|
نبكيك يا قطار الشوق.. ونبكى وطناً دمر بايادى سودانية
|
http://www.youtube.com/watch?v=HnnDPLpUtlI
http://www.youtube.com/watch?v=jXGj_vDG3Yg
http://www.youtube.com/watch?v=VQCWxuXzRe8
الفديو مسجل عام 2006م _ أى بعد الدمار الذى بدأ فى العام 1990م باقالة 3700 عامل من السكة الحديد عن العمل فى قرار واحد وبجرة قلم واحدة أحرزها نائب والى الشمالية حينها (محمد الحسن الامين)_ يبدو ان الفليم مأخوذ من صور وفديوهات قديمة، فعام 2006م كانت السكة الحديد قد دمرت تماماً ولم يتبقى منها غير خطها الحديدى الذى مازال قابعاً يشهد على ذلك التاريخ العظيم.. تمّ تشغيل سفريات بين الخرطوم/عطبرة عام 2010م.. قررت حينها خوض التجربة فى رحلة اعتبرتها تعريفية لابنائى بذلك التاريخ العظيم، فنحن أبناء تلك المدينة التى عرفت (بعاصمة الحديد والنار)، مدينة عطبرة التى يحلو لاهلها ان يطلقوا عليها (أتبرا)، رضعنا من حديدها ونارها معنى ان نكون أو لا نكون، ولدنا وترعرعنا على طريق قضبان السكة الحديد من حلفا وحتى العاصمة ومنها الى مسافات اخر داخل الوطن الممتد حينها باريحية كاملة، بدأ الحزن يدب الىّ منذ وصولنا الى محطة السكة حديد بحرى، المحطة خالية من كل المظاهر القديمة وعدد الراغبين فى السفر لا يتعدى عدد العشرين..انتظرنا حتى وصل القطار.. (مسخ مشوهاً) من ذلك القطار الذى عهدناه.. عربات لا تتعدى أصابع اليد بما فيها رأس القاطرة ومنامة الاستاف وعربات الشحن، تذكرت يوم كان يصعب علينا مشاهدة القطار كاملاً من البداية حتى النهاية، يوم كانت تمتلئ عرباته بمئات الركاب ويعتلى البقية رأسها، اخترنا غرفة اطلق عليها (الدرجة الاولى) وعرفناها قديما بــ (النوم).. احسست بانقباض وأنا أعتلى مكانى داخل الغرفة، بدأ اولادى سعيدين وفرحين، ربما لانهم لاول مرة يصعدون على درج قطار.. وكنت ازداد حسرةً لانهم جاءوا فى زمن التوعك والردة والرجوع الى الوراء.. لم أفسد عليهم فرحتهم واحتفظت بشعورى وحسرتى لوقت أخر لاحكى لهم عن هذا القطار وكيف كان شامخاً واسطورياً، بدأت الرحلة، مررنا بالمحطات القديمة وتذكرت قول الشاعر ( فاروق جويدة).. (المكان هو المكان.. لا انت انت ولا الزمان هو الزمان)، دمار شامل فى كل شئ.. رصيف المحطة، مبانى المحطة، المساكن القديمة.. محطات بدت خالية من السكان.. تكرر المنظر فى كل المحطات حتى وصلنا الى مدينة عطبرة، وكنت وقتها قد غبت عنها ما يقارب الخمسة عشر عاماً، بدأ مدخل المدينة كخرابة لا يمكن ان تبعث حية، تراكمت على جانبى مدخل القطار بقايا حطام قطارات قديمة واكوام النفايات وبقايا دمار.. صقعتنى مفاجأة المدينة.............. فبكيت.. بكيت قطار الشوق وبكيت وطناً دمر بأيادى سودانية...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نبكيك يا قطار الشوق.. ونبكى وطناً دمر بايادى سودانية (Re: إحسان عبد العزيز)
|
مرحبتين حبابك هاشم الادريسى.. حقاً عطبرة الجميلة بلد الحبايب.. عدت بذاكرتى بكتابة هذا المقطع الى كلمات كتبتها فى شكل قصيدة وأنا فى مدرسة العمال المتوسطة حيث قلت: عطبرة يا بلد أهلى مكان ما سقط راسى ومكان ما ادفن جدى بطرى فيك صغرى وبطرى فيك جهلى وكتان يجى ابوى ويحدث امى باكر نسافر خلاص اخدت اجازتى تمشى لاهلك واشوف اهلى وافرح انا ويفرخ اخوى وكمان اختى نفرح باكر لامن نشوف كمال خالى خالى الحنين خالى الوليف شبيه اهل بلدى فرحانين نجرى ونلعب مع بنات خالى واحد يقول ديل لعبك وديل لعبى وواحد يقول بت ام ليون عروسى ........................................ ولها بقية هكذا كان لعاصمة الحديد والنار طعم خاص ولون خاص
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نبكيك يا قطار الشوق.. ونبكى وطناً دمر بايادى سودانية (Re: إحسان عبد العزيز)
|
فشهد القطار حضارات شندى وكرم اهلها البسطاء عندما يمر القطر بها وهم يستقبلونه فى غاية الترحاب وحفاوة ويفتحون ابوابهم لكل من إنقطع به القطار وكل عابر طريق للإستحمام والضيافة . .رغم قصر المسافة التى إختصرها طريق التحدي....عموماً إفتقدنا القطار وإفتقدنا كل شئ جميل ....إفتقدنا صفارة القطار وحركة الانوار ..المحطة والسكة الحديد كان له شنة ورنة ...وحقيقة ايام لا تضاهى بثمن..........................
صوره من محطه شندي في الزمن الجميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نبكيك يا قطار الشوق.. ونبكى وطناً دمر بايادى سودانية (Re: أحمد محيي الدين جمال)
|
يا سلام.. تسلم احمد محى الدين جمال.. حقاً انها صورة رائعة عادت بنا الى ذكريات عزيزة وايام جميلة لا تضاهى بثمن كما أسلفت.. شندى من المحطات التى ظلت عالقة بالذهن ولا يمكن ان تنسى أبداً.. (طعمية شندى ورغيفها) ما زلنا نحتفظ برائحتها المميزة وطعمها الطيب ان حق بانها فى (الذاكرة) وان كان يمكن ان يكون للذاكرة ان تتذوف وتشم.. لا أستطيع التعبير ولكن حقيقة ظلت طعمية شندى ورغيفها فى ذاكرة الطعم والوجدان.. شندى تلك المدينة الزاهية التى تتوسط الطريق مابين الخرطوم وعطبرة وتعتبر زهرة المدن فى تلك الرحلة الحبيبة.. مهما اختصر طريق التحدى المسافات والزمن فلن يعيد لنا ذلك البريق الذى نستمتع به حتى وان تعطل الزمن.. فى رحلة الى عطبرة قبل اسبوعين او أكثر سافرت ومعى بعض الرفيقات لاداء واجب العزاء فى الرفيقة الراحلة اسيا جرهوم.. عند مرورنا بمدينة شندى قلت لرفيقاتى ستتذوقوا معى أجمل طعمية وعيش يمكن أن تستطعماه على الاطلاق.. هنا فى شندى ساتحفكم بذلك.. واشترينا العيش والطعمية وكنت امنى النفس بانعاش الخواطر بذلك الطعم الساكن فى أعماقها.. ولكننى وجدت طعمية أخرى ورغيف أخر.. وقلت حقاً يا شندى.. المكان هو المكان.. لا انت انت ولا الزمان هو الزمان.. حتى الطعمية يا وطن تبدلت وتغير طعمها ورائحتها.. الله يلعن الكان السبب تحياتى وفائق تقديرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نبكيك يا قطار الشوق.. ونبكى وطناً دمر بايادى سودانية (Re: إحسان عبد العزيز)
|
تعمدت يا أحمد محى الدين أن أفرد للطعمية والعيش مساحة لوحدها.. ولكن لن ننسى طواقى شندى ومناديل شندى وفرد شندى.. تلك المصنوعات اليدوية المتفردة، لن ننسى أنها كانت من بين مقتنياتنا الجميلة من تلك المدينة الجميلة فى ذلك الزمن الجميل.. ومنقة شندى.. أرجو ان لا يكون قد جار عليها الانقاذ كما جار على كل المخلوقات وتبدلت هى الاخرى.. لك كل الشكر يا اخى فقد أنعشت فينا الذاكرة والوجدان وخواطر الزمن الجميل فائق شكرى وتقديرى
| |
|
|
|
|
|
|
|