيطانٌ رجيمٌ بسافيةِ الرمال الخشنة ..لم يُخرِجْها عن مسارها متخبِّطٌ من مسِّ السُكْرِ أو (السطل) ماردٌ من مرَدةِ الجنِّ ..!باختصارٍ لم تُعرِّض حياةَ راكبي الحافلة للخطر آلةٌ من آلات الموتِ القبيحة التي حصدتْ كمَّاً ونوْعاً من أرواح قاطني الريف الشمالي لأمدرمان ؛ تلك الوحوش الفتَّاكة المسمَّاة مجازاً بشاحنات نقل التراب والمتعارف عليها بــ (القلاَّبــات ) !
    فقد لاحت هذه الأشباحُ القاتلة والفزَّاعاتُ المُرْعبة بالتزامُن مع تمدُّد العاصمة الوطنيَّة شمالاً .. لا أحد يدري من أين أتَتْ ، ولكنَّها أبصرتْ قُدَّامَها طريقاً فَمشَتْ ..تخذتْ لنفْسِها محاجرَ في تلك اأصقاع البعيدة القريبة لتُعبِئَ منها رمالاً وحصىً ، ثم فرضَتْ سطوتَها وجورَها الماحق على الطريق وطفقتْ تقتِّل أبناء تلك المناطق الطيٍّبين تحت اسم (حوادث الحركة) وهي في طريقها جيئةً وذهاباً فارغةً ودهاقاً ما ضرَّها إنْ تلطَّخَتْ إطاراتُها الضخمةُ بالدماءِ والأكبادِ والأوصالِ أو تعفَّرتْ بعجاجِ المصائبِ ورمادِ الثَّكْلَى وفجائع الأرامل والأيتام !
    تركنا الكليةَ الحربية وراءَنا واندلقنا ..على يمينِك القرى الهاجعة على ضفَّة النيل الحالمة ..وعلى يسارك فيافي وسهول ، لو قيَّض اللهُ لها خيالاً لغدتْ عوالمَ مِن حقيقةٍ تسرُّ الناظرين ..كلَّما أوغلتَ شمالاً ؛ اتَّسعَتِ الرؤيا وضاقت الحيلة وأبحُر السراب تستبِق فيما بينها وتتقاطع لترسمَ للعدم لوحةً لو اُختير لها غير الظمأِ اسمٌ لنطقتْ صارخة : الظمأ الظمأ .. وإذا ألقيتَ بالنظر يمبنك لغنَّى النيلُ مِلء حُنْجُرتِه لكلِّ شيئٍ حيٍّ بماء الخصبِ والعشق والحبور ! غير أنِّي أكثر من التأمُّل في الآلِ ، لا لشئٍ في نفسي ولكنْ لشئٍ تتمنَّاه ..! أقزام شُجيرات السَّلَم التي تعُضُّ بنواجذ البقاء على هذه الأرض رُغْم أنف كلِّ شئ .. رمالٌ وتلالٌ تخفض للهجير جناحَ الذُّلِّ وأشلاءٌ من قُرى ونِتَفٌ من (فُرقان) وظلالُ شِياهٍ وأشباحُ عيس توقِّع عليها سرعةُ الانطلاق بوميضِ الكينونة و الوجود ! تتداخل الصور تتشاكل ويمِّحي بعضها رويداً رويداً حتى تتحوَّل تلك السهول والرمال الممتدَّة إلى أخاديد وحُفر ونتوءات و (شلوخ ) على خدودِ الأرض (السادة) ! نجاد مخفوضة على (بِرِش) الأديم المكشوط بالجرَّافات والبلدوزرات .. تلال عارية تنحني في حياءِ علامة استفهام !
    تقفز إلى ذهني حلقةٌ من برنامج (علامة استفهام) للإعلامية نسرين النمر خلال الاسبوع الماضي كانت قد طرحتْ فيها قضية تكرار الحوادث المرورية في هذا الشارع ؛ شارع النيل الغربي الذي استعار لقب (شارع الموت ) من شارع مدني وطريق التحدِّي ، والمتهم الأول وإن شئتَ المُذْنِبُ الأوَّل في تكاثر هذا الحوداث هو شاحنات نقل التراب ! ولمَّا كان من طبيعة البرنامج تعدُّد الأصوات أ, الاستماع لأكثر من رأي حتى يسلَّط الضوء على كلِّ المناطق المعتمة ومن ثمَّ الخلوص إلى رؤية واضحة للقضيَّة محور النقاش ؛ فقد مثَّل المواطنين أفرادٌ داخل الاستديو بالإضافة إلى ضابط برتبة اللواء من شرطة المرور وكذلك البرلماني المنتخب في الدائرة !
    عدَّد الناطقون بلسانِ مواطني الريف الشمالي الحوادثَ المؤسفة والكوارث الدامية التي نجمتْ عن لا مبالاة سائقي الشاحنات و أحصوا من مثالبهم ما احصوا واستغلالهم لطيبة المواطنين وتسامحهم وعفوهم تسليماً بالقضاء والقدر ! وقد أشار فيما أشار أحد المتحدِّثين (ودْ مسيخ) إلى (عدم انضباط) السائقين غير أنَّ مقدِّمة البرنامج حاولت أن تستجلي كُنْهَ مغزاه الذي واراه تأدُّباً ربَّما أو لباقة ! ثم ذكر موقفاً كان قد شهده وهو يستغلُّ إحدى هذه الشاحنات ، وعندما عبر أمامهم شيخٌ مُسنٌ يمتطى حماراً ؛ قال سائق الشاحنة وهو يتفادى الشيخ : آه لو أنَّ تأمين الشاحنة لم تنْتَهِ مُدَّتُه البارحة ! ولسانُ حال المتحدِّث يقول ما خُفيَ أعظم ، ولكن عندما بلغ السيلُ الزُّبى وتكاثرت الحوادث إلى هذا الحد الجنوني وتحديداً بعد الحادث الأخير الذي دهستْ فيه شاحنةٌ – كالعادة - عربةً صغيرةً (كِلِك) كانت تقف خارج الطريق وقد راح ضحيَّته – في الحال – إثنان من الأشقاء وخالهم وآخر في منطقة السروراب ؛ قرَّر الأهالي ايقاف سائر الشاحانات من العمل في المحاجر .. هنا عادت المقدِّمة لتقول ولكن هذه المحاجر مصدَّق ٌ لها من سُلطات المحليَّة وما يحدث من تجاوزات أو حوادث مرورية مسؤوليَّة شرطة المرور ..يقول الرجل لأنَّ الحكومة تقدِّم مصلحتها وعائداتها الماديَّة على سلامة وأرواح مواطنيها ؛ فإنَّ الأهالي قرَّروا ايقاف هذا العبث بأياديهم ولن يتزحزحوا عن ذلك قيد أنْمُلة ..! الأمر الذي حدا بسعادة اللواء أن يخفِّف من كلام (ود مسيخ) الواضح والغير (مسيخ) إلى أن يُرجع ذلك إلى طبيعة أهل البادية – أو كما قال – وشفافيتهم في الطرْح عموماً ..ولكنه – أي سعادة اللواء – يردُّ الكرَّة َ مرَّةً أُخرى إلى ميدان المواطنين المساكين بقوله أنهم لا يبلِّغون عن هذه الحوادث!!! ونحن هنا نتساءل : هل يقتصر دورُ شرطة المرور في حماية أرواح وسلامة المواطنين فقط في حالة التبليغ وإن خوَّلت كثرةُ الحوداث إطلاق اسم (شارع الموت ) على ذلك الطريق ؟!
    أما السيد جودة الله الطيِّب نائب دائرة الريف الشمالي المناط به التصدِّي لهموم هؤلاء الناس الذين منحوه ثقتهم فقد كان يتحدَّث – وهو يتحسَّس ربطة عنقه – بما يُشبه لغة التنفيذيين التسويفيَّة التي لا تدفع بأية حال في اتجاه مصلحة المواطنين وإماطة الأذى عنهم إذا ما تعارض ذلك مع استدرار ضروع الايرادات في خزائن المحليَّة !! فلا غرو إن رأيته يلوك كلام النفعيين القائلين بإنشاء طريق أُخرى أو ردميَّة تسلكها الشاحنات أو ما شابه ذلك على نفقة ملَّاكها ..وهذا إن دلَّ إنَّما يدلُّ على حجم فوائدهم من هذه الصنعة والتي لن يتنازلوا عنها بـ (اخوى واخوك) ولو تسبَّبت شاحناتهم بهذه الخسائر الروحية الفادحة إلاَّ بالعزم من أصحاب (الوجعة ).. ومن العجائبِ الحديثُ عن طريق موازية و طريق النيل الغربي نفسه فقد أُنشئ رهيفاً مثل (طرَقة الفطير ) أيها البرلماني ،ولذلك فقد احتاج للصيانة وإعادة التأهيل (قبل بنات أعمَّو ما يسمعن بيهو ) !! أليس كذلك ؟؟!! ولمَّا كان ادَّعاء الرضاء الكامل عن النفس من منقصات الأداء والتجويد ؛ فقد تعجَّبنا وأنت تُجيب مقدِّمة البرنامج عن سؤالها الذكي : هل أنت راضٍ عن أداءك ؟بالايجاب وتمام الرضاء ! ونحن لا يسعنــا هنــا إلاَّ أن نُهديك صدرَ بيت الشعر القائل :
    عينُ الرِّضـــاء عنْ كلِّ عيبٍ كليلةٌ **** وعينُ السَّخطِ تُبدي المسـاويا !


    الوفاق – الخميس – 21/2/2013م
                  

03-10-2013, 11:40 AM

حسين ديقول
<aحسين ديقول
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هُدْنةُ الموتِ على طريق النيل الغربي ! (Re: shazaly gafar)

    بقليل من التنظيم يمكن تفادي حوادث قلابات التراب

    المشكلة في اللواري القادمة من الشمال ( ريفي المتمة )

    فالطريق بالوضعية التي رأئته فيها قبل سنوات لا يصلح إلا

    للسيارات الصغيرة يبدو أن عمل على عجل ومكلفت.

    نسأل الله أن يسلم أرواح أهلنا في تلك المناطق
    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de