شكرا.. جريدة الصحافة

Quote: «اخيراً انتبهتوا الينا» بهذه الكلمات الصادمة التي تحمل قدراً من العتاب الرقيق قابلنا المواطن عثمان وهو يقطن حي القادسية مربع «8» الذي تعتزم السلطات ازالته، وقال موجهاً نقدا للصحف القومية ولصحافييها «عندما تحضروا بورتسودان ينحصر جل تركيزكم عل« الكورنيش ووسط المدينة، وتعودون الى الخرطوم وتزينون صحفكم بأن حاضرة البحر الاحمر اجمل مدينة في السودان، ويبدو انكم تغضون الطرف عن عمد عن رؤية الاحياء الطرفية، أو أن هناك جهات لا تريدكم ان تزورها»،

Quote: ويشير المواطن عثمان بعد ان اكدنا له ان مراسلي الصحف القومية ببورتسودان ظلوا يهتمون بقضاياكم، وان الصحف القومية تحرص على نشرها، يشير الى ان التنمية بمدينة بورتسودان تنحصر في مساحة لا يتجاوز طولها عشرة كيلومترات وعرضها ثلاثة كيلومترات فقط، وان المناطق والاحياء التي تقع خارج هذه المساحة ليس لها حظ من التنمية ولا تجد اهتماماً من حكومة ايلا، وبعد ان استمعنا لشكوى المواطن عثمان الذي اكد ان مناطقهم تفتقر للخدمات،

Quote: فضلنا التجول داخل حيي القادسية وام القرى وهما من احياء المدينة الكبيرة، ويعبرهما الطريق الدولي الرابط بين السودان ومصر، ووجدنا ان المنازل المطلة على هذا الشارع لا تعبر عن واقع المنطقتين اللتين ما ان توغلنا داخلهما حتى تكشف لنا مدى التردي الذي يعاني منه سكان هذين الحيين، فخدمة المياه تبدو غائبة تماماً ولا وجود لشبكة مياه ناقلة. و«تقدل» مواتر نقل المياه ومعها عربات الكارو وهي تتجول بين المنازل لبيع المياه للمواطنين، وحتى خدمة الكهرباء لا تتوفر لكل المواطنين، حيث توجد في احياء فيما تنعدم تماماً في اخرى، ويقول هنا مواطن يدعى حامد ساخراً ازاء عدم وجود كهرباء في عدد من اجزاء القادسية وام القرى: «تبرعنا بالكهرباء لوالي الولاية لينير بها الكورنيشات»، ومعظم الطرق ضيقة المساحة، واكوام النفايات تنتشر في القادسية وام القرى، والمنازل البائسة تعبر بوضوح عن حال قاطنيها الذين يتبدى الفقر جليا في وجوههم، ورغم ذلك يبتسمون ولم نعرف سر الابتسامة، هل هو رضاء بواقعهم ام سخرية من الاقدار التي جعلتهم يعيشون على هامش مدينة تريد لها سلطاتها أن تجعلها دبي افريقيا،

Quote: وتجولت «الصحافة» ايضاً وسط عدد من الاحياء خاصة مربع « 18» بالقادسية الذي دفنت الرمال الترابية معظم منازله، ويقول الحاج سعيد إنهم أبلغوا السلطات بأمر الرمال ولكنهم لم يجدوا استجابة، ويقول ايضا ساخراً «هذه الرمال اذا غطت جزءاً من الكورنيشات لتمت ازالتها في ساعة واحدة». وفي اثناء تجوالنا شاهدنا بعض المنازل دون اسوار والاطفال يغطون في نوم عميق وسط الرمال، ووجدنا خلوة للشيخ محمد سعيد عثمان الذي قال إن خلوته تأسست في عام 1980م وخرَّجت عدداً من الائمة والدعاة،

Quote: وقابلنا شاباً يدعي اسامة هارون الذي لم يختلف حديثه عن عثمان الذي هاجم الصحف وقال: «يا ناس «الصحافة» توقعنا ان تأكلوا السمك وتعودوا للخرطوم وتقولوا إن بورتسودان خلابة، مثل الصحافيين والشعراء الكبار الذين كرمهم ايلا، وعادوا وتغنوا باسم الوالي»، مشيراً إلى أن حالهم لا يحتاج لشرح، وطلب منا ان نعرض صور الحي لأنها اصدق انباءً، وانها تنقل واقعهم بوضوح

Quote: من يزور احياء الانقاذ الواقعة جنوب مدينة بورتسودان وهي من اكثر المناطق ازدحاما بالسكان يصل لقناعة ثابتة مفادها ان الانقاذ تحتاج لانقاذ، والانقاذ المعنية هنا ليست الانقاذ القابضة علي السلطة منذ 24 عاما التي تواجه صعوبات جعلت كراسي سلطاتها تهتز، بل الانقاذ الحي الذي يوضح ويؤكد لمن يزوره ان لبورتسودان وجهين فهو يعبر عن وجهها الاخر الذي لا يراه من يزورها، بل حتي ان حكومة الولاية اصدرت قرارا قبل عامين قضي بتغيير وجهة البصات السياحية المتجهة الي السوق الشعبي من غرب المدينة الي وسطها وذلك حتي لايري الزائر البؤس وانعدام التنمية بالانقاذات التي تجولنا في بعض مربعاتها ووجدنا ان هناك مدارس عبارة عن فصول فقط، وان النفايات تغطي مساحات واسعة من هذه الاحياء وان الكهرباء والمياه لم يسجلا بعد في دفتر الحضور ولايزالان امنية بعيدة المنال بل ان حسن عبدالله اعتبرهما ترفا وحلما صعب التحقق، وقال انهم يشعرون بالحسرة والاسي عندما يزورون الجزء الشرقي من المدينة الذي يتمتع قاطني احيائه بكل الخدمات، وقال انهم لولا وعيهم وتعليمهم لاعتقدوا ان هناك تمييزا واضحا يمارس علي سكان الاحياء الطرفية، متمنيا ان يكون هناك انصاف من حكومة الولاية التي قال ان تركيزها علي السياحة جعلها تغض الطرف عن مواطنين يفترض ان يتمتعوا ايضا بالخدمات الضرورية.

Quote: اكثر مايلفت نظر الزائر للاحياء الطرفية لمدينة بورتسودان روح السخرية التي يتميز بها المواطنون الذين تنتشر بينهم البطالة بداعي الخصخصة التي انتهجتها هيئة الموانئ ولضيق فرص العمل ورغم ظروفهم الاقتصادية التي تبدو واضحة في ملامحهم ومايرتديه صغارهم وفي منازلهم يتمتعون بروح دعابة ######رية لاذعة متحدين الظروف القاسية التي يرزحون تحت وطأتها، وتجلت هذه الروح عند مواطن يقطن بحي الاسكندرية او اللالوبة وهو حي حديث النشأة يقطنه مواطنون مهجرون من الوحدة وسلالاب، ويقول حسن "اذا زار محافظ محافظة الاسكندرية المصرية الحي الذي نقطنه ونسميه الاسكندرية لقام بفتح بلاغ انتحال شخصية واشانة سمعة ضدنا " وعندما سألناه عن السبب قال ضاحكا ان الفرق بين الاسكندرية المصرية وحي الاسكندرية ببورتسودان مثل الفرق بين السماء والارض، كاشفا عن افتقادهم لخدمات الضرورية ومعاناتهم التي لاتنتهي مع توفير مياه الشرب، مؤكدا ان حكومة الولاية تضعهم في اخر سلم اولوياتها.

Quote: ومن الاحياء الطرفية التي تعاني فقر الخدمات وانعدام التنمية يثرب والرحمة وولع والشاحنات وشقر وهبيلا وهي احياء كبيرة، بيد انها لاتمتع بحظها في التنمية، ويقول مواطن من يثرب فضل حجب اسمه انهم يعيشون علي هامش الهامش، مؤكدا انهم لايحظون بادني اهتمام من حكومة الولاية وسلطات المحلية وقال:عندما نزور السوق او الكورنيشات نتمني الا نعود الي الحي وذلك لأن الحياة هنا وهناك مختلفة تماما.

Quote: الصحافة تتجول بشرق السودان سلوم،اربعات،مرافيت،هيا..تحت وطأت الثالوث القاتل البحر الاحمر:صديق رمضان..محمود وداحمد فلتكن بدايتنا بمحلية القنب والاوليب التي سجلنا لها الزيارة الاولي في اطار جولاتنا علي ثلاث من محليات ولاية البحر الاحمر ،واخترنا ان تكون البداية بالقنب والاوليب وذلك للمفارقات الغريبة التي واجهتنا ونحن نتجو...ل في المحلية ذات المساحة الكبيرة والموارد الضخمة والتي تقع حاضرتها علي بعد مسافة لاتتجاوز العشرون كيلو مترا من مدينة بورتسودان. سلوم كان دافعنا لتفقد واقع حال المواطنين بمحلية القنب والاوليب الشكاوي المتعددة التي ظل يدفع بها ناظر قبيلة الامرار علي محمود للمركز والذي وكما بدأ لنا واضحا من خلال تواجدنا ببورتسودان ان علاقته بوالي الولاية ليست جيدة،وعزا شباب برود العلاقة بين الناظر والوالي الي الظلم الذي تتعرض له مناطق القنب والاوليب التي يري ناظر الامرار انها تمتلك امكانيات ضخمة الا ان مواطن المحلية لم يستفد منها شئ ،تركنا مابين الناظر والوالي خلفنا ببورتسودان وفضلنا اتباع قاعدة من رأي ليس كمن سمع وذلك حتي نتعرف ايهما علي حق الوالي ام الناظر ،وكانت بداية جولتنا بحاضرة محلية القنب وهي منطقة سلوم التي تقع غرب بورتسودان علي بعد مسافة 18 كيلو متر ولهذه الخاصية توقعنا ان نجدها لاتقل جمالا عن وسط حاضرة الولاية ،وفي الطريق رسمنا لها صورة وردية وزاهية قياسا علي امكانيات المحلية الكبيرة،وفي الطريق اليها ورغم قصر مسافته لم تقابلنا قري والمرفق الوحيد الموجود هو الميناء الجاف الذي انشأته هيئة الموانئ البحرية ،وبعد وصولنا الي احدي المناطق اشار قائد العربة محمدوية وهو ناشط سياسي بيده الي قرية صغيرة لايتجاوز عدد منازلها المائتي ومعظمها مشيد من الخشب والصفيح وقليلا منها شيدت بالمواد الثابتة ،قال ان هذه هي سلوم ،فدخلت معه في جدال كانما سبق لي ان زرت المنطقة وجدالي معه كان يعود الي انه ليس من المنطق ان تكون هذه القرية الصغيرة حاضرة محلية ،واثناء حوارنا رأينا غرب سلوم منطقة تبدو عليها اثار المباني الثابتة واضحة فطلبنا من صديقنا محمدوية التوجه اليها وعندما وصلنا وجدنا انها احدي القري النموزجية التي شيدها والي الولاية ومثل غيرها لم تكن مأهولة بالسكان حيث تجولنا في ارجائها وكانت كل المنازل خالية ،ولحسن حظنا قابلنا احدهم وسألناها عن (الحاصل) فتبادل مع محمدوية حديثا بلهجة محلية لم افهمها ،وعرفت بعد الترجمة ان ذلك الشخص افاد محمدوية بعدم وجود سكان في المنازل وان سلطات الولاية طلبت منه ان يخبر الوفود التي تزور القرية النموزجية بانها تضم اعداد كبيرة من السكان الا انهم خرجوا للزراعة او الرعي ،بعد ذلك فضلنا العودة الي سلوم وعندما توغلنا في جنباتها تكشف لنا بؤس حال السكان الذين يقطنونها وذهبنا الي المحلية التي هي عبارة عن اربع مكاتب دون سور وعلمنا ان المعتمد ياتي اليها بصورة متقطعة ومتباعدة ،ذهبنا الي مدرسة اساس مختلطة وهالنا منظر التلاميذ والفصول فكل شئ يوضح استحالة ان يتقدم احد هولاء التلاميذ الي الامام في مسيرته التعليمية ،فالفصول سقفت بالزنك وقال لنا استاذ ان الصيف يعني الجحيم لهم وللتلاميذ ،كاشفا عن ان معظمها ايل للسقوط ،وقال ان الغذاء الذي التزمت به حكومة الولاية لم يعد منتظما ،وجدنا مركز صحيا شيده صندوق اعمار الشرق ولم يكن به مرضي رغم وجود طبيب ،لاتوجد شبكة مياه شرب وخدمة الكهرباء تسجل غيابا تاما،فضلنا العودة الي بورتسودان بعد ان الجمتنا الدهشة حول اصغر وافقر حاضرة محلية في السودان. اربعات..المسكيت مصدر دخل الوضع في اربعات التابعة لمحلية القنب والاوليب لايختلف كثيرا عن سلوم ،والاختلاف الوحيد هو ان مواطن اربعات كان يعتمد علي الزراعة بدلتا الخور الا انه وبعد تشييد سد ضخم لحجز المياه التي تسقي مدينة بورتسودان توقف عن الزراعة وذلك لان المياه لاتصل الي الاراضي الزراعية وفضلت الكثير من الاسر الهجرة ومن تبقي بحسب القيادي محمد كرار تحول الي مهنة واحدة وهي قطع اشجار المسكيت التي نمت بكثافة عالية ، ليصبح المسكيت هو المورد الوحيد لأهل المنطقة لكسب رزقهم ولكنه الآن انتهى واصبح بقاء المواطنين في المنطقة مهددا بالخطر الشديد،مشيرا الي ان منطقة كسيباي تفتقر الي ادني الخدمات وتشكو تهميشا واضحا وفقرا علي الاصعدة كافة،وقال ان المواطن ضاق زرعا بواقعه ففضل الكثيرون الهجرة بعد ان ظلوا لسبع سنوات دون عمل عقب بناء الحاجز ،مشيرا الي ان حكومة الولاية غير مهتمة بهم ولم تسعي لتوفير البديل ،ومن خلال تجوالنا تكشف لنا البؤس الذي يعيشه المواطنين الذين تمسكوا بارض الجدود ولم يفارقوها ،وحدثنا محمد وهو شاب ناغم علي حكومة الولاية ان المنطقة تعاني من ارتفاع نسبة الفاقد التربوي ومن امراض سوء التغذية والبطالة ،متوقعا ان يهجرها سكانها الي الاحياء الطرفية ببورتسودان كما فعل الكثيرون حسبما اشار. ارياب ..حكاية اغرب من الخيال عزمنا التوجه الي منطقة ارياب المشهورة بانتاج الذهب بكميات كبيرة الا ان بعد المسافة ورداءة الطريق حالت دون ذلك ولكن اكتشفنا معلومة تبدو اقرب للخيال اوضحها معتمد محلية القنب الاوليب عبدالله اوبشار الذي اشار الي ان نصيب المحلية السنوي من الذهب المستخرج يبلغ 500 الف جنيه ،وهذا يعني ان المحلية ومنطقة ارياب تنال في العام مايعادل الكيلو ونصف ذهب من الانتاج الكلي الغير معروفه كميته ،الا ان المعتمد اشار في حديث ل(الصحافة) الي ان هناك ارقام قدمتها الشركات تفيد بان الذهب المستخرج من ارياب منذ بداية العمل في عقد التسعينيات تجاوز الستون طنا؟؟،ويعترف المعتمد الشاب بان التنمية والخدمات في محليته ليس في المستوي المطلوب الا انه يعزي ذلك الي حداثة نشاة المحلية ،مشيرا الي ان حكومة الولاية وجهت بتسليم حصة الولاية من حقول الذهب بارياب الي المحلية وقال انه خلال الفترة الماضية استفادوا منها في تشييد عدد من المرافق بارياب ابرزها مدرسة ،وقال ان توقف السكة حديد اضر بسلوم وبسبب ذلك هجرها السكان ،وقال ان ندرة المياه السطحية من القضايا التي تؤرقهم الا انه اكد اكتشاف ابار جوفية ضخمة سيتم استغلالها ليس لشرب الانسان وحسب بل لتنشيط القطاع البستاني،متوقعا ان يشهد العام الحالي تشييد عدد كبير من المرافق الصحية والتعليمية بالمحلية. عقيق..معاناة الترحال في رحلتنا الي محلية عقيق التي ظل يطاردها شبح المجاعة والهجرة المتواصلة للسكان منها بحثا عن حياة تتوفر فيها ادني مقومات الحياة،تعرفنا علي اسباب انتشار امراض الجهاز التنفسي الكثيرة التي يعاني منها السكان مع امراض اخري تعتبر من متلازمات الفقر الذي يتفشي كالعمي والليلي والسل وسوء التغذية ،فالطريق الوعر والذي يعتبر الوحيد الرابط بين محلية وحاضرة الولاية لم يعرف الاسفلت اليه سبيلا ،ليظل الغبار المنبعث من هذا الطريق داخل العربة هو الشغل الشاغل للراكب الذي عندما تعيه الحيلة يسلم للامر الواقع ويستنشقه مكرها وذلك لان المشوار الي مرافيت التي لاتبعد عن محلية طوكر سوي ثلاثون كيلومترا يستغرق قرابة الساعة ،وذلك لان العربات تمر فوق رمال واراضي الدلتا ومعظم العربات باستثناء سيارات الدفع الرباعي تتعرض للوحل ،اجتزنا الدلتا بطريقها الوعر والقاسي ،فلاحت لنا منطقة مرافيت التي توقفت فيها رحلتنا قسرا ولم نستطيع اكمالها وصولا حتي قرورة مرورا بعقيق وغيرها من مدن المحلية وذلك لسببين الاول تعطل العربة التي كانت تقلنا وتعذر مواصلتها الرحلة ،وثانيا ان الكثيرون نصحونا بعدم المخاطرة لان المشوار قد يستغرق يوما كاملا وذلك لرداءة الطريق ،وقال لنا مواطن يدعي احمد حسن ان مرافيت صورة طبق الاصل لمناطق المحلية الاخري ،وقال:هنا لاتوجد جهود رسمية تشعر المواطن بان الدولة تهتم به بل في الكثير من انحاء المحلية لاتوجد اثار للدولة ،والمواطنين في مرافيت وغيرها يشربون مياه مالحة ولولا رحمة الله لمات الكثيرون بامراض الفشل الكلوي فالامطار التي تهطل يذهب جزء كبير منها الي البحر المالح (الاحمر) دون ان تكون هناك جهود من الحكومة لاقامة سدود لحجزها وماتبقي يشربه المواطنين لفترة محددة ثم مايلبس ان ينتهي وذلك لأن حطة التحلية معطلة ,في مرافيت وهي قرية كبيرة لم ترقي بعد لمستوي المدينة زرنا السوق فوجدنا ان هناك حركة تجارية لابأس بها حدثنا تاجر رفض ذكر اسمه بان اقتصاد المنطقة يعتمد بصورة كاملة علي بيع الفحم الذي يستخرجونه من المسكيت ،مبينا ان المنطقة اذا ماتم ربطها بطريق مسفلت بطوكر من شأنها ان تتطور ،قمنا بجولة سريعة فوجدنا ان هناك مدرسة ثانوية مختلطة تشكو من نقصا في المعلمين كما افادنا بذلك احد المعلمين ،الا ان بالمنطقة مدرستا اساس تضمان اعدادا كبيرة من التلاميذ ولاتشكوان نقصا واضحا ،ويبلغ سكان منطقة مرافيت 15 اف نسمه،ويتطلع سكانها بحسب حامد عبدالله الي تشييد وسفلتة الطريق الرابط بينها وطوكر ،عطفا علي تعيين طبيب في المركز الصحي الذي يديره مساعد طبي كما اشار ،وقال ان مشكلة محلية عقيق لن تنتهي الا باعادة الحياة الي مشروع دلتا طوكر. ويعتبر المدير التنفيذي لمحلية عقيق حسن ادريس في حديث ل(الصحافة) ان مشكلة مياه الشرب بالمحلية موقفها شبه مطمئين ،مشيرا الي ان الامطار التي هطلت بغزارة عجلت بحل الازمة،وقال ان مشاريع المياه بالمحلية سيتم ادراجها في موازنة العام الجديد. هيا.. وظائف وهمية وعطش عندما يصل القادم من الخرطوم الي مدينة هيا تتهلل اساريره وذلك لان البصات السفرية تتخذ هذه المدينة العريقة محطة يأخذ فيها المسافرون قسطا من الراحة قبل مواصلة رحلتها نحو بورتسودان ،ورغم عبرونا الكثير بهذه المدينة لم يسبق لنا زيارتها وكنا نكتفي فقط برؤية منازلها الطينية البائسة ،ولكن من الزيارة التي سجلتها(الصحافة) لمحلية هيا تكشفت لها الكثير من الحقائق ،والمحلية بصفة عاة تبدو افضل من القنب والاوليب وعقيق وربما تكون المقارنة معدومة وذلك لوجود مظاهر متعددة للدولة تتمثل في منشأت ومرافق خدمية وحكومية ،ويبدو واضحا ان هيا استفادت من محطة ضخ البترول التي وفرت الكثير من الخدمات بالمحلية ،تجولت الصحافة بمستشفي هيا الذي شيد علي طراز حديث وتجولنا داخله وللامانة الصحفية فانه متكامل وحديث ونظيف وبه طاقم طبي مصري وسوداني ،وسجلنا زيارة للمدرسة الابتدائية فهي ايضا تبدو في حالة جيدة ،وحتي سوق المدينة الذي وجدناه يضج حركة بسبب المنقبين عن الذهب الذين يتخذونه مقصدا لشراء احتياجاتهم ،يشهد تشييد مرافق كبيرة للخضر والفاكهة وغيرها ،وبمدينة هيا اكثر من خمس كيلو مترات مسفلتة ،وهناك ايضا استراحة مشيدة علي طراز حديث للكوادر ،وتوجد عدد من المرافق حديثة التشييد ومنها رئاسة المحلية،ومستوي اصحاح البئية في المحلية يبدو ايضا جيدا،وقد تكون هذه عناوين مشرقة لمحلية تمضي بخطوات جيدة الي الامام. ولكن لمحلية هيا وجها اخرا يوضح ان هناك اشكالات متعددة يعاني منها مواطن المحلية وابرزها مياه الشرب التي تمثل هاجسا يؤرق مضاجع السكان الذين شكوا لنا من (العطش) الذي يعانون منه ،واشار المواطن حامد الذي التقيناه بالسوق الي ان تعطل محطة التحلية جعلهم مجبرون علي شرب مياه غير صالحة للشرب ،مبديا دهشته من تطاول امد تعطل المحطة،عادا الامر فشلا زريعا لحكومة الولاية وادارة المحلية،وقال ان مواطن الريف بهيا يعاني كثيرا في توفير مياه الشرب خاصة بمناطق دوقديت واللانكليب وأدرديب وغيرها ،ويتدخل مواطن يدعي اوهاج مشيرا الي انه لولا الذهب الذي ظهر بالمحلية لهاجر سكان هيا وذلك لعدم وجود مصادر للدخل ،وشكي من عدم وجود طرق مسفلتة ترب الريف بالمدينة. ومن القضايا التي طالبنا مواطنين بسوق هيا القاء الضوء عليها قضية المرتبات والوظائف الوهمية ،ويشيرون الي ان هناك مايربو علي 227 وظيفة وهمية تستخرج رواتبها شهريا باسماء وهمية لاوجود لها علي ارض الواقع ،وهنا يشير القيادي بالمؤتمر الوطني بالمحلية عيسي عبدالقادر الي ان المرتبات الوهمية ليست وليدة اليوم ويقول في حديث ل(الصحافة) انها بدأت منذ عام 2006 ،متهما قياديا سابقا بالحزب الحاكم بصرف هذه المرتبات وزاد: ولان في هذا الامر احتيال واضح واعتداء علي المال العام تقدمت بعدد من الشكاوي الي قيادة الدولة بالخرطوم لايقاف هذه الفوضي لانه ليس من المنطق ان تصرف مرتبات وهمية لاناس لاوجود لهم في الهيكل الوظيفي وهم اسماء مجهولة،وهذا في تقديري يأتي خصما علي مواطن هيا فهذه الاموال منذ 2006 كان من الممكن ان توجه نحو ترقية الخدمات المتدنية خاصة في الريف او لحل قضية مياه الشرب،وطالب القيادي عيسي الجهات ذات الصلة بفتح هذا الملف الذي اعتبره سببا اساسيا للغبن الذي يسيطر علي قطاع واسع من الشباب العطالي. من ناحيته يعترف معتمد محلية هيا ابراهيم طاهر الحسن بتعطل محطة تحلية المياه ،مشيرا الي ان قطع الغيار لاتوجد في السودان ،متمنيا حل القضية قبل حلول فصل الصيف وذلك حتي لايعاني من المواطنين،لافتا الي وجوود دوانكي بمختلف انحاء المحلية ،الا ان المعتمد يؤكد في حديث ل(الصحافة) ان محليته حظيت باهتمام كبير من حكومة الولاية ،وزاد:نمتك واحد من افضل المستشفيات بالبلاد وهي مشيدة علي احدث طراز كما انها تضم طاقيم طبي متكامل ولم يعد مواطن المحلية يواجه معاناة في هذا الصدد،كما ان التعليم في المحلية يحتل المركز الثاني علي مستوي الولاية والدليل علي ذلك ان هناك اكثر من 154 طالب من ابناء المحلية بجامعة البحر الاحمر فقط ،معتبرا التعليم في المحلية مزدهرا ويمر بافضل حالاته ،وفيما يتعلق بالمرتبات والوظائف الوهمية ينفي معتمد هيا هذه الاتهام ،ويعتقد ان هناك دوافع سياسية وراء اثارة هذا الامر ،،وقال ان ال 227 وظيفة يشغلها عمال في وظائف مختلفة مثل خفراء وفراشين وخلافها ،مطالبا بابراز المستندات التي تؤكد ان هناك مرتبات بغير وجه حق. لاجديد ثلاث محليات بولاية البحر الاحمر تجولت فيها (الصحافة) ،نعم هناك جهود مبذولة من قبل حكومة الولاية وصندوق اعمار الشرق لتوفير حياة كريمة للمواطن حسبما نص الدستور ،بيد ان هذه الجهود تبدو خجولة والبون شاسعا مابين ماتحقق ومايحتاجه المواطن الذي مايزال يشكو الثالوث القاتل الذي تميرز به الشرق ،فالفقر يمشي بين الناس ،المرض احكم قبضته علي البسطاء ،والجهل المتفشي هزم سياسة التعليم مقابل الغذاء،فالي متي يظل الشرق تحت وطأت الثالوث القاتل.

Quote: فعلا تشكر الصحافة علي هذا الخروج عن المألوف ونتمني تحقيقات صحفية أكثر للأوضاع في كل شبر من السودان فالسودان ليس المدن الكبيرة وشوارعها الرئيسية شكرا الشيخ صالح

(عدل بواسطة الشيخ صالح محمد on 01-15-2013, 10:07 AM)