|
|
 عميد رؤساء نادى الهلال سعادة اللواء شرطة معاش عمر على حسن فى كلمة قويه
|
هذا عامٌ ضيّعناه بالحزن والمآسي وخنقنا فيه أنفاسنا بأيدينا.. ولعل أحداثه قد تراكبت لتصنع ظلاماً قاتما ً لا تصعب فيه الرؤية فقط وانما تحدث تخبطاً مؤذياً للذات والجماعة والكيان.. وانعكس ذلك على الحياة العامة لكل الناس وأربك تناولهم لما يجري حولهم فتقلب بين سوء الفهم وخطأ البناء وقصر النظر والتعصب للرأي بخطئه وصوابه دون تبصر للنتائج القريبة أو البعيدة ..
ودون مساس بالآخرين أقول أن نادي الهلال اتُخذ درعاً من بعض أبنائه فحاربوا به لكسب قضاياهم الشخصية والجماعية.. فتلقى كيان الهلال كل الضربات حتى لم يعد قادراً على التماسك وأصبح على حافة الانهيار والضياع..
دخل الهلال العام باتهام لرئيسه بالإعتداء على حكم أجنبي .. وانقسم الناس حول إدانة الرئيس .. كل بمنطقه ورؤيته الشخصية وربما استناداً على ما تنادي به المعارضة للرئيس .. وارتفع الصوت الداخلي الموحي بأن الرئيس ليس مؤهل لقيادة النادي العظيم فتحولت الأزمه من أزمة اعتداء على الحكم الى أزمة صلاحية الرئيس لتولي القيادة.. وبني على ذلك كل ما تلاه ..
في الظروف العادية كان يمكن اثبات الإعتداء أمام المحاكم والهيئات الرسمية .. فيلقى بالرئيس خارج النادي ويأتي بديل أنسب يسير بالنادي في يسر وهدوء ليحقق أهدافه .. أو يُبّرأ الرئيس وينتهي الأمر .. ولكن الذي حدث غير ذلك .. فقد تمسك المدّعون بدعواهم دون تقديم الدليل لتمكين المحاكم والجهات الرسمية من توقيع العقاب الحاسم الذي يجنب النادي كل ما تعثر به على مدار العام .. وقدم الرئيس دفوعه وبرأته المحاكم .. ولم يصدقه أحد من معارضيه .. وتطوّر الصراع الى صراع ليس فيه منطق ولا عدل ولا نظرة للمصلحة العامة للكيان ..
ولو أردنا سرد المفارقات التي نبتت بعد ذلك لوجدنا أن أكثرها يتجه للحرب المعلنة على الرئيس .. والتي تسببت في زعزعة استقرار النادي وليس الرئيس ..
أولها استقالة نائب الرئيس والسكرتير ثم عضو من المجلس ثم عضو آخر ثم أمين المال .. والرأي الصحيح كان يقضي بقبول تلك الإستقالات أو ملاحقة أصحابها باللوائح لغيابهم عن الإجتماعات وتوقفهم عن العمل الذي انتخبوا من أجله ورفع توصية للوزارة للبت في أمرهم .. واللوائح تحدّد أن غيلب العضو عن اجتماعات المجلس لثلاث جلسات متتالية يسقط عضويته للمجلس ويكفل ترفيع أو انتخاب عضو غيرة لإكمال المجلس .. ولو قام مجلس الإدارة بتطبيق اللوائح في وقتها لما تطور الموضوع ووصل الى حد ادعاء المستقيلين بفقدان المجلس للشرعيه والوصول بالنادي الى نفق الفراغ الدستوري مرة في حموة التنافس القاري وأخرى في مرحلة التسجيلات التي يمكن أن تهدم الموسم المقبل للنادي .. والمتضرّر هو النادي الكيان وليس الرئيس الفرد ..
وثانيها إطلاق يد المدرب بالصورة التي يمكن أن تسبب أضراراً للنادي بما قد يترتب على مواقفه وتصريحاته من مقاومة يمكن أن تهدد بنيان النادي .. وصحيح أن تتبع الإدارة الرأي الفني للمدرب .. ولكن ليس صحيحاً أن يترك ليصرح ويعلن في الصحف مواقفه من لاعبي النادي .. هو مثلهم موظف في النادي ولا يحمل تفويضاً من جماهير النادي باصلاح النادي .. فاذا حوسب على أول تشدّد خارج عن حقه .. لما تطورت الأمور في اتجاه اللاعبين وبعضهم رموزٌ للنادي..
ويقابل هذا وضعٌ مماثل لقائد الفريق الذي لو حوسب بالنظام لما تجاوز حدوده ولاعتزل او اعتدل .. دون أن ينزلق فيما يعرضه لهدم تاريخه الزاهي ..
وثالثها من يعملون ليلاً ونهاراً على زعزعة استقرار المجلس بالحق أو بالباطل دون أن يتبصّروا بالاثر الذي يمكن أن ينتهي اليه حال النادي .. فلا هم أتوا لإدارة النادي ولا نجحوا في إسقاط الإدارة الحالية .. وللأسف فإن تأثيرهم قد ألقي بظلاله على جماهير النادي التي اصبحت مُعبّأة ومشتعلة دون منطق .. وهذا حال الناس في السودان الآن فالناس تصدق ما تسمع ولا تقبل غيره ...
في ظل هذا التلاطم الذي كان يمكن أن يحسم كله في وقته بالنظام واللوائح الداخلية للنادي تفاقمت الأمور وتعرض النادي لخسائر وشروخ جسيمة :
أولها: أن نادي الهلال أصبح نادياً يُدار من خارج أرضه وأن إدارته المنتخبة لا تستطيع دخوله
ثانيها: أن فراغاً دستورياً مزعوماً يحيط بالنادي ويهدّد كل أعماله بالبطلان
ثالثها: أن أمر إدارة النادي قد خرج والى الأبد من أيدي الإدارات المُنتخبة أو المعينة الى أيدي الجماهير المُتعصبة وسيتجدد الحراك المعارض كل ما جاء مجلس جديد وسيذهب الهلال تحت أقدام أنصاره وربما نراهم يهدمون منشآته أو يحرقونها ولا يبقى لأي إدارة جديدة شيء تفعله غير إزالة الضرر..
رابعها: أن أحداً عاقلاً لن يقدم على إدارة النادي .. وكذلك لن تقدم المؤسسات على رعايته ولن يقبل المدربون او اللاعبون على الإنتماء أو التسجيل بكشوفات النادي غير المستقر ..
خامسها: أن كل خطوة تتخذ في أمر نادي الهلال ستتعرض للطعن في المحاكم وينحصر عمل الإدارة في الدفاع عن قراراتها..
سادسها: أن تبقى جماهير النادي خارج التحكم ويتواصل اعتداؤها على الغير وعلى ممتلكات الغير سواء للإنتقام أو للتعبير عن سخطها على إدارة النادي .. ثم يتكبد النادي تعويضات باهظة تهدم قدراته المالية كما حدث في الحكم بشأن إصلاح طابق شاخور باستاد المريخ والذي يطالب فيه نادي المريخ بمبلغ ثلاثين ملياراً ..
وآخرها وأدناها: أن يفقد النادي رموز لاعبيه وجماهيره لصالح أندية أخرى في نزيف لن يتوقف قريباً ..
ولما كانت الحرب بين الإدارة والمعارضه وتعبير الجماهير عن رأيها أمراً مشروعاً في الهلال .. فان التعسف في استخدام هذه الوسائل قد أضر بالنادي ضرراً لا يستحقه من أبنائه..
فالجماهير والمعارضة لا تستطيع أن تغير الإدارة المنتخبة الاّ من خلال النظام .. وليس (للربيع العربي) كما يقولون قدرة على إحداث التغيير بالنادي .. ولن تجدي استقالة المجلس في تحقيق رغبة الجماهير بقدوم مجلس أفضل بالتعيين أو الإنتخاب.. بل وربما لا نجد أصلاً من يرغب في إدارة النادي .. والكثيرون ممن يملأون الساحة ضجيجاً اليوم لن يقدموا للهلال القيادة المناسبة أو يصبروا على الإبتلاء بإدارته .
والنادي عبارة عن كيان وجماهير .. لن يخدمنا أن نصارع بعضنا بهما فنهدم الكيان أو نفقد الجماهير
ومن يريد للنادي الكيان والجماهير خيراً فيجب ان ينهي عامه الذي غربت شمسه الآن بأن يتعظ بما آل إليه الحال ويدعو نفسه قبل غيره الى التفكير بوعي في بدء العام الجديد بوقف الصراع والخسائر والعمل على تجاوز هذه المحنة ..
وأن يكون دعمنا وانتمائنا للهلال جدياً ومجدياً ولو اقتضى ذلك تحمل بعض المصاعب والمرارات والمكاره.. وذلك ثمناً لخطأٍ ما ارتكبناه جميعاً في حق الهلال .
وبالله التوفيق
عمر علي حسن
|
|
 
|
|
|
|
بشرى مبارك ود السقاى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست