الخرطوم التى لا أحبها .

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 05:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2013, 04:58 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخرطوم التى لا أحبها .

    هـذه الخـرطوم داعـرةُ
    تُـفتش فـى ظـلام اللـيل عن رجـل
    لـيُعطيها الرغـيف وبـعض أقـراص الـدواء
    مـا وجـدت عـلى الطـرقات مـن رجـل سـوى الخـصيان
    فـحول البـلدة البـلهاء قـد تـابوا عـن العـصيان !
    وتـفرغوا للـصبية الـغلمان
    اسـتمنوا , ونـاموا فـى امـان اللـه
    داعـرةُ تُـفتش فـى ظـلام اللـيل , عـن رفـقة اللـيل البـهيم
    مـا وجـدت عـلى الـطرقات مـن رجـل سـوى الـشُـرطى
    يُـفتش فـى ظـلام اللـيل , عـن مـن يُـهدد أمـن دولـتنا العـريقة
    ويـبحث فـى عـيون النـاس عـن ثـمن الـرغيف وبـعض أكـواب الـحليب .
    **

    هـذه الـخرطوم مـا زالـت تُـمارس فـتح أرجـلها الـعجوز !
    مـن سـوف يـحتضن الـعجوز , بـعد أنـتهاء الـقذف فـى اللـحم الـعجوز ؟
    مـن سـوف يـُعطيها الـحنان ؟
    بـعد أنـكماش اللـحم فـى اللـحم الـعجوز , مـن سـوف يُـعطيها الأمـان ؟ .

    (أنا)
                  

01-07-2013, 05:09 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    n1578287109_30098123_3999.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    الخرطوم التى لا أحبها
    مجموعة خواطر وذكريات ومُلاحظات



    924.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    أجمل ساعات عمرى , تلك التى أتحدث فيها مع نفسى وأنا أكتب , او أجلس وحيداً على حافة النهر , او أمشى فى الشوارع الخراب .
                  

01-07-2013, 05:24 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    مقدمة ابن خلدون

    وبما ان اى مثقف يحترم نفسه او لا يحترمها / المهم هو احترام الأخرين فى النهاية / يجب ان يكتب دون سبب مفهوم مقدمة لاى موضوع حتى لو كان وثيقة زواج , فأننى اكتب هذه المقدمة .
    **
    المتسولين الذين يعرضون عاهتهم فى فخر لنوافذ العربات الفارهة ولعيون المارة المتطفلة .. الاكتئاب الذى يعترينى لحركة السير السلحفائية .. حرارة الطقس وكبرى (الحرية) الملعون هو الجحيم بعينه فى منتصف الظهيرة .. وسط المدينة اصبح مهجوراً ومحلاته الشهيرة تشتكى البوار فى عمليات احلال وابدال غامضة للتكدس البشرى .. عاهرات تقدمن فى السن , وعاهرات فى بداية المشوار الطويل , يشتكين من اختفاء الزبون القديم (الفييس) الذى يُنفق دون حساب على الجسد والمزاج .. قُصر وقاصرات يبيعون المناديل الورقية والعاب الاطفال صينية الصنع فى أشارات المرور .. بضائع منتهية الصلاحية يتم تغيير تواريخها فى مصانع تخصصت لهذا الغرض .

    **
    وانت ؟ , مالك انت ؟ , كبرت انت , طعنت فى السن , رائحة البول على حوائط الابنية العتيقة التى تخنقك , اعترف , كم مرة تبولت انت بالذات على واحدة منها ؟ .
    تغير لون كبرى (امدرمان) القديم لـ لون فاقع غريب , فاين ذلك اللون الباهت الجميل الرصين ؟ .. الحبشيات فى الكفتريات المزدحمة صارمات الوجوه والرواد عابسين .. مصريين يتسلقون الابنية المرتفعة فى بهلونية مدهشة .. بنغالة , واتراك , أرتريين ما عادوا يتحدثون عن غير الهجرة لارض الاحلام الامريكية بعد ان انكسرت ثورتهم المسلحة لدولة لا معنى لها ولا مستقبل فيها الا لحفنة من اصحاب الشعارات الوطنية الداعرة .
    المذياع يُلعلع باغنيتك المفضلة لفنانك المفضل
    - ملك الطيور ارقص وسط الرياض نشوان .
    **
    اشتكى المواطن التونسى فى النكتة للمواطن الليبى من ان رئيسهم (بن على) بعد 23 عاماً من الحكم , تخيل بعد 23 عاماً ! , قال لشعبه
    - لقد فهمتكم .. الان فهمتكم .
    ضحك الليبى وخفف عنه الكارثة وقال له ان (القذافى) وبعد 42 عاماً من الحكم سأل شعبه بكل بساطة
    - من انتم ؟ .
    فمن انتم يا سكان هذه المدينة الشمطاء ؟ من انتم يا من لم افهمكم طيلة هذه السنوات العجاف من عمرى ؟ .. من انا ؟ .
    **

    بجوار صرافات العملة الصعبة المكيفة الانيقة التى ترتدها الفئات الاجتماعية الاكثر حظاً , تمتد أمكنة بيع التمباك التى ترتدها الفئات الاجتماعية الساقطة والتى سقطت وتلك التى فى طريقها نحو السقوط , وهم يحملون فى جيوبهم وايديهم المرتعشة التى لا تقوى على البناء عملتنا الوطنية المهترئة , مُبتلون هم من عمليات تعويم محافظ البنك المركزى للجنيه السودانى ومن العرق .. مطاعم شعبية رخيصة تفوح منها روائح زيوت الطعام المغشوشة , وزيوت مًحركات الشاحنات الثقيلة تلوث الاسفلت .. سيارات حديثة الطراز بنفس عام الصنع , ومركبات عامة مُهلهلة من عهد سيدنا نوح .. مجارى صرف صحى طافحة , قذارة واهمال , اكوام القمامة على طول وعرض الشوراع .. جرائم قتل واغتصاب واختفاء واختطاف على صفحات الصحف اليومية الشعبية الرخيصة واهل المجنى عليها او عليه يتحدثون خارم بارم عن الجريمة ويتخذون اوضاع بديعة لعدسات الكاميرات تُظهر مفاتن اجسادهم المترهلة كأنهم يغتنمون فرصة الشهرة فى الكارثة العائلية التى لن تتكرر كثيراً .
    هذا الخراب توطن , زرت الشمالية ذات مرة , الريف الرومانسى الذى حلمت به دوماً مثل كل يسارى مُلتزم ومخبول , اندهشت لكثبان الرمل التى تنام بقوة ضاغطة على حوائط المنازل من الخارج , اندهشت للفقر والغباء والتعصب الدينى , اندهشت لحرص لصوص المال العام والخاص وأكلي اموال اليتامى على ارتياد المسجد فى الاوقات الخمس .
    يا الله انقذ مُطلقك الكامن فى الانسان .
    هنا وهناك , عجز جنسى واستعلاء جندرى ودينى وأثنى حتى فى ما بينهم , خيانات زوجية , ملاريا مُزمنة , خمور بلدية غير صحية , مخدرات شعبية , ناسور بولى وشرجى , وفيات عند خلع ضرس او حتى حشوه , وعند الولادة يُضحى المساعد الطبى بالام والجنين من اجل ان يعيش هو , عطالة مُقنعة وعطالة سافرة .
    كنت افكر فى قضاء بقية حياتى فى الريف هناك , بين خضرة الزرع وفراشات الصباح , احمل جهاز كمبيوترى وافكار رواياتى السخيفة واعتكف مثل ناسك , اكتب عن حبيباتى السابقات والاحقات عن العمر الذى ضاع , وعن زوايا المغامرات الفكرية والسياسية الحمقاء .. لكننى اكتشفت انه من الافضل ان اموت هنا على شوارع الاسفلت تحت اطارات سيارة ما , وفى هذه المدينة التى لا احبها بالذات , فهى ارحم مقارنةً بالريف .
    وقبل ان اموت يجب ان اكتب عنها وعنهم وعنى .
    فمن لا يعرف يقول عدس , وانا عدس رغم طموحى القديم ان اكون أرز .. وعندما قلت افتح يا سمسم , انفتحت المغارة ووجدت جوالات العدس , ولم اجد اللؤلؤ والمرجان والياقوت والماس اللامع !
    - احمدك يا رب .
    فشلت حتى فى ان اكون (علي بابا) ! .
    على الاقل والحمد لله , عندى ضمان من الشركة الاصلية اننى قبل ان اموت لن يتم ضربى بطريقة مُهينة واغتصابى بحديدة مُدببة من الخلف مثلما فعلوا للاخ العقيد .. وهذا هو معنى مفهوم تواضع الأمال بكل دقة .
    **
    سيكون خراباً .. سيكون خراباً
    هذى الامة لابد لها ان تأخذ درساً فى التخريب
    (الشاعر العراقى الفحل / مظفر النواب) .


    شاهين شاهين
                  

01-08-2013, 07:19 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    الفيل صديقى

    12162144096124.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    كلما سمعت كلمات الاقتصاد الحر والخصخصة والانفتاح الاقتصادى , تحسست مسدسى , هى كلمات مثل قميص سيدنا (عثمان) تنذر بالخراب .
    وأين يعشق البسطاء ويتنزهون ؟ , وحديقة الحيوان هى الان يا (صفية) برج مُنبعج غريب الشكل للأغنياء فقط , لعنة المبانى الحديثة , مثل لعنة ورمك السرطانى فى الثدى الايسر .
    1

    اتذكر (الفيل) الافريقى والنظرة الاولى .. وأنتِ تقفين لالتقاط صورة تذكارية , طالبة فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم , انزل (الفيل) خرطومه الضخم بكامله على كتفك الايمن دون مقدمات , اجلسك ارضاً من الخوف
    - سجمى .. سجمى .
    خطواتك المرتبكة خجلاً من الموقف السخيف .. ضحكت منك , تابعتك حتى قفص (قرود) تستجدى فى اذلال حبات من (التسالى) و (فول الحاجات) حديثنا الاول كان امام (أسد) كسر الاسر حدة زائيره وخلعت منه القضبان الابدية صولجان الغابة الموروث
    - الزولة بتاعت الفيل .
    - ثقيل خلاص .
    من يتذكر الان يا (صفية) حديقة الحيوان ؟ .
    وصمة عار ان تبيع دولة حديقتها العامة للحيوان من اجل حفنة دولارات خضراء , وهل يستطيع عاقل ان يعرض تماثيل المتحف القومى فى مزاد ؟ .. كيف يتم بيع التاريخ ؟ , ذكريات الناس ! الرئة الواسعة للتنفس .
    رحلات مدرسية من اقاليم واطراف بعيدة .. اطفال بعيون واسعة مستديرة ينظرون (للفيل) - صديق صفية - فى انبهار .
    - ماشيين جنينة الحيوانات .
    كورالات طفولية حمقاء .. اساتذة فلت منهم العيار امام هوجة البهجة .
    - يا يمة وين القى الشجر
    القى المياه الصافية
    القى الصحاب نلعب سوا
    فى صحة طيبة وعافية .
    صخب وضجة حبيبة , بائعى (الترمس) و (الكبكبية) يفرحون بالعطلات الرسمية , ازدحام الناس .. اهلى الفقراء القادمين من البلد , عزومة فى (قاعة الصداقة) وقضاء يوم بطوله فى الحديقة التى انقلبت برجاً بقدرة قادر .
    كيف تبيعون تاريخ الناس للناس يا ناس ؟ .
    2

    لغة المال لديها واقعية مُريعة , البيع والشراء والأرقام البحتة , لا تاريخ ولا جغرافيا او ذكريات , القانون الوحيد هو معيار الربح والخسارة .
    اشتكى بطل رواية (غير المرغوب فيه) للمبدع الفرنسى الكبير (رجيه دوبريه) من انه لا يتمتع بالغبار يغطى كتبه وأحذيته , يشتكى من عدم وجود سرير ثابت ينام عليه ووسادة يجد فيها رائحة عرقه , كان يسارياً مُطارداً يتنقل دون هوادة من مكان لمكان , يحلم بالثبات , ان يمد جذوره فى تربة راسخة .. مثله اموت عندما لا اجد حديقة الحيوان , بدلاً عنها يا (صفية) خرج ذلك الكائن الاسمنتى المشوه من بين صفحات الكتاب الاخضر , آليات كبيرة تنقل كتل من الحديد , تدوس على ارض مُشبعة بذكريات اللقاء الاول , اقتلعوا يا (صفية) اشجاراً حفظت مثل (ببغاء) حوارات الحب الصادقة ولمس الاصابع للاصابع .
    رومانسيتى الغبية فى مواجهة لغتهم الغريبة , ارهقتنى حداثتهم المجنونة , مشاريعهم الربحية للترويح عن النفس , صالات بلياردو مكيفة الهواء , كازينوهات تسد النيل عن العيون , اين يذهب اطفال المدارس البسطاء ؟ , اين تذهب تعليقاتهم الجارحة على (شمبانزي) كبير .
    و(الشماسة) والنوم تحت ظلال الحديقة البائدة , فحتى معهدهم الدائم لتعلم اللغة الهندية - سينما كوليزيوم - فى طريقه للاندثار .
    الحداثة التى لا احبها , ابراج عالية تجعلنى مثل (جيلفر) فى بلاد العمالقة , قزماً يتخبط .
    اين (الخرطوم) التى احبها ؟ .
    اين (خرطومى) ؟
    خرطوم (فيل) يضربك على كتفك يا (صفية) وأنتِ تستعدين فى بلاهة للتصوير امامه , تجلسين على الارض فى هلع
    - سجمى .. سجمى .
    يرفع (الفيل) الافريقى انفه عالياً فى انتصار .. خطواتك المرتبكة تحمل الجسد الرشيق بعيداً عن ضحكات من شاهد الموقف - جسدك الذى سيخسر معركة فاصلة ضد سرطان الثدى - .. لخص صعلوك ضليع ما حدث فى عبارات حكيمة
    - تعرف يا معلم , حتى الفيل مُعجب .
    3

    فى هوجة بيع القطاع العام , اعرف الارقام والضرر الاقتصادى , افهم بشكل نظرى للغاية معنى بيع السكة الحديد , وأستطيع ان اتحدث لساعات عن شرور الخصخصة .
    ولكن عند الحديث عن حديقة الحيوان , فانا اتحدث بكل بساطة عن نفسى , عن تاريخى الخاص جداً .. هو نفس الفرق بين ان تحزن لمشاهدتك جثمان داخل كفن وبين ان تكون انت نفسك داخل هذا الكفن .
    برجوازيتى التى احبها فى العمل العام , الكتابة عن حديقة حيوان ضاعت فى وطن يتجه هو نفسه نحو الضياع النهائى .
    افكر ان اكتب كتاب عن تاريخ هذه الحديقة , وأتمنى من كل من يحتفظ بمرجع او صور ان يمدنى بها عبر بريدى الالكترونى حتى لا تصبح الذاكرة مثل غربال
    يجب ان نكتب , ونكتب , ونكتب .
    حتى لا ياتى جيل ينسى ويحب هذا البرج المنبعج .
    4

    كان عندها عشق خاص (للنعام) , تريد مشاهدته وهو يطير , تجمع حصى صغيرة تقذفها نحوه
    - طيروا .. طيروا .
    - يا صفية النعام ما بيطير .
    - ليه ؟ .
    - عشان جسمو كبير .
    يجرى (النعام) سريعاً فى رشاقة مُذهلة , ولكنه يكتشف الفاصل الحديدى , يتوقف بحسرة , يرفع الراس الصغير المثبت على الرقبة النحيلة , ينظر لـ (صفية) طالباً المساعدة , ترفع يديها للسماء فى تهليل صبيانى
    - طيرى .. عليك الله طيرى .
    سماء صافية زرقاء , وشمس حارقة فى رحلة سرمدية .. بلد بدون حديقة حيوان وجسد شابة بديعة انهزمت فى معركة خاسرة بالسرطان ترقد الان فى مقابر (حمد النيل) منذ سنوات .. و (نعام) لن يطير ابداً , وانا ما زلت على قيد الحياة ! .. يا فرحتى .

    صدر تحت توقيعى
    شاهين شاهين
                  

01-08-2013, 10:48 AM

عادل سهل
<aعادل سهل
تاريخ التسجيل: 02-25-2008
مجموع المشاركات: 1090

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    Quote: هـذه الخـرطوم داعـرةُ
    تُـفتش فـى ظـلام اللـيل عن رجـل
    لـيُعطيها الرغـيف وبـعض أقـراص الـدواء
    مـا وجـدت عـلى الطـرقات مـن رجـل سـوى الخـصيان
    فـحول البـلدة البـلهاء قـد تـابوا عـن العـصيان !
    وتـفرغوا للـصبية الـغلمان
    اسـتمنوا , ونـاموا فـى امـان اللـه
    داعـرةُ تُـفتش فـى ظـلام اللـيل , عـن رفـقة اللـيل البـهيم
    مـا وجـدت عـلى الـطرقات مـن رجـل سـوى الـشُـرطى
    يُـفتش فـى ظـلام اللـيل , عـن مـن يُـهدد أمـن دولـتنا العـريقة
    ويـبحث فـى عـيون النـاس عـن ثـمن الـرغيف وبـعض أكـواب الـحليب .
    **

    هـذه الـخرطوم مـا زالـت تُـمارس فـتح أرجـلها الـعجوز !
    مـن سـوف يـحتضن الـعجوز , بـعد أنـتهاء الـقذف فـى اللـحم الـعجوز ؟
    مـن سـوف يـُعطيها الـحنان ؟
    بـعد أنـكماش اللـحم فـى اللـحم الـعجوز , مـن سـوف يُـعطيها الأمـان
    لكأني بك نزار قباني في عهره الشعري الجميل
    لماذا لم تكمل وتواصل في ذات المقطع ، فحتما سنقرأ كلاما جميلاً

    لكنك أيضاً جاريت الدكتور محمد الواثق في ام درمان تحتضر ، ومدني وكسلا رغم اني غير متأكد هل هو من قال عن كسلا؟

    ماذا تقول لقوم من كسالتهم سموا مدينتهم يأختنا كسلا
    أوشيك اشعث اغبر لو فاض بالقرب منه القاش ما إغتسلا
    ماذا تقول لقوم ثقافتهم البن والتمناكا والبصلا



    دمت بخير أخي فنحن متابعين للجمال....

    التعديل لشطر البيت عن كسلا.

    (عدل بواسطة عادل سهل on 01-08-2013, 10:49 AM)

                  

01-08-2013, 11:31 AM

عثمان رضوان
<aعثمان رضوان
تاريخ التسجيل: 07-14-2008
مجموع المشاركات: 961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: عادل سهل)

    الأخ شاهين
    تحياتي
    أولاً أشكرك على هذا الرسم الذي تشركنا متعته، والبهاء الذي تنثره، كالعهد بك.
    ثانياً أشاطركم الأحزان في فقدنا الجلل ( عاصمتنا القومية)..فأنا أتعس أوقاتي
    تلك التي أجد نفسي مضطراً لقضائها في الخرطوم ( عاصمتنا التي كانت مثلثة)،
    وينتابني شعور بالإرتياح العميق عندما أهم بمغادرتها إلى الريف الذي ينعتون
    أهله ب (أهل العوض) وينكرون الإنتماء إليه.
    Quote: وبما ان اى مثقف يحترم نفسه او لا يحترمها / المهم هو احترام الأخرين فى النهاية /
    يجب ان يكتب دون سبب مفهوم مقدمة لاى موضوع حتى لو كان وثيقة زواج , فأننى اكتب هذه المقدمة .

    دعني أختلف معك في هذه، إن لم أكن مخطئاً في فهم ما ترنو إليه. كيف يكون إحترام الآخرين لي مهماً
    إن لم أكن محترماً لذاتي؟
                  

01-08-2013, 04:33 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: عثمان رضوان)

    تحياتى أ/ عادل سهل
    Quote: لماذا لم تكمل وتواصل في ذات المقطع ، فحتما سنقرأ كلاما جميلاً

    هى مقطع من قصيدة طويلة بعنوان هذه الخرطوم سبق ونشرتها كاملة اكثر من مرة فى هذا الموقع .
    تشكراتى القلبية .
    *
    تحياتى أ/ عثمان رضوان
    Quote: كيف يكون إحترام الآخرين لي مهماً إن لم أكن محترماً لذاتي؟

    هذا بالظبط حال المثقف السودانى فى عهود العسكر , يشعر بالاحتقار الذاتى لنفسه داخل نفسه , ويطلب احترام الأخر من خلال الكلمات المعقدة والغريبة .
    شكراً جزيلاً .
                  

01-08-2013, 05:46 PM

Nagat Sid Ahmed Elshiekh
<aNagat Sid Ahmed Elshiekh
تاريخ التسجيل: 03-04-2011
مجموع المشاركات: 3222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    متعة والله وحكاية يا شاهين تسلم للامتاع وتحياتي ليك ياصديق لا تطول الغياب ، أنزلت مطرا علي صحراء البورد تسلم طربيع.......
                  

01-08-2013, 09:42 PM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: Nagat Sid Ahmed Elshiekh)

    Quote: يجب ان نكتب , ونكتب , ونكتب حتى لا ياتى جيل ينسى ويحب هذا البرج المنبعج .


    Quote: هو نفس الفرق بين ان تحزن لمشاهدتك جثمان داخل كفن وبين ان تكون انت نفسك داخل هذا الكفن . ..


    Quote: مُبتلون هم من عمليات تعويم محافظ البنك المركزى للجنيه السودانى ومن العرق .


    Quote: واهل المجنى عليها او عليه يتحدثون خارم بارم عن الجريمة ويتخذون اوضاع بديعة لعدسات الكاميرات تُظهر مفاتن اجسادهم المترهلة كأنهم يغتنمون فرصة الشهرة فى الكارثة العائلية التى لن تتكرر كثيراً .


    Quote: كيف تبيعون تاريخ الناس للناس يا ناس ؟ .


    ده كلام عجيب يا شاهين ... انحناءة للغة الساخرة وحزينة
                  

01-09-2013, 05:37 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: ريهان الريح الشاذلي)

    تحياتى لكما
    الصديقة الغالية والعزيزة نجاة سيداحمد.
    الصديقة الغالية والعزيزة ريهان الريح .
    تشكراتى على المداخلة ومودتى .
                  

01-10-2013, 06:13 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    أسطورة الدستور (1)

    k7IGOUgyx3Ge.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    اقول دائماً ان مادة (قانون دستورى) هى منطقة نزاع دائم بين علم القانون وعلم العلوم السياسية وان كان الارجح ان علم العلوم السياسية قد استحوذ عليها بوضع اليد .
    وطالما نحن نتحدث عن علوم اجتماعية , فليس هناك صحيح او خطأ هكذا على اطلاقه , بالتالى فليس هناك قانونى او قانون او نظرية سياسية بعيدين فى برجهم العالى عن الصراع اليومى المرهق على الارض .
    وكأن الدستور هو غاية فى حد ذاته وليس مجرد وسيلة فقط , فمعظم الحراك الحالى على الساحة السودانية هذه الايام يصور عملية صياغة الدستور القادم على انه سيأتى فقط نتيجة للرغبات الذاتية والأمنيات العاطفية الصادقة , وليس نتيجة للتوازنات الحقيقية للقوى المختلفة والطبقات فى اللحظة المعينة عند تفعيل المسودة او المسودات المعينة على ارض الواقع وتقديمها للأجازة النهائية ! .
    1

    بقدر ما استطيع حرصت على متابعة بعض ورش العمل وبعض ما يُكتب فى الصحف الورقية والمواقع الالكترونية المختلفة حول عملية صياغة الدستور السودانى المرتقب , كل الكلام كان يدور حول ان حسم الصراع الاجتماعى والسياسى والطبقى ان شئت سيعم على ربوعنا الشاسعة فقط عبر اوراق الدستور المكتوبة وبالضربة القاضية , فسنجد ان تمكين المرأة وفى ظل هذا المجتمع المحافظ والمتزمت سيهبط علينا هكذا بالبرشوت , وسيتلاشى الفقر ويسود العدل واحترام المؤسسية والفرد وتختفى الانقلابات العسكرية فى المتاحف وتبتهج الشعوب السودانية المتعددة بنسب تمثيلها المئوية فى البرلمان وبقوائمها النسبية فى الانتخابات , فى نهاية المطاف فان كل الاحلام الوردية للدولة القومية العفية والحديثة سيتم تحقيقها وتحققها عبر اوراق مطبوعة تحمل عنوان فخم (الدستور الدائم) .
    هذه الرؤية فى اعتقادى هى عبارة عن تحميل الدستور بأكثر مما يحتمل , فسنجد ان (الهند) وهى عجل الليبراليين المقدس ما استطاع دستورها الراسخ , ولا ابتعادها عن عاهة الانقلابات العسكرية , ولا ديمقراطيتها مضرب الامثال , فى التقليل او الحد من مشاكلها التاريخية , مثل نسبة الفقر والأمية , او الاحتقان الدينى والطائفى , بل وفى ظلال هذا الرسوخ الدستورى الهندى الدائم , انتقلت الى ارضها كل الصناعات الملوثة التى يعرفها العالم , وتعانى فيها المرأة تحديداً داخل العشوائيات المحرومة من كل الخدمات الانسانية الضرورية , وذلك رغم ان امرأة (انديرا غاندى) قد وصلت فيها الى اعلى المراتب السياسية , واستوطنت فيها عمليات بيع الاسر لأطفالها نتيجة الحرمان .
    اذن علينا الانتباه بأننا عندما نتحدث عن الدستور فأننا لا نتحدث عن دواء شافى لكل الامراض المزمنة , بل نقصد ايجاد منصة اطلاق سلمية لمختلف الوان قوس قزح المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية , هذه المنصة هى الدستور , وهذا هو دور الدستور الفعلى دون زيادة او نقصان , اما التحليق نحو سماوات الحداثة والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة بين افراد المجتمع السودانى – وليس اقتسام الثروة الشهير – الخ , فهو الواجب المنزلى الثقيل لمختلف الفئات الاجتماعية عبر احزابها السياسية الموجودة فعلاً او التى ستاتى فى رحم المستقبل .
    2

    كما اننى وجدت ان هناك ما يُشبه الفوبيا لصياغة دستور دائم ونهائى على ما يبدو , والدوام فى مثل حالات دول العالم الثالث لا يكون إلا لوجهه تعالى , وبما اننى من المؤمنين بان الدساتير هى نتاج لتسويات وأحيانا ترضيات على الطاولة تراعى موازين القوة المختلفة عند مختلف الفئات , فلا حاجة لنا الان او فى المستقبل المنظور للحديث عن دستور دائم , لدينا تجارب قديمة نسبياً فى تسيير دفة المركب عن طريق المراسيم الدستورية دون دستور ولم يحدث انهيار للدولة بل كانت الاوضاع بفقه المقارنة افضل مما هى عليه الان , ترتيب الاولويات يكون كما يطرح البعض فى دخول ماراثون التسويات السياسية والذى يجب ان ينتهى بفترة انتقالية طويلة لا يُشترط فيها وجود رفيق دربها الازلى الدستور الانتقالى ويتم ادارة هذه الفترة بواسطة المراسيم او الاعلانات الدستورية .
    3

    ما استرعى انتباهى واندهشت له بشدة كان التأكيد على ان الدستور الذى يُشارك فيه كل الشعب – هكذا على الاطلاق كل الشعب - فان هذه المشاركة الواسعة هى الضمان لعدم سقوط الدستور ورسوخه مثل جبل التاكا , لكن الواقع يُكذب صدق هذا الطرح , فهل هناك مشاركة جماهيرية اوسع من الهبات الشعبية ؟ ورغم ذلك سقطت انظمة الليبرالية السياسية بعد 21 اكتوبر و 6 ابريل , وروح الشهيد الشيلى (الليندي) هى الشاهد الحى على مدى ما تحمله عبارتى الالتفاف الشعبى وخيار الجماهير من رومانسية شاعرية حمقاء فى واقع سياسى شديد القسوة والتعقيد .
    وضع الحصان فوق العربة , فليس الدستور هو من يرسم الطريق نحو الاستقرار , بل ان الدستور هو المحصلة التى تاتى بعد رسم الطريق .


    ((تم نشره بصحيفة القرار السودانية الثلاثاء 4 ديسمبر 2012))
    شاهين شاهين
                  

01-10-2013, 06:35 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    أسطورة الدستور (2)

    k7IGOUgyx3Ge.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    أوضحت فى المقال الاول من هذه السلسلة اننى لست من انصار صياغة دستور دائم او حتى انتقالى فى هذه الفترة العصيبة من عمر مسيرتنا السياسية وفضلت طريق التسويات عبر الطاولة, قلت ان هناك اولويات هى الأهم ومنها الفترة الانتقالية الطويلة , حيث أعتقد اننا نحتاج بصدق لفترة التقاط انفاس وتكوين اراء و ترميم داخلى, والأحداث المتصاعدة فى (مصر) الان ربما تمنح هذا الرأى بعض المصداقية , فقد كان السؤال عندهم بعد هبتهم الشعبية المعروفة اعلامياً باسم الثورة هل الدستور اولاً ام الإنتخابات اولاً هو سبب ما يحدث , فكان الخيار بين الهرولة نحو دستور دائم تأتى من بعده وعلى أساسه الإنتخابات او الهرولة نحو إنتخابات رئاسية وبرلمانية يأتى من بعدها الدستور , الخياران جانبهما الصواب فكان الاهم هى الفترة الانتقالية الطويلة التى تحسم الكثير من القضايا, لكنهم ربما خوفاً من استيلاء العسكر على الكرسى ارتكبوا نفس الخطأ الذى وقعنا فيه بعد مارس/ أبريل وتوغلوا فى المتاهة .
    4

    ليس صحيحاً على الاطلاق الحديث الذى يدور حول النخبوية والصفوية فى اعداد الدستور, هم يقولون ان واحدة من أسباب عدم رسوخ الدساتير فى السودان هى صياغتها فى الغرف المغلقة بعيداً عن عيون الناس , فالنخبة السودانية ليست كتلة صماء واحدة , فمن نفس افراد هذه النخبة توطنت على التراب السودانى افكار الاشتراكية والعدل الاجتماعى والنضال من اجل قيام النقابات العمالية والمهنية تخوين النخبوية – هكذا على اطلاقه - كان رد الفعل عليه هو ذلك الطرح الذى استمعت له فى بعض ورش العمل , تلك الشعبية الزائدة عن اللزوم حتى وصل الامر الى المطالبة بمشاركة أطفال السودان فى صياغة دستورنا القادم رغم عدم مشاركتهم من الاساس فى التصويت على أجازته او فى اى محفل إنتخابى ترشيحاً او تصويتاً – قلت منذ البداية ان ليس هناك صحيح مطلق او خطأ مطلق فيما يتعلق بالعلوم الاجتماعية - , وبالمناسبة كان للعقيد الراحل (معمر القذافى) نفس هذا التصور فى مفهوم الجماهيرية الفضفاضة وان الجماهير هى التى تقرر فى كل القضايا , لكن المشكلة تتمثل هنا فى كيفية التمثيل, بمعنى ان ربات البيوت لكل واحدة منهن رأى مختلف فمن منهن التى ستطرح رأى هذه الشريحة وكيف سيتم اختيارها او اختيارهن ؟ , وما هو المعيار الذى نتبعه لنقول بكل اطمئنان ان هذا هو التصور النهائى لشريحة ربات البيوت السودانيات فى مسودة الدستور القادم فيما يتعلق بهمومهن ؟ , وماذا لو طعنت بعضهن من المتعطفات مع تيارات الاسلام السياسى فى ان هذا التصور النهائى ليس هو ما يرغبن فيه , هل نقوم باجراء استفتاء جزئى فى المواد التى تتعلق بهن وبحقوقهن مباشرةً ثم بعد النتيجة نقوم باضافة المواد الى المسودة النهائية ؟ .
    سياسة طرق الابواب وطرح الاسئلة ورصد الاجابات من كل من يعرف او لا يعرف هى سياسة مرهقة فى بلد شاسع المساحة , اعلم النية الطيبة لأصحاب هذا الطرح واعلم حديثهم حول ان الشعب السودانى شعب ذكى ومعلم للشعوب الآخرى , لكنى للأسف الشديد على اقتناع بان النخبوية والصفوية ليست عيباً , العيب ليس فى المثقف او السياسى فهؤلاء هم لسان حال شعوبهم بما يمتلكون من ثقافة ومعرفة حقيقية , هم من يستطيعون طرح الاراء الناضجة , هم من يقومون بتوجيه الرأى العام وصناعته وصياغته عبر شاشات التلفاز وأجهزة المذياع والمطبوعات الورقية والمواقع الاسفيرية المختلفة , وهم من افنوا حياتهم فى التثقيف الاكاديمى والذاتى , ومعرفتهم باللغات الاجنبية اضافت لهم وأتاحت نافذة اوسع منا للرؤية والتقدير .
    وكل المصطلحات التى تدور بين العامة مثل الفيدرالية والكونفدرالية والحكم الامركزي والفصل بين السلطات الثلاث الخ هى فى نهاية مطافها من تنزيل اعضاء نادى النخبة السودانية على جماهير العامة عبر سنوات مُمتدة ولم تأتى من عبقرية العامة فى ونساتهم الخاصة .
    المشكلة فى نهاية المطاف هى مشكلة انحياز , فسنجد عبر التاريخ البشرى العالمى انحياز بعض اعضاء النخبة الانسانية للأغلبية المسحوقة فى السياسة والاقتصاد والفكر والفلسفة الخ ,وكذلك سنجد العكس , وما حدث للسودان منذ استقلاله السياسى كان هو ذلك العكس لمن جلسوا على سدة السلطة .
    5

    لن يحدث توافق شامل حول مسودة الدستور القادم , ربما كان هذا تشاؤم وربما كانت الحقيقة على ارض الواقع , الاحتمال الثانى هو الاصح فى وجهة نظرى والدليل ما انتبهت له فى جملة المقترحات التى تطالب على سبيل المثال فى المستقبل بعدم السماح دستورياً للأحزاب التى تنهض على اساس دينى بالتواجد على الساحة باعتبارها مُهدد حقيقي , هذه وجهة نظر تستند على ما هو حادث فى دولة عظمى (المانيا) حيث لا يحق لك هناك تأسيس حزب نازى او اى شكل من الأشكال المُبشرة بالنازية – هم رغم ذلك موجودين بالفعل دون اعتراف قانونى , ومعرفون بأسم النازيون الجُدد - .
    لا يمكن ان تقوم بصياغة دستور تمنع فيه قيام أحزاب ذات شعبية معلومة فى الشارع غض النظر عن توجهاتها الفكرية , هذا ضد المنطق العقلى فى فنون التداول السلمى ويصبح عندها من حق المحجور عليهم ان يبحثوا عن وسائل جديدة بعيداً عن الصناديق الانتخابية للوصول للسلطة , بل هو ضد منطق مفهوم الدستور نفسه – المفهوم الاكاديمى – ان ينظر الجميع للمرآة الدستورية ويبصروا وجههم هم بالذات حتى نتجنب الاحتقان .
    نعلم ان هناك العديد من محاولات التذاكى الدستورى لقفل الطريق امام تيارات الاسلام السياسى المتعددة دون تصريح واضح بذلك , و اقرب هذه المحاولات واشهرها ما حدث من المجلس العسكرى السابق فى مصر بمساندة بعض فقهاء توصيل الخدمة القانونية للسلاطين فى منازلهم باختراع ما يُعرف بـ المبادئ الفوق دستورية ثم عادوا ليقولوا المبادئ الحاكمة للدستور بعد تنبيههم ان لا شيء يعلو فوق الدستور .
    ما هو الحل اذن للخروج من معضلة دستور مدنى , ام دستور علمانى , ام دستور يستند على مبادئ الشريعة الاسلامية كمصدر رئيسى فى التشريع , ام دستور يُزاوج بين كل هذا , ما هو الحل ؟ .


    ((تم نشره فى صحيفة القرار السودانية 11 ديسمبر 2012 ))
    شاهين شاهين
                  

01-10-2013, 08:18 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    أسطورة الدستور (3)

    k7IGOUgyx3Ge.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    ما طرحته فى الجزء الثانى من هذه السلسلة تمثل فى رفضى التام بإقصاء تنظيمات الاسلام السياسى - عندما تتغير موازين القوى - تحت اى دعوى او تبرير فى الدستور , واى محاولة للتذاكى بقفل الطريق ووضع العراقيل امام دعاة الدولة الدينية اما دستورياً او بالقوة كما حدث فى الجزائر فسوف ينتهى بنا الامر الى حالة جزائرية ايضاً فى المستقبل القريب او البعيد , فالحديث ان هذه الحقبة هى نهاية تجربة الاسلام السياسى فى السودان وستنتهى بنهاية الحقبة التى نعيش فيها الان هو كلام غير صحيح بالمرة والدليل – وهذا قياس مع الفارق - الاصوات التى حصل عليها الحزب الشيوعي فى روسيا فى الانتخابات الاخيرة هناك رغم كل الانتهاكات التى حدثت منه الحقيقى منها والمُبالغ بالتأكيد فى بعضها طيلة الـ 70 عاماً من الشمولية القابضة , لكنه يقف الان نداً قوياً للمافيا الروسية التى سيطرت تماماً على كل مفاصل السياسة والاقتصاد هناك , الشاهد ان الافكار التى توطنت فى تربة ما لا تموت فقط بمجرد الرغبة الذاتية النابعة من فلان او علان فى موتها النهائى , ونعرف ان حزب التحرير يطرح إحياء الخلافة الاسلامية رغم اننا فى القرن الحادى والعشرين .
    تيارات الاسلام السياسى هنا لديها القدرة والخبرة - والذكاء ايضاً - فى تغيير الاسماء والمواعين والأشخاص , والنقد الذاتى والإبقاء على الجوهر وهو اطروحة الدولة الدينية , بالإضافة الى انها تتمتع بدعم مالى لن ينقطع من بعض الدول الخليجية تحديداً وبدعم معنوى من دول الربيع العربى
    وحتى امتلك المصداقية - رغم تعاطفى الفكرى مع اليسار - فان مدارس هذا التيار المتنوعة بما فيها المُتشددة لديها وجود حقيقى فى الشارع العام , ولديها شعبية مُعتبرة ما فى ذلك ادنى شك من جانبى على الاقل .
    6

    اطرح سؤال فلاديمير لينين الشهير , ما العمل ؟ , ما العمل عندما نعجز عن التوافق حول مسودة دستورية واحدة ووحيدة ؟ , وصيغة الجمع هنا للكل دون اى استثناء .
    قلت منذ البداية ان الدساتير هى وسيلة فقط وليست غاية فى حد ذاتها , الغاية عندى هى تحقيق الاستقرار المجتمعى , وهذا الاستقرار يتحقق فقط بضمان أمكانية وصول مُمثلى كافة الاطياف الى مقاليد السلطة عقب كل انتخابات دورية حرة نزيهة , ان فشل احدهم فى الاولى فلديه الامل فى الثانية او الثالثة وهكذا , وعندما يصل فمن حقه فى وجهة نظرى المتواضعة ان يقوم بتعديل الدستور او الغائه , حتى اقوم بتقريب وجهة نظرى لنتخيل ان النظام السياسى وفقاً للدستور هو نظام برلمانى وفى واحدة من الانتخابات كان هناك تحالف x المكون من عدد من الاحزاب وهدف هذا التحالف هو الانتقال بالبلاد الى ظلال النظام الرئاسى , وفاز هذا التحالف بالأغلبية المُريحة فى البرلمان , اليس من حقه تعديل الدستور وفقاً لقواعد اللعبة ؟ او لنقول ان نفس هذا الـ x كان يطرح بان تكون الشريعة الاسلامية هى مصدر التشريع الرئيس وفاز انتخابياً فى ظل دستور يعتبر الشريعة الاسلامية واحدة من مصادر التشريع فهل من الحكمة ان يجد مطبات صناعية فى طريقه لتقليل سرعته ؟ .
    7

    ليس علينا الانشغال على الاطلاق بحلم دستور دائم , الان او فى المستقبل المنظور على الاقل , وسنجد الحل بكل بساطة فى مادة (قانون دستورى) وهى تتحدث عن انواع الدساتير (أ) الدستور الجامد , (ب) الدستور المرن .
    الحل يكمن فى النوع الثانى , يا للروعة فتعديل مواده يتم بنفس سهولة ويُسر تعديل التشريعات العادية دون تعقيدات ودون الدخول فى دوامات استفاءات لا تنتهى , وهل هناك ابداع فى حالة السيولة التى نعيشها اكثر من دستور مرن ؟ , يكفى فقط انه يُتيح للجميع تحقيق تطلعاتهم الدستورية وفى اى وقت .


    ((تم نشره فى صحيفة القرار السودانية الخميس 20 ديسمبر 2012))
    شاهين شاهين
                  

01-11-2013, 06:44 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    أسطورة الدستور (4)

    k7IGOUgyx3Ge.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    تصورى عبر اجزاء هذه السلسلة تمثل فى افضلية تركيز الجهود على التسويات السياسية من خلال فترة أنتقالية طويلة فى مداها الزمنى , وتكون ادارة هذه الفترة من خلال المراسيم الدستورية او الاعلانات الدستورية ان شئت , ثم من بعد ذلك نتجه الى الدستور .
    ولكن كيف يحدث التوافق فى المرحلة الانتقالية بين اطياف قوس قزح فى المرحلة الانتقالية ولا يحدث توافق بينها حول دستور دائم ؟ , الاجابة ببساطة لان الاولى يعرف الجميع انها انتقالية ستنتهى حتماً ويمكن الاتفاق بسهولة حول شخصيات من التكنوقراط المدنيين والعسكريين لادارتها وهى لن تطرح تصورات نهائية كما هو معلوم , بل هى مُجرد حرث ارض استعداداً لموسم زراعة قادم , اما فى الثانية فان الوضع يتخذ طابع التصور النهائى لشكل الدولة مثل نوعها وهل هى مدنية هكذا لله فى الله ام مدنية مُسترشدة بالمبادئ الاسلامية ؟ , ام دينية ؟ مع معالجة اخطاء تجربة سبتمبر 1983 وأخطاء المرحلة الانقاذية الجارية , وهل النظام السياسى رئاسى ام برلمانى ؟ , وكيفية التعاطى مع الفيدرالية الاقاليم القديمة كما يقترح البعض ام نفس نظام الولايات الحالى مع بعض التعديل ؟ وشكل العلاقة بينها وبين المركز تشريعياً وسياسياً ومالياً ؟ , الخ , وهى وجهات نظر محل خلاف وليس اتفاق كما يعتقد البعض , واعتقد ان دروس الهبة الشعبية عندنا فى 21 أكتوبر 1964 و الهبة الشعبية فى مارس / أبريل 1985 , وكذلك درس ميدان التحرير المصرى اثناء عرضه المستمر فى فترة حكم المخلوع وبعده , كلها ادلة على ان التوافق والاتفاق بين الجميع سهل فى حال الرفض الجماعى لنظام شمولى ما , والمشكلة تكون فى مرحلة ما بعد هذا النظام عندما يذوب التوافق والاتفاق والالتفاف حول هدف واحد مثل لوح ثلج فى ظهيرة صيفية ساخنة .
    8

    عندما يحين وقت الدستور , قلت اننا من الافضل ان نتجه صوب الدستور المرن , وهذا النوع من الدساتير – دون الدخول فى محاضرة قانونية اكاديمية – هو الاكثر قدرة على استيعاب حالة السيولة التى يمر بها المجتمع السودانى , وسوف أقتبس التعريف هنا من موقع الكترونى (( الدستور المرن هو الذي يمكن تعديله بنفس الإجراءات التي يعدل بها القانون العادي , ومن امثلته دستور نيوزيلندا حيث يتم تعديل القواعد الدستورية كما تعدل القوانين العادية )) , وفى موقع اخر نجد تعريفاً اشمل ((هو الدستور الذي يمكن وضعه وتعديله وإلغاءه بنفس الإجراءات والأشكال وبنفس السلطة التي تضع وتعدل وتلغي القوانين العادية ومن أمثلتها دول الدساتير
    العرفية )) .
    فى بحثنا الدائم عن (نفاج) مع الاخرين وطالما ان لا احد فينا يملك الحقيقة المطلقة فان المخرج الوحيد هو الاتفاق حول هذا النوع الدستورى فهو وحده القادر على تحقيق التطلعات الدستورية للجميع عقب كل انتخابات دورية , وهو وحده ايضاً الذى لا يضع عقبات امام التصورات السياسية والفكرية للكافة متى ما امتلكت الصوت الانتخابى الراجح .
    9

    يقولون عن عيوب هذا النوع من الدساتير انها ((يُؤخذ على الدساتير المرنة أنها لا تُحصن القواعد الدستورية من التلاعب وتؤدي إلى سهولة العبث بها ، وبالحقوق والحريات الفردية )) .
    عيب خطير , اليس كذلك ؟ , لا , انا تحدثت عن الفترة الانتقالية الطويلة لهذا السبب بالذات , فهى الفترة الحاضنة لنمو عود النقابات والأحزاب المختلفة , وهى الفترة الداعمة لانتعاش كافة قوى المجتمع المدنى الحية , ولن يستطيع احد عندها ان يقوم بتجريم حقوق الاضراب والتظاهر لا فى الدستور ولا فى التشريعات العادية , ولن يستطيع احد فى ظل سلطة قضائية حرة ومستقلة ان يتغول عليها او يقوم بتحجيمها الخ , تدريجياً سيخلق المجتمع ادوات ضغطه المختلفة الناعمة والقوية , تدريجياً سوف يتعلم الجميع قواعد اللعبة الليبرالية السياسية على أصولها .


    ((تم نشره فى صحيفة القرار السودانية الاثنين 31 ديسمبر 2012))
    شاهين شاهين
                  

01-11-2013, 08:44 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    مُلاحظات سريعة

    image160.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    شهد السودان فى العقود الاخيرة تغيرات سالبة على الصعيد الاجتماعى يمكن للمراقب ملاحظتها بكل سهولة ويسر .
    لقد ساهمت السياسات الاقتصادية الرسمية والتى انحازت للشرائح المُنحازة للتوجه الفكرى الرسمى للدولة فى هذا التغيير السالب .
    1

    من اكثر الملاحظات التى يمكن ايرادها , ظاهرة خفوت الطبقة الوسطى او اضمحلالها تماماً بحسب تقدير بعض علماء الاجتماع , وهو ما انعكس على الجفاف الذى نشهده فى جميع مجالات الابداع والفكر المختلفة .
    الطبقة الوسطى هى الطبقة التى تقدم التنوع فى كافة مجالاته وهى العمود الفقرى لاتجاهات الحداثة والعقلانية والعلمانية والتبشير بمدارس العدل الاجتماعى والمواطنة , وبخفوت صوتها او تلاشيها التام من مسرح الفعل سادت تيارات السلفية لسد الفراغ وتعلق الناس بقشور الدين وليس جوهره الرائع والحقيقي .
    وفى بلد انتخب اول نائبة برلمانية فى منتصف عقد ستينيات القرن الماضى عاد النقاب بقوة لشوارعه ونحن فى بدايات قرن جديد وألفية جديدة .
    2

    سياسات التحرير الاقتصادى والخصخصة وان نالت رضاء السادة فى البنك الدولى وأساطين هيكلة اقتصاديات الدول النامية فى النقد الدولى , إلا انها وكما العادة قادت لهز اساس اجتماعى هش فى دولة رخوة اساساً .
    التشريد من الوظائف بدافع تطهير العناصر الغير مؤمنة بالمشروع الحضارى فى الجيش والشرطة والقضاء والتعليم الخ , او بسبب التخلص من القطاع العام , وما رافق ذلك من عدم وجود بديل فى مجال التوظيف فى اسواق العمل والتصاعد الجهنمى فى اسعار السلع الاساسية وانسحاب الدولة تماماً من مجالات التعليم والصحة والمواصلات العامة , كل ذلك اسقط المزيد من الشرائح الاجتماعية المختلفة فى منطقة تحت خط الفقر وقاد للتفكك الاسرى وانتشار الدعارة السرية .
    3

    كان الحلم المشروع , والذى تمثل فى بتوسيع قاعدة التعليم وقمته , حلم تحول للأسف الشديد الى كابوس , فرغم التباهى بعدد مدارس الاساس والثانوى وبعدد الجامعات الا ان المحصلة النهائية كانت صفر كبير .
    فهم قد اتبعوا تحريرهم الاقتصادى والذى يعنى عندهم ان الدولة غير مُلزمة بالتوظيف , كما اننا لسنا فى دولة تنتهج سياسات رأسمالية حقيقية حتى نقول ان هناك سوق يخلق توظيف تلقائى او يُتيح للمشروعات الصغيرة طريقاً للنمو , كانت النتيجة عشرات الالاف من الشباب يحملون شهاداتهم الجامعية وعضوية نادى البطالة .
    البيئة الدراسية والمنهج المتبع فى السلم التعليمى من اول درجة فيه اخرجت لنا شخصيات قادرة فقط على ترديد التلقين وليس الابتكار والخلق , والكارثة انهم ينسون ما تم تلقينه لهم بعد سنة فقط من انتهاء سنوات تعليمهم العجاف فتأمل ! , وهم ربما الاسعد حظاً من اولئك الذين تسربوا من التعليم فى مراحله المختلفة نتيجة لوضعهم الاقتصادى الاكثر تردياً .
    الانقسام الطبقى الحاد للمجتمع عندنا يظهر بكل وضوح فى مجالى التعليم والصحة , الفئات الاكثر ضعفاً تم حشرها فى مدارس وجامعات حكومية اقل ما يمكن القول عنها انها عبارة عن مزبلة كبيرة , بينما الفئات الاكثر حظاً فى تورتة الثروة لها مدارسها وجامعاتها الخاصة وكادرها عالى التأهيل والذى تم تجريفه من الطرف الآخر .
    كما ان المسيرة التى سار عليها التعليم منذ الاستقلال السياسى باحتقار التعليم الفنى وإعلاء كعب التعليم الاكاديمى قد تركت بصماتها القوية على الصعيد الاجتماعى باحتقار العمل اليدوى وتقدير الافندى صاحب الياقة البيضاء الذى يجلس خلف مكتب خشبى وهو منغمس فى حل الكلمات المتقاطعة .
    4

    الهجرة من المدن الى الريف ظاهرة طبيعية ترافقت مع انتقال البشرية من المجتمع الزراعى الى المجتمع الصناعى لذلك نجد الاكتظاظ والازدحام غير الانسانى فى كل المدن .
    لكن عندنا كانت الهجرة ليست للبحث عن الفرص الافضل فقط والحياة الاكثر صخباً , بل كانت نتيجة للتنمية غير المتوازنة باهمال الريف تماماً فى الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط , فكانت الحروب التى نعرفها , وكان ظهور احزمة الفقر التى تطوق خاصرة المدن الكبرى وهى تعانى الحرمان والتهميش العرقى والاقتصادى والانسانى , احزمة قد تنفجر فى اى لحظة فى وجه الجميع وبصورة عشوائية دون ان تحمل اى تصور او فلسفة سياسية واضحة فى ذهنها , وما الاحداث التى اعقبت أغتيال (جون قرنق) إلا دليل ساطع على ذلك .
    لقد تم ترييف كامل للمدينة السودانية وبالتحديد مع انهيار الطبقة الوسطى وأحلامها العريضة فى التحديث , والترييف هنا ليس بالمعنى العنصرى الاقصائى وإنما بمعناه الاجتماعى بنقل عقلية الريف فى التزمت الدينى والاخلاقى وفى الركود والمحافظة وفى السلوك الذى ينظر بعداء واستهجان لعادات التمدن وسلوكها فى الملبس وطريقة الاكل والتهذيب فى الحديث وارتياد الانشطة الثقافية وضروب الترفيه المختلفة .. وتكفى زيارة خاطفة لاى من دورات المياه العمومية فى كل انحاء العاصمة المثلثة لنعرف مدى التردى الذى وصل له ساكن المدنية فى سلوكه الشخصى .
    هذا الترييف هو العدو الاول فى اى انتخابات حرة نزيهة قادمة لتيارات اليسار السودانى بمختلف الوان طيفه وهو الذى سيقوم بإسقاط مرشحيها فى الدوائر الجغرافية المختلفة , الترييف هو البيئة الصالحة لشجيرات شوك التيارات الاسلامية والسلفية , والتمدن والتحديث هما بيئة زهور العلمانية والعقلانية والتجديد الدينى .
    5

    لابد ان تكون نتيجة هذا الاحتقان الاجتماعى نكوص الى الوراء فكانت عودة عقارب الساعة , فالمجتمعات البشرية انتقلت من القبيلة الى العشيرة ثم الى الشعب بمعناه القانونى وليس العاطفى وربما بعدها الى الامة مثل شعوب الاتحاد
    الاوروبى .
    وعندنا كانت الطائفية فى وقتها نقلة من القبلية الى ماعون عريض , وكذلك كانت الطرق الصوفية نقلة من القبلية الضيقة الى فضاء اكثر اتساعاً , لكننا انتكسنا الى مربع الانطلاق البدائى فى التعامل الاقتصادى والسياسى والاجتماعى .
    ومهما كانت مجهودات شرطة أمن المجتمع فى اللهث لمحاربة الرذيلة , فسيظل هذا الاحتقان الاجتماعى وهذا الانهيار الاقتصادى هما الفقاسة الكبرى للجريمة وارتفاع حالات الطلاق والدعارة السرية وانتشار المخدرات والزواج السرى بمختلف اشكاله , والارتماء فى احضان شبكات التجسس الاقليمية والعالمية , وازدياد نسبة العثور على الاطفال اللقطاء فى مكبات الزبالة .
    لقد فقدنا الحلم القومى القديم , حلم من اجهشوا بالبكاء يوم رفع علم الاستقلال على سارية القصر الجمهورى , ومن حلم مجتمع متنوع وقوى وقادر تحولنا الى ما نحن عليه الان مجتمع مهترىء ومرقع مثل جلباب درويش , مجتمع قاسى ومتوحش مثل مجرم .


    ((تم نشره فى صحيفة القرار السودانية الاثنين 7 يناير 2013))
    شاهين شاهين
                  

01-15-2013, 08:15 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    ما الذى حدث لنا ؟ (1)

    image211.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (1)

    فى المرة الاولى لى فى شارع هذه المنطقة الراقية وانا اتجه لعملى الجديد , مررت بجواره دون سلام , يجلس تحت ظل شجرة (النيم) رغم اننا فى الصباح الباكر والشمس الشريرة مازالت رحيمة بخلق الله
    فى المرة الثانية القيت عليه تحية سريعة
    - السلام عليكم .
    نظر لى فى برود لم يرد ! , او ربما لم يسمع التحية
    بعدها صرت امر بجواره دون اهتمام , يجلس نفس الجلسة فى نفس الموقع , سيجارة بين أصابع يده اليمنى , و(منشة) بلاستيكية حمراء لقتل ذباب وهمى فى يده اليسرى
    قلت هو من أرباب المعاشات , قذف به قطار الخدمة المدنية فى المحطة الاخيرة ولم يدرى ما يفعل بعدها
    هو من اعاد المياه الى مجاريها ذات يوم , رفع راسه بطريقة درامية ونظر لى عندما اصبحت فى مُحاذاته
    - كيفك يا شاب ؟ .. ربنا يساعد .
    ابتسمت لهذه البادرة الطيبة
    - ربنا يخليك .. كيف الصحة يا حاج ؟ .
    - تمام .
    قالها فى يأس
    اصبحت التحية من الطقوس الروتينية فى طريقى للعمل
    - السلام عليكم .
    - صباح النور .
    كان يُحب ان يرد على التحية بطريقة مختلفة
    - صباح الخير يا حاج .
    - وعليكم السلام يا ابنى .. ربنا يقويك .
    المرة الوحيدة التى صافحته فيها باليد وبمودة حقيقية وشوق , كانت بعد أجازة عيد الفطر السابق
    - كل سنة وانتا طيب يا حاج , ربنا يحقق الامانى .
    أكتشفت عندها ان هناك رعشة خفيفة فى يده , وصعوبة بالغة للنهوض من الكرسى الخشبى الصغير , ربما أثار (جلطة) خفيفة تعافى منها
    ابحث عنه بنظرى لو غاب يوم عن مجلسه المعتاد فى طريقى
    - السلام عليكم وين أمبارح ؟ .
    - صباح النور .. مشاغل الدنيا والزهج من الروتين .
    وجدت ذات مرة شابة بديعة تقف امامه وتتحدث معه بعنف بالغ
    - قلتا ليك الكلام ده مليون مرة , انتا الظاهر عليك بقيت عجوز مُخرف , يلا قوم خش جوه .
    عرفت دون صعوبة انها ابنته , الشبه كان كبير , نفس اللون والفم والأنف , القيت عليه التحية المعتادة , لم يرد نظر لى فى خجل ثم نظر للارض فى انكسار , ونظرت لى الشابة بغضب غير مفهوم
    فى اليوم التالى وجدت فى شارعى المُعتاد خيمة عزاء كبيرة , سيارات , وزحام من الناس .. غيرت طريقى للشارع الموازى , فى الايام التالية بعد انتهاء العزاء كنت ابحث عنه بعيونى .. أسبوع كامل دون ان يظهر
    وذات مرة وجدت الشابة الغاضبة تقف امام الباب ترتدى ملابس حداد سوداء وهى تنادى على طفل صغير شبه عارى , اتجهت نحوها
    - السلام عليكم .
    اُريد السؤال عنه
    نظرت لى بحقد لئيم وأغلقت الباب فى وجهى بعنف وهى تبرطم بكلمات بذيئة , نظرت لشجرة (النيم) فى حزن ومضيت فى حال سبيلى .
    (2)

    رائحة عرقه العطنة , جعلتنى التصق أكثر بالجسم المعدنى الذى ترتكز عليه نافذة المركبة العامة حتى ابتعد عنه قدر المستطاع فى هذا الحيز الضيق , لمحته بطرف عينى اليمنى , يقترب مثلى نحو عتبات الخمسين من العمر بخطوات سريعة
    - الراكب بـ كم يا أستاذ ؟ .
    قالها فى يأس
    رددت عليه بحسم وانا انظر من النافذة بعيداً عن رائحته
    - 600 جنيه يا ود العم .
    شعرت انه ما زال ينظر لى فى رجاء
    فى المقعد الذى امامنا كان هناك شاب صغير وامرأة بدينة , كانت هناك حركة مُريبة بينهما .
    - عندى 1000 جنيه بس .
    - الحالة بقت صعبة يا ود العم .
    المرأة البدينة التى امامنا نظرت للشاب صغير السن ثم ابتسمت , قال لها كلمة لم أسمعها
    وجارى صاحب الرائحة العطنة يطلب باصرار من (كمسارى) المركبة العامة
    - عليك الله رجع لى 500 جنيه .
    - يا حاج التعريفة بـ 600 , ما تعمل لينا صاموتا فى راسنا من اول الصباح .
    قال لى بعد ان خسر معركته
    - محطة الشجرة لسه ؟ .
    - لسه يا ود العم .
    نامت , رفعت يدها اليسرى بكاملها على الحافة العلوية للمقعد الذى امامها ووضعت راسها عليها , بينما انحنى الشاب الصغير الجالس بجوارها نصف انحناءة
    - بالجد الحالة بقت صعبة فى البلد دى , انا هسع ما عندى غير 400 جنيه .
    لم اهتم بالرد عليه هذه المرة
    المرأة قالت بعض كلمات وهى نائمة على يدها , والشاب رد عليها
    نبهت جارى
    - دى محطة الشجرة .
    نهض بعد ان توقفت المركبة العامة , لاحظت ان بنطاله مثقوب من الخلف بشكل جارح للغاية .
    اعتدلت المرأة التى امامى فى جلستها وأسندت ظهرها على المقعد , وقالت فى صوت سمعته بكل وضوح
    - انشاء الله تكون مُقرش عشان تعزمنى حاجة باردة وسندوتش .
    هز الشاب الصغير السن رأسه بالايجاب فى تضرع .

    شاهين شاهين
                  

01-16-2013, 08:49 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    ومضى قطار العمر يا ولدى

    1001_lrap_09_osudanoctavio_ocampo_metamorphosis_artsudanold_people.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    قبل فترة ليست بالبعيدة تجدد الحديث عن الاعمار السنية لقادة الاحزاب السودانية المختلفة ومُناسبة تجدد الحديث كانت اختيار الحزب الشيوعي السودانى لسكرتيره العام الجديد ,اعرب البعض عن خيبة الامل حيث كانوا يتوقعون شاب أسود الشعر , واختلط حابل حديث البقاء المُزمن على راس الاحزاب ومنظمات العمل المدنى والاهلى بكافة أطيافها بنابل التهكم من الشيوخ والكهول وكأنما هما وصمة عار فى الجبين , حتى ان احدهم كتب على الشبكة العنكبوتية عاقداً مُقارنة لئيمة بين دُور الاحزاب ودُور المسنين , وهو ضرب من ضروب الضرب تحت الحزام للمرحلة العمرية التى سوف اضع قدمى انا شخصياً على اول عتباتها بعد سنوات ليست بالبعيدة .
    والاقصاء من اى ضرب من ضروب العمل العام او الخاص فقط بسبب السن او اللون او الدين او النوع الاجتماعى هو فى تقديرى المتواضع اعلى وأبشع مراحل العنصرية الاجتماعية.
    , و الاقصاء من اى ضرب من ضروب العمل العام او الخاص فقط بسبب السن او اللون او الدين او النوع الاجتماعى هو فى تقديرى المتواضع اعلى وأبشع مراحل العنصرية الاجتماعية .
    1

    طبعاً هى عبارة عن نكتة بالنسبة لى عندما اسمع حديث ان انتفاضة 25 يناير المصرية المجيدة هى حراك ثورى خاص فقط بالشباب وبل ويشمل الوصف كافة أقطار الربيع العربى , حراك حصرى على فئة الشباب مُستخدمى الـ (فيسبوك) وكأن كهول وشيوخ التيار الاسلامى والتيار اليسارى والليبرالى والقومى والمستقل فى المجتمع المعين كانوا فقط مُجرد متفرجين سلبيين يجلسون فى بيوتهم امام التلفاز اثناء تفجر براكين الشارع , او كأن الهبات الشعبية والثورات هى نتاج اللحظة المعينة التى امامنا الان وليست نتيجة لحراك تراكمى طويل المدى شارك فيه نقابيين وساسة ومهنيين بمختلف شرائحهم الاجتماعية والعمرية وبمختلف انتماءاتهم الفكرية .
    اقول اننا يجب ان ننتبه ان الاحزاب السياسية ليست ذراعاً للخدمة المدنية حتى يتم احالة من يبلغ سن مُعينة للتقاعد - حتى هذه هناك طلبات لاستثناء البعض منها مثل أساتذة الجامعات -
    كل المهن الحرة فى السودان المع الاسماء فيها هم من الكهول والشيوخ , فى المحاماة , فى الطب , فى الهندسة , فى مجال الاعمال , بل حتى فى الفساد , والشيخ فى القانون السودانى بالمناسبة هو من بلغ السبعين او تجاوزها .
    هى نكتة بالنسبة لى انه ما دام رئيس الحزب الفلانى يافعاً فهذا يعنى بالضرورة ان هذا الحزب سوف ينطلق ميكانيكياً نحو الامام , هذا التأكيد الغير قابل للدحض يُذكرنى بتأكيد البعض ان نظام الكوتة النسوية فى برلمانات دول العالم الثالث يعنى انتصاراً لقضايا المرأة على العموم , بينما نحن نعرف ان البرلمان السودانى الحالى به اكبر عدد من النساء فى تاريخ البرلمانات السودانية المختلفة ومع ذلك تمر من تحت يديه صباح مساء قوانين مُعادية للكافة بما فيها المرأة نفسها على الصعيد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية .
    القضية اذاً ليست قضية سن , القضية قضية مقدرة على ادارة دفة حزب , القضية قضية فك اشتباك بين لائحة داخلية تمنح فترات مفتوحة للهيئات القيادية فى اى حزب , وبين لائحة تقوم بإغلاق هذه الهيئات للأبد بعد دورتين او ثلاث فى وجه من شاركوا فى هذه الهيئات - وهذا هو الاوفق -
    رئاسة حزب سياسى هى عمل ذهنى فى المقام الاول والأخير , ومن الممكن ان يقوم بها شخص من ذوى الاحتياجات الخاصة ويجلس على كرسى مُتحرك , اتقاد الذهن والذكاء لو توفر فى شخص شيخ سبعينى او ثمانينى ما المشكلة فى ان يقود حزب سياسى ؟ .
    2

    اسياد الشغلانة - كما نقول فى احاديثنا العابرة اليومية - , الاحزاب فى اوروبا العجوز وفى الولايات المتحدة وفى المناطق المختلفة فى العالم فى امريكا الجنوبية , ومثل الهند وبعض دول أسيا الاخرى حيث الديمقراطية الليبرالية راسخة , كم شخص ذكر او انثى قدمه حزبه للترشح لرئاسة جمهورية او رئاسة وزراء فى كل هذه التجارب وكان شاباً فى عنفوان شبابه , وكم شخصاً ترشح لهذه المناصب وكان كهلاً او شيخاً ؟ , واقصد هنا مُجمل الفترات التاريخية الليبرالية لهذه الدول .
    لا اعتقد ان واحدة من اشتراطات العمل الذهنى تتطلب شرط ان يكون المُمارس لهذا النشاط شاباً ممشوق القوام ويقدس الحياة الزوجية , مالنا نذهب بعيداً ونحن نعرف ان الوحى الربانى هبط على رسولنا الكريم (صلعم) فى سن متقدمة وناضجة وليس فى عنفوان شباب .
    الاقتناع بقدرة شخص ما , والاقتناع بتوجهه الفكرى , دون النظر لعمره او دينه او جنسه الاجتماعى او الاثنى , هو الاهم عندى فى تصويتى لنائب دائرتى او لاختيار رئيس حزبى او رئيس دولتى , الاقتناع بقدرة هذا الشخص على العطاء هى الدافع لى , اما تفحص شهادة ميلاده او تسنينه فهى من اختصاص مصلحة الاحصاء , بالاضافة لشهادة وفاته فيما بعد .
    3

    لا يستطيع انسان عاقل رشيد ان يطلب من الأستاذ محجوب محمد صالح ان يتوقف عن الكتابة بحجة ظهور رعيل اكثر شباباً, هل اكون مخبول لو قلت ان محجوبنا هو افضل من يقدم تحليل سياسى الان على صفحات صحيفته رغم انه اوغل فى العمر ؟ , ويقدمه بشكل – دون مبالغة - ارقى واعمق من مئات الشباب الغض على صفحات الصحف الورقية وعبر الانترنت .
    زمان وعند ظهور محمد هنيدى على شاشة السينما المصرية وتحطيمه لأرقام قياسية فى شباك التذاكر ولأول مرة فى تاريخ السينما المصرية (اسماعيلية رايح جاى) , قال الجميع ان عادل امام قد انتهى وانها الحياة , شاب يُحطم شيخ , لكن حدث العكس , تخبط هنيدى حتى وصل الى مرحلة السخف والتهريج , وقدم عادل امام واحد من ارقى الادوار فى فيلم (عمارة يعقوبيان) رغم شيخوخته , والساحة هنا ليست ساحة اكبر واصغر وانما ساحة ذكاء وتوظيفه بشكل مُناسب وساحة كاريزما وكيفية الاستفادة منها .
    فى الحياة أشياء تتعتق بمرور الزمن عليها , تزداد القاً وقيمة , منها (1) الخمر (2) الاثار (3) والساسة .
    4

    الامام آية الله الخمينى – قدس الله سره - , نفسه وبنفسه اشرف على وقاد واحدة من اعظم الثورات الشعبية فى تاريخ القرن العشرين الانسانى وهو فى ثمانينيات عمره , كان هذا الشيخ الجليل هو الايقونة للمعارضة الايرانية كلها الاب الروحى والقائد الصبور الذكى المرابط فى المنافى , هذا الطاعن فى السن كان حلم الملايين وكابوس المصالح الامبريالية .
    الكنكشة ليست حصرية على الكهول والشيوخ , فنحن نعرف ايافع مايو المنتصرة والظافرة باذن الله عندما فتحوا مواسير الدم من اجل الكنكشة , كان هؤلاء الشباب فى مرحلة غضة للغاية حتى ان بعضهم ظهر على شاشة التلفاز الرسمى وهم فى حالة سُكر شديد دون ادنى احترام لمناصبهم العامة ! .
    اقوم بتكرار القول ان القضية ليست فى عمر الانسان هى فى الانجاز وفى القدرة عليه , تخيلوا حتى فى مجالات الالعاب الرياضية والتى تتطلب الجهد الجسمانى العالى والخاص فقط بمرحلة الشباب من الناحية البيولوجية البحتة , نجد ان هناك استثناءات يتم انجازها بواسطة الكهول , وكلنا نعرف حكاية لاعب الكاميرون الكهل فى كأس العالم .
    القضية فى موضوعنا هنا هى قضية سيستم , النظام المُتكامل , المؤسسة والمؤسسية , الرؤية فى اللائحة الداخلية للحزب المعين , وهل هو :-
    (أ) راس فقط بدون جسد حقيقى ؟ .
    (ب) أم هو جسد كامل صحى وعفى له اذرع وسيقان ومعدة تهضم ؟ .
    فى الاولى يتوجب على راس الحزب ان يتحمل تبعات لا قبل لبشر بمثلها من تفكير وتخطيط وندوات وصياغة برامج وادارة واشراف دورى وهنا فقط من حقنا الحديث عن قيادات تمتلك لياقة جسدية مثل لياقة حاملى الاثقال فى الالعاب الاولمبية .
    وفى الثانية فان الراس العلوى فى التركيبة الهرمية هو مُجرد رمز او مرآة تعكس النشاط الجمعى فى المنظومة الحزبية المعينة ويتم تنصيبه اما لقدراته الفكرية او تكريماً له على تاريخ نضالى طويل او لاعتبارات أثنية او جندرية .
    القضية فى اعتقادى ليست فى المرحلة العمرية , لا , القضية الجوهرية هى قضية لائحة داخلية تقوم بـ :-
    (أ) تثبيت المؤتمرات العامة الدورية .
    (ب) غلق المناصب القيادية العليا كافةً فى وجه اعضاء الحزب بعد دورتين او ثلاث من توليهم لها .
    هذا فقط هو الكفيل بتجديد الدماء القيادية , والتجديد الذى اقصده هنا بمعنى الافكار وكيفية السير وتوجه المسيرة , دون اعتبار بالطبع للمرحلة العمرية .

    شاهين شاهين
                  

01-30-2013, 07:25 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    ارسل لى الأستاذ/ محمد تعليقاً الكترونياً حول سلسلة مقالات (أسطورة الدستور) :-
    لأستاذ/ شاهين المحترم
    تحية طيبة
    بداية لابد من تسجيل إعجابي بطرحك المتقدم على صحبفة القرار في شأننا
    الدستوري، ولا أقول لك أنني قد إتفقت مع وجهة نظركم فقط، بل قد صادفت أفكاراً
    كثيرة توصل لها شخصي سابقاً، مع الإعتراف بأن مسألة الدستور المرن لم تطرق
    أفكارنا من قبل، و هي فكرة جديرة بالنقاش في بلد لازال يكابد مشقة التشكل
    كالسودان، الأمر الذي يدعونا لأن لا نصادر حق أجيال قادمة في صياغة عقدها
    الإجتماعي الذي يناسبها.
    من جانب الصياغة فإن المواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان و المصادق عليها من
    السودان تصلح أساساً لأي باب لحقوق الإنسان و الحريات في أي دستور مستقبلي ،
    الأمر الذي يحصر النقاش في شكل نظام الحكم رأسباً( رئاسي- برلماني - مختلط)
    و في مستويات الحكم مركزيةً كانت أو فدرالية أو كونفدرالية أم هي عوان بين ذلك
    كل هذا طبعاً بإفتراض أن الطبقة السياسية و مكونات المجتمع أخلصت النوايا و
    فتحت أذهانها لإستبعاب هذا الطرح و تجنبت المشاكسة كعادتها في ما لا يحتمل
    المشاكسة، بقي لنا أن نقول أنك قد حملت نفسك أمانة إيصال هذا الطرح إالى عامة
    الناس و خاصتهم و شخصي مستعد ليشد من ازرك بفكره و رأيه المتواضعين، اسف إن
    كنت قد اكدت مؤكداً فقراءة مقالاتك كانت بالنسبة لي كمن يقرأ أفكاره في قالب
    اخر.
                  

02-28-2013, 05:28 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    ومن غمار الناس , هناك ناس

    image278.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    خلال شهر (فبراير) من العام 2004 , رحل عنى صديق عزيز وجميل , المغفور له (حمدى محمد على تبد) .
    واصبح شهر (فبراير) هو شهر الكوارث بالنسبة لى , فيه ولدت , وفيه مات (حمدى) .. بينما كان من المفترض ان يكون (مارس) هو شهر الكوارث , لكنه الأحتباس الحرارى يقوم بتغيير المناخات والأزمنة ومزاج الناس .
    هو صديق سرقته من أخى الأصغر , كان كل ما بيننا قبل السرقة , ان أفتح له الباب
    - أزيك يا حمدى , اتفضل .
    - أزيك يا أستاذ , شاكر فى ؟ .
    تفصل بيننا خمسة سنوات من مساحات العمر الزمنية , ما تبادلنا غير حديث المجاملات العادى , والتحيات المباركات العابرة فى لقاءات الشارع بالصدفة , هو صديق أخى الأصغر , وانا شقيق صديقه الاكبر .
    وبعد ذلك حدث التراكم الكمى للمعرفة , فتم سحب لقب أستاذ من أسمى , جردنى من الأستاذية الفخرية
    - شاهين , كيفك .
    وفى السنة قبل الاخيرة له على سطح الارض قبل بطنها , تحولت الى
    - ابو الشوش .
    يقولها بعذوبة ومودة أنسانية حقيقية .
    1

    و(حمدى) من غمار الناس مثله مثل عشرات الملايين , اصحاب الوجوه المجهدة الصابرة فى درب النبى أيوب , وهم ملح الارض لو كانوا يعلمون .. هم بسطاء الناس دون ضجة او طنين , دون عبارات طنانة , ما استخدام مصطلحات المنعطفات الخطيرة فى الزوايا الحادة الخطرة للمسيرة الشعوبية المباركة , أمثال مثقفى ومتثاقفى الزمن الاغبر .
    بسيط , مثل بساطة اهله فى جزيرة (صاى) .. ابن نكتة من الطراز الرفيع , نوبى حقيقى , أشاغبه دوماً اننا نحن أبناء حلفا من نشرنا العلم والمعرفة فى انحاء السكوت والمحس .
    فى أيامه الأخيرة ركبه عفريت الهجرة المقدسة الى الأراضى الاقدس .. وهم كذلك أهل السكوت والمحس , اما انهم يدرسون فى السلالم التعليمية المختلفة , او انهم مغتربون , او ان اوراقهم فى السفارة السعودية تنتظر التأشير , عكسنا نحن ابناء (حلفا) المشغولين بمعارضة الأنظمة العسكرية والدخول والخروج من الأحزاب اليسارية العلمانية المختلفة , فكانت النتيجة اننا ورثنا الفقر والفاقة وفصاحة اللسان , وكسب ابناء السكوت والمحس زبدة القصور الملكية , وما ادراك ما القصور , ونحن ابناء حلفتنا الجديدة شعب القصور فى الكلى بسبب ماء مواسير الاسبستوس .
    هذه مشاغبة خفيفة للطرف الآخر من شعبنا النوبى الفضل , لو كان هو على قيد الحياة لرد عليها ضاحكاً .
    2

    لان أكل العيش البلدى مُر , ولان المعايش جبارة كما يقولون , سافر شقيقى الأصغر الى عروس البحر الأحمر , طالباً ثم أستاذاً فى هيئة التدريس بعد ذلك , فتوطنت صداقتى بالراحل , توثقت بحبل حكايات غليظ .
    ما مر يوم دون ان نتقابل , نحكى ونحكى ونحكى .. ونحكى ونحكى ونحكى , هاتفنى صديق فى يوم 17 ان حمدى فى (مستوصف الشهيد) بسبب الملاريا, وللأسم دلالة وتبشير للمريض واهله , فانظر حتى للفجاجة فى أختيار أسم المؤسسات الصحية ! .
    كان الاتصال فى الساعة الثانية عشر مساءً , قلت له سوف أذهب اليه فى الصباح الباكر فالوالدة مريضة ايضاً , وفى يوم 18 فى الساعة الخامسة صباحاً , هاتفنى نفس الشخص بان (حمدى) مات , قلت فى بلاهة
    - حمدى منو ؟ .
    - حمدى صحبك .
    لن احكى لكم عن بكائى الحارق فى مقابر (الكلاكلة شرق النموذجية) , فهو مصدر ألم , وأحباط , وتعاسة شخصية .. نحكى , ونحكى , ونحكى .
    وهم هكذا أهل صاى يتركون فى القلب حسرة الرحيل , وما ادراك ما اهل (صاى) , ومن لم يعشق فى حياته واحدة من نساء جزيرة (صاى) فان علية مراجعة طبيب نفسى فى الحال .
    3

    بين (حمدى محمد على تبد) والحياة , احلام بسيطة , بسيطة بنفس بساطة الارض السمراء بفولها وعدسها ونيلها .. زوجة يحبها وأطفال يمنحون الوجود معنى ومغزى .
    منحته الارض (ملاريا) مزمنة , وفقر مستدام , وورشة حدادة تشكو من قلة الأمكانيات .. وعندنا هنا فى الحى الشعبى تتغير الامزجة وتنهار الحرف المختلفة , فبعد طوفان الأحذية (الصينية) رخيصة الثمن , اختفت من على السطح دكاكين (الجزمجية) وتحولت الى بيع (الطعمية) فى المساء .
    نال حظه من التعليم بشهادة ثانوى تجارى , وكان بينه وعلم (المحاسبة) غرام وأنتقام , وعندنا هنا انت تدرس ما لا تحب وتعمل فيما لا تتوقع .
    تخيلت ونحن فى (المقابر) انه سينهض على قدميه , ينهض ونواصل من أنقطع من حديث , مثل (تلفزيون امدرمان) فى عهده المظلم عندما كان يعتذر عن قطع الأرسال ويُبشر بمعاودة البث .
    (مارس) و (ابريل) و (مايو) , فى كل هذه الشهور كنت اتوقع ان يطرق الباب
    - يا ابوالشوش , أخبارك وشماراتك شنو ؟ .
    أكتب عنه هنا , لان لا احد سيهتم بان يكتب عنه , وهكذا هم غمار الناس , لا تجد لهم سطراً فى كتاب تاريخ او حتى نصف جملة قابلة للأعراب .
    (مارس) و (ابريل) و (مايو) , فى كل هذه الشهور تجنبت السير فى شارع منزلهم , وانا أعشق المشى فى الحى الشعبى ليلاً وعندى ذكريات مع الكلاب الضالة , هداها الله بعيداً عن قدمى .
    الموت هو جزء من قانون الحياة , بديهة علينا التعامل معها , والاعتياد عليها , وتقبلها .
    ونحن يا هذا لدينا دورة ثابتة لا تتغير فى البلد المنحوس الظالم اهله والمظلومين , مولود فعريس فمرحوم , وبينهم طريق شاق كان من المفترض ان يفرشه احدهم (بالياسمين) ولكن أبن حرام صافى وضع الأشواك بدلاً عنه , ولا أدرى لماذا ؟ .

    شاهين شاهين
                  

02-28-2013, 08:32 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    دودة كتب

    book-of-books.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    هناك تقديس أكثر مما يجب لعادة القراءة , وهناك من يشد شعر رأسه تحسراً على أيام كان فيها المواطنين لا يرفعون أعينهم على ما يبدو من على صفحات الكتاب .
    التقديس هذا أنعكس على مُجمل العملية التعليمية اولاً , وعلى مُجمل العملية التربوية ثانياً , وكان المثال لهذه الذهنية هو نموذج الطالب الشاطر , الطفل أو الشاب الذى يتعلق بصفحات الكتاب حتى فى أوقات الأجازة السنوية , فكانت النتيجة ذلك المُتعلم الخشبى غريب الأطوار الذى يعرف تاريخ الولايات المتحدة الامريكية بالتفصيل , ولا يعرف فى نفس الوقت ما يجب معرفته بشكل صحيح عن كيفية التعامل مع البيئة الاجتماعية المُحيطة به .
    1

    الحياة الحقيقية ليست فى سطور صفحات الكتب , الحياة هى مجموع تراكم خبرات يومية بشكل دائم , الحياة تحديداً مثل السباحة او مثل تعلم ركوب الدراجة الهوائية او قيادة السيارة افضل الطرق للتعلم والحنكة فيهم ليس فى ان تقوم بقراءة عشرات المجلدات بل يجب ان تتعلمهم بالممارسة العملية .
    هناك من تصوف فى حب الكتب حتى وصل به الامر الى القول بان خير جليس فى الزمان كتاب وهذا كلام أهبل بلا معنى او مغزى , على العكس , أعتقد ان خير جليس فى الزمان هو الانسان نفسه , خير جليس هى جدة او عمة عجوز تستمع لها , او صديق عزيز يتشاكس معك فى أمر ليس من الاهمية بمكان , ويا لله لو كان الجليس أنثى تُحبها .
    ربما تحدث البعض عن عادة الشعوب الغربية فى ادمانها للقراءة فى المواصلات العامة او حتى فى اثناء الانتظار فى طابور طويل , هذا صحيح , ولكنها مؤشر خطير فى نفس الوقت للعزلة والفردية والابتعاد قدر الامكان عن الآخر , وهو من علامات العزلة السائدة فى الحضارة الغربية , والعزلة كما تعلمون هى موضوع (كولن ولسن) الاثير .
    2

    البحار الذى امضى سنوات الحياة فى مؤانى العالم , هو الاكثر معرفةً وخبرةً بالحياة من ذلك الذى امضى نفس السنوات بين صفحات الكتب .
    ولعل المثل الطريف هو نجاح شخص لا يعرف القراءة والكتابة فى مجال التجارة والسوق , بينما يفشل شخص يحمل ماجستير فى الاقتصاد ودكتوراه فى أدارة الأعمال - وأتحدث هنا عن الرأسمالية الوطنية وليست تلك الطفيلية - والسبب ببساطة ان الاول تعلم من الحياة , عرف السوق وهو صغير السن , كان كل يوم بالنسبة له مُحاضرة .. بينما الثانى جاء من عالم آخر مُختلف , عالم يعترف بالمراجع , وصفحة كذا من طبعة سنة كذا .
    الطفل الصغير لو تركته ينطلق , يتشاجر , تنكسر قدمه فى لعبة خشنة , او ينزف الدم من أنفه نتيجة قذيفة حجرية , هذا الطفل سيكون افضل من ذلك الكائن الزجاجى الذى يُردد فى بلاهة منقطعة النظير معلومات عرفها وهو يقرأ فى الكتب الورقية او الالكترونية .
    3

    وضحكت من صديقى المُهندس الميكانيكى , والعامل الشاب شبه الامى يقوم بالدخول فى مناقشة علمية حادة معه حول الخلل الاساسى فى مُحرك سيارته فى المنطقة الصناعية بالخرطوم , واتضح فى النهاية ان كلام العامل الميكانيكى البسيط هو الاصح .
    هذا لا يعنى طبعاً وعلى الاطلاق بان نقوم باغلاق المدارس والتعلم من الحياة مُباشرةً ! , وانما يعنى ان نقوم بتقليل مساحات الكتب فى حياة الطالب السودانى , وأتاحت الفرصة الاكبر للتعلم المباشر , تقليل الحصص السخيفة , وإعطاء المساحة الزمنية الاكثر لتعلم السباحة وحياكة الملابس , وركوب الخيل , او حتى الشطرنج والقفز بالزانة , والإسعافات الاولية وكيفية غسل ودفن الميت .
    صحيح ان القراءة مُهمة , لكن الحياة أجمل , والحياة للأسف قصيرة جداً , وهى اغلى من ان تضيع بين صفحات الكتب .
    الكتاب ضرورى .. لكنه ليس اله مُقدس كما يتصورون ويصورون لنا الامر فى رعونة غير تربوية .
    4

    ثم ان الوسائط كلها قد اختلفت , واصحبنا فى الربع الاول من القرن الحادى والعشرين , وما كان يصح فى القرن الماضى , يجب ان يتجاوزه الزمن فى القرن الحالى , اصبح من الممكن الان ان تضع على اذنيك سماعة الــ (هيد فون) وتستمع الى اجعص رواية كلاسيكية , او شرح لنظرية معقدة فى الفلك , دون حوجة على الاطلاق للقراءة او حتى لتعلم الحروف الابجدية .
    من الممكن ان تكون أنسان غاية فى الثقافة دون وجود اى كتاب فى منزلك العامر حتى لو كنت امى لا تقرأ او تكتب , من خلال متابعة قناة تلفزيونية محترمة , او قناة اذاعية ثقافية او سياسية .
    الانسان المنهمك فى القراءة والمحاط بعشرات الكتب انسان مريض نفسياً وخائف مما يدور خارج الباب الخارجى لمنزله , هو انسان هارب من الحياة الحقيقية بطريقة او بآخرى , وما اتعس الذى يُحيط نفسه بسياج عازل , دون اقتحام حقيقى ناجح .

    شاهين شاهين
                  

02-28-2013, 09:46 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    Quote: هذا بالظبط حال المثقف السودانى فى عهود العسكر , يشعر بالاحتقار الذاتى لنفسه داخل نفسه , ويطلب احترام الأخر من خلال الكلمات المعقدة والغريبة .


    هذا يكفي فهو ابلغ من أي شرح آخر ......
                  

02-28-2013, 04:00 PM

ابراهيم عبدالناصر
<aابراهيم عبدالناصر
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    Quote: أجمل ساعات عمرى , تلك التى أتحدث فيها مع نفسى وأنا أكتب , او أجلس وحيداً على حافة النهر , او أمشى فى الشوارع الخراب .


    شاهين شاهين

    كيفك يا رجل !!

    واصل المتعه وحتماً سأعود بعد حين
                  

02-28-2013, 04:38 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: ابراهيم عبدالناصر)

    التحية والمودة
    أ/ قرشو.
    أ/ ابراهيم عبدالناصر .
                  

03-01-2013, 09:19 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    الاشرار

    Paintings_Devil.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    للدكتور (حيدر ابراهيم) أحاديث كثيرة عن المثقف السودانى الشرير , أتفق فيها معه كثيراً , فالمثقف السودانى يبدأ فى تعلم الشر والحقد والحسد و(القطيعة) وهو يتعلم أبجديات التثاقف .
    فى كل مجالات العمل العام ستجد هذا الشر راسخاً , فى الفن والرياضة والصحافة والتلفزيون والسياسة , لا احترام على الاطلاق من طرف لطرف آخر .
    يقول لى ذات الأستاذ (حسن عبدالماجد) اعاده الله الى دروب الصحة والعافية , ان (معاوية سورج) ذات مرة من مرات الأعتقال الكثيرة للشيوعيين , قام بضرب عسكرى السجن بعد ان سحبه الى داخل الزنزانة , والسبب ان العسكرى اخذته الجلالة وقال لـ(معاوية)
    - انتو شيوعيين صعاليك ساكت .
    قال (عبدالماجد) ان التصرف هذا كان يعتبر فى أحاديثهم الشعبية بطولة , وبعد أنقسام (معاوية) وخروجه من الصفوف , تم سرد هذا القصة فى دردشة فى نفس السجن , فقال احدهم دون ان يطرف له جفن
    - معاوية ده اصلو من زمان صعلوك وفتوة .
    ولم يسكت المحامى النوبى الساخر والمتمرد عن ملاحظة المفارقة الشريرة
    - يعنى يا زميل الحاجة الكانت بطولة لما معاوية كان فى الحزب , بقت فتوة وصعلكة لما معاوية مرق من الحزب ! .
    فانظر لهذا الشر المقصود مع سبق الاصرار والترصد .
    1

    كلام دكتور (حيدر) صحيح , صحيح بنسبة مئة فى المئة .
    ولو أشتكت الأحزاب السياسية من فترات العسكرية المتلاحقة والطويلة لتبرير ضعفها وهوانها عند رجل الشارع العادى , فان قوة الطرد الرهيبة الموجودة داخل هذه الاحزاب هى السبب الرئيس لهذا الضعف والهوان , بل انها هى سبب الأنقلابات العسكرية فى الاساس .
    اشرار , هؤلاء الناس اشرار , منذ أيام ان كان الزعيم الوطنى يكتب ((الى من يهمه الامر سلام , لقد قررنا فصل فلان من عضوية الحزب)) , او ربما هى من أيام الأطاحة بذلك المهندس والمحامى والمثقف من صفوف حزبه لمصلحة ابن الطائفة .
    التقييم يتم وفقاً للاستلطاف الشخصى لا اكثر ولا اقل , قوة طرد مركزية تعمل بلا هوادة , تعمل بشكل مُعاكس لقوة الجذب .
    وهم الان يتباكون على نفور الناس واعراضهم عنهم .
    2

    المعادلة الاكثر غرابة تتمثل فى هذه الكيانات الا ديمقراطية والمطالبة بالديمقراطية , لم افهم حتى الان كيفية تحقق هذا الامر ! .
    حتى المؤتمر الحاكم , استخدم بلا رحمة نظرية الشر فى تقييم اعضائه , فكان من المدهش ان نجد ان هناك أسماء لامعة فى الحركة الاسلامية قد ذهبت الى طريق النسيان رغم اخلاصها الا محدود , ولم نعرف حتى الان الالية التى قامت بالتصعيد والتخفيض لمنسوبى نفس المشروع الواحد الموحد بالله , سوى ألية الشر والحقد والشلليات المشهورة عند المثقف السودانى .

    شاهين شاهين
                  

03-01-2013, 06:07 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    برج الحوت

    pisces2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    الجالسة بجوارى فى المركبة العامة طلبت منى الصحيفة اليومية , طلبتها فى تهذيب
    - لو سمحتا .
    أشارت باصبعها حيث ترقد مطوية بين ساقاى
    قلت لها فى أندهاش
    - دى جريدة سياسية .
    - مش فيها ابراج ؟ .
    - فيها .
    ناولتها لها , مرت بنظرها سريعاً على الصفحة الاولى , كانت شابة انيقة ورائحة عطر باريسى مستورد تفوح منها بقوة
    - الابراج فى الصفحة قبل الاخيرة .
    اخذت تقرأ باهتمام , ضمت شفتيها , وظهرت تقطيبة صغيرة اعلى الجبين , تنهدت , طوتها كما كانت وناولتها لى
    - شكراً .
    رسمت نصف أبتسامة سريعة
    - برجك شنو ؟ .
    - الحوت .
    - سبحان الله انا برضو الحوت .
    هزت راسها هزات سريعة مرحة
    - يا كمسارى .. انا نازلة هنا .
    نهضت فى تثاقل .. فتحت صفحة الابراج فى فضول , القيت نظرة على المكتوب تحت البرج
    ((اليوم ليس يوم السعد بالنسبة لك .. ازمة عاطفية مع الحبيب))
    تحولت للصفحة الاخيرة , كان كاتبى المفضل يشتكى فى عموده اليومى من انه ضجر من الكتابة ويفكر فى التوقف عنها للابد .. وضعتها مرة آخرى بين ساقاى فى ضجر , الذى يجلس خلفى وضع يده فى كتفى وقال بصوت غليظ
    - لحظة الجريدة يا ابو الشباب .
    ناولتها له فى قرف دون ان التفت للوراء .

    شاهين شاهين
                  

03-01-2013, 07:10 PM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    سلامات صاحب الحكي الطاعم شاهين

    معظم الصور القديمة التي شاهدتها لحديقة الحيوان
    لفت نظري وجود بص أبو رجيلة بلونه الأصفر إما واقفا أو مارا بالقرب
    منها حتى أنني صرت أربط بين الإثنين .. كلاهما ترك بصمته ومضى ...
                  

03-01-2013, 08:33 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: منتصرمحمد زكى)

    تشكراتى
    أ/ منتصر .
                  

03-02-2013, 04:10 AM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)


    522002_168950699903616_1501406752_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    عزيزي شاهين,,

    لي عوده, وبالله عليك لا تتوقف من نضم عقد اللؤلؤ كما هي عادتك دوماً, فأنا مؤمن تماماً بأن الكمال لله وحده
    فلا أحتاج منك تنبيهي بذلك.

    تحياتي


                  

03-02-2013, 01:12 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: Emad Eldeen Ali)

    تحياتى القلبية
    أ/ عماد الدين على .
                  

03-03-2013, 06:00 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    كل التقدير للتعليقات على (الفيس بوك)
    أ/على حامد .
    أ/ الفائز عبدالله .
    أ/ ايمن عوض .
    خالص احترامتى .
                  

03-04-2013, 04:03 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    كهل

    untitled1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    أثمرت سنوات غربتى الطويلة فى بلاد النفط الصحرواية , وأنجبت بيتاً انيقاً فى اطراف العاصمة وعربة فى مقدمتها أسد
    تساقط شعر الراس من الامام وترهل البطن بشكل مُثير للرثاء , اصبحت لا استغنى عن النظارة الطبية ليل نهار
    قالت لى ابنة بنت زوجة خالى بلسانها السليط
    - الناس اكلوا وشنا عشان انتا ما اتزوجتا لحدى هسع , وانتا عندك قروش , مالك ؟ ناقصك شنو ؟ .
    وبدأت رحلة البحث عن من سوف تنجب من يحمل أسمى , ويبكى على شاهد قبرى المُلوث ببول كلاب الطريق اللعينة .

    شاهين شاهين
                  

03-05-2013, 00:37 AM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)


    ولك من الود بقدر إمتاعك لنا بهذا المزيج الرائع فى الكتابه, المازج بين ما نعيشه من حياة
    والتي ما هي إلا إفرازات مقززه لنظام سياسي منافق حتماً سنستلذ جداً بمشاهده حسابهم فى يوم
    الحشر العظيم.

    ولي منظور ديني فى هكذا حاله مستقى من "كما تكونو يول عليكم" والتي تجيب بكل وضوح عن سؤال
    اديبنا الطيب صالح "من أين أتى هؤلاء؟", اليسو سودانيين فى المقام الأول ناهيك عن انهم من النخب فيه
    وعن انهم خريجي بخت الرضا ووادي سيدنا ثم جامعة الخرطوم واغلبهم حضر للدكتوراه فى جامعات
    بريطانيا وفرنسا - اللهم إني اعوذ بك من علم لا ينفع - ولكن الواقع غير كذلك.

    حدثني صديقي والذي يعمل بإحدى الشركات الصينيه فى مجال الإتصالات بأن مديره حكى له أن رئاسه
    الشركه جمعت نخب كوادرها الإداريه من كل افرعها فى الشرق الأوسط, واتت بهم إلي السودان لإداره
    عقد تنفيذ اعمال بنى تحتيه لشركات الإتصالات بغرب السودان, هذا المشروع حالياً يعاني ما يعاني من مشاكل جمه,
    والأدهى بأن الإمكانيات ليست من بينهما ولا طبيعة المشروع بالرغم من مناطق الشده التي يشقها كابل الألياف
    البصريه, فالشركه الصينيه لديها من المصانع والسيوله ما لديها, والشركات لا يهمها كم تدفع فالمال يفيض
    ويكفي الجيران والحبان.
    لكن العقليه السودانيه التي تفكر بطريقه رزق اليوم باليوم حتى تحت جدول زمني محدد ومعلوم ومدروسه فيه
    حتى نسبه الخطأ ولدت من الحكاوي والمشاكل ما تنوء عن حمله التقارير, وصرفت فيه من الملايين الدولاريه
    ما صرفت فكانت جعجعه تصم الأذان من اجل حفنه دقيق, ولا زال العرض مستمراً.

    أتفق تماماً مع أحلام حسب الرسول فى رؤيتها الناتجه عن واقع معاش, فالسودان ظل يتمتع بالخيرات التي
    اسسها له الإنجليز حتى إنتهى من اخر مليم فى بداية التمانينات, فها نحن نتباكى علي ثمانينيات القرن الماضي
    في حين أن اباءنا يتباكون علي ستينياته وسبعينياته النضره, والتي لا زالت ذكراها كنسيم فواح تمر علي عقولنا
    أو تصوراتنا, فالمشكله من البداية واستعير كلامي صديقي حسن فى أن مشكلة السودان بدأت عندما رفع علم
    الإستقلال لم يكن هناك جنوبي بجانب الأزهري, فبذره الشر وغيرها الكثير قد نمت حتى أصبحت شجره إجتثت جذورها
    بنفسها لا وبل إستغربت سبب ذبول أوراقها!!!!!!
    مما سيفسح المجال أمام بذور الخير أن تتنفس وتستمتع بضوء الشمس وتنمو تحته من جديد وإن شاء الله سيعود للسودان
    سيرته الأولى ومكانته الطبيعيه كقلب أفريقيا النابض, فسبحان الله حتى موضع الخريطه يدل علي ذلك فى يسار صدر القاره,
    وليس هذا بالمستحيل فقد حبانا الله من النعم ما يفوق الحصر لظاهرها ناهيك عن ما يكمن إكتشافه وإستنباطه, فوالله لو علم
    لصوص الإنقاذ أن ما يكتنزونه الأن من مليارات ما هي إلا مجرد فكه أمام ما هو موجود اساساً من مصادر يمكن أن تضاعف
    من ما يكتنزون أضعافاً مضاعفه لدرجه أنهم يوزعونه علي الناس من تلقاء أنفسهم.

    وما زال للحديث بقيه......


    بالله عليك ما تقطع سمحاً بديتو

                  

03-05-2013, 10:02 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: Emad Eldeen Ali)

    شكرى الجزيل أ/ عمادالدين على للمداخلة الضافية وعلى اثراء البوست بشكل حقيقى .
    *
    وتحياتى القلبية أ/ النذير ميرغنى على الفيس بوك , وشكراً للصداقة يا صديق .
                  

03-07-2013, 02:29 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    التعليم والتخطيط

    product-138677-1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    كلما لاحت فى الافق أعاصير أمتحانات الشهادة السودانية , كلما بدأ عُاشق الكلام فى الندوات المفتوحة , ومُدمنى الكتابة فى الصحف اليومية بالحديث عن التعليم , وعن السياسات التعليمية والتربوية السائدة والمُقترحة .
    وهكذا فنحن شعب مُناسبات , نُعيد ونكرار فى 25 مايو من كل عام الحديث حول مفاهيم الثورة والانقلاب العسكرى , وكذلك نفعل فى يناير وهو رأس للسنة فى كل دنيا الله , وعندنا هو أحتشاد كلامى وغنائى عن الأستقلال .
    كان من المُمكن ان نقوم بتقييم التجربة المايوية فى شهر ديسمبر مثلاً , ما المشكلة فى ذلك ؟ .
    وعلى ذات السياق أتحدث عن عن التعليم فى السودان والدنيا بشائر أمتحانات , فمن شابه اباؤه ما ظلم .
    1

    يعلم القاصى والدانى بالمقولة الأقتصادية الاشهر ((سياسة العرض والطلب)) .. وفى السوق العمل تعنى انه كلما كان هناك طلب من السوق للحرفة او المهنة المعينة , كلما كان لهذه الحرفة او المهنة البريق والسعى نحوها من افراد المجتمع , والعكس صحيح تماماً .
    مثلاً لننظر الى مهنتى (المحاماة) و (الطب) .. ما الذى حدث فيهما ؟ .
    كان هناك طلب عليهما بشدة فى سوق العمل , كان لهما البريق , ودخل مُحترم , ووضع اجتماعى مُميز وكانا هدف للشرائح التى تجلس للأمتحانات غير الذكية من كل عام .
    قليلاً , قليلاً , وصل سوق العمل الى حالة أشباع , ومن ثم الى حالة الافراط , ثم انفرط العقد .. أزدحام , فقدان الأخلاق المهنية , الصراع والضرب بالأكتاف وتحت الحزام .. وهم على حق (فتورتة) العمل لا تكفى لكل هذا العدد المهول , ولابد من الوسائل الغير شريفة او نظيفة للمنافسة , او حتى لمجرد البقاء .
    سقطت بالتالى هيبة (المحامى) وتحول الى شخص بائس , رث الثياب .. تحول (المحامى) السودانى الى مُجرد سمسار اراضى .. اختفى ذلك (المحامى) الضليع بالعمل , والمثقف , المُجيد للغته الانجليزية والذى يسعى لاتقان الفرنسية .
    وكذلك الحال (للطبيب) السودانى , وحاله يُغنى عن سؤاله او حتى للحديث عنه .

    2

    المنظومة التعليمية والتربوية كلها تحولت الى منظومة تلقين أجوف , وليس لمنظومة تقوم بالتحفيز على التفكير والخلق والأبتكار .
    ولهذا السبب نجد ان اوائل الشهادة السودانية ومنذ اختراعها فى السلالم التعليمية المختلفة يختفون فى ظروف غامضة , لم نجدهم فى سوق العمل علماء او باحثين يُشار لهم بالبنان فى مجالاتهم المختلفة, والسبب ببساطة هو نظام التلقين والحفظ والتسميع على ورق الاسئلة .
    حتى خريطة الكنز فى حصص الجغرافيا انتهت , وهى كانت من مُحفزات التفكير واعمال العقل بدرجة من الدرجات .. انتهى بنا الحال الى مدارس وجامعات عبارة عن علب سردين أسمنتية , تقوم بقذف الالاف كل عام الى سوق عمل غير مدروسة وغير مفهومة , تقذف بهم كائنات مشوهة , اعتادت على تقديس المقرر عليها من جهات مجهولة فى المدرسة والحياة , لا على نقده او مقارنته وتحليله .
    3

    وحيث ان البعض اعتبر ان التخطيط هو الأخ الشقيق للأشتراكية , فقد تركوا الحبل على الغارب , دون حتى كُتيب ارشادات واحد صغير يقوم بالشرح والتوضيح للحال والمآل , فلو قدموا مثل هذا الكُتيب وقالوا فيه كم هى اعداد خريجى علم النفس والاجتماع والفلسفة والزراعة الخ , الذين يجلسون فى بيوتهم منذ عشرات السنين بلا شغل او مشغلة , لهجرت الموجات الجديدة المتدفقة على الجامعات هذه التخصصات وتركت العنكبوت ينسج فيها بيوته الهندسية البديعة .
    لكنها سياسة (مشى الحال) , رزق اليوم باليوم فى هذه الرقعة الجغرافية المنكوبة .. وعلى المتضرر اللجوء للقضاء .

    شاهين شاهين
                  

03-09-2013, 06:19 PM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)



    رزق اليوم باليوم

    ده اس بلاء الشعب السوداني فى كل مستوياته وطبقاته, أنظر كيف تصدر القرارات من القصر الجمهوري
    أو فقط إتجه إلي المطبخ ولاحظ اكياس العيش الناشف, تخبط عدم تخطيط حتى ولو لأسبوع واحد فى المستقبل,
    لا ادري عزيزي أي جد لنا فيه هذه الموروثات, أو ربما كان الإنسان السوداني القديم يعيش فى جنه قطوفها دانيه,
    كلها إحتمالات وارده.

    لكن ما علينا المهم ده عيب فينا مع جمله عيوب تانيه كتيره بتفرز ظواهر عجيبه تحير اي عالم مجتمع, ولسخريه القدر
    ابتلينا بالطعن فى ظل الفيل غاضين الطرف عن أس البلاء, وما خطه يراعك عن التعليم يمكن إسقاطه علي كل شئ اخر
    صحه, دفاع, جيش, إدارة درداقات كلهم مافى اي ذره من التخطيط وحتى لو اتضررت ولجأت للقضاء برضو حتتحفك
    نظرية رزق اليوم باليوم.

    وصدقني يا عزيزي منتديات بحالها لا تكفي لحصر ووصف الحال والماَل, والأهم من ذلك كله يتلخص فى سؤال كيف الحل
    وما المخرج من هكذا مصيبه؟؟

    كن أنت التغيير الذى تود أن تراه فى الناس


    تحياتي

                  

03-10-2013, 05:57 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: Emad Eldeen Ali)

    Quote: والأهم من ذلك كله يتلخص فى سؤال كيف الحل
    وما المخرج من هكذا مصيبه؟؟


    هذا من نوعية الاسئلة التى لا يعرف اجابتها الا الله .
    تعرف يا أ/ عماد لو كان هذا السؤال فى زخم فرحى فى فوران الربيع العربى كانت الاجابة العبقرية الحمقاء ستكون
    - تغيير النظام .
    اما الان فان الانفجار الكبير قادم كان النظام الحالى موجوداً ام لا .
    ما يحدث فى (الصومال) و (سوريا) هو بروفة مسرح هواة لما سوف يحدث عندنا فى ظل وجود النظام الحالى او فى غيابه الاضطرارى .. دولة قديمة وقوية فى الشمال الجغرافى لنا تتفكك وتتجه نحو التشظى , وهو نفس مصيرنا لكن الكلفة اعلى والدم اكثر , وبالتالى فان الاجابة النموذجية على السؤال هى
    - الله غالب .
                  

03-10-2013, 07:25 PM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)



    الله غالب ويا الله تحفظنا وتحفظ بلدنا من شر الفتن.

    ابدع الأستاذ عبداللطيف البوني فى وصف ما يحدث فى غربنا الحبيب بالمركب الكميائي المعقد
    الناتج من خليط عجيب يصعب تفكيكه وإرجاعه إلي حالته الأوليه, فلا القضيه صارت جهويه
    اولاد عرب واولاد اضنين زرق ولا بين اباله ومزراعين, الفوضى والقتل يعم كل شئ, بس مين يفهم
    مين يفهم إنو السرطان من طبعو الإنتشار.

    تحياتي

                  

03-12-2013, 10:05 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: Emad Eldeen Ali)

    الانتهازى الذى احبه

    swirling-colors-cameron-nap-lee-sellers.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    هذه الشخصية حقيقية وسوف تظهر فى الكثير من الروايات التى أكتبها .. (الحاج ابراهيم القناوى) , طبعاً الاسم مُختلف , فقط اردت تقديم التحية له وانا استعد للاستقرار النهائى فى مدينة (أسوان) .. والمقتطف من رواية (المرحاض) .


    رجل الحزب الذى يعرف كيف يضع (العُقدة) فى (المنشار)
    أكلت فى بيته (دكر بط محمر) وشربت شوربة دسمة , غمست اصابعى فى (صحن) هو اقرب الى (طشت) غسيل , بداخله كمية مهولة من (الفتة بالتوم والخل) , تجشأت وشربت شاى صعيدى ثقيل , دخنت معه (الشيشة) بمعسل صُنع له خصيصاً فى (القاهرة) كما قال لى , ونمت ونحن نتحدث عن علاقته الراسخة بالحزب (الوطنى الديمقراطى) الحاكم فى (مصر) , استيقظت مع اصوات اذان المغرب , ناديت عليه فدخلت الى الغرفة زوجته (مبسوطة) بلونها الابيض الناصع , ترتدى جلباباً منزلياً شفافاً يُظهر سروالها الداخلى الرجالى الطويل ونهديها المتدليان فى بؤس , واخبرتنى انه قد خرج لبعض شؤونه الخاصة , وضعت امامى مرة آخرى طبقاً به (معلقة) كبيرة
    - دى ام على , بالسمنة البلدى وحياتك يا دكتور , مرشوش عليها فضلة خيرك زبيب وقرفة .
    - يا مبسوطة انتى قيلانى دكر بط بتزغطى فينى .
    - يا عم , الاكل ده نعمة ربنا , والناس دى شقيانة فى الدنيا عشان بس تأكل لقمة نطيفة .
    عندما استدارت لاحظت دائرة من التراب حول مؤخرتها العملاقة من أثر الجلوس على الارض
    هذا هو مخبائى السرى الثانى , مع هذه الاسرة القادمة فى الاصل من صعيد (مصر) , من مدينة (قنا) تحديداً , الحاج (ابراهيم القناوى) , نصب من نفسه عمدة على كل (البصاولة) الموجودين فى العاصمة , يحتفظ بلهجته الصعيدية ويفتخر بها
    - دى كلام اهلنا , واصلنا , وفصلنا , عاد نخجل منه كيف ؟ , امال ايه يا بويا .
    وجدته امامى ونحن منهمكين فى تأسيس الحزب الذى يقدم الحل السرى , اندهشت من لهجته , من جلبابه الصعيدى , قصير القامة , فى منتصف الستينات من عمره , راسه اصلع حتى المنتصف تماماً , شبه امى , وهو الوحيد فى اعضاء مكتبى السياسى الذى احبه
    - أيام ما كنت لسه تلميذ ضربت المدرس بتاع الحساب بطوبة فى راسه , والدم ده يا لطيف تقلش نافورة من راس المسكين , ويا فكيك ولحدى النهاردة لما اشوف مدرسة فى الشارع بجرى من الخوف .. هاهاهاهاها .. ربنا يرحم ايام الشقاوة ويرحمنا , تعرف لو كنت اتعلمت كنت اكون رئيس حزب زيك بلا فلوس بلا كلام فارغ .. هاهاهاهاها .
    له ضحكة مجلجة , تهتز معها (كرشه) الضخم , شق طريقه بنجاح فى تجارة غامضة , وعرفت بعد ان توطدت صداقتنا انه اول من قام باستيراد الاطعمة الغذائية منتهية الصلاحية الى البلاد , حدثنى عن علاقة قديمة له بـ (عصمت السادات) , فى ايام سطوة الاخير , مهدت له طريق الثراء
    - نعمل ايه يا بويا , اكل العيش مُر , اهو بديت بالصلصة , اشترى من مصر بالجملة وفى اسوان فى شقة صغيرة اغير فى التواريخ واشحن على وادى حلفا والمكسب مية المية , بعد كده الشغل احلو مع عمك عصمت السادات , وحياة ربنا كافة حاجة , جبنة , سردين , مُربة , بسكويت , اغير الديباجة واشحن على وادى حلفا , انشاء الله ما حد حوش .
    (خاتم) ضخم من الذهب الخالص فى يده اليمنى , و(سبحة) قال لى انها من البلاتين
    - على الطلاق بالتلاتة من مبسوطة السبحة دى بلاتين حر .
    - والبلاتين ده كمان شنو يا كافى البلاء ؟ .
    - ده حاجة اغلى من الدهب يا ولد العم يا بتاع الكاملين , اتفضلها متغلاش عليك , بس انتا ملكش فى الكلام بتاع ربنا .. هاهاهاهاها .
    - يعنى انتا خلاص شيخ طريقة وبتاع ربنا يا حرامى .
    - هاهاهاهاها .
    اخبرنى ان جده الكبير جاء هارباً على قدميه من اهدار دم
    - الله يكرمك الظاهر الحاج قناوى الكبير الله يخرب بيته , نام مع مرأة العمدة ولما الحكاية اتعرفت يا فكيك عـ السودان , واحنا اللى بندفع التمن فى بلدكم الزفت دى .. هاهاهاهاها .
    بيننا صراحة ووضوح , نعرف ماذا نفعل ولماذا , جاء لصفوف الحزب بتوصية خاصة من الميلياردير اليمنى المعتوه , بينهما شراكة تجارية فى مصنع للمياه المعدنية فى (اسوان) ومخزن ضخم لقطع غيار السيارات فى المنطقة الصناعية بـ (الخرطوم بحرى)
    فى بدايات أيام تعارفنا ونحن نقوم بوضع البرنامج السياسى لحزب (التنمية الاجتماعى) انحنى علي هامساً
    - يا ريس عايزين نخلص ونروح بدرى , انتا واخد المسألة بجد خالص , ما تستحقش التعب ده والله , انتا حرامى وانا حرامى والريس الكبير مصطفى غالب حرامى , والحكاية كلها تمثيلية , والنهاردة الخميس معايا قرش حشيش يستاهل خشمك , والولية الحاجة مبسوطة بتنام بدرى , وانتا عارف النسوان لما تتحرم من الحاجات دى بتولع نار فى البيت .. هاهاهاهاها .
    أستطاع الفوز بكل سهولة فى إنتخابات المجلس الوطنى عن دائرة فى جنوب الخرطوم , ثم كرر الفوز فى الدورة الثانية واصبح بالنسبة لنا تميمة الحزب البرلمانية , لم يذهب هناك الا لاداء القسم او لمناقشة موضوع ترخيص القناة الفضائية , ولم يحضر اطلاقاً اى اجتماع لهيئة المكتب السياسى للحزب
    - انا عضو برلمانى على الورق , وعضو حزب على الورق , وكلنا حرامية اولاد ستين فى سبعين .. هاهاهاهاها .
    انجب نصف دستة من البنات , كلهن مثله الخالق الناطق باستشناء الصلع , تزوجت منهن من تزوجت , والباقيات فى الانتظار
    يغمز لى بعينه
    - تعرف يا مهدى لو كان ليك فى النسوان , كنت خليتك تتجوز واحدة من بناتى .. هاهاهاهاها .
    هو يعرف اذاً ؟ , ولذلك يتركنى وحدى احياناً كثيرة فى بيت اللحم هذا , واجمل ما فينا اننا نعرف عيوب بعضنا دون رتوش او عمليات تجميل فارغة
    مررت عليهم فى طريق الخروج , وجدتهم يتحلقون حول التلفاز فى بلاهة , يُطرقعون حبات (التسالى) بين أسنانهم , وصوت المسلسل المصرى يرتفع عالياً
    - تعال احضر معانا مسلسل ليلى علوى يا دكتور واستنى الحاج ابراهيم .
    - لا شكراً عندى اجتماع مهم .
    أسرة تعشق الاكل , وكلما دخلت عليهم المحراب وجدت عندهم رزقاً يأكلون منه ويعزموننى عليه بحرارة , معهم اشعر ان الحياة سهلة وليست بالتعقيد الذى اتخيله .

    شاهين شاهين
                  

03-12-2013, 04:30 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    تقديرى على التعليق فى (الفيس بوك)
    شكراً أ/ ياسين حسن .
                  

03-12-2013, 07:16 PM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)


    يا استاذ

    طبعاً الروايه دي مزعلاني منك شديد خالص جداً جداً

    بالله عليك تمها ويا ريت لو تتم رواية أحلام حسب الرسول, ولو قاعدين اساساً تامين اسعفني بيهم فى الإيميل لو تكرمت

                  

03-13-2013, 06:19 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: Emad Eldeen Ali)

    ليمنحنى الله الصفاء النفسى والروقان المزاجى يا عمدة لمواصلة الكتابة الروائية .
    تحياتى وتقديرى .
                  

03-15-2013, 10:15 PM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)



    يصلي الناس صلاة الأستسقاء من أجل المطر

    فما حيلتنا سوى أن ندعو بصفاء البال وإنعدال المزاج لتهطل علينا اجمل الكلمات

    تحياتي

    وبالله حاول
                  

03-18-2013, 04:25 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: Emad Eldeen Ali)

    شكراً لكل هذا التشجيع يا عمدة .
    شكراً للكلمات الطيبة التى ارجو ان استحقها .
                  

03-22-2013, 12:55 PM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)




    Quote: ارجو ان استحقها



    يا عزيزي طالما إستحقينا جميل كلامك
    من حقك علينا تستحق كل جميل


    "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان"

                  

03-24-2013, 05:10 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: Emad Eldeen Ali)

    (محروس) بتاع الوطنية

    melody--black-and-white-rose-flower-macro-photograph-nadja-drieling-photography--artecco-fine-art.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    تتدفق مثل الشلال الهادر يا ( محروس ) , ما استطاعت سنوات الجبهة العجاف والطوال ان تسرب مياهك الى الاعماق الجوفية , تمضى على الدرب ساخرا من الاصدقاء الذين اعتنقوا فقه التقية مؤثرين الاحتفاظ بمخزونهم الجوفى فى انتظار ازمنة حفر الابار التى لن تأتى ونحن على قيد الحياة .
    المح ملامح وجهك النبيل ذو الملامح الصارمة عند تقاطعات الطرق , ملكى اكثر من الملوك .
    ساخراً من الهجرة والنضال من الخارج
    - قاعد فى الخرابة دى زى مسمار جحا .
    ما استطاعت قواهم الامنية ان تفت من عضدك , ولا هزت رياح الاحباط والاكتئاب التى ضربتنى شعرة من شعر راسك الزنجى الجميل .
    يُعجبنى ايها ( المسخوط ) تشبيهك للذين تقوقعوا واعتزلوا العمل العام وناموا بين احضان زوجاتهم وانشغلوا بهموم اطفالهم واشيائهم الصغيرة التـافـهـة
    - سلاحف , وقت الخطر يدخلوا راسهم فى القدح .
    1

    اضحكنى صديق مشترك عندما روى لى مقابلتكما صدفة فى واحدة من المركبات العامة اوائل تسعينيات القرن الماضى , عنما بدات انت يا ( محروس ) فى الحديث بصوتاً مرتفع عن الوضع السياسى الراهن , تصبب الصديق المشترك عرقاً وحاول تغيير الموضوع بكل الطرق المُمكنة , ولكنك تشبست بحقك الدستورى كاملاً غير منقوص فى بص ( الحاج يوسف ) بطرح البرنامج السياسى الذى تؤمن به .
    مما اضطر الصديق المشترك الى النزول فى محطة غير التى كان يقصدها وهو يسخط ويسب لليوم الذى عرفك فيه , تاركاً لك مهمة اقناع الكمسارى والسائق اللئيم والركاب المساكين بضرورة ابتداع اشكال جديدة فى النضال الشعبى لاسقاط حكومة الطغمة الفاسدة .
    2

    تذكرت قبل ايام ندوتك السياسية الشهيرة فى قلب الخرطوم 1992 , ايامها كانت انياب ليث الجبهة الاسلامية بارزة والجميع كان يعلم انها لا تبتسم , دعوتك بحسن نية الى وجبة غذاء فى واحدة من مطاعم الخرطوم الشعبية الرخيصة وغير الصحية , وبدون اى مقدمات اشتبكت انت يا ( محروس ) مع الشخص المُلتحى الجالس امامنا مُباشرةً عن ضرورة فصل الدين عن الدولة , وارتفعت حدة النقاش مع ارتفاع طبقات الصوت , وعندما رماك المُلتحى بتهمة الشيوعية وهددك بالامكنة التى وراء الشمس , لم اجد انا مناصا من التدخل فى هذا النقاش الفكرى الجاد , موضحاً للمُلتحى جزاءه الله خيرا انك يا (محروس ) لا علاقة لك من قريب او بعيد بالشيوعيين , وانما انت مُجرد مواطن صالح يناقش قضايا وطن غير صالح , لكنك يا ( محروس ) استنكرت منى هذا الموقف اليمينى المائع امام الجماهير , وتحديت جميع البوساء الموجودين فى هذا المطعم البائس ان يقدموا انموذجاً احترم احتياجات الانسان المادية مثلما فعلت منظومة الدول الاشتراكية .
    طرح الشاب الوسيم الذى يجلس فى اقصى الركن الشرقى للمطعم وهو يحتضن صحن ( الكمونية ) مفهوم القومية العربية كبديل مُناسب للخروج من الورطة , مع عرض دقيق وتفصيلى بالارقام عن انجازات ثورة تموز العراقية , مؤكداً كل نصف ثانية ان كل من تحدث العربية عربى رغم انفه .
    واشتكى صاحب الجلباب القصير الذى يجلس خلفنا من وجود ( صراصير ) فى ( البامية ) , وهذا لم يمنعه من التحذير من خطورة النظرة الى مواقع الاثارة فى اجساد الفتيات , مُحذراً انها هى سبب الشرعى والجوهرى والوحيد فى تردى الحالة الاقتصادية , ومُنبهاً فى ذات الوقت / وهو يخرج الصراصير من البامية / الى خطورة المذهب الشيعى على ثوابت المذهب السنى وسلامة تماسك الوطن .
    هاج رواد المطعم الحقير وماجوا وتحدث الجميع الى الجميع ,وتطايرت من الافواه قطع صغيرة من الخبز الممضوغ , وانتبهت فى هذه الجلبة حامية الـوطـيس الى صوت (محروس ) وهو يُطالب بعودة الجيش الى ثكناته فوراً دون تاخير واستعادة الديمقراطية المدنية .
    عندها ادركت ان ( ميمو ) قد اثقل كاهلى بعبء دفع ثمن الطعام نقوداً , وعبء هذه الندوة النهارية اعتقالاً .
    والغريب اننا خرجنا سالمين وصاحب المطعم يبشرنا من على ظهر مقعده المتهالك بقرب عودة ( ابو هاشم ) لتخليصنا من هذه الالام .
    3

    وعندما يحاصرك المحققون والاصدقاء بسؤالهم الابدى
    - اتجاهك السياسى شنو ؟ .
    تجيب اجابتك الخالدة
    - انا اسير حافياً , فقدمى اكبر من كل الاحذية المعروضة على الارصفة الفكرية .
    ما العمل ؟ عندما لا يجد اشخاص مثل ( محروس ) , صادقين ومهمومين بالشأن العام وقادرين عليه فى آن , عندما لا يجدون تنظيمات مُقنعة تحتويهم .
    ما العمل عندما تتحول الاحزاب الى جثث متحركة , غير قادرة على احتواء زخم من الافراد لديهم الرغبة فى العطاء ؟ .
    صحيح ما العمل ؟ .
    لو انتبهت , يكون اول قرار عند اى انقلاب عسكرى هو حل الاحزاب وكل النقابات , حل اى شكل من اشكال التجميع والتجمع , حتى وصل الامر الى منع المقاهى بحجة التجمع فى مرحلة من المراحل ! .
    واعتقد ان موقف انسان مثل ( محروس ) يقدم خدمة رغم اخلاصه المنقطع النظير لهذه التوجهات الشمولية .
    التواجد داخل الاحزاب واصلاحها رغم العيوب المزمنة .
    اوالاتجاه نحو اقامة كيانات جديدة .
    طريقان لا ثالث لهم .
    الانضمام الى الاحزاب السياسية وكافة مؤسسات المجتمع المدنى الفاعلة وتلك التى تحتاج الى تفعيل , او الشروع فى خلق الجديد .
    وهذا الانضمام هو الماعون الانسب الذى يتم فيه تفريغ النشاط , وبالتأكيد فان من السهولة بمكان السب واللعن والاستهزاء بكافة التيارات السياسية قديمها وجديدها , ولكن الى اين سيقودنا هذا ؟ , سيقودنا بلا شك الى التشرذم , الا جدوى , العبثية , والتقوقع .
    فهل تحتاج الشموليات الى خدمة اكثر من هذا ؟
    مُحاولات ( محروس ) الفردية ستظل فردية , وتباشير الاصرار على الجمعى ستظل موجودة وواحدة من اهم ملامحها ما تفعله طلائع الحداثة فى صفوف القوى القديمة من المناداة التى لا تنقطع بهيكلة احزابها بشكل ديمقراطى .
    تأبى الرماح اذا اجتمعنا تكسرا
    واذا افترقنا تكسرت احادا

    شاهين شاهين
                  

03-25-2013, 10:16 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    هل نحن احسن شعب فى الدنيا ؟

    blacksudan20andsudan20whitesudan20art1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    قال صديقى الذى فى المملكة العربية السعودية , ان الفنان السودانى اخذ يبكى وهو يُردد
    - وطنى .. وطنى
    وطن الجدود نفديك بالارواح نجود .
    وبعد انتهاء الفاصل , باغت الصديق , الفنان المتشبع وطنية بسؤال مباغت
    - لو بتحب السودان بالشكل ده ارجع .. المقعدك شنو فى السعودية ؟
    اخرج الفنان الوطنى منديلاً فرنسياً فاخراً من جيب جلبابه السعودى الانيق وهو يقول
    - يا ولدى البكاء فى السعودية ارحم من الرجعة للسودان .
    1

    سبحان الله قلب المؤمن دليله
    عندما اتصل بى ( عبدالرحيم ) فعلت الاعاجيب للزوغان
    - يا شاهين لازم تكون موجود فى الليلة الشعرية .
    - يا عبدالرحيم انا عيان والله العظيم عندى ملاريا.
    - ما فى اى طريقة بديك حق التاكسى .
    يوم واخر ويتصل
    - الو .. يا شاهين بعد بكرة انشاء الله .
    - عبدالرحيم ياخى , بصراحة ندوتك الشعرية دى اسمها ( غنيوة فى حب الوطن ) وانا قصة وطن ووطنية واغانى للوطن بتعمل لى حساسية فى الجيوب الانفية.
    - لا , لا , عيب كده وعيب عليك .. الوطن ده غالى يا ابو الشباب . حـ تكون موجود يعنى حـ تكون موجود.
    وذهبت يوم الخميس مثل الجمل يتجه نحو الذبح فى سلخانة . وحدث ما توقعت . قلت لكم مراراً قلب المؤمن دليله لكنكم لم تسمعوا هذا العبث , ففاضت الاشعار الوطنية .
    2

    وكما توقعت كمية من الشعراء صغار السن يدخنون بشراهة مفرطة بينما توسطت القاعة خريطة كبيرة للسودان ذكرتنى بحصص الجغرافيا الكئيبة . افتتح صديقى وصاحب الدعوة (عبدالرحيم) السفاح هذه المجزرة بقصيدته الشهيرة (كلنا بنحب السودان) , ورغم ان القصيدة تؤكد ان كل من يحمل جواز السفر السودانى هو بالضرورة عاشق اصيل للتراب الوطنى وللتربة الخصبة , الا اننى مراراً وتكراراً طلبت من ( عبده ) تاجيل هذه التحفة الفنية لحين اجراء استفتاء بواسطة لجنة دولية محايدة , يؤكد لنا ان 100% من السودانيين يحبون بلدهم .
    تتابع صعود وهبوط الشعراء من على المنصة , وكانت الطامة الكبرى قصيدة ( نحن احسن ناس ) , كان الشاعر مُتشنج وعصبى للغاية , وهو كما عرفت مهندس ميكانيكى لم يجد وظيفة فى مجال تخصصه ففتح دكان بقالة , وتزوجت حبيبته منذ المرحلة الابتدائية من صديق عمره المغترب , ومع ذلك مازال يقول (نحنا احسن ناس ) ! .
    تامل معى هذه السادية والعـنطـزة العرقية والاستعلاء الشعوبى القبيح
    - نحنا احسن ناس
    ايوه فى السودان نحنا اعظم ناس
    هما ايه من غيرنا ؟ .
    يقصد شعوب العالم الاخرى , تخيل يا قارىء يا مؤمن وموحد بالله , ويا قارىء يا ملحد / ان وُجد / , ان الشعب الامريكى والشعب الفرنسى وشعوب النمور الاسيوية هما ايه من غيرنا ! , قلت لكم من البداية اننى كنت اريد الزوغان لولا ( عبدالرحيم ) ابن الـ .. الحلال .
    اخذ المهندس يصيح :
    - عايزين الشجاعة تعالوا
    عايزين الكرم هاكم
    عايزين الثبات نحنا.
    والمسكين لم يعرف انهم يُريدون الثروات الطبيعية والسوق المحلى والممر الاستراتيجى فى (البحر الاحمر) , وليذهب هو وشجاعته ودكان بقالته الى الجحيم .
    وصلت ذروة القصيدة عندما قال الشاعر لا فض الله فوه
    - ذرة تراب من الوطن
    بتساوى مليون الف دولارات سجم .
    ووسط لهيب تصفيق الحضور الكريم , هبت عاصفة ترابية خفيفة , انحنيت على ( عبدالرحيم ) السفاح وهمست له
    - نحن اغنياء , ملايين الدولارات سابحة فى الهواء .
    ولكن (عبده) كان هائماً فى وجد وطنى صوفى ذكرنى بذلك الدرويش الذى كتب للملكة البريطانية ,,ان اسلمتى امنتى شرنا وزوجناك الامير يونس ود الدكيم,, .
    فلا الملكة اسلمت ! , ولا ذاق ( ود الدكيم ) حلاوة اللحم الانجليزى الفاخر ! .
    3

    هل تتذكرون اغنية الدفاع الشعبى الشهيرة
    - امريكا روسيا قد دنا عذابها .. عليا ان لاقيتها ضرابها .
    يعنى اختار الشاعر هنا اعظم قوتين نوويتين فى العلم لضربهما بواسطة جيش ارهقته الحروب الاهلية , وبواسطة شعب لا يستطيع حتى ان يمشى من سوء التغذية .
    هل تحفظون اغانى الحماسة العبيطة عن السودانى البيأكل النار , الفارس الدكر اخو البنات ؟ .
    هل سمعتم خزعبلات السودانيين فى ونسات طق الحنك الفارغة , عن المصرى الخواف , والسعودى الابله الساذج , وعن النساء الخليجيات الائى لا يتكيفن /هكذا !مع الاعتذار الشديد للقارىء/ لا يتكيفن فى السرير الا من السودانى صاحب الطاقة الجنسية والتى لا نظير لها بالطبع من المحيط الهادر الى الخليج الثائر .
    مسكين هذا الشعب المسكين .
    مسكين هذا الشعب المهزوم , تشرد فى اصقاع الارض , وذاق الذل ونظرة الاحتقار , فكانت هذه السخافات التى تسمى ( شعر وطنى ) تقدم البنج اللازم للتخدير حتى لا يحدث الانهيار النفسى المريع , ويتم عزف مقطوعة كله تمام , وانتم شعب عظيم .
    وعلينا ان نسال , فى شنو ؟ .. فى ماذا ؟ .. عظماء فى اى مجال ؟ هل فى كرة القدم ؟ وابن ابن ابنى لن يحلم بوصول السودان الى كاس العالم , هل قدمنا للبشرية اى مساهمة فى الفلك والكيمياء والفيزياء النووية والطب ( بخلاف الطب النبوى طبعا ) . هل هناك فيلم سودانى يُنافس على الاوسكار /بل هل هناك صناعة افلام سودانية على المستوى الكمى والنوعى من الاساس ؟/ .. وهل , وهل , وهل ؟ .
    معايير التقدم هى مستوى دخل الفرد ومتوسط الاعمار ومستوى الخدمة التعليمية والصحية وحقوق الانسان والمراة الخ الخ . اى نحن من كل ذلك ؟
    يا اصحاب مدرسة السودانى البياكل النار والله العظيم لولا مُعونات القمح الامريكى لمتنا من الجوع . ولولا الحضارة الغربية الانسانية العظيمة لكنا حتى الان نركب (الحمار) كوسيلة مواصلات عصرية .
    4

    عندما يُصبح الشعر زيف ومخدر , عندها فقط يُصبح الشعر افيون الشعوب .
    نحن مثل شعوب ذيل العالم لا اكثر ولا اقل , نحن مثلنا مثل شعوب (بورما) , و(بنجلاديش) , و(شاد) , و(الصومال) , و(المكسيك) .. شعوب فقيرة , جائعة , خائفة , خانعة , مقموعة , مضطهدة , تحكمها وتتحكم فيها نخب عسكرية ومدنية عميلة , تابعة , فاسدة , مفسدة , شريرة .
    وليس هناك ما يدعو اطلاقا للفخر بل ان هناك الكثير والكثير جداً الذى يدعو للخجل .
    5

    - تخيل كيف يكون الحال لو ما كنتا سودانى ؟ .
    ارجوك اغمض عيناك وتخيل .
    6

    هاتفنى ( عبدالرحيم ) بعد اسبوع من كارثة مُفاعل ( غنيوة فى حب الوطن )
    - يا شاهين الاسبوع الجاى ندوة شعرية عن الحب والمرأة .
    هذه المرة صرخت فيه
    - حب شنو ؟ ونسوان شنو ؟ يا متمرد .. الوطن بيمر بمنعطف حساس , انا اليومين ديل قاعد اكتب فى شعر وطنى .
    وشتمنى ( عبده ) شتائم غير صالحة للنشر .

    شاهين شاهين
                  

03-25-2013, 11:31 AM

راشد فضل

تاريخ التسجيل: 05-18-2009
مجموع المشاركات: 363

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    يا شاهين كنت راح تديعي عمرك مع بدر الدين

    ياخ الواحد يجي لا انتو لا المكتية ولا حتى المركز زاتو

    سلام كثير واعجاب وتقدير
                  

03-25-2013, 08:07 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: راشد فضل)

    تحياتى أ/ رشد فضل .
                  

03-26-2013, 05:54 PM

فرحات عباس
<aفرحات عباس
تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 502

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    الحبيب شاهين ... أين أنت ؟ لا تقطعنا ..
                  

03-26-2013, 08:17 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: فرحات عباس)

    الى (أ . ع)
    لما الباب امبارح دقا

    china_104-1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    بين كباية قهوة ... وصرخة شافع بال على نفسه , لباسه اتبلبل
    اتذكرتك
    والكمسارى بيهرش فينى عشان الباقى
    اتذكرتك
    لما النور فى الحلة بيقطع
    والكتاحة تغبر بيتنا
    اتذكرتك
    صوت الموية فى الحنفية .. زى صوت حسك
    كنتا بخت السفة صغيرة دون ما تلاحظى
    وانتى بتكرهى ريحة خشمى لما اسِف
    يعنى خلاص هاجرتى بعدتى فى امريكا !
    ياأأأأه
    كنتى بتكرهى فى الضهرية نمشى كتير
    تزعلى مرة , مرة بتصرخى , مرة تصهينى .. وانا بستهبل واضغط نهدك دون ما اقصد
    - طبعاً قاصد يا مستهبل .
    حوش جيرنا الفاضى , فيهو حضنتك
    لما بنوهو
    اتذكرتك
    يوم خمسنا سيجارة بينسون
    طول اليوم قعدتى تكحى
    هل تتذكرى ؟
    انا بتذكر
    كنتى قصيرة .. لمن احضن راسك كان بيكون فى بطنى
    هل ما زلتى لسه بعيوة ؟
    ولا طولتى ؟
    انا قصرنى الوجع الغالب
    هل تتصورى بت يا روعة ؟
    رغم قطار العمر الاوغل
    لسه بمارس قلة ادبى
    وبعد سنين الغيبة الطالت
    هل تتخيلى ؟
    لما الباب امبارح دقا
    اتوقعتك .

    شاهين شاهين
                  

03-26-2013, 08:45 PM

عبداللطيف شريف على
<aعبداللطيف شريف على
تاريخ التسجيل: 03-10-2013
مجموع المشاركات: 1197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    Quote: سماء صافية زرقاء , وشمس حارقة فى رحلة سرمدية .. بلد بدون حديقة حيوان وجسد شابة بديعة انهزمت فى معركة خاسرة بالسرطان ترقد الان فى مقابر (حمد النيل) منذ سنوات .. و (نعام) لن يطير ابداً , وانا ما زلت على قيد الحياة ! .. يا فرحتى .


    شاهين شاهين

    ايها الحزين وسط خرطوم لا يرحم سيدها ..

    اقدر حزنك الجميل الاصيل ...

    لها الرحمة صفية التى ارادت ان تمنح النعام الحرية .

    كما احزننى ضياع مكان الذكريات وفيل معجب .



    خالدة هى صفيتك فيراعك ابداع الوصف والجمال .


    وعجزت انا عن تمنطق الحروف فى حضرتك ...








    دام مدادك ..

    وصح بنانك يااا عزيز .
                  

03-27-2013, 04:08 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: عبداللطيف شريف على)

    تحياتى وتقدبرى مع الشكر
    أ/ فرحات عباس .
    أ/ عبداللطيف شريف .
                  

03-28-2013, 08:58 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    من تعليقات (الفيس بوك)
    محمد احمد البرنس
    زميل المرحلة الابتدائية والثانوى العام والكلاكلة البائسة , ثم مرحلة جمهورية مصر
    عندما كانت للصداقات طعم ولون ورائحة
    تفرقت بنا دروب الجغرافيا المكانية , وربما لن نلتقى مرة آخرى فـ الباقى من العمر قليل , لكن المودة قائمة .
                  

03-31-2013, 04:56 AM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    Quote: اتوقعتك .
    ..........
                  

03-31-2013, 06:46 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: Emad Eldeen Ali)

    هذا الكلام , كلام غير مفهوم !

    826.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    ملعونة هذى الصحية مع صوت الاذان
    الصيحة طالعة كما الفحيح
    المُلك لله .. الرزق اصلاً شحيح
    معقولة وشك زى قفاك ؟
    مقلوبة
    بـ الهوبة .. انعدلتا على الصراط المستقيم
    يا تقول عديل
    او تنخرس
    هل انتا يا دكر البنات
    وقت الهبوب ما بتنكسر ؟
    شن مرقتك والناس نيام ؟
    لـ مرقدك اعمل تمام
    هذا زمانك يا مهازل
    هذا زمان الانبطاح
    فـ أترك نطاح الحيطة , يفتكروك عوير
    لا فيك رِيالة .. لا سمعنا منك صوت ظُراط
    فك تكة السروال
    وتكتك
    فـ القوانين فى التكية , برضو مُحتاجة لذكاء
    داقش , تجد .. ولكل مُحتهدِ مصيبة .. او نصيب .. او وقعة فى البير الغريق
    تمبل السلطان , ومخصى القصر , المحظية , والـقـوادة ام سِنة دهب
    ديل اصدقاء
    فـ اترك سلاحك عند باب القصر .. واربط حصانك , فى خشم باب العدو
    ثم انصرف .. بعد الصلاة
    هذا زمان الاصدقاء
    كن مطمئن
    اوعك تئن
    اصطحب مرأتك , ومرضك , والعيال
    نحو الهلاك
    بعد التجشأ , والتمخط , والتبرز , والتسوك , والسعال
    والبسملة
    يبقى السؤال
    يا لاوى بوزك مشمئز او مُنقهر
    هل انتا يا دكر البنات
    وقت الهبوب ما بتنكسر ؟

    شاهين شاهين
                  

03-31-2013, 05:38 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التى لا أحبها . (Re: shaheen shaheen)

    شكراً لقلادات الياسمين على عنقى عمادالدين على .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de