|
|
 البشير وقمة الساحل والصحراء بتشاد
|
قدم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية خطاب السودان امام قمة الساحل والصحراء تناول من خلاله عددا من القضايا السودانية والافريقية. وفيما يلى نورد نص الخطاب
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ العزيز إدريس دبي رئيس جمهورية تشاد الشقيقة
اصحاب الفخامة ورؤساء الدول وحكومات دول تجمع الساحل والصحراء
السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
يطيب لي أن اعبر في البدء عن عظيم شكرنا لكم واخي الرئيس ولشعب تشاد الشقيق وحكومته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي احطتموني به في انجمينا التي هي اسم على مسمى , والشكر موصول للامانة العامة للتجمع على الترتيبات المحكمة لعقد هذه القمة الاستثنائية لتصل بالتجمع إلى انطلاقة جديدة .
السيد الرئيس,
أصحاب الفخامة ,
أن انعقاد المجلس الرئاسي لتجمع (س.ص) يتم بعد تحويلات كبيرة حدثت في فضاء التجمع واحداث خطيرة تجري في المنطقة تفتح امامنا افاقاً جديدة وتفرض علينا مواجهة تحديات جسام . فقد أنهت الثورة الليبية المباركة نظام حكم القذافي الذي بسط هيمنته وامزجته على التجمع مما اضعف اجهزته وادائها لمهامها في تحقيق اهداف التجمع السامية واعادة ليبيا الشقيقة بعد الثورة قوية باجهزة الحكم المنتخبة ديمقراطياً لتعلن انها لن تتخلى عن افريقيا, مما يجعلنا جميعاً نزداد إيماناً بمقدرة دول التجمع على تجاوز اخطاء الماضي وبذل الجهد المشترك واجراء الاصلاحات الضرورية التي تتضمنها قرارات المجلس الرئاسي في انجمينا ان تلك القرارات هدفت لتنقيح النظام الأساسي ولائحة التجمع واعادة هيكلة اجهزته لاعطاء التجمع دفعة جديدة وتمكنيه من اداء رسالته كوعاء أفريقي جامع لتحقيق الأمن والاستقرار في فضائه لتكون حدوده منافذ مفتوحه للتبادل التجاري والتكامل الاقتصادي ومغلقة امام تسرب الاسلحة والأرهاب واقتصاد الجريمة.
السيد الرئيس,
أصحاب الفخامة,
السيدات والسادة الحضور الكرام ،
أن همنا الاول في السودان هو تحقيق السلام في ربوع بلادنا حتى تساهم في استقرار وازدهار المنطقة ونجحنا في احلال السلام والاستقرار في معظم دارفور بفضل تغليب الحوار والوصول إلى اتفاقية أبوجا ثم وثيقة الدوحة التي ساهم الأشقاء من الدول الأعضاء الحاضرين في تحقيقها. ولاشك أن القوات المشتركة بين بلدينا تشاد والسودان قد أصبحت نموذجاً لقدرة الدول الأفريقية على فض النزاعات وتثبيت قواعد الأمن والوئام والتنمية في المناطق الحدودية
وقبل ذلك كانت الرغبة في السلام هي دافعنا لتوقيع اتفاقية السلام الشامل مع اخواننا في جنوب السودان ونظمنا على ضوئها الأستفتاء وقبلنا نتيجته التي ادت إلي انفصال الجنوب واعترافنا بدولته الوليدة وتبقت امور متعلقة بترسيم الحدود في مناطق محدودة وقضايا نقل البترول والتجارة وغيرها مقدور علي حلها بعد أن ضحينا بثلث مساحة بلادنا وربع سكانها و70% من مواردنا البترولية .
ونظل نؤكد إيماننا بقدرة البلدين السودان وجنوب السودان علي حل هذه القضايا تحت مظلة الوساطة الإفريقية ان صدقت النوايا والتزمت دولة جنوب السودان بتنفيذ الإتفاقيات الثمانية التي وقعناها انا والاخ الرئيس سلفاكير ميارديت في سبتمبر 2012 واكدنا في لقاءنا يوم 5 يناير الماضي باديس ابابا علي ضرورة تنفيذ الإتفاقيات على أساس مصفوفة بمواقيت تم الإتفاق والتوقيع عليها.
اننا نثق في تعاون الاشقاء من الدول الأعضاء معنا لتحقيق السلام والاستقرار في ربوع بلادنا الذي ينعكس خيرا وبركة علي دول المنطقة ونربأ بان تقوم أية دولة باي عمل يؤدي لتأجيج النزاعات كما تفعل دولة جنوب السودان بمنح الملاذ للمتمردين في دارفور وترفض فك ارتباطها بالمتمردين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في السودان ,وسارت يوغندا في نفس الأفعال الشائنة تجاه السودان ودول الجوار وجمعت عاصمتها عناصر التمرد والمعارضة السودانية ووفرت للمتمردين كل وسائل الإيواء والتدريب والدعم .أن مثل هذه الأعمال المشينة تشير إلى عجز الدولة المعينة عن حل مشاكلها الداخلية ومحاولة تصديرها لجيرانها بخلق بؤرللصراعات في الإقليم من هذا المنبر نطلب من دول التجمع الوقوف بصلابة ضد هذا النوع من اعمال العداء والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء .
السيد الرئيس ,
الحضور الكرام ,
ان الأوضاع في منطقة الحزام الصحراوي تشهد تطورات خطيرة تدعونا إلي اليقظة والتضامن بين دول المنطقة لمواجهتها ، ولابد لنا من الإشادة بتحرككم السريع لمساعدة أهلنا في جمهورية مالي باستعادة وحدة بلادهم ومحاربة الإرهاب المنظم والتطرف في بلادهم .
و من جانبنا نعلن عن تقديم دعم إنساني للشعب المالي بالتنسيق مع حكومته ونعرب عن تضامنا مع الجزائر الشقيقة لما تعرضت له من عملية ارهابية في عين ايناس .
ان أمن واستقرار جمهورية إفريقيا الوسطي الجارة أمن بلادنا ونعرب عن ارتياحنا للخطوات التي تجري في تنفيذ إتفاقية ليبرفيل والخروج بالبلاد من النزاعات المسلحة والإحتكام للحوار وصناديق الاقتراع بدلا عن الاحتراب وازهاق الأرواح.
السيد الرئيس ,
الحضور الكرام,
في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية الطاحنة التي تعم العالم دونما استثناء وارتفاع في اسعار الغذاء والمواد النفطية فإننا لانري بدا من خيار تنفيذا عاجلا لاستراتيجية تحقيق الأمن والسلم في ربوع دول اقليم (س .ص) لأنها المفتاح للتنمية المستدامة والتي لايتم الأمن والأمان بدونها واننا من هنا ندعو إلي الإسراع بتنفيذ المشروعات المدرجة في برامج التجمع وتفعيل دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي للتجمع للإضطلاع بمهامه في التخطيط التنموي والبناء العمراني بدءا بالبني التحتية للدول الأعضاء والربط فيما بينها لتحقيق الغايات والأهداف .
ونود أن نشيد ببنك الساحل والصحراء الزراع الاقتصادي والمالي للتجمع وندعو لدعمه وتطوير نشاطاته وخطط عمله لتحقيق الوحدة الاقتصادية عبر التمويل المستمر للمشاريع التنموية وعدم الاعتماد علي الهبات البنكية التجارية فقط.
السيد الرئيس,
ان الوثائق المعروضة علينا للتوقيع علي رأسها المعاهدة المنقحة قد تم فيها بذل الجهد والنقاش من مجلس الخبراء والمجلس التنفيذي وهي محل وتقدير وإشادة وهدفت إلي إزالة الشوائب التي علقت بها كما مهدت لانطلاقة التجمع لتحقيق أهدافه وبلوغ غاياته وإننا إذ نبارك مخرجات هذه الاجتماعات ونوافق علي إنشاء آليتين أساسيتين تختص الأولي بتحقيق الأمن والسلم في فضاء التجمع والثانية بتحقيق وتنفيذ مشروعات التنمية المستدامة في ربوع الإقليم .وندعو من هنا إلي مزيد من الدراسات والحوار والتشاور لتشكيل عضوية الآليتين ولتحديد مهامها وبذلك يتم اكتمال هياكل ومؤسسات التجمع في شكله ومضمونه الجديدين لبلوغ المستقبل الآمن والافضل لشعوب ودول التجمع.
وختاما نجدد الشكر والتقدير لكم فخامة الرئيس ، علي قيادتكم الحكيمة ونحن علي ثقة بانكم والامانة العامة ستسهرون علي تنفيذ قرارات هذه القمة ولنلتزم جميعا بالوثائق المنقحة والإصلاحات المقررة لخدمة اهداف اوطاننا وشعوبنا التي نتطلع إلي عمل ميداني مشترك جماعي واخوي يلغي الحدود ويفتح فرص العمل الزراعي والصناعي في دول الإقليم ذات المصير الواحد والقرب الجغرافي والصلات العرقية والإثنية وكلها عناصر وحدة للصف وجمع الشمل .
والسلام عليكم ورحمة الله
|
|
 
|
|
|
|
waleed Ahmed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست