|
هل الانفلات الامني ارادة من الله؟!!!!!!!
|
03-05-2013 12:40 AM حسن اسحق
اطل علينا من جديد احد ائمة السلطة في برنامج (مؤتمر اذاعي ) اذاعة امدرمان،هذه المرة والي جنوب دارفور حماد اسماعيل ،معترفا بالتفلتات الامنية ،واكد ان بالولاية اذرع لوزارات الداخلية والدفاع وجهاز الامن ،وانه ينسق عمل هذه الاجهزة التي تسهر علي تحقيق الامن والاستقرار .واوضح الوالي ان هذه التفلتات سنة الله في عباده وموجودة في ارقي الدول واكثر الدول امنا.
وقال ان اول ظهور للارهاب في اوروبا مثل الجيش الجمهوري الايرلندي الشمالي والالوية الحمراء في ايطاليا ومنظمة ايتا الانفصالية في اسبانيا ،وذكر ان كل تلك المنظمات تقوم باعمال قتل وتفجيرات وتهديد في ظل عدم توقف الحياة. وبينما يتحدث الوالي عن وجود الا رهاب في دول اوروبية لها شأن وسمعة ،قامت مجموعات مسلحة من البني هلبة قري قبيلة التاما في منطقة جمكة ،وتقع المنطقة جنوب محلية عد الفرسان ،وقتل في الهجوم 12 شخصا ،اثر خلا فات حول تبعية المنطقة بين القمر والبني هلبة ،قال شهود عيان ان المنطقة ظلت محاصرة من بعض منسوبي البني هلبة لاكثر من ثلاثة ايام بعد ان اوسعوا الاهالي ضربا مبرحا وجردوهم من ممتلكاتهم واموالهم رغم وجود القوات النظامية بالمنطقة ،حسب ماجاء في صحيفة الصحافة عدد السبت الثاني مارس 2013 . كلام كهذا من والي في منطقة تقبع تحت اجنحة الحرب منذ اعوام ، يحمل اشارات سالبة رغم منطقيته الظاهرة ،ان الانفلات الامني سنة الله في خلقه ،تصريح يحوي مضامين الاعتراف بما كتبه الله علي عباده ،وايراد الكلمة الربانية في حد ذاتها ،لها مفعول وتأثير كبير في العقل الجمعي،
ان حماد اسماعيل لا يختلف عن اهله الانقلابيين في السلوك والممارسة ،ادمنوا ادخال اسم الرب في كل شئ ،في فترة اشتعال الحرب الجهادية الكاذبة في الجنوب ،كان التكبير والتهليل من قبل مليشيات الدفاع الشعبي والدبابين ، ويريد المؤتمر الوطني ان يفر بجلده من المسؤولية وحماية المواطنين في جنوب دارفور ،ويريد ايضا ان يتلاعب بالناس،ان الله اراد لهم ذلك وعليهم ان يتحملوا ذلك دون اسئلة تطالب بفتح الملفات الامنية ودور الوالي في ذلك ،الهدؤ النسبي الذي يتحدثون عنه ،هاجمت مليشيات مسلحة محكمة اثناء محاكمة مجموعة اجرامية واخروجوهم وحدث ذلك في نيالا ،واذا فشل الوالي او المعتمد في ادارة الولاية والمحلية والرئيس ايضا،يجب عليهم اان تقدموا بالاستقالة ،وهناك مقولة سياسية تقول: ان الحكومة التي لاتستطيع حماية مواطنيها لا تستحق السيادة والسلطة ،لفشلها في توفير الحماية للمواطنين العزل وقراهم من القتل والحرق في وجود القوات النظامية بالمنطقة .
واقحام بعض المنظمات ومقرها في الغرب واتخاذها كمثال ،ليس سيئا،لكن ما يدركه المؤتمرجي ويتستر عليه ،ان اسبانيا وايطاليا وايرلندا ،انها دول توفر الحماية للمواطن،لم نسمع يوما انها حرقت القري وهجرت السكان واستعانت بمليشيات لطرد مجموعات واستجلاب اخري ، مع انتقادي للعنف سواء كان في اوروبا والقارات الاخري،والعنف عنف،والاسوأ من ذلك العنف المدعوم من السلطة وتوفر طرق ممارسته تحت سمعها وبصرها واجهزتها الامنية والانفلات الامني دائما يكون فرصة لتصفية الحسابات والاعتقال ضد المناوئين. بدل من ان يرمي اخفاقه علي وفشله الامني علي الله،عليه تقديم الاستقالة ،وهذا ليس عيبا،بل اعتراف ،ويمثل طريقة من نقد الذات ،باعتبارها جزء من تداول السلطة الناجحة والساعية الي الاحسن والافضل،انبياء السلطة اصابهم مرض الافضلية،لو تقسم الي دويلات،يكررون ان حققنا السلام.والخطأ تكرار العبارات الدينية للفت الانتباه الي مواضيع ثانوية وفرعية .
|
|
|
|
|
|