|
هشام و ناهد بشير الطيب : استرد الله وديعته / صلاح كشه
|
استرد الله (هبته) ووديعته
أختي الصابرة "ناهد بشير الطيب" أعزيك في غُصنٍ زوي وشباب انطوى ، ونجم هوى ، جعل الله "هبة" ريحانه في رياض الجنان وحمامة تسبح في أيكة الفردوس الأعلى ، وفراشة ترفرف بين أنهار الجنة...وأنا اكفف دمعة حرى وبرد اليقين يجتاح الجوانح ، وطمأنينة تضمخ النفس وتبرد الحشا أقول لكِ إن الله يحبك يا ناهد ...فإذا أحب الله العبد ابتلاه وكلما كن وقع الابتلاء كبيراً اصطحب معه عظيم الأجر ... أي ابتلاً أكثر من أن تفقد المرأة روحين من أعز ممتلكاتها أن تفقد ست الحبايب أمها ثم فلذة كبدها في أيام معدودات ... ولكن كلما لاذ العبد بفضيلة الصبر والإيمان بالقدر خيره وشره كلما كان أجره علي الله أجزل ... فهذه هبا الدنيا وهذا هو ناموس الكون منذ الأزل والي يوم الناس هذا فدعينا نمسح دموع الرزايا بمناديل الصبر والامتثال لقضاء الله وقدرة :
بكاؤكما يشفى وإن كان لا يجدي
فجوداً فقد أودي نظيركما عندي
ألا قاتل الله المنايا ورميها
من القومِ حبات القلوب علي عمدِ
توخى حمام الموت أوسط فلذتي
فلله كيف أختار واسطة العقد
علي حين شمت الخير من افعالها
وآنستُ من حسناتها أية الرشدِ
فالفقيدة يا ناهد وفقدنا جاءت هبة من الله وأسترد الله هبته ووديعته.
والي الوالد المكلوم الصابر المحتسب الباشمهندس هشام أقول: عظم الله أجرك وسربلك بالصبر وأمدك بشحنات من اليقين وجبر كسرك .. عليك بأن تلهج بالدعاء لفقيدتك الغالية وجدتها المبرورة فقد سافر إلي دنيا السلام والأمان والسكينة بعيداً من زيف الحياة ومماراتها ونفاقها ومتاعها الزائل ، وبرقها الخٌلَّب ، نحن نقبطك وزوجك على هذا الابتلاء وحب الله لكما .. فلتكافئ ربك بمزبد من الصبر والتسليم وأحمده على نعمائه .. رطب الله قبريهما بالندى وأظلهما بسحائب الغفران وجعل الجنة مثواهما في سدر مخدود وطلح منضود وظلٍ ممدود عن مليك مقتدر .. عليكما بالصبر وأكرر العزاء .
صلاح كشة الخرطوم
|
|
|
|
|
|