|
حزمة حكاوي ابن البلد
|
1- الهاشميـــــــــــــــــــــة
جاء احد بلدياتنا ضيفا الى العاصمة من الاقاليم ونزل عند بيت عمه كالعادة كلما احضرته مناسبة الى العاصمة
وكالعادة ايضا نزل بالصالون حيث الحوش ينفصل عن النساء تماما كان عمه ابا لحسان ثلاث يثرن جنون شباب الحي والاحياء المجاورة ولم يكرمه الله بابن ذكر
اما هو كان يتحين الفرص والمناسبات حتى يرسل للعاصمة
هو لم يحدد ميولا لاي منهن ولكن اي واحدة منهن كانت تلهب جروح قلبه وتداويه لتجرحه الاخرى من جديد
كان يحب سماع اسمه عند اي منهن ثلاثة حروف فقط ( حمد) تخرج رنانة نغمة مرصعة بالالماز او كما كان يزعم
بعد ان يعود مساءا من المهمة التي ارسل لاجلها يستلقي على سريرة يعد النجوم ويجرد في احداث اليوم
فهو يقضي الليل مثل لجنة الانتخابات اذا يظل يفرز في الاصوات واحداث الحسان ليحدد من منهن فازت بقلبه او بالاحرى هو من فاز بقلبها .. وبينما هو ذات ليلة يقوم بجرده اليومي يسمع صرخة تعقبها صرخات من الحوش الثاني وعبارة .. الحقونا الحرامي .. تتدفق عنده هرمونات الذكورة والشهامة والغيرة والفرصة والبطولة وينزوي الخوف ليهب شهما واقفا على السور الفاصل ويشاهد اللصوص فعلا يقفذون السور خارجا وهو بغضب دون تحكم .. يسب ويسخط ويلعن في اللصوص وهو يلحق بهم .. كان حريصا ان يلحق باللصوص ويقبض عليهم قبل اي من شباب الحي يقوم بهذا الدور قبله .. هي فرصته على طبق من ذهب ليثبت لعبلات عمه بأنه عنترة زمانه .. يجري اللصوص في الاول مزعورين من شجاعته المتدفقه ومتوقعين ان صرخات الحسان ستجر عليهم جيشا جرارا من المراهقين المتيمين ..
ولكن بعد ما وصل اللصوص منتصف ميدان كرة قدم يجاور المنزل اكتشفوا بان حمد وحده فقط هو من يجري خلفهم ..
بدأت خطواتهم تتابطأ في الجري ..
هم شكوا ربما كان يحمل سلاحا ناريا ..
وحمد عندما لاحظ لتباطؤ جريهم حس بأنه دخل في ورطة بدأ يرخي من جريته هو ألاخر ويتلفت في انتظار أي مدد او دعم ..
ليفاجأ بأن الحي هادئ بل لم يكن احد من ابناء الحي يجري خلفهم من البداية حتى عمه لم يقم من النوم ..
هدأ وتبخر الحماس وأبطأ جريته حتى توقف تماما ..
هنا توقف اللصوص وبتلفته المزعور ايقنوا تماما بأنه لا يحمل اي نوع من الاسلحة ..
وبدأوا يتحركون تجاهه مشيا في البداية تحسبا ربما كان يحمل سلاحا ..
اما هو عكس الاتجاه وشرع في الجري نحو البيت ,,,
ليجد نفسه قد تحول لطريده
كأنه في كابوس ملاريا مع تايفود حلم فظيع ..
جرى بكل طاقته يمني النفس بانه لو نجى من هذه غدا سيحزم حقائبه نحو البلد بلا عبلة بلا لمة ... بالله دا عم دا بناته يصرخوا ما يصحى يشوف الحاصل ؟؟) همس في نفسه وهو يجري ..
بما ان باب البيت لم يكن مفتوحا اذا انه قفذ عبر السور عليه ان يعود من نفس الطريق الذي خرج منه ..
لكن للاسف يدركه اللصوص وهو يتشبث بالسور .. عاب على نفسه الصراخ لذلك تحمل علقته لوحده ..
وفي الصباح بعيون وارمه وشفاه دامية يودع عمه وبناته .. ويخبرهم بأنه القن اللصوص درسا لم ينسوه ناسيا بأن معالم هذا الدرس مرسومة على وجهه هو فقط ..
ولكن الدرس الحقيقي الذي تعلمه هو يجب الا تغلب عواطفه على عقله ..
الرجل يقوده عقله والمرأه يقودها قلبه
هكذا اقنع نفسه وهو يكمد عينه الوارمة بمنديل اهدته له احسان وهي تودعه ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حزمة حكاوي ابن البلد (Re: درديري كباشي)
|
2 لزام التقيلة
نسبة لتعليمه المميز وتفوقه على اقرانه في القرية استأذن الخزين والده الغني في نقل جزؤ من عمله وتجارته الى العاصمة لان حياة القرية ما عادت تستهويه ..
وافق الاب مؤمنا الى حوجتهم لممثل لهم في العاصمة يتابع اعمالهم ..
وفعلا انتقل الى العاصمة واشترى بيتا واسعا في احد احيائها الطرفية ..
واشتهر البيت عند اهل القرية ببيت ود العمدة في الحرتوم..
اصبح بيته بيت ضيفان كما كان بيت والده في القرية تماما
اكتظ عنده الضيوف من الوافدين الى القرية من متابعي العلاج وطلاب الجامعات .. بل اصبح بيته اشبه بمحطة تغيير للطلاب من ابناء قريته ..
هنا كان سغيدا بكل هذا الزخم .. وخاصة ان والده كان يدعمه بلواري محملة بشوالات الزرة والتموينات ,,
توفى الوالد
ساءت حالة الحواشات الزراعية كما حال الزراعة في السودان وقل دعم القرية حتى توقف تماما ..
لم يبقى له سوى تجارته التموينية في السوق العربي ..
لكن اهل القرية لم يحسوا بهذا التغيير عنده لان الطناجر والتنانير لازالت تقدم خيراتها في بيته حتى ولو على حساب رأسماله ..
ساندته زوجته فاطمة وهي بنت عمه لم يكن غريبا عندها خدمة الضيوف ..
في الاول كانت مدعومة بعدد لابأس به من الشغالات .. عندما كان الحال زين ..
فكانت تحلف على الضيفات بالا يقدمن اي مساعدة بل يتمددن مستريحات في الصالات على السرر المفروشة .. في انتظار الخدمات ..
عندما ضاق الحال وتم صرف الخدامات .. اصبحت هي وحدها في خدمة ضيفاتها ..
اللاتي بتن لا يستحين من الطلبات كانهن في فندق لا حصر لعدد نجومه يقدم خدمات مجانية ...
( عليك الله يا فاطنة بتي اخدي لي توبي دا شطفة في الغسالة عندي مواعيد مع الدكتور )
- لكن يا خالة الكهربا قاطعة ..
( نان مالوا كان بليتيه لي في الطشت انا بقوم بشفطه )
لآ خلاص خليه انا بغسله ليك ..
وهكذا دواليك ودواليب ..
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزمة حكاوي ابن البلد (Re: درديري كباشي)
|
يعود الخزين من عمله عصرا لوجبة الغداء
يجد ضيوفا جدد في الديوان مع بقاء القدامى كما هم ..
يرحب بهم يسألهم عن حالهم ... يشكون له له الفاقة ملمحين في انهم يتعشمون في اكثر من مجرد ضيافة منه ..
يسأل الله لهم الرحمة والفرج من الله دون ان يفصح او حتى يلمح الى ان صرفه هو دخل في اللحم الحي اي رأس المال .. وبدأ يبيع جزؤ من املاكه ليطعم هؤلاء الضيوف مرة قطعة ارض ومرة دكان في الشجرة وتارة كشك في الفرع ..
لم يشكو لاحد بل ظل هاشا باشا ..
كثيرا ما نام في الكنبة بالصالون عندما تبلغ الزروة زروتها ..
يستعجل ام العيال في طعام الغداء ..كان يذبح خروفا كل يومين تقلص حتى اصبح اسبوعيا ليكتفي الى كيلوا لحمة يوميا يرسل له الجزار ويقيد في الكراسة ..
في لحظات تناول الوجبات يدور حوارا كثيرا للضيوف حول غلاء المعيشة وانه دخلهم اصبح لا يغطي الشهر ...
والعلاج والمرض يحدث فجوات في ميزانياتهم وجروح لا تندمل
حتى الفكي في القرية رفع سعره عندما وجد نفسه تحول الى بديل استراتيجي ..
رغما عن ذلك كان الخزين سعيدا اذ لازالت جينات الخير عنده فعالة ..
وكثيرا ما هدأ زوجته الشاكية الباكية التي قالت انها كبرت قبل يومها في خدمة عدد من الناس لاحصر لهم ..
اللوري يغيب زائرا والقرية ترسل الف زائر ..
كثيرا ما قال لها كله برزقه وثوابه
فهو يعزي نفسه قبلها
الى ان يوم بعد ان عشى ضيوفه فطيرا باللبن واستوى كل الضيوف على اسرتهم بل حتى على الكنب والسجاد
اذ كان في ذلك اليوم زروة الزروة ..
وقف في الباب الفاصل بين الحوشين يهمس لزوجته مزهوا بهؤلاء الضيوف الذين رموا انفسهم على الاسرة مستمتعين بنسيم الليل والفطير واللبن وبطونهم الممتلئة .. يقول لزوجته بكل فخر تتصوري يا فاطمة ما لاقي مكان انام فيه ..
تقول له : تسلم يا عشاي خليني اروح المخزن اجيب لك شوال السكر الفاضي تنام فيه ..
تغير وجهه كانه لسعته عقرب او ادخل يده في علبة الكهرباء بالخطأ ..
- تعالي قلتي تجيبي شنو ؟؟
- قالت قلت لك شوال السكر الفاضي ..
- شوال السكر ؟؟؟ هو كمل .؟؟؟ الجبناه قبل يومين ؟؟ الخمسين كيلو ؟؟
وبدأ صوته يعلوا رويدا رويدا لدرجة جعلت بعض الضيوف يتململون ..
لولا لحقت به فاطمة واضعة كفها في فمه قائلة :
هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس
الضيوف ما يصحو ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزمة حكاوي ابن البلد (Re: درديري كباشي)
|
3- من ثقب الأوزون
دخل استاذ العلوم الشرير على تلاميذ الصف السادس بعيونه المحمرة الجاحظة المرعبة وبشاربه الكث وشعره المنكوش وكالعادة يحمل في يده
السوط الذي لا يفارقه ...
التلاميذ الذين يدخل عليهم هذا الاستاذ يقضون اسوأ خمسة واربعين دقيقة في حياتهم يمتنون ان تنقضي ولكنها لاتفعل الا بعد ان تتضاعف
ضربات قلوبهم عشرات المرات هذا ان نجو من جلدات سوط الجلد غير العقوبات الاخرى مثل التوجه ناحية الجدار ورفع اليدين الى اعلى ....
رغم عمل كل احتياطياتهم من مذاكرة وغيره استعدادا لحصته حتى يتجنبوا التعرض للجلد الا انه كان يفلح دائما في ايجاد سبب لجلدهم .. او هكذا
كانوا يظنون به كما كانوا يظنون بانه يستمتع بتعذيبهم اكثر من اي شئ آخر ..
لكن حصة اليوم ما هو موضوعها المرعب ؟؟ كل التلاميذ كالعادة يدور في اذهانهم هذا السؤال كل ما دخل عليهم هذا المعلم الشرير الشرث ..
دخل هو يحمل كتاب العلوم ليقابله الفصل بالتحية وقوفا كما يفعل التلاميذ عادة يشير لهم بالجلوس بيده دون ان يلقي التحية .. وهم اصلا لا
ينتظرون منه سلام .. وكيف ينتظرون سلاما لفظيا وهم يعلمون انه غير موجود في الواقع ..
توجه الاستاذ ناحية السبورة وكتب التاريخ في اقصى اليمين وكما كتب كلمة علوم في وسط السبورة والتفت على التلاميذ بدون اي مقدمة موجها
سؤالا عاما ..
من ثقب الاوزون ؟؟
عم الصمت الواجم كل الفصل
كررالسؤال بنفس صيغته : يا اخوان من ثقب الاوزون ..؟؟
لم يجب احد بل تكاد تسمع خفقان القلوب الصغيرة من بعيد وهم يتلفتون ..
واخيرا بدات عين الاستاذ تحمر وتناول الصوت وقال متقدما ناحيتهم : كل الفصل ما عارف؟؟ ,,وتوجه ناحية يده اليمين موجها السؤال نحو
اقصى تلميذ باليمين ..
الاستاذ محولا كلامه الى الدراجي : قوم انت يا فقر منو ثقب الاوزون ..
التلميذ : والله يا استاذ انا كنت غايب أمس وما حاضر
بدأت الهمسات بين التلاميذ ..
أحدهم للثاني : فيصل فيصل فيصل .. الاوزون دا شنو ؟؟؟
الثاني : انا عارفو ياخ الاستاذ دا كرهنا حياتنا ذاتو يمكن يكون قاصد الزير ..
الاول : طيب القد الزير منو ؟؟
الثاني : امس كان في جماعة بيلعبو جمب المزيرة يكون ضربوه بالكورة ..
الاول : والكورة بتقد ولا بتكسر ..
يدخل : ثالث ما تورونا يا فيصل الزول دا ماشي علينا الاوزون دا شنو؟؟
ورابع : يكون قاصد المكرفون بتاع الجامع لانه بيأذنو بيه ..
سمع الاستاذ منطقة الهمس وتحرك نحوهم فعلا
الاستاذ : قوموا انتوا كلكم بداية منك انت فيصل منو ثقب الاوزون ..؟؟
فيصل : والله يا استاذ ( من باب كتلوك ولا جوك جوك ) انا يا استاذ ..
الاستاذ : شنو انت ..انت عملت شنو ؟؟
فيصل : انا كنت ماشي وبعدين بدون ما اقصد شت لي حجر كدا قام الحجر طار وقد البتاع البتقول عليه انت دا ولكن والله ما قاصد يا استاذ ..
الاستاذ : البتاع شنو تقصد الاوزون ؟؟؟
فيصل : ايوا استاذ واعفي لي يا استاذ انا انشاء الله اكلم ابوي يشتري ليكم واحد بدلو ...
الاستاذ : يشتري لينا شنو ؟؟
فيصل : اوزون جديد يا استاذ ..
الاستاذ : جدع الله يخلي لينا ابوك ويخليك انت لابوك ..
فيصل متبسما لهذا الاطراء الجميل من الاستاذ وهو اول مرة يعملها ..
وسرت همهمات شكر بين التلاميذ يشكرون زميلهم فيصل الذي فداهم بنفسه ..
أحد التلاميذ : والله فيصل بطل شوف بالله مع انه ما هو القداها ديل ناس عمر كانوا يلعبوا كورة.. واحد تاني .. طيب ليه تسكت تخلوا فيصل
يشليها براه ما تكلموا الاستاذ ..
واحدهم يا استاذ يا استاذ :
الاستاذ : ايوا نعم يا خليفة
خليفة : القد اوزون انا عارفه ؟؟
الاستاذ : منو القد الاوزون
خليفة : ديل ناس عمر كانوا بيلعبوا كورة جمبو وشاتوه بالكورة ..
عمر مقاطعا يبدو انه من النوع المتجرس : ابدا يا استاذ والله دا ما انا كذاب ؟؟ والله ما انا .... وبدا يبكي ..
مع كل حملات الرعب والبكاء والعويل كان هنالك تلميذ واحد يقفل فمه بيديه الاثنين حتى لا ينفجر بالضحك ويراه الاستاذ
ويبدا يضحك بضحكه بعد ان فهم السبب ...
الاستاذ ايوا يا طارق انت عارف من ثقب الاوزون ؟؟
طارق : نعم يا استاذ
في هذه اللحظة كان كل التلاميذ ينظرون الى طارق بنظرة توعد حتى لا يرمي التهمة عليهم وبعضهم يتوعده بضم اصابعه
مع بعضهم البعض كاشارة للانتقام منه اذا فتن بهم ,اخرين يمررون السبابة على حلوقهم مهددين بالذبح اذا فتن بهم..
الاستاذ : يا طارق اول قل للاغبية ديل ما هو الاوزن ..
طارق الازون : هو الجزء من الغلاف الجوي لكوكب الأرض و الذي يحتوي بشكل مكثف غاز الأوزون. و هي
متمركزة بشكل كبير في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي للأرض و هي ذات
لون أزرق.
يتحول فيها جزء من غاز الأوكسجين إلى غاز الأوزون بفعل الأشعة فوق البنفسجية القوية التي تصدرها
الشمس وتؤثر في هذا الجزء من الغلاف الجوي نظرا لعدم وجود طبقات سميكة من الهواء فوقه لوقايته.
ولهذه الطبقة أهمية حيوية بالنسبة لنا فهي تحول دون وصول الموجات فوق البنفسجية القصيرة بتركيز
كبير إلى سطح الأرض ...
الاستاذ : عرفتو يا بلدا انه الاوزون ما هو زير المدرسة ولا ابريق الغفير .. والكلام دا مكتوب عندكم في
كتاب العلوم .. يلا يا طارق قول لهم من ثقب الازون ..
طارق : الطفرة الصناعية الضخمة ونتيجة للغازات المتولدة من المصانع الغربية ادت الى ثقب طبقة
الاوزون وعملت ما عرف بظاهرة الاحتباس الحراري ..
الاستاذ : برافو عليك يا طارق : يلا بعد كدا احكم على زملاك البلدا ديل نجلدهم ولا نسيبهم .
طارق : خلاص يا استاذ هم تعلمو الدرس سيبهم .
| |
|
|
|
|
|
|
|