|
النقد الهدام وعدم الاعتراف بفعل الاخر .
|
النقد الهدام وعدم الاعتراف بفعل الاخر . الشعب السوداني من اكثر شعوب العالم شغفا بالسياسة وولعاً بالخوض في دهاليزها علي كافة المستويات من البيت او الجزارة الي دار الرياضة , الكل يتحدث عنها وينظر فيها كفيما شاء وحينما تصطنت الي جدالهم ونقاشاتهم يخيل اليك ان تستمع الي احد عمالقة العلوم السياسية الذي يشرح القضايا كجراح ماهر يدرك موضع الداء ويستأصلة لذا لازمنا الفشل السياسي منذ الاستقلال وحتي اليوم . واصبحنا نبكي علي استقلال ضيعناه بفعل ممارستنا السياسية الخاطئة ونبكي علي وطن تففت اوصالة وتقطت مساحته من اقصي شرقة حينما صمتنا علي استيلاء مصر علي حلايب في مقايضة سياسية مبتذلة , ولحق بها الطرف الجنوبي من الوطن لم تتعد اماني شعبة انذاك مطلب الحكم الذاتي والتنمية ,وما تبقي من الوطن في غربه وجنوبه الشرقي وشرقه سيلحق بركب التشذي لو لم نتدارك افعالنا وممارساتنا السياسية والسلوكية تجاه قضايانا الوطنية ولن يتم ذلك بالعنتريات والنضال الكاذب او السلطة المزيفة ولكن يحتاج لشجاعة رجال يتجاوزون انتمائتهم الحزبية والذاتية ويقفون علي سلم التفاني للصعود الي سقف الوطن . من هنا اغوص في اعماق الموضوع الذي يؤرج مضاجعي وهو كيف ننقد ممارسات وسلوك وافعال بعضنا بعقلانية وحسن نيه علي مستوي الفرد والجماعة ليس الانتقاد من اجل تعرية الشخصية او الفعل او الممارسة السياسية بل من اجل تطوير واصلاح الفعل ان كان فاعله , لو راجعنا ممارسات الانظمة السياسية من اول حكومة سودانية تم تكوينها بديمقراطية لم تدم طويلا بسبب الممارسة السياسية الخاطئة والنقد الهدام من اجل اقصاء الاخر وكسر شوكته متناسين الوطن وما يحيق به من جراء تلك الممارسات حتي قفذ العسكر علي كرسي السلطة واصبحت استقرار الوطن مرهون بلعبة العسكر والحرامية حتي اليوم واضحت سياسات كل نظام تختلف عن الاخر علي مستوي الاستراتيجية والخطة التي لا تطور سابقتها بل تقذف بها في سلة المهملات ولا تعمل علي تطوير ايجابياتها مما انعكس ذلك علي سلوك الاجيال التي ترعرت في ظل الانظمة المتعاقبة منذ الاستقلال وحتي نظام الانقاذ الذي كرس هذا السلوكيات والممارسات علي المجتمع بأسرة فان كتب ما لا يعجب غيرك فانت جاهل لاتعي شيئ فان انتقدت ممارسات خاطئة فانت عميل او ملحد. لو لم نتعلم احترام فعل الاخر والنقد الذاتي لانفسنا وممارستنا فلم ينصلح حال وطننا ان تبقي فيه شئ .
|
|
|
|
|
|