|
الحقيقة ..
|
(*)
:(الفرق بين الرجل والصبي .. هو مايتعلمه من دروس .. وأبي علمني الكثير)
كانت الجملة الأخيرة التي نطقها ذلك الزنجي بالإنجليزية ..
قبل أن يقوم العم (أنيس عبيد ) من القاهرة بطباعتها مترجمة إلى العربية هكذا .. ثم تتبعها .. تلك الجملة: (The End) هذا كل ما رأيته من هذا الفيلم .. مشهداً أخيراً .. واحداً .. وحيداً مثلي .. وغرقت بنوم عميق ..
(*)
بعض الناس والأشياء .. كآلهة عمر .. نصنعها بأنفسنا ونضطر إلى مضغها .. ليس سداً لحاجة من جوع .. ولكن.. بعضهم يسعى أسناناً .. ويربى مخالباً .. تحت تلك التي تبيض ضحكاً .. ثم .. هؤلاء أقل من أن يكونوا نداً .. لإلهة العجوة العمرية .. تلك صنعها عمر .. وهذا صنعها الضجر .. لا حقيقة مطلقة .. كل حقيقة نعرفها تقف وراءها أكذوبة كبرى ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحقيقة .. (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
تتملكني شهوة ترحال ,.. أظل أشعر أنني (سوداني) على الورق .. لطالما كفرت بالأوطان والإنتماء والأمكنة .. شهوة (الترحال) عندي تكبر .. وتكبر .. كلما ظل وطني , دم ودموع وأنبياء كاذبين ,.. ومطر يشل الشوارع ويقطع الرزق والكهرباء ,.. وأناس كالمرايا لايسمع غناءهم سواهم ,.. وأشعارهم تكتب لتفقر أصحابها , .. تقودهم إلى الموت والجنون ..!!
قرأت كل من قال : إن لم أكن أنا , أنا لوددت أن أكون أنا .. فقررت أن كل الأمكنة دجال يعبث بعقول ساكنيه .. كل الأوطان التي بقاءها مقدم على بقاء بنيها ,.. تأكل بنيها , فهي أم الثورات ,.. على ذكر الثورات ,.. ثورة (الترحال) لم تأت بعد .. رغم أن شهوته (متقدة) هنا ,.. (حيث أحار بين الإشارة إلى مافي الصدور) أو ذلك العقل المرهون لإله كاذب .. إسمه (الوطن) ..
شقي أنا بشهوة الترحال وعشق الأمكنة والناس والأضرحة والمسارح أحمل ثمانية وعشرون حرفاً .. أرسمها على غير ما ألفه أهل تلك البلاد .. وتعلم الناس الحديث بلغة فيها غث وثمين ومدح وقدح .. لكنني أفضل من يتحدثها على وجه من الجمال .. وجهها الذي تجد به كلمات حب وغزل ومدح ورثاء و بكاء حنين ..
شهوة الترحال عندي تكبر .. تكبر كلما أحببت .. و وجدت حبيبتي .. محبوبة من عجوة صنعتها أنا كما صنع عمر إلهه لكنني لا أستطيع أكل ماهو مزيف .. ألفظها .. وأتحرى حقيقة أخرى .. فلا أجدها ..
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 01-05-2013, 03:45 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحقيقة .. (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
علقت بأرجلي رمال من شواطئ شرقية وغربية .. أظن أنني أحمل مع كل ذرة رمل حنين إلى مكان .. لا تغسله مياه توالي الأيام .. وعجلة الزمن ..
حنين إلى حقيقة وراء الحياة .. لم يدركها أحد بعد ..
رمل وأنا والبحر .. برد قارس .. يداي ترتعشان .. أمدهما لأقترف من مياه النهر .. لأبلل حبات الرمل .. أشكلها عالماً .. ينتمي إلى .. وأنتمى إليه .. مدرسة حلمت ببناءها .. أعلم فيها أطفال النهر .. وأتعلم منهم .. كان حلمي أن أغدو معلماً .. لم يتحقق الحلم .. مات معلمي جوعاً .. حتى صديقي الأطرش .. من ساعدني على بناء مدرستي حلمي .. مات .. دون أن تتحقق أمنيته .. في سماع عثمان حسين وهو يغني .. كان معجباً به .. رغم عدم مقدرته على سماعه .. أحبه لأنه كان بجانبي وأنا أطرب لسماعه ..
حبيبتي التي حلمت بها .. ( بنية وفية ) .. كنت أراها كل يوم .. قصيرة فارهة .. سمراء .. وجنتاها تضيئان مابين منازل القمر .. ومنازل الحي .. أحببتها أنا وأحبتني أنا وتزوجها ذلك البدين الأصلع .. غضبت وأمتنعت عن الطعام .. رأيتها معه فرحة متأنقة فعدت للأكل ,أكلت ليتها في نهم .. فلا وجود لمن وصفتها لكم أعلاه .. طلقها ذلك البدين الأصلع .. تزوجت بغيره , رأيتها فرحة متأنقة .. ربما لأن الأخير كان نحيلاً .. ولم يكن أصلعاً .. وربما ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحقيقة .. (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: كل حقيقة نعرفها تقف وراءها أكذوبة كبرى .. |
هذا شعر جميل يا كمال أجمل من اشعار لأناس يدعون انهم "كبار" من جيل "الخرافة"
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحقيقة .. (Re: عماد البليك)
|
(*)
كلمات إطراء من الود العبقري (عماد البليك) تعني لي الكثير .. تحياتي ياعماد وأتمنى أن تكثر من الكتابة هنا وهناك .. فالمنابر بحاجة إلى أن تزدحم بكتاباتك ... ولو أن معيار الكتابة بها هو فك الخط وشوية صحاب ومعرفة شخصية مع بكري .. أرأيت كل من السهل أن يغدو (أي ) أحدهم كاتباً ؟ كيف وأنت عماد البليك من ملأ الدنيا وشغل الناس على صفحات جرائد الخرطوم وهو عشريني ضئيل فقير قدم إلى جامعة الخرطوم ليدرس الهندسة وبين أضلعه حمل أديباً فذاً وناقداً جهبذاً ... سيذهب زبد المنابر جفاء وسيبقى عماد ومحسن وامثالهم ممن (تجو) صلبهم في واطة الله دي وقروا بالجد وفكروا حتى الجنون في التسعينيات ياعماد كنت أشك بأنك على حافة الجنون ..والله صحي ؟ الحقيقة ياعماد أن زخم المنابر هذا وتدافع الجهلاء والعلماء سيفرز الحقيقة والحقيقيون فقط ...
محبتي التي لازالت لك وتقديري ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحقيقة .. (Re: كمال علي الزين)
|
علقت بأرجلي رمال من شواطئ شرقية وغربية .. أظن أنني أحمل مع كل ذرة رمل حنين إلى مكان .. لا تغسله مياه توالي الأيام .. وعجلة الزمن ..
Kamal **************************
I can relate to that a lot thanks Kamal
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحقيقة .. (Re: كمال علي الزين)
|
كيمو يا صديق كيفنك؟ ما عارف لماذا كل ما اقرأ لك يتخللني شعور جميل بيخليني اقرب اقوم وانطط من الفرح، اي والله النطيط الواحد دا، وتطفر حيطة بالي الرائعة ياسمينة صالح ، كتاباتكم قريبة جداً لبعض فيها حس عالي جداً وصادق لا اشعر ابدا باي نوع من الاصطناعية بين حروفكم. بتعرفها؟ ياسمينة صالح من الجزائر لو لا لا فتشها وحتلقاها دي ياها ذاتها الزولة البتفتح الروح ضلفتين تخشك ... وتمرقك عــــــادي .. تخشك ... وتمرقك ... ما بتقفل الباب من وراها بل تساسق بين شفقتك ... وحرقتك ما بتأذنك ...
حبي وكل ما تيسر من قرآن الوجد
راني السماني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحقيقة .. (Re: rani)
|
لم أكتب يوماً قصيدة. لم أرسم يوماً لوحة. ألواني عادية، كُتبي تفترش سماء أفكاري، أقلامي سائلة وأخرى رصاص مبرية، كل شيء عندي قضية، حتى الأزهار البرية، أُمسك قلمي، أكتبُ عن جرحي، أداوي نزفي، وأغني الحرية، لا تغضب إن جعلتك كل وقتي، وكتبتُ على جفنك أشعاري، ورسمتك على دفتري وردة ندية.
ياسمينة صالح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحقيقة .. (Re: كمال علي الزين)
|
نداء ..!!
(*)
لباه ذلك الصباح .. مشى وراءه حتى شاطئ النهر .. وخلع عنه ملابسه ... تجرد من آخر صلة له بالعالم ..
وخاض مياه النهر وهو ينظر إلى مركز النداء .. هنالك عند منتصف الطريق بين الشطين ..
مضى نحوها .. وهي تبتلعه شيئاً فشيئاً .. وهو ينادي :
نعم .. إني آت ...
إبتلعته بالكامل , غاص بين أمواج النهر .. وخلف وراءه بضعة فقاعات .. كانت آخر كلماته للعالم ..!!
(*)
على مقربة منه ,..
بضعة رجال , نزلوا النهر أيضاً عند ذلك الصباح الباكر .. جاءؤا ليغتسلوا لصلاة العيد ..
شاهدوه وهو يشق طريقه نحو مركز النداء .. لم يساورهم شك أنه مثلهم .. جاء ليغتسل مستقبلاً عاماً جديداً ..
لكنهم فوجئؤا به يعطي عالمهم ظهره .. ويودع عالمهم هذا ..
غير حافل بإستقبال عامهم الجديد ..
لم يستطيعوا فعل شئ , ألجمتهم المفاجأة .. راقبوه وهو يغوص .. مخلفاً خلفه ..
دهشة على وجوههم ..!!
(*)
المسجد القريب كان يرسل إشارته نحوه ..
تعالى نداءه :
(الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد)
نداءآن ينبعثان من من موقعين مختلفين ..
ذهب وراء نداءه ذاك .. وغاص وهو يسترق السمع لنداء من يتهيأؤون لعامهم الجديد ..
غاص وعلى وجهه إبتسامة .. وهو يستمع إلى تهليلهم وتكبيرهم ..
فقد عرف أن جنازته سيصلى عليها جمع كبير ..
فكأنما نداءه الذى لبى .. مقرون بنداءهم الذي كان تهليلاً وتكبيراً ..
فرغوا من صلاتهم .. وأنفقوا يوم عيدهم .. في البحث عن جثته بين أمواج النهر ..!! (*)
ألتقيته قبل ذهابه وراء ذلك النداء الخفي .. كان العيد قد أعلن عن نفسه ..
زحمة السوق الخانقة .. بيوت الحي كأنها عروس تتهيأ ليوم زفافها ..
الأطفال يكنسون الشوارع .. على طريقتهم تلك المضحكة البريئة .. يكنسون أوراق الأشجار وقصاصات الأوراق ..
ثم ما يلبس الهواء أن يعيد نثرها بوجوهم .. ينفقون بضعة ساعات في حوارهم هذا مع الهواء ..
ثم ينصرفون إلى ملاحقة أهليهم بمطالبهم .. التي على تواضعها , تجعلهم يروون الدنياوماعليها قد وضعت بين أكفهم ..
كان قد عاد مؤخراً من سفر قد أخذ من سنوات عمره الكثير .. كان ساهماً كعادته ..
فاجأني بالقول :
بكرة حا تجي تودعني ؟
كأنني لم أسمعه جيداً .. أجبته : أيوة بكرة حا أجي أعيد عليك ..
أبتسم وهو ينظر نحو نقطة مجهولة .. كأن أحدهم قد رسمها على صفحة الأفق ..
إحتضنني وقال :
كل سنة وأنت طيب .. ودعتك الله ..
سألته :
إنت مسافر تاني ..
أجاب : أيوة .. ماشي ورا الصوت البناديني .. أنا مش حكيت ليك ؟
تذكرت أنه كان يحدثني عن ذلك النداء .. ما أخذت أمره على محمل الجد .. إستيقظت صباح العيد على أهله وأصدقاءه وأحباءه وهم ينادوون :
يا(غيث) .. يا (غيث) .. يا (غيث) ..
لكنه كان نداء قد سبقه نداء
رحت أنا أيضاً أنادي ودمعي يتساقط حاراً على خد حديث الحلاقة هيأته للعيد لكنني شغلته بدموع سكبتها على حبيب :
يا (غيث ) يا (غيث) يا (غيث)
لكنه كان قد مضى ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحقيقة .. (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
عامه الأخير .. أنفقه في تواصل حميم مع كل من أحبهم ..
ذلك العام أجزم أنه أحتضنني آلاف المرات ..
إلا أن حضنه الآخير .. كان دافئاً , تخللته قشعريرة كالتي تصيبك من أثر برد ليلة شتوية ..
كان المكان مضاء بسراج وقوده زيت رخيص .. ظله كان ممتداً , توالدت عنه ظلال لم أستطع تبين عددها ..
يومه الأخير ..
كان قد حفل بنداءآت مختلفة أختلطت وتمازجت .. حتى ضاعت ملامحها بين طيات بعضها :
الله أكبر
(ياغيث)
الله أكبر ..
(ياغيث)
الله أكبر ولله الحمد ..
(ياغيث) .. (ياغيث) ..
(ياغيث) ..!!
(*)
لبى النداء .. دون أن يتذوق طعم ذلك الإنتظار المر ..
إنتظار الإنسان منذ يوم ميلاده .. للحظة رحيله إلى هناك ..
حيث منتصف النهر .. بين شطين ..
حين تبتلعك ماتظنه ظلمة .. تعارف الناس على أنها كذلك ..
رغم أن أحداً لم يذهب ويستقصي الأمر ثم يعود بجليته ..
أظنه تبع ضوءاً ما , ليس مثله من يتبع ظلمة .. عرف ما ينتظره هناك ..
فذهب وعلى وجهه إبتسامة ..
(*)
بعض الناس يحملون عالماً جميلاً .. بمخيلتهم .. لا يجدون هذا العالم على أرض الحقيقة .. إلا أن مثوله بين أضلعهم .. هو محرك بحثهم عنه بين الناس والأشياء في حيواتهم الدنيا ..
ويكون أحد أسباب تمسكهم بالحياة
أملهم هو .. مايحملونه بدواخلهم يحط على أرنبة أنوفهم كنظارة وردية .. حتى تنفجر دواخلهم .. فتسقط هذه النظارة ..
وتأخذ وهي في طريقها الى الأرض .. تلك الغيمة الوردية ..
فيديرون ظهورهم للدنيا.. ويذهبون وراء النداء ..
صوت من منتصف النهر ناداه : ياغيث ..
ياغيث ..
ياغيث ..
فلبى النداء ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
|