|
|
 هل توجد صداقة بين الرجال والنساء؟
|
السلام عليكم....اولا الموضوع دا ممكن يكون مدخل جيد للنقاش
عزيزي آدم ... كن صديقي ...
عزيزي آدم ... كن صديقي ... كم جميل ان نكون اصدقاء ... أكّد الكاتب ( جون غراي ) في كتابه الذي طبقت شهرته الآفاق "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" أن آدم وحواء كائنات كانت تعيش في كواكب مختلفة .. التقت وتواصلت وتزاوجت ثم هبطت إلى الأرض دون أن تتمكن من الانصهار في بعض...ها البعض وإذابة اختلافاتها الجوهرية .. هذه الاختلافات التي تمثلت في التركيبة الجسمانية .. طريقة التفكير والإحساس بالأشياء .. ومنطق التعامل مع المواقف والأحداث .. وبرغم أن الكتاب يناقش العلاقة بين الأزواج .. إلا انه يصلح للتدليل على اسباب تباين التفكير في شأن شائك ومعقّد كالصداقة بين الرجل والمرأة ... نحن قبيلة النساء ( الأغلبية ) منا عندما تقيم علاقة صداقة مع رجل .. تتعامل معه ككيان إنساني يربطها به تواصل روحي .. أما قبيلة الرجال .. ( الأغلبية ) منهم عندما يصادق أحدهم امرأة .. يتعامل معها ككيان أنثوي قابل للتطويع والتوجيه نحو الهدف الأهم المتمثل في تحويل الصداقة إلى علاقة أخرى يتحدد مداها ومستواها حسب رؤيته ورغباته ... ( بعض ) آدم ( الشرقي ) متهم بأنه ( معاق ) فكرياً .. ويعاني من قصور الفهم وضيق الأفق فيما يختص بالصداقة مع حواء .. فهو محكوم بالتربية والموروث الثقافي والاجتماعي والبيئة التي نشأ فيها .. وكلها عوامل كرست في عقله فكرة اختزال وجود حواء وكيانها كله في جسد لا يتقن غير الإغراء .. لأنه لم يخلق إلا لهذا الغرض .. هل نحن حقاً هكذا ؟؟ !! .. هل فعلا ينظر إلينا آدم بهذه الطريقة ؟؟!! .. هل يجب علينا أن نتوجس من كل صديق رجل ونحاول اثناء جلوسنا معه أن نحفر داخل عقله وحواسه لنستكشف نواياه ؟؟!! .. هل يجب علينا أن نراقب مسار نظراته .. ووضع حركاته في الميزان وكلماته تحت المجهر ؟؟!! .. هل يجب علينا ارتداء حزام العفة عند لقاء كل صديق ؟؟!! ... من المسئول عن الضبابية وعدم وضوح التي تخيم على علاقة الصداقة بين آدم وحواء في مجتمعنا الشرقي ؟؟!! هل هو التفكير الذكوري الذي يرفض منح حواء حقها في إنشاء علاقة سوية تعتمد على الثقة وصراحة الأهداف والتقييم الصحيح ؟؟!! ... أم هي نظرة المجتمع المتشككة التي تحمل أفكار بالية عن أن آدم + حواء = حتماً علاقة جسدية ؟؟!! ... يملؤني يقين بأن الصداقة الحقيقية بين الرجل والمرأة موجودة برغم ندرتها .. ويمكنها ان تنجح برغم الكثير من الامتحانات الصعبة التي تتعرض لها .. ونجاح علاقة الصداقة بين آدم وحواء يرتكز على مستوى النضج الفكري والعاطفي للطرفين ... وقدرتهما على فهم ضوابط وحدود العلاقة بالشكل الصحيح .. يعتمد على المستوى الثقافي والتعليمي .. وعلى مدى اتساع الذهن وشمول الرؤية .. اضافة الى القدرة على الانضباط النفسي والجسدي .. يعتمد على التحلي بالقوة لمواجهة نظرات الشك والريبة وعدم الاحترام التي يتبناها المجتمع تجاه هذه العلاقة .. وتحدي افتراضه الجاهز بعدم إمكانية ( نظافتها وسموها ) .. أحيانا تحتاج ( حواء ) إلى صديق من الجنس الآخر له نظرة مغايرة عن نظرة بنات جنسها كي يساعدها على فهم عالم الرجل بشكل أوضح .. صديق يسبغ عليها الحماية ويمنحها الأمان النفسي .. وأظن أن أصعب محن الصداقة التي قد تواجه ( آدم ) و ( حواء ) معاً هي هواجس التحولات العاطفية الغير متوقعة .. ومحاولات أي طرف للانتقال بالعلاقة من حيزها إلى حيز مختلف لا يرغبه الطرف الآخر .. البعض من قبيلة ( آدم ) يعاني من التمزق أثناء صداقته بـ ( حواء ) .. ما بين حاجته إلى الارتواء الروحي الذي توفره له علاقة الصداقة .. وبين نفسه الأمارة بالسوء .. ونواياه المفخخة بالرغبات .. هذه ( النوايا الشريرة ) التي تعتبر الصداقة مجرد جسر يجب قطعه للوصول الهدف الخفي ... وحتى أكون عادلة .. يجب أن اعترف بان هناك بعض النساء من قبيلة ( حواء ) أيضاً يعتبرن الصداقة مع ( آدم ) مجرد مطيّة للوصول إلى هدف خفي يعتمل في نفوسهن .. وإن كانت شفافية حواء تدفعها للوضوح بالذات فيما يختص بالمشاعر .. وهي لا تستطيع أن تخفي نواياها لفترة طويلة حسب طبيعتها التي جبلت على الإفصاح .. و( غالباً ) ما يكون هدفها الخفي ( عاطفي بحت ) وبعيد عن الرغبات الجسدية ... التي قد تأتي إذا ما أحست بتجاوب الطرف الآخر مع مشاعرها .. أي أن العلاقة الجسدية بالنسبة لحواء ليست الهدف ... ولكنها النتيجة الطبيعية لتطور العلاقة في إطارها الصحيح .. ليست غاية .. بقدر ما هي وسيلة للتعبير عن أحاسيسها ... البعض من قبيلة ( آدم ) يحمّل ( حواء ) مسئولية الحفاظ على حدود مربع الصداقة وحمايته من محاولات التحوّل أو التغوّل أو الاقتحام .. ويؤكد إن مفاتيح التحكم في نوعية العلاقة التي تربطها بآدم بيدها هي ... وهذه فكرة قاصرة لأنها تلزم قطب واحد بتحمل مسئولية فردية عن علاقة ثنائية ... فحماية العلاقة يجب أن تكون مسئولية مشتركة وموزعة بين الطرفين ... إمكانية وجود صداقة معافاة مع ( آدم ) واقع أعيشه بكل زهو .. أتعامل معه بعمق نواياي وظاهر نوايا الطرف الآخر .. لا افترض السوء .. وأحاول ( ما استطعت إلى ذلك سبيلاً) تفادي المزالق المقصودة و غير المقصودة التي تعكس الوجه المظلم لقمر الصداقة المضئ .. لقد واجهتني بعض ( الهنّات ) في مشوار الصداقة مع بعض منتسبي قبيلة آدم .. ( هّنات ) تمثلت في اختلاف النوايا .. وتباين التفكير .. وضيق مساحة النظر .. ( هنّات ) اشعرتني بخذلان جزئي غير قابل للتعميم .. لكنها لم تستطع ان تغير إيماني بهذه القيمة .. أوتجبرني على إعلان كفري بها ... فحياتي مليئة باصدقاء من قبيلة ( آدم ) افخر بمعرفتهم .. واتشرف بالظهور علانية معهم في اي مكان .. ففي ظني الخاص ان علاقة الصداقة السليمة الخالية من الاغراض .. تحتاج الى الضوء لتنمو و ( تفرهد ) .. تحتاج الى العلانية التي تدحر الظنون والتاويلات ...و تحتاج الى الوضوح لتستمر ... يا آدم ... كن صديقي .. وكم جميل أن نكون أصدقاء ... أو كما قالت الدكتورة سعاد الصباح ... كن صديقي كم جميلاً لو بقينا أصدقاء إن كل امرأة تحتاج أحيانا إلى صديق و كلام طيب تسمعه و إلى خيمة دفء صنعت من كلمات لا إلى عاصفة من قبلات فلماذا يا صديقي ؟ لست تهتم بأشيائي الصغيرة و لماذا .. لست تهتم بما يرضي النساء ؟ كن صديقي إني احتاج أحيانا لأن أمشي على العشب معك و أنا أحتاج أحيانا لأن أقرأ ديواناً من شعر معك و أنا كامرأة يسعدني أن أسمعك فلماذا أيها الشرقي تهتم بشكلي؟ و لماذا تبصر الكحل بعيني و لا تبصر عقلي؟ إني أحتاج كالأرض إلى ماء الحوار فلماذا لا ترى في معصمي إلا السوار ؟ و لماذا فيك شيء من بقايا شهريار كن صديقي ليس في الأمر انتقاص للرجولة غير أن الرجل الشرقي لا يرضى بدور غير أدوار البطولة! فلماذا تخلط الأشياء و ما أنت العشيق؟ إن كل أمراة في الأرض تحتاج إلى صوت ذكي.. وعميق و إلى النوم على صدر بيانو أو كتاب فلماذا تهمل البعد الثقافي و تعنى بتفاصيل الثياب؟ كن صديقي انا لا أطلب أن تعشقني العشق الكبير لا أطلب أن تبتاع لي يختاً و تهديني قصورا وتمطرني عطراً فرنسياً و تعطيني مفاتيح القمر هذه الأشياء لا تسعدني فاهتماماتي صغيرة .. و هواياتي صغيرة و طموحاتي هو أن أمشي ساعات و ساعات معك تحت موسيقى المطر و طموحي هو أن أسمع في الهاتف صوتك عندما يسكنني الحزن ويضنيني الضجر. كن صديقي فأنا محتاجة جدا لميناء سلام و أنا متعبة من قصص العشق و الغرام و أنا متعبة من ذلك العصر الذي يعتبر المرأة تمثال رخام فتكلم حين تلقاني لماذا الرجل الشرقي ينسى حين يلقى امرأة نصف الكلام؟ و لماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى و زغاليل حمام و لماذا يقطف التفاح من أشجارها ثم ينام؟!
سناء جعفر
|
|
 
|
|
|
|
احمد سيد احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست