|
اتفاق كمبالا: 30% لمشاركة النساءـ، و التزام بقضايا و حقوق النساء
|
يمثل اتفاق الجبهة الثورية و قوى الاجماع الوطنى و بعض منظمات و حركات المجتمع المدنى فى كمبالا يوم 5 يناير، خطوة هامة للأمام فى العمل السياسي المعارض، أتمنى أن تحدث نقلة نوعية فى العمل السياسى المعارض، و ان تعزز من مشاركة قطاعات هامة من المواطنين/ات داخل و خارج السودان فى العمل السياسى المعارض.
من القراءة الأولية لاحظت (تماما كما كتب عبد المنعم ابراهيم الحاج فى خيط اخر)، أن البيان يبدو و كأنه نسخة جديدة أو معدلة من بيان مؤتمر القضايا المصيرية الذى انعقد بأسمرا فى يونيو 1995. و يتفوق الاتفاق الحالى على بيان أسمرا فى الموقف من حقوق المرأة و مشاركتها و من قضايا النوع (و هو ما سأركز عليه هنا، رغم ان الاتفاق فيه جوانب كثيرة تستحق الاضاءة و التحليل النقدى -- سلبا أو ايجابا).
خلافا لبيان أسمرا، فان ميثاق كمبالا قد التزم بالمواثيق الدولية (بال>ات الخاصة بالنساء و الأقليات)، بدون تحفظات، و لحد كبير نجح فى ادراج قضايا المرأة و النوع فى غالبية فقراته فقد أفرد فقرة خاصة بالمرأة، التزمت فيها القوى الموقعة على الميثاق ب:
"- تمكين النساء سياسيا وإقتصاديا فى كافة مجالات الحياة و إلغاء كافة القوانيين المقيدة لحرية المرأة و على رأسها قانونى النظام العام{{{{يجب اضافة القانون الجنائى هنا}}}} بما يحقق كرامة المرأة ويدعم دورها فى الحياة مع ضمان مساواة النساء بالرجال فى الكرامة الانسانية والحقوق ، - سن قوانين لحماية النساء من التحرش والاستهداف وتكوين آليات مراقبة لتنفيذ ذلك - محاربة العادات والتقاليد الضارة التى تحط من قدر النساء"
و فى مجال الحقوق الأساسية و الحريات التزم بالاتى:
"- كل المبادىء والمعايير المعنية بحقوق الإنسان والمتضمنة في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والعهود الدولية والإقليمية التي صدق ويصادق عليهاالسودان تشكل جزءاً لا يتجزأ من الدستور الانتقالى وأي قانون أو مرسوم أو قرار يصدر مخالفاً لذلك يعتبر باطلاً وغير دستوري . - يكفل القانون المساواة الكاملة بين المواطنين تأسيساً على حق المواطنة وإحترام المعتقدات الدينية والتقاليد والأعراف وعدم التمييز بين المواطنين بسبب الدين أو العرق أو الجنس او الثقافة او الإنتماء الجغرافى او السياسى ويبطل أي قانون يصدر مخالفاً لذلك ويعتبر غير دستوري. - تعترف الدولة وتحترم تعدد الأديان و المعتقدات والاعراف وتلزم نفسها بالعمل على تحقيق التعايش و التفاعل السلمي والمساواة والتسامح بين معتنقي الأديان و المعتقدات وتسمح بحرية الدعوة السلمية للأديان وتمنع الإكراه وإثارة النعرات الدينية و الكراهية العنصرية في البلاد . - تلتزم الدولة بصيانة كرامة المرأه السودانية وتؤكد على دورها الإيجابي في الحركة الوطنية السودانية ، وتعترف بكل الحقوق والواجبات الواردة في المواثيق و العهود الإقليمية والدولية التي صدق ويصادق عليها السودان في هذا المضمار. - تؤسس البرامج الإعلامية والتعليمية على الإحترام والإلتزام بقيم ومبادىء شعبنا و حقوق الإنسان الإقليمية والدولية. - يتضمن الدستور الدائم الحريات المدنيه والسياسية والحقوق الإقتصادية والثقافية والإجتماعية كما وردت في المواثيق و المعاهدات الاقليمية والدولية على أن تعلو أحكام ومبادىء تلك المواثيق على أحكام القوانين والتشريعات الوطنية التي تتعارض معها."
بالاضافة لذلك، فان البيان أفرد نسبة 30% للمشاركة النسائية فى المجلس التشريعى و مجلس الوزراء الانتقاليين، و التزم بالتمييز الايجابى لسد الفجوات (بما فى >لك "الفجوات الجندرية" -- و من المهم أن تبدأ القوى الموقعة على الميثاق بتطبيق هذا فى هياكلها التنظيمية، و فى أى شكل تنظيمى ينتج عن هذا الاتفاق.
و الأهم ان البيان حدد النوع الاجتماعى و حقوق و قضايا النساء كواحدة من 17 قضية أساسية سيناقشها المؤتمر الدستورى!
و أخيرا، فبالمقارنة ببيان أسمرا، و بتجربة التجمع الوطنى الديمقراطى، فان بيان كمبالا أيضا يعد خطوة للأمام فيما يخص الاعتراف بأهمية مشاركة قوى المجتمع المدنى كشركاء اصيلين فى سيرورة التغيير -- و الحقيقة أن هذه القوى لم يعد من الممكن تجاوزها فى هذه المرحلة.
و لكن يلاحظ غياب النقابات و بعض تنظيمات الهامش (خاصة مؤتمر البجا) عن ه>ا اللقاء.
بالنظر لتركيبة و برامج القوى الموقعة على الميثاق، فبالتأكيد ان الوصول لهذا الاتفاق لم يكن سهلا، و انه تطلب الكثير من الجهد و الوقت و التنازلات، و ذلك انعكس فى بعض جوانب الاتفاق التى تحتاج قليلا من التعديل. و بالنظر لتركيبة القوى الموقعة على الاتفاق، فان تنفيذه لن يكون سهلا، و لكن بالتأكيد لن يكون مستحيلا اذا توفرت الارادة السياسية و الالتزام من جميع الأطراف.
اتمنى ان يشكل هذا الاتفاق نقطة تحول حقيقية فى العمل المعارض (تماما كما حدث بعد مؤتمر القضايا المصيرية)، و ان تعمل القوى السياسية (كما كتب اخرون/ات هنا) على الاستفادة من تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى، بما فى ذلك السلبيات التى صاحبت تلك التجربة.
و الى الأمام و النضال مستمر
ندى مصطفى
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اتفاق كمبالا: 30% لمشاركة النساءـ، و التزام بقضايا و حقوق النساء (Re: nada ali)
|
سلامات د. ندى
نعم من أهم منجزات هذا الميثاق هو التقدم الملحوظ في قضية المرأة والإعتراف بحقوقها المستلبة تاريخيا والتي برزت في مقررات اسمرا كدرجة من التمييز ونشهد لكم نضالكن وكفاحكمن المستمر حول تثبيت ذلك الحق رغم الإلتواء والتهميش المتعمد الذي أبعد تلك القضية وتركها رهن قيام المؤتمر الخاص بالمراة ، وهي كانت كلمة حق أريد بها باطل وهي إبعاد المراة من إسهامها الباشر في الاطر التشريعية والتنفيدية داخل التجمع. الميثاق به ثقوب دقيقة قابلة للإنفتاح مستقبلا تلتهم كل النقاط المضيئة والاساسية ( كما تفعله الثقوب السوداء للمادة) فإذا لم تعالج هذه الثقوب سيكون الميثاق بلا فاعلية وستفتح طاقة الإجتهادات التي في مجملها تناقض روح الميثاق نفسه.. لك التحية وأشير ايضا للقوى الغير موقعة على هذا الميثاق . كما ذكرت أنت مؤتمر البجا وبعض قوى الهامش والحركات والإتحادات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتفاق كمبالا: 30% لمشاركة النساءـ، و التزام بقضايا و حقوق النساء (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)
|
الأخ العزيز عبد المنعم،
كتبت
"الميثاق به ثقوب دقيقة قابلة للإنفتاح مستقبلا تلتهم كل النقاط المضيئة والاساسية ( كما تفعله الثقوب السوداء للمادة) فإذا لم تعالج هذه الثقوب سيكون الميثاق بلا فاعلية وستفتح طاقة الإجتهادات التي في مجملها تناقض روح الميثاق نفسه.. لك التحية وأشير ايضا للقوى الغير موقعة على هذا الميثاق . كما ذكرت أنت مؤتمر البجا وبعض قوى الهامش والحركات والإتحادات."
و يبقى التفكير فى كيفية التعاطى مع ما أسميته بالثقوب الدقيقة، فكما يقول الاكليشيه، الشيطان دائما يكمن فى التفاصيل.
مع التحية و التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتفاق كمبالا: 30% لمشاركة النساءـ، و التزام بقضايا و حقوق النساء (Re: nada ali)
|
سلام يا ندي.. وكأننا نعيد معيشة أيام مضت قبل عشرة اعوام أو أكثر..
وأقصد مؤتمر مصوع..
ثم مؤتمر منظمات المجتمع المدني عن المرأة باسمرا (المشروع المدني) والذي شاركت فيه كل القوي السياسية بما فيها ممثلة الجبهة الإسلامية وشارك فيها ايضا مؤتمر البجا لأول مرة ببمثلته من داخل الاراضي المحررة.. ذلك المؤتمر الجامع بكمبالا والذي وقفت ضده وللاسف بعض من النساء القياديات الشمالية من بعض التنظيمات السياسية أثناء الإجتماع مع الدكتور قرنق بمدينة اسمرا.. ثم تكاسل التجمع الوطني عن عمد عن تنظيم المؤتمر الخاص بالمرأة ..
نتابع مع التحيات..
.......... ..........
انتظر معك العرض عن حقوق المرأة كما تمت في الميثاق..وبالنسبة لي أكتر ما أود أن اري كيفية التعامل مع قانون الأحوال الشخصية وهو المحك الحقيقي هنا.. إذ أنه في رأيي أن اغلب القوانين الأخري ضعفها يكمن في بعض الجوانب لسد التفرقة ثم في التطبيق أكثر..
التحية للمرأة السودانية في كل بقاع الوطن والعالم...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتفاق كمبالا: 30% لمشاركة النساءـ، و التزام بقضايا و حقوق النساء (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)
|
الدكتورة الصديقة ندى.. لك ألف تحية وسلام وأنت تلقين الضوء على نقاط هامة وأساسية.. نعم .. شكل الميثاق خطوة الى الامام فى قضايا المرأة ومشاركتها كعنصر أصيل فى الاتفاق، ولكن تعلمين تماماً بتعقيدات المكونات النسائية خاصة بما عانته فى ظل التهميش المتعمد خلال ثلاثة وعشرون عاماً من النظام والمعارضة على حد سواء.. لذا من المهم إعطاء كيفية تمثيل النساء أولوية فى التفاصيل لضمان النجاح فى مرحلة التنفيذ، وعدم إعادة إنتاج أزمة التمثيل التى تكررت مع سبق الاصرار والترصد فى فترة التجمع الوطنى باستثمار الخلافات التى كانت موجودة وسط المجموعات النسائية.. بمتابعتى لواقع الحركة النسائية السودانية فى الداخل لا أذيعك سراً يا صديقتى ان قلت لك إنها تحتاج للمزيد من العمل وسط المجموعات النسائية لتقريب المسافات، هذا فى حالة التفكير فى وحدة الحركة النسائية فى هذه المرحلة.. فى إعتقادى لضمان نجاح تمثيل النساء وتجاوز ما يمكن أن ينشأ من إختلافات قد لا تفسد للود قضية ولكن ربما تعطل من سرعة إدماج النساء فى المرحلة المقبلة بالشكل المطلوب.. يمكن اللجوء الى طريق أخر وذلك بفرض النسبة المتفق عليها فى الميثاق والخاصة بتمثيل النساء على المكونات السياسية من الاحزاب والتنظيمات الموقعة على الميثاق وبالتالى تجاوز (مسمار جحا) أى عدم وحدة الحركة النسوية التى إتخذها التجمع الوطنى مبرراً لاقصاء النساء.. عزيزتى ندى.. ربما الحديث عن تمثيل المرأة يحتاج للمزيد من التفاكر مع المجموعات المختلفة لتقريب وجهات النظر مع الوضع فى الاعتبار التنسيق والاتصال المباشر مع الجميع لضمان وحدة الصف النسوى.. وكما قال لك الصديق عبد المنعم، ما زلنا نذكر مجهوداتك الكبيرة وإهتمامك فى محاولات تغيير المادة (5) من مقررات أسمرا، ونرجو الا يعيد التاريخ نفسه.. لك فائق التقدير والاحترام ومعاً نحو دعم النساء ومشاركتهن الفاعلة فى تفعيل الفجر الجديد وتنزيله على أرض الواقع.. والتحية موصولة للرفيق عبد المنعم ابراهيم الحاج ولكما احترامى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتفاق كمبالا: 30% لمشاركة النساءـ، و التزام بقضايا و حقوق النساء (Re: إحسان عبد العزيز)
|
Quote: و لكن يلاحظ غياب النقابات و بعض تنظيمات الهامش (خاصة مؤتمر البجا) عن ه>ا اللقاء. |
نقطتين هامتين أخرتين تعرض لهما البوست.. فيما يختص بمؤتمر البجا حسب وجهة نظرى الشخصية ولمتابعتى لجزء مما دار فى مرحلة سابقة.. الانشقاقات التى لازمت مؤتمر البجا وجعلت منه جزء فى الحكومة وأجزاء أخرى فى المعارضة ربما كانت السبب فى تأخره عن هذا الركب، ولكن من المهم أن يكون مؤتمر البجا جزء من هذا العمل الكبير، ونتمنى أن تحسم الشخصيات المشاركة الان فى الحكومة موقفها بما لها من تاريخ نضالى وجماهير واسعة فى كل السودان وليست البجا فحسب، وأن تنضم الى هذا التوجه الشعبى الذى سيقود البلاد الى التغيير واسقاط النظام .. أما النقابات يا عزيزتى ندى وبكل المرارة أقول لك، مشاركتها إن جاءت فى ظل ظروف تفككها هذه ستكون حبراً على ورق، ساهم التجمع الوطنى بقدر كبير مثله مثل النظام فى إضعاف الحركة النقابية مثل ما فعل تماماً بالنساء.. نحتاج لنهضة الحركة النقابية أولاً حتى تتمكن من لعب دور حقيقى فى المرحلة القادمة، أقول ذلك بكل المرارة ولكن يجب الآ ندفن رؤسنا فى الرمال كما حدث فى تجربة التجمع الوطنى وما فعل بمقررات أسمرا.. لقد إحتوى كتابى (نساء فى مرمى البندقية ) على فصل كامل عن وضع النقابات فى التجمع الوطنى تحت عنوان (النقابات.. فارس خارج الحلبة)، وبالمناسبة سيصدر الكتاب بمعرض القاهرة الدولى إن شاء الله فى نهاية يناير الجارى.. لك التحية دكتورة ندى وخالص الاشواق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتفاق كمبالا: 30% لمشاركة النساءـ، و التزام بقضايا و حقوق النساء (Re: إحسان عبد العزيز)
|
العزيزة منى، سلامات، و ارجو ان تكونى قد تماثلت للشفاء الان،
اثرت نقاط هامة فيما يخص الموقف من حقوق المرأة فى مؤتمر مصوع، و المؤتمر الذى كان يجب ان يناقش القضايا النسوية، و المؤتمرات التى جمعت مختلف االالوان السياسية و ممثلى/ات منظمات المجتمع المدنى و التى شملت مشاركة افراد من مختلف أنحاء السودان. هذه فترة هامة يجب الاستفادة من جوانبها الايجابية و السلبية (و بعضها تتناوله الاخت احسان فى كتابهانساء فى فوهة البندقية).
فيما يخص قانون الأحوال الشخصية، فى تقديرى ان الالتزام بالمواثيق الدولية بدون تحفظات، بما فى >لك المواثيق الخاصة بحقوق المرأة ا>ا تم تطبيقهاعند مراجعة أو تعديل أو سن القوانين المختلفة (بما فى ذلك قوانين الأحوال الشخصية)، فان قانون الأحوال الشخصية حينها لن يكرس للتمييز ضد المرأة (الا اذا تم ادراج مرجعيات أخرى مثل الشريعة أو "القوانين" العرفية). له>ا فمن المهم النظر للميثاق كاطار لبرامج مفصلة (بتشديد الصاد) يتم تطويرهاو خلق Consensusحولها. و هذا ينطبق على جوانب الاتفاق الأخرى (و كلها تهم النساء).
ندى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتفاق كمبالا: 30% لمشاركة النساءـ، و التزام بقضايا و حقوق النساء (Re: محمد الأمين موسى)
|
سلامات د. ندى فعلا إتفاق كمبالا نقلة نوعية كبيرة فى مجمل تطور النضال ضد نظام الإنقاذ الفاشى , وطبعا أى إتفاق بين القوى المعارضة مهما كانت نواقصه خطوة للأمام . وثيقة الفجر الجديد وثقل القوى المعارضة الموقعة عليها - مسلحة وسلمية - مع وضوح الهدف الذى اتفقت عليه ( إسقاط النظام ) وبناء دولة جديدة تمثل فرصة ممتازة لحوار جاد ومؤسس وموضوعى ليشمل الإتفاق كل السودانيين/ت وصولا للحظة الحاسمة للتغيير . حول مشاركة النساء والإلتزام بقضايا وحقوق المرأة الوارد فى الوثيقة ومع التامين عليه لابد من وحدة حقيقة لكل تنظيمات النساء ووجودهن الفعلى فى القيادة وأن تكون نسبة مشاركتهن قابلة للزيادة بما يناسب دورهن الكبير فى النضال ضد مشروع الإنقاذ الدكتاتورى ودورهن المرتقب من أجل التغيير نحو الديمقراطية وبناء الوطن على أسس جديدة . تحياتى وكل الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتفاق كمبالا: 30% لمشاركة النساءـ، و التزام بقضايا و حقوق النساء (Re: nada ali)
|
Quote: و يبقى التفكير فى كيفية التعاطى مع ما أسميته بالثقوب الدقيقة، فكما يقول الاكليشيه، الشيطان دائما يكمن فى التفاصيل.
مع التحية و التقدير |
العزيزة د. ندى
لك التقدير والتحية.
الثقب الأكبر هو توقيع المؤتمر الشعبي بمباركة الترابي لهذه الوثيقة. رغم كنت عايز أناقش هذه المسألة في بوست آخر لكن وجدت مشاركتي بها هنا فائدتها أكبر ، لأني أستهدف مجموعة محددة من توصيل بعض النقاط التي تهم مستقبل مشروع السودان الجديد . وعلى وجه الخصوص العركة الشعبية صاحبة تأسيس لهذا المفهوم أو على الأدق صاحبة الأداة التنفيذية لهذا المشروع مع قوى أخرى حليفة في الفكرة ذات نفسها فهذا المشروع المعني بالسودان الجديد سيستقطب حركات كثيرة وأحزاب بعد أن تستنفد الشعارات الآنية المرفوعة بأسم التجديد.
مسألة توقيع وتصادق الترابي للمشروع خطورتها تكمن في الآتي :
1- إحجام قوى استراتيجة من التوقيع على هذه الوثيقة مع العلم بأنها قوى أساسية وجوهرية في إحداث أي عملية للتغيير القادم. والأمثلة كثيرة وقد ذكرنا بعضها في المداخلة السابقة.
2- الخروج من مأزقية الملاحقة المستقبلية وإحراج هذه الجبهة في تعاطيها مع هذه الملاحقة. مثال لذلك نفترض أن حكومة جنوب السودان فتحت ملف الإبادة الجماعية وبدأت في ملاحقة مجرمي تلك الحرب منذ إندلاعها في منتصف الخمسينات وحتى تأريخ إستقلال دولة الجنوب. والترابي هو الأوفر حظاً كمسؤول سياسي ومنظر ومجند لحرب مقدسة ضد الجنوبيين. أو نفترض حكومة جنوب السودان غضت الطرف وهو بالمناسبة تخاذل كبير من تلك الحكومة لان اولياتها المفترضة أن تسكت صراخات الأطفال والنساء الذين تمت إبادتهم في قراهم الآمنة دون وجه حق سوى أنهم كجنوبيين بالضرورة متمردين أو سينتجون شبابا متمردا . ونفترض ان منظمات حقوقية جنوبية بدأت في البحث والتقصي وجمع الشهود والادلة والتي بعضها موثق في إرشيف الأمم المتحدة ومجلس الامن . وصدر توقيف أو طلب المثول أمام محكمة الجنايات الدولية للترابي شخصيا ! ما هو موقف الجبهة من ذلك وأين ستدخل نفسها ساعتئذٍ؟
3- التاسيس لمرحلة جديدة تدور في نفس الدائرة التأريخية من تطور الحركة الإسلامية وتفريغ قدر كبير من منتسبي المؤتمر الوطني الحالي بكل جرائمهم ، لتتم عملية الغسل (كغسل الأموال تماما) ليكونوا جماهيرا جديدة كأن لم يحدث شئ ، ومستفيدين من رأس المالي المادي ورأس المال الرمزي الذي تكون عندهم من خلال وجودهم في السلطة ومراكز القرار.
4- تفريغ موضوع العلمانية من محتواه الحاسم والقاطع ليكون قابلا للتمدد والإجتهاد والتنصل منه في اي مرحلة من المراحل وسيخلق خميرة عكننة في وضع الدستور المرتقب ، بل سيمتد الامر الي ملاحقة أي علماني وتتم عليه كل أنواع الإضطهاد والتمييز السلبي ، والمحو عبر تنشيط الخلايا المتطرفة النائمة.
كل هذه الابعاد الاربعة المتوافقة مع نظرية النسبية تصبح مقدمة لإيجاد البعد الخامس الذي يتخلق وسط الجماهير ويتناسب تناسبا طرديا مع المعرفة والتجربة. ومن هنا أن لن أوقع كما قلت بكل أصابعي العشرة وهذه الاربعة نقاط هي البصمة التي تحدد مصير الجبهة الجديدة من ثنائية الإستمرار أو الفناء أو التحول الي جبهة فيدرالية حديثة تبنى على أنقاض هذه الجبهة ومستفيدة من كل الثقوب السوداء بإحداث مجسات تبعد فكرة السودان الجديد عن مجالها .
لك التحية والتحية لإحسان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتفاق كمبالا: 30% لمشاركة النساءـ، و التزام بقضايا و حقوق النساء (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)
|
Quote: - تعترف الدولة وتحترم تعدد الأديان و المعتقدات والاعراف وتلزم نفسها بالعمل على تحقيق التعايش و التفاعل السلمي والمساواة والتسامح بين معتنقي الأديان و المعتقدات وتسمح بحرية الدعوة السلمية للأديان وتمنع الإكراه وإثارة النعرات الدينية و الكراهية العنصرية في البلاد . |
هذا الإقرار يحتاج الي قرار داعم وهو ضروري جدا لان الإعتراف شئ ، والحماية شئ آخر . كيف نحمي الأفراد الذين يدينون ويعتقدون (بغير الديانة المركزية التي لها رصيد تأريخي مادي ورمزي) قادر على سلب الآخرين من أصحاب الديانات والمعتقدات اللامركزية واللا دينيون ؟ لابد ان تكون هنالك فقرة واضحة يلجأ لها المتعرض للظلم والإنتقاص والتمييز السلبي لمعتقده.
| |
|
|
|
|
|
|
|