|
كلمات وعبرات فى رحيل الحوت ....
|
* (اتفضلي.. إذنك معاك.. فجّي المسامات وادخلي.. بكتب عليك.. حرف الغنا.. وبرسم معاك مستقبلي.. مشروق بهمك لي سنين.. ناديت عليك.. صحيت مزامير النغم.. شديت سواري مراكبي لي ريدك عشم.. صبرت في ليل الضنى.. وقدمت فيك جرح الألم.. يا ريتو لو زمني العفيف بينا المسافات قصّرا.. تاني السنين صبحت سنين.. يا غالية رجعت لي ورا.. ونشيل غناوينا الزمان.. يا نسمة يا غيمة وضرا.. يا وعدي ليك كل النجيمات شارقة ليك.. قلبي العرف بيكي الهوى سلمتو ليك.. اتفضلي.. وأنا برضي لسه برضي بحن ليك.. بكتب عليك حرف الغنا.. وبرسم معاك مستقبلي.. اتفضلي).
* (عامل كيف.. يا الخضرت مواسم ريدي).
*
مات محمود وكان كثيرون يظنون أن خبر موته سيمر مثلما مرت أخبار وفاة غيره ممن سبقوه في مجال الفن وفاقوه عمراً، لكنهم دهشوا للحشود الجماهيرية الضخمة التي خفت لاستقبال الطائرة التي حملت جثمان الحوت في مطار الخرطوم.
* فوجئوا بحجم جماهيرية الحوت العارمة بعد رحيله، وما علموا أن محبيه ظلوا ينافسون فريقي القمة في عددهم وشغفهم بالمحبوب.
* أحبوا بساطته، وطيبته، وتواضعه الجم وفنه الراقي وصوته الرخيم.
* تعلقوا به والتصق بهم، وعاشرهم، وخصص لهم وقته وكل فنه، فحملوه في شغاف القلوب.
* غفر (الحواتة) له زلاته حتى عندما كان يتأخر عليهم ويخلف الميعاد، وظلوا يرفعون لافتات الحب في كل الظروف: (يخلف مواعيدو.. مكتوب علينا هواهو ومصيرنا في إيدو)!
* علاقتهم به غريبة وعجيبة.. وتنم عن وَلَهٍ فريد من نوعه.
* يشبك لهم يديه بإشارة الحواتة الشهيرة فيجن جنونهم، ويخرجون عن طورهم.
* يصعدون إليه في المسرح ويتعلقون به ويمزقون ثيابه فلا يضيق بهم.
* يقتحمون داره ويحرمونه الراحة فلا يغضب منهم.
* وعندما يعتلي بعض المعاقين منهم المسرح يستقبلهم ويجلس على الأرض ليغني لهم.
* أحبوه وأخلصوا له وبادلهم حباً بحب.
* و (الجان) عندهم لا يُعلى عليه.
* التقوا على حبه وتصادقوا وتآخوا وكونوا (القروبات) في النت.
* عندما مرض ولزم الفراش الأبيض حاصروا مستشفى رويال كير، وأقلقوا منام رجال الأمن.
* بقي بعضهم في المستشفى ليل نهار، وظلوا ينامون على الرصيف سعياً للاطمئنان على صحة المحبوب.
* يوم أمس الأول تدافعوا بمئات الآلاف نحو مطار الخرطوم، تسوروا جدرانه بلا استئذان، اقتحموا مدرج الهبوط، عطلوا حركة الطيران ورووا أسفلت المدرج بالدموع.
* بأمرهم تعطلت الحياة في الخرطوم يوم أمس الأول، وكان موضوعها الوحيد (محمود).
* احتل الحواتة الشوارع.. وظل الحزن حاضراً في كل الشوارع والبيوت.
* التحفوا السماء، وتمددوا في الثرى، وسرى أساهم مع الدماء في الأوردة، وطفح في مياه الشرب، وجرى مع مياه النيل واختلط بالشهيق والزفير.
* خرجت الخرطوم في جوف الدجى لتقول وداعاً للحوت، وتقلبت (في عز الجمر) لتودع (قائد الأسطول).
* لم يكن محمود مجرد مؤدٍ ولا مطرب عادي يستمع إليه الناس بين الفينة والأخرى ليسروا به عن نفوسهم، بل كان نبضاً لملايين المحبين ممن تعشوا فنه الجميل، وتشبعوا بصوته الرخيم، فأصبح قرين الماء والهواء بالنسبة لهم.
* ألهمت لافتات جمهور الحوت الكتاب، فتناولوا عبارات الحب التي تحويها مراراً وتكراراً: (ما بطيق لي غيرو أسمع.. الجان فنان إفريقيا الأول.. محمود في القلب.. برتاح ليك.. أنا عن ريدك ما بتحول.. الريدة الريدة يا حبيب قلبي) وغيرها من عبارات الحب التي ظلت تأخذ حيزاً في كل حفل للحوت.
* تجاوز الأسى الحدود، وأتتني من جوبا رسالة من صديقي إبراهام رياك سأفرد لها حيزاً في هذا المقال ليعلم الناس مقام محمود ومكانته الكبيرة في نفوس أبناء الجنوب ممن عشقوا فنه وتعلقوا به برغم مرارات السياسة وأهوال الحرب وطوفان الدماء النازفة.
* رحل محمود عبد العزيز بجسده عنا، وسيظل حاضراً في ذاكرة شعب عظيم، يعرف كيف يحتفي برموزه وعباقرته وفنانيه.
* شكراً لأهل السودان الذين احتفوا بالحوت حياً وأعزوه ميتاً.
* شكراً حزيناً لمن عبروا عن شجنهم بالدموع، ورسموا أجمل صور الوفاء لمن جمّل لياليهم بأروع الألحان.
* شكراً لمن تناسوا معاناتهم من صروف الدهر وشظف العيش واعتصروا أحزانهم فطفحت على عيونهم دموع الدم.
* شكراً لمن هجروا بيوتهم ومكاتبهم كي يقولوا وداعاً للحوت في ليلة الوداع الأخير.
* (تبت منك.. تبت من ريدك كفى.. لا خطاوى الشوق بتوصل.. لا الأماني البينا صارت وارفة).
يوم المهرجان
* كان الفرح يسري في شرايين كل محبي الزعيم الذين ترقبوا سبت المهرجان بشوقٍ شديد، وانتظروا لحظة اللقيا بمنتهى اللهفة، لكنه أفراحهم اختلطت بالحزن عقب رحيل الحوت الذي تعلق قلبه بالمريخ، وظل يجاهر بحبه له ويفاخر بانتمائه لدنيا النجوم.
* مسحة الحزن على رحيل الحوت ستكون حاضرةً في الرد كاسل الذي نتوقع أن يشهد اليوم تدافعاً غير مسبوق لمتابعة فقرات المهرجان واستقبال النجوم الجدد بقيادة سيدا، وتكريم عاشق المريخ محمود، بعد أن قررت لجنة المهرجان تخصيص أولى الفقرات لتخليد ذكراه.
* لو كان محمود حياً لكان أول الحاضرين للرد كاسل اليوم، لأنه ظل حريصاً على أن يشارك في كل احتفالات المريخ مرتدياً الأحمر ورافعاً العلم الجميل، ولا أدل على ذلك من حضوره اللافت في المهرجان الذي نظمه النادي في ختام العام قبل الماضي احتفالاً بفوز المريخ بلقب الدوري الممتاز.
* سيحمل جمهور المريخ صور الحوت، وستبث الإذاعة الداخلية أغنياته، وسيتم تكريم أسرته وستحمل الكأس المخصصة للفقرة الرئيسية اسمه الجميل.
* لقد طالب كثيرون بإلغاء المهرجان أو تأجيله حزناً على رحيل الحوت، لكن أهل المريخ قرروا أن يستثمروا الحفل لتخليد ذكرى الفنان الكبير، وتأكيد ارتباط المريخ به، وتجديد العهد معه.
* فقرة تخليد ذكرى الحوت أهم من التقسيمة التي ستجمع منتخبي سيدو وسيدا.
* لن ننساك يا حوتة. ------------------------------------
** هذا ماخطه يراع الرائع مزمل ابو القاسم فى حق الحوت محمود عبد العزيز فعبر عن احساسنا بالجان وحزننا عليه ...
|
|
|
|
|
|