الفنان وليد يوسف يكتب عن رحيل الحوت

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2013, 06:18 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفنان وليد يوسف يكتب عن رحيل الحوت

    دائما ما كنت اسأل و أبحث عن الفيدباك من الموسيقيين و الدارسين للموسيقي من اهل الأكاديميا حول قضايا اهلنا الموسيقية و تجاربهم. لا أدعي المتابعة لكن كتابة وليد يوسف عن محمود عبد العزيز عكست جانبا من اهتمام وليد يوسف بالتجربة الغنائية لهذا الزمن و هذا من الامور النادرة . و ارجو ان يتواصل الجهد لأن الساحة الغنائية تمور بالأحداث المهمة التي تحتاج الي تقييم اهل الأكاديميا و لا يجب ان تقف يا وليد يوسف عند اعتباب محراب الحوت فمحمود عبد العزيز توجته الجماهير فنانا لها و لم تقدمه غير مؤسسة الأذن السودانية الشابة التي تعرف الجمال و تجده دون ارشاد من ناقد او تقديم من محب لتجربة فنان. أشد ما أحزنني في وفاة محمود عبد العزيز هو ايماني الراسخ بفكرة أننا اذا قلنا هذه الكلام البسيط مثل كلام وليد يوسف و قلنا شكراً يالحوت علي العطاء السخي و قدرنا تجربته الصوتية و الأدائية و ناقشنا اختياره للنصوص و هو هي حي و قلنا له ما يستحقه من تقدير في الصحف و في الإذاعة و في مجالسنا الخاصة كمتعلمين ، أذا قلنا هذه الكلام قبل وفاته و في عز عطائه لما مات. محمود مات حزينا يقاتل وحده في جبهات عدة و مات متروكا من سند كان الاوجب ان يجده. يجب ألا نكرر مثل هذه الاخطاء فيخطف الموت عظماء الشعب من المبدعين و المبدعات لاننا عندما نتركهم سيتخطفهم الطير و سيجد الموت اليهم الف سبيل كما وجده في الماضي تجاه التجاني يوسف بشير و معاوية نور و كثير من الشباب العبقري المبدع. لا تدعو زهرات الشعب السوداني تذبل فيصيبكم البوار و التخلف . و في هذه السانحة ايضا اود أن اشكر الحبيب عبد الوهاب وردي علي كلماته النبيلة النادرة التي قالها لقناة تلفزيون الخرطوم عن الراحل الشاب فنان الشباب محمود عبد العزيز . امثال وليد يوسف و عبد الوهاب وردي يعرفون الاسرار لكنهم اختاروا الصمت و لا أدري لماذا. فمرحبا يا وليد يوسو نتمني ان نقرأ لكم عن الآخرين فنحن نسمعهم نساء و رجال و هم زمرة الفنانين الذين لا يهتم بهم المثقفون.
                  

02-08-2013, 06:20 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان وليد يوسف يكتب عن رحيل الحوت (Re: طه جعفر)

    موت الحوت بمنزلة إحتراق مكتبة الإذاعة السودانية

    ستواجهك صعوبات كثيرة حينما تحاول الكتابة عن تجربة فنان مغني شاب يستحوذ على هذا القدر الهائل من حب الناس مثل محمود عبد العزيز الذي يتمتع بإنتشار واسع بين الجماهير ويحتل مكانة مقدرة في حيز اوساط مختلف القطاعات الشبابية عبر أزمنة مختلفة تراوحت بين جيلي التسعينيات من القرن المنصرم والعقد الأول من القرن الحالى،عاش بنزق وفوضى فنان حقيقى بذل كل طاقته وروحه ليكون هو لا غير، مثله في ذلك مثل الموسيقيين العظام امثال جيمي هيندريكس،ايمي وآين هاوس وما الى ذلك.
    أضافة الي خوفي الشديد من الكتابة عن تجربته الفنية من خلال حدث موت (الحوت) الذي يسيطر بكامل جلاله وهيبته الطاغية على أحاديث الساعة وأخر اللحظات، الكل مهووساً بتفاصيله الأساسية والثانوية. وسرادق العزاء لما تزل منصوبة والفراش مسنود والمناحات تطفح فوق اسطح المنابر وصور الحداد تملأ جدارات السايبر ،الندبة والأسى والحزن النبيل هي سيدة الموقف الآن. ولا صوت يعلو فوق صوت الحب الابدي المختوم بتراجيديا الموت البطولى.
    لكل ذلك تصبح الكتابة عن هذا الحدث وتداعياتة مغامرة محفوفة بمخاطر الأنزلاقات العاطفية وتوهجات الحنين وغناء كل على ليلاه، ثم البكاء على فراقها في هذا الزمان الآفل ،الذي صرنا نقيس فيه محبتنا لبعضنا البعض ولرموزنا الفنية والفكرية،عبر حراسة المقابر ونفاخر بهم بكثرة المشييعين ،فتحول الجميع الي (نيرون) ننتظر حريق وجثث متكدسة تخلب البابنا كيما نسود الصفحات بالمرثيات والشجو الحزين والأسى النديان.
    رغماً عن كل ما تقدم عاليه، سأحاول مغامراً الكتابة عن هذه التجربة أو بالأحرى هذه الظاهرة الفنية المميزة التي لا سبيل لتجاوزها وتناسيها، أن كان ذلك في حياة عرابها او في مماته. ببساطة لا يمكن غض الطرف عنها وتجاوزها في كل الأحوال. سأركز قدر المستطاع على السعي لتفهم طبيعة ظروفها العامة والخاصة وايضاً العناصر المحيطة بها ومن ثم وضعها ما أمكن في الإطر الموضوعية المعرفية الشاملة، كظاهرة جديرة بالتأمل والإعتبار، بعيداً عن هوس الحب وتبريرات العاطفة وسلطانها المتجبر.
    سمعت بالفنان محمود عبد العزيز قبل أن أستمع له وهو يغني، من بعض الزملاء والأصدقاء في مجال العمل الموسيقى العام.كوننا موسيقيين مؤسساتيين تركزت إهتمامتنا ومتابعاتنا حول النشاط الموسيقى المرتبط على نحو ما بمؤسسة معهد الموسيقى والمسرح وسهولها الفيضية المترامية الأطراف والمتمددة في مجالات الأنشطة الطلابية الصفوية،عكس حيز النشاط الموسيقى الشعبي لمحمود، المتمركز في النوادي الرياضية الإجتماعية الثقافية في الأحياء الشعبية ومراكز الشباب التي تكتظ بالعازفين الهواة و"الجقلرجية " كيفما كنا نسميهم من علياء شعورنا بالإمتياز المؤسسي الطبقي ،كوننا اولاد علم وقارئي نوتات وبنعرف هارموني وكاونتربوينت. ولربما أكون قد أستمعت اليه على نحو عابر غير منتبه، في حافلة او برنسه في خطوط المواصلات العامة، في نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات من القرن المنصرم. حينما كان الإنتشار الفني لبعض الموسيقيين المغنيين يتم عبر وسيط الكاسيت المسجل يدوياً عبر جهاز الريكورد العادي (الإستريو) فينتج عن ذلك مصنف موسيقى يتميز بالهشاشة و الضعف الفني في النواحي المتعلقة بجودة الصوت ومؤثراته التقنية ، فهو بذلك وبهذه الشروط الفنية المتواضعة سوف لن يلفت الإنتباه لمحتوي المحمول الفني، هذا غير المنبر الذي يبث من خلاله هذا المصنف، أعني المركبات العامة. الي أن جاء ذاك اليوم الذي تعرفت فيه على الفنان محمود عبد العزيز وإستمعت له "وجهالوجه" وهو يغني مباشرةً" لايف" يعني،لا اذكر بالتحديد تأريخ هذا اليوم لكني متأكد انه كان في بداية التسعينات من القرن الماضي وكان ذلك عبر مشاركتي بالغناء في رحلة صيفية ترفيهية مع بعض الإصدقاء والمعارف بأحدى المزارع المنتشرة على شواطئ وجروف النيل الأزرق في حي الجريف الخرطومي العريق، على ما أذكر اليوم كان جمعة والناس مبسوطة من الجو الذي لم يبخل علينا باللطافة والهمبريب ورائحة الشواء الضاني كترابتها تشق السماء السابع ، جاء محمود ذلك الفتى الأسمر النحيل بحافلة صغيرة تحمل جهاز الساوند سيستم والفرقة الموسيقية الكانت مكونة من عازف الكيبورد (هاشم) لا اذكر اسمه الثاني رغم معرفتي الشديدة به ومعه ايضاً شاب نحيل طويل القامة عرفت فيما بعد أن اسمه (أسامة الشيخ) شقيق المغنية المعروفة (عابدة الشيخ) وهو الذي قام بتقديم الفاصل الأول أما الفاصل الثاني فجاء من نصيب الفنانة المغنية (عوضية عز الدين) تلاها محمود عبد العزيز الذي تغني في الغالب بأغاني كانت رائجة في اوساط الشباب آنذاك مثل أغنيتى "أغنيلك واغني معاك " و"أقول أنساك " للفنان الهادي حامد ود الجبل وأغنية " الحب يأم سماح" للفنان يوسف الموصلي او اغنية (طار قلبي) للفنان المخضرم أحمد المصطفى،أكثر شئ لفت إنتباهي فيه و للوهلة الأولى، كان مقارنتي السريعة لحجم الصوت قوي التردد واضح النبرات وحجم جسده الهزيل للغاية، حيث كثير ما يرتبط بالإذهان، قوة الصوت مقارنة مع حجم الجسد، فاذا كان الصوت ضخماً قوياً مجلجلاً فهذا يعني بالضرورة جسداً ضخماً (محمود) قام بتغيير هذه المعادلة الشكلية بالنسبة لى، الشئ الملفت ايضاً كان الإنطوائية الظاهرة في نطراته. وعدم قدرتة على مواجهة الحضور او الجمهور الصغير محدود العدد فتجده دوما معطياً ظهره له وكانه يتحاور فقط مع عازف الكيبورد هاشم ولا يريد الإلتفات للجمهور وكأن لسان حاله كان يردد خلسةُ : اريد خشبة مسرح وجماهير عريضة هذا المكان المسطح شحيح الوجوه لا يناسبني.إنتهت تلك الرحلة بعد أن تعارفنا وتجاذبنا أطراف الحديث السريع ثم إنصرفنا كل بأنطباعاته عن ذلك اليوم.بعد ذلك لم التقية شخصياً الا لماما وبعد فترة قصيرة من هذا اللقاء العجول، بدأ نجم محمود عبد العزيز في الظهور واللمعان في ساحة الغناء الخرطومي وعلى نحو سريع للغاية ، بدأ يحي حفلات الايام المفتوحة التي كانت تنظم عبر الإتحادات والروابط الطلابية في الجامعات والمعاهد العلياء خاصة جامعة القاهرة فرع الخرطوم آنذاك، جامعة النيلين حالياً ،إن كان ذلك تحت مظلات النشاط داخل الحرم الجامعي او في نادي المكتبة القبطية بالخرطوم او في البرندا الخارجية بجانب حوض السباحة بالفندق الكبير .وسرعان ما اصبح يردد الأغاني الشهيرة للفنانين المعروفين في اوساط الثقافة الموسيقية لوسط السودان الشمالى ،خاصة وأن اذاعة أمدرمان والتلفزيون القومي في تلك الفترة الكئيبة، التي اعقبت إنقلاب 30 يونيو الأنقاذى وفي خضم السياسة الإفقارية المعروفة تحت مسمى فترة "التمكين " التي شملت فيما شملت من تدمير وحجر وحظر كل اوجه الحياة، فطالت علي نحو أكثر تركيزاً الممارسات الثقافية والفنية والفكرية في كل المجالات، تلك السياسة الهمجية الأتبعت من قبل نظام الجبهة الإسلامية القومية الإنقلابية آنذاك، ركزت بنحو جبار على محو الموروث الثقافي الغنائي والغاء الذاكرة الجماهيرية الجمالية والفكرية ، فكأن بداية تاريخ السودان الثقافي والإجتماعي بدأت ببداية تغولهم وأغتصابهم للسلطة السياسية عبر آلية العمل العسكري المسلح ، ومساعدة كل ذلك بمحاولات أحلال موروث آخر مصطنع بديلاً، فجاء أستهدافهم الأول للثقافة ببث الأغاني الجهادية وجلالات الدفاع الشعبي مثل تلك الإغاني التي اضحت مثل دودة تنخر في الآذان لا يمكن تجاهلها او إهمالها، من كثرة التكرار والترديد اليومي على مدار الساعة والدقيقة ،أغاني وأناشيد بروباغندا سياسية مملة مثل أغنية " شعارنا العالى بيرفع والعالم كلو بيسمع فلنأكل مما نزرع ولنلبس مما نصنع " وجلالة في "حماك ربنا في سبيل ديننا لا يروعنا الفناء فتولى نصرنا وإهدنا الي السنن"، أو النشيد الإنقلابى "الليل ولى لن يعود وجاء دورك يا صباح ....وسفينة الإنقاذ سارت لا تتبالي بالرياح" وكل شئ لله...كل شئ لله ،وكثف في تلك الفترة الظلامية الحالكة عبر جهازي الإذاعة والتلفزيون، حضور الفنانين الموالين لسلطة الجبهة القومية، مقابل حظر نشر وبث الأغانى للفنانين والمغنيين غير الموالين لها، بل أكثر من هذا قامت وبقرار سياسي فوقي بحجب كل الأغاني التي تحمل نصوصها معاني ومضامين ولو على نحو مجازي لمفاهيم مثل السكر والخمر والقبلة السكرى والعيون المحاربة والشفاه المقاربة ولم تستثنى من ذلك كل تراث اغنية الوسط من جيل الحقيبة وابراهيم الكاشف وكل الأجيال التي اعقبت تلك التجارب والحقب، بأختصار شديد معظم الإغاني المسجلة في مكتبة الإذاعة منذ تأسيسها حتى مجئ إنقلاب الثلاثون من يونيو 1989،أكثر من ذلك تم إستهداف الفنانين والشعراء بأذلالهم وجلدهم في العلن وملاحقتهم بالقتل والتعدي ثم بالإعتقال والتشريد وإنزالهم من على خشبات المسارح في حضرة جماهيرهم ومعجبيهم ،فهاجر منهم من هاجر ومن ظل بالداخل هجر الغناء وآثر الصمت والإعتزال المجيد.ليأتي الفنان محمود في هذه الظروف الدقيقة محاولاً ترديد تلك الإغاني الآثمة والمحظورة عبر ملاقاته للجماهير مباشرة من خلال الحفلات الجماهيرية او في بيوت المناسبات الخاصة من أعراس وسمايات وإحتفالات التخريج الجامعي وما الى ذلك من الأنشطة الإجتماعية التي تستوعب الظاهرة الموسيقية فيها. وبعد ظهور شركات التسجيل والإنتاج الفني مثل شركة حصاد وإستديوهات سودانيزساوند وشركة البدوي للأنتاج الفني، حدثت نقلة نوعية واضحة في سوق أنتاج المصنف الموسيقي الفني البيتمتع بجودة فنية نوعاً ما افضل مما كان عليه الحال من ذي قبل، إضافة لإستعانة محمود بموسيقيين مهرة ومجودين كفرقة النورس الموسيقية التي كان يعزف فيها آنذاك عازفين مميزين أمثال اسماعيل عبد الجبار على آلة الكمان ومحمد كنونو على آلة الأكورديون،عاصم الطيب/كمان،زمبة/باص جيتار، على الطيب/كمان وغيرهم من العازفين المميزين،استفاد محمود عبد العزيز للغاية من هذه الظروف خاصة كما ذكرت بروز هذه الشركات الصاعدة في زمن الصعود الأستثماري الجبار الذي لازم تلك الحقبة الزمانية ومازال ، فأنتج في فترة قصيرة جداً عدد كبير من الأشرطة الكاسيت التي حوت بالأضافة لأغانية الخاصة، تقريباً معظم التراث الغنائى المحظور والمصادر من قبل دولة المؤتمر الوطني،فاصبحت تجربة محمود عبد العزيز بعد توسعها في اتجاه الإنتاج السريع حريصة أكثر على التجويد الموسيقي من توزيع وتأليف وعبر تلك الشركات بدأت الإتفاقات مع موسيقيين معروفين ولديهم اسمائهم في الوسط الموسيقى السوداني مثل الموسيقار الفاتح حسين الذي أنتج معه البوم (سكت الرباب) واعاد معه إنتاج البوم (الغيم).
    ما اريد قوله الآن أن هذا التاثير الكبير الذي أحدثة الفنان محمود عبد العزيز في ذاكرة جماهير فن الغناء السوداني في الفترة الأخيرة ،لكيما نفهمة ونتفهمه لابد لنا أن نضع في الإعتبار كل تلك الظروف آنفة الذكر حتى لا نحمل الفتي بحبنا الشديد له، ما لا طاقة له به .وبعودة سريعة لمراجعة تجربة الراحل سنجد محمود تقريباً تغني بأغاني كل الفنانين السودانيين بدأ بجيل الحقيبة ومروراً بالجيل الأوركسترالي الأول المتمثل في تجربة ابراهيم الكاشف ثم الجيل الذي أعقبه ناس أحمد المصطفى، عثمان حسين ، عبد العزيز محمد داؤد ومحمد حسنين ،ابراهيم عوض، محمد وردي،زيدان ابراهيم،محمد ميرغني،شرحبيل احمد،ابراهيم حسين،ثنائي العاصمة،عشة الفلاتية، الخير عثمان،التاج مصطفى،رمضان حسن،رمضان زايد،البلابل،مني الخير،عبد الدافع عثمان،عبد العزيز المبارك،عثمان مصطفي،صلاح مصطفى،خوجلى عثمان،عبد الكريم الكابلى،كمال ترباس،محمود على الحاج،محمد احمد عوض،خضر بشير،صلاح بن البادية،صالح الضئ،صلاح محمد عيسى، يوسف الموصلى،الهادي الجبل،مصطفي سيد أحمد،عبد الله محمد،عبد القادر سالم،نور الجيلاني....وغيرهم كثر لم تسعفني الذاكرة لحصرهم بل حتى أنه تغني بأغاني الأطفال التي كانت تبث عبر برنامج جنة الأطفال أنظر (ماهي دنيتنا الجميلة)، ولو أنا تفحصنا حتى الإغاني الخاصة بالفنان محمود عبد العزيز سوف نجدها جاءت ايضاً متاثرة بهذا الموروث الكبير،وبدرجة كبيرة وواضحة ،غير أن الفنان محمود قد لعب دوراُ مهماً عندما قام بترديد هذه التراث الغنائي المحظور رسمياً وفك اساره وعزلتة القسرية، بشروط فنية جيدة وصوت فتي واداء جذاب استفاد فيه من التقنيات الصوتية الحديثة لنقل الصوت والمصاحبة الموسيقية الأكثر أحترافاً ،فمن سوء حظ بعض الفنانين السودانيين اصحاب التجارب الموسيقية المميزة والرائدة، أن التكنلوجيا أدركتهم بعد أن وهنت أصواتهم وبلغ منهم الكبر عتيا.لذلك ارى أن كثير من معجبى الفنان الراحل محمود عبد العزيز يجدون في موته الآن وفي هذه الظروف بالتحديد ،موت مكتبة الإذاعة السودانية الثانية والجزء المناضل في حفظ الذاكرة السماعية المصادرة بفعل الغول الاسلاموي الذي تغول على كل شئ وقضى على الأخضر واليابس.
    اواصل
    وليد يوسف
    .............................................................
    ما بالأعلي
    منقول عن سودانفورال من غير إذن و لا بطيخ

    طه جعفر
                  

02-08-2013, 08:32 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان وليد يوسف يكتب عن رحيل الحوت (Re: طه جعفر)

    سوء تقدير الأمور
    و سوء الظن بالآخرين
    و تبخيسهم
    ستكون لها نتائج وخيمة باستمرار
    لأن ما سيبقي هو الحزن و ستنسي الايام نفسها كل ما ليس له قيمة و كل تلك الالسن و الأقلام التي تمارس التبخيس
    و الإرذال للآخرين
    و يمارسون الصمت كنوع من الهوايات العزيزة
    تمر امامهم جحافل الابداع و جيوش المبادرين و هم في التجاهل غاطسون في عسل الوهم متمرغون بلا حياء
    هل تذكرون التجاني يوسف بشير
    هل تذكرون معاوية نر
    هل تذكرون خوجلي عثمان
    هل تذكرون حميد
    هل تذكرون نادر خضر
    هل تذكرون محي الدين الزين
    جميعهم قضوا قبل ان تكتمل مشروعاتهم الابداعية
    و البعض لم يعنيهم حتي رحيل محمد وردي
    و يتوهمون انهم كتاب و نقاد و لا يكتبون الا فيما يزيد ذواتهم الفارغة تورما لا يقولون شيئا عن الآخرين يدل علي انهم يعرفون قدر الناس و لا قيمة جهودهم

    كل من عاش خارج السودان يعرف كيف تتعامل الأمم المتمدنة مع مبدعيها و كيف تفخر الشعوب بمواطنيهم من أهل الفن و الابداع
    لا لا نحن احيانا نجلس في مجالس الهزيمة و نقول ان جلد محمود عبد العزيز كان امرا عاديا و من الأمو المحتملة فلم لا! و بالبلاد هذه الوضاعة علي مستوي الحكم و القانون


    طه جعفر
                  

02-08-2013, 08:56 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان وليد يوسف يكتب عن رحيل الحوت (Re: طه جعفر)

    محمود عبد العزيز ونظرية الهدر الإنساني



    د. حيدر إبراهيم علي


    يمكن اتخاذ الفنان محمود عبد العزيز رمزا أو ايقونة للدلالة والاشارة لتجسيد وقائع الشمولية لنفسها في انسان. فمحمود عبد العزيز الذي كان عند محبيه قبل زمن قليل «ريحانة شباب السودان» ظهر قبل ايام في برنامج السر قدور الرمضاني وكأنه «طينة البؤس» الذي ذكرها الشاعر ادريس جماع. لقد تجمع كل قهر ورعب وذل وقمع وتشويه وحيونة العقدين السابقين، في انسان واحد، لأن ممارسات النظام ــ بالصدفة؟ - وقعت عليه دفعة واحدة. فقد سمحت ظروف الخواء الروحي وغياب الفن الملتزم بالانسان لبروز فن التسلية والفرح قصير العمر وطرب الحواس الذي يهرش الغرائز. وشجعه نظام الوعي الزائف لأنه يبعد الناس، وبالذات الشباب، عن الاحتجاج والمعارضة والسعي نحو الخير والتغيير.


    لذلك غض النظام الطرف عن أن يكون المثل الاعلى للشباب خارقا لكل تابوهات الشريعة، فهو خير عون ــ حسب المرحلة - في اعادة صياغة الشباب الضائع في كل الاحوال وليس في الحالين فقط، كما تقول الاغنية المعروفة. فقد كان ظهور محمود عبد العزيز يؤدي وظيفتين للنظام في عمليتي التسطيح والتزييف، واحدة بفنه والثانية بشخصه. وكان هدية من السماء للنظام الشمولي ــ الثيوقراطي.اذ يفترض في مثل هذا النظام صاحب الايديولوجية الجهادية والذكورية أن يبتعد عن أمثال محمود عبد العزيز شكلا وفنا، ولكنه يخدم عملية التشويش، اكرر في تلك المرحلة. فقد كان النظام يريد تقسيم الشباب الى مجاهدين وضائعين، ولا مكان في هذه المعادلة لثقافة جادة وعقلانية يتسلح بها الشباب وهم في مرحلة التكوين. من البداية لا بد من التأكيد من أنه يصعب أن نتوقع أية صلة للشموليين بالثقافة والفن:


    سياسة تحسس المسدس المعلومة، فما بالك اذا اضافوا الى شموليتهم التزمت الديني؟ ويحاول بعض الاسلامويين اعطاء انطباع وقوفهم مع الفن، ولكن شروط الفنون والابداع عموما هي الحرية والخيال غير المقيد والحوار والنقد. وهذه متطلبات تتناقض مع الاصولية مهما خفت درجتها وتلبست بادعاءات ليبرالية. قام مقدم برامج يدعي الانفتاح قبل فترة قصيرة بتغيير كلمات قصيدة شهيرة وجميلة لشاعر معروف متوفي، لأنه ورد فيها ذكر للخمر والكأس والشفاه. وفجأة اختفى ادعاء الفن والثقافة، وغلبت روح الرقابة والكبت والقمع وعدم احترام الآخرين، وهذه صفات ثابتة فيهم تكاد تكون مثل بصمات ايديهم، مهما مثلوا وادعوا. ونتذكر جيدا محاكم التفتيش في مطلع تسعينيات القرن الماضي وبالذات عهد الطيب مصطفى. ولا يعود هذا السلوك الظلامي المتخلف الى السهو والنسيان، ولكن من صميم قناعاتهم. فالاسلامويون يعتقدون أنهم يمتلكون وحدهم الحقيقة المطلقة، لذلك يمكنهم الحكم على حقائق الآخرين. وهذه وثوقيات لا تستطيع التعامل مع الفنون ذات النسبية المطلقة. ويربط الاسلامويون بين الفن واللذة الحسية، وقد يكون بابا للغواية والاغراء. ومن هنا يتعرض للتحريم والأبلسة أو الشيطنة.



    ولكن لأن الايديولوجية الاسلاموية توظف كل شيء من أجل السلطة، وتعلم أن الشعب السوداني طروب ليس بمعنى ابن خلدون السلبي في ما يخص الزنج وخفتهم، ولكن يحب النغم والغناء، لذلك تنازلت ــ نسبيا ــ عن مطاردة الفن وحاولت احتضانه، ومن هنا ازمة المسكين محمود عبد العزيز.
    يأتي «حودة» ضمن ثقافة التدين الاستهلاكي المعولم، ومن أهم مكوناته وعناصره:




    1/ موضة المديح بالجيتار، والفرق المادحة ذات الازياء اللامعة والمزركشة. ومن بدع الانقاذ ان بعض الفرق الاسلامية تحرم المديح. فاضافت له الموسيقى، وبعد تمرير ذلك تكونت فرق باليونيفورم، ثم اصبحت الفرق مختلطة.


    2/ بعث ما يسمونها اغاني الحماسة لافتتاح الليالي السياسية والتي لم نعلم حتى الآن هل هي سنة أم مندوبة، اذ لم يتبرع من يقوم بتأصيلها؟ ولكنها عودة الى جاهلية سودانية تمجد السيف المترع بالدم والقاطع للرقاب، والمقتولون ــ بالمناسبة- مسلمون ولكنهم من قبيلة اخرى. ولا بد لنا ان نحمد لعلي عثمان محمد طه وغازي صلاح الدين وعوض الجاز ومصطفى عثمان اسماعيل، عدم مشاركتهم في الظاهرة الجديدة اعلاميا على الأقل. هذه عملية يسميها بعض الاجتماعيين مثل الجابري وأركون «التتريث» أي تحويل الواقع وبالتالي اضفاء معاني وتفسيرات قديمة «تراثية» على واقع جديد تماما.



    3/ التغني أو قل المديح للموبيليا وادوات الطبخ والفلل والسيارات وزيوت الطعام ووسائل
    التنظيف وكل مفردات الاستهلاك.اعلان الدولة الاسلامية هو اعلان الوله والعشق لكل منتوجات الحضارة الغربية المادية الكافرة مع رفض العقل والروح التي صنعتها، وهنا مكمن جوهر التأزم. وقبل ايام كتب احد منظري الانقاذ عن التسليع والتشيؤ للوحدة، ولكن لا يجرؤ علي الكتابة عن تشيؤ الانسان السوداني الذي يغني للاثاث.


    4/ كل هذا في ثقافة الانقاذ يهدف الى تعميق حالة التشويش التي يقوم بها الاعلام والتعليم، ويقصد بها رؤية الواقع معكوسا أو بيع الوهم بحيث يظن الفرد أن افكاره هو عن الواقع هي عين وحقيقة الواقع.



    5/ يعادي وجدان الانقاذيين الجمال والحق ويصاحب الزيف والفساد. على سبيل المثال، يتم انشاء وزارة ثقافة تصرف عليها الملايين وتخلو عاصمتها من تمثال واحد ولا قاليري واحدة للفنون ولا دار اوبرا، وشكرا لمسرح طلعت فريد القومي. ومن ناحية اخرى تم عرض مسرحية طريق الانقاذ الغربي واستمرت حتى تركت مستورة. ثم مسرحية «مواسير الفاشر» ولا أحد يدري هل انتهى العرض؟هذه هي روائع ثقافة الانقاذ.
    6/ توازي الثقافة الرسمية، ثقافة اخرى «محجبة» تخفي نفسها ولكنها مكملة. وكان يمكن ان تطالها الدولة لو ارادت وهي التي يرصد أمنها دبيب النمل كم تقول. انتشار اغانٍ هابطة للبنات، بيوت الزار، علاج الشعوذة، فنانون ذكور بأسماء بنات، التنزيل، الاجهاض وأطفال المايقوما، السحر الاسود وكل الالوان. وهنا لا اتحدث عن تطور الجريمة بل عن ظواهر ثقافية لم تعد شاذة.



    هذه بعض ملامح الثقافة السائدة التي انتجت «المصلوب» محمود عبد العزيز الذي لعب عددا من الادوار، فهو السيوبر ستار لفترة طويلة. ثم فجأة يتم تداول صورته من الفاشر مجلودا متكئا على حائط مبكى ولم تكن أول مرة. وهكذا يترك في داخل النجم جرحا نرجسيا غائرا. ذلك الشاب النجم الذي يتلقى صيحات وقبلات المعجبين والمعجبات يعود ذليلا مهانا منكسرا وخاسئا من احتفالية الجلد العلني. ثم نراه نفسه في احتفالية اخرى، للدعاية لمرشح الرئاسة المشير البشير وللمؤتمر الوطني. وللمفارقة كان أيضا قد وقف الى جانب ياسر عرمان مساندا للحركة الشعبية. ولكم ان تتصوروا ان كل هذا يحدث لشاب غض عديم التجربة والحنكة والمهارة. فهو محاط بالكثيرين، ولكنه في نفس الوقت لا يجد من يتعاطف معه. وهذه ظاهرة في المجتمع الشمولي، اذ تعمل الدولة على خلق كتل جماهيرية أو حشود ولكنها تفتقد التعاطف والعمل المشترك المستمر والحميم. لأن هذه هي السياسة التي يخشاها ويمنعها النظام الشمولي، فهو يريد اعدادا كبيرة من البشر تلتقي في ميدان عام وتهتف بتشنج لفترة ثم ينصرفون على عدم اللقاء بصورة منتظمة. وهو قد ساهم كمفعول به في تثبيت ثقافة الشمولية هذه من خلال حفلات تضم الآلاف ثم ينصرفون حتى حفل آخر.


    وتسمى «حنة آرندت» في كتابها: أسس التوتاليتارية، بيروت، 1993م، هذه الظاهرة: التقفّر وهي خلاف الوحدة. فالانسان المقفّر يجد نفسه محاطا بأناس آخرين يستحيل ان يجري معهم أي اتصال، أو يكون عرضة لعدائيتهم. ففي هذه الحالة يكون الإنسان مع كثير من الناس ولكن يظل ــ داخليا ــ بمفرده! اذ لا يوجد مشروع مشترك بين هذه الكتل البشرية التي تلتقي في دار الرياضة والمقابر ونادي الضباط وحمد النيل والسوق المركزي وجامع سيدة السنهوري وحتى في المواكب المصنوعة. وتكتب آرندت عن النظام الشمولي: «لا يسعه أن يكون قائما، بالتأكيد، دون أن يدمّر الحياة العامة، أي دون أن يدمر طاقات الناس السياسية، عازلا إياهم على هذا المنوال». «ص 271» ولا تكتفي الشمولية بهذه العزلة، بل تسعى الى القضاء على الحياة الخاصة ايضا. إذ تقوم الشمولية على التقفّر «أي على اختبار عدم الانتماء الاقصى الى العالم ، وهي أشد اختبارات الانسان يأسا وجذرية».


    اراحتني حالة «محمود عبد العزيز» كثيرا من البحث عن نموذج واقعي وملموس للانسان المهدور. وهذا عنوان دراسة تحليلية نفسية اجتماعية، نشرت في كتاب للدكتور مصطفى حجازي «بيروت2005م». وهو مشهور بيننا بكتابه: ــ التخلف الاجتماعي ــ سيكولوجية الانسان المقهور. وفي هذا الكتاب الاخير يربط بين القهر والهدر، ولكن يرى الهدر هو الذي يقضي على كل انسانية الانسان ويضرب مشروع وجوده كي يصبح كيانا ذا قيمة، يكتب: «الهدر على هذا المستوى هو نقيض بناء التمكين والاقتدار وصناعة المصير. ومن ذلك يتضح كيف ان الهدر يستوعب القهر، بحيث أنه لا يصبح ممكنا «أي القهر» الا بعد هدر قيمة الإنسان واستباحة حرمته وكيانه في عملية الاخضاع والاتباع. كذلك فإن القهر حين يحدث في علاقة الاستبداد أو أية علاقة تسلط بالارغام، فإنه يترسخ ويعيد انتاج الهدر ذاته». «ص16». ويحصر «حجازي» آليات الهدر في الاستبداد والطغيان والسيطرة والتحكم والاعتقال والتعذيب. بالإضافة لدور العصبيات بأشكالها المختلفة. ثم يستعرض الكاتب اشكال وانواع الهدر وهي: هدر الفكر، الشباب المهدور، الهدر الوجودي في الحياة اليومية.
    ويمثل الفصل السادس المعنون: الشباب المهدور: هدر الوعي والطاقات والانتماء، تحليلا مطابقا تماما مع واقع حال الشباب السوداني وكما يجسده «محمود عبد العزيز» خاصة في ملكوته الحالي، باعتبار الاستبداد أعلى مراحل الهدر. ويركز الكاتب على الشباب باعتبارهم الأكثر تعرضا للهدر في المجالات الثلاثة.


    باعتبار «أن محاولات أنظمة الاستبداد والعصبيات والاصوليات الحجر على العقول، ترمي في الاساس الى وعي الشباب تحديدا، وصولا الى الغائه». «ص201». وبعد الوعي يأتي هدر الطاقات خصوصا الكفاءات العلمية. فالشباب يعاني من العطالة، ويستخدم الشباب المغاربي مصطلحا أكثر تعبيرا وهو: التعطيل باعتبار انهم ليسوا عاطلين بارادتهم. والهدر الثالث هو حرمان الشباب من المشاركة الفعالة في تقرير مصيرهم ومصير اوطانهم. وهذا مما يعني غياب الانتماء وتهميش الشباب. وهنا يكتب «حجازي» بدقة: «يحرم الشباب من أن تكون له قضية عامة تملأ حياته، وتكون فرصته للتضحية والبذل والعطاء، فيسلب من الشباب حقه في امتلاك الدور في قضايا الوطن سواء من خلال «التطفيل» «البقاء في مواقع الطفولة غير المسؤولة»، أو من خلال الإلهاء بمختلف ألوان التسلية والاثارة، كي تكال له من ثم التهم بالميوعة وعدم الجدية وقلة تحمل المسؤولية».«ص202» وهذا مكمن أزمة الشباب. ويستعرض «حجازي» أبرز حالات هدر الطاقات والكفاءات بين الشباب، وهي:
    1ــ تركز أنظمة الاستبداد والعصبيات على الولاء والتبعية وليس على الأداء والانتاجية. وما يهم السلطات في أنظمة الهدر هو الحفاظ على تأزيل تسلطها والحفاظ على امتيازاتها. وبالتالي لا تضع استراتيجيات منتجة وبناءة تحتاج للكفاءات المنتجة.
    2- الإعلاء من العصبية، وفي السودان عصبية التنظيم الحزبي، وجاءت ــ مع ظهور النفط ــ العصبية القبلية.
    3- يتوفر التعليم «الجيد» للطبقات الاجتماعية الغنية والقادرة، بينما يتسرب ابناء الفقراء من المراحل الاولية.



    قصدت فقط لفت الانتباه لهذا الكتاب المهم الذي يكاد في هذا الجزء يكون قد بني على تحليل ظاهرة «محمود عبد العزيز». ولن تغيب عن ذاكرتي صورته في تلك الحلقة من «برنامج أغاني وأغاني»، وقد رمى برأسه بعيدا خلفه وكأنه ليس ملكه. وهو يحاول الغناء وكأن الكلمات تخرج من اصابع قدمه وتشخص وتبهت أعينه، ويرمى بها في مجهول مثل جحيم دانتي. وكأنه قد فدى الشباب بأن يقدم نفسه قربانا لمجتمع يخلط بين الاستهلاك والشعوذة والتدين البدوي، ولدولة تنازلت عن كل خدماتها، واكتفت بامساك الحراسات والنيابات وكرباج النظام العام. أنه ضحية الخواء الروحي رغم صوت الدين العالي الذي ينافسه في التلفزيون و«العداد».


    إن «محمود عبد العزيز» لا يحتاج لعلاج أو مصحة، ولكن من يحتاج للمصحة هو مجتمعنا ودولتنا، وفي هذه الحالة يشفى هو وغيره كثر في الظل.

    الصحافة

    نقلا عن بوست
    للاخ الكريم
    الكيك
                  

02-10-2013, 05:55 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان وليد يوسف يكتب عن رحيل الحوت (Re: طه جعفر)

    أسمع الآن محمود عبد العزيز يغني رائعة التاج مصطفي و عبد الرحمن الريح
    انصاف
    اتذكر عندما سمعتها من ابراهيم الماحي الفنان النبيل بمصاحبة الكبريتة في بيتنا في بري
    برفقة الجميلين
    مرتضي جعفر
    اسامة عرمان
    ياسر محمد علي
    علي شرفي
    جلال الجميل
    تيسير زيادة
    و يا جلال الجميل ما زلت احتفظ بشريط التاج مصطفي مازال الكاسيت الذي سهل حيازتي له من مكتبة الإذاعة اخونا و حبيبنا الفنان عثمان النو

    رغم ظلمة البيت و انعدام أي شي فيه فكان بيتا يسع الاحباب و هم يحاولون الفرح في سودان اول التسعينات من القرن المنصرم ابن الصرمة
    عملت مع ابراهيم الماحي اعمالا اخري اكثر شقاء و اعمق فكرا في جبهات أخري
    أنا احب ابراهيم الماحي و اعشق موسيقاه
    يا وليد برغم "فرولتك" الما جميلة فانت تذكرني باحباب اقدرهم
    و لا اخفي عليك فانا اقدرك ايضا فقط لا تعجبني شخصيتك الاسفيرية
    ربنا يسهل
    الراحل المقيم عبد الرحمن الريح من أهل جدتي زينب البدري ود برقان ( من السورجاب) و منهم عائلة سورج في امدرمان
    و له مع اهلي حكاوي مدهشة اتذكر منها تعليق احد عماتي علي اناقته
    فكان الرجل بالبنطلون الاسود و القميص الابيض و العمامة
    هذه كانت اناقة شاعرنا
    المرهف
    فلتعش ذكراه و لتبقي صورته في الخاطر جميلا و عفيفا و شديد النظافة

    طه جعفر

    (عدل بواسطة طه جعفر on 02-10-2013, 05:57 AM)

                  

02-15-2013, 05:25 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان وليد يوسف يكتب عن رحيل الحوت (Re: طه جعفر)

    انزل وليد يوسف ما بلومكم لمحمود عبد العزيز و ساعداولا الغربة بانزال نص الاغنية
    فكتب المغترب حسن موسي كلاما مهما نقول له في شأنه يا حسن موسي زمانكم فات و غنايكم مات
    ارجو ان تراجع قراءة مائة من العزلة حتي تدرك ان الفرصة الثانية ليس من الممكن ان تكون متاحة
    و هذا زمان الخسارت الكبيرة
    فلقد خسرناكم
    و خسركم الوطن
    و انتم تعتقدون غير ذلك
    فانت مثل مريود
    انت يا حسن موسي لا شيء!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    Quote: للأعزاء سلام
    هذه مناقشة غنية بالتفاكير في جيوبوليتيك فن الغناء و صورة الفن كدرجة عالية في سلّم الإحسان الجمالي الذي لا ينتظر جزاءا و لا شكورا.و كلما فتحت المنبر تمنيت أن أقرأ في هذا الخيط مزيدا من المساهمات، و في خاطري القنوات السرية بينه و بين خيوط موازية مثل خيط إلهام عبد الرازق عن مصطفى سيد أحمد " مزمار الزمن الصعب" الذي انفتح على خيط أقدم عن مصطفى سيد أحمد " التجريبي الأعظم في ذكراه العاشرة "[ عبد الخالق السر و الوليد و آخرين].و إن كان لنا من عزاء في هذا الأمر فربما كان في كون الكلام عن " ظاهرة محمود عبد العزيز " يفك عقد صُرّة التفاكير في صورة المغني كشخصية عامة، و قيل كقائد شعبي، مثلما فكّ هذا المغني الحصار السياسي، لا عن" التراث الغنائي المحظور" فقط ،حسب خاطرة الوليد النقدية في مطلع الخيط ، و إنما عن صورة الفنان الشعبي الذي يفرض حضوره بجاه الثقل الشعبي الحر.
    و بحكم إنتمائي "المذنب" لزمرة الفالتين عن نعمة سماع الفنان محمود عبد العزيز ، بسبب ضيق المجال و تشتت الحال، فقد سحت بين الأسافير اتقصّى سيرة هذا "الفتى الذي مات قبل أن" نسمعه و يسمعنا.حاولت أن اتصنت و استمع أولا، لكن أصوات النائحين و المنتحبين من دائرة المعجبين الواسعة كانت تطغى على صوت المغني فاضطررت للتعريج عليهم ومواساتهم بقلبي كون حزنهم بدا لي أكبر من مجرد حزن المعجبين على مغن وافاه الأجل المحتوم.أو كما لاحظ عبد الماجد أن ظاهرة الحداد الشعبي تموّه من تحتها بعدا سياسيا ينطوي على غضب من المتنفذ السياسي في البلاد.
    أنا أيضا تساءلت مع تاج السر الملك : " الفاتنا شنو نحنا ؟" و خطر لي أنه لم يفتنا شئ بخلاف تلك الملاواة اليومية الجبارة التي يكابدها جيل محمود عبد العزيز الواقف في مواجهة الغول الإسلاموي ، تحت شروط الإملاق الآيديولوجي الكبير ، بلا سلاح سوى سلاح الإبداع.و كون السلطان الجاهل قد احتاج في لحظة ما لأن يتصوّر في معية الفنان الشاب، فهذا " فيض اعزاز " بالغ الإلتواء من طرف هذا الراعي غير المسؤول الذي لا يتورع عن تحدى رعيته المغلوبة على أمرها و دعوتها للنزال " الداير يشيلنا يلاقينا في الشارع"!
    و الرعية المغلوبة على أمرها هي أيضا " جمهور محمود عبد العزيز" الذي وصفه سيف عثمان بانه يتكوّن من الشباب اليافعين الذين يرون في المغني الشاب نموذج المتمرد الذي يتحدى السلطات و هو يؤمن بحقه في التمرد و الخروج على منظومة العادات و التقاليد التي تمخضت عن هذا الغول الجاثم على صدر الشعب .
    سياحتي القصيرة وراء صوت محمود عبد العزيز لم تمكنني، بعد ، من عقلنة اسهامه الفني بين غنائمي الموسيقية، لكن صورته، صورة الفنان كخارج على الأعراف و العادات تطربني كلما تأملته و هو يقف عملاقا وسط حلقة قضاته و جلاديه الأقزام.
    سأعود



    اغنية محمود عبد العزيز



    ما بلومكم في ظنونكم
    فرحي مقبوض بين حصونكم
    مأسور جريح بين سجونكم


    أصلي زول من قمت طيب أسألو العرفوني فيكم
    ما جنيت على زول سليتوا قدمت روحي وفني ليكم
    أنا أصلي زول من قمت طيب أسألو العرفوني فيكم
    ما جنيت على زول حبيتوا قدمت فني ورحي ليكم
    جنيت علي نفسي المسالمة ولي ما حنت يديكم

    العشرة كيف رخصت وهانت
    أي زول الفيهو بانت
    ما لقيت حبايب وقفو جنبى غير القليل والروحوعانت
    في مصابي وقف مؤازر ظروفي خاينة والدنيا خانت
    وما بلومكم فى ظنونكم ما بلومكم
    أنا ما بلوكم في ظنونكم ما بلومكم


    طه جعفر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de