بين خطبة الشيخ محمد الحبر يوسف نورالدائم بيرمنجهام ومقال د. محمد عبدال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 11:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2013, 04:35 PM

بشرى مبارك ود السقاى
<aبشرى مبارك ود السقاى
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 1028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين خطبة الشيخ محمد الحبر يوسف نورالدائم بيرمنجهام ومقال د. محمد عبدال


    الاخوان والاخوات الكرام متابعي حلقات الدرس اليومى بعد صلاة الفجر من بيرمنجهام أحييكم بتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وأطل عليكم اليوم بعد عصر الجمعة بدايات شهر ربيع ونحن نستمتع بنفحات ميلاد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما قابلت الشيخ محمد الحبر يوسف نورالدايم يوم الاربعاء بالمساء بعد صلاة العشاء بمسجد أمانة معاذ الخيرية وقد ذكر لى مشكوراً أنه سوف يكون خطيب الجمعة بإذن الله فقررت أن أجهز مشاعرى لتلخيص الخطبة لكى أعود بكم الى 4 سنوات للوراء وتحديداً الى يوم الجمعة 22 فبراير العام 2009م عندما حضرت من المانيا بون الى بريطانيا بيرمنجهام باحثاً عن الاستقرار من أجل دراسة أبنائى والحمد كان الخطيب فى ذلك اليوم الاخ والشيخ محمد الحبر يوسف نورالدائم وتواصلت خُطبة لأربع جمعات والحمد لله كلها لخصتها ونقلتها الى المنتديات التى أشارك فيها ومن ضمنها هذا المنتدى المبارك منتدى السقاى .
    تناول الشيخ محمد بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على خاتم الانبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وتجول بنا من بداية ميلادة عليه أفضل السلام وأتم التشريف تجّول بنا مع صفات النبى وعن خلقه والذى قالت فيه السيدة عائشة رضى الله عنها كان خلقة القرآن يرضى بما يرضى به القرآن ويسخط بما يسخط له القرآن المُنزل ، كان صلى الله عليه وسلم رحيماً مع أهله أهل مكه رغم بغضهم ومحاربتهم له بل وإجباره على الهجرة الى المدينة المنورة وكيف سامحهم عندما فُتحت له مكة وأدانت جزيرة العرب بالاسلام والحمد لله .الخطبة كانت رائعة وشيخنا بحمد الله مازال فى شبابة لم يتجاوز الثلاثين فى العمر وربما فى نهاياتها وما زال يلبس العمه والشال السودانى والذى يجعلنا نحن فى أمانة معاذ الخيرية أكثر فرحاً بخطبته وتواجده معنا فى حلقة القرآن والتفسير(حلقة الشيخ الدكتور بسطامى محمد أحمد بأمانة معاذ الخيرية ) بعد صلاة العشاء عند كل جمعة وقد ذكر أنه سوف يكون حاضراً اليوم .
    هنا لا بد أن نطلب منكم الترحم على روح الدكتور محمد أحمد الحاج الذى غادرنا قبل إسبوع من بيرمنجهام الى السودان وتشاء الاقدار أن يتوفى بين أسرته فى بحرى وأرجو أن نترحم عليه وتجدون النعى كاملاً فى المنتدى العام بمنتدى السقاى .
    حضرت وأنا أتصفح الجرائد السودانية وجدت فى الانتباهة حديث أو مقال الدكتور محمد عبدالله الريح وهو قريب الاخ محمد الحبر يوسف نورالدائم يتحدث فى نفس الموضوع ورأيت إضافته لمزيداً من العلم والمعرفة والاجر نسأل الله أن يكتب للجميع فى كل حرف حسنة والله يضاعف لمن يشاء والان الى مقال الدكتور محمد عبدالله الريح :



    بأبي أنت وأمي يا رسول الله..د. محمد عبدالله الريّح
    التفاصيل
    نشر بتاريخ الجمعة, 25 كانون2/يناير 2013 13:00
    لم تنل منك الجاهلية الأولى
    ولن تنال منك جاهلية القرن الحادي والعشرين
    يا سيدي يا رسول الله
    نحمد الله حمداً طيباً مباركاً فيه، حمداً كرضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، وعدد خلقه. حمداً يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، فله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، ونثني عليه ثناءً هو أهل له وكما أثنى هو على نفسه.
    ونصلي ونسلم عليك تسليماً كثيراً يعيد إلى نفوسنا الهائمة وضمائرنا التي شواها الشوق إلى سيرتك العطرة، قبسات من نور هديك الذي زلزل عروش الجبابرة وهد قلاع الشرك والطغيان ومد بساط التوحيد لكل تائه ومفتون.
    وفي هذه الأيام ونحن نستقبل عيد مولدك تتنزل علينا معجزات الله سبحانه وتعالى. لقد أرادوا أن ينالوا منك بالسخرية والازدراء، وأن يشوهوا قدرك وما دروا أن الله أراد أن يحقق معجزة لو أنفقنا كنوز الأرض خارجها وباطنها لما استطعنا. فمن بعد قرون وقرون هذه أمتك تتوحد على قلب رجل واحد في الدفاع عنك، والاستنكار لما قامت به جاهلية القرن الحادي والعشرين. فتردهم على أعقابهم خاسئين مدحورين. شاهت الوجوه وعميت الأبصار وأخرست الألسن. لقد عجزت الحكومات أن توحد أمتك ولكن الاستهزاء بك وحد أمتك بعفوية وتلقائية، فانطلقت طاقاتها المكبوتة تلقن صناديد جاهلية القرن الحادي والعشرين دروساً لا قبل لهم بها، فسرى فيهم خوف ورهبة لم يتوقعوها. وما دروا مكانتك عند أمتك. وما دروا أننا نصلي عليك ولا تغيب سيرتك العطرة عن ذاكرتنا وذاكرة أجيالنا القادمة بإذن الله.
    ما دروا أننا نصلي عليك صلاةً يصلح بها حالنا والذي لا يصلح إلاّ بما صلح به أوله.. منذ فجر النبوة وعهد خلفائك وأصحابك الأبرار، رضوان الله عليهم.
    نصلي عليك وأنت أول المؤمنين حين تعلمنا التسليم الكامل لله رب العالمين وأنت تتلو علينا قوله: «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المؤمنين» فكيف لا تفنى أمتك وتتفانى في عبادة خالقها وتسلم أمرها له بجميع جوارحها وخطرات نفوسها وسلوكها، وأنت تتلو عليهم ذلك القول الذي جعلته منهجاً لحياتك حتى لحقت بالرفيق الأعلى؟
    ما دروا أننا في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله نتدبر أمرنا فنرى حال المسلمين وقد أحاطت بهم الفتن كقطع الليل البهيم تماماً كما أخبرتنا ونرى حالنا وقد تكالبت وتداعت علينا الأمم كتكالب الأكلة على قصعتها، فنذكرك في هذه الظروف الحالكة والظلم قد استشرى في الجو والبر والبحر.. وهبت طواغيت البغي والعدوان من صهاينة ومجوس ومستكبرين ومشايعين.. نذكرك وأنت تتجه إلى ربك مناجياً في أحلك الساعات التي تجعل أقوى الرجال ينكص على عقبيه من هول ما لاقى:
    «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين. أنت رب المستضعفين وأنت ربي.. إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدوٍ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل عليَّ سخطك. لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك». ثم تستمد من مناجاتك تلك قوة النفس ومضاء العزيمة والثبات على الحق. «والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر لما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه».
    فتتجه قلوب أمتك من المستضعفين إلى رب المستضعفين ترجوه إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، وهي لا ترهب إلاّ غضبه ######طه.
    ما دروا أننا نصلي عليك يا سيدي يا رسول الله ونذكرك وأنت تضع اليقين في قلب حبيبك وابن عمك سيدي عبد الله بن العباس، وأنت تقول له: إن الناس كلهم لو اجتمعوا على أن ينفعوك أو يضروك بشيء لما استطاعوا أن ينفعوك أو يضروك بشيء لم يكتبه لك الله. وإن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك ما كان ليصيبك. فينزل ذلك اليقين على قلوب مؤمنة فيتحقق لها أن تفتح البلاد والأمصار وتمد بساط التوحيد إلى الصين، فتمحو ذل العبودية والشرك وهم موقنون بأن كل القوى مهما تكالبت وتجمعت فلن تفيدهم بشيء أو تمنع عنهم شيئاً إلا أن يكون الله قد كتبه عليهم.
    ونصلي عليك ونسلم تسليماً كثيراً وقد نهضت بأمتك من قاع الذل والمسكنة التي ضربت على أقوام من قبلهم إلى شرفات العز والمجد متحلية بطاعة الله.
    ما دروا أننا نصلي ونسلم عليك تسليماً كثيراً ونذكرك وأنت تذرف الدمع خوفاً ووجلاً وأنت تستمع إلى عبد الله بن مسعود وهو يقرأ قول السميع العليم:
    «فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً». فتشرق بالدمع من هول الموقف وأنت تشيل حمل كل تلك الأمم.
    ما دروا أننا في السودان قد صغنا المدائح من سيرتك وعبرنا بها عن أشواقنا إليك:
    من الحلو ما بحول بمدح سيد الفحول أب علامة
    سيدي الخصب المحول
    النور كل الظلم سيدي العادل الما جار ظلم
    هولو العفة وهولو الشمم سيدي الشايل حمل الأمم
    نصلي ونسلم عليك يا سيدي يا رسول الله:
    الصلاة والسلام مقرونة بالرحمة
    للنبي وأصحابه الرحما
    ذي الجاه العريض والمنزل الأسمى
    يوم وضع الرسول توالت الرحمة
    الحور والملايكة الجاته متزاحمة
    إبليس صار حزين وجنوده منفحمة
    كسرى وأب جهل النار لهم تحمى
    يا النـبي
    ما دروا أننا في ذكراك يا سيدي يا رسول الله نذكرك وأنت تسأل الله أن يسكنك في أحب بقعة إليه بعد أن أخرجك الذين كفروا من أحب بقعة إلى نفسك، فتهفو قلوب الملايين من أمتك الذين تقطعت بهم السبل فذابت أكبادهم شوقاً إلى تلك الديار التي تشد إليها الرحال:
    قالوا الحجيج قطع شايل نور البقع
    وأنا قلبي زاد وجع حماني القيد منع
    ويتساءل أحبابك في لهفة ووجد يتسامى بالنفس إلى الروضة الشريفة:
    لمتين جلوسنا
    في الروضة الفيحاء
    وإكمال دروسنا حول النبي المعصوم
    ونفارق الأوطان
    مسقط روؤسنا
    لمواطن الأنصار خزرج وأوسنا
    هيامنا وأشواقنا التي تحملنا إلى قلب التاريخ، ونحن نرى الأوس والخزرج وهم يلتفون حولك ثم يأخذ البراء بن معرور بيدك الشريفة وهو يقول:
    «والذي بعثك بالحق.. لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا .. فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب وأهل الحلقة، ورثناها كابراً عن كابر».
    ثم يبايعونك:
    «بايعنا على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا، وأن نقول الحق أينما كنا ولا نخاف في الله لومة لائم»
    وها هم وقد استقبلوك هم ونساؤهم وأطفالهم بعد أن طلعت عليهم كالبدر من ثنيات الوداع وأنت تدخل المدينة وتطلق العنان لناقتك القصواء، فقد كانت مأمورة فتبرك على مربد سهل وسهيل ابني عمرو فتبتاعه وتبني عليه مسجدك.
    هذه أمتك يا سيدي يا رسول الله وقد رهنت تاريخها كله بتاريخك وسيرتك العطرة فمن لها غيرك؟
    يا صاحب الإسراء جبـريل أمامك
    يا قائد الكرام من حاز مقامك
    ما دروا أننا لسجاياك ترتفع نفوسنا عن الصغائر وأنت قدوتنا ومثلنا الأعلى بما تمثله لنا من قمم شاهقة من المكارم والضياء النبوي الذي يعم الأكوان.
    نبياً تقي وعف
    وعلى المسكين عطف
    أملاك الرحمة
    واقفين من خلفه صف
    كان دايم البشر
    ورحيم اليد والكف
    والحسن كله
    في صورته اعتكف
    عند بابه الخير عكف
    وأمطاره قالت تف
    بمثل هذه اللغة الشفيفة تمدحك وتمجدك أمتك في السودان بكل الوجد والتسامي:
    الماحي الزال النفاق
    الصدوق الصادق المصداق
    المحلحل للكرب الضياق
    المعظم من الخلاق
    المتوج فوق البراق
    ونحن نستعيد سيرتك العطرة نصلي ونسلم عليك تسليماً كثيراً:
    اللهم صلي على النبي القرشي صلاةً بعدد الطافوا بالعرش
    ونذكرك يا سيدي يا رسول الله وأنت تقف على باب الكعبة وبوابة التاريخ وأنت تقول:
    «لا إله إلاّ الله وحده .. لا شريك له .. صدق وعده .. ونصر عبده .. وهزم الأحزاب وحده. ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلاّ سدانة البيت وسقاية الحاج. ألا وقتيل الخطأ مثل العمد، السوط والعصا، وفيهما الدية مغلظة مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها.
    يا معشر قريش .. إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء .. الناس من آدم وآدم خلق من تراب».
    ثم تتلو قول ربك: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباًً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
    ثم تخاطب الذين أخرجوك من دارك وآذوك وآذوا أصحابك وقاتلوك وقد جئتهم فاتحاً منتصراً:
    «يا معشر قريش ويا أهل مكة ما ترون أني فاعل بكم؟»
    فيقولون: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم.
    فتقول لهم في سماحة المقتدر: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
    ونحن نتلقى منك القول الذي لا ينطق عن الهوى أن كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه .. وها نحن نشهد المسلمين وقد أهدرت دماؤهم واستبيحت أعراضهم وسلبت أموالهم أخرجوا من ديارهم، يا رسول الله ولسنا قلة يا سيدي يا رسول الله بل كثرة ولكنها كثرة كغثاء السيل، فمن لنا من بعدك يا نبي الله وقد كنت حجاباً لأمتك تحميها من إعجابها بكثرتها يوم حنين وأنت تقف فيهم كالطود الأشم .. لا يرتعد جانبك ولا ترهبك جلجلة الدروع ولا قعقعة السيوف ولا وهج الأسنة والرماح فيصيح عمك العباس بن عبد المطلب عليه رضوان الله:
    «يا معشر الأنصار الذين آووا ونصروا .. يا معشر المهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة .. إن محمداً حي فهلموا».
    فيستمد أصحابك ثباتهم من ثباتك ثم يقبلون على الموت، وقد أصبحوا أحرص عليه من الحياة، فتوهب لهم الحياة وتوهب الحياة لملايين المستضعفين الذين قيل لهم أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
    «لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ! ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين».
    صناديد جاهلية القرن الحادي والعشرين ما دروا أننا نتبعك، وقد أبنت لنا كيف يكون الايمان الحق وأنت تقول: «ليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، وأن قوماً غرتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا: نحن نحسن الظن بالله. كذبوا، لو أحسنوا الظن بالله لأحسنوا العمل».
    ما دروا أننا في يوم مولدك نذكرك يا سيدي يا رسول الله حتى وأنت تتكئ على جدار الفانية وتهم بمغادرتها واللحاق بالرفيق الأعلى... تعلمنا كيف يفارق المسلم دنياه وقد غسل ما بينه وبين الآخرين وأنت تقول: «أما بعد أيها الناس.. قد دنا مني خلوف من بين أظهركم ولن تروني في هذا المقام فيكم، وقد كنت أرى أن غيره غير مغن عني حتى أقومه فيكم. ألا فمن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه، ومن كنت قد شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد، ولا يقولن قائل أخاف الشحناء، ألا وأن الشحناء ليست من شأني ولا من خلقي، وإن أحبكم الي من أخذ حقاً إن كان له عليَّ أو أحللني فلقيت الله عزَّ وجلَّ وليس لأحد عندي مظلمة». فيقوم منهم رجل ليقول لك : يا رسول الله لي عندك ثلاثة دراهم. فتقول: أما أنا فلا أكذب قائلاً ولا مستحلفه على يمين فيم كانت لك عندي؟ فيقول: أما تذكر أنه مرَّ بك سائل فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم. فتقول: أعطه يا فضل.. ثم تقول: يا أيها الناس من عنده من الغلول شيء فليرده، فيقوم رجل ويقول: يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله. فتقول: فلم غللتها؟ يقول الرجل: كنت إليها محتاجاً. فتقول: خذها منه يا فضل. ثم تخاطبهم: يا أيها الناس من أحس من نفسه شيئاً فليقم أدعوا الله له. فيقوم اليك رجل ويقول: يا رسول الله إني لمنافق وإني لكذوب وإني لشؤم. وهنا يقول عمر بن الخطاب: ويحك أيها الرجل لقد سترك الله لو سترت على نفسك. فتخاطب عمر قائلاً: مه يا ابن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، اللهم ارزقه صدقاً وإيماناً وأذهب عنه الشؤم إذا شاء.
    ما دروا أننا هكذا كنا نتعلم من رسولنا وهو مفارق للدنيا.
    فكيف نصبر على إيذائه وإيذاء سيرته من قوم يكفرون بنعم الله فيغرقون البحر باللبن حتى لا ينخفض سعره؟
    فمن لنا من بعدك يا سيدي يا رسول الله في زمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر؟
    ونحن نستعيد سيرتك يا سيدي يا رسول الله نستمد منك القوة لنقارع أساطين جاهلية القرن الحادي والعشرين ونسأل الله أن يرحم ضعفنا وأن يقيل عثرتنا وأن يفتح علينا بنصرٍ من عنده ، وأن ينزل علينا سكينة كتلك التي أنزلها على عباده يوم حنين فقد ضاقت بنا الأرض بما رحبت وأن ينزل علينا رحمته وغيثه، ونعوذ بوجهه الذي أشرقت له الظلمات من أن ينزل غضبه أو سخطه علينا إنه نعم المولى ونعم النصير، ونصلي ونسلم عليك يا حبيب الله ويا حبيبنا وقرة أعيننا عدد خيرات الله.
    المريود المكرم صلى الله عليك وسلم.
    المتطفل على موائد حبكم محمد ود فاطمة بن عبد الله بن الريَّح
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de