د. عز الدين هلالي يكتب قصيدة عن الحوت ( ما أحلاها السِّيرة السِّمحة)
مقدمة عودنا الدكتور عزالدين هلالي أن يكون سباقاً ، تسبق أدمُعه أحاسيسه ، فكانت قصيدته الشاعرة نباتاً طيباً زاهراً . يعرف بأحاسيسه كيف يعبِّر ، بالسهل الشعري الممتنع ، فيقترب من لغة الناس ، ويبتعد بالقدر الذي يحقق للشعر أن يتوطن بينهم ، لا تأسره اللغة التي تُصعِّر خدها للعامة ، بل تحمل أشواقهم كأيدي الأطفال بحنائها في الأفراح ، وبكاءهم من بكاء الكِبار في مواسم الأحزان التي لما تزل تلازم كل الناس . هو يلاحق بالحنين أشجانه وعذاباته ، وقد صار في وطنه السودان ، تحُف به الأشواك ، مثل كل أهلنا في السودان يتضورون تحت رمضاء النار المشتعلة . و حزنه يتفتق بجراحاته . ذهب المبدعون إلى الغيبة الكبرى وبقي الأشقياء . *
(إلى الحوتِّية، وإلى عموم أهل السودان وإلى روح الراحل محمود عبد العزيز عليه الرحمة) د. عز الدين هلالي
ما بسّ صوتك ولاغِنواتك رغم الأبعاد الفي صوتك رغم حلاوة كل° غنواتك ما بسّ صوتك ولاغنواتك ديل آخر آخر حَسناتك يالما غنَّيت غنية رديئة يا الما ختّيت كلمة بذيئة مابس صوتك ولا غنواتك القصة بتكمُن في ذاتك في السر الكامن في الإحساس في السر الأودعو ربّ الناس في ذاتك وفي كلِّ صفاتك مابس صوتك ولاغنواتك يا قاضي حوايج كل الناس بالليل والناس همّاً نايمة يا مريِّح بال كل الأجناس نغماً والناس غمّاً هايمة وتكون وحدك بالليل حايم سبحان الله حيّ الدايم لا دايم إلاَّ الله يمكن محمود نايم نايم حبَّة وحالاً حيقوم حيقوم ويلبّي دعاء الناس غوث المظلوم عون المكلوم حيقوم ويقضّي حوايج الناس يمكن نايم لكن ياربّي الجدَّ شنو !؟ خلاَّهو ينوم كدة من بدري ! الجدَّ شنو ومحمود مهموم صارم ودغري من هو صغيِّر نومو شوية أكلو شوية جاذباهو النزعة الصُّوفيّة الجدَّ شنو وخلاّهو ينوم !؟ يارب نايم بيقضّى الفات ؟ بيقضِّي سنين السهر الفات !؟ بس ما من عادتو ينوم أصلاً ساعات سهراتو بيتَّصلن مرات أيام أيام وشهور ما بنوم ليلة يارب مسحور ؟ من هو صغيِّر شايل الشيلة يا فايزة يكون محمود نايم؟ يارب وين الراحة الليلة ؟ يافايزة محمد يا حاجة يابت الحاج ود الطاهر فايزة محمد ود الطاهر ياربّي يكون محمود نايم ؟ نايم حبَّة وحالاً حيقوم ؟ حيقوم ويلبّي دعاء الناس ؟ حيقوم ويقضَّي حوايج الناس؟ محمود من هو صغيِّر فلتة مليان إحساس ما همّو الدنيا الحسِّيَّة هامّاهو الآخرة المنسيَّة محمود من جينات ثوريَّة في الروضة اختار الحريَّة في الرابطة اختار الختميّة واختار الفرق المنسيَّة ومن كلّ الفرق المنسيَّة إختار الفرقة الزنجيَّة محمود من جينات ثوريَّة غنَّى ولوَّن دنيا الأطفال غنَّى القيم الإنسانيَّة قيم الأبطال اتدرَّج بالحب والإحساس ربَّى الأجيال من حبّ الشافع لى أمُّو لى حبّ الزول لى كل الناس من حب العاشق لى وطنو لى حب الخالق ربّ الناس من حبّ السّيرة النبّويّة لى حبّ الآخرة الأبديّة محمود من هو صغيّر حسّاس حتى وفي الموت إختار الموت بى حنِّيَّّة فكّر يمشي شويّة شويّة كان بجبر خاطر المنتظرين ماداير يفجع خاطر زول وعشان الفرقة الأبدّية تصبح هينة واحساس مقبول بدا يتسرَّب منّنا خلسة شوية شوية وجاراهو الموت في الحنِّيّة باصر روحو شويّة شويّة من قبل سنين مهَّد لى شيلتك يا حوتة ونحنا الرّايدنَّك ما عارفين في العايلة السمحة المتحابّة بدا بى خالك وبتّو الشابّة ونحنا الرايدنَّك منشغلين الفين وحداشر واتناشر شالت نَّوارة الفنّانين ونحنا الرايدنّك منشغلين شاغلانة الدنيا الدونيَّة من قبل سنين يا حوت الموت كان بيرتِّب في العملِّية في ضلّ الروح كان متخبّي من بين الناس كان متدِّبي خجلان من روحك يا حوتة حيشيلك كيف من وسط الناس الحبّوكا من وسط الكانوا ملازمنَّك من ناس حبّيتم وحبّوكا من ناس حابّيهم وحابنّك ! حيشيلك كيف من بين الناس الرّايدنّك ديل ما جمهور ديل حبّاً صاروا مريدنَّك ياشيخ الراية الحوتيَّة حيشيلك كيف من بين حيران ماديّن أرواحم حاضننَّك من بين جيران فاتحين أبوابم راجنّك سبحان الله حيّ الدايم لا دايم إلاّ الله محمود نايم يا فايزة محمد في لمحة محمود نايم نايم في النومة الأبدّية يا نومة النفس المنشرحة النفس الراضية المرضيّة النفس الخالدة الأبدية وختمت حياتك بى مدحّة !؟؟ ما أحلاها السيرة السمحة
رحمة الله على محمود رحمة تغشاه وترفد قبره بالامن والسلام صح الموت سلام يا عزو شكرا على الحزن الموجع رغم ان الحزن مافارقنى منذ ايام كان مريضا ودعوته ان يبقى لكنه كان متعجلا ومضى لبارئه شكرا يا شقلينى صباح اليوم وجدت عز الدين هلالى يبرنى بهذا الحزن فى بريدى ووجدتها هنا سيظل حزنا يقيم فى ارواحنا وغناءا يفيض وابتسامة تظلل سحابات ماتبقى من العمر يا ايها الفتى الجميل الذى اضعناه لاننا لانعرف كيف نحافظ على الجمال فينا دائما سباقون الى اغتيال الفرح والجمال فلك العتبى يا محمود قتلناك وبكينا على رحيلك ...
01-30-2013, 04:58 PM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
الكاتبة الرائعة : سلمى بنت الشيخ منذ أول مرة عرفت غناءه من أحد الأصدقاء " طلال عباس " . كان قد قربه من أذني لأسمعه ، وعرفت التطريب الطريقة المبتكرة في إعادة الغناء وإضافة الحيوية لكل الأغاني التي غناها . وعرفت أن الخاطر مكتوب ألا يعيش في بيئة تهدم عروش الفن وتحتفي بالموت ، وتستبق الجميع إلى المراثي الكذوبة ، فما نعرفه أن الدولة عندنا يكره أهلنا الفن والفنانين ، لكنهم يبحثون عن شباب ناهض عرف كيف يحب ، وأرادوا أن يجلبوه لحوزتهم ، وهيهات . لقد تأذى الفن والفنانون منهم وقد اغتالوا كل خير فينا وبقي الأشقياء شكراً لأختنا في مرافئ الغربة ، وأقول لكِ أن صديقنا المشترك الدكتور عز الدين هلالي قد عاد محاضراً في كليته التي أحب في السودان .
*
01-29-2013, 09:57 PM
ناصر احمد الامين ناصر احمد الامين
تاريخ التسجيل: 03-29-2009
مجموع المشاركات: 2913
Quote: ختار الموت بى حنِّيَّّة فكّر يمشي شويّة شويّة كان بجبر خاطر المنتظرين ماداير يفجع خاطر زول وعشان الفرقة الأبدّية تصبح هينة واحساس مقبول بدا يتسرَّب منّنا خلسة شوية شوية وجاراهو الموت في الحنِّيّة باصر روحو شويّة شويّة
تسلم يا دكتور هلالي .. و الله ليك وحشه شكرا باشمهندس عبدالله
01-30-2013, 05:36 PM
ذواليد سليمان مصطفى ذواليد سليمان مصطفى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 9551
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله الشقليني
Balla Musa
سلمى الشيخ سلامة
ناصر احمد الامين
ذواليد سليمان مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست