الموضوع كاملا: اعترافات : ذكرياتي في الاتحاد الاشتراكي- الدروس و العبر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 07:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2013, 06:12 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10913

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموضوع كاملا: اعترافات : ذكرياتي في الاتحاد الاشتراكي- الدروس و العبر

    ما فائدة التنظيمات السياسية إن لم تكن لخدمة الإنسان و تكريمه و رفعته ؟ و ما فائدة العمل السياسي،إذا كان القادة السياسيون يدوسون على أحلام شعوبهم؟ و ما فائدة الشعارات و الأهداف التي ترفعها الثورة بعد أن يتنكر لها قادتها و أقرب خلصاؤه و يمدون لها اللسان ؟ و لماذا تهتف القطاعات الشعبية العريضة لقائد ما؟ و هم الذين ما أن يتمكنون حتى يرتكبون الحماقات باسمه.انظر إلى معظم الثورات فلن تجد كثير اختلاف عن هذا النموذج . و ...كانت(ثورة ) مايو كذلك مثلها مثل تلك الثورات.
    هذ مقدمة للحديث عما كان يسمى(ثورة مايو).فقد ظهرت (ثورة مايو) في زمن عبقري استدعى ظهورها. فقد كانت دعاوى الاشتراكية في أوج عنفوانها، و كانت اللعنات ضد الرجعية و أذناب الرأسمالية في قمة اشتعالها و كان الزخم الثوري الاشتراكي يعتمل في صدور الشباب الناشئ كأشد ما يكون.
    و في الناحية الأخرى كان (ثوار مايو) يخططون في الخفاء كأفضل ما يكون التخطيط لقيام ثورة.و جاءت مايو استجابة حقيقية لاحتياجات قطاعات واسعة من الطبقات المستنيرة و القطاعات الراغبة في التغيير، خاصة و أن الشعب قد ملّ أداء الحكومات الحزبية و تناحرها كما كانت عادتها دائماً.و لم تحس بتململ قطاعات كبيرة من الشباب كانت مايو صدى َ حقيقي لمثقفين و عسكر و طلاب و زراع يحلمون بغد أبهى طلعةَ و أنضر مطلعاَ و أكثر إشراقاً.
    و زاد في تكون الحلم و تيقظ الحواس و وتيرة التهيؤ لدى الطليعة أن صوت المذياع (الذي كان يبث من الجارة الشمالية) لم يتوقف يوما عن بث الروح في الحلم الوليد إلى أن أكتمل نموه و موجات الأثير من مذياع صوت العرب يردد الخطب النارية المشتعلة التي تدعو للاشتراكية و الوحدة العربية و التقدم، و تلعن الرجعية و أذناب الاستعمار داعماً تلك الدعاوى بخطب القائد الثائر قائد الأمة العربية جمال عبد الناصر.و تتزين الصحف بقامته الفارعة ووجه الأبلج و مكللة بشعارات الثورة العربية و الاشتراكية و خطبه العصماءو هو يأخذ ألباب الجماهير بصوته ذاك الرنان، و ببلاغة تعبيراته العالية فزاد شغفها بدعاوى و نداءات و شعارات جذابة و براقة و ذات إغراء.و لم تكن الطبقة الوسطى وة المثقفة و لا الطليعة العسكرية في مأمن يعصمها من التيارات القوية القادمة من الشمال.
    و جاءت مايو. بعد أن تكلّست مفاصل الفعل السياسي و الإنجاز لدى الأحزاب، و بعد أن تحنّطت في النفوس أحلام التقدم و آمال التنمية. و بعد أن نسي رجال السياسة الحزبيين في ذلك الوقت أن للجماهير تطلعات،و أن للشباب أحلام. و أن هناك قوى جديدة من شباب و طليعة من الضباط ناشئة و مستنيرة و حالمة و متيقظة و متشوقة إلى فجر جديد و إلى تغيير جذري.
    فجاءت مايو صدىً صادقا لتطلعات الطبقة المتعلمة و المستنيرة و استجابة طبيعية لاحتياجات الجماهير و تعبيرا بليغا عن ظروف و تحديات المرحلة.ففرحت الجماهير و تنادى الشباب و الطلاب و الجنود و المثقفون و (رفاق الشهداء).و نظم الشعراء و كتب الكتاب و حلل السياسيون كلهم في شرف (ثورة مايو).و تدافع الشرفاء إليها و كذلك فاقدي النزاهة و الشرف ضمن من تدافعوا.و سارت المسيرة تطوي السنوات .و سقط من سقط و ارتفع من ارتفع.
    إلى أن مايو ككثير من ثورات و انقلابات العالم الثالث و لأسباب عديدة (معروفة لمحللي الثورات و الحركات السياسية) مما يرجع بعضها إلى طبيعة الانقلابات نفسها و إلى طبيعة من يقومون بها، و يرجع بعضها لطبيعة العلاقة بين السلطة و العسكر، و يرجع بعضها للظروف السياسية و الاجتماعية في العالم الثالث و فوق كل ذلك قد يرجع بعضها لطبيعة الشخصية السودانية التي تريد أن يقوم بالعمل السياسي قلة من الناس دون أن تشارك المجموعة التي تكتفي إما بالتصفيق أو النقد.
    أقول قبل أن تمر عدة سنوات سلكت مايو طريقاً و نهجت منهجاً سبقته إليه العديد من الانقلابات. فقبل أن تمر عدة سنوات دارت تروس الثورة لتدوس بعض من شاركوا فيها و يكسر القادة رقاب بعضهم.ثم يجد القائد انه الوحيد في الساحة و أن لا قامة تدانيه فيقذف الشعارات التي قبّلوها يوما و رفعوا راياتها فوق الهامات و الأعناق.
    .
    و في حقيقة الأمر لم يكن قادة مايو يؤمنون بأي أيديولوجيا، أو يملكون رؤيا محددة للحكم بل كانوا يظنونه نزهة جميلة. فقد جاءوا يحملون حلم التغيير و شعاراته التغيير فقط دون خطة واضحة، و ذلك يكفي حسب ما ظنوا. إذ كان يدفعهم الشباب و يسوقهم الحماس و تشجعهم الجماهير. و لكن بحر السياسة عميق و موجه متلاطم و الحماس طاغي و الظروف المحيطة مشجعة لمغامرة تلو المغامرة.
    و مرت الأيام و تجمع أعداء (الثورة) و في ختام الفصل الأول انتصرت (مايو) على الخصوم و الأعداء نصراً مؤزراً. و خلا الجو للحاكم الفرد، فتكبر، و تجبر، و لم يشاور أو يتبصر. و أنقلب على الأصدقاء و الزملاء و الأوفياء.و تكالب أصحاب المصالح و الغايات، و انزوى أصحاب الضمير والصدق و الوطنية- إلا من رحم ربي. و تمر الأيام و ككل الثورات العسكرية في العالم الثالث و يصير الثوار مجرد مجموعة فاسدة و شلة طاغية و يخبو بريق الثورة و تخفت الشعارات و يضعف الحماس و ترتفع المعارضة للثورة فترفع السلطة عليها السياط، ثم السيوف و تقطع الرقاب و تمتليء السجون.فينتفض الأوفياء للشعارات الأولى و الأنقياء الذين لم يخبو حلم (الثورة) في وجدانهم و يبقى الأوصياء على الشعب.و ذلك نفس ما حدث لمايو و هكذا فارقت (الثورة) ضفة الشعب ففارقها الشعب.
    أما نحن،ففي ظل تلك الظروف نادتنا الثورة ضمن من نادت و نحن صبية يافعين نداءً حفيا. و قد فجرت فينا (الثورة) كما فجرت في نفوس أخر رؤى و أحلام و تطلعات.و ناصرناها و تحلقنا حولها و غنينا معها( فيك يا مايو الخلاص). و شبعت أرواحنا بكلمات النضال و الثورة و خطب القادة و الثوار يوماً ما ,و سرنا مع (مايو) أشواطاً و حملناها أحلاما و آمالاً. من ناحية أخرى كنا نحن الطلاب الثوار الفتية الأغرار الذين كنا نخشى على الثورة و ندعو لها و نبارك خطواتها كنا كثيرا ما نذهب لدار الاتحاد الاشتراكي حيث كنا نجد أنفسنا فيه و نشبع رغباتنا في التجمع مع من نشايع الثورة و مع من يناصرها و لكي نجد الدعم و نربط على قلوب بعضنا من خلال الاجتماع و الإلقاء مع بعضنا البعض إذا كان الاتحاد الاشتراكي لنا بمثابة الملاذ و الحضن الدافئ و حائط المبكى. و كنا في دار الاتحاد الاشتراكي نلتقي بكبار السياسيين و المسئولين.و كنا نراهم كبارا بحق فهم حكام و مسئولين و سياسيين كانوا ملء السمع و البصر في ذلك الوقت و كانوا ملء الصحف و التلفاز و المذياع ( الذي كان أكثر الوسائل المتاحة و المفضلة للتسلية و الاستماع للأخبار) إذ لم نكن نمل لقاءاتهم إلا إذا مل الحبيب لقاء من يحب و يعشق، و لا نمل سماع خطبهم و لا أحاديثهم إلا كما يمل الصديق حديث من يودّ و يكرم .و كنا نتوق لرؤيتهم و نحن نتطلع إلى وجوههم غير مصدقين أن نلتقي بهم و نراهم رأي العين. من ناحية أخرى كان يجذبنا وجود شابات و سيدات فاتنات أنيقات باسمات و جادات و ثوريات من طراز جديد للمرأة الشابة المتعلمة المثقفة. و كيف لا نعجب و نفتتن بهن و نحن في طور من المراهقة و فورة من فورات الصبا كيف لا نضطرب حين نقابل أو نلقاهم و هن من هن شخصيات بارزة ذوات طلعات ساطعة و فكر مستنير .أذكر منهن على سبيل المثال:(فاطمة عبد المحمود) أو (نفيسة أحمد الأمين) أو ( آمال عباس) و (فتحية حسن صالح) و غيرهن مع كامل احترامي و تقديري لهن.
    ثم تبدلت الظروف و بدأت (الثورة ) تتنازل رويدا رويدا، و ينحسر مد هاا في النفوس و ينخفض مجدها و رصيد سياسيها و قادتها لدينا و لدى الجماهير. ثم يتواصل مسلسل التنازل عن الشعارات و ألأحلام،و هي تسالم تارة و تفاوض تارة أخرى،و يتواصل معدل الانحدار. ثم انتبهنا و نحن قد صرنا شباباً قد أكتمل نمونا و نضجت أفكارنا، فاستيقظنا بعد أن انقضى الحلم،و بعد أن عاد الوعي .حيث أصبح عمالقة الأمس في نظرنا أقزاما، و صار ثوار الأمس لدينا خونة و بائعين للقضية.فخرجنا مع من خرج، على ما كنا نعتبرها(ثورة) وثرنا مع من ثار على (الثورة) التي حملنا يوما حلما و هي جنين فتم إجهاض الحلم.و هكذا توالت الأحداث في خطها الطبيعي المتوقع.
    من ناحيتي حانت لحظة قررت فيها مفارقة ما كنت أرى فيها الحلم و الثورة و التطلعات الثورية. و قد اتخذت ذلك القرار مكرها في بداية الأمر ثم أخيرا أصبحت مستريحا لذلك القرار. إذ رأيت فيه الوضع المنطقي لموقف لصبي نما فكره و ترقى في مراقي الفهم السياسي العام ،و رأيت فيه وضعا طبيعيا لموقف ضد (ثورة) لم تلتزم بما خلبت ألبابنا به من أحلام و تطلعات .فندمت ليس على مناصرتي لها فقط بل حتى على دعوة بعض الزملاء من طلاب الجامعة الذين عملت على إقناعهم بالدخول في الإتحاد الاشتراكي و منهم من سار مسافة طويلة مع ثورة مايو فأوردني ذلك و ما زال موارد الندم.
    وهكذا انتهت حقبة و لم تنتهي الحياة.و ذهبت مايو و لكن رحم السياسة ولود.و أتى غيرها و سيأتي آخرون.و يذهب الزبد جفاء و يبقى ما ينفع الناس. و يستفيد من يفهم الدروس و يستوعب العبر و من يرعى تطلعات الجماهير و يستجيب لتطلعاتهم و أحلامهم.
    الآن انقض على ذهاب مايو أكثر من عقدين من الزمان. و مات بعض من شاركوا فيها و لا زال بعضهم هم أحياء يرزقون و الحياة دروس و عبر.فلماذا لا يستنط الأحياء منهم؟و لماذا لا يكتبون عن أسرار تلك الأيام؟ لعل الشعب يستفيد و لعله يغفر و لعلهم يكفرون عن سيئات ارتكبوها أو ينبهوا لمزالق قد تقع البلاد فيها.
    خلاصة الأمر إن تلك التجربة لم تكن شرا كلها كما لم تكن كلها خيرا كذلك. إذ عرفت خلالها نفر كريم و شباب أصفياء و مخلصين و (ثوريين) بحق.
    أما عن الجانب الشخصي فقد تعلمت درساً بليغا لن أتنازل عنه و فحوى هذا الدرس هو: أن الحرية و الديموقراطية هي الضمانة الوحيدة للتنمية و التقدم و كرامة الإنسان.و أن النظام البرلماني و حرية القضاء هي أساس الديموقراطية و نزاهة الحكم .و أن النظام الرئاسي هو حصان طروادة لجور الحاكم و لفساد الحكم .و أن البرلمان الحر النزيه هو الرقيب الحقيقي للشفافية و المحاسبة.
                  

01-06-2013, 06:02 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10913

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموضوع كاملا: اعترافات : ذكرياتي في الاتحاد الاشتراكي- الدروس و ا (Re: محمد عبد الله الحسين)

    نسيت أن أقول أن تلك الإعترافات لم يكن القصد منها أفعال شخصية ندمت عليهاو لا هي إدانة لأشخاص بعينهم و لكنها تجربة شخصية حدثت في إطار عام قصدت منها أن أقول أنني توصلت إلى أن (التنظيم) دائما ما تكون عجلا مقدسا ينساق أعضاء التنظيم إلى عبادته و يتعاملون معه كغاية و ينسون أن التنظيم وسيلة لتحقيق أهداف سامية. و لكن تختلط المسارات و يصبح التنظيم هو الغاية المقدسة و في سبيل التنظيميقتل الإنسان أخيه الإنسان و يسجن و يقتل و يخاصم و ..و كل ذلك في سبيل التنظيم.و من خلال التجارب التي مر بها السودان كان الإنحراف عن المسار و طغيان الحاكم و فساده يأتي من بوابة النظام الرئاسي فهذا هو المدخل للديكتاتورية و الطغيان و ضياع حقوق الشعب.
                  

01-07-2013, 11:52 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10913

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموضوع كاملا: اعترافات : ذكرياتي في الاتحاد الاشتراكي- الدروس و ا (Re: محمد عبد الله الحسين)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de