ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2013, 06:02 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين

    علي يقين من أن الصراع بين مفهومين للوطن ومفهومين للمواطنة، ومفهومين للهوية، هو صراع قديم في السودان وسابق كثيرا لظهور جمهورية السودان للوجود.

    وعلى يقين من أن الوطن في العقيدة السرية عند بعض أحزابنا والععلنية عند بعضها الآخر، هو الانتماء الديني للإسلام والانتماء العرقي للعروبة وأن من هو خارج هذين الانتمائين، هو إنسان إما فائض أو عميل أو جاسوس أو مخرب (شرزمة).

    وعلى يقين من أن هذا هو الباب الذي دخل منه التهميش إلى حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

    وعلى يقين من أن هذه الأدواء تنخر في كيانات الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مهما برقت الشعارات وتعالت الهتافات، فاحزابنا جميعها ظلت تسلي منتسبيها والمتعاطفين معها بالشعارات البراقة والهتافات الداوية ولا شيء غير ذلك سوى ان تظل قيادتها هي هي على مر العصور، تشارك الرب في الأحدية والقدم.

    ومع كل ذلك، وبعد كل ما حل ببلادنا من خراب ودمار وتراجع على جميع الأصعدة، بعد كل الأرواح التي أزهقت والمجتمعات التي دمرت والموؤدة التي قتلت، مع كل ذلك، حلمنا بأن الجميع قد شبوا عن الطوق ويمكن أن يتشبثوا بالفرصة الأخيرة للسلام وإنهاء الحروب والتخلص من الدكتاتورية وإقامة كيان وطني جديد يمكن للجميع ان يحبوه بالتساوي ويعيشوا فيه متساوين. فرصة ميثاق ىالفجر الجديد.

    لكنهم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين.
                  

01-14-2013, 06:30 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    لكن،

    لنتجاوز هذه الافتتاحية البكائية لهذا البوست ونعود للحساب الذي لا ادري حتى الآن لماذ هو ولد!

    دعونا نتناول أحزابنا السياسية بالتحليل عبر مسيرتها السياسية منذ أن صارت قضية استقلال السودان هي قضية الساعة في بداية خمسينات القرن المنصرم.

    وسوف نبدأ بالحزب الشيوعي السوداني، لأن الأقربين أولى بالمعروف.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 01-14-2013, 06:31 AM)

                  

01-14-2013, 07:33 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    تراجع الحزب الشيوعي السوداني عن ميثاق الفجر الجديد وتملص من تفويض مندوبه الذي وقع على الميثاق في كمبالا.

    ورغم ما في هذا الموقف من تخاذل، فلا أظن انه أمر شاذ يأتي من خارج منظومة تفكير وسلوكيات هذا الحزب.

    فإذا عدنا قليلا إلى الوراء، عام 1983 هذا القريب، نجد أن هذا الحزب قد وقف موقفا تخاذليا غريبا من إعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان عن نفسها في المنفستو الأول.

    والغريب في ذلك الموقف أنه كان موقفا (تبرعيا) حيث لم يطالب أحد، ولا النميري، الحزب بإعلان موقفه من الحركة الشعبية.

    حرص الحزب في بيان له بمناسبة صدور منفستو الحركة الشعبية الأول عام 1983، على نفي أي صلة له بالحركة الشعبية لتحرير السودان، رغم أن الحركة لم تلمح مجرد تلميح في المنافيستو لأي علاقة لها بالحزب، سوى حديث المنفستو عن (الاشتراكية). بل ان الحزب قد ذهب في بيانه إلى توضيح عدم وجود علاقة (قرابة) بين جون قرنق والشهيد جوزف قرنق.

    غير أن الذي يقرأ ويحلل تاريخ هذا الحزب، لن يجد تناقضا بين هذه المواقف المتخاذلة وبين ذلك التاريخ.

    لذا سنعود للنظر في تاريخ مواقف هذا الحزب من مراحله الجنينية، وسترون العجب العجاب.

    (والرهيفة أتنقد)
                  

01-14-2013, 03:36 PM

طارق عبد العزيز صادق
<aطارق عبد العزيز صادق
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ألأخ حامد
    يكفى أن عنوان البوست تشخيص دقيق لحالة حزب المؤتمر بعد الفجر الجديد، فذلك ديدنهم لإستغلال وإستقطاب البسطاء من شعبنا الكريم، كما فعلوها مسبقاً، ولكن هيهات فقد تشرب شعبناالأبى آفاقاً أرحب بنبذ الحكم الشمولى .

    مودتى ،،

    (عدل بواسطة طارق عبد العزيز صادق on 01-14-2013, 03:40 PM)
    (عدل بواسطة طارق عبد العزيز صادق on 01-14-2013, 03:41 PM)

                  

01-15-2013, 05:39 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: طارق عبد العزيز صادق)

    الأخ طارق عبدالعزيز،

    لك الشكر وشرفت البوست.
                  

01-15-2013, 06:02 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)


    دعونا نبدأ من البداية. وسنمهد لتحليل السلوك السياسي للحزب الشيوعي السوداني، بمسح عام وموجز في نفس الوقت، للساحة السياسية السودانية عشية إعلان الحركة السياسية اليسارية عن وجودها كفصيل يطمع في ان يلعب دورا فاعلا في الحياة السياسية السودانية.

    وفي ذلك نقول مقاربين:

    كانت أغلبية المثقفين السودانيين القاطنين في العاصمة الوطنية أم درمان، قد رأت، عند انبعاث الحركة السياسية - الثقافية السودانية، في بداية أربعينات القرن العشرين، أن صمام الأمان الوحيد الذي يحول بين البلاد وبين عودة تسلط العقلية الهمجية الرعوية الأمية الدينية التي خبرتها البلاد إبان حكم الخليفة عبدالله التعايشي، هو الاحتماء بمصر، باعتبارها القوة القريبة القادرة على ردع ذلك الخطر. هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى فإن مصر كانت هي رمز ونموذج للحياة المتقدمة الراقية المتحضرة في نظر أغلبية المثقفين السودانيين في ذلك الزمن.

    ذلكم هو المناخ السياثقافي الذي ولدت على حجره الحركة اليسارية السودانية. مناخ أهم ما يميزه انقسامه بين تيارين سياسيين كبيرين هما التيار الاتحادي المنادي بربط مصير السودان بمصر والتيار الاستقلالي المنادي بخروج الدولتين المستعمرتين، مصر وبريطانيا وعودة أمر السودان للسودانيين.

    ومن أخطر أدواء الحركة السياسية السودانية، عدم الشفافية. ولهذا السبب نجد أن لكل فصيل عامل ضمن هذه الحركة، ومنذ بدايات تكوينها وحتى الآن، نجد أن له خطابين سياسيين. الأول معلن للجماهير بغرض الاستهلاك السياسي، والثاني هو الذي يعطي الحقيقة الآيديولوجية.

    وكان الجزء المعلن من الخطاب السياسي للتيار للاتحادي هو وحدة وادي النيل كركيزة للتقدم والنهضة لكلا البلدين. وكان الجزء المخفي هو ما قلناه أعلاه من أن صمام الأمان الوحيد الذي يحول بين البلاد وبين عودة تسلط العقلية الهمجية الرعوية الأمية الدينية التي خبرتها البلاد إبان حكم الخليفة عبدالله التعايشي، هو الاحتماء بمصر، باعتبارها القوة القريبة القادرة على ردع ذلك الخطر. وبدون الكشف عن هذا المخفي من الخطاب السياسي-الثقافي الاتحادي، فإن الدعوة للاتحاد مع مصر، ومهما جعجع الاتحاديون، سوف تظل واهية وغير وطنية وتعج بالمغالطات. فكيف يطمح السودان الضعيف إلى الثورة وطرد بريطانيا العظمى من (وادي النيل)، بينما يقف ملك مصر وبشواتها موقفاً سلبياً، إن لم يكن ممالئاً للإنجليز؟ هذا فضلا عن أن مصر تشارك فعلياً في احتلال واستعمار السودان.

    لكل هذا فإن الجزء المخفي من الخطاب السياسي الاتحادي أكثر تماسكاً من الجزء المعلن. وعلى العكس تماماً من ذلك، فإن الجزء المعلن من خطاب التيار الاستقلالي الديني أكثر تماسكاً ومعقولية من الجزء المخفي. فالمعلن من خطاب التيار الاستقلالي الديني مباشر وواضح المضمون وهو خروج المستعمر المصري -الإنجليزي وعودة السودان مستقلاً لأهله. والمستعمر الإنجليزي ليس له أطماع في ضم السودان ضماً نهائياً لبريطانيا، لأن ذلك مستحيلاً عملياً. أما المستعمر المصري فلديه تلك الأطماع ولا يفتأ يعلن عنها صراحة. وإذا كان الخيار بين استعمار عادي واستعمار استيطاني، فبالتأكيد إن الاستعمار الأول هو الأفضل.

    إذن، إن ما أخاف الاتحاديين هو الجزء المخفي من الخطاب السياسي الاستقلالي. فعودة السودان الحر المستقل عن مصر مقصود به عودة الوضع إلى ما قبل التدخل المصري - البريطاني، أي عودة المهدية وعودة الدولة الدينية. وها هم الأنصار جاهزون ومستعدون للجهاد والتضحية بأرواحهم من أجل عودة دولتهم. ولهذا قال الاتحاديون عن الدعوة لاستقلال السودان: (دعوة حق أريد بها باطل).

    كان هذا هو الواقع السياسي الذي واجهه المثقفون الماركسيون السودانيون في بداية أربعينات القرن العشرين وهم يسعون ليكونوا عنصراً مؤثراً في الساحة السياسية السودانية. فلماذا أحجم مؤرخو الحركة الشيوعية السودانية عن الخوض في تحليل هذا الواقع؟.

    نحن نعتقد إن مؤرخو الحركة الشيوعية السودانية، وعل رأسهم الأستاذ عبد الخالق محجوب (هو الوحيد تقريبا)، قد تحاشوا الخوض في تفاصيل الواقع السياسي السوداني في بداية انبعاث الحركة السياسية السودانية، بسبب أن الخوض في تحليل ذلك الواقع كان سيكشف ما أرادوا هم اخفاءه من خطابهم السياسي العام، عندما قرروا إن يعملوا (كجناح يساري في نطاق الأحزاب الاتحادية). وتحليل الخطاب السياسي الاتحادي كان سيكشف عن أن الماركسيين قد ركنوا مع الاتحاديين للتحالف مع باشوات مصر.

    والوسيلة الوحيدة لكشف المخفي من أي خطاب سياسي، هي تفكيك الجزء المعلن منه وكما فعلنا مع الخطاب السياسي الاتحادي والخطاب السياسي الاستقلالي نفعل مع الخطاب السياسي الماركسي.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 01-15-2013, 07:01 AM)

                  

01-15-2013, 07:25 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ثمة حوار باطني خفي بيني وبين صديقي الفنان التشكيلي، الباقر موسى.

    حوار لم يعبر عنه إلا بصوت خفيض، قل هو نوع من المؤامرات الصغيرة للمثقفين.


    الباقر يرى أن ظرف الزمان والظرف السياسي لا يسمحان لنا بأن نفجر خلافاتنا مع الأحزاب السياسية السودانية القديمة.

    أنا أنزع لتعرية هذه الأحزاب، وكفاية بقى.

    الآن أقول لصديقي الباقر موسى، إن الماء الذي كان في أفواهنا قد أراقته هذه الأحزاب المهترأة، بعد أن أرعب قادتها تهديدات نافع علي نافع، فتراجعت مذعورة عن توقيع مندوبيها على ميثاق الفجر الجديد.

    ترى ماذا تخشى هذه القيادات الهرمة؟

    الموت؟

    أولم يروا إلى ذلك الذي قدم حياته ثمنا لموقفه الفكري وصعد إلى المشنقة مرفوع الرأس مبتسما في وجوه الاسلاميين، وظفره فقط أقيم منهم جميعا في ميزان السياسة والفكر وحتى الدين؟

    أولم يروا الأستاذ الشهيد الخالد محمود محمد طه؟

    ألا يعلمون أنه سيعيش أطول من أي وحد منهم وأطوال من أعمار جلاديه؟؟

    سأواصل في هذا البوست فضح مواقف هذه الأحزاب وسلوكها السياسي المغلف بالوطنية وهو أبعد ما يكون عنها. سأفعل ذلك، ليس من خلال الهتر والتشفي الرخيص، وإنما من خلال التحليل الاستدلالي النقدي.[/
    B]

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 01-15-2013, 07:34 AM)

                  

01-15-2013, 09:47 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    لاحظ: لقد اعتمدنا في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني بالكامل على مؤلف الاستاذ عبد الخالق محجوب الموسوم: لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني. وكل المقتطفات (تكون بين قوسين) مأخوذة من هذا الكتيب صغير الحجم، عظيم الفائدة.


    عندما كون الماركسيون (حركة التحرر الوطني) وقرروا منذ البداية، العمل (كجناح يساري في نطاق الأحزاب الاتحادية)، فإنهم قد حكموا على حركتهم بأن تنفصل تماماً عن الجماهير المسحوقة اقتصاديا والمهمشة اجتماعيا وسياسياً وثقافياً وذلك لأن هذا القرار كان يعني عملياً حصر النشاط الشيوعي داخل المدن حيث توجد جماهير الأحزاب الاتحادية. أما الجماهير المسحوقة المهمشة فهي في الأرياف والهوامش حيث يتمدد نفوذ طتئفة الأنصار ونفوذ طائفة الختمية. والسبب وراء هذا القرار هو عجز المثقفين الماركسيين عن مواجهة الصعوبات الهائلة التي تقف بينهم وبين الاتصال بهذه الجماهير المهمشة المسحوقة من الرعاة والمزارعين المطريين في الأرياف والهوامش وأطراف القطر شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. وتتمثل تلك الصعوبات في نقطتين أساسيتين هما:

    1 – عدم ثقة الماركسيين في وجود وعي سياسي - ثقافي كاف لدى جماهير الهوامش، الأمر الذي يعيق وصول الخطاب السياسي - الثقافي والشعار الماركسي إليها.

    2 - الدين. فغالبية هذه الجماهير مسيطر عليها دينياً من قبل القيادة الطائفية الأنصارية والختمية، وذلك في الشمال والشرق والغرب، ومن السهل جداً شحنها ضد الفكر الشيوعي الملحد.

    قرار المثقفين الماركسيين، الذي نفذ دون الإعلان عنه، والذي يعني الاقرار صراحة بأنهم أضعف من أن يجابهوا الصعوبات التي تحول بينهم وبين غالبية الجماهير المسحوقة المهمشة، هذا القرار الاستراتيجي قد حصر قضيتهم وموضوع نضالهم في مسألة مقاومة الاستعمار، وكأن زوال الاستعمار سوف يحرر تلك الجماهير مما تعاني من الانسحاق والتهميش والمظالم، كما حصر ميدان نشاطهم في مدن الشمال النيلي.

    يمثل هذا القرار استراتيجية خاطئة وليس خطأ استراتيجي. فالاستراتيجية الخاطئة هي عجز في الأدوات والخطأ الاستراتيجي هو ضعف في الحليلات والتقديرات,. الاستراتيجية الخاطئة خطأ مقصود والخطأ الاسترتيجي خطأ غير مقصود.

    لكل هذا انحصر الشعار السياسي ل (حركة التحرر الوطني) في (النضال ضد الاستعمار) كجزء معلن من خطاب الماركسيين السياسي. وهكذا فإن الماركسيين يبدون هنا وكأنهم في حيرة من أمرهم. فالنضال ضد الاستعمار لا يحتاج لنظرية ماركسية، إذ أن أي إنسان وطني يمتلك الاستعداد الفطري لذلك. وعليه فالجزء المخفي من الخطاب السياسي الماركسي هو (النضال ضد الرأسمالية في مرحلة لاحقة).

    ويبدو أن مثقفي (حركة التحرر الوطني) لم يكونوا أكثر من حلقة مغلقة لتدارس الماركسية. ولكن مسيرة الحركة الشيوعية السودانية قد استطاعت سريعاً أن تكسر جمود تلك الحلقة وأن تنطلق. وهذا مأسوف نأتي عليه ونحن نتابع مسيرة (الحزب الشيوعي السوداني) خطوة بخطوة.
                  

01-16-2013, 05:52 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    قلت فيما سبق:


    Quote: سأواصل في هذا البوست فضح مواقف هذه الأحزاب وسلوكها السياسي المغلف بالوطنية وهو أبعد ما يكون عنها. سأفعل ذلك، ليس من خلال الهتر والتشفي الرخيص، وإنما من خلال التحليل الاستدلالي النقدي



    وأكرر هذا هنا حتى لا يفهم أحد أن هذا البوست مخصص لنقد المواقف السياسية والسلوك السياسي للحزب الشيوعي السوداني. قلت الأحزاب السودانية، وهذا ما سأفعل.

    والمناسبة هي التراجع المخزي لهذه الأحزاب عما اتفق عليه ممثلو قوى الاجماع الوطني مع الحركة الثورية وهو ما عرف بميثاق الفجر الجديد بعد أن هددهم نافع على نافع بالعقوبات الجسدية الشخصية.

    وهذا يجعل من هذا البوست نقدا للحركة السياسية السودانية برمتها والتي أنتج نشاطها السياسي عبر أكثر من نصف قرن، هذه الدولة الفاشلة التي تتحكم فيها العنصرية وتحكم بالحديد والنار.


    هذا ما لزم توضيحه.

    ونواصل
                  

01-16-2013, 06:39 AM

أسامة البيتى

تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)


    الأخ حامد.. تحياتى،

    فمن أين لنا قادة لا يزيدهم التهديد إلا إصراراً على القضية؟
    قادتنا السياسيين نافذ فيهم قدر القزمية والتأقزم!!

    و اسمح لى بمناسبة الذكرى السنوية لأغتيال عملاق الفكر و عملاق المواقف: محمود محمد طه،
    أن أذكر بمقولته الشهيرة: "الشعب السودانى شعب عملاق يتقدمه أقزام!!"


                  

01-16-2013, 06:46 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: أسامة البيتى)
                  

01-16-2013, 10:35 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    نمضي هنا مع الحزب الشيوعي السوداني الذي نتناوله أولا من بابا (الأقربون أولى بالمعروف) كما قلت. ثم نتناول بعده حزب الأمة ثم الحركة الاتحادية في تجلياتها المختلفة ثم الحركة الاسلامية في تنحولاتها المختلفة وحتى الحركة الشعبية لتحرير السودان لن تنجو منا.

    الهدف:

    هو إثبات فرضية تقول بأن خللا خطيرا قد صاحب نشأة ومسيرة الحركة السياسية السودانية جعلها غير قادرة إلا على إنتاج سودان إقصائي تهميشي عنصري ظالم، هو (السودان القديم)، وذلك تبريرا لمساندتنا غير المحدودة للذين يسعون لبناء (السودان الجديد).

    المناسبة كما قلنا هي هذا الموقف المخذل والمتخاذل من بيان الفجر الجديد الذ اعتبارناه أول لبنة في بناء السودان الجديد.
                  

01-16-2013, 10:50 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    عقدت (حركة التحرر الوطني) أول مؤتمر لها تحت اسم (الحزب الشيوعي السوداني عام 1950. لكن تطورات كبيرة قد حدثت داخل الحركة خلال الفترة من عام 1946 إلى عام 1950.

    فيما يلي سوف نتتبع الأداء السياسي الاستراتيجي والتكتيكي منذ 1946 إلى الوقت الراهن في حلقات متتابعة.

    1) في عام 1946م كان الصراع بين دعاة الجمود ودعاة الانطلاق داخل الحركة قد احتدم، بل انفجر انفجارا داخل اللجنة المركزية ل (حركة التحرر الوطني). وفي صيف ذلك العام استطاعت (العناصر الثورية) أن تطرد من اللجنة المركزية من أسموهم حينها (بالعناصر الانتهازية). وتشكلت لجنة مركزية جديدة. وبالفعل فقد استطاعت القيادة الجديدة أن تعمل بسرعة على توطيد الحركة داخل جماهير العمال في المدن، إذ لم يكن هناك عمال خارجها. وقد ظل خط الحركة العام هو (النضال ضد الاستعمار وحق الشعب السوداني في تقرير مصيره). وتقوقع الشيوعيون داخل المفهوم الغامض للاستقلال وتقرير المصير، إذ لم تتحدث وثائقهم حول آليات ممارسة الشعب السوداني لتقرير مصيره. وكان هذا الموقف ضبابيا تماما مقارنة مع موقفي الحزين التقليديين. فإذا كان التيار الاستقلالي يتحدث عن الاستقلال، فقد كان لدى قيادة هذا التيار مفهوم خاص وواضح للاستقلال. وهو خروج المستعمرين، مصر وبريطانيا. أما الاتحاديون فإنهم يعنون بالاستقلال خروج الإنجليز عن وادي النيل. ولم يستطع الشيوعيون تحديد مفهوم خاص بهم للاستقلال. فهم يتحدثون فقط عن النضال ضد الاستعمار وحق الشعب السوداني في تقرير مصيره، بدون تفاصيل تكشف عن رؤية واضحة. بل أن الشيوعيين اندفعوا ودفعوا بالعمال في نضال غير واضح الأسباب أو الأهداف ضد (الجمعية التشريعية) عام1948م.

    وهذه قضية كبيرة لم تلقى ما يليق بها من التحليل والتعليل. فالجمعية التشريعية هي من المؤسسات الدستورية التي بدأت الحكومة الإستعمارية البريطانية إدخالها ضمن نظام الحكم في السودان، مثل المجلس الاستشاري عام 1942 والجمعية التشريعية عام 1948. فبغض النظر عن جدواها في مجال إشراك السودانيين في الحكم من عدمه، فإنها كانت تعني، من حيث هي مؤسسات دستورية، أن السودان دولة أخرى وليس إقليما مصريا. فلو كان إقليما مصريا لترك أمر تطوير نظام الحكم فيه لمصر، ووفق نظام الحكم الملكي المصري. لهذا كانت الحكومة المصرية تعارض بشدة قيام هذه المؤسسات الدستورية في السودان. وكان رد مصطفي النحاس رئيس الوزراء المصري في أغسطس عام 1939 علي طلب حكومة السودان الموافقة علي قيام المجلس الاستشاري، هو تأكيد موقف مصر الرافض لقيام مثل هذه المؤسسات باعتبار أن مصر والسودان بلد واحد، وهي لا تري في مثل هذه المؤسسات سوي أنها (ترمي إلى فصل السودان عن مصر). (انظر د. إبراهيم محمد الحاج موسى ( التجربة الديمقراطية في السودان و تطور نظام الحكم )
    ونفس هذا الموقف وقفته الحكومة المصرية من الجمعية التشريعية ولنفس الأسباب الإستراتيجية.

    وما كان أمام السيد عبد الرحمن، ومن منظور إستراتيجي أيضا، إلا أن يقف موقفا مناوئا لموقف الحكومة المصرية. فأي شيء ، أهون من الإعتراف بأن السودان ما هو إلا إقليم مصري. وإذ كان قيام مثل تلك المؤسسات يعني فصل السودان عن مصر فهو أول الداعين إلي ذلك علانية، ولابد له من تأييدها.

    فإذا كان الاستقلاليون قد أيدوا قيام الجمعية التشريعية فلأنها تؤكد انفصال السودان عن مصر. وإذا كان الاتحاديون قد قاوموها فلنفس السبب الاستراتيجي. فلماذا قرر الشيوعيون مقاومتها بالقوة؟ إن أقل ما يقال هنا أن الشيوعيين لم يقدوا ما يبرر موقفهم وبالصورة الواضحة التي فعلها الاتحاديون والاستقلاليون.

    ولاشك أن الإدارة الاستعمارية، قد قصدت من إقامة الجمعية التشريعية خلق جسر بين السلطة، (الحاكم العام)، وبين الشعب السوداني. فالجمعية التشريعية لم يقصد منها إضفاء شرعية على سلطة الحاكم العام. فشرعية سلطته مستمدة من اتفاقية الدولتين المستعمرتين أو اتفاقية الحكم الثنائي 1900. لذا كان الحاكم العام ترشحه بريطانيا وتعينه مصر
                  

01-19-2013, 05:17 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    (2) في عام1950م عقدت (حركة التحرر الوطني) أول مؤتمر لها تحت مسمى (الحزب الشيوعي السوداني). وحدد الحزب وجهة نظره حول المرحلة السياسية آنذاك على إنها: (مرحلة الاتحاد الوطني ضد الاستعمار من أجل حق الشعب في تقرير مصيره).

    ومن هذاالتكرار الممل لنفس الشعار في جميع مراحل تطور الحركة السياسية السودانيةن يتضح عجز الحوب التام عن صياغة رؤية خاصة به حول مستقبل السودان المستقل. فالصراع السياسي في السودان يدور أساساً حول معنى الاستقلال، أي أن الصراع كان يدور حول مستقبل السودان بعد خروج المستعمر ونيله استقلاله. فالاستقلاليون الدينيون كانوا يرون أن مستقبل السودان هو الارتباط بإرثه الديني المهدوي، كما كان الاتحاديون يرون إن المستقبل الوحيد للسودان هو في الارتباط بمصر من أجل إجهاض المشروع الاستقلالي الديني.

    ووسط كل هذه الرؤى الواضحة المرتبطة بمستقبل الدولة المستقلة في السودان، كان (الحزب الشيوعي السوداني) يجعل من النضال ضد الاستعمار وحق تقرير المصير نهاية حدود رؤيته، ولا يقول شيئاً عن مستقبل الدولة المستقلة. هل كان الحزب يسعى إلى أن تكون الدولة القادمة، استقلالية دينية أم اتحادية عروبية أم شيئاً ثالثاً؟ هذا ما لم يكن واضحاً أبداً. بل أن الحزب قد ترك هذه القضية الرئيسية، قضية الساعة آنذاك، وانغمس أكثر في الحديث عن وسائل تحقيق النضال ضد الاستعمار. وقد حدد ذلك (بتنظيم جماهير الطبقة العاملة وبناء التحالف الوثيق بينها وبين جماهير المزارعين). ولم يحاول أبداً خلق تيار ثالث ينادي بالاستقلال حسب رؤية جديدة. وهذا يعود بنا إلى ما ذكرناه سابقاً عن عجز الماركسيين عن الوصول إلى جماهير الأرياف والهوامش لاستقاء وجهة نظرها وتبني خط سياسي بناءا على ذلك. فقد كانت الجماهير الغفيرة في الشمال الأقصى والجنوب وجبال النوبة ودارفور بعيدة كل البعد عما كان يسعى له التيار الاتحادي العروبي المتمثل في الأحزاب الاتحادية وعما كان يدعو له التيار الاستقلالي الديني المتمثل في (حزب الأمة).

    إذن، هذه الربكة التي يعيشها الحزب الآن حيال خيار الدولة الدينية والدولة العلمانية، هي داء قديم أخفته الشعارات الرنانة عن أنظار الناس.
                  

01-19-2013, 10:13 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    (3) في عام 1952م أسهم الحزب بفعالية في تكوين (الجبهة المتحدة لتحرير السودان) التي دفع فيها بالنقابات العمالية. وكان هذا امتدادا لمحاولات الحزب

    إثبات وجودة كقوة فاعلة داخل الساحة وليس أكثر. فلا تزال الأجندة الرئيسية وراء حركة الساحة السياسية السودانية غريبة عليه، كما لا يزال الحزب عاجزاً عن

    تحديد وإعلان رؤيته الخاصة لمستقبل السودان بعد خروج المستعمر. وحيث إن الحزب قد صنف الأحزاب الاتحادية على إنها (أحزاب الرأسمالية الوطنية)، فإنه من

    الواضح كان يركن إلى أن رؤيتها لمستقبل السودان هي الأقرب إلى خط الحزب على الرغم من انتقاداته (لتردد) تلك الأحزاب و(اتجاهاتها الرجعية) أحيانا.
                  

01-20-2013, 06:42 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    (4) في عام 1953م اتخذ الحزب الشيوعي السوداني موقفاً غريباً من (اتفاقية السودان) أو ما عرف باتفاقية الحكم الذاتي. فقد انفرد الحزب برفضه لتلك

    الاتفاقية التي قبلتها كل الأحزاب السودانية. فهذه الاتفاقية كانت تعني عملياً موافقة بريطانيا على الخروج من السودان بعد انقضاء فترة الحكم الذاتي التي

    تركت للبرلمان المنتخب تحديد موعد نهايتها ولم تشترط سوى إكمال عملية السودنة خلال تلك الفترة، ومن ثم إجراء استفتاء يحدد فيه الشعب السوداني مصيره بين

    خيارين هما الارتباط بمصر حسب ما يدعو إليه التيار الاتحادي العروبي أو الاستقلال التام حسب ما يدعو إليه التيار الاستقلالي الديني. وواضح جداً إن هذه

    الاتفاقية كانت تضع نهاية تامة للهدف المرحلي الذي كرس (الحزب الشيوعي السوداني) كل جهده السياسي تجاهه، ألا وهو النضال ضد المستعمر وحق الشعب السوداني

    في تقرير مصيره. فقد أجابت الاتفاقية على القضيتين بما يرضي غالبية الشعب السوداني.

    هنا بدى الحزب وكانه يتشبث ببقاء الاستعمار من أجل أن يظل له (الحزب) مبرر للوجود. فهو قد ظل يرهن وجوده بشعار واحد فقير (النضال ضد الاستعمار).

    ولم يلبث الحزب إن رأي ضعف موقفه الرافض للاتفاقية فعاد وتراجع عن هذا الموقف في شهر مارس من نفس العام.
                  

01-20-2013, 09:45 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    (5) وإزاء تسارع الأحداث السياسية بعد عام 1953م، كان على الحزب إن يحدد استراتيجية السياسية فوراً بعد أن تراجع عن الموقف الفج تجاه اتفاقية الحكم الذاتي. وبالفعل فقد حدد الحزب استراتيجية في مؤتمره الثاني عام 1953م. وأنقل هنا حرفياً ما أورده الأستاذ عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب في تحديد تلك الاستراتيجية:

    (أن يدفع بالطبقة العاملة إلى مركز القيادة للجماهير، وإنه من الممكن لهذه الطبقة أن تحل قيادتها مشاكل التحرر الوطني الديموقراطي ثم تسير بالبلاد إلى أحداث الثورة الاجتماعية)

    فإذا عرفنا أن الحزب لم يحقق أي نجاح يذكر في انتخابات برلمان الحكم الذاتي (فاز بمقعد واحد)، فإننا ندرك أن تلك الاستراتيجية السياسية التي تبناها الحزب عام 1953م، لم تكن أكثر من أحلام. فإذا كان الحزب يخطط لأن تتولى قيادة الطبقة العاملة قيادة جماهير الشعب السوداني متخطية (الحزب الوطني الاتحادي) و(حزب الأمة)، فإن الحزب كان يحلم بلا شك، بل كان يسعى إلى تضليل كوادره بهذه الأوهام. نعم إن التفاؤل جزء أساسي من قناعات المثقف الماركسي، ولكن ليس لحد خداع الذات.

    (6) غير إن الحزب سرعان ما اكتشف الأساس الخيالي لاستراتيجية في وطيس حركة الإعداد للانتخابات. وواجه الحزب نفسه، معترفاً (بعزلة الحزب وضعف صلاته الثابتة بالجماهير) . لهذا ابتكر الحزب تنظيم (الجبهة المعادية للاستعمار)، وذلك بعد اتفاقية الحكم الذاتي المؤدية للاستقلال حسب مشيئة الشعب السوداني التي ستظهر في نتيجة الاستفتاء. من هنا يتضح، بما لا يدع مجالاً للشك بأن (الحزب الشيوعي السوداني)، كان لايزال في حيرة من أمره ولا يدري ماذا يفعل عشية الاستقلال. فبعد موافقة بريطانيا على الجلاء بمجرد إن يطلب البرلمان المنتخب ذلك بعد اكمال السودنة وإجراء الاستفتاء، لا يكون هناك معنى لتكوين (الجبهة المعادية للاستعمار). فالحركة السياسية السودانية في أواخر عام 1953م، كانت قد تجاوزت مرحلة محاربة الاستعمار ودخلت فعلياً في مرحلة الحكم الوطني. وأية استراتيجية سياسية لم تع ذلك، هي استراتيجية متخلفة.
                  

01-21-2013, 04:53 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    (5) وإزاء تسارع الأحداث السياسية بعد عام 1953م، كان على الحزب إن يحدد استراتيجية السياسية فوراً بعد أن تراجع عن الموقف الفج تجاه اتفاقية الحكم الذاتي. وبالفعل فقد حدد الحزب استراتيجية في مؤتمره الثاني عام 1953م. وأنقل هنا حرفياً ما أورده الأستاذ عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب في تحديد تلك الاستراتيجية:

    (أن يدفع بالطبقة العاملة إلى مركز القيادة للجماهير، وإنه من الممكن لهذه الطبقة أن تحل قيادتها مشاكل التحرر الوطني الديموقراطي ثم تسير بالبلاد إلى أحداث الثورة الاجتماعية)

    فإذا عرفنا أن الحزب لم يحقق أي نجاح يذكر في انتخابات برلمان الحكم الذاتي (فاز بمقعد واحد)، فإننا ندرك أن تلك الاستراتيجية السياسية التي تبناها الحزب عام 1953م، لم تكن أكثر من أحلام. فإذا كان الحزب يخطط لأن تتولى قيادة الطبقة العاملة قيادة جماهير الشعب السوداني متخطية (الحزب الوطني الاتحادي) و(حزب الأمة)، فإن الحزب كان يحلم بلا شك، بل كان يسعى إلى تضليل كوادره بهذه الأوهام. نعم إن التفاؤل جزء أساسي من قناعات المثقف الماركسي، ولكن ليس لحد خداع الذات.

    (6) غير إن الحزب سرعان ما اكتشف الأساس الخيالي لاستراتيجية في وطيس حركة الإعداد للانتخابات. وواجه الحزب نفسه، معترفاً (بعزلة الحزب وضعف صلاته الثابتة بالجماهير) . لهذا ابتكر الحزب تنظيم (الجبهة المعادية للاستعمار)، وذلك بعد اتفاقية الحكم الذاتي المؤدية للاستقلال حسب مشيئة الشعب السوداني التي ستظهر في نتيجة الاستفتاء. من هنا يتضح، بما لا يدع مجالاً للشك بأن (الحزب الشيوعي السوداني)، كان لايزال في حيرة من أمره ولا يدري ماذا يفعل عشية الاستقلال. فبعد موافقة بريطانيا على الجلاء بمجرد إن يطلب البرلمان المنتخب ذلك بعد اكمال السودنة وإجراء الاستفتاء، لا يكون هناك معنى لتكوين (الجبهة المعادية للاستعمار). فالحركة السياسية السودانية في أواخر عام 1953م، كانت قد تجاوزت مرحلة محاربة الاستعمار ودخلت فعلياً في مرحلة الحكم الوطني. وأية استراتيجية سياسية لم تع ذلك، هي استراتيجية متخلفة.
                  

01-21-2013, 08:55 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    (6) منذ الاستقلال، ظل في السودان حزبان تقليديان، للإتحاديين (+ الختمية) والأنصار. وحزبان عقائديان، لليسار والاسلاميين.

    المفارقة أن الحزبين التقليديين ديموقراطيان، لأن الديموقراطية تضمن لهما الوصول للحكم. والحزبان القعائديان معاديان للديموقراطية من منطلقات ايديولوجية. فالديموقراطية لدى الشيوعيين – في ذلك الزمان – هي مجرد خدعة رأسمالية ويسمونها الديوقراطية البرجوازاية.

    والديموقراطية عند الاسلاميين أمر لا يجوز لأنها ليست من الدين في شيء وتتعارض مع الشريعة وتجعل الحاكمية للشعب.

    لهذا نجد أنه خلال عامي 1954-1957م، وقف عداء الشيوعيين التقليدي للديموقراطية واللبرالية، بين الحزب وبين العديد من المتعلمين اللبراليين الذين يرفضون كلاً من المشروع الاتحادي العروبي والشروع الاستقلالي الديني. كما إن تقوقع الحزب داخل المدن قد حرمه من التواصل مع القضايا الحقيقية لجماهير الأرياف والأطراف المهمشة. غير إن الحزب قد أبدع مخرجاً ذكياً من تلك العزلة عن طريق الحركة النقابية العمالية والحركة النسوية والحركة الشبابية الطلابية، كمنافذ يصل عبرها إلى جماهير الشعب السوداني خارج المدن. وهنا بالتحديد حقق (الحزب الشيوعي السوداني) أعظم نجاحاته. فقد نجح في ربط الحركة النقابية بالفكر الاشتراكي العلمي كما نجح في خلق حركة نسوية صارت مثار أعجاب الصديق والعدو حتى اليوم، كما أحرز الحزب تقدماً ملحوظاً في أوساط الشباب والطلاب.

    غير إن تلك الفترة التاريخية قد شهدت ظهور الحركة الإسلامية الراديكالية في السودان ممثلة في تنظيم (الإخوان المسلمون) عام 1954م. وقد جاء هذا التنظيم وكأنما هدفه الوحيد هو محاربة الشيوعية في السودان. وهكذا واجه الحزب خطراً جديداً وعدواً عنيداً ظل يصارعه وينافسه في مناطق نفوذه حتى صرعه مؤخرا.
                  

01-21-2013, 09:03 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    (7) السنوات ما بين عامي 1971 و 1985م، كانت أسوأ سنوات عمر (الحزب الشيوعي السوداني). فقد خرج الحزب من المواجهة مع النظام العسكري منهكاً مثخناً بالجراح، إذ أعدم خيرة كوادره بما فيهم أمينه العام الأستاذ عبد الخالق محجوب وأعدم رئيس اتحاد عمال السودان الشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق القيادي الشيوعي الجنوبي وآخرون. هذا بالإضافة إلى تلك الكوادر المدربة التي آثرت السلامة والسلطة فانقسمت من الحزب وانحازت لسلطة الانقلاب.

    من ناحية أخرى فقد كانت خسارة الحزب سياسياً أفدح أثراً على مستقبله من فقدانه لكوادره بالموت والانقسام. فقد قضت الفترة القصيرة التي قضاها الحزب مساندا ومشاركاً في السلطة العسكرية، على كل ما بناه الحزب من رصيد في العقل الجمعي للشعب السوداني، الذي كان يرى في الشيوعيين مثالاً للشجاعة وعفة اليد والثبات على المبدئ. ولم يستطع الحزب، طوال السنوات التي أعقبت اشتراكه في السلطة إن يمحو عن إذهان الناس إن كوادره قد وقفت في صف السلطة وهي تواجه الطلاب بالدبابات عام 1970م في جامعة الخرطوم. وظل الشيوعيون وحلفاؤهم من الديموقراطيين يخسرون باستمرار انتخابات اتحادات الجامعات والمعاهد العليا منذ عام 1970م لصالح الإسلاميين حتى ارتكب الإسلاميون نفس الخطأ عندما نفذوا الانقلاب 1989م.
                  

01-22-2013, 04:56 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    واخيرا أضاف الحزب الشيوعي لهذا السجل الحافل من التخبط، رفضه للدولة العلمانية علنا وعلى رؤس الاشهاد كما رفض فصل الدين عن الدولة على استحياء بالتمترس خلف الدولة المدنية، وهي نفس الدعوة التي يتمرس خلفها الأحوان المسلمون في مصر هذه الايام.

    وثالثة الأثافى، أن الحزب قد راح مؤخرا ينهج نهج الصادق المهدي في (تنفيس) الإنجازات السياسية للشعب السوداني بالمراوغة وطلب التفسير والمهلة للدراسة. وهذا واضح من تراجعه المشين عن ما وقع عليه مندوبه في كمبالا مؤخرا.

    فإذا كان هذا حال الحزب الوحيد صاحب الايديولوجيا العالمية من أحزاب السودان القديم، فكيف يكون حال حزب مثل حزب الأمة؟

    هذا ما سنبدأ في النظر فيه الآن.
                  

01-22-2013, 10:17 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    حزب الأمة

    مأزق هذا الحزب هو أن الديمقراطية التعددية، العلمانية بالضرورة، في تناقض جذري مع الأسس الدينية الشمولية التي انبنى عليها الحزب والتي يدين لها بالسند الشعبي الدائم المتمثل في طائفة الأنصار الدينية. وفي نفس الوقت، فإن الديموقراطية هي الضمانة الوحيدة الأكيدة لاحتلال الحزب لسدة الحكم في البلاد. هذا التناقض بين الآيديولوجيا والوسائل، هو ما شكل مأزقا تاريخيا دائما لهذا الحزب، جعله لا يعرف سوى المواقف المغبشة التي تحاول باستمرار إيجاد طريق ثالثة بين الديموقراطية العلمانية والشمولية الدينية. ويتجلى هذا المأزق الذي يعيشه (حزب الأمة) أكثر كلما وقع حدث سياسي يتطلب أن يوضح حزب الأمة موقف بجلاء بين الحكم الديموقراطي والحكم الشمولي. وكثيرة هي الأحداث السياسية التي جعلت (حزب الأمة) يواجه مأزقه وجها لوجه ويفشل في إتخاذ موقف واضح منها. ومنها علي سبيل المثال:-

    1 - المصالحة الوطنية علي عهد الدكتاتور نميري 1977
    2 - تحديد موقف من قوانين سبتمبر لعام 1984 بعد الإنتفاضة
    3- إتفاقية كوكادام 1987
    4- إتفاقية السلام السودانية (الميرغني – قرنق) 1988
    5- إنقلاب الإنقاذ الإسلامي 1989
    6- الموقف من نظام الإنقاذ الإسلامي الحالي.

    ولسوء الحظ فأن هذا التذبذب الراسخ في تفاصيل نشأة هذا الحزب قد جعله، وهو أكبر الأحزاب السياسية، غير قادر علي إنجاز حلول عملية جريئة للمشاكل السياسية التي يمور بها بلد مثل السودان متعدد الأعراق والأديان والثقافات والتوجهات السياسية.

    وفيما يلي نقدم كشفا لمواقف وسلوك هذا الحزب منذ إتفاقية الحكم الذاتي عام 1953 وحتى الوقت الراهن:
                  

01-23-2013, 04:57 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    1- ظل قادة (حزب الأمة) حتى نهاية عام 1953 يعولون علي أمرين: -

    ا/ رفض الحكومة البريطانية للسيادة المصرية علي السودان.
    ب/ مقدرة الحزب علي اكتساح أية إنتخابات أو أي إستفتاء لتقرير المصير.

    2 - الفترة من عام 1954 حتى عام 1956، كانت أسوأ فترة سياسية تمر علي هذا الحزب. فقد تلقى الحزب هزيمة نكراء في إنتخابات برلمان الحكم الذاتي عام 1954 وفاز الإتحاديون بأغلبية ساحقة، مكنتهم من تكوين الحكومة الإنتقالية منفردين. ولم يعد أمام (حزب الأمة) سوى اللجوء للدين وقودا لحشد الأنصار وإعلان الجهاد للوقوف في وجه إحتمال ضم السودان لمصر نهائيا. لكن ولحسن حظ هذا البلد، فإن الخطر المصري قد انجلى من تلقاء نفسه بقيام ثورة يوليو 1952 وتململ الإتحاديين من الخطاب الثوري الإشتراكي الذي بدأ يطل من القاهرة.

    لقد كانت تلك فترة عصيبة حقا حيث بدأت صحيفة الحزب المسماة (الأمة) تصدر بعناوين ضخمة تتحدث عن "الدم" في تهديد واضح. بل إن هذا الحزب قد جرب حشد أنصاره ومقاومة حكومة الإتحاديين في حوادث مارس الشهيرة عندما زار الرئيس المصري محمد نجيب السودان.
                  

01-23-2013, 05:58 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: واخيرا أضاف الحزب الشيوعي لهذا السجل الحافل من التخبط، رفضه للدولة العلمانية علنا وعلى رؤس الاشهاد كما رفض فصل الدين عن الدولة على استحياء بالتمترس خلف الدولة المدنية، وهي نفس الدعوة التي يتمرس خلفها الأحوان المسلمون في مصر هذه الايام.

    وثالثة الأثافى، أن الحزب قد راح مؤخرا ينهج نهج الصادق المهدي في (تنفيس) الإنجازات السياسية للشعب السوداني بالمراوغة وطلب التفسير والمهلة للدراسة. وهذا واضح من تراجعه المشين عن ما وقع عليه مندوبه في كمبالا مؤخرا.

    فإذا كان هذا حال الحزب الوحيد صاحب الايديولوجيا العالمية من أحزاب السودان القديم، فكيف يكون حال حزب مثل حزب الأمة؟

    هذا ما سنبدأ في النظر فيه الآن.


    يا حامديا اخوي شيل كتابتك دي كلها و اديها لصاحبنا الذي تعرف في مسقط
    و عنونها رسالة من فاعل للحزب الشوعي السودني عسي و لعل
    انا لو كنت في مسقط بعرف كيف اوصلها لمحضر اللجنة المركزية
    صاحبنا هناك في مسقط يعرف كيف!!
    هذا الحزب صار محزنا و ليس اكثر
    من جانبي
    افهمني هذا البوست المهم السر.
    الانكسار اساسه ظرف الميلاد الشائه
    اتفق معك
    ايها المبدع الكبير
    و ارجو منك شاكرا يا حامد ان تخلي حزب الامة و الاتحادي في حالهما فلا رجاء في تلك النواحي من دنيا الفشل
    و اختر عنوانا جديد لهذا البوست و اقتراحي هو
    "ثم تراجع الشيوعيون الي خندق الدين في موقفهم من ميثاق الفجر الجديد "
    هذا لم يعد حزبا هو مجرد شلة من الفاشلين علي مستوي قيادته هذا مع حسن الظن بالعضوية إن وجد و ليس أكثر
    فاشلون لا يرقون لمستوي التضحيات التي بذلت
    أذا رايتهم تعجبك اجسامهم كانهم حشب مسندة وإن يقولوا تسمع لهم هم العدو فاحذرهم ! وردت في سورة المنافقين في القرآن
    هل مر بك وصف لهم اكثر من هذا؟

    طه جعفر

    (عدل بواسطة طه جعفر on 01-23-2013, 06:02 AM)
    (عدل بواسطة طه جعفر on 01-23-2013, 06:03 AM)

                  

01-23-2013, 06:10 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: طه جعفر)

    سيناريو مقترح
    وصلت رسالة الاستاذ حامد البدوي
    الي محضر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    خرج سؤال تائه من اسفل عمامة تغطي وجها بالكامل
    مين حا مد البدوي دا؟
    اجابة
    واحد من الحركة الشعبية
    و مين الباقر دا؟ سوال من اسفل وجه بلا ملامح
    و مين طه دا؟
    و مين مرتضي دا؟
    و مين و مين و مين و مين و مين و مين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    هل يعلم هؤلاء اننا كنا شيوعيون نسد عين الشمس با صابعنا فقط
    و نتف علي وجه اعداء الشعب السوداني و نحن سجونهم
    من اين جاء هؤلاء ؟ في حالة الحزب الشعب السوداني
    قد اتضحت لي الاجابة.
    استبدت بنا الاحزان يا حامد

    طه جعفر
                  

01-23-2013, 08:23 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: طه جعفر)

    الصديق الذي أفتقده كثيرا،

    طه الخليفة جعفر.

    شكرا على المرور والقراءة والمداخلة.

    ما أود قوله في هذا البوست هو أن السودان القديم بقضه وقضيضه، لم يعد يصلح للعيش. بل هو قادر على الحياة وإعادة إنتاج نفسه.

    وإذا أصروا على حقنه بالمنشاطات وموالته بعمليات التجميل، فإنه سوف يتفتت بين أيديهم قريبا لأنه قد اهترأ (التفتت بدأ بالفعل).

    والسبب بسيط، وهو أن ثمة خلل صاحب الحركة السياسية التي أدارت البلاد منذ الاستقلال وحتى الآن.

    ولم يسلم من هذا الخلل التاريخي لا يمين ولا يسار ولا وسط.

    دعونا نأخذ هذا الرجل المحتضر بكل ملحقاته، ونضعه في القبر ليصير جزءا هاما من تاريخنا ليس أكثر.

    ودعونا نبني السودان الجديد.



    لك محبتي وتحياتي لجعفر وأم جعفر.
                  

01-27-2013, 05:01 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

01-27-2013, 09:01 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    3


    - خلال الفترة من عام 1956 وحتى عام 1958 ، عادت مخاوف (حزب الأمة) من إحياء فكرة الإتحاد مع مصر، خاصة بعد ظهور حزب إتحادي عروبي جديد في منتصف عام 1956 وهو (حزب الشعب الديمقراطي) فهذا الحزب، بخلاف حزب الإتحاديين القديم (الوطني الإتحادي)، قد بدأ يتحدث نفس لغة خطاب مصر الناصرية الثوري الإشتراكي القومي العربي. ثم أن هذا الحزب قد حصل علي مباركة ثاني أكبر طائفة دينية في السودان وهي طائفة (الختمية). وإزء تجدد الخطر الإتحادي العروبي، سعى (حزب الأمة) للتقارب مع الولايات المتحدة التي أبدت عدم رضاها تجاه المواقف السياسية لمصر الناصرية. وقد تمظهر التقارب بين (حزب الأمة) والولايات المتحدة في مشروع (آيزنهاور والمعونة الأمريكية) التي كان الهدف منها محاصرة مصر الناصرية من ناحية الجنوب. وقد أفلح الإتحاديون الثوريون الجدد في إجهاض ذلك المشروع الأمريكي، فازدادت مخاوف (حزب الأمة).

    في أواخر عام 1957، استفحلت مخاوف (حزب الأمة) تجاه تحركات الإتحاديين. وقد كان الحزب في السلطة وفي رئاسة حكومة ائتلافية تجمعه مع (حزب الشعب الديمقراطي). ولكن اتضح أن الإتحاديين القدامى (الحزب الوطني الإتحادي) والإتحاديين الثورين الجدد (حزب الشعب الديمقراطي)، قد أخذوا يتقاربون بتشجيع واضح من مصر الناصرية، وسط أجواء عربية بدأ يسطع فيها نجم القومية العربية الإشتراكية وسلطة الحزب الواحد في العراق وسوريا بالإضافة لمصر. إذن فقد عاد النفوذ السياسي المصري يدق علي أبواب السودان بإلحاح بعد أن ظن (حزب الأمة) أنه قد ارتاح منه منذ أن تخلى (الحزب الوطني الإتحادي) عن فكرة الإتحاد مع مصر عام 1953، وإعلان السودان دولة مستقلة ذات سيادة عام 1956.

    أمام هذه المخاوف ذات الأساس الواقعي أضطر (حزب الأمة) إلى استدعاء قادة الجيش لاستلام السلطة وإبعاد الخطر الإتحادي العروبي. وبالفعل فقد استلم الجيش السلطة في نوفمبر 1958.

    وتثبت هذه التجربة ان الحزب لا يستنكف القيام بانقلاب لاجهاض المشروع السياسي المناوئ وبالتالي هذا يعني انه يمكن أن يلجأ للقوة العسكرية كوسية لتداول السلطة.
                  

01-28-2013, 05:11 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    [
    4
    ]

    خلال الفترة من 1959 حتى 1964، أضطر (حزب الأمة) لإعلان عدائه للسلطة العسكرية التي أتي بها للحكم، فقد حدثت تحركات داخل المؤسسة العسكرية، فرضت وجوها جديدة من الضباط علي المجلس العسكري الحاكم، كما أن العسكر قد تنكروا لبعض الوعود التي قطعوها لقادة (حزب الأمة ). وكان لا بد من أن يقع الخلاف ويتحول (حزب الأمة) من تأييد العسكر إلى معارضتهم، كما يحدث لاي حزب في السودان يستعين بالجيش لتحقيق أهداف سياسية.

    خلال الفترة من أكتوبر 1964 (الثورة) وحتى 1969، انزعج حزب الأمة من ظهور قوي لليسار السوداني متمثلا في (الحزب الشيوعي السوداني) و(إتحاد عمال السودان) و(حزب الشعب الديمقراطي)، وزاد الأمر سوءا بسيطرة الشيوعيين وتنظيماتهم علي حكومة أكتوبر 1964 الأولى، التي جاءت نتيجة للثورة الشعبية العظيمة التي أسقطت حكومة الجيش. وإزاء تحالف الإتحاديين الثوريين (حزب الشعب الديمقراطي) مع قوى اليسار، كون حزب الأمة تحالفا مضادا ضمه مع الحركة الإسلامية، (جبهة الميثاق الإسلامي) والإتحاديين القدامى، (الحزب الوطني الإتحادي). وراح هذا التحالف اليميني بقيادة (حزب الأمة) يضغط علي حكومة الثورة حتى إستطاع أن يغيرها ويقلل النفوذ اليساري داخلها.
    أرجو التمعن في هذا التحالف. فالأحزاب تتحالف عادة مع الأحزاب التي تربطها بها مشتركات. وقد رأي حزب الأمة، عقب ثورة أكتوبر ان أقرب الأحزاب إلبه هو (جبهة الميثاق الاسلامي) حزب الأخوان المسلمين وهم نفس الجماعة السياسية ىاليت تحكم الآن.

    غير أن هذه الفترة التاريخية قد جلبت معها لحزب الأمة كارثة حقيقية. فقد إنقسم الحزب علي نفسه بسبب الخلاف بين السيد الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة الشاب، آنذاك، والذي سعى لتجديد أجهزة الحزب والميل به أكثر تجاه العلمانية وبين عمه راعي الحزب، السيد الهادي عبد الرحمن المهدي الذي بدأ يتطلع لدور سياسي أكبر وبدأ يعد العدة للترشح لرئاسة الجمهورية علي أساس ديني وتحت شعار(الدستور الإسلامي).

    وحيث أن الإتحاديين القدامى بقيادة السيد إسماعيل الأزهري كانوا يسعون بقوة لنيل رئاسة الجمهورية، وسط نشاط مكثف من الحركة الإسلامية، فإن المزايدات الدينية قد بدأت فعلا. وكان الإتجاه الديني العام يقوده حزب الأمة ويزايد عليه (الحزب الوطني الإتحادي) وسط زخم ديني عالي تثيره (جبهة الميثاق الإسلامي). فتم في هذا المناخ طرد نواب (الحزب الشيوعي السوداني) من عضوية الجمعية التأسيسية وأعدت كل الترتيبات لإجازة الدستور الإسلامي من داخل الجمعية التأسيسية. وبسبب هذه الخطوات التي شكلها التيار الديني كان لا بد من وقوع إنقلاب نميري 1969 ليوقف هذه المسيرة الدينية. وكان لا بد من أن يجيء هذا الإنقلاب عروبي التوجه ومرتبط بمصر، ومضاد لتوجه حزب الأمة.
                  

01-29-2013, 04:55 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    5


    خلال الفترة من 1969 وحتى 1977، قاد (حزب الأمة) المقاومة المسلحة ضد سلطة إنقلاب نميري التي بدا فيها التحالف اليساري العروبي واضحا، كما بدا واضحا عداؤها للإتجاه الديني. وكان طبيعيا أن يتحالف (حزب الأمة) في مناهضة السلطة اليسارية العروبية، مع الحركة الإسلامية والإتحاديين القدامى بقيادة الشريف حسين الهندي. وكان ضغط هذه المعارضة المسلحة قويا علي سلطة الإنقلاب داخليا وخارجيا. خاصة وأن التناقض بين (الحزب الشيوعي السوداني) والضباط القوميين العرب قد تفجر لدرجة الرصاص في الشوارع والمحاكمات والاعدمات و المطاردات.

    في عام 1977 جنح نظام نميري المنهك للمصالحة مع المعارضة اليمينية بعد أن استبدل خطابه اليساري الثوري بخطاب معتدل برجماتي، فدخل (حزب الأمة) والإسلاميون في المصالحة الوطنية مع نظام نميري. بدأ الدكتاتور نميري يزايد دينيا وكون لجنة لتنقيح القوانين لتتماشى مع الشريعة الإسلامية برئاسة الترابي وبدا واضحا بأن المستفيد الأول من هذا التحول هم الإسلاميون. هنا ظهر إلى السطح التناقض الثانوي بين الطائفية الدينية التي يمثلها (حزب الأمة) وبين الإسلام الراديكالي الذي يمثله الإسلاميون. وإزاء سقوط نميري الكامل في أحضان الإسلاميين، فإن (حزب الأمة) أضطر للانسحاب من المشاركة في السلطة والركون إلى المعارضة الشعبية ورفع شعار الحريات والديمقراطية. وحتى عام 1985، كرست قيادة (حزب الأمة) جهدها لإعادة تنظيم الحزب وتنظيم الطائفة وتصفية الخلافات الداخلية، خاصة وأن السيد أحمد المهدي، عم رئيس الحزب، قد بدأ يتطلع لتولي إمامة طائفة الأنصار بتشجيع واضح من سلطة نميري المتحالفة مع الإسلاميين.
                  

01-30-2013, 06:53 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    6


    خلال الفترة من عام 1985 وحتى 1989، وعقب الإنتفاضة الشعبية، التي أطاحت بنظام نميري وعقب الإنتخابات التي أثبتت أن هذا الحزب العريق لا يزال يتمتع بالسند الشعبي، ظل (حزب الأمة) يكون حكومات ائتلافية هشة، مرة مع (الحزب الإتحادي الديمقراطي) ومرة مع (الجبهة الإسلامية القومية). وقد بدا واضحا عجز مثل تلك الحكومات عن مواجهة مشاكل البلاد المستعصية سواء علي الصعيد السياسي أو الإقتصادي. وفي هذه الفترة إستطاع (حزب الأمة) مسنودا بالإسلاميين، عرقلة وإجهاض إتفاقية كوكادام 1988 وإتفاقية (الميرغني - قرنق) 1988. وقد ظل (حزب الأمة) متذبذبا بشأن الحرب في الجنوب، مترددا بين النزعة السلمية لدى الإتحاديين وبين النزعة الحربية لدى الإسلاميين.
                  

02-02-2013, 06:37 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    7



    الفترة ما بعد عام 1989 ، وقع في بدايتها إنقلاب الإسلاميين واستيلائهم علي السلطة وخروج الإتحاديين وبقية الأحزاب لشن المعارضة من الخارج بالتحالف مع (الحركة الشعبية لتحرير السودان). هنا واجه (حزب الأمة) مأزقه التاريخي المستعصي. فلم يكن راضيا عن غلو لإسلاميين الذين علي السلطة، كما لم يكن راضيا عن غلو المعارضة الرافضة للدولة الدينية. وكانت الحيرة واضحة في جميع تصرفات (حزب الأمة) حيث مكث رئيسه بالداخل فترة ينادي (بالجهاد المدني) الذي يعني المعارضة السلمية. محاولا التقليل من الغلو الديني للإسلاميين. ولما شعر بأن حزبه يفقد دوره القيادي تدريجيا، تسلل خارجا من البلاد لينضم للمعارضة المسلحة في الخارج محاولا التخفيف من الغلو العلماني للمعارضة ومخففا من أجندتها التي تشدد علي فصل الدين عن الدولة. ثم لم يلبث رئيس (حزب الأمة) أن عاد إلى الداخل ضمن تفاهم مع الحكومة الإسلامية. وخلال كل هذا التذبذب كان علي رئيس (حزب الأمة) أن يواصل شرح مواقف الحزب. لهذا فهو رئيس الحزب الوحيد في السودان الذي ألف عددا كبيرا من الكتب السياسية. والخط السياسي الذي يتبعه الحزب الآن هو ما يسميه (الطريق الثالث). أي خط وسط بين الدولة العلمانية والدولة الدينية.
                  

02-03-2013, 07:22 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    8


    يتضح بجلاء من الفذلكة أعلاه، أن الخطاب السياسي الرئيسي لحزب الأمة يقوم علي الإخفاء وليس علي التوضيح. أي أن الخطاب السياسي لهذا الحزب يجتهد في إخفاء الخطوط والتوجهات والأهداف الحقيقية للحزب عن طريق خلق زخم خطابي مكرس بالكامل للإخفاء وليس التوضيح. ويمكن توضيح ذلك من خلال بعض الأمثلة البسيطة والمعروفة تماما في الساحة السياسية السودانية:-

    1- الخطاب السياسي لحزب الأمة ومن خلال جريدة (الأمة) أخفى طموحات السيد عبد الرحمن الرئيسية الرامية لإقامة ملكية أنصارية في السودان وذلك حتى إنتخابات 1954 التي هزم فيها شر هزيمة وأثرت بالتالي في خططه وبرامجه وتكتيكاته فيما يلي من سنوات.

    2- أخفي الخطاب السياسي لحزب الأمة محاولة تنصيب السيد عبد الرحمن المهدي رئيسا للجمهورية من خلال تسليم السلطة للجيش عام 1958. كما أخفي الدواعي الحقيقية التي جعلته يسلم السلطة للجيش وهي خوفه من عودة المطالبة بالسيادة المصرية علي السودان بعد أن استقر الوضع في مصر للقوميين العرب الثوريين. ولو كان (حزب الأمة) قد فضح علنا مما يعتقد بأن (الحزب الوطني الإتحادي) و(حزب الشعب الديمقراطي) يحيكانه مع القيادة الثورية المصرية بضم السودان إلى مصر، لوجد تأييدا لا يستهان به في الساحة السياسية السودانية. لكن (حزب الأمة) قد اختار خطابه السياسي القائم علي الإخفاء بدلا من الأيضاح.

    3- رغم كل التنظير السياسي والمؤلفات السياسية، لم يستطع هذا الحزب الكبير أن يقول بوضوح مإذ يريد بإزاء الإستقطاب الحاد الراهن بين الدولة الإسلامية الدينية والدولة الحداثية العلمانية. وحتي خطه السياسي الراهن الذي يمكن أن نستنتج منه أنه يريد دولة دينية مخففة وإسلامية معتدلة ومدموجتان في شكل ثالث من نظم الحكم، حتى هذا الخط فإن الحزب لم يصرح به وإنما فقط يمكن إستنتاجه إستنتاجا.

    حزب بكل هذا التذبذب لا يجب أن يتوقع منه أحد اتخاذ مواقف واضحة وحاسمة من سلطة المؤتمر الوطني. وسيظل رئيس هذا الحزب (يفاوض) المؤتمر الوطني حتى عشية سقوطهما معا.
                  

02-03-2013, 07:13 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    نواصل نقد التجربة الحزبية للسودان القديم.

    في الحلقات القادمة نتناول الحزب الاتحادي الديموقراطي، بشقيه (الوطني الاتحادي + الشعب الديموقراطي) قبل الاندماج، وباسمه ورسمه الجديد بعد الاندماج.

    نتتبع مسيرته ومواقفه وسلوكه السياسي وإلى اين يريد ان يقود السودان.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 02-03-2013, 07:15 PM)

                  

02-03-2013, 08:06 PM

Mahjob Abdalla
<aMahjob Abdalla
تاريخ التسجيل: 10-05-2006
مجموع المشاركات: 8949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    الاخ حامد بدوي بشير
    انا اقرأ كل ما تكتب هنا و اجدني اتفق مع معظمه و لا ازيد.
    الذي يحيرني هو ان بوستات الونسة تلقاها في يوم واحد دقت الـ7 صفحات و ما تكتبه لا يأبه اليه الكثيرين و كأننا او البعض منا مذعورين ايضا من انواع الكتابة التي تفيد حالتنا السودانية هذه.
    المهم هو ان تواصل مجهودك و سوف يأتي اليوم الذي سوف نتفاعل جميعا مع مثل هذه الكتابة.
                  

02-03-2013, 08:24 PM

Amir Omer
<aAmir Omer
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 950

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: Mahjob Abdalla)

    التحايا الطيبات أستاذ حامد بدوي بشير

    بوست قيِّم جداً في هذه الفترة الحرجة من عمر أمَّة أدمنت الفشل ..!
    لو إعتنينا بجرد حساباتنا بهذه الدقة وهذه المصداقيّة لتغيّرت أشياء كثيرة.

    واصل علنّا نعي الدرس ونتعلم من مثل هذه الحسابات الصادقة.

    متابعة وقراءة متأنيّة لأكثر من مرّة ...!

    لك الود
    أمير عمر
                  

02-04-2013, 04:53 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: Amir Omer)

    الأخ محجوب عبدالله.

    القراءة كما الكتابة أو قل أنهما صنوان.

    القارئ الجاد هو كاتب جاد، والكاتب الجاد هو في الأصل قارئ جاد.

    يسعدني كثيرا ان تكون من المتابعين لما أطنطن به هنا أحيانا، تنفيسا حتى لا يرتفع الضغط أكثر مما هو مرتفع ونلحق بالذين ماتوا زعلا، وهم كثر في هذا الزمن.

    وبالله عليك، دا زمن (ونسة)؟

    من أين يجدون خلو البال (ليتونسو) في هذا الزمان الأغبر؟

    شكرا على التعليق والمتابعة.
                  

02-04-2013, 06:13 AM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    على الرغم من الغبار الكثيف الذي يثيرهـ معارضو التوقيع على ميثاق الفجر الجديد، وأغلبهم ينطلقون من منطلقات ذاتية، فإن أهمية الميثاق تنبع من شيئين إثنين هما:

    (1) العمل الجاد على خلق أوسع جبهة عمل معارضة للمؤتمر الوطني تضم فصائل مسلحة وأخرى مدنية، ومن لم يلتقط هذه الرسالة سيضع كل بيضه في سلة المؤتمر الوطني،

    (2) التراضي على مبدأ فصل الدين عن السياسة كأساس للحكم لا يقبل الإلتفاف عليه ولو من باب أسطوانة الإمام الصادق المهدي المشروخة أو محمد مختار الخطيب (بتاعت الدولة المدنية) المملة.

    -----------------

    يا أستاذ حامد آلا ترى في انضمام الأستاذ الكودة إلى ركب الفجر الجديد إحراجاً لمن تنصلوا عنه، ذلك أنه يترأس حزب الوسط الإسلامي؟

    قرأت هذا الصباح بياناً من المكتب السياسي لحزب الأمة يرحب فيه بالتوقيع على بيان مشترك بين الكودة ومالك عقار، معللاً هذا الترحيب على أن البيان أعطى الأولوية للحل السياسي وأحال النقاط الخلافية إلى المؤتمر الدستوري (الجامع). الإمام ليس عندهـ أكثر من الترحيب والشجب والإدانة والكلام طبعاً ما بفلوس.
                  

02-04-2013, 07:07 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: Murtada Gafar)

    Quote: التحايا الطيبات أستاذ حامد بدوي بشير

    بوست قيِّم جداً في هذه الفترة الحرجة من عمر أمَّة أدمنت الفشل ..!
    لو إعتنينا بجرد حساباتنا بهذه الدقة وهذه المصداقيّة لتغيّرت أشياء كثيرة.

    واصل علنّا نعي الدرس ونتعلم من مثل هذه الحسابات الصادقة.

    متابعة وقراءة متأنيّة لأكثر من مرّة ...!

    لك الود
    أمير عمر



    الأخ أمير،

    لك تحيتي وشكرا على التعليق.

    أعتقد ان الوقت قد حان لتعرية جميع الاصنام تمهيدا لإسقاطها.

    وأنا لعلى يقين من أن دولة الحزب الواحد الراهنة في السودان ما كانت لتبقى عاما واحدا، لو لم تجد التربة الملائمة والمكناخ المناسب.

    هذا المناخ وتلك التربة هما لحمة وسداة السودان القديم.

    والطريق إلى إسقاط المؤتمر الوطني يبدأ بإسقاط تربة ومناخ السودان القديم. السودان القديم هو الذي تستمد منه سلطة العزل والتهميش غذاءها، وستجف وتذبل إذا جففنا منابع غذائها.

    يجب أن نعري هذه الاصنام ونحملها على أكتافنا إلى مقابر شرفي كجزء من تاريخ لا نتملص منه ولا من مسئوليتنا في إيجاده في المقام الأول.

    وشكرا مرة أخرى على المتابعة، ولا تبخلوا علينا بتعليقتكم الناضجة.
                  

02-05-2013, 05:54 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: يا أستاذ حامد آلا ترى في انضمام الأستاذ الكودة إلى ركب الفجر الجديد إحراجاً لمن تنصلوا عنه، ذلك أنه يترأس حزب الوسط الإسلامي؟



    الأخ مرتضى جعفر،

    شكرا على التعليق.

    إن الحركة السياسية السودانية ممثلة في أحزابها الفاعلة والخاملة، وطوال ما يزيد عن نصف قرن، أنتجت لنا، في حركتها اختلافا واتفاقا، هذه الدولة الفاشلة

    التي نعيش تحت ظلها ذي الشعب الثلاث الذي لا يغني ولا يقي من لهب.

    وكثيرون هم السودانيون الذين تنبهوا للخلل الذي يقود خطى هذه الحركة السياسية.

    البعض صرخ،

    والبعض فقد عقله،

    والبعض قدموه للمشنقة.

    والبعض حمل البندقية.

    وظل الحال كما هو، إذ لم يقدم أحد هؤلاء المحتجين مشروعا بديلا متكاملا. (يعني البديل شنو) هو سؤال مشروع إذا كان يعني ما هو البديل للسودان القديم، وليس

    كما يستعمله أمن النظام الآن ويقصد به البديل للحكومة.

    نعم (البديل شنو) سؤال مشروع إذا كان يعني بديل المنظومة السياسية التي أنتجت لنا السودان القديم الذي صار الآن رجل أفريقيا المريض. سؤال ينبغي أن تكون

    هناك إجابة شافية عليه في شكل مشروع سياسي.

    والمشروع السياسي البديل قدمته الحركة الشعبية لتحرير السودان بعنوان السودان الجديد.

    وهذا في رأيي إنجاز عظيم.

    وسوف ترى الأحزاب والجماعات من القوى الحديثة تهاجر سرا وجهرا إلى مدينة السودان الجديد.

    ولا يصح إلا الصحيح.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 02-05-2013, 05:59 AM)

                  

02-06-2013, 04:54 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    (
    الحزب الإتحادي الديمقراطي):
    أ‌- الوطني الإتحادي
    ب‌- الشعب الديمقراطي



    نصر علي أن الدافع الأساسي لنشوء التيار الإتحادي ضمن الحركة السياسية السودانية كان هو الخوف المبرر تماما من عودة الدولة الدينية المهدية. ونظرة واحدة للفئات الإجتماعية التي إلتفت حول هذا التيار تؤكد لنا صدق ما ذهبنا إليه. فتلك الفئات تتناقض مصالحها تماما مع عودة الدولة الدينية المهدية كما شهدها المجتمع السوداني خلال حكم الخليفة عبد الله التعايشي الذي إستمر ثلاثة عشرة عاما. وعلي الرغم من أن هذه الفئات تدين بالإسلام، إلا أن الفكرة المهدية نفسها محل شك بالنسبة للكثيرين فيها. تلك الفئات هي:-

    1 - سكان المدن الثلاث
    ينقسم سكان مدن العاصمة الثلاث إلى فئتين. الفئة الأولى تتكون من أولئك السودانيين الذين ظلوا في الخرطوم وامدرمان والخرطوم بحري بعد هزيمة جيوش المهدية وهروب الأرستقراطية السياسية والعسكرية الحاكمة، بعيدا عن العاصمة. والفئة الثانية تتكون من أولئك الذين نزحوا إلى هذه المدن مع بداية الحكم الثنائي. أما الفئة الأولى فتعتبر من المتضررين من الحكم المهدوي من الرقيق والمنبوذين الذين لا شك أنهم قد فرحوا بسقوط التسلط الأمي الرعوي الذي تمثله الطبقة الحاكمة والطبقة العسكرية في سلطة الخليفة. وهؤلاء هم السودانيون الأكثر خشية من عودة الدولة المهدية. وهذا يفسر لنا اندفاع هذه الفئة في النضال من أجل وحدة وادي النيل تحت التاج المصري. كما يفسر لنا قيادة هذه الفئة للدعوة الإتحادية منذ نشأتها، حيث برز من بين صفوف هذه الفئة القادة الوطنيون من أمثال علي عبد اللطيف وعبد الفضيل ألماظ وغيرهما كثيرون من أبناء هذه الفئة.

    أما الفئة الثانية من سكان المدن في بداية الحركة السياسية السودانية، فهم أولئك الذين ما كانوا يجرئون على الاقتراب من أمدرمان حاضرة الخلافة المهدية حتى لا يتعرضوا لبطش التسلط الأمي الرعوي كونهم ببساطة لم يكونوا أنصارا. هؤلاء قد حاربوا فعليا ضمن صفوف الجيش الغازي وقد كانوا جزءا من قوات الفتح الإنجليزي المصري وهم الذين كانوا تحت قيادة الكولونيل استيوارت وتولوا مهاجمة جيش الخليفة من الضفة الشرقية للنيل الأزرق. وهؤلاء أيضا كانوا يرون في الإتحاد مع مصر صمام الأمان الوحيد ضد عودة الدولة المهدية التي نفخ في صورها السيد عبدالحمن المهدي.

    2- قيادة جماهير الطائفة الختمية في شمال وشرق السودان
    عانت قيادة هذه الطائفة الأمرين علي يد الدولة المهدية، لدرجة أنها قد أجليت من السودان تماما ولجأت إلى مصر. ولهذا ظلت قيادة الختمية تمنح تأييدها بإستمرار للتيار الإتحادي ليس حبا في مصر بقدر ما هو خوفا من عودة المهدية.

    3 - المتعلمون
    أولئك هم أبناء أسر الزعامات الدينية والقبلية وأبناء سكان المدن الذين أتاح لهم الإستقرار الذي فرضه الحكم الثتائي كما أتاحت لهم أوضاع أسرهم فرصة الالتحاق بالتعليم، بل والسفر إلى مصر ولبنان وحتى بريطانيا لإكمال تعليمهم. يضاف إلى هؤلاء العديد من النابهين من سكان المدن العاديين الذين إستمروا في مراقي التعلم باجتهادهم الشخصي. وهؤلاء سواء، بخلفياتهم الأسرية أو نشأتهم المدينية أو آفاقهم الثقافية لا يستطيعون إلا أن يكونوا في الجانب الداعي للإتحاد مع مصر. فمصر كنقيض للدولة المهدية، كانت تمثل التنوير والتقدم والرقي والحرية الإجتماعية، مقابل التخلف القبلي الذي ساد الحياة علي أيام عهد الخليفة عبد الله التعايشي.

    تلك هي الفئات الثلاث التي أسست التيار الإتحادي إستجابة لمخاوفها تجاه عودة الدولة المهدية الدينية، وتأسيسا علي الأثر الثقافي والسياسي القوي لمصر في السودان نتيجة لإرتباط السودان بمصر لما لا يزيد عن الستين عاما هي فترة الإحتلال المصري – التركي للسودان. بالإضافة لأثر الدين الإسلامي السني الرسمي المشع من الأزهر وثقافة النهضة الثقافية العربية المنبعثة من القاهرة.

    وقد تناسلت عن هذا التيار أحزابا سياسية أثرت ولا تزال تؤثر علي مسيرة الحركة السياسية السودانية حتى اليوم. وأهم هذه الأحزاب هما الحزب (الوطني الإتحادي) وحزب (الشعب الديمقراطي). الأول اعتمد علي تأييد سكان المدن والمتعلمين والثاني اعتمد علي تأييد الطائفة الختمية.

    في عام 1967إندمج الحزبان ليكونا (الحزب الإتحادي الديمقراطي) وفيما يلي نرصد حركة ومواقف هذين الحزبين، وضمن ذلك تحولات ومواقف الحزب الثالث الناتج عن إندماجهما، باعتبارهما من الأحزاب الرئيسية التي ساهمت في تشكيل الحركة السياسية السودانية.
                  

02-06-2013, 09:34 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ا- الحزب الوطني الإتحادي



    تكون هذا الحزب نتيجة إندماج حوالي خمسة أحزاب كانت تشكل التيار الإتحادي داخل الحركة السياسية السودانية. وقد تم ترتيب الإندماج وتكوين (الحزب الوطني الإتحادي) في القاهرة عام 1952 بعيد قيام ثورة يوليو المصرية في نفس العام. وتوقيت ميلاد هذا الحزب في عام اندلاع الثورة المصرية يوضح بان هذا الحزب قد ولد مأزوما. فنحن إزاء حزب سياسي إستراتيجيته الأساسية هي ربط السودان سياسيا بمصر حيث ظلت الأحزاب السياسية المندمجة في هذا الحزب وطوال عقد من الزمان تعمل على خط عام هو ربط السودان بمصر. وهذا يعنى بالضرورة أن قيادة هذه الأحزاب الإتحادية قد إرتبطت سياسيا وأيديولوجيا بمصر ما قبل ثورة يوليو 1952. ويعنى أيضا أن هذه الأحزاب الإتحادية قد إرتبطت بالأحزاب السياسية المصرية التي حلتها الثورة. هذا من الناحية السياسية. أما من الناحية الإجتماعية فان الفئات الإجتماعية التي بررت بروز تلك الأحزاب الإتحادية ومنحتها أيديولوجيتها، هي نفس الفئات التي ضربت مصالحها في مصر بقيام ثورة يوليو، وهم برجوازية المدن وأغنياء الريف والمتعلمون الذين كانوا هم نواة البرجوازية الصغيرة. وهذه مفارقة ضخمة فمصر قبلة الإتحاديين من برجوازية المدن وأغنياء الريف والمتعلمين السودانيين قد انقلبت على نفسها وضربت مصالح الفئات التي إرتبط بها الإتحاديون السودانيون طوال ما يزيد على عقد من الزمان. وبكلمات أخري فان الثورة المصرية قد نسفت مرتكزات الحياة السياسية المصرية التي إرتبط بها الإتحاديون السودانيون. وحيث أن مصر ما بعد الثورة قد بدأت تطرح خطابا سياسيا جديدا لم تستطيع الأحزاب الإتحادية السودانية استيعابه أو التناغم معه، فانه من المنطق السليم أن نستنتج أن (الحزب الوطني الإتحادي) قد ولد مأزوما.

    كانت تلك الأزمة من الحدة بحيث لم يعد أمام هذا الحزب إلا أحد خيارين. إما أن يتتلمذ من جديد على السياسية المصرية الثورية الجديدة ليظل حزبا إتحاديا، وإما أن يتخلى نهائيا عن المبدأ الذي بنى قواعده عليه وهو الإتحاد مع مصر. وقد كان الخيار الأول مستحيلا، حيث لا يعقل أن يفاجئ الحزب قواعده من تجار المدن وأغنياء الريف والمتعلمين المتطلعين للسلطة ومكاسبها، لا يعقل أن يفاجئهم الحزب بخطاب سياسي وإستراتيجية سياسية وأيديولوجية جديدة تنادى بحقوق العمال والفلاحين وتهدد الطبقة البرجوازية بالتأميم والمصادرة.

    هكذا سار الحزب في الخيار الوحيد المتاح وهو التخلي عن فكرة الإتحاد مع مصر. ومن اجل سد الفراغ السياسي والأيديولوجي الناتج عن هذا التحول الخطير في خط الحزب كان لابد من خلق إستراتيجية وخط سياسي وهدف مرحلي حتى لا ينهار الحزب. وقد تمثل كل ذلك في شئ وحيد هو(إستقلال السودان). فإذ تذكرنا بان شعار (الاستقلا التام) هو شعار الحزب الخصم، ( حزب الأمة)، فإننا نستطيع أن ندرك عمق الأزمة التي وقع فيها هذا الحزب وعمق اليأس الذي اجتاحه ودفعه ليتبنى شعار الحزب الخصم. وسوف نتتبع الآن مسيرة هذا الحزب منذ عام تكوينه 1952 وحتى اختفائه نهائيا عن الحياة السياسية السودانية.
                  

02-08-2013, 01:14 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

02-09-2013, 05:56 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    1


    خلال الفترة من عام 1952 إلى عام 1954

    أخفى الحزب الوطني الإتحادي أزمته ولم يستطيع أن يعلن صراحة تخليه عن مبدأ الإتحاد بمصر ودخل إنتخابات الحكم الذاتي أواخر عام 1953 كحزب إتحادي. وقد استثمر الحزب كل مقومات تكتيكاته السياسية القديمة ليكتسح إنتخابات الحكم الذاتي محققا أغلبية برلمانية مريحة. ومقومات تكتيكات الحزب القديمة هي:
    - استثمار الخوف من عودة الدولة المهدية الدينية.
    - استثمار العداء الشعبي التقليدي للمستعمر الإنجليزي.
    - استثمار الروابط التاريخية الثقافية والدينية مع مصر التي كانت لا تزال تحلم بالهيمنة على السودان.

    وهذا هو السبب الذي حفز مصر لأن تدعم بقوة الحزب الوطني الاتحادي في انتخابات الحكم الذاتي، خاصة وأن اتفاقية السودان (1953) بين بريطانيا ومصر الناصرية تنص على استفتاء الشعب السوداني في نهاية فترة الحكم الذاتي، بين العلاقة مع مصر والاستقلال التام.

    إذن فقد كانت مصر لا تزال تحلم بالهيمنة على السودان ووسيلتها الوحيدة هي فوز الاتحاديين.

    غير ان الحزب الوطني الاتحادي كان في مأزق حقيقي بين الاستمرار في تمثيل البرجوازية التجارية في المدن أو التحول مع مصر الثورة إلى المستحيل وتمثيل العمال والفلاحين.

    هنا اختار زعيم الحزب، اسماعيل الأزهري، الخداع. أن يوهم مصر بتحقيق حلمها في الهيمنة على السودان حتى تساعده في الانتخابات، وبعدها لكل حادثة حديث.

    وبالفعل أرسل جمال عبدالناصر ذلك ال1ذابط الأرجوز، الصاغ صلاح سالم وهو محمل بالأموال، وكسب الاتحاديون الانتخابات وكونوا منفردين حكومة الحكم الذاتي.
                  

02-10-2013, 05:08 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

02-11-2013, 05:13 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    خلال الفترة بين عامى 1954- 1956


    استفحل مازق (الحزب الوطنى الإتحادى) المتمثل في التناقض بين متطلقاته التاريخية والإجتماعية وبين توجهات الثورة المصرية، مما دفعه إلى إعلان التملص عن مبدا الإتحاد مع مصر والميل الى إعلان السودان (جمهورية مستقلة ذات سيادة) وقد عمل الحزب على حشد تاييد كل الساحة السياسية السودانية خلف إستراتيجيته الجديدة، ولم يكن ذلك عملا صعبا اذ لايوجد سودانى يرفض إعلان إستقلال السودان. لكن حالة من الارتباك الايديولوجى قد اصابت الحزب وهو يتخلى عن الإستراتيجية التى انبنى عليها ألا وهى ربط السودان بمصر. ولم يكن امام الحزب في تلك الظروف القاسية سوى أن يجعل من (إستقلال السودان) إستراتيجيته وهدفه النهائى. ومن اجل ان يحافظ هذا الحزب على تماسكه الداخلى المهدد بالانقراض فقد كان في حاجة ملحة لإنجاز سريع وإعلامي الطابع يغطى به آثار تخليه عن إستراتيجيته التى بنى عليها. وليس مثل إنجاز إستقلال البلاد ورفع علم الدولة الجديدة شئ ينقذ الحزب من مازقه. وهذا يفسر لنا ذلك التسرع اللجوج الذى طبع تصرفات الساحة السياسية السودانية عام 1955. كانت مشكلة الجنوب تتفجر ولم تتفق الحركة السياسية السودانية بعد على نظام الحكم في الجمهورية الجديدة، ولم يستفت الشعب السودانى حول تقرير المصير، ولم تعين الوسائل الكفيلة باشراك كل الشعوب السودانية في تقرير مصير البلاد. ومع ذلك كانت الصفوة تتعجل إعلان الإستقلال وكأنه سوف يحل كل القضايا الشائكة والمشاكل المستعصية التى تحيط بالوضع السياسى السودانى.

    وهكذا انعكست أزمة هذا الحزب على البلاد كلها ودفعت بها الى إعلان إستقلال لم يخطط له ولم يمهد له بوضع الحلول اللازمة لمشاكل البلاد. وهذا يفسر لنا عدم إلتفات حكومة (الحزب الوطنى الإتحادى) لعدد من الحوادث الخطيرة التى تستدعى الإلتفات اليها والوقوف عليها ووضع الحلول لها. فقد تجاهلت تلك الحكومة تمرد الجنوب عام 1955 وأحداث مشروع جودة في نفس العام والتى راح ضحيتها مئات المزارعين البسطاء الذين ماتوا اختناقا داخل عنبر من الزنك، كما تجاهلت أيضا أحداث مارس الدامية في العاصمة عندما اصطمت جماهير (الأنصار) بشرطة الحكومة عند زيارة محمد نجيب الى السودان. فأية حكومة متوازنة وصافية الذهن كانت ستقف أمام تلك الأحداث الخطيرة، حتى لو أدى ذلك لتاجيل إعلان الإستقلال. لقد كان (الحزب الإتحادى) يتخبط بعد ان فقد الإستراتيجية والهدف. ولسؤ الحظ فانه كان الحزب الحاكم، ولهذا انعكس تخبطه على مستقبل البلاد التى كان يقودها.
                  

02-12-2013, 05:50 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    لنحيط بالأسباب التي تجعل بلدا بمساحة السودان، يمتد من تخوم الصحراء الأفريقية الكبرى إلى تخوم خط الأستواء، يسير بخطى واسعة إلى الوراء منذ اليوم الذي خرج فيه المستعمر، حتى وصل إلى تخوم الدولة الفاشلة، لنحيط بالاسباب الكامنة وراء ذلك، لا بد من تعرية الأحزاب التي قادت هذه المسيرة التراجعية.

    هذا هو هدف هذا البوست.

    ويبلغ هذا البوست نهايته بنهاية عملية كشف ما وراء هذه العمم والكرفتات النظيفة
    .
                  

02-13-2013, 07:39 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    الفترة من 1956 ـ 1958.



    إستفحلت أزمة هذا الحزب بسحب طائفة الختمية تاييدها لة وتقارب قيادتها مع قيادة (حزب الامة). وكان لابد ان تتحرك قيادة الحزب بسرعة لرأب الصدع الذى أصاب الجبهة السياسية التى يقودها. وتصادف ذلك مع بروز قيادة جديدة للتيار الإتحادى، قادرة على استيعاب وهضم خطاب مصر الناصرية. فقد أعلن في منتصف عام 1956 عن قيام (حزب الشعب الديمقراطى) الذى نص دستوره على ان يعمل الحزب الجديد على ترسيخ القومية العربية المرتبطة بمراكز الاشعاع القومى العربى في مصر وبغداد. كما ان ذلك الحزب الإتحادى الجديد لم يبد تحفظا حول التوجيهات الإشتراكية لتلك المراكز. وأمام هذه المستجدات، عاد (الحزب الوطنى الإتحادى) يحاول الدخول مرة اخرى الى التيار الإتحادى العروبى. وقد شجعته تجربة الحزب الجديد (الشعب الديمقراطى) على ذلك. فها هو الحزب الجديد يحظى بتايد ومباركة ورعأية الطائفة الختمية. وهاهو يحقق إنجازا مميزا بوقوفه بصلابه في وجه مشروع ايزنهاور والمعونه الأمريكية حمأية لظهر مصر الثورية. إذن فالإرتباط بمصر الثورية ليس كفرا يخرج من المله أو خطأ إستراتيجيا يجعل الجماهير تنقض من حول الحزب. وهكذا بدأ (الحزب الوطنى الإتحادى) يتقرب من (حزب الشعب الديمقراطى) اواخر عام 1958. ذلكم هو التقارب بين الإتحادين القدامى، (الوطنى الإتحادى) والإتحاديين الجدد، (حزب الشعب الديمقراطى) في ظل صعود نجم مصر الناصرية الذى أرعب (حزب الامة) وجعله يسلم السلطة الى العسكر أواخر عام 1958.
                  

02-14-2013, 05:19 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

02-16-2013, 05:39 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ما أكتبه هنا، حتى الآن على الأقل، هو حقائق تاريخية صرفة.

    أنا لا أحلل أو أستنتج.

    التاريخ المدون والتاريخ المعروف كمعلومات عامة، هو الذي يعري هذه الأحزاب التي ظلت تتكيئ طوال حياتها على وهم أن الشعب السوداني شعب عاطفي وغبي وبلا ذاكرة.

    وأعتقد أن الوقت قد حان لنعرف أين ومتى وكيف أرتكبت الأخطاء التي أودت ببلادنا، ومن ارتكبها ولماذا.

    التحليل سيأتي بعد السرد التاريخي، لأنه سيبنى عليه
                  

02-16-2013, 09:49 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    الفترة من 1959ـ 1964.


    لا نظن إلا أنها كانت فترة راحة واستجمام للحزب (الوطنى الإتحادى). فقد توقف الشد والجذب السياسى وأستبعد التنافس الحزبى والإنتخابات بسبب الإنقلاب العسكري في نوفمبر 1958. وقد باء (حزب الامة) بجريمة اغتيال الديمقراطية، وبدى ان مصر الناصرية مرتاحة لانهاء اللعبة الديمقراطية في السودان. وعندما انقلب (حزب الامة) على العسكر الذين أتى بهم الى السلطة وقاد المعارضة ضدهم، كان الحزب (الوطنى الإتحادى) يعارض باعصاب هادئة. فهو لم يفقد الكثير من جراء الإنقلاب العسكري كما انه في الجانب السليم مقارنة مع غريمة التاريخي، (حزب الامة) المدموغ باغتيال الديمقراطية. في هذه الفترة كرست القيادة التاريخية لهذا الحزب نفسها بديلا لأى نوع من الإستراتيجية أو المبادئ أو البرامج السياسية. فهذه هي القيادة الياريخية هي التى حققت إستقلال السودان و(رفعت العلم) وهذا وحده كاف لتكريسها قيادة شعبية محبوبة.
                  

02-17-2013, 06:03 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    الفترة من 1965ـ 1969.



    هذه هي الفترة التي تلت ثورة أكتوبر الشعبية السلمية التي غوضت حكم الجنرال عبود ورفاقه. ومنذ البداية، كانت هناك هيمنة، أو قل (تكويش) من الحزب الشيوعي السوداني على جبهة الهيئات التي فاوضت العسكر حول كيفية تسليم السلطة لمثثلي الشعب. وامتد هذا التكويش إلى مفاصل الحكومة الانتقالية التي نتجت عن سقوط حكم العسكر.

    هنا انقسمت الساحة السياسية السودانية بين مؤيد لحكومة أكتوبر الأولى برئاسة الأكاديمي البسيط، سر الختم الخليفة، وهؤلا هم اليسار. وبين مناوئ لتلك الحكومة وهذا هو اليمين.

    هنا (فرزت الكيمان). وأغرب ما تمخض عنه الفرز هو أن الحزب الوطني الاتحادي قد سار في ركاب حزب الأمة وجبهة الميثاق الإسلامي، بينما انضم حزب الشعب الديموقراطي إلى ركب اليسار. (الحزب الشيوعي + إتحاد عمال السودان)

    إذن فقد بدأت الفترة الديموقراطية بتكريس الخلاف بين جناحى التيار الإتحادى العروبى، حيث وقف حزب (الشعب الديمقراطى) مع التيار اليسارى الثورى المؤيد لحكومة ثورة أكتوبر الأولى، متحالفا مع (الحزب الشيوعى السودانى) وإتحادات العمال والمزارعين والمراة، فيما عرف حينها (بالجبهةالإشتراكية)، بينما وقف (الحزب الوطنى الإتحادى) مع التيار اليمينى الدينى المعارض لحكومة الثورة الأولى، متحالفا مع (حزب الامة) و(جبهة الميثاق الإسلامي)، فيما عرف (بالجبهة الوطنية).

    كان (الحزب الوطنى الإتحادى) لايزال يحافظ على مكانته كثانى أكبر حزب سياسيى في البلاد بعد (حزب الامة) وذلك بفضل كوادره النشطة والمدربة. وكان هدف الحزب في تلك الفترة هو رئاسة الجمهورية. غير ان الحزب في سبيل الوصول الى ذلك الهدف قد إرتكب أخطاء سياسية قاتلة. أولها أنه قد دخل باندفاع في لعبة المزيدات الدينية من أجل كسب رجل الشارع البسيط من ناحية، وتغطية فشل الحزب في صياغة برنامج سياسي واضح من الناحية الأخرى. وثانيها ان رئيس الحزب بصفته رئيس مجلس السيادة قد إرتكب ماوصفه خصومه بانه خرق للدستور عندما حل الجمعية التاسيسية وعندما تجاوز قرار المحكمة الدستورية ووافق على طرد نواب منتخبين من الجمعية التاسيسية هم نواب (الحزب الشيوعى السودانى).

    بل ان هذا الحزب العريق، قد بدى في تلك الفترة بلا برنامج وبلا رؤية واضحة لحل مشاكل السودان. وصار مثل الشيخ الذى فقد قوته وظل يعدد مآثره القديمة. لكل هذا كان من المستغرب عودة هذا الحزب للتقارب مع الإتحادين العروبين الثوريين في (حزب الشعب الديمقراطى) بعد أن قطع شوطا طويلا في الإبتعاد عن خطهم. وتظل هذه الخطوة لا يمكن تفسيرها إلا ضمن الإرتباك السياسي العام الذي كان يعيشه هذا الحزب.

    فى نهاية المطاف إندمج الحزبان في حزب واحد أسموه (الحزب الإتحادى الديمقراطى). وكانت هذه الخطوة هي النهاية الفعلية لهذا الحزب العريق. فلم يلبس ان وقع إنقلاب مايو 1969 ودخلت الحركة السياسية السودانية كلها طورا جديدا.
                  

02-18-2013, 05:02 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

02-19-2013, 05:45 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    الفترة من 1969 ـ 1985.


    ظل الإتحاديون خلال هذه الفترة يعتبرون رسميا جزءا من الحزب (الإتحادى الديمقراطى) الذي إندمجوا فيه مع (حزب الشعب الديمقراطى) عام 1967. وفى نفس العام فجع الإتحاديون بموت زعيم الحزب التاريخى السيد/ إسماعيل الازهرى. ويبدو ان الكاريزما الشخصية لهذا الزعيم العظيم كانت هي العامل الوحيد المتبقى لتوحيد كلمة ومواقف الإتحاديين. فقد بان التشقق وعدم الإنسجام داخل الجسم الإتحادى حيث انفرد الشريف حسين الهندى بتبنى المقاومة المسلحة لسلطة الإنقلاب بدعوى انها سلطة شيوعية، متحالفا مع (حزب الامة) والحركة الإسلامية. هذا بينما دخل بعض القادة الإتحاديون في السلطة الجديدة وعملوا معها بصفة فردية، بينما ظل جزء ثالث ملتزم بقررات الحزب المؤتلف (الإتحادى الديمقراطى).

    وأهم حدث في هذه الفترة التاريخية على صعيد التيار الإتحادى العروبى، هو تولى قيادة الختمية، متمثلة في زعيم الطائفة السيد محمد عثمان الميرغنى للزعامة السياسية للحزب (الإتحادى الديمقراطى). ومنذ اليوم الأول لإنقلاب مايو عام 1969، قرأت القيادة الجديدة للحزب المؤتلف الإنقلاب قراءة صحيحة وتعاملت معه كإنقلاب قومى عربى إشتراكى ووقفت منه بالتالى موقفا مناقضا لموقف الشريف حسين الهندى، حيث تعاملت معه انطلاقا من مبادئ حزبها القديم، قبل الائتلاف، (حزب الشعب الديمقراطى) فايدته بوضوح.

    إذن نحن هنا أمام حزب مفتت ليس له من أيديولوجية أو برنامج سوى الاعتماد على ما تبقى من طائفة الختمية. وظل بعض الحزب مع سلطة انقلاب نميري العسكري وبعضه الآخر يحمل السلاح ضدها.

    وظل هذا هو حال هذا الحزب حتى اليوم. رجل هنا ورجل هناك. فعندما خرج محمد عثمان المبرغني لقيادة التجمع المعارض لسطة الانقاذ في بداية عهدها، كان الشريف زين العابدين يقبل احذية العسكر في الخرطوم.

    واليوم الحال واضح، إبن الميرغني مستشار للرئيس.

    ماذا يمكن أن يتوقع من مثل هذا الحزب في مجال النضال ضد سلطة الحزب الواحد؟؟
                  

02-20-2013, 05:45 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

02-20-2013, 08:50 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    إذا كان ما بدأناه هنا هو بمثابة (قائمة) بأسماء المتخاذلين والمتملصين من ميثاق الفجر الجديد، فإننا نكون قد وصلنا إلى آخر القائمة، وقد رتبنا هذه القائمة بحيث بدأنا بأحسن المتخاذلين وانتهينا بأسوائم.


    وليس أمامنا، والحال هذه، سوى الولوج إلى عالم الطرف المناوئ للميثاق والذي يقاتل منجزيه يوميا مبددا أموال الشعب السوداني وموظفا لها لهدف استمراره في السلطة.

    هذا الطرف بالطبع هو السلطة الحالية.

    لكن المحير في هذه السلطة، هو إنك لا تستطيع ان تطلق عليها إسما إلا بالتقريب.

    فأنت لن تستطع أن تقول الحركة الاسلامية، لأن السودان يعج الآن بالحركات الاسلامية.

    ولن تستطع أن تقول الإخوان المسلمون، لأن ثمة أخوان واخوان آخرين غيرها، بل أن جل جسمها الآن مكون من شخصيات لا علاقة تاريخية لها بالإخوان.

    ومع ذلك سنتعامل معها بصفتها الحركة الاسلامية بالتقريب.

    ثم أن الاختلاف بين كل هذه الكيانات الاسلامية لا يتعدى الاختلاف بين أمونة وآمنة أو أحمد وحاج أحمد.
                  

02-23-2013, 05:47 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

02-24-2013, 05:30 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    الحركة الإسلامية السودانية

    مرت الحركة الإسلامية الحديثة في السودان بخمسة مراحل قبل أن تبلغ تحقيق هدفها النهائي وهو إقامة الدولة الإسلامية النموذج في السودان. ونلقي فيما يلي نظرة على مسيرة هذه الحركة في مختلف هذه المراحل.

    المرحلة الأولى 1950 – 1964

    هذه هي مرحلة الحركة التربوية الإصلاحية ومرحلة (الإخوإن المسلمون). في هذه المرحلة كانت الحركة، وكما عبر الدكتور حسن الترابي: (عالة في زادها الفكري والتنظيمي علي الخارج) وفي واقع الأمر فإن المنبع الفكري الوحيد للحركة في هذه المرحلة كان هو إرشادات حسن البنا. والمطلب الوحيد للحركة هو إن يتقبلها المجتمع السياسي السوداني جزءا منه. وقد إستفادت الحركة من الأجواء السياسية الديمقراطية التي سادت المجتمع السياسي السوداني بعد الإستقلال، فلم تواجه حروبا من أي نوع كما لم تتكلف أية تضحيات. وحيث إن حسن البنا كان داعية مدنيا رافضا للعنف بشتي صوره، فإن الحركة، وهي تستقي منه فكرها، لم تكن نشازا وسط المجتمع السوداني المدني المسالم.



    المرحلة الثانية 1964 – 1969


    هذه مرحلة (جبهة الميثاق الإسلامي) وشعار (الدستور الإسلامي). مرحلة الحزب الذي شارك في الحياة السياسية مشاركة كاملة، وخاض الإنتخابات تحت شعاره المرفوع وإستطاع إن يدخل نوابا إلى الجمعية التاسيسية. في هذه المرحلة طرحت الحركة نفسها جماهيريا، وإن لم تستطع إلا إن تكون حركة صفوية. وقد امتازت جبهة الميثاق الإسلامي بالدقة في التنظيم ووضوح الرؤية في طرح الإسلام سياسيا بصيغة جديدة وكبديل سياسي منافس، متفوقة في ذلك علي التيارات الإسلامية الأخرى في السودان }الأنصار، الختمية، الصوفية، أنصار السنة{ ماعدا الجمهوريين.

    في هذه المرحلة تجاوزت الحركة الإسلامية السودانية أطروحات حسن البنا وأصبحت مرجيعتها الفكرية تعود إلى سيد قطب. والاختلاف في الدرجة بين فكر حسن البنا وسيد قطب يعود إلى سبب موضوعي جدا، وهو إن حسن البنا كان يفكر وينظم ويعمل ضمن نظام سياسي علي درجة كبيرة من اللبرالية، حيث كانت في مصر أحزاب وبرلمان وحريات عامة وحياة نيابية على أيام حسن البنا. بينما كان سيد قطب يفكر ويعمل وينظم ضمن نظام شمولي يكبل الحريات العامة ويمنع النشاط السياسي. وفي هذا نجد تعليل نبذ العنف لدي حسن البنا وتبنيه لدي سيد قطب. فحين رفض حسن البنا الثورة والعنف ضد الحكومة بعد حادثة إغتيال رئيس الوزراء المصري، النقراشي باشا علي يد أحد أفراد جماعة (الإخوإن المسلمون)، كان في الواقع يرفض معاملة الحكومة بالمثل إثر قيامها بحل الجماعة واعتقال قادتها وتشريدهم ومصادرة الأموال والشركات الخاصة بالتنظيم. وقد قال حسن البنا عندما سئل عن ردة فعل تنظيمه تجاه ما قامت به الحكومة، قال: (أما الثورة فلا يفكر فيها الأخوإن، ولا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها) .

    أما سيد قطب فقد حكم بجاهلية المجتمعات الإسلامية إستنادا علي مبدئه في الحاكمية، حيث ربط الحاكمية بالإقرار بألوهية المولي عز وجل. فهو يقول في (مقدمات التصورالإسلامي): (إن الإقرار بالألوهية يتضمن الإقرار بالحاكمية، وعدم الإقرار بالألوهية والحاكمية أو بالأولى دون الثانية، يفضي إلى جاهلية المجتمع، فالمجتمع إما مسلم وإما جاهلي) . ولمصطلح (الحاكمية) معني واحدا لدي سيد قطب، وهو تحكيم الشريعة الإسلامية. وهذا يعني ضمنا إستيلاء الإسلاميين علي السلطة في البلد المعين. فليس الحاكمية هنا مفهوما فلسفيا، إنما هي مفهوم سياسي مباشر يعني حكم الإسلاميين الراديكاليين. ولهذا يكون المجتمع إما مسلما يحكمه الإسلاميون وإما جاهلي يحكمه الآخرون ويجب تقويضه بالعنف.
    وأخطر من ذلك فإن سيد قطب قد نادى بحمل الناس وقسرهم علي الشرائع. فهو يقول إن (أولي خصائص الألوهية هي حق تعبيد الناس، وتطويعهم للشرائع والأوامر) .

    وبإنتقال الحركة الإسلامية السودانية من فكر حسن البنا إلى فكر سيد قطب فإنها قد أدخلت نفسها في مفارقة موضوعية باعتبارها حزبا عاملا في نظام ليبرالي تعددي. فإذ كان عنف (الإخوإن المسلمون) في مصر علي أيام سيد قطب مبررا بإزاء سلطة دكتاتورية عنيفة، فإنه لم يكن لعنف الإسلاميين في السودان ما يبرره حسب معطيات الساحة السياسية السودانية خلال تلك الفترة الديمقراطية (1964 – 1969). غير إن سرعة احتضإن الحركة الإسلامية السودانية لأفكار سيد قطب يؤكد أن العنف والقهر الذي أبدته الدولة الإسلامية الأولى في السودان، دولة الخليفة عبد الله، لم يكن أمرا عارضا أو ظرفيا، وإنما هو عنصر أساسي من عناصر قيام الدولة الدينية في بلد متعدد في كل شيء، ويرفض ويقاوم بإستمرار تجاهل أو سحق هذه التعددية. فمن شدة وعنف رفض الآخر للدولة الدينية، تأخذ الدولة الدينية في السودان شدتها وعنفها.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 02-24-2013, 05:33 AM)

                  

02-25-2013, 05:22 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

02-25-2013, 06:32 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)


    عفواً ..
    Quote: الوطن في العقيدة السرية

    هل تقصد العادة .. بدل العقيدة.

    مجرد إلتباس

    بريمة
                  

02-25-2013, 07:20 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: بريمة محمد)

    Quote: عفواً ..

    Quote: الوطن في العقيدة السرية


    هل تقصد العادة .. بدل العقيدة.

    مجرد إلتباس

    بريمة


    أخونا في مملكة الثديات بريمة،

    وينك والشوفة طولة.

    قلت لي الجملة دي مالها؟؟

    كدي عندي ليك سعال:

    الجملة دي هي الشي الوحيد الفهمتو من الدش الكتير الفي البوست دا؟

    كدي خليك شاطر وقول لي فهمتا تاني شتو؟؟

    يالله حبيبي، شاطر، قول، ما تخجل.
                  

02-26-2013, 05:02 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    المرحلة الثالثة 1969 – 1985



    هذه الفترة تشمل علاقة الحركة الإسلامية بالدكتاتور جعفر نميري، من المواجهة المسلحة ضده إلى المصالحة معه. ففي المقاومة المسلحة ضد نظام جعفر نميري الذي بدأ بوجه يساري صارخ، كان الإسلاميون هم رأس الرمح. وقد تحالفوا مع (حزب الأمة) والجناح غير الطائفي من الحزب (الإتحادي الديمقراطي) بقيادة الشريف حسين الهندي. ولم يكن ذلك التحالف سوي تحالف تكتيكي مرحلي هش، لكل عنصر من عناصره أجندته الخاصة. فبينما كان حسين الهندي يعمل صادقا لإعادة الديمقراطية، كانت الحركة الإسلامية تحلم بإقامة الدولة الإسلامية الحديثة. أما (حزب الأمة)، وبحسب مأزقه التاريخي الذي ذكرناه، فقد كان عليه إن يقول للدولة الديمقراطية التعددية نعم، وإن يقول للدولة الإسلامية الراديكالية الشمولية أيضا نعم. ولو كتب لمحاولة (الجبهة الوطنية) عام 1976 أن تنجح، لحدثت المواجهة بين الدولة الدينية والدولة العلمانية في ذلك التاريخ المبكر.

    مثلت مواقف أطراف هذه الجبهة من موضوع المصالحة مع نظام نميري، الاختلافات الجذرية بين هذه الأطراف. حيث ثبت الإتحاديون علي موقفهم المعارض للدكتاتورية باعتبار أن قضيتهم هي إستعادة الديمقراطية، ودخل (حزب الأمة) المصالحة ثم انسحب منها تمشيا مع التذبذب الناشئ من المأزق التاريخي الذي تطرقنا إليه سابقا. أما الحركة الإسلامية فقد وجدت في النظام الدكتاتوري ضالتها بعد أن غير وجهه الإشتراكي بوجه برجماتي ثم بدأ يميل إلى لبس قناع إسلامي. ولعل ما جذب الحركة الإسلامية إلى نظام نميري هو جرأته علي حمل الشعب السوداني وقسره علي كل ما يراه الدكتاتور القائد جعفر محمد النميري.

    إستمرت الحركة الإسلامية جزءأ من النظام الدكتاتوري حتى الأسابيع الأخيرة من عمره. وظهر خلال هذه المرحلة، تكتيك الحركة الإسلامية تجاه الطائفية. فهم يستعينون بالطائفية الدينية لدحر اليسار، كما حدث أول عهد نميري، ثم هم مع تحطيمها وزوالها في سبيل إقامة الدولة الإسلامية. أما إستراتيجيا فإن ضعف الطائفية دائما فرصة للحركة الإسلامية لسحب البساط من تحتها وإزاحتها من الطريق لتتولي هي قيادة الدولة الدينية وليس الطائفية. وقد قال الدكتور حسن الترابي مبررا إندماج الحركة في نظام نميري الدكتاتوري وفاضحا لإستراتيجيتها تجاه الطائفية :

    (مهما كانت من سياسيات اتخذتها مايو" يقصد نظام نميري " إزاء الطائفية، فقد إنكسرت شوكتها وتهيأت حركة سياسية نحو الإسلام مبرأة عن الجمود والقيود، وتتجه نحو المستقبل وتنفتح للأمة الموحدة ) . ولعل هذا من الأسباب التي جعلت (حزب الأمة) يتراجع عن المصالحة للحاق بركب المعارضة مرة أخرى والمطالبة بالديمقراطية.

    أخطر ما في هذه المرحلة هو أن الحركة الإسلامية قد فقدت فيها عنوإنها. فدخلت عناصرها في مؤسسات السلطة بما فيها (الإتحاد الإشتراكي). ولم يعد لها كيإن معلن يميزها عن النظام باستثناء (جماعة الفكر والثقافة الإسلامية)، التي قامت عام 1981 برئاسة بروفيسور مدثر عبد الرحيم. وحتى هذه فقد ضمت خليطا من التيار الديني بما فيهم الصادق المهدي، زعيم (حزب الأمة) نفسه.

    إندفع الدكتاتور جعفر نميري وقد ركبه الهوس الديني، يفعل ما كانت تتمنى الحركة الإسلامية، لو إنها كانت الفاعلة، فأعلن تطبيق الشريعة الإسلامية فيما عرف بقوإنين سبتمبر 1983، وقتل محمود محمد طه وتجاوز المؤسسات وأعلن الطوارئ وأقام محاكم الطوارئ وفصل الآلاف من العمال المضربين عن العمل وفصل القضاة من الخدمة.

    في كل ذلك، كان دور الحركة الإسلامية هو إخراج وصياغة المبررات الإسلامية لتصرفات الرئيس. فعندما أعلن الرئيس حالة الطوارئ بادر الدكتور الترابي ليقول: (إن في الإسلام طوارئ حتى في العبادات، كقصر الصلاة وإسقاط الصوم عن المسافر. وأن النبي صلي الله علية وسلم قد أعلن حالة الطوارئ يوم فتح مكة وكذلك أبو بكر رضي الله عنه عندما حارب مإنعي الزكاة).
                  

02-26-2013, 05:35 AM

waleed nayel
<awaleed nayel
تاريخ التسجيل: 10-31-2008
مجموع المشاركات: 1170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    استاذنا حامد...تحياتي
    تشكر علي البوست ....فواصل
    تذكرت عنوان البوست عندما قرأت ان هناك رهط من بني كوز
    او مواليهم تجمعوا واعلنو وثيقه الفجر الاسلامي....تخيّل!!!!!!!
    كن طيبا

    (عدل بواسطة waleed nayel on 02-26-2013, 05:37 AM)

                  

02-26-2013, 07:19 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: waleed nayel)


    Quote: أخونا في مملكة الثديات بريمة،

    وينك والشوفة طولة.

    قلت لي الجملة دي مالها؟؟

    كدي عندي ليك سعال:

    الجملة دي هي الشي الوحيد الفهمتو من الدش الكتير الفي البوست دا؟

    كدي خليك شاطر وقول لي فهمتا تاني شتو؟؟

    يالله حبيبي، شاطر، قول، ما تخجل.

    مرحب بأخونا فى مملكة المبعرّات .. (جمع بعرة ..)، وكما قالت العرب أن البعرة تدل على البعير .. وأن الطريق يدل على المسير ..

    ففهمت من تلك اللغة ان تبعيّرك هنا يدل على انك بعير .. بحق! .. وأن الخبط الذى تخبط فيه هنا عشوائياً هو اثر (طُباعة) الجمل مما يدل على انك جمل تسير ..

    بريمة
                  

02-26-2013, 07:38 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: بريمة محمد)

    Quote: ففهمت من تلك اللغة ان تبعيّرك هنا يدل على انك بعير .. بحق! .. وأن الخبط الذى تخبط فيه هنا عشوائياً هو اثر (طُباعة) الجمل مما يدل على انك جمل تسير ..

    بريمة


    أخونا في مملكة الثديات بريمة،

    أسأل الله لك السلامة مما أنت فيه.

    لم أتصور إنك في هذا الدرك السحيق من الجهل.

    أنت مثير للشفقة - بالعربي Pathetic
                  

02-26-2013, 07:58 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: استاذنا حامد...تحياتي
    تشكر علي البوست ....فواصل
    تذكرت عنوان البوست عندما قرأت ان هناك رهط من بني كوز
    او مواليهم تجمعوا واعلنو وثيقه الفجر الاسلامي....تخيّل!!!!!!!
    كن طيبا


    الأستاذ وليد نايل،

    شكرا على المرور والتعليق.

    عندما قرأت عن هذا الرهط، ضحكت، بدافع من شر البلية.

    وتساءلت، هل يعيش هؤلاء بيننا اليوم، أم لا يزالون في العام الأول للهجرة النبوية؟

    تصور إنسان يعيش بجسده وكل احتياجاته البيولوجية، هنا والآن، بينما لا يزال تطوره الذهني في منطقة ما قبل 1500 سنة.

    هو هنا بجسده واحتياجاته البيولوجية، لأنه يأكل البيرقر ويشرب البيبسي ويركب السيارة اليابانية وفي بيته اسبلت يونيت.

    وبعد أن يحشو كرشه بما لذ وطاب من منتجات القرن الواحد والعشرين الغذائية، يخرج على الناس ليتجشأ الزبالة.

    حقا بلدنا هي بلد العجايب.

    حتى المصريين الذين أطلقوا في العالم بدعة الإخوان المسلمين، يخجلون من هكذا تخلف.

    بل أن الإخوان المسلمين في مصر لا ينادون بالدولة الدينية وإنما ينادون بالدولة التي ينادي بها الحزب الشيوعي السوداني - الدولة المدنية.
                  

02-27-2013, 05:46 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

02-27-2013, 08:18 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    المرحلة الرابعة 1985 – 1989


    مجرد حسن الحظ، هو الذي أنقذ الحركة الإسلامية من مغبة حمل بعض أوزار العهد الدكتاتوري بعد إنتفاضة أبريل 1885 التي أطاحت به. فقد تدخلت الولايات المتحدة بقوة للضغط علي نميري ليتخلي عن تطبيق الحدود الشرعية. وكان هذا يعني تحريض نميري ضد الإسلاميين. وكان نميري، أواخر 1984 كالغريق الذي يبحث عن طوق للنجاة. فقد قابلت الدول الإسلامية وخاصة المملكة العربية السعودية، إعلانه تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان ببرود لم يتوقعه. أما مصر، فقد رأت في خطوة نميري تشجيعا مؤثرا للجماعات الإسلامية المنادية بتطبيق الشريعة في مصر. بالإضافة لهذه الصعوبات الخارجية، كان النميري يعاني صعوبات داخلية خطيرة في الإقتصاد. كما أن الحرب الأهلية قد تفجرت في الجنوب بشراسة بعد عشر سنوات من السلام. لكل هذا كان النميري مستعدا للتضحية بأصدقائه الإسلاميين إن كان ذلك سيجلب له رضا الولايات المتحدة ورضا مصر ورضا السعودية. فقد كانت عزلته قاتلة. وبالفعل فقد بدأ نميري إجراءاته التعسفية ضد الاسلاميين وشرعت أجهزته الأمنية في اعتقال زعمائهم إلا إن الإنتفاضة الشعبية لم تمهله فألقت به وبنظامه في مزبلة التاريخ في أبريل 1985 .

    خرج الإسلاميون أو قادتهم بالأصح من سجون نميري قائلين:
    (نحن أول من دخل سجون الدكتاتور وأول من خرج منها). ولم تكن هذه الحجة الواهية لتجدي لولا إن الحركة الإسلامية قد خرجت بمكاسب ضخمة من خلال مشاركتها في سلطة نميري لما يقارب العشر سنوات. فقد تغلغلت الحركة في الجيش والأمن وأمسكت بزمام الإقتصاد والإعلام في السودان.

    خرج الإسلاميون من خلال تجربة إشتراكهم في سلطة النميري، بما أكد لهم عمليا، إن تطبيق الشريعة في السودان لا يتأتى إلا عن طريق سلطه شمولية دكتاتورية. فالمعارضة التي واجهتها القوإنين الإسلامية من داخل مؤسسات النظام الشمولي نفسه، علي عهد نميري كانت أمرا لا يمكن للحركة الإسلامية الاستهإنة به. ولولا دكتاتورية نميري المطلقة لما أمكن تمرير تلك التشريعات في مجلس الشعب. فقد وقفت عناصر حزب السلطة نفسه، (الإتحاد الإشتراكي) ضد تلك التشريعات كما وقف الجنوبيون الذين صالحوا النظام في إتفاقية أديس أبابا عام 1992 ضدها. وشهد مجلس الشعب مواجهه حقيقية بين الدولة الدينية والدولة العلمانية عام 1983.

    هذه التجربة في محاولة تمرير التشريعات الإسلامية علمت الإسلاميين أنه لابد لهم من ضمإن تأييد الجيش ولابد لهم من الإمساك بزمام الإقتصاد والإعلام إن هم أرادوا تحقيق هدفهم النهائي وهو إقامة الدولة الإسلامية النموذج في السودان. وقد فعلوا الأمرين بنجاح خلال مشاركتهم في نظام نميري.

    جاءت نتيجة أول إنتخابات بعد سقوط الدكتاتور نميري عام 1986 لتزيد الإسلاميين ثقة في إنفسهم إذ إنهم ، بغض النظر عن أقوال خصومهم حول الأساليب التي مارسوها أثناء عمليات التصويت وقبلها، قد احتلوا المرتبة الثالثة بعد أكبر حزبين في البلاد وصاروا رقما سياسيا لا يمكن تخطيه. كل هذه النجاحات جعلت الحركة الإسلامية تعمل علنا، أثناء الفترة الديموقراطية، للسيطرة علي الجيش وتجاهر بالتقليل من شأن الديمقراطية العلمانية في صحفها السيارة وتعد عدتها للإستيلاء علي السلطة .

    كان الأمر في السودان في الفترة ما بين عامي 1986 – 1989 يشبه من عدة وجوه أجواء ألمإنيا أواخر الثلاثينيات، والحزب النازي يعد عدته علنا لوأد الديمقراطية ولا توجد قوة قادرة علي تغيير القدر المحتوم. فإذا أضفنا إلى ذلك إن الحركة الإسلامية قد بان لها خطأ حساباتها بشأن قوة الطائفية، واتضح لها بإن تجربة نميري الطويلة المتنوعة من الإشتراكية إلى الإسلام لم تكسر شوكة الطائفية أو تنهي سيطرتها علي الشارع الإسلامي في السودان، فإن الحركة الإسلامية لاشك قد صارت أكثر قناعة في تلك الفترة، بإن الطريق إلى الدولة الإسلامية لا يمر مطلقا بالبرلمان وصناديق الإقتراع، ولابد من وازع الدبابة.

    وأخيرا جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما وقع زعيم الحزب (الإتحادي الديمقراطي) إتفاقية سلام مع زعيم (لحركة الشعبية لتحرير السودان) في أديس أبابا عام 1988. فقد رأت الحركة الإسلامية في هذه الإتفاقية الخطر، كل الخطر علي مخططاتها لإقامة الدولة الإسلامية في السودان. هنا تحركت الحركة الإسلامية لنسف الدولة العلمانية التي حاول الميرغني وقرنق وضع حجر أساسها في أديس أبابا عام 1988.
                  

03-02-2013, 05:40 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

03-02-2013, 07:54 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    المرحلة الخامسة ( 1989 – 2000 )


    هذه هي مرحلة إقامة النموذج . نموذج الدولة الإسلامية في العصر الحديث . لقد ظلت الحركة الإسلامية الراديكالية العالمية، وظل جهد قادتها، منذ حسن البنا إلى حسن الترابي، تجريدا نظريا حول وجوب إقامة الدولة الإسلامية ووصفا إنشائيا للخير العميم المرتجي للمسلمين من إقامة هذه الدولة، وظل التنظير الإسلامي يعوزه النموذج الحي في العصر الحاضر، كان الشيوعيون يمدون سبابتهم تجاه الإتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وحتى الصين وكوريا، نمإذج حية وواقعية لما يدعون الجماهير إليه. وكان اللبراليون يؤشرون تجاه أوربا الغربية والولايات المتحدة وكندا وأوستراليا، نمإذج لما يصبون إليه. أما الإسلاميون، فقد ظل نموذجهم الذي يشيرون إليه هو التاريخ. دولة الرسول (ص) في المدينة، عدل عمر بن الخطاب وعدل عمر بن عبد العزيز. وبين المواطن البسيط والمتعلم وبين هذا التاريخ المجيد تقف العديد من عهود الظلم والإنحطاط منذ الأمويين وحتى خلافة الأتراك العثمإنيين التي حاربها السودانيون في الثورة المهدية. ومقابل عدل عمر بن الخطاب وعدل عمر بن عبد العزيز، يستطيع أي خصم سياسي أن يعدد عشرات الخلفاء الظلمة الجائرين.

    نعم، كان لابد من نموذج يثبت إن الإسلام كنظام دولة صالح لكل زمإن ومكان. وكانت الحاجة لنموذج لا تخص الحركة الإسلامية السودانية وحدها، بل هي الهم الذي يؤرق الحركة الإسلامية العالمية. وكانت الحركة الإسلامية السودانية وبلدها السودان هما الإنسب والأقرب لإقامة النموذج الإسلامي العصري. لماذا؟
    أما من ناحية الحركة الإسلامية السودانية فهي الوحيدة من بين مثيلاتها التي تمرنت علي السلطة في عهد جعفر محمد نميري (1975 – 1985). وهي الحركة الحيدة التي صارت حزبا شرعيا ضمن عهدين ديمقراطيين، مارست خلالهما طرح أفكارها وبرامجها جماهيريا، واحتكت مباشرة مع قضايا الشعب متخطية مرحلة الخطاب الصفوي إلى الخطاب السياسي العام. وهي الحركة التي صارت رقما سياسيا في بلدها من خلال الكسب الجماهيري عبر صناديق الاقتراع. لكل هذا فهي الحركة الأكثر تأهيلا علي مستوي العالم الإسلامي لإقامة النموذج العصري، خاصة وإن النموذج الإيرإني الشيعي ليس هو النموذج المطلوب، كما إن نموذج آل سعود ليس هو حلم الحركة الإسلامية الراديكالية.

    أما من ناحية موطن الحركة الإسلامية السودانية، السودان، فهو الآخر أقوي الأقطار الإسلامية حظا في إقامة الدولة النموذج. فالسودان، ويا للعجب، كان لا يزال مشروع جمهورية لم يتفق سكانه بعد بعد علي نظام للحكم فيها. والقومية السودانية لا تزال أمر مشكوك فيه لعدم حسم قضايا البلاد المصيرية. وهذا يعني أن السودان بخلاف كل الدول العربية والإسلامية، لم يحسم أمر السلطة فيه بعد، إذ أن السلطة في السودان لم تؤول إلى فئة محددة تكون هي صاحبة السلطة فيه. فمعظم الدول العربية والإسلامية، للسلطة فيها أصحاب، يصعب إنتزاعها من أيديهم، سواء كان هؤلاء أسرا مالكة مثل السعودية والمغرب والأردن ودول الخليج، أو حزبا سياسيا مثل العراق وسوريا والجزائر ( إنذاك)، أو مؤسسة عسكرية مثل مصر وسوريا وتركيا وليبيا. فالسودان هو بلد السلطة غير المحروسة بأسرة أو جيش أو حزب أو دستور. فهو البلد الوحيد الذي من السهل الوصول للسلطة فيه بإنقلاب عسكري. وقد اثبت الدكتور حسن عبدالله الترابي، قائد الحركة الإسلامية منذ ظهورها علي المسرح السياسي السوداني، أثبت إن هذا الأمر، أمر استلام السلطة قد جرت حوله نقاشات مطولة داخل الحركة:

    يقول في كتابه (الحركة الاسلامية في السودان) "فدارت مناظراته – يقصد مناظرات أمر استلام السلطة - حول محاور شتي منها، المناظرة بين إستراتيجية التمكين أو الأخذ العام وإستراتيجية التدرج أو الأخذ علي تخوف، أي بين الذين يرون إن منهج التحول الإسلامي الأسلم هو قيام الحركة بديلا موازيا ومتميزا عن النظام الحزبي القائم ثم مواجهته وإجتثاثه جملة واحدة وتولي خلافته السياسية، والذين يرون بلوغ نفس النتيجة من خلال إدخال التحولات في السياق القائم شيئا فشيئا بما يربي الجماعة ويؤهلها تدريجيا علي تحمل المسئوليات الكبرى، وبما يهيئ البلاد والعالم من حولها لاستقبال صدمة التحول وبما يبعض ردة الفعل )

    هذا هو مشروع الدولة الدينية في السودان يتحرك في تجليه الثالث بعد دولة الخليفة عبد الله التعايشي ودولة أمير المؤمنين نميري، لإجتثاث مشروع الدولة الديمقراطية العلمانية ضمن علاقة الإجتثاث التي ميزت المشاريع السياسية الكبرى في التجربة السياسية السودانية.
                  

03-03-2013, 06:03 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

03-04-2013, 06:31 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    نصل الآن إلى آخر الداخلين إلى الساحة السياسية السودانية من الأحزاب المؤثرة والفاعلة في مسيرة الحركة السياسية السودانية.

    الحركة الشعبية لتحرير السودان


    مرت الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ إندلاعها عام 1983م بثلاث مراحل هي في جوهرها مراحل تطور ونضج أكثر من كونها إستجابة للمتغيرات الداخلية والإقليمة والدولية، وإن ظلت هذه المتغيرات عوامل أساسية في تحديد توقيت تلك التحولات.




    المرحلة الأولى: المرحلة الثورية (1983-1993م)
    فهم جديد لمشكلة السودان


    مثل (منفستو) الحركة الذي أعلنت من خلاله عن وجودها، نقلة نوعية ضخمة ضمن حركات التمرد والثورة التي ظلت مندلعة في الجنوب منذ عام 1955م. فلأول مرة في تاريخ السودان يقدم تنظيم سياسي سودإني فهماً قائماً على الدراسة والتحليل لما كان يسمى (مشكلة جنوب السودان)، وتتبدى نتائج الدراسة والتحليل في الفهم الجديد للمشكلة. فقد توصلت (الحركة الشعبية لتحرير السودان) إلى إن ما يسمى بمشكلة جنوب السودان هي في الحقيقة (مشكلة عامة، إذ هي في الاساس مشاكل المناطق المتخلفة في القطر كله).

    ولا تتحامل الحركة على (الشمال) وتحمله مسئولية خلق مشكلة المناطق المتخلفة، بل تلوم الإستعمار. فهي ترجع نشوء هذه المشكلة إلى سياسة الإستعمار التي كانت قائمة على (تكريس التباين الإجتماعي والثقافي والديني بين الشمال والجنوب).

    كما يظهر أثر الدراسة والتحليل في تحديد مصطلح (الشمال) في فهم الحركة، فالحركة ترى إن الشمال (يشمل [فقط] مديريتي الخرطوم والجزيرة القديمتين). وترى الحركة إن إقليم دارفور وكردفإن وكسلا والشمالية (متخلفة مثلها مثل المديريات الجنوبية).

    ترجع الحركة سبب إندلاع التمرد في الجنوب، دون بقية الاقاليم المتخلفة إلى عدم الرضى بحركة سودنة الوظائف [1954-1955م] من قبل الصفوة الجنوبية. إلا إنها لا تلوم الصفوة الشمالية على التوزيع غير العادل للوظائف بين الصفوه الشمالية والصفوه الجنوبية. فهي ترى إن هذا التوزيع غير العادل، (كان ضرورة تاريخية ترجع جذورها إلى التنمية الهامشية غير المتوازنة في الشمال والجنوب خلال الفترة الإستعمارية).

    وبناءاً على هذا الفهم للمشكلة تتوصل الحركة إلى إستنتاج أساسي يبرر إحداث هذا التحول الراديكالي في تنأول المشكلة. فحيث إن إندلاع التمرد في الجنوب يرجع إلى عدم رضا الصفوه الجنوبية ######طها على التوزيع غير العادل للوظائف التي أخلاها الموظفون الاستعاماريون، فإن هذا قد جعل أهداف التمرد في الجنوب (تدور حول الوظائف والالقاب الوظيفية) وليس حول مشكلة الجماهير المهمشة والاقاليم المتخلفة. ومن هذا التشخيص الدقيق لنشأة المشكل السياسي السوداني ولطبيعة حركات التمرد في الجنوب، تخرج الحركة الشعبية بخطها السياسي الجديد الذي يمكن تلخيصه في ثلالث نقاط رئيسية هي :
    1 - (تحويل الحركة السياسية الجنوبية من حركة رجعية يقودها رجعيون همهم الجنوب والمصالح الذاتية، إلى حركة تقدمية يقودها ثوريون ملتزمون بأحداث تحول إشتراكي في القطر كله).

    2 - الوقوف ضد محاولات فصل الجنوب،سواء جاءت من قبل قوى جنوبية أو قوى شمالية، فالهدف الأساسي للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان (ليس فصل الجنوب عن بقية القطر).

    3 - ادراك السودان وإنقإذه من: (التشتت الكامل) الذي يتهدده بسبب: (الروح الإنفصالية التي تطورت في الجنوب منذ عام 1955م. فهذه الروح الإنفصالية، حسب رأي لحركة الشعبية، (وجدت تجاوباً في المناطق المتخلفة في شمال السودان. ولقد ظهرت بالفعل حركات إنفصالية وحروب عصابات في غرب وشرق السودان. وإذا ترك الحبل على القارب، فإن هذه الحركات الإنفصالية في الجنوب والشرق والغرب، مضافاً إليها عناد نظام طغمة الاقلية القمعي في الخرطوم وتعلقة بالسلطة تحت كل الظروف، كل هذه سيقود إلى التشتت الكامل للسودإن. إن تشتت السودان المحتمل هو الذي تهدف الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان إلى ايقافه).

    هذا هو الخط السياسي الذي كان للحركة الشعبية عند بداية إندلاع نضالها. ولا شك إن الإتجاه الثوري الإشتراكي واضح في هذه المرحلة من الخطاب السياسي للحركة. وطبيعي إن تتحالف الحركة في هذه المرحلة مع نظام الرئيس الاثيوبي منقستو هيلا مريام الثوري الإشتراكي في اثيوبيا.
                  

03-05-2013, 05:01 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

03-06-2013, 06:40 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    المرحلة الثانية: المرحلة الواقعية (1993-1998م)


    شهد عام 1992 حدثين هامين، أثرا بعمق على المسيرة السياسية للحركة الشعبية لتحرير السودان. الحدث الأول داخلي، حيث أعلنت (مجموعة الناصر) التي تمثل القيادات العسكرية والسياسية المنتمية لقبيلتي (النوير) و(الشلك)، داخل الحركة الشعبية، تمردها وإنفصالها عن قيادة الحركة. وقد عادت هذه العناصر في بيإن إنفصالها إلى ما رفضته الحركة الشعبية وتجاوزته من إتجاه لفصل الجنوب عن بقية القطر، كما تملصت تلك العناصر من الخط الثوري الإشتراكي الذي أعلنته الحركة الشعبية عند قيامها.

    أما الحدث الثاني فخارجي، وهو الإنهيار المفاجئ والداوي للإتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الإشتراكية في ما كان يعرف باوربا الشرقية. وعلى الرغم من إنعدام الوثائق حول هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الحركة الشعبية لتحرير السودان، إلا إنه يمكن إستنتاج إن مراجعة وتقييماً دقيقين للموقف قد أجريا. وخاصة إن الحدثين الداخلي والخارجي، قد وقعا في وقت واحد تقريباً. كما يستنتج أيضا بإن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد وجدت نفسها أمام خيارين واضحين. إما الاصرار على الخط الثوري الإشتراكي وإختيار مجابهة معطيات داخلية وإقليمية وعالمية لا قبل لها بها، وإما إختيار المرونة السياسية وإنتهاج خط حداثي علماني لبرالي يؤدي لإيجاد قوإسم مشتركة بينها وبين بقية الأحزاب السودانية المعارضة والمنضوية تحت رأية التجمع الوطني الديموقراطي الذي يعمل من خارج السودان.

    وبالفعل، إنتهجت الحركة الشعبية الطريق الذي يتطلب المرونة ويسمح بإستمرار النضال وتجاوز العزلة الداخلية والإقليمة والدولية. وقد توجت الحركة الشعبية توجهها الجديد بنجاح باهر تمثل في توقيعها على (ميثاق القضايا المصيرية) مع بقية القوى السياسية السودانية المعارضة بإسمرا عام 1995م وإنضمامها للتجمع الوطني الديموقراطي المعارض.
                  

03-09-2013, 05:47 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

03-10-2013, 05:24 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    (3) مرحلة تحقيق الأهداف: 1998-2000م



    يتضح من مطالعة (منفستو) الحركة الشعبية لتحرير السودان ومطالعة [دستور السودان الجديد] الذي أصدرته، يتضح إن الحرب لدى الحركة وسيلة مؤقته لتصحيح الكثير من الأوضاع حتى داخل جنوب السودان نفسه. أما الهدف النهائي للحركة فهو قيام [السودان الجديد]. ولن يقوم السودان الجديد ما لم تتم هزيمة الهيمنة بإسم العروبة و هزيمة التغول بإسم الدين. فالهيمنة بإسم العروبة هي التي تنتج كل شرور التعالي العرقي والتهميش الثقافي والحرمإن السياسي. أما التغول بإسم الدين فهو الذي ينتج منه كل شرور الدكتاتورية والاضطهاد.

    وقد تبلورت هذه المفاهيم في مطلبين أساسيين هما مطلب قسمة السلطة ومطلب قسمة الثروة. فإذ تحققت هذه القسمة فإن ذلك سوف يخلق أرضية صلبة لنهوض الأطراف المهمشة من البلاد إقتصادياً وسياسياً وثقافياً، مما يؤدي إلى كسر الهيمنة العرقية والتغول الديني. وبتحقيق ذلك فإن الحركة تكون قد وضعت اللبنة الأولى في بناء [السودان الجديد] الذي تنادي به.


    والدعوة لقيام [سودإن جديد] تتطلب إن يصل الخطاب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان إلى كافة مواطني السودان في الجنوب والشمال والشرق والغرب. وهذا لن يتحقق إلا إذا أوقفت الحرب، وإلا إذا كان للحركة الشعبية وجود شرعي في المركز، في الخرطوم. ومن هنا جاءت ضرورة تحقيق السلام.

    وفي السياسة فإن السلام مثله مثل الحرب، هو معركة لها أسلحتها ولها مخاطرها. فعندما اتجهت (الحركة الشعبية لتحرير السودان) ومن ورائها كل الحركة السياسية السودانية تجاه السلام، عادت آليات السياق السياسي السوداني القديم إلى الظهور. وكان على الحركة أن تختار التفاوض ضمن أحد ثلاثة منابر، يعبر كل منبر منها عن توجه أحد التيارات السياسية الثلاث التي تهيمن على الحياة السياسية في السودان:

    أ/ منبر إيقاد:
    هذا منبر أفريقي ترعاه دول مجموعة (ايقاد) ويحظى بدعم اوربا والولايات المتحدة، وهو موجود ضمن فضاء سياسي علماني لبرالي بالضرورة. ومن هنا فهو يتوافق مع أطروحات التيار الحداثي العلماني ضمن الحركة السياسية السودانية.

    ب/ منبر المبادرة المشتركة:
    هذا منبر عربي وترعاه مصر وليبيا ويحظى بدعم جامعة الدول العربية، وهو موجود ضمن فضاء سياسي عروبي بالضرورة. ومن هنا فهو يتوافق مع أطروحات التيار الإتحادي العروبي ضمن الحركة السياسية السودانية.

    جـ/ منبر الإنقإذ:
    إزاء معركة السلام، فإن التيار الديني في الحركة السياسية السودانية، ظل يفضل إن يتم الحوار بصورة مباشرة ودون وسطاء هم بالضرورة مناوئين لأطروحات التيار الديني سواء كانت تصوراتهم تنتمي للفضاء الأفريقي العلماني أو الفضاء العروبي، الأقرب للعلمانية. ولهذا كانت السلطة في الخرطوم ترى إنتهاج نهج إتفاقية الخرطوم للسلام التي وقعتها مع الفصائل المنسلخة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان. من هنا يأتي تمسك الحركة الشعبية بمنبر الايقاد.
                  

03-10-2013, 06:45 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)


    ومازال النهيق يتواصل ..

    بريمة
                  

03-10-2013, 07:33 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: بريمة محمد)

    Quote: ومازال النهيق يتواصل ..

    بريمة


    كل يسمع الأصوات بحسب نوع الجهاز السمعي الذي يستخدم.

    أهل النهيق يسمعون أصوات البلابل أيضا نهيق.

    معذورين، فجهاز سمع النهيقة يلتقط كل العالم نهيقا.

    شفاك الله يا برمة.

    نعم قاصد (برمة)، يعني رقيناك من بريمة لي برمة.

    وبالناسبة يا برمة،

    لا أظن أن البرمة مفردة ثقافية تنتمي لجزيرة العرب الاقحاح.

    البرمة مفردة ثقافية أفريقية بامتياز.

    فكيف وأنت العربي القرشي الأسود، أطلقوا عليك اسما أفريقيا قحا؟؟

    عايزين الاجابة بدون قلة أدب من فضلك.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 03-10-2013, 07:35 AM)

                  

03-11-2013, 06:27 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثم تراجعوا مذعورين إلى خندق الدين (Re: حامد بدوي بشير)

    قبل الاستراحة غير المريحة مع أخينا في مملكة الثدياتن بريمة الذي رقيناه إلى برمة، كنا قد قلنا أن:

    الدعوة لقيام [سودإن جديد] تتطلب إن يصل الخطاب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان إلى كافة مواطني السودان في الجنوب والشمال والشرق والغرب. وهذا لن يتحقق إلا إذا أوقفت الحرب، وإلا إذا كان للحركة الشعبية وجود شرعي في المركز، في الخرطوم. ومن هنا جاءت ضرورة تحقيق السلام.

    وبتوقيع الحركة الشعبية لاتفاقية السلام الشامل مع الحكومة، دخلت الحركة السياسية السودانية كلها مرحلة جديدة من مراحل تطورها.

    فلأول مرة تقف الدولة العلمانية ندا قويا ومسلحا للدولة الدينية القوية والمسلحة والتي تعيش في ظلها الدولة العروبية التابعة.

    ثم دخل الشماليون في الحركة الشعبية افواجا.

    هنا فقط شعر الاسلاميون الحاكمون حجم الروطة التاريخية التي أدخلوا فيها الدولة الدينية.

    ومثل لاسلاميين، فقد ارتجفت قلوب كل الأحزاب الشمالية بلا استثناء.

    فبعد الاستقبال الأسطوري الذي قابل به الشعب السوداني الزعيم جون قرنق، عرف الجميع أن السودان يسلك دربا جديدا.

    هنا تقرر حقيقة، فصل الجنوب باي ثمن.

    تناغم الاتجاه غير المعلن لفصل الجنوب لدى أحزاب الشمال، مع رغبة الانفصاليين الجنوبيين المعلنة داخل الحركة الشعبية، فوقع الانفصال.

    وعادوا إلى أهلهم مسرورين وقد ارتاحوا من شبح الدولة الديموقراطية العلمانية.

    غير أن هذه الفرحة لم تدم طويلا، إذ خلفت التطورات التي صحبت اتفاقية السلام، خلفت في الشمال، الحركة الشعبية قطاع الشمال، كما خلفت مناطق مهمشة كانت قد رفعت السلاح جنب إلى جنب مع الجنوبيين.

    والباقي معروف للجميع حتى وصلنا إلى ميثاق الفجر الجديد الذي كان حدثا قسم الساسة السودانيين إلى لونين فقطن أبيض واسود واختفت كل الألوان خاطفة اللونين والغبشاء والمغشوشة.

    وأمام خطورة هذا الميثاق تراجعت كل الأحزاب الشمالية التي حللنا مواقفها في هذا البوست، تراجعت مذعورة إلى القوقعة التي يظنون أنها عاصمتهم من الموت، قوقعة الدين.

    وإلى هنا نكون قد قلنا كل ما أردنا قوله، كما نكون قد وثقنا لجزءً صغير من كتابنا الذي لم ينشر، حول الحركة السياسية السوداني (1946 - 2010)، في هذا الزمن الذي صار كل شيء فيه قابل للنشل.

    ودمتم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de