|
ميديا بوست فكرة للنقاش
|
تحياتى للجميع كنت قد ناقشت فكرة الميديا بوست على موقع الراكوبة فى شهر يوليو من العام الماضي و فتحت بوستين صوتيين أحدهما للتعريف بالفكرة و الثانى لمناقشة موضوع آخر ، الآن أطرحها هنا لمزيد من النقاش . إخترت اسم ميديا بوست بعد أن بحثت أسماء أخرى مثل أوديو بوست أو ميديا فايل و أسماء أخرى و أخيرًا وقع اختيارى على اسم ميديا بوست لأنّه يجمع بين مضمون البوست و أدوات الميديا و هذا ما أعنيه بالضبط كما أنّ كلمة ميديا متداولة و معروفة للجميع . فكرة الميديا بوست نابعة من التفكير فى العصر الذى نعيشه و الذى يمتاز بالسرعة و ضيق الزمن الذى لا يسمح بتوزيعه على مهام كثيرة جميعها تدخل فى باب الضروريّات كما أنّ الميديا تمدّدت على حساب القراءة بل أنّ القراءة صارت تتراجع أمام بعض المجالات التى تعتبر الكتابة ضروريّة فيها مثل اللافتات ، فالكثير من المطاعم و محلات السوبر ماركت و غيرها إستعاضت عن الكتابة بوضع صثوَر تعبّر عن منتجاتها دون كتابة حرف واحد و هذا يشمل أيضًا علامات المرور و العلامات على الطرق السريعة و التى تشير إلى أماكن محطّات الوقود أو المطاعم أو المستشفيات من خلال وضع علامات متعارف عليها يفهمها الشخص دون الحاجة إلى القراءة . كذلك قد تراجعت مساحة القراءة من خلال الأجهزة الحديثة التى تعنى بالكتب مثل ال e book reader و الذى بجانب أنّه يحفظ عدد كبير من الكتب فهو أيضًا يحوى قارئ إلكترونى يسهّل على الشخص تناول مادّة الكتاب دون الدّخول فى متاهات القراءة . لكل هذا و لأسباب أخرى أرى أن البوستات فى منابر الحوار أو جزء منها على الأقل يجب أن يتم تسجيلها على ملفّات ميديا سواء أكانت ملفّات صوتيّة فقط أو فيديو ، أو حتى بالإمكان تمديد الإقتراح ليشمل معارض للصور و غيرها من المواد المسموعة و المشاهَدَة التى تيسّر على الشخص المتصفّح للبوست التعامل مع مادّة البوست دون الحاجة للقراءة و التى تحتاج لتركيز أكبر و هدوء قد لايتوفّر فى كل الأحوال . بوستات الميديا تتيح الكثير من الحريّة للشخص المتصفّح للبوست فهو بإمكانه أن يقوم بعمل آخر خلال سماعِه لمادّة البوست أو مشاهدة الفيديو و بالتالى يمكنه أن يقلّل من التعامل المباشر مع الكمبيوتر و الذى يسبّب الكثير من مشاكل النظر أو الضّيق و التوتّر بسبب الإضاءة ، كما أنّ الشخص المتصفّح يمكنه أن ينسخ البوست فى ملف mp3 أو أيّ ملف ميديا آخر و يطّلع عليه من خلال جهاز I pod و I pad أو حتى مسجّل السيّارة و بالتالى سيكون ليس بالضرورى أن يجلس الشخص قرب الكمبيوتر ليتمكّن من الإطّلاع على البوستات إذ يمكنه الإطّلاع علىها و هو خارج المنزل أو فى السيارة أو حتى خلال ممارسة الرياضة أو أىّ أنشِطة أخرى يقوم بهاالشخص خلال اليوم . هناك جانب هام و عملِي جدًا فى الميديا بوست و هو إمكانية عمل حوارات مع أشخاص لا يصل الإعلام إليهم كما أنّ هناك أشخاص لهم قدرات أفضل فى الخطابة و لا يهتمّون كثيرًا بالكتابة و هؤلاء يجدون التعامل مع الميديا بوست أسهل من البوستات المكتوبة . بالطبع أنّ هناك الكثير من البوستات تمّ تدعيمها ببوستات ميديا أو حتى تمّ فتحها بدافع إنزال مواد محفوظة فى بوستات ميديا و لكن هذا العمل حتى الآن لم يتم فى إطار أنّه طريق آخر لعمل مُوازى للبوستات المكتوبة و المتعارف عليها و من ثمّ فتح بوستات متخصّصة فى ملفات الميدياإستهدافًا لمزايا الميديا بوست فى ذاتها و التى ذكرتها من قبل و مزايا أخرى غيرها كثيرة . المرحلة التى يمر بها السودان الآن تحتاج إلى الكثير من التوثيق فهناك الكثير من الأحداث التى يصعب التوثيق لها من خلال الكتابة كما أنّ الساحة السياسية و الثقافيّة بالسودان بها الكثير من الحركات و الأحزاب و المنظّمات و المجموعات الشبابية و غيرها من الأجسام الجديدة و التى تحتاج إلى التعريف بنفسها و فكرهاو برامجها و الميديا بوست سيضمن إنتشار أفكار مثل هذه الأحزاب و الحركات و المجموعات المشار إليها كماأنّ الأحزاب القديمة نفسها بها الكثير من الحراك الفكرى و التحالفات التى تحتاج للمزيد من تسليط الضّوء و لأنّ الميديا بوست يعمل عمل البوست و عمل الإذاعة معًا ، سيتيح الفرصة للكثير من الآراء و الأفكار لتتم مناقشتها فى النور دعمًا للحراك المعرفى الذى إنفجر مع الإنفجار التكنلوجى الذى نعايشه .
أنوى القيام بحوارات مع مجموعة كبيرة من المفكّرين و المثقّفين و مسئولى الحركات و الأحزاب و التيّارات الفكرية المختلفة دون التوقّف عند إنتماء سياسي أو فكرى دون آخر لأنّ المعرفة قضيّة تحتاج للكثير من الشفافيّة عند التعامل معها و طالما أنّ الأمر مربوط بالمعرِفَة فليس من الموضوعى أن يتم التعريف بتيارات دون أخرى و سوف أحاول الإلتزام بهذا الجانب حتى تعم الفائدة .
أتمنّى أن يشارك الجميع فى النقاش لأنّ هناك جوانب عمليّة غير هذا الطّرح النّظرى تحتاج للمزيد من النقاش و هذا الطّرح النظرى من المؤكّد تنقصه الكثير من الحقائق لا يتم الوصول إليها إلّا من خلال النقاش الموضوعى الذى لا يقِف عند المسمّيات بل يتجاوزها ليخاطب عمق القضايا .
أشكركم جميعًا
غير الأعضاء يمكنهم إرسال مقترحاتهم على ايميل [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ميديا بوست فكرة للنقاش (Re: وليد زمبركس)
|
هناك إنطباعيّة شائِعَة جَعَلَت الكثيرين يأخذون مواقِفًا سلبيّة من بعض الحركات السياسة و الأحزاب و المنظّمات الحقوقيّة و غيرها من منظّمات المجتمع المدنى ، و هذه الإنطباعيّة التى اتحَدّث عنها هى نتاج فهم خاطئ يلصِق بالاحزاب و المؤسّسات رأى بعض أتباعَها فى عمَلِيّة خلط غير مقصودة بين آراء المؤسّسات و آراء الأفراد المنضوين تحت لواء هذه المؤسّسات و الذين قد تكون لهم وجهات نظر تفارِق اطروحات المؤسّسة فى بعض جوانِبِها و لهذا يكون إعتماد آراءهم هو انتقاص لمواقِف مؤسّساتهم و من هذا المدخَل فإنّ المديا بوست قد يفتح الطريق أمام التمييز بين آراء هؤلاء الأفراد و آراء مؤسّساتهم و ذلك من خلال القيام بالكثير من الحوارات و اللقاءات التى تعكس رأى المؤسّسات من خلال النّاطِقين الرّسمِيّين باسمها بدلًا عن اعتماد قول كل شخص منتمى إلى عضويتها و معاملة رأيه الشخصى و كأنّه رأى المؤسّسة ممّا قد يعرِض المؤسّسات و كأنّها كيانات متاقِضَة تطرَح آراء غير متناسِقَة . إذ أنّ هناك فرق بين أن تطرح المؤسّسة رأيها حول القضايا و بين أن تتيح حريّة الرأى لأعضائِها للتعبير عن آرائهم الخاصّة والتى يجب أن لا تُنسَب إلى المؤسّسة بأىّ حال ما لم يكونوا ناطِقين رسميين باسمها . و هنا يمكننى ان أصيغ مثال بالحركة الشعبية ، فبرنامج السودان الحديث الذى تطرحه الحركة الشعبيّة الآن و حتى قبل إنفصال دولة جنوب السودان كان برنامج له معالِمَه الواضِحَة فى حين أنّ هناك البعض من أعضاء الحركة الشعبية يطرحون آراء فرديّة تنادِى بتبنّى قضايا غير التى ينادِي بها برنامِج الحركة الشعبيّة ، و هذه المساحة يمكن أن تغطّيها بوستات الميديا للتعريف بفكر الحركات و الأحزاب و المجموعات السياسية و المنظّمات من خلال استنطاق المتحدّثين الرسميين باسمها و ليس الإعتماد فقط على ما يكتبه الأعضاء العاديين بمنابر الحوار و الذى قد يكون مخالِفًا لأطروحات تلك المنظمات . لا أعتقِد أنّى بحاجة للحديث عن أنّ الميديا بوست يشمل جوانب أخرى غير السياسة مثل الفن و الأدب و التاريخ و التوثيق و غيرها من مجالات المعرفة و إنّما أتت الإشارة للسياسة كنموذج ليس غير . كذلك أود ان أضيف نقطة هامّة و هى انّ هناك بعض الأشخاص اشتهروا بمساهمتهم فى مجالات محدّدة فى حين أنّ لهم إهتمامات أخرى و جوانِب غير مرئيّة من شخصيّاتِهِم لا يعرِفها الكثيرون و يمكن للميديا بوست أن يتناول تلك الإهتمامت لإصباغ المزيد من الإضاءة على إهتمامات تلك الشخصيّات
| |
|
|
|
|
|
|
|