كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: الحُوت لا يموت ! (Re: حبيب نورة)
|
Quote:
ظللت وعلى مدار اليومين الماضيين أحاول تجاوز هذا الحزن القادم .. لا .. ليس هناك أدنى إحتمال للتجاوز ولكن .. كنت .. بالاحرى .. كنت .. أحاول ترتيب حزن يليق بهذا الموات العظيم .. حزن يتوهط -كعادته- وبكامل قسوتة الوحشية فى باحة الروح .. يمارسُ إيغاله العنيف فى الخلايا .. يصيبُ الوجدان فى مقاتل كثيرة .. لا تبدأ من حكايات الصبا ولا تنتهى عند هذا الإغتراب الماحق للروح .. أو حتى عند نهاياته العصبية الملتهبة بفعل الملح والتكلس والصدأ .. صدأ الروح .. صدأ المنفى
محمود عبدالعزيز .. ماشي وين آ زول ؟! الكلام ده بدرى جداً ياخ !!
ثمة أغنيات لم تأت بعد .. ثمة حكايات عشق لم تنسج فصولها بعد .. ثمة وطن ليكون .. وطن, يكون نكون .. والوطنُ السمحً يكون نكون .. وتماما وكما اوميء الفيتورى .. ام لعله ما كان الفيتورى يا وترية الهاجس والحرف؟!.. الفيتورى ؟! .. ويترايء لى وكأنه راية قافلة تغرق - شيئاً فشيئاً - فى الرمال .. أو .. حين يأخذك الصمت منا فتبدو بعيداً.. كأنك راية قافلة غرقت في الرمال ..
قالها لعبدالخالق .. عفوا .. قالها نحو عبدالخالق إثر مقصلة .. نحو أجمل حكاية سودانية على الاطلاق .. ومقاصل الموت –الآن- تاخذ محمود عبدالعزيز بعيداً منا .. وكأنه راية عشق غرقت فى الرمال .. أين حِميدْ ؟!!
من ليزيح وجه الموت عن محمود قليلاً.. كى أحاول ترتيب هذا الحزن المضاف !! ترى!! من سيطربنى ب "خلى العيش حرام؟!" عفواً .. من سيطربنى حد الثمالة ب "خلى العيش حرام؟!" وبذات ذاك الإيقاع, ما يرتكبه محمود فى روح روحى .. يا الله ياااا الله .. يا لهذا الحزن الشاااااهق فى الروحِ .. ومحمود – أعلمً يقيناً- أجمل من غنانى بعضاً من تلك الأغنيات الفارهات .. تذوقت –على صوته- طعماً جديداً لتلك الأغنيات القديمة فى الروح .. يااااا هذا الحزنُ كُنْ .. كُنْ حاضراً فى الروحِ و.. أشتعلْ وياااا توب الكِرِب .. فلتعلن الآن مواسم الحداد .. ف .. زمنًا فات وغناينًا مات .. ـــــــــــ د. محمد حيدر المشرف
|
| |
|
|
|
|
|
|
|